Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: زري

بَغْدَادُ

بَغْدَادُ:
أم الدنيا وسيدة البلاد، قال ابن الأنباري:
أصل بغداد للأعاجم، والعرب تختلف في لفظها إذ لم يكن أصلها من كلامهم ولا اشتقاقها من لغاتهم، قال بعض الأعاجم: تفسيره بستان رجل، فباغ بستان وداد اسم رجل، وبعضهم يقول: بغ اسم للصنم، فذكر أنه أهدي إلى كسرى خصيّ من المشرق فأقطعه إياها، وكان الخصيّ من عباد الأصنام ببلده فقال: بغ داد أي الصنم أعطاني، وقيل: بغ هو البستان وداد أعطى، وكان كسرى قد وهب لهذا الخصي هذا البستان فقال: بغ داد فسميت به، وقال حمزة بن الحسن: بغداد اسم فارسي معرّب عن باغ داذويه، لأن بعض رقعة مدينة المنصور كان باغا لرجل من الفرس اسمه داذويه، وبعضها أثر مدينة دارسة كان بعض ملوك الفرس اختطّها فاعتل فقالوا:
ما الذي يأمر الملك أن تسمى به هذه المدينة؟ فقال:
هلدوه وروز أي خلّوها بسلام، فحكي ذلك للمنصور فقال: سميتها مدينة السلام، وفي بغداد سبع لغات:
بغداد وبغدان، ويأبى أهل البصرة ولا يجيزون بغداذ في آخره الذال المعجمة، وقالوا: لأنه ليس في كلام العرب كلمة فيها دال بعدها ذال، قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق: فقلت لأبي إسحاق إبراهيم بن السري فما تقول في قولهم خرداد؟ فقال: هو فارسي ليس من كلام العرب، قلت أنا: وهذا حجة من قال بغداد فإنه ليس من كلام العرب، وأجاز الكسائي بغداد على الأصل، وحكى أيضا مغداذ ومغداد ومغدان، وحكى الخارزنجي: بغداد بدالين مهملتين، وهي في اللغات كلها تذكّر وتؤنث، وتسمى مدينة السلام أيضا، فأما الزوراء: فمدينة المنصور خاصة، وسميت مدينة السلام لأن دجلة يقال لها وادي السلام، وقال موسى بن عبد الحميد النسائي:
كنت جالسا عند عبد العزيز بن أبي روّاد فأتاه رجل فقال له: من أين أنت؟ فقال له: من بغداد، فقال:
لا تقل بغداد فإن بغ صنم وداد أعطى، ولكن قل مدينة السلام، فإن الله هو السلام والمدن كلها له، وقيل: إن بغداد كانت قبل سوقا يقصدها تجار أهل الصين بتجاراتهم فيربحون الرّبح الواسع، وكان اسم ملك الصين بغ فكانوا إذا انصرفوا إلى بلادهم قالوا:
بغ داد أي إن هذا الربح الذي ربحناه من عطية
الملك، وقيل إنما سميت مدينة السلام لأن السلام هو الله فأرادوا مدينة الله، وأما طولها فذكر بطلميوس في كتاب الملحمة المنسوب إليه أن مدينة بغداد طولها خمس وسبعون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة داخلة في الإقليم الرابع، وقال أبو عون وغيره: إنها في الإقليم الثالث، قال: طالعها السماك الأعزل، بيت حياتها القوس، لها شركة في الكف الخضيب ولها أربعة أجزاء من سرّة الجوزاء تحت عشر درج من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان، قلت أنا: ولا شك أن بغداد أحدثت بعد بطليموس بأكثر من ألف سنة ولكني أظنّ أن مفسري كلامه قاسوا وقالوا، وقال صاحب الزيج: طول بغداد سبعون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلث، وتعديل نهارها ست عشرة درجة وثلثا درجة، وأطول نهارها أربع عشرة ساعة وخمس دقائق، وغاية ارتفاع الشمس بها ثمانون درجة وثلث، وظلّ الظهر بها درجتان، وظل العصر أربع عشرة درجة، وسمت القبلة ثلاث عشرة درجة ونصف، وجهها عن مكة مائة وسبع عشرة درجة، في الوجود ثلاثمائة درجة، هذا كله نقلته من كتب المنجمين ولا أعرفه ولا هو من صناعتي، وقال أحمد ابن حنبل: بغداد من الصّراة إلى باب التبن، وهو مشهد موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد ابن الإمام علي ابن أبي طالب، ثم زيد فيها حتى بلغت كلواذى والمخرّم وقطربّل، قال أهل السير: ولما أهلك الله مهران بأرض الحيرة ومن كان معه من العجم استمكن المسلمون من الغارة على السواد وانتقضت مسالح الفرس وتشتت أمرهم واجترأ المسلمون عليهم وشنوا الغارات ما بين سورا وكسكر والصراة والفلاليج والأستانات، قال أهل الحيرة للمثنى: إن بالقرب منا قرية تقوم فيها سوق عظيمة في كل شهر مرة فيأتيها تجار فارس والأهواز وسائر البلاد، يقال لها بغداد، وكذا كانت إذ ذاك، فأخذ المثنى على البرّ حتى أتى الأنبار، فتحصّن فيها أهلها منه، فأرسل إلى سفروخ مرزبانها ليسير إليه فيكلّمه بما يريد وجعل له الأمان، فعبر المرزبان إليه، فخلا به المثنى وقال له: أريد أن أغير على سوق بغداد وأريد أن تبعث معي أدلّاء فيدلّوني الطريق وتعقد لي الجسر لأعبر عليه الفرات، ففعل المرزبان ذلك، وقد كان قطع الجسر قبل ذلك لئلا تعبر العرب عليه، فعبر المثنى مع أصحابه وبعث معه المرزبان الأدلاء، فسار حتى وافى السوق صحوة، فهرب الناس وتركوا أموالهم فأخذ المسلمون من الذهب والفضة وسائر الأمتعة ما قدروا على حمله ثم رجعوا إلى الأنبار، ووافى معسكره غانما موفورا، وذلك في سنة 13 للهجرة، فهذا خبر بغداد قبل أن يمصّرها المنصور، لم يبلغني غير ذلك.

فصل
في بدء عمارة بغداد، كان أول من مصّرها وجعلها مدينة المنصور بالله أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ثاني الخلفاء، وانتقل إليها من الهاشمية، وهي مدينة كان قد اختطّها أخوه أبو العباس السّفّاح قرب الكوفة وشرع في عمارتها سنة 145 ونزلها سنة 149، وكان سبب عمارتها أن أهل الكوفة كانوا يفسدون جنده فبلغه ذلك من فعلهم، فانتقل عنهم يرتاد موضعا، وقال ابن عيّاش: بعث المنصور روّادا وهو بالهاشمية يرتادون له موضعا يبني فيه مدينة ويكون الموضع واسطا رافقا بالعامة والجند، فنعت له موضع قريب من
بارمّا، وذكر له غذاؤه وطيب هوائه، فخرج إليه بنفسه حتى نظر إليه وبات فيه، فرأى موضعا طيبا فقال لجماعة، منهم سليمان بن مجالد وأبو أيوب المرزباني وعبد الملك بن حميد الكاتب: ما رأيكم في هذا الموضع؟ قالوا: طيب موافق، فقال: صدقتم ولكن لا مرفق فيه للرعية، وقد مررت في طريقي بموضع تجلب إليه الميرة والامتعة في البرّ والبحر وأنا راجع إليه وبائت فيه، فإن اجتمع لي ما أريد من طيب الليل فهو موافق لما أريده لي وللناس، قال: فأتى موضع بغداد وعبر موضع قصر السلام ثم صلى العصر، وذلك في صيف وحرّ شديد، وكان في ذلك الموضع بيعة فبات أطيب مبيت وأقام يومه فلم ير إلا خيرا فقال: هذا موضع صالح للبناء، فإن المادة تأتيه من الفرات ودجلة وجماعة الأنهار، ولا يحمل الجند والرعية إلا مثله، فخطّ البناء وقدّر المدينة ووضع أول لبنة بيده فقال: بسم الله والحمد لله والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، ثم قال: ابنوا على بركة الله، وذكر سليمان بن مختار أن المنصور استشار دهقان بغداد، وكانت قرية في المربّعة المعروفة بأبي العباس الفضل بن سليمان الطوسي، وما زالت داره قائمة على بنائها إلى أن خرب كثير مما يجاورها في البناء، فقال: الذي أراه يا أمير المؤمنين أن تنزل في نفس بغداد، فإنك تصير بين أربعة طساسيج: طسّوجان في الجانب الغربي وطسّوجان في الجانب الشرقي، فاللذان في الغربي قطربل وبادوريا، واللذان في الشرقي نهر بوق وكلواذى، فإن تأخرت عمارة طسوج منها كان الآخر عامرا، وأنت يا أمير المؤمنين على الصّراة ودجلة، تجيئك بالميرة من القرب وفي الفرات من الشام والجزيرة ومصر وتلك البلدان، وتحمل إليك طرائف الهند والسند والصين والبصرة وواسط في دجلة، وتجيئك ميرة أرمينية وأذربيجان وما يتصل بها في تامرّا، وتجيئك ميرة الموصل وديار بكر وربيعة وأنت بين أنهار لا يصل إليك عدوك إلا على جسر أو قنطرة، فإذا قطعت الجسر والقنطرة لم يصل إليك عدوك، وأنت قريب من البرّ والبحر والجبل، فأعجب المنصور هذا القول وشرع في البناء، ووجه المنصور في حشر الصّنّاع والفعلة من الشام والموصل والجبل والكوفة وواسط فأحضروا، وأمر باختيار قوم من أهل الفضل والعدالة والفقه والأمانة والمعرفة بالهندسة، فجمعهم وتقدم إليهم أن يشرفوا على البناء، وكان ممن حضر الحجاج بن أرطاة وأبو حنيفة الإمام، وكان أول العمل في سنة 145، وأمر أن يجعل عرض السور من أسفله خمسين ذراعا ومن أعلاه عشرين ذراعا، وأن يجعل في البناء جرز القصب مكان الخشب، فلما بلغ السور مقدار قامة اتّصل به خروج محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، فقطع البناء حتى فرغ من أمره وأمر أخيه إبراهيم بن عبد الله بن حسن ابن حسن.
وعن علي بن يقطين قال: كنت في عسكر أبي جعفر المنصور حين سار إلى الصراة يلتمس موضعا لبناء مدينة، قال: فنزل الدير الذي على الصراة في العتيقة فما زال على دابته ذاهبا جائيا منفردا عن الناس يفكر، قال: وكان في الدير راهب عالم فقال لي: لم يذهب الملك ويجيء؟ قلت: إنه يريد أن يبني مدينة، قال: فما اسمه؟ قلت: عبد الله بن محمد، قال: أبو من؟ قلت: أبو جعفر، قال:
هل يلقب بشيء؟ قلت: المنصور، قال: ليس هذا الذي يبنيها، قلت: ولم؟ قال: لأنا قد وجدنا في كتاب عندنا نتوارثه قرنا عن قرن أن الذي يبني
هذا المكان رجل يقال له مقلاص، قال: فركبت من وقتي حتى دخلت على المنصور ودنوت منه، فقال لي: ما وراءك؟ قلت: خير ألقيه إلى أمير المؤمنين وأريحه من هذا العناء، فقال: قل، قلت:
أمير المؤمنين يعلم أن هؤلاء معهم علم، وقد أخبرني راهب هذا الدير بكذا وكذا، فلما ذكرت له مقلاص ضحك واستبشر ونزل عن دابته فسجد وأخذ سوطه وأقبل يذرع به، فقلت في نفسي: لحقه اللجاج، ثم دعا المهندسين من وقته وأمرهم بخط الرماد، فقلت له: أظنّك يا أمير المؤمنين أردت معاندة الراهب وتكذيبه، فقال: لا والله ولكني كنت ملقّبا بمقلاص وما ظننت أن أحدا عرف ذلك غيري، وذاك أننا كنا بناحية السراة في زمان بني أمية على الحال التي تعلم، فكنت أنا ومن كان في مقدار سنّي من عمومتي وإخوتي نتداعى ونتعاشر، فبلغت النوبة إليّ يوما من الأيام وما أملك درهما واحدا فلم أزل أفكر وأعمل الحيلة إلى أن أصبت غزلا لداية كانت لهم، فسرقته ثم وجّهت به فبيع لي واشتري لي بثمنه ما احتجت إليه، وجئت إلى الداية وقلت لها:
افعلي كذا واصنعي كذا، قالت: من أين لك ما أرى؟ قلت: اقترضت دراهم من بعض أهلي، ففعلت ما أمرتها به، فلما فرغنا من الأكل وجلسنا للحديث طلبت الداية الغزل فلم تجده فعلمت أني صاحبه، وكان في تلك الناحية لص يقال له مقلاص مشهور بالسرقة، فجاءت إلى باب البيت الذي كنا فيه فدعتني فلم أخرج إليها لعلمي أنها وقفت على ما صنعت، فلما ألحّت وأنا لا أخرج قالت: اخرج يا مقلاص، الناس يتحذّرون من مقلاصهم وأنا مقلاصي معي في البيت، فمزح معي إخوتي وعمومتي بهذا اللقب ساعة ثم لم أسمع به إلا منك الساعة فعلمت أن أمر هذه المدينة يتم على يدي لصحة ما وقفت عليه، ثم وضع أساس المدينة مدوّرا وجعل قصره في وسطها وجعل لها أربعة أبواب وأحكم سورها وفصيلها، فكان القاصد إليها من الشرق يدخل من باب خراسان والقاصد من الحجاز يدخل من باب الكوفة والقاصد من المغرب يدخل من باب الشام والقاصد من فارس والأهواز وواسط والبصرة واليمامة والبحرين يدخل من باب البصرة.
قالوا: فأنفق المنصور على عمارة بغداد ثمانية عشر ألف ألف دينار، وقال الخطيب في رواية: إنه أنفق على مدينته وجامعها وقصر الذهب فيها والأبواب والأسواق إلى أن فرغ من بنائها أربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثة وثمانين ألف درهم، وذاك أن الأستاذ من الصّنّاع كان يعمل في كل يوم بقيراط إلى خمس حبّات والروزجاري بحبتين إلى ثلاث حبات، وكان الكبش بدرهم والحمل بأربعة دوانيق والتمر ستون رطلا بدرهم، قال الفضل بن دكين: كان ينادى على لحم البقر في جبانة كندة تسعون رطلا بدرهم، ولحم الغنم ستون رطلا بدرهم، والعسل عشرة أرطال بدرهم، قال: وكان بين كل باب من أبواب المدينة والباب الآخر ميل، وفي كل ساف من أسواف البناء مائة ألف لبنة واثنان وستون ألف لبنة من اللبن الجعفري، وعن ابن الشّروي قال: هدمنا من السور الذي يلي باب المحوّل قطعة فوجدنا فيها لبنة مكتوبا عليها بمغرة:
وزنها مائة وسبعة عشر رطلا، فوزناها فوجدناها كذلك.
وكان المنصور كما ذكرنا بنى مدينته مدوّرة وجعل داره وجامعها في وسطها، وبنى القبة الخضراء فوق إيوان، وكان علوّها ثمانين ذراعا، وعلى رأس القبة صنم على صورة فارس في يده رمح، وكان السلطان إذا رأى أن ذلك الصنم قد استقبل بعض الجهات ومدّ
الرمح نحوها علم أن بعض الخوارج يظهر من تلك الجهة، فلا يطول عليه الوقت حتى ترد عليه الأخبار بأن خارجيّا قد هجم من تلك الناحية، قلت أنا:
هكذا ذكر الخطيب وهو من المستحيل والكذب الفاحش، وإنما يحكى مثل هذا عن سحرة مصر وطلسمات بليناس التي أوهم الأغمار صحتها تطاول الأزمان والتخيل أن المتقدّمين ما كانوا بني آدم، فأما الملة الإسلامية فإنها تجلّ عن مثل هذه الخرافات، فإن من المعلوم أن الحيوان الناطق مكلف الصنائع لهذا التمثال لا يعلم شيئا مما ينسب إلى هذا الجماد ولو كان نبيّا مرسلا، وأيضا لو كان كلما توجهت إلى جهة خرج منها خارجيّ لوجب أن لا يزال خارجيّ يخرج في كل وقت لأنها لا بدّ أن تتوجه إلى وجه من الوجوه، والله أعلم، قال: وسقط رأس هذه القبة سنة 329، وكان يوم مطر عظيم ورعد هائل، وكانت هذه القبة تاج البلد وعلم بغداد ومأثرة من مآثر بني العباس، وكان بين بنائها وسقوطها مائة ونيف وثمانون سنة، ونقل المنصور أبوابها من واسط، وهي أبواب الحجّاج، وكان الحجاج أخذها من مدينة بإزاء واسط تعرف بزندورد، يزعمون أنها من بناء سليمان بن داود، عليه السلام، وأقام على باب خراسان بابا جيء به من الشام من عمل الفراعنة وعلى باب الكوفة بابا جيء به من الكوفة من عمل خالد القسري وعمل هو بابا لباب الشام، وهو أضعفها، وكان لا يدخل أحد من عمومة المنصور ولا غيرهم من شيء من الأبواب إلّا راجلا إلا داود بن عليّ عمه، فإنه كان متفرّسا وكان يحمل في محفّة، وكذلك محمد المهدي ابنه، وكانت تكنس الرحاب في كل يوم ويحمل التراب إلى خارج، فقال له عمه عبد الصمد: يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير فلو أذنت لي أن أنزل داخل الأبواب، فلم يأذن له، فقال: يا أمير المؤمنين عدني بعض بغال الرّوايا التي تصل إلى الرّحاب، فقال: يا ربيع بغال الروايا تصل إلى رحابي تتخذ الساعة قنيّ بالساج من باب خراسان حتى تصل إلى قصري، ففعل ومدّ المنصور قناة من نهر دجيل الآخذ من دجلة وقناة من نهر كرخايا الآخذ من الفرات وجرّهما إلى مدينته في عقود وثيقة، من أسفلها محكمة بالصاروج والآجر من أعلاها، فكانت كل قناة منها تدخل المدينة وتنفذ في الشوارع والدروب والأرباض، تجري صيفا وشتاء لا ينقطع ماؤها في شيء من الأوقات، ثم أقطع المنصور أصحابه القطائع فعمّروها وسميت بأسمائهم، وقد ذكرت من ذلك ما بلغني في مواضعه حسب ما قضى به ترتيب الحروف، وقد صنّف في بغداد وسعتها وعظم رفعتها وسعة بقعتها وذكر أبو بكر الخطيب في صدر كتابه من ذلك ما فيه كفاية لطالبه.

فلنذكر الآن ما ورد في مدح بغداد
ومن عجيب ذلك ما ذكره أبو سهل بن نوبخت قال:
أمرني المنصور لما أراد بناء بغداد بأخذ الطالع، ففعلت فإذا الطالع في الشمس وهي في القوس، فخبّرته بما تدلّ النجوم عليه من طول بقائها وكثرة عمارتها وفقر الناس إلى ما فيها ثم قلت: وأخبرك خلّة أخرى أسرك بها يا أمير المؤمنين، قال: وما هي؟ قلت: نجد في أدلة النجوم أنه لا يموت بها خليفة أبدا حتف أنفه، قال: فتبسم وقال الحمد لله على ذلك، هذا من فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ولذلك يقول عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن الخطفى:
أعاينت في طول من الأرض أو عرض، ... كبغداد من دار بها مسكن الخفض
صفا العيش في بغداد واخضرّ عوده، ... وعيش سواها غير خفض ولا غضّ
تطول بها الأعمار، إنّ غذاءها ... مريء، وبعض الأرض أمرأ من بعض
قضى ربّها أن لا يموت خليفة ... بها، إنه ما شاء في خلقه يقضي
تنام بها عين الغريب، ولا ترى ... غريبا بأرض الشام يطمع في الغمض
فإن جزيت بغداد منهم بقرضها، ... فما أسلفت إلّا الجميل من القرض
وإن رميت بالهجر منهم وبالقلى، ... فما أصبحت أهلا لهجر ولا بغض
وكان من أعجب العجب أن المنصور مات وهو حاجّ، والمهدي ابنه خرج إلى نواحي الجبل فمات بما سبذان بموضع يقال له الرّذّ، والهادي ابنه مات بعيساباد قرية أو محلّة بالجانب الشرقي من بغداد، والرشيد مات بطوس، والأمين أخذ في شبارته وقتل بالجانب الشرقي، والمأمون مات بالبذندون من نواحي المصّيصة بالشام، والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر وباقي الخلفاء ماتوا بسامرّا، ثم انتقل الخلفاء إلى التاج من شرقي بغداد كما ذكرناه في التاج، وتعطّلت مدينة المنصور منهم.
وفي مدح بغداد قال بعض الفضلاء: بغداد جنة الأرض ومدينة السلام وقبة الإسلام ومجمع الرافدين وغرّة البلاد وعين العراق ودار الخلافة ومجمع المحاسن والطيبات ومعدن الظرائف واللطائف، وبها أرباب الغايات في كل فنّ، وآحاد الدهر في كل نوع، وكان أبو إسحاق الزّجّاج يقول: بغداد حاضرة الدنيا وما عداها بادية، وكان أبو الفرج الببغا يقول: هي مدينة السلام بل مدينة الإسلام، فإنّ الدولة النبوية والخلافة الإسلامية بها عشّشتا وفرّختا وضربتا بعروقهما وبسقتا بفروعهما، وإنّ هواءها أغذى من كل هواء وماءها أعذب من كل ماء، وإنّ نسيمها أرقّ من كل نسيم، وهي من الإقليم الاعتدالي بمنزلة المركز من الدائرة، ولم تزل بغداد موطن الأكاسرة في سالف الأزمان ومنزل الخلفاء في دولة الإسلام، وكان ابن العميد إذا طرأ عليه أحد من منتحلي العلوم والآداب وأراد امتحان عقله سأله عن بغداد، فإن فطن بخواصّها وتنبّه على محاسنها وأثنى عليها جعل ذلك مقدّمة فضله وعنوان عقله، ثم سأله عن الجاحظ، فإن وجد أثرا لمطالعة كتبه والاقتباس من نوره والاغتراف من بحره وبعض القيام بمسائله قضى له بأنه غرّة شادخة في أهل العلم والآداب، وإن وجده ذامّا لبغداد غفلا عما يحب أن يكون موسوما به من الانتساب إلى المعارف التي يختص بها الجاحظ لم ينفعه بعد ذلك شيء من المحاسن، ولما رجع الصاحب عن بغداد سأله ابن العميد عنها، فقال: بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد، فجعلها مثلا في الغاية في الفضل، وقال ابن زريــق الكاتب الكوفي:
سافرت أبغي لبغداد وساكنها ... مثلا، قد اخترت شيئا دونه الياس
هيهات بغداد، والدنيا بأجمعها ... عندي، وسكان بغداد هم الناس
وقال آخر:
بغداد يا دار الملوك ومجتنى ... صوف المنى، يا مستقرّ المنابر
ويا جنّة الدنيا ويا مجتنى الغنى، ... ومنبسط الآمال عند المتاجر
وقال أبو يعلى محمد بن الهبّارية: سمعت الشيخ الزاهد أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآباذي يقول: من دخل بغداد وهو ذو عقل صحيح وطبع معتدل مات بها أو بحسرتها، وقال عمارة بن عقيل ابن بلال بن جرير:
ما مثل بغداد في الدنيا ولا الدين، ... على تقلّبها في كلّ ما حين
ما بين قطربّل فالكرخ نرجسة ... تندى، ومنبت خيريّ ونسرين
تحيا النفوس بريّاها، إذا نفحت، ... وخرّشت بين أوراق الرّياحين
سقيا لتلك القصور الشاهقات وما ... تخفي من البقر الإنسيّة العين
تستنّ دجلة فيما بينها، فترى ... دهم السّفين تعالى كالبراذين
مناظر ذات أبواب مفتّحة، ... أنيقة بزخاريف وتزيين
فيها القصور التي تهوي، بأجنحة، ... بالزائرين إلى القوم المزورين
من كلّ حرّاقة تعلو فقارتها، ... قصر من الساج عال ذو أساطين
وقدم عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس إلى بغداد فرأى كثرة الناس بها فقال: ما مررت بطريق من طرق هذه المدينة إلّا ظننت أن الناس قد نودي فيهم، ووجد على بعض الأميال بطريق مكة مكتوبا:
أيا بغداد يا أسفي عليك! ... متى يقضى الرجوع لنا إليك؟
قنعنا سالمين بكلّ خير، ... وينعم عيشنا في جانبيك
ووجد على حائط بجزيرة قبرص مكتوبا:
فهل نحو بغداد مزار، فيلتقي ... مشوق ويحظى بالزيارة زائر
إلى الله أشكو، لا إلى الناس، إنه ... على كشف ما ألقى من الهمّ قادر
وكان القاضي أبو محمد عبد الوهّاب بن علي بن نصر المالكي قد نبا به المقام ببغداد فرحل إلى مصر، فخرج البغداديون يودّعونه وجعلوا يتوجعون لفراقه، فقال: والله لو وجدت عندكم في كل يوم مدّا من الباقلّى ما فارقتكم، ثم قال:
سلام على بغداد من كلّ منزل، ... وحقّ لها منّي السلام المضاعف
فو الله ما فارقتها عن قلى لها، ... وإني بشطّي جانبيها لعارف
ولكنها ضاقت عليّ برحبها، ... ولم تكن الأرزاق فيها تساعف
وكانت كخلّ كنت أهوى دنوّه، ... وأخلاقه تنأى به وتخالف
ولما حج الرشيد وبلغ زرود التفت إلى ناحية العراق وقال:
أقول وقد جزنا زرود عشيّة، ... وكادت مطايانا تجوز بنا نجدا
على أهل بغداد السلام، فإنني ... أزيد بسيري عن ديارهم بعدا
وقال ابن مجاهد المقري: رأيت أبا عمرو بن العلاء في النوم فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: دعني مما فعل الله بي، من أقام ببغداد على السّنّة والجماعة ومات نقل من جنة إلى جنة، وعن يونس بن عبد الأعلى قال: قال لي محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله عنه: أيا يونس دخلت بغداد؟ فقلت: لا، فقال: أيا يونس ما رأيت الدنيا ولا الناس، وقال طاهر بن المظفّر بن طاهر الخازن:
سقى الله صوب الغاديات محلّة ... ببغداد، بين الخلد والكرخ والجسر
هي البلدة الحسناء، خصّت لأهلها ... بأشياء لم يجمعن مذ كنّ في مصر
هواء رقيق في اعتدال وصحّة، ... وماء له طعم ألذّ من الخمر
ودجلتها شطّان قد نظما لنا ... بتاج إلى تاج، وقصر إلى قصر
ثراها كمسك، والمياه كفضّة، ... وحصباؤها مثل اليواقيت والدّر
قال أبو بكر الخطيب: أنشدني أبو محمد الباقي قول الشاعر:
دخلنا كارهين لها، فلما ... ألفناها خرجنا مكرهينا
فقال يوشك هذا أن يكون في بغداد، قيل وأنشد لنفسه في المعنى وضمنه البيت:
على بغداد معدن كلّ طيب، ... ومغنى نزهة المتنزّهينا:
سلام كلما جرحت بلحظ ... عيون المشتهين المشتهينا
دخلنا كارهين لها، فلما ... ألفناها خرجنا مكرهينا
وما حبّ الديار بنا، ولكن ... أمرّ العيش فرقة من هوينا
قال محمد بن عليّ بن حبيب الماوردي: كتب إليّ أخي من البصرة وأنا ببغداد:
طيب الهواء ببغداد يشوّقني ... قدما إليها، وإن عاقت معاذير
وكيف صبري عنها، بعد ما جمعت ... طيب الهواءين ممدود ومقصور؟
وقلّد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر اليمن، فلما أراد الخروج قال:
أيرحل آلف ويقيم إلف، ... وتحيا لوعة ويموت قصف؟
على بغداد دار اللهو منّي ... سلام ما سجا للعين طرف
وما فارقتها لقلى، ولكن ... تناولني من الحدثان صرف
ألا روح ألا فرج قريب، ... ألا جار من الحدثان كهف
لعلّ زماننا سيعود يوما، ... فيرجع آلف ويسر إلف
فبلغ الوزير هذا الشعر فأعفاه، وقال شاعر يتشوق بغداد:
ولما تجاوزت المدائن سائرا، ... وأيقنت يا بغداد أني على بعد
علمت بأنّ الله بالغ أمره، وأن قضاء الله ينفذ في العبد وقلت، وقلبي فيه ما فيه من جوى، ودمعي جار كالجمان على خدّي: ترى الله يا بغداد يجمع بيننا فألقى الذي خلّفت فيك على العهد؟
وقال محمد بن عليّ بن خلف النيرماني:
فدى لك يا بغداد كل مدينة ... من الأرض، حتى خطّتي ودياريا
فقد طفت في شرق البلاد وغربها، ... وسيّرت خيلي بينها وركابيا
فلم أر فيها مثل بغداد منزلا، ... ولم أر فيها مثل دجلة واديا
ولا مثل أهليها أرقّ شمائلا، ... وأعذب ألفاظا، وأحلى معانيا
وقائلة: لو كان ودّك صادقا ... لبغداد لم ترحل، فقلت جوابيا:
يقيم الرجال الموسرون بأرضهم، ... وترمي النوى بالمقترين المراميا

في ذمّ بغداد
قد ذكره جماعة من أهل الورع والصلاح والزهّاد والعبّاد، ووردت فيها أحاديث خبيثة، وعلّتهم في الكراهية ما عاينوه بها من الفجور والظلم والعسف، وكان الناس وقت كراهيتهم للمقام ببغداد غير ناس زماننا، فأما أهل عصرنا فأجلس خيارهم في الحشّ وأعطهم فلسا فما يبالون بعد تحصيل الحطام أين كان المقام، وقد ذكر الحافظ أبو بكر أحمد بن عليّ من ذلك قدرا كافيا، وكان بعض الصالحين إذا ذكرت عنده بغداد يتمثل:
قل لمن أظهر التنسّك في النا ... س وأمسى يعدّ في الزّهّاد:
الزم الثغر والتواضع فيه، ... ليس بغداد منزل العبّاد
إن بغداد للملوك محلّ، ... ومناخ للقارئ الصياد
ومن شائع الشعر في ذلك:
بغداد أرض لأهل المال طيّبة، ... وللمفاليس دار الضّنك والضيق
أصبحت فيها مضاعا بين أظهرهم، ... كأنني مصحف في بيت زنديق
ويروى للطاهر بن الحسين قال:
زعم الناس أن ليلك يا بغ ... داد ليل يطيب فيه النسيم
ولعمري ما ذاك إلّا لأن خا ... لفها، بالنهار، منك السّموم
وقليل الرّخاء يتّبع الش ... دة، عند الأنام، خطب عظيم
وكتب عبد الله بن المعتز إلى صديق له يمدح سرّ من رأى ويصف خرابها ويذم بغداد: كتبت من بلدة قد أنهض الله سكانها وأقعد حيطانها، فشاهد اليأس فيها ينطق وحبل الرجاء فيها يقصر، فكأن عمرانها يطوى وخرابها ينشر، وقد تمزقت بأهلها الديار، فما يجب فيها حقّ جوار، فحالها تصف للعيون الشكوى، وتشير إلى ذم الدنيا، على أنها وإن جفيت معشوقة السّكنى، وحبيبة المثوى،
كوكبها يقظان، وجوّها عريان، وحصباؤها جوهر، ونسيمها معطّر، وترابها أذفر، ويومها غداة، وليلها سحر، وطعامها هنيء، وشرابها مريء، لا كبلدتكم الوسخة السماء، الومدة الماء والهواء، جوها غبار، وأرضها خبار، وماؤها طين، وترابها سرجين، وحيطانها نزوز، وتشرينها تموز، فكم من شمسها من محترق، وفي ظلّها من عرق، صيقة الديار، وسيئة الجوار، أهلها ذئاب، وكلامهم سباب، وسائلهم محروم، وما لهم مكتوم، ولا يجوز إنفاقه، ولا يحل خناقه، حشوشهم مسايل، وطرقهم مزابل، وحيطانهم أخصاص، وبيوتهم أقفاص، ولكل مكروه أجل، وللبقاع دول، والدهر يسير بالمقيم، ويمزج البؤس بالنعيم، وله من قصيدة:
كيف نومي وقد حللت ببغ ... داد، مقيما في أرضها، لا أريم
ببلاد فيها الركايا، علي ... هن أكاليل من بعوض تحوم
جوها في الشتاء والصيف دخّا ... ن كثيف، وماؤها محموم
ويح دار الملك التي تنفح المس ... ك، إذا ما جرى عليه النسيم
كيف قد أقفرت وحاربها الدّه ... ر، وعين الحياة فيها البوم
نحن كنا سكانها، فانقضى ذا ... لك عنا، وأي شيء يدوم
وقال أيضا:
أطال الهمّ في بغداد ليلي، ... وقد يشقى المسافر أو يفوز
ظللت بها، على رغمي، مقيما ... كعنّين تعانقه عجوز
وقال محمد بن أحمد بن شميعة البغدادي شاعر عصري فيها:
ودّ أهل الزوراء زور، فلا ... تغترر بالوداد من ساكنيها
هي دار السلام حسب، فلا يط ... مع منها، إلّا بما قيل فيها
وكان المعتصم قد سأل أبا العيناء عن بغداد وكان سيّء الرأي فيها، فقال: هي يا أمير المؤمنين كما قال عمارة بن عقيل:
ما أنت يا بغداد إلّا سلح، ... إذا اعتراك مطر أو نفح،
وإن جففت فتراب برح
وكما قال آخر:
هل الله من بغداد، يا صاح، مخرجي، ... فأصبح لا تبدو لعيني قصورها
وميدانها المذري علينا ترابها ... إذا شحجت أبغالها وحميرها
وقال آخر:
أذمّ بغداد والمقام بها، ... من بعد ما خبرة وتجريب
ما عند سكّانها لمختبط ... خير، ولا فرجة لمكروب
يحتاج باغي المقام بينهم ... إلى ثلاث من بعد تثريب:
كنوز قارون أن تكون له، ... وعمر نوح وصبر أيوب
قوم مواعيدهم مزخرفة ... بزخرف القول والأكاذيب
خلّوا سبيل العلى لغيرهم، ... ونافسوا في الفسوق والحوب
وقال بعض الأعراب:
لقد طال في بغداد ليلي، ومن يبت ... ببغداد يصبح ليله غير راقد
بلاد، إذا ولّى النهار، تنافرت ... براغيثها من بين مثنى وواحد
ديازجة شهب البطون، كأنها ... بغال بريد أرسلت في مذاود
وقرأت بخط عبيد الله بن أحمد بن جخجخ قال أبو العالية:
ترحّل فما بغداد دار إقامة، ... ولا عند من يرجى ببغداد طائل
محلّ ملوك سمتهم في أديمهم، ... فكلهم من حلية المجد عاطل
سوى معشر جلّوا، وجلّ قليلهم ... يضاف إلى بذل النّدى، وهو باخل
ولا غروان شلّت يد الجود والندى ... وقلّ سماح من رجال ونائل
إذا غطمط البحر الغطامط ماؤه ... فليس عجيبا أن تفيض الجداول
وقال آخر:
كفى حزنا، والحمد لله أنّني ... ببغداد قد أعيت عليّ مذاهبي
أصاحب قوما لا ألذّ صحابهم، ... وآلف قوما لست فيهم براغب
ولم أثو في بغداد حبّا لأهلها، ... ولا أنّ فيها مستفادا لطالب
سأرحل عنها قاليا لسراتها، ... وأتركها ترك الملول المجانب
فإن ألجأتني الحادثات إليهم ... فأير حمار في حرامّ النوائب
وقال بعضهم يمدح بغداد ويذمّ أهلها:
سقيا لبغداد ورعيا لها، ... ولا سقى صوب الحيا أهلها
يا عجبا من سفل مثلهم، ... كيف أبيحوا جنّة مثلها
وقال آخر:
اخلع ببغداد العذارا، ... ودع التنسّك والوقارا
فلقد بليت بعصبة ... ما إن يرون العار عارا
لا مسلمين ولا يهو ... د ولا مجوس ولا نصارى
وقدم بعض الهجريّين بغداد فاستوبأها وقال:
أرى الريف يدنو كل يوم وليلة، ... وأزداد من نجد وساكنه بعدا
ألا إن بغدادا بلاد بغيضة ... إليّ، وإن أمست معيشتها رغدا
بلاد ترى الأرواح فيها مريضة، ... وتزداد نتنا حين تمطر أو تندى
وقال أعرابيّ مثل ذلك:
ألا يا غراب البين ما لك ثاويا ... ببغداد لا تمضي، وأنت صحيح؟
ألا إنما بغداد دار بليّة، ... هل الله من سجن البلاد مريح؟
وقال أبو يعلى بن الهبّارية أنشدني جدّي أبو الفضل محمد بن محمد لنفسه:
إذا سقى الله أرضا صوب غادية، ... فلا سقى الله غيثا أرض بغداد
أرض بها الحرّ معدوم، كأنّ لها ... قد قيل في مثل: لا حرّ بالوادي
بل كلّ ما شئت من علق وزانية ... ومستحدّ وصفعان وقوّاد
وقال أيضا أبو يعلى بن الهبارية: أنشدني معدان التغلبي لنفسه:
بغداد دار، طيبها آخذ ... نسيمه مني بأنفاسي
تصلح للموسر لا لامرئ ... يبيت في فقر وإفلاس
لو حلّها قارون ربّ الغنى، ... أصبح ذا همّ ووسواس
هي التي توعد، لكنها ... عاجلة للطاعم الكاسي
حور وولدان ومن كلّ ما ... تطلبه فيها، سوى الناس

البَحْرين

البَحْرين:
هكذا يتلفظ بها في حال الرفع والنصب والجر، ولم يسمع على لفظ المرفوع من أحد منهم، إلّا أن الزمخشري قد حكى أنه بلفظ التثنية فيقولون:
هذه البحران وانتهينا الى البحرين، ولم يبلغني من جهة أخرى، وقال صاحب الزيج: البحرين في الإقليم الثاني، وطولها أربع وسبعون درجة وعشرون دقيقة من المغرب، وعرضها أربع وعشرون درجة
وخمس وأربعون دقيقة، وقال قوم: هي من الإقليم الثالث وعرضها أربع وثلاثون درجة، وهو اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان، قيل هي قصبة هجر، وقيل: هجر قصبة البحرين وقد عدّها قوم من اليمن وجعلها آخرون قصبة برأسها.
وفيها عيون ومياه وبلاد واسعة، وربما عدّ بعضهم اليمامة من أعمالها والصحيح أن اليمامة عمل برأسه في وسط الطريق بين مكة والبحرين.
روى ابن عباس: البحرين من أعمال العراق وحدّه من عمان ناحية جرّفار، واليمامة على جبالها وربما ضمّت اليمامة الى المدينة وربما أفردت، هذا كان في أيام بني أميّة، فلما ولي بنو العباس صيّروا عمان والبحرين واليمامة عملا واحدا، قاله ابن الفقيه، وقال أبو عبيدة: بين البحرين واليمامة مسيرة عشرة أيام وبين هجر مدينة البحرين والبصرة مسيرة خمسة عشر يوما على الإبل، وبينها وبين عمان مسيرة شهر، قال: والبحرين هي الخطّ والقطيف والآرة وهجر وبينونة والزارة وجواثا والسابور ودارين والغابة، قال: وقصبة هجر الصّفا والمشقّر، وقال أبو بكر محمد بن القاسم: في اشتقاق البحرين وجهان:
يجوز أن يكون مأخوذا من قول العرب بحرت الناقة إذا شقّقت أذنها، والبحيرة: المشقوقة الأذن من قول الله تعالى: ما جَعَلَ الله من بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ 5: 103، والسائبة معناها: ان الرجل في الجاهلية كان يسيب من ماله فيذهب به الى سدنة الآلهة، ويقال: السائبة الناقة التي كانت إذا ولدت عشرة أبطن كلهن إناث سيبت فلم تركب ولم يجزّ لها وبر وبحرت أذن ابنتها أي خرقت. والبحيرة:
هي ابنة السائبة، وهي تجري عندهم مجرى أمّها في التحريم، قال: ويجوز ان يكون البحرين من قول العرب: قد بحر البعير بحرا إذا أولع بالماء فأصابه منه داء، ويقال: قد أبحرت الروضة إبحارا إذا كثر إنقاع الماء فيها فأنبت النبات، ويقال للروضة:
البحرة، ويقال للدم الذي ليست فيه صفرة: دم باحريّ وبحرانيّ، قلت: هذا كله تعسف لا يشبه ان يكون اشتقاقا للبحرين، والصحيح عندنا ما ذكره أبو منصور الأزهري، قال: انما سمّوا البحرين لأن في ناحية قراها بحيرة على باب الأحساء، وقرى هجر بينها وبين البحر الأخضر عشرة فراسخ، قال:
وقدرت هذه البحيرة ثلاثة أميال في مثلها، ولا يفيض ماؤها، وماؤها راكد زعاق، وقال أبو محمد اليزيدي: سألني المهدي وسأل الكسائي عن النسبة الى البحرين والى حصنين لم قالوا حصنيّ وبحرانيّ؟
فقال الكسائي: كرهوا أن يقولوا حصنانيّ لاجتماع النونين، وانما قلت: كرهوا أن يقولوا بحريّ فتشبه النسبة الى البحر، وفي قصتها طول ذكرتها في أخبار اليزيدي من كتابي في أخبار الأدباء، وينسب الى البحرين قوم من أهل العلم، منهم محمد بن معمّر البحراني بصريّ ثقة حدّث عنه البخاري، والعباس ابن يزيد بن أبي حبيب البحراني، يعرف بعبّاسوية، حدث عن خالد بن الحارث وابن عيينة ويزيد بن زريــع وغيرهم، روى عنه الباغندي وابن صاعد وابن مخلد، وهو من الثقات، مات سنة 258، وزكرياء بن عطية البحراني وغيرهم. واما فتحها فإنها كانت في مملكة الفرس وكان بها خلق كثير من عبد القيس وبكر بن وائل وتميم مقيمين في باديتها، وكان بها من قبل الفرس المنذر بن ساوي بن عبد الله ابن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وعبد الله بن زيد هذا هو الأسبذي، نسب الى قرية بهجر، وقد ذكر في موضعه. فلما كانت سنة ثمان للهجرة وجه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، العلاء بن عبد الله بن عماد الحضرمي حليف بني عبد شمس الى البحرين ليدعو أهلها الى الإسلام أو الى الجزية، وكتب معه الى المنذر بن ساوي والى سيبخت مرزبان هجر يدعوهما الى الإسلام أو الى الجزية، فأسلما وأسلم معهما جميع العرب هناك وبعض العجم. فأما أهل الأرض من المجوس واليهود والنصارى فإنهم صالحوا العلاء وكتب بينهم وبينه كتابا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم- هذا ما صالح عليه العلاء بن الحضرمي أهل البحرين، صالحهم على أن يكفونا العمل ويقاسمونا الثمر، فمن لا يفي بهذا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وأما جزية الرؤوس فانه أخذ لها من كل حالم دينارا. وقد قيل: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وجّه العلاء حين وجّه رسله الى الملوك في سنة ستّ. وروي عن العلاء أنه قال: بعثني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الى البحرين، أو قال: هجر، وكنت آتي الحائط بين الأخوّة، قد أسلم بعضهم، فآخذ من المسلم العشر ومن المشرك الخراج. وقال قتادة: لم يكن بالبحرين قتال، ولكن بعضهم أسلم وبعضهم صالح العلاء على أنصاف الحب والتمر. وقال سعيد بن المسيب: أخذ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الجزية من مجوس هجر، وأخذها عمر من مجوس فارس، وأخذها عثمان من بربر. وبعث العلاء بن الحضرمي الى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مالا من البحرين يكون ثمانين ألفا، ما أتاه أكثر منه قبله ولا بعده، أعطى منه العباس عمه. قالوا: وعزل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، العلاء وولّى البحرين أبان بن سعيد ابن العاصي بن أمية، وقيل إن العلاء كان على ناحية من البحرين منها القطيف، وأبان على ناحية فيها الخط، والأول أثبت، فلما توفي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أخرج أبان من البحرين فأتى المدينة، فسأل أهل البحرين أبا بكر أن يردّ العلاء عليهم ففعل، فيقال: إن العلاء لم يزل واليا عليهم حتى توفي سنة 20، فولّى عمر مكانه أبا هريرة الدوسي، ويقال:
ان عمر ولّى أبا هريرة قبل موت العلاء فأتى العلاء توّج من أرض فارس وعزم على المقام بها ثم رجع الى البحرين فأقام هناك حتى مات، فكان أبو هريرة يقول: دفنّا العلاء ثم احتجنا الى رفع لبنة فرفعناها فلم نجد العلاء في اللحد. وقال أبو مخنف: كتب عمر بن الخطاب الى العلاء بن الحضرمي يستقدمه وولى عثمان بن أبي العاصي البحرين مكانه وعمان، فلما قدم العلاء المدينة ولّاه البصرة مكان عتبة بن غزوان فلم يصل إليها حتى مات، ودفن في طريق البصرة في سنة 14 أو في أول سنة 15، ثم ان عمر ولى قدامة ابن مظعون الجمحي جباية البحرين وولى أبا هريرة الصلاة والاحداث، ثم عزل قدامة وحدّه على شرب الخمر، وولى أبا هريرة الجباية مع الاحداث، ثم عزله وقاسمه ماله، ثم ولى عثمان بن أبي العاصي عمان والبحرين فمات عمر وهو واليهما، وسار عثمان الى فارس ففتحها وكان خليفته على عمان والبحرين وهو بفارس أخاه مغيرة بن أبي العاصي. وروى محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: استعملني عمر بن الخطاب على البحرين فاجتمعت لي اثنا عشر ألفا، فلما قدمت على عمر قال لي: يا عدو الله والمسلمين، أو قال: عدو كتابه، سرقت مال الله، قال قلت: لست بعدو الله ولا المسلمين، أو قال: عدو كتابه، ولكني عدوّ من عاداهما، قال: فمن أين اجتمعت لك هذه الأموال؟ قلت:
خيل لي تناتجت وسهام اجتمعت، قال: فأخذ منى
اثني عشر ألفا، فلما صلّيت الغداة قلت: اللهم اغفر لعمر، قال: وكان يأخذ منهم ويعطيهم أفضل من ذلك، حتى إذا كان بعد ذلك قال: ألا تعمل يا أبا هريرة؟ قلت: لا، قال: ولم وقد عمل من هو خير منك يوسف؟ قال اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم، قلت: يوسف نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة ابن أمية وأخاف منكم ثلاثا واثنتين، فقال: هلا قلت خمسا؟ قلت: أخشى أن تضربوا ظهري وتشتموا عرضي وتأخذوا مالي، وأكره أن أقول بغير علم وأحكم بغير حلم. ومات المنذر بن ساوي بعد وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم، بقليل وارتد من بالبحرين من ولد قيس بن ثعلبة بن عكابة مع الحطم وهو شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد أحد بني قيس بن ثعلبة، وارتدّ كلّ من بالبحرين من ربيعة خلا الجارود بن بشر العبدي ومن تابعه من قومه، وأمّروا عليهم ابنا للنعمان بن المنذر يقال له المنذر، فسار الحطم حتى لحق بربيعة فانضمت اليه ربيعة فخرج العلاء عليهم بمن انضمّ اليه من العرب والعجم، فقاتلهم قتالا شديدا، ثم ان المسلمين لجؤوا الى حصن جواثا، فحاصرهم فيه عدوهم، ففي ذلك يقول عبد الله ابن حذف الكلابي:
ألا أبلغ أبا بكر ألوكا، ... وفتيان المدينة أجمعينا
فهل لك في شباب منك أمسوا ... أسارى في جواث محاصرينا
ثم ان العلاء عني بالحطم ومن معه وصابره وهما متناصفان، فسمع في ليلة في عسكر الحطم ضوضاء، فأرسل اليه من يأتيه بالخبر، فرجع الرسول فأخبره أن القوم قد شربوا وثملوا، فخرج بالمسلمين فبيّت ربيعة فقاتلوا قتالا شديدا فقتل الحطم. قالوا: وكان المنذر بن النعمان يسمى الغرور، فلما ظهر المسلمون قال: لست بالغرور ولكني المغرور، ولحق هو وفلّ ربيعة بالخط فأتاها العلاء وفتحها، وقتل المنذر معه، وقيل: بل قتل المنذر يوم جواثا، وقيل:
بل استأمن ثم هرب فلحق فقتل، وكان العلاء كتب الى أبي بكر يستمده فكتب أبو بكر الى خالد بن الوليد وهو باليمامة يأمره بالنهوض اليه، فقدم عليه وقد قتل الحطم، ثم أتاه كتاب أبي بكر بالشخوص الى العراق فشخص من البحرين، وذلك في سنة 12، فقالوا: وتحصن المكعبر الفارسي صاحب كسرى الذي وجهه لقتل بني تميم حين عرضوا لعيره بالزارة، وانضمّ اليه مجوس كانوا تجمّعوا بالقطيف وامتنعوا من أداء الجزية، فأقام العلاء على الزارة فلم يفتحها في خلافة أبي بكر وفتحها في خلافة عمر، وقتل المكعبر، وانما سمي المكعبر لأنه كان يكعبر الايدي، فلما قتل قيل ما زال يكعبر حتى كعبر، فسمي المكعبر، بفتح الباء، وكان الذي قتله البراء بن مالك الأنصاري أخو أنس بن مالك. وفتح العلاء السابور ودارين في خلافة عمر عنوة.

ظبي

(ظ ب ي) : (أَبُو ظَبْيَانَ) فِي جن.
ظبي: ظَبْيةَ: عبارة ديوان الهذليين التي وردت فيها الكلمة موجودة في (ص51 البيت 3) مع شرحها

ظبي


ظَبَى —
ظَبْي (pl.
ظَبَيَاتأَظْبٍ []
ظِبَآء []
a. ظُبِيّ ), Gazelle.
ظَبْيَة [] (pl.
ظَبَيَاتظِبَآء [ 23A ] )
a. Female gazelle, doe.

ظُبَة ( pl.
reg. &
a. ظُبًى ), Edge; point (
sword & c. ).
[ظبي] فيه: إذا أتيتهم فاربض في دارهم "ظبيًا"، كان بعثه إليهم يتجسس أخبارهم فأمره أن يكون منهم بحيث يراهم فإن أرادوه بسوء تهيأ له الهرب فيكون كظبي لا يربض إلا وهو متباعد فإذا ارتاب نفر، وظبيا تمييز. وفيه: أهدى غليه صلى الله عليه وسلم "ظبية" فيها خرز فأعطى الأهل منها والعزب، هو جراب صغير عليه شعر، وقيل: هي شبه الخريطة والكيس. وفيه: التقطت "ظبية" فيها ألف ومائتا درهم، أي وجدت. ومنه ح زمزم قيل له: احفر "ظبية" قال: وما ظبية؟ قال: زمزم، سمي به تشبيها ًبالظبية الخريطة. وفيه: من ذي المروة إلى "الظبية"، وهو موضع أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم عوسجة، وعرق الظبية بضم الظاء موضع على ثلاثة أميال من الروحاء. وفيه: نافحوا "بالظبي"، هو جمع ظبة السيف: طرفه وحده، وأصله ظبو كصرد. ومنه ح: فأصابت "ظبته"، طائفة من قرون رأسه. ك: لم يعاقب عمر صاحب "الظبي"، أي المحرم الذي صاده وأمره بالجزاء.
ظبي
أظبى يُظبي، إظباءً، فهو مُظْبٍ
• أظبى المكانُ: كثرت فيه الظِّباءُ. 

إظباء [مفرد]: مصدر أظبى. 

ظَبْي [مفرد]: ج أظْبٍ وظِباء وظُبِيّ، مؤ ظَبْية، ج مؤ ظَبْيات وظِباء: (حن) غَزالٌ، حيوان ثدييّ مُجْترّ من ذوات الأظلاف والمجوّفات القرون، رشيق القوام، نحيف القوائم طويلُها، عيناه كبيرتان وقرون ذكوره منتصبة لولبيَّة الدورة، أَشْهرُه: الظبي العربيّ "وعين كعين الظبي فيها ملاحةٌ ... هي السحر أو أدهى التباسًا وأعلقُ" ° به داءُ ظَبْيٍ [مثل]: قَلَّ أن يمرض، أو لا يُعْرف موطنُ دائه- لأتركَنّك تََرْكَ الظَّبي ظِلَّه: لا أعودُ إليك، لأن الظَّبي إذا نفر من مكان لم يَعُدْ إليه- هو في قَرْن ظَبْي: غير مستقرّ. 
ظ ب ي : الظَّبْيُ مَعْرُوفٌ وَهُوَ اسْمُ لِلذَّكَرِ وَالتَّثْنِيَةُ ظَبْيَانِ عَلَى لَفْظِهِ وَبِهِ كُنِيَ وَمِنْهُ أَبُو ظَبْيَانَ وَجَمْعُهُ أَظْبٍ وَأَصْلُهُ أَفْعُلٌ مِثْلُ أَفْلُسٍ، وَظُبِيٌّ مِثْلُ فُلُوسٍ وَالْأُنْثَى ظَبْيَةٌ بِالْهَاءِ لَا خِلَافَ بَيْنَ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ أَنَّ الْأُنْثَى بِالْهَاءِ وَالذَّكَرَ بِغَيْرِ هَاءٍ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الظَّبْيَةُ الْأُنْثَى وَهِيَ عَنْزٌ وَمَاعِزَةُ وَالذَّكَرُ ظَبْيٌ وَيُقَالُ لَهُ تَيْسٌ وَذَلِكَ اسْمُهُ إذَا أَثْنَى وَلَا يَزَالُ ثَنِيًّا حَتَّى يَمُوتَ وَلَفْظُ الْفَارَابِيِّ وَجَمَاعَةٍ الظَّبْيَةُ أُنْثَى الظِّبَاءِ وَبِهَا سُمِّيَتْ الْمَرْأَةُ وَكُنِيَتْ فَقِيلَ أُمُّ ظَبْيَةَ وَالْجَمْعُ ظَبَيَاتٌ مِثْلُ سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَالظِّبَاءُ جَمْعٌ يَعُمُّ الذُّكُورَ وَالْإِنَاثَ مِثْلُ سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَكَلْبَةٍ وَكِلَابٍ.

وَالظُّبَةُ بِالتَّخْفِيفِ حَدُّ السَّيْفِ وَالْجَمْعُ ظُبَاتٌ وَظِبُونَ جَبْرًا لِمَا نَقَصَ وَلَامُهَا مَحْذُوفَةُ يُقَالُ إنَّهَا وَاوٌ لِأَنَّهُ يُقَالُ ظَبَوْتُ وَمَعْنَاهُ دَعَوْتُ. 
[ظ ب ي] الظَّبْيُ الغَزالُ والجَمْعُ أَظْبٍ وظِباءٌ وظُبِيٌّ والأُنْثى ظَبْيَةٌ والجمعُ ظَبَياتٌ وظِباءٌ وأَرْضٌ مَظْبَاءٌ كَثيرةُ الظٍّ باءِ ولكَ عِنْدِي مِائَةٌ سِنَّ الظًّبْيِ أي هُنَّ ثُنْيانٌ لأَنَّ الظَّبْيَ لا يَزِيدُ عن الإِثْناءِ قالَ

(فجاءَتْ كسِنِّ الظَّبْيِ لم أَرَ مِثْلَها ... بَواءَ قَتِيلٍ أو حَلُوبَةَ جائعِ)

والظِّبْيَةُ الحَياءُ من المَرْأَةِ وكُلِّ ذاتِ حافِرٍ وبَعْضُهم يَجْعَلُ الظَّبْيَةَ للكَلْبَةِ وخَصَّ ابنُ الأَعرابِيِّ به الأَتانَ والشَّاةَ والبَقَرَةَ والظَّبْيَةُ من الفَرَسٍ مَشَقُّها وهو مَسْلَكُ الجُرْدانِ فِيها والظَّبْيَةُ الجِرابُ الصَّغِيرُ خاصّةً وقِيلَ هُوَ من جِلْدِ الظَّبْيَة والظَّبْيَةُ والظَّبْيُ اسمُ رَجُلٍ وظَبْيٌ اسمُ مَوْضعٍ وقِيلَ هو كَثِيبُ رَمْلٍ وبه فُسِّرَ قولُ امْرئِ القَيْسِ

(أَسارِيعُ ظَبْيٍ أَو مَساوِيكُ إِسْحِلِ ... )

وظَبيَةُ اسمُ امْرَأَةٍ تَخْرُجُ قبلَ الدَّجّالِ تُنْذِرُ المُسْلِمينَ به والظَّبْيَةُ مُنْعَرَجُ الوادِي والجمع ظِباءٌ وكَذلك الظُّبَةُ جمعُها ظُباءٌ وهو من الجمعِ العَزِيزِ وقد رُوِيَ بيتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ بالوَجْهَيْنِ

(عَرَفْتُ الدِّيارَ لأُمِّ الرَّهِينِ ... بينَ الظُّباءِ فوادِي عُشَرْ)

قالَ ابنُ جِنِّي يَنْبَغِي أَن تكونَ الهَمْزَةُ في الظٍّ باءِ بدلاً من ياءٍ ولا تكونُ أَصْلاً أَمّا ما يَدْفَعُ كونَها أَصْلاً فلأَنَّهُم قد قالُوا في واحِدِها ظُبَة وهي مُنْعَرَجُ الوادِي واللامُ إِنَّما تُحْذَفُ إِذا كانَتْ حَرْفَ عِلَّةٍ لا همزةً ولَوْ خُلِّيْنَا وقَوْلَهُم في الواحِدِ مِنْها ظُبَةٌ لَحَكَمْنا بأَنَّها من الواوِ إِتْباعًا لما وَصَّى به أَبُو الحَسَن من أَنَّ اللامَ المَحْذُوفةَ إِذا جُهِلَتْ حُكِمَ بأَنَّها واوٌ حَمْلاً على الأكْثَرِ لكنَّ أبا عُبَيدَةَ وأَبا عَمْرٍ والشَّيْبانِيَّ رَوَياه بين الظِّباءِ بكسرِ الظّاءِ وذكَرَا أَنّ الواحِدَةَ ظَبْيَةٌ فإِذا ظَهَرَت اللامُ ياءً في ظَبْيَةٍ وَجَب القَطْعُ بها ولم يَسُغْ العُدُولُ عنها ويَنْبَغِي أَنْ يكونَ الظُّباءُ المضمومُ الظّاءِ أَحَدَ ما جاءَ من الجُموع على فُعالِ وذلِكَ نَحُو رُخالٍ وظُؤارٍ وعُراقٍ وثُناءٍ وأُناسٍ وتُؤامٍ ورُبابٍ فإن قُلتَ فلَعَلَّه أرادَ ظُبًى جَمْعَ ظُبَةٍ ثم مَدَّ ضَرُورةً قِيلَ هذا لو صَحَّ القَصْرُ فأَما ولم يَثْبُت القَصْرُ من جِهةٍ فلا وَجْهَ لذلك لتَركِكَ القِياسَ إِلى الضَّرُورةِ من غيرِ ضَرُورَةٍ وقِيلَ الظِّباءُ في شِعْرِ أَبي ذُؤَيْبٍ هذا وادٍ بعَيْنِه وظَبْيَةُ موضِعٌ قالَ قَيْسُ بنُ ذَرِيحٍ

(فغَيْقَةُ فالأَخْيافُ أَخْيافُ ظَبْيَةٍ ... بِها من لُبَيْنَى مَخْرَفٌ ومَرابِعُ)

وعِرْقُ الظُّبَيْةِ بالضَّمِّ والظُّبْيَةُ اسمُ موضعٍ ذكَره ابنُ هِشامٍ في سِيرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وظَبْيانُ اسمُ رَجُلٍ
ظَبْي
: (ى} الظَّبْيُ) : حَيَوانٌ (م) مَعْروفٌ، وَهُوَ اسْمٌ للمذكَّرِ، والتَّثْنِيةُ {ظَبْيان، والأُنْثَى} ظَبْيَةٌ؛ (ج) فِي أقلِّ العَدَدِ (! أَظْبٍ) كأدْلٍ وَهُوَ أَفْعُلٌ، فأبْدَلُوا ضمَّةَ العَيْن كَسْرةً لتَسْلم الْيَاء، ( {وظَبَياتٌ) ، بالتَّحْريكِ؛ وَمِنْه قولُ الشَّاعِرِ:
بِاللَّه يَا} ظبيات القاع قُلْنَ لنا
ليلاي مِنْكُن أم ليلِي من البشروهو جَمْعُ الأُنْثى كسَجْدةٍ وسَجَداتٍ؛ ( {وظِباءٌ) جَمْعٌ يعمُّ الذكُورَ والإِناثَ مثْلُ سَهْمٍ وسِهام وكَلْبةٍ وكِلابٍ، قالَهُ الفارَابي؛ (} وظُبِيٌّ) ، على فُعُولٍ مثْلُ ثُدِيَ.
(و) {ظَبْيٌ (وادٍ) لبَني تَغْلب على الفُراتِ؛ قالَهُ نَصْر.
(و) } الظَّبْيُ: (سِمَةٌ لبَعْضِ العَرَبِ) ، وإيَّاها أَرادَ عَنْترةُ فِي قولِه:
عَمْرَو بْنَ أَسْوَدَ فَازَبَّاءَ قارِبةٍ
ماءَ الكُلابِ عَلَيْهَا الظَّبْيُ مِعْناقِ (و) الظَّبْيُ: اسْمُ (رجُلٍ.
(و) {ظَبْيٌ: (ع) ؛ كَمَا فِي المُحْكم، قالَ: أَو كَثيبُ رَمْلٍ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لامْرىءِ القَيْسِ:
وتَعْطُو برَخْصٍ غيرِ شَثنٍ كأَنَّه
أَسارِيعُ ظَبْيٍ أَو مَساويكُ إسْحِلَقيلَ: اسْمُ رَمْلةٍ، أَو اسْمُ وادٍ، وَبِه جَزمَ شرَّاحُ دِيوانِهِ؛ أَو اسْمُ كثيبٍ.
(} والظَّبْيَةُ: الأُنْثَى) ، وَهِي عَنْزٌ وماعِزَةٌ، والذَّكَرُ {ظَبْيٌ، ويقالُ لَهُ: تيسٌ، وذلكَ اسْمُه إِذا أثنى وَلَا يزالُ ثنياً حَتَّى يموتَ، قالَهُ أَبُو حَاتِم.
وقالَ الفارَابي:} الظَّبْيَةُ أُنْثى {الظّباءِ، وَبهَا سُمِّيَت المرْأَةُ وكُنِّيَت فقيلَ أُمُّ} ظَبْيَة والجَمْعُ {ظَبَياتٌ. والمصنِّفُ أَوْرَدَه فِي جموعِ الظّبْي وَفِيه تَخْليطٌ لَا يَخْفى.
(و) } الظَّبْيَةُ: (الشَّاةُ.
(و) أَيْضاً: (البَقَرَةُ) .
قُلْت: هَذَا غَلَطٌ عَظِيمٌ وقَعَ فِيهِ المصنِّفُ، فإنَّ فِي المُحْكم بعد ذِكْرِه فَرْج المرأَةِ: وأنَّ بعضَهُم يَجْعَل الظَّبْيَة للكَلْبةِ أَي لحيائِها؛ قالَ: وخَصَّ ابْن الأَعْرابي بِهِ الأَتانَ والشَّاةَ والبَقَرةَ.
فالمرادُ مِن هَذَا السِّياق أنَّ ابنَ الأعْرابي عنْدَه الظَّبْيَة تُطْلَق على حَياءِ هَؤُلَاءِ، وكأنَّ فِيهِ ردّاً على الفرَّاء حيثُ خصَّها بالكَلْبة فتأمَّل ذَلِك.
(وفَرْجُ المرأَةِ) ؛ قالَ الأصْمعي: هِيَ لكلِّ ذاتِ حافِرٍ.
وقالَ الفرَّاءُ: هِيَ للكَلْبة؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَلَو قالَ المصنِّفُ: وفَرْجُ المرأَةِ والشاةِ والبَقَرةِ لسَلِمَ مِن الغَلَطِ الَّذِي أَشَرْنا إِلَيْهِ.
(و) الظَّبْيَةُ: (الجِرابُ، أَو الصَّغيرُ) خاصَّةً، وقيلَ: من جِلْدِ الظَّبْي، وقيلَ: هِيَ شِبْه الخَريطَةِ والكِيسِ؛ وَمِنْه الحديثُ: (أُهْدِي إِلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ظَبْيَةٌ فِيهَا خَرَزٌ) .
(و) الظَّبْيَةُ: (مُنْعَرَجُ الوادِي) ، جَمْعُه {ظِبَاءٌ؛ وَقد رُوِيَ بيتُ أَبي ذُؤَيْب:
عَرَفْتُ الديارَ لأُمِّ الرَّهي
ن بينَ} الظُّباءِ فوَادِي عُشَرْهكذا رَواهُ أَبو عبيدَةَ وأَبو عَمْروٍ والشَّيْباني بالكسْرِ وفسَّراه بِمَا ذَكَرْنا.
(و) {الظَّبْيَةُ: (رجُلٌ بَليدٌ) كَانَ يُسمَّى بذلكَ.
(و) ظَبْيَةُ: (ثلاثَةُ أَفْراسٍ) إِحْدَاهمَا: لقمامَةَ الْمُزنِيّ، والثَّانيَةُ: فَرَسُ خالِدِ بنِ عَمْرِو بنِ حذلمِ الأَسديِّ؛ والثَّالثةُ: لهواس الأَسَدِيِّ وفيهَا يقولُ:
ألائمتي خُزَيْمَة فِي أخيهم
قدامَة قد عجلتم بالملامِ ظننتم أَن} ظَبْيَةَ لن تردّى
ورأي السوء يــزرِي باللئامِ الأَخيرَةُ من كتابِ ابنِ الكَلْبي.
(و) ! الظَّبْيَةُ: (ماءانِ) : أَحَدُهما: مَاء لبَني أَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ قَدِيم؛ قالَ أَبو زيادٍ؛ ومِن الجِبالِ الَّتِي فِي بِلادِ أَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ أَجْبُل يقالُ لهنَّ أبْرادوَهُنَّ بينَ {الظَّبْيَة والحَوْأَبِ؛ نقلَهُ ياقوتُ ونَصْر، وَالثَّانِي: ماءٌ لبَني سُحَيْمٍ وبَني عجل.
(ومَوْضِعانِ) أَحدُهما: بينَ يَنْبُع وغيقَةَ؛ قالَ قَيْسُ بنُ ذُرَيْح:
فغَيْقَةُ فالأخْيافُ أَخْيافُ ظَبْيةٍ
لَهَا من لُبَيْنى مَخْزَفٌ ومَرابِعُوهو الَّذِي أَقْطَعه النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَوْسَجَة الجهنيّ، أَو هُوَ مَوْضِعٌ آخَرُ فِي دِيارِهم.
(} والظُّبا، بالضَّمِّ) مَقْصورٌ، هَكَذَا هُوَ فِي النسخِ وإنَّما مدَّه أَبو ذُؤَيْب وتقدَّم شِعْره، ورَدَّه ابنُ جنِّي وقالَ: إنَّما هُوَ بالمدِّ وادٍ تِهاميٌّ.
قُلْتَ: وَهَكَذَا ذَكَرَه نَصْرٌ أَيْضاً.
(ومَوْجُ {الظِّباءِ، بالكسْر) أَي مَعَ المدِّ، هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ مَرْجُ} الظِّباء، كَمَا هُوَ نَصُّ نَصْر فِي مُعْجمهِ.
(وعِرْقُ {الظُّبْيَةِ، بالضَّمِّ) : بينَ مكَّةَ والمدِينَةِ قُرْبَ الرّوحاءِ على ثلاثَةِ أَمْيالٍ ممَّا يلِي المَدِينَةَ، وثُمّ مَسْجِد للنبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقيلَ: هِيَ الرّوحاءُ نَفْسُها؛ قالَهُ نَصْر.
(} وظُبَّى، كرُبَّى) ، هَكَذَا فِي النّسخ ومِثْلُه فِي التكمِلَةِ، وقالَ: موضِعٌ قُرْبَ المدائِنِ.
قالَ شيْخُنا: هَذَا وَزْنه فُعْلى فموضِعُه الْبَاء.
قُلْت: وَلم يَذْكُر نَصْر هَذَا إلاَّ بالطَّاءِ المُهْملَةِ، وقالَ: ناحِيَةٌ بالعِراقِ قُرْبَ المدائِنِ، وليسَ هَذَا مَحَلّه، والصَّوابُ {وَظُبَيٌّ كسُمَيَ، وَهَذَا قد ذَكَرَه نَصْر أنَّه ماءٌ على يَوْم مِن النّقْرَةِ مُنْحَرِف على جادةِ حاجِّ العِراقِ فحينَئذٍ لَا إشْكالَ.
(} وَظُبِيٌّ، كدُلِيَ) ؛ لم يَذْكرْه نَصْر وَلَا غَيْرُه، ولعلَّه كسُمَيَ؛ (مُواضِعُ) . وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَرضٌ {مَظْباةٌ: كثيرَةُ} الظِّباءِ.
ويقالُ: لكَ عنْدِي مائةٌ سِنَّ {الظَّبيِ أَي هنَّ ثُنْيان لأَنَّ الظَّبْيَ لَا يزيدُ على الأَثْناءِ؛ قالَ الشاعِرُ:
فجاءَتْ كسِنِّ الظَّبْي لم أَرَ مِثْلَها
بَوَاءَ قَتِيل أَو حَلُوبَة جائِع} والظَّبْيةُ من الفَرَسِ: مَشَقُّها، وَهُوَ مَسْلَكُ الجرْدانِ فِيهَا.
ويقالُ للمُبَشِّر بالشَّرِّ: أَنْتَ {ظَبْيَةُ الدّجَّالِ، وَهُوَ امْرأَةُ تخرُجُ قَبْل الدّجَّالِ تدْخُلُ الكُوَرَ فتُنْذِرُ بِهِ؛ قالَهُ اللَّيْثُ والزَّمَخْشري.
وَمن دُعائِهم عنْدَ الشَّماتَةِ بِهِ: لَا} بظَبْيٍ أَي جَعَلَ اللَّهُ مَا أَصابَه لازِماً لَهُ، وَمِنْه قولُ الفَرَزْدق:
أقُولُ لَهُ لمَّا أَتَانِي نَعِيُّه
بِهِ لَا بَظَبْيٍ بالصَّريمةِ أَعْفَرَاكما فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المَثَلِ: (لأَتْرُكَنَّك تَرْكَ ظَبْي ظِلَّة) ، لأنَّه إِذا نَفَرَ من محلَ لم يَعُدْ إِلَيْهِ؛ يقالُ عنْدَ تأْكِيدِ رَفْض أَيِّ شيءٍ كانَ.
(وأَتَيْتُه حينَ شَدَّ الظَّبْيُ ظِلَّه) : أَي حَبَسَهُ لشدَّةِ الحَرِّ؛ ويُرْوَى حينَ نَشَدَ الظَّبْيُ ظِلَّه أَي طَلَبَه.
وَفِي الحديثِ: (إِذا أَتَيْتَهم فارْبِضْ فِي دارِهِم {ظَبْياً) ، أَي} كالظَّبْيِ الَّذِي لَا يَرْبِض إلاَّ وَهُوَ مُتباعِدٌ، فَإِذا ارْتابَ نَفَرَ هَذَا كَانَ أَرْسَلَه جاسُوساً، {وظَبْياً مَنْصوبٌ على التَّفْسِير.
} والظَّبْيَةُ: الخِباءُ:.
والظُّبَيَّةُ: تَصْغيرُ الظَّبْيَة للكَيِّس، والجَمْعُ! ظِباءٌ، قَالَ الشَّاعرُ:
بَيْتِ خُلُوفٍ طَيِّبٍ ظِلُّهُ
فِيهِ ظِباءٌ ودَواخِيلُ خُوصْوبفلانٍ داءُ ظَبْيٍ؛ قالَ أَبو عَمْروٍ: أَي لَا داءَ بِهِ، كَمَا أنَّ الظَّبْيَ لَا داءَ بِهِ؛ أَنْشَدَ الأُمويُّ:
لَا تَجْهَمِينا أُمَّ عَمْروٍ فإنَّما
بِنَا داءُ {ظَبْيٍ لم تَخُنْه عَوامِلُه قالَ: وداءُ} الظَّبْي أنَّه إِذا أرَادَ أَنْ يَثِبَ سَكَتَ ساعَةً ثمَّ وَثَبَ.
{والظُّبَيَّةُ، كسُمَيَّة: موضِعٌ ذكَرَه ابنُ هِشام فِي السِّيرةِ.
وقالَ نَصْر: جاءَ فِي شِعْر حاجزٍ الأَزْدي وخليقٌ أَن يكونَ فِي بلادِ قَوْمِه.
وقرْنُ ظَبْي: جَبَلٌ بنَجْدٍ فِي دِيارِ أَسَدٍ بينَ السَّعْديةِ ومعاذَةَ.
وعينُ ظَبْي: موضِعٌ بينَ الكُوفةِ والشَّام.
} وظبي: ماءٌ لغَطَفان لبَني جحاشِ بنِ ثَعْلَبَة بنِ سعْدِ بنِ ذبيان بالقُرْبِ من مَعْدنِ سُلَيْم.
{وظُبَيٌّ، على التَّصْغيرِ: ماءٌ على يَوْم من النّقْرةِ.
} وظَبْيَةُ: مِن أَسْماءِ بئْرِ زَمْزَم، جاءَ ذِكْرُه فِي حديثِ حفْرة.
وَقد سَمَّوا {ظَبْيان، وَهُوَ ابنُ غامِدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ كَعْبٍ أَبو بَطْن من الازدِ، مِنْهُم جنْدبُ الخَيْر بنُ عبدِ اللَّهِ} الظَّبْياني الصَّحابي، وضَبَطَه ابنُ ماكُولا بكسْرِ الظاءِ.
وأَبو {ظَبْيان حُصَينُ بنُ جندِبٍ الْجَنبي عَن ابْن عبَّاس، وَعَن الأعْمَش.
وأَبو} ظَبيةٍ السَّلَفيُّ ثمَّ الكِلاعيُّ الحمْصيُّ رَوَى عَن مُعَاذ، وَعنهُ شَهْرُ بنُ حَوْشَب، ويقالُ فِيهِ أَبو طيبَة.
ومحمُد بنُ أَبي العبَّاس {الظِّبَائيُّ محدِّثٌ صالِحٌ ماتَ سَنَة 749.
} وظَبْيةُ بنْتُ المُعَللِ رَوَتْ عَن عائِشَةَ.
وظَبْيَةُ بنْتُ نافِع؛ وبنْتُ أبي كثيرَة، ومَوْلاةُ الزُّبَيْر؛ ومَوْلاةُ ابنِ رَوَاج، مُحدِّثاتٍ. وبنْتُ البرَّاءِ بنِ مَعْرور امْرأَةُ أَبي قتادَةَ الأَنْصارِي لَهَا صُحْبَةٌ؛ ومَوْلاةُ أَبي دُلفَ لإِسْحق الموصِلِيّ فِيهَا شعْرٌ، وبنْتُ عجلِ بنِ لُجَيْم والدِ القَبيلَةِ فِي الجاهِلِيَّةِ.
وأَحمدُ بنُ محمدِ بن صدقَةَ الموصِلِيُّ يُعْرفُ بابنِ ظَبْيَة، شاعِرٌ ماتَ سَنَة 606.
{وظبيانُ: مَوْضِعٌ باليَمَنِ.
} والظبيان: شَجَرَةٌ شَبيهةٌ بالقتادِ.
ظ ب ي: (الظَّبْيُ) الْغَزَالُ وَثَلَاثَةُ (أَظْبٍ) وَالْكَثِيرُ (ظِبَاءٌ) وَ (ظُبِيٌّ) عَلَى فُعُولٍ مِثْلُ ثُدِيٍّ وَ (ظَبَيَاتٌ) بِفَتْحِ الْبَاءِ. 
ظ ب ي

" به لا بظبي " يقال عند نعي العدوّ، و" به داء ظبي " أي هو صحيح. و" لأتركنك ترك ظبي ظلّه " لأنه إذا نفر من مكان لم يعد إليه. وأتيته حين شد الظبي ظله أي حبسه لشدة الحر، وروي: حين تشد الظبي ظله أي طلبه. وفي الحديث " إذا أتيتهم فاربض في دارهم ظبياً " أي مثل الظبي إن رابه ريب لم يقرّ. وضربه بظبة السيف. قال:

وضعنا الظّبات ظبات السيوف ... على منبت القمل من باهله

وتقول: حلوا الحبى، وأخذوا الظبى، حين بلغ السيل الزبى.

ومن المجاز: قولهم للسيء الخلق: ما أنت إلا ظبةٌ. ويقال للمبشر بالشرّ: أنت ظبية الدجّال وهي امرأة تخرج معه تعدو وتسبق الخيل تدخل الكور فتخبر به. وفي الحديث " أتي بظبية فيها خرز " وهي جريب من جلد ظبي عليه شعره وبها سمّي الحياء. وقد يقال: ظبية المرأة: لجهازها. قال:

له ظبية وله عكة ... إذا أنفض البيت لم ينفض

الألفية في النحو

الألفية في النحو
للشيخ، العلامة، جمال الدين، أبي عبد الله: محمد بن عبد الله الطائي، الجياني، المعروف: بابن مالك النحوي.
المتوفى: سنة اثنتين وسبعين وستمائة.
وهي: مقدمة مشهورة، في ديار العرب (كالحاجبية)، في غيرها
جمع فيها: مقاصد العربية.
وسماها: (الخلاصة).
وإنما اشتهر: (بالألفية) لأنها ألف بيت في الرجز.
أولها:
قال محمد هو ابن مالك * أحمد ربي الله خير مالك
وله عليها شرح.
ذكره: الذهبي.
وشروحها كثيرة، منها:
شرح: ولده، بدر الدين، أبي عبد الله: محمد.
المتوفى: سنة ست وثمانين وستمائة.
وهو شرح منقح.
اشتهر: (بشرح ابن المصنف).
خطَّأ والده في بعض المواضع، وأورد الشواهد من الآيات القرآنية.
أوله: (أما بعد، حمد الله سبحانه... الخ).
فرغ من تأليفه: في محرم، سنة ست وسبعين وستمائة.
وعلى هذا الشرح: حاشية.
للشيخ، عز الدين: محمد بن أبي بكر بن جماعة الكناني.
المتوفى: سنة تسع عشرة وثمانمائة.
وحاشية.
للقاضي: زكريا بن محمد الأنصاري.
المتوفى: سنة تسع عشرة وتسعمائة.
سماها: (بالدرر السنية).
أولها: (الحمد لله الذي منحنا علم اللسان... الخ).
علقها: سنة خمس وتسعين وثمانمائة.
وحاشية:
القاضي: تقي الدين بن عبد القادر التميمي.
المتوفى: سنة خمس وألف.
جمع فيه: أقوال الشراح، وحاكم فيما بينهم.
وتعليقة.
للشيخ، جلال الدين: عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي.
المتوفى: سنة 911.
وصل فيها إلى أثناء الإضافة.
وسماها: (المشنف، على ابن المصنف).
وحاشية.
للشيخ، العلامة، شهاب الدين: أحمد بن قاسم العبادي.
جردها: الشيخ: محمد الشوبري.
في مجلد.
وحاشية:
العلامة، بدر الدين: محمود بن أحمد العيني.
المتوفى: سنة خمس وخمسين وثمانمائة.
ومن الشروح المشهورة:
شرح: الشيخ، شمس الدين: حسن بن القاسم المرادي، المعروف: بابن أم قاسم النحوي.
المتوفى: سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
أوله: (الحمد لله والشكر له... الخ).
وشرح: الشيخ، أبي محمد: عبد الله بن عبد الرحمن، الشهير: بابن عقيل النحوي.
المتوفى: سنة تسع وستين وسبعمائة.
وعليه حاشية.
لجلال الدين السيوطي.
سماه: (السيف الصقيل، على شرح ابن عقيل).
وله: شرح مختصر، ممزوج.
مكث في تأليفه: سنتين.
وسماه: (النهجة المرضية).
أوله: (أحمدك اللهم على نعمك وآلائك... الخ).
وقد قرظ له: جماعة من الأدباء.
وله: (مختصر الألفية).
في ستمائة بيت، وثلاثين رقيقية.
وسماه: (الوفية).
وللشيخ: عبد الوهاب الشعراني.
المتوفى:...
(مختصر الألفية) أيضا.
ومنها:
شرح: الشيخ: محمد بن محمد بن جابر الأعمى، النحوي.
المتوفى: سنة ثمانين وسبعمائة.
وهو: شرح مفيد، نافع للمبتدي، لاعتنائه بإعراب الأبيات، وتفكيكها، وحل عبارته.
قال السيوطي: لكنه وقع فيه وهم، تتبعتها في تأليفي المسمى: (بتحرير شرح الأعمى والبصير).
وشرح: الشيخ، العلامة، أبي زيد: عبد الرحمن بن علي المكودي، الفاسي.
المتوفى: في حدود سنة ثمانمائة. (807).
كبيرا، وصغيرا.
وشرحه الصغير، وصل إلى الديار المصرية، وهو شرح لطيف، نافع، استوفى فيه الشرح والإعراب.
عليه: حاشية.
للشيخ: عبد القادر بن أبي القاسم العبادي.
وشرح: العلامة، تقي الدين: أحمد بن محمد الشمني.
المتوفى: سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة.
وهو: شرح بديع، مهذب المقاصد.
سماه: (منهج المسالك، إلى ألفية ابن مالك).
أوله: (حمدا لله تعالى على ما منح من أسباب البيان... الخ).
وممن شرحها: الشيخ، شمس الدين: محمد بن محمد الجــزري.
المتوفى: سنة إحدى عشرة وسبعمائة.
ومحمد بن أبي الفتح الحنبلي، النحوي.
المتوفى: سنة تسع وسبعمائة.
والعلامة، أثير الدين، أبو حيان: محمد بن يوسف الأندلسي، النحوي.
المتوفى: سنة خمس وأربعين وسبعمائة.
ولم يكمله.
وسماه: (منهج السالك، في الكلام على ألفية ابن مالك).
أوله: (حمد الله من أوجب ما افتتح به الإنسان... الخ).
ذكر أن غرضه، في مقاصد ثلاثة: تبيين ما أطلقه، وتنبيه على الخلاف الواقع في الأحكام، وحل ما أشكل.
وأبو أمامة: محمد بن علي بن النقاش الدكاكي.
المتوفى: سنة ثلاث وستين وسبعمائة.
والشيخ: محمد بن أحمد الأسنوي.
المتوفى: سنة ثلاث وستين وسبعمائة.
وزين الدين: عمر بن المظفر بن الوردي.
المتوفى: سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
وشمس الدين: محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ الزمردي.
المتوفى: سنة سبع وسبعين وسبعمائة.
قيل: هو شرح حسن.
والقاضي، برهان الدين: إبراهيم بن عبد الله الحكري، (المصري).
المتوفى: سنة 780، ثمانين وسبعمائة.
وجمال الدين: عبد الرحيم بن الحسن الأسنوي.
المتوفى: سنة اثنتين وستين وسبعمائة.
قال السيوطي في (طبقات النحاة) : ولم يكمله.
وشمس الدين، أبو عبد الله: محمد بن أحمد ابن اللبان المصري.
المتوفى: سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
وأبو زيد: عبد الرحمن بن علي الكوفي.
المتوفى: تقريبا سنة ثمانمائة.
وبهرام بن عبد الله المالكي.
المتوفى: سنة تسع وثمانمائة. (805).
ومحمد بن محمد الأندلسي، الشهير: بالراعي، النحوي.
المتوفى: سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة.
والقاضي، جمال الدين: يوسف بن الحسن الحموي.
المتوفى: سنة تسع وثمانمائة.
ونور الدين: علي بن محمد الأشموني.
المتوفى: في حدود سنة تسعمائة.
وبرهان الدين: إبراهيم بن موسى الأنباسي.
المتوفى: سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة.
وبدر الدين: محمد بن محمد بن الرضي الغزي.
المتوفى: (في حدود) سنة ألف.
له ثلاث شروح: منثور، ومنظومان.
والعلامة، زين الدين: عبد الرحمن بن أبي بكر، الشهير: بابن العيني، الحنفي.
المتوفى: سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة.
شرحها مزجا.
وعماد الدين: محمد بن الحسين الأسنوي.
المتوفى: سنة سبع وسبعين وسبعمائة.
ولم يكمله.
والشيخ، برهان الدين: إبراهيم بن محمد بن قيم الجوزية.
المتوفى: سنة خمس وستين وسبعمائة.
وسماه: (إرشاد السالك).
وبرهان الدين: إبراهيم بن محمد القبقابي، الحلبي.
المتوفى: في حدود سنة خمس وثمانمائة.
وبرهان الدين: إبراهيم بن الفزاري.
المتوفى: سنة 729.
والقاضي: أحمد بن إسماعيل، الشهير: بابن الحسباني.
المتوفى: في حدود سنة خمس عشرة وثمانمائة.
وشمس الدين: محمد بن زين الدين.
المتوفى: سنة خمس وأربعين وثمانمائة.
شرحها نظما.
وجلال الدين: محمد بن أحمد ابن خطيب داريا.
المتوفى: سنة عشرة وثمانمائة.
مزج فيه المتن.
وسراج الدين: عمر بن علي، الشهير: بابن الملقن.
المتوفى: سنة أربع وثمانمائة.
وأبو عبد الله: محمد بن أحمد بن مرزوق التلمساني، الصغير.
المتوفى: سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة. (781).
ومن شروح الألفية:
(بلغة ذي الخصامة، في حل الخلاصة).
لمحمد بن محمد الأسدي، القدسي.
المتوفى: سنة ثمان وثمانمائة.
(وفتح الرب المالك، لشرح ألفية ابن مالك).
لمحمد بن قاسم بن علي الغزي، الشافعي.
وهو: شرح وسط حجما.
أوله: (الحمد لله المانح من أراد لسانا عربيا... الخ).
(والشرح النبيل، الحاوي لكلام ابن المصنف، وابن عقيل).
لعماد الدين: محمد بن أحمد الأقفهسي.
أوله: (الحمد لله جامع أشتات العلوم... الخ).
ذكر فيه: أن ابن عقيل، يستشهد غالبا بأشعار العرب.
وابن المصنف: يستشهد بذلك، وبآيات القرآن.
فجمع بينهما، وأضاف فوائد من كلام: ابن هشام، والزمخشري.
وفي إعراب الألفية كتاب.
للشيخ، شهاب الدين: أحمد بن الحسين الرملي، الشافعي.
المتوفى: سنة أربع وأربعين وثمانمائة.
وللشيخ: خالد بن عبد الله الأزهري.
المتوفى: سنة خمس وتسعمائة.
مجلد أيضا.
سماه: (تمرين الطلاب، في صناعة الإعراب).
أوله: (الحمد لله الذي رفع قدر من أعرب بالشهادتين... الخ).
فرغ منه: في رمضان، سنة ست وثمانين وثمانمائة.
وفي شرح (شواهد شروح الألفية) كتابان: كبير، وصغير.
للشيخ، أبي محمد: محمود بن أحمد العيني.
المتوفى: سنة خمس وخمسين وثمانمائة.
سمي الكبير: (بالمقاصد النحوية، في شرح شواهد شروح الألفية).
وقد اشتهر: (بالشواهد الكبرى).
جمعها من: (شروح التوضيح).
وشرح: ابن المصنف.
وابن أم قاسم.
وابن هشام.
وابن عقيل.
ورمز إليها: بالظاء، والقاف، والهاء، والعين.
وعدد الأبيات المستشهدة: ألف ومائتان وأربعة وتسعون.
وفرغ من الشرح: في شوال، سنة ست وثمانمائة.
وممن نثر الألفية:
الشيخ، نور الدين: إبراهيم بن هبة الله الأسنوي.
المتوفى: سنة إحدى وعشرين وسبعمائة.
وله شرحها أيضا.
وبرهان الدين: إبراهيم بن موسى الكركي.
المتوفى: سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة.
وله شرحها أيضا.
والعلامة، جمال الدين: عبد الله بن يوسف، المعروف: بابن هشام، النحوي.
المتوفى: سنة اثنتين وستين وسبعمائة.
في مجلد.
وسماه: (أوضح المسالك، إلى ألفية ابن مالك).
ثم اشتهر: (بالتوضيح).
وله عدة حواشي على الألفية، منها:
(دفع الخصاصة، عن الخلاصة).
في أربع مجلدات.
وعلى التوضيح تعليقات، منها:
شرح: الشيخ: خالد بن عبد الله الأزهري، النحوي.
الذي فرغ عنه: سنة تسعين وثمانمائة.
وهو شرح عظيم ممزوج.
سماه: (التصريح، بمضمون التوضيح).
أوله: (الحمد لله الملهم لتوحيده... الخ).
ذكر أنه: رأى ابن هشام في منامه، فأشار إليه بشرح كتابه، فأجاب.
ومن الحواشي على (التوضيح) :
حاشية:
الشيخ، جلال الدين: عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي.
المتوفى: سنة إحدى عشرة وتسعمائة.
سماها: (التوشيح).
وحاشية:
عز الدين: محمد بن أبي بكر بن جماعة.
المتوفى: سنة تسع عشرة وثمانمائة.
وحاشية:
جمال الدين: أحمد بن عبد الله بن هشام.
المتوفى: سنة خمس وثلاثين وثمانمائة.
وحاشية:
بدر الدين محمود بن أحمد العيني.
المتوفى: سنة 855.
وحاشية:
برهان الدين: إبراهيم بن عبد الرحمن الكركي.
المتوفى: في حدود سنة تسعين وثمانمائة.
وحاشية:
محيي الدين: عبد القادر بن أبي القاسم السعدي، المالكي، المكي.
المتوفى: سنة ثمانين وثمانمائة.
سماها: (رفع الستور والأرائك، عن مخبئات أوضح المسالك).
أولها: (أما بعد، حمدا لله ذي الجلال... الخ).
وشرح: الشيخ: أبي بكر الوفائي.
وحاشية:
سيف الدين: محمد بن محمد البكتمري.
المتوفى: في حدود سنة سبعين وثمانمائة.
وحاشية:
الشيخ: محمد بن إبراهيم بن أبي الصفا، من تلامذة ابن الهمام.
و (نظم التوضيح).
للقاضي، شهاب الدين: محمد بن أحمد الخولي. (الخويي).
المتوفى: سنة ثلاث وتسعين وستمائة.

ألفية ابن معط، في النحو أيضا

ألفية ابن معط، في النحو أيضا
للشيخ، زين الدين: يحيى بن عبد المعطي النحوي.
المتوفى: سنة ثمان وعشرين وستمائة.
سماها: (بالدرة الألفية).
أولها:
يقول راجي ربه الغفور * يحيى بن معط بن عبد النور
وأتمها: سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
ولها شروح، منها:
شرح: محمد بن أحمد بن محمد الأندلسي، البكري، الشريشي.
المتوفى: سنة خمس وثمانين وستمائة.
سماه: (بالتعليقات الوفية).
أوله: (الحمد لله الذي فضل اللغة العربية... الخ).
ذكر أن الناظم: نظم هذه الأرجوزة في إقامته بدمشق، وكان الملك المعظم قد ولاه في مصالح الجامع، وكان معاصرا لتاج الدين، أبي اليمن: زيد الكندي، فكانا في عصرهما رئيسي أهل الأدب في دمشق.
وهذا الشرح كبير.
في مجلدين.
وشرح: بدر الدين: محمد بن يعقوب الدمشقي.
المتوفى: سنة ثمان عشرة وسبعمائة.
وشرح: شمس الدين: أحمد بن الحسين بن الخباز الإربلي.
المتوفى: سنة سبع وثلاثين وستمائة.
سماه: (الغرة المخفية، في شرح الدرة الألفية).
وشرح: عبد المطلب بن المرتضى الجــزري.
المتوفى: سنة خمس وثلاثين وسبعمائة.
وشرح: الشيخ، زين الدين: عمر بن مظفر بن الوردي.
المتوفى: سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
وسماه: (ضوء الدرر).
وشرح: الشيخ، أكمل الدين: محمد بن محمود الحنفي.
ألفه: في شهرين، ببلدة كاردين، سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.
وسماه: (بالصدفة الملية، بالدرة الألفية).
وشرح: الشيخ: محمد بن جابر الأعمى.
المتوفى: سنة ثمانين وسبعمائة.
في ثماني مجلدات.
وشرح: شهاب الدين: أحمد بن محمد القدسي، الحنبلي.
المتوفى: سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.
وشرح: أبي عبد الله: محمد بن إلياس النحوي، الحموي.
المتوفى: سنة...
وشرح: عبد العزيز بن جمعة بن زيد النحوي، المعروف: بالقواس، الموصلي.
المتوفى: سنة...
أوله: (الحمد لله بارئ النسم... الخ).

أنساب السمعاني

أنساب السمعاني
هو: الإمام، أبو سعد: عبد الكريم بن محمد المروزي، الشافعي، الحافظ.
المتوفى: سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
وهو كتاب عظيم في هذا الفن.
وتمامه: يكون في ثمان مجلدات.
لكنه قليل الوجود.
ولما كان كبير الحجم، لخصه:
عز الدين، أبو الحسن: علي بن محمد بن الأثير الجــزري.
المتوفى: سنة ثلاثين وستمائة.
زاد فيه: أشياء، واستدرك على ما فاته.
وسماه: (اللباب).
وهو ثلاث مجلدات.
وفرغ في: جمادى الأولى، سنة خمس عشرة وستمائة.
وهو: أحسن من الأصل، على قول ابن خلكان.
ثم لخصه:
السيوطي.
وجرده: عن المنتسبين.
وزاد عليه أشياء.
وسماه: (لب اللباب).
أوله: (الحمد لله المنزه عن الأشباه... الخ).
قال: وقد استقصيت كثيرا مما فاتهما، واستدركت منه جميعا غالبه من (معجم البلدان) لياقوت.
وهو: في مجلد صغير الحجم.
فرغ منه: في صفر، سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة.
أقول: قد أوردت كتاب (اللب) جميعا، في القسم الثاني من (سلم الوصول، إلى طبقات الفحول)، واستدركت عليهم كثيرا من الأنساب - ولله الحمد -.
ولخص أيضا:
القاضي، قطب الدين: محمد بن محمد الخيضري، الشافعي.
المتوفى: سنة أربع وتسعين وثمانمائة.
(أنساب السمعاني)، وضم إليه: ما عند، ابن الأثير، والرشاطي، وغيرهما، من الزيادات.
وسماه: (الاكتساب).

علم الأوراد المشهورة، والأدعية المأثورة

علم الأوراد المشهورة، والأدعية المأثورة
وهو علم بتصحيحهما، وضبطهما، وتصحيح روايتهما، وبيان خواصهما، وعدد تكرارهما، وأوقات قراءتهما، وشرائطها.
ومباديه: مبينة في العلوم الشرعية.
والغرض منه: معرفة تلك الأدعية والأوراد، على الوجه المذكور، لينال باستعمالهما إلى الفوائد الدينية، والدنيوية.
ذكره أبو الخير، وقال: ولما كان استمداد هذا العلم من كتب (علم الحديث) للنووي، و(الحصن الحصين) للجــزري.

الإيضاح في النحو

الإيضاح في النحو
لأبي القاسم: عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي.
المتوفى: سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. (337).
الإيضاح في النحو
للشيخ، أبي علي: حسن بن أحمد.
متوسط.
مشتمل على: مائة وستة وتسعين بابا.
منها: إلى مائة وست وستين: نحو؛ والباقي إلى آخره: تصريف.
ألفه: حين قرأ عليه عضد الدولة.
ولما رآه استقصره، وقال: ما زدت على ما أعرف شيئا، وإنما يصلح هذا للصبيان، فمضى الشيخ وصنف: (التكملة)، وحملها إليه، فلما وقف، قال: قد غضب الشيخ، وجاء بما لا نفهمه، نحن ولا هو.
وقد اعتنى جمع من النحاة، وصنفوا له شروحا، وعلقوا عليه، منهم:
الشيخ، العلامة: عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني.
المتوفى: سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
كتب أولا شرحا مبسوطا.
في نحو ثلاثين مجلدا.
وسماه: (المغني).
ثم لخصه.
في مجلد.
وسماه: (المقتصد).
أوله: (أحمد الله عزت قدرته... الخ).
وله: مختصر (الإيضاح).
المسمى: (بالإيجاز).
أوله: (الحمد لله الذي تظاهرت علينا آلاؤه... الخ).
وللشيخ، جمال الدين، أبي عمرو: عثمان بن عمر، المعروف: بابن الحاجب.
المتوفى: سنة ست وأربعين وستمائة.
شرح هذا المختصر بالقول.
سماه: (المكتفي للمبتدي).
أوله: (الحمد لله حمدا يستوعب جزيل آلائه... الخ).
ومنهم:
أبو القاسم: علي بن عبيد الله بن الدقاق.
المتوفى: سنة خمس عشرة وأربعمائة.
وأبو طالب: أحمد بن بكر العبدي، النحوي.
المتوفى: سنة ست وأربعمائة.
وأبو القاسم: زيد بن علي الفسوي.
المتوفى: سنة سبع وستين وأربعمائة.
وحسن بن أحمد، المعروف: بابن البنا المصري.
المتوفى: سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
وأبو عبد الله: سلمان بن عبد الله الحلواني.
المتوفى: سنة أربع وتسعين وأربعمائة.
والشيخ، أبو الحسن: علي بن أحمد بن باذش النحوي.
المتوفى: سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
والشيخ: نصر بن علي، المعروف: بابن أبي مريم الشيرازي.
المتوفى: سنة خمس وستين وخمسمائة.
وكمال الدين: عبد الرحمن بن محمد الأنباري، النحوي.
المتوفى: سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
وأبو محمد: سعيد بن المبارك، المعرف: بابن الدهان، النحوي.
المتوفى: سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
وشرحه كبير مبسوط.
في نحو: ثلاث وأربعين مجلدا.
وأبو عبد الله: محمد بن جعفر الأنصاري.
المتوفى: بمرسية، سنة ست وثمانين وخمسمائة.
وأبو البقا: عبد الله بن حسين العكبري، النحوي.
المتوفى: سنة ست عشرة وستمائة.
وأبو الحسن: علي بن عيسى الربعي، النحوي.
وسماه: (الإيضاح).
وأبو العباس: أحمد بن عبد المؤمن الشريشي.
المتوفى: سنة تسع عشرة وستمائة.
ويوسف بن معزوز القيسي.
المتوفى: سنة خمس وعشرين وستمائة.
وأبو عبد الله: محمد بن أحمد الزهري، النحوي.
المتوفى: سنة سبع عشرة وستمائة.
ومحمد بن يحيى، المعروف: بابن هشام الخضراوي.
المتوفى: سنة ست وأربعين وستمائة.
سماه: (الإفصاح، بفوائد الإيضاح).
وأبو بكر بن يحيى المالقي.
المتوفى: سنة سبع وخمسين وستمائة.
وعبد الله بن أحمد بن أبي الربيع، الأموي.
المتوفى: سنة ثمان وثمانين وستمائة.
قرأ عليه: أبو الطيب: محمد بن (1 / 213) إبراهيم البستي، المالكي.
المتوفى: سنة خمس وتسعين وستمائة.
واختصر شرحه هذا.
ومن الشراح أيضا:
أبو الحسن: علي الوراق.
وشرحه: أحسن الشروح.
وأبو الحسن الفارسي، المعروف: بابن الأخت، تلميذ المصنف: إبراهيم بن أحمد الجــزري، الأنصاري.
وسماه: (الإفصاح، في غوامض الإيضاح).
وأبو بكر: محمد بن أحمد، المعروف: بالحُدَّب، الأنصاري.
المتوفى: سنة ثمانين وخمسمائة.
وأحمد بن محمد الإشبيلي، المعروف: بابن الحاج.
المتوفى: سنة إحدى وخمسين وستمائة.
وأبو علي الجلولي.
المتوفى: سنة...
إلى هنا شراح: (الإيضاح).
وأما شراح أبياته، فمنهم:
يوسف بن يبقى، المعروف: بابن يسعون.
المتوفى: في حدود سنة 540، أربعين وخمسمائة.
وسماه: (المصباح، في شرح شواهد الإيضاح).
وأبو بكر: محمد بن عبد الله بن ميمون العبقري، القيسي، الأديب، القرطبي.
المتوفى: سنة سبع وستين وخمسمائة.
وسماه: (الإيضاح) أيضا.
أوله: (الحمد لله العظيم السلطان، القديم الإحسان،... الخ).
وأبو علي: الحسن بن عبد الله.
سماه: (الإيضاح) أيضا.
وأبو العباس: أحمد بن عبد العزيز الفهري.
المتوفى: بعد سنة خمسين وخمسمائة.
وأبو علي: عبد الكريم بن حسن.
كلهم شرحوا أبياته.
وعلى (الإيضاح) اعتراضات:
لابن الطراوة النحوي.
والرد عليه:
لابن الصائغ: علي بن محمد الكناني.
المتوفى: سنة ثمانين وستمائة.
و (مختصر الإيضاح).
لمحمود بن حمزة الكرماني.
المتوفى: في حدود خمسمائة.
ونظم (الإيضاح، والتكملة) معا.
لأبي العباس: أحمد بن علي الحمصي.
المتوفى: سنة أربع وأربعين وستمائة.

وشرح

وشرح
الفاضل، علاء الدين: علي بن عمر الأسود.
المتوفى: سنة 800، ثمانمائة.
ذكره: القطب الأزنيقي.
وشرح
الفاضل: حيدر بن محمد الحوافي، المعروف: بالصدر الهروي.
المتوفى: سنة عشرين وثمانمائة.
أوله: (الحمد الذي أعلى منال العلماء... الخ).
وشرح
المولى، محيي الدين: محمد بن إبراهيم النكساري.
المتوفى: سنة إحدى وتسعمائة.
ومن الحواشي:
حاشية: الشيخ، شمس الدين: محمد بن محمد الجــزري.
المتوفى: سنة 833، ثلاث وثلاثين وثمانمائة.
أولها: (الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان... الخ).
وشرح أبياته:
لبعضهم.
أوله: (الحمد لله المتوحد بحسن توفيقه... الخ).
وعلى الإيضاح حاشية:
شمس الدين: محمد بن أحمد النكساري.
سماها: (الإيشاح).

بَاوَر

بَاوَر:
بفتح الواو، وراء: موضع باليمن، ينسب إليه الحسين بن يوحن بن أبوية بن النعمان الباوري أبو عبد الله اليمني، خرج من بلده يطلب العلم فطاف البلدان ثم استقرّ بأصبهان، روى عن جماعة، منهم:
الفضل بن محمد النيلي وأبو الفضل الأرموي وابن ناصر السلامي وغيرهم، كتب عنه محمد بن سعيد الدّبيثي الحافظ وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجــزري وغيرهما، ومات بأصبهان في شهر ربيع الأول سنة 587.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.