Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بجل

تَبِعَهُ

تَبِعَهُ، كفرحَ، تَبَعاً وتَباعةً: مَشَى خَلْفَهُ، ومَرَّ به فَمَضَى معه، وكفرِحةٍ وكِتابَةٍ: الشيءُ الذي لكَ فيه بُغْيَةٌ شِبْهُ ظُلامَةٍ ونحوِها.
والتَّبَعُ، محركةً: (التابعُ) ، يكونُ واحداً وجَمعاً، ويُجْمَعُ على أتباعٍ، وقَوائِمُ الدابةِ.
(والتُّبُّعُ، بضمتين مُشَدَّدَةَ الباءِ: الظِّلُّ) .
وتَبَعَةُ، محركةً: هَضْبَةٌ بِجِلْــذانَ من أرضِ الطائِفِ، فيها نُقوبٌ كانتْ تُلْتَقَطُ فيها السُّيوفُ العادِيَّةُ والخَرَزُ.
والتابعُ والتابِعَةُ: الجِنِّيُّ والجِنِّيَّةُ، يكونان مع الإِنسانِ، يَتْبَعانِه حيثُ ذَهَبَ.
وتابعُ النَّجْمِ: اسم الدَّبَرانِ، سُمِّيَ به تَفاؤُلاً من لَفْظِه،
ويُسَمَّى تُوَيبِعاً مُصَغَّراً،
وتُبَّعاً، كسُكَّرٍ. وكأَميرٍ: الناصِرُ، والذي لكَ عليه مالٌ، والتابعُ، ومنه قوله تعالى: {ثم لا تَجِدُوا لكم علينا به تَبِيعاً} ، أي: ثائراً ولا طالِباً، وولدُ البَقَرَةِ في الأولَى، وهي: بهاءٍ، ج: كصحافٍ وصَحائفَ، والذي اسْتَوى قَرْناهُ وأُذُناهُ، ووالِدُ الحارِثِ الرُّعَيْنِيِّ الصحابِيِّ، أو هو كزبيرٍ، كتُبَيْعِ بنِ عامرٍ ابنِ امرأةِ كعبِ الأحبارِ، وتُبَيْعِ بنِ سُليمانَ أبي العَدَبَّسِ المحدّثِ.
والتَّبابِعَةُ: مُلوكُ اليمنِ، الواحدُ: كسُكَّرٍ، ولا يُسَمَّى به إلا إذا كانت له حِمْيَرُ وحَضْرَمَوْتُ. ودارُ التَّبابِعَةِ بمكَّةَ وُلِدَ فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وكسُكَّرٍ: الظِّلُّ، لأنه يَتْبَعُ الشمسَ، وضَرْبٌ من اليَعاسيبِ، ج: التَّبابِيعُ.
وما أدري أيُّ تُبَّعٍ هو؟ أي: أيُّ الناسِ. وأحمدُ بنُ سَعيدٍ التُّبَّعِيُّ: محدِّثٌ. وكصُرَدٍ: من يُتْبِعُ بعضَ كلامهِ بعضاً.
وتَبُّوعُ الشمسِ، كتَنُّورٍ: رِيحٌ تَهُبُّ مع طُلُوعِها، فَتَدُورُ في مَهابِّ الرِّياحِ، حتى تَعُودَ إلى مَهَبِّ الصَّبا.
وتِبْعُ المرأةِ، بالكسر: عاشِقُها، وتابِعُها.
وبَقَرَةٌ تَبْعَى، كَسَكْرَى: مُسْتَحْرِمَةٌ.
وأتْبَعْتُهُمْ: تَبِعْتُهُمْ، وذلك إذا كانوا سَبَقُوكَ فَلَحِقْتَهُمْ،
وأتْبَعْتُهُم أيضاً غيرِيِ.
وقوله تعالى: {فأتْبَعَهُمْ فِرْعَونُ بِجُنُوِده} ، أي: لَحِقَهُم، أو كادَ.
و"أتْبعِ الفَرَسَ لِجَامَها، أو الناقةَ زِمامَها، أو الدَّلْوَ رِشاءَها": يُضْرَبُ للأَمْرِ باسْتِكمالِ المَعْروفِ، قاله ضِرارُ بنُ عَمْرٍو لَمَّا أغارَ على حَيِّ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ، ولم يَحْضُرْهُمْ عَمْرٌو، فَحَضَرَ،
فَتَبِعَهُ، فَلَحِقَهُ قَبلَ أن يَصِلَ إلى أرضِهِ، فقال عَمْرٌو: رُدَّ عَلَيَّ أهلي ومالي، فَرَدَّهُما عليه، فقال: رُدَّ عَلَيَّ قِياني، فَرَدَّ قَيْنَتَه الرائِعَةَ، وحَبَسَ ابْنَتَها سَلْمى، فقال له حينئذ: يا أبا قَبيصَةَ أتْبعْ.
وشاةٌ، وبَقَرَةٌ، وجارِيَةٌ مُتْبِعٌ، كمُحْسِنٍ: يَتْبَعُها ولَدُها.
والإِتباعُ في الكلامِ: مثلُ: حَسَنْ بَسَنْ.
والتَّتْبيعُ: التَّتَبُّعُ، والإِتْباعُ، والاتِّباعُ،
كالتَّبَع.
والتِّباعُ، بالكسر: الوِلاءُ. وتابَعَ الباري القَوْسَ: أحكَمَ بَرْيَها، وأعطى كُلَّ عُضْوٍ حَقَّه،
وـ المَرْعَى الإِبِلَ: أنْعَمَ تَسْمينهَا وأتْقَنَه.
وكُلُّ مُحكَمٍ: مُتَتَابِعٌ.
وتَتابَعَ: تَوالَى.
وفَرَسٌ مُتَتَابِعُ الخَلْقِ: مُسْتَويه.
ورجُلٌ متتابِعُ العِلْمِ: يُشابِهُ عِلْمُهُ بعضهُ بعضاً.
وغُصْنٌ مُتتابِعٌ: لا أُبَنَ فيه.
وتَتَبَّعَه: تَطَلَّبَه.

الجِلْدُ

الجِلْدُ، بالكسر والتحريكِ: المَسْكُ من كُلِّ حيوانٍ، ج: أجْلاَدٌ وجُلودٌ.
وأجْلاَدُ الإِنسانِ وتَجاليدُهُ: جَماعَةُ شَخْصِهِ، أو جِسْمُهُ.
وعَظْمُ مُجَلَّدٌ، كَمُعَظَّمٍ: لم يَبْقَ عليه إلا الجِلْدُ.
وتَجْلِيدُ الجَزُورِ: نَزْعُ جِلْدها.
وجَلَدَهُ يَجْلِدهُ: ضَرَبَهُ بالسَّوْطِ، وأصابَ جِلْدَهُ،
وـ على الأَمْرِ: أَكْرَهَهُ،
وـ جاريتَهُ: جامَعَها،
وـ الحَيَّةُ: لَدَغَتْ.
والجَلَدُ، محركةً: جِلْدُ البَوِّ يُحْشَى ثُماماً، ويُخَيَّلُ لِلناقَةِ، فَتَرْأَمُ بذلك على غيرِ وَلَدِهَا، أو جِلْدُ حُوارٍ يُلْبَسُ حُواراً آخَرَ لِتَرْأَمَهُ أُمُّ المَسْلُوخَةِ،
و= الأرضُ الصُّلْبَةُ المُسْتَوِيَةُ المَتْن، والشَّاةُ يَمُوتُ ولَدُهَا حينَ تَضَعُ،
كالجَلَدَة، محركةً فيهما، والكِبَارُ من الإِبِل لا صغارَ فيها،
وـ من الغَنَمِ والإِبِلِ: ما لا أولادَ لها ولا أَلْبَانَ، والشِّدَّةُ، والقُوَّةُ،
وهو جَلْدٌ وجَلِيدٌ من أجْلاَدٍ وجُلَداء وجِلادٍ وجُلْدٍ، جَلُدَ، كَكَرُمَ،
جَلاَدَةً وجُلُودَةً وجَلَداً ومَجْلُوداً.
وتَجَلَّدَ: تَكَلَّفَهُ. وككتابٍ: الصِّلابُ الكِبَارُ من النَّخْلِ،
وـ من الإِبِلِ: الغَزِيرَاتُ اللَّبَنِ،
كالمَجالِيدِ، أو ما لا لَبَنَ لها ولا نِتاجَ. وكَمِنْبَرٍ: قِطْعَةٌ من جِلْدٍ تُمْسِكُهَا النائِحَةُ وتَلْدَمُ بها خَدَّهَا، ج: مَجاليدُ.
وجالَدُوا بالسُّيُوفِ: تضارَبُوا.
والجَلِيدُ: ما يَسْقُطُ على الأرضِ من النَّدَى، فَيَجْمُدُ،
والأرضُ: مَجْلُودَةٌ.
وجَلِدَتْ، كَفَرِحَ،
وأَجْلَدَتْ.
والقَوْمُ أُجْلِدُوا: أصابَهُم الجَلِيدُ.
وإنهُ لَيُجْلَدُ بِكُلِّ خيرٍ: يُظَنُّ.
وقَوْلُ الشافِعِيِّ: كانَ مُجالِدٌ يُجْلَدُ، أي: يُكَذَّبُ.
وجُلِدَ به، كعُنِيَ: سَقَطَ.
واجْتَلَدَ ما في الإِناءِ: شَرِبَهُ كُلَّهُ.
و"صَرَّحَتْ بِجِلْــدَانَ وجِلْدَاء": بِمَعْنَى جِدَّاء.
وبَنُو جَلْدٍ: حَيٌّ.
وكَقَبُولٍ: ة بالأَنْدَلُسِ، منه: حَفْصُ بنُ عاصِمٍ.
وأما الجُلُودِيُّ راوِيَةُ مُسْلِمٍ، فبالضم لا غَيْرُ، ووهِمَ الجَوْهَرِيُّ في قَوْلِهِ: ولاَ تَقُل الجُلُودِيُّ، أي بالضم.
والجِلْدُ: الذَّكَرُ.
و {قالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ علينا} ، أي: لِفُرُوجِهِمْ.
وأَجْلَدَهُ إليه، أي: ألْجَاهُ، وأَحْوَجَهُ.
والمُجَلِّدُ: مَنْ يُجَلِّد الكُتُبَ. وكمُعَظَّمٍ: مِقدارٌ مِن الحِمْلِ معلومُ الكَيْلِ والوَزْنِ.
وَفَرَسٌ مُجَلَّدٌ: لا يَفْزَعُ من الضَّرْبِ.
والجَلَنْدَى والجَلَنْدَدُ: الفاجِرُ، والعاجِزُ تَصْحِيفٌ.
والمُجْلَنْدِي، كالمُعْرَنْدِي: الصُّلْبُ.
وجُلَنْدَاءُ، بضمِّ أولِهِ وفتحِ ثانيهِ مَمْدُودَةً، وبضمِّ ثانِيهِ مَقْصُورَةً: اسْمُ مَلِكِ عُمَانَ، ووهم الجوهريُّ فَقَصَرَهُ مع فَتْحِ ثانِيهِ، قال الأعشى:
وجُلَنْدَاءَ في عُمَانَ مُقِيماً ... ثم قَيْساً في حَضْرَمَوْتَ المُنِيفِ
وَسَمَّوْا: جَلْداً وجُلَيْداً وجِلْدَةَ، بالكسر،
ومُجالِداً. وعبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أبي الجَلِيدِ، كأميرٍ: مُحَدِّثٌ.

الصوفُ

الصوفُ، بالضم: م، وبهاءٍ: أخَصُّ. وقولُهم "خَرْقاءُ وجَدَتْ صُوفاً"، لأنَّ المرأةَ غيرَ الصَّناعِ إذا أصابَتْ صوفاً أفْسَدَتْهُ، يُضْرَبُ للأَحْمَقِ يَجِدُ مالاً فَيُضَيِّعُهُ.
وأخَذْتُ بصوفِ رَقَبَتِهِ،
وبصافِها: بِجِلْــدِها، أو بِشَعَرِهِ المُتَدَلِّي في نُقْرَةِ قَفاهُ، أو بِقَفاهُ جَمْعَاءَ، أو أخَذْتُهُ قَهْراً، أو ذلك إذا تَبِعَه وقد ظَنَّ أن لَنْ يُدْرِكَهُ، فَلَحِقَهُ، أَخَذَ بِرَقَبَتِهِ أو لم يأخُذْ.
وأعطاهُ بصوفِ رَقَبَتِهِ: بُرمَّتِهِ، أو مَجَّاناً بلا ثَمَنٍ.
وصُوفَةُ، أيضاً: أبو حَيٍّ من مُضَرَ، وهو الغَوْثُ بنُ مُرِّ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةَ، كانوا يَخْدمون الكَعْبَةَ، ويُجِيزونَ الحاجَّ في الجاهِلِيَّةِ، أي: يُفيضونَ بهم من عَرَفاتٍ، وكان أحدُهُم يقومُ فيقولُ: أَجِيزي صُوفَةُ، فإذا أجازَتْ قال: أجيزي خِننْدِفُ، فإذا أجازَتْ أُذِنَ للناسِ كُلِّهِم في الإِجازَةِ، أو هُم قومٌ من أفْناءِ القَبائِلِ، تَجَمَّعوا فَتَشَبَّكوا كَتَشَبُّكِ الصوفَةِ، وقولُ الجوهرِيِّ: ومنه:
حتى يقالَ أجِيزوا آلَ صُوفانا
وهَمٌ، والصَّوابُ: آلَ صَفْوانا، وهُمْ قوْمٌ من بَنِي سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَناة، قال أبو عُبَيْدَةَ: حتى يُجَوِّزَ القائمُ بذلك من آلِ صَفْوانَ، والبَيْتُ لأَوْسِ بنِ مَغْراءَ، وصَدْرُهُ:
ولا يَريمونَ في التَّعْرِيف مَوقِفَهُم.
وذُو الصوفَةِ، أيضاً: فَرَسٌ، وهو أبو الخُزَزِ والأعْوَجِ.
وصافَ الكَبْشُ صَوْفاً وصُووفاً، فهو صافٌ وصافٍ وأصْوَفُ وصائِفٌ،
وصَوِفَ كَفَرِحَ، فهو صَوِفٌ، ككَتِفٍ، وصُوفانِيٌّ، بالضم، وهي بهاءٍ: إذا كثُرَ صوفُهُ.
والصُّوفانَةُ، بالضم: بَقْلَةٌ زَغْبَاءُ قصيرَةٌ.
وصافَ السَّهْمُ عن الهَدَفِ يَصوفُ ويَصيفُ: عَدَلَ،
وـ عَنِّي وجْهُهُ: مالَ.
وأصاف الله عَنِّي شَرَّهُ: أمالَهُ.
وصافُ: اسمُ ابنِ الصَّيَّادِ، أو هو صافي، كَقاضي، أو اسْمُهُ: عبدُ الله.

هَدَدَ

(هَدَدَ)
(هـ) فِيهِ «اللَّهُمّ إِنِّي أعُوذ بِكَ مِنَ الْهَدِّ والْهَدَّةِ» الْهَدُّ: الهَدْم، والْهَدَّةُ: الخَسْف.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الِاسْتِسْقَاءِ «ثُمَّ هَدَّتْ ودَرَّتْ» الْهَدَّةُ: صَوْتُ مَا يَقَعُ مِنَ السَّحَابِ. وَيُرْوَى «هَدَأَتْ» : أَيْ سَكَنَت.
(س) وَفِيهِ «إِنَّ أَبَا لَهَبٍ قَالَ: لَهَدَّ مَا سَحَركُم صاحِبُكُم» لَهَدَّ: كَلمة يُتَعَجَّب بِهَا.
يُقَالُ: لَهَدَّ الرجُلُ: أَيْ مَا أجْلَدَه! وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَهَدَّ الرجُلُ: أَيْ لَنِعْم الرجُل، وَذَلِكَ إِذَا أثْنِي عَليه بِجَلَــدٍ وشِدَّةٍ، وَاللَّامُ لِلتَّأْكِيدِ.
وَفِيهِ لُغَتَانِ: مِنْهُمْ مَن يُجْريه مُجْرَى المَصْدر، فَلَا يُؤنِّثُه وَلَا يُثَنِّيه وَلَا يَجْمَعه، وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤنِّث ويُثَنِّي ويَجْمَع، فَيَقُولُ: هَدَّاكَ، وهَدُّوكَ، وهَدَّتْكَ.

وَسِنَ

(وَسِنَ)
- فِيهِ «وتُوقِظُ الْوَسْنَانَ» أَيِ النَّائِمَ الَّذِي لَيْسَ بمُسْتَغْرِقٍ فِي نَوْمِه. والْوَسَنُ:
أوّلُ النَّوْم. وَقَدْ وَسِنَ يَوْسَنُ سِنَةً، فهُو وَسِنٌ، ووَسْنَانُ. وَالْهَاءُ فِي السِّنة عِوَضٌ مِنَ الواوِ الْمَحْذُوفَةِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ قليلٌ حَتَّى يَقْضِيَ الثَّعْلَبُ وَسْنَتَهُ بَيْنَ سارِيَتَيْن مِنْ سَوَارِي المَسْجِد» أَيْ يَقْضِيَ نَوْمَتَه. يُرِيدُ خُلُوَّ الْمَسْجِدِ مِنَ النَّاسِ بِحَيْثُ يَنَامُ فِيهِ الوَحْش.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أنَّ رَجُلًا تَوَسَّنَ جَارِيَةً فَجَلَدَه وَهَمَّ بِجَلْــدها، فَشَهِدُوا أَنَّهَا مُكْرَهَة» أَيْ تَغَشَّاها وَهِيَ وَسْنَى قَهْراً: أَيْ نَائِمَةٌ.

قَنَعَ

(قَنَعَ)
(هـ) فِيهِ «كَانَ إِذَا رَكع لَا يُصَوِّب رأسَه وَلَا يُقْنِعُه» أَيْ لَا يَرْفَعُهُ حَتَّى يَكُونَ أعْلَى مِنْ ظَهْره. وَقَدْ أَقْنَعَه يُقْنِعُه إِقْناعا. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «وتُقْنِع يَدَيْك» أَيْ تَرْفَعُهما.
[هـ] وَفِيهِ «لَا تَجوز شهادةُ القانِع مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ [لَهُمْ ] » القانِع: الخادِم وَالتَّابِعُ تُرَدُّ شهادتُه للتُّهمة بِجَلْــب النَّفْع إِلَى نَفْسِهِ. والقانِع فِي الْأَصْلِ: السَّائِلُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فأكلَ وأطعْمَ القانِع والمُعْتَرَّ» وَهُوَ مِنَ القُنوع: الرِضا بِالْيَسِيرِ مِنَ الْعَطَاءِ. وَقَدْ قَنَعَ يَقْنَع قُنُوعا وقَناعة- بالكَسْر- إِذَا رَضِيَ، وقَنَع بِالْفَتْحِ يَقْنَع قُنوعا: إِذَا سَأَلَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «القَناعة كَنْز لَا يَنفْد» لِأَنَّ الإنْفاق مِنْهَا لَا يَنْقطع، كُلَّمَا تَعَذَّرَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا قَنِعَ بِمَا دُونَهُ ورَضي.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «عَزَّ مَن قَنِعَ وذَلَّ مَن طَمِع، لأنَّ القانِع لَا يُذِلُّه الطَّلب، فَلَا يَزال عَزِيزًا.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «القُنوع، والقَناعة» فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «كَانَ المَقَانِع مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ كَذَا» المَقَانِع: جَمْع مَقْنَع بِوَزْنِ جَعْفر. يُقَالُ: فُلانٌ مَقْنَعٌ فِي العِلْم وَغَيْرِهِ: أَيْ رِضاً. وبعضُهم لَا يُثَنِّيه وَلَا يَجْمعه لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ، ومَن ثَنَّى وَجَمَعَ نَظَر إِلَى الاسْمِيَّة.
وَفِيهِ «أَتَاهُ رجلٌ مُقَنَّع بِالْحَدِيدِ» هُوَ الْمُتَغَطِّي بِالسِّلَاحِ. وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي عَلَى رَأْسِهِ بَيْضة، وَهِيَ الخَوذة، لأنَّ الرَّأْسَ مَوْضِعُ القِناع.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ زارَ قَبْرَ أمِّه فِي ألْفِ مُقَنَّع» أَيْ فِي ألْف فَارِسٍ مُغطًّى بالسِّلاح.
(س) وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ «فانْكَشف قِنَاعُ قَلْبه فَمَاتَ» قِناع القَلْب: غِشاؤه، تَشْبِيهًا بقِناع الْمَرْأَةِ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنَ المِقْنَعة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ رَأَى جارِيةً عَلَيْهَا قِنَاعٌ فَضَربها بالدِّرَّة وَقَالَ: أتَشَبَّهين بِالْحَرَائِرِ؟» وَقَدْ كَانَ يَوْمَئِذٍ مِنْ لُبْسِهنَّ. [هـ] وَفِي حَدِيثِ الرُّبَيِّع بِنْتِ مُعوِّذ «قَالَتْ: أتَيْتُه بقِناعٍ مِنْ رُطَب» القِناع: الطَّبق الَّذِي يُؤْكل عَلَيْهِ. وَيُقَالُ لَهُ: القِنْع بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ وَقِيلَ: القِناع جَمْعُه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «إِنْ كَانَ لَيُهْدَى لَنَا القِنَاعُ فِيهِ كَعْبٌ مِنْ إهالةٍ فَنفْرَح بِهِ» .
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، أخّذَتْ أَبَا بَكْر غَشْيةٌ عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَتْ:
مَنْ لَا يَزال دَمْعُه مُقَنَّعاً ... لَا بُدَّ يَوْماً أنْ يُهرَاقَ
هَكَذَا وَرَد. وتَصْحِيحه:
مَنْ لَا يَزال دَمْعُه مُقَنَّعاً ... لَا بُدَّ يَوْماً أَنَّهُ يُهرَاقُ
وَهُوَ مِنَ الضَّرب الثَّانِي مِنْ بَحر الرَّجَز.
ورَواه بَعْضُهُمْ:
ومَن لَا يَزال الدَّمْع فِيهِ مُقَنَّعاً ... فَلَا بُدَّ يَوْماً أَنَّهُ مُهرَاقُ
وَهُوَ مِنَ الضَّرْبِ الثَّالِثِ مِنَ الطَّويل، فَسَّروا المُقَنَّع بِأَنَّهُ المحْبُوس فِي جَوْفه.
وَيَجُوزُ أَنْ يُراد: مَن كان دَمْعُه مغطًّى في شُؤونه كامِناً فِيهَا فَلَا بدَّ أَنْ يُبْرِزه البُكاء.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الْأَذَانِ «أَنَّهُ اهْتَمَّ لِلصَّلَاةِ، كَيْفَ يَجْمَع لَهَا النَّاسَ، فذُكر لَهُ القُنْع فَلَمْ يُعْجِبه ذَلِكَ» فُسِّر فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ الشَّبُّور، وَهُوَ البُوق.
هَذِهِ اللَّفْظَةُ قَدِ اخْتُلِفَ فِي ضَبْطِهَا، فَرُوِيَتْ بِالْبَاءِ وَالتَّاءِ، وَالثَّاءِ وَالنُّونِ، وأشهرُها وَأَكْثَرُهَا النُّونُ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: سَأَلْتُ عَنْهُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ فَلَمْ يُثْبِتُوه لِي عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ، فَإِنْ كَانَتِ الرِواية بِالنُّونِ صَحِيحَةً فَلَا أُراه سُمِّي إِلَّا لإِقْناع الصَّوت بِهِ، وَهُوَ رفْعُه. يُقَالُ: أَقْنَع الرجُلُ صَوْتَه ورأسَه إِذَا رفَعه. وَمَنْ يُريد أَنْ يَنْفُخ فِي البُوق يَرفَع رَأْسَهُ وصَوته. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «أوْ لأنَّ أطرافَه أُقْنِعَت إِلَى دَاخِلِهِ: أَيْ عُطِفَت» .
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَأَمَّا «القُبَع» بِالْبَاءِ الْمَفْتُوحَةِ فَلَا أحْسَبُه سُمِّي بِهِ إلاَّ لِأَنَّهُ يَقْبَع فَمَ صَاحِبِهِ: أَيْ يَسْتُره، أَوْ مِن قَبَعْت الجُوالِقَ وَالْجِرَابَ: إِذَا ثَنَيْتَ أَطْرَافَهُ إِلَى داخِل.
قَالَ الْهَرَوِيُّ: وَحَكَاهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَنْ أَبِي عُمر الزَّاهِدِ: «القُثْع» بِالثَّاءِ قَالَ: وَهُوَ البُوق فَعرضْته عَلَى الْأَزْهَرِيِّ فَقَالَ: هَذَا بَاطِلٌ.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: سمِعْت أَبَا عُمر الزَّاهِدَ يقولُه بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وَلَمْ أسْمَعْه مِنْ غَيْرِهِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ: قَثَع فِي الْأَرْضِ قُثُوعاً إِذَا ذَهب، فسُمِّي بِهِ لذَهاب الصَّوْت مِنْهُ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَقَدْ رُوي «الْقَتَعُ» بِتَاءٍ بنُقْطَتين مِنْ فَوْقُ، وَهُوَ دُودٌ يَكُونُ فِي الْخَشَبِ، الْوَاحِدَةُ: قَتَعَة. قَالَ: ومَدار هَذا الحَرف عَلَى هُشَيْم، وَكَانَ كثيرَ اللَّحن والتَّحريف، عَلَى جَلالة مَحلِّة فِي الْحَدِيثِ.

ظُوفِ

اخَذَه بِظُوفِ رَقَبَتِهِ وبِظافِها: بِجِلْــدِها.
وتَرَكتُه بِظُوفِها وظافِها: وحْدَه.
وجاءَ يَظُوفُه، كيَسوقُه،
ويَظْأفُهُ، كيَمْنَعُه: يَطْرُدُهُ.

الهَلِيمُ

الهَلِيمُ: اللاَّصِقُ من كُلِّ شيءٍ.
والهِلِمَّانُ، بكسرتَيْنِ مشدَّدَةَ الميمِ: الكثيرُ من الخُبْزِ وغيرِهِ،
كالهَيْلَمانِ، وتُضَمُّ لامُهُ. وكغُرابٍ: طَعامٌ من لَحْمِ عِجْلٍ بِجِلْــدِهِ، أو مَرَقُ السِّكْباجِ المُبَرَّدُ المُصَفَّى من الدُّهْنِ.
والهُلُمُ، بضمتين: ظِباءُ الجِبالِ. وكقِنَّبٍ: المُسْتَرْخِي، وهي هِلَّمَةٌ.
واهْتَلَمَ به: ذَهَبَ به.
وهَلُمَّ، أي: تَعالَ، مُرَكَّبَةٌ من ها التَّنْبيهِ، ومن لُمَّ، أي: ضُمَّ نَفْسكَ إلينا، واسْتُعْمِلَتِ استِعمالَ البسيطة، يَسْتَوي فيه الواحِدُ والجَمْعُ، والتَّذْكيرُ والتأنيثُ عند الحجازِيِّينَ، وتَميمٌ تُجْريها مجْرَى رُدَّ، وأهلُ نَجْدٍ يُصَرِّفونها، فيقولونَ: هَلُمَّا وهَلُمُّوا وهَلُمِّي وهَلْمُمْنَ، وقد توصَلُ باللامِ، فيقالُ: هَلُمَّ لَكَ، وتُثَقَّلُ بالنونِ، فيقالُ: هَلُمَّنَّ، وفي المُؤَنَّثِ بكسر الميمِ، وفي الجمْعِ بضمها،
وفي التَّثْنِيَةِ هَلُمَّانِ، للمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ، وللنِّسْوَةِ هَلْمُمْنان. ويقولُ المُجيبُ: إِلامَ أَهَلُمَّ، بفتح الهمزةِ والهاءِ، وأصلُه: إِلامَ ألُمُّ، وتُرِكَ الهاءُ على ما كانَتْ عليه. وإذا قيلَ: هَلُمَّ كذا وكذا، قُلْتَ: لا أهَلُمُّهُ، وقد تُضَمُّ الهمزةُ وحْدَها، وقد تُضَمُّ الهمزةُ واللامُ، وقد تُضَمُّ الهمزةُ وتُكْسَرُ اللامُ، أي: لا أُعْطيكَهُ.
وهَلْمَمَ به: دَعاهُ،
وأهْلَمَ.
والهَلَمُ، محرَّكةً: جَوابُ هَلُمَّ، ومنه:
جادَ بِهَلَمِهِ: إذا أطاعَه.
وأهْلُمُ، كآنُكٍ: د بطَبَرِسْتانَ.

النَّعْلُ

النَّعْلُ: ما وَقَيْتَ به القَدَمَ من الأرضِ،
كالنَّعْلَةِ، مُؤَنَّثَةً
ج: نِعالٌ. والحسينُ بنُ أَحْمدَ بنِ طلحةَ، وإِسحاقُ بنُ محمدٍ، وأبو علِيِّ بنُ دُوما النِّعاليُّونَ: مُحَدِّثونَ،
ونَعِلَ، كفَرِحَ،
وتَنَعَّلَ وانْتَعَلَ: لَبِسَها، وحديدَةٌ في أسْفَلِ غِمْدِ السيفِ، والقِطْعَةُ الغليظةُ من الأرضِ، يَبْرُقُ حَصاها ولا تُنْبِتُ، والرجُلُ الذَّليلُ يوطَأُ كما تُوطَأُ الأرضُ، والعَقَبُ يُلْبَسُ ظَهْرَ سِيَةِ القَوْسِ أو الجِلْدُ ظَهْرَها كلَّه، والزَّوْجَةُ، وحديدةُ المِكْرَبِ، وسَمَكَةٌ ضَخْمَةُ الرأسِ، وحِصْنٌ على جَبَلِ شَطِبٍ، وما وُقِيَ به حافِرُ الدَابَّة.
ونَعَلَهُمْ، كمنَع: وهَبَ لهم النِّعالَ.
وـ الدابَّةَ: أَلْبَسَها النَّعْلَ،
كأَنْعَلَها ونَعَّلَها.
وأنْعَلَ، فهو ناعِلٌ: كَثُرَتْ نِعالُهُ.
ورجلٌ ناعِلٌ ومُنْعَلٌ، كمُكْرَمٍ: ذو نَعْلٍ.
وحافِرٌ ناعِلٌ: صُلْبٌ.
وفَرَسٌ مُنْعَلٌ، كمُكْرَمٍ: شديدُ الحافِرِ.
ومُنْعَلُ يَدِ كذا أو رِجْلِ كذا، أو اليَدَيْنِ أو الرِجْلَيْنِ: في مآخيرِ أَرساغِهِ بياضٌ ولم يَسْتَدِرْ، أو هو أن يُجاوزَ البياضُ الخاتَمَ، وهو أقَلُّ وضَح القوائِمِ.
وهو إنْعالٌ ما دامَ في مُؤخَّرِ الرُّسْغِ مما يَلِي الحافِرَ.
وانْتَعَلَ الأرضَ: سافَرَ راجِلاً، وزَرَعَ في الأرضِ الغليظةِ أو رَكِبها.
والمَنْعَلُ، كمَقْعَدٍ ومَقْعَدةٍ: الأرضُ الغَليظَةُ، اسْمٌ وصفَةٌ.
وبنو نُعَيْلَةَ، كجُهَيْنَةَ، ابنِ مُلَيْكِ بنِ ضَمْرَةَ: بَطْنٌ.
وذاتُ النِّعال: فرسُ الزُّبَيْرِ.
والناعِلُ: حِمارُ الوحشِ.
والتَّنْعيلُ: تَنْعِيلُ حافِرِ البِرْذَوْنِ بِطَبَقٍ من حديدٍ، وكذا خُفُّ البعيرِ بِجِلْــدٍ لِئِلاّ يَحْفَى.

السَّمُّ

السَّمُّ: الثَّقْبُ، وهذا القاتِلُ المَعْروفُ، ويُثَلَّثُ فيهما
ج: سُمومٌ وسِمامٌ، وكُلُّ شيء كالوَدَعِ يَخْرُجُ من البَحْرِ، وعِرْقانِ في خَيْشومِ الفَرَسِ.
وسَمُّ الفارِ: الشَّكُّ.
وسَمُّ الحِمار: الدِّفْلَى.
وسَمُّ السَّمَكِ: شجَرَةُ الماهِيزَهْرَةَ، وتُعْرفُ بالبوصيرِ، نافِعٌ لأَوجَاعِ المَفَاصِلِ، ووَجَع الوَرِكِ، والظَّهْرِ، والنِّقْرِسِ. وإنما يَنْفَعُ من شجرَتِهِ لحاؤُها، وإذا صُيِّرَ في غَديرٍ، أسْكَرَ سَمَكَهُ، ووَرَقُها يَقِدُ في المَصابيحِ بَدَلَ الفَتيلَةِ.
وأصابَ سَمَّ حاجَتِهِ، أي: مَقْصِدَهُ،
وسُمومُ الإِنْسَانِ وسِمامُهُ: فَمُه ومَنْخِراهُ وأُذُناهُ.
ومَسامُّ الجَسَدِ: ثُقَبُهُ.
وسَمَّهُ: سَقاهُ السَّمَّ،
وـ الطَّعامَ: جَعَلَهُ فيه،
وـ القارورَةَ: سَدَّها،
وـ بينهما: أصْلَحَ،
وـ الشيء: أصْلَحَهُ،
وـ النِّعْمَةَ: خَصَّها، فَسَمَّتْ هي: خَصَّتْ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ،
وـ الأَمْرَ سَبَرَهُ، ونَظَرَ غَوْرَهُ.
والسَّامَّةُ: الخاصَّةُ، والمَوْتُ،
وذاتُ السَّمِّ من الحَيوانِ.
وسامُّ أبْرَصَ وسَمُّ أبْرَصَ: من كِبارِ الوَزَغِ، وذُكِرَ في ب ر ص.
وأهْلُ المَسَمَّةِ: الخاصَّةُ، والأَقارِبُ.
والسَّمُومُ: الرِّيحُ الحارَّةُ تكونُ غالباً بالنَّهارِ
ج: سَمائِمُ.
وسُمَّ يَوْمُنَا، بالضم،
فهو مَسْمومٌ وسامٌّ ومُسِمٌّ: ذو سَمومٍ.
والسَّمْسَمُ: الثَّعْلَبُ،
كالسُّماسِمِ، بالضم،
والسَّمِّ، والذئْبُ الصَّغيرُ الجِسْمِ، أو أعَمُّ،
كالسَّمْسامِ، ورَمْلَةٌ، وبالكسرِ: حَبُّ الحَلِّ لَزِجٌ، مُفْسِدٌ للمَعِدَةِ والفَمِ، ويُصْلِحُهُ العَسَلُ، وإذا انْهَضَمَ، سَمَّنَ. وغَسْلُ الشَّعَرِ بماء طَبيخِ ورَقِهِ يُطِيلُه ويُصْلِحُهُ، والبَرِّيُّ منه يُعْرَفُ بِجَلْــبَهَنْكَ، فِعْلُهُ قَريبٌ من الخَربَقِ، وقد يُسْقَى المَفْلُوجَ من نِصْفِ دِرْهَمٍ إلى دِرْهَمٍ فَيَبْرَأْ، والدِّرْهَمُ خَطِرٌ، والجُلْجُلانُ، وحَيَّةٌ، ورَمْلَةٌ، وليست مُصَحَّفَةَ المفتوحةِ. وبالضم وقد يُكْسَرُ، أو غَلِطَ الجوهريُّ في كَسْرِهِ: نَمْلٌ حُمْرٌ، الواحِدَةُ: بهاءٍ، والخَفيفُ من الرجالِ.
والسَّمْسَمَةُ: عَدْوُ الثَّعْلَبِ.
والسَّمامُ والسَّمْسامُ والسَّماسِمُ، كعُلابِطٍ،
والسُّمْسُمانُ والسُّمْسُمانِيُّ، بضمِّهِما: الخَفيفُ اللَّطيفُ السَّريعُ من كُلِّ شيء. وكَسحابَةٍ: شَخْصُ الرجُلِ، ودائِرَةٌ مُسْتَحَبَّةٌ في عُنُقِ الفَرَسِ، وما شَخَصَ من الدِّيارِ الخَرابِ، واللِّواءُ، والطَّلْعَةُ.
والسُّمَّةُ، بالضم: سُفْرَةٌ من خوصٍ تُبْسَطُ تَحْتَ النَّخْلِ لِيَسْقُطَ عليها ما تَناثَرَ
ج: كصُرَدٍ، والقَرابَةُ. وبالكسر والفتح: الاسْتُ.
وسُمُّويَةُ، بالضم: لَقَبُ اسْماعيلَ بنِ عبدِ اللهِ الحافِظِ.
والأَسَمُّ: الأَنْفُ الضَّيِّقُ المَنْخِرَيْنِ.
والسُّماسِمُ: طائِرٌ.
والمِسَمُّ، كمِسَنٍّ: الذي يَأْكُلُ ما قَدَر عليه.
وسُمَّى، كرُبَّى: وادٍ بالحِجَازِ.
والسَّمَّانُ: نَبْتٌ،
وبالضم: ة بِجَبَلِ السَّراةِ.
وسَمائِمُ: د قُرْبَ صُحَارَ.

الشِيمَةُ

الشِيمَةُ، بالكسر: الطَّبيعةُ، ويُهْمَزُ
وتَشيْمَ أباهُ: أشْبَهَه فيها، والتُّرابُ الذي يُحْفَرُ من الأرضِ.
والشامَةُ: عَلامَةٌ تُخالِفُ البَدَنَ الذي هي فيه
ج: شامٌ وشاماتٌ ومحمدُ بنُ محمدٍ، ومحمدُ بنُ إِسماعيلَ الشاماتِيَّانِ: محدِّثانِ.
وهو مَشِيمٌ ومَشومٌ ومَشْيومٌ وأشْيَمُ: به شاماتٌ.
والشامَةُ: أثَرٌ أسْوَدُ في البَدَنِ، وفي الأرضِ
ج: شامٌ، والناقةُ السَّوْداءُ، ونُكْتَةُ القَمَرِ. وبِلادُ الشامِ: في ش أم.
ومالَهُ شامةٌ ولا زَهْراءُ، أي: ناقةٌ سوداءُ ولا بَيْضاءُ.
وابنُ شامٍ: محدِّثٌ، اسْمُه: إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ هِشامٍ.
شامٌ: لَقَبُ هِشامٍ المذكورِ.
والمَشيمَةُ: مَحَلُّ الوَلَدِ
ج: مَشيمٌ ومَشائِمُ.
وشامَ سَيْفَه يَشيمُهُ: غَمَدَه، واسْتَلَّهُ، ضِدٌّ،
وـ البَرْقَ: نَظَرَ إليه أيْنَ يَقْصِدُ، وأيْنَ يُمْطِرُ،
وـ أبا عُمَيْرٍ: نالَ من البِكْرِ مُرادَهُ،
وـ فلاناً: غَيَّرَ رِجْلَيْهِ بالشِيامِ،
وـ فُلانٌ: ظَهَرتْ بِجلْــدتِهِ الرَّقْمَةُ السَّوْداءُ،
وـ شَيْماً وشُيوماً: حَقَّقَ الحمْلَةَ في الحَرْبِ،
وـ في الشيء: دَخَلَ،
كأَشامَ واشْتامَ وتَشَيَّم وشَيَّم وانْشام،
وـ في الفَرَسِ ساقَهُ: رَكَلَها بها،
وـ الشيءَ في الشيءِ: خَبَأهُ فيه.
والشَّيامُ: الأرْضُ السَّهْلَةُ، وبالكسر: التُّرابُ، ويُفْتَحُ، والفأْرُ
ج: شِيمٌ، كميلٍ.
وبنو أشْيَمَ، كأَحْمَدَ: قَبيلَةٌ، وصِلَةُ بنُ أشْيَمَ: تابِعِيٌّ.
والأشْيَمانِ: مَوْضِعانِ.
والشَّيَمُ، مُحرَّكةً: كُلُّ أرْضٍ لم يُحْفَرْ فيها قَبْلُ باقِيَةً على صَلابَتِها.
وشُيَيْمٌ، ويُكْسَرُ: أبو عاصِمٍ الصَّحابِيُّ، أو هو بالنونِ والتاءِ.
وشُيَيْمٌ: أبو مَرْيَمَ البَكْرِيُّ، تابِعِيٌّ. وعُرْوَةُ بنُ شُيَيْمٍ: من قَتَلَةِ عُثْمانَ، رضِي اللهُ تعالى عنه.
وابنُ الشامَةِ: يَحْيَى الثَّقَفِيُّ، مُحَدِّثٌ.
وذو الشامَةِ: خالِدُ بنُ جَعْفَرٍ،
لشَامَةٍ كانَتْ في مُقَدَّمِ رأسِهِ، ومحمدُ بنُ عُمَرَ بنِ الوَليدِ بنِ عُقْبَةَ.
والشَّيْماءُ: بِنتُ حَليمَةَ السَّعْدِيَّةِ، أُخْتُ النبِيّ، صلى الله عليه وسلم، من الرَّضاعَةِ.
وتَشَيَّمَهُ الشَّيْبُ: عَلاهُ،
وـ أباهُ: أشْبَهَهُ.
وشِمْ ما بينهما: قَدِّرْهُ.
وشَيَّمَ يَدَيْهِ في رأسِهِ أو ثَوْبِه: إذا قَبَضَ عليه يُقاتِلُه.
والشِّيمُ، بالكسر: سَمَكٌ.
وانْشامَ الرجُلُ: صارَ مَنْظوراً إليه.
وشامةُ: جبلٌ بمكةَ، تَصْحيفٌ من المُتَقَدِّمينَ، والصَّوابُ شابَةُ، بالباءِ، وبالميم وقَعَ في كُتبِ الحديثِ جَميعِها.

صَدَأَ

صَدَأَ
الجذر: ص د أ

مثال: صَدَأَ الحديدُ
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لعدم ورود الفعل بهذا الضبط في المعاجم.
المعنى: عَلَتْه طبقة نتيجة تعرضه لرطوبة الهواء

الصواب والرتبة: -صَدِئ الحديدُ [فصيحة]
التعليق: ورد الفعل «صَدِئ» في المعاجم من باب «فرِح» فداله مكسورة في الماضي مفتوحة في المضارع.
(صَدَأَ)
(س) فِيهِ «إنَّ هَذِهِ القُلوب تَصْدَأُ كَمَا يَصْدَأُ الحَديدُ» هُوَ أَنْ يَرْكَبَها الرَّيْن بمباشَرة الْمَعَاصِي وَالْآثَامِ، فيذهبَ بِجلــاَئِها، كَمَا يَعْلُو الصَّدَأ وجْه المِرْآة والسَّيف وَنَحْوِهِمَا.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنه «أنه سَأَلَ الأسْقُفَّ عَنِ الخُلفَاء، فَحَدَّثَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى نَعْتِ الرَّابِعِ مِنْهُمْ، فَقَالَ صَدَأٌ مِنْ حَديد «ويُروى صدَعٌ. أَرَادَ دوامَ لُبْس الْحَدِيدِ لاتِّصال الحُرُوب فِي أيَّام عليٍّ وَمَا مُنِيَ بِهِ مِنْ مُقَاتلة الخَوارِج والبُغَاة، ومُلابَسة الْأُمُورِ الْمُشْكِلَةِ والخُطوب المُعْضلة.
وَلِذَلِكَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وادَفْراهُ، تَضَجُّرا مِنْ ذَلِكَ واستِفْحَاشاً. وَرَوَاهُ أَبُو عُبَيد غَيْرَ مَهْمُوزٍ، كأنَّ الصَّدَأ لُغَة فِي الصَّدَع، وَهُوَ اللطيفُ الجسْم. أرادَ أنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خفيفٌ يَخِفُّ إِلَى الحُرُوب وَلَا يكْسَل لِشِدَّةِ بأسِه وشَجَاعته.

انن

[انن] ط فيه: طول صلاته وقصر خطبته "مئنة" فقهه. ن: بفتح ميم وكسر همزة وتشديد نون مفعلة من أن التي للتحقيق أي علامة يعرف بها فقهه لأن الصلاة هي الأصل فيؤثر بالطول على الخطبة ويتم في ما. نه: فليظهر ثناء حسناً "فإن" ذلك، هذا وأمثاله من الإيجاز أي إظهاره مكافأة لنعمته. ومنه: ويقول ربك و"أنه" أي كذلك، وقيل إن بمعنى نعم، والهاء للسكت. ومنه: أن فضالة ابن شريك قال لابن الزبير: ناقتي نقب خفها فاحملني، فقال أرقعها بجلــد، واخصفها بهلب، وسر بها البردين، فقال فضالة: إنما أتيتك مستحملاً لا مستوصفاً لا حمل الله ناقة حملتني إليك، فقال: "إن" وراكبها أي نعم مع راكبها. ن: لبيك "أن" الحمد لله والنعمة بكسر أن أي الحمد لك على حال، وبفتحها أي لبيك لهذا السبب، والنعمة بالنصب، ويجوز رفعه بالابتداء، والخبر مستقر. وح: "إنها" صفية، قاله خوفاً من أن يلقي الشيطان في قلوبهما سوء ظن موجب لكفرهما، وفيه دفع الظن عن نفسه، وقالا: سبحان الله تعجباً من أن يدخل في قلوبهما سوء ظن به.

الجلف

الجلف: العربي الجافي مأخوذ من جلف الشاة أوالبعير كأن المعنى عربي بجلــده لم يتزي بزي الحضر في رفقتهم ولين أخلاقهم، فإنه إذا تزيا بزيهم كأنه نزع جلده ولبس غيره وهو كقولهم: كلام بغباره أي لم يتغير عن جهته.
(الجلف) الكز الغليظ الجافي والأحمق والوعاء وَفِي الْمثل (جلوف زَاد لَيْسَ فِيهَا مشبع) يضْرب لمن يتقلد الْأُمُور وَلَا غناء عِنْده والدن الفارغ وَالْبدن بِلَا رَأس والذبيحة المسلوخة جلف رَأسهَا وبطنها وأطرافها والفحال من النّخل الَّذِي يلقح بطلعه وَالْخبْز الْيَابِس الغليظ لَا أَدَم مَعَه وَفِي حَدِيث عُثْمَان (كل شَيْء سوى جلف الطَّعَام وظل ثوب وَبَيت يستر فضل) (ج) أجلاف وأجلف وجلوف

النار

النار: جوهر لطيف يفرط لشدة لطافته في ذاته المتجمد بالحر المفرط وفي تجميد المتميع بالبرد المفرط، ذكره الحرالي. وقال غيره: جسم لطيف مضيء حار من شأنه الإحراق بالطبع عن الوسط مستقر تحت فلك القمر.
النار
أما جهنم فقد أعدت لِلطَّاغِينَ مَآباً لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (النبأ 22، 23). ويقال لهم وقد كبكبوا فيها: هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (الطور 14، 15). وقد أجاد القرآن في تصويرها تصويرا يبعث الرهبة فى النفوس والهلع في القلوب، والخوف من أن يكون المصير إليها، فتلجأ إلى العمل تتقى به لظاها، وتتخذه ستارا بينه وبين لفحها، وإذا كان عرض الجنة عرض السموات والأرض، وكان من السعة بحيث يشعر أهلها بالطلاقة والحرية أنى ساروا، فعلى العكس من ذلك النار فإن ساكنها لا يحس بحرية ولا طلاقة، ولكنه يحس بالضيق، وكأنى بأهل النار يرصّ بعضهم رصّا إلى جوار بعض، لا يكادون يجدون متسعا للحركة ولا الانتقال، ويزيد من ضيقهم أنهم مقيدون في السلاسل، مقرنون في الأغلال، يسحبون على وجوههم ويلقون في النار، وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً (الفرقان 13). إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (غافر 71، 72). وليس ذلك لضيق في النار، ولكن للتضييق
على ساكنها، أما النار فتسع أكثر من داخليها، يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (ق 30).
وتلتهب نيران جهنم بوقود من الناس الطغاة والحجارة، وإن الصلة لوثقى بين أهل النّار والحجارة، فإنّ أهل النار لا يميّزهم من الحجارة، ما يمتاز به الناس من العقل والإدراك والحسّ، بل لقد ألغوا عقولهم، فلم يفهموا بها الحق والصواب، ولم يفكروا بها التفكير السليم المنتج، وألغوا أعينهم، وآذانهم، فلا يهتدون بما يرون ولا بما يسمعون، وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (الأعراف 179). أو ليس الغافل أشبه شىء بالجماد، وبم يصير الإنسان إنسانا بغير عقله وإدراكه. ومن حطب جهنم كذلك جند إبليس الذين كانوا يغوون الناس ويضلونهم، فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (الشعراء 94 - 95).
كما يقذف في النار أولئك الآلهة التى كانوا يعبدون من دون الله، وهنا يوجه القرآن أنظارهم إلى أن ما يعبدونه لو كان يستحق أن يكون إلها ما صح أن يلقى فى نهار جهنم خالدا فيها، إذ يقول: إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ (الأنبياء 98، 99).
ويصوّر القرآن شدّة لهيب هذه النيران بضخامة ما يتطاير منها من الشرر، فهو ليس بذرات صغيرة كهذه الذّرّات التى تتصاعد من نار هذه الحياة الدنيا، ولكنه شرر كجذوع الشجر الضخم، أو الجمال الصفر، إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (المرسلات 32، 33). فليترك المجال للخيال، يتصوّر هذه النيران تلقى مثل هذا الشرر.
هذه النيران الملتهبة يسمع لظاها من مدى بعيد، فكأنما تبدى غيظها مما اقترفه هؤلاء الجناة، واستمع إليه يصوّر ذلك في قوله: وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ (الملك 6 - 8). أو لا تحس في هذا التصوير بقوة غضب النيران يملؤها، حتى لتكاد تضيق به وتنفجر، وفي هذه النيران ذات اللظى، يتنفسون لهبها لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (هود 106). وليصوّر خيالك هذا اللهب يتنفسون منه ويزفرون، ليصوّر خيالك هذه النيران تحيط بالعصاة من فوقهم ومن تحت أرجلهم، وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (العنكبوت 54، 55). فهى مهادهم، ومنها غطاؤهم، وليصوّر الخيال هذه الوجوه تتقلّب في النيران، والرءوس تنزع منها شواها، وهذه الأجسام تتخذ ثيابها من النار، فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ (الحج 19). وهذه الجلود كلما احترقت وصهرت، استبدلت بجلــود أخرى، ليبدأ عذابهم من جديد، إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ (النساء 56). وهكذا لا يجدون في وسط هذه النيران ظلا يحسون عنده ببرد الراحة، اللهم إلا ظلّ دخان قد تفرق وانتشر شعبا، فصار ظلا لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (المرسلات 31). وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (الواقعة 41 - 44). ويظلون في هذا العذاب خالدين، لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (الزخرف 75). وعليهم حرس مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (التحريم 6).
وأمّا طعامهم فمن شجرة الزقوم، وهى شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (الصافات 64 - 66).
وهى طَعامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (الدخان 44 - 46).
وجعل الله طعامهم في موضع آخر مِنْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (الغاشية 6، 7). فإذا أرادوا الشراب سقوا من عين آنية ، وشربوا حميما ، وغساقا ، وإن ما يتصاعد منه من حرارة يشوى الوجوه شيّا، إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً (الكهف 29). وهم يملئون بطونهم من هذا الطعام، ويقبلون على شرابهم في شراهة كشراهة الهيم، فيقطع أمعاءهم، ولا يكتفى الأمر بأن يشربوا من هذا الحميم، ولكنه يصبّ من فوق رءوسهم، يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (الحج 20).
لا عجب إذا إن حاول هؤلاء النزلاء أن يفروا من جهنم، ولكن أنى لهم الفرار، وقد أعدت وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (الحج 21، 22). أو إن تمنوا أن لو كانوا ترابا، أو دعوا الله أن ينالهم بالهلاك المبيد، لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (الفرقان 14)، يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (المعارج 11 - 14). أرأيت كيف يشتد العذاب بأصحاب النار، حتى يتمنى أحدهم أن يفدى نفسه بابنه، الذى يتمنى المرء أن يفديه بنفسه، بل يتمنى أن لو هلك الناس جميعا، ونجا وحده.
فى هذا اللهب المشتعل الذى لا يموت من فيه موتة تريحه، ولا يحيا حياة يرضاها- يلعن أهل النار بعضهم بعضا، فإذا حوتهم جهنم جميعا قال الرعاع عن سادتهم: رَبَّنا هؤُلاءِ
أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ
(الأعراف 38). فيجيبهم الله بأن لكل منهم ضعفا، ويقول السادة للرّعاع: أنتم مثلنا في العذاب، ولن يخفف عنكم فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (الأعراف 39). وينادى على السيد منهم، فيقال لمعذبيه: خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (الدخان 47 - 49). ويشتد الخصام بينهم وبين ما كانوا يعبدون من دون الله، ويدركون مقدار ما كانوا عليه من الخطأ والضلال قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (الشعراء 96 - 101). ويندمون على عصيان الله ورسوله، ويتمنون أن لو كانوا قد أطاعوهما، وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (الأحزاب 67، 68). وحينا يتجه هؤلاء الضعاف إلى رؤسائهم فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ (غافر 47، 48). ويتجه هؤلاء العصاة إلى الله، ويصور القرآن ذلك في قوله، يوجه إليهم الأسئلة فيجيبون: أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (المؤمنون 105 - 115). وحينا يصطرخون فيها قائلين: رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ (فاطر 37).
فيسألون: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (فاطر 37). وفي النار لا يسعهم إلا اعترافهم بذنوبهم فها هم أولاء الخزنة يسألونهم، كلما أقبل فوج منهم: أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (الملك 8 - 11). وحينا يجيبون إجابة من يريد أن يموه، طمعا في النجاة حيث لا مطمع، فإذا قيل لهم:
أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً (غافر 73، 74). وحينا يصمتون وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (الشعراء 92، 93).
ويتجه أصحاب النار حينا إلى خازنها، ويتضرعون أن يقضى ربهم عليهم، فتكون الإجابة قاضية على آمالهم، بأنهم مخلدون لا يفترّ عنهم العذاب، وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (الزخرف 77، 78)، وحينا وقد أضناهم العذاب يتوسلون لخزنة جهنم أن ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ (غافر 49، 50). وحينا يتساءلون عن رجال مضوا إلى الجنة مع أنهم كانوا يعدونهم من الأشرار، فإذا اتجهت أبصارهم تلقاء أصحاب الجنة نادوا أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا وَما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (الأعراف 50، 51).
وأكبر ما يتمنون يومئذ أن يكون لهم شفعاء، فيشفعوا لهم، يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (الأعراف 53).
ذلك وصف حافل للعذاب الجسمى في جهنم، أما العذاب الروحى فشعور هؤلاء المجرمين بأنهم محجوبون عن رضوان الله الذى خلقهم، وأنعم عليهم بما قل من النعم أو كثر،
ثم قابلوا نعمه بالجحود والنكران، وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ (البقرة 174). كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (المطففين 15). وفي كفران النعمة شقاء نفسى، يتعذب له الضمير، ويشقى من أجله الوجدان.

الاسْتِسْقَاء

(الاسْتِسْقَاء) طب السقيا وَمِنْه دُعَاء الاسْتِسْقَاء وَصَلَاة الاسْتِسْقَاء وَتجمع سَائل مصلي فِي التجويف البريتوني لَا يكَاد يبرأ مِنْهُ وَالِاسْتِسْقَاء الدماغي مرض خلقي فِي الْغَالِب يزْدَاد فِيهِ السَّائِل المخي الشوكي فِي بطُون الدِّمَاغ فيمددها ويرققه (مج)
الاسْتِسْقَاء: هُوَ طلب الْمَطَر عِنْد طول الِانْقِطَاع وعبارات متون الْفِقْه متفقة على أَن لَهُ صَلَاة لَا بِجَمَاعَة وَدُعَاء واستغفار إِلَّا قلب رِدَاء. وَاعْلَم أَن عباراتها لَا على مَذْهَب أبي حنيفَة رَحمَه الله بل على مَذْهَب الصاحبين رحمهمَا الله وَاللَّازِم أَن يعْمل على قَول الصاحبين وَهُوَ خُرُوج الإِمَام وَالصَّلَاة بِالْجَمَاعَة والجهر بِالْقِرَاءَةِ وَالْخطْبَة وقلب الرِّدَاء حَتَّى يُوَافق الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة ويطابق أَمر أبي حنيفَة رَحمَه الله أَيْضا حَيْثُ أمرنَا بالاقتداء بهما حَيْثُ اجْتمعَا على مَسْأَلَة وَقد قَالَ الشَّيْخ عبد الْحق الدهلوي رَحمَه الله فِي تَرْجَمَة المشكوة وَالْفَتْوَى الْآن عِنْد أبي حنيفَة رَحمَه الله على مَذْهَب الصاحبين وَإِن أردْت الِاطِّلَاع على الِاسْتِدْلَال على هَذَا الْمقَال فَانْظُر فِي الرسَالَة الغريبة العجيبة الَّتِي صنفها فِي بَاب الاسْتِسْقَاء سيدنَا ومولانا أفضل عُلَمَاء الْعَصْر أعلم فضلاء الدَّهْر الحبيب الشفيق فِي الدُّنْيَا وَالدّين سيد شمس الدّين الْمَدْعُو بِسَيِّد مُحَمَّد ميرك خلد الله ظلاله وأوصل إِلَى الْعَالمين بره ونواله ابْن سيد شاه منيب الله الْحُسَيْنِي الْحَنَفِيّ الخجندي البالافوري قدس الله سره وَنور مرقده فَإِنَّهُ سلمه الله تَعَالَى بذل فِي تِلْكَ الرسَالَة كَمَال جهده فِي اسْتِخْرَاج مَا هُوَ الْحق الَّذِي بالاتباع أَحَق. وَفِي الْفَتَاوَى (العالمكيري) الْأَفْضَل أَن يقْرَأ {سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى} فِي الرَّكْعَة الأولى و {وَهل أَتَاك حَدِيث الغاشية} فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة وَالصَّحِيح أَنه لَا يخْتَص بِوَقْت كَمَا لَا يخْتَص بِيَوْم ويخطب خطبتين بعد الصَّلَاة وَيسْتَقْبل النَّاس بِوَجْهِهِ قَائِما على الأَرْض لَا على الْمِنْبَر ويفصل بَين الْخطْبَتَيْنِ بجلــسة وَإِن شَاءَ خطب خطْبَة وَاحِدَة وَيَدْعُو الله ويسبحه ويستغفر للْمُؤْمِنين وَالْمُؤْمِنَات وَهُوَ متكئ قوسا فَإِذا مضى من خطْبَة قلب رِدَاءَهُ.

ثمَّ كَيْفيَّة تقلب الرِّدَاء: عِنْدهمَا إِن كَانَ مربعًا جعل أَسْفَله أَعْلَاهُ وَأَعلاهُ أَسْفَله وَإِن كَانَ مدورا جعل الْجَانِب الْأَيْمن على الْأَيْسَر والأيسر على الْأَيْمن وَلَكِن الْقَوْم لَا يقلبون أرديتهم عِنْد عَامَّة الْعلمَاء وَفِي التُّحْفَة إِذا فرغ الإِمَام من الْخطْبَة يَجْعَل ظَهره إِلَى النَّاس وَوَجهه إِلَى الْقبْلَة ثمَّ يشْتَغل بِدُعَاء الاسْتِسْقَاء قَائِما وَالنَّاس قعُود مستقبلون ووجوهم إِلَى الْقبْلَة فِي الْخطْبَة وَالدُّعَاء فيدعو الله تَعَالَى ويستغفر للْمُؤْمِنين ويجددون التَّوْبَة وَيَسْتَغْفِرُونَ ثمَّ عِنْد الدُّعَاء إِن رفع يَدَيْهِ نَحْو السَّمَاء فَحسن. ثمَّ الْمُسْتَحبّ أَن يخرج الإِمَام بِالنَّاسِ ثَلَاثَة أَيَّام متتابعة كَذَا فِي الزَّاد وَلم ينْقل أَكثر من ذَلِك وَلَا يخرج فِيهِ الْمِنْبَر وَيخرجُونَ مشَاة فِي ثِيَاب خلق أَو غسيلة أَو مرقعة متذللين خاشعين متواضعين لله عز وَجل ناكسي رؤوسهم ثمَّ فِي كل يَوْم يقدمُونَ الصَّدَقَة قبل الْخُرُوج ثمَّ يخرجُون كَذَا فِي الظَّهِيرِيَّة وَفِي التَّجْرِيد إِن لم يخرج الإِمَام أَمر النَّاس بِالْخرُوجِ وَإِن خَرجُوا بِغَيْر إِذْنه جَازَ وَلَا يخرج أهل الذِّمَّة للاستسقاء مَعَ أهل الْإِسْلَام وَإِن خَرجُوا مَعَ أنفسهم إِلَى بيعهم إِلَى كنائسهم أَو إِلَى الصَّحرَاء لم يمنعوا عَن ذَلِك كَذَا فِي الْعَيْنِيّ شرح الْهِدَايَة وَإِنَّمَا يكون الاسْتِسْقَاء فِي مَوضِع لَا يكون لَهُم أَوديَة وَلَا أَنهَار وآبار يشربون مِنْهَا ويسقون مَوَاشِيهمْ أَو زُرُوعهمْ أَو تكون وَلَا تَكْفِي ذَلِك فَإِذا كَانَ لَهُم أَوديَة وآبار وأنهار فَإِن النَّاس لَا يخرجُون إِلَى الاسْتِسْقَاء لِأَنَّهَا تكون عِنْد شدَّة الضَّرَر وَالْحَاجة كَذَا فِي التاتارخانية وَيسْتَحب إِخْرَاج الْأَطْفَال والشيوخ الْكِبَار والعجائز اللَّاتِي لَا هَيْئَة لَهُنَّ كَذَا فِي الْعَيْنِيّ شرح الْهِدَايَة. وَيسْتَحب إِخْرَاج الدَّوَابّ كَذَا فِي السراج الْوَهَّاج.

وأدعية الاسْتِسْقَاء: المروية عَن النَّبِي الْمُخْتَار - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَثِيرَة مِنْهَا الْحَمد لله رب الْعَالمين الرَّحْمَن الرَّحِيم مَالك يَوْم الدّين لَا إِلَه إِلَّا الله يفعل مَا يُرِيد اللَّهُمَّ أَنْت الله لَا إِلَه إِلَّا أَنْت الْغَنِيّ وَنحن الْفُقَرَاء أنزل علينا الْغَيْث وَاجعَل مَا أنزلت لنا قُوَّة وبلاغا إِلَى حِين (وَمِنْهَا) اللَّهُمَّ اسقنا اللَّهُمَّ اسقنا الله اسقنا. (وَمِنْهَا) اللَّهُمَّ أغثنا اللَّهُمَّ أغثنا اللَّهُمَّ أغثنا (وَمِنْهَا) اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادك وبهيمتك وانشر رحمتك واحي بلدك الْمَيِّت (وَمِنْهَا) اللَّهُمَّ اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا نَافِعًا غير ضار عَاجلا غير آجل. وَإِذا رأى الْمَطَر قَالَ اللَّهُمَّ صيبا نَافِعًا وَإِذا زَاد الْمَطَر حَتَّى خيف الضَّرَر قَالَ اللَّهُمَّ حوالينا وَلَا علينا اللَّهُمَّ على الآكام وَالْآجَام والضراب والأودية ومنابت الشّجر. وَلِهَذَا الرباعي.
(يَا رب سَبَب حيات حَيَوَان بفرست ... وازخوان كرم نعمت الوان بفرست)

(از بهرلب تشنهء طفلان نَبَات ... از دايهء ابر شير بار ان بفرست)

تَأْثِير عَجِيب فِي استجابة الدُّعَاء للاستسقاء وَهُوَ من رباعيات سُلْطَان أبي سعيد أبي الْخَيْر قدس الله سره الْعَزِيز.
وَاعْلَم أَن بعض الْأَحَادِيث صَرِيح فِي وضع الْمِنْبَر كَمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَت شكا النَّاس إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قُحُوط الْمَطَر فَأمر بمنبر فَوضع لَهُ فِي الْمصلى ووعد النَّاس يَوْمًا يخرجُون فِيهِ قَالَت فَخرج - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حِين بدا حَاجِب الشَّمْس فَقعدَ على الْمِنْبَر فَكبر وَحمد الله عز وَجل ثمَّ قَالَ إِنَّكُم شكوتم جَدب دِيَاركُمْ واستئخار الْمَطَر عَن إبان زَمَانه عَنْكُم وَقد أَمر الله عز وَجل أَن تَدعُوهُ ووعدكم أَن يستجيب لكم ثمَّ قَالَ الْحَمد لله إِلَى قُوَّة وبلاغا إِلَى حِين ثمَّ رفع يَدَيْهِ فَلم يزل فِي الرّفْع حَتَّى بدا بَيَاض أبطيه ثمَّ حول إِلَى النَّاس ظَهره وقلب رِدَاءَهُ وَهُوَ رَافع يَدَيْهِ ثمَّ أقبل على النَّاس وَنزل من الْمِنْبَر فصلى رَكْعَتَيْنِ الحَدِيث وَالِاسْتِسْقَاء فِي اصْطِلَاح الطِّبّ مرض مادي سَببه مَادَّة غَرِيبَة بَارِدَة تتخلل الْأَعْضَاء فتربو بهَا الْأَعْضَاء أما الظَّاهِرَة من الْأَعْضَاء كلهَا وَأما الْمَوَاضِع الخالية من النواحي الَّتِي فِيهَا تَدْبِير الفضاء والأخلاط مثل فضاء الْبَطن الَّتِي فِيهَا الْمعدة والكبد والأمعاء. وأقسامه ثَلَاثَة لحمي وزقي وطبلي وتفصيلها فِي كتب الطِّبّ.

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم: قد ذكرت بعض نكات هَذِه الْآيَة الْكَرِيمَة ونبذا من الاعتراضات الْوَارِدَة عَلَيْهَا مَعَ الْأَجْوِبَة فِي رسالتي سيف المبتدين فِي قتل المغرورين وَيَنْبَغِي أَن أذكر لطائف أُخْرَى فِي هَذِه الحديقة الْعليا وَالرَّوْضَة الرعنا. فَأَقُول إِن الْبَاء الجارة وَإِن لم يكْتب إِلَّا مَقْصُورَة لَكِن لجوار اسْم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حصل لَهَا من الْكَمَال مَا لم يحصل لغَيْرهَا فَصَارَت مُطَوَّلَة. وَقيل إِنَّمَا كتبت مُطَوَّلَة عوضا عَن الْألف المحذوفة. وَالله مُخْتَصّ بِالذَّاتِ الْمُخْتَص المعبود بِالْحَقِّ عز وَجل فِي الْإِسْلَام والجاهلية والإله مُعَرفا بِاللَّامِ اسْم للمعبود بِالْحَقِّ. وَلِهَذَا كَانَ كفار قُرَيْش يطلقون هَذَا اللَّفْظ فِي حق الْأَصْنَام لزعمهم حقيتها ومنكرا للمعبود مُطلقًا حَقًا أَو بَاطِلا والرحمن الرَّحِيم صفتان للْمُبَالَغَة من الرَّحْمَة وَهِي فِي اللُّغَة رقة الْقلب وانعطافه على وَجه يَقْتَضِي التفضل وَالْإِحْسَان. وَأَسْمَاء الله تَعَالَى إِنَّمَا تطلق عَلَيْهِ بِاعْتِبَار الغايات الَّتِي هِيَ أَفعَال لَا بِحَسب المبادئ الَّتِي هِيَ انفعال. ثمَّ الرَّحْمَن والرحيم إِمَّا سيئان فِي الْمَعْنى كَمَا قيل أَو الرَّحْمَن أبلغ من الرَّحِيم وَهُوَ إِمَّا بِحَسب الكمية أَو الْكَيْفِيَّة فعلى الأول يُقَال يَا رَحْمَن الدُّنْيَا وَرَحِيم الْآخِرَة لشمُول الأولى بِالْمُؤمنِ وَالْكَافِر واختصاص الْآخِرَة بِالْمُؤمنِ. وَلِأَن زِيَادَة الْبَيَان تدل على زِيَادَة الْمَعْنى فَإِن فِي الرَّحِيم زِيَادَة وَاحِدَة وَفِي الرَّحْمَن زيادتان وعَلى الثَّانِي يُقَال يَا رَحْمَن الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَرَحِيم الدُّنْيَا لِأَن النعم الدُّنْيَوِيَّة جليلة وحقيرة بِخِلَاف النعم الأخروية فَإِنَّهَا كلهَا جسام. ثمَّ مَا هُوَ الْمُقَرّر من تَقْدِيم الْأَدْنَى على الْأَعْلَى للترقي وَإِن كَانَ يَقْتَضِي تَقْدِيم الْمُؤخر وَتَأْخِير الْمُقدم لَكِن اخْتِصَاص الأول بِاللَّه تَعَالَى أوجب تَقْدِيمه عَلَيْهِ. وَقيل الرَّحْمَن هُوَ الَّذِي إِذا سُئِلَ أعْطى والرحيم إِذا لم يسئل غضب فَحِينَئِذٍ الرَّحِيم أبلغ.

وَاعْلَم: أَن الْبَسْمَلَة من الْقُرْآن أنزلت للفصل بَين السُّور لَيست جُزْءا من الْفَاتِحَة وَلَا من كل سُورَة. وَقَالَ الشَّافِعِي رَحمَه الله هِيَ من الْفَاتِحَة قولا وَاحِدًا وَكَذَا من غَيرهَا على الصَّحِيح لإجماعهم على كتَابَتهَا فِي الْمَصَاحِف مَعَ الْأَمر بتجريد الْمَصَاحِف وَهُوَ أقوى الْحجَج. وَلنَا مَا رَوَاهُ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام كَانَ لَا يعرف فصل السُّور حَتَّى نزل عَلَيْهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم. فَإِن قلت فَيَنْبَغِي أَن يجوز الصَّلَاة بهَا عِنْد أبي حنيفَة رَحمَه الله قلت عدم الْجَوَاز لاشتباه الْآثَار وَاخْتِلَاف الْعلمَاء فِي كَونهَا آيَة تَامَّة.
أَيهَا الإخوان وأيها الخلان اذكر لكم لطائف ذوقية واكتب لكم دقائق شوقية. وَهِي تَفْسِير الْفَاتِحَة للشَّيْخ شمس الدّين الْجُوَيْنِيّ رَحْمَة الله عَلَيْهِ حَيْثُ قَالَ. قَوْله تَعَالَى: {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم} إِشَارَة إِلَى الْحَقِيقَة الْكَامِلَة الَّتِي لَا يُحِيط بهَا إِدْرَاك مدرك إِذْ هُوَ فِي الْأَزَل إِلَه وَفِي الْأَبَد إِلَه كَانَ الله وَلم يكن مَعَه شَيْء فَهُوَ فِي الْأَزَل الله. ثمَّ برحمته خلق الْخلق فَهُوَ رَحْمَن أَي لَهُ رَحْمَة يخلق بهَا وَلَا يُقَال لغيره رَحْمَن لِأَن غَيره لَا يخلق شَيْئا. ثمَّ بعد الْخلق يبْقى الْمَخْلُوق بالرزق ورزقه برحمته فَهُوَ رَحِيم أَي لَهُ رَحْمَة بهَا يرْزق. وَلِهَذَا جَازَ أَن يُقَال لغيره رَحِيم لِأَن إِجْرَاء الرزق على يَد غَيره وَجَرت بِهِ عَادَة يَده الْكَرِيمَة وَإِذا كَانَ رحمانا ورحيما خلق ورزق وتمت نعْمَته فَوَجَبَ الشُّكْر لَهُ وَالْحَمْد لَهُ فَقَالَ: {الْحَمد لله رب الْعَالمين} ثمَّ إِنَّه تَعَالَى مرّة أُخْرَى بعد موت الْأَحْيَاء وفوت الْأَشْيَاء يخلق الْمُكَلّفين كَمَا كَانُوا ويرزقهم فِي الْآخِرَة فَهُوَ مرّة أُخْرَى رَحْمَن وَرَحِيم فَقَالَ: {الرَّحْمَن الرَّحِيم} وَإِذا كَانَ الرَّحْمَن الرَّحِيم مَذْكُورا ثَانِيًا لِلْخلقِ الثَّانِي يَوْم الْمعَاد والرزق معد ليَوْم الْمعَاد فَهُوَ مَالك ذَلِك الْيَوْم فَقَالَ: {مَالك يَوْم الدّين} وَإِذا تبين أَنه الْخَالِق أَولا وَثَانِيا والرازق أَولا وآخرا فَلَا عبَادَة الْإِلَه فَقَالَ: {إياك نعْبد} وَإِذا كَانَت نعْمَته نعما لَا يَفِي بهَا الشُّكْر وعظمته لعظيمة ايليق بهَا عبَادَة الضُّعَفَاء لكَونه فِي الدُّنْيَا رب الْعَالمين وَفِي الْآخِرَة مَالك يَوْم الدّين وَجب فِي إِقَامَة عِبَادَته الِاسْتِعَانَة بِهِ فَقَالَ: {وَإِيَّاك نستعين} ليَكُون الْعِبَادَة كَمَا يرضى بهَا إِذْ لَا يمكننا الْقيام بأنواع الْعِبَادَات اللائقة بجلــاله بعقولنا القاصرة وأفعالنا الْيَسِيرَة وَإِذا عَبدنَا وأعاننا يبْقى الْوُصُول إِلَيْهِ والمثول بَين يَدَيْهِ ليحصل بهَا الشّرف الْأَقْصَى وَيقطع الْحجاب مَا بَين التُّرَاب وَرب الأرباب وَلَا يَتَيَسَّر ذَلِك إِلَّا فِي سلوك طَرِيق فيطلب من الطَّرِيق مَا هُوَ القويم فيطلب مِنْهُ ذَلِك فَقَالَ: {اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم} وَمن أَرَادَ الشُّرُوع فِي طَرِيق بعيد فَلَا بُد لَهُ من طلب رَفِيق فَقَالَ: {صِرَاط الَّذين أَنْعَمت عَلَيْهِم} وهم النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء والصالحون وهم أحسن الرفقاء. ثمَّ إِذا وجد الْإِنْسَان الطَّرِيق وَحصل لَهُ الرفيق فخاف من قطاع الطَّرِيق فَقَالَ: {غير المغضوب عَلَيْهِم} يَعْنِي الَّذين يقطعون الطَّرِيق على السالكين وَإِذا أَمن من قَاطع الطَّرِيق بَقِي خوف الضلال فِي الطَّرِيق وَإِن سلك قوم قد يشْتَبه عَلَيْهِم فَقَالَ: {وَلَا الضَّالّين} وَالله اعْلَم. نقلت مِمَّا نقل من خطه الشريف. والمثول الْقَائِم منتصبا.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.