Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: احترق

الشَّيطان

الشَّيطان: روحٌ شرير، كل عاتٍ متمرّد، الحَيّة قال الراغب: هو من شطن أي تباعد. وقيل: من شاط إذا احترق غضباً، فالشيطان مخلوق من النار قال أبو عبيدة: الشيطانُ اسمٌ لكل عارم من الجن والإنس والحيوانات، وراجع لتفاصيله التفسير الكبير للرازي.

أُفٍّك

أُفٍّك
} أَفَكَ، كضَرَبَ وعَلِمَ وَهَذِه عَن ابنِ الأَعرابي {أِفْكًا، بالكَسرِ والفَتْحِ والتَّحْرِيكِ وَقد قرئَ بهنّ قَوْله تَعالى: وذلِكَ} إِفْكُهُم {وأُفُوكاً بالضمِّ: كَذَبَ، وَمِنْه حَديث عائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا حِينَ قَالَ فِيهَا أَهلُ} الإِفْكِ مَا قالُوا، أَي: الكَذِب عَلَيْهَا مِمَّا رُمِيَتْ بِهِ، {كأَفَّكَ} تَأْفِيكاً، قَالَ رُؤْبَةُ: لَا يَأْخُذُ {التَّأْفِيكُ والتَّحَزِّي فِينَا وَلَا قَوْلُ العِدا ذُو الأَزِّ فَهُوَ} أفاكٌ {وأَفِيكٌ} وأَفُوكٌ: كَذّاب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: وَيْلٌ لِكُلِّ أَفّاك أَثِيِم.
(و) {أفَكَه عَنهُ} يَأْفِكُه {أَفكَاً بالفًتْحِ فَقَط: صَرَفَه عنِ الشيءِ وقَلَبَه وَمِنْه قولُه تَعالى: أجئْتَنا} لتَأفِكَنَا عَن آلِهَتِنا وَقيل صَرَفَه {بالإِفكِ أَو قَلَبَ رَأْيَه ومَعْنَى الْآيَة: تَخْدَعنا فتَصْرِفنا، وَكَذَلِكَ قولُه تعالَى:} يُؤْفَكُ عَنهُ مَنْ {أُفِك أَي يُصْرَفُ عَن الحَقِّ من صُرِف فِي سابِقِ عِلْمِ الله تعالَى، وَقَالَ مُجاهِدٌ: أَي يُؤْفَنُ عَنهُ مَنْ أُفِنَ، وَقَالَ عُروَةُ بنُ أُذَيْنَةَ:
(إِن تَكُ عَن أَحْسَنِ المُرُوءَةِ ... } مَأْفُوكاً فَفي آخَرِينَ قد {أُفِكُوا)
أَي: إِنْ لم تُوَفَّقْ للإحْسانِ فأَنْت فِي قومِ قد صُرِفوا عَن ذَلِك أَيْضا، كَمَا فِي الصِّحاح.
وأَفَكَ فُلاناً أَفْكاً: جَعَلَهُ يَأْفِكُ أَي: يكذبُ. وأَفَكَه أَفْكاً: حَرَمَه مُرادَه وصَرَفَه عَنهُ.} والمُؤْتَفِكاتُ: مدائِنُ خَمْسَة، وَهِي: صَعْبَةُ وصَعْدَةُ وعَمْرَةُ ودُومَا وسَدُومُ وَهِي أَعْظَمُها، ذكره الطَّبَرِيُّ عَن محمّدِ بنِ كَعْبٍ القَرَظِيِّ، قالَهُ السُّهَيلِي فِي الإِعْلام فِي الحاقَّة، ونقَلَه شيخُنا قُلِبَتْ على قومِ لُوط عَلَيه وعَلى نَبِيِّنا الصّلاةُ والسّلامُ، سُمِّيَت بذلك لانْقِلابِها بالخَسْفِ، قَالَ تَعَالَى: {والمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى وَقَالَ تَعَالَى: والمُؤْتَفِكاتِ. أَتَتْهُم رسُلُهُم بالبَيِّناتِ قَالَ الزَّجّاجُ:} ائتفَكَت بهم الأَرْض، أَي: انْقَلَبَتْ، يُقال: إِنّهم جَميع مَنْ أُهْلِكَ، كَمَا يُقالُ للهالِكِ: قد انْقَلَبَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيا، وروى النَّضْرُ بنُ أَنسٍ عَن أَبيهِ: أَي بُنَيَ، لَا تَنْزِلَنَّ البَصْرَةَ فإنّها إِحْدَى {المُؤْتَفِكاتِ قد ائْتَفَكَتْ بأًهْلِها مَرّتينِ، وَهِي} مؤْتَفِكَةٌ بهم الثالِثة، قَالَ) شَمِر: يَعْنِي أَنّها غَرِقَت مرّتَيْن، فشَبَّه غَرَقَّها بانْقلابِها، {والائْتِفاكُ عندَ أَهْلِ العَربيَّة: الانْقِلابُ، كقُرَيّاتِ قَوْمِ لُوطٍ الَّتِي ائْتَفَكَتْ بأَهْلِها، أَي انْقَلَبت، وَفِي حديثِ سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ وَذكر قِصَّةَ هلاكِ قوم لُوط قَالَ: فَمن أَصابَتْهُ تِلْكَ} الأَفْكَةُ أَهْلَكَتْه، يُريدُ العَذابَ الَّذِي أَرْسَلَه اللهُ عَلَيْهِم فقَلَب بهَا دِيارَهم، وَفِي حديثِ بَشِير بن الخَصّاصيَة قالَ لَهُ النَّبِي صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلم: مِمّن أَنْتَ قَالَ: من رَبِيعَةَ، قَالَ: أَنْتُم تَزْعُمونَ لَوْلَا رَبِيعَةُ {لائْتَفَكَت الأَرْض بمَنْ عَلَيها أَي: انْقَلَبَتْ. والمُؤْتِفكاتُ أَيْضا: الرِّياحُ الَّتِي تَقْلِب الأَرْضَ، أَو هِيَ الّتِي تَخْتَلِفُ مَهابُّها، وَمن ذَلِك يُقال: إِذا كَثُرَت المُؤْتَفِكاتُ زَكَتِ الأَرْضُ أَي: زَكا زَرْعُها، وقولُ رُؤْبَة: وجَوْن خَرقٍ بالرياح} مُؤْتَفِكْ أَي اخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ الرياحُ من كُلِّ وجهٍ.
(و) {الأَفِيك كأَمِيرٍ: العاجِزُ القَلِيل الحَزْمِ والحِيلَةِ عَن اللّيثِ، وأَنْشَدَ: مالِي أَراكَ عاجِزاً} أَفِيكَا وقِيلَ: {الأَفِيكُ: هُوَ المَخْدُوعُ عَن رَأيِه،} كالمَأْفُوكِ وَقد {أفِك، كعُني. (و) } الأَفِيكَةُ بهاءٍ: الكَذِبُ {كالإفْكِ جِ: أَفائِكُ وتقولُ العَرَبُ: يَا} لَلأَفِيَكَة، بِكَسْر اللامِ وفتْحِها، فمَن فتحَ اللامَ فَهِيَ لامُ اسْتغاثةٍ، وَمن كَسَرها فَهِيَ تَعَجّب، كأَنَّه قَالَ: يَا أَيُّها الرَّجُل اعْجَبْ لهَذِهِ الأَفِيكةِ، وَهِي الكِذْبَةُ العَظِيمَة. {وأفكانَ: كانَ ليَعْلَى بنِ مُحَمّد ذَا أَرْحِيَةٍ وحَمّاماتٍ وقُصورٍ، هَكَذَا قالُوا، نقَلَه ياقوت.
وَمن المَجاز:} الأَفِكَةُ، كفَرِحَة: السَّنَةُ المُجْدِبَةُ وسِنُونَ أَوافِكُ: مُجْدِباتٌ، نقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ.
{والأَفَكُ، مُحرَّكَةً: مَجْمَعُ الفَك والخَطْمَيْنِ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَالَّذِي فِي المُحيطِ: مَجْمَعُ الخَطْم ومَجْمَعُ الفَكَّيْنِ، كَذَا نَقَله الصّاغاني. (و) } الأُفُكُ بالضَّمِّ: جَمعُ أَفُوكٍ للكَذّابِ كصَبُورٍ وصُبُرٍ.
{وائْتَفَكَت البَلْدَةُ بأَهْلِها، أَي: انْقَلَبَتْ وَقد ذُكِر قريبَاً. وَمن المَجاز:} المَأْفُوكُ: المكانُ لم يُصِبهُ مَطَرٌ، وليسَ بِهِ نَباتٌ، وَهِي بهاءٍ يُقال: أَرضٌ {مأْفُوكَةٌ: أَي: مَجْدودَة من المَطَر وَمن النَّبتِ، نَقله الجَوْهرِيُّ والزَّمَخْشَرِيّ. وَقَالَ أَبو زَيْد: المَأْفُوك: المَأْفون، وَهُوَ الضَّعِيفُ العَقْلِ والرّأي، وقالَ أَبو عُبَيدَةَ: رجلٌ} مَأْفُوكٌ: لَا يصيبُ خَيراً، وَلَا يكونُ عِنْدَمَا يُظَنُّ بهِ من خَيرٍ، كَمَا فِي الصحاحِ، وفِعْلُهُما أُفِكَ كعنِيَ أَفْكًا، بالفَتْحِ: إِذا ضَعُفَ عقْلُه ورأْيُه، وَلم يُستَعْمَلِ أَفَكًه اللهُ بمعنَى أَضْعَفَ عَقْلَه، وإِنِّما أتَى أَفَكَه بمَعْنَى صَرَفَه، كَمَا فِي اللِّسانِ.
وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: أَفَكَ النّاسَ {يَأْفِكُهُم} أَفْكًا: حَدَّثَهم بالباطِلِ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: فيكونُ {أَفَكَ} وأَفَكْتُه، مثل كَذَبَ وكَذَبْتُهُ. وَقَالَ شَمِر: {أُفِكَ الرَّجُلُ عَن الخَيرِ: إِذا قُلِبَ عَنهُ وصُرِفَ. وقالَ ابنُ الْأَعرَابِي:} ائتفَكَتْ تلكَ الأَرضُ أَي: احْتَرَقَــتْ من الجَدْب. {وأَفَكَه) أَفْكاً: خَدَعَه. ويُقال: رماهُ الله} بالأَفِيكَةِ، أَي: بالدَّاهِيَة المُعْضِلَة، عَن ابْن عبّاد.

خَفع

خَفع
خَفَعَ الرَّجُلُ، كمَنَعَ، خَفَعَاً، هكَذَا فِي العُبَابِ، وضُبِطَ فِي الصِّحاح بالوَجْهَيْنِ: خَفَعَ، كمَنَعَ، وخُفِعَ، كُعِنَىَ، خَفْعاً، وزادَ غَيْرُه: خُفُوعاً، أَي دِيرَ بِهِ فسَقَطَ مِن جُوعٍ وغَيْرِهِ. كَذا فِي الصّحاح. وفِي اللِّسَانِ: مِن جُوعٍ أَوْ مَرَضٍ، ومَعْنَى دِيرَ بِهِ، أَيْ حَصَلَ لَهُ الدُّوارُ، بالضَّمِّ، وَهُوَ مَرَضٌ أَو غَشَيَانٌ يَعْتَرِي الرَّأْسَ. وقَدْ مَرَّ فِي مَوْضِعِه. وَفِي الصّحاح: قالَ الشّاعِرُ:
(يَمْشُونَ قَدْ نَفَخَ الخَزِيرُ بُطُونَهمْ ... وغَدَوْا وضَيْفُ بَنِي عِقَال يَخْفَعُ)
قالَ الصّاغَانِيّ: وغَدَوْا تَصْحِيفٌ. والرّوايَةُ: غَدْوَى، مثالُ سَكْرَى. ويُرْوَى: زَغَداً، بالتَّحْرِيك، وزُغُداً، بِضَمَّتَيْنِ، جَمْعُ زَغِيدٍ، ولعلَّهُ أَخذَه من كِتَاب ابنِ فارِس، والبَيْت لجَرِيرٍ. وأَوْرَدَهُ ابنُ بَرِّيّ: يُخْفَعُ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه. قالَ: وكَذَا وَجَدْتُه فِي شِعْر يُخْفَعُ، أَي يُصْرَعُ من الجُوع.
وخَفَعَهُ بالسَّيْفِ: ضَرَبَه بِهِ، عَن ابْن عَبّادٍ. أَو الخَفْعُ: تَحَرُّكُ السِّتْرِ أَو الثَّوْبِ المُعَلَّقِ، عَن ابْنِ عَبّادٍ أَيْضاً. وقالَ أَيْضاً: الخَفْعُ: اسْتِرْخَاءُ المفَاصِل، كالخَفَعانِ مُحَرِّكَةً. وقالَ أَيْضاً: خُفِعَ، كعُنِىَ احْتَرَقَــتْ كَبَدُهُ مِنَ الجُوعِ وتَثَنَّتْ. قالَ: والمَخْفوعُ: المَجْنُونُ، وقالَ غَيْرُه: هُوَ المَصْرُوعُ.
والخَوْفَعُ، كَجَوْهَرٍ: الوَاجِمُ الكَئِيِبُ، كالنّاعِسِ. وكُلُّ مَنْ ضَعُفَ ووَجَمَ فقَدْ انْخَفَعَ وخُفِعَ.
وأَخْفَعَهُ الجُوعُ: صَرَعَهُ، عَن ابنِ عَبّادٍ. وانْخَفَعَتْ كَبِدُهُ، إِذا تَثَنَّتْ، عَنِ اللَّيْث، أَي مِن الجُوعِ، أَو اسْتَرْخَتْ جُوعاً ورَقَّتْ، وَهُوَ قَوْلُ الجَوْهَرِيِّ. وقالَ ابْنُ الأعْرَابِيّ: انْخَفَعَتِ النَّخْلَةُ، إِذا)
انْقَلَعَتْ مِنْ أَصْلِهَا، وكَذلِكَ انْخَعَفَتْ، وانْقَعَرَتْ، وتَجَوَّخَتْ، ولَيْسَ بِتَصْحِيفِ انْجَعَفَتْ، مَقْلُوباً، بَلْ هِيَ لُغَةٌ برَأْسِهَا. وانْخَفَعَتِ الرِّئَةُ: انْشَقَّتْ مِنْ داءٍ، زادَ الأَزْهَرِيّ: يُقَالُ لَهُ: الخُفَاعُ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: الخُفُوعُ، بالضَّمِّ: السُّقُوطُ مِن الغَشْيِ. ورَجُلٌ خَفُوعٌ: خَافِعٌ. وخَفَعَ عَلَى فِرَاشِه، وخُفِعَ، وانْخَفَعَ: غُشِيَ عَلَيْهِ أَوْ كادِ. والخَفْعَةُ: قِطْعَةُ أَدَمٍ تُطْرَحُ عَلَى مُؤخرَةِ الرَّحْلِ. والخَيْفَعُ: اسْمٌ.

طبشر

طبشر
طَبَاشير [جمع]: مف طَبْشورة وطُبْشورة: (جو) مادّة جيريّة بيضاء قليلة الصلابة، تستعمل للكتابة على السُّبورات "إصبع من طباشير- كتب المدرسُ بالطباشير على السبورة". 
طبشر: طباشير: لا بد إنها تدل على معنى لم يذكره فريتاج ويظهر إنها تدل على مادة تصنع منها بعض الأكواب، نجد عند المقري (2: 799) أقداح طباشيرية أو طباشيرية كما في إحدى المخطوطات وفي طبعة بولاق. وفي صفة مصر (18 قسم 2 ص415) نجد زير طباشير وهو حُب كبير توضع عليه قُلَّة ذات طبقات.
طبشر
: (الطَّبَاشِيرُ) ، أَهملَه الجوهَرِيّ، وَقَالَ غَيْرُه: هُوَ (دَوَاءٌ يكونُ فِي جَوْف القَنَا الهِنْدِيّ) ، القَنَا بالقَاف والنُّونِ، ويُصحِّفه الأَطِبّاءُ بِالْقَافِ والمثلّثَة، (أَو هُوَ رَمَادُ أُصولِها) المُحْرَقَة، (وفُلُوسُه الّتي فِي جَوْفِ قَصَبِه مُسْتَدِيرَةٌ كالدِّرْهَمِ) ، قَالُوا: (وإِنما يُوجَدُ هاذا فِيمَا احْتَرَقَ مِنْهُ بنَفْسِه؛ لاحتِكاكِ بعضِه ببَعْضٍ) ، أَو احتِكَاكِ أَطْرَافِه عِنْد عُصُوفِ الرِّياحِ، فيَخْرجُ مِنْهُ الطّبَاشِيرُ، وَهُوَ مُعرّب، قَالُوا: (وَقد يُغَشّ بعِظَامِ رُؤُوسِ الضَّأْنِ المُحْرَقَةِ) ، وتفصيلُه فِي كتب الطِّبّ.

الدّخان

الدّخان:
[في الانكليزية] Smoke ،steam
[ في الفرنسية] Fumee ،vapeur
بالضم وفتح الخاء المعجمة في عرف العامّة هو الجسم الأسود المرتفع مما احترق بالنار. وفي اصطلاح الحكماء أعمّ من هذا وهو كل جسم مركّب من الأجزاء الأرضية والنارية سواء كان أسود أو غير أسود، وجمعه الأدخنة والدواخن، وقد سبق في لفظ البخار أيضا.

الدَّوْطِيرُ

الدَّوْطِيرُ: كَوْثَلُ السفينةِ.
الدَّعَرُ، محركةً: الفَسادُ،
ومصدرُ دَعِرَ العُودُ، كفَرِحَ، فهو دَعِرٌ ودُعَرٌ، كصُرَدٍ، إذا ادَّخَنَ ولم يَتَّقِدْ،
وـ الزَّنْدُ: لم يُورِ، وهو أدْعَرُ، والفِسْقُ، والخُبْثُ،
كالدَّعارَةِ والدِّعارَةِ والدَّعْرَةِ. وككَتِفٍ: ما احْتَرَقَ من حَطَبٍ وغيرِه، فطَفِئَ قَبْلَ أن يَشْتَدَّ احْتِراقُهُ، وبالضم: دُودٌ يأكُلُ الخشبَ. ومالِكُ بنُ دُعْرٍ: اسْتَخْرَجَ يوسفَ، صلواتُ اللهِ عليه، من البِئْرِ، وبالذال: تَصْحيفٌ.
والإِبِلُ الداعِرِيَّةُ: منسوبةٌ إلى فَحْلٍ مُنْجِبٍ، أو قبيلةٍ من بني الحارِثِ بنِ كعْبٍ، وهو داعِرُ بنُ الحِماسِ.
ونَخلةٌ داعِرَةٌ: لم تَقْبَل اللِّقاحَ
ج: مداعيرُ.
والدُّعْرورُ: اللئيمُ.
والمُدَعَّرُ، كمُعَظَّمٍ: لَوْنُ الفِيلِ، وكُلُّ لونٍ قبيحٍ.
وتَدَعَّرَ وجْهُهُ: تَبَقَّعَ بُقَعَاً سَمِجَةً مُتَغَيِّرَةً.
وفي خُلُقِهِ دَعارَّةٌ، مُشَدَّدَةَ الراءِ: سُوءٌ.
وعُودٌ داعِرٌ ودَعِرٌ: نَخِرٌ رَدِيءٌ.

إبن سينا

أَبُو عَليّ: حُسَيْن بن عبد الله بن سينا ولد فِي ولَايَة بُخَارى فِي سنة سبعين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ تَابعا للنَّفس الْإِمَارَة فِي الشَّهَوَات وَاللَّذَّات وَصَاحب نوح بن مَنْصُور الساماني واستفاد من كتبه وَلما احترقــت صَار مُتَّهمًا بالاحراق وَلما أَرَادَ السُّلْطَان مَحْمُود قَتله فر إِلَى هَمدَان ثمَّ صَار وَزِير شمس الدولة ثمَّ بعد وَفَاته صَاحب عَلَاء الدولة وَالِي أصفهان وَقَالَ الإِمَام اليافعي أَنه حفظ الْقُرْآن الْمجِيد وَتُوفِّي فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبع مائَة. وَاعْلَم أَن الإِمَام مُحَمَّد الْغَزالِيّ رَحْمَة الله عَلَيْهِ كفر رجلَيْنِ وهما (أَبُو نصر الفارابي) و (أَبُو عَليّ) فِي رسَالَته المنقذ من الضلال وهما كَانَا من أكَابِر الْحُكَمَاء الْمَشَّائِينَ وَإِنَّمَا كفرهما بِسَبَب نفيهما علم الله تَعَالَى بالجزئيات وَنفي حشر الأجساد وَإِيجَاب قدم الْعَالم وَكَانَ تَكْفِير أبي عَليّ فِي حَيَاته كَمَا حُكيَ أَنه لما سمع تكفيره قَالَ:
(ان اتهمَ بالْكفْر أحدا لَيْسَ سهلا ... فَلَيْسَ اثْبتْ من إيماني إِيمَان)
(وَإِذا كنت فِي الدَّهْر وَاحِدًا وهم كافرون ... إِذا لَيْسَ فِي الدَّهْر أَي مُسلما وَاحِدًا)
ومصنفات أبي نصر فِي الْحِكْمَة كَثِيرَة وَكَانَ تَارِكًا للدنيا وَتُوفِّي فِي سنة أَرْبَعِينَ وَثَلَاث مائَة. قَالَ الْعَارِف النامي مَوْلَانَا الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الجامي قدس سره السَّامِي فِي (نفحات الطّيب من حضرات الْقُدس) فِي كَلَامه عَن أَحْوَال الشَّيْخ مجد الدّين الْبَغْدَادِيّ قدس سره أَن الشَّيْخ مجد الدّين الْبَغْدَادِيّ قَالَ إِنَّه فِي الْحَادِثَة سَأَلَ حَضْرَة صَاحب الرسَالَة السماوية - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَا تَقول فِي حق ابْن سينا، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هُوَ رجل أَرَادَ أَن يصل إِلَى الله بِلَا واسطتي فَحَجَبَتْهُ بيَدي هَكَذَا فَسقط فِي النَّار. وَهَذِه الْحِكَايَة قصصتها على أستاذنا ومولانا جمال الدّين الجلبي فتعجب مِنْهَا. وَقَالَ بعْدهَا كنت مُسَافِرًا من بَغْدَاد إِلَى الشَّام لأذهب من بعْدهَا إِلَى بِلَاد الرّوم، وعندما وصلت إِلَى الْموصل قصدت الْمَسْجِد الْجَامِع وَرَأَيْت فِيمَا يرَاهُ النَّائِم أَن وَاحِدًا يَقُول لي أَنَّك لن تذْهب إِلَى الْمَكَان الَّذِي تقصده وَلَا فَائِدَة فِي ذَلِك، وَنظرت حَولي فَرَأَيْت جمَاعَة يعقدون حَلقَة وَفِي وَسطهمْ شخص جَالس يشع مِنْهُ نور مُتَّصِل بالسماء يخْطب فيهم وهم سامعون، فَقلت من هَذَا، قَالُوا إِنَّه الْمُصْطَفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَذَهَبت إِلَيْهِ وسلمت عَلَيْهِ فَرد عَليّ السَّلَام وافسحوا لي فِي حلقتهم وَبعد أَن جَلَست سَأَلت الرَّسُول فَقلت: يَا رَسُول الله مَا تَقول فِي حق ابْن سينا، فَقَالَ: اضله الله على علم، فَقلت: مَا تَقول فِي حق شيخ شهَاب الدّين الْمَقْتُول، قَالَ: هُوَ من متبعيه، بعْدهَا سَأَلت عَن عُلَمَاء الْإِسْلَام. سَأَلته: مَا تَقول فِي حق فَخر الدّين الرَّازِيّ، فَقَالَ: هُوَ رجل معاتب، قلت: مَا تَقول فِي حق إِمَام الْحَرَمَيْنِ عبد الْملك ضِيَاء الدّين أبي الْمَعَالِي رَحمَه الله تَعَالَى، قَالَ: هُوَ مِمَّن نصر ديني. قلت: مَا تَقول فِي حق أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ، قَالَ: أَنا قلت وَقَوْلِي صدق الْإِيمَان وَالْحكمَة يَمَانِية. بعْدهَا همزني شخص كَانَ جَالِسا بقربي قَائِلا مَا الْفَائِدَة الَّتِي تجنيها من وَرَاء هَذِه الأسئلة، لماذا لَا تسأله أَن يعلمك دُعَاء يفيدك فِيمَا بعد، فَقلت: يَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَلمنِي دُعَاء. فَقَالَ: قل: ((اللَّهُمَّ تب عَليّ حَتَّى أَتُوب، واعصمني حَتَّى أَعُود، وحبب إِلَيّ الطَّاعَات وَكره إِلَيّ الطَّيِّبَات) . انْتهى.

الطَّباشِيرُ

الطَّباشِيرُ: دواءٌ يكونُ في جَوْفِ القَنا الهِنْديِّ، أو هو رَمادُ أُصولِها، وفُلُوسُهُ التي في جَوْفِ قَصَبِه مُسْتَديرَةٌ كالدِّرْهَمِ، وإنما يُوجَدُ هذا فيما احْتَرَقَ منه بِنَفْسِه لاحتِكاكِ بعضِهِ ببعضٍ، وقد يُغَشُّ بِعِظامِ رُؤوسِ الضَّأنِ المُحْرَقَةِ.

القافية

القافية: الحرف الأخير من البيت. وقيل هي الكلمة الأخيرة منه.
(القافية) مُؤخر الْعُنُق وَآخر كل شَيْء وَفِي الشّعْر الْحُرُوف الَّتِي تبدأ بمتحرك يَلِيهِ آخر ساكنين فِي آخر الْبَيْت مثل كلمة (يذمم) فِي قَول زُهَيْر
(وَمن يَك ذَا فضل فيبخل بفضله ... على قومه يسْتَغْن عَنهُ ويذمم) (ج) قواف
القافية: عِنْد أَصْحَاب الْعرُوض هِيَ الْكَلِمَة الْوَاقِعَة فِي أَوَاخِر الأبيات والمصاريع. وَقَالَ بَعضهم الْحَرْف الآخر مِنْهَا وَهِي نَوْعَيْنِ مُطلقَة ومقيدة. أما القافية الْمُطلقَة فَهِيَ الَّتِي يكون حُرُوف رويها متحركا تولدت من مد حركتها إِحْدَى حُرُوف الْعلَّة وَتسَمى هَذِه الْحُرُوف حِينَئِذٍ حُرُوف الْإِطْلَاق. والحرف الروي هُوَ الْحَرْف الْوَاقِع فِي آخر القافية، وَأما القافية الْمقيدَة فَهِيَ الَّتِي يكون رويها سَاكِنا فَيكون الصَّوْت حِينَئِذٍ مُقَيّدا مَحْبُوسًا لَا مُطلقًا جَارِيا بِخِلَاف الأول.
القافية:
[في الانكليزية] Rhyme
[ في الفرنسية] Rime
بالفاء هي عند الشعراء الكلمة الأخيرة من البيت كلفظة حومل في قول الشاعر:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل هذا عند الأخفش، وعند غيره من آخر البيت إلى أقرب ساكن يليه مع الحركة السابقة عليه. وقيل بل مع المتحرّك الذي قبله. فعلى الأول القافية في البيت المذكور من حركة الحاء إلى آخر البيت، وعلى الثاني من الحاء إلى آخر البيت، هكذا ذكر السّيّد السّند في حواشى العضدي. قال المولوي عبد الحكيم القافية مشتقّة من القفو وهو التبعية لأنّ القوافي يجيء بعضها إثر بعض. قال في المطوّل: القافية الكلمة الأخيرة من البيت والتقفية هي التوافق على الحرف الأخير. وفي بعض الرسائل حرف الروي إن كان متحرّكا فالقافية مطلقة وإلّا فالقافية مقيّدة، والمقيّدة تجيء مردفة ومجرّدة ومؤسّسة. والمطلقة على ستة أقسام: مطلقة مجرّدة ومطلقة مردفة ومطلقة مؤسّسة ومطلقة بخروج ومطلقة بردف ومطلقة بتأسيس وخروج انتهى.

وفي رسالة منتخب تكميل الصناعة يذكر:
أنّ القافية عند شعراء العجم عبارة عن مجموع ما يتكرّر من ألفاظ مختلفة بحسب اللّفظ والمعنى، أو بحسب اللّفظ فقط، أو تبعا للمعنى فقط. تلك الألفاظ الواقعة في أواخر مصاريع الأبيات أو ما هو بمنزلتها، وذلك بشرط أن تكون مجموعة من حروف وحركات معيّنة مثل: روي، وتأسيس وإشباع. وحينا يقال للكلمة كلّها قافية، ويقول بعضهم فقط حرف الروي بطريق المجاز بناء على قول الجمهور. وإن ذكر القيود المختلفة فهو من أجل الاحتراز عن الرّديف. وذكر قيد المصاريع والأبيات فمن أجل شمول تعريف المطالع والقطع وما يسمّى في الفارسية الغزل وغير ذلك. وأمّا ذكر القيد أو شيء بمنزلته فمن أجل شمول تعريف القوافي التي يأتي الرّديف بعدها.
وذلك لأنّ هذه القوافي وإن كانت تقع في أوائل المصاريع ولكن لها حكم الأخيرة.
لماذا؟ لأنّ الرّديف حينما يأتي مكرّرا بالمعنى فهو بمنزلة المعدوم. وأمّا إطلاق القافية على القافية الأولى من الشّعر ذي القافيتين أو ذي القوافي فهو بطريق المجاز. والقيد إنّما ذكر

موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ج 2 1298 التقسيم ..... ص: 1298

اذا؟ لأنّ الرّديف حينما يأتي مكرّرا بالمعنى فهو بمنزلة المعدوم. وأمّا إطلاق القافية على القافية الأولى من الشّعر ذي القافيتين أو ذي القوافي فهو بطريق المجاز. والقيد إنّما ذكر بشرط أن يكون مجموعا إلى آخره، فمن أجل الاحتراز عن الحروف والحركات التي يلتزمها الشاعر من باب لزوم ما لا يلزم، فيكرّر الشاعر ذكرها في أواخر الأبيات.
التقسيم
تنقسم القافية باعتبار التقطيع إلى خمسة أنواع، وذلك بإجماع العرب والفرس، وهي:
المترادف والمتدارك والمتكاوس والمتواتر والمتراكب. وبعض هذه الألفاظ يقال لها ألقاب القوافي وبعضها حدود القافية.

فالمترادف: هي القافية التي بحسب التقطيع في أواخرها يكون حرفان ساكنان متواليان، مثاله في هذا المعمّى باسم شهاب وترجمته:
إنّ شفتك بالنسبة إلينا هو ماء الحياة وسعادة قلوبنا كالحباب يتصاعد فوقه البخار من شدّة السخونة والمتواتر: قافية بحسب التقطيع آخرها ساكن وقبله متحرّك ثم قبله ساكن، ومثاله البيت الفارسي وترجمته:
يا عذبة الفم ما عندك غم تعالي متأخّرة واسكري من الخمر والمتدارك: قافية هي بحسب التقطيع آخرها ساكن وقبله حرفان متحرّكان ثم قبلهما ساكن. ومثاله هذا البيت المعمّى في اسم يوسف. وترجمته:
يا شمعة الروح حيث احترقــت في فانوس البدن لذلك فقد اضطرب حالي من تلك الصّورة والمتراكب: هو الذي آخره ساكن وقبله ثلاثة حروف متحرّكة وقبلها ساكن، ومثاله في هذا المعمّى باسم بها: وترجمته:
يا عطاء لقد ذهب قلبنا وديننا منا نحو العدم حينما في قلبنا طرف سالف الصنم (المحبوب) نقش (اخترق) والمتكاوس: هو ما آخره ساكن وقبله أربعة حروف متحرّكة وقبلها ساكن، ونظرا لثقله فهو قليل جدا في الأشعار الفارسية. ويقول في جامع الصنائع: القافية المطلقة هي بدون حرف ردف ولا تأسيس ولا دخيل ولا وصل ولا خروج.

والقافية المقيّدة هي: أنّ القافية الأصلية تقع بعد حرف الرّدف. والقافية تظهر في التلفّظ حسب التبعية والإشباع. وتحذف في التقطيع.

ومثال ذلك بيت الشعر الآتي وترجمته:
لقد أخذت القلب مني فالآن خذي منه الدّم فإن تأخذي الرّوح لا أعلم كيف تفعلين فحرف النون من الكلمتين: (خون) (دم) و (چون) - كيف، من هذا القبيل.

والقافية المتصلة هي: أن يؤتى بالبيت بحيث يمكن أن يتمّ المعنى قبل إتمام القافية، ولكن لمّا كان إيراد القافية شرطا في الشعر فيؤتى بها لذلك ضرورة. ومثاله البيت التالي وترجمته:
يا من شفتك سكر وحديثك حلو لماذا تجعلين عيش هذا العبد مرّا انظري فكلمة (به بين) - انظري لا يحتاج إليها المعنى لذلك هي جاءت للوصل فقط.
وقافية الملك هي أن يؤتى بالقافية في مطلع المصراع الأول ثم تعاد في آخر البيت الثاني. وإن جيء بها في أبيات أخرى فلا مانع من ذلك. لكنّ الفصحاء يستعملونها غالبا في البيت الثاني. وهذا لا يعدّ من قبيل الإيطاء.

وأمّا القافية المتولّدة: فهي أن يؤتى في آخر البيت بألفاظ متّصلة تكون منها القافية بحيث يظن أنّ ألفاظ القافية من تلك الألفاظ المتّصلة زائدة، ومثاله في البيتين التاليين وترجمتهما:
لقد أغلقت بوجهي الحبيبة الباب فصارت عمامتي من الدموع مبتلّة لقد أخذت مني القلب وصارت الروح مهجّرة الروح الهائمة الآن مرة واحدة مبتلّة

أكَلَهُ

أكَلَهُ أكلاً ومَأكَلاً، فهو آكِلٌ وأكيلٌ من أكَلَةٍ.
والأَكْلَةُ: المَرَّةُ، وبالضم: اللُّقْمَةُ، والقُرْصَة، والطُّعْمَةُ، ج: كصُرَدٍ.
وذو الأُكْلَةِ: حَسَّانُ بنُ ثابِتٍ، رضي الله تعالى عنه، وبالكسرِ: هَيْئَتُه، والغِيبَةُ، ويُثَلَّثُ، والحِكَّةُ،
كالأُكالِ والأَكِلَةِ، كغُرابٍ وفَرِحَةٍ.
ورجُلٌ أُكَلَةٌ، كهُمَزَةٍ وأميرٍ وصَبورٍ: بمعنىً.
وآكَلَهُ الشيءَ: أطْعَمَهُ إِياهُ ودَعاهُ عليه،
كأَكَّلَهُ تأكيلاً،
وـ فلاناً مواكَلَةً وإِكالاً: أكَلَ معه،
كَواكَلَهُ في لُغَيَّةٍ،
وـ بينَهُم: حَمَلَ بعضُهم على بعضٍ،
وـ النَّخْلُ والزَّرْعُ: أطْعَمَ،
وـ فلانٌ فلاناً: أمْكَنَهُ منه.
واسْتَأكَلَهُ الشيءَ: طَلَبَ إليه أن يَجْعَلَهُ له أُكْلَةً.
ويَسْتَأكلُ الضُّعَفاءَ، أي: يأخُذُ أموالَهم.
والأُكْلُ، بالضم وبضمتينِ: التَّمْرُ والرِزْقُ، والحَظُّ من الدُّنْيا، والرأيُ، والعَقْلُ، والحَصافَةُ، وصَفاقَةُ الثوبِ، وقُوَّتُهُ.
والأَكيلُ والأَكيلَةُ: شاةٌ تُنْصَبُ لِيُصادَ بها الذِّئبُ ونحوُهُ،
كالأُكولَةِ، بضمتينِ، وهي قَبيحَةٌ، والمأكولِ والمُؤاكِلِ، وما أكَلَهُ السَّبُعُ من الماشِية،
كالأَكِيلةِ.
والأُكولَةُ: العاقِرُ من الشِّياه، والشَّاةُ تُعزَلُ لِلأَكْلِ.
والمأكَلَةُ، وتُضَمُّ الكافُ: المِيرَةُ، وما أُكِلَ، ويوصَفُ به فيقالُ: شاةٌ مَأكُلَةٌ.
وذوُو الآكالِ، بالمَدِّ، لا الآكالُ، ووَهِمَ الجَوهرِيُّ: سادَةُ الأَحْياءِ. الآخذِينَ لِلمِرْباعِ.
وآكالُ المُلُوكِ: مآكِلُهُمْ،
وـ من الجُنْدِ: أطْماعُهُم.
والآكِلَةُ: الراعِيةُ.
وآكِلَةُ اللَّحْمِ: السِّكِّينُ، والعَصا المُحَدَّدَةُ، والنارُ، والسِّياطُ.
والمِئْكَلَةُ: القَصْعَةُ الصغيرةُ تُشْبعُ الثلاثةَ، والبُرْمَةُ الصغيرةُ، وكلُّ ما أُكِلَ فيه.
وأكِلَ العُضْوُ والعُودُ، كفرِحَ،
وائْتَكَلَ وتأكَّلَ: أكَلَ بعضُه بعضاً، والاسمُ: كغُرابٍ وكِتابٍ.
والأَكِلَةُ، كفرِحةٍ: داءٌ في العُضْوِ يَأْتَكِلُ منه.
وتأكَّلَ منه: غَضِبَ وهاجَ،
كائْتَكَلَ،
وـ الكُحْلُ، والصَّبِرُ، والفِضَّةُ، والسيفُ، والبَرْقُ: اشْتَدَّ بَريقُه.
وأكِلَتِ الناقةُ كفرِحَ، أكالاً، كسحابٍ: نَبَتَ وبَرُ جَنينها فَوَجَدَتْ حِكَّةً وأذًى في بَطْنِها، وهي أكِلَةٌ، كفرِحةٍ، وبها أُكالٌ، كغُرابٍ،
وـ الأَسْنانُ: تَكَسَّرَتْ.
والآكِلُ: المَلِكُ.
والمأكوالُ: الرَّعِيَّةُ.
والمُؤْكَلُ، كمُكْرَمٍ: المَرْزوقُ.
والْمِئْكالُ: المِلْعَقَةُ.
وأكَلَني رأسي إِكْلَةً، بالكسر، وأُكالاً، بالضم والفتح: حَكَّني.
وائْتَكَلَ غَضَباً: احْتَرَقَ وتَوَهَّجَ.
وأكَّلَ مالي تأكيلاً وشَرَّبَهُ: أطْعَمَهُ الناسَ.
وظَلَّ مالي يُؤَكِّلُ ويُشَرِّب، أَي: يَرْعَى كيفَ شاءَ.
و"أُمِرْتُ بقَرْيَةٍ تأكُلُ القُرَى"، أي: يَفْتَحُ أهْلُها القُرَى، ويَغْنَمونَ أموالَها، فجَعَلَ ذلك أكلاً منها، أو هذا تَفْضيلٌ لها، كقولِهم: هذا حديثٌ يأكُلُ الأحاديثَ.

حَرَقَهُ

حَرَقَهُ: بَرَدَهُ، وحَكَّ بَعْضَهُ ببعضٍ،
وـ نابَهُ يَحْرُقُهُ ويَحْرِقُهُ: سَحَقَهُ حتى سُمِعَ له صَريفٌ.
والحارِقَتانِ: رُؤوسُ الفَخِذَيْنِ في الوَرِكَينِ، أو عَصَبَتَانِ في الوَرِكِ.
والمَحْروقُ: الذي زالَ وَرِكُهُ، والسَّفُّودُ.
والحارِقَةُ: النارُ، والمرأةُ الضَّيِّقَةُ المَلاقِي، والتي تَثْبُتُ للرجُلِ على شِقِّها، والتي تَغْلِبُها الشَّهْوَةُ حتى تَحْرُقَ أنْيابَها بعضَها على بعضٍ إشْفاقاً من أن تَبْلُغَ الشَّهْوَةُ بها الشَّهيقَ أو النَّخيرَ، أو التي تُكْثِرُ سَبَّ جاراتِها، والنِكاحُ على الجَنْبِ، أو الإِبْراكُ.
وامرأةٌ حاروقٌ: نَعْتٌ مَحمودٌ لها عندَ الجِماعِ.
والحِرْقُ، بالكسرِ: شِمْراخُ الفُحَّالِ يُلْقَحُ به، وبالتحريكِ: النارُ، أَو لَهَبُها، وأثَرُ احْتِراقٍ من دَقِّ القَصَّارِ ونَحْوِهِ في الثوب.
وعمامَةٌ حَرَقانِيَّةٌ، مُحرَّكةً: على لَوْنِ ما أحْرَقَتْه النارُ.
وحَرِقَ شَعَرُهُ، كفَرِحَ: تَقَطَّعَ ونَسَلَ، فهو حَرِقُ الشَّعَرِ. وككَتِفٍ: الرجُلُ المُتَشَقِّقُ الأطْرافِ،
وـ من السَّحابِ: الشَّديدُ البَرْقِ. وكشَكورٍ وتَنُّورٍ وجَلُولاءَ وكُناسَةٍ وغُرابٍ، وتَشْديدُهُما، أو تَشْديدُ الأولَى لَحْنٌ: ما يَقَعُ فيه النارُ عند القَدْحِ.
وكسَحابٍ: اسمُ رجُلٍ.
وكغُرابٍ من المِياهِ: الشَّديدُ الملُوحَةِ، ويُشَدّدُ، وـ من الخَيْلِ: العَدَّاءُ، ومن يُفْسِدُ في كلِّ شيءٍ،
كالحِراقِ، بالكسر، والجُشْنُ الذي يُلْقَحُ به النَّخْلُ،
كالحِرْقِ والحِراقِ، بكسرِهما،
والحَرَقِ، مُحرَّكةً، وكصَبورٍ ويُضَمُّ.
ونارٌ حِراقٌ، ككِتابٍ: لا تُبْقِي شيئاً.
ورَمْيٌ حِراقٌ: شَديدٌ.
وفي جَوْفِهِ حَرْقَةٌ، ويُضَمُّ،
وحَريقَةٌ: حَرارَةٌ.
والحَرَّاقاتُ، مُشددَةً: مواضِعُ القَلاَّيينَ والفَحَّامينَ، وسُفُنٌ بالبَصْرَةِ، وفيها مَرامِي نيرانٍ يُرْمَى بها العَدُوُّ.
والحُرْقَةُ، بالضم: اسمٌ من الاحْتِراقِ،
كالحَرِيقِ، وحَيٌّ من قُضاعَةَ. وكهُمَزَةٍ: بِنتُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ،
وـ من السُّيوفِ: الماضِيَةُ،
كالحُرَّاقةِ، كرُمَّانةٍ وماموسَةٍ.
والحُرْقَتانِ: تَيْمٌ وسَعْدٌ ابْنا قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ ط المنذِرِ بن ط عُكابَةَ، والِدَتُهُما: بنْتُ النُّعْمانِ. والعَلاءُ بنُ عبدِ الرحمنِ الحُرَقِيُّ، مَوْلَى الحُرَقَةِ: تابِعِيٌّ.
والحَريقَةُ والحَروقَةُ: طَعامٌ أغْلَظُ من الحَساءِ، أو ماءٌ يُذَرُّ عليه دَقيقٌ قَليلٌ فَيَنْتَفِخُ عندَ الغَلَيانِ.
وأحْرَقَها: اتَّخَذَها.
والحُرْقانُ، بالضم: اصْطِكاكُ الفَخِذَيْن. وكزُبَيْرٍ: أخُو حُرَقَةَ.
والحَرْقُوَةُ، كَتَرْقُوَةٍ: أعْلَى اللَّهاةِ من الحَلْقِ.
ورجلٌ حُرَقْرِيقَةٌ: حديدٌ.
والحارِقُ: سِنُّ السَّبُعِ.
وحَرَقَهُ بالنارِ يَحْرِقُهُ،
وأحْرَقَهُ وحَرَّقَهُ: بمعنًى، فــاحْتَرَقَ وتَحَرَّقَ. وكمُحَدِّثٍ: صَنَمٌ لبَكْرِ بنِ وائلٍ، وابنُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ، والشاعِرُ اللَّخْمِيُّ، وعُمارةُ بنُ عبدٍ الشاعِرُ المَدَنِيُّ، وعَمْرُو بنُ هِنْدٍ، لأنه حَرَّقَ مئَةً من بني تَميمٍ، والحَارِثُ بنُ عَمْرٍو، ومَلِكُ الشأمِ، لأنه أوّلُ من حَرَّقَ العَرَب في دِيارِهِم، فهم يُدْعَوْنَ: آلَ مُحَرِّقٍ، وامْرُؤُ القَيْسِ بنُ عَمْرٍو، وهو المرادُ في قولِ الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُرَ:
ماذا أُؤَمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ ... تَرَكوا مَنازِلَهُمْ وبعْدَ إيادِ
والمُحَرَّقَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: ة باليَمامةِ.
وحَرَّقَ المَرْعَى الإِبِلَ: عَطَّشَها.
وحارَقَها: جامَعَها على الجَنْبِ.

زَلَغَتِ

زَلَغَتِ الشَّمْسُ زُلُوغاً: طَلَعَتْ،
وـ النارُ: ارْتَفَعَتْ.
وتَزَلَّغَتْ رِجْلُهُ: تَشَقَّقَتْ، أو الصَّوابُ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ في الكُلِّ.
وازْدَلَغَ الجِلْدُ: أصابَتْهُ النارُ فــاحْتَرَقَ.

خَفَعَ

خَفَعَ، كمَنَع: ديرَ به فَسَقَطَ من جوعٍ وغيرِهِ،
وـ بالسيف: ضَرَبَهُ به،
أو الخَفْعُ: تَحَرُّكُ السِّتْرِ، أو الثوبِ المُعَلَّقِ، واسْتِرْخَاءُ المَفَاصِلِ،
كالخَفَعَانِ، محركةً.
وَخُفِعَ، كعُنِيَ: احْتَرَقَــتْ كَبِدُهُ من الجوعِ.
والمَخْفُوعُ: المَجْنُونُ.
والخَوْفَعُ: الواجِمُ الكَئِيبُ، كالناعِسِ.
وأخْفَعَهُ الجوعُ: صَرَعَهُ.
وانْخَفَعَتْ كَبِدُهُ: تَثَنَّتْ، أو اسْتَرْخَتْ جوعاً، ورَقَّتْ،
وـ النخلَةُ: انْقَلَعَتْ،
وـ الرِّئَةُ: انْشَقَّتْ.

النِّفْطُ

النِّفْطُ، بالكسر، وقد يُفْتَحُ أو خطَأٌ: م، وأحْسَنُهُ الأبيضُ، مُحَلِّلٌ مُذِيبٌ مُفَتِّحٌ لِلسُّدَدِ، والمَغَصِ، قَتَّالٌ لِلدِّيدَانِ الكائِنَةِ في الفَرْجِ احْتِمالاً في فُرْزُجَةٍ.
والنَّفَّاطَةُ، مُشَدَّدَةً: مَوْضِعٌ يُسْتَخْرَجُ منه، وضَرْبٌ من السُّرُجِ يُسْتَصْبَحُ به، ويُخَفَّفُ فيهما، وأداةٌ من النُّحاسِ يُرْمَى فيها بالنِّفْطِ.
والنَّفْطَةُ، ويُكْسَرُ وكفَرِحَةٍ: الجُدَرِيُّ، والبَثْرَةُ، وكَفٌّ نفيطَةٌ ومَنْفُوطَةٌ، ونافِطَةٌ.
وقد نَفِطَتْ، كفرِحَ، نَفْطاً ونَفَطاً ونَفيطاً: قَرِحَتْ عَمَلاً، أو مَجِلَتْ، وأنْفَظَّهَا العَمَلُ.
ونَفَط يَنْفِطُ: غَضِبَ، أو احْتَرَقَ غَضَباً،
كتَنَفَّطَ،
وـ العَنْزُ نَفيطاً: نَثَرَتْ بأنْفِهَا، أو عطَسَتْ،
وـ القِدْرُ: غَلَتْ،
وـ الصبيُّ: صَوَّتَ،
وـ فلانٌ: تَكَلَّمَ بما لا يُفْهَمُ،
وـ اسْتُه: فَقَعَتْ.
والنَّافِطَةُ: الماعِزَةُ، أو إتْبَاعٌ للعافِطَةِ،
والتي تَنْفِطُ بِبَوْلِها، أي: تَدْفَعُهُ دَفْعاً.
ونَفْطَةُ: د بإفْرِيقِيَّةَ، أهْلُهَا إباضِيَّةٌ. وكهُمَزَةٍ: من يَغْضَبُ سَريعاً.
والتَّنافِيطُ: أن يَنْزِعَ شَعَرَ الجِلْدِ، فَيُلْقِيهُ في النارِ لِيُؤْكَلَ. يُفْعَلُ ذلك في الجَدْبِ.
وأنْفَطَت العَنْزُ ببولها: رَمَتْ.
والقِدْرُ تَنَافَطُ: تَرْمِي بالزَّبَد.

القِرْطُ

القِرْطُ، بالكسر: نَوْع من الكُرَّاثِ، يُعْرَفُ بكُرَّاثِ المائِدَةِ، وبالضم: نباتٌ كالرَّطْبَةِ، إلاَّ أنه أجَلُّ منها، فارِسيَّتُهُ: الشَّبْذَرُ، وسيفُ عبدِ اللهِ بنِ الحَجَّاجِ، وشُعْلَةُ النارِ، وزُبَيْبُ الصبِيِّ، والضَّرْعُ، والشَّنْفُ، أو المُعَلَّقُ في شَحْمَةِ الأُذُنِ
ج: أقْراطٌ وقِراطٌ وقُرُوطٌ وقِرَطَةٌ كقِرَدَةٍ.
وجاريةٌ مُقَرَّطَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ: ذاتُ قُرْطٍ.
وذُو القُرْطِ: الوِشاحُ، سيفُ خالِدِ بنِ الوليدِ، ولَقَبُ السَّكَنِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ أمَيَّةَ.
والقُرَطَةُ، كهُمَزَةٍ وعِنَبَةٍ: أن يكونَ للتَّيْسِ زَنَمَتَانِ مُعَلَّقَتَانِ من أذُنَيْهِ، وقد قَرِطَ، كفرحَ، فهو أقرط.
وقَرَّطَ الكُرَّاثَ تَقْرِيطاً: قَطَّعَهُ في القِدْرِ،
كقَرَطَهُ،
وـ عليه: أعطاهُ قليلاً،
وـ الجاريةَ: ألْبَسَهَا القُرْطَ،
وـ الفرسَ: ألْجَمَهَا، أو جَعَلَ أعِنَّتَهَا وراء آذانِها عنْدَ طَرْحِ اللُّجُمِ،
وـ السِّرَاجَ: نَزَعَ منه ما احْتَرَقَ. وككتابٍ: المِصْبَاحُ، أو شُعْلَتُهُ.
والقُرُوطُ، بالضم: بُطُونٌ من بني كِلاَبٍ، وهُمْ إخْوَةٌ قُرْطٌ وقَرِيطٌ وقُرَيْطٌ، كقُفْلٍ وأميرٍ وزُبَيْرٍ.
والقَرْطِيَّةُ، وتُضَمُّ: ضَرْبٌ من الإِبِلِ. وكزُبَيْرٍ: فَرَسٌ لِكِنْدَةَ.
والقِيراطُ والقِرَّاطُ، بكسرهما: يَخْتَلِفُ وزْنُهُ بحسَبِ البِلادِ، فبِمَكَّةَ رُبُعُ سُدُسِ دينارٍ، وبالعراقِ نِصْفُ عُشْرِهِ.
والقِرْطيطُ، بالكسر: الشيء اليَسِيرُ، والداهِيَةُ،
كالقُرْطَانِ، بالضم،
والقُرْطاط، بالكسر والضم.
والقَيْروطِيُّ: مَرْهَمٌ م، دَخِيلٌ.
والقُرْطانُ والقُرْطَاتُ، بضمهما ويُكْسَرُ الأخير، للسَّرْجِ: كالوَلِيَّةِ للرَّحْلِ.
والقَارِيطُ والقَراريطُ: حَبُّ التَّمْرِ الهِنْدِيِّ.

البُهْرُ

البُهْرُ، بالضم: ما اتَّسَعَ من الأرضِ، وشَرُّ الوادِي، وخَيْرُهُ،
كالبُهْرَةِ، فيهما، والبَلَدُ، وانْقِطاعُ النَّفَسِ من الإِعْياءِ، وقد انْبَهَرَ، وبُهِرَ، كعُنِيَ، فهو مَبْهُورٌ وبَهيرٌ.
والبَهْرُ: الإِضاءَةُ،
كالبُهُورِ، والغَلَبَةُ، والمَلْءُ، والبُعْدُ، والحُبُّ، والكَرْبُ، والقَذْفُ، والبُهْتانُ، والتَّكْليفُ فَوْقَ الطَّاقَةِ، والعَجَبُ.
وبَهْراً له، أي: تَعْساً.
وبَهَرَ القَمَرُ، كمَنَعَ: غَلَبَ ضَوْءُهُ ضَوْءَ الكَواكِبِ،
وـ فلانٌ: بَرَعَ.
والأَبْهَرُ: الظَّهْرُ، وعِرْقٌ فيه، ووَرِيدُ العُنُقِ، والأَكْحَلُ، والجانِبُ الأَقْصَرُ من الريشِ، وظَهْرُ سِيَةِ القَوْسِ، أو ما بين طائِفِها والكُلْيَةِ، والطَّيِّبُ من الأرضِ لا يَعْلوهُ السَّيْلُ، والضَّريعُ اليابِسُ.
وبِلا لامٍ، مُعَرَّبُ آبْ هَرْ، أي: ماءُ الرَّحَى: د عظيمٌ بين قَزْوينَ وزَنْجانَ، وبُلَيْدَةٌ بِنَواحي أصْفَهانَ، وجبلٌ بالحِجازِ.
وبَهْراءُ: قبيلةٌ، وقد يُقْصَرُ،
والنِّسْبَةُ: بَهْرانِيُّ، وبَهْراوِيٌّ.
والبَهارُ: نَبْتٌ طَيِّبُ الريحِ، وكُلُّ حَسَنٍ مُنِيرٍ، ولَبَبُ الفَرَسِ، (والبياضُ فيه) ،
وة بمَرْوَ يقالُ لها: بَهارينُ أيضاً، منها: رُقادُ بنُ إبراهيمَ المُحَدِّثُ، وبالضم: الصَّنَمُ، والخُطَّافُ، وحُوتٌ أبْيَضُ، والقُطْنُ المَحْلُوجُ، وشيءٌ يُوزَنُ به، وهو ثَلاثُ مِئِةِ رِطْلٍ، أو أَرْبَعُ مِئَةٍ، أو سِتُّ مِئَةٍ، أو ألْفٌ، ومَتاعُ البحرِ، والعِدْلُ فيه أرْبَعُ مِئَةِ رِطْلٍ، وإِناءٌ كالإِبْريقِ.
والبَهيرَةُ: السَّيِّدَةُ الشريفَةُ، والصغيرةُ الخَلْقِ الضعيفةُ.
وأبْهَرَ: جاءَ بالعَجَبِ، واسْتَغْنَى بعد فَقْرٍ، واحْتَرَقَ مِنْ حَرِّ بَهْرَةِ النهارِ، وتَلَوَّنَ في أخْلاقِهِ، دَماثَةً مَرَّةً، وخُبْثاً أُخْرَى، وتَزَوَّجَ بهيرَةً.
وابْتَهَرَ: ادَّعَى كَذِباً، وقال: فَجَرْتُ، ولم يَفْجُرْ، ورَماهُ بما فيه،
وـ في الدُّعاءِ: ابْتَهَلَ، أو يَدْعُو كُلَّ ساعَةٍ لا يَسْكُتُ، ونامَ على ما خَيَّلَ،
وـ لِفُلانٍ، وفيه: لم يَدَعْ جَهْداً مما له أو عليه.
وابْتُهِرَ بِفُلانَةَ، بالضم: شُهِرَ بها.
وتَبَهَّرَ: امْتَلأَ،
وـ السَّحابَةُ: أضاءَتْ.
وباهَرَ: فاخَرَ.
وانْبَهَرَ السَّيْفُ: انْكَسَرَ نِصْفَيْنِ.
وابْهارَّ اللَّيْلُ: انْتَصَفَ، أو تَراكَبَتْ ظُلْمَتُه، أو ذَهَبَتْ عامَّتُهُ، أو بَقِيَ نَحْوُ ثُلُثِهِ.
والباهِراتُ: السُّفُنُ لِشَقِّها الماءَ.
والباهِرُ: عِرْقٌ يَنْفُذُ شَواةَ الرأسِ إلى اليافُوخِ.
والبَهْوَرُ، كجَرْوَلٍ: الأَسَدُ.
وبُهْرَةُ، بالضم: ع بنواحي المدينة،
وع باليَمامَةِ،
وـ من اللَّيْلِ، والوادي، والفَرَسِ، والحَلْقَةِ: وسَطُه.
والبَهيرَةُ: الثَّقيلةُ الأَرْدافِ، التي إذا مَشَتِ انْبَهَرَتْ. 

الرَّمَضُ

الرَّمَضُ، محركةً: شِدَّةُ وَقْعِ الشمسِ على الرَّمْلِ وغيرِه.
رَمِضَ يَوْمُنا، كفرحَ: اشْتَدَّ حَرُّه،
وـ قَدَمُه: احْتَرَقَــتْ من الرَّمْضَاءِ، للأرضِ الشديدةِ الحَرارةِ،
وـ الغَنَمُ: رَعَتْ في شِدَّةِ الحَرِّ فَقَرِحَتْ أكْبادُها.
ورَمَضَ الشاةَ يَرْمِضُها: شَقَّها وعليها جِلْدُها، وطَرَحَها على الرَّضْفَةِ، وجَعَلَ فَوْقَها المَلَّةَ لِتَنْضَجَ،
وـ الغنَمَ: رَعَاها في الرَّمْضاءِ،
كأرْمَضَها ورَمَّضَها،
وـ النَّصْلَ يَرْمِضُه ويَرْمُضُه: جَعَلَه بين حَجَرَينِ أمْلَسَيْنِ، ثم دَقَّهُ لِيَرِقَّ.
وشَفْرَةٌ رَميضٌ، بَيِّنُ الرَّماضَةِ: وقيعٌ حديدٌ.
والرَّمِضةُ، كفرحةٍ: المرأةُ التي تَحُكُّ فَخِذُها فَخِذَها الأُخْرَى. ورُشَيْدُ بنُ رُمَيْضٍ، مُصَغَّرَيْنِ: شاعرٌ.
وشَهْرُ رَمَضَانَ: م،
ج: رَمَضاناتٌ ورَمَضانُون وأرْمِضَةٌ، وأرْمُضٌ شاذٌّ، سُمِّيَ بهِ لأَنَّهُم لَمَّا نَقَلُوا أسْماءَ الشُّهورِ عن اللُّغَةِ القَديمَةِ، سَمَّوها بالأَزْمِنَةِ التي وَقَعَتْ فيها، فَوافَق ناتِقٌ زَمَنَ الحَرِّ والرَّمَضِ،
أو من رَمضَ الصائمُ: اشْتَدَّ حَرُّ جَوْفِه، أو لِأَنَّهُ يَحْرِقُ الذُّنوبَ. ورَمَضانُ، إِنْ صَحَّ من أسماءِ اللهِ تعالى، فَغَيْرُ مُشْتَقٍّ، أو راجِعٌ إلى مَعْنَى الغافِرِ، أي: يَمْحُو الذُّنوبَ ويَمْحَقُها.
والرَّمَضِيُّ، محركةً، من السحابِ والمَطَرِ: ما كان في آخر الصَّيْفِ وأوَّلِ الخَريفِ.
وأرْمَضَه: أوْجَعَه، وأحْرَقَه،
وـ الحَرُّ القَوْمَ: اشْتَدَّ عليهم فآذاهُمْ.
ورَمَّضْتُه تَرْميضاً: انْتَظَرْتُهُ شيئاً قليلاً ثم مَضَيْتُ،
وـ الصَّوْمَ: نَوَيْتُه.
والتَّرَمُّضُ: صَيْدُ الظَّبْيِ في الهاجِرَةِ، وغَثَيانُ النَّفْسِ.
وارْتَمَضَت الفَرَسُ به: وثَبَتْ،
وـ زَيْدٌ من كذا: اشْتَدَّ عليه، وأقْلَقَهُ،
وـ لفلانٍ: حَدِبَ له،
وـ كَبِدُه: فَسَدَتْ.

المَحْشُ

المَحْشُ، كالمَنْعِ: شِدَّةُ النكاحِ، وشِدَّةُ الأكلِ، وقَشْرُ الجِلْدِ من اللَّحْمِ، واقْتِلاعُ السَّيْلِ لما مرَّ عليه.
والماحِشُ: الكثيرُ الأكلِ حتى يَعْظُمَ بَطْنُه، والمُحْرِقُ،
كالمُمْحِشِ.
والمُحاشُ، كغُرابٍ: المُحْترِق، وبالفتح: المَتاعُ، والأثاثُ، وبالكسر: القومُ يَجْتَمِعونَ من قَبائِلَ شَتَّى، فَيَتحالَفونَ عندَ النارِ.
وامْتَحَشَ: احْتَرَقَ.

النار

النار: جوهر لطيف يفرط لشدة لطافته في ذاته المتجمد بالحر المفرط وفي تجميد المتميع بالبرد المفرط، ذكره الحرالي. وقال غيره: جسم لطيف مضيء حار من شأنه الإحراق بالطبع عن الوسط مستقر تحت فلك القمر.
النار
أما جهنم فقد أعدت لِلطَّاغِينَ مَآباً لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (النبأ 22، 23). ويقال لهم وقد كبكبوا فيها: هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (الطور 14، 15). وقد أجاد القرآن في تصويرها تصويرا يبعث الرهبة فى النفوس والهلع في القلوب، والخوف من أن يكون المصير إليها، فتلجأ إلى العمل تتقى به لظاها، وتتخذه ستارا بينه وبين لفحها، وإذا كان عرض الجنة عرض السموات والأرض، وكان من السعة بحيث يشعر أهلها بالطلاقة والحرية أنى ساروا، فعلى العكس من ذلك النار فإن ساكنها لا يحس بحرية ولا طلاقة، ولكنه يحس بالضيق، وكأنى بأهل النار يرصّ بعضهم رصّا إلى جوار بعض، لا يكادون يجدون متسعا للحركة ولا الانتقال، ويزيد من ضيقهم أنهم مقيدون في السلاسل، مقرنون في الأغلال، يسحبون على وجوههم ويلقون في النار، وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً (الفرقان 13). إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (غافر 71، 72). وليس ذلك لضيق في النار، ولكن للتضييق
على ساكنها، أما النار فتسع أكثر من داخليها، يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (ق 30).
وتلتهب نيران جهنم بوقود من الناس الطغاة والحجارة، وإن الصلة لوثقى بين أهل النّار والحجارة، فإنّ أهل النار لا يميّزهم من الحجارة، ما يمتاز به الناس من العقل والإدراك والحسّ، بل لقد ألغوا عقولهم، فلم يفهموا بها الحق والصواب، ولم يفكروا بها التفكير السليم المنتج، وألغوا أعينهم، وآذانهم، فلا يهتدون بما يرون ولا بما يسمعون، وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (الأعراف 179). أو ليس الغافل أشبه شىء بالجماد، وبم يصير الإنسان إنسانا بغير عقله وإدراكه. ومن حطب جهنم كذلك جند إبليس الذين كانوا يغوون الناس ويضلونهم، فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (الشعراء 94 - 95).
كما يقذف في النار أولئك الآلهة التى كانوا يعبدون من دون الله، وهنا يوجه القرآن أنظارهم إلى أن ما يعبدونه لو كان يستحق أن يكون إلها ما صح أن يلقى فى نهار جهنم خالدا فيها، إذ يقول: إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ (الأنبياء 98، 99).
ويصوّر القرآن شدّة لهيب هذه النيران بضخامة ما يتطاير منها من الشرر، فهو ليس بذرات صغيرة كهذه الذّرّات التى تتصاعد من نار هذه الحياة الدنيا، ولكنه شرر كجذوع الشجر الضخم، أو الجمال الصفر، إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (المرسلات 32، 33). فليترك المجال للخيال، يتصوّر هذه النيران تلقى مثل هذا الشرر.
هذه النيران الملتهبة يسمع لظاها من مدى بعيد، فكأنما تبدى غيظها مما اقترفه هؤلاء الجناة، واستمع إليه يصوّر ذلك في قوله: وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ (الملك 6 - 8). أو لا تحس في هذا التصوير بقوة غضب النيران يملؤها، حتى لتكاد تضيق به وتنفجر، وفي هذه النيران ذات اللظى، يتنفسون لهبها لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (هود 106). وليصوّر خيالك هذا اللهب يتنفسون منه ويزفرون، ليصوّر خيالك هذه النيران تحيط بالعصاة من فوقهم ومن تحت أرجلهم، وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (العنكبوت 54، 55). فهى مهادهم، ومنها غطاؤهم، وليصوّر الخيال هذه الوجوه تتقلّب في النيران، والرءوس تنزع منها شواها، وهذه الأجسام تتخذ ثيابها من النار، فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ (الحج 19). وهذه الجلود كلما احترقــت وصهرت، استبدلت بجلود أخرى، ليبدأ عذابهم من جديد، إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ (النساء 56). وهكذا لا يجدون في وسط هذه النيران ظلا يحسون عنده ببرد الراحة، اللهم إلا ظلّ دخان قد تفرق وانتشر شعبا، فصار ظلا لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (المرسلات 31). وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (الواقعة 41 - 44). ويظلون في هذا العذاب خالدين، لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (الزخرف 75). وعليهم حرس مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (التحريم 6).
وأمّا طعامهم فمن شجرة الزقوم، وهى شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (الصافات 64 - 66).
وهى طَعامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (الدخان 44 - 46).
وجعل الله طعامهم في موضع آخر مِنْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (الغاشية 6، 7). فإذا أرادوا الشراب سقوا من عين آنية ، وشربوا حميما ، وغساقا ، وإن ما يتصاعد منه من حرارة يشوى الوجوه شيّا، إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً (الكهف 29). وهم يملئون بطونهم من هذا الطعام، ويقبلون على شرابهم في شراهة كشراهة الهيم، فيقطع أمعاءهم، ولا يكتفى الأمر بأن يشربوا من هذا الحميم، ولكنه يصبّ من فوق رءوسهم، يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (الحج 20).
لا عجب إذا إن حاول هؤلاء النزلاء أن يفروا من جهنم، ولكن أنى لهم الفرار، وقد أعدت وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (الحج 21، 22). أو إن تمنوا أن لو كانوا ترابا، أو دعوا الله أن ينالهم بالهلاك المبيد، لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (الفرقان 14)، يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (المعارج 11 - 14). أرأيت كيف يشتد العذاب بأصحاب النار، حتى يتمنى أحدهم أن يفدى نفسه بابنه، الذى يتمنى المرء أن يفديه بنفسه، بل يتمنى أن لو هلك الناس جميعا، ونجا وحده.
فى هذا اللهب المشتعل الذى لا يموت من فيه موتة تريحه، ولا يحيا حياة يرضاها- يلعن أهل النار بعضهم بعضا، فإذا حوتهم جهنم جميعا قال الرعاع عن سادتهم: رَبَّنا هؤُلاءِ
أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ
(الأعراف 38). فيجيبهم الله بأن لكل منهم ضعفا، ويقول السادة للرّعاع: أنتم مثلنا في العذاب، ولن يخفف عنكم فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (الأعراف 39). وينادى على السيد منهم، فيقال لمعذبيه: خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (الدخان 47 - 49). ويشتد الخصام بينهم وبين ما كانوا يعبدون من دون الله، ويدركون مقدار ما كانوا عليه من الخطأ والضلال قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (الشعراء 96 - 101). ويندمون على عصيان الله ورسوله، ويتمنون أن لو كانوا قد أطاعوهما، وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (الأحزاب 67، 68). وحينا يتجه هؤلاء الضعاف إلى رؤسائهم فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ (غافر 47، 48). ويتجه هؤلاء العصاة إلى الله، ويصور القرآن ذلك في قوله، يوجه إليهم الأسئلة فيجيبون: أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (المؤمنون 105 - 115). وحينا يصطرخون فيها قائلين: رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ (فاطر 37).
فيسألون: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (فاطر 37). وفي النار لا يسعهم إلا اعترافهم بذنوبهم فها هم أولاء الخزنة يسألونهم، كلما أقبل فوج منهم: أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (الملك 8 - 11). وحينا يجيبون إجابة من يريد أن يموه، طمعا في النجاة حيث لا مطمع، فإذا قيل لهم:
أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً (غافر 73، 74). وحينا يصمتون وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (الشعراء 92، 93).
ويتجه أصحاب النار حينا إلى خازنها، ويتضرعون أن يقضى ربهم عليهم، فتكون الإجابة قاضية على آمالهم، بأنهم مخلدون لا يفترّ عنهم العذاب، وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (الزخرف 77، 78)، وحينا وقد أضناهم العذاب يتوسلون لخزنة جهنم أن ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ (غافر 49، 50). وحينا يتساءلون عن رجال مضوا إلى الجنة مع أنهم كانوا يعدونهم من الأشرار، فإذا اتجهت أبصارهم تلقاء أصحاب الجنة نادوا أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا وَما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (الأعراف 50، 51).
وأكبر ما يتمنون يومئذ أن يكون لهم شفعاء، فيشفعوا لهم، يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (الأعراف 53).
ذلك وصف حافل للعذاب الجسمى في جهنم، أما العذاب الروحى فشعور هؤلاء المجرمين بأنهم محجوبون عن رضوان الله الذى خلقهم، وأنعم عليهم بما قل من النعم أو كثر،
ثم قابلوا نعمه بالجحود والنكران، وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ (البقرة 174). كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (المطففين 15). وفي كفران النعمة شقاء نفسى، يتعذب له الضمير، ويشقى من أجله الوجدان.

شاط

(شاط)
الْفرس وَغَيره شوطا عدا إِلَى غَايَة
(شاط)
شيطا وشياطة قَارب الاحتراق كُله أَو بعضه وَيُقَال شاط الطَّعَام احْتَرَقَ بعضه وشاطت الْقدر وَنَحْوهَا لصق بأسفلها جُزْء محترق مِمَّا طبخ فِيهَا وَفُلَان هلك وَبَطل أَي ذهب هدرا وَيُقَال شاط دم الْقَتِيل
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.