Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: شيطان

خاطر

خاطر
من (خ ط ر) ما يقع بالقلب من أمر أو رأي أو معنى والقلب أو النفس مجازا والمتبخر.
(خاطر) بِهِ جازف وأشفاه على خطر وَفُلَانًا راهنه وَيُقَال خاطره عَلَيْهِ
الخاطر: ما يرد على القلب من الخطاب، أو الوارد الذي لا عمل للعبد فيه، وما كان خطابًا، فهو أربعة أقسام: رباني؛ وهو أول الخواطر، وهو لا يخطئ أبدًا، وقد يعرف بالقوة والتسلط وعدم الاندفاع، وملكي؛ وهو الباعث على مندوب أو مفروض، ويسمى: إلهامًا، ونفساني؛ وهو ما فيه حظ النفس، ويسمى: هاجسًا، وشيطانــي؛ وهو ما يدعو إلى مخالفة الحق، قال الله تعالى: {الــشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} .

إعنات

الإعنات: ويقال له التضييق والتشديد، ولزوم ما لا يلزم أيضًا، وهو أن يعنت نفسه في التزام رديف أو دخيل أو حرف مخصوص قبل الروي، أو حركة مخصوصة، كقوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ} ، وقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم بك أحاول، وبك أصاول"، وقوله: "إذا استشاط السلطان تسلط الــشيطان".

استدراج

الاستدراج: الدنوّ إلى عذاب الله بالإمهال قليلًا قليلًا.
الاستدراج: هو أن تكون بعيدًا من رحمة الله تعالى، وقريبًا إلى العقاب تدريجيًا.
الاستدراج: هو أن يرفعه الــشيطان درجة إلى مكان عالٍ، ثم يسقط من ذلك المكان حتى يهلك هلاكًا.
الاستدراج: أن يجعل الله تعالى العبد مقبول الحاجة وقتا فوقتا إلى أقصى عمره للابتدال بالبلاء والعذاب، وقيل: الإهانة بالنظر إلى المآل.
الاستدراج: هو أن يقرب الله العبد إلى العذاب والشدة والبلاء في يوم الحساب، كما حكي عن فرعون لما سأل الله تعالى قبل حاجته للابتلاء بالعذاب والبلاء في الآخرة.

إخلاص

إخلاص
من (خ ل ص) الصدق والوفاء والأمانة. يستخدم للذكور والإناث.
الإخلاص: أن لا تطلب لعملك شاهدًا غير الله. وقيل: الإخلاص تصفية الأعمال من الكدورات. وقيل: الإخلاص: ستر بين العبد وبين الله تعالى لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوًى فيميله. والفرق بين الإخلاص والصدق: أن الصدق أصل؛ وهو الأول، والإخلاص فرع؛ وهو تابع. وفرق آخر: الإخلاص لا يكون إلا بعد الدخول في العمل.
الإخلاص: في اللغة ترك الرياء في الطاعات، وفي الاصطلاح: تخليص القلب عن شائبة الشوب المكدر لصفاته، وتحقيقه: أن كل شيء يتصور أن يشوبه غيره، فإذا صفا عن شوبه، وخلص عنه يسمى: خالصًا، ويسمى الفعل المخلص: إخلاصًا؛ قال الله تعالى: {مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا} . فإنما خلوص اللبن ألا يكون فيه شوب من الفرث والدم. وقال الفضيل بن عياض: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجلهم شرك، والإخلاص: الخلاص من هذين. 

يَدٌ

يَدٌ
الجذر: ي د ي

مثال: قَطَعَ يَدَه
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن المعاجم تذكر أنها من أطراف الأصابع إلى الكتف.
المعنى: كَفَّه

الصواب والرتبة: -قَطَعَ يَدَه [فصيحة]
التعليق: جاء في «اللسان» أن «اليد» هي الكف، وقيل هي من أطراف الأصابع إلى الكف، وجاء في التاج أن الصواب هو أنها من أطراف الأصابع إلى الكتف. وأثبتها الوسيط، والأساسي بهذا المعنى. ويبدو أن ما أثبته اللسان من باب المجاز المرسل.
(يَدٌ)
[هـ] فِيهِ «عليكمُ بالجَماعة، فإنَّ يَدَ اللَّهِ عَلَى الفُسْطَاطِ» الفُسْطَاطُ: المِصْرُ الجَامِعُ. ويَدُ اللَّهِ: كِنَايَةٌ عَنِ الحِفْظِ والدِّفَاع عَنْ أهْلِ المِصْر، كأنَّهُم خُصُّوا بِوَاقِيَةِ اللَّهِ تَعَالَى وحُسْنِ دِفاعه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الآخَر «يَدُ اللَّه عَلَى الجَماعَةِ» أَيْ أنَّ الجَمَاعَةَ المُتَّفِقَةَ مِنْ أَهْلِ الإسْلامِ فِي كَنَفِ اللَّه، وَوِقَايَتُه فَوْقَهُم، وهُمْ بَعِيدٌ مِنَ الأذَى والخَوْف، فأقِيمُوا بَيْن ظَهْرَانَيْهِم.
وأصْل الْيَدِ: يَدْيٌ، فَحُذِفَتْ لامُها.
(هـ) وَفِيهِ «اليَدُ العُلْيا خيرٌ مِن اليَد السُّفْلَى» العُلْيَا: المُعْطِيَة. وَقِيلَ: المَتَعَفِّفَة. والسُّفْلَى:
السَّائِلة. وَقِيلَ: المَانِعَة.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مُنَاجاتِه رَبَّه: وَهَذِهِ يَدِي لَك» أَيِ اسْتَسْلَمتُ إِلَيْكَ وأنْقَدْتُ لَكَ، كَمَا يُقال فِي خِلافِه: نَزَعَ يَدَه مِنَ الطَّاعة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ «هَذِهِ يَدِي لَعَمَّارٍ» أَيْ أنَا مُسْتَسْلِمٌ لَهُ مُنْقَاد، فلْيَحْتَكِمْ عليَّ.
(هـ) وَفِيهِ «المسْلِمُون تَتَكافَأ دِمَاؤهُم، وهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُم» أَيْ هُمْ مُجْتَمِعُونَ عَلَى أَعْدَائِهِمْ، لَا يَسَعُهُم التَّخاذُلُ، بَلْ يُعَاوِنُ بَعْضُهم بَعْضًا عَلَى جَمِيعِ الْأَدْيَانِ والمِلَلِ، كَأَنَّهُ جَعَل أيْدِيَهُم يَداً واحدَة، وفِعْلَهم فعْلاً وَاحِدًا.
وَفِي حَدِيثِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ «قَدْ أخْرَجْتُ عِبَاداً لِي، لَا يَدَانِ لأحَدٍ بِقِتَالِهِم» أَيْ لَا قُدْرَةَ وَلَا طَاقَة. يُقَالُ: مَالِي بِهَذَا الأمْر يَدٌ وَلَا يَدَانِ، لأنَّ المُبَاشَرةَ والدِّفَاع إِنَّمَا يَكُونُ باليَدِ، فَكَانَّ يَدَيْهِ مَعْدُومَتَان، لِعَجْزه عَنْ دَفْعِه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَلْمان «وأعْطُوا الجِزْيَة عَنْ يَدٍ» إنْ أريدَ باليَدِ يَدُ المُعْطِي، فَالْمَعْنَى: عَنْ يَدٍ مُواتِيَةٍ مُطِيعَةٍ غَيْر مُمتَنِعَة؛ لأنَّ مَنْ أبَى وامْتَنَع لَمْ يُعْطِ يَدَه. وإنْ أريدَ بِها يدُ الآخِذِ، فَالْمَعْنَى: عَنْ يَدٍ قاهِرَةٍ مُسْتَوْليةٍ، أَوْ عَنْ إنْعَامٍ عَلَيْهم، لِأَنَّ قَبُولَ الجِزْيَةِ مِنهم وتَرْكَ أرْوَاحِهِم لَهُمْ نِعْمَةٌ عليهِم.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِنسائه: أسْرَعُكُن لُحوقاً بِي أطْوَلُكُنَّ يَداً» كَنَى بطُولِ الْيَدِ عنِ العَطَاء والصَّدَقَة. يُقَالُ: فُلانٌ طَويلُ اليَدِ، وطَويلُ البَاعِ، إِذَا كَانَ سَمْحاً جَواداً، وَكَانَتْ زَيْنَبُ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، وَهِيَ مَاتَتْ قَبْلَهُنَّ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ قَبِيصَة «مَا رأيْتُ أعْطَى لِلجَزِيلِ عَنْ ظَهْرِ يَدٍ مِنْ طَلْحَة» أَيْ عَنْ إنْعَامٍ ابْتِداءً مِنْ غَيْر مُكَافَأة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «مَرَّ قَوْمٌ مِنَ الشُّرَاة بقَوْمٍ مِنْ أصْحابِه وهُم يَدْعُون عَلَيْهم، فَقالُوا: بِكُم اليَدَانِ» أَيْ حَاقَ بِكُم مَا تَدْعُونَ بِهِ وتَبْسُطُون بِهِ أيْدِيَكُم؛ تَقُول العَرَبُ: كانَت بِهِ اليَدَانِ: أَيْ فَعَل اللَّهُ بِهِ مَا يَقُولُه لِي.
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «لَمَّا بَلَغَه مَوتُ الأشْتَرِ قَالَ: لِلْيَدَيْنِ ولِلفَمِ» هَذِهِ كَلِمَةٌ تُقَال لِلرّجُل إِذَا دُعِيَ عَلَيْهِ بالسُّوء، مَعْناه: كَبَّه اللَّه لِوَجْهِه: أَيْ خَرَّ إِلَى الْأَرْضِ عَلَى يَدَيْهِ وَفِيهِ.
وَفِيهِ «اجْعَل الفُسَّاقَ يَدَاً يَدَاً، ورِجْلاً رِجْلاً، فإنَّهم إِذَا اجْتَمعُوا وَسْوَس الــشَّيْطانُ بَيْنَهم بالشَّرِّ» أَيْ فَرِّقْ بَيْنَهم.
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ «تَفَرَّقُوا أَيْدِي سَبَا ، وأَيَادِي سَبَا » أَيْ تَفَرَّقُوا فِي الْبِلَادِ.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ الهِجْرة «فأخَذَ بِهِم يَدَ البَحْرِ» أَيْ طَريقَ السَّاحِل.

هَنَّأَ

(هَنَّأَ)
- فِي حَدِيثِ سُجُودِ السَّهْوِ «فَهَنَّاهُ وَمَنَّاهُ» أَيْ ذَكَّرَهُ الْمَهَانِئَ والأمانيَّ.
وَالْمُرَادُ بِهِ مَا يَعْرِضُ للإنسانِ فِي صلاتِه مِنْ أَحَادِيثِ النفسِ وتَسْويل الــشَّيْطانِ. يُقَالُ: هَنَأَنِي الطَّعامُ يَهْنُؤُنِي، ويَهْنِئُنِي، ويَهْنَأُنِي. وهَنَأْتُ الطَّعام: أَيْ تَهَنَّأْتُ بِهِ. وكُلُّ أمْرٍ يأتيِك مِنْ غَير تَعَبٍ فَهُوَ هَنِيءٌ. وَكَذَلِكَ الْمَهْنَأُ والْمُهَنَّأُ: وَالْجَمْعُ: الْمَهَانِئُ. هَذَا هُوَ الْأَصْلُ بِالْهَمْزِ. وَقَدْ يُخَفَّف. وَهُوَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أشْبَهُ، لأجلِ مَنَّاهُ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي إِجَابَةِ صَاحِبِ الرِّبا إِذَا دَعَا إِنْسَانًا وَأَكَلَ طعامَه «قَالَ:
لَكَ الْمَهْنَأُ وَعَلَيْهِ الوِزْرُ» أَيْ يَكُونُ أكْلُكَ لَهُ هَنِيئاً، لَا تُؤاخَذُ بِهِ، وَوِزْرُه عَلَى مَنْ كَسَبَهُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّخِعيِّ فِي طَعَامِ العُمَّال الظَّلَمة «لهُمُ المَهْنأ وعليهِم الوِزْرُ» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «لأنْ أُزَاحِمَ جَمَلاً قَدْ هُنِئَ بالْقَطِرانِ أحَبُّ إليَّ مِنْ أنْ أُزاحِمَ امْرَأَةً عَطِرَةً» هَنَأْتُ البعيرَ أَهْنَؤُهُ، إِذَا طَلَيْتَه بِالْهِنَاءِ، وَهُوَ القَطِرانُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي مالِ الْيَتِيمِ «إنْ كُنْتَ تَهْنَأُ جَرْبَاهَا» أَيْ تعالِجُ جَرَبَ إبِله بالقَطِران.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لأبِي الهَيْثَم بن التَّيِّهَان: لا أرَى لك هَانِئاً» قال الخطّابى: المشهور فى الرواية «ما هنا» وَهُوَ الخادِم، فإنْ صَحَّ فَيَكُونُ اسمَ فاعِل، من هَنَأْتُ الرَّجُلَ أَهْنَؤُهُ هَنْأً، إِذَا أعْطَيْتَه. والْهِنْءُ بِالْكَسْرِ: العَطَاء. والتَّهْنِئَةُ: خِلافُ التَّعْزية. وَقَدْ هَنَّأْتُهُ بالْوِلاية.

وَذَمَ

(وَذَمَ)
(هـ) فِيهِ «أُرِيتُ الــشيطانَ، فَوَضعتُ يَدي عَلى وَذَمَتِهِ» الْوَذَمَةُ بالتَّحريك:
سَير يُقَدُّر طُولاً، وجَمْعُه: وِذَامٌ، ويُعْمَل مِنْهُ قِلادَةٌ تُوضَع فِي أعْناق الكِلاب لِتُرْبَط بِها، فشَبَّه الــشَّيطانَ بالكَلْب، وَأَرَادَ تَمَكُّنَه مِنْهُ، كَمَا يَتَمكَّن القابضُ على قِلادَةِ الكَلْب (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «وسُئِل عَنْ كَلْب الصَّيد فَقَالَ: إِذَا وَذَّمْتَهُ وأرْسَلْتَه وذَكَرتَ اسْم اللَّه فكُلْ» أَيْ إِذَا شَدَدْتَ فِي عُنُقِه سَيْرا يُعْرَف بِهِ أنَّه مُعَلَّمٌ مُؤدَّب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «فَرَبَط كُمَّيْة بِوَذَمَةٍ» أَيْ سَيْر.
وَحَدِيثُ عَائِشَةَ، تصِف أَبَاهَا «وأوْذَمَ السِّقَاءَ» أَيْ شَدّه بالوَذّمَة.
وَفِي روَاية أُخرى: «وأَوْذَمَ العطِلَة» تُرِيدُ الدَّلو التَّي كَانَتْ مُعَطَّلَة عَنِ الإسْتِقاء، لِعَدَم عُراها وانْقِطاع سُيُورها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «لَئن وَلِيتُ بَنِي أمَيَّة لأنْفُضَنَّهم نَفْضَ القَصَّاب الْوِذَام الترِبَة» وَفِي رِواية «التِّرابَ الْوَذِمَة» أرَادَ بِالْوِذَامِ الحُزَزَ مِنَ الكَرِش، أَوِ الكَبِد السَّاقِطَة فِي التُّراب. فالقَصَّابُ يُبَالِغُ فِي نَفْضِها. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَرْفِ التَّاءِ مَبْسُوطًا.

هَمَسَ

(هَمَسَ)
- فِيهِ «فجَعَل بَعْضُنا يَهْمِسُ إِلَى بَعْضٍ» الْهَمْسُ: الكَلام الخَفِيُّ لَا يَكادُ يُفْهَم.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كانَ إِذَا صَلَّى العَصْرَ هَمَسَ» .
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ كانَ يَتَعَوّذ مِن هَمز الــشَّيْطان وَهَمْسِه» هُو مَا يُوَسْوِسُه فِي الصُّدُور.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
وَهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسَا
هُوَ صَوْتُ نَقْلِ أخْفافِ الإبل. (س) وَفِي رَجْز مُسَيْلِمة «والذِّئب الْهَامِسُ، واللَّيل الدَّامِس» الْهَامِسُ: الشَّديدُ.

هَمَزَ

(هَمَزَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الاستِعاذَة مِنَ الــشَّيطان «أمَّا هَمْزُه فالمُوتَةُ» الْهَمْزُ: النَّخْسُ والغَمْزُ، وكُلّ شَيْءٍ دَفَعْتَه فَقَد هَمَزْتُهُ. والموتَة: الجُنُون . والْهَمْزُ أَيْضًا: الغِيبَةُ والوَقِيعَةُ فِي النَّاسِ، وذِكْرُ عُيوبِهم. وَقَدْ هَمَزَ يَهْمُزُ يَهْمِزُ فهُو هَمَّازٌ، وهُمَزَةٌ لِلمُبالَغَة. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

هَزَجَ

(هَزَجَ)
- فِيهِ «أدْبَر الــشيطانُ ولَهُ هَزَجٌ ودَزَجٌ» وَفِي رِوَاية «وَزَجٌ» الْهَزَجُ:
الرَّنَّة، والوَزَجُ دُونه، والْهَزَجُ أَيْضًا: صَوْتُ الرَّعْد والذِّبَّان، وضَرْبٌ مِن الأغانِي، وبَحْرٌ مِنْ بُحور الشِّعْر.

هَدْهَدَ

(هَدْهَدَ)
(هـ) فِيهِ «جَاءَ شيطانٌ إِلَى بِلال فَجَعَلَ يُهَدْهِدُهُ كَمَا يُهَدْهَدُ الصَّبيُّ» الْهَدْهَدَة:
تَحْريكُ الأمِّ ولدَها لِيَنَامَ.

هَتَرَ

(هَتَرَ)
(هـ) فِيهِ «سَبَق المُفَرِّدون ، قَالُوا: وَمَا المُفَرِّدون ؟ قَالَ: الَّذِينَ أُهْتِرُوا فِي ذِكر اللَّه عَزَّ وجَلّ» وَفِي رِوَايَةٍ «الْمُسْتَهْتِرُونَ بِذكْر اللَّه» يَعْني الَّذِينَ أُولِعُوا بِهِ. يُقال: أُهْتِرَ فُلان بكذا، واسْتُهْتِرَ، فَهُوَ مُهْتَرٌ بِهِ، ومُسْتَهْتَرٌ: أَيْ مُولَع بِهِ لَا يَتَحَدّث بغَيره، وَلَا يَفْعَلُ غَيرَه.
وَقِيلَ: أَرَادَ بقَوله «أُهْتِرُوا فِي ذِكْرِ اللَّه» كَبِرُوا فِي طاعَتِه وهَلَكَت أقْرانُهم، مِنْ قَوْلِهِمْ: أُهْتِرَ الرجُل فَهُوَ مُهْتَرٌ، إِذَا سَقَط فِي كلامِه مِنَ الكِبَرِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «المُسْتَبَّانِ شَيْطانَــانِ، يَتَهاتَرانِ ويَتَكاذَبانِ» أَيْ يَتَقاوَلانِ ويَتَقابِحَانِ فِي القَوْل. مِنَ الهِتْر، بالكَسْر، وَهُوَ الباطِل والسَّقَط مِنَ الْكَلَامِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أعوذُ بِك أَنْ أكُونَ مِن الْمُسْتَهْتَرِينَ» أَيِ المُبْطِلين فِي القَول والمُسْقِطِين فِي الكَلام.
وَقِيلَ: الذَّين لَا يُبالُون مَا قِيلَ لهُم وَمَا شُتِمُوا بِهِ.
وَقِيلَ: أَرَادَ المُسْتَهْتَرِينَ بالدُّنْيا.

وَيْلٌ

(وَيْلٌ)
(س) فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «إِذَا قَرأ ابْنُ آدَمَ السَّجْدة فَسَجَد اعْتَزَل الــشَّيْطَانُ يَبْكِي. يَقُولُ: يَا ويلَه» الْوَيْلُ: الحُزْنُ والهَلاك والمشَقَّة مِنَ الْعَذَابِ. وكلُّ مَن وَقَع فِي هَلَكة دَعا بالويْل. وَمَعْنَى النِّداء فِيهِ: يَا حُزْني وَيَا هَلاكِي وَيَا عَذابي احْضُرْ فَهَذَا وَقْتُك وأَوَانُك، فَكَأَنَّهُ نادَى الوَيْل أَنْ يَحْضُرَه، لمَا عَرَضَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ الفَظيع، وَهُوَ النَّدَم عَلَى تَرْكِ السُّجود لآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وأضافَ الوَيْل إِلَى ضَمِيرِ الغائِبِ، حَمْلا عَلَى الْمَعْنَى وعَدَل عَنْ حِكَايَةِ قَوْلِ إبليسَ «يَا وَيْلِي» كَراهةَ أَنْ يُضِيفَ الوَيْلَ إِلَى نَفْسِه.
وَقَدْ يَرِدُ الْوَيْلُ بِمَعْنَى التَّعَجُّب.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي قَوْلِهِ لِأَبِي بَصِير: «وَيْلُمِّهِ مِسْعَرُ حَرْب» تَعَجُّباً مِنْ شَجَاعَتِهِ وَجُرْأَتِهِ وَإِقْدَامِهِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «وَيْلُمِّه كَيْلاً بِغَيْرِ ثَمَنٍ لَوْ أَنَّ لَهُ وِعاءً» أَيْ يَكِيلُ العُلومَ الجَمَّة بِلا عِوَض، إلا أنه لا يُصادِف وَاعياً.
وَقِيلَ: وَيْ: كلمةٌ مُفْرَدة، وَلِأُمِّهِ مُفْرَدة، وَهِيَ كَلِمَةُ تَفَجُّع وتَعَجُّب. وحُذِفت الهمزةُ مِنْ أمِّه تَخْفيفا، وأُلْقِيَتْ حركَتُها عَلَى اللَّامِ. ويُنْصَبُ مَا بَعْدها عَلَى التَّمْيِيزِ. 

اسْتَبْيَنَ

اسْتَبْيَنَ
الجذر: ب ي ن

مثال: اسْتَبْيَنَ الأمرَ
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم إعلال عين الفعل مع وجود ما يوجبه.

الصواب والرتبة: -اسْتَبْيَنَ الأمرَ [فصيحة]
التعليق: الأصل الإعلال حين يوجد ما يُوجبه، ولكن وردت لغة صحت فيها عين الفعل مع وجود ما يوجب إعلالها، وقد وَرَد في المعاجم وبعض كتب اللغة ما يزيد على تسعة وعشرين مثالاً عليها، منها في القرآن الكريم قوله تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الــشَّيْطَانُ} المجادلة/19؛ ولهذا أقرَّ مجمع اللغة المصري القياس عليها، فأجاز «استبين»، ومصدره: استبيان.

عاذ

(عاذ)
بِهِ عوذا وعياذا التجأ إِلَيْهِ واعتصم بِهِ وَتقول أعوذ بِاللَّه من الــشَّيْطَان الرَّجِيم أَي أَعْتَصِم بِاللَّه مِنْهُ وَبِه لزمَه والناقة وَنَحْوهَا عؤوذا وعياذا كَانَت حَدِيثَة عهد بالنتاج فَهِيَ عَائِذ (ج) عوذ وعوذان

اسْتَحْوَزَتْ

اسْتَحْوَزَتْ
الجذر: ح و ز

مثال: هُمُوم استحوزت على اهتمام العالم
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لعدم ورودها في المعاجم بالزاي.
المعنى: استولت

الصواب والرتبة: -هموم استحوذت على اهتمام العالم [فصيحة]
التعليق: الوارد في المعاجم لهذا المعنى: الفعل «استحوذ» بالذال بمعنى: استولى كما في قوله تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الــشَّيْطَانُ} المجادلة/19.

البَرْبَرُ

البَرْبَرُ:
هو اسم يشتمل قبائل كثيرة في جبال المغرب، أولها برقة ثم إلى آخر المغرب والبحر المحيط وفي الجنوب إلى بلاد السودان، وهم أمم وقبائل لا تحصى، ينسب كل موضع إلى القبيلة التي تنزله، ويقال لمجموع بلادهم بلاد البربر، وقد اختلف في أصل نسبهم، فأكثر البربر تزعم أن أصلهم من العرب، وهو بهتان منهم وكذب، وأما أبو المنذر فإنه قال:
البربر من ولد فاران بن عمليق، وقال الشرقي: هو عمليق بن يلمع بن عامر بن اشليخ بن لاوذ بن سام ابن نوح، وقال غيره: عمليق بن لاوذ بن سام ابن نوح، وقال غيره: عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح، عليه السلام، والأكثر والأشهر في نسبهم أنهم بقية قوم جالوت لما قتله طالوت هربوا إلى المغرب فتحصنوا في جبالها وقاتلوا أهل بلادها ثم صالحوهم على شيء يأخذونه من أهل البلاد وأقاموا هم في الجبال الحصينة، وقال أحمد بن يحيى بن جابر: حدثني بكر ابن الهيثم قال: سألت عبد الله بن صالح عن البربر فقال: هم يزعمون أنهم من ولد برّ بن قيس بن عيلان، وما جعل الله لقيس من ولد اسمه برّ وإنما هم من الجبّارين الذين قاتلهم داود وطالوت، وكانت منازلهم على الدهر ناحية فلسطين، وهم أهل عمود، فلما أخرجوا من أرض فلسطين أتوا المغرب فتناسلوا به وأقاموا في جباله، وهذه من أسماء قبائلهم التي سميت بهم الأماكن التي نزلوا بها، وهي: هوّارة. أمتاهة.
ضريسة. مغيلة. ورفجومة. ولطية. مطماطة.
صنهاجة. نفزة. كتامة. لواتة. مزاتة.
ربوحة. نفوسة. لمطة. صدينة. مصمودة.
غمارة. مكناسة. قالمة. وارية. أتينة. كومية.
سخور. أمكنة. ضرزبانة. قططة. حبير.
يراثن واكلان. قصدران. زرنجى. برغواطة.
لواطة. زواوة. كزولة. وذكر هشام بن محمد أن جميع هؤلاء عمالقة إلّا صنهاجة وكتامة، فإنهم بنو افريقس بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر كانوا معه لما قدم المغرب وبنى إفريقية فلما رجع إلى بلاده تخلّفوا عنه عمّالا له على تلك البلاد فبقوا إلى الآن
وتناسلوا. والبربر أجفى خلق الله وأكثرهم طيشا وأسرعهم إلى الفتنة وأطوعهم لداعية الضلالة وأصغاهم لنمق الجهالة، ولم تخل جبالهم من الفتن وسفك الدماء قط، ولهم أحوال عجيبة واصطلاحات غريبة، وقد حسّن لهم الــشيطان الغوايات وزيّن لهم الضلالات حتى صارت طبائعهم إلى الباطل مائلة وغرائزهم في ضد الحق جائلة، فكم من ادعى فيهم النّبوّة فقبلوا، وكم زاعم فيهم أنه المهدي الموعود به فأجابوا داعيه ولمذهبه انتحلوا، وكم ادّعى فيهم مذاهب الخوارج فإلى مذهبه بعد الإسلام انتقلوا ثم سفكوا الدماء المحرّمة واستباحوا الفروج بغير حق ونهبوا الأموال واستباحوا الرجال، لا بشجاعة فيهم معروفة ولكن بكثرة العدد وتواتر المدد. وتحكى عنهم عجائب، منها ما ذكره ابن حوقل التاجر الموصلي وكان قد طاف تلك البلاد وأثبت ما شاهد منهم ومن غيرهم، قال: وأكثر بربر المغرب من سجلماسة إلى السوس وأغمات وفاس إلى نواحي تاهرت وإلى تونس والمسيلة وطبنة وباغاية إلى اكزبال وازّفون ونواحي بونة إلى مدينة قسطنطينة الهواء وكتامة وميلة وسطيف، يضيّفون المارّة ويطعمون الطعام ويكرمون الضيف حتى بأولادهم الذكور لا يمتنعون من طالب البتّة بل لو طلب الضيف هذا المعنى من أكبرهم قدرا وأكثرهم حميّة وشجاعة لم يمتنع عليه، وقد جاهدهم أبو عبد الله الشيعي على ذلك حتى بلغ بهم أشدّ مبلغ فما تركوه، قال: وسمعت أبا عليّ ابن أبي سعيد يقول: إنه ليبلغ بهم فرط المحبة في إكرام الضيف أن يؤمر الصبي الجليل الأب والأصل الخطير في نفسه وماله بمضاجعة الضيف ليقضي منه وطره، ويرون ذلك كرما والإباء عنه عارا ونقصا، ولهم من هذا فضائح، ذكر بعضها إمام أهل المغرب أبو محمد عليّ بن أحمد بن حزم الأندلسي في كتاب له سماه الفضائح فيه تصديق لقول ابن حوقل، وقد ذكرت ذلك في كتابي الذي رسمته بأخبار أهل الملل وقصص أهل النحل في مقالات أهل الإسلام.
وذكر محمد بن أحمد الهمذاني في كتابه مرفوعا إلى أنس بن مالك قال: جئت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، ومعي وصيف بربريّ، فقال: يا أنس ما جنس هذا الغلام؟ فقلت: بربريّ يا رسول الله، فقال: يا أنس بعه ولو بدينار، فقلت له: ولم يا رسول الله؟ قال: إنهم أمة بعث الله إليهم نبيّا فذبحوه وطبخوه وأكلوا لحمه وبعثوا من المرق إلى النساء فلم يتحسوه، فقال الله تعالى: لا اتخذت منكم نبيّا ولا بعثت فيكم رسولا، وكان يقال: تزوجوا في نسائهم ولا تؤاخوا رجالهم، ويقال: إن الحدّة والطيش عشرة أجزاء تسعة في البربر وجزء في سائر الخلق. ويروى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ما تحت أديم السماء ولا على الأرض خلق شرّ من البربر، ولئن أتصدق بعلاقة سوطي في سبيل الله أحبّ إليّ من أن أعتق رقبة بربري، قلت: هكذا وردت هذه الآثار ولا أدري ما المراد بها السود أم البيض، أنشدني أبو القاسم النحوي الأندلسي الملقب بالعلم لبعض المغاربة يهجو البربر فقال:
رأيت آدم في نومي فقلت له: ... أبا البرية! إن الناس قد حكموا:
أن البرابر نسل منك، قال: أنا؟ ... حوّاء طالقة إن كان ما زعموا

لِينَةُ

لِينَةُ:
بالكسر ثم السكون، ونون، قال المفسرون في قوله تعالى: ما قطعتم من لينة، كل شيء من النخل سوى العجوة فهو من اللين، واحدتها اللينة، وقال الزجاج: اللينة الألوان، والواحدة لونة فقيل لينة، بكسر اللام، ولينة: موضع في بلاد نجد عن يسار المصعد بحذاء الهرّ وبها ركايا عادية نقرت من حجر رخو وماؤها عذب زلال، وقال السّكوني: لينة هو المنزل الرابع لقاصد مكة من واسط وهي كثيرة الركيّ والقلب، ماؤها طيب وبها حوض السلطان ومنه إلى الخلّ وهي لبني غاضرة، ويقال إنها ثلاثمائة عين، وقال الأشهب بن رميلة:
ولله درّي أيّ نظرة ذي هوى ... نظرت ودوني لينة وكثيبها
إلى ظعن قد يمّمت نحو حائل، ... وقد عزّ أرواح المصيف جنوبها
وقال مضرّس الأسدي:
لمن الديار غشيتها بالإثمد ... بصفاء لينة كالحمام الرّكد
أمست مساكن كل بيض راعة ... عجل تروّحها وإن لم تطرد
صفراء عارية الأخادع رأسها ... مثل المدقّ وأنفها كالمسرد
وسخال ساجية العيون خواذل ... بجماد لينة كالنصارى السّجّد
وقرأت في ديوان شعر مضرّس في تفسير هذا الشعر قال: لينة ماء لبني غاضرة، يقال إن شياطين سليمان احتفروه وذلك أنه خرج من أرض بيت المقدس يريد اليمن فتغدّى بلينة وهي أرض خشناء فعطش الناس وعزّ عليهم الماء فضحك شيطان كان واقفا على رأسه فقال له سليمان: ما الذي يضحكك؟ فقال: أضحك لعطش الناس وهم على لجة البحر، فأمرهم سليمان فضربوا بعصيّهم فأنبطوا الماء، وقال زهير:
كأنّ ريقتها بعد الكرى اغتبقت ... من طيّب الراح لمّا يعد أن عتقا
شجّ السّقاة على ناجودها شبما ... من ماء لينة لا طرقا ولا رنقا

اللاتُ

اللاتُ:
يجوز أن يكون من لاته يليته إذا صرفه عن الشيء كأنهم يريدون أنه يصرف عنهم الشرّ، ويجوز أن يكون من لات يليت وألت في معنى النقص، ويقال: ريث أليت الحقّ أي أحيله، وقيل:
وزن اللات على اللفظ فعه والأصل فعله لويه حذفت الياء فبقيت لوه وفتحت لمجاورة الهاء وانقلبت الفاء وهي مشتقة من لويت الشيء إذا أقمت عليه، وقيل:
أصلها لوهة فعلة من لاه السراب يلوه إذا لمع وبرق وقلبت الواو ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها وحذفوا الهاء لكثرة الاستعمال واستثقال الجمع بين هاءين: وهو اسم صنم كانت تعبده ثقيف وتعطف عليه العزّى، قالوا: وهو صخرة كان يجلس عليها رجل كان يبيع السمن واللبن للحجّاج في الزمن الأول، وقيل: عمرو بن لحيّ الخزاعي حين غلبت خزاعة على البيت ونفت عنه جرهم جعلت العرب عمرو بن لحيّ ربّا لا يبتدع لهم بدعة إلا اتخذوها شرعة لأنه كان يطعم الناس ويكسو في الموسم فربما نحر في الموسم عشرة آلاف بدنة وكسا عشرة آلاف حلة، حتى إن اللّات كان يلتّ له السويق للحجّ على صخرة معروفة تسمى صخرة اللات، وكان اللات رجلا من ثقيف، فلما مات قال لهم عمرو بن لحيّ: لم يمت ولكن دخل في الصخرة، ثم أمرهم بعبادتها وأن يبنوا عليها بنيانا يسمّى اللات، ودام أمر عمرو وولده بمكة نحو ثلاثمائة سنة، فلما مات استمروا على عبادتها وخففوا التاء، ثم قام عمرو بن لحيّ فقال لهم: إن ربكم كان قد دخل في هذا الحجر، يعني تلك الصخرة، ونصبها لهم صنما يعبدونها، وكان فيه وفي العزّى شيطانــان يكلمان الناس، فاتخذتها ثقيف طاغوتا وبنت لها بيتا وجعلت لها سدنة وعظمته وطافت به، وقيل: كانت صخرة بيضاء مربعة بنت عليها ثقيف بنية وأمرهم النبي، صلى الله عليه وسلم، بهدمها عند إسلام ثقيف، فهي اليوم تحت مسجد الطائف، وكان أبو سفيان بن حرب أحد من وكل إليه فهدمه، وقال ابن حبيب: وكانت اللات لثقيف بالطائف على صخرة وكانوا يسيرون إلى ذلك البيت ويضاهئون به الكعبة وله حجبة وكسوة وكانوا يحرّمون واديه فبعث رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة فهدماه، وكان سدنته آل أبي العاص بن أبي يسار ابن مالك من ثقيف، وقال أبو المنذر بعد ذكر مناة: ثم اتخذوا اللات، واللات بالطائف وهي أحدث من مناة، وكانت صخرة مربعة وكان يهوديّ يلتّ عندها السويق وكانت سدنتها من ثقيف بنو عتّاب بن مالك وكانوا قد بنوا عليها بناء وكانت قريش وجميع العرب يعظمونها وبها كانت العرب تسمي زيد اللات وتيم اللات، وكانت في موضع منارة مسجد الطائف اليسرى اليوم، وهي التي ذكرها الله تعالى في القرآن فقال: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، 53: 19 الآية، ولها يقول
عمرو بن الجعيد:
فإني وتركي وصل كأس لكالذي ... تبرّأ من لات وكان يدينها
ولها يقول المتلمس في هجائه عمرو بن المنذر:
أطردتني حذر الهجاء ولا ... واللات والأنصاب لا تئل
فلم تزل كذلك حتى أسلمت ثقيف فبعث رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار، وفي ذلك يقول شداد بن عارض الجشمي حين هدمت وحرقت ينهى ثقيفا من العود إليها والغضب لها:
لا تنصروا اللات إن الله يهلكها، ... وكيف نصركم من ليس ينتصر؟
إن التي حرّقت بالنار واشتعلت ... ولم يقاتل لدى أحجارها هدر
إنّ الرسول متى ينزل بساحتكم ... يظعن وليس لها من أهلها بشر
وقال أوس بن حجر يحلف باللّات:
وباللات والعزّى ومن دان دينها، ... وبالله، إن الله منهنّ أكبر
وكان زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح ابن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب يذكر اللات والعزّى وغيرهما من الأصنام التي ترك عبادتها قبل مبعث النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وأنشد:
أربّا واحدا أم ألف ربّ ... أدين إذا تقسّمت الأمور
عزلت اللات والعزّى جميعا، ... كذلك يفعل الجلد الصّبور
فلا عزّى أدين ولا ابنتيها، ... ولا صنمي بني عمرو أزور
ولا غنما أدين وكان ربّا ... لنا في الدهر إذ حلمي يسير
عجبت، وفي الليالي معجزات ... وفي الأيام يعرفها البصير
وبينا المرء يفتر ثاب يوما ... كما يتروّح الغصن المطير
وأبقى آخرين ببرّ قوم ... فيربل منهم الطفل الصغير
فتقوى الله ربكم احفظوها، ... متى ما تحفظوها لا تبوروا
ترى الأبرار دارهم جنان، ... وللكفّار حامية سعير
وخزي في الحياة، وإن يموتوا ... يلاقوا ما تضيق به الصدور

كَابُلُ

كَابُلُ:
بضم الباء الموحدة، ولام، وكابل في الإقليم الثالث، طولها من جهة المغرب مائة درجة، وعرضها من جهة الجنوب ثمان وعشرون درجة، وقال الإصطخري: الخلج صنف من الأتراك وقعوا في قديم الزمان إلى أرض كابل التي بين الهند ونواحي سجستان في ظهر الغور وهم أصحاب نعم على خلق الأتراك في زيّهم ولسانهم، وكابل: اسم يشمل الناحية ومدينتها العظمى او هند، واجتمعت برجل من عقلاء سجستان ممن دوّخ تلك البلاد وطرقها فذكر لي بالمشاهدة أن كابل ولاية ذات مروج كبيرة بين هند وغزنة، قال: ونسبتها إلى الهند أولى فصحّ عندي، وأما قول ابن الفقيه إنه من ثغور طخارستان فليس ببعيد من الصواب، ولعلّ طخارستان تكون في المثلثة الشرقية منها، قال ابن الفقيه: كابل من ثغور طخارستان، ولها من المدن: وأذان وخواش وخشّك وجزه، قال: وبكابل عود ونارجيل وزعفران وإهليلج لأنها متاخمة للهند، وكان خراجها ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم ومن الوصائف ألفا رأس قيمتها ستمائة ألف درهم، غزاها المسلمون في أيام بني مروان وافتتحوها وأهلها مسلمون، قلت: فإن كانت غير الساحلية فجائز، وقال عبيد الله بن قيس الرقيّات:
ولقد غالني شبيب وكانت ... في شبيب مغيلة ومغاله
غلبت أمّه عليه أباه، ... فهو كالكابليّ أشبه خاله
وقال فرعون بن عبد الرحمن يعرف بابن سلكة من بني تميم بن مرّ:
وددت، مخافة الحجاج، أني ... بكابل في اسّت شيطان رجيم
وقال الأعشى وسمّى أهل كابل كابلا:
ولقد شربت الخمر تر ... كض حولنا ترك وكابل
كدم الذبيح غريبة ... مما يعتّق أهل بابل
باكرتها حولي ذوو ال ... آكال من بكر بن وائل
ونسب إليها أبو مجاهد علي بن مجاهد الكابلي الرازي، قال البخاري: هو من سبي كابل، حدث عن موسى بن عبيدة الرّبذي ومحمد بن إسحاق وعنبسة، حدث عنه أحمد بن حنبل والصّلت بن مسعود الجحدري وزياد بن أيوب وغيرهم، وأبو الحسن محمد بن الحسين الكابلي، روى عن يزيد بن هارون وابن عيينة وغيرهما، ومات في حدود سنة 205، وأبو عبد الله محمد بن العباس الكابلي، حدث عن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن المعقب وأحمد بن حنبل، روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد الدّوري وقال: توفي في رجب سنة 271.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.