Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: سلمان

عَتُبَ

(عَتُبَ)
فِيهِ «كان يقول لأحدنا عند المَعْتِبَة المَعْتَبَة: مَا لَه تَرِبَتْ يمينُه!» يُقَالُ: عَتَبَهُ يَعْتِبُه عَتْباً، وعَتَبَ عَلَيْهِ يَعْتُبُ ويَعْتِبُ عَتْباً ومَعْتَباً. والاسمُ المَعْتِبَة، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، مِنَ المَوْجِدَة والغَضَب.
والعِتَاب: مُخاطَبَة الإْدلاَل ومُذَاكرة المَوْجِدَة. وأَعْتَبَنِي فلانٌ إِذَا عَادَ إِلَى مَسَرَّتي. واسْتَعْتَبَ:
طَلَبَ أَنْ يَرْضَى عَنْهُ، كَمَا تَقُولُ: استَرْضَيتُه فأرْضاني. والمُعْتَب: المُرضى.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَتَمنينَّ أحَدُكم الْمَوْتَ، إمَّا مُحْسِنا فلَعلَّه يَزْدَادُ، وَإِمَّا مُسِيئا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ» أَيْ يَرْجِعُ عَنِ الْإِسَاءَةِ ويَطلُب الرِّضا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَلَا بَعْدَ الموتِ مِنْ مُسْتَعْتَب» أَيْ لَيْسَ بَعْدَ الموتِ مِنَ اسْتِرضاء، لأنَّ الأعمالَ بَطَلت وانْقَضَى زمانُها. وَمَا بعدَ الْمَوْتِ دَارُ جزاءٍ لَا دَارُ عَمَل.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يُعَاتَبُون فِي أنْفُسِهم» يَعْنِي لِعظَم ذُنُوبهم وإصْرارِهم عَلَيْهَا. وَإِنَّمَا يُعَاتَبُ مَنْ تُرْجَى عِنْدَهُ العُتْبَى: أَيِ الرُّجُوع عَنِ الذَّنْب والإساءَة.
(س) وَفِيهِ «عَاتِبُوا الخْيلَ فَإِنَّهَا تُعْتِبُ» أَيْ أدِّبُوها ورَوِّضُوها للحَرْب والرُّكُوب، فإنَّها تَتَأَدَّب وتَقبل العِتَاب.
وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ عَتَّبَ سَرَاويله فتشمَّر» التَّعْتِيب: أَنْ تُجْمَع الحُجْزةُ وتُطْوَى مِنْ قُدَّام.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «إنَّ عَتَبَات الموتِ تأخُذُها» أَيْ شَدَائِدَهُ. يُقَالُ حَمَلَ فُلانٌ فُلاناً عَلَى عَتَبَة: أَيْ عَلَى أمْرٍ كَرِيه مِنَ الشِّدة والبَلاء.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ النَّحَّام «قَالَ لكَعْب بْنِ مُرَّةَ، وَهُوَ يُحَدِّث بدَرَجات الْمُجَاهِدِ:
مَا الدَّرَجة؟ فَقَالَ: أمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أمِّك» العَتَبَة فِي الأصْل: أسْكُفَّةُ الْبَابِ. وكلُّ مَرْقَاةٍ مِنَ الدَّرَج: عَتَبَة: أَيْ أَنَّهَا لَيْسَتْ بالدَّرَجة الَّتِي تَعْرِفُها فِي بَيْتِ أُمَّك. فَقَدْ رُوِي «أنَّ مَا بَيْنَ الدَّرَجتين كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» .
وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيّ: «قَالَ فِي رَجُلٍ أنْعَل دَابَّةَ رجُل فعَتَبَتْ» أَيْ غَمَزت. يُقَالُ مِنْهُ عَتَبَتْ تَعْتِبُ وتَعْتُبُ عَتَبَاناً إِذَا رفَعت يَدًا أَوْ رِجْلا ومَشَت عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ. وَقَالُوا: هُوَ تَشْبيه، كَأَنَّهَا تمْشِي عَلَى عَتَبَاتِ الدَّرَج فتَنْزَو مِنْ عَتَبَة إِلَى عَتَبَة. ويُرْوى «عَنِتَتْ» بِالنُّونِ وَسَيَجِيءُ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ المُسيّب «كلُّ عظْمٍ كُسِرَ ثُمَّ جُبِر غَيْرَ منْقُوصٍ وَلَا مُعْتَب فَلَيْسَ فِيهِ إلاَّ إعْطَاءُ المُدَاوِي، فإن جبر وبه عَتَبٌ فإنه يقدّر متبه بقيمةِ أهْل البَصَرِ» العَتَب بِالتَّحْرِيكِ:
النقصُ وَهُوَ إِذَا لَمْ يُحْسن جَبْرُه وَبقِي فِيهِ ورَمٌ لازِمٌ، أَوْ عَرَج. يُقَالُ فِي العَظْم المجبُور: أُعْتِبَ فَهُوَ مُعْتَب. وأصلُ العَتَب: الشِّدة.

عَتَمَ

عَتَمَ عنه يَعْتِمُ: كَفُّ بعدَ المُضِيِّ فيه،
كَعَتَّمَ وأعْتَمَ، أو احْتَبَسَ عن فِعْلِ شيء يُريدُهُ،
وـ قِراهُ: أبْطأ،
كعَتَّمَ،
وـ اللَّيْلُ: مَرَّ منه قِطْعَةٌ،
كأَعْتَمَ فيهما،
وـ الشَّعَرَ: نَتَفَهُ،
وـ الإِبِلُ تَعْتِمُ وتَعْتُمُ
وأعْتَمَتْ واسْتَعْتَمَتْ: حُلِبَتْ عِشاءً.
والعَتَمَةُ، مُحَرَّكةً: ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ بعد غَيْبُوبَةِ الشَّفَقِ، أو وَقْتُ صَلاةِ العشاء الآخِرَةِ.
وأعْتَمَ وعَتَّمَ: سارَ فيها، أو أوْرَدَ وأصْدَرَ فيها، وبَقِيَّةُ اللَّبَنِ تُفيقُ بها النَّعَمُ تلك الساعَةَ، وظُلْمَةُ اللَّيْلِ، ورُجوعُ الإِبِلِ من المَرْعَى بعدَما تُمْسي.
وقَمْراء أرْبَعٍ: عَتَمَةُ رُبَعَ، أي: قَدْرَ ما يَحْتَبِسُ في عَشائِهِ.
وعَتَّمَ الطائِرُ تعْتِيماً: رَفْرَفَ على رأسِ الإِنسانِ ولم يُبْعِدْ.
وحَمَلَ عليه فما عَتَّمَ: ما نَكَصَ.
وما عَتَّمَ أن فَعَلَ: ما لَبثَ.
والنُّجومُ العاتِماتُ: التي تُظْلِمُ من غبْرَةٍ في الهواء.
والعُتْمُ، بالضم وبضَمَّتَيْنِ: شَجَرُ الزَّيْتُونِ البَرِّيِّ.
والعَيْتُومُ: الجَمَلُ البَطيء، والرَّجُلُ الضَّخْمُ العَظيمُ.
وعُتْمٌ، بالضم: اسمٌ، وفَرَسٌ.
وكصَبورٍ: الناقَةُ لا تُدِرُّ إِلاَّ عَتَمَةً.
وجاءَنا ضَيْفٌ عاتِمٌ: بطيءٌ مُمْسٍ.
واسْتَعْتِموا نَعَمَكُمْ حتى تُفيقَ: أَخِّروا حَلْبَها حتى يَجْتَمِعَ لَبَنُها.
(عَتَمَ)
(هـ) فِيهِ «يَغْلِبَنَّكُم الأعْرَابُ عَلَى اسْم صَلاتِكم العِشاء، فإنَّ اسْمَها فِي كِتاب اللَّهِ العِشَاءُ، وَإِنَّمَا يُعْتَمُ بِحِلاَب الإبِل» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أرْبابُ النَّعَم فِي البَادِية يُرِيحُون الإبلَ ثُمَّ يُنِيخُونَها فِي مُرَاحها حَتَّى يُعْتِمُوا: أَيْ يَدْخُلُوا فِي عَتَمَةِ اللّيل وهي ظلمة. وكانَت الأعْرَاب يُسَمُّون صَلاةَ الْعِشَاءِ صَلَاةَ العَتَمَة، تَسْمِيةً بالوَقْت، فنَهاهُم عَنِ الاقْتداءِ بِهِمْ، واستحَبَّ لَهُمُ التّمسُّكَ بالاسْم النَّاطق بِهِ لسانُ الشَّرِيعة.
وَقِيلَ: أرَادَ لَا يَغُرّنَّكم فعلُهم هَذَا فتُؤخِّروا صلاتَكم، وَلَكِنْ صَلُّوها إِذَا حَان وقْتُها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «واللِّقاحُ قَدْ رُوِّحَت وحُلِبَت عَتَمَتُهَا» أَيْ حُلبَت مَا كَانَتْ تُحْلَب وقتَ العَتَمَة، وَهُمْ يُسمُّون الحِلاَبَ عَتَمَة باسْم الوَقْت. وأَعْتَمَ: إِذَا دَخَل فِي العَتَمَة.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ العَتَمَة والإِعْتَام والتَّعْتِيم فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَرَس كَذَا وَكَذَا وَدِيةً وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُناولُه وَهُوَ يَغْرِسُ، فَمَا عَتَّمَتْ مِنْهَا وَدِيَّة» أَيْ مَا أبْطأَت أنْ عَلِقَت ، يُقَالُ: أَعْتَمَ الشيءَ وعَتَّمَهُ إِذَا أخَّره. وعَتَمَتِ الحاجةُ وأَعْتَمَتْ إِذَا تأخَّرت.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «نَهى عَنِ الحَرير إلاَّ هَكَذَا وَهَكَذَا، فَمَا عَتَّمَنَا [أَنَّهُ] يَعْنِي الأعْلام» أَيْ مَا أبْطَأْنا عَنْ مَعْرفة مَا عَنَى وأرَادَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي زَيْدٍ الغَافِقِيِّ «الأسْوِكَةُ ثلاثةٌ: أرَاكٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُن، فعَتَمٌ أَوْ بُطْم » العَتَم بِالتَّحْرِيكِ: الزيْتُون، وَقِيلَ: شَيْءٌ يُشْبِهُهُ.

أَنْدَرَ

(أَنْدَرَ)
(س) فِيهِ «كَانَ لأيُّوب عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْدَرَان» الأَنْدَر: الْبَيْدَرُ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُداسُ فِيهِ الطَّعام بِلُغَةِ الشَّامِ. والأَنْدَر أَيْضًا صُبْرة مِنَ الطَّعام، وهَمْزة الكلمة زائدة.
(س) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ أَقْبَلَ وَعَلَيْهِ أَنْدَرْوَرْدِية» قِيلَ هِيَ نَوع مِنَ السَّرَاوِيلِ مُشَمَّر فَوْقَ التُّبَان يُغَطِّي الرُّكْبة. وَاللَّفْظَةُ أَعْجَمِيَّةٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ جَاءَ مِنَ الْمَدَائِنِ إِلَى الشَّامِ وَعَلَيْهِ كِسَاءُ أَنْدَرْوَرْد كَأَنَّ الْأَوَّلَ مَنْسُوبٌ إِلَيْهِ.
فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ «وَسُئِلَ كَيْفَ يُسَلِّم عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ فَقَالَ قُلْ أَنْدَرَايْنِم» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَذِهِ كَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ مَعْنَاهَا أأدْخُل. وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَخُصُّهُم بالاسْتِئذان بِالْفَارِسِيَّةِ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا مَجُوسا فَأَمَرَهُ أَنْ يُخَاطِبَهُم بلِسَانهم. والذي يُراد منه أنه لم يَذْكُرُ السَّلام قَبْل الاسْتئذان، ألاَ تَرَى أَنَّهُ لَمْ يَقُلِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أندراينِم.

طَخْرَبَ

(طَخْرَبَ)
فِي حَدِيثِ سَلْمَانَ «وَلَيْسَ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ طُخْرُبَة» وَقَدْ تقدَّم فِي الطَّاءِ مَعَ الْحَاءِ.

المُحَرِّقُ

المُحَرِّقُ: مَا يفني لطيف الأخلاط، وَيبقى رماديتها لحرارته.
المُحَرِّقُ:
صنم كان بــسلمان لبكر بن وائل وسائر ربيعة وكانوا قد جعلوا في كل حيّ من ربيعة له ولدا فكان في عنزة بلج بن المحرّق وكان في عمرو غفيلة عمرو بن المحرّق، وكان سدنته أولاد الأسود العجليّون.

فَايَا

فَايَا:
كورة بين منبج وحلب كبيرة وهي من أعمال منبج في جهة قبلتها قرب وادي بطنان ولها قرى عامرة فيها بساتين ومياه جارية، ينسب إليها القاضي أبو المعالي رافع بن عبد الله بن نصر بن سلمان الحنفي الفايائي، سمع البرهان أبا الحسن عليّ بن محمد البلخي الحنفي، سمع منه عبد القادر الرّهاوي وروى عنه.

جَمَّاعِيلُ

جَمَّاعِيلُ:
بالفتح، وتشديد الميم، وألف، وعين مهملة مكسورة، وياء ساكنة، ولام: قرية في جبل نابلس من أرض فلسطين منها كان الحافظ
عبد الغني بن عبد الواحد بن عليّ بن سرور بن نافع ابن حسن بن جعفر المقدسي أبو محمد، انتسب إلى بيت المقدس لقرب جمّاعيل منها ولأن نابلس وأعمالها جميعا من مضافات البيت المقدس وبينهما مسيرة يوم واحد، ونشأ بدمشق ورحل في طلب الحديث إلى أصبهان وغيرها، وكان حريصا كثير الطلب، ورد بغداد فسمع بها من ابن النقور وغيره في سنة 560، ثم سافر إلى أصبهان وعاد إليها في سنة 578، فحدث بها وانتقل إلى الشام ثم إلى مصر فنفّق بها سوقه، وصار له بها حشد وأصحاب من الحنابلة، وكان قد جرى له بدمشق أن ادّعي عليه أنه يصرّح بالتجسيم وأخذت عليه خطوط الفقهاء، فخرج من دمشق إلى مصر لذلك ولم يخل في مصر عن مناكد له في مثل ذلك تكدّرت عليه حياته بذلك، وصنف كتبا في علم الحديث حسانا مفيدة، منها كتاب الكمال في معرفة الرجال، يعني رجال الكتب الستة من أول راو إلى الصحابة، جوّده جدّا، ومات في سنة 600 بمصر ومنها أيضا الشيخ الزاهد الفقيه موفّق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد ابن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر الجماعيلي المقدسي المقيم بدمشق، كان من الصالحين العلماء العاملين، لم يكن له في زمانه نظير في العلم على مذهب أحمد بن حنبل والزهد، صنف تصانيف جليلة، منها كتاب المغني في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل والخلاف بين العلماء، قيل لي إنه في عشرين مجلدا، وكتاب المقنع وكتاب العهدة، وله في الحديث كتاب التوّابين وكتاب الرقة وكتاب صفة الفلق وكتاب فضائل الصحابة وكتاب القدر وكتاب الوسواس وكتاب المتحابّين، وله في علم النسب كتاب التبيين في نسب القرشيين وكتاب الاستبصار في نسب الأنصار ومقدمة في الفرائض ومختصر في غريب الحديث وكتاب في أصول الفقه وغير ذلك، وكان قد تفقه على الشيخ أبي الفتح بن المني ببغداد، وسمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان بن البطي وأبا المعالي أحمد ابن عبد الغني بن حنيفة الباجسرائي وأبا زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وغيرهم كثيرا، وتصدّر في جامع دمشق مدة طويلة يقرأ في العلم، أخبرني الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأزهري الصيرفي أنه آخر من قرأ عليه، وأنه مات بدمشق في أواخر شهر رمضان سنة 620، وكان مولده في شعبان سنة 541.

الحارِثُ

الحارِثُ:
والحرث جمع المال وكسبه، والحارث الكاسب، ومنه الحديث: أصدق أسمائكم الحارث، ومنه سمي الأسد أبا الحارث، والحرث قذف الحب في الأرض للزرع، والحرث النكاح، والحارث:
قرية من قرى حوران من نواحي دمشق يقال لها حارث الجولان، وقال الجوهري: الجولان جبل بالشام، وحارث قلّة من قلله في قول النابغة حيث قال:
بكى حارث الجولان من فقد ربّه، ... وحوران منه موحش متضائل
وقال الراعي:
روين ببحر من أميّة، دونه ... دمشق وأنهار لهنّ عجيج
أنحن بحوّارين في مشمخرّة ... نبيت، ضباب فوقها وثلوج
كذا حارث الجولان يبرق دونه ... دساكر، في أطرافهن بروج
والحارث والحويرث: جبلان بأرمينية فوقهما قبول ملوك أرمينية ومعهم ذخائرهم، وقيل: إن بليناس الحكيم طلسم عليها لئلا يظفر بها أحد فما يقدر إنسان يصعد الجبل، وقال المدائني: جبلا الحارث والحويرث اللذان بدبيل سميا بالحويرث بن عقبة والحارث بن عمرو الغنويّين وكانا مع سلمان بن ربيعة بأرمينية، وهما أول من دخل هذين الجبلين فسميا بهما، وروى ابن الفقيه أنه كان على نهر الرسّ بأرمينية ألف مدينة فبعث الله إليهم نبيّا يقال له موسى وليس بموسى بن عمران، فدعاهم إلى الله والإيمان فكذبوه وجحدوه وعصوا أمره، فدعا عليهم، فحول الله الحارث والحويرث من الطائف فأرسلهما عليهم، فيقال: إن أهل الرسّ تحت هذين الجبلين.

الحَضِيرِيَّةُ

الحَضِيرِيَّةُ:
قال أبو سعد: هي محلّة بشرقي بغداد، قلت: لا أعرف هذه المحلّة ببغداد ولكن على شاطئ دجلة مواضع يباع فيها الحطب يقال لكلّ موضع منها حضيرة ويجمعونها على الحضائر، فإن كان سماها فإنما سميت بذلك للحطب الذي فيها لا لأنه علم لموضع، لكن ببغداد محلة يقال لها الخضيريّة، بالخاء المعجمة والتصغير، قال أبو سعد: منها أبو بكر محمد بن الطيب بن سعيد بن موسى الصباغ الحضيري، يروي عن أبي بكر بن سلمان النجار وأبي بكر الشافعي وغيرهما، روى عنه أبو بكر الخطيب وقال:
كان صدوقا، توفي سنة 423.

حَماةُ

حَماةُ:
بالفتح، بلفظ حماة المرأة، وهي أمّ زوجها لا لغة فيه غير هذه، وكلّ شيء من قبل الزوج نحو الأب والأخ فهم الأحماء، واحدهم حما، وفيه أربع لغات: حما مثل قفا، وحمو مثل أبو، وحمء، ساكنة الميم بعدها همزة، وحم، بغير همزة. وحماة أيضا: عصبة الساق. وحماة: مدينة كبيرة عظيمة كثيرة الخيرات رخيصة الأسعار واسعة الرّقعة حفلة الأسواق، يحيط بها سور محكم، وبظاهر السور حاضر كبير جدّا، فيه أسواق كثيرة وجامع مفرد مشرف على نهرها المعروف بالعاصي، عليه عدة نواعير تستقي الماء من العاصي فتسقي بساتينها وتصبّ إلى بركة جامعها، ويقال لهذا الحاضر السوق الأسفل لأنه منحط عن المدينة، ويسمون المسوّر السوق الأعلى، وفي طرف المدينة قلعة عظيمة عجيبة في حصنها وإتقان عمارتها وحفر خندقها نحو مائة ذراع وأكثر للملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب، وهي مدينة قديمة جاهلية، ذكرها امرؤ القيس في شعره فقال:
تقطّع أسباب اللّبانة والهوى، ... عشيّة جاوزنا حماة وشيزرا
بسير يضجّ العود منه، يمنّه ... أخو الجهد، لا يلوي على من تعذّرا
إلا أنها لم تكن قديما مثل ما هي اليوم من العظم بسلطان مفرد بل كانت من عمل حمص، قال أحمد ابن الطيب فيما ذكره من البقاع التي شاهدها في مسيره من بغداد مع المعتضد إلى الطواحين فقال بعد ذكره حمص: وحماة قرية عليها سور حجارة وفيها بناء بالحجارة واسع والعاصي يجري أمامها ويسقي بساتينها ويدير نواعيرها، وكان قوله هذا في سنة 271 فسماها قرية، وقال المنجمون: طول حماة اثنتان وستون درجة وثلثان، وعرضها خمس وثلاثون درجة وثلثان وربع، وقال أحمد بن يحيى بن جابر: ولما افتتح أبو عبيدة حمص وفرغ في سنة 17 خلّف بها عبادة بن الصامت ومضى نحو حماة فتلقاه أهلها مذعنين فصالحهم على الجزية في رؤوسهم والخراج على أرضهم ومضى إلى شيزر، فكان حالها حال حماة، وقال عبد الرحمن بن المستخف يهجو الملك المنصور محمد بن تقي الدين صاحب حماة:
ما كان يصلح أن يكون محمد ... بسوى حماة، لقلّة في دينه
قد أشبهت منه الصفات: فهرّها ... من جنسه، وقرونها كقرونه
قرون حماة: قلّتان متقابلتان، جبل يشرف عليها ونهرها العاصي، وبين كلّ واحد من حماة وحمص والمعرّة وسلمية وبين صاحبه يوم، وبينها وبين شيزر نصف يوم، وبينها وبين دمشق خمسة أيام للقوافل، وبينها وبين حلب أربعة أيام، وقد نسب إليها جماعة من العلماء، منهم: قاضي القضاة ببغداد أبو بكر محمد بن المظفّر بن بكران بن
عبد الصمد بن سلمان الحموي المعروف بالشامي، وكان من صالحي القضاة، تفقّه على القاضي أبي الطيب الطبري، وكان لا يخاف في الله لومة لائم، روى عن أبي القاسم بن بشران وأبي طالب بن غيلان وغيرهما، روى عنه عبد الواحد بن المبارك وغيره، ومولده بحماة سنة 400، ومات ببغداد في شعبان سنة 488.

حِيزَانُ

حِيزَانُ:
بكسر أوله، وسكون ثانيه، وزاي، وألف، ونون، يجوز أن يكون جمع الحوز، وهو الشيء يحوزه ويحصله، نحو رأل ورئلان: وهو بلد فيه شجر وبساتين كثيرة ومياه غزيرة، وهي قرب إسعرت من ديار بكر، فيها الشاه بلوط والبندق، وليس الشاه بلوط في شيء من بلاد العراق والجزيرة والشام إلّا فيها، وقال نصر: إنّ حيزان، بفتح الحاء، من مدن أرمينية قريبة من شروان، فطول حيزان اثنتان وسبعون درجة وربع، وعرضها أربع وثلاثون درجة، من فتوح سلمان بن ربيعة، ينسب إليها أبو الحسن حمدون بن علي الحيزاني، روى عن سليم بن أيوب الفقيه الشافعي، وروى عنه أبو بكر الشاشي الفقيه، قلت: والصواب الأول.

الخُضَيرِيّةُ

الخُضَيرِيّةُ:
بلفظ تصغير خضرة، منسوب: محلة كانت ببغداد تنسب إلى خضير مولى صالح صاحب الموصل، وكانت بالجانب الشرقي، وفيها كان سوق الجرار، سكنها محمد بن الطيب بن سعد الصباغ فنسب إليها فقيل الخضيري، كان ثقة، حدث عن أحمد بن سلمان النجار وأبي بكر الشافعي وأحمد بن يوسف بن خلّاد وغيرهم.

رَدْمَانُ

رَدْمَانُ:
بفتح أوّله، وهو فعلان من الرّدم، يقال:
ردمت الشيء إذا سددته وألقيت بعضه على بعض أردمه، بالكسر، ردما: وهو باليمن، وفي الحديث: أملوك ردمان أي مقاولها، وقال اليمني الصليحي يصف خيلا:
فكأنّ قسطلها بردمان التي ... غبرت على غيري دخان العرفج
وقال مطرود بن كعب الخزاعي يمدح بني عبد مناف قطعة فيها:
أخلصهم عبد مناف فهم ... من لوم من لام بمنجاة
قبر بردمان وقبر بسل ... مان وقبر عند غزّات
وميت مات قريبا من ال ... حجون من شرق البنيّات
فالذي بردمان المطّلب بن عبد مناف، والذي بــسلمان نوفل بن عبد مناف، والقبر الذي عند غزّة هاشم بن عبد مناف، والذي بقرب الحجون عبد شمس بن عبد مناف.

سَلَمْيَةُ

سَلَمْيَةُ:
بفتح أوّله وثانيه، وسكون الميم، وياء مثناة من تحت خفيفة، كذا جاء به المتنبي في قوله:
تراها في سلمية مسبطرّا
قيل: سلمية قرب المؤتفكة، فيقال: إنه لما نزل بأهل المؤتفكة ما نزل من العذاب رحم الله منهم مائة نفس فنجاهم فانتزحوا إلى سلمية فعمروها وسكنوها فسميت سلم مائة ثمّ حرف الناس اسمها فقالوا سلمية، ثم إن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس اتخذها منزلا وبنى هو وولده فيها الأبنية ونزلوها، وبها المحاريب السبعة يقال تحتها قبور التابعين، وفي طريقها إلى حمص قبر النعمان بن بشير: وهي بليدة في ناحية البرّيّة من أعمال حماة بينهما مسيرة يومين، وكانت تعدّ من أعمال حمص، ولا يعرفها أهل الشام إلّا بسلميّة، قال بطليموس: مدينة سلمية طولها ثمان وستون درجة وعشرون دقيقة، وعرضها سبع وثلاثون درجة وخمس دقائق، طالعها خمس وعشرون درجة من
السرطان من الإقليم الرابع، ولها شركة في الأسد مع القلب، ولها شركة في الدّبّ الأصغر. ولها شركة تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، وفي زيج أبي عون: طولها اثنتان وستون درجة وخمس وأربعون دقيقة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة ونصف، وأهل الشام يقولون سلميّة، بفتح أوّله وثانيه وكسر الميم وياء النسبة، قال ابن طاهر:
سلمية بين حماة ورفنيّة، ينسب إليها أبو ثور هاشم ابن ناجية السلمي، سمع أبا مخلد عطاء بن مسلم الخفّاف الحلبي، روى عنه أبو بكر الباغندي وأبو عروبة الحرّاني، وعبد الوهاب السلمي، روى عن إسماعيل ابن عباس، وروى عنه حجل بن الحارث، وأيوب ابن سلمان السلمي القرشي كان إمام مسجدها، يروي عن حماد بن سلمة، روى عنه الحسين بن إسحاق التّستري، ومحمد بن تمّام بن صالح أبو بكر الحرّاني ثمّ الحمصي ثمّ الــسلمانــي من أهل سلمية، كذا نسبه الحافظ أبو القاسم، حدث بدمشق عن محمد بن مصفى الحمصي والمسيّب بن واضح وعمرو بن عثمان وعبد الوهاب بن الضحاك العرضي وغيرهم، روى عنه محمد ابن سليمان بن يوسف الربعي وأبو علي بن أبي الزمزام والفضل بن جعفر وجماعة أخرى كثيرة، توفي ليلة الجمعة النصف من رجب سنة 313، وعبد الله بن عبيد بن يحيى أبو العبّاس بن أبي حرب الــسلمانــي من أهل سلمية، قال الحافظ: قدم دمشق وحدث بها عن أبي علقمة نصر بن خريد بن جنازة الكناني الحمصي وأبي ضبارة عبد العزيز بن وحيد بن عبد العزيز بن حليم البهراني، روى عنه الحسن بن حبيب.

سَمَنْدَر

سَمَنْدَر:
بفتح أوّله وثانيه ثمّ نون ساكنة، ودال مفتوحة، وآخره راء: مدينة خلف باب الأبواب بثمانية أيّام بأرض الخزر بناها أنوشروان بن قباذ كسرى، وقال الأزهري: سمندر موضع، وكانت سمندر دار مملكة الخزر فلمّا فتحها سلمان بن ربيعة انتقل عنها إلى مدينة إتل، وبينهما مسيرة سبعة أيّام، قال الإصطخري: سمندر مدينة بين إتل، مدينة صاحب الخزر، وباب الأبواب ذات بساتين كثيرة، يقال إنّها تشتمل على نحو من أربعة آلاف بستان كرم، وهي ملاصقة لحد ملك السرير، والغالب على ثمارها الأعناب، وفيها خلق من المسلمين ولهم بها مساجد، وأبنيتهم من خشب قد فسحت، وسطوحهم مسنّمة، وملكهم من اليهود قرابة ملك الخزر، وبينهم وبين حدّ السرير فرسخان، وبينهم وبين صاحب السرير هدنة، ومن سمندر إلى إتل مدينة الخزر ثمانية أيّام، ومن سمندر إلى باب الأبواب أربعة أيّام.

سُولَةُ

سُولَةُ:
قلعة على رابية بوادي نخلة تحتها عين جارية ونخل، وهي لبني مسعود بطن من هذيل، أنشدني أبو الربيع سلمان بن عبد الله الرّيحاني قال: أنشدني محمد بن إبراهيم بن قرية لنفسه:
مرتعي من بلاد نخلة بالصي ... ف بأكناف سولة والزّيمه
في أبيات ذكرت في الحميمة.

شاهِي

شاهِي:
موضع قرب القادسيّة فيما أحسب، حدّثنا الحافظ أبو عبد الله بن الحافظ بن سكينة حدّثنا أبي حدّثنا الصريفيني أنبأنا حبابة أنبأنا البغوي أنبأنا أحمد ابن زهير أنبأنا سلمان بن أبي تيم أنبأنا عبد الله بن صالح بن مسلم قال: كان شريك بن عبد الله على قضاء الكوفة فخرج يتلقّى الخيزران فبلغ شاهي وأبطأت الخيزران فأقام ينتظرها ثلاثا فيبس خبزه فجعل يبلّه بالماء، فقال العلاء بن المنهال:
فإن كان الذي قد قلت حقّا ... بأن قد أكرهوك على القضاء
فما لك موضعا في كلّ يوم ... تلقّى من يحجّ من النساء
مقيما في قرى شاهي ثلاثا ... بلا زاد سوى كسر وماء

الضَّجُوع

الضَّجُوع:
بفتح أوّله، وبعد الواو الساكنة عين مهملة، يجوز أن يكون فعولا من ضجع الرجل إذا وضع جنبه على الأرض، فعول يدلّ على الإكثار والمداومة، والذي يظهر أنّه واحد الضواجع وهي الهضاب قول النابغة:
وعيد أبي قابوس في كنهه ... أتاني ودوني فالضواجع
قال الأصمعي: الضجوع رحبة لبني أبي بكر بن كلاب، وقيل: موضع لبني أسد، وقيل: واد، وقال عامر بن الطفيل:
لا تسقني بيديك إن لم أغترف، ... نعم الضجوع بغارة أسراب
والضجوع أيضا: أكمة معروفة، وقال السكوني:
ماء بينه وبين الــسّلمان ثلاثة أميال.

الضَّمْدُ

الضَّمْدُ:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه وروي في الحديث بالتحريك، فالضمد، بالسكون: رطب النبت ويابسه، والضمد: جمع المرأة بين خليلين، والضمد: المداجاة، وأمّا الضّمد، بالتحريك: فهو يبس الدم على الدابة من جرح أو غيره، والضّمد أيضا: الحقد، والضمد أيضا: موضع بناحية اليمن بين اليمن ومكّة على
الطريق التهامي، وفي بعض الأخبار: أن رجلا سأل رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، عن البداوة فقال:
اتّق الله ولا يضرّك أن تكون بجانب الضمد من جازان، وفي حديث آخر عن أبي هريرة أن وفد عبس قالوا: بلغنا أنّه لا إسلام لمن لا هجرة له، فقال النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، مثله، وقال ابن السكيت: الضمد أرض، حكاه الأديبي، وأخبرني أبو الربيع سلمان بن الرّيحاني أنّه رأى ضمد، بالتحريك، وأنّها من قرى عثر من جهة الجبل.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.