Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: شتر

الدِّينَار

(الدِّينَار) نقد ذهب كَانَت قِيمَته فِي الدولة الإسلامية حول مَا يعادل الْآن خمسين (قرشا) وَهُوَ الْيَوْم عملة فِي بعض الدول الْعَرَبيَّة ويساوي جنيها انجليزيا
و (حشيشة الدِّينَار) (انْظُر حشش)
الدِّينَار: المثقال وَهُوَ عشرُون قيراطا كَذَا فِي الْفَتَاوَى العالمكيرية وَفِي الرسَالَة الْمَنْظُومَة فِي معرفَة الدِّرْهَم وَالدِّينَار.
(بيست مِثْقَال زركه هست نِصَاب ... وزن اوهفت ونيم توله نكر)

(نيم مِثْقَال از ان زكوة بِوَزْن ... شدّ دوماهه دونيم حبه نكر) الديانَات: جمع ديانَة بِالْكَسْرِ فِي اللُّغَة ديندارشدن. وَفِي الشَّرْع حق الله تَعَالَى وَهُوَ على قسمَيْنِ. عبادات ومزاجر وَلَا يقبل قَول الْكَافِر وَالْفَاسِق والمملوك فِي الديانَات وَيقبل فِي الْمُعَامَلَات جمع الْمُعَامَلَة من الْعَمَل وَهِي فعل يتَعَلَّق بِهِ قصد وَهِي حق العَبْد عرفا. فالمعاملات خَمْسَة - الْمُعَاوَضَات الْمَالِيَّة - والمناحكات والمخاصمات - والأمانات - والبركات - فَلَو قَالَ أحد بَاعَ زيد من عَمْرو أَو نكح أَو ادّعى عَلَيْهِ أَو أودع أَو ورث قبل قَوْله وَلم ينْكح وَلم يــشتر ديانَة.

يَدٌ

يَدٌ
الجذر: ي د ي

مثال: قَطَعَ يَدَه
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن المعاجم تذكر أنها من أطراف الأصابع إلى الكتف.
المعنى: كَفَّه

الصواب والرتبة: -قَطَعَ يَدَه [فصيحة]
التعليق: جاء في «اللسان» أن «اليد» هي الكف، وقيل هي من أطراف الأصابع إلى الكف، وجاء في التاج أن الصواب هو أنها من أطراف الأصابع إلى الكتف. وأثبتها الوسيط، والأساسي بهذا المعنى. ويبدو أن ما أثبته اللسان من باب المجاز المرسل.
(يَدٌ)
[هـ] فِيهِ «عليكمُ بالجَماعة، فإنَّ يَدَ اللَّهِ عَلَى الفُسْطَاطِ» الفُسْطَاطُ: المِصْرُ الجَامِعُ. ويَدُ اللَّهِ: كِنَايَةٌ عَنِ الحِفْظِ والدِّفَاع عَنْ أهْلِ المِصْر، كأنَّهُم خُصُّوا بِوَاقِيَةِ اللَّهِ تَعَالَى وحُسْنِ دِفاعه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الآخَر «يَدُ اللَّه عَلَى الجَماعَةِ» أَيْ أنَّ الجَمَاعَةَ المُتَّفِقَةَ مِنْ أَهْلِ الإسْلامِ فِي كَنَفِ اللَّه، وَوِقَايَتُه فَوْقَهُم، وهُمْ بَعِيدٌ مِنَ الأذَى والخَوْف، فأقِيمُوا بَيْن ظَهْرَانَيْهِم.
وأصْل الْيَدِ: يَدْيٌ، فَحُذِفَتْ لامُها.
(هـ) وَفِيهِ «اليَدُ العُلْيا خيرٌ مِن اليَد السُّفْلَى» العُلْيَا: المُعْطِيَة. وَقِيلَ: المَتَعَفِّفَة. والسُّفْلَى:
السَّائِلة. وَقِيلَ: المَانِعَة.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مُنَاجاتِه رَبَّه: وَهَذِهِ يَدِي لَك» أَيِ اسْتَسْلَمتُ إِلَيْكَ وأنْقَدْتُ لَكَ، كَمَا يُقال فِي خِلافِه: نَزَعَ يَدَه مِنَ الطَّاعة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ «هَذِهِ يَدِي لَعَمَّارٍ» أَيْ أنَا مُسْتَسْلِمٌ لَهُ مُنْقَاد، فلْيَحْتَكِمْ عليَّ.
(هـ) وَفِيهِ «المسْلِمُون تَتَكافَأ دِمَاؤهُم، وهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُم» أَيْ هُمْ مُجْتَمِعُونَ عَلَى أَعْدَائِهِمْ، لَا يَسَعُهُم التَّخاذُلُ، بَلْ يُعَاوِنُ بَعْضُهم بَعْضًا عَلَى جَمِيعِ الْأَدْيَانِ والمِلَلِ، كَأَنَّهُ جَعَل أيْدِيَهُم يَداً واحدَة، وفِعْلَهم فعْلاً وَاحِدًا.
وَفِي حَدِيثِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ «قَدْ أخْرَجْتُ عِبَاداً لِي، لَا يَدَانِ لأحَدٍ بِقِتَالِهِم» أَيْ لَا قُدْرَةَ وَلَا طَاقَة. يُقَالُ: مَالِي بِهَذَا الأمْر يَدٌ وَلَا يَدَانِ، لأنَّ المُبَاشَرةَ والدِّفَاع إِنَّمَا يَكُونُ باليَدِ، فَكَانَّ يَدَيْهِ مَعْدُومَتَان، لِعَجْزه عَنْ دَفْعِه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَلْمان «وأعْطُوا الجِزْيَة عَنْ يَدٍ» إنْ أريدَ باليَدِ يَدُ المُعْطِي، فَالْمَعْنَى: عَنْ يَدٍ مُواتِيَةٍ مُطِيعَةٍ غَيْر مُمتَنِعَة؛ لأنَّ مَنْ أبَى وامْتَنَع لَمْ يُعْطِ يَدَه. وإنْ أريدَ بِها يدُ الآخِذِ، فَالْمَعْنَى: عَنْ يَدٍ قاهِرَةٍ مُسْتَوْليةٍ، أَوْ عَنْ إنْعَامٍ عَلَيْهم، لِأَنَّ قَبُولَ الجِزْيَةِ مِنهم وتَرْكَ أرْوَاحِهِم لَهُمْ نِعْمَةٌ عليهِم.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِنسائه: أسْرَعُكُن لُحوقاً بِي أطْوَلُكُنَّ يَداً» كَنَى بطُولِ الْيَدِ عنِ العَطَاء والصَّدَقَة. يُقَالُ: فُلانٌ طَويلُ اليَدِ، وطَويلُ البَاعِ، إِذَا كَانَ سَمْحاً جَواداً، وَكَانَتْ زَيْنَبُ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، وَهِيَ مَاتَتْ قَبْلَهُنَّ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ قَبِيصَة «مَا رأيْتُ أعْطَى لِلجَزِيلِ عَنْ ظَهْرِ يَدٍ مِنْ طَلْحَة» أَيْ عَنْ إنْعَامٍ ابْتِداءً مِنْ غَيْر مُكَافَأة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «مَرَّ قَوْمٌ مِنَ الشُّرَاة بقَوْمٍ مِنْ أصْحابِه وهُم يَدْعُون عَلَيْهم، فَقالُوا: بِكُم اليَدَانِ» أَيْ حَاقَ بِكُم مَا تَدْعُونَ بِهِ وتَبْسُطُون بِهِ أيْدِيَكُم؛ تَقُول العَرَبُ: كانَت بِهِ اليَدَانِ: أَيْ فَعَل اللَّهُ بِهِ مَا يَقُولُه لِي.
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «لَمَّا بَلَغَه مَوتُ الأشْتَرِ قَالَ: لِلْيَدَيْنِ ولِلفَمِ» هَذِهِ كَلِمَةٌ تُقَال لِلرّجُل إِذَا دُعِيَ عَلَيْهِ بالسُّوء، مَعْناه: كَبَّه اللَّه لِوَجْهِه: أَيْ خَرَّ إِلَى الْأَرْضِ عَلَى يَدَيْهِ وَفِيهِ.
وَفِيهِ «اجْعَل الفُسَّاقَ يَدَاً يَدَاً، ورِجْلاً رِجْلاً، فإنَّهم إِذَا اجْتَمعُوا وَسْوَس الشَّيْطانُ بَيْنَهم بالشَّرِّ» أَيْ فَرِّقْ بَيْنَهم.
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ «تَفَرَّقُوا أَيْدِي سَبَا ، وأَيَادِي سَبَا » أَيْ تَفَرَّقُوا فِي الْبِلَادِ.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ الهِجْرة «فأخَذَ بِهِم يَدَ البَحْرِ» أَيْ طَريقَ السَّاحِل.

الترادف

الترادف: الاتحاد في المفهوم، أو توالي الألفاظ الدالة على مسمى واحد.
(الترادف) ترادف الْكَلِمَتَيْنِ أَن تَكُونَا بِمَعْنى وَاحِد وَكَذَلِكَ ترادف الْكَلِمَات (مو)
الترادف:
[في الانكليزية] Succession ،synonymy
[ في الفرنسية] Succession ،synonymie
لغة ركوب أحد خلف آخر. وعند أهل العربية والأصول والميزان هو توارد لفظين مفردين أو ألفاظ كذلك في الدلالة على الانفراد بحسب أصل الوضع على معنى واحد من جهة واحدة، وتلك الألفاظ تسمّى مترادفة. فبقيد اللفظين خرج التأكيد اللفظي لعدم كون المؤكّد منه والمؤكّد لفظين مختلفين. وبقيد الانفراد التابع والمتبوع نحو عطشان بطشان وإن قال البعض بترادفهما. وبقيد أصل الوضع خرج الألفاظ الدالة على معنى واحد مجازا، والتي يدلّ بعضها مجازا وبعضها حقيقة. وبوحدة المعنى خرج التأكيد المعنوي والمؤكد وبوحدة الجهة الحدّ والمحدود. قيل فلا حاجة إلى تقييد الألفاظ بالمفردة احترازا عن الحدّ والمحدود.
وقد يقال إنّ مثل قولنا الإنسان قاعد والبشر جالس قد تواردا في الدلالة على معنى واحد من جهة واحدة بحسب أصل الوضع استقلالا، فإن سمّيا مترادفين فذلك وإلّا احتيج إلى قيد الإفراد وهو الظاهر. ويقابل الترادف التباين.
واللفظان اللذان يكون معناهما اثنين واتفقا فيه مترادفان من وجه ومتباينان ومتخالفان من وجه، ففيهما اجتماع القسمين.
فائدة:
من الناس من ظنّ أنّ المتساويين صدقا مترادفان وهو فاسد، لأنّ الترادف هو الاتحاد في المفهوم لا في الذات، وإن كان مستلزما له. وأبعد منه توهّم الترادف في شيئين بينهما عموم من وجه كالحيوان والأبيض. ومنهم من زعم أنّ الحدّ الحقيقي والمحدود مترادفان وليس بمستقيم إذ الحدّ يدل على المفردات مفصلة بأوضاع متعددة بخلاف المحدود فإنه يدلّ عليها مجملة بوضع واحد فقد خرجا بوحدة الجهة.
نعم الحدّ اللفظي والمحدود مترادفان ودعوى الترادف في الرسمي بعيد جدا.
فائدة:
زعم البعض أنّ المرادف ليس بواقع في اللغة. وما يظنّ منه فهو من باب اختلاف الذات والصفة، كالإنسان والناطق، أو اختلاف الصفات كالمنشئ والكاتب، أو الصفة وصفة الصفة كالمتكلّم والفصيح، أو الذات وصفة الصفة كالإنسان والفصيح، أو الجزء والصفة كالناطق والكاتب، أو الجزء وصفة الصفة وأمثال ذلك. وقال لو وقع المترادف لعرى الوضع عن الفائدة لأن الغرض من وضع الألفاظ ليس إلّا إفادة التفهيم في حق المتكلّم واستفادة التفهّم في حق السامع، فأحد اللفظين يكون غير مفيد لأنّ الواحد كاف للإفهام، والمقصود حاصل من أحدهما، فلا فائدة في الآخر، فصار وضعه عبثا، فلا يقع عن الواضع الحكيم، هكذا في حواشي السلم. والحق وقوعه بدليل الاستقراء نحو قعود وجلوس للهيئة المخصوصة وأسد وليث للحيوان المخصوص وغيرها. ولا نسلّم التعري عن الفائدة بل فوائده كثيرة كالتوسّع في التعبير وتيسّر النظم والنثر إذ قد يصلح أحدهما للروي والقافية دون الآخر.
ومنها تيسير أنواع البديع كالتجنيس والتقابل وغيرها. مثال السجع قولك ما أبعد ما فات وما أقرب ما [هو] آت. فإنّه لو قيل بمرادف ما فات وهو ما مضى أو بمرادف ما [هو] آت وهو جاء أو يجيء أو غيرهما لفات السجع.
ومثال المجانسة قولك اشتر بالبر وأنفقه في البر الأول بالضم والثاني بالكسر، فإنّه لو أتي بمرادف الأول وهو الحنطة أو بمرادف الثاني وهو الخير أو الحسنة لفاتت المجانسة.
وكالقلب نحو قوله تعالى وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ فإنه لو أورد بمرادف كبّر وهو عظّم مثلا لفات صنعة القلب وغيرها من الفوائد، هكذا في الحاشية المنهية على السلم.
فائدة:
قد اختلف في وجوب صحة وقوع كلّ واحد من المترادفين مكان الآخر والأصح وجوبها. وقيل لا يجب وإلّا لصح خداى أكبر كما يصح الله أكبر. والجواب بالفرق بأنّ المنع ثمة لأجل اختلاط اللغتين، ولا نسلّم المنع في المترادفين من اللغة الواحدة. قيل والحق أنّ المجوّز إن أراد أنّه يصح في القرآن فباطل قطعا، وإن أراد في الحديث فهو على الاختلاف، وإن أراد في الأذكار والأدعية فهو إمّا على الاختلاف أو المنع رعاية لخصوصية الألفاظ فيها، وإن أراد في غيرها فهو صواب سواء كانا من لغة واحدة أو أكثر. وأكثر ما ذكرنا مستفاد مما ذكره المحقق الشريف في حاشية العضدي وبعضها من كتب المنطق.
اعلم انّ الاختلاف ليس في صحة قيام أحدهما مقام الآخر في صورة التعدّد من غير تركيب فإنّ كلهم متفقون على صحته، بل إنّما لاختلاف في حال التركيب. فقال البعض وهو ابن الحاجب وأتباعه إنّه يصح، واستدلّ بأنّ امتناع القيام إن كان لمانع فالمانع إمّا المعنى وإمّا التركيب، والمعنى واحد، فلا يكون مانعا أصلا. والتركيب أيضا مفيد للمقصود ولا حجر فيه إذا صحّ فإذا لم يوجد المانع عن القيام صحّ القيام. وقيل يصح إذا كان من لغة واحدة وإلّا لا، فلا يصح مكان الله أكبر خداى بزرگ- بمعنى الله كبير- لكونهما من لغتين بخلاف الله أعظم فإنّه يصح. وقيل لا يجب في كلّ لفظ بل يصح في بعضها ولا يصح في البعض الآخر لعارض وإن كان من لغة واحدة، وهذا مذهب الإمام الرازي لأن صحّة التركيب من العوارض، ولا شك أنّ بعض العوارض يكون مختصا بالمعروض، ولا يوجد في غيره فيجوز أن يكون تركيب أحد المترادفين مع شيء صحيحا ومفيدا للمقصود ومختصا به بخلاف المرادف الآخر، لجواز أن يكون غير مفيد لذلك المقصود لأجل الاختصاص، كما يقال صلى الله عليه ولا يقال دعا عليه فضمّ صلى مع عليه يفيد المقصود وهو دعاء الخير، بخلاف ضمّ دعا مع عليه. فلفظ دعا وإن كان متحد المعنى مع صلى لكن ضمه مع عليه لا يفيد المقصود بل عكس المقصود، وهو دعاء الشر. وملخص الدليل أنّ نفس المعنى واللفظ في المرادف لا يمنع صحة إقامة أحدهما مقام الآخر، لكن صحة الضمّ والتركيب بحسب متعارف أهل اللغة والاستعمال هي من عوارضها التي تصح في بعض الألفاظ دون الآخر، فهذه العوارض هي المانعة في بعض الألفاظ وفي بعض المقام كما مرّ في لفظ صلى ودعا، هكذا في شرح السلم للمولوي مبين.

اعلم أنّ الترادف عند البلغاء نوعان:
أحدهما جيّد وهو أن يؤتى بكلمتين لهما معنى واحد، ولكن ثمة فرق بينهما في الاستعمال، أو أن يكون للكلمة الثانية معنى ثان خاص أو أن توصف بصفة خاصة، مثل أرجو وآمل في اللغة العربية وهما مترادفتان وجيدتان أيضا لأنّ كلمة آمل وإن كانت بمعنى الرجاء، إلّا أنّها مخصوصة بكونها لا تستعمل إلّا في مكان محمود. والنوع الثاني: معيب وهو الإتيان بلفظتين لهما معنى واحد دون أن يكون لأحدهما أيّ فرق عن الأخرى، ويسمّى بعضهم هذا النوع: الحشو القبيح، كذا في جامع الصنائع.
ويعدّ عند بعضهم من باب الإطالة، كما في المطول في بحث الإطناب. واحترز بقوله لفائدة عن التطويل وهو أن يكون اللفظ زائدا على أصل المراد لا لفائدة، ولا يكون اللفظ الزائد متعينا نحو قول عدي بن الأبرش يذكر غدر الزّبّاء التي كانت ملكة غدرت بجذيمة بن الأبرش فقال أخوه عدي المذكور:
وقدّدت الأديم لراهشيه وألفى قولها كذبا ومينا فالكذب والمين بمعنى واحد ولا فائدة في الجمع بينهما، والتقديد التقطيع والراهشان العرقان في باطن الذراعين والضمير في راهشيه وفي ألفى لجذيمة، والضمير في قددت وقولها للزّباء انتهى. وهو عند أهل الإلغاز والتعمية: أن يؤتى بلفظ ولكن يراد مرادفه، ويجيء في لفظ المعمّى.
الترادف: فِي اللُّغَة ركُوب أحد الشخصين خلف الآخر. وَفِي الِاصْطِلَاح تكْثر اللَّفْظ مَعَ اتِّحَاد الْمَعْنى الْمَوْضُوع لَهُ فَكَأَن اللَّفْظَيْنِ راكبان أَحدهمَا خلف الآخر على مركب وَاحِد وَهُوَ الْمَعْنى.

صَوت

(صَوت) مُبَالغَة فِي صات وَبِه ناداه وَله أيده بإعطائه صَوته فِي الانتخاب (محدثة) والطست وَنَحْوه جعله يصوت
صَوت
: ( {صاتَ} يَصُوتُ) ، كقالَ يَقولُ. (و) {صاتَ (} يَصَاتُ) ، كخاف يَخافُ، {صَوْتاً، فيهمَا، فَهُوَ صائتٌ، أَي: صائحٌ.} والصَّوْتُ: الجَرْسُ، معروفٌ، مُذكَّر؛ وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: الصَّوْتُ: {صَوتُ الإِنسانِ وغيرِه. والصّائتُ: الصّائح.
وَفِي الصَّحاح: فأَمّا قولُ رُوَيْشِدِ بْنِ كَثِيرٍ الطّائيّ:
يَا أَيُّهَا الرَاكِبُ المُزْجِي مَطِيَّتَهُ
سائِلْ بَنِي أَسَدٍ مَا هذِهِ} الصَّوْتُ فإِنَّما أَنثهُ؛ لأَنّه أَراد الضَّوْضاءَ والجَلَبَة والاستِغاثة.
قَالَ ابنُ مَنْظُور: قَالَ ابنُ سِيدَهْ: وهاذا قبيحٌ من الضَّرُورَة، أَعني تأْنيث المُذكَّرِ؛ لأَنّه خُرُوجٌ عَن أَصلٍ إِلى فرْع، وإِنّما المُستجازُ من ذالك رَدُّ التَّأْنِيث إِلى التَّذكير؛ لأَنّ التَّذكير؛ هُوَ الأَصْل، بِدَلالة أَنَّ الشَّيْءَ مُذكَّر، وَهُوَ يقعُ على المُذكَّر والمُؤنَّث، فعُلِم بذالك عُمُوم التَّذْكِير، وأَنّه هُوَ الأَصلُ. وَالْجمع: {أَصواتٌ.
} وصاتَ: إِذا (نادَى، {كأَصَاتَ،} وصَوَّتَ) بِه {تَصْويتاً، فَهُوَ} مُصَوِّتٌ. وكذالك إِذا {صَوَّتَ بإِنسان فدعاهُ، وَعَن ابْن بُزُرْجَ:} أَصاتَ الرَّجُلُ بالرَّجُلِ: إِذا شهَّرَه بأَمْرِ لَا يَشتهِيهِ.
(و) يُقَال: (رَجُلٌ {صاتٌ) ، وحمارٌ صاتٌ: (} صَيِّتٌ) ، أَي: شديدُ الصَّوتِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يجوزُ أَن يكون {صاتٌ فاعِلاً، ذهبتْ عَيْنُهُ، وأَن يكونَ فَعِلاً مكسور العَيْنِ؛ قَالَ النَّظّارُ الفَقْعَسِيُّ:
كأَنَّنِي فَوْقَ أَقَبَّ سَهُوَقٍ
جَأْبٍ إِذا عَشَّرَ صاتِ الإِرْنَانْ
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا كَقَوْلِهِم: رَجُلٌ مالٌ: كثيرُ المالِ، ورَجُلٌ نالٌ: كثيرُ النَّوال، وكَبْشٌ صافٌ: كثيرُ الصُّوف، ويَوْمٌ طانٌ: كثيرُ الطِّينِ؛ وبئْرٌ ماهَةٌ، ورجُلٌ هاعٌ لاعٌ، ورجلٌ خافٌ. وأَصل هاذه الأَوصافِ كلِّها فَعِلٌ بِكَسْر الْعين. انْتهى.
وَفِي الحَدِيث: (كَانَ العَبّاسُ رَجُلاً} صَيِّتاً) ، أَي: شديدَ الصَّوْتِ عالِيَهُ، يُقَال: هُوَ {صَيِّتٌ} وصائتٌ، كمَيِّتٍ ومائتٍ، وأَصلُه الْوَاو، وبِناؤُه فَيْعِلٌ فقُلِبَ وأُدْغِمَ.
( {والصِّيتُ، بالكَسْرِ: الذِّكْرُ) ، يُقَال: ذَهبَ فِي النّاس} صِيتُه، أَي ذِكْرُه، وخَصَّه بعضُهم بالذِّكْرِ (الحَسَنِ) . وَفِي الصَّحاح: الجَميل الّذِي يَنتشِر فِي النّاس دُونَ القَبِيح، وأَصلُه من الْوَاو، وإِنّما انقلبتْ يَاء، لانكسارِ مَا قبلَها، كَمَا قَالُوا: رِيحٌ، من الرَّوْح، كأَنّهُمْ بَنَوْهُ على فِعْلٍ، بِكَسْر الفاءِ، للفَرْقِ بينَ الصَّوْتِ المسموع وبينَ الذِّكْرِ الْمَعْلُوم. وَفِي الحَدِيث: (مَا مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ لَهُ {صِيتٌ فِي السَّمَاءِ) أَي ذِكْرٌ وشُهْرَةٌ وعِرْفان قَالَ: ويكونُ فِي الخَير والشَّرِّ (} كالصّاتِ {والصَّوْتِ،} والصِّيتَةِ) ، ورُبَّما قَالُوا: انتَشَر {صَوتُه فِي النّاس، بِمَعْنى} الصِّيت. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: والصَّوْت فِي الصِّيت، لُغَةٌ. وَقَالَ لَبِيدٌ:
وكَمْ مُــشْتَرٍ مِنْ مالِهِ حُسْنَ صِيتَةٍ
لآِبائِه فِي كُلِّ مَبْدًى ومَحْضَرِ
وَفِي الحَدِيث: فَصْلُ مَا بَيْنَ الحلالِ والحرامِ، {الصَّوْتُ، والدُّفُّ) يُرِيدُ إِعلانَ النِّكاح، وذَهَابَ الصَّوْت والذِّكْرَ بِهِ فِي النّاس، يُقال: لَهُ صَوْتٌ وصِيتٌ، أَي ذِكْرٌ.
(و) } الصِّيتُ: (المِطْرَقَةُ) نَفْسُها، (و) قيل: الصِّيتُ: (الصّائِغُ. و) قيل: (الصَيْقَلُ) ، نَقله الصّاغانِيُّ.
( {والمِصْوَاتُ) ، بِالْكَسْرِ: (} المُصَوِّتُ) .
(و) قولُهُم: دُعِيَ، {ف (انْصاتَ) : أَي (أَجابَ وأَقْبَلَ) .
(و) انْصاتَ الرّجلُ: (ذَهَبَ فِي تَوَارٍ) ، نقلَهُ الصّاغَانيّ.
(و) } انْصَاتَ (المُنْحَنِي) : إِذا (اسْتَوَى) هاكذا فِي النُّسَخِ، وَفِي أُخْرَى: اسْتَوَى قَائِما، وصوابُه، على مَا فِي الصَّحاح وغيرِه: استَوَتْ (قَامَتُهُ) بعدَ انْحناءٍ، كأَنّه اقْتَبَلَ شَبَابُهُ.
{والمُنْصاتُ: القَوِيمُ القامَةِ، قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الخُرْشُبِ الأَنْمَارِيّ، وَقيل للعَبّاس بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَميّ:
ونَصْرُ بْنُ دُهْمَانَ الهُنيْدَةَ عاشَها
وتِسْعِينَ حَوْلاً ثُمَّ قُوِّمَ} فانْصاتَا
وعادَ سَوادُ الرَّأْسِ بعدَ ابْيِضاضِهِ
ورَاجَعَهُ شَرْخُ الشِّبَابِ الّذِي فاتا
وراجَعَ أَيْداً بَعْدَ ضَعْفِ وقُوَّةٍ
ولاكِنَّهُ من بَعْدِ ذَا كُلِّهِ مَاتَا (و) انْصاتَ (بهِ الزَّمَانُ) {انْصِيَاتاً: إِذا (صَار مشْهُوراً) .
(و) يُقَالُ: (مَا بالدَّارِ} مِصْوَاتٌ) ، أَي: (أَحَدٌ) يُصَوِّتُ. وَفِي بعض النُّسَخِ: {مُصَوِّتٌ، وَالْمعْنَى وَاحِد.
وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْهِ:
} أَصات الرجلُ بالرَّجُلِ: إِذا شَهَّرَهُ بأَمْر لَا يَشتهيه. وَفِي الحَدِيث: (أَنّهم كانُوا يَكرهون الصَّوْتَ عندَ القِتالِ) هُوَ أَنْ يُنادِيَ بعْضُهم بَعْضًا، أَو يفعَلَ أَحَدُهُم فعلا لَهُ أَثرٌ، فيَصِيحَ، ويُعَرِّفَ بنفْسِه على طَرِيق الْفَخر والعُجْب. والعَربُ تقولُ: أَسْمَعُ صَوْتاً، وأَرَى فَوْتاً: أَي أَسْمَعُ صَوتاً، وَلَا أَرى فِعْلاً. ومِثلُه: إِذا كُنْت تَسْمَعُ بالشَّيْءِ، ثمّ لَا تَرى تَحْقِيقا، يقالُ: ذِكْرٌ وَلَا حَساسِ.
من أَمثالهم فِي هَذَا الْمَعْنى: لَا خَيْرَ فِي رَزَمَةٍ لَا دِرَّة مَعهَا، أَي: لَا خَيرَ فِي قَولٍ وَلَا فِعْلَ مَعَه.
وكُلُّ ضرْبٍ من الغِناءِ، صَوْتٌ؛ والجمعُ الأَصواتُ. وقولُه، عزَّ وجلَّ: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ {بِصَوْتِكَ} (الْإِسْرَاء: 64) ، قيل:} بأَصواتِ الغِناءِ والمَزامِيرِ.
{وأَصَاتَ القَوْسَ: جَعلَها} تُصَوِّتُ.
وَفِي الأَساسِ: سابَّ المُخَبَّلُ الزِّبْرِقانَ، فَقَالَ لصَحْبِه: كَيفَ رَأَيْتمُوني؟ قَالُوا: غَلَبَك بِرِيقٍ سَيِّغٍ، {وصَوْتٍ} صَيِّتٍ. 
ساقطٌ برمَّته من الصِّحَاح، وثابت فِي لِسَان الْعَرَبِيّ والتكملة.

العَروسُ

العَروسُ: الرجلُ والمرأةُ ما داما في إعْراسِهِما، وهُمْ عُرُسٌ، وهُنَّ عَرائِسُ، وحِصْنٌ باليمن. وقولُهُم: "لا عِطْرَ بعدَ عَروسٍ"، أسماء بنتُ عبدِ اللهِ العُذْريَّةُ اسمُ زَوْجِهَا عَروسٌ، وماتَ عنها، فَتَزَوَّجَها رجلٌ أعْسَرُ أبْخَرُ بخيلٌ دَمِيمٌ، فلما أراد أن يَظْعَنَ بها، قالتْ: لو أذِنْتَ لي رَثَيْتُ ابنَ عَمِّي؟ فقال: افْعَلِي. فقالتْ:
أبْكِيكَ يا عَروسَ الأعْراسْ.
يا ثَعْلَباً في أهْلِهِ وأسَداً عندَ الناسْ.
مع أشْيَاءَ ليس يَعْلَمُها الناسْ.
فقال: وما تِلْكَ الأشياء؟ فقالت:
كانَ عن الهِمَّةِ غيرَ نَعَّاسْ.
ويُعْمِلُ السَّيْفَ صَبيحاتِ ابْناسْ.
ثم قالت:
يا عَروسُ الأغَرُّ الأزْهَرْ.
الطَّيِّبُ الخِيمِ الكريمُ المَحْضَرْ.
مع أشياء لا تُذْكَرْ.
فقال: وماتِلْكَ الأشياء؟ قالت:
كانَ عَيُوفاً للخَنَى والمُنْكَرْ.
طَيِّبَ النَّكْهَةِ غيرَ أبْخَرْ.
أيْسَرَ غيرَ أعْسَرْ.
فَعَرَفَ الزَّوْجُ أنها تُعَرِّضُ به. فلما رحَلَ بها، قال: ضُمِّي إليكِ عِطْرَكِ، وقد نَظَرَ إلى قَشْوَةِ عِطْرِهَا مَطْروحَةً.
فقالت: "لا عِطْرَ بَعْدَ عَروسٍ". أو تَزَوَّجَ رجلٌ امرأةً، فَهُدِيَتْ إليه، فوجَدَهَا تَفِلَةً. فقال: أينَ عِطْرُكِ؟ فقالت: خَبَأْتُه. فقال: "لاَ مَخْبَأ لِعِطْرٍ بعدَ عَرُوسٍ"، يُضْرَبُ لمن لا يُؤَخَّرُ عنه نَفيسٌ.
والعَرُوسَيْنِ: حِصْنٌ باليمن.
ووادي العَرُوسِ: ع قربَ المدينةِ.
والعِرْسُ، بالكسر: امرأةُ الرجل، ورَجُلُها، ولَبُؤَةُ الأسَدِ
ج: أعْراسٌ.
وابنُ عِرْسٍ: دويبَّةٌ أشْتَرُ أصْلَمُ أسَكُّ
ج: بناتُ عِرْسٍ، هكذا يُجْمَعُ الذَّكَرُ والأنْثَى.
والعِرْسِيُّ: صِبْغٌ.
وعَرَسَ البعيرَ: شَدَّ عُنُقَهُ إلى ذِرَاعِهِ،
وذلك الحَبْلُ: عِراسٌ، ككِتابٍ،
وـ عَنِّي: عَدَلَ.
والعَرْسُ: عَمودٌ في وَسَطِ الفُسْطَاطِ، والإِقامَةُ في الفَرَحِ، والحَبْلُ، والفَصِيلُ الصغيرُ، ويضمُّ
ج: أعْراسٌ، وبائِعُها:
عَرَّاسٌ ومُعَرِّسٌ، وحائِطٌ بين حائِطَيِ البيتِ الشَّتْوِيِّ، لا يُبْلَغُ به أقْصَاهُ، ويُسَقَّفُ ليكونَ أدْفَأَ وإنما يكون ذلك بالبلادِ البارِدَةِ، وذلك البيتُ: مُعَرَّسٌ.
والعَرَسُ، محركةً: الدَّهَشُ، عَرِسَ، فهو عَرِسٌ، وبالضم وبضمتين: طعامُ الوَلِيمَةِ
ج: أعْراسٌ وعُرُسَاتٌ، والنِّكَاحُ. وككَتِفٍ: الأسَدُ.
وكالشُّهَداءِ: ع. وكفرِحَ: بَطِرَ،
وـ به: لزِمَهُ،
كأعْرَسَهُ،
وـ على ما عندَهُ: امْتَنَعَ.
والمِعْرَسُ، كمِنْبَرٍ: السائِقُ الحاذِقُ السِّياقِ، إذا نَشِطُوا سارَ بهم، وإذا كَسِلُوا عَرَّسَ بهم.
والعِرِّيسُ، كسِكِّيتٍ، وبهاء: مأْوَى الأسَدِ.
وذاتُ العرَائِسِ: ع.
وأعْرَسَ: اتَّخَذَ عُرْساً،
وـ بأهله: بنى عليها،
وـ القومُ: نَزَلُوا في آخِرِ الليلِ للاِسْتِراحَةِ،
كعَرَّسُوا، وهذا أكثر.
والموضعُ: مُعْرَسٌ ومُعَرَّسٌ.
واعْتَرَسُوا عنه: تَفَرَّقوا.
وتَعَرَّسَ لامْرأتِهِ: تَحَبَّبَ إليها.
وليلةُ التَّعْرِيسِ: الليلةُ التي نامَ فيها رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم.

منش

منش
. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: مَنْيُونِشِ، بالفَتْح وسُكُونِ النُّونِ الأُولَى، وكَسْرِ الثانِيَةِ، بينَهُمَا ياءٌ مَضْمُومَة ووَاو ساكِنَة: حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ، من نَوَاحِي بَرْبُــشْتَرومَيَّانِشُ، بالفَتْحِ والتّشْدِيد: من قُرَى المَهْدِيَّةِ بإِفْرِيقِيَّةَ بيْنَهما نِصْفُ فَرْسَخٍ، وماؤُهَا عَذْبٌ، ومِنْهَا أَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ سَعْدٍ، المَيَّانِشِيُّ، الأَدِيبُ.
وعُمَرُ بنُ عَبْدِ المَجِيدِ بنِ الحَسَن، المَيَّانِشِيُّ: نَزِيلُ مَكَّةَ، ماتَ بهَا، قَالَ ياقُوت: رَوَى عَنهُ شُيُوخُنَا.

الثَّغْرُ

الثَّغْرُ: من خِيارِ العُشْبِ، ويُحَرَّكُ، واحِدُهُ بِهاءٍ، وكُلُّ جَوْبَةٍ أو عَوْرَةٍ مُنْفَتِحَةٍ، والفَمُ، أو الأَسْنانُ، أو مُقَدَّمُها، أو ما دامَتْ في مَنابِتِها، وما يَلي دارَ الحَرْبِ، ومَوْضِعُ المَخافَةِ من فُروجِ البُلْدانِ،
كالثُّغْرورِ، ود قُرْبَ كِرْمانَ بساحِلِ بَحْرِ الهنْدِ.
وثَغَرَ، كمَنَعَ: ثَلَمَ،
وـ الثُّلْمَةَ: سَدَّها، ضِدٌّ،
وـ فُلاناً: كَسَرَ ثَغْرَهُ.
والثُّغْرَةُ، بالضم: نُقْرَةُ النَّحْرِ بَيْنَ التَّرْقُوَتَيْنِ،
وـ من البَعيرِ: هَزْمَةٌ يُنْحَرُ منها،
وـ من الفَرَسِ: فَوْقَ الجُؤْجُؤِ، والناحِيَةُ من الأرضِ، والطَّريقُ السَّهْلَةُ.
وأثْغَرَ الغُلامُ: ألْقَى ثَغْرَهُ، ونَبَتَ ثَغْرُهُ، ضِدٌّ،
كاثَّغَرَ وادَّغَرَ،
والأصلُ اثْتَغَرَ.
وثُغِرَ، كعُنِيَ، دُقَّ فَمُهُ،
كأُثْغِرَ، وسَقَطَتْ أسْنانُهُ أو رَواضِعُهُ، فهو مَثْغورٌ.
وأمْسَوْا ثُغوراً، أي: مُتَفَرِّقينَ، الواحِدُ: ثَغْرٌ. وكصَبورٍ: حِصْنٌ باليَمَنِ لِحِمْيَرَ. وكصُبْرَة: ناحِيَةٌ من أعْراضِ المدينةِ، على ساكِنِها الصلاةُ والسلامُ.
الثَّغْرُ:
بالفتح ثم السكون، وراء كل موضع قريب من أرض العدوّ يسمّى ثغرا، كأنه مأخوذ من الثّغرة، وهي الفرجة في الحائط، وهو في مواضع كثيرة، منها: ثغر الشام، وجمعه ثغور، وهذا الاسم يشمل بلادا كثيرة، وهي البلاد المعروفة اليوم ببلاد ابن لاون، ولا قصبة لها لأن أكثر بلادها متساوية، وكل بلد منها كان أهله يرون أنه أحقّ باسم القصبة، فمن مدنها بيّاس، ومنها إلى الاسكندرية مرحلة ومن بياس إلى المصّيصة مرحلتان ومن المصيصة إلى عين زربة مرحلة ومن المصيصة إلى أذنة مرحلة ومن أذنة إلى طرسوس يوم ومن طرسوس إلى الجوزات يومان ومن طرسوس إلى أولاس على بحر الروم يومان ومن بيّاس إلى الكنيسة السوداء، وهي مدينة، أقل من يوم ومن بياس إلى الهارونية مثله ومن الهارونية إلى مرعش، وهي من ثغور الجزيرة، أقل
من يوم، ومن مشهور مدن هذا الثغر: أنطاكية وبغراس وغير ذلك، إلا أن هذا الذي ذكرنا أشهر مدنها.
وقال أحمد بن يحيى بن جابر: كانت الثغور الشامية أيام عمر وعثمان وبعد ذلك أنطاكية وغيرها المدعوّة بالعواصم، وكان المسلمون يغزون ما وراءها كغزوهم اليوم وراء طرسوس، وكانت فيما بين الإسكندرية وطرسوس حصون ومسالح للروم كالحصون والمسالح التي يمر بها المسلمون اليوم، وكان هرقل نقل أهل تلك الحصون معه وشعّثها، فكان المسلمون إذا غزوها لم يجدوا فيها أحدا، وربما كمن عندها قوم من الروم فأصابوا غرّة المسلمين المنقطعين عن عساكرهم، فكان ولاة الشواتي والصوائف إذا دخلوا بلاد الروم خلّفوا بها جندا كثيفا إلى خروجهم وقد اختلفوا في أول من قطع الدرب، وهو درب بغراس، فقيل قطعه ميسرة بن مسروق العبسي، وجّهه أبو عبيدة فلقي جمعا للروم ومعهم مستعربة من غسّان وتنوخ يريدون اللحاق بهرقل، فأوقع بهم وقتل منهم مقتلة عظيمة ثم لحق به مالك الأشتر النّخعي مددا من قبل أبي عبيدة وهو بأنطاكية وقال بعضهم: أول من قطع الدرب عمير بن سعد الأنصاري حين توجه في أمر جبلة بن الأيهم وقال أبو الخطّاب الأزدي:
بلغني أن أبا عبيدة بنفسه غزا الصائفة فمر بالمصيصة وطرسوس وقد جلا أهلها وأهل الحصون التي تليها، فأدرب فبلغ في غزاته زندة، وقال غيره: إنما وجّه ميسرة بن مسروق فبلغ زندة، وقال أبو صالح: لمّا غزا معاوية عمورية سنة 25 وجد الحصون فيما بين أنطاكية وطرسوس خالية، فوقف عندها جماعة من أهل الشام والجزيرة وقنّسرين حتى انصرف من غزواته ثم أغزى بعد ذلك بسنة أو سنتين يزيد بن الحر العبسي الصائفة، وأمره معاوية أن يفعل مثل فعله قال: وغزا معاوية سنة 31 من ناحية المصيصة فبلغ درولية، فلما رجع جعل لا يمرّ بحصن فيما بينه وبين أنطاكية إلا هدمه.
قال المؤلف، رحمه الله: ثم لم يزل هذا الثغر، وهو طرسوس وأذنة والمصيصة وما ينضاف إليها، بأيدي المسلمين، والخلفاء متهمون بأمرها لا يولّونها إلا شجعان القوّاد والراغبين منهم في الجهاد والحروب بين أهلها والروم مستمرة، والأمور على مثل هذه الحال مستقرة، حتى ولي العواصم والثغور الأمير سيف الدولة علي بن أبي الهيجاء بن حمدان، فصمد للغزو وأمعن في بلادهم، واتّفق أن قابله من الروم ملوك أجلاد ورجال أولو بأس وجلاد وبصيرة بالحرب والدين شداد، فكانت الحرب بينهم سجالا إلى أن كان من وقعة مغارة الكحل في سنة 349، ومن ظفر الروم بعسكر سيف الدولة ورجوعه إلى حلب في خمسة فرسان على ما قيل ثم تلا ذلك هجوم الروم على حلب في سنة 351 وقتل كل من قدروا عليه من أهلها، وكان أن عجز سيف الدولة وضعف، فترك الشام شاغرا ورجع إلى ميّافارقين والثغر من الحماة فارغا، فجاءهم نقفور الدمستق، فحاصر المصيصة ففتحها ثم طرسوس ثم سائر الثغور، وذلك في سنة 354 كما ذكرناه في طرسوس، فهو في أيديهم إلى هذه الغاية، وتولاها لاون الأرمني ملك الأرمن يومئذ، فهي في عقبه إلى الآن وقد نسبوا إلى هذا الثغر جماعة كثيرة من الرّواة والزهّاد والعبّاد، منهم: أبو أميّة محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم الطرسوسي الثّغري، كذا نسبه غير واحد من المحدثين، وهو بغدادي المولد، سكن طرسوس وسمع يوسف بن عمر اليمامي وعمر بن حبيب القاضي ويعقوب بن إسحاق
الحضرمي وأبا عاصم النبيل ومكي بن إبراهيم والفضل ابن دكين وقبيصة بن عقبة وإسحاق بن منصور السلولي وأسود بن عامر شاذان وغيرهم، روى عنه أبو حاتم الرازي ومحمد بن خلف وكيع ويحيى بن صاعد والحسين بن إبراهيم المحاملي وغيرهم، وسئل عنه أبو داود سليمان بن الأشعث فقال ثقة.
وأما ثغر أسفيجاب فلم يزل ثغرا من جهته، وقد ذكر أسفيجاب في موضعه نسب إليه هكذا:
طالب بن القاسم الفقيه الثغري الأسفيجابي، كان من فقهاء ما وراء النهر. وثغر فراوة قرب بلاد الدّيلم ينسب إليه محمد بن أحمد بن الحسين الغطريفي الجرجاني الثغري، وكان الإسماعيلي يدلس به في الرواية عنه، هكذا يقول: حدثنا محمد بن أحمد الثغري. وأما ثغر الأندلس فينسب إليه أبو محمد عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم بن خلف الثغري من أهل قلعة أيوب، سمع بتطيلة من ابن شبل وأحمد بن يوسف بن عباس، وبمدينة الفرج من وهب بن مسرّة، ورحل إلى المشرق سنة 350 فسمع ببغداد من أبي علي الصوّاف وأبي بكر بن حمدان، سمع منه مسند أحمد بن حنبل والتاريخ، دخل البصرة والكوفة وسمع بها، وسمع بالشام ومصر وغيرهما من جماعة يكثر تعدادهم، وانصرف إلى الأندلس ولزم العبادة والجهاد، واستقضاه الحكم المنتصر بموضعه ثم استعفاه منه فأعفاه، وقدم قرطبة في سنة 375، وقرأ عليه الناس قال ابن الفرضي:
وقرأت عليه علما كثيرا، فعاد إلى الثغر فأقام به إلى أن مات، وكان يعد من الفرسان، وتوفي سنة 383 بالثغر من مشرق الأندلس.

الخُلْدُ

الخُلْدُ، بالضم: البَقاءُ، والدوامُ،
كالخُلودِ، والجَنَّةُ، وضرْبٌ من القُبَّرَةِ، والفارَةُ العَمْياءُ، ويفتحُ، (أو دابَّةٌ عَمْياءُ تحتَ الأرضِ تُحِبُّ رائِحةَ البَصلِ والكُرَّاث، فإن وُضع على جُحْرِه خَرَجَ له فاصْطِيد، وتَعْليقُ شفته العُلْيا على المَحْمومِ بالرِّبْعِ يَشْفيهِ، ودِماغُهُ مَدُوفاً بدُهْنِ الوَرْدِ يُذْهِبُ البَرَصَ والبَهَقَ والقَوابِيَ والجَرَبَ والكَلَفَ والخَنازيرَ، وكُلَّ ما يخرجُ بالبدن طِلاءً) ، ج: منَاجِدُ، من غير لفْظِهِ كالمَخاضٍ جمعُ: خَلِفةٍ،
و= السِّوارُ، والقُرْطُ،
كالخَلَدَةِ، محركةً، ج: كقِردَةٍ،
و= لقبُ عبدِ الرحمنِ الحِمْصيِّ التابِعِيِّ، وقَصْرٌ للمنْصورِ، خَرِبَ فصارَ مَوْضِعُهُ مَحَلَّةً. وجعفرٌ الخُلْدِيُّ: غيرُ مَنْسوبٍ إليه، بل لَقَبٌ له، وبالتحريكِ: البالُ، والقَلْبُ، والنفسُ.
وخَلَدَ خُلوداً: دامَ،
وـ خَلْداً وخُلوداً: أبْطَأ عنه الشيْبُ، وقد أسَنَّ،
وـ بالمكانِ،
وـ إليه: أقامَ،
كأَخْلَدَ وخَلَّدَ فيهما.
والخَوالِدُ: الأَثافي، والجِبالُ، والحِجارَةُ.
وأخْلَدَ بصاحِبه: لَزِمَهُ،
وـ إليه: مالَ.
و {وِلْدانٌ مُخَلَّدونَ} : مُقَرَّطُونَ، أو مُسَوَّرونَ، أو لا يَهْرَمونَ أبَداً، ولا يُجاوِزونَ حَدَّ الوَصافَةِ.
وخالِدٌ وخُوَيْلِدٌ وخالِدَةُ، وكَمَسكَنٍ وزُبَيْرٍ ويَنْصُرُ وكتانٍ وحمزَةَ وجُهَيْنَةَ: أسماءٌ. ومَسْلَمَةُ بنُ مُخَلَّدٍ، كمعَظَّمٍ: صحابيٌّ. والخالِدانِ: ابنُ نَضْلَةَ بنِ الأَــشْتَرِ، وابنُ قَيْسِ بنِ المُضَلَّلِ.
الخُلْدُ:
بضم أوله، وتسكين ثانيه: قصر بناه المنصور أمير المؤمنين ببغداد بعد فراغه من مدينته على شاطئ دجلة في سنة 159، وكان موضع البيمارستان العضديّ اليوم أو جنوبيه، وبنيت حواليه منازل فصارت محلة كبيرة عرفت بالخلد، والأصل فيها القصر المذكور، وكان موضع الخلد قديما ديرا فيه راهب، وإنما اختار المنصور نزوله وبنى قصره فيه لعلة البقّ، وكان عذبا طيب الهواء لأنه أشرف المواضع التي ببغداد كلها، ومرّ بالخلد عليّ بن أبي هاشم الكوفي فنظر إليه فقال:
بنوا وقالوا: لا نموت، ... وللخراب بنى المبنّي
ما عاقل، فيما رأيت، ... إلى الخراب بمطمئنّ
وقد نسب إلى هذه المحلّة جماعة من أهل العلم والزهّاد، منهم: جعفر الخلدي الزاهد، وقد روى بعض الصوفيّة أن جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم أبا الخوّاص المعروف بجعفر الخلدي لم يسكن الخلد قط، وكان السبب في تسميته بذلك أنه سافر الكثير ولقي المشايخ الكبراء من الصوفية والمحدثين ثم عاد إلى بغداد واستوطنها فحضر عند الجنيد وعنده جماعة من أصحابه، فسئل الجنيد عن مسألة فقال: يا أبا محمد أجبهم، فقالوا: أين نطلب الرزق؟ فقال: إن علمتم أيّ موضع هو فاطلبوه، فقالوا: نسأل الله ذلك؟ فقال: إن علمتم أنه نسيكم فذكّروه، فقالوا: ندخل البيت ونتوكل، فقال:
أتختبرون ربكم بالتوكل؟ هذا شك! فقالوا: كيف الحيلة؟ فقال: ترك الحيلة، فقال الجنيد: يا خلديّ من أين لك هذه الأجوبة؟ فجرى اسم الخلدي عليه، قال: والله ما سكنت الخلد ولا سكنه أحد من آبائي! ومات الخلدي في شهر رمضان سنة 348، وقال ابن طاهر: الخلدي لقب لجعفر بن نصير وليس بنسبة إلى هذا الموضع، ومن المنسوبين إليه صبيح بن سعيد النجاشي الخلدي المرّاق، كان يضع الأحاديث، قال يحيى بن معين: كان كذابا خبيثا، وكان ينزل الخلد، وكان المبرّد محمد بن يزيد النحوي ينزله فكان ثعلب يسميه الخلدي لذلك، وسماه المنصور بذلك تشبيها له بالخلد اسم من أسماء الجنة، وأصله من الخلود وهو البقاء في دار لا يخرج منها. والخلد أيضا: ضرب من الفيران خلقه الله أعمى لا يرى الدنيا قط ولا يكون إلا في البراري المقفرة.

المطلق

المطلق: الدال على الماهية بلا قيد، أو ما لم يقيد بصفة معنوية ولا نطقية. والتقييد حصر الألفاظ من جزأيها على موجبها.
المطلق:
[في الانكليزية] Absolute ،unconditional ،whole number
[ في الفرنسية] Absolu ،inconditionne ،nomber entier
على صيغة اسم المفعول من الإطلاق بمعنى الإرسال. والمحاسبون يطلقونه على العدد الصحيح. والحكماء والمتكلّمين يطلقونه على المعنيين. أحدهما الطبيعة المطلقة وهي الطبيعة من حيث الإطلاق لا بأن يكون الإطلاق قيدا لها وإلّا لا تبقى مطلقة، بل بأن يكون الإطلاق عنوانا لملاحظاتها وشرحا لحقيقتها. وثانيهما مطلق الطبيعة أي الطبيعة من حيث هي من غير أن يلاحظ معها الإطلاق وبهذا ظهر الفرق بين مطلق الشيء والشيء المطلق لا ما توهّمه البعض من أنّ مطلق الشيء يرجع إلى الفرد المنتشر والشيء المطلق يرجع إلى الكلّي الطبيعي. ثم إنّ المطلق إن أخذ على الوجه الأول فسلب الخاص لا يستلزم سلبه وإن أخذ على الوجه الثاني فسلبه يستلزم سلبه، هكذا ذكر مرزا زاهد في حاشية شرح المواقف في بحث الوجود ويجيء أيضا في لفظ المقيّد. وقال الأصوليون المطلق هو اللفظ المتعرّض للذات دون الصفات لا بالنفي ولا بالإثبات، ويقابله المقيّد وهو اللفظ الدّال على مدلول المطلق بصفة زائدة. والمراد بالمتعرض للذات الدّال على الذات أي نفس الحقيقة لا الفرد. قال الإمام الرازي: إنّ كلّ شيء له ماهية وحقيقة وكلّ أمر لا يكون المفهوم منه عين المفهوم من تلك الماهية كان مغايرا لها، سواء كان لازما لها أو مفارقا لأنّ لإنسان من حيث إنّه إنسان ليس إلّا الإنسان، فإمّا أنّه واحد أو لا واحد، فهما قيدان مغايران لكونه إنسانا، وإن كنّا نعلم أنّ المفهوم من كونه إنسانا لا ينفكّ عنهما، فاللفظ الدالّ على الحقيقة من حيث إنّها هي من غير أن تكون فيه دلالة على شيء من قيود تلك الحقيقة هو المطلق، فتبيّن بهذا أنّ قول من يقول المطلق هو اللفظ الدّال على واحد لا بعينه سهو لأنّ الوحدة وعدم التعيّن قيدان زائدان على الماهية. فعلى هذا المطلق ليس خاصا ولا عاما إذ لا دلالة فيه على الوحدة والكثرة كما عرفت في لفظ الخاص.

قال في التحقيق شرح الحسامي: فرّق بعضهم بين المطلق والنّكرة والمعرفة والعام وغيرها بأنّ اللفظ الدّال على الماهية من غير تعرّض لقيد ما هو المطلق، ومع التعرّض لكثرة متعيّنة الفاظ الأعداد، ولكثرة غير متعيّنة العام، ولوحدة متعيّنة المعرفة، ولوحدة غير متعيّنة النكرة، والأظهر أنّه لا فرق بين النّكرة والمطلق في اصطلاح الأصوليين إذ تمثيل جميع العلماء المطلق بالنكرة في كتبهم يشعر بعدم الفرق بينهما انتهى. فالحق أنّ المطلق موضوع للفرد.
قيل وذلك لأنّ الأحكام إنّما تتعلّق بالأفراد دون المفهومات للقطع بأنّ المراد بقوله تعالى فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ تحرير فرد من أفراد هذا المفهوم غير مقيّد بشيء من العوارض. فالمراد بالمتعرّض للذات على هذا الدّال على الذات أي الحقيقة باعتبار التحقّق في ضمن فرد ما، فعلى هذا المطلق من قبيل الخاص النوعي، وإلى هذا أي إلى كون المطلق موضوعا للفرد، ذهب المحقّق التفتازاني وابن الحاجب. ولذا عرّفه ابن الحاجب بأنّه لفظ دلّ على شائع في جنسه والمقيّد بخلافه. والمراد بشيوع المدلول في جنسه كون المدلول حصّة محتملة أي ممكنة الصدق على حصص كثيرة من الحصص المندرجة تحت مفهوم كلّي لهذا اللفظ مثل رجل ورقبة، فتخرج عن التعريف المعارف لكونها غير شائعة لتعيّنها بحسب الوضع أو الاستعمال على خلاف المذهبين، وتخرج منه أيضا النكرة في سياق النفي والنكرة المستغرقة في سياق الإثبات نحو كلّ رجل، وكذا جميع ألفاظ العموم إذ المستغرق لا يكون شائعا في جنسه. قيل المراد بالمعارف المخرجة ما سوى المعهود الذهني مثل اشتر اللّحم فإنّه مطلق، وفيه أنّه ليس بمطلق لاعتبار حضوره الذهني ويقابله المقيّد وهو ما يدلّ لا على شائع في جنسه فتدخل فيه المعارف والعمومات كلّها، فعلى هذا لا واسطة في الألفاظ الدّالة بين المطلق والمقيّد، لكن إطلاق المقيّد على جميع المعارف والعمومات ليس باصطلاح شائع وإنّما الاصطلاح على أنّ المقيّد هو ما أخرج من شياع بوجه من الوجوه مثل رقبة مؤمنة، فإنّها وإن كانت شائعة بين الرّقبات فقد أخرجه من الشياع بوجه ما حيث كانت شائعة بين المؤمنة والكافرة، فأزيل ذلك الشياع عنه وقيّد بالمؤمنة. وبالجملة فلا يلزم فيه الإخراج عن الشياع بحيث لا يبقى مطلقا أصلا، بل قد يكون مطلقا من وجه مقيّدا من وجه. هكذا يستفاد من العضدي وحاشيته للتفتازاني. والمطلقة هي عند المنطقيين تطلق في الأصل على قضية لم تذكر فيها الجهة بل يتعرّض فيها بحكم الإيجاب أو السلب أعمّ من أن يكون بالقوة أو بالفعل، فهي مــشتركة بين سائر الموجّهات الفعلية والممكنة، فإنّ الموجّهات هي التي ذكرت فيها الجهة فهي مقيّدة بالجهة، والمطلقة غير مقيّدة بها. وغير المقيّد أعمّ من المقيّد إلّا أنّ المطلقة لمّا كانت عند الإطلاق يفهم منها النسبة الفعلية عرفا ولغة، حتى إذا قلنا: كلّ ج ب يكون مفهومه ثبوت ب لج بالفعل، خصّوها بالقضية التي نسبة المحمول فيها إلى الموضوع بالفعل وسمّوها مطلقة عامّة فتكون مــشتركة بين الموجّهات الفعلية لا الممكنة. إن قيل المطلقة وهي غير الموجّهة أعمّ من أن تكون النسبة فيها فعلية أو لا، وتفسير الأعمّ بالأخصّ ليس بمستقيم. وأيضا لو كان معناها النسبة فيها فعلية لم تكن مطلقة بل مقيّدة بالفعل. قلت مفهومها وإن كان في الأصل أعمّ، لكن لمّا غلب استعمالها فيما تكون النسبة فيه فعلية سمّيت بها ولا امتناع في تسمية المقيّد باسم المطلق إذا غلب استعماله فيه. إن قيل المطلقة سواء كانت بالمعنى الأول أو الثاني قسيمة للموجّهة فكيف يكون أعمّ منها. قلت للمطلقة اعتباران: أحدهما من حيث الذات أي ما صدقت عليها وهو قولنا كلّ ج ب، أو لا شيء من ج ب. وثانيهما من حيث المفهوم وهو أنّها ما لم تذكر فيها الجهة فهي أعمّ منها بالاعتبار الأول دون الثاني، وهذا كالعام والخاص، فإنّ صدق العام على الخاص بحسب الذات لا بحسب العموم والخصوص. إن قلت الفعل كيفية للنسبة فلو كان مفهوم المطلقة ما ذكرتم كانت موجّهة. قلت الفعل ليس كيفية للنسبة لأنّ معناه ليس إلّا وقوع النسبة، والكيفية لا بدّ أن تكون أمرا مغايرا لوقوع النسبة الذي هو الحكم، إذ الجهة جزء آخر للقضية مغاير للموضوع والمحمول والحكم. وإنّما عدّوا المطلقة في الموجّهات بالمجاز كما عدّوا السّالبة في الحمليات والشرطيات. ولا يرد أنّه على هذا إن كان في الممكنة حكم لم يكن بينها وبين المطلقة فرق وإلّا لم تكن قضية، لأنّا نقول إنّ الممكنة ليست قضية بالفعل لعدم اشتمالها على الحكم، وإنما هي قضية بالقوة القريبة من الفعل باعتبار اشتمالها على الموضوع والمحمول والنسبة، وعدّها من القضايا كعدّهم المخيّلات منها مع أنّه لا حكم فيها بالفعل.
ومن هاهنا قيل إنّ المطلقة مغايرة للممكنة بالذات والمفهوم جميعا. قيل والذي يقتضيه النظر الصائب أن الثبوت بطريق الإمكان إن كان مغايرا لإمكان الثبوت فالممكنة مشتملة على الحكم والجهة فتكون موجّهة، وكذا المطلقة العامة لكون الفعل جهة مقابلة للإمكان حينئذ، وإن لم يكن مغايرا فلا حكم فيها. فالمطلقة العامة هي القضية المطلقة وعدّها في الموجّهات باعتبار كونها في صورة الموجّهة لاشتمالها على قيد الفعل. وقد يقال المطلقة للوجودية اللادائمة والوجودية اللاضرورية أيضا. ولعلّ منشأ الاختلاف أنّه قد ذكر في التعليم الأوّل أنّ القضايا إمّا مطلقة أو ضرورية أو ممكنة، ففهم قوم من الإطلاق عدم التوجيه فبيّن القسمة بأنّها إمّا موجّهة أو غير موجّهة، والموجّهة إمّا ضرورية أو لا ضرورية، والآخرون فهموا من الإطلاق الفعل. فمنهم من فرّق بين الضرورة والدّوام، فقال: الحكم فيها إمّا بالقوة وهي الممكنة أو بالفعل، ولا يخلو إمّا أن يكون بالضرورة فهي الضرورية أو لا بالضرورة وهي المطلقة فسمّي الوجودية اللاضرورية بها. ومنهم من لم يفرّق بينها فقال: الحكم فيها إن كان بالفعل فإن كان دائما فهي الضرورية وإلّا فالمطلقة، فصارت المطلقة هي الوجودية اللادائمة وتسمّى مطلقة اسكندرية، لأنّ أكثر أمثلة المعلم الأول للمطلقة لما كانت في مادة اللادوام تحرّزا عن فهم الدّوام فهم اسكندر الأفردوسي منها اللادوام. وربّما يقال المطلقة للعرفية العامة وهي التي حكم فيها بدوام النسبة ما دام الوصف. هكذا خلاصة ما في شرح المطالع وحاشية المولوي عبد الحكيم لشرح الشمسية.
فائدة:
المراد بالفعل هاهنا ما هو قسيم القوة وهو كون الشيء من شأنه أن يكون وهو كائن، كذا ذكر المولوي عبد الحكيم، ويقرب منه ما وقع في بعض حواشي شرح الشمسية قولهم بالفعل وبالإطلاق العام ومطلقا ألفاظ مترادفة بمعنى وقت من الأوقات. فإذا قلنا كلّ ج ب بالفعل أو بالإطلاق العام أو مطلقا يكون معناه أنّ ثبوت المحمول للموضوع في الجملة، أي في وقت من الأوقات وانتهى. وتطلق المطلقة أيضا عندهم على قسم من الشرطية كما مرّ. وعند أهل البيان على قسم من الاستعارة وهي استعارة لم تقترن بصفة ولا تفريع كما يجيء.

فَوَقَ

(فَوَقَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ قَسمَ الْغَنَائِمَ يَوْمَ بَدْرٍ عَنْ فُوَاق» أَيْ قَسمَها فِي قَدْر فُوَاق نَاقَةٍ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الحَلْبَتْين مِنْ الرَّاحة، وتُضَمُّ فَاؤُهُ وتُفْتَح.
وَقِيلَ: أَرَادَ التَّفْضِيل فِي القِسْمة، كَأَنَّهُ جَعل بَعْضَهم أَفْوَقَ مِنْ بَعْضٍ، عَلَى قَدْرِ غَنَائِمِهِمْ وَبَلَائِهِمْ.
وَ «عَنْ» هَاهُنَا بمَنْزِلتِها فِي قَوْلِكَ: أعْطَيْته عَنْ رَغْبة وطِيب نَفْس، لِأَنَّ الْفَاعِلَ وقْتَ إنْشاء الْفِعْلِ إِذَا كَانَ مُتَّصِفاً بِذَلِكَ كَانَ الْفِعْلُ صادِراً عَنْهُ لَا محالَة، ومُجاوِزاً لَهُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «عِيادة الْمَرِيضِ قَدْر فُوَاق النَّاقَةِ» .
(هـ) وَحَدِيثُ عَلِيٍّ «قَالَ لَهُ الأْــشَتر يَوْمَ صِفِّين: أنْظِرْني فُوَاقَ ناقةٍ» أَيْ أخِّرْني قَدْر مَا بَيْن الحَلْبَتَين. (هـ) وَحَدِيثُ أَبِي مُوسَى وَمُعَاذٍ «أَمَّا أَنَا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقاً» يَعْنِي قِراءة القُرآن: أَيْ لَا أقْرَأ وِرْدِي مِنْهُ دفْعة وَاحِدَةً، وَلَكِنْ أقْرَؤه شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ فِي لَيْلي وَنَهَارِي، مَأْخُوذٌ مِنْ فُوَاق النَّاقَةِ، لِأَنَّهَا تُحْلَبُ ثُمَّ تُراحُ حَتَّى تَدِرَّ ثُمَّ تُحْلَب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «إِنَّ بَنِي أمَيَّة ليُفَوِّقُونَنِي تُراثَ محمدٍ تَفْوِيقاً» أي يُعْطُوني مِنَ الْمَالِ قَلِيلًا قَلِيلًا.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ «مَنْ سُئِل فَوْقَها فَلَا يُعْطَهْ» أَيْ لَا يُعْطَى الزِّيَادَةَ الْمَطْلُوبَةَ.
وَقِيلَ: لَا يُعْطيه شَيْئًا مِنَ الزَّكَاةِ أَصْلًا، لِأَنَّهُ إِذَا طَلَب مَا فَوْقَ الْوَاجِبِ كَانَ خَائِنًا، وَإِذَا ظهرَت خيانَتُه سَقَطَت طاعتُه.
وَفِيهِ «حُبِّب إليَّ الجمالُ حَتَّى مَا أحِبُّ أَنْ يَفُوقَنِي أحَدٌ بِشِراكِ نَعْل» فُقْتُ فُلَانا أَفُوقُه:
أَيْ صِرْتُ خَيْرًا مِنْهُ وأعْلى وأشْرَف، كَأَنَّكَ صِرْتَ فَوْقَه فِي المَرْتَبة.
وَمِنْهُ «الشَّيْءُ الفَائِق» وَهُوَ الجَيِّد الخالِصُ فِي نَوْعِه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ حُنَين:
فَمَا كَانَ حِصْنٌ وَلَا حابِسٌ ... يَفُوقَان مِرْداسَ فِي مَجْمَعِ
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ يَصِف أَبَا بَكْرٍ «كنتَ أخْفَضَهم صَوتاً، وَأَعْلَاهُمْ فُوقاً» أَيْ أَكْثَرَهُمْ نصِيباً وحَظّاً مِنَ الدِين، وَهُوَ مُسْتَعار مِنْ فُوقِ السَّهْم، وَهُوَ مَوضع الوَتَر مِنْهُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «اجْتَمْعنا فأمَّرْنا عُثْمَانَ، وَلَمْ نَأْلُ عَنْ خَيْرنا ذَا فُوقٍ» أَيْ وَليْنا أعْلانا سَهْماً ذَا فُوقٍ، أَرَادَ خَيْرنا وأكْمَلنا، تَامًّا فِي الْإِسْلَامِ وَالسَّابِقَةِ والفَضْل.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «ومَن رَمى بِكُمْ فَقَدْ رَمى بِأَفْوَقَ ناصلٍ» أَيْ رَمَى بسَهْم مُنْكَسِر الفُوق لَا نَصْلَ فِيهِ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْر «الفُوق» فِي الْحَدِيثِ.
وَفِيهِ «وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ فَاقَةٍ» الفَاقَة: الحاجَة والفَقْر. وَفِي حَدِيثِ سَهل بْنِ سَعْدٍ «فاسْتَفَاقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أيْنَ الصّبيُّ؟» الاسْتِفَاقَة: اسْتِفعال، مِنْ أَفَاقَ إِذَا رَجع إِلَى مَا كَانَ قَدْ شُغل عَنْهُ وَعَادَ إِلَى نَفْسِهِ.
وَمِنْهُ «إِفَاقَة الْمَرِيضِ وَالْمَجْنُونِ والمُغْشَى عَلَيْهِ وَالنَّائِمِ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ «فَلَا أدْرِي أَفَاقَ قَبْلي أمْ قَامَ مِنْ غَشْيَتِه؟» وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.

كَذَا

كَذَا: اسمٌ مُبْهَمٌ، وقد يَجْرِي مَجْرَى كَمْ، فَيَنْتَصِبُ ما بعدَهُ على التَّمْييزِ.
كَذَا: كِنايةٌ عن الشيءِ، الكافُ حَرْفُ التَّشْبِيه، وذا للإشارَةِ.
والكاذِي: دُهْنٌ، ونَبْتٌ طَيِّبُ الرائِحَةِ، والأحْمَرُ.
(كَذَا) تكون كَلِمَتَيْنِ باقيتين على أَصلهمَا وهما كَاف التَّشْبِيه وَذَا اسْم الْإِشَارَة مثل علمت عليا فَاضلا وَعلمت أَخَاهُ كَذَا أَي مثله وَقد تدخل عَلَيْهَا هَا التَّنْبِيه مثل {أهكذا عرشك} وَتَكون كلمة وَاحِدَة مركبة يكنى بهَا عَن الشَّيْء الْمَجْهُول وَمَا لَا يُرَاد التَّصْرِيح بِهِ مثل فعلت كَذَا وَقلت كَذَا وَتَكون كِنَايَة عَن مِقْدَار الشَّيْء وعدده مثل اشْتريت كَذَا كتابا وَكَذَا وَكَذَا قَلما وكتبت كَذَا وَكَذَا صحيفَة وَيكون تمييزها مُفردا مَنْصُوبًا وَلَا تدخل عَلَيْهَا ال
(كَذَا)
- فِيهِ «نَجِيء أَنَا وَأُمَّتِي يومَ الْقِيَامَةِ علَى كَذا وَكَذَا» هَكَذَا جَاءَ فِي صَحِيحِ مَسْلم، كأنَّ الراوِي شَكَّ فِي اللَّفْظِ، فكَنى عَنْهُ بكَذا وكَذا.
وَهِيَ مِنْ أَلْفَاظِ الْكِنَايَاتِ مِثْلُ كَيْتَ وذَيْت. وَمَعْنَاهُ: مِثْل ذَا. ويُكْنَى بِهَا عَنِ المَجْهُول، وعَمَّا لَا يُراد التَّصْرِيحُ بِهِ.
قَالَ أَبُو مُوسَى: الْمَحْفُوظُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ «نَجِيء أَنَا وَأُمَّتِي عَلَى كَوْم» أَوْ لَفْظ يُؤَدِّي هَذَا المْعنى.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «كَذَاكَ لَا تَذْعَرُوا عَلَيْنَا إبِلَنا» أَيْ حَسْبُكم، وتَقْدِيره: دَعْ فِعْلَك وأمْرَك كَذَاكَ، وَالْكَافُ الأولَى والآخرِة زَائِدَتَانِ للتَّشْبيه وَالْخِطَابِ، والاسْم ذَا، واسْتَعْملوا الكَلِمَة كلَّها اسْتِعمال الاسْم الواحِد فِي غير هذا المعنى. يقال: رجل
أَيْ خَسِيس. واشْتَر لِي غُلاماً وَلَا تَــشْتَرِــه كَذَاكَ: أَيْ دّنِيئاً. وَقِيلَ: حَقِيقَةٌ كَذَاكَ: أَيْ مِثْل ذَاكَ. وَمَعْنَاهُ الْزَمْ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ وَلَا تَتَجاوَزه. وَالْكَافُ الْأُولَى مَنْصوبة الموْضع بالفِعل المُضْمَر.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ يَوْمَ بَدْرٍ «يَا نبيَّ اللهِ كَذَاكَ» أَيْ حَسْبُك الدُّعاء، «فإنَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ لَكَ مَا وعَدَك» .

فَشَغَ

(فَشَغَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ النَّجاشي «أَنَّهُ قَالَ لقُريش: هَلْ تَفَشَّغَ فِيكُمُ الوَلَد؟» أَيْ هَلْ يَكُونُ للرجُل مِنْكُمْ عَشَرَةٌ مِنَ الوَلَد ذكورٌ ؟ قَالُوا: «نَعَم وأكثرُ» .
وأصْله مِنَ الظُّهور والعُلُوِّ والاْنِتشار.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الأشْتَر «أَنَّهُ قَالَ لِعلِيّ: إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ قَدْ تَفَشَّغَ» أَيْ فَشَا وانْتَشَر.
(س) وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «مَا هَذِهِ الفُتْيا الَّتِي تَفَشَّغَتْ فِي النَّاسِ» ويُروَى «تَشَغَّفَت، وتَشَعَّفَت، وتَشَعَّبَت» وَقَدْ تَقَدَّمَتْ. (هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّ وَفْد البصْرة أتَوْه وَقَدْ تَفَشَّغُوا» أَيْ لَبِسوا أخْشَنَ ثيابهِم ولم يَتَهيَّأوا لِلِقائه.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «وَأَنَا لَا آمَنُ أَنْ يَكُونَ مُصَحَّفا مِنْ «تَقَشَّفُوا» . والتَّقَشُّف: أَنْ لَا يَتَعَهَّد الرجُل نفسَه» .
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّهُ كَانَ آدَمَ ذَا ضَفِيرَتَيْنِ أَفْشَغَ الثَّنِيَّتَيْنِ» أَيْ نَاتِئَ الثَّنِيّتَين خارجَتَين عَنْ نَضَد الْأَسْنَانِ.

عَوِجَ

عَوِجَ، كفَرِحَ، والاسمُ: كعِنَبٍ، أو يُقالُ في منْتَصِبٍ كالحائِطِ والعَصا: فيه عَوَجٌ، محرَّكةً، وفي نحوِ الأرضِ والدِّين، كعِنَبٍ. وقد اعْوَجَّ اعْوِجاجاً، وعَوَّجْتُه فَتَعَوَّجَ.
والأَعْوَجُ: السَّيِّئُ الخُلُقِ، وبلا لامٍ: فرَسٌ لبَنِي هلالٍ، تُنْسَبُ إليه الأَعْوَجِيَّاتُ، كان لِكِنْدَةَ، فأَخَذَتْهُ سُلَيْمٌ، ثم صار إلى بني هلالٍ، أو صارَ إليهم من بني آكِلِ المُرارِ، وفَرَسٌ لِغَنِيِّ بنِ أَعْصُرَ.
والعَوْجاءُ: الضَّامِرَةُ من الإِبِلِ، وهَضْبَةٌ تُناوِحُ جَبَلَيْ طَيِّئٍ، وفَرَسُ عامِرِ بنِ جُوَيْنٍ الطائِيّ، واسمٌ لِمواضِعَ، والقَوْسُ.
وعاجَ عَوْجاً ومَعاجاً: أقامَ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، ووقَفَ، ورجَعَ، وعَطَفَ رَأْسَ البَعيرِ بالزِّمامِ.
وعاجِ، مَبْنِيَّةً بالكسر: زَجْرٌ للناقةِ.
والعاجُ: الذَّبْلُ، والناقةُ اللَّيِّنَةُ الأَعْطافِ، وعَظْمُ الفيلِ، ومن خَواصِّه أنّه إن بُخِّرَ به الزَّرْعُ أو الشجرُ لم يَقْرَبْهُ دودٌ، وشارِبَتُهُ كُلَّ يومٍ دِرْهَمَين بماءٍ وعَسَلٍ إن جُومِعَتْ بعدَ سَبْعةِ أيَّام حَبِلَتْ، وصاحِبُهُ، وبائِعُهُ: عَوَّاجٌ.
وذُو عاجٍ: وادٍ.
وعَوَّجَهُ تَعْويجاً: رَكَّبَهُ فيه. وعُوجُ بنُ عُوقٍ، بضمِّهما: رجُلٌ وُلِدَ في مَنْزِلِ آدَمَ، فعاشَ إلى زَمَنِ موسى، وذُكِرَ من عِظَمِ خَلْقِهِ شَنَاعَةٌ.
والعَويجُ: فَرَسُ عُرْوَةَ بنِ الوَرْدِ.
والعَوَجانُ، محرَّكةً: نهْرٌ.
وجَبَلا عُوجٍ، بالضم: جَبَلانِ باليَمَنِ.
ودَارَةُ عُوَيْجٍ، كزُبَيْرٍ: م.
(عَوِجَ)
قد تكرر ذكر «العَوَج العِوَج» فِي الْحَدِيثِ اسْماً، وَفِعْلًا، وَمَصْدَرًا، وَفَاعِلًا، وَمَفْعُولًا، وَهُوَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ مُختَصٌّ بِكُلِّ شَيْءٍ مَرْئيّ كالأجْسام، وَبِالْكَسْرِ فِيمَا لَيْسَ بِمَرْئيّ، كَالرَّأْيِ والقَوْل. وَقِيلَ: الْكَسْرُ يُقَالُ فِيهِمَا مَعاً، وَالْأَوَّلُ أَكْثَرُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «حَتَّى يُقيمَ بِهِ المِلَّةَ العَوْجَاء» يَعْنِي مِلَّة إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم التي غَيَّرَتْها العَرَبُ عَنِ اسْتِقامَتِها.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «ركِب أَعْوَجِيّاً» أَيْ فرَساً مَنْسُوبًا إِلَى أَعْوَج، وَهُوَ فَحْلٌ كَرِيمٌ تُنْسَب الْخَيْلُ الكِرام إِلَيْهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «هَلْ أنْتُم عَائِجُون؟» أَيْ مُقيمون. يُقَالُ:
عَاجَ بِالْمَكَانِ وعَوَّجَ: أَيْ أَقَامَ. وَقِيلَ: عَاجَ بِهِ: أَيْ عَطَف إِلَيْهِ، وَمَالَ، وألمَّ بِهِ، ومرَّ عَلَيْهِ.
وعَاجَهُ يَعُوجُه إِذَا عطَفَه، يَتَعدَّى وَلَا يَتَعدَّى. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ذَرّ «ثُمَّ عَاجَ رأسَه إِلَى الْمَرْأَةِ فأمَرها بِطَعَام» أَيْ أمَالَه إِلَيْهَا والتَفَتَ نَحوَها.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ لَهُ مُشْطٌ مِنَ العَاج» العَاج: الذَّبْل. وَقِيلَ: شَيْءٌ يُتَّخذ مِنْ ظَهْر السُّلَحْفاة البَحْرِيَّة. فَأَمَّا العَاج الَّذِي هُوَ عَظْم الفِيل فنَجِس عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، وطاهِرٌ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ قَالَ لِثَوْبانَ: اشْتَرِ لِفاطمَة سِوَارَيْن مِنْ عَاجٍ» .

عَصَبَ

(عَصَبَ)
فِيهِ «أَنَّهُ ذَكر الفِتَن وَقَالَ: فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ أتَتْه أَبْدَالُ الشَّام وعَصَائِب الْعِرَاقِ فَيَتْبَعُونَهُ» العَصَائِب: جمعُ عِصَابَة، وَهُمُ الجماعَةُ مِنَ النَّاسِ مِنَ العَشَرَة إِلَى الأرْبَعين، وَلَا واحدَ لَهَا مِنْ لفظِها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «الأبدالُّ بالشَّام، والنُّجَباء بمصْر، والعَصَائِب بالعِرَاق» أَرَادَ أَنَّ التجمُّع للحُرُوب يَكُونُ بِالْعِرَاقِ. وقيل: أراد جماعةً من الزُّهَّاد سمَّاهم بالعَصَائِب، لِأَنَّهُ قَرَنَهم بالأبْدَال وَالنُّجَبَاءِ. (هـ) وَفِيهِ «ثُمَّ يَكُونُ فِي آخِر الزَّمان أميرُ العُصَب» هِيَ جمعُ عُصْبَة كالعِصَابَة، وَلَا واحدَ لَهَا مِنْ لفْظِها. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكُرُهما فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ شَكى إِلَى سَعْد بْنِ عُبَادة عبدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيِّ فَقَالَ: اعْفُ عَنْهُ فَقَدْ كَانَ اصطَلَح أهْلُ هَذِهِ البُحَيْرة عَلَى أَنْ يُعَصِّبُوه بالعِصَابَة، فَلَمَّا جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ شَرِقَ بِذَلِكَ» » يُعَصِّبُوه: أَيْ يُسَوّدُوه ويُملِّكُوه. وَكَانُوا يُسمُّون السيدَ المُطاعَ: مُعَصَّباً، لِأَنَّهُ يُعَصَّب بِالتَّاجِ أَوْ تُعَصَّب بِهِ أمورُ النَّاسِ: أَيْ تُرَدّ إِلَيْهِ وتُدَارُ بِهِ. [وَكَانَ يُقَالُ لَهُ أَيْضًا: المُعَمَّمُ ] والعَمَائم تَيِجَانُ العَرَب، وَتُسَمَّى العَصَائِب، وَاحِدَتُهَا: عِصَابَة.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ رَخَّص فِي المَسْح عَلَى العَصَائِب والتَّسَاخِين» وَهِيَ كلُّ مَا عَصَبْت بِهِ رأسَك مِنْ عِمَامةٍ أَوْ مِنْدِيل أَوْ خِرْقة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ «فَإِذَا أَنَا مَعْصُوب الصَّدْر» كَانَ مِنْ عَادَتِهم إِذَا جاعَ أحدُهم أَنْ يَشُد جَوْفَهُ بعِصَابَة، وربَّما جَعَل تحتَها حَجَرًا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «فِرُّوا إِلَى اللَّهِ وقُوموا بِمَا عَصَبَه بِكُمْ» أَيْ بِمَا افترَضَه عَلَيْكُمْ وقَرَنه بِكُمْ مِنْ أوَامِره ونوَاهِيه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ بَدْرٍ «قَالَ عُتبة بْنُ رَبِيعَةَ: ارْجعوا وَلَا تُقاتِلوا واعْصِبُوها برَأسي» يريدُ السُّبَّة الَّتِي تلْحَقُهم بتَركِ الحَرْب والجُنوح إِلَى السِّلم، فأضمَرَها اعْتماداً عَلَى مَعْرِفَة المُخاطَبين:
أَيِ اقُرنوا هَذِهِ الحالَ بِي وانْسُبُوها إليَّ وَإِنْ كَانَتْ ذَمِيمَةً.
(س) وَفِي حَدِيثِ بَدْر أَيْضًا «لمَّا فَرَغ مِنْهَا أَتَاهُ جبريلُ وَقَدْ عَصَبَ رأسَه الغُبَارُ» أَيْ رَكِبَه وعَلِق بِهِ، مِنْ عَصَبَ الرِّيقُ فَاهُ إِذَا لَصَق بِهِ. ويُروى «عَصَم» بِالْمِيمِ، وَسَيَجِيءُ.
(هـ) وَفِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ «لأَعْصِبَنَّكم عَصْبَ السَّلَمة» هِيَ شَجَرة ورقُها القَرَظ، ويَعْسُر خَرْط وَرَقها فتُعْصَبُ أغْصانُها، بِأَنْ تُجمع ويُشَدَّ بعضُها إِلَى بَعْضِ بحبْل، ثُمَّ تُخْبط بِعَصاً فيتَنَاثَر ورَقُها. وَقِيلَ: إِنَّمَا يُفْعل بِهَا ذَلِكَ إِذَا أراد واقطعها حتى يمكنهم الوصول إلى أصلها. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرٍو وَمُعَاوِيَةَ «إِنَّ العَصُوب يَرْفُقُ بِهَا حالِبُها فَتَحْلُب العُلْبَة» العَصُوب مِنَ النُّوق: الَّتِي لَا تَدِرُّ حَتَّى يُعْصَب فخِذَاها: أَيْ يُشَّدَان بالعِصَابَة.
وَفِيهِ «المُعْتَدّة لَا تَلْبَسُ المُصَبَّغة إلاَّ ثَوبَ عَصْب» العَصْب: بُرودٌ يَمنيَّة يُعْصَب غَزْلها:
أَيْ يُجْمَع ويُشدّ ثُمَّ يُصْبَغُ ويُنْسجُ فَيَأْتِي مَوِشِياً لِبقَاءِ مَا عُصِبَ مِنْهُ أبيضَ لَمْ يأخُذْه صِبغ. يُقَالُ:
بردٌ عَصْبٍ، وبُرُود عَصْبٍ بالتَّنوين والإضافةِ. وَقِيلَ: هِيَ بُرودٌ مخطَّطةٌ. والعَصْب: الفَتلُ، والعَصَّاب: الغَزَّال، فيكونُ النهيُ للمعتدَّة عَمَّا صُبِغ بعدَ النَّسْج.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَنْهَى عَنْ عَصْبِ الْيَمَنِ، وَقَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّهُ يُصبغُ بالبَول. ثُمَّ قَالَ: نُهينا عَنِ التَّعَمُّق.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لثَوْبَان: اشتَرِ لفَاطِمَة قِلادَةً مِنْ عَصْب، وسِوارَين مِنْ عَاجٍ» قَالَ الخطَّابيُّ فِي «المَعَالم» : إِنْ لَمْ تَكُنِ الثيابَ اليمانِيَّةَ فَلَا أدْرِي مَا هِي، وَمَا أَرَى أنَّ القِلاَدَة تَكُونُ مِنْهَا.
وَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَحتمل عِندِي أَنَّ الرِّوَايَةَ إِنَّمَا هِيَ «العَصَب» بِفَتْحِ الصَّادِ، وَهِيَ أطْناب مَفاصل الْحَيَوَانَاتِ، وَهُوَ شيءٌ مُدَوَّر، فَيُحْتَمَلُ أَنَّهُمْ كَانُوا يأخذُون عَصَب بَعْضِ الْحَيَوَانَاتِ الطَّاهرَة فَيَقْطَعُونَهُ وَيَجْعَلُونَهُ شِبه الْخَرَزِ، فَإِذَا يَبِس يَتَّخذون مِنْهُ القَلائد، وَإِذَا جَازَ وَأَمْكَنَ أَنْ يُتَّخذ مِنْ عِظام السُّلحفاة وَغَيْرِهَا الأسْورةُ جَازَ، وَأَمْكَنَ أَنْ يُتَّخذ مِنْ عَصَب أشْباهها خَرَزٌ تُنْظم مِنْهُ القلائِد.
قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ لِي بعضُ أهْلِ اليَمن: أَنَّ العَصَب سِنُّ دابَّة بَحْرِيَّة تسَمَّى فرَس فِرعَون، يُتَّخذ مِنْهَا الخَرَز وغَيرُ الخَرَز مِنْ نِصابِ سِكِّين وَغَيْرِهِ، وَيَكُونُ أبيضَ.
وَفِيهِ «العَصَبِيّ مَنْ يُعينُ قومَه عَلَى الظُّلم» العَصَبِيّ: هُوَ الَّذِي يغْضَب لعَصَبَتِه ويُحَامي عَنْهُمْ. والعَصَبَة: الأقَارِب مِنْ جِهَةِ الأَبِ، لأنَّهم يُعَصِّبُونَه ويَعْتَصِبُ بِهِمْ: أَيْ يُحِيطُون بِهِ ويَشتدّ بِهِمْ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَيْسَ منَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّة، أَوْ قاتَل عَصَبِيَّة» العَصَبِيَّة والتَّعَصُّب:
المُحامَاةُ والمُدَافَعَة. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ العَصَبة والعَصَبِيَّة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الزُّبير لمَّا أقْبَل نَحْوَ البَصْرة وسُئل عَنْ وجْهه فَقَالَ:
عَلِقْتُهم إِنِّي خُلقْتُ عُصْبَة ... قَتَادَةً تعَلَّقَتْ بنُشْبَهْ
العُصْبَة: اللِّبْلابُ، وَهُوَ نَباتٌ يَتَلَوَّى عَلَى الشجَر. والنُّشْبةُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي إِذَا عَلِقَ بشَيء لَمْ يكَدْ يُفارقُه. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الشَّدِيدِ المِرَاس: قَتادَةٌ لُوِيَتْ بعُصْبَة. وَالْمَعْنَى خُلِقَتْ عُلْقةً لخُصُومي. فوضَع العُصْبَة مَوضع العُلْقة، ثُمَّ شَبَّهَ نفسَه فِي فَرْط تَعلُّقه وتشبُّثِهِ بِهِمْ بالقَتادة إِذَا اسْتظهرت فِي تعَلُّقِها واسْتمسكَت بنُشْبَة: أَيْ بِشَيْءٍ شَدِيدِ النُّشُوب. وَالْبَاءُ الَّتِي فِي «بنُشْبة» للاسْتعَانة، كَالَّتِي فِي:
كَتَبْت بالقَلم.
وَفِي حَدِيثِ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ «فَنَزَلُوا العُصْبَة» وَهُوَ موضعٌ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ قُبَاء، وضَبَطه بعضُهم بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالصَّادِ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ فِي مَسير، [فرفَعَ صَوْتَهُ] فَلَمَّا سَمِعُوا صوتَه اعْصَوْصَبُوا» أَيِ اجتمَعُوا وصارُوا عِصَابَة وَاحِدَةً وجَدّوا فِي السَّير، واعْصَوْصَبَ السَّير: اشْتدّ، كأنَّه مِنَ الأمْرِ العَصِيب وَهُوَ الشَّدِيدُ.

طَرْطَبَ

(طَرْطَبَ)
(س [هـ] ) فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ وَقَدْ خَرَج مِنْ عِنْدِ الحجَّاج فَقَالَ: «دَخَلْتُ عَلَى أُحَيْوِلَ يُطَرْطِبُ شُعَيرات لَهُ» يُريد يَنْفُخُ بشَفَتَيه فِي شَاربه غَيظاً أَوْ كبْراً والطَّرْطَبَة:
الصَّفِير بالشَّفَتين للضَّأن.
أَخْرَجَهُ الْهَرَوِيُّ عَنِ الْحَسَنِ، وَالزَّمَخْشَرِيُّ عَنِ النَّخَعي .
(س) وَفِي حَدِيثِ الأَــشْتر «فِي صِفَة امْرأة أَرَادَهَا ضَمْعَجًا طُرْطُبّاً» الطُّرْطُبّ:
العَظيمةُ الثَدْيَيْنِ.

ضَمَنَ

(ضَمَنَ)
(هـ) فِي كِتَابِهِ لأُكَيدِر «وَلَكُمْ الضَّامِنَة من النَّخل» هو ما كان دَاخلاً فِي الْعِمَارَةِ وتَضَمَّنَتْهُ أمصارُهُم وقُرَاهم. وَقِيلَ سُمِّيت ضَامِنَة، لِأَنَّ أربَابَها ضَمِنُوا عِمَارتَها وحِفْظَها، فَهِيَ ذاتُ ضَمَانٍ، كعِيشة راضِية، أَيْ ذاتِ رِضاً، أَوْ مَرْضِيَّة.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ مَاتَ فِي سَبيل اللَّهِ فَهُوَ ضَامِن عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِله الْجَنَّةَ» أَيْ ذُو ضَمَان، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ هَكَذَا أخرجَه الْهَرَوِيُّ والزَّمخشري مِنْ كَلَامِ عَلِيٍّ. وَالْحَدِيثُ مرفوعُ فِي الصِّحاحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِمَعْنَاهُ.
فَمِنْ طُرُقه «تَضَمَّنَ اللهُ لمَن خَرَج فِي سَبيله لَا يُخْرجُه إلاَّ جِهاداً فِي سَبِيلي وَإِيمَانًا بِي وتَصدِيقاً برُسُلِي فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِن أَنْ أُدْخِلَه الجنَّة، أَوْ أَرْجِعَه إِلَى مَسْكَنه الَّذِي خرَج مِنْهُ نَائِلًا مَا نَاَل مِنْ أجْرٍ أَوْ غَنِيمة» .
[هـ] وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهى عَنْ بَيْعِ المَضَامِين والمَلاَقِيح» المَضَامِين: مَا فِي أَصْلَابِ الْفُحُولِ، وَهِيَ جمعُ مَضْمُون. يُقَالُ ضَمِنَ الشيءَ، بمعْنى تَضَمَّنَهُ.
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ «مَضْمُون الْكِتَابِ كَذَا وَكَذَا» والمَلاقِيح: جَمْعُ مَلقُوح، وَهُوَ مَا فِي بَطْن النَّاقَةِ.
وفسَّرهما ماَلِك فِي المُوطَّأ بالعكْسِ، وَحَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ عَنْ ماَلِك عَنِ ابْنِ شِهَاب عَنِ ابْن المسيَّب.
وَحَكَاهُ أَيْضًا عَنْ ثَعْلب عَنِ ابْنِ الأعْرابي. قَالَ: إِذَا كَانَ فِي بَطْن النَّاقة حَمْل فَهُوَ ضَامِن ومِضْمَان، وهُنّ ضَوَامِنُ ومَضَامِينُ. والذَّي فِي بطْنها مَلْقُوح ومَلْقُوحة.
(هـ) وَفِيهِ «الْإِمَامُ ضَامِن وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ» أَرَادَ بالضَّمَان هَاهُنَا الحِفظَ والرِّعاية، لَا ضَمَان الغَرَامة، لِأَنَّهُ يَحْفَظُ عَلَى الْقَوْمِ صَلَاتَهُمْ. وقيل: إنّ صلاة المتقدين بِهِ فِي عُهْدته، وصِحَّتها مقرونةٌ بصِحَّة صَلَاتِهِ، فَهُوَ كالمُتكفِّل لَهُمْ صحَّة صَلَاتِهِمْ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمة «لَا تَــشْتَر لبنَ البَقَر والغَنَم مُضَمَّناً، وَلَكِنِ اشتَره كيْلاً مُسَمَّى» أَيْ لَا تَــشْتَره وَهُوَ فِي الضرْع، لِأَنَّهُ فِي ضِمْنِهِ. (هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «مَنِ اكْتَتب ضَمِناً بَعَثه اللَّهُ ضَمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ» الضَّمِن: الَّذِي بِهِ ضَمَانَة فِي جَسَده، مِنْ زَمانة، أَوْ كَسر، أَوْ بَلاَء. والاسْم الضَّمَن، بِفَتْحِ الْمِيمِ. والضَّمَان والضَّمَانَة:
الزَّمانة. المعْنى: مَنْ كتَب نَفْسَه فِي دِيوَانِ الزَّمْنَي ليُعذَر عَنِ الجِهاد وَلا زَمانَة بِهِ، بَعَثه اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ زَمِناً. ومَعْنى اكتَتَب: أَيْ سَأل أَنْ يُكْتَب فِي جُمْلَةِ الْمَعْذُورِينَ. وَبَعْضُهُمْ أَخْرَجَهُ عَنْ عَبْدِ الله ابن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَير «مَعْبُوطة غَيْرُ ضَمِنَة» أَيْ أَنَّهَا ذُبحَت لغَير عِلَّة.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ كَانَ لعامِر بْنِ رَبِيعة ابنٌ أصابَته رَمْيَةٌ يومَ الطَّائِف فضَمِنَ مِنْهَا» أَيْ زَمِن.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُمْ كَانُوا يَدْفَعون المَفاتيحَ إِلَى ضَمْنَاهم، وَيَقُولُونَ إِنِ احْتجْتُم فكُلوا» الضَّمْنَى: الزَّمْنَي، جَمْعُ ضَمِنٍ.

ضَمْعَجَ

(ضَمْعَجَ)
(س) فِي حَدِيثِ الأََــشْتَر يصفُ امْرَأَةً أرَادَها «ضَمْعَجاً طُرْطُبّاً» الضَّمْعَج:
الغَلِيظَة. وَقِيلَ القَصِيرة. وَقِيلَ التَّامَّة الخَلْق. 

شَرَرَ

(شَرَرَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «الخيرُ بِيَدَيْكَ، والشَّرُّ لَيْسَ إلَيْك» أَيْ أنَّ الشَّرَّ لَا يُتَقرَّب بِهِ إِلَيْكَ، وَلَا يُبْتغَى بِهِ وجهُك، أَوْ أَنَّ الشَّرَّ لاَ يَصْعَدُ إِلَيْكَ، وَإِنَّمَا يَصْعد إِلَيْكَ الطَّيِّب مِنَ القَول والعَمَل. وَهَذَا الْكَلَامُ إرشادٌ إِلَى اسْتِعْمَالِ الأدَب فِي الثَّناءِ عَلَى اللهِ، وَأَنْ تُضافَ إِلَيْهِ محاسنُ الْأَشْيَاءِ دُون مَساوِيها، وَلَيْسَ المقصودُ نَفْىَ شَيْءٍ عَنْ قُدْرته وَإِثْبَاتِهِ لَهَا، فَإِنَّ هَذَا فِي الدُّعَاءِ مَنْدُوبٌ إِلَيْهِ. يُقَالُ يَا رَبَّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَلَا يُقَالُ يَا رَبَّ الْكِلَابِ والخَناَزير، وَإِنْ كَانَ هُوَ ربَّها. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى «وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها» .
وَفِيهِ «ولَدُ الزِّنا شَرُّ الثَّلَاثَةِ» قِيلَ هَذَا جَاءَ فِي رجُل بعَيِنه كَانَ مَوسُوما بالشَّرِّ. وَقِيلَ هُوَ عامٌّ. وَإِنَّمَا صَارَ ولدُ الزِّنَا شَرّاً مِنْ وَالدَيه لِأَنَّهُ شرُّهم أصْلا ونَسَباً وَوِلَادَةً، وَلِأَنَّهُ خُلق مِنْ مَاءِ الزَّاني والزَّانية، فَهُوَ مَاءٌ خبيثٌ. وَقِيلَ لِأَنَّ الحدَّ يُقَامُ عَلَيْهِمَا فَيَكُونُ تَمْحِيصًا لَهُمَا، وَهَذَا لَا يُدْرَى مَا يُفْعَل بِهِ فِي ذُنُوبِهِ.
(س) وَفِيهِ «لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ عامٌ إلاَّ وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ» سُئل الحسنُ عَنْهُ فَقِيلَ: مَا بالُ زَمَانِ عُمَرَ بْنِ عبدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ زَمَانِ الْحَجَّاجِ؟ فَقَالَ: لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ تَنْفِيس. يَعْنِي أنَّ اللهَ يُنَفِّسَ عَنْ عِبَادِهِ وقتامّا، وَيَكْشِفُ الْبَلَاءَ عَنْهُمْ حِينًا.
(هـ) فِيهِ «إِنَّ لهذا القرآن شِرَّةً، ثم إن الناس عَنْهُ فَتْرةً» الشِّرَّةُ: النشاطُ والرَّغبة.
(س) وَمِنْهُ الحديث الآخر «لكُلِّ عابدٍ شِرَّةٌ» . (س) وَفِيهِ «لَا تُشَارِّ أَخَاكَ» هُوَ تُفاَعِل مِنَ الشَّرِّ: أَيْ لَا تَفْعل بِهِ شَرًّا يُحْوجه إِلَى أَنْ يَفْعل بِكَ مِثُله. وَيُرْوَى بِالتَّخْفِيفِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي الْأَسْوَدِ «مَا فَعَل الَّذِي كَانَتِ امرأتُه تُشَارُّهُ وتُمارُّه» .
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ «لَهَا كِظَّةٌ تَــشْتَرُّ» يُقَالُ اشْتَرَّ البعيرُ واجترَّ، وَهِيَ الجِرَّةُ لِمَا يُخْرِجُه البعيرُ مِنْ جَوْفِهِ إِلَى فَمِهِ ويمضَغُه ثُمَّ يَبْتَلِعه. وَالْجِيمُ وَالشِّينُ مِنْ مَخْرَجٍ وَاحِدٍ.

زَقَفَ

(زَقَفَ)
(هـ) فيه «يأخذُ اللهُ السمواتِ وَالْأَرْضَ يَوْمَ القِياَمة بيدِه ثُمَّ يَتَزَقَّفُهَا تَزَقُّفَ الرُّمَّانة» . [هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «بَلَغَ عمرَ أَنَّ مُعاَوية قَالَ: لَوْ بَلَغَ هَذَا الأمرُ إِلَيْنَا بَنِى عَبْد مَناف- يَعْنِي الْخِلَافَةَ- تَزَقَّفْنَاهُ تَزَقُّفَ الأُكْرة» التَّزَقُّفُ. كالتَّلقُّف. يُقَالُ تَزَقَّفْتُ الكُرةَ وتلقَّفْتها، وَهُوَ أخذُها بِالْيَدِ عَلَى سَبيل الاخْتِطاف والاسْتلاب مِنَ الْهَوَاءِ. وَهَكَذَا جَاءَ الحديثُ «الأكْرة» وَالْأَفْصَحُ الكُرَة. وَبَنِي عَبْد مَنَافٍ: منصوبٌ عَلَى المدْح، أَوْ مجرورٌ عَلَى البَدَل مِنَ الضَّمير فِي إِلَيْنَا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ أَبَا سُفيان قَالَ لبَنى أُميَّة: تَزَقَّفُوهَا تَزَقُّفَ الكُرَة» يَعْنِي الْخِلَافَةَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ «لَمَّا اصطَفَّ الصفَّان يَوْمَ الجَمَل كَانَ الْأَــشْتَرُ زَقَفَنِي مِنْهُمْ فأْتَخذْنا، فوقَعْنا إِلَى الْأَرْضِ، فقلتُ اقتلُوني وَمَالِكًا » أَيِ اختَطَفني واستَلَبني مِنْ بَيْنِهِمْ.
والائْتِخاذُ: افتِعَالٌ مِنَ الأخْذِ بِمَعْنَى التَّفَاعل: أَيْ أخذَ كلُّ وَاحِدٍ منَّا صاحِبَه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.