Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: سمون

ضبي

الضاد والباء والياء ض ب ي

ضَبَتْهُ الشمسُ والنارُ ضَبْياً لَفَحَتْهُ ولَوَّحَتْه وبعض أهلِ اليمنِ يُــسَمُّونَ خُبْزَةَ المَلَّةِ مَضْبَاةً من هذا ولا أدْرِي كيف ذلك إلا أَنْ تُسَمَّى باسْمِ المَوْضِعِ وأَضْبَى الرَّجُلُ على ما في يَدَيْه أَمْسَكَ لغةٌ في أَضْبأَ عن اللِّحيانِيِّ وأضْبَى بهم السَّفَرُ أخْلَفَهُم ما رَجَوْا فيه من رِبْحٍ ومَنْفعةٍ عن الهَجَريِّ وأنشد

(لا يَشْكُرونَ إذا كُنَّا بِمَيْسَرَةٍ ... ولا يَكُفُّونَ إنْ أَضْبَى بِنَا السَّفَرُ)

خَيص

(خَ ي ص)

الأخْيص: الَّذِي إِحْدَى عَيْنيه صَغِيرَة وَالْأُخْرَى كَبِيرَة.

وَقيل: هُوَ الَّذِي إِحْدَى أُذُنَيْهِ نَصْباء وَالْأُخْرَى حَذْواء.

وَالْأُنْثَى: خَيْصَاء.

وَقد خِيصَ خَيصًا.

والخَيْصُ: القليلُ من النًّيل، وَكَذَلِكَ الخائص، وَهُوَ اسْم، وَقد يكون على النَّسَب، كَموت مائت، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا فعل لَهُ، فَلذَلِك وجّهناه على هَذَا، قَالَ الْأَصْمَعِي: سَأَلت المُفضّل عَن قَول الْأَعْشَى:

لَعمري لَمن أمْسى من القَوم شاخصَا لقد نَالَ خَيْصاُ من عُفَيرةَ خائِصَا

مَا معنى " خَيْصا "؟ فَقَالَ: العربُ تَقول: فلَان يَخُوص العطيّة فِي بَني فلَان، أَي: يُقلِّلها، قَالَ: فَقلت: فَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول: خَوْصًا، فَقَالَ: هِيَ مُعاقبة يَستعملها أهل الْحجاز، يُــسمُّون " الصُّوّاغ ": الصُّيّاغ، وَيَقُولُونَ: الصُّيّام، للصُّوّام، وَمثله كثير.
خَيص
{الخَيْصُ،} والخائِصُ: القَلِيلُ من النَّوَالِ، والخائِصُ: اسْمٌ قدْ يَكونُ عَلَى النَّسَبِ، كمَوْتٍ مائِتٍ، وذلِكَ لأَنّه لَا فِعْل لهُ، فلِذَلِكَ وَجَّهْنَاهُ عَلَى هَذَا، قالَهُ ابنُ سِيدَه، وقِيلَ: {خَيْصٌ} خائِصٌ عَلَى المُبَالَغَةِ، وَمِنْه قَوْلُ الأَعْشَى يَهْجُو عَلْقَمَةَ بنَ عُلاثَةَ:
(لعَمْرِي لَمَنْ أَمْسَى عَنِ القَوْمِ شاخِصَا ... لَقَدْ نالَ خَيْصاً مِنْ عُفَيْرَةَ {خائِصَا)
وقالَ الأَصْمَعِيُّ: سَأَلْتُ المُفَضَّلَ عَنْ قَوْلِ الأَعْشَى هَذَا: مَا مَعْنَى} خَيْصاً فَقَالَ: العَرَبُ تَقُولُ فَلانٌ يَخُوصُ العَطِيَّةَ فِي بَنِي فُلانٍ، أَيْ يُقَلِّلُهَا، فَقُلْتُ: فكانَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُولَ: خَوْصاً، فقَالَ: هِيَ مُعَاقَبَةٌ يَسْتَعْمِلُهَا أَهْلُ الحِجَازِ يُــسَمّون الصُّوّاغَ الصُّيّاغَ، ويَقُولُونَ الصُّيَّامَ للصُّوّامِ، ومِثْلُه كَثِير.
{وخَاصَ الشَّيْءُ} يَخِيصُ: قَلَّ ويُقَالُ: نِلْتُ مِنْهُ {خَيْصاً} خَائِصاً، أَيْ شَيْئاً يَسِيراً، ويُقَالُ أَيْضاً: خَوْصاً خائصاً. {والخَيْصَاءُ: العَطِيَّةُ التّافِهَةُ، هَكَذَا فِي الأُصولِ الصِّحاح، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ: العَظِيمَةُ النّاقِهَةُ. وَمثله نصُّ ابنِ الأَعْرَابِيِّ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:} الخيْصَاءُ مِن المِعْزَى: مَا أَحَدُ قرْنَيْهَا مُنْتَصِبٌ والآخَرُ مُلْتَصِقٌ بِرَأْسِهَا. ويُقَالُ: كَبْشٌ {أَخْيَصُ، إِذا كَانَ مُنْكَسِرَ أَحَدِ القَرْنَيْنِ، وقَدْ} خَيِصَ {خَيَصاً، وعَنْزٌ} خَيْصَاءُ كَذلِكَ. {والخَيَصُ، مُحَرَّكَةً: صِغَرُ إِحْدَى العَيْنَيْنِ وكِبَرُ الأُخْرَى، والنَّعْتُ أَخْيَصُ} وخَيْصَاءُ. وَقيل: {الأَخْيَصُ هُوَ الَّذِي إِحْدَى أُذُنَيْهِ نَصْبَاءُ والأُخْرَى خَذْوَاءُ.
ويُقَالُ:} خَيْصَي مِنْ عُشْبٍ، أَي نُبَذٌ مِنْهُ، عَن ابنِ عَبّادٍ، قالَ: وكَذلِكَ مِنْ رِجَالٍ. ويُقَال: {خَيْصَانُ من مالٍ، أَيْ قَلِيلٌ مِنْهُ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. واجْتَمَعَتْ} خَيْصاهُم: أَي مُتَفَرِّقُوهُم، وانْضَمَّ بَعْضُهُم إِلَى بَعْضٍ، عَنِ أَبِي عَمْروٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الخَيْصُ: البُعْدُ، كالخَوْصِ، وقالَ ابنُ فارِسٍ: وَعِلٌ أَخْيَصُ، إِذا انْتَصَبَ أَحَدُ قَرْنَيْهِ وأَقْبَلَ الآخَرُ على وَجْهِه.

قفخَ

(ق ف خَ)

قَفَخَ الشَّيْء يَقفَخُه قَفْخاً: ضربه، وَلَا يكون القَفْخُ إِلَّا على شَيْء صلب أَو على شَيْء أجوف.

وقَفَخَ رَأسه بالعصا: يَقْفَخه قَفْخاً كَذَلِك.

والقَفْخُ أَيْضا: كسر الشَّيْء عرضا.

وقَفَخَ العرمض قَفْخاً: كَسره عَن وَجه المَاء.

وَأهل الْيمن يــسمون الصَّفع القَفْخَ.

والقَفْخَةُ: طَعَام يصنع من إهالة وتمر.

والقُفاخُ: الْمَرْأَة الْحَسَنَة الحادرة.

والقَفْخَة: الْبَقَرَة المستحرمة.

وأقْفَخَتِ الْبَقَرَة: استحرمت، وَكَذَلِكَ الذِّئْب.

خَنق

(خَ ن ق)

خَنَقَه يَخْنُقُه خَنْقاً وخَنِقاً فَهُوَ مَخْنوقٌ. وخَنِيقٌ، وخَنَّقه، وَقد انْخَنَق واخْتَنَق.

والخِناق: مَا يْخَنق بِهِ.

والمِخْنَقَة: القلادة الْوَاقِعَة على المُخَنَّقِ.

والخُناق والخُناقِيَّةُ: دَاء يَأْخُذ النَّاس وَالدَّوَاب فِي الحلوق، وَقد يَأْخُذ الطير فِي رؤوسها، وَأكْثر مَا يظْهر فِي الْحمام، فَإِذا كَانَ ذَلِك فَهُوَ غير مُشْتَقّ، لِأَن الخَنْقَ إِنَّمَا هُوَ فِي الْحلق.

والخَانِقُ: مضيق فِي الْوَادي.

والخانِقُ: شعب ضيق فِي الْجَبَل، وَأهل الْيمن يــسمون الزقاق خانقا.

وخانِقينَ وخانِقونَ: مَوضِع، وَفِي النصب والخفض: خانِقِينَ.

نَقَهَ 

(نَقَهَ) النُّونُ وَالْقَافُ وَالْهَاءُ كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى الْبُرْءِ مِنَ الْمَرَضِ، ثُمَّ يُسْتَعَارُ. وَنَقَهَ مِنَ الْمَرَضِ نُقُوهًا: أَفَاقَ، فَهُوَ نَاقِهٌ. وَيَقُولُونَ: نَقِهَ الْحَدِيثَ مِثْلَ فَهِمَ، بِكَسْرِ الْقَافِ، فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَوَّلِ. وَالْقِيَاسُ وَاحِدٌ، لِأَنَّهُ إِذَا نَقِهَهُ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الشَّكِّ فِيهِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ: أَنْقِهْ لِي سَمْعَكَ، أَيْ أَرْعِنِيهِ، كَأَنَّهُ يَقُولُ: حَتَّى تَفْهَمَ مَا أَقُولُ. وَبَلَغَنَا أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يُــسَمُّونَ الِاسْتِفْهَامَ: الِاسْتِنْقَاهُ.

مَعَكَ 

(مَعَكَ) الْمِيمُ وَالْعَيْنُ وَالْكَافُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى دَلْكِ الشَّيْءِ وَلَيِّهِ. وَمَعَكْتُ الْأَدِيمَ مَعْكًا. ثُمَّ يُــسَمُّونَ الْمِطَالَ وَاللَّيَّ مَعْكًا، وَالرَّجُلَ الْمَطُولَ مَعِكًا. قَالَ زُهَيْرٌ:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . لَا ... تَمْعَكْ بِعِرْضِكَ إِنَّ الْغَادِرَ الْمَعِكُ

قَالَ الْخَلِيلُ: رَجُلٌ مَعْكٌ: شَدِيدُ الْخُصُومَةِ. وَقَوْلُهُمْ: وَقَعَ فِي مَعْكُوكَاءِ شَيْءٍ، يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْإِبْدَالُ وَالْأَصْلُ بَعْكُوكَاءُ.

كَتَفَ 

(كَتَفَ) الْكَافُ وَالتَّاءُ وَالْفَاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى عِرَضٍ فِي حَدِيدَةٍ أَوْ عَظْمٍ. مِنْ ذَلِكَ الْكَتِيفَةُ، وَهِيَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُضَبُّ بِهَا. وَمِنْهُ الْكَتِفُ وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِمَا ذَكَرْنَاهُ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَكْتَفُ: عَظِيمُ الْكَتِفِ. وَقَوْلُهُمْ: كَتَفَ الْبَعِيرُ فِي الْمَشْيِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ إِذَا بَسَطَ يَدَيْهِ بَسْطًا شَدِيدًا، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا بِبَسْطِهِ مَوْضِعَيْ كَتِفَيْهِ. وَالْكَتْفُ: أَنْ يُشَدَّ حِنْوًا الرَّحْلِ أَحَدُهُمَا إِلَى الْآخَرِ بِالْكِتَافِ، وَذَلِكَ كَبَعْضِ مَا ذَكَرْنَاهُ. وَكَتَفْتُ اللَّحْمَ، كَأَنَّكَ قَطَعْتُهُ عَلَى تَقْدِيرِ. الْكَتِفِ أَوِ الْكَتِيفَةِ. وَكَذَلِكَ كَتَفْتُ الثَّوْبَ إِذَا قَطَعْتُهُ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلضِّغْنِ وَالْحِقْدُ كَتِيفَةٌ، فَذَلِكَ مِنَ الْبَابِ أَيْضًا، وَهُوَ مِنْ عَجِيبِ كَلَامِهِمْ: أَنْ يَحْمِلُوا الشَّيْءَ عَلَى مَحْمُولِ غَيْرِهِ. وَالْمَعْنَى فِي هَذَا أَنَّهُمْ يُــسَمُّونَ الضِّغْنَ ضَبًّا، لِأَنَّهُ يُضِبُّ عَلَى الْقَلْبِ. فَلَمَّا كَانَتِ الضَّبَّةُ فِي هَذَا الْقِيَاسِ بِمَعْنَى أَنَّهَا تُضَبُّ عَلَى الشَّيْءِ وَكَانَتْ تُسَمَّى كَتِيفَةً، سَمَّوُا الضِّغْنَ ضَبًّا وَكَتِيفَةً، وَالْجَمْعُ كَتَائِفُ. [قَالَ] :

أَخُوكَ الَّذِي لَا يَمْلِكُ الْحِسَّ نَفْسُهُ ... وَتَرْفَضُّ عِنْدَ الْمُحْفِظَاتِ الْكَتَائِفُ

وَأَمَّا الْكُِتْفَانُ مِنَ الْجَرَادِ فَهُوَ أَوَّلُ مَا يَطِيرُ مِنْهُ. وَهُوَ شَاذٌّ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ.

رَشَدَ

رَشَدَ، كنَصَرَ وفَرِحَ، رُشْداً ورَشَداً ورَشاداً: اهْتَدى، كاسْتَرْشَدَ.
واسْتَرْشَدَ: طَلَبَهُ.
والرَّشَدى، كجَمَزى: اسْمٌ منه. وأرشَدَهُ الله.
والرُّشْدُ: الاسْتِقامَةُ على طَريق الحَقِّ مع تَصَلُّبٍ فيه.
والرَّشيدُ في صِفاتِ الله تعالى: الهادِي إلى سَواء الصِّراطِ، والذي حَسُنَ تَقْديرُهُ فيما قَدَّرَ.
ورَشيدٌ: ة قُرْبَ الإِسْكَنْدَرِيَّة، واسْمٌ.
والرَّشيدِيَّةُ: طَعامٌ م، فارِسِيَّتُهُ: رِشْتَه.
والمَراشِدُ: مَقاصِدُ الطُّرُقِ.
ووُلِد لِرَشْدَةٍ، ويُكْسَرُ: ضِدُّ لِزَنْيَةٍ.
وأُمُّ راشِدٍ: الفأرَةُ. وسَمَّوْا: راشِداً ورُشْداً، كقُفْلٍ وأميرٍ وزُبَيْرٍ وجَبَلٍ وسَحْبانَ وسَحابٍ ومَسْكَنٍ ومُظْهِرٍ.
والرَّشادَةُ: الصَّخْرَةُ، والحَجَرُ الذي يَمْلأ الكَفَّ، ج: رَشادٌ.
وحَبُّ الرَّشادِ. الحُرْفُ، سَمَّوْهُ به تَفاؤُلاً، لأنَّ الحُرْفَ مَعْناهُ: الحِرْمانُ.
والرَّاشِديَّةُ: ة ببَغْدادَ. وبَنُو رَشْدانَ، ويكسرُ: بطْنٌ كانوا يُــسَمَّوْنَ: بَنِي غَيَّانَ، فَغَيَّرَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وفتحُ الراءِ لِتُحاكِي غَيَّانَ.
(رَشَدَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الرَّشِيدُ» هُوَ الَّذِي أَرْشَدَ الخَلْق إِلَى مَصالحِهم: أَيْ هَدَاهُمْ ودَلَّهم عَلَيْهَا، فَعِيل بِمَعْنَى مُفْعِل. وَقِيلَ هُوَ الَّذِي تَنْساق تَدْبيراتُه إِلَى غَايَاتِهَا عَلَى سَنَن السَّداد، مِنْ غَيْرِ إشارةِ مُشِير وَلَا تَسْديد مُسَدِّد.
وَفِيهِ «عَلَيْكُمْ بسُنَّتي وسُنَّة الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي» الرَّاشِدُ: اسْمُ فاعلٍ، مِنْ رَشَدَ يَرْشُدُ رُشْداً، ورَشِدَ يَرْشَدُ رَشَداً، وأَرْشَدْتُهُ أَنَا. والرُّشْدُ: خلافُ الغَيِّ. وَيُرِيدُ بِالرَّاشِدِينَ أَبَا بَكْرٍ وعُمر وَعُثْمَانَ وعَليّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ، وَإِنْ كَانَ عَامًّا فِي كُلّ مَنْ سَارَ سيرَتَهم مِنَ الْأَئِمَّةِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وإِرْشَادُ الضَّالِّ» أَيْ هِدَايَتُهِ الطريقَ وتَعْريفه. وقد تكرر في الحديث.
(س) وفيه «من ادَّعَى ولَداً لِغَيْرِ رِشْدَةٍ فَلَا يَرث وَلَا يُورَث» يُقَالُ هَذَا ولَد رِشْدَةٍ إِذَا كَانَ لِنِكاح صَحِيحٍ، كَمَا يُقَالُ فِي ضِده: ولَدُ زِنْية، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ فِي فَصْل بَغي:
كَلَامُ الْعَرَبِ الْمَعْرُوفُ: فُلَانٌ ابْنُ زَنْيَةٍ وَابْنُ رَشْدَةٍ، وَقَدْ قِيلَ زِنْيَةٍ ورِشْدَةٌ، وَالْفَتْحُ أفصحُ اللُّغتين.

سَبَكَ

(سَبَكَ)
(س) فِي حَدِيثِ عُمَرَ «لَوْ شئتُ لملآْتُ الرِّحَابَ صلائقَ وسَبَائِكَ» أَيْ مَا سُبِكَ مِنَ الدَّقِيقِ ونُخل فأُخِذ خالصُه. يَعْنِي الحُوَّارَى، وَكَانُوا يُــسُّمون الرُّقَاق السَّبَائِك.

بَلَنْسِيَةُ

بَلَنْسِيَةُ، بفتح الباء واللامِ وكسر السينِ وفتح الياء المُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّة مُخَفَّفَةً: د شَرْقِيَّ الأنْدَلُسِ، مَحْفُوفٌ بالأنْهَارِ والجِنَانِ، لا تَرَى إلاَّ مياهاً تَدْفَعُ، ولا تَسْمَعُ إلاَّ أطْيَاراً تَسْجَعُ.
(وبِلِنْيَاسُ، كسِرِطْراطٍ: د حَسَنَةٌ بسواحِلِ حِمْصَ) .
بَلَنْسِيَةُ:
السين مهملة مكسورة، وياء خفيفة: كورة ومدينة مشهورة بالأندلس متصلة بحوزة كورة تدمير، وهي شرقي تدمير وشرقي قرطبة، وهي برّيّة بحرية ذات أشجار وأنهار، وتعرف بمدينة التراب، وتتصل بها مدن تعد في جملتها، والغالب على شجرها القراسيا، ولا يخلو منه سهل ولا جبل، وينبت بكورها الزعفران، وبينها وبين تدمير أربعة أيام ومنها إلى طرطوشة أيضا أربعة أيام، وكان الروم قد ملكوها سنة 487، واستردها الملثمون الذين كانوا ملوكا بالغرب قبل عبد المؤمن سنة 95، وأهلها خير أهل الأندلس يــسمّون عرب الأندلس، بينها وبين البحر فرسخ، وقال الأديب أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني الأندلسي:
إن كان واديك نيلا لا يجاز به، فما لنا قد حرمنا النيل والنيلا؟
إن كان ذنبي خروجي من بلنسية، ... فما كفرت ولا بدّلت تبديلا
دع المقادير تجري في أعنّتها، ... ليقضي الله أمرا كان مفعولا
وقال أبو عبد الله محمد الرّصافي:
خليليّ ما للبلد قد عبقت نشرا، ... وما لرؤوس الركب قد رجحت سكرا؟
هل المسك مفتوقا بمدرجة الصّبا، ... أم القوم أجروا من بلنسية ذكرا؟
بلادي التي راشت قويدمتي بها ... فريخا، وآوتني قرارتها وكرا
أعيذكم! أنّى ننيب لبيتكم، ... وكل يد منا على كبد حرّى؟
نؤمّل لقياكم، وكيف مطارنا ... بأجنحة لا نستطيع لها نشرا؟
فلو آب ريعان الصبا ولقاؤكم، ... إذا قضت الأيام حاجتنا الكبرى
فإن لم يكن إلّا النّوى ومشيبنا، ... فمن أيّ شيء بعد نستعتب الدهرا؟
وأنشدني بعض أهل بلنسية لأبي الحسن بن حريق المرسي:
بلنسية نهاية كل حسن، ... حديث صحّ في شرق وغرب
فإن قالوا: محلّ غلاء سعر، ... ومسقط دمنتي طعن وضرب
فقل: هي جنّة حفّت رباها ... بمكروهين من جوع وحرب
وأنشد لابن حريق:
بلنسية بيني عن القلب سلوة، ... فإنك زهر، لا أحنّ لزهرك
وكيف يحبّ المرء دارا تقسّمت ... على ضاربي جوع وفتنة مشرك؟
وأنشدني لأبي العباس أحمد بن الزقاق يذكر أن البساتين محفوفة بها:
كأنّ بلنسية كاعب، ... وملبسها السّندس الأخضر
إذا جئتها سترت وجهها ... بأكمامها، فهي لا تظهر
وأنشدني لابن الزقاق:
بلنسية جنة عاليه، ... ظلال القطوف بها دانية
عيون الرحيق مع السلسبي ... ل، وعين الحياة بها جاريه
وأنشدني غيره لخلف بن فرج اللّبيري يعرف بابن السمسير:
بلنسية بلدة جنّة، ... وفيها عيوب متى تختبر
فخارجها زهر كلّه، ... وداخلها برك من قذر
وذلك لأن كنفهم ظاهرة على وجه الأرض لا يحفرون له تحت التراب، وهو عندهم عزيز لأجل البساتين، وينسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم بكل فن، منهم: سعد الخير بن محمد بن سهل بن سعد أبو الحسن الأنصاري البلنسي، فقيه صالح ومحدث مكثر، سافر الكثير وركب البحر حتى وصل إلى الصين وانتسب لذلك صينيّا، وعاد إلى بغداد وأقام بها وسمع فيها أبا الخطاب بن البطر وطرّاد بن محمد الزينبي وغيرهما، ومات ببغداد في محرم سنة 541.

كَبِرَ

(كَبِرَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الْمُتَكَبِّرُ
والْكَبِيرُ*
» أَيِ الْعَظِيمُ ذُو الكبْرياء.
وَقِيلَ: المُتعالي عن صفات الخلق. وَقِيلَ: المُتَكَبِّر عَلَى عُتاةَ خَلْقِه.
وَالتَّاءُ فِيهِ للتّفَرّد والتَّخَصّص لَا تَاءُ التَّعَاطِي والتَّكَلُّف.
والكِبْرياء: العَظَمة والمُلْك. وَقِيلَ: هِيَ عِبارة عَنْ كَمال الذَّات وَكَمَالِ الْوُجُودِ، وَلَا يُوصَف بِهَا إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُمَا فِي الْحَدِيثِ. وَهُمَا مِنَ الكِبر، بِالْكَسْرِ وَهُوَ الْعَظَمَةُ. وَيُقَالُ: كَبُرَ بِالضَّمِّ يَكْبُرُ: أَيْ عَظُم، فَهُوَ كَبِير.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الْأَذَانِ «اللَّهُ أَكْبَرُ» مَعْنَاهُ اللَّهُ الكْبير ، فوُضِع أفْعَل مَوْضع فَعِيل، كَقَوْلِ الْفَرَزْدَقِ:
إِنَّ الَّذِي سَمَك السَّمَاءَ بَنَى لَنَا ... بَيْتاً دَعَائِمُه أعَزُّ وَأطْوَلُ
أَيْ عَزيزة طَوِيلَةٌ.
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ: اللَّهُ أَكْبَر مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، أَيْ أعْظَم، فحُذِفت «مِنْ» لُوِضوح مَعْنَاهَا «وأَكْبَر» خَبَر، والأخْبَار لَا يُنْكر حَذْفُها، [وَكَذَلِكَ مَا يَتَعَلَّق بِهَا] .
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: اللَّهُ أكْبَر مِنْ أَنْ يُعْرَف كُنْهُ كِبْريائه وعَظَمَته، وَإِنَّمَا قُدِّر لَهُ ذَلِكَ وَأُوِّلَ، لِأَنَّ أفْعَلَ فُعْلَى يَلْزَمه الْأَلِفُ وَاللَّامُ، أَوِ الْإِضَافَةُ، كالأَكْبَر وأَكْبَر، الْقَوْمِ.
ورَاءُ «أَكْبَر» فِي الأذانِ والصَّلاة ساكِنة، لَا تُضَمُّ لِلْوَقْفِ، فَإِذَا وُصِل بِكَلَامٍ ضُمَّ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ إِذَا افْتَتح الصلاةَ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرا» كَبِيرا مَنْصُوبٌ بإضْمار فِعْل، كأنه قال: أُكَبِّرُ كَبِيرا . وَقِيلَ: هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى القَطْع مِنِ اسْم اللَّهِ تَعَالَى .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ»
قِيلَ: هُوَ يَوْمُ النَّحْر. وَقِيلَ: يَوْمُ عَرفة، وَإِنَّمَا سُمِّي الْحَجَّ الأَكْبَر؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُــسَمُّون العُمْرةَ الحجَّ الأصغَر.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «سَجَد أحَدُ الأَكْبَريْن فِي «إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ» أَرَادَ أحَدَ الشَّيْخَين أَبَا بَكْرٍ وعُمر.
(س) وَفِيهِ «أَنَّ رجُلاً مَاتَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَارِثٌ، فَقَالَ: ادْفَعوا مَالَهُ إِلَى أكبَر خُزاعة» أَيْ كَبِيرِهم، وَهُوَ أقْرَبُهم إِلَى الجَدّ الأعْلَى.
(س) وَفِيهِ «الوَلاَءُ للْكُبْر» أَيْ أَكْبَر ذُرَّيَّة الرجُل، مِثل أَنْ يَمُوتَ الرجُل عَنِ ابنَين فيَرِثان الوَلاَء، ثُمَّ يَمُوتُ أحَدُ الابْنَيْن عَنْ أَوْلَادٍ، فَلَا يَرِثُون نَصِيبَ أَبِيهِمْ مِنَ الوَلاَء، وَإِنَّمَا يَكُونُ لِعَمِّهم، وَهُوَ الِابْنُ الْآخَرُ.
يُقَالُ: فُلانٌ كُبْرُ قَوْمِه بالضَّم، إِذَا كَانَ أقْعَدَهم فِي النَّسَب، وهُو أَنْ يَنْتَسب إِلَى جَدِّه الأكْبَر بآبَاء أقلَّ عَدَدًا مِنْ بَاقِي عَشِيرته.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ «أَنَّهُ كَانَ كُبْرَ قَومه» لِأَنَّهُ لَمْ يَبْق مِنْ بَنِي هَاشِمٍ أقْربُ مِنْهُ إِلَيْهِ فِي حيَاته.
وَمِنْهُ حَدِيثُ القَسامة «الكُبْرَ الكُبْرَ» أَيْ لِيَبْدأ الأَكْبَر بِالْكَلَامِ، أَوْ قَدِّموا الأَكْبَرَ؛ إِرْشَادًا إِلَى الأدَب فِي تَقْدِيمِ الأسَنَّ.
ويُروَى «كَبِّرِ»
الكُبْرَ» أَيْ قَدِّم الأكْبر.
وَفِي حَدِيثِ الدَّفْن «ويُجْعَل الأَكْبَر ممَّا يَلِي القِبْلة» أَيِ الأفْضَل، فَإِنِ اسْتَوَوْا فالأسَنّ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبير وهدْمهِ الْكَعْبَةَ «فَلَمَّا أبْرَز عَنْ ربضه دعا بكُبْره فَنَظروا إليه» أى بمشايخه وكُبَرائه. والكُبْر هاهنا: جمْع الأَكْبَر، كأحْمَر وَحُمْر.
وَفِي حَدِيثِ مَازِنٍ «بُعِثَ نَبيٌّ مِنْ مُضَر يَدْعو بِدِينِ اللَّهِ الكُبَرِ» الكُبَرُ:
جَمْع الكُبْرَى.
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى «إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ»
وَفِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: بِشَرَائِعِ دِين اللَّهِ الكُبَر.
وَفِي حَدِيثِ الْأَقْرَعِ وَالْأَبْرَصِ «وَرِثْتُه كابِراً عَنْ كابِر» أَيْ وَرِثْتُه عَنْ آبَائِي وأجْدادي، كَبِيراً عَنْ كَبِيرٍ، فِي الْعِزِّ والشَّرَف.
(هـ) وَفِيهِ «لَا تُكَابِروا الصلاةَ بِمْثلها مِنَ التَّسْبيح فِي مَقام واحِد » كَأَنَّهُ ارادَ لاَ تُغَالِبوها: أَيْ خَفِّفوا فِي التَّسبيح بعْد التَّسليم.
وَقِيلَ: لَا يَكُن التَّسْبيحُ الَّذِي فِي الصَّلَاةِ أكْثَرَ مِنْهَا، ولْتَكُن الصَّلَاةُ زَائِدَةً عَلَيْهِ.
وَفِيهِ ذِكر «الكَبَائر» فِي غَيْرِ مَوضِع مِنَ الْحَدِيثِ، واحدتُها: كَبِيرَةٌ، وَهِيَ الفَعْلَة الْقَبِيحَةُ مِنَ الذُّنُوبِ المَنْهيِّ عَنْهَا شَرْعًا، العظِيمِ أمْرُها، كالقَتْل، وَالزِّنَا، والفِرار مِنَ الزّحْف، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَهِيَ مِنَ الصِّفات الغالِبة.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الإفْكِ «وَ [هُوَ] الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ
» أَيْ مُعْظَمه.
وَقِيلَ: الكِبْر: الْإِثْمُ، وَهُوَ مِنَ الكَبِيرة، كالخِطْء مِنَ الخَطيئة.
وَفِيهِ أَيْضًا «أَنَّ حَسَّانَ كَانَ ممَّنْ كَبُر عَلَيْهَا» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَذَابِ الْقَبْرِ «إِنَّهُمَا ليُعَذَّبان وَمَا يُعَذَّبان فِي كَبِير» أَيْ لَيْسَ فِي أمْرٍ كَانَ يَكْبُر عَلَيْهِمَا وَيَشُقُّ فِعْلُهُ لو أراده، لَا أَنَّهُ فِي نَفْسِه غيرُ كَبِيرٍ، وكَيْف لَا يَكُونُ كَبِيرا وَهُمَا يُعَذَّبان فِيهِ؟
(س) وَفِيهِ «لَا يَدخُلُ الجنةَ مَنْ فِي قَلْبه مِثقالُ حَبَّة من خَرْدَلٍ من كِبْر» يَعْني كبْر الكُفْر والشِّرك، كَقَوْلِهِ تَعَالَى «إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ» .
أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَابَلَه فِي نَقيضِه بِالْإِيمَانِ فَقَالَ: «وَلَا يَدْخُلُ النارَ مَنْ فِي قَلْبه مثْل ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ» أرادَ دُخول تأبيدٍ.
وَقِيلَ: أرادَ إِذَا أُدْخل الجنَّة نُزع مَا فِي قَلْبه مِنَ الكبْر، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: «وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ» *.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَلَكِنَّ الكِبْر مَنْ بَطِرَ الْحَقَّ» هَذَا عَلَى الْحَذْفِ: أَيْ وَلَكِنْ ذُو الكِبْر مَنْ بَطِرَ الْحَقَّ، أَوْ وَلَكِنَّ الكِبْر كِبْرُ مَنْ بَطِر الحقَّ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: «وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى» .
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «أَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوء الكِبْر» يُرْوَى بِسُكُونِ الْبَاءِ وفَتْحها، فالسُّكون مِنَ الْأَوَّلِ، والفَتْح بِمَعْنَى الهَرَم والخَرَف.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ صَاحِبِ الْأَذَانِ «أَنَّهُ أخَذَ عُوداً فِي مَنامه لِيَتَّخِذ مِنْهُ كَبَراً» الكَبَر بِفَتْحَتين: الطَّبْل ذُو الرَّأسَين. وَقِيلَ: الطَّبْل الَّذِي لَهُ وَجْهٌ واحِد.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَطَاءٍ «سُئل عَنِ التَّعْويذ يُعَلَّق عَلَى الْحَائِضِ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ فِي كَبَرٍ فَلَا بَأس بِهِ» أَيْ فِي طَبْل صَغِير.
وَفِي رِوَايَةٍ «إِنْ كَانَ فِي قَصَبَة» .

وكيل

وكيل: محام (بيرتون 107:1، بوسويه).
وكيل: الوكيل في الأندلس في القرن الرابع عشر الميلادي هو ناظر ديوان الحسبان المكلف بإدارة الشؤون المالية للسلطنة (مقدمة ابن خلدون 14:2 و 15:1).
وكيل: مأمور الكمرك (نيبور R 80:2) .
وكيل: هو الذي يحج إلى الأراضي المقدسة بدلاً من الأصيل. (ويدن 96، بيرتون 267:2).
وكيل: وسيط السفينة (ابن بطوطة 93:4 و94 و304).
وكيل البحر: هو الاسم المستعار لبيدبا الفيلسوف في قصة كليلة ودمنة (ص124) وفقاً ل (فريتاج).
وكيل الحرمين: المسئول عن بيت المال في مكة والمدينة (بوسويه)؛ وعند (بيروتون 8:2): (قنصل) هاتين المدينتين المقدستين في الأستانة.
وكيل الكنيسة: وكيل إدارة أملاك الكنيسة (بقطر).
وكالة: توكيل وهو المحرر الذي تدون فيه الوكالة ويعين فيه اسم الوكيل ونطاق التوكيل؛ الوكالة في (أماري دبلوماسية 5:100) هي التفويض Procuration وهي أيضاً الأذن بالإدارة، مجاناً، لأعمال شخص معين (انظر ما سبق) (بقطر).
وكالة: وصاية (الكالا).
وكالة: إدارة أملاك الكنيسة (بقطر).
وكالة: تجمع في مصر على وكالات (محيط المحيط). وفي (ألف ليلة برسل 15:18:2) هناك دار الوكالة والمقصود منها الخان ودار الضيافة (بقطر)؛ والخان هو محل النزلاء من التجار الغرباء وموضع إيداع بضائعهم فالمخازن في الطابق السفلي والسكن في الأعلى. وفي (محيط المحيط): ( .. وأهل مصر يــسمون محل التجار والمسافرين وأمتعتهم بالوكالة والجمع وكالات) أي إن التجار كانوا يضعون بضائعهم في الطابق الأعلى، في بعض الأحوال إلى جانب سكناهم الموقت فيه (لين طبائع مصر 27:1 و10:2)، بيرتون براون 17:1، 106، 126، 194، سمهودي 3:170): وكالة ذات حواصل (ألف ليلة 3:589:4). إن هذه الكلمة يجب أن لا تُشدد حين تنطق أي لا يقال وكّالة مثلما فعل (فريتاج)؛ إن النطق الصحيح لهذه الكلمة هو ما ورد في (م. المحيط ولين وبيرتون) أي بدون تشديد وإن جمع الكلمة وكائل يثبت ضمناً صحة هذا الكلام. إن الأوربيين، في الشرق، يلفظون occal occaleh وإن (ماك) في مادة ( okel) ذكر كلمة وكّال أي إن التشديد عند (ماك) والأوربيين، في الشرق، غير صحيح.
وكالة العبيد: المكان الذي يحبس فيه العبيد المخصصون للبيع (بقطر).
وكالة العربانات: عربة البريد، مشروع العربات العامة messagerie ( بقطر).
وكيليِ: ممثل (بقطر).
وكيليّ: نقابيّ (بقطر).
واكِل زو الجمع وُكُل ومُتَّكل تستعمل بمعنى وَكَلٌ، وُكَلة، تكَلَة ومواكِل (معجم مسلم).
تُكلاً: وردت في (فوك) في مادة confidere ائتمن.
توكيل وحجة توكيل: شرط الاحتكام - مشاركة التحكيم compromis، أي إن الأمر خاضع للتحكيم. ويعني أيضاً عند التحكيم الذي يتضمنه هذا التوكيل. توكيل بتقديم تعهد بالخضوع أو التزام بتقديم .. (بقطر).
موكَّل ب: ميّال إلى، نزوع إلى، مجبول على، حق عالق بفلان، لاصق به. وفي مملوك 99:2:2 ومعجم مسلم وكليلة ودمنة (3:177): ويح هذا الحسد الموكل به البلاء (أبو الفداء، تاريخ ما قبل الإسلام 3:184): ترجمت الكلمة ترجمة شيئة.
مُتتُكّل: أنظر وأكل.
مَتوكّل ب: مأمور ال ... (بقطر).
متوكلية: حشيشة بقلية أخذت اسمها من المتوكل الخليفة العباسي (دي ساسي كرست 147:1).
الوكيل: هو الذي يتصرف لغيره لعجز موكله.

يءس

يءس


يَى^ِسَ(n. ac.
يَأْس
يَأْسَة)
a. [Min], Despaired of.
b.(n. ac. يَأْس), Knew.
أَيْءَسَ
(&
a. آيَسَ ), Made to despair.

إِيْتَأَسَ
(ت)
a. see I (a)
إِسْتَيْءَسَa. see I (a)
يَأْسa. Despair; desperation, hopelessness.

يَأْسَة []
a. see 1
يَأَسa. Consumption; phthisic.

يَؤُسa. Despairing, desperate, hopeless.

يَؤُوْس []
a. see 6
يَاسَِم
a. see infra.

يَاسَمُوْن يَاسَمِيْن
P.
a. Jasmine.

يَانِسُوْن
a. Aniseed.

يَاهِْ يَاهِْ يَايَة
a. Exclamative particles.
ي ء س : يَئِسَ مِنْ الشَّيْءِ يَيْأَسُ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ يَائِسٌ وَالشَّيْءُ مَيْئُوسٌ مِنْهُ عَلَى فَاعِلٍ وَمَفْعُولٍ وَمَصْدَرُهُ الْيَأْسُ مِثْلُ فَلْسٍ وَبِهِ سُمِّيَ وَيَجُوزُ قَلْبُ الْفِعْلِ دُونَ الْمَصْدَرِ فَيُقَالُ أَيِسَ مِنْهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ وَكَسْرُ الْمُضَارِعِ لُغَةٌ قَالَ أَبُو زَيْدٍ الْكَسْرُ فِي ذَلِكَ وَشِبْهِهِ لُغَةُ عُلْيَا مُضَرَ وَالْفَتْحُ لُغَةُ سُفْلَاهَا وَيُقَالُ يَئِسَتْ الْمَرْأَةُ إذَا عَقِمَتْ فَهِيَ يَائِسٌ كَمَا يُقَالُ حَائِضٌ وَطَامِثٌ فَإِنْ لَمْ يُذْكَرْ الْمَوْصُوفُ قُلْتَ يَائِسَةٌ وَأَيْئَسَهَا اللَّهُ إيَاسًا وِزَانُ كِتَابٍ وَبِهِ سُمِّيَ وَأَصْلُهُ بِسُكُونِ الْيَاءِ وَمَدِّ الْهَمْزَةِ وِزَانُ إيمَانٍ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ الْإِيَاسُ مَصْدَرًا لِلثُّلَاثِيِّ لِتَقَارُبِ الْمَعْنَى أَوْ لِأَنَّ الرُّبَاعِيَّ يَتَضَمَّنُ الثُّلَاثِيَّ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: 17] وَيَأْتِي يَئِسَ بِمَعْنَى عَلِمَ فِي لُغَةِ النَّخَعِ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الرعد: 31] . 

يَتِمَ

(يَتِمَ)
- قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْر «الْيُتْمِ، والْيَتِيمِ، والْيَتِيمَة، والْأَيْتَامُ، والْيَتَامَى» ومَا تَصَرَّف مِنْهُ. الْيُتْمُ فِي النَّاسِ: فَقْدُ الصَّبيِّ أباهُ قَبْل البُلُوغِ، وَفِي الدَّوابِّ: فَقْدُ الْأُمِّ. وَأَصْلُ الْيُتْمُ بالضَّم وَالْفَتْحِ: الانْفَرادُ. وَقِيلَ: الغَفْلَة. وَقَدْ يَتِمَ الصَّبيُّ، بِالْكَسْرِ، يَيْتَمُ فَهُو يَتِيمٌ، والأنثَى يَتِيمَة، وجَمْعُها: أَيْتَامٌ، ويَتَامَى. وَقَدْ يُجْمَع الْيَتِيمُ عَلَى يَتَامَى، كأسِير وأسَارَى. وَإِذَا بَلَغَا زَالَ عَنْهُما اسْمُ اليُتْم حَقيقَة. وَقَدْ يُطْلَق عَليْهِما مجَازاً بَعْد البُلُوغ، كَمَا كانُوا يُــسَمُّون النبيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ كَبِير: يَتِيمَ أَبِي طَالِب، لِأَنَّهُ رَبَّاه بَعْد مَوْتِ أبِيه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «تُسْتَأمَرُ اليَتيمةُ فِي نَفْسها، فإنْ سَكَتَتْ فَهُوَ إذْنُها» أرادَ باليَتِيمة البِكْرَ البَالِغَةَ الَّتِي مَاتَ أبُوهَا قَبْل بُلُوغِها، فَلَزِمَها اسْمُ اليُتْم فَدُعيَتْ بِهِ وَهِيَ بالِغَة، مَجَازاً.
وَقِيلَ: المرأةُ لَا يزوُل عَنْهَا اسْمُ اليُتْم مَا لَمْ تَتَزوّج، فَإِذَا تَزَوّجَتْ ذَهَبَ عَنْهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الشَّعْبِي «أنَّ امْرأةً جَاءَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: إنِّي امْرأة يَتِيمَةٌ فَضَحِك أصْحابُه، فَقَالَ: النِّساء كُلُّهُنَّ يَتَامَى» أَيْ ضَعَائِفُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَتْ لَهُ بِنْتُ خُفافٍ الغِفَاريّ: إنِّي امْرَأَةٌ مُوتِمَةٌ تُوُفِّيَ زَوْجي وتَركَهُم» يُقَالُ: أَيْتَمَتِ المرأةُ فَهِيَ مُوتِمٌ ومُوتِمَةٌ، إِذَا كانَ أولادُها أيْتَاماً.

وَضَمَ

(وَضَمَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عُمَرَ «إِنَّمَا النساءُ لَحْمٌ عَلَى وَضَمٍ، إِلَّا مَا ذُبَّ عَنْهُ» الْوَضَمُ: الْخَشَبَةُ أَوِ الْبَارِيَةُ الَّتِي يُوضَعُ عَلَيْهَا اللَّحْمُ، تَقيه مِنَ الْأَرْضِ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «الوَضَم: [كلُّ] مَا وَقَيْتَ بِهِ اللَّحْمَ مِنَ الْأَرْضِ» . أَرَادَ أنَّهُنّ فِي الضُّعف مثلُ ذَلِكَ اللَّحْمِ الَّذِي لَا يَمتَنع عَلَى أحدٍ إِلَّا أَنْ يُذَبَّ عَنْهُ ويُدْفَعَ.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: إِنَّمَا خَصَّ اللحمَ عَلَى الوَضَم وشَبَّه بِهِ النِّسَاءَ؛ لأنَّ مِنْ عَادَةِ العَرب إِذَا نُحِر بَعيرٌ لِجَمَاعَةٍ يَقتَــسمون لَحمه أَنْ يَقْلَعُوا شَجَراً ويُوضَمُ بعضُه عَلَى بَعْضٍ، ويُعَضَّى اللحمُ ويُوضَع عَلَيْهِ، ثُمَّ يُلْقَى لَحمُه عَنْ عُرَاقه، ويُقَطع عَلَى الْوَضَمِ، هَبْرًا لِلْقَسْمِ، وتُؤَجّج النَّارُ، فَإِذَا سَقَطَ جَمْرُهَا اشْتَوَى مَنْ حَضَرَ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ ، عَلَى ذَلِكَ الْجَمْرِ، لَا يُمْنَعُ مِنْهُ أَحَدٌ، فَإِذَا وَقَعَتِ الْمُقَاسِمُ حَوَّلَ كلُّ واحدٍ قِسْمه عَنِ الوَضَم إِلَى بَيْتِه، وَلَمْ يَعْرِض لَهُ أَحَدٌ. فشَبَّه عُمر النِساءَ وقلَّةَ امتناعِهنّ عَلَى طُلابِهنّ من الرجال باللحم مادام عَلَى الوَضَم.

نَصَلَ

(نَصَلَ)
[هـ] فِيهِ «مَرَّت سحابةٌ فَقَالَ: تَنَصَّلَتْ هَذِهِ تَنْصُرُ بَني كَعْبٍ» أَيْ أقْبَلَت، مِنْ قولِهم: نَصَلَ عَلَيْنَا، إِذَا خَرج مِن طَرِيقٍ، أَوْ ظَهَر من حجاب. ويُرْوى «تَنْصَلِتُ » أَيْ تَقْصِد للمَطَر، وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَفِيهِ «أَنَّهُمْ كَانُوا يُــسَمُّون رَجَباً مُنْصِلَ الأسِنَّة» أَيْ مُخْرِج الأسِنّة مِنْ أماكنِها. كَانُوا إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ نَزَعُوا أسنَّة الرِّمَاحِ ونِصَالَ السِّهَامِ، إبْطالاً لِلْقِتَالِ فِيهِ، وَقَطْعًا لِأَسْبَابِ الفِتَن لحُرْمَتِه، فلمَّا كَانَ سَبَبًا لِذَلِكَ سُمِّي بِهِ.
يُقَالُ: نَصَّلْتُ السَّهم تَنْصِيلًا، إِذَا جعَلْتَ لَهُ نَصْلًا، وَإِذَا نَزَعْتَ نَصْلَه، فَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ.
وأَنْصَلْتُهُ فَانْتَصَلَ، إِذَا نَزَعْتَ سَهْمَه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي مُوسَى «وَإِنْ كَانَ لِرُمْحِك سِنانٌ فَأَنْصِلْهُ» أَيِ انْزَعْه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «ومَن رَمى بِكُمْ فَقَدَ رَمَى بأفْوَقَ نَاصِلٍ» أَيْ بسَهمٍ مُنْكَسِر الفُوق لَا نَصْلَ فِيهِ.
يُقَالُ: نَصَلَ السهمُ، إِذَا خَرَجَ مِنْهُ النَّصْل. ونَصَلَ أَيْضًا، إِذَا ثَبَت نَصْلُه فِي الشَّيْءِ وَلَمْ يَخْرُج، فَهُوَ مِنَ الأضْداد.
(هـ) وَحَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ «فامَّرَط قُذَذُ السَّهْم وانْتَصَلَ» .
(س) وَفِيهِ «مَن تَنَصَّلَ إِلَيْهِ أَخُوهُ فَلَمْ يَقْبَل» أَيِ انْتَفَى مِن ذَنْبِه واعتَذَر إِلَيْهِ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الخُدْريّ «فَقَامَ النَّحَّامُ العَدَوِىّ يَوْمَئِذٍ، وَقَدْ أقامَ عَلَى صُلْبه نَصِيلا» النَّصِيلُ: حَجَرٌ طويلٌ مُدَمْلَكٌ، قَدْر شِبْر أَوْ ذِراع. وجمْعُه: نُصُلٌ .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ خَوّات «فَأَصَابَ ساقَه نَصِيلُ حَجَرٍ» .

نَذَرَ

(نَذَرَ)
- فِيهِ «كَانَ إِذَا خَطَبَ احمرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلَا صوتُه، واشتدَّ غَضَبُه، كَأَنَّهُ منذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: صبَّحكم ومسَّاكُم» الْمُنْذِرُ: المُعْلِم الَّذِي يُعرِّف القومَ بِمَا يَكُونُ قَدْ دَهَمِهم، مِنْ عدوّ أو غيره. وهو المخوّف أيضا. وَأَصْلُ الْإِنْذَارِ: الْإِعْلَامُ. يُقَالُ: أَنْذَرْتُهُ أُنْذِرُهُ إِنْذَاراً، إِذَا أعلمتَه، فَأَنَا مُنْذِرٌ ونَذِيرٌ: أَيْ مُعْلِمٌ ومخوِّف ومحذِّر. ونَذِرْتُ بِهِ، إِذَا علِمتَ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَلَمَّا عَرَف أَنْ قَدْ نَذِرُوا بِهِ هَرَب» أَيْ عَلِموا وأحسُّوا بِمَكَانِهِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «انْذَرِ القومَ» أَيِ احْذَرْ مِنْهُمْ، واستعَّد لَهُمْ، وَكُنْ مِنْهُمْ عَلَى عِلْم وحَذَر.
وَفِيهِ ذِكر «النَّذْر» مكرَّرا. يُقَالُ: نَذَرْتُ أَنْذِرْ، وأَنْذُرُ نَذْراً، إِذَا أوجبتَ عَلَى نفسِك شَيْئًا تبرُّعا؛ مِنْ عِبَادَةٍ، أَوْ صَدَقَةٍ، أَوْ غَيْرِ ذلك.
وقد تكرر في أحاديثه ذِكرُ النَّهي عَنْهُ. وَهُوَ تَأْكِيدٌ لِأَمْرِهِ، وَتَحْذِيرٌ عَنِ التَّهَاوُنِ بِهِ بَعْدَ إِيجَابِهِ، وَلَوْ كَانَ مَعْنَاهُ الزَّجْرَ عَنْهُ حَتَّى لَا يُفْعَل، لَكَانَ فِي ذَلِكَ إبطالُ حُكمِه، وإسقاطُ لُزوم الْوَفَاءِ بِهِ، إِذْ كَانَ بِالنَّهْيِ يَصِيرُ مَعْصِيَةً، فَلَا يَلْزَمُ. وَإِنَّمَا وَجْهُ الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَدْ أَعْلَمَهُمْ أَنَّ ذَلِكَ أمرٌ لَا يجٌرُّ لَهُمْ فِي الْعَاجِلِ نَفْعًا، وَلَا يصرِف عَنْهُمْ ضَرّاً، وَلَا يرُدّ قَضَاءً، فَقَالَ: لَا تَنْذِرُوا، عَلَى أَنَّكُمْ قَدْ تُدْرِكُونَ بِالنَّذْرِ شَيْئًا لَمْ يُقدِّرهُ اللَّه لَكُمْ، أَوْ تَصْرِفُونَ بِهِ عَنْكُمْ مَا جَرَى بِهِ القضاءُ عَلَيْكُمْ، فَإِذَا نَذَرتم وَلَمْ تَعْتَقِدُوا هَذَا، فَاخْرُجُوا عَنْهُ بِالْوَفَاءِ، فَإِنَّ الَّذِي نَذَرْتُمُوهُ لازِمٌ لَكُمْ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ «أَنَّ عُمَرَ وَعُثْمَانَ قَضَيا فِي المِلْطاة بِنِصْفِ نَذْر المُوضِحَة» أَيْ بِنِصْفِ مَا يَجِبُ فِيهَا مِنَ الأرْش وَالْقِيمَةِ. وَأَهْلُ الْحِجَازِ يُــسمُّون الْأَرْشَ نَذْراً. وَأَهْلُ الْعِرَاقِ يُــسمُّونــه أَرْشا.

مَغَرَ

(مَغَرَ)
(هـ) فِيهِ «أيُّكم ابنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالُوا: هُوَ الأَمْغَرُ المرتفق» أي هو الأحمرُ المتَّكىءُ عَلَى مِرْفَقِه، مأخوذٌ مِنَ الْمَغْرَة، وَهُوَ هَذَا الْمَدَرُ الْأَحْمَرُ الَّذِي تُصْبَغُ بِهِ الثِّيَابُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ.
وَقِيلَ : أَرَادَ بالأَمْغَرِ الأبيضَ، لِأَنَّهُمْ يُــسُّمون الأبيضَ أحمَرَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمُلَاعَنَةِ «إِنْ جَاءَتْ بِهِ أُمَيْغِرَ سَبْطاً فَهُوَ لِزَوْجِهَا» هُوَ تَصْغِيرُ الأَمْغَرِ.
وَحَدِيثُ يأجوجَ وَمَأْجُوجَ «فَرَموا بنِبالهم فخرَّت عَلَيْهِمْ مُتَمَغِّرَةً دَمًا» أَيْ مُحْمَرَّةً بالدَّم.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ «أَنَّهُ قَالَ لجَرير: مَغِّرْ يَا جَريرُ» أَيْ أنشِدْ كلمةَ ابْنِ مَغْرَاءَ وَاسْمُهُ أوْس بْنُ مَغْرَاءَ، وَكَانَ مِنْ شعَراء مُضَر. والمَغْرَاءُ: تأنيثُ الأَمْغَرِ.

مَحَزَ

مَحَزَ الجَارِيَةَ، كمنَعَ، محْزَاً ومِحازاً: نَكَحَهَا،
وـ فلاناً: لَهَزَهُ،
أو مَحَزَهُ ونَحَزَهُ وبَحَزَهُ ونَهَزَهُ ولَهَزَهُ ومَهَزَهُ وبَهَزَهُ ولَكَزَهُ وَوَكَزَهُ وَوَهزَهُ ولَقَزَهُ ولَعَزَهُ: أخَواتٌ.
والماحُوزُ: رَيْحانٌ، ويقالُ له أيضاً: مَرْوُماحُوزِي ومَرْماحُوزُ، ويأتي في خ ر ب ش.
(مَحَزَ)
(هـ) فِيهِ «فَلَمْ نَزَل مُفْطِرِينَ حَتَّى بَلَغْنَا مَاحُوزَنَا» قِيلَ : هُوَ مَوْضِعُهُمُ الَّذِي أَرَادُوهُ. وَأَهْلُ الشَّامِ يُــسَمُّون المكانَ الَّذِي بيِنَهم وَبِهِ الْعَدُوُّ وفيه أساميهم ومكاتبهم: مَاحُوزا . وَقِيلَ: هُوَ مِنْ حُزْت الشَّيْءَ، أَيْ: أحْرَزْته. وَتَكُونُ الْمِيمُ زَائِدَةً.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: لَوْ كَانَ مِنْهُ لَقِيل: محازُنا، ومَحُوزُنا. وأحْسَبُه بلُغةٍ غَيْرِ عربِيّةً.

لَقَا

(لَقَا)
- فِيهِ «مَن أحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أحَبَّ اللهُ لِقَاءَه، ومَن كَرِه لِقاء اللَّهِ كَرِهَ اللهُ لِقاءه، وَالْمَوْتُ دُونَ لِقاء اللَّهِ» .
الْمُرَادُ بِلِقَاء اللَّهِ المَصيرُ إِلَى الدَّارِ الْآخِرَةِ، وطَلَبُ مَا عِنْدَ اللَّهِ؛ وَلَيْسَ الغَرضُ بِهِ الْمَوْتَ؛ لأنَّ كُلاًّ يَكْرَهه، فَمَنْ تَرَكَ الدُّنْيَا وأبْغضَها أحَبَّ لِقَاء اللَّهِ، ومَن آثَرها ورَكَن إِلَيْهَا كَره لِقاء اللَّهِ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَصِل إِلَيْهِ بِالْمَوْتِ.
وَقَوْلُهُ: «وَالْمَوْتُ دُونَ لِقاء اللَّهِ» يُبَيِّن أَنَّ الْمَوْتَ غيرُ اللِّقاء، وَلَكِنَّهُ مُعْترض دُونَ الغَرَض الْمَطْلُوبِ، فَيَجِبُ أَنْ يَصْبر عَلَيْهِ، وَيَحْتَمِلَ مَشاقَّه حَتَّى يَصل إِلَى الفَوز باللِّقاء.
[هـ] وَفِيهِ: «أَنَّهُ نَهى عَنْ تَلَقِّي الرُّكْبان» هُوَ أَنْ يَسْتقبِلَ الحَضَرِيُّ البَدّوِيَّ قَبْلَ وصُوله إِلَى البَلَد، ويُخْبره بكَساد مَا مَعَهُ كَذِباً؛ ليَشْتَريَ مِنْهُ سِلْعَتَه بالوَكْس، وأقَلَّ مِنْ ثَمن المِثل، وَذَلِكَ تَغْريرٌ مُحَّرم، وَلَكِنَّ الشِراء مُنْعَقِدٌ، ثُمَّ إِذَا كَذب وظَهر الغَبْن، ثَبَتَ الخِيارُ لِلْبَائِعِ، وإنْ صَدق، فَفِيهِ عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ خِلاف.
[هـ] وَفِيهِ «دَخَلَ أَبُو قارِظ مكةَ فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: حَلِيفُنا وعَضُدنا ومُلْتَقَى أكُفِّنا» أَيْ أَيْدِينَا تَلْتَقِي مَعَ يدِه وَتَجْتَمِعُ. وَأَرَادَ به الحِلْف الذي كان بينَه وبينهم. وَفِيهِ «إِذَا الْتَقَى الخِتانان وَجب الغُسل» أَيْ إِذَا حاذَى أحدُهما الآخَر، وسواءٌ تَلامَسا أَوْ لَمْ يَتلامَسا. يُقَالُ: الْتَقَى الفارِسان، إِذَا تَحاذَيا وتَقابَلا.
وتَظْهر فَائِدَتُهُ فِيمَا إِذَا لَفَّ عَلَى عُضْوه خِرْقةً ثُمَّ جَامَعَ فإنَّ الغُسل يَجِبُ عَلَيْهِ، وإنْ لَمْ يَلْمِسِ الخِتانُ الخِتانَ.
وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيّ «إِذَا الْتَقَى الْمَاءَانِ فَقَدْ تَمَّ الطُّهور» يُريد إِذَا طَهَّرت العُضْويْن مِنْ أعضائِك فِي الوضُوء فاجتَمع الماءانِ فِي الطُّهُورِ لَهُمَا فَقَدْ تَمَّ طُهورهما لِلصَّلَاةِ، وَلَا يُبالي أيَّهُما قَدَّم.
وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ لَا يُوجب الترتيبَ فِي الْوُضُوءِ، أَوْ يُرِيدُ بالعُضْوين الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، فِي تَقْدِيمِ اليُمنى عَلَى اليُسْرى، أَوِ الْيُسْرَى عَلَى الْيُمْنَى. وَهَذَا لَمْ يَشْترِطه أحدٌ.
وَفِيهِ «إِنَّ الرجُل لَيَتَكلَّمُ بالكَلِمة مَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ» أَيْ مَا يَحْضِرُ قَلْبَه لِمَا يَقُولُهُ مِنْهَا. وَالْبَالُ: الْقَلْبُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَحْنَفِ «أَنَّهُ نُعي إِلَيْهِ رجُلٌ فَمَا أَلْقَى لِذَلِكَ بَالًا» أَيْ مَا اسْتَمع لَهُ، وَلَا اكْتَرث بِهِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَر «مَا لِي أَرَاكَ لَقًا بَقَاً» هَكَذَا جَاءَا مخفَّفَين فِي رِوَايَةٍ، بِوَزْنِ عَصاً.
واللَّقَى: المُلْقَى عَلَى الْأَرْضِ، والبَقَا: إتْباعٌ لَهُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ حَكِيم بْنِ حِزام «وأُخِذَت ثيابُها فجُعِلَتْ لَقًى» أَيْ مُرْماةً مُلْقَاة.
قِيلَ: أصْلُ اللَّقَى: أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا طَافُوا خَلَعوا ثِيَابَهُمْ، وَقَالُوا: لَا نَطوف فِي ثيابٍ عَصَيْنا اللهَ فِيهَا فيُلْقونها عَنْهُمْ، ويُــسَمون ذَلِكَ الثوبَ لَقًى، فَإِذَا قَضَوْا نُسُكَهم لَمْ يَأْخُذُوهَا، وتَركوها بِحَالِهَا مُلْقاةً.
وَفِي حَدِيثِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ «ويُلْقَى الشُّحُّ» قَالَ الحُميدِي: لَمْ تَضْبُط الرُّوَاةُ هَذَا الحَرْف. ويَحْتمِل أَنْ يَكُونَ «يُلَقَّى» ، بِمَعْنَى يُتَلَقَّى ويُتُعَلَّم ويُتَواصَى به ويُدْعَى إليه، من قوله تعالى «وَلا يُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ»
أَيْ مَا يُعَلَّمها ويُنَبَّه عَلَيْهَا، وَقَوْلِهِ تَعَالَى «فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ» .
وَلَوْ قِيلَ «يُلْقَى» مُخَفَّفَةَ الْقَافِ لَكَانَ أَبْعَدَ، لِأَنَّهُ لَوْ أُلْقِيَ لتُرِكَ، وَلَمْ يَكُنْ مَوْجُودًا. وَكَانَ يَكُونُ مَدْحًا، وَالْحَدِيثُ مبنيٌّ عَلَى الذَّمّ.
وَلَوْ قِيلَ «يُلْفَى» بِالْفَاءِ بِمَعْنَى يُوجَد، لَمْ يَسْتَقِم؛ لأنَّ الشُّحّ مازال مَوْجُودًا.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ اكْتَوَى مِنَ اللَّقْوَة» هِيَ مَرَضٌ يَعْرِض للوَجْه فيُمِيلُه إِلَى أَحَدِ جَانِبَيْهِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.