Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: صفراء

حوصل

حوصل


حَوْصَلَ
a. Filled its crop (bird).
حَوْصَل
حَوْصَلَةa. Crop (bird).
(حوصل)
الطَّائِر مَلأ حوصلته وَالْإِنْسَان وَغَيره برز أَسْفَل بَطْنه
[حوصل] ط فيه: يخضبون بهذا "كحواصل" الحمام، أي يخضبون الشعر الأبيض باللون الأسود كحواصله جمع حوصلة وهي معدته، والمراد صدره وأراد جنس السواد لا نوعه المعين، وبعض المام لا جميعه، لأن بعضه ليس بأسود، ولا يجدون رائحة الجنة مبالغة في الزجر في تغيير الشيب.
حوصل
حوصلَ يحوصل، حَوصَلةً، فهو مُحوصِل، والمفعول مُحوصَل (للمتعدِّي)
 • حوصل الطَّائرُ: ملأ حَوْصلتَه.
• حوصل الموضوعَ ونحوَه: بَلْوَره، أعطى حصيلتَه "حوصل الكلامَ". 

حَوْصَل [مفرد]: ج حواصِلُ
• الحوصَلُ من الطَّير: انتفاخ في المرِّيء يختزن فيه الغذاء قبل وصوله إلى المَعِدة. 

حَوْصَلَة [مفرد]: ج حَوصَلات (لغير المصدر {وحواصِلُ} لغير المصدر) وحَواصيلُ (لغير المصدر):
1 - مصدر حوصلَ.
2 - شبه حُقَّةٍ تُجْمع فيها النقودُ ونحوُها.
• حَوصلة الطَّير: حَوْصَلُها؛ انتفاخ في المريء يختزن فيه الغذاء قبل وصوله إلى المَعِدة.
• حوصلة الإنسان وغيره: أسفل البطن إلى العانة، ما بين السُّرّة والعانة.
• حَوْصَلَة صفراويَّة: (طب) كيس صغير لاصق بالكبد على شكل الكمّثرى، يجتمع فيه ما تفرزه الكبدُ من الــصفراء التي تساعد على هضم الموادّ الدُّهنيّة. 

حَوْصَلِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَوْصَلَة.
• تليُّف حوصليّ: (طب) مرض وراثيّ يُصيب الغدد الصمَّاء بجسم الإنسان، ينتج عنه إفراز هذه الغدد لسائل لزج سميك يؤدِّي إلى انسداد غدد البنكرياس والكبد. 

حُوَيْصِلَة [مفرد]:
1 - تصغير حَوْصَلَة.
2 - كيس غشائيّ شبيه بمثانة صغيرة، مملوء بالسائل أو الهواء "حُوَيْصِلة صفراويّة".
3 - بَثْرة "حُوَيْصِلة صديديّة".
4 - (حي) تجويف صغير في خليّة سيتوبلازميّة يحيط به غشاء فرديّ يحتوي على الماء والغذاء أو الفضلات الأيضيّة.
• حُوَيْصلَة منَوِيَّة: (شر) كيس صغير على كُلِّ جانب من مثانة الذَّكر، يفرِزُ المَنِيّ.
• حُوَيْصلَة هوائيَّة: (نت) جوفة صغيرة في النسيج النباتيّ يملؤها الهواء. 

عَلَامَات التَّأْنِيث

عَلَامَات التَّأْنِيث: ثَلَاث أَحدهَا التَّاء الساكنة الْمَوْقُوف عَلَيْهَا هَاء كالرحمة والظلمة وَثَانِيها الْألف الْمَقْصُورَة كحبلى وبشرى وَثَالِثهَا الْألف الممدودة كحمراء وصفراء. وَقَالَ بَعضهم أَنَّهَا أَربع بِزِيَادَة الْيَاء فِي ذِي وتي وَزعم أَنَّهَا للتأنيث لكنه مَمْنُوع لجَوَاز أَن تكون تِلْكَ الصِّيغَة مَوْضُوعَة للمؤنث مثل هِيَ وَأَنت بِالْكَسْرِ. وَاعْلَم أَن الأَصْل من هَذِه العلامات للمؤنث هُوَ التَّاء الْمَذْكُورَة دون الْأَلفَيْنِ الْمَذْكُورين إِذْ الْألف الْمَقْصُورَة تحذف وَتبقى الفتحة قبلهَا دَالَّة عَلَيْهَا مثل مصطفين وَقد تبدل بِالْيَاءِ مثل حبليين والممدودة تقلب واوا مثل حمراوين وَالْأَصْل فِي الْعَلامَة عدم التَّغَيُّر وَالتَّاء الْمَذْكُورَة لَا تَتَغَيَّر عَن حَالهَا فَهِيَ بَاقِيَة على أصالتها فَصَارَت أصلا من سَائِر العلامات وَلَا بُد للمبتدي من حفظ هَذَا المرام لِأَنَّهُ نَافِع لَهُ فِي عدَّة مقَام. 

ف (73)

التّجربة

التّجربة:
[في الانكليزية] Experience
[ في الفرنسية] Experience
لغة آزمودن. والتجربيّات والمجرّبات في اصطلاح العلماء هي القضايا التي يحتاج العقل في جزم الحكم بها إلى واسطة تكرار المشاهدة. وفي شرح الإشارات: التجربة قد تكون كليّة وذلك عند ما يكون بتكرّر الوقوع بحيث لا يحتمل معه اللاوقوع وقد تكون أكثرية وذلك عند ما يكون بترجح طرف الوقوع مع تجويز اللاوقوع انتهى. فهذا التفسير لمطلق المجرّبات كليّة كانت أو أكثرية وما هو من أقسام اليقينيّات الضرورية هو المجربات الكلّية.
وحاصل التعريف أنّ المجرّبات مطلقا هي القضايا التي يحكم بها العقل لإحساسات كثيرة متكرّرة من غير علاقة عقلية، لكن مع الاقتران بقياس خفيّ لا يشعر به صاحب الحكم مع حصول ذلك القياس من تكرّر المشاهدة. وذلك القياس هو أنه لو كان الوقوع اتفاقيا لما كان دائميا أو أكثريا، لأنّ الأمور الاتفاقية لا تقع إلّا نادرا، فلا بدّ أن يكون هناك سبب وإن لم تعرف ماهيّة ذلك السبب، وإذا علم حصول السّبب علم حصول المسبّب، مثل حكمنا بأنّ الضرب بالخشب مؤلم وبأنّ شرب السقمونيا مسهّل للــصفراء. فخرجت الأحكام الاستقرائية إذ لا قياس فيها، والحدسيّات لأن القياس المرتّب فيها غير حاصل من تكرار المشاهدة، والفطريات لأنّ القياس فيها لازم للطرفين. ثم الظاهر أنّ مصداق التجربة الكلية حصول اليقين كما في التواتر لا بلوغ المشاهدة إلى حدّ معيّن من الكثرة. قالوا لا بدّ في التجربيّات من وقوع فعل الإنسان لكن لا يشترط أن يفعله الحاكم المجرّب بنفسه، بل يكفي وقوعه من غيره، كما إذا تناول شخص السقمونيا ووقع الإسهال وشاهد شخص آخر ذلك مرارا حصل له العلم التجربي قطعا. واعترض عليه بأنّ الأحكام النجومية من التجربيّات ولا تتوقف على فعل إنسان أصلا، كما أنّ الحدسيّات كذلك.
ولذا قال شارح إشراق الحكمة إنّ المجربات لا تقال إلّا في التأثير والتأثّر، فلا يقال جربت أنّ السواد هيئة نار أو أنّ هذه النار أسود، بل يقال جرّبت أنّ النار محرقة وأنّ السقمونيا مسهّل انتهى. فلم يشترط فيها فعل الإنسان بل التأثير والتأثّر، هذا كله خلاصة ما في الصادق الحلواني حاشية الطيبي وما حققه المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح المواقف.

الْمَمْدُود

الْمَمْدُود: هُوَ الِاسْم الَّذِي يكون فِي آخِره همزَة بعد الْألف كالحمراء والــصفراء ورداء وَكسَاء.
(الْمَمْدُود) مَال مَمْدُود كثير وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَجعلت لَهُ مَالا ممدودا} و (فِي علم الصّرْف) اسْم مُعرب آخِره همزَة قبلهَا ألف زَائِدَة نَحْو صحراء

عَدَّ 

(عَدَّ) الْعَيْنُ وَالدَّالُ أَصْلٌ صَحِيحٌ وَاحِدٌ لَا يَخْلُو مِنَ الْعَدِّ الَّذِي هُوَ الْإِحْصَاءُ. وَمِنَ الْإِعْدَادِ الَّذِي هُوَ تَهْيِئَةُ الشَّيْءِ. وَإِلَى هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ تَرْجِعُ فَرَوْعُ الْبَابِ كُلُّهَا. فَالْعَدُّ: إِحْصَاءُ الشَّيْءِ. تَقُولُ: عَدَدْتُ الشَّيْءَ أَعُدُّهُ عَدًّا فَأَنَا عَادٌّ، وَالشَّيْءُ مَعْدُودٌ. وَالْعَدِيدُ: الْكَثْرَةُ. وَفُلَانٌ فِي عِدَادِ الصَّالِحِينَ، أَيْ يُعَدُّ مَعَهُمْ. وَالْعَدَدُ: مِقْدَارُ مَا يُعَدُّ، وَيُقَالُ: مَا أَكْثَرَ عَدِيدَ بَنِي فُلَانٍ وَعَدَدَهُمْ. وَإِنَّهُمْ لَيَتَعَادُّونَ وَيَتَعَدَّدُونَ عَلَى عَشَرَةِ آلَافٍ، أَيْ يَزِيدُونَ عَلَيْهَا. وَمِنَ الْوَجْهِ الْآخَرِ الْعُدَّةُ. مَا أُعِدَّ لِأَمْرٍ يَحْدُثُ. يُقَالُ أَعْدَدْتُ الشَّيْءَ أُعِدُّهُ إِعْدَادًا. وَاسْتَعْدَدْتُ لِلشَّيْءِ وَتَعَدَّدْتُ لَهُ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَفِي الْأَمْثَالِ:

كُلُّ امْرِئٍ يَعْدُو بِمَا اسْتَعَدَّا

وَمِنَ الْبَابِ الْعِدَّةُ مِنَ الْعَدِّ. وَمِنَ الْبَابِ: الْعِدُّ: مُجْتَمَعُ الْمَاءِ، وَجَمْعُهُ أَعْدَادٌ. وَإِنَّمَا قُلْنَا إِنَّهُ مِنَ الْبَابِ لِأَنَّ الْمَاءَ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ كَأَنَّهُ الشَّيْءُ الَّذِي أُعِدَّ دَائِمًا. قَالَ:

وَقَدْ أَجَزْتُ عَلَى عَنْسٍ مُذَكَّرَةً ... دَيْمُومَةً

مَا بِهَا عِدٌّ وَلَا ثَمَدُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْعِدُّ: الْقَدِيمَةُ مِنَ الرَّكَايَا الْغَزِيرَةِ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ: حَسَبٌ عِدٌّ أَيْ قَدِيمٌ، وَالْجَمْعُ أَعْدَادٌ. قَالَ: وَقَدْ يَجْعَلُونَ كُلَّ رَكِيَّةٍ عِدًّا. وَيَقُولُونَ: مَاءٌ عِدٌّ، يَجْعَلُونَهُ صِفَةً، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ مِنْ مَاءِ الرَّكَايَا. قَالَ:

لَوْ كُنْتَ مَاءً عِدًّا جَمَمْتَ ... إِذَا مَا أَوْرَدَ الْقَوْمَ لَمْ يَكُنْ وَشَلَا

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الْعِدُّ: مَاءُ الْأَرْضِ، كَمَا أَنَّ الْكَرَعَ مَاءُ السَّمَاءِ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

بِهَا الْعِينُ وَالْآرَامُ لَا عِدَّ عِنْدَهَا ... وَلَا كَرَعٌ، إِلَّا الْمَغَارَاتُ وَالرَّبْلُ فَأَمَّا الْعِدَادُ فَاهْتِيَاجُ وَجَعِ اللَّدِيغِ. وَاشْتِقَاقُهُ وَقِيَاسُهُ صَحِيحٌ; لِأَنَّ ذَلِكَ لِوَقْتٍ بِعَيْنِهِ، فَكَأَنَّ ذَلِكَ الْوَقْتَ يُعَدُّ عَدًّا. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعِدَادُ اهْتِيَاجُ وَجَعِ اللَّدِيغِ، وَذَلِكَ أَنْ رُبَّ حَيَّةٍ إِذَا بَلَّ سَلِيمُهَا عَادَتْ. وَلَوْ قِيلَ عَادَّتْهُ، كَانَ صَوَابًا، وَذَلِكَ إِذَا تَمَّتْ لَهُ سَنَةٌ مُذْ يَوْمَ لُدِغَ اهْتَاجَ بِهِ الْأَلَمُ. وَهُوَ مُعَادٌّ، وَكَأَنَّ اشْتِقَاقَهُ مِنَ الْحِسَابِ مِنْ قِبَلِ عَدَدِ الشُّهُورِ وَالْأَيَّامِ، يَعْنِي أَنَّ الْوَجَعَ كَانَ يَعُدُّ مَا يَمْضِي مِنَ السَّنَةِ، فَإِذَا تَمَّتْ عَاوَدَ الْمَلْدُوغَ. قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: عِدَادُ الْمَلْدُوغِ: أَنْ يَجِدَ الْوَجَعَ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: عِدَادُ السَّلِيمِ: أَنْ يُعَدَّ لَهُ سَبْعَةُ أَيَّامٍ، فَإِذَا مَضَتْ رَجَوْا لَهُ الْبُرْءَ وَإِذَا لَمْ تَمْضِ سَبْعَةٌ، فَهُوَ فِي عِدَادٍ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعِدَادُ يَوْمُ الْعَطَاءِ وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ فِي السَّنَةِ وَقْتًا مُؤَقَّتًا. وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «مَا زَالَتْ أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَادُّنِي فَهَذَا أَوَانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي» ، أَيْ تَأْتِينِي كُلَّ سَنَةٍ لِوَقْتٍ. قَالَ:

أَصْبَحَ بَاقِي الْوَصْلِ مِنْ سُعَادَا عَلَاقَةً وَسَقَمًا عِدَادَا

وَمِنَ الْبَابِ الْعِدَّانُ: الزَّمَانُ، وَسُمِّيَ عِدَّانًا لِأَنَّ كُلَّ زَمَانٍ فَهُوَ مَحْدُودٌ مَعْدُودٌ. وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:

بَكَيْتَ امْرَأً فَظَّا غَلِيظًا مُلَعَّنًا ... كَكِسْرَى عَلَى عِدَّانِهِ أَوْ كَقَيْصَرَا

قَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ فِي عِدَّانِ شَبَابِهِ وَعِدَّانِ مُلْكِهِ، هُوَ أَكْثَرُهُ وَأَفْضَلُهُ وَأَوَّلُهُ. قَالَ:

وَالْمَلِكُ مَخْبُوٌّ عَلَى عِدَّانِهِ الْمَعْنَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مُهَيَّأً لَهُ مُعَدًّا. هَذَا قَوْلُ الْخَلِيلِ. وَذُكِرَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ أَنَّ الْعِدَادَ أَنْ يَجْتَمِعَ الْقَوْمُ فَيُخْرِجَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ نَفَقَةً. فَأَمَّا عِدَادُ الْقَوْسِ فَنَاسٌ يَقُولُونَ: إِنَّهُ صَوْتُهَا، هَكَذَا يَقُولُونَ مُطْلَقًا. وَأَصَحُّ [مِنْ] ذَلِكَ مَا قَالَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، أَنَّ عِدَادَ الْقَوْسِ أَنْ تَنْبِضَ بِهَا سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ. وَهَذَا أَقْيَسُ. قَالَ الْهُذَلِيُّ فِي عِدَادِهَا:

وَــصَفْرَاءَ مِنْ نَبْعٍ كَأَنَّ عِدَادَهَا ... مُزعَةٌ تُلْقِي الثِّيَابَ حُطُومُ

فَأَمَّا قَوْلُ كُثَيِّرٍ:

فَدَعْ عَنْكَ سُعْدَى إِنَّمَا تُسْعِفُ النَّوَى ... عِدَادَ الثُّرَيَّا مَرَّةً ثُمَّ تَأْفُِلُ

فَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: لَقِيتُ [فُلَانًا] عِدَادَ الثُّرَيَّا الْقَمَرَ، أَيْ مَرَّةً فِي الشَّهْرِ. وَزَعَمُوا أَنَّ الْقَمَرَ يَنْزِلُ بِالثُّرَيَّا مَرَّةً فِي الشَّهْرِ.

وَأَمَّا مَعَدٌّ فَقَدْ ذَكَرَهُ نَاسٌ فِي هَذَا الْبَابِ، كَأَنَّهُمْ يَجْعَلُونَ الْمِيمَ زَائِدَةً، وَيَزِنُونَهُ بِمَفْعَلٍ، وَلَيْسَ هَذَا عِنْدَنَا كَذَا، لِأَنَّ الْقِيَاسَ لَا يُوجِبُهُ، وَهُوَ عِنْدَنَا فَعَلٌّ مِنَ الْمِيمِ وَالْعَيْنِ وَالدَّالِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ كِتَابِ الْمِيمِ.

خَوع

خَوع
{الخَوْعُ: مُنْعَرَجُ الوَادِي، كَمَا فِي الصّحاح. وكُلُّ بَطْنٍ من الأَرْضِ غامِضٍ سَهْلٍ يُنْبِتُ الرِّمْثَ} خَوْعٌ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ، وأَنْشَدَ بَعْضُ الرُّوَاةِ:
(وأَزْفَلَةٍ ببَطْنِ الخَوْعِ شُعْثٍ ... تَنُوبُهُمُ مُنَعْثِلَةٌ نَؤُولُ)
والجَمْع: {أَخْواعٌ.} وخَوْعُ السُّيُول فِي قَوْلِ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
(أَلَثَّتْ عَلَيْهِ دِيمَةٌ بَعْدَ وَابِلٍ ... فلِلْجِزْعِ مِنْ خَوْعِ السُّيُولِ قَسِيبُ) هكَذَا أَنْشَدَهُ، والرِّوَايَةُ عَلَيْهَا، أَيْ عَلَى الوَحْشِيَّة المَذْكُورَة قَبْلُ فِي المَشْطُورِ. ويُرْوَى: مِنْ جَوْخِ السُّيُول. (و) {الخَوْعُ: حَبَلٌ أَبْيَضُ، كَمَا فِي الصّحاح. قالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ ثَوْراً: كَمَا يَلُوحُ الخَوْعُ بَيْنَ الأَجْبَالْ هكَذَا فِي الصّحاح. قالَ الصّاغَانِيّ: ولَيْسَ الرَّجَز لرُؤْبَةَ، وإِنَّمَا هُوَ لِلْعَجّاج، ولِيْسَ يَصِفُ ثَوْراً، ولكِنَّه يَصِفُ الأَثَافِيَّ وآثَارَ الدِّيَارِ، وصَدْرُه: مِنْ حَطَبِ الحَيِّ بِوَهْدٍ مِحْلالْ وقَالَ ابنُ بَرِّيّ: البَيْتُ للعَجّاجِ، وقَبْلَهُ والنُّؤْىُ كالحَوْضِ ورَفْضِ الأَجْذَالْ وقِيلَ: هُوَ جَبَلٌ بعَيْنِه.} وخَائِعٌ ونائعٌ: جَبَلانِ مُتَقَابِلانِ. قَالَ أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيّ يَذْكُرُهما:
( {والخائعُ الجَوْنُ آتٍ عَنْ شَمَائِلِهِمْ ... ونَائِعُ النَّعفِ عَنْ أَيْمانِهِمْ يَفَعُ)
أَي مُرْتَفِعٌ.} وخَوْعَى، كَسَكْرَى: ع، قالَ امْرَؤُ القَيْس:
(أَبْلِغْ شِهَاباً وأَبْلِغْ عَاصِماً ... ومَالِكاً هَلْ أَتاكَ الخُبْزُ مَال)

(أَنّا تَرَكْنَا مِنْكُمُ قَتْلَى بِخَوْ ... عَى وسَبْياً كالسَّعَالِى)
ويُرْوَى:
(أَنَّا تَرَكْنَا! بِخَوْعَى مِنْكُمُ ... قَتْلَى كِرَاماً وسَبْياً كالسَّعَالى)
قَالَ الصّاغَانِيّ: وكِلْتَا الرِّوَايَتَيْنِ يَنْبُو الطَّبْعُ عَنْهَا. ويُرْوَى بالجِيم أَيْضاً، وَقد أَشَرْنَا إِلَيْهِ، أَوْ هُوَ تَصْحِيفٌ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
(بِنَفْسِي حَاضِرٌ بِبَقِيعِ {خَوْعَى ... وأَبْيَاتٌ لَدَى القَلَمُونِ جُونُ)
} والخَائِعَانِ: شُعْبَتَانِ تَدْفَعُ إِحْدَاهُما فِي غَيْقَةَ، والأُخْرَى فِي يَلْيَلٍ، بالقُرْبِ من الــصَّفْرَاءِ.)
{والخُوَاعُ، كغُرَابٍ: التَّحَيُّر هكَذَا وَقَعَ فِي نُسَخِ كِتَابِ المُجْمَلِ لابْنِ فارِسٍ عَلَى أَنَّه تَفَعُّلٌ مِنَ الحَيْرَةِ، أَوْ هُوَ شَبِيهُ النَّخِيرِ الَّذِي كالشَّخِير، كَما فِي الجَمْهَرَةِ لابْنِ دُرَيْدٍ. ويُقَالُ: سَمِعْتُ لَهُ} خُوَاعاً، أَي صَوْتاً يُرَدِّدُهُ فِي صَدْرِه. قالَ الصّاغَانِيّ: وكَأَنَّ أَحَدَهُمَا، أَعْنِي التَّحَيُّرَ والنَّخِيرَ تَصْحِيفُ الآخَرِ. {والخُوَاعَةُ، بهَاءِ: النُّخَامَةُ. وَفِي الصّحاح:} خَوَّعَ مِنْهُ {تَخْوِيعاً، أَيْ نَقَصَ، قَالَ الشاعرِ وَهُوَ طَرَفَةُ بنُ العِبْدِ:
(وجامِلٍ} خَوَّعَ مِنْ نِيبِهِ ... زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والسَّفِيحْ)
ويُرْوَى خَوَّفَ والمَعْنَى وَاحِدٌ، ويُرْوَى: مِن نَبْتِهِ. وَقَالَ ابنِ عَبّاد: خَوَّعَ فُلاناً بالضَّرْبِ وغَيْرِه: كَسَرَه وأَوْهَنَهُ. وقالَ ابنُ السِّكِّيت: {خَوَّعَ السَّيْلُ الوَادِيَ، إِذا كَسَرَ جَنْبتَيْهِ، كَمَا فِي الصّحاح.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: خَوَّعَ دَيْنَه: إِذا قَضاهُ.} وتَخَوَّع: تَنَخَّمَ. وأَيْضاً تَقّيَّأَ، لُغَةٌ بَغْدَادِيَّة.
(و) ! تَخَوَّعَ الشَّيْءَ: تَنَقَّصَهُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:! الخَوْعُ: مَوْضِعٌ.

أمبرباريس

أمبرباريس
( {الأمبرباريس) أهمله الْجَوْهَرِي وَصَاحب اللِّسَان وَنَقله الصَّاغَانِي وَيُقَال يُقَال فِيهِ أَيْضا الأمبرباريس بقلب المبم نونا وَصَححهُ صَاحب الْمِنْهَاج والبرباريس بِحَذْف الْألف وَالنُّون اكْتِفَاء وَفِي النهاج أَيْضا أَمِير باريس بالتحتية بدل الْمُوَحدَة الزرشك وبالفارسية زرنك وَهُوَ حب حامض مِنْهُ مدور أَحْمَر سهل وَمِنْه أسود مستطيل رملي أَو جبلي وَهُوَ أقوي كلمة رُومِية إِلَّا أَنهم تصرفوا فِيهِ باخال اللَّام عَلَيْهِ مُفردا ومضافا إِلَيْهِ وَهُوَ بَارِد يَابِس فِي الثَّانِي وَقيل الثَّالِثَة نَافِع لــصفراء جدا وبنفع الأورام الحارة ضمادا وَيُقَوِّي الْمعدة والكبد وَيقطع الْعَطش وَيمْنَع القئ وَيُقَوِّي الْقلب وَيعْقل وينفع المحج ويضر بأصحاب الْأَطْفَال ويصلحه الْجلاب كَذَا فِي الْمِنْهَاج وَفِي ومرور النَّفس لِابْنِ قَاضِي أَنه يمْنَع جَمِيع الْعِلَل الَّتِي تكون من حبس الإسهال وَيحسن اللَّوْن ويسكن الخفقان الْحَادِث عَن الْحَرَارَة وَقد اسْتَعْملهُ جمَاعَة من الفضلات فِي المفرحات وَالشَّيْخ أهمله فِي الْأَدْوِيَة القلبية

نيلوفر

نيلوفر
نَيْلُوفَر/ نِيلُوفَر [جمع]: (نت) جنس نباتات مائيّة من الفصيلة النيلوفريّة، فيه أنواع تُزرع لورقها وزهرها، ومن أنواعه اللُّوطس، أي عرائس النِّيل وتُسمّى: (البشنين). 
نيلوفر
النَّيْلَوْفَر، أهمله الْجَمَاعَة، وَهُوَ بِفَتْح النُّون واللامِ وَالْفَاء، وَيُقَال: النَّيْنَوْفَر، بقلب اللَّام نوناً، وَهُوَ ضربٌ من الرَّياحين يَنْبُتُ فِي الْمِيَاه الرّاكدة، وَهُوَ المُسمّى عِنْد أهلِ مصر بالبَشْنين، ويقوله العَوامّ النَّوْفَر، كَجَوْهر، باردٌ فِي الثَّالِثَة، رطبٌ فِي الثَّانِيَة، مُلَيِّنٌ للصَّلابات وصالحٌ للسُّعال وأَوْجَاعِ الجَنبِ والرِّئة والصَّدر، وَإِذا عُجِنَ أَصْلُه بالماءِ وطُلي بِهِ البَهَقُ مرّات ٍ أزاله، عَن تجربة، وَإِذا عُجِن بالزِّفْتِ أزالَ داءَ الثَّعلب، ويُتَّخَذُ مِنْهُ شرابٌ فائقٌ، وَله خَواصُّ ذكرهَا الْحَكِيم دَاوُود فِي التَّذكِرة. وقرأتُ فِي كتابِ سُرور النَّفْسِ للإمامِ بدر الدّين مظفّر بن قَاضِي بَعْلَبَكّ مَا نصُّه: نَيْلَوْفَر أقسامٌ كثيرةُ الْوُجُود، مِنْهُ بِالشَّام، وَهُوَ المستعمَل فِي الطِّيب، وَمِنْه نوعٌ فِي مصر أَزْرَق، ومِزاجُه باردٌ رَطْب فِي الثَّانِيَة وشَمُّه نافعٌ من الأمراضِ الحارّة والكُرَب، وماؤُه كَذَلِك، وشرابُه يَنْفَعُ من السُّعال والخُشونةِ ووجعِ الجَنْب والصَّدر، ويُلَيِّنُ البطنَ، وَقد ذكر صاحبُ الْإِرْشَاد وصاحبُ الموجز أنَّ شرابَه دونَ الأشرِبَة الحُلوَة لَا يَسْتَحِيل إِلَى الــصَّفْراء، وَهَذَا عَجِيب، ودُهنُه أَبْرَدُ وأَرْطَبُ من دُهنِ البنفسج، وَلَيْسَ فِي الأزهار أبردُ وأرطبُ مِنْهُ.
وذكرَ الرّازيّ أنّ شمَّه ممّا يُضعِف النِّكاح. وشُربَه مِمَّا يَقْطَعه، وَهُوَ مَعَ هَذَا مُفرح للقلبِ نافعٌ للخَفَقان. انْتهى.

نيلوفر



نِيلُوفَرٌ, (Msb,) and نَيْلُوفَرٌ, (Msb, and so in the CK,) or نَيْلَوْفَرٌ, (so in copies of the K, and so accord. to the TA,) or, as some say, نَيْنُوفَرٌ, or نَيْنُوْفَرٌ, (accord. to different copies of the K,) [The nymphæa, or lotus of Egypt and of Syria;] a certain well-known plant; (Msb;) a kind of sweet-smelling plant, which grows in stagnant waters, (K, TA,) called by the people of Egypt بشنين, [i. e. بَشْنِين,] and by the vulgar نَوْفَر; (TA;) [both of which last names are now given in Egypt to the nymphæa lotus, or white lotus, found in the neighbourhoods of Rosetta and Damietta; and the former, also, or perhaps both, to the nymphæa cærulea, or blue lotus, found in the same parts, and, until within a few years, in a lake on the north of Cairo, called Birket erRatlee, whence I have twice procure roots of this plant:] نيلوفر [written in Persian نِيلْپَرْ and نِيلُوپَرْ and نِيلُوبَرْكْ &c.] is a Persian word (أَعْجَمِيَّةٌ), and is said to be composed of نِيل, [or indigo,] with which one dyes, and the name for a wing, [i. e., پَرْ;] as though “ winged with نِيل [or indigo]; ” because the leaf is as though its two wings were dyed [with indigo]: (Msb:) the plant so called is cold in the third degree, moist in the second degree, emollient, good for cough and for pains of the side and lungs and chest; when its root, or lower part, (أَصْل,) is kneaded with water, and used as a liniment, several times, it removes the disease called البَهَق; and when kneaded with زِفْت, it removes the disease called دَآءُ الثَّعْلَبِ: (K, TA:) an excellent beverage is also prepared from it. (TA.) The imám Bedred-Deen Mudhaffar, son of the Kádee of Baalabekk, says, in his book entitled Suroor en-Nefs, that it is of many species; whereof [one or more] in Syria, used in perfume; and a species in Egypt, blue; and that its temperament is cold and moist in the second degree; that the smelling it is useful against hot diseases, and anxiety; and its juice in like manner; and that the beverage prepared from it is useful as a remedy for cough and roughness [of the throat] and pain of the side and chest, and is a laxative. The author of the Irshád and that of the Moojiz also mention, that the beverage prepared from it is an exception from other sweet beverages inasmuch as it does not become converted into yellow bile, which is wonderful; and its oil is more cold and moist than that of violets; and there is no flower more cold and moist than it. Er-Rázee, too, says that the smelling it is one of the causes of weakening the generative faculty, and that the beverage is one of the causes of stopping it; [for which purpose, or as an antiaphrodisiac, it is used in the present day by some of the women of Cairo;] notwithstanding which, it rejoices the heart, and is useful for palpitation of the heart. This art. is omitted by J and Sgh and the author of the L. (TA.)

كهرب

كهرب: مشتقة من كهربا (محيط المحيط ص795).

كهرب


كَهْرَبَ
a. [ coll. ], Electrified.

كَهْرَب
P.
a. Yellow amber; amber.

N. P.
كَهْرَبَa. Electrified.

كَهْرَبَا كَهْرَبَآء
a. see 51
كَهْرَبَاءِيّ
a. Electrical; electric.

كَهْرَبَات^ِيَّة
a. Electricity; magnetism.

كهرب



كَهْرَبٌ and كَهْرَبَا [or كَهْرُبَا] A well-known yellow substance; [yellow amber]: from the Persian كَاهُ رُبَا, i. e., “ carrying off straw, ” [on account of its electric attraction]. (TA.) See De Sacy's Chrest. Ar., sec. ed., iii. 468: and see حَوَرٌ.

كهف See Supplement كهكب كَهْكَبٌ and كَهْكَمٌ i. q. بَاذِنْجَانٌ [The eggplant, or melongena]. (IAar, T, K.) Mentioned in the T in art. كهكم; whence it seems that the ب is a substitute for م. (TA.)
(كهرب)
مسْقط المَاء ولد من حَرَكَة اندفاعه فِيهِ قُوَّة كهربية وَالشَّيْء شحنه أَو أمده بِالْقُوَّةِ الكهربية يُقَال كهرب الأسلاك وكهرب المصنع أمد آلاته بقوى كهربية تديرها وكهرب الْخط الحديدي سير قاطراته بالكهرباء وَالشَّيْء أَو الشَّخْص أَصَابَهُ بصعقة كهربية قد تقضي عَلَيْهِ (وَالْفِعْل بمختلف مَعَانِيه مُحدث)
كهرب
: وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:
الكَهْرَبُ، وَيُقَال: الكَهْرَبا، مَقْصُورا، لِهذَا الأَصْفَرِ المَعْرُوفِ ذَكَرَهُ ابْنُ الكُتْبِيّ، والحَكِيمُ داوُودُ؛ وَله منافعُ وخَواصُّ. وَهِي فارسِيَّةٌ، وأَصلُهَا كاهْ رَبًّا، أَي: جاذِبُ التِّبْنِ. قَالَ شيخُنا: وتَرَكَه المُصَنِّف تقصيراً، مَعَ ذكرِه لما لَيْسَ من كَلَام العربِ أَحياناً.
كهـرب
كهربَ يكهرب، كَهْرَبَةً، فهو مُكهرِب، والمفعول مُكهرَب
• كهرب الشّيءَ: شحَنه وأمدّه بالقوّة الكهربائيّة "كهرب المصنعَ/ الأسلاكَ- حاجزٌ مُكهرَب".
• كهرب الشّخصَ: أصابه بصعقة كهربيَّة.
• كهرب مسقَطَ الماء: ولّد من حركة اندفاعه فيه قوّة كهربية. 

تكهربَ يتكهرب، تكهربًا، فهو مُتكهرِب
• تكهرب الشَّيءُ:
1 - مُطاوع كهربَ: اكتسب الكهربائيّة من جسم متهيِّج بها، سرت فيه القوّة الكهربائيّة "تَكَهْرَبَ الحَدِيدُ".
2 - صَخِب "تكهرب جوُّ الاجتماع من أجل عنف المُتَدَخِّلين".
• تكهرب فلانٌ: احتدم غيظًا. 

كَهْرَباء/ كَهْرُباء [مفرد]:
1 - قوّة تتولّد في بعض الأجسام بواسطة الحكّ أو الحرارة أو التفاعلات الكيماويّة، ومن مفاعيلها الجذب وبعث النور وغير ذلك، وقد تخفّف الهمزة،
 فتصير: كَهْرَبا "محطة توليد الكهرباء- انقطعت الكهرباءُ في المدينة فعمّ الظلام- عمود كهربائيّ- معالجة بالكهرباء".
2 - (فز) مادّة راتينجيّة صفراء اللون، شبه شفافة قويّة العزل للكهربائيّة، وهي أولى الموادّ التي عُرِف تكهربها بالدّلك.
3 - (فز) صورة من صور الطاقة، وحدتها الأساسيّة الإلكترون. 

كهربائيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى كَهْرَباء/ كَهْرُباء: "كرسيّ/ مصباح/ علاج/ كشَّاف/ ماس كهربائيّ- المصوِّر الكهربائيّ للقلب".
2 - متخصِّص في إصلاح الكهرباء "كهربائيّ سيّارات".
• التَّيَّار الكهربائيّ: القوّة الكهربيَّة السَّارية في المادَّة، وهو نوعان موجب أو دافع، وسالب أو جاذب.
• المصباح الكهربائيّ: مصباح توقده القوّةُ الكهربائيّة.
• تحليل كهربائيّ: (كم) إرجاع بعض الأجسام المركّبة إلى عناصرها بواسطة التيّار الكهربائيّ كردّ الماء إلى أوكسجين وهيدروجين.
• المِفْتاح الكهربائيّ: أداة لفتح أو قطع التّيّار الكهربائيّ، أو لتحويل التَّيّار من ناقل لآخر.
• التَّفريغ الكهربائيّ: (فز) زوال الشَّحنة عن موصِّل مشحون. 

كهربائيّات [جمع]: مف كهربائيّة: مُعدّات وآلات وموادّ كهربائيّة، كالأسلاك والمولّدات واللّمبات وغير ذلك "اعتمدت بعض الدول المتقدمة في اقتصادها على التصنيع في مجال الكهربائيّات والإلكترونيّات- انتشار الكهربائيّات المقلّدة ظاهرة تضرّ بالاقتصاد الوطنيّ". 

كهربائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى كَهْرَباء/ كَهْرُباء.
2 - مصدر صناعيّ من كَهْرَباء/ كَهْرُباء: قوّة الكهرباء.
• شُحنة كهربائيّة: (فز) كميّة الكهرباء الموجبة أو السالبة على جسم ما. 

كَهْرَبة [مفرد]:
1 - مصدر كهربَ.
2 - استنباط الكهرباء بأيّة وسيلة كانت.
3 - شحن الأشياء أو إمدادها بالكهرباء.
4 - إصابة بالصعقة الكهربيّة. 

كهربيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من كَهْرَبة.
2 - كهربائيّة؛ قوّة الكهرباء. 

كُهَيْرب [مفرد]: ج كهيربات: (فز) حبّة كهرباء تعدّ اليوم عنصرًا أساسيًّا غير قابل للتجزئة في تكوين الكهرباء، لها كتلة صغيرة جدًّا وهو إليكترون "كهيرب سلبيّ- صُنعت كاميرا بالليزر تمكِّن من رؤية الكهيرب الذي يدور حول نواة الذَرّة". 

سَبَب

سَبَب
: (} سَبّه) {سَبًّا: (قَطَعَه) . قَالَ ذُو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ:
فَمَا كَانَ ذَنْبُ بَنِي مَالِكٍ
بأَنْ} سُبَّ مِنْهُم غُلَامٌ {فَسَبّ
عَرَاقِيبُ كُومٍ طِوَالِ الذُّرَى
تَخِرُّ بَوَائكُهَا للرُّكَبْ
بأَبْيَضَ ذِي شُطَبٍ باتِرٍ
يَقُطُّ العِظَامَ ويَبْرى العَصَبْ
فِي لِسَانِ العَرَب: يُرِيد مُعَاقَرَة أَبِي الفَرَزْدَقِ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ لسُحَيْمِ بْنِ وَثِيلٍ الرِّيَاحِيِّ لَمَّا تَعَاقَرَا بصَوْأَرٍ، فعَقَرَ سُحَيْمٌ خَمْساً، ثمَّ بَدَالَه وعَقَرَ غَالِبٌ مائَة. وَفِي التَّهْذِيب: أَرَادَ بِقَوْله: سُبّ أَي عُيِّر بالبُخْلِ فَسَبَّ عَرَاقِيبَ إبِلِهِ أَنَفَةً مِمَّا عُيِّر بِهِ، انتَهَى. وسَيَأْتي فِي (ص أَر) .
} والتَّسَابُّ: التَّقَاطُعُ.
(و) من الْمجَاز: سَبَّه {يَسُبُّه سَبًّا: (طَعَنَه فِي} السَّبَّةِ أَيِ الإسْت) . وسَأَل النُّعْمَانُ بْنُ المُنْذِر رَجُلاً فَقَالَ: كَيْفَ صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: لَقِيتُه فِي الكَبَّة فطَعَنْته فِي السَّبة فَنفَذْتُها مِنَ اللَّبَّة. الكَبَّةُ: الجَمَاعَةُ كَمَا سَيَأْتِي. فقلتُ لأَبِي حَاتِم: كَيْفَ طَعَنَه فِي السَّبَّه وهُوَ فَارِسٌ، فضَحِك وَقَالَ: انْهَزَم فاتَّبَعَه فَلَمَّا رَهِقَه أَكَبَّ ليَأْخُذَ بِمَعْرَفَةِ فَرَسِه فطَعَنَه فِي {سَبَّتِه. وقَالَ بَعْضُ نِسَاءِ العَرَب لأَبيها وكَانَ مَجْرُوحاً: يَا أَبَه أَقَتَلُوك؟ قَالَ: نَعَم أَي بُنيَّةُ} وسَبُّونِى. أَي طَعَنُوه فِي {سَبَّتِه.
(و) } السَّبُّ: الشَّتْمُ. وقَدْ! سَبَّه يَسُبُّه: (شَتَمَه، سَبا وسِبِّيبَى كخِلِّيفَى، {كسَبَّبَه) ، وَهُوَ أَكثرُ مِنْ سَبَّه. (وعَقَرَه) ، وأَنْشَد ابْنُ بَرِّيّ هُنَا بَيْتَ ذِي الخِرَق:
بأَنْ سُبَّ مِنْهم غُلَامٌ فَسَبّ
وَفِي الحَدِيث: (} سِبَابُ المُسْلِم فُسُوق) . وَفِي الآخر: ( {المُسْتَبَّانِ شَيْطَانَان) . وَيُقَال: المِزاحُ سِبَابُ النَّوْكَى. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة: (لَا تَمْشِيَنَّ أَمامَ أَبِيك، وَلَا تَجْلِسَنّ قبْلَه، وَلَا تَدعُه بِاسْمه وَلَا} تَسْتَسِبَّ لَهُ) . أَي لَا تُعَرِّضْه {للسَّبِّ وتَجُرَّه إِليه، بأَن} تَسُبَّ أَبَا غَيْرك {فيسُبَّ أَبَاك مجازاةً لَك.
(و) من الْمجَاز: أَشَارَ إِلَيْه} بالسَّبَّابة، ( {السَّبّابَةُ) : الإِصْبَعُ الَّتي (تَلِي الإبْهَامَ) ؛ وَهِي بَيْتَهَا وبَيْنَ الوُسْطَى، صِفَةٌ غَالِبة، وَهِي المُسَبِّحَةُ عِنْد المُصَلِّين.
(} وتَسَابَّا: تَقَاطَعَا) .
( {والسُّبَّةُ بالضَّمِّ: العَارُ) : يُقَالُ: هذِه سُبَّةٌ عَلَيْك وعَلَى عَقبك، أَي عَارٌ} تُسَبُّ بِه. (و) {السُّبَّة أَيضاً: (مَنْ يُكْثِرُ النَّاسُ سَبَّه) :} وسَابَّه {مُسَابَّةً} وسِبَاباً: شَاتَمَه.
(و) {السِّبَّةُ (بالكسْر: الإِصْبَع السَّبَّابَة) هَذَا فِي النّسَخ، والصَّوَابُ} المِسَبَّة بكسرِ المِيمِ كَمَا قَيَّده الصاغَانِيْ.
(و) {سِبَّةُ (بِلَا لَام: جَدُّ) أَبِي الفَتْح (مُحَمَّد بْنِ إِسْمَاعِيل القُرشِيّ المُحَدِّث) عَنِ أَبي الشَّيْخِ، وابْنه أَحمد يرْوى عَن أَبِي عُمَر الهَاشِمِيّ.
(و) من المَجَازَ: أَصَابَتْنَا سَبَّةٌ، (بالفَتْح، مِنَ الحَرّ) فِي الصَّيْفِ، (و) سبَّةٌ مِنَ (البَرْد) فِي الشِّتَاءِ، (و) سَبَّةٌ مِنَ (الصَّحْو) ، وسَبَّةٌ من الروْح، وَذَلِكَ (أَن يَدُومَ أَيَّاماً) . وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الدَّهْر} سَبَّاتٌ أَي أَحْوَالٌ، حَالٌ كَذَا وحَالٌ كَذَا.
(و) عَن الكسَائِيّ: عِشْنَا بهَا سَبَّةً {وسَنْبَةً كقَوْلك بُرْهَةً وحِقْبَةً، يَعْنِي (الزَّمن من الدَّهر) . ومَضَتْ} سَبَّةٌ! وسَنْبَةٌ من الدَّهْر أَي مُلَاوَةٌ. نُونُ سَنْبَةٍ بَدَلٌ من بَاءِ سَبَّة كإِجَّاص وإِنْجَاص؛ لأَنَّه لَيْسَ فِي الْكَلَام (س ن ب) كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) {سَبَّةُ (بِلَا لَامٍ: ابْنُ ثَوْبَان) نَسَبُه (فِي) بَنِي (حَضْرَمَوتَ) مِن الْيَمَن.
(} والمِسَبُّ كمِكَرَ) أَي بِكَسْر المِيمِ وتَشْدِيدِ الموحّدة هُوَ الرَّجُلُ (الكثيرُ {السِّبَابِ،} كالسِّبِّ بِالْكَسْرِ، {والمَسَبَّةِ بالفَتْح) وَهذِه عَنِ الكِسَائِيّ.
(و) } سُبَبَة (كهُمَزَةٍ) : الَّذِي ( {يَسُبُّ النَّاسَ) على القِيَاسِ فِي فُعَلَةٍ.
(} والسِّبُّ، بالكَسْرِ: الحَبْلُ) فِي لُغَةِ هُذَيْل. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يَصِف مُشْتَارَ العَسَلِ:
تَدَلَّى عَلَيْهَا بَيْنَ {سِبٍّ وخَيْطَةٍ
بِجَرْدَاءَ مثلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرَابُها
أَراد أَنَّه تَدَلَّى مِنْ رَأْسِ جَبَل على خَلِيَّة عَسَل ليَشْتَارَهَا بحبْلٍ شَدَّه فِي وَتِدٍ أَثْبَتَه فِي رأْسِ الجَبَل.
(و) السِّبُّ: (الخِمَارُ، والعِمَامَةُ) . قَالَ المُخَبَّلُ السَّعْدِيّ:
أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ عَمْرَةَ أَنَّنِي
تَخَاطَأَنِي رَيْبُ الزَّمَان لأَكْبَرَا
وأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً كَثِيرةً
يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقَانِ المُزَعْفَرَا
يُرِيد عِمَامَتَه، وكَانَتْ سَادَةُ العَرَب تَصْبُغُ عَمَائِمهَا بالزَّعْفَرَان. وقِيلَ: يَعْني إسْتَه وَكَانَ مَقُرُوفاً فِيمَا زَعَم قُطْرُبٌ.
(و) السِّبُّ: (الوَتِدُ) . أَنشدَ بَعْضُهم قَوْلَ أَبِي ذُؤَيْبٍ المُتَقَدِّم ذِكْرُه هُنَا.
(و) السِّبُّ: (شُقَّة) كَتَّانٍ (رَقِيقَة} كالسَّبِيبَةِ، ج {سُبُوبٌ} وسَبَائِبُ) . قَالَ أَبُو عَمْرو.
{السُّبوُبُ: الثِّيَابُ الرِّقَاق، وَاحِدُها سِبّ، وَهِي} السَّبَائِبُ، وَاحِدُهَا! سَبِيبَةٌ. وَقَالَ شَمِر: السَّبَائِبُ: متاعُ كَتَّان يُجَاءُ بِهَا منْ نَاحيَة النّيل وَهيَ مَشْهُورَةٌ بالكَرْخِ عِنْد التُّجَّار وَمِنْهَا مَا يُعْمَل بِمصْرَ وطولها ثمانٍ فِي سِتَ. وَفِي الحَدِيث: (لَيْسَ فِي السُّبُوبِ زَكَاةٌ) وهِي الثِّيَابُ الرِّقَاق، يَعْنِي إِذَا كَانَت لِغَيْرِ التِّجَارَة، ويروى السُّيُوبُ باليَاءِ أَي الرِّكَاز. وَيُقَال: {السَّبِيبَةُ: شُقَّةٌ مِنَ الثِّيَابِ أَيَّ نَوْعٍ كَانَ، وَقيل: هِيَ من الكَتَّان. وَفِي الحديثِ: (دخَلْتُ عَلَى خَالد وعَلَيْه} سَبِيبَةٌ) . وَفِي لِسَان الْعَرَب: السِّبُّ والسَّبِيبَةُ: الشُّقَّةُ، وخَصَّها بَعْضِم بالبَيْضَاءِ. وأَمَّا قَوْلُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبَدَة:
كأَنَّ إِبْرِيقَهمْ ظَبْيٌ على شَرَفٍ
مُفَدَّمٌ بسَبَا الكَتَّانِ مَلْثُومُ
إِنَّمَا أَرَادَ بِسَبَائب فحَذَف.
(وسَبيبُكَ وسِبُّكَ، بالكَسْر: مَنْ يُسَابُّكَ) ، وعَلى الأَخِيرِ اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ. قَالَ عبد الرَّحْمن بْنُ حَسَّان يَهْجُو مِسْكِيناً الدَّارمِيَّ:
لَا تَسُبَّنَّنِي فَلَسْتَ بِسِبِّي
إِنَّ سِبِّي مِنَ الرِّجَالِ الكَرِيمُ
(و) من المجازَ قَوْلُهُم: (إبِل {مُسَبَّبَة كمُعَظَّمَةِ) أَي (خِيَارٌ) ؛ لأَنَّه يُقَالُ لَهَا عِنْدَ الإِعْجَابِ بهَا: قاتلها الله وأَخْزَاهَا إِذَا اسْتُجِيدَت. قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ حُمُرَ الوَحْش وسِمَنَها وحَوْدَتَها:
مُسَبَّبَةٌ قُبُّ البُطُونِ كَأَنَّها
رِمَاحٌ نَحَاهَا وِجْهَةَ الرِّيحِ رَاكِزُ
يَقُولُ: مَنْ نَظَر إِلَيْها} سَبَّهَا وقَالَ لَهَا: قَاتَلَهَا اللهُ مَا أَجُوَدَهَا.
(و) يُقَال: (بَيْنَهُم {أُسْبُوبَةٌ، بالضَّمِّ) } وأَسَابِيبُ ( {يَتَسَابُّون بِهَا) أَي شَيءٌ يَتَشَاتَمُونَ بِهِ.} والتَّسَابُّ: التَّشَاتُمُ. وتَقُولُ: مَا هِي أَسَالِيبُ إِنَّمَا هِيَ {أَسَابِيبُ.
(} والسَّبَبُ: الحَبْلُ) {كالسِّبِّ، والجَمْعُ كالجَمْعِ.} والسُّبُوبُ: الحِبَال. وقَوْلُه تَعَالَى: {فليمدد! بِسَبَب إِلَى السَّمَاء} (الْحَج: 15) أَي فَلْيَمُت غَيْظاً أَي فَلْيَمْدُد حَبْلاً فِي سَقْفِه، {ثمَّ ليقطع} أَي لِيَمُدَّ الحَبْلَ حَتَّى يَنْقَطِعَ فَيَموت مُخْتَنِقاً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كُلُّ حَبْلٍ حَدَرْتَه مِنْ فَوْق. وَقَالَ خَالدُ بْنُ جَنَبَةَ: السَّبَبُ من الحِبَالِ: القَوِيُّ الطَّوِيلُ، قَالَ: وَلَا يُدْعَى الحَبْلُ سَبَباً حَتَّى يُصْعَدَ بِهِ ويُنْحَذَرَ بِه. وَفِي حَدِيث عَوْف بْنِ مَالِك (أَنَّهُ رَأَى كَأَنَّ {سَبَباً دُلِّيَ مِنَ السَّماءِ) أَي حَبْلاً، وَقيل: لَا يُسَمَّى ذَلِك حَتَّى يَكُونَ طَرَفُه مُعَلَّقاً بِالسَّقْفِ أَو نَحْوِه. قَالَ شَيْخُنَا: وَفِي كَلَام الرَّاغِب أَنَّه مَا يُرْتَقَى بِهِ إِلَى النَّخْلِ، وقَوْله:
جَبتْ نِسَاءَ العَالَمِينَ} بالسَّبَب
يَجُوزُ أَنّ يكُونَ الحَبْلَ أَو الخَيْطَ قَالَ ابنُ دُريد: هَذِه امْرَأَةٌ قَدَّرَتْ عَجِيزَتَهَا بِخَيْطٍ وَهُوَ السَّبَب، ثمَّ أَلْقَتْه إِلَى النِّسَاءِ لِيَفْعَلْنَ كَمَا فَعَلَت فَغَلَبَتْهُنّ.
(و) السَّبَبُ: كُلُّ (مَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى غَيْرِه) . وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الصَّحَاحِ: كُلُّ شَيءٍ يُتَوَسَّلُ بِهِ إِلَى شَيْءٍ غَيْرِه. وجَعَلتُ فلَانا لِي {سَبَباً إِلَى فُلَانٍ فِي حَجَتِي، أَي وُصْلَةً وذَرِيعَة.
وَمن الْمجَاز:} سَبَّبَ اللهُ لَكَ سَبَبَ خَيْر. {وسَبَّبْتُ للمَاءِ مَجْرًى: سوَّيتُه.} واسْتَسَبَّ لَهُ الأَمْرُ، كَذَا فِي الأَساس.
قَالَ الأَزهريّ: {وتَسَبُبُ مَالِ الفَيْءِ أُخِذَ مِنْ هذَا، لِأَنَّ} الُمسَبَّبَ عَلَيْهِ المَالُ جُعِل سَبَباً لوُصُولِ المَالِ إِلَى من وَجَبَ لَهُ مِنْ أَهْل الفَيْءِ.
(و) السَّبَبُ: (اعْتِلَاق قَرَابَة) . وَفِي الحَدِيثِ: (كُلُّ سَبَبٍ ونَسَبٍ يَنْقَطِعُ إِلَّا {- سَبَبِي ونَسَبِي) النَّسَبِ بِالوِلَادَة، والسَّبَبُ بِالزَّوَاج، وَهُوَ مِنَ السَّبَبِ وَهُوَ الحَبْلُ الَّذِي يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى المَاءِ، ثمَّ استُعِير لِكُلّ مَا يُتَوَصَّل بِهِ إِلَى شَيْء.
(و) السَّبَبُ (من مُقَطَّعَاتِ الشّعر: حَرْفٌ مُتَحَرِّك وحَرْفٌ سَاكِنٌ) ، وَهُوَ على ضَربين:} سَبَبَانِ مَقْرُونَانِ،! وسَبَبَانِ مَفْرُوقَان. فالمَقرُونَانِ: مَا توَالَت فِيهِما ثَلَاثُ حَرَكَات بعدَها سَاكِن نَحْو (مُتَفَا) من مُتَفَاعِلُن، و (عَلَتُنْ) منمُفَاعَلَتُن، فحركَة التَّاء من (مُتَفَا) قد قَرَنَت {السَّبَبَيْن، وكَذَلِك حَرَكَةُ اللَّام من (عَلَتُن) قد قَرَنَتِ السَّبَبَيْن أَيْضاً، والمَفْرُوقَانِ هُمَا اللَّذَان يَقُومُ كُلُّ وَاحِدِ مِنْهُمَا بِنَفْسه أَي يَكُونُ حَرْفٌ متَحَرِّكٌ وحَرْفٌ سَاكِنٌ ويَتْلُوه حَرْفٌ متَحَرِّكٌ مْتَحَرِّكٌ نَحْو (مُسْتَفْ) من مُسْتَفْعِلُنْ، وَنَحْو (عِيلُن) من مَفَاعِيلُن وهَذِه} الأَسْبَاب هِيَ الَّتي يَقَعُ فِيهَا الزِّحَافُ على مَا قد أَحْكَمَتْ صِنَاعَةُ العَرُوضِ، وذَلِك لأَنَّ الجزءَ غَيْرُ مُعْتَمِد عَلَيْهَا.
(ج) أَي فِي الكُلِّ ( {أَسْبَابٌ) .
وتَقَطَّعَت بِهِم الأَسْبَابُ أَي الوُصَلُ والمَوَدَّاتُ، قَالَه ابْنُ عَبَّاس. وَقَالَ أَبُو زَيْد: الأَسْبَابُ: المَنَازِلُ. قَالَ الشَّاعِرُ:
وتَقَطَّعَت} أَسْبَابُها ورِمَامُها
فِيهِ الوَجْهَانِ: المَوَدَّةُ والمَنَازِلُ.
واللهُ عَزَّ وجَلَّ {مُسَبِّبُ الأَسْبَاب، ومِنْهُ} التَّسْبِيبُ. ( {وأَسْبَابُ السَّمَاءِ: مَرَاقِيها) . قَالَ زُهَيْر:
وَمَنْ هَابَ أَسْبَابَ المَنِيَّةِ يَلْقَها
ولَوْ رَامَ أَنْ يرقَى السَّمَاءَ بِسُلَّمِ
(أَو نَوَاحِيهَا) . قَالَ الأَعْشَى:
لَئن كُنْتَ فِي جُبَ ثَمَانِينَ قَامَةً
ورُقِّيتَ أَسبابَ السَّمَاء بسُلَّمِ
ليَسْتَدْرِجَنْكَ الأَمرُ حَتَّى تَهُرَّه
وتَعْلَمَ أَنِّي لَسْتُ عَنْكَ بمُحْرِمِ
(أَو أَبوَابُهَا) وَعَلَيْهَا اقْتَصَرَ ابْن السّيد فِي الْفرق. قَالَ عَزَّ وجَلَّ. {وَقَالَ فَرْعَوْنُ ياهَامَانُ ابْنِ لِى صَرْحاً لَّعَلّى أَبْلُغُ الاْسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاواتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَاهِ مُوسَى وَإِنّى لاَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذالِكَ زُيّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوء عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِى تَبَابٍ} (غَافِر: 36، 37) قيل: هِيَ أَبْوَابُها. وَفِي حَدِيث عُقْبَة: (وإِنْ كَانَ رِزْقُه فِي الأَسْبَاب) أَي فِي طُرُقِ السَّمَاء وأَبوابِها. (وقَطَعَ اللهُ بِهِ السَّبَبَ) أَي (الْحَيَاة) .
(} والسَّبِيبُ، كأَمِيرٍ، مِنَ الفَرَسِ: شَعَرُ الذَّنَب والعُرْفِ والنَّاصِيَة) . وَفِي الصَّحاحِ: السَّبِيبُ: شَعَر النَّاصِيَة والعُرْفِ والذَّنَب، وَلم يَذكُرِ الْفرَس. وَقَالَ الرِّيَاشِيّ: هُوَ شَعَر الذَّنَبِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ شَعَر النّاصِيَة، وأَنْشَد:
بِوَافِي السَّبِيبِ طَوِيلِ الذَّنَبِ
وفرسٌ ضَافِي السَّبِيبِ. وعَقَدُوا {أَسَابِيبَ خَيْلِهِم. وأَقْبَلَتِ الخَيْلُ مُعَقَّدَات} السبائب. (و) السَّبِيبُ: (الخُصْلَةُ مِن الشَّعَرِ، {كالسَّبِيبَة) جَمْعُه} سَبَائِب.
وَمن الْمجَاز: امرأَةٌ طوِيلَةُ {السَّبَائِب: الذَّوَائِبِ. وَعَلِيهِ سَبَائِبُ الدَّم: طَرَائِقُه، كَذَا فِي الأَساس. وَفِي حَدِيث اسْتِسْقَاءِ عُمَر رَضِي الله عَنْه (رأَيْتُ العَبَّاسَ وَقد طَالَ عُمَرَ، وعَيْنَاه تَنْضَمَّان وسَبَائِبُه تَجُولُ عَلَى صَدْرِه) يَعْنِي ذَوَائِبَه. قَوْله: وَقد طَالَ عُمَرَ أَي كَانَ أَطْوَلَ مِنْهُ.
(والسَّبِيبَةُ: الغِضَاهُ تكثُر فِي المَكَانِ) .
(و: ع. و: نَاحِيَةٌ من عَمَل إِفْرِيقِيَّةَ) ، وقِيلَ: قَرْيَةٌ فِي نَوَاحي قَصْرِ ابْن هُبَيْرة.
(وذُو الأَسْبَابِ: المِلْطَاطُ بنُ عَمْرو، مَلِكٌ) من مُلُوكِ حِمْيَر من الأَذْوَاءِ، مَلِك مِائَةً وعِشْرِينَ سَنَة.
(و) } سَبَّى (كحَتْى: مَاءٌ لسُلَيْم) . وَفِي مُعْجم نصر: مَاءٌ فِي أَرض فَزَارَة.
( {وتَسَبْسَبَ المَاءُ: جَرَى وسَالَ.} وسَبْسَبَهُ: أَسَالَه) .
(والسَّبْسَبُ: المَفَازَةُ) والقَفْرُ (أَو الأَرْضُ المُسْتَوِيَةُ البَعِيدَةُ) . وَعَن ابْن شُمَيْل: {السَّبْسَبُ: الأَرْضُ القَفْر البَعِيدَةُ مُسْتَوِيَةً وغَيْرَ مُسْتَوِيَةٍ وَغَلِيظَة وغَيْرَ غَلِيظَة لَا مَاءَ بهَا وَلَا أَنِيسَ. وَفِي حَديث قُسَ: (فَبينا أَجُولُ سَبْسَبَها) . ويروى بَسْبَسَها، وهُمَا بِمَعْنًى. وَقَالَ أَبو عُبَيْد:} السَّبَاسِبُ والبَسَابِسُ: القِفَارُ. (و) حكى اللِّحْيَانيّ: (بَلَدٌ {سَبْسَبٌ، و) بلد (} سَبَاسِبُ) كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْء مِنه {سَبْسَباً، ثمَّ جَمَعُوه عَلَى هذَا، وَقَالَ أَبو خَيْرة:} السَّبْسَب: الأَرْضُ الجَدْبَةُ. وَمِنْهُم من ضَبَطَ! سُبَاسِب بِالضَّمِّ، وَهُوَ الأَكْثَر؛ لأَنّه صِفَةُ مُفْرَد كعُلَابط، كذَا قَالَ شَيْخُنَا. وَقَالَ أَبو عَمْرو: سَبْسَبَ إِذَا سَارَ سَيْراً لَيِّناً. وسَبْسَبَ إِذَا قَطَع رَحِمَه. وسَبْسَبَ إِذَا شَتَم شَتْماً قَبِيحاً. (وسَبْسَبَ بَوْلَه: أَرْسَلَه) .
(والسَّبَاسِبُ: أَيَّامُ السَّعَانِين) . أَنْبَأَ بِذلِكَ أَبُو العَلَاء. وَفِي الحَدِيث (إِنَّ الله تَعَالَى أَبْدَلَكُم بيَوْم السَّبَاسِبِ يَوْمَ الْعِيد) . يَوْمُ السَّبَاسِب عِيدٌ للِنَّصَارى ويُسَمُّونَه يَوْمَ السَّعَانِين. قَالَ النَّابغَةُ:
رِقَاقُ النِّعَالِ طَيِّبٌ حُجُزَاتُهمْ
يُحَيّونَ بِالرَّيْحَانِ يَوْمَ السَّبَاسِبِ
يَعْنِي عِيداً لَهُم.
والسَّبْسَبُ كالسَّبَاسِب: شَجَرٌ تُتَّخَذُ مِنْه السِّهَام. وَفِي كتاب أَبي حَنيفَة: الرِّحَال. قَالَ الشاعِر يَصف قَانِصاً:
ظَلَّ يُصَادِيهَا دُوَيْن المَشْرَبِ
لاطٍ بــصَفْرَاءَ كَتُومِ المَذْهَب
وكُلِّ جَشْءِ من فُرُوعِ السَّبْسَبِ
وَقَالَ رُؤْبَةُ:
رَاحَت ورَاحَ كَعَصَا {السَّبْسَابُ
وَهُوَ لْغَةٌ فِي السَّبْسَبِ، أَو أَنَّ الأَلِفَ للضَّرُورَة، هكَذَا أَورَدَه صَاحِب اللِّسَان هُنَا، وَهُوَ وَهَم، والصَّحِيح: السَّيْسَبُ، بالتَّحْتِيَّةِ، وسَيَأْتِي للمُصَنِّف قَرِيباً.
(و) من الْمجَاز قَوْلُهم: (سَبَّابُ العَرَاقِيبِ) ويَعْنُونَ بِهِ (السَّيْف) ؛ لأَنَّه يَقْطَعُها. وَفِي الأَساس: كأَنَّمَا يُعَادِيهَا ويَسُبُّهَا.
(و) } سَبُّوبَةُ: اسْمٌ أَو لَقَبٌ. و (مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَبُّوبَة المُجَاوِرُ) بمَكَّةَ: (مُحَدِّثٌ) عَن عبد الرزَّاقِ، واخْتُلِف فِيهِ فَقِيلَ: هكَذا، (أَوْ هُوَ بمُعْجَمَة) وسَيَأْتِي. (وَسَبُّوبَة: لَقَبُ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ عَبْد العَزِيز المُحَدّث) شيخٌ للعَبَّاس الدُّوريّ. وَفَاته أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ المُلَقَّبُ! بِسَبُّوبَة شَيْخ لوَهْبِ بْنِ بقيَّة. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
سَبَبٌ كجَبَل لقَبُ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ الأَصْبَهَانِيِّ، روى عَن جَدِّه لأُمّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ومَاتَ سنة 466 هـ وجَاءَ فِي رَجَزِ رُؤْبَةَ المُسَبِّي بمَعنَى المُسَبِّب. قَالَ:
إِن شَاءَ رَبُّ القُدْرَةِ {- المُسَبِّي
أَمَّا بأَعْنَاقِ المَهَارِي الصُّهْبِ
أَراد} المُسَبِّب.
وَمِمَّا بَقِي عَلَى المُؤَلِّفِ مِمَّا اسْتَدَرَكه شَيْخُنا رَحِمَه الله تَعَالى وَقَالَ إِنَّه مِنَ الوَاجِبات.

الهضم

(الهضم) تَحْويل الهواضيم عناصر الطَّعَام الْمُخْتَلفَة إِلَى مَادَّة غذائية صَالِحَة لِأَن يمتصها الْجِسْم ويتمثلها و (فِي الكيمياء) معالجة الْموَاد بكيمياويات بالتسخين أَو بالتسخين مَعَ الضغط وتفكيك الْموَاد بعوامل كيمياوية قَوِيَّة كحل البروتينات بحامض الكبريتيك فِي عملية كلدال (مج)
و (الجهاز الهضمي) مَجْمُوعَة من الْأَعْضَاء تتعاون على هضم الطَّعَام كالأسنان والغدد الهضمية والمعدة والأمعاء
و (الْقَنَاة الهضمية) قناة فِي جَوف الْجِسْم يكتنفها ويتصل بهَا أَعْضَاء الجهاز الهضمي وتبدأ بالفم وتنتهي بنهاية القولون النَّازِل

(الهضم) المطمئن من الأَرْض وبطن الْوَادي والبخور (ج) أهضام وهضوم وَفِي الْمثل (اللَّيْل وأهضام الْوَادي) لَا تسر فيهمَا لَا ينلك مَكْرُوه
الهضم:
[في الانكليزية] Digestion
[ في الفرنسية] Digestion
بالفتح وسكون الضاد المعجمة عند الأطباء هو إحالة الحرارة الغريزية الغذاء إلى قوام معدّ لقبول صورة الأعضاء وقبل الغاذية فيه، والقوة التي تعدّ الغذاء لأنّ يصير جزءا بالفعل من العضو ويتصوّر بصورته تسمّى هاضمة. قالوا للغذاء إلى أن يصير جزءا من المغتذي هضوم أربعة. الهضم الأول في المعدة بأن يجعل الغذاء كيلوسا وابتداؤه من الفم وفضلته الثفل الذي يندفع من طريق الامعاء.
والهضم الثاني في الكبد بأن يجعل الغذاء كيموسا وابتداؤه من العروق الماساريقية وفضلته البول والمرتان السوداء والــصفراء المتدافعتان من الطحال والمرارة. والهضم الثالث في العروق فإنّ الأخلاط الأربعة بعد تولّدها في الكبد تنصبّ إلى العرق النابت من جانبه المحدّب المسمّى بالأجوف، ثم تندفع الأخلاط في العروق المنشعبة من الأجوف مختلط بعضها ببعض، وفيها تنهضم الأخلاط انهضاما تاما فوق ما كان لها في الكبد، وهناك يتميّز ما يصلح غذاء لكلّ عضو عضو فيصير مستعدا لأنّ يجذبه جاذبة العضو، وذلك المتميّز يسمّى رطوبة ثانية، كما يسمّى الأخلاط رطوبة أولى وفضلته تندفع بالتحليل الذي لا يحسّ به وبالعرق والوسخ.
والهضم الرابع في الأعضاء فإنّ الغذاء إذا سلك في العروق الكبار ثم إلى الجداول ثم إلى السواقي ثم إلى الرواضع ثم إلى العروق اللثقية ترشّح الغذاء من فوهاتها أي فوهات اللثقية الشعرية على الأعضاء وحصل غاذية كلّ عضو للأغذية المترشّحة عليها التشبه به التصاقا ولونا ومزاجا وفضلته المني، والمسيحي لم يعتبر الهضم الأخير وأبو سهل الثالث. ثم الرطوبة الثانية لها أربع مراتب: الأولى ما ذكر، والثانية هي التي منبثّة في الأعضاء الأصلية بمنزلة الطّل، والثالثة القريبة العهد بالانعقاد كما ذكرت في الهضم الرابع، والرابعة الرطوبة المتداخلة للأعضاء وهي التي لها اتصال أجزاء المتشابه.
هذا خلاصة ما في شرح القانونچة وشرح المواقف وذكر الرطوبات سبق في محلها أيضا.

العلّة

العلّة:
[في الانكليزية] cause ،sickness
[ في الفرنسية] cause ،maladie
بالكسر وتشديد اللام لغة اسم لعارض يتغيّر به وصف المحلّ بحلوله لا عن اختيار، ولهذا سمّي المرض علّة. وقيل هي مستعملة فيما يؤثّر في أمر سواء كان المؤثّر صفة أو ذاتا. وفي اصطلاح العلماء تطلق على معان منها ما يسمّى علّة حقيقية وشرعية ووصفا وعلّة اسما ومعنى وحكما، وهي الخارجة عن الشيء المؤثّرة فيه. والمراد بتأثيرها في الشيء اعتبار الشارع إيّاها بحسب نوعها أو جنسها القريب في الشيء الآخر لا الإيجاد كما في العلل العقلية.

ولهذا قالوا: العلل الشّرعية كلّها معرّفات وأمارات لأنّها ليست في الحقيقة مؤثّرة بل المؤثّر هو الله تعالى. فبقولهم الخارجة خرج الركن. وبقولهم المؤثّرة خرج السّبب والشرط والعلامة إذ المتبادر بالتأثير ما هو الكامل منه وهو التأثير ابتداء بلا واسطة. ولهذا قيل العلّة في الشرع عبارة عما يضاف إليه وجوب الحكم ابتداء. فالمراد بالإضافة الإضافة من كلّ وجه، بأن كان موضوعا لذلك الحكم بأن أضيف الحكم إليه ومؤثّرا فيه، أي في ذلك الحكم، ويتصل الحكم به، واحترز به عن العلامة والسّبب الحقيقي. وبقيد وجوب الحكم احترز عن الشّرط. والقيد الأخير احتراز عن السّبب في معنى العلّة وعلّة العلّة. وبالجملة المعتبر في العلّة الحقيقية أمور ثلاثة إضافة الحكم إليها وتأثيرها فيه وحصول الحكم معها في الزمان؛ وهي قسمان: العلّة الموضوعة كالبيع المطلق للملك والنكاح لملك المتعة وتسمّى بالمنصوصة أيضا، والعلة المستنبطة بالاجتهاد. وأيضا هي إمّا متعدّية وهي التي تتعدّى الأصل فتوجد في غيره وتسمّى مؤثّرة أيضا لأنّها وصف ظهر أثرها في جنس الحكم المعلّل به كالطواف علّة لسقوط نجاسة سور سواكن البيوت، وإمّا قاصرة وهي بخلافها أي التي لا تتعدّى الأصل. ومنها ما يسمّى بالعلّة اسما وهي ما يضاف الحكم إليه ولا يكون مؤثّرا فيه ويتراخى الحكم عنه بأنّ لا يترتّب عليه. ومعنى إضافة الحكم إلى العلّة ما يفهم من قولنا قتل بالرمي وعتق بالشّرى وهلك بالجرح. والمراد بالإضافة الإضافة بلا واسطة لأنّها المفهومة عند الإطلاق. وما قيل العلّة اسما ما تكون موضوعة في الشرع لأجل الحكم أو مشروعة إنّما يصحّ في العلل الشرعية لا في مثل الرمي والجرح. مثاله المعلّق بالشّرط فإنّ وقوع الطلاق بعد دخول الدار مثلا ثابت بالتطليق السابق ومضاف إليه فيكون علّة اسما، لكنه ليس بمؤثّر في وقوع الطلاق قبل دخول الدار، بل الحكم متراخ عنه. ومنها ما يسمّى بالعلّة معنى وهو ما يكون مؤثّرا في الحكم بلا إضافة الحكم إليه، ولا ترتّب له عليه كالجزء الأول من العلّة المركّبة من الجزءين، وكذا أحد الجزءين الغير المترتّبين كالقدر والجنس لحرمة النّساء فإنّ مثل ذلك الجزء مؤثّر في الحكم ولا يضاف إليه الحكم، بل إلى المجموع، ولا يترتّب عليه أيضا. وهي عند الإمام السرخسي سبب محض لأنّ أحد الجزءين طريق يفضي إلى المقصود ولا تأثير له ما لم ينضمّ إليه الجزء الأخير. وذهب فخر الإسلام إلى أنها وصف له شبه العلية لأنّه مؤثّر، والسّبب المحض غير مؤثّر، وهذا يخالف ما تقرّر عندهم من أنّه لا تأثير لأجزاء العلّة في أجزاء المعلول وإنّما المؤثّر هو تمام العلّة في تمام المعلول. ومنها ما يسمّى بالعلّة حكما وهي ما يترتّب عليه الحكم بلا إضافة له إليه ولا تأثير فيه كالشرط الذي علّق عليه الحكم، كدخول الدار في قولنا إن دخلت الدار فأنت طالق، يتصل به الحكم من غير إضافة ولا تأثير. وإذا كانت العلّة اسما وحكما فالجزء الأخير علّة حكما فقط، وكذا الجزء الأخير من السّبب الداعي إلى الحكم.
ومنها ما يسمّى بالعلّة اسما ومعنى وهي ما يضاف إليه الحكم ويكون مؤثّرا فيه بلا ترتّب للحكم عليه، كالبيع الموقوف والبيع بالخيار للملك فإنّه علّة للملك اسما لإضافة الملك إليه ومعنى لتأثيره فيه لا حكما لعدم الترتّب. ومنها ما يسمّى بالعلّة اسما وحكما، وهي ما يضاف إليه الحكم ويترتّب عليه بلا تأثيره فيه كالسّفر فإنّه علّة للرخصة اسما لأنّها تضاف إليه في الشرع وحكما لأنّها تثبت بنفس السّفر متصلة به لا معنى، لأنّ المؤثّر في ثبوتها ليس نفس السفر بل المشقة. ومنها ما يسمّى بالعلّة معنى وحكما وهي ما يؤثّر في الحكم ويترتّب الحكم عليه بلا إضافة له إليه كالجزء الأخير من العلّة المركّبة فإنّه مؤثّر في الحكم، وعنده يوجد الحكم ولكنه لا يضاف الحكم إليه، فإنّ القرابة والملك علّة للعتق، فأيّهما تأخّر وجودا فهو علّة معنى وحكما. فهذه المعاني السبعة من مصطلحات الأصوليين يطلق عليها لفظ العلة بالاشتراك أو الحقيقة أو المجاز. فما قيل العلّة سبعة أقسام علّة اسما ومعنى وحكما وهو الحقيقة في الباب، وعلّة اسما فقط وهو المجاز، وعلّة معنى فقط وعلّة حكما فقط وعلّة اسما ومعنى فقط وعلّة اسما وحكما فقط وعلّة معنى وحكما فقط أريد به تقسيم ما يطلق عليه لفظ العلّة إلى أقسامه كما يقسم العين إلى الجارية والباصرة وغيرهما، والأسد إلى الشجاع والسّبع.
فائدة:
لا نزاع في تقدّم العلّة على المعلول بمعنى احتياجه إليها ويسمّى التقدّم بالذات وبالعلّية، ولا في مقارنة العلّة التامة العقلية لمعلولها بالزمان لئلّا يلزم التخلّف. وأمّا في العلل الشرعية فالجمهور على أنّه يجب المقارنة بالزمان إذ لو جاز التخلّف لما صحّ الاستدلال بثبوت العلّة على ثبوت الحكم، وحينئذ يبطل غرض الشارع من وضع العلل للأحكام، وقد فرّق بعض المشايخ كأبي بكر محمد بن الفضل وغيره بين الشرعية والعقلية، فجوّز في الشرعية تأخير الحكم عنها؛ وتخلّف الحكم عن العلّة جائز في العلل الشرعية لأنّها أمارات وليست موجبة بنفسها، فجاز أن تجعل أمارة في محلّ دون محلّ. هذا كله خلاصة ما في التلويح والحسامي ونور الأنوار وغيرها. ومنها ما اصطلح عليه المحدّثون وهو سبب خفي قادح غامض طرأ على الحديث وقدح في صحته، مع أنّ الظاهر السلامة منه؛ والحديث الذي وقع فيه أو في إسناده أو فيهما جميعا علّة يسمّى معلّلا بصيغة اسم المفعول من التعليل، ولا يقال له المعلول كذا قال ابن الصلاح. وقال العراقي الأجود في تسميته المعلّل. وقد وقع في عبارة كثير من المحدّثين كالترمذي والبخاري وابن عدي والدارقطني وكذا في عبارة الأصوليين والمتكلّمين تسميته بالمعلول، وقد يسمّى أيضا بالمعتلّ والعليل. وإنّما عمّم الوقوع إذ العلّة قد تقع في المتن وهي تسري إلى الإسناد مطلقا لأنّه الأصل، وقد تقع في الإسناد وهي لا تسري إلى المتن إلّا بهذا الإسناد، وقد تقع فيهما. ولا بد للمحدّث من تفحّص ذلك، وطريقه أن ينظر إلى الرّاوي هل هو منفرد ويخالفه غيره أم لا، ويمعن في القرائن المنبّهة للعارف على إرسال في الموصول أو وقف في المرفوع أو دخول حديث في حديث كما في المدرج، أو وهم وخلط من الراوي في أسماء الرّواة والمتن كما في المصحّف نظرا بليغا، بحيث يغلب على ظنّه ذلك، فيحكم بمقتضاه أو يتردّد فيتوقّف، وكلّ ذلك قادح في صحة ما وقع فيه. قال علي بن المديني: الباب إذا لم يجمع طرقه لم يتبيّن خطأه. وبالجملة فهو من أغمض أنواع علوم الحديث وأدقّها ولا يقوم به إلّا من رزقه الله فهما ثابتا وحفظا واسعا ومعرفة تامة بمراتب الرواة وملكة قوية بالأسانيد والمتن. ولهذا لم يتكلّم فيه إلّا قليل من أهل هذا الشأن كعلي بن المديني وأحمد بن حنبل والبخاري والدارقطني ويعقوب ونحوهم. وقد يقصر عبارة المعلّل عن إقامة الحجّة على دعواه كصيرفي نقد الدراهم والدنانير حتى قال البعض إنّه إلهام لو قلت له من أين قلت هذا لم يكن له حجة.
وقد تطلق العلّة عندهم على غير المعنى المذكور ككذب الرّاوي وفسقه وغفلته وسوء حفظه ونحوها من أسباب ضعف الحديث كالتدليس. والترمذي يسمّي النّسخ علّة. قال السخاوي فكأنّه أراد علّة مانعة من العمل لا الاصطلاحية. وأطلق بعضهم على مخالفة لا تقدح في الصحة كإرسال ما وصله الثّقة حتى قال: من الصحيح ما هو معلّل، كما قال آخر:
من الصحيح ما هو شاذ. هذا خلاصة ما في شرح النخبة وشرحه وخلاصة الخلاصة.
ومنها ما يسمّى علّة عقلية وهي في اصطلاح الحكماء ما يحتاج إليه الشيء إمّا في ماهيته كالمادة والصورة أو في وجوده كالغاية والفاعل والموضوع، وذلك الشيء المحتاج يسمّى معلولا، وهذا أولى مما قيل العلّة ما يحتاج إليه الشيء في وجوده لعدم توهّم خروج علّة الماهية عنه. وإنّما قلنا الأولى لأنّ علّة الماهية لا تخرج عن هذا التعريف أيضا لأنّ المعلول المركّب من المادة والصورة يتوقّف وجوده أيضا عليهما، وتوقّف الماهية عليهما لا ينافي ذلك. إن قيل يخرج من التعريفين علّة العدم، قلت العلّية في العدم مجرّد اعتبار عقلي مرجعه عدم علّية الوجود للوجود. ثم المحتاج إليه أعمّ من أن يكون محتاجا إليه بنفسه أو باعتبار أجزائه، فيشتمل التعريف العلّة التامة المركّبة من المادة والصّورة والفاعل فإنّه محتاج إليه باعتبار الفاعل. وأمّا ذاته أعني المجموع فهو محتاج إلى مجموع المادة والصّورة الذي هو عين المعلول احتياج الكلّ إلى جزئه.
ثم العلّة على قسمين علّة تامّة وتسمّى علة مستقلّة أيضا، وعلّة غير تامة وتسمّى علة ناقصة وغير مستقلّة. فالعلّة التامة عبارة عن جميع ما يحتاج إليه الشيء في ماهيته ووجوده أو في وجوده فقط كما في المعلول البسيط، والناقصة ما لا يكون كذلك، ومعناه أن لا يبقى هناك أمر آخر يحتاج إليه لا بمعنى أن تكون مركّبة من عدة أمور البتّة، وذلك لأنّ العلّة التامة قد تكون علّة فاعلية إمّا وحدها كالفاعل الموجب الذي صدر عنه بسيط إذا لم يكن هناك شرط يعتبر وجوده، ولا مانع يعتبر عدمه، وإمّا إمكان الصادر فهو معتبر في جانب المعلول، ومن تتمته، فإنّا إذا وجدنا ممكنا طلبنا علّته، فكأنّه قيل العلّة ما يحتاج إليه الشيء الممكن الخ فلا يعتبر في جانب العلّة. وأمّا التأثير والاحتياج والوجود المطلق الزائد على ذاته تعالى والوجوب السابق فليس شيء منها مما يحتاج إليه المعلول، بل هي أمور إضافية ينتزعها العقل من استتباع وجود العلّة لوجود المعلول وحكم العقل بأنّه أمكن، فاحتاج فأثّر فيه الفاعل فوجب وجوده فوجد إنّما هو في الملاحظة العقلية وليس في الخارج إلّا المعلول الممكن والعلّة الموجبة لوجوده فتدبّر. وإمّا مع الغاية كما في البسيط الصادر عن المختار. وقد تكون مجتمعة من الأمور الأربعة أو الثلاثة كما في المركّب الصادر عن المختار والمركّب الصادر عن الموجب. وقد تطلق العلّة التامة على الفاعل المستجمع لشرائط التأثير.
اعلم أنّ العلّة مطلقا متقدّمة على المعلول تقدما ذاتيا إلّا العلة التامة المركّبة من أربع أو ثلاث، فتقدّمها على المعلول بمعنى تقدّم كلّ واحد من أجزائها عليها، وأمّا تقدّم الكلّ من حيث هو كلّ ففيه نظر، إذ مجموع الأجزاء المادية والصورية هو الماهية بعينها من حيث الذات، ولا يتصوّر تقدّمها على نفسها فضلا عن تقدّمها على نفسها مع انضمام أمرين آخرين إليهما وهما الفاعل والغاية. وأجيب بأنّ المعلول من الماهية المركّبة من المادة والصورة إنّما هو التركيب والانضمام، فاللازم تقدّم المادة والصورة على التركيب والانضمام، فتقدّم العلّة التامة لا يستلزم تقدّم الماهية على نفسها.
ثم العلّة الناقصة أربعة أقسام لأنّها إمّا جزء الشيء أو خارج عنه، والأول إن كان به الشيء بالفعل فهو الصورة وإن كان به الشيء بالقوة فهو المادة. فالعلة الصورية ما به الشيء بالفعل أي ما يقارن لوجوده وجود الشيء بمعنى أن لا يتوقّف بعد وجوده على شيء آخر. فالباء في به للملابسة، فخرج مادة الأفلاك والأجزاء الصورية والجزء الصوري لمادة المركّب كصورة الخشب للسرير فإنّها أجزاء مادية بالنسبة إلى المركّب، فإنّ العلّة الصورية للسرير هي الهيئة السريرية، وحمل الباء على السّببية القريبة يحتاج إلى القول بأنّ العلة التامة والفاعل سببان بعيدان بواسطة الصورة. لا يقال صورة السّيف قد تحصل في الخشب مع أنّ السيف ليس حاصلا بالفعل لعدم ترتّب آثار السيف عليه، لأنّا نقول الصورة السيفية المعيّنة الحاصلة في الحديد المعيّن إذا حصلت شخّصها حصل السيف بالفعل قطعا وليست الحاصلة في الخشب عين تلك الصورة بل فرد آخر من نوعها به يتحقّق بالفعل ما يشبه السيف. وأيضا الآثار المترتّبة على السيف الحديدي ليست آثارا لنوع السيف بل لصنفه وهو السيف الحديدي فتدبّر.
والعلة المادية ما به الشيء بالقوة كالخشب للسرير وليس المراد بالعلّة الصورية والمادية في عباراتهم ما يختصّ بالجواهر من المادة والصورة الجوهريتين بل ما يعمّهما وغيرهما من أجزاء الأعراض التي لا يوجد بها إلّا الأعراض إمّا بالفعل أو بالقوة. فإطلاق المادة والصورة على العلّة المادية والصورية مبني على التسامح، وهاتان العلّتان أي المادة والصورة علّتان للماهية داخلتان في قوامها كما أنّهما علتان للوجود أيضا فتختصان باسم علّة الماهية تمييزا لهما عن الباقيين أي الفاعل والغاية المتشاركين لهما في علّة الوجود وباسم الركن أيضا. وفي الرشيدية العلّة ما يحتاج إليه الشيء في ماهيته بأن لا يتصوّر ذلك الشيء بدونه كالقيام والركوع في الصلاة، وتسمّى ركنا، أو في وجوده بأن كان مؤثّرا فيه فلا يوجد بدونه كالمصلي لها أي الصلاة انتهى. والثاني أي ما يكون خارجا عن المعلول إمّا ما به الشيء وهو الفاعل والمؤثّر فالفاعل هو المعطي لوجود الشيء، فالباء للسببية كالنّجّار للسرير، والمجموع من الواجب والممكن، وإن كان فاعله جزءا منه لكن ليس فاعليته إلّا باعتبار فاعليته لممكن فيكون خارجا عن المعلول، وإمّا ما لأجله الشيء وهو الغاية أي العلّة الغائية كالجلوس على السرير للسرير، وهاتان العلّتان تختصّان باسم علّة الوجود لتوقّفه عليهما دون الماهية. ثم الأولى لا توجد إلّا للمركّب وهو ظاهر والثانية لا تكون إلّا للفاعل المختار. وإن كان الفاعل المختار يوجد بدونها كالواجب تعالى عند الأشعرية فالموجب لا يكون لفعله غاية وإن جاز أن يكون لفعله حكمة وفائدة؛ وقد تسمّى فائدة فعل الموجب غاية أيضا تشبيها لها بالغاية الحقيقية التي هي غاية للفعل وغرض مقصود للفاعل. والغاية علّة لعلّية العلّة الفاعلية أي أنّها تفيد فاعلية الفاعل إذ هي الباعثة للفاعل على الإيجاد ومتأخّرة وجودا عن المعلول في الخارج، إذ الجلوس على السرير إنّما يكون بعد وجود السرير في الخارج لكن يتقدّم عليه في العقل.
إن قلت حصر العلّة الناقصة في الأربع منقوض بالشرط مثل الموضوع كالثوب للصابغ، والآلة كالقدّوم للنّجار، والمعاون كالمعين للمنشار، والوقت كالصيف لصبغ الأديم، والداعي الذي ليس بغاية كالجوع للأكل، وعدم المانع مثل زوال الرطوبة للإحراق، وبالمعد مثل الحركة في المسافة للوصول إلى المقصد، لأنّ كلا منها علّة لكونه محتاجا إليه وخارج عن المعلول مع أنّه ليس ما منه الشيء ولا ما لأجله الشيء. قلت إنّها بالحقيقة من تتمة الفاعل لأنّ المراد بالفاعل هو المستقلّ بالفاعلية والتأثير سواء كان مستقلا بنفسه أو بمدخلية أمر آخر، ولا يكون كذلك إلّا باستجماع الشرائط وارتفاع الموانع، فالمراد بما به الشيء ما يستقلّ بالسّببية والتأثير كما هو المتبادر، سواء كان بنفسه أو بانضمام أمر آخر إليه، فيكون ذكر هذا القسم مشتملا على أمور الفاعل المستقل بنفسه وذات الفاعل والشرائط، وعلى كلّ واحد منها مما يحتاج إليه المعلول، وعلى أنها ناقصة، إنّما المتروك تفصيله وبيان اشتماله على تلك الأمور.
وقد تجعل من تتمة المادة لأنّ القابل إنّما يكون قابلا بالفعل عند حصول الشرائط. ومنهم من جعل الأدوات من تتمة الفاعل وما عداها من تتمة المادة، وتقرير ذلك على طور ما سبق.
وعلى هذا فلا يرد ما قيل سلّمنا أنّ المراد بالفاعل هو المستقل بالفاعلية وبالمادة هو القابل بالفعل، لكن كلّ ما ذكرنا من الشروط والآلات ورفع المانع والمعد مما يحتاج إليه المعلول ولا يصدق عليه أحد تلك الأقسام. ولا نعني بعدم الحصر إلّا وجود شيء يصدق عليه المقسم ولا يصدق عليه شيء من الأقسام.
إن قلت عدم المانع قيد عدمي فلا يكون جزءا من العلّة التامة وإلّا لا تكون العلّة التامة موجودة. قلت العلّة التامة لا تجب أن تكون وجودية بجميع أجزائها بل الواجب وجود العلّة الموجدة منها لكونها مفيدة للوجود، ولا امتناع في توقّف الإيجاد على قيد عدمي. ومنهم من خمّس القسمة وجعل هذه المذكورات شروطا، وقال العلّة الناقصة إن كانت داخلة في المعلول فمادية إن كان بها وجود الشيء بالقوة وإلّا فصورية. وإن كانت خارجة ففاعلية إن كان منها وجود الشيء وغائية إن كان لأجلها الشيء، وشرط إن لم يكن منها وجود الشيء ولا لأجلها، ولا يضرّ خروج الجنس والفصل فإنّهما وإن كانا من العلل الداخلة لكنهما ليسا مما يتوقّف عليه الوجود الخارجي والكلام فيه. ولك أن تقول في تفصيل أقسام العلّة الناقصة بحيث لا يحتاج إلى مثل تلك التكلّفات بأنّ ما يتوقّف عليه الشيء إمّا جزء له أو خارج عنه، والثاني إمّا محلّ للمقبول فهو الموضوع بالقياس إلى العرض، والمحلّ القابل بالقياس إلى الصورة الجوهرية المعيّنة فإنّها محتاجة في وجودها إلى المادة، وإن كانت مطلقها علّة لوجود المادة، وإمّا غير محلّ له فإمّا منه الوجود وإمّا لأجله الوجود، أولا هذا ولا ذاك، وحينئذ إمّا أن يكون وجوديا وهو الشرط أو عدميا وهو عدم المانع؛ وأمّا المعدّ وهو ما يكون محتاجا إليه من حيث وجوده وعدمه معا فداخل في الشرط باعتبار وفي عدم المانع باعتبار، والأول أعني ما يكون جزءا إمّا أن يكون جزءا عقليا وهو الجنس والفصل أو خارجيا وهو المادة والصورة.
فائدة:
حيث يذكر لفظ العلّة مطلقا يراد به الفاعلية ويذكر البواقي بأوصافها وبأسماء أخرى، وكما يقال لعلّة الماهية جزء وركن يقال للمادية مادة وطينة باعتبار ورود الصّور المختلفة عليها، وقابل وهيولى من جهة استعدادها للصّور وعنصر إذ منها يبتدأ التركيب، واسطقس إذ إليها ينتهي التحليل. ويقال للغائية غاية وغرض.

تقسيمات أخر:
العلّة مطلقا فاعلية كانت أو صورية أو مادية أو غائية قد تكون بسيطة. فالفاعلية كطبائع البسائط العنصرية، والمادية كهيولاتها والصّورية كصورها والغائية كوصول كلّ منها إلى مكانه الطبيعي. وقد تكون مركّبة، فالفاعلية كمجموع الفعل والصّورة بالنسبة إلى الهيولى على ما تقرّر من أنّ الصورة شريكة لفاعل الهيولى، والمادية كالعناصر الأربعة بالنسبة إلى صور المركّبات، والصورية كالصورة الإنسانية المركّبة من صور أعضائها الآلية، والغائية كمجموع شرى المتاع ولقاء الحبيب بالنسبة إلى الصّورة الشوقية.
وأيضا كلّ واحد من العلل إمّا بالقوة، فالفاعلية كالطبيعة بالنسبة إلى الحركة حال حصول الجسم في مكانه الطبيعي، والمادية كالنطفة بالنسبة إلى الإنسانية، والصّورية كصورة الماء حال كون هيولاها ملابسة لصورة الهواء، والغائية كلقاء الحبيب قبل حصوله. وإمّا بالفعل، فالفاعلية كالطبيعة حال كون الجسم متحركا إلى مكانه الطبيعي وعلى هذا القياس. وأيضا كلّ واحد منها إمّا كلية أو جزئية، فالفاعلية الكلّية كالبناء للبيت والجزئية كهذا البناء له وعلى هذا القياس. وأيضا كلّ واحد منها إمّا ذاتية أو عرضية. فالعلّة الذاتية تطلق على ما هو معلول حقيقة والعلّة العرضية تطلق باعتبارين، أحدهما اقتران شيء بما هو علّة حقيقة، فإنّ الشيء إذا اقترن بالعلّة الحقيقية اقترانا مصححا لإطلاق اسمها عليه يسمّى علّة عرضية، وثانيهما اقتران شيء ما بالمعلول كذلك، فإنّ العلّة بالقياس إلى ذلك الشيء المقترن بالمعلول تسمّى علّة عرضية. فالفاعلية العرضية كالسقمونيا بالنسبة إلى البرودة فإنّ السقمونيا يسهّل الــصفراء الموجبة لسخونة البدن المانعة عن تبريد الباردة التي في البدن إياه، فلما زال المانع عنه برّدته بطبعها.
فالفعل الصادر عن الأجزاء الباردة التي في البدن أعني التبريد ينسب بالعرض إلى ما يقرنها ويزيل مانعها وهو السقمونيا، والمادية العرضية كالخشب للسرير إذا أخذ مع صفة البياض مثلا، فإنّ ذات الخشب علّة مادية ذاتية وما يقرنها أعني الخشب مأخوذا مع صفة البياض علّة مادية مع صفة البياض، والصّورية العرضية كصورة السرير إذا أخذت مع بعض عوارضها، والغائية العرضية كشرى المتاع أيضا مثلا بالنسبة إلى السفر إذا كان المقصود منه لقاء الحبيب وحصل بتبعه شراء المتاع أيضا. وأيضا كلّ واحد من العلل إمّا عامّة أو خاصة. فالعامّة تكون جنسا للعلّة الحقيقية كالصانع الذي هو جنس للبناء، والخاصّة هي العلّة الحقيقية كالبناء، وكذلك سائر العلل. وأيضا كلّ واحد منها قريبة أو بعيدة. فالفاعلية القريبة كالعفونة بالنسبة إلى الحمّى والبعيدة كالاحتقان مع الامتلاء بالنسبة إلى الحمّى. وأيضا كل منها مشتركة أو خاصة.
فالفاعلية المشتركة كبنّاء واحد لبيوت متعدّدة، والخاصة كبنّاء واحد لبيت واحد، وعلى هذا القياس.
فائدة:
ومن العلل المعدّة ما يؤدّي إلى مثل كالحركة إلى منتصف المسافة المؤدّية إلى الحركة إلى منتهاها، أو إلى خلاف كالحركة إلى البرودة المؤدّية إلى السخونة التي هي مخالفة للحركة لها، أو إلى ضدّ كالحركة إلى فوق المؤدّية إلى الحركة إلى الأسفل والأعداد قريب كأعداد الجنين بالنسبة إلى الصورة الإنسانية أو بعيد كأعداد النطفة بالنسبة إليها. ومن العلل العرضية ما هو علّة معدّة ذاتية بالنسبة إلى ما هو علّة فاعلية عرضية له، فإنّ شرب السقمونيا علّة فاعلية عرضية لحصول البرودة مع أنّه علّة معدّة ذاتية لحصول البرودة.
فائدة:
الفرق بين جزء العلّة المؤثّرة أي الفاعلية وشرطها في التأثير هو أنّ الشرط يتوقّف عليه تأثير المؤثّر لا ذاته، كيبوسة الحطب للإحراق إذ النار لا تؤثّر في الحطب بالإحراق إلّا بعد أن يكون يابسا، والجزء يتوقّف عليه ذات المؤثّر فيتوقّف عليه تأثيره أيضا، لكن لا ابتداء بل بواسطة توقّفه على ذاته المتوقفة على جزئه، وعدم المانع ليس مما يتوقّف عليه التأثير حتى يشارك الشرط في ذلك بل هو كاشف عن شرط وجودي، كزوال الغيم الكاشف عن ظهور الشمس الذي هو الشرط في تجفيف الثياب وعدّه من جملة الشروط نوع من التجوّز. وفي اصطلاح مثبتي الأحوال من المتكلّمين صفة توجب لمحلّها حكما. والمراد بالصّفة الموجودة بناء على عدم تجويز تعليل الحال بالحال كما هو رأي الأكثرين أو الثابتة ليشتمل ما ذهب إليه أبو هاشم من تعليل الأحوال الأربعة بالحال الخامس. ومعنى الإيجاب ما يصحح قولنا وجد فوجد أيّ ثبت الأمر الذي هو العلّة فثبت الأمر الذي هو المعلول. والمراد لزوم المعلول للعلّة لزوما عقليا مصحّحا لترتّبه بالفاء عليها دون العكس، وليس المراد مجرّد التعقيب، فخرج بقيد الصفة الجواهر فإنّها لا تكون عللا للأحوال، ويتناول الصفة القديمة كعلم الله تعالى وقدرته فإنّهما علتان لعالميته وقادريته والمحدثة كعلم الواحد منّا وقدرته وسواده وبياضه.
والمعنى أنّ العلّة صفة قديمة كانت أو محدثة توجب تلك الصفة أي قيامها بمحلّها حكما أي أثرا يترتّب على قيامها بأن يتّصف ذلك المحلّ به ويجري عليه. وفي قولهم لمحلها إشعار بأنّ حكم الصفة لا يتعدّى محلّ تلك الصفة فلا يوجب العلم والقدرة والإرادة للمعلوم والمقدور. والمراد حكما لأنّها غير قائمة بها كيف، ولو أوجبت لها أحكاما لكان المعدوم الممتنع إذا تعلّق به العلم متصفا بحكم ثبوتيّ وهو محال. واعلم أنّ هذا التعريف إنّما كان على اصطلاح مثبتي الأحوال دون نفاتها، لأنّ المثبتين كلّهم قائلون بالمعاني الموجبة للأحكام في محالها، وهي عندهم علل تلك الأحكام.
ونفاة الأحوال من الأشاعرة لا يقولون بذلك إذ عندهم لا علّية ولا معلولية فيما سوى ذاته تعالى، فضلا عن أن يكون بطريق الإيجاب واللزوم العقلي لا للموجود ولا للحال. أمّا عدم العلّية للأحوال فظاهر لعدم قولهم بالحال، وأمّا عدم العلّية للموجود فلاستناد الموجودات كلّها عندهم إليه تعالى ابتداء. والمعلول على هذا التعريف هو الحكم الذي توجبه الصفة في محلها، وهذا التعريف هو الأقرب. وأمّا نحو قولهم العلّة ما توجب معلولها عقيبها بالاتصال إذا لم يمنع مانع، أو العلة ما كان المعتلّ به معلّلا وهو أي كون المعتلّ به معلّلا قول القائل كان كذا لأجل كذا، كقولنا كانت العالمية لأجل العلم فدوريّ. أمّا الأول فلأنّ المعلول مشتقّ من العلّة إذ معناه ما له علّة فيتوقّف معرفته على معرفتها فلزم الدور وأمّا الثاني فلأنّه عرّف العلّة بالمعتلّ والمعلّل ومعرفة كلّ منهما موقوفة على معرفة العلّة. وقولهم العلّة ما يغيّر حكم محلّها أي ينقله من حال إلى حال، أو العلّة هي التي يتجدّد بها أي يتجدّد بها الحكم يخرج الصفة القديمة إذ لا تغيير ولا تجدّد فيها مع أنّها من العلل فإنّ علمه تعالى علّة موجبة لعالميته عندهم. ولك أن تأخذ من كلّ هذه التعريفات المزيّفة للعلّة تعريفات للمعلول فتقول المعلول ما أوجبته العلّة عقيبها بالاتصال إذا لم يمنع مانع أو المعتلّ المعلّل بالعلّة أو ما كان من الأحكام متغيرا بالعلّة أو ما يتجدّد من الأحكام بالعلّة.
فائدة:
الفرق بين العلّة والشرط على رأي مثبتي الأحوال من وجوه. الأول العلّة مطّردة فحيثما وجدت وجد الحكم، والشرط قد لا يطّرد كالحياة للعلم، فإنّها شرط للعلم وقد لا يوجد معها العلم. الثاني العلّة وجودية أي موجودة في الخارج باتفاقهم، والشرط قد يكون عدميا كانتفاء أضداد العلم بالنسبة إلى وجوده إذ لا معنى للشرط إلّا ما يتوقّف عليه المشروط في وجوده لا ما يؤثّر في وجود المشروط حتى يمتنع أن يكون عدميا. وقيل الشرط لا بد أن يكون وجوديا أيضا. الثالث قد يكون الشرط متعدّدا كالحياة وانتفاء الأضداد بالنسبة إلى وجود العلم أو مركّبا بأن يكون عدة أمور شرطا واحدا للمشروط.
الرابع الشرط قد يكون محلّ الحكم بخلاف العلّة، أي محلّ الحكم لا يجوز أن يكون علّة للحكم لأنّه لا يكون مؤثّرا فيه، بل المؤثّر فيه صفة ذلك المحلّ التي هي العلّة لكن محلّ الحكم يكون شرطا للحكم من حيث إنّه يتوقّف وجوده عليه. الخامس العلّة ولا تتعاكس أي لا تكون العلّة معلولة لمعلولها بخلاف الشرط فإنّه يجوز أن يكون مشروطا لمشروطه، إذ قد يشترط وجود كلّ من الأمرين بالآخر، قال به القاضي وعنى بالتوقّف المأخوذ في تعريف الشرط عدم جواز وجوده بدون الموقوف عليه، وبه قال أيضا المحقّقون من الأشاعرة، ومنعه بعضهم. والحق الجواز إن لم يوجب تقدّم الشرط على المشروط بل يكتفى بمجرّد امتناع وجود المشروط بدون الشرط كقيام كلّ من البينتين المتساندتين بالأخرى، فإنّ قيام كلّ منهما يمتنع بدون قيام الأخرى، ومثل ذلك يسمّى دور معية ولا استحالة فيه. السادس الشرط قد لا يبقى ويبقى المشروط وذلك إذا توقّف عليه المشروط في ابتداء وجوده دون دوامه، كتعلّق القدرة على وجه التأثير فإنّه شرط الوجود ابتداء لا دواما، فلذلك يبقى الحادث مع انقطاع ذلك التعلّق. السابع الصفة التي هي علّة كالعلم مثلا له شرط كالمحل والحياة وليس له علّة فإنّ العلم من قبيل الذوات وهي لا تعلّل بخلاف الأحكام، فالعلّة لا تكون معلولة في نفسها بخلاف الشرط فإنّه قد يكون معلولا، فإنّ كون الحيّ حيّا شرط لكونه عالما مع أنّ كونه حيّا معلول للحياة. الثامن العلّة مصحّحة لمعلولها اتفاقا بخلاف الشرط إذ فيه خلاف. التاسع الحكم الواجب لم يتفق على عدم شرط بل اتفق على أنّه لا يوجد بدون شرط كالعالمية له تعالى فإنّها مشروطة بكونه حيّا، وقد يختلف في كون الحكم الواجب معلّلا بعلّة، فإنّ مثبتي الأحوال من الأشاعرة يعلّلونه بصفات موجودة. ومن المعتزلة ينفونه سوى البهشمية فإنّهم يعلّلون الحال بالحال. وإن شئت الزيادة على هذا فارجع إلى شرح المواقف.

عَهِقَ 

(عَهِقَ) الْعَيْنُ وَالْهَاءُ وَالْقَافُ لَيْسَ لَهُ قِيَاسٌ مُطَّرِدٌ، وَقَدْ ذَكَرْتُ فِيهِ كَلِمَاتٍ لَعَلَّهَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنْ تَكُونَ صَحِيحَةً. وَلَوْلَا ذِكْرُهُمْ لَهَا لَكَانَ إِلْغَاؤُهَا عِنْدَنَا أَوْلَى. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَوْهَقُ، عَلَى تَقْدِيرِ فَوْعَلَ، هُوَ الْغُرَابُ الْأَسْوَدُ الْجَسِيمُ. وَيُقَالُ هُوَ الْبَعِيرُ الْأَسْوَدُ. وَهُوَ أَيْضًا لَوْنُ اللَّازَوَرْدِ. وَيَقُولُونَ: الْعَوْهَقُ: فَحْلٌ كَانَ فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ، تُنْسَبُ إِلَيْهِ كِرَامُ النَّجَائِبِ. قَالَ رُؤْبَةُ:

قَرْوَاءُ فِيهَا مِنْ بَنَاتِ الْعَوْهَقِ

قَالَ: وَالْعَوْهَقُ: الثُّورُ الَّذِي لَوْنُهُ إِلَى سَوَادٍ. وَالْعَوْهَقُ: الْخُطَّافُ الْجَبَلِيُّ. قَالَ:

فَهِيَ وَرْقَاءُ كَلَوْنِ الْعَوْهَقِ وَيُقَالُ: بَعِيرٌ عَوْهَقٌ، أَيْ طَوِيلٌ. قَالَ:

تَرَاخَى بِهِ حُبُّ الضِّحَاءِ وَقَدْ رَأَى ... سَمَاوَةَ قَشْرَاءَ الْوَظِيفَيْنِ عَوْهَقِ

قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَوْهَقَانِ: كَوْكَبَانِ إِلَى جَنْبِ الْفَرْقَدَيْنِ عَلَى نَسَقٍ، وَطَرِيقُهُمَا مِمَّا يَلِي الْقُطْبَ وَأَنْشَدَ:

بِحَيْثُ بَارَى الْفَرْقَدَانِ الْعَوْهَقَا ... عِنْدَ مَسَدِّ الْقُطْبِ حِينَ اسْتَوْسَقَا

وَقَالَ أَيْضًا: الْعَيْهَقَةُ: عَيْهَقَةُ النَّشَاطِ وَالِاسْتِنَانِ. قَالَ:

إِنَّ لِرَيَعَانِ الشَّبَابِ عَيْهَقَا

قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الْعَوْهَقُ: خِيَارُ النَّبْعِ وَلُبَابُهُ، يُتَّخَذُ مِنْهُ الْقِسِيُّ. قَالَ:

وَكُلُّ صَفْرَاءَ طَرُوحٍ عَوْهَقِ

وَعَوْهَقُ: اسْمُ رَوْضَةٍ. قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ:

فَكَأَنَّمَا طُرِقَتْ بِرِيَّا رَوْضَةٍ ... مِنْ رَوْضِ عَوْهَقَ طَلَّةٍ مِعْشَابِ 

الذّوق

الذّوق:
[في الانكليزية] Taste
[ في الفرنسية] Gout
بالفتح وسكون الواو في اللغة مصدر ذاق يذوق. وعند الحكماء وهو قوة منبثّة أي منتشرة في العصب المفروش على جرم اللسان تدرك بها الطعوم بواسطة الرطوبة اللعابية، بأن تخالطها أجزاء لطيفة من ذي الطعم ثم تغوص هذه الرطوبة معها في جرم اللسان إلى الذائقة.
فالمحسوس حينئذ كيفية ذي الطعم وتكون الرطوبة واسطة لتسهيل وصول الجوهر المحسوس الحامل للكيفية إلى الحاسة، أو بأنّ تتكيّف نفس الرطوبة بالطعم بسبب المجاورة فتغوص وحدها، فتكون المحسوس كيفيتها. ثم هذه الرطوبة عديم الطعم فإذا خالطها طعم فإمّا بأن تتكيّف به أو تخالطها أجزاء من حامله لم ترد الطعوم إلى الذائقة كما هي، بل مخلوطة بذلك الطعم كما للمرضى، ولذا يجد الذي غلب عليه مرة الــصفراء الماء التفه والسكر الحلو مرا. ومن ثمّ قال البعض:
الطعوم لا وجود لها في ذي الطعم، وإنّما توجد الطعوم في القوة الذائقة والآلة الحاملة، كذا في شرح المواقف. والذّوق عند البلغاء هو محرّك القلوب والباعث على الوجد الذي لا تراعى فيه الشّاعرية. وهي من خصائص العزلة والعشق الخالص وهو أمر وجداني. وثمّة إجماع على ذلك بحيث لا يستطيع وصفه كما لا توصف حلاوة السّكر وما يشابهها من الأمور الوجدانية، ولكنّ الاتفاق حاصل على تلك الحلاوة، وكذا في جامع الصنائع.، قال الچلپي في حاشية المطول في شرح خطبة التلخيص: الذوق قوة إدراكية لها اختصاص بإدراك لطائف الكلام ومحاسنه الخفية. والذوق عند الصّوفية عبارة عن السّكر من تذوّق شراب العشق للعاشق، كذلك الشوق الذي يحصل من استماع كلام المحبوب.
ومن مشاهدته ورؤيته، ولذلك يصير العاشق مسكينا واقعا في الوجد، فيغيب عن الشعور ويصير في مقام المحو المطلق. ويقولون لمثل هذا الحال: الذّوق. وجاء في اصطلاح عبد الرزاق الكاشي (شارح فصوص الحكم) الذّوق أوّل درجات شهود الحق بأقلّ وقت كالبرق، وإذا بقي ساعة وصل لمقام الشّهود، كذا في كشف اللغات. وفي الاصطلاحات الصوفية لكمال الدين: الذوق هو أول درجات شهود الحقّ بالحقّ في أثناء البوارق المتوالية عند أدنى لبث من التّجلّي البرقي، فإذا زاد وبلغ أوسط مقام الشهود يسمّى شربا، فإذا بلغ النهاية يسمّى ربا وذلك بحسب صفاء السّر عن لحوظ الغير.

عَبَقَ 

(عَبَقَ) الْعَيْنُ وَالْبَاءُ وَالْقَافُ أَصْلٌ صَحِيحٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ لُزُومُ الشَّيْءِ لِلشَّيْءِ. مِنْ ذَلِكَ عَبِقَ الطِّيبُ بِهِ، إِذَا لَصِقَ وَلَازَمَ. قَالَ:

عَبِقَ الْعَنْبَرُ وَالْمِسْكُ بِهَا فَهِيَ ... صَفْرَاءُ كَعُرْجُونِ الْعُمُرْ وَقَالَ طَرَفَةُ:

ثُمَّ رَاحُوا عَبِقَ الْمِسْكُ بِهِمْ ... يَلْحَفُونَ الْأَرْضَ هُدَّابَ الْأُزُرْ

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ: مَا بَقِيَ لَهُمْ عَبَقَةٌ، أَيْ [مَا] بَقِيَتْ لَهُمْ بَقِيَّةٌ مِنَ الْمَالِ. وَالْمَعْنَى فِي ذَلِكَ الْبَقِيَّةُ مِنَ السَّمْنِ تَبْقَى فِي النِّحْيِ قَدْ عَبِقَتْ بِهِ. وَيَقُولُونَ: إِنَّ الْعَبَاقِيَةَ: شَجَرٌ لَهُ شَوْكٌ. وَهَذَا إِنْ حُمِلَ عَلَى الْقِيَاسِ صَحَّ; لِأَنَّهُ يَعْلَقُ بِالشَّيْءِ وَيُعْلَقُ بِهِ. وَيُنْشَدُ:

غَدَاةَ شُواحِطٍ فَنَجَوْتَ شَدًّا ... وَثَوْبُكَ فِي عَبَاقِيَةٍ هَرِيدُ

الْعَبَاقِيَةُ: بَقِيَّةُ الطِّيبِ وَالدَّيْنِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا وَجْهَ قِيَاسِهِ. وَمِنَ الْبَابِ الْعَبَاقِيَةُ مِنَ الرِّجَالِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَبَاقِيَةُ: الدَّاهِي الْمُنْكَرُ، عَلَى وَزْنِ عَلَانِيَةٍ. وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ تَعَلَّقَ كُلَّ شَيْءٍ. وَقَالَ:

أُتِيحَ لَهَا عَبَاقِيَةٌ سَرَنْدَى ... جَرِيُّ الصَّدْرِ مُنْبَسِطُ الْيَمِينِ

وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: شَانَهُ شَيْنًا عَبَاقِيَةً، أَيْ شَيْنًا شَدِيدًا، وَالْأَجْوَدُ أَنْ يُقَالَ شَيْنًا لَازِمًا لَا يُفَارِقُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: وَيُقَالُ إِنَّ الْعَبَاقِيَةَ جُرْحٌ يُصِيبُ الرَّجُلَ فِي حُرِّ وَجْهِهِ. وَهَذَا صَحِيحٌ; لِأَنَّهُ شَيْنٌ بَاقٍ يُلَازِمُ.

عَتَكَ 

(عَتَكَ) الْعَيْنُ وَالتَّاءُ وَالْكَافُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى قَرِيبٍ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ، وَلَيْسَ بِبَعِيدٍ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَابِ الْإِبْدَالِ، وَهُوَ مِنَ الْإِقْدَامِ وَالْقِدَمِ. قَالَ الْخَلِيلُ وَغَيْرُهُ: عَتَكَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ، إِذَا أَقْدَمَ عَلَيْهِ ضَرْبًا لَا يُنَهْنِهُهُ شَيْءٌ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ أَنْ يَحْمِلَ عَلَيْهِ حَمْلَةَ أَخْذٍ وَبَطْشٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: عَتَكَ الرَّجُلُ يَعْتِكُ عَتْكًا وَعُتُوكًا، إِذَا ذَهَبَ فِي الْأَرْضِ. وَالْقَوْسُ الْعَاتِكَةُ طَالَ عَلَيْهَا الْعَهْدُ حَتَّى احْمَرَّتْ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

وَــصَفْرَاءُ الْبُرَايَةِ عُودِ نَبْعٍ ... كَوَقْفِ الْعَاجِ عَاتِكَةُ اللِّيَاطِ

[وَامْرَأَةٌ عَاتِكَةٌ] ، إِذَا كَانَتْ مُتَضَمِّخَةً بِالْخَلُوقِ. وَمِنْهُ عَتَكَتِ الْقَوْسُ. قَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ لِكُلِّ كَرِيمٍ عَاتِكٍ، أَيْ قَدِيمٍ. وَأَصْلُهُ مِنْ عَتَكَتِ الْقَوْسُ.

الحمراء

الحمراء:
[في الانكليزية] Red -striped suit
[ في الفرنسية] Costume rouge raye
بالألف الممدودة في اللغة الفارسية سرخ صرف. وفي اصطلاح المحدثين: هي البذلة التي توجد فيها خطوط حمر. وكذلك الخضراء والــصّفراء عندهم: البذلة المخططة بخطوط خضر أو صفر. وهكذا الأيچهـ في بلادنا. هكذا في ترجمة صحيح البخاري المسمّى بتيسير القاري.
وهذا الاصطلاح بسبب أنّه يعتبر لبس الثياب الحمراء الخالصة عند أكثر المحدثين ممنوع أخذا بظاهر حديث: «إياكم والحمرة فإنّها زي الشّيطان» وأمّا ما نقل في لباس النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يلبس حلّة حمراء (في العيد ولدى استقبال الوفود) فمؤوّل على كونها مخطّطة بخطوط حمر. ولكون تلك الخطوط متقاربة وتبدو من بعيد حمراء، فلذا غلط الراوي حين قال: حلّة حمراء. ولا يخفى أنّ التأويل المذكور هو خلاف الظاهر وبعيد عن القياس. وفقهاء مكّة يقولون بجواز لبس الثوب الأحمر. ويستثنون اللون المعصفر ويقولون: إنّ حديث إياكم والحمرة إنما ورد بشأن اللون المعصفر، والألف واللام هي عهدية. وقصّة النهي هكذا يرونها بأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم مرّ على قوم كانوا يصبغون الأقمشة باللون المعصفر وحينئذ نبههم بقوله: إياكم والحمرة الحديث .. لأنّ أصل أل عهدية. أمّا إذا لم يكن الأمر معهودا فحينئذ تحمل على الاستغراق إذا أمكن، وإلّا فعلى الجنس. هكذا في كتب الفقه.

نَفَى 

(نَفَى) النُّونُ وَالْفَاءُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أُصَيْلٌ يَدُلُّ عَلَى تَعْرِيَةِ شَيْءٍ مِنْ شَيْءٍ وَإِبْعَادِهِ مِنْهُ. وَنَفَيْتُ الشَّيْءَ أَنْفِيهِ نَفْيًا، وَانْتَفَى هُوَ انْتِفَاءً.

وَالنُّفَايَةُ: الرَّدِيُّ يُنْفَى. وَنَفِيُّ الرِّيحِ: مَا تَنْفِيهِ مِنَ التُّرَابِ حَتَّى يَصِيرَ فِي أُصُولِ الْحِيطَانِ. وَنَفِيُّ الْمَطَرِ: مَا تَنْفِيهِ الرِّيحُ أَوْ تَرُشُّهُ. وَنَفِيُّ الْمَاءِ: مَا تَطَايَرَ مِنَ الرِّشَاءِ عَلَى ظَهْرِ الْمَائِحِ. قَالَ:

عَلَى تِلْكَ الْجِفَارِ مِنَ النَّفِيِّ

وَالْمَهْمُوزُ مِنْهُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ، هِيَ النُّفَأُ: قِطَعٌ مِنَ الْكَلَأِ مُتَفَرِّقَةٌ مِنْ عُظْمِ الْكَلَأِ، الْوَاحِدَةُ نُفَأَةٌ. قَالَ: جَادَتْ سَوَارِيهِ وَآزَرَ نَبْتَهُ ... نُفَأٌ مِنَ الــصَّفْرَاءِ وَالزُّبَّادِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.