Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: سمرة

قَدَدَ

(قَدَدَ)
- فِيهِ «ومَوضعُ قِدِّهِ فِي الْجَنَّةِ خيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» القِدّ بِالْكَسْرِ: السَّوط، وَهُوَ فِي الأصْل سَيْرٌ يُقَدّ مِن جلْد غَيْرِ مَدْبوغ: أَيْ قَدْر سَوْط أحدِكم، أَوْ قَدْر الْمَوْضِعِ الَّذِي يَسَعُ سَوْطَه مِنَ الْجَنَّةِ خيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
(س) وَفِي حَدِيثِ أحُد «كَانَ أَبُو طَلْحة شديدَ القدِّ» إِنْ رُوي بِالْكَسْرِ فيُريد بِهِ وَتَر القَوْس، وَإِنْ رُوِي بِالْفَتْحِ فَهُوَ المَدُّ والنَّزع فِي القَوْس.
(س) وَفِي حَدِيثِ سَمُرة «نَهى أَنْ يُقَدّ السَّيرُ بَيْنَ أصبعَين» أَيْ يُقْطع ويُشَق لِئَلَّا يَعْقِر الحديدُ يَدَه، وَهُوَ شبيه بنَهيه أن يَتَعاطى السَّيْفَ مَسْلولاً. والقَدُّ: القَطْعُ طُولًا، كالشَّق.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ يومَ السَّقيفة «الْأَمْرُ بينَنا وَبَيْنَكُمْ كقَدّ الأُبْلُمة» أَيْ كشَق الخُوصة نِصْفَيْنِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «كَانَ إِذَا تَطَاوَلَ قَدّ، وَإِذَا تقَاصَر قَطّ» أَيْ قَطع طُولاً وقَطع عَرْضًا.
[هـ] وَفِيهِ «أَنَّ امْرَأَةً أَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجَدْيَيْن مَرْضُوفين وقَدٍّ» أَرَادَ سِقَاءً صَغِيرًا متَّخذاً مِنْ جِلْد السَّخْلة فِيهِ لَبن، وَهُوَ بِفَتْحِ الْقَافِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «كَانُوا يَأْكُلُونَ القَدَّ» يُريد جِلْدَ السَّخْلة فِي الجدْب.
وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ «أُتيَ بالعَبَّاس يومَ بَدْر أسِيراً وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوبٌ، فَنظَر لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصاً، فَوجَدُوا قَميص عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ يُقَدُّ عَلَيْهِ فكَساه إيَّاه» أَيْ كَانَ الثَّوْبُ عَلَى قَدْرِه وطوُله.
وَفِي حَدِيثِ عُرْوَةَ «كَانَ يَتَزوّد قَدِيدَ الظِباء وَهُوَ مُحْرِم» القَدِيد: اللَّحْم المَمْلُوح المُجَفَّف فِي الشَّمْسِ، فَعِيلٍ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ «قَالَ لِمُعَاوِيَةَ فِي جَوَابِ: رُبَّ آكلِ عَبِيطٍ سَيُقَدّ عَلَيْهِ، وشاربِ صَفْو سَيَغَصُّ» هُوَ مِنَ القُدَاد، وَهُوَ دَاءٌ فِي الْبَطْنِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَجَعَلَهُ اللهُ حَبَناً وقُدَاداً» والحَبن: الاسْتِسقاء (هـ س) وَفِي حَدِيثِ الأوزاعيِّ «لَا يُسْهَم مِنَ الغَنيمة لِلْعَبْدِ وَلَا الْأَجِيرِ وَلَا القَدِيديِّين» هُمْ تُبَّاع الْعَسْكَرِ والصُّنّاع، كَالْحَدَّادِ، والبَيْطار، بلُغَة أَهْلِ الشَّامِ. هَكَذَا يُرْوَى بِفَتْحِ الْقَافِ وَكَسْرِ الدَّالِ.
وَقِيلَ: هُوَ بِضَمِّ الْقَافِ وَفَتْحِ الدَّالِ، كَأَنَّهُمْ لخسَّتهم يَلْبسون القَدِيد، وَهُوَ مِسْح صَغِيرٌ.
وَقِيلَ: هُوَ مِنَ التَّقَدُّد: التَّقَطُّع والتَّفَرُّق، لِأَنَّهُمْ يَتَفرَّقون فِي البِلاد لِلْحَاجَةِ وتمزَّق ثيابُهم.
وتصغِيرُهم تَحْقِير لشأنِهم. ويُشْتَمُ الرجُل فَيُقَالُ لَهُ: يَا قَدِيدِيّ، وَيَا قُدَيْديُّ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «قُدَيْد» مُصَغَّرًا، وَهُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ.
وَفِي ذِكْرِ الْأَشْرِبَةِ «المَقَدِّيُّ» هُوَ طِلاءٌ مُنَصَّف طُبخَ حَتَّى ذَهب نِصفْه، تَشْبِيهًا بِشَيْءٍ قُدَّ بِنصْفين، وَقَدْ تُخَفَّف دَالُهُ.

كَذَبَ

كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِباً وكِذْباً وكِذْبَةً وكَذْبَةً وكِذاباً وكِذَّاباً، ككِتابٍ وجِنَّانٍ، وهو كاذِبٌ وكَذَّابٌ وتِكِذَّابٌ وكذوبٌ وكَذوبَةٌ وكَذْبانُ وكَيْذَبانُ وكَيْذُبانُ وكُذُّبْذُبٌ وكُذَبَةٌ ومَكْذُبانُ ومَكْذَبانَةٌ وكُذُبْذُبانُ.
والأُكْذُوبَةُ والكُذْبى والمَكْذوبُ والمَكْذوبَةُ والمَكْذَبَةُ والكاذِبَةُ والكُذْبانُ والكُذابُ، بضمهما: الكَذِبُ.
وأكْذَبَهُ: ألفاهُ كاذِباً، وحَمَلَهُ على الكَذِبِ، وبَيَّنَ كَذِبَهُ.
والكَذوبُ والكَذوبَةُ: النَّفْسُ.
وكُذِبَ الرَّجُلُ: أُخْبِرَ بالكَذِبِ.
والكَذَّابانِ: مُسَيْلِمَةُ الحَنَفيُّ، والأَسْوَدُ العَنْسِيُّ.
والنَّاقَةُ التي يَضْرِبُها الفَحْلُ فَتَشولُ ثم تَرْجِعُ حائِلاً: مُكَذِّبٌ وكاذِبٌ، وقد كَذَبَتْ وكَذَّبَتْ.
ويقالُ لِمَنْ يُصاحُ به وهو ساكِتٌ يُري أنه نائِمٌ: قد أكْذَبَ، وهو الإِكْذَابُ.
والمَكْذوبَةُ: المرأةُ الضَّعيفةُ. وكَذَّابُ بَني كَلْبٍ: خَبَّابُ بنُ مُنْقِذٍ، وكَذَّابُ بَني طابِخَةَ، وكَذَّابُ بَني الحِرْمازِ، والكيْذُبانُ المُحارِبِيُّ، عَدِيُّ بنُ نَصْرٍ: شُعراءُ.
وكَذَبَ: قد يكونُ بمعنى وجَبَ، ومنه" كذَبَ عليكُمُ الحَجُّ، كَذَبَ عليكُمُ العُمْرَةُ، كَذَبَ عليكُمُ الجِهادُ، ثلاثَةُ أسْفارٍ كَذَبْنَ عليكُمْ" أو مِنْ: كَذَبَتْهُ نَفْسُهُ إذا مَنَّتْهُ الأَمانِيَّ، وخَيَّلَتْ إليه منَ الآمالِ ما لا يَكادُ يكونُ، أي لِيُكَذِّبْكَ الحَجُّ، أي لِيُنَشِّطْكَ ويَبْعَثْكَ على فِعْلِهِ، ومَنْ نَصَبَ الحَجَّ جَعَلَ"عليكَ" اسْمَ فِعْلٍ، وفي كَذَبَ ضميرُ الحَجِّ، أو المعنى: كَذَبَ عليكَ الحَجُّ إن ذَكَرَ أنه غيرُ كافٍ هاذِمٍ لما قَبْلَهُ من الذُّنُوبِ.
وحَمَلَ فما كَذَّبَ تكْذيباً: ما جَبُنَ.
وما كَذَّبَ أن فَعَلَ كذا: ما لَبِثَ.
وتَكَذَّبَ: تَكَلَّفَ الكَذِبَ،
وـ فُلاناً: زَعَمَ أنه كاذِبٌ. وكاذَبْتُهُ مكاذَبَةً وكِذَاباً.
وكَذَّبَ بالأَمْرِ تَكْذِيباً وكِذَّاباً: أنْكَرَهُ،
وـ فُلاناً: جَعَلَهُ كاذباً،
وـ عن أمْرٍ قد أرادَهُ: أحْجَمَ،
وـ عنْ فُلانٍ: رَدَّ عنهُ،
وـ الوحْشِيُّ: جَرَى شَوْطاً فوقَفَ (لِيَنْظُرَ ما وراءَهُ) .
(كَذَبَ)
(هـ) فِيهِ «الحِجامة عَلَى الرِّيق فِيهَا شِفاءٌ وبَركة، فَمَنِ احْتَجم فَيومُ الْأَحَدِ وَالْخَمِيسِ كَذَباك، أَوْ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ والثُّلاثاء» [مَعْنَى] كَذَباك أَيْ عَلَيْكَ بِهِمَا. يَعْنِي اليَومين الْمَذْكُورَيْنِ.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «هَذِهِ كَلِمَةٌ جَرَت مَجْرَى المَثَل فِي كَلَامِهِمْ، وَلِذَلِكَ لَمْ تَتَصَرَّف ولَزِمَت طَرِيقَةً وَاحِدَةً، فِي كَوْنِهَا فِعلاً ماضِياً مُعَلَّقاً بالمُخاطَب [وحْدَه] وَهِيَ فِي مَعْنَى الأمْر، كَقَوْلِهِمْ فِي الدُّعَاءِ:
رَحِمَكَ اللَّهُ: [أَيْ لِيَرْحَمْكَ اللَّهُ] وَالْمُرَادُ بالكَذب التَّرغيب والبَعْث، مِنْ قَوْلِ العَرب: كَذَبْته نَفْسُه إِذَا مَنَّتْه الْأَمَانِيَّ، وخَيَّلت إِلَيْهِ مِنَ الْآمَالِ مَا لَا يَكَادُ يَكُونُ. وَذَلِكَ ممَّا يُرَغَّب الرجلَ فِي الْأُمُورِ، ويَبْعثه عَلَى التَّعَرّض لَهَا. وَيَقُولُونَ فِي عكْسِه»
: صَدَقَتْه نفِسُه، [إِذَا ثَبَطَتْه] وخَيَّلَت إِلَيْهِ العَجْز والكَدّ فِي الطَّلَب. وَمِنْ ثَمَّ قَالُوا للنَّفْس: الكَذُوب» .
فَمَعْنَى قَوْلِهِ «كَذَبَاك» : أَيْ ليَكْذِباك وليُنَشِّطاك ويَبْعَثاك عَلَى الفِعْل.
وَقَدْ أطْنَب فِيهِ الزمخشريُّ وَأَطَالَ. وَكَانَ هَذَا خُلاصةَ قَوْلِهِ.
وَقَالَ ابْنُ السِّكيِّت: كَأَنَّ «كَذَب» هَاهُنَا إغْراء: أَيْ عَلَيْكَ بِهَذَا الْأَمْرِ ، وَهِيَ كَلِمَةٌ نادِرة جَاءَتْ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ.
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: «كَذَب قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى وجَب» .
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كَذَب عَلَيْكَ، أي وَجَب عليك. [هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «كَذَب عَلَيْكُمُ الحجُّ، كَذَب عَلَيْكُمُ العُمْرةُ، كَذَب عَلَيْكُمُ الجهادُ، ثَلَاثَةُ أسْفار كَذَبْنَ عَلَيْكُمْ» مَعْنَاهُ الإغْراء: أَيْ عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ الثَّلَاثَةِ.
وَكَانَ وجْهُه النَّصْب عَلَى الإغْراء، وَلَكِنَّهُ جَاءَ شَاذًّا مَرْفُوعًا.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: إنْ قِيلَ: لَا حَجَّ عَلَيْكُمْ، فَهُوَ كَذِب.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: وَجَبَ عَلَيْكُمُ الحجُّ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ الحثُّ والحضُّ. يَقُولُ: إِنَّ الحجَّ ظَنَّ بِكُمْ حِرْصاً عَلَيْهِ ورَغبة فِيهِ، فكَذَب ظَنُّهُ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مَعْنَى «كَذَبَ عَلَيْكُمُ الحجُّ» عَلَى كَلَامَيْنِ ، كَأَنَّهُ قَالَ: كَذَب الحجُّ، عَلَيْكَ الْحَجَّ: أَيْ ليرغِّبك الحجُّ، هُوَ وَاجِبٌ عَلَيْكَ، فأضْمر الْأَوَّلَ لِدَلَالَةِ الثَّانِي عَلَيْهِ. وَمَنْ نَصب الْحَجَّ فَقَدْ جَعل «عَلَيْكَ» اسْم فِعْلٍ، وَفِي كَذَبَ ضَمير الْحَجِّ.
وَقَالَ الْأَخْفَشُ: الْحَجُّ مَرْفُوعٌ بِكَذَبَ، وَمَعْنَاهُ نَصْب، لِأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يأمُره بِالْحَجِّ، كَمَا يُقَالُ:
أمْكَنك الصَّيْدُ، يُريد ارِمْه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «شَكَا إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ أَوْ غيرُه النِّقْرِس، فَقَالَ:
كَذَبَتْك الظَّهائر» أَيْ عَلَيْكَ بالمَشْيِ فِيهَا.
والظَّهائر: جَمْعُ ظَهِيرة، وَهِيَ شِدَّةُ الْحَرِّ.
وَفِي رِوَايَةٍ «كَذَب عَلَيْكَ الظَّواهُر» ، جَمْعُ ظَاهِرَةٍ، وَهِيَ مَا ظَهَر مِنَ الْأَرْضِ وَارْتَفَعَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «إِنَّ عَمْرَو بْنَ مَعْدِيكَرِبَ شَكا إِلَيْهِ الْمَعَص [فَقَالَ] كَذَبَ عَلَيْكَ العَسَلُ» يُرِيدُ العَسلان، وَهُوَ مَشْي الذِّئب: أَيْ عَلَيْكَ بسُرعة المَشْي.
والمَعَصُ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ: الْتِواء في عَصَب الرِّجْل. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «كَذَبَتْكَ الحارِقةُ» أَيْ عَلَيْكَ بِمِثْلِها. والحارِقة: الْمَرْأَةُ الَّتِي تَغْلِبها شَهوتُها. وَقِيلَ: الضَّيِّقة الفَرْج.
(س) وَفِي الْحَدِيثِ «صَدَق اللَّهُ وكَذَب بَطْنُ أَخِيكِ» اسْتُعْمِلَ الْكَذِبُ هَاهُنَا مَجازاً حَيْثُ هُوَ ضِدُّ الصِّدق. وَالْكَذِبُ مُخْتَصٌّ بالأقوال، فجَعل بَطْن أخيه حيْث لم يَنْجَع فِيهِ العَسل كَذِباً، لِأَنَّ اللَّهَ قَالَ: «فِيهِ شِفَاءٌ للِنَّاسِ» .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ صَلَاةِ الوِتر «كَذِبَ أبُو محَمَّد» أَيْ أخْطَأ. سَمَّاه كَذِبا، لِأَنَّهُ يُشْبِهُه فِي كَوْنِهِ ضِدّ الصَّواب، كَمَا أَنَّ الكَذِب ضِد الصِّدق وَإن افْتَرقا مِنْ حَيْثُ النِّيَّة والقَصْد؛ لِأَنَّ الكاذِب يَعْلم أَنَّ مَا يَقُولُهُ كَذِب، والمُخْطِىء لاَ يَعلَم. وَهَذَا الرجُل لَيْسَ بِمُخْبِر، وَإِنَّمَا قَالَهُ باجتهادٍ أَدَّاهُ إِلَى أَنَّ الوِتْر واجِب، والاجْتِهاد لَا يَدْخُله الْكَذِبَ وَإِنَّمَا يَدْخله الخَطأ.
وَأَبُو مُحَمَّدٍ صَحابي. وَاسْمُهُ مَسْعود بْنُ زَيْد.
وَقَدِ اسْتَعملت العرَب الكَذب فِي مَوْضع الْخَطَأِ، قَالَ الْأَخْطَلُ:
كَذَبَتْك عَيْنُك أمْ رَأيتَ بِوَاسِطٍ ... غَلَسَ الظَّلاَم مِنَ الرَّباَبِ خَيَالاَ
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة :
مَا فِي سَمْعِه كَذِب
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُرْوة «قِيلَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُول: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبِثَ بِمَكَّةَ بضْعَ عَشْرة سَنَة. فَقَالَ: كَذَبَ» أَيْ أخْطَأ.
وَمِنْهُ «قَوْلُ عُمَرَ لِــسَمُرَة حِينَ قَالَ: المُغْمَي عَلَيْهِ يُصَلّي مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ صَلاَةً حتى يَقْضِيَها، فقال: كَذَبْت، ولكنَّه يُصَلّيهِنّ مَعَاً» أَيْ أخْطَأت. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ «قَالَ يَوْمَ اليَرْمُوك: إِنْ شَدَدْت عَلَيْهِمْ فَلَا تُكَذِّبوا» أي فَلَا تَجْبُنُوا وتُوَلُّوا. يُقَالُ للرجُل إِذَا حَمل ثُمَّ وَلَّى: كَذَّب عَنْ قِرْنه، وحَمَل فماَ كَذَّب: أَيْ مَا انْصَرف عَنِ القِتال. والتَّكْذيب فِي القِتَال: ضِدُّ الصِّدق فِيهِ. يُقَالُ: صَدَق القِتَال إِذَا بَذَل فِيهِ الجِدَّ، وكَذَّب عَنْهُ إِذَا جَبُنَ.
(س) وَفِيهِ «لَا يَصْلُح الكَذِب إلاَّ فِي ثَلَاثٍ» قِيلَ: أَرَادَ بِهِ مَعَارِيضَ الْكَلَامِ الَّذِي هُوَ كَذِبٌ مِنْ حَيْث يَظُنُّه السَّامع، وصِدْقٌ مِنْ حَيْث يَقُولُهُ الْقَائِلُ.
كَقَوْلِهِ «إنَّ فِي المَعَاريضِ لَمنْدُوحَةً عَنِ الكَذِب» .
وَكَالْحَدِيثِ الآخَر «أنَّه كَانَ إِذَا أرادَ سفَراً وَرَّى بِغَيْرِهِ» .
(س) وَفِي حَدِيثِ الْمَسْعُودِيِّ «رَأَيْتُ فِي بَيْت القاسِم كَذَّابَتَيْن فِي السَّقْف» الكَذَّابة: ثَوْبٌ يُصَوَّر ويُلْزَق بسَقْف البَيْت. سُمِّيت بِهِ لأنَّها تُوهِم أنَّها فِي السَّقْف، وإنَّما هِيَ فِي الثَّوب دُونَه.

مَعَا

(مَعَا)
(هـ) فِيهِ «المؤمنُ يأكُل فِي مِعًى واحدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعاء» هَذَا مثَلٌ ضَرَبَهُ للمؤمنِ وزُهْده فِي الدُّنْيَا، وَالْكَافِرِ وحِرْصِه عَلَيْهَا. وَلَيْسَ مَعْنَاهُ كثْرَة الأكلِ دُونَ الاتِّساعِ فِي الدُّنْيَا. وَلِهَذَا قِيلَ: الرُّغْبُ شُؤمٌ؛ لِأَنَّهُ يَحملُ صاحبَه عَلَى اقْتحامِ النَّارِ.
وَقِيلَ: هُوَ تخصيصٌ لِلْمُؤْمِنِ وتَحامِي مَا يَجُرُّه الشّبَعُ مِنَ القَسْوة وطاعةِ الشَّهوة.
ووصفُ الكافرِ بكثرةِ الْأَكْلِ إغلاظٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ، وتأكيدٌ لِما رُسِمَ لَهُ.
وَقِيلَ: هُوَ خاصٌّ فِي رجُلٍ بعيِنه كَانَ يأكلُ كَثِيرًا فأسْلَم فقَلَّ أكلُه.
والمِعَى: واحُد الأَمْعاء، وَهِيَ المَصارِين.
(هـ) وَفِيهِ «رَأَى عثمانُ رَجُلًا يقْطَع سَمُرَةً فَقَالَ: ألَسْتَ تَرْعَى مَعْوَتَها؟» أَيْ ثمرتهَا إِذَا أدركَت. شَبَّهها بالمَعْوِ، وَهُوَ البُسْر إِذَا أرْطَبَ. 

وَرِقَ

(وَرِقَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ المُلاعَنة «إِنْ جَاءَتْ بِهِ أَوْرَقَ جَعْداً» الْأَوْرَقُ: الأسْمَر. والْوُرْقَةُ:
الــسُّمْرة. يُقَالُ: جَمَلٌ أَوْرَقُ، وناقَةٌ وَرْقَاءُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الْأَكْوَعِ «خَرَجْتُ أنَا وَرَجُلٌ مِنْ قَوْمي وهُو عَلَى نَاقةٍ وَرْقَاء» .
وَحَدِيثُ قُسّ «عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ» .
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِعَمَّار: أنْتَ طَيِّبُ الْوَرَقِ» أَرَادَ بِالْوَرَقِ نَسْلَه، تَشْبِيهاً بوَرَق الشَّجَر، لخُروجها مِنْهَا. ووَرَقُ الْقَوْمِ: أحْدَاثُهم .
(س) وَفِي حَدِيثِ عَرْفَجة «لمَّا قُطِعَ أنْفُه [يَومَ الكُلاب] اتَّخَذَ أنْفاً مِنْ وَرِقٍ فأنْتَن، فاتَّخَذَ أنْفاً مِنْ ذَهَب» الْوَرِقُ بكسْر الرَّاء: الفِضَّة. وقَد تُسَكَّن. وحَكَى القُتَيْبي عَنِ الْأَصْمَعِيِّ أنَّه إنَّما اتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرَقٍ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، أَرَادَ الرَّق الَّذِي يُكْتَبُ فِيهِ، لأنَّ الفِضَّة لَا تُنْتِن. قَالَ: وَكُنْتُ أحْسَبُ أَنَّ قَول الأصْمَعي أنَّ الفِضَّة لَا تُنْتِن صَحِيحًا، حَتَّى أخْبرني بعضُ أَهْلِ الخِبْرة أنَّ الذَّهَب لَا يُبْليه الثَّرى، وَلَا يُصْدِئه النَّدى، وَلَا تَنْقُصه الأرضُ، وَلَا تأكُله النَّار.
فأمَّا الفِضَّة فإنَّها تَبْلَى، وتَصْدَأ، وَيَعْلُوها السَّوادُ، وَتُنْتِنُ. (هـ) وَفِيهِ «ضِرْس الكافِر فِي النَّار مِثْلُ وَرِقَانٍ» هُوَ بوَزْن قَطِرانٍ: جَبَلٌ أسْودُ بَيْن العَرْج والرُّوَيْثَة، عَلَى يَمين المَارِّ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّة.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «رَجُلانِ مِن مُزَيْنَةَ ينْزِلان جَبَلاً مِنْ جِبال العَرب يُقَالُ لَهُ وَرِقَان، فَيُحْشَر النَّاسُ وَلَا يَعْلمَان» .

حَمُرَ

(حَمُرَ)
(هـ س) فِيهِ «بُعِثْتُ إِلَى الأَحْمِرِ والأسْود» أَيِ العَجم والعَرب؛ لِأَنَّ الْغَالِبَ عَلَى ألْوان العَجم الْحُمْرَةُ وَالْبَيَاضُ، وَعَلَى أَلْوَانِ الْعَرَبِ الْأُدْمَةُ وَالــسُّمْرَةُ. وَقِيلَ أَرَادَ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ. وَقِيلَ أَرَادَ بالأَحْمَرِ الْأَبْيَضَ مُطلقا، فَإِنَّ العرَب تَقُولُ امْرأة حَمْرَاء أَيْ بَيْضَاءُ. وسُئل ثَعْلَبٌ: لِمَ خَصَّ الأَحْمَر دُون الْأَبْيَضِ؟ فَقَالَ: لِأَنَّ الْعَرَبَ لَا تَقُولُ رَجُلٌ أبْيَض؛ مِن بَيَاضِ اللَّون، وإنَّما الْأَبْيَضُ عِنْدَهُمُ الطَّاهِر النَّقِيّ مِنَ العُيوب، فَإِذَا أَرَادُوا الْأَبْيَضَ مِنَ اللَّون قَالُوا الأَحْمَر. وَفِي هَذَا الْقَوْلِ نَظَر، فَإِنَّهُمْ قَدِ اسْتَعْمَلوا الْأَبْيَضَ فِي أَلْوَانِ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أُعْطِيتُ الكَنْزَين الأَحْمَر والأبيضَ» هيَ مَا أفَاء اللَّهُ عَلَى أمَتِه مِنْ كُنُوز الْمُلُوكِ، فالأَحْمَر الذَّهَبُ، وَالْأَبْيَضُ الفِضة. والذَّهَب كُنوز الرُّوم لِأَنَّهُ الْغَالِبُ عَلَى نُقودهم، والفِضَّة كُنُوزُ الأكاسِرة لِأَنَّهَا الْغَالِبُ عَلَى نُقُودهم. وَقِيلَ: أَرَادَ العَرب والعَجم جَمعَهم اللَّهُ عَلَى دِينِهِ ومِلته.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «قِيلَ لَهُ: غَلَبَتْنا عَلَيْكَ هَذِهِ الحَمْرَاء» يَعْنُون العَجم والرُّوم، والعَربُ تُسَمّي الموَاليَ الحَمْرَاء.
(هـ) وَفِيهِ «أهْلَكَهُنّ الأَحْمَرَانِ» يَعْنِي الذهَب وَالزَّعْفَرَانَ. والضَّمير للنِّساء: أَيْ أهلكَهُنّ حُب الحُلِيّ والطِّيب. وَيُقَالُ للَّحْم والشَّراب أَيْضًا الأَحْمَرَانِ، وَلِلذَّهَبِ وَالزَّعْفَرَانِ الأصْفَران، وللْماء واللّبن الأبيضان، وللتَّمر والماء الأسْودَان.
(س) وَفِيهِ «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الموْت الأَحْمَر» يَعْنِي القَتْلَ لِمَا فِيهِ مِنْ حُمْرة الدَّمِ، أَوْ لِشدّتِه، يُقَالُ مَوت أَحْمَرُ: أَيْ شَدِيدٌ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «قَالَ: كُنَّا إِذَا احْمَرَّ البأسُ اتَّقَيْنا بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَيْ إِذَا اشْتَدَّت الحرْب اسْتَقْبَلْنا العدُوّ بِهِ وجَعَلْناه لَنا وِقَايَةً. وَقِيلَ أَرَادَ إِذَا اضْطَرمَت نَارُ الحرْب وتَسَعَّرت، كَمَا يُقَالُ فِي الشَّرّ بيْن الْقَوْمِ: اضْطَرمَت نارُهم، تَشْبيها بحُمْرَةِ النَّار. وَكَثِيرًا مَا يُطْلقون الحُمْرَة عَلَى الشِّدَّة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ طَهْفَة «أصابَتْنا سَنةٌ حَمْرَاء» أَيْ شَدِيدَةُ الجَدْب؛ لِأَنَّ آفَاقَ السَّمَاءِ تَحْمرُّ فِي سِنِي الجدْب والقَحْط.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ حَلِيمة «أَنَّهَا خرَجت فِي سَنَة حَمْرَاء قَدْ بَرَت المالَ» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «خُذُوا شَطْر دِينِكم مِنَ الحُمَيْرَاء» يَعْنِي عَائِشَةَ، كَانَ يَقُولُ لَهَا أَحْيَانًا يَا حُمَيْرَاء تَصْغير الحَمْرَاء، يُرِيدُ البَيْضاء. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الحديث. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ «أَرَاكَ أَحْمَرَ قَرِفاً، قَالَ: الحُسن أَحْمَر» ، يَعْنِي أَنَّ الحُسن فِي الحُمْرَة، ومنه قول الشاعر:
فإذا ظهرت تتنّعي ... بالحُمْر إِنَّ الحُسْنَ أَحْمَر
وَقِيلَ كَنَى بالأَحْمَرِ عَنِ المَشَقَّة والشِّدة: أَيْ مَنْ أَرَادَ الحُسْن صَبَر عَلَى أَشْيَاءَ يكْرَهُها.
(س) وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «فوضَعته عَلَى حِمَارَة مِنْ جَريد» هِيَ ثَلَاثَةُ أعْواد يُشَدّ بعضُ أَطْرَافِهَا إِلَى بَعْضٍ، ويُخالَف بَيْنَ أرْجُلها وتُعَلَّق عَلَيْهَا الْإِدَاوَةُ لِيَبْرُد الْمَاءُ، وتُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ سَهْبَايْ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «قَدِمْنا رسولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة جَمْعٍ عَلَى حُمُرَات» هِيَ جَمْعُ صِحَّة لحُمُر، وحُمُر جَمْعُ حِمَار.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ شُريح «أَنَّهُ كَانَ يَرُدّ الحَمَّارَة مِنَ الْخَيْلِ» الحَمَّارَة: أَصْحَابُ الحَمِير: أَيْ لَمْ يُلْحِقْهم بِأَصْحَابِ الْخَيْلِ فِي السِّهَامِ مِنَ الغَنيمة. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: فِيهِ [أَيْضًا] أَنَّهُ أَرَادَ بالحَمَّارَة الْخَيْلَ الَّتِي تعْدُو عَدْوَ الحَمِير.
(س) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «كَانَتْ لَنَا داجِنٌ فَحَمِرَتْ مِنْ عَجين» الحَمَرُ بِالتَّحْرِيكِ: دَاءٌ يَعْتَري الدَّابَّةَ مِنْ أَكْلِ الشَّعِيرِ وَغَيْرِهِ. وَقَدْ حَمِرَتْ تَحْمَرُ حَمَرًا.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «يُقْطَع السَّارِقُ مِنْ حِمَارَّةِ القَدَم» هِيَ مَا أشْرَف بَيْنَ مَفْصِلِهَا وَأَصَابِعِهَا مِنْ فَوْقُ.
وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ «أَنَّهُ كَانَ يغسِل رِجْلَيْهِ مِنْ حِمَارَّةِ القَدَم» وَهِيَ بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «فِي حَمَارَّة القَيْظ» أَيْ شِدّة الْحَرِّ، وَقَدْ تُخَفِّفُ الرَّاءُ.
وَفِيهِ «نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَتْ حُمَّرَةُ» الحُمَّرَةُ- بِضَمِّ الْحَاءِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ، وَقَدْ تُخَفَّفُ: طَائِرٌ صغير كالعصفور. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «مَا تَذْكُر مِنْ عَجُوزٍ حَمْرَاء الشِدْقَيْن» وَصَفَتْها بالدَّرَد، وَهُوَ سُقوط الْأَسْنَانِ مِنَ الكِبَرِ، فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا حُمْرة اللّثَاة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «عارَضَه رجُل مِنَ المَوالِي فَقَالَ: اسْكُتْ يَا ابْنَ حَمْرَاء العِجَانِ» أى أَيْ يَا ابْنَ الأمَة، والعِجان مَا بَيْنَ القُبُل والدُّبر، وَهِيَ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ فِي السَبّ والذَّم.

الخَبُّ

الخَبُّ: الخَدَّاع الجُرْبُزُ، ويُكْسَرُ، والحَبْلُ من الرَّمْلِ اللاَّطِئُ بالأرضِ، وسَهْلٌ بين حَزْنَيْنِ تكونُ فيه الكَمْأَةُ. وبالضمِ: لِحاءُ الشَّجَرِ، والغامِضُ من الأرضِ.
وبالكسر: ع، وهَيَجانُ البَحْرِ،
كالخِبابِ، بالكسر، والخِداعُ، والخُبْثُ، والغِشُّ، خَبِبْتَ، كَعَلِمْتَ، وخَبَّبَهُ.
والخَبَبُ، (مَحَرَّكَةً) : ضَرْبٌ من العَدْوِ، أو كالرَّمَلِ، أو أنْ يَنْقُلَ الفَرَسُ أيَامِنَهُ جميعاً وأياسِرَهُ جميعاً، أو أنْ يُراوحَ بين يديه، والسُّرْعَةُ، خَبَّ خَبّاً وخَبيباً وخَبَبَاً واخْتَبَّ وأخَبَّها.
والخِبَّةُ، مُثَلَّثَةً: طريقةٌ من رَمْلٍ أو سَحابٍ، أو خِرْقَةٌ كالعِصَابةِ، كالخَبِيبَةِ.
وثَوْبٌ أخْبابٌ وخِبَبٌ، (كَعِنَبٍ) ،
وخَبائِبُ: مُتَقَطِّعٌ.
والخَبِيبَةُ: الشَّرِيحَةُ من اللَّحْمِ، وليس بِصُوفٍ، وغَلِطَ الجوهريُّ، وإنَّما الصُّوفُ بالجيمِ والنُّونِ.
وخَبَّ النَّباتُ: طالَ وارْتَفَعَ،
وـ الرَّجُلُ: مَنَع ما عِنْدَه، ونَزَلَ المُنْهَبِطَ مِنَ الأرضِ ليُجْهَلَ مَوْضِعُه بُخْلاً،
وـ البَحْرُ: اضْطَرَبَ،
وـ فلانٌ: صار خَدَّاعاً.
والخُبَّةُ، بالضم: مُسْتَنْقَعُ الماءِ،
وع، وبَطْنُ الوادي، كالخَبِيبَةِ،
والخَبِيبُ: الخَدُّ في الأرضِ.
والخَوَابُّ: القَراباتُ، واحِدُها: خَابَّةٌ.
وخَبْخَبَ: غَدَرَ، واسْتَرْخى بطنُه
وـ مِنَ الظَّهِيرَةِ: أبْرَدَ.
والخَبْخابُ: رَخاوَةُ الشيء المُضْطَرِبِ.
وقد تَخَبْخَبَ،
وـ بَدَنُهُ: هزِلَ بعد السِّمَنِ،
وـ الحّرُّ: سَكَنَ فَوْرَتُه.
وإبلٌ مُخَبْخَبَةٌ، (بالفتح) : كثِيرَةٌ، أو سَمِينْةٌ حَسَنَةٌ، كلُّ مَنْ رآها قال: ما أحْسَنَها.
وأخْبابُ الفَحِثِ: الحَوايَا.
وخِبُّ، بالكسر، وكَزُبَيْرٍ: مَوْضِعانِ.
والخُبَيْبانِ: أبو خُبَيْبٍ عبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْرِ، وابْنُهُ، أوْ أخُوهُ مُصْعَبٌ. وكَشَدَّادٍ: قَيْنٌ بِمكَّةَ، كانَ يَضْرِبُ السُّيُوفَ، تَكالَمَ الزُّبَيْرُ وعثمانُ، فقال الزُّبَيْرُ: إن شِئْتَ تَقاذَفْنا، فقال: أَبِالبَعَرِ يا أبا عبدِ الله؟ قال: بل بِضْرَبِ خَبَّابٍ ورِيشِ المُقْعَدِ، والمُقْعَدُ: كانَ يَرِيشُ السِّهَامَ. وخَبَّابُ بنُ الأَرَتِّ، وابنُ إبراهيم، وعبدُ الرَّحْمن بنُ خَبَّاب: صَحابِيُّونَ. وعبدُ اللَّهِ، وصالحٌ، وهِلالٌ، ويُونُسُ الرَّافِضِيُّ، ومحمدٌ: أوْلادُ الخَبَّابِينَ، وأبو خَبَّابٍ الوَليدُ بنُ بُكَيْرٍ، وصالِحُ بنُ عَطاءِ بنِ خَبَّابٍ: مُحَدِّثونَ. وكَزُبَيْرٍ: ابنُ يَسافٍ، وابنُ الأسْوَدِ، وابنُ الحارِثِ، وابنُ مالِكٍ، وأبو عَبْدِ اللَّهِ الجُهَنِّيُّ: صحابِيُّونَ. وابنُ سُلَيْمانَ بنِ سَمُرَةَ، وابنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وابنُ ثابِتٍ الجَوَادُ الفَصِيحُ، وابنُ الزُّبَيْرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ، وابنُ عبدِ الرَّحْمنِ شَيْخُ مالِكٍ، ومُعاذُ بنُ خُبَيْبٍ، وأبو خُبَيْبٍ العباسُ بنُ البِرْتِيِّ: مُحَدِّثُونَ.

البُرْجُ

البُرْجُ، بالضمِّ: الرُّكْنُ، والحِصْنُ، وواحدُ بُروجِ السَّماءِ، وابنُ مُسْهِرٍ الشَّاعِرُ الطَّائِيُّ،
وة بِأَصْفَهانَ، منها: عثمانُ بنُ أحمدَ الشَاعِرُ، وغانِمُ بنُ محمدٍ صاحِبُ أبي نُعَيْمٍ،
ود شَديدُ البَرْدِ،
وع بِدِمَشْقَ، منه: عبدُ اللَّهِ بنُ سَلَمَةَ، وقَلْعَةٌ أو كُورَةٌ بِنَواحِي حَلَبَ،
وع بَيْنَ بانِياسَ ومَرْقَبَةَ. وأبو البُرْجِ: القاسِمُ بنُ جَبَلٍ الذُّبْيانِيُّ، شاعِرٌ إِسْلامِيٌّ.
والبَرَجُ، مُحَرَّكَةً: أن يكونَ بياضُ العَيْنِ مُحْدِقاً بالسَّوادِ كُلِّهِ، والجَميلُ الحَسَنُ الوَجْهِ، أو المُضِيءُ البَيِّنُ المَعْلومُ ج: أبْراجٌ.
وبُرْجانُ، كعُثْمانَ: جِنْسٌ مِنَ الرُّومِ،
ولِصٌّ م.
وحِسابُ البُرْجانِ: قولُكَ ما جُذاءُ كذا في كذا، وما جَذْرُ كذا في كذا، فَجُذاؤهُ: مَبْلَغُهُ، وجَذْرُهُ: أصْلُهُ الذي يُضْرَبُ بَعْضُهُ في بَعْضٍ،
وجُمْلَتُهُ: البُرْجانُ. وابنُ بَرَّجانَ، كَهَيَّبانَ: مُفَسِّرٌ صُوفِيٌّ.
وأبْرَجَ: بَنى بُرْجاً،
كبَرَّجَ تَبْريجاً.
وبَرِجَ، كَفَرِحَ: اتَّسَعَ أمْرُهُ في الأَكْلِ والشّرْبِ.
والبَارِجُ: المَلاَّحُ الفارهُ.
والبارِجَةُ: سَفينةٌ كَبيرَةٌ لِلقِتالِ، والشِّرَّيرُ.
وتَبَرَّجَتْ: أظْهَرَتْ زِينَتَها لِلرِّجالِ.
والإِبْريجُ: المِمْخَضَةُ.
وبُرْجَةُ: فَرَسُ سنانِ بنِ أبي حارِثَةَ،
ود بِالمَغْرِبِ، منه: المُقْرِئُ علِيُّ بنُ محمدٍ الجُذاميُّ البُرْجِيُّ.
البَرْدَجُ: السَّبْيُ، مُعَرَّبُ: بَرْدَهْ،
وة بِشِيرَازَ.
وبِرْديجُ، كَبِلْقيسَ: د بِأَذْرَبيجانَ.
البُرْجُ:
من قرى أصبهان أو ناحيته، وهي إحدى الإيغارين، ينسب إليها جماعة، منهم: أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق بن بندار الكاتب البرجي الأصبهاني، حدث عن محمد بن عمر بن حفص الجورجيري وأبي عمرو بن حكيم وعلي بن محمد بن أبان، روى عنه أبو الربيع الاستراباذي وأحمد بن جعفر الفقيه وأبو القاسم بن أبي بكر بن علي؟ بو سهل بن محمد البرجي وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم الورّاق، مات يوم عيد الفطر سنة 406، وشيبان بن عبد الله ابن أحمد بن محمد بن شيبان بن محمد بن سمرة بن الفضل بن قيس بن عدنان بن نزار بن حرب بن ربيعة ابن الحسين بن المفضل الأسدي المحتسب أبو المعمّر البرجي، شيخ صالح صاحب سنّة يعظ الناس في نواحي أصبهان، سمع من أبي عبد الله محمد بن إسحاق ابن مندة الحافظ إملاء وأخذا وكتب عن أبي بكر ابن مردويه الحافظ وأبي سعد أحمد بن محمد الماليني وأبي عبد الله الجرجاني وأبي بكر بن أبي علي وغيرهم، روى عنه يحيى بن مندة وغيره، وسهل بن محمد بن سهل البرجي، حدّث عن جده أبي الفرج البرجي، روى عنه الأصبهانيون، ذكره يحيى بن مندة وروى عنه إجازة، ومحمد بن الحسن البرجي الأديب الأصبهاني، وتوفي في محرّم سنة 488، سمع وحدث، ذكره يحيى بن مندة، ومنصور أبو سهل العروضي من أصحاب أبي نعيم الحافظ، وكان يسمع الحديث إلى أن مات في نصف جمادى الآخرة سنة 488، وكان كثير السماع قليل الرواية، وأبو القاسم غانم بن أبي نصر البرجي، سمع أبا نعيم وغيره، وأحمد بن سهل ابن محمد بن عبد العزيز بن سهل البرجي، روى عن أبي منصور عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله الصحّاف وغيره، روى عنه من أدركناه، وعبيد الله ابن محمد بن عبيد بن قمن بن فيل البرجي أبو القاسم الصوفي من أهل أصبهان، روى عن أبي الحسن علي ابن أحمد بن محمد بن الحسين بن إبراهيم الخرجاني، روى عنه أبو علي الحدّاد وغيره، وعدنان بن عبد الله ابن أحمد بن محمد بن شيبان المؤدّب أبو الحسن البرجي، روى عن أبي بكر أحمد بن محمد بن موسى ابن مردويه، روى عنه أبو علي أيضا، وأبو الفضل محمد بن الحسين بن عبيد الله بن محمد بن حامد بن يوسف البرجي المؤدّب، روى عن أبي بكر محمد ابن إبراهيم بن المقري، روى عنه أبو علي الحدّاد وغير هؤلاء كثير. والبرج أيضا: موضع بدمشق، هكذا قال خليفة بن قاسم، وليس يعرف الآن ولعله قد كان ودرس، ينسب إليه أبو محمد عبد الله بن سلمة البرجي الدمشقي، يروي عن محمد بن علي بن مروان وغيره، روى عنه محمد بن الورد وجماعة من الدمشقيين.

رَزَغَ

(رَزَغَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرة «قِيلَ لَهُ: أمَا جَمَّعْتَ؟ فَقَالَ مَنَعَنا هَذَا الرَّزَغ» هُوَ الْمَاءُ والوَحل. وَقَدْ أَرْزَغَتْ السَّمَاءُ فَهِيَ مُرْزِغَةٌ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «خَطَبَنَا فِي يومٍ ذِي رَزَغ» وَيُرْوَى الْحَدِيثَانِ بالدَّال وَقَدْ تَقَدَّمَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ خُفاف بْنِ نُدْبة «إِنْ لَمْ تُرْزغ الأمطارُ غَيْثاً» .

دَهَنَ

(دَهَنَ)
فِي حَدِيثِ صَفِيَّةَ ودُحيْبَة «إنَّما هَذِهِ الدَّهْنَاء مُقَيّد الجَمَل» هُوَ موضِعٌ معروفٌ بِبِلَادِ تَميمٍ. وَقَدْ تكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ سَمُرَة «فيخرُجُون مِنْهُ كَأَنَّمَا دُهِنُوا بِالدِّهَانِ» هُوَ جَمْعُ الدُّهْنِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ «وَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ كَأَنَّ عَلَى وَجْهِهِ الدِّهَان» .
وَفِي حَدِيثِ هِرَقْلَ «وَإِلَى جَانِبِهِ صُورَةٌ تُشْبِهُهُ إِلَّا أنَّه مُدْهَانُّ الرَّأسِ» أَيْ دَهِينُ الشَّعر، كالمُصفارّ والمُحْمارّ.
وَفِي حَدِيثِ طَهْفَة «نَشِف المُدْهُن» هُوَ نُقْرةٌ فِي الجَبَل يَجْتمع فِيهَا المطَرُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَأَنَّ وَجْهَه مُدْهُنَةٌ» هِيَ تَأْنِيثُ الْمُدْهُن، شبَّه وجْهَه لإشْراقِ السُّرُور عَلَيْهِ بصَفاء المَاء المُجْتَمع فِي الحَجَر. والْمُدْهُن أَيْضًا والْمُدْهُنَة: مَا يُجْعل فِيهِ الدُّهْن، فَيَكُونُ قَدْ شبَّهه بصفَاء الدُّهْن. وَقَدْ جَاءَ فِي بعْض نُسخ مُسْلمٍ «كأنَّ وجْهه مُذْهَبَة» بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَالْبَاءِ المُوَحَّدة، وسيُذْكر فِي الذال.
دَهَنَ: نافَقَ،
وـ رأسَهُ وغيرَهُ دَهْناً ودَهْنَةً: بَلَّهُ، والاسمُ: الدُّهْنُ، بالضم،
وـ فلاناً: ضرَبَهُ بالعَصا.
والدُّهْنَةُ، بالضم: الطائِفَةُ من الدُّهْنِ
ج: أدهانٌ ودِهانٌ، وقد ادَّهَنَ به، على افْتَعَلَ.
والمُدْهُنُ، بالضم: آلَتُهُ، وقارُورَتُه، شاذٌّ، ومُسْتَنْقَعُ الماء، أو كُلُّ موضِعٍ حَفَرَهُ سَيْلٌ،
ومنه حديث طَهْفَة النَّهْدِيِّ: "نشِفَ المُدْهُنُ"، وقوْلُ الجوهَرِيِّ: حديثُ الزُّهْرِيِّ: تَصْحِيفٌ قبيحٌ.
ولِحْيَةٌ داهِنٌ ودَهينٌ: مَدْهونَةٌ.
والدَّهْنُ، ويُضَمُّ، قدرُ ما يَبُلُّ وجْهَ الأرضِ من المَطَرِ
ج: دِهانٌ. وقد دَهَنَ المَطَرُ الأرضَ.
والمُداهَنَةُ: إظهَارُ خِلافِ ما يُضْمَرُ،
كالإِدْهانِ، والغِشُّ.
والدَّهْناءُ: الفلاةُ،
وع لِتَميمَ بنَجْدٍ، ويُقْصَرُ، واسمُ دارِ الإِمارَةِ بالبَصْرَةِ،
وع أمامَ يَنْبُعَ، والنِّسْبَةُ: دَهْنِيٌّ ودَهْناوِيٌّ، وبنتُ مِسْحَلٍ: إحْدَى بني مالكِ بن سعد بن زيدِ مَناةَ، امرأةُ العَجَّاجِ، وعُشْبَةٌ حَمْراءُ.
وبنو دُهْنٍ، بالضم: حيٌّ، منهم مُعاويةُ بنُ عَمَّارِ بنِ مُعاويَةَ الدُّهْنِيُّ.
وبنو داهِنٍ، كصاحِبٍ: حَيٌّ.
ودِهْنَةُ، بالكسر: بَطْنٌ من الأَزْدِ، منهم: حَكِيمُ بنُ سَعْدٍ، وخالِدُ بنُ زِيادٍ الدِّهْنِيَّانِ.
وناقةٌ دَهينٌ، كأَميرٍ: قَليلَةُ اللبنِ، وقد دَهَنَتْ دَهانَةً ودِهاناً، بالكسر كنَصَرَ وعَلِم وكَرُمَ. وككتابٍ: الأَديمُ الأَحْمَرُ، والمَكانُ الزَّلِقُ.
وقومٌ مُدَهَّنونَ، كمُعَظَّمٍ: عليهمْ آثارُ النَّعيمِ.
والدِّهْنُ، بالكسر، من الشَّجَرِ: ما يُقْتَلُ به السِّباعُ، واحِدُهُ: بهاء.
ودُهُنَّى، بضمتين كغُلُبَّى: ع بالسَّوادِ.
والإِدْهانُ: الإِنْقاءُ.
وهو طَيِّبُ الدُّهْنَةِ، بالضم، أي: الرائِحَةِ.

الحَرَجُ

الحَرَجُ، محركةً: المَكَانُ الضَّيِّقُ الكثيرُ الشَّجَرِ،
كالحَرِجِ، ككَتِفٍ، والإِثْمُ،
كالحِرْجِ، بالكسرِ، والنَّاقَةُ الضَّامِرَةُ، والطَّويلَةُ على وجْهِ الأَرْضِ، وخَشَبٌ يُحْمَلُ فيه المَوْتى،
وجَمْعُ الحَرَجَةِ: لِمُجْتَمِعِ الشَّجَرِ، ولِلْجَماعَةِ مِنَ الإِبِلِ، والحُرْمَةُ، وفِعْلُهُ: حَرِجَ،
وـ مِنَ الإِبِلِ: التي لا تُرْكَبُ، ولا يَضْرِبُها الفَحْلُ لِيكُونَ أسْمَنَ لها،
وبالضمّ: ع، وبالكسر: الحِبالُ تُنْصَبُ لِلسَّبُعِ، والثِّيابُ تُبْسَطُ على حَبْلٍ لِتَجِفَّ، ج: كجبالٍ، والوَدَعَةُ،
وكَلْبٌ مُحَرَّجٌ: مُقَلَّدٌ به، ونَصيبُ الكَلْبِ مِنَ الصَّيْدِ.
والحِرْجانِ: رَجُلانِ، اسمُ أحدِهِما حِرجٌ، وهو من بني عَمْرِو بنِ الحارِث، ولم يُذْكَرِ اسمُ الآخَرِ. وكَكَتِفٍ: الذي لا يَكادُ يَبْرَحُ مِنَ القِتالِ.
وأحْرَجْتُ الصَّلاة: حَرَّمْتُها،
وـ فُلاناً: آثَمْتُهُ،
وـ إليه: أَلْجَأْتُهُ.
وحَرِجَتِ العَيْنُ، كفَرِحَ: حارت،
وـ الصَّلاةُ: حَرُمَتْ.
ولَيْلَةٌ مِحْرَاجٌ: شَديدَةُ القُرِّ.
وحارِجٌ: ع.
وحِراجُ الظَّلْماءِ، بالكسر: ما كَثُفَ منها.
والحُرْجُوجُ: النَّاقَةُ السَّمِينَةُ الطَّويلَةُ على وَجْهِ الأرضِ، أو الشَّديدَةُ، أو الضَّامِرَةُ الوَقَّادَةُ القَلْبِ، والرِّيحُ البارِدَةُ الشَّديدَةُ.
والتَّحْرِيجُ: التَّضْييقُ. وكسمينٍ: جَدٌّ لِــسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبِ بنِ هِلالٍ.
والحُرْجَةُ، بالضمِّ: الدَّلُو الصَّغيرَةُ.

درجق

درجق
دَرَبْجَق، كسَفَرْجَلٍ أَهملَه الجماعَةُ، ثمّ هَكَذَا فى سائِرِ النسَخ بالباءَ المُوَحَّدَةِ السّاكِنَة، وَفِي بعضِ النسَخِ بالنونِ بَدَلَ الباءِ، وكِلاهُما غَيْر صَحِيح، وقَوْلُ شَيْخِنا: زَعَم ياقوت فِي المُشْتَركِ أَنّ هَذَا اللَّفْظَ مَضْبُوطٌ عندَ أَبِي سَعْدٍ كضَبْطِ المُصَنِّفِ رَجْمٌ بالغيبِ، فإِنّي قرأَتُ فِي كِتابِ اللِّباب لأبي سَعْد: دَرِيْجَق، بِفَتْح الدّالِ وَكسر الرّاءَ وَسُكُون الياءَ التّحتِية، ثمَّ فتح الجِيم، مُعَرب دَرِيجَه، كسَفِينَةٍ: قَرْيَتانِ بمَرْوَ، ونَصُّ اللُّبابِ: قريةٌ بمَرْوَ على فَرْسَخٍ مِنْهَا كَانَ نَزَل بهَا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ حَبِيبٍ الأسَدِي الدَّرِيجَقِيُّ فنُسِبَ إِليها، وَكَانَ من قُدَماءِ التّابعِينَ لَقِىَ ابنَ عَبّاسٍ وابْنَ عُمَرَ وجابِراً رضِيَ اللهُ عَنهُ، وشَهدَ الوقائعَ بمَروَ مَعَ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ سَمُرَةَ، ثمَّ اتَّخَذ بمَرْوَ دَارا فسَكَنَها، وأَبو مُحَمّدٍ خردق بن أَبِي الفَضْلِ الدَّرِيجَقي وُلِد سنة سمعَ شَيْئا من والدِ السَّمْعانِيِّ، وَكَانَ صالِحاً مُتَعَبِّدًا.

حَوَشَ

(حَوَشَ)
(هـ) في حديث عمر «ولم يتبّع حُوشِىَّ الْكَلَامِ» أَيْ وَحْشِيّه وعَقِدَه، والغريبَ المُشْكل منه.
وفيه «من خرج عليه أمَّتي يَقتل بَرَّها وفاجِرَها وَلَا يَنْحَاشُ لِمؤْمِنهم» أي لا يَفْزع لذلك ولا يَكْتَرث لَهُ وَلَا يَنْفِرُ مِنْهُ. (هـ س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرٍو «وَإِذَا بِبَياض يَنْحَاشُ منِّي وأَنْحَاشُ مِنْهُ» أَيْ يَنْفِر منِّي وأنْفِر مِنْهُ. وَهُوَ مُطاوع الحَوْش: النِّفَار. وَذَكَرَهُ الهَروي فِي الْيَاءِ وَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الْوَاوِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سمُرة «وَإِذَا عِنْدَهُ وِلْدان فَهُوَ يَحُوشُهُمْ ويُصْلح بيْنهم» أَيْ يَجْمَعهم.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أنَّ رجُلين أَصَابَا صَيْدا قَتَله أحَدُهما وأَحَاشَهُ الْآخَرُ عَلَيْهِ» يَعْني فِي الإحْرام، يُقَالُ حُشْتُ عَلَيْهِ الصَّيد وأَحَشْتُهُ. إِذَا نَفَّرتَه نَحْوَه وسُقْته إِلَيْهِ وجَمَعْته عَلَيْهِ.
(هـ س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ دخَل أرْضاً لَهُ فَرَأَى كَلْبا فَقَالَ أَحِيشُوهُ عَلَيَّ» .
(س) وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «قَلَّ انْحِيَاشُهُ» أَيْ حَرَكَتُه وتَصَرُّفه فِي الْأُمُورِ.
وَفِي حَدِيثِ عَلْقَمَةَ «فعرَفْت فِيهِ تَحَوُّشُ القوم وهَيْأتَهم» يُقَالُ احْتَوَشَ الْقَوْمُ عَلَى فُلان إِذَا جعَلوه وَسْطهم، وتَحَوَّشُوا عَنْهُ إِذَا تَنَحَّوْا.

الحِذْرُ

الحِذْرُ، بالكسر ويحركُ: الاحترازُ،
كالاحتذارِ والمَحْذُورَةِ، والفعل كَعَلِمَ.
وهو حاذورةٌ وحِذْرِيانُ وحَذِرٌ وحَذُرٌ
ج: حَذِرونَ وحَذَارَى، أي: مُتيقظٌ شديدُ الحذرِ.
وهو ابنُ أحذارٍ، أي: حزمٍ وحَذَرٍ.
والمَحْذورَةُ: الفَزَعُ، والداهيةُ التي تُحْذَرُ، والحربُ.
وحذارِ حذارِ، وقد ينونُ الثاني، أي: احذرْ. وربيعةُ بنُ حُذارٍ، كغرابٍ: جوادٌ م، وذُو حُذارٍ: من ألهانَ بنِ مالكٍ، وحبيبةُ بنتُ عبدِ العُزَّى بنِ حُذارٍ: شاعِرةٌ، وربيعةُ بنُ حُذارٍ الأسديُّ: حَكَمُ العربِ، أو ككِتَابٍ. وأنا حذيرُكَ منه، أي: أُحَذِّرُكَهُ.
والحِذْرِيَةُ، كالهِبريةِ: القِطْعَةُ الغليظَةُ من الأرضِ، وحَرَّةٌ لبني سُلَيْمٍ، والأكمةُ الغليظةُ،
كالحِذْرِياءِ، وعِفْرِيَةُ الديكِ
ج: حَذارِي وحَذَارٍ.
وحُذُرَّى، كغُلُبَّى: الباطِلُ. وحُذْرَانُ، كعُثْمَانَ وزُبَيْرٍ: عَلَمَانِ.
والحُذَارِياتُ، بالضم: القومُ الذين يحذِّرُونَ، أي: يُخوِّفونَ.
واحذأَرَّ: غَضب وتغيَّظَ.
وحَذَرَكَ وحَذَارَيْكَ زَيْداً: إذا كنتَ تُحَذِّرُهُ منه.
وأبو حَذَرٍ: الحِرْبَاءُ.
وأبو مَحْذُورَةَ: سَمُرَةُ بنُ مِعْيَرٍ مُؤذنُ النبي، صلى الله عليه وسلم، وعمرُ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ حَيْذَرٍ: محدثٌ، ضبطَهُ ابنُ عساكرَ. والمُحَاذَرَةُ بينَ اثنينِ.

العَيْرُ

العَيْرُ: الحِمارُ، وغَلَبَ على الوَحْشِيِّ
ج: أعْيارٌ وعِيارٌ وعُيُورٌ وعُيورَةٌ ومَعْيُوراءُ
جج: عِياراتٌ، والعَظْمُ الناتِئُ وسَطَها، وكلُّ ناتِئٍ في مُسْتَوٍ، وماقِئُ العَينِ، أو جَفْنُها، أو إِنْسانُها، أو لَحْظُها، وما تَحتَ الفَرْعِ من باطِنِ الأُذنِ، ووادٍ،
وع كان مُخْصِباً، فَغَيَّرَهُ الدَّهْرُ، فَأَقْفَرَهُ، ولَقَبُ حِمارِ بنِ مُوَيْلِعٍ، كافِرٍ كان له وادٍ، فَأَرْسَلَ اللهُ ناراً فأحْرَقَتْهُ، وخَشَبَةٌ تكونُ في مُقَدَّمِ الهَوْدَجِ، والوَتِدُ، والجَبَلُ، والسَّيِّدُ، والمَلِكُ، وجَبَلٌ بالمدينةِ، والطَّبْلُ، والمَتْنُ في الصُّلْبِ، وهما عَيْرانِ، وبالكسر: القافِلَةُ، مُؤَنَّثَةٌ، أو الإِبِلُ تَحْمِلُ المِيرَةَ، بلا واحدٍ من لَفْظِها، أو كلُّ ما امْتِيرَ عليه، إِبِلاً كانت أو حَميراً أو بِغالاً
ج: كعِنَباتٍ، ويُسَكَّنُ،
وهو عُيَيْرُ وحدِهِ، أي: مُعْجَبٌ بِرأيِهِ، أو يأكلُ وحْدَهُ.
وعارَ الفَرَسُ والكَلْبُ يَعيرُ: ذَهَبَ كأنه مُنْفَلِتٌ، والاسمُ: العِيارُ، وأعارَهُ صاحبهُ، فهو مُعارٌ، قيلَ: ومنه قولُ بِشْرٍ الآتي بعدُ بأَسْطُرٍ،
وـ الرجُلُ: ذهب وجاءَ،
وـ البَعيرُ: تَرَكَ شُوَّلَها وانْطَلَقَ إلى أخْرَى،
وـ القصِيدَةُ: سارَتْ، والاسمُ: العِيارَةُ.
والعَيَّارُ: الكثيرُ المَجِيءِ والذَّهابِ، والذَّكِيُّ الكثيرُ التَّطْوَافِ، والأَسَدُ، وفَرَسُ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ، وعَلَمٌ،
والعَيْرَانَةُ من الإِبِلِ: الناجِيَةُ في نَشاطٍ. وعِيْرانُ الجَرادِ. وعائِرَةُ عَيْنَيْنِ في ع ور.
والعارُ: كلُّ شيءٍ لَزِمَ به عَيْبٌ، وعَيَّرَهُ الأمرَ، ولا تَقُلْ بالأمرِ.
وتَعايَرُوا: عَيَّرَ بعضُهم بعضاً.
وابْنَةُ مِعْيَرٍ: الداهيةُ. وأبو مَحْذورَةَ أوْسُ أو سَمُرَةُ بنُ مِعْيَرٍ: صحابيٌّ.
والمِعارُ، بالكسر: الفرسُ الذي يَحيدُ عن الطريقِ براكِبه، ومنه قولُ بِشْرِ بنِ أبي خازمٍ لا الطِّرِمَّاحِ، وغَلِطَ الجوهريُّ:
وَجَدْنَا في كتابِ بني تَميمٍ ... أحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكْضِ المِعارُ
أبو عُبَيْدَةَ: "والناسُ يَرْوُونَهُ المُعارُ، من العارِيةِ، وهو خَطَأٌ".
وعَيَّرَ الدَّنانيرَ: وزَنَها واحداً بعدَ واحدٍ،
وـ الماءُ: طَحْلَبَ.
والأَعيارُ: كواكبُ زُهْرٌ في مَجْرَى قَدَمَيْ سُهَيْلٍ.
وأعْيَرَ النَّصْلَ: جَعَلَ له عَيْراً.
وبُرْقَةُ العِيَرَاتِ: ع.
وعَيْرُ السَّراةِ: طائرٌ. وما أدْرِي أيَّ مَنْ ضَرَبَ العَيْرَ هو، أيْ: أيَّ الناس. وقولُهُم: "عَيْرٌ بِعَيْرٍ وزِيادَةُ عَشَرَةٍ": كان الخليفَةُ من بني أُمَيَّةَ إذا ماتَ وقامَ آخَرُ، زادَ في أرزاقهم عَشَرَةَ دَراهِمَ.
وفَعَلْتُهُ قَبلَ عَيْرٍ وما جَرَى، أي: قَبْلَ لَحْظِ العَينِ.
وتِعارٌ، بالكسر: جبلٌ بِبلادِ قَيْسٍ.
والمَعايِرُ: المَعايِبُ.
والمُسْتَعِيرُ: ما كان شَبِيهاً بالعَيْرِ في خلقَتِهِ.

الحَجْرُ

الحَجْرُ، مثلثةً: المنعُ،
كالحُجْرانِ، بالضم والكسر، وحِضْنُ الإِنْسَانِ، والحَرامُ،
كالمَحْجِرِ والحاجورِ، وبالفتح: نقَا الرملِ، ومَحْجِرُ العينِ، وقصبةٌ باليمامة،
وع بديارِ بني عُقَيل، ووادٍ بين بلادِ عُذْرَةَ وغَطَفَانَ،
وة لبني سُلَيْم، ويكسر، وجبلٌ ببلادِ غَطَفانَ،
وع باليمن،
وع به وقعةٌ بينَ دَوْسٍ وكِنانَةَ، وجَمْعُ حَجْرَةٍ للناحية، كالحَجَرَاتِ والحَوَاجِزِ. وحَجْرُ ذِي رُعَيْنٍ: أبو القبيلة، منهمْ: عباسُ بنُ خُلَيدٍ التَّابِعِيُّ، وعُفَيْل بنُ باقلٍ، وقيسُ بنُ أبي يَزِيدَ، وهشامُ بنُ حُمَيْدٍ وذُرِّيَّتُهُ، ومن حَجْرِ الأَزْدِ الحافِظَانِ: عبدُ الغنِيِّ، والإِمامُ أبو جعفرٍ الطحاويُّ، وبالكسر: العقلُ، وما حوَاهُ الحَطِيمُ المُدارُ بالكعبة، شرفها الله تعالى، من جانبِ الشَّمالِ، ودِيارُ ثَمُودَ أو بِلادُهُمْ، والأُنْثى من الخَيْلِ، وبالهاء: لَحْنٌ
ج: حُجُورٌ وحُجُورَةٌ وأَحْجَارٌ، والقَرابَةُ، وما بينَ يديكَ من ثوبِكَ،
وـ من الرجُلِ والمرأةِ: فَرْجُهُما،
وة لبني سليمٍ، ويفتح فيهما.
ونشَأ في حِجْرِهِ وحَجْرِهِ، أي: في حِفْظِهِ وسَتْرِهِ. ووَهْبُ بنُ راشِدٍ الحِجْرِيُّ، بالكسر: مِصْرِيٌّ، وبالتحريك: الصَّخْرَةُ،
كالأُحْجُرِّ، كأُرْدُنٍّ
ج: أحجارٌ وأحْجُرٌ وحِجارَةٌ وحِجارٌ،
وأرضٌ حَجِرَةٌ وحَجِيرَةٌ ومُتَحَجِّرةٌ: كِثيرتُه، والفِضَّةُ، والذَّهَبُ، والرملُ.
والحَجَرُ الأَسْوَدُ: م، ود عظيمٌ على جبلٍ بالأَنْدَلُسِ، ومنه: محمدُ بنُ يَحْيَى المحدثُ،
وع آخَرُ.
وحَجَر الذهب: محلةٌ بِدِمَشقَ.
وحَجر شَغْلاَنَ: حِصْن قرب أنطاكِيَةَ، وبضمتين: ما يُحِيطُ بالظُّفُرِ من اللحْمِ،
وكصردٍ: جمعُ الحُجْرَةِ للغُرْفَةِ، وحَظِيرَةُ الإِبِلِ، كالحُجُرَاتِ، بضمتين، والحُجَرَاتِ، بفتح الجيمِ وسكونها، عنِ الزمخشريِّ.
والحاجِرُ: الأرضُ المرتفعة ووسَطها منخَفِضٌ، وما يُمْسِكُ الماءَ من شَفَةِ الوادي،
كالحاجُورِ، ومَنْبِتُ الرِّمْثِ، ومُجْتمعُهُ، ومُسْتَدَارُهُ
ج: حُجْرَانُ، ومنزلٌ للحاجِّ بالبادية.
والحُجْريُّ، ككرديٍّ ويكسر: الحق، والحُرمة.
وجُحْرٌ، بالضم وبضمتين: والدُ امْرِئِ القيسِ، وجدُّه الأعلى. وابنُ ربيعةَ، وابنُ عَديٍّ، وابنُ النعمانِ، وابنُ يزيدَ: صحابيون، وابنُ العَنْبَسِ: تابعي،
وة باليمنِ من مَخاليفِ بَدْرٍ، منها: يحيى بنُ المُنْذِرِ، ومحمدُ بنُ أحمدَ بنِ جابرٍ، وبالتحريك: والدُ أوسٍ الصحابيِّ ووالِدُ الجاهليِّ الشاعِرِ، ووالدُ أنسٍ المحدثِ، أو هُما بالفتح. وأيوبُ بنُ حَجَرٍ، ومحمدُ بنُ يحيى بنِ أبي حَجَرٍ رَوَيَا. وذُو الحَجَرينِ الأَزْديُّ لأن ابنَتَهُ كانتْ تَدُقُّ النوى لإِبِلِهِ بِحَجَرٍ، والشَّعيرَ لأهلها بحجرٍ آخرَ.
ورُمي بحَجَرِ الأرضِ، أي: بداهيةٍ.
وكصَبورٍ: ع بِبلادِ بني سَعدٍ وراءَ عُمانَ،
وع باليمن.
والحَجُّورةُ، مشددةً،
والحاجورةُ: لُعبةٌ تَخُطُّ الصِّبْيَانُ خَطّاً مُدوَّراً، ويَقفُ فيه صبيٌّ، ويُحيطُونَ به ليأخُذُوهُ.
والمَحْجِرُ، كمجلسٍ ومِنبرٍ: الحَدِيقَةُ،
وـ من العينِ: ما دارَ بها، وبدا من البرقعِ، أو ما يظهرُ من نِقابِهَا، وعِمامَتُهُ إذا اعْتَمَّ، وما حَوْلَ القريَةِ، ومنه:
محاجرُ أقيالِ اليمنِ، وهي الأحماءُ، كان لكلِّ واحدٍ حِمًى لا يرعاهُ غيرُهُ.
واسْتحجر: اتَّخَذَ حُجرةً،
كَتَحَجَّرَ، ومُظَفَّرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ بَكْرٍ الحُجَريُّ، كجُهَنِيٍّ: محدثٌ.
والأَحْجَارُ: بُطونٌ من بني تميمٍ.
ومُحَجَّرٌ، كمعظمٍ، ومحدثٍ: ماءٌ، أو ع.
وأحجارٌ: فرسُ همَّامِ بنِ مُرَّةَ الشَّيبانِيِّ.
وأحجارُ الخَيْلِ: ما اتُّخِذَ منها للنَّسْلِ، لا يكادونَ يُفْرِدونَ الواحدَ.
وأحجارُ المِراءِ: بقُبا خارجَ المدينةِ.
وأحجارُ الزيتِ: ع داخلَ المدينةِ.
والحُجَيْرَاتُ: منزلٌ لأوسِ بنِ مَغْرَاءَ.
والحُنْجُورِ: السَّفَطُ الصَّغيرُ، وقَارُورَةٌ للذَّريرةِ، والحُلْقُومُ،
كالحَنْجَرَةِ، والحَنَاجِرُ: جَمْعُهُ، ود.
وحَجَّرَ القمرُ تَحْجيراً: اسْتَدَارَ بِخَطٍّ دَقيقٍ من غيرِ أنْ يَغْلُظَ، أو صارَ حولَهُ دارَةٌ في الغيْمِ،
وـ البعيرُ: وُسِمَ حولَ عَيْنَيْهِ بِمِيسَمٍ مُستديرٍ.
وتَحَجَّرَ عليه: ضَيِّقَ.
واسْتَحْجَرَ: اجْتَرَأَ.
واحْتَجَرَ الأرضَ: ضَرَبَ عليها مَناراً،
وـ اللَّوْحَ: وَضَعَهُ في حَجْرِهِ،
وـ به: التجَأَ واسْتَعَاذَ،
وـ الإِبلُ: تَشَدَّدَت بطونُها.
ووادي الحِجَارَةِ: د بِثُغُورِ الأَنْدَلُسِ، منه محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ حَيُّونٍ الحِجَاريُّ. وحَجْوَرٌ، كقَسْوَرٍ: اسْمٌ. وككَتَّانٍ: ابنُ أَبْجَرَ، أحدُ حُكَّامِهِمْ. وحُجَيْرٌ، كزُبَيْرٍ: ابنُ الرَّبِيعِ، وهشامُ بنُ حُجَيْرٍ: محدثانِ، وابنُ سُواءَةَ: جَدٌّ لِجابِرِ بنِ سَمُرَةَ.

حوو

حوو
: (و {الحُوَّةُ، بالضَّمِّ: سَوادٌ إِلَى الخُضْرَةِ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: لَوْنٌ يُخالِطُه الكُمْتَة، مثْلُ صَدَأِ الحدِيدِ.
(أَو حُمْرَةٌ) تَضْربُ (إِلَى السَّوادِ) ؛) نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ عَن الأصْمعيّ.
(و) قد (} حَوِيَ، كرَضِيَ {حَوًا) ؛) كَذا فِي المُحْكَم. ونَصّ الأصْمعيّ فِي كتابِ الفرسِ: وبعضُهم يقولُ حَوِيَ الفَرَسُ} يَحْوِي {حُوَّة؛ قالَ: (و) بعضُ العَرَبِ يقولُ: (} احْواوَى) {يَحْواوي} احْوِيواءً؛ قالَ: (و) يقالُ ( {احْوَوَى) } يَحْوَوِي {احْوِوَاءً، فَهَذِهِ لُغاتٌ ثَلاثَ ذَكَرهنَّ الأَصمعيُّ فِي كتابِ الفرسِ ونَقَلَهُنَّ الجَوهرِيُّ.
زادَ ابنُ سِيدَه: (} واحْوَوَّى مُشَدَّدَةً) .

(قالَ ابنُ برِّي: وَقد وُجِدَ هَكَذَا فِي بعضِ نسخِ كتابِ الأصمعيّ بالتّشْديدِ وَهُوَ غَلَطٌ، لأنَّهم قد أَجْمَعوا على أنَّه لَا يَجِيءُ فِي كلامِهم فِعْل فِي آخرِهِ ثلاثَةُ أَحْرفٍ من جنْسٍ واحِدٍ إلاَّ حَرْفٌ واحِدٌ وَهُوَ ابْيَضَضَّ؛ وأَنْشَدُوا:
فالْزَمي الخُصَّ واخْفِضي تَبْيَضِضِّي انتَهَى. وَفِي المُحْكَم: قالَ سِيْبَوَيْه: إنَّما ثَبَتَتِ الواوُ فِي {احْوَوَيْت} واحْوَاوَيْت حيثُ كانَتا وسَطاً، كَمَا أنَّ التِّضعيفَ وسَطاً أَقْوَى نحْو اقْتَتَل فيكونُ على الأصْلِ، وَإِذا كانَ مثْل هَذَا طَرَفاً اعْتَلَّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: ومَنْ قالَ احْوَوَيْت فالمَصْدَرُ {احْوِيَّاءٌ لأنَّ الواوَ تَقْلبها يَاء كَمَا قَلَبْت واوَ أَيَّام، ومَنْ قالَ} احْوَاوَيْت فالمَصْدرُ {احْوِواءٌ، لأنَّه ليسَ هُنَاكَ مَا يَقْلبها كَمَا كانَ ذلِكَ فِي احْوِيَّاء.
(فَهُوَ} أَحْوَى) ؛) قالَ الجَوهرِيُّ: تَصْغيرُه {أُحَيْو فِي لُغَةِ مَنْ قالَ أُسَيْوِد، واخْتَلَفُوا فِي لُغَةِ مَنْ أَدْغَم.
قالَ عيسَى بنُ عُمَر:} أُحَيِّيٌ فصَرَف.
قالَ سِيْبَوَيْه: أَخْطَأَ هُوَ وَلَو جازَ هَذَا لصرفَ أَصَمُّ لأنَّه أَخَفّ من أَحْوَى، ولقالوا أُصَيْمٌ فصَرَفُوه.
وقالَ أَبو عَمْرو بن العَلاءِ: {أُحَيٌّ كَمَا قَالُوا} أَحَيْوٍ.
قالَ سِيْبَوَيْه: وَلَو جازَ هَذَا لقُلْت فِي عَطَاءٍ عُطَيٌّ.
وقالَ يونُسُ: أُحَيٌّ.
قالَ سِيْبَوَيْه: هَذَا هُوَ القِياسُ، والصَّوابُ.
( {واحْواوَتِ الأرضُ) } احْوِيواءً ( {واحْوَوَّتْ) ، بالتَّشْديدِ: (اخْضَرَّتْ) .
(قالَ ابنُ جنيِّ: وتَقْديرُ} احْواوَّتْ افْعَالَّتْ كاحْمَارَّتْ. والكُوفيّونَ يُصَحِّحونَ ويُدْغِمُون وَلَا يُعِلُّون فيقولونَ! احْوَاوَّتِ الأرضُ واحْوَوَّتْ. قَالَ ابنُ سِيدَه: والدَّليلُ على فَسادِ مَذْهبِهم قَوْلُ العَرَبِ {احْوَوَى على ارْعَوَى وَلم يقولُوا} احْوَوَّ.
(وشَفَةٌ {حَوَّاءٌ: حَمْراءُ) تَضْربُ (إِلَى السَّوادِ) .
(وَفِي الصِّحاحِ:} الحُوَّةُ: سُمْرةٌ فِي الشَّفَةِ. يقالُ: رجُلٌ أَحْوَى وامْرَأَةٌ حَوَّاءٌ.
وَفِي التَّهْذيبِ: الحُوَّةُ فِي الشِّفاهِ شَبِيهٌ باللعَسِ واللَّمَى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة:
لَمْياءُ فِي شَفَتَيْها {حُوَّةٌ لَعَسٌ وَفِي اللِّثاثِ وَفِي أَنْيابِها شَنَبُ (} والأَحْوَى: الأَسْوَدُ) من الخُضْرةِ.
(و) أَيْضاً: (النَّباتُ الضَّارِبُ إِلَى السَّوادِ لشِدَّةِ خُضْرَتِه) ، وَهُوَ أَنْعَم مَا يكونُ مِن النَّباتِ.
قالَ ابنُ الأَعرابيِّ: قوْلُهم جَمِيمٌ أَحْوى، ممَّا يُبالِغُونَ بِهِ.
وقالَ الفرَّاءُ فِي قوْلِه تَعَالَى: {فجَعَلَه غُثاءً أَحْوَى} ، قالَ: إِذا صارَ النَّبْتُ يَبيساً فَهُوَ غُثاءٌ، والأَحْوَى الَّذِي قد اسْوَدَّ مِنَ القِدَمِ والعِتْقِ، وَقد يكونُ المعْنَى أَخْرَجَ المَرْعَى أَحْوى أَي أخْضَرَ فجعَلَه غُثاءً بعدَ خُضْرتِه فيكونُ مؤَخَّراً معْناه التَّقْدِيم.
(و) {الأَحْوَى: (فَرَسُ قُتَيْبَةَ بنِ ضِرارٍ) ، كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ قبيصَة بن ضِرارٍ الضَّبِّيّ؛ سُمِّي للَوْنِه.
(} والحُوَّاءَةُ، كرُمَّانَةٍ: بَقْلَةٌ لازِقَةٌ بالأرضِ) ، وَهِي سُهْلِيَّة يَسْمو من وسَطِها قَضِيبٌ عَلَيْهِ وَرَق أَدَقّ مِن وَرَقِ الأصْلِ، وَفِي رأْسِه بُرْعُومَة طَوِيلَةٌ فِيهَا بزرها؛ نَقَلَه أَبو حنيفَةَ.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: هُما {حُوَّاءانِ، أَحَدُهما} حُوَّاءُ الذَّعاليقِ وَهُوَ حُوَّاءُ البَقَرِ وَهُوَ مِن أحْرارِ البُقُولِ، والآخَرُ: حُوَّاءُ الكِلابِ وَهُوَ مِن الذُّكُور يَنْبتُ فِي الرِّمْثِ خَشِناً؛ وقالَ:
كَمَا تَبَسَّم {للحُوَّاءَةِ الجَمَل وذلكَ لأَنَّه لَا يقْدرُ على قَلْعها حَتَّى يَكْشِرَ عَن أنْيابِه للزوقِها بالأرضِ.
(و) مِن المجازِ:} الحُوَّاءَةُ الرَّجُلُ (الَّلازِمُ فِي بَيْتِه) ، شُبِّه بِهَذِهِ النَّبْتَةِ.
( {والحَوَّاءُ: أَفْراسٌ) ، مِنْهَا: فَرَسُ عَلْقمَةَ بنِ شهابٍ السَّدوسِيّ؛ وفَرَسُ مرداسٍ أَخي بَني كَعْبِ بنِ عَمْرو؛ وفَرَسُ عبدُاللَّهِ بنِ عجلَان النَّهْديّ، وفَرَسٌ لبَني سُلَيْم؛ وفَرَس أَبي ذِي الرُّمَّة، حيثُ يقولُ:
أبي فارسُ} الحوَّاءِ يَوْمَ هُبَالةٍ
إِذْ الخيلُ فِي الْقَتْلَى من القومِ تعثرُوفرسُ سَلمَة بنِ ذُهْلٍ التِّيْميّ؛ وفرَسُ ضرارِ بنِ فهْرٍ أَخِي مُحاربٍ؛ وفَرَسُ ابنِ عكوَةَ الجدلي.
(و) بِلا لامٍ أُمُّ البَشَرِ، (زَوْجُ آدَمَ، عَلَيْهِمَا السَّلام) خُلِقَتْ مِن ضلْعِه كَمَا وَرَدَ.
( {وحُوَّةُ الوادِي، بالضَّمِّ: جانِبُهُ.
(} وحُوْ بالضَّمِّ، (زَجْرٌ للمِعْزَى، وَقد {حَوْحَى بهَا) إِذا زَجَرَ.
(و) يقالُ: فلانٌ (لَا يَعْرِفُ الحَوَّ مِن اللَّوِّ، أَي) لَا يَعْرِفُ الكَلامَ (البَيِّنَ مِن الخَفِيِّ) ؛) وقيلَ: لَا يَعْرِفُ} الحَوَّ من الباطِلِ. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
بَعِيرٌ {أَحْوَى: خالَطَ خُضْرَته سَوادٌ وصفْرَةٌ؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ؛ والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ} أَحْوِيٌّ.
{والحَوَّاءُ: بَكَرَةٌ صيغت من عُودٍ أَحْوَى، أَي أَسْوَدَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعرابيِّ:
كَمَا رَكَدَتْ حَوَّاءُ أُعْطِي حُكْمَه
بهَا القَيْنُ من عُودٍ تَعَلَّلَ جاذِبُه} ْوالأَحْوى مِن الخَيْلِ: الكُمَيْت الَّذِي يعْلُوه سَوادٌ، والجَمْعُ الحُوُّ.
وقالَ النَّصْرُ: هُوَ الأَحْمَر السَّرَاة.
وَفِي الحدِيثِ: (خَيْرُ الخَيْلِ {الحُوُّ) .
وقالَ أَبو عبيدَةَ: هُوَ أصفر من الأحمِّ، وهما يَتَدانَيانِ حَتَّى يكونَ} الأحْوى مُحْلِفاً يُحْلَفُ عَلَيْهِ أَنَّه أَحَمُّ.
وقالَ أَبو خَيْرَةَ: الحُوُّ من النَّمْلِ نَمْلٌ حُمْرٌ يقالُ لَهَا نَمْلُ سُلَيْمان.
{والحَوُّ: الحَقُّ.
وقالَ أَبو عَمْروٍ:} الحَوَّةُ الكَلِمَةُ مِن الحَقِّ.
وَفِي الصِّحاحِ: {الحُوَّةُ مَوْضِعٌ ببِلادِ كلبٍ، وأَنْشَدَ لابنِ الرّقاع:
أَوْ ظَبْية من ظِباءِ الحُوَّةِ ابْتَقَلَتْ
مَذانِباً فَجَرَتْ نَبْتاً وحُجْرَانا} وحوان: تَثْنِيةُ {حُوَ، بالضمِّ: جُبَيْلٌ، عَن نَصْر.
} والحِوَّاءُ، بالكسْر وتَشْديدِ الواوِ مَعَ المدِّ: ماءٌ لضبَّةَ وعُكلٍ فِي جهةِ المَغْربِ مِن الوسمِ نَواحِي اليَمامَةِ؛ وقيلَ: ببَطْنِ السّرقُربِ الشُّرَيفِ، وَهُوَ بينَ اليَمامَةِ، وضريّة. ويقالُ: لأُضاخ حَوَّاء الذّهاب؛ قالَهُ نَصْر.
وقالَ الصَّاغانيُّ: هُوَ {حوايا.
} وحَوِيٌّ، كغَنِيَ: مِن مِياهِ بلقين؛ عَن نَصْر.
وكغَنِيَّة: زهْرَةُ بنُ {حَوِيَّةَ تابِعِيٌّ.
وقيلَ لَهُ صُحْبَة، وقيلَ: هُوَ بجيم، ومعنُ بنُ حَويَّةَ عَن حَنْبَل بن خارجَةَ.
} وأَحْوَى: إِذا مَلَكَ بعْدَ مُنازَعَةٍ.
وأَيْضاً: إِذا جاءَ {بالحوِّ أَي الحَقّ.
} والأحْوَى: فَرسُ توسعَةَ بنِ نميرٍ.
والعَنْزُ تُسَمَّى {حُوَّةً، بالضمِّ، غَيْر مجراة.

سسن

سسن
: ( {السَّوْسَنُ، كجَوْهَرٍ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَهُوَ فِي اللّسانِ بعْدَ تَرْكيبِ التسون، وَهُوَ أَوْلى لأنَّ اللَّفْظَةَ أَعْجمِيَّةٌ وحُرُوفَها كُلّها أَصْلِيّة.
قالَ شيْخُنا: وحَكَى ابنُ المصْرِي، فِيهِ الضمَّ، وجَرَى عَلَيْهِ الخَفاجِيّ فِي شِفاءِ الغَلِيلِ. وحَكَاه أَبو حيَّان، رحِمَه الّلهُ تعالَى؛ وقالَ: لم يأْتِ على فَوْعل بالضمِّ غيرُه. وغَيْرُ صَوْبجٍ لَا ثالِثَ لَهما.
قلْتُ: وفَوْفل ثالِثهما، وَهُوَ مُعْرَّبٌ، وَقد جَرَى فِي كَلامِ العَرَبِ؛ قالَ الأعْشى:
وآسٌ وخيريٌّ ومروٌ} وسَوْسَنٌ إِذا كَانَ هيزمنٌ ورُحْتُ مُخَشَّمَاوهو (هَذَا المَشْمومُ، وَمِنْه بَرِّيٌّ وبُسْتانِيٌّ؛ والبُستانِيُّ صِنْفانِ) وهما (الأَزاذُ وَهُوَ الأَبْيَضُ) وَهُوَ أَطْيبُه، (والإِيرِساءُ: وَهُوَ الأَسْمَا نْجُونِي نافِعٌ للإِسْتسْقاءِ مُلَطِّفٌ للمَوادِّالغَليظَةِ والأَزاذُ لَطِيفٌ نافعٌ من العِلَلِ البارِدَةِ فِي الدِّماغِ مُحَلِّلٌ للرِّياحِ الغَلِيظَةِ المُجْتَمعَةِ فِيهِ، وأَصْلُه جَلاَّءٌ مُحَلِّلٌ ووَرَقُه نافِعٌ من حَرْقِ الماءِ الحارِّ ومِن لَسْع الهوامِّ والعَقْرَبِ خاصَّةً، الواحِدَةُ {سَوْسَنَةٌ) ، وَقد نُسِيَ هُنَا اصْطِلاحُه.
(وأَبو القاسِمِ المُحْسِنُ بنُ محمدِ بنِ المُحْسِنِ بنِ سَسْنَوَيْهِ، كعَمْرَوَيْه) ، والصَّوابُ بضمِّ السِّيْن الأُوْلى كَمَا ضَبَطَه الحافِظُ؛ (محدِّثٌ) سَمِعَ أَبَا بكْرِ بنِ مَرْدَوَيْه، وماتَ سَنَة 482.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سَوْسَنُ، كجَوْهَرٍ: جَدُّ أَبي بكْرٍ أَحْمدَ بنُ المُظَفّر بنِ سَوْسَن أَحَدُ مشايخِ السَّلَفيّ رَحِمَه الّلهُ تعالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} السَّاسانِيةُ: طائِفَةٌ مِن الفُرْسِ نُسِبُوا إِلَى ملكٍ لَهُم يقالُ لَهُ {سَاسَانُ.
وقالَ الشَّرِيشيُّ: هُوَ أوَّلُ من سنَّ الكدية فنُسِبُوا إِلَيْهِ كَمَا أنَّ الطُّفَيْليَّ مَنْسوبٌ إِلَى طُفَيْل أَوّل من تَطَفَّل. وَقد ذُكِرَ شيءٌ مِن ذَلِك فِي س ي س.
} وسَاسانُ: محلَّةٌ بمَرْوَ، مِنْهَا: أَبو عبْدِ اللهاِ محمدُ بنُ إسْمعيلَ بنِ أَبي بكْرٍ رَوَى عَنهُ السّمعانيُّ؛ وسمرَةُ بنُ! سِيْسَن، بكسْرٍ فسكونِ تحْتِيّة ففتحِ آخِره نُون تابِعِيٌّ.
وسِنانُ بنُ سِيْسَن مِن أَتْباعِهم؛ وسلمةُ بنُ سِيْسَن المكِّيُّ مِن شيوخِ الحُمَيْديّ.
هَذِه الأسْماءُ إيرادُ هَا هُنَا على الصَّوابِ وَقد حَرَّفها المصنِّفُ، رَحِمَه اللهاِ تعالَى فذَكَرَها فِي (س ي س) وَهُوَ خَطَأٌ نبَّهْنا عَلَيْهِ هُنَالك. 

خَزَرُ

خَزَرُ:
بالتحريك، وآخره راء، وهو انقلاب في الحدقة نحو اللّحاظ، وهو أقبح الحال: وهي بلاد الترك خلف باب الأبواب المعروف بالدّربند قريب من سدّ ذي القرنين، ويقولون: هو مسمى بالخزر ابن يافث بن نوح، عليه السلام، وقال في كتاب العين: الخزر جيل خزر العيون، وقال دعبل بن عليّ يمدح آل عليّ، رضي الله عنه:
وليس حيّ من الأحياء نعرفه ... من ذي يمان، ولا بكر، ولا مضر
إلا وهم شركاء في دمائهم، ... كما تشارك أيسار على جزر
قتل وأسر وتحريق ومنهبة، ... فعل الغزاة بأهل الروم والخزر
وقال أحمد بن فضلان رسول المقتدر إلى الصقالبة في رسالة له ذكر فيها ما شاهده بتلك البلاد فقال: الخزر اسم إقليم من قصبة تسمّى إتل، وإتل اسم لنهر يجري إلى الخزر من الروس وبلغار، وإتل مدينة، والخزر اسم المملكة لا اسم مدينة، والإتل قطعتان: قطعة على غربي هذا النهر المسمّى إتل وهي أكبرهما، وقطعة على شرقيّه، والملك يسكن الغربي منهما، ويسمى الملك بلسانهم ويلك ويسمّى أيضا باك، وهذه القطعة الغربية مقدارها في الطول نحو فرسخ ويحيط بها سور إلّا أنه مفترش البناء، وأبنيتهم خركاهات
لبود إلّا شيء يسير بني من طين، ولهم أسواق وحمّامات، وفيها خلق كثير من المسلمين يقال إنهم يزيدون على عشرة آلاف مسلم ولهم نحو ثلاثين مسجدا، وقصر الملك بعيد من شطّ النهر، وقصره من آجر وليس لأحد بناء من آجر غيره، ولا يمكّن الملك أن يبنى بالآجر غيره، ولهذا السور أربعة أبواب:
أحدها يلي النهر وآخرها يلي الصحراء على ظهر هذه المدينة، وملكهم يهوديّ، ويقال: إنّ له من الحاشية نحو أربعة آلاف رجل، والخزر مسلمون ونصارى وفيهم عبدة الأوثان، وأقل الفرق هناك اليهود على أن الملك منهم، وأكثرهم المسلمون والنصارى إلّا أنّ الملك وخاصته يهود، والغالب على أخلاقهم أخلاق أهل الأوثان، يسجد بعضهم لبعض عند التعظيم، وأحكام مصرهم على رسوم مخالفة للمسلمين واليهود والنصارى، وجريدة جيش الملك اثنا عشر ألف رجل، فإذا مات منهم رجل أقيم غيره مقامه، فلا تنقص هذه العدة أبدا، وليست لهم جراية دائرة إلّا شيء نزر يسير يصل إليهم في المدة البعيدة إذا كان لهم حرب أو حزبهم أمر عظيم يجمعون له، وأما أبواب أموال صلات الخزر فمن الأرصاد وعشور التجارات على رسوم لهم من كل طريق وبحر ونهر، ولهم وظائف على أهل المحالّ والنواحي من كل صنف مما يحتاج إليه من طعام وشراب وغير ذلك، وللملك تسعة من الحكام من اليهود والنصارى والمسلمين وأهل الأوثان، إذا عرض للناس حكومة قضى فيها هؤلاء، ولا يصل أهل الحوائج إلى الملك نفسه وإنما يصل إليه هؤلاء الحكام، وبين هؤلاء الحكام وبين الملك يوم القضاء سفير يراسلونه فيما يجري من الأمور ينهون إليه ويردّ عليهم أمره ويمضونه.
وليس لهذه المدينة قرى إلّا أن مزارعهم مفترشة، يخرجون في الصيف إلى المزارع نحوا من عشرين فرسخا فيزرعون ويجمعونه إذا أدرك بعضه إلى النهر وبعضه إلى الصحاري فيحملونه على العجل والنهر، والغالب على قوتهم الأرز والسمك وما عدا ذلك مما يوجد عندهم يحمل إليهم من الروس وبلغار وكويابه، والنصف الشرقي من مدينة الخزر فيه معظم التجار والمسلمون والمتاجر، ولسان الخزر غير لسان الترك والفارسية ولا يشاركه لسان فريق من الأمم، والخزر لا يشبهون الأتراك، وهم سود الشعور، وهم صنفان: صنف يسمون قراخزر، وهم سمر يضربون لشدة الــسمرة إلى السواد كأنهم صنف من الهند، وصنف بيض ظاهر والجمال والحسن، والذي يقع من رقيق الخزر وهم أهل الأوثان الذين يستجيزون بيع أولادهم واسترقاق بعضهم لبعض، فأما اليهود والنصارى فإنهم يدينون بتحريم استرقاق بعضهم بعضا مثل المسلمين.
وبلد الخزر لا يجلب منه إلى البلاد شيء، وكل ما يرتفع منه إنما هو مجلوب إليه مثل الدقيق والعسل والشمع والخز والأوبار. وأما ملك الخزر فاسمه خاقان، وإنه لا يظهر إلّا في كلّ أربعة أشهر متنزها، ويقال له خاقان الكبير ويقال لخليفته خاقان به، وهو الذي يقود الجيوش ويسوسها ويدبر أمر المملكة ويقوم بها ويظهر ويغزو وله تذعن الملوك الذين يصاقبونه، ويدخل في كل يوم إلى خاقان الأكبر متواضعا يظهر الإخبات والسكينة ولا يدخل عليه إلّا حافيا وبيده حطب، فإذا سلم عليه أوقد بين يديه ذلك الحطب، فإذا فرغ من الوقود جلس مع الملك على سريره عن يمينه، ويخلفه رجل يقال له كندر خاقان ويخلف هذا أيضا رجل يقال له جاويشغر، ورسم الملك الأكبر أن لا يجلس للناس ولا يكلمهم ولا يدخل عليه أحد
غير من ذكرنا، والولايات في الحل والعقد والعقوبات وتدبير المملكة على خليفته خاقان به، ورسم الملك الأكبر إذا مات أن يبنى له دار كبيرة فيها عشرون بيتا ويحفر له في كل بيت منها قبر وتكسر الحجارة حتى تصير مثل الكحل وتفرش فيه وتطرح النورة فوق ذلك، وتحت الدار والنهر نهر كبير يجري، ويجعلون النهر فوق ذلك القبر ويقولون حتى لا يصل إليه شيطان ولا إنسان ولا دود ولا هوام، وإذا دفن ضربت أعناق الذين يدفنونه حتى لا يدرى أين قبره من تلك البيوت، ويسمى قبره الجنّة، ويقولون: قد دخل الجنة، وتفرش البيوت كلها بالديباج المنسوج بالذهب.
ورسم ملك الخزر أن يكون له خمس وعشرون امرأة، كل امرأة منهن ابنة ملك من الملوك الذين يحاذونه يأخذها طوعا أو كرها، وله من الجواري السراري لفراشه ستون، ما منهن إلا فائقة الجمال، وكل واحدة من الحرائر والسراري في قصر مفرد لها قبة مغشاة بالساج، وحول كل قبة مضرب، ولكل واحدة منهن خادم يحجبها، فإذا أراد أن يطأ بعضهن بعث إلى الخادم الذي يحجبها فيوافي بها في أسرع من لمح البصر حتى يجعلها في فراشه ويقف الخادم على باب قبة الملك، فإذا وطئها أخذ بيدها وانصرف ولم يتركها بعد ذلك لحظة واحدة. وإذا ركب هذا الملك الكبير ركب سائر الجيوش لركوبه، ويكون بينه وبين المواكب ميل، فلا يراه أحد من رعيته إلّا خرّ لوجهه ساجدا له لا يرفع رأسه حتى يجوزه.
ومدة ملكهم أربعون سنة، إذا جاوزها يوما واحدا قتلته الرعية وخاصته وقالوا: هذا قد نقص عقله واضطرب رأيه. وإذا بعث سرية لم تولّ الدّبر بوجه ولا بسبب، فإن انهزمت قتل كل من ينصرف إليه منها، فأما القواد وخليفته فمتى انهزموا أحضرهم وأحضر نساءهم وأولادهم فوهبهم بحضرتهم لغيرهم وهم ينظرون وكذلك دوابهم ومتاعهم وسلاحهم ودورهم، وربما قطع كل واحد منهم قطعتين وصلبهم، وربما علقهم بأعناقهم في الشجر، وربما جعلهم إذا أحسن إليهم ساسة.
ولملك الخزر مدينة عظيمة على نهر إتل، وهي جانبان:
في أحد الجانبين المسلمون وفي الجانب الآخر الملك وأصحابه، وعلى المسلمين رجل من غلمان الملك يقال له خز، وهو مسلم، وأحكام المسلمين المقيمين في بلد الخزر والمختلفين إليهم في التجارات مردودة إلى ذلك الغلام المسلم، لا ينظر في أمورهم ولا يقضي بينهم غيره، وللمسلمين في هذه المدينة مسجد جامع يصلون فيه الصلاة ويحضرون فيه أيام الجمع، وفيه منارة عالية وعدة مؤذنين، فلما اتصل بملك الخزر في سنة 310 أن المسلمين هدموا الكنيسة التي كانت في دار البابونج أمر بالمنارة فهدمت وقتل المؤذنين وقال: لولا أني أخاف أن لا يبقى في بلاد الإسلام كنيسة إلا هدمت لهدمت المسجد. والخزر وملكهم كلهم يهود، وكان الصقالبة وكل من يجاورهم في طاعته، ويخاطبهم بالعبودية ويدينون له بالطاعة، وقد ذهب بعضهم إلى أن يأجوج ومأجوج هم الخزر.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.