Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب): http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=18508#80a386
(جَنَّدَ)
(هـ) فِيهِ «الأرْوَاح جُنُود مُــجَنَّدَــة، فَمَا تَعَارَفَ مِنها ائتَلَف، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلف» مُــجَنَّدَــة: أَيْ مَجْمُوعَة، كَمَا يُقال ألُوف مُؤلَّفَة، وقنَاطِيرُ مُقَنْطَرَة، ومعْناه الإِخْبار عن مَبْدَأ (39- النهاية- 1) كَوْن الأرْوَاح وتَقَدُّمِها الأجْساد: أَيْ أنَّها خُلِقَت أَوَّلَ خَلْقِها عَلَى قِسْمَين: مِنِ ائتِلاف واخْتِلاف، كالجُنُود المَجْمُوعة إِذَا تقَابَلَتْ وتَواجَهَت. ومعْنَى تقَابُل الْأَرْوَاحِ: مَا جَعَلَها اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ السَّعادَة، والشَّقَاوَة، وَالْأَخْلَاقِ فِي مَبْدإ الْخَلْقِ. يَقُولُ: إِنَّ الْأَجْسَادَ الَّتي فِيهَا الأرواحُ تَلْتَقِي فِي الدُّنْيا فتَأتَلِفُ وتَخْتَلِفُ عَلَى حَسَب مَا خُلِقَتْ عَلَيْهِ، وَلِهَذَا ترَى الخَيّرَ يُحبُّ الأخيارَ ويَميل إِلَيْهِمْ، والشِّرِّيرَ يُحِبُّ الأشرارَ ويَمِيل إلَيْهم.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى الشَّام فَلَقِيَه أمَراء الأَجْنَاد» الشَّامُ خَمْسةُ أَجْنَاد: فِلَسْطين، والأُرْدُنُّ، ودِمشْق، وحِمْصُ، وقِنَّسْرِينُ، كلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا كَانَ يُسَمَّى جُنْدًــا:
أَيِ المُقِيمِين بِهَا مِنَ المسْلِمين المُقَاتِلين.
(س) وَفِي حَدِيثِ سَالِمٍ «سَتَرْنَا البَيْتَ بجُنَادِىٍّ أخْضَر، فدخَل أبُو أيُّوبَ فلمَّا رَآهُ خَرَجَ إنْكاراً لَهُ» قِيلَ هُوَ جِنْسٌ مِنَ الأنْماطِ أَوِ الثِّياب يُسْتَرُ بِهَا الجُدْرَانُ.
وَفِيهِ «كَانَ ذَلِكَ يَوْمَ أَجْنَادَين» بِفَتْحِ الدَّال: مَوْضِع بِالشَّأْمِ، وَكَانَتْ بِهِ وَقْعَة عظِيمة بَيْن المسْلِمين والرُّوم فِي خِلافة عُمَر رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، وَهُوَ يَوْمٌ مَشْهُورٌ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «الــجَنَد» هُو بِفَتْحِ الْجِيمِ والنُّون: أحَدُ مخَالِيف الْيَمَنِ: وَقِيلَ هِيَ مَدِينَةٌ مَعْرُوفَةٌ بِهَا.