Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: اثنان

قُوَيقٌ

قُوَيقٌ:
بضم أوله، وفتح ثانيه، كأنه تصغير قاق وهو صوت الضفدع، ولذلك قال شاعرهم:
إذا ما الضفادع نادينه ... قويق قويق أبى أن يجيبا
تغوص البعوضة في قعره ... وتأبى قوائمها أن تغيبا
وهو نهر مدينة حلب مخرجه من قرية تدعى سبتات، وسألت عنها بحلب فقالوا: لا نعرف هذا الاسم إنما مخرجه من شناذر قرية على ستة أميال من دابق ثم يمرّ في رساتيق حلب ثمانية عشر ميلا إلى حلب ثم يمتد إلى قنسرين اثني عشر ميلا ثم إلى المرج الأحمر اثني عشر ميلا ثم يغيض في أجمة هناك، فمن مخرجه إلى مغيضه اثنان وأربعون ميلا، وماؤه أعذب ماء وأصحه إلا أنه في الصيف ينشف فلا يبقى إلا نزوز قليلة، وأما في الشتاء فهو حسن المنظر طيب المخبر، وقد وصفه شعراء حلب بما ألحقوه بنهر الكوثر، ومن أمثال عوام بغداد: يفرح بفلس مطليّ من لم ير دينارا، وقد أحسن القيسراني محمد بن صغير في وصفه في قوله:
رأيت نهر قويق ... فساءني ما رأيت
فلو ظمئت وأسقي ... ت ماءه ما رويت
ولو بكيت عليه ... بقدره ما اشتفيت
وقرأت في ديوان أبي القاسم الحسن بن علي بن بشر الكاتب أنه قال في سنة 355:
رأيت من نيل مصر ... ما ساءني إذ رأيت
ما ليس يحيا به من ... ثرى البسيطة ميت
والبيتين الآخرين.

قَبْقٌ

قَبْقٌ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره أيضا قاف، كلمة عجمية: وهو جبل متصل بباب الأبواب وبلاد اللّان، وهو آخر حدود أرمينية، قال ابن الفقيه:
وجبل القبق فيه اثنان وسبعون لسانا لا يعرف كل إنسان لغة صاحبه إلا بترجمان، ويقال إن طوله خمسمائة فرسخ، وهو متصل ببلاد الروم إلى حدّ الخزر واللّان، ويقال إن هذا الجبل هو جبل العرج الذي بين مكة والمدينة يمتد إلى الشام حتى يتصل بلبنان من أرض حمص وسنير من دمشق ويمضي فيتصل بجبال أنطاكية وسميساط ويسمى هناك اللّكّام ثم يمتد إلى ملطية وشمشاط وقاليقلا إلى بحر الخزر وفيه باب الأبواب وهناك يسمى القبق، قال البحتري:
أتسلّى عن الحظوظ، وآسى ... لمحلّ، من آل ساسان، درس
ذكّرتنيهم الخطوب التوالي، ... ولقد تذكر الخطوب وتنسي
وهم خافضون في ظلّ عال ... مشرف، يحسر العيون ويخسي
مغلق بابه، على جبل القب ... ق، إلى دارتي خلاط ومكس
حلل، لم تكن كأطلال سعدى، ... في قفار من البسابس ملس
وفي شعر بعضهم القبج، بالجيم، وهو في شعر سراقة بن عمرو، وذكر في باب الأبواب.

دير بَاطَا

دير بَاطَا:
بالسنّ بين الموصل وتكريت وهيت، وهو دير نزه في أيام الربيع، ويسمّى أيضا دير الحمار، بينه وبين دجلة بعد، وله باب حجر، يذكر النصارى أن هذا الباب يفتحه الواحد والــاثنان، فإن تجاوزوا السبعة لم يقدروا على فتحه البتّة، وفيه بئر تنفع من البهق، وفيه كرسيّ الأسقف.

العُظَالى

العُظَالى:
قال أبو أحمد العسكري: يوم العظالى، العين مضمومة غير معجمة والظاء منقوطة، تسمّى بذلك لأن الناس فيه ركب بعضهم، وقيل: بل لأنه ركب الــاثنان والثلاثة فيه الدابة الواحدة، وقيل: لتعاظلهم على الرياسة، والتعاظل: الاجتماع والاشتباك، وفرّ بسطام بن قيس الشيباني في هذا اليوم فقال فيه ابن حوشب:
فان يك في يوم الغبيط ملامة، ... فيوم العظالى كان أخزى وألوما
وفرّ أبو الصّهباء إذ حمس الوغى، ... وألقى بأبدان السلاح وسلّما
وأيقن أن الخيل إن تلتبس به ... تئم عرسه، أو تملأ البيت مأتما
ولو أنها عصفورة لحسبتها ... مسوّمة تدعو عبيدا وأزنما
وقال قطبة بن سيّار اليربوعي:
ألم تر جثمان الحمار بلاءنا ... غداة العظالى والوجوه بواسر
ومضربنا أفراسنا وسط غمرة، ... وللقوم في صمّ العوالي جوابر
ونجّت أبا الصّهباء كبداء نهدة ... غداتئذ وأنسأته المقادر
تمطّت به فوق اللّجام طمرّة ... بسول، إذا دنّى البطاء المحامر

العُذَيبُ

العُذَيبُ:
تصغير العذب، وهو الماء الطيب: وهو ماء بين القادسية والمغيثة، بينه وبين القادسية أربعة أميال وإلى المغيثة اثنان وثلاثون ميلا، وقيل: هو واد لبني تميم، وهو من منازل حاج الكوفة، وقيل:
هو حد السواد، وقال أبو عبد الله السكوني: العذيب يخرج من قادسية الكوفة إليه وكانت مسلحة للفرس، بينها وبين القادسية حائطان متصلان بينهما نخل وهي ستة أميال فإذا خرجت منه دخلت البادية ثم المغيثة، وقد أكثر الشعراء من ذكرها، وكتب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى سعد بن أبي وقاص:
إذا كان يوم كذا فارتحل بالناس حتى تنزل فيما بين عذيب الهجانات وعذيب القوادس وشرّق بالناس وغرّب بهم، وهذا دليل على أن هناك عذيبين.
والعذيب أيضا: ماء قرب الفرما من أرض مصر في وسط الرمل. والعذيب: موضع بالبصرة، عن نصر.

طُلَيْطُلَةُ

طُلَيْطُلَةُ:
هكذا ضبطه الحميدي بضم الطاءين وفتح اللامين، وأكثر ما سمعناه من المغاربة بضم الأولى وفتح الثانية: مدينة كبيرة ذات خصائص محمودة بالأندلس يتّصل عملها بعمل وادي الحجارة من أعمال الأندلس وهي غربي ثغر الروم وبين الجوف والشرق
من قرطبة وكانت قاعدة ملوك القرطبيين وموضع قرارهم، وهي على شاطئ نهر تاجه وعليه القنطرة التي يعجز الواصف عن وصفها، وقد ذكر قوم أنها مدينة دقيانوس صاحب أهل الكهف، قالوا:
وبقرب منها موضع يقال له جنان الورد فيه أجساد أصحاب الكهف لا تبلى إلى الآن، والله أعلم، وقد قيل فيهم غير ذلك كما ذكر في الرقيم، وهي من أجلّ المدن قدرا وأعظمها خطرا، ومن خاصيتها أن الغلال تبقى في مطاميرها سبعين سنة لا تتغير، وزعفرانها هو الغاية في الجودة، وبينها وبين قرطبة سبعة أيام للفارس، وما زالت في أيدي المسلمين منذ أيام الفتوح إلى أن ملكها الأفرنج في سنة 477، وكان الذي سلّمها إليهم يحيى بن يحيى بن ذي النون الملقب بالقادر بالله، وهي الآن في أيديهم، وكانت طليطلة تسمى مدينة الأملاك، ملكها اثنان وسبعون لسانا فيما قيل ودخلها سليمان بن داود وعيسى بن مريم وذو القرنين والخضر، عليهم السلام، فيما زعم أهلها، والله أعلم، قال ابن دريد: طليطلاء مدينة وما أظنها إلا هذه، ينسب إليها جماعة من العلماء، منهم:
أبو عبد الله الطليطلي، روى كتاب مسلم بن الحجاج، توفي يوم الأربعاء الثاني عشر من صفر سنة 458، وعيسى بن دينار بن واقد الغافقي الطليطلي، سكن قرطبة ورحل وسمع من أبي القاسم وصحبه وعوّل عليه وانصرف إلى الأندلس فكانت الفيتا تدور عليه لا يتقدمه في وقته أحد، قال ابن الفرضي قال يحيى ابن مالك بن عائذ: سمعت محمد بن عبد الملك بن أيمن يقول: كان عيسى بن دينار عالما متفننا وهو الذي علّم المسائل أهل عصرنا، وكان أفقه من يحيى ابن يحيى على جلالة قدر يحيى، وكان محمد بن عمر ابن لبابة يقول: فقيه الأندلس عيسى بن دينار وعالمها عبد الملك بن حبيب وغالقها يحيى بن يحيى، وتوفي سنة 212 بطليطلة وقبره بها معروف، ومحمد بن عبد الله بن عيشون الطليطلي أبو عبد الله، كان فقيها وله مختصر في الفقه وكتاب في توجيه حديث الموطّإ، وسمع كثيرا من الحديث ورواه، وله إلى المشرق رحلة سمع فيها من جماعة، وتوفي بطليطلة لتسع ليال خلون من صفر سنة 341.

الطاقُ

الطاقُ:
حصن بطبرستان، كان المنصور قد كتب إلى أبي الخصيب بولايته قومس وجرجان وطبرستان وأمره أن يدخل من طريق جرجان، وكتب إلى ابن عون أن يسير إلى طبرستان ويكون دخوله من طريق قومس، وكان الأصبهبذ في مدينة يقال لها الأصبهبذان، بينها وبين البحر أقل من ميلين، فبلغه خبر الجيش فهرب إلى الجبل إلى موضع يقال له الطاق، وهذا الموضع في القديم خزانة لملوك الفرس، وكان أول من اتخذه خزانة منوشهر، وهو نقب في موضع من جبل صعب السلوك لا يجوزه إلا الراجل بجهد، وهذا النقب شبيه بالباب الصغير فإذا دخل فيه الإنسان مشى فيه نحوا من ميل في ظلمة شديدة ثم يخرج إلى موضع واسع شبيه بالمدينة قد أحاطت به الجبال من كل جانب وهي جبال لا يمكن أحدا الصعود إليها لارتفاعها ولو استوى له ذلك ما قدر على النزول، وفي هذه الرحبة الواسعة مغاور وكهوف لا يلحق أمد بعضها، وفي وسطها عين غزيرة بالماء تنبع من صخرة ويغور ماؤها في صخرة أخرى بينهما نحو عشرة أذرع ولا يعرف أحد لمائها بعد هذا موضعا، وكان في أيام ملوك الفرس يحفظ هذا النقب رجلان معهما سلّم من حبل يدلّونه من الموضع إذا أراد أحدهم النزول في الدهر الطويل، وعندهما جميع ما يحتاجون إليه لسنين كثيرة، فلم يزل الأمر في هذا النقب وهذه الخزانة على ما ذكر إلى أن ملك العرب فحاولوا الصعود إليه فتعذر ذلك إلى أن ولي المازيار طبرستان فقصد هذا الموضع وأقام عليه دهرا حتى استوى له رجاء صعوده فصعد رجل من أصحابه إليه فلما صار إليه دلّى حبالا وأصعد قوما فيهم المازيار نفسه حتى وقف على ما في تلك الكهوف والمغاور من الأموال والسلاح والكنوز فوكل بجميع ذلك قوما من ثقاته وانصرف، فكان الموضع في يده إلى أن أسر ونزل الموكلون به أو ماتوا وانقطع السبيل إليه إلى هذه الغاية، قال ابن الفقيه: وذكر سليمان بن عبد الله أن إلى جانب هذا الطاق شبيها بالدكان وأنه إن صار إليه إنسان فلطخه بعذرة أو بشيء من سائر الأقذار ارتفعت في الوقت سحابة عظيمة فمطرت عليه حتى تغسله وتنظفه وتزيل ذلك القذر عنه، وأن ذلك مشهور في البلد يعرفه أهله لا يتمارى اثنان من أهل تلك الناحية في صحته، وأنه لا يبقى عليه شيء من الأقذار صيفا ولا شتاء، وقال: ولما سار الأصبهبذ إلى الطاق وجّه أبو الخصيب في أثره قوّادا وجندا فلما أحس بهم هرب إلى الديلم وعاش بعد هروبه سنة ثم مات وأقام أبو الخصيب في البلد ووضع على أهله الخراج والجزية وجعل مقامه بسارية وبنى بها مسجدا جامعا ومنبرا وكذلك بآمل، وكانت ولايته سنتين وستة أشهر.
والطاق: مدينة بسجستان على ظهر الجادة من سجستان إلى خراسان، وهي مدينة صغيرة ولها رستاق وبها أعناب كثيرة يتسع بها أهل سجستان.

صُدَاء

صُدَاء:
بالضم، والمدّ: مخلاف باليمن بينه وبين صنعاء اثنان وأربعون فرسخا، سمي باسم القبيلة، وهو يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك بن أدد ابن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبإ.

شَنُوءَةُ

شَنُوءَةُ:
بالفتح ثم الضم، وواو ساكنة ثم همزة مفتوحة، وهاء: مخلاف باليمن، بينها وبين صنعاء اثنان وأربعون فرسخا، تنسب إليها قبائل من الأزد يقال لهم أزد شنوءة، والشناءة مثل الشناعة: البغض، والشنوءة على فعولة: التقزّز وهو التباعد من الأدناس، تقول: رجل فيه شنوءة، ومنه أزد شنوءة، والنسبة إليهم شنائيّ، قال ابن السكيت: ربما قالوا أزد شنوّة،
بالتشديد بغير همزة، ينسب إليهم شنويّ، قال بعضهم:
نحن قريش وهم شنوّه ... بنا قريش ختم النبوّه
والأزد تنقسم إلى أربعة أقسام: أزد شنوءة وأزد السراة وأزد غسان وأزد عمان، ولذلك قال قيس ابن عمرو النجاشي:
فإني كذي رجلين، رجل صحيحة ... وأخرى بها ريب من الحدثان
فأمّا التي صحّت فأزد شنوءة، ... وأما التي شلّت فأزد عمان
وقال نصر: الشنوءة أرض باليمن، على فعولة، إليها ينسب القبيل من الأزد، وقيل: كان بينهم شناءة، والشنوءة: فيها حجارة تطؤها محجة مكة إلى عرفة يفرغ إليها سيل الصّلّة من ثور.

شَاش

شَاش:
بالشين المعجمة: بالري قرية يقال لها شاش، النسبة إليها قليلة، ولكن الشاش التي خرج منها العلماء ونسب إليها خلق من الرواة والفصحاء فهي بما وراء النهر ثمّ ما وراء نهر سيحون متاخمة لبلاد الترك وأهلها شافعيّة المذهب، وإنّما أشاع بها هذا المذهب مع غلبة مذهب أبي حنيفة في تلك البلاد أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفّال الشاشي فإنّه فارقها وتفقّه ثمّ عاد إليها فصار أهل تلك البلاد على مذهبه، ومات سنة 366، وكان أوحد أهل الدنيا في الفقه والتفسير واللغة، ومولده سنة 291، رحل في طلب العلم وسمع بدمشق والعراق وغيرهما، وسمع أبا عروبة وأبا بكر بن خزيمة ومحمد بن جرير الطبري وأبا بكر الباغندي وأبا بكر بن دريد، روى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن السلمي، وينسب إليها أيضا أبو الحسن علي بن الحاجب بن جنيد الشاشي أحد الرّحّالين في طلب العلم إلى خراسان والعراق والحجاز والجزيرة والشام، روى عن يونس بن عبد الأعلى وعلي بن خشرم، روى عنه أبو بكر بن الجعابي ومحمد بن المظفّر وغيرهما، وتوفي بالشاش سنة 314، وقال أبو الربيع البلخي يذكر الشاش:
الشّاش بالصّيف جنّه ... ومن أذى الحرّ جنّه
لكنّني يعتريني ... بها لدى البرد جنّه
وقال بطليموس: مدينة الشاش طولها مائة وأربع وعشرون درجة، وعرضها خمس وأربعون درجة، وهي في الإقليم السادس، وهي على رأس الإقليم عن اثنتين وعشرين درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، في طالعها العنقاء والعيّوق والنسر الواقع وكفّ الجذماء، قال الإصطخري: فأمّا الشاش وإيلاق فمتّصلتا العمل لا فرق بينهما، ومقدار
عرضة الشاش مسيرة يومين في ثلاثة، وليس بخراسان وما وراء النهر إقليم على مقداره من المساحة أكثر منابر منها ولا أوفر قرى وعمارة، فحدّ منها ينتهي إلى وادي الشاش الذي يقع في بحيرة خوارزم، وحدّ إلى باب الحديد ببرّيّة بينها وبين إسفيجاب تعرف بقلاص، وهي مراع، وحدّ آخر إلى تنكرة تعرف بقرية النصارى، وحدّ إلى جبال منسوبة إلى عمل الشاش إلّا أن العمارة المتصلة إلى الجبل وما فيه مفترش العمارة، والشاش في أرض سهلة، ليس في هذه العمارة المتصلة جبل ولا أرض مرتفعة، وهي أكبر ثغر في وجه الترك، وأبنيتهم واسعة من طين، وعامة دورهم يجري فيها الماء، وهي كلّها مستترة بالخضرة من أنزه بلاد ما وراء النهر، وقصبتها بنكث ولها مدن كثيرة، وقد خربت جميعها في زماننا، خرّبها خوارزم شاه محمد بن تكش لعجزه عن ضبطها وقتل ملوكها وجلا عنها أهلها وبقيت تلك الديار والأشجار والأنهار والأزهار خاوية على عروشها، وانثلم من الإسلام ثلمة لا تنجبر أبدا، فكان خوارزم شاه ينشد بلسان حاله:
قتلت صناديد الرّجال ولم أذر ... عدوّا ولم أترك على جسد خلقا
وأخليت دار الملك من كلّ نازع، ... وشرّدتهم غربا وبدّدتهم شرقا
فلمّا لمست النّجم عزّا ورفعة، ... وصارت رقاب الناس أجمع لي رقّا
رماني الرّدى رميا فأخمد جمرتي، ... فها أنا ذا في حفرتي مفردا ملقى
ولم يغن عني ما صنعت، ولم أجد ... لدى قابض الأرواح من أحد رفقا
وأفسدت دنياي وديني جهالة، ... فمن ذا الذي مني بمصرعه أشقى؟
قال ابن الفقيه: من سمرقند إلى زامين سبعة عشر فرسخا، وزامين مفرق الطريقين إلى الشاش والترك وفرغانة، فمن زامين إلى الشاش خمسة وعشرون فرسخا، ومن الشاش إلى معدن الفضة سبعة فراسخ وإلى باب الحديد ميلان، ومن الشاش إلى بارجاخ أربعون فرسخا، ومن الشاش إلى إسفيجاب اثنان وعشرون فرسخا، وقال البشاري: الشاش كورة قصبتها بنكث.

سابور خُواسْت

سابور خُواسْت:
سابور: اسم ملك من ملوك الأكاسرة، ثمّ خاء معجمة، وواو خفيفة، وبعد الألف سين مهملة، وتاء مثناة من فوق: وهي بلدة ولاية بين خوزستان وأصبهان، وكان السبب في تسميتها بذلك أن سابور بن أردشير لما تخلّى عن مملكته وغاب عن أهل دولته لحكم المنجمين بقطع يكون عليه، كما نذكره، إن شاء الله تعالى، في منارة الحوافر، خرج أصحابه يطلبونه فلمّا انتهوا إلى نيسابور قالوا: نيست سابور، أي ليس سابور، فسميت نيسابور، ثمّ وقعوا إلى سابور خواست فسئلوا هنالك ما تصنعون فقالوا: سابور خواست، أي نطلب سابور، فسمي الموضع بذلك، ثمّ وقعوا إلى جنديسابور فوجدوه هنالك فقالوا: وندي سابور، أي وجد سابور، ثمّ عرّبت فقيل جنديسابور، كذا قيل، وسابور خواست بينها وبين نهاوند اثنان وعشرون فرسخا لأن من نهاوند إلى الأشتر عشرة فراسخ ومن الأشتر إلى سابور خواست اثنا عشر فرسخا ومن سابور خواست إلى اللور ثلاثون فرسخا لا قرية فيها ولا مدينة، واللور بين سابور خواست وخوزستان، وقال علي بن محمد بن خلف أبو سعد يمدح فخر الدولة أبا غالب خلف الوزير:
هو سيف دولتك الذي أغنيته ... بطويل باعك عن وسيع خطاه
فغدا بطول يديك لو كلّفته ... شقّ السّحاب ببرقه لغزاه
وإذا هتفت به لرأس متوّج ... بالرّوم من سابور خواست أتاه

رُومِيَةُ

رُومِيَةُ:
بتخفيف الياء من تحتها نقطتان، كذا قيّده الثقات، قال الأصمعي: وهو مثل أنطاكية وأفامية ونيقية وسلوقية وملطية، وهو كثير في كلام الروم وبلادهم، وهما روميتان: إحداهما بالروم والأخرى بالمدائن بنيت وسمّيت باسم ملك، فأمّا التي في بلاد الروم فهي مدينة رياسة الروم وعلمهم، قال بعضهم: هي مسماة باسم رومي بن لنطي بن يونان بن يافث بن نوح، عليه السلام، وذكر بعضهم: إنّما سمّي الروم روما لإضافتهم إلى مدينة رومية واسمها رومانس بالروميّة، فعرّب هذا الاسم فسمّي من كان بها روميّا، وهي شمالي وغربي القسطنطينيّة بينهما مسيرة خمسين يوما أو أكثر، وهي اليوم بيد الأفرنج، وملكها يقال له ملك ألمان، وبها يسكن البابا الذي تطيعه الفرنجية، وهو لهم بمنزلة الإمام، متى خالفه أحد منهم كان عندهم عاصيا مخطئا يستحق النفي والطرد والقتل، يحرّم عليهم نساءهم وغسلهم وأكلهم وشربهم فلا يمكن أحدا منهم مخالفته، وذكر بطليموس في كتاب الملحمة قال: مدينة رومية طولها خمس وثلاثون درجة وعشرون دقيقة، وعرضها إحدى وأربعون درجة وخمسون دقيقة، في
الإقليم الخامس، طالعها عشرون درجة من برج العقرب تحت سبع عشرة درجة من برج السرطان، يقابلها مثلها من برج الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، لها شركة في كفّ الجذماء، حولها كل نحو عامر، وفيها جاءت الرواية من كلّ فيلسوف وحكيم، وفيها قامت الأعلام والنجوم، وقد روي عن جبير بن مطعم أنّه قال: لولا أصوات أهل رومية وضجّهم لسمع الناس صليل الشمس حيث تطلع وحيث تغرب، ورومية من عجائب الدنيا بناء وعظما وكثرة خلق وأنا من قبل أن آخذ في ذكرها أبرأ إلى الناظر في كتابي هذا ممّا أحكيه من أمرها، فإنّها عظيمة جدّا خارجة عن العادة مستحيل وقوع مثلها، ولكني رأيت جماعة ممّن اشتهروا برواية العلم قد ذكروا ما نحن حاكوه فاتبعناهم في الرواية، والله أعلم، روي عن ابن عباس، رضي الله عنه، أنّه قال: حلية بيت المقدس أهبطت من الجنة فأصابتها الروم فانطلقت بها إلى مدينة لهم يقال لها رومية، قال: وكان الراكب يسير بضوء ذلك الحلي مسيرة خمس ليال، وقال رجل من آل أبي موسى: أخبرني رجل يهودي قال:
دخلت رومية وإن سوق الطير فيها فرسخ، وقال مجاهد: في بلد الروم مدينة يقال لها رومية فيها ستمائة ألف حمّام، وقال الوليد بن مسلم الدمشقي:
أخبرني رجل من التجار قال: ركبنا البحر وألقتنا السفينة إلى ساحل رومية فأرسلنا إليهم إنّا إيّاكم أردنا، فأرسلوا إلينا رسولا، فخرجنا معه نريدها فعلونا جبلا في الطريق فإذا بشيء أخضر كهيئة اللّجّ فكبّرنا فقال لنا الرسول: لم كبّرتم؟ قلنا:
هذا البحر ومن سبيلنا أن نكبّر إذا رأيناه، فضحك وقال: هذه سقوف رومية وهي كلّها مرصّصة، قال: فلمّا انتهينا إلى المدينة إذا استدارتها أربعون ميلا في كلّ ميل منها باب مفتوح، قال: فانتهينا إلى أوّل باب وإذا سوق البياطرة وما أشبهه ثمّ صعدنا درجا فإذا سوق الصيارفة والبزّازين ثمّ دخلنا المدينة فإذا في وسطها برج عظيم واسع في أحد جانبيه كنيسة قد استقبل بمحرابها المغرب وببابها المشرق، وفي وسط البرج بركة مبلّطة بالنحاس يخرج منها ماء المدينة كلّه، وفي وسطها عمود من حجارة عليه صورة رجل من حجارة، قال: فسألت بعض أهلها فقلت ما هذا؟ فقال: إن الذي بنى هذه المدينة قال لأهلها لا تخافوا على مدينتكم حتى يأتيكم قوم على هذه الصفة فهم الذين يفتحونها، وذكر بعض الرهبان ممن دخلها وأقام بها أن طولها ثمانية وعشرون ميلا في ثلاثة وعشرين ميلا، ولها ثلاثة أبواب من ذهب، فمن باب الذهب الذي في شرقيّها إلى البابين الآخرين ثلاثة وعشرون ميلا، ولها ثلاثة جوانب في البحر والرابع في البرّ، والباب الأوّل الشرقيّ والآخر الغربي والآخر اليمني، ولها سبعة أبواب أخر سوى هذه الثلاثة الأبواب من نحاس مذهّب، ولها حائطان من حجارة رخام وفضاء طوله مائتا ذراع بين الحائطين، وعرض السور الخارج ثمانية عشر ذراعا، وارتفاعه اثنان وستون ذراعا، وبين السورين نهر ماؤه عذب يدور في جميع المدينة ويدخل دورهم مطبق بدفوف النحاس كلّ دفّة منها ستة وأربعون ذراعا، وعدد الدفوف مائتان وأربعون ألف دفة، وهذا كلّه من نحاس، وعمود النهر ثلاثة وتسعون ذراعا في عرض ثلاثة وأربعين ذراعا، فكلّما همّ بهم عدوّ وأتاهم رفعت تلك الدفوف فيصير بين السورين بحر لا يرام، وفيما بين أبواب الذهب إلى باب الملك اثنا عشر ميلا وسوق مادّ من شرقيّها إلى غربيّها بأساطين النحاس
مسقّف بالنحاس وفوقه سوق آخر، وفي الجميع التجار، وبين يدي هذا السور سوق آخر على اعمدة نحاس كل عمود منها ثلاثون ذراعا، وبين هذه الأعمدة نقيرة من نحاس في طول السوق من أوّله إلى آخره فيه لسان يجري من البحر فتجيء السفينة في هذا النقير وفيها الأمتعة حتى تجتاز في السوق بين يدي التجار فتقف على تاجر تاجر فيبتاع منها ما يريد ثمّ ترجع إلى البحر، وفي داخل المدينة كنيسة مبنية على اسم ماربطرس وماربولس الحواريين، وهما مدفونان فيها، وطول هذه الكنيسة ألف ذراع في خمسمائة ذراع في سمك مائتي ذراع، وفيها ثلاث باسليقات بقناطر نحاس، وفيها أيضا كنيسة بنيت باسم اصطفانوس رأس الشهداء، طولها ستمائة ذراع في عرض ثلاثمائة ذراع في سمك مائة وخمسين ذراعا، وثلاث باسليقات بقناطرها وأركانها، وسقوف هذه الكنيسة وحيطانها وأرضها وأبوابها وكواها كلّها وجميع ما فيها كأنّه حجر واحد، وفي المدينة كنائس كثيرة، منها أربع وعشرون كنيسة للخاصة، وفيها كنائس لا تحصى للعامّة، وفي المدينة عشرة آلاف دير للرجال والنساء، وحول سورها ثلاثون ألف عمود للرهبان، وفيها اثنا عشر ألف زقاق يجري في كل زقاق منها نهران واحد للشرب والآخر للحشوش، وفيها اثنا عشر ألف سوق، في كلّ سوق قناة ماء عذب، وأسواقها كلّها مفروشة بالرخام الأبيض منصوبة على أعمدة النحاس مطبقة بدفوف النحاس، وفيها عشرون ألف سوق بعد هذه الأسواق صغار، وفيها ستمائة ألف وستون ألف حمّام، وليس يباع في هذه المدينة ولا يشترى من ستّ ساعات من يوم السبت حتى تغرب الشمس من يوم الأحد، وفيها مجامع لمن يلتمس صنوف العلم من الطبّ والنجوم وغير ذلك يقال إنّها مائة وعشرون موضعا، وفيها كنيسة تسمّى كنيسة الأمم إلى جانبها قصر الملك، وتسمّى هذه الكنيسة صهيون بصهيون بيت المقدس، طولها فرسخ في فرسخ في سمك مائتي ذراع، ومساحة هيكلها ستة أجربة، والمذبح الذي يقدّس عليه القربان من زبرجد أخضر طوله عشرون ذراعا في عرض عشرة أذرع يحمله عشرون تمثالا من ذهب طول كل تمثال ثلاثة أذرع أعينها يواقيت حمر، وإذا قرّب على هذا المذبح قربان في الأعياد لا يطفأ إلّا يصاب، وفي رومية من الثياب الفاخرة ما يليق به، وفي الكنيسة ألف ومائتا أسطوانة من المرمر الملمّع ومثلها من النحاس المذهب طول كلّ أسطوانة خمسون ذراعا، وفي الهيكل ألف وأربعمائة وأربعون أسطوانة طول كلّ أسطوانة ستون ذراعا لكل أسطوانة رجل معروف من الأساقفة، وفي الكنيسة ألف ومائتا باب كبار من النحاس الأصفر المفرّغ وأربعون بابا كبارا من ذهب سوى أبواب الآبنوس والعاج وغير ذلك، وفيها ألف باسليق طول كل باسليق أربعمائة وثمانية وعشرون ذراعا في عرض أربعين ذراعا، لكل باسليق أربعمائة وأربعون عمودا من رخام مختلف ألوانه، طول كل واحد ستة وثلاثون ذراعا، وفيها أربعمائة قنطرة تحمل كلّ قنطرة عشرون عمودا من رخام، وفيها مائة ألف وثلاثون ألف سلسلة ذهب معلّقة في السقف ببكر ذهب تعلّق فيها القناديل سوى القناديل التي تسرج يوم الأحد، وهذه القناديل تسرج يوم أعيادهم وبعض مواسمهم، وفيها الأساقفة ستمائة وثمانية عشر أسقفا، ومن الكهنة والشمامسة ممن يجري عليه الرزق من الكنيسة دون غيرهم خمسون ألفا، كلما مات واحد أقاموا مكانه آخر، وفي المدينة كنيسة الملك وفيها خزائنه التي فيها أواني الذهب والفضة مما قد جعل للمذبح، وفيها عشرة
آلاف جرّة ذهب يقال لها الميزان وعشرة آلاف خوان ذهب وعشرة آلاف كأس وعشرة آلاف مروحة ذهب ومن المنائر التي تدار حول المذبح سبعمائة منارة كلها ذهب، وفيها من الصلبان التي تخرج يوم الشعانين ثلاثون ألف صليب ذهب ومن صلبان الحديد والنحاس المنقوشة المموّهة بالذهب ما لا يحصى ومن المقطوريّات عشرون ألف مقطوريّة، وفيها ألف مقطرة من ذهب يمشون بها أمام القرابين، ومن المصاحف الذهب والفضة عشرة آلاف مصحف، وللبيعة وحدها سبعة آلاف حمّام سوى غير ذلك من المستغلّات، ومجلس الملك المعروف بالبلاط تكون مساحته مائة جريب وخمسين جريبا، والإيوان الذي فيه مائة ذراع في خمسين ذراعا ملبّس كلّه ذهبا وقد مثّل في هذه الكنيسة مثال كلّ نبيّ منذ آدم، عليه السلام، إلى عيسى ابن مريم، عليه السلام، لا يشكّ الناظر إليهم أنّهم أحياء، وفيها ثلاثة آلاف باب نحاس مموّه بالذهب، وحول مجلس الملك مائة عمود مموّهة بالذهب على كل واحد منها صنم من نحاس مفرّغ في يد كلّ صنم جرس مكتوب عليه ذكر أمّة من الأمم وجميعها طلسمات، فإذا همّ بغزوها ملك من الملوك تحرّك ذلك الصنم وحرّك الجرس الذي في يده فيعلمون أن ملك تلك الأمة يريدهم فيأخذون حذرهم، وحول الكنيسة حائطان من حجارة طولهما فرسخ وارتفاع كل واحد منهما مائة ذراع وعشرون ذراعا لهما أربعة أبواب، وبين يدي الكنيسة صحن يكون خمسة أميال في مثلها في وسطه عمود من نحاس ارتفاعه خمسون ذراعا، وهذا كله قطعة واحدة مفرّغة، وفوقه تمثال طائر يقال له السوداني من ذهب على صدره نقش طلسم وفي منقاره مثال زيتونة وفي كلّ واحدة من رجليه مثال ذلك، فإذا كان أوان الزيتون لم يبق طائر في الأرض إلّا وأتى وفي منقاره زيتونة وفي كل واحدة من رجليه زيتونة حتى يطرح ذلك على رأس الطلسم، فزيت أهل رومية وزيتونهم من ذلك، وهذا الطلسم عمله لهم بليناس صاحب الطلسمات، وهذا الصحن عليه أمناء وحفظة من قبل الملك وأبوابه مختومة، فإذا امتلأ وذهب أوان الزيتون اجتمع الأمناء فعصروه فيعطى الملك والبطارقة ومن يجري مجراهم قسطهم من الزيت ويجعل الباقي للقناديل التي للبيع، وهذه القصة، أعني قصة السوداني، مشهورة قلّما رأيت كتابا تذكر فيه عجائب البلاد إلّا وقد ذكرت فيه، وقد روي عن عبد الله بن عمرو ابن العاص أنّه قال: من عجائب الدنيا شجرة برومية من نحاس عليها صورة سودانية في منقارها زيتونة فإذا كان أوان الزيتون صفرت فوق الشجرة فيوافي كل طائر في الأرض من جنسها بثلاث زيتونات في منقاره ورجليه حتى يلقي ذلك على تلك الشجرة فيعصر أهل رومية ما يكفيهم لقناديل بيعتهم وأكلهم لجميع الحول، وفي بعض كنائسهم نهر يدخل من خارج المدينة، في هذا النهر من الضفادع والسلاحف والسراطين أمر عظيم، فعلى الموضع الذي يدخل منه الكنيسة صورة صنم من حجارة وفي يده حديدة معقفة كأنّه يريد أن يتناول بها شيئا من الماء، فإذا انتهت إليه هذه الدوابّ المؤذية رجعت مصاعدة ولم يدخل الكنيسة منها شيء البتة، قال المؤلف: جميع ما ذكرته ههنا من صفة هذه المدينة هو من كتاب أحمد بن محمد الهمذاني المعروف بابن الفقيه وليس في القصة شيء أصعب من كون مدينة تكون على هذه الصفة من العظم على أن ضياعها إلى مسيرة أشهر لا تقوم مزدرعاتها بميرة أهلها، وعلى ذلك فقد حكى جماعة من بغداد أنّها كانت من العظم والسعة وكثرة الخلق والحمّامات
ما يقارب هذا وإنّما يشكل فيه أن القارئ لهذا لم ير مثله، والله أعلم، فأمّا أنا فهذا عذري على أنني لم أنقل جميع ما ذكر وإنّما اختصرت البعض.

شنبك

شنبك: تصحيف شبَّك. ويقال: شنبك الطاقة جعل لها شباكاً، وهو من كلام العامة (محيط المحيط).
شنبك
شَنْبَكٌ، كجَعْفَر أَهْمَلَه الجَماعَةُ، وَهُوَ: والِدُ عَبد اللَّهِ، وجَدُّ عُثْمانَ بنِ أَحْمَدَ الدِّينَوَرِيَّيْنِ الأَخِيرُ حَدّثَ عَن الحَسَنِ بن مُحَمّدٍ الدّارَكِي.
وأَيْضًا: جَدُّ عَبدِ اللَّهِ بنِ أَحْمَدَ النَّهاوَنْدِيِّ: المُحَدِّثِينَ هَكَذَا فِي سائِر النسَخِ، والصوابُ فِي هَذَا السِّياقِ شَنْبَكٌ: جَدُّ عُثْمانَ بن أَحْمَدَ الدِّينَوَريِّ وجَد عَبدِ اللَّهِ بنِ أَحْمَدَ النَّهاوَنْدِيِّ المحَدِّثَيْنِ، كَمَا هُوَ نَصُّ الحافِظَيْنِ الذَّهَبِي وابنِ حَجَرٍ، وقولُه: والِدُ عَبدِ اللَّهِ غَلَطٌ، ولعَلّه رآهُ فِي بعضِ الكُتُبِ حَدَّثَنا عَبدُ اللَّهِ بنُ شَنْبَك، وَهُوَ النَّهاوَنْدِيُّ بعَينِه، وِإنّما نَسَبُه إِلى جَدِّهِ، فظَنَّه المُصَنِّفُ رَجُلاً ثالِثًا، وهما اثْنانِ لَا غَيرُ، فتأَمّلْ.
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: القُطْبُ أَبُو عَبدِ اللَّهِ محَمّدُ بنُ شَنْبَك الشَّنبَكِي: أَحَدُ مَشايِخ مَنْصُورٍ البَطائِحيِّ، أَخَذَ عَن أبي بَكْرِ بنِ هوار البَطائِحِيِّ.
وممّن نُسِبَ إِليه كذلكَ الشّيخُ كَمالُ الدِّينِ يُونُسُ بنُ التّاج مُحَمَّدِ بنِ العِزِّ نَصْر الشَّنْبَكِيُ الحُوَيْزِيّ أَحَدُ شُيوخِ أَبي الفُتُوحِ الطاوسي.

دُوبَيْت

دُوبَيْت: (مركبة من دو فارسية أي اثنان ومن الكلمة العربي بيت أي بيتان من الشعر، ويجمع على دوبيتات (باسم ص35) ويسمى بالعربية رباعي وذلك لأن الدوبيت وهو من أصل فارسي يتألف من أربعة أشطر، وقد قلده العرب.
والدوبيت ثلاثة أنواع: 1 - كل الأشطر تتفق في القافية، 2 - ثلاثة أشطر تتفق في القافية الأول والثاني والرابع ولذلك يسمى أعْرج.
3 - كل الأشطر تتفق في القافية غير ان القافية يجب أن تكون مردوفة (انظر كردوف) أي أن ألفاً أو واواً أو ياءً يجب أن تسبق الحرف الأخير من القافية.
والدوبيت المستزاد يتألف من ثمانية أشطر يتفق الشطر الأول والثالث والسابع بقافية كما يتفق الثاني والرابع والسادس والثامن بقافية. (انظر الجريدة الآسيوية 1839، 2: 163، فريتاج الشعر العربي ص441).
دُوبَيْتيّ: نيبة إلى دوبيت التي تقدمت. ففي كتاب الخطيب (ص73 و): وله مقام في علم العروض الدوبيتي.

تَعَاهَدَتْ

تَعَاهَدَتْ
... كلْتَاهُمَا
الجذر: ع هـ د

مثال: تَعَاهَدتِ الدولتانِ كلتاهما
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن صيغة التوكيد لا فائدة منها هنا، فالفعل «تعاهد» يدل بصيغته على وقوعه من اثنين حتمًا.

الصواب والرتبة: -تعاهدتِ الدولتانِ [فصيحة]-تعاهدتِ الدولتانِ كلتاهما [فصيحة]
التعليق: وجهة نظر المعترض أنه لما كان الغرض من التوكيد بكلا وكلتا إثبات التثنية وإزالة الاحتمال أو المجاز عن العبارة - كان من المستقبح بلاغة أن يقال: تعاهدت الدولتان كلتاهما، وتخاصم الرجلان كلاهما، حيث لا مجال لاحتمال «التعاهد» أو «التخاصم» من أحدهما دون الآخر، لأن «التعاهد» و «التخاصم» لا يتحقق معناه إلا بوقوعه من اثنين، ولكن يمكن تصويب التعبير المرفوض استنادًا إلى أن التوكيد قد يأتي للتقوية والتثبيت دون أن يكون مزيلاً لاحتمال المجاز، فقد يكون هناك وهم من المتكلم أزاله التوكيد. وشبيه بهذا قول العرب: «رجلان اثنان»، مع أن التثنية لا تحتاج إلى موصوف.

الصَّيفَ ضيَّعْتَ اللبن

الصَّيفَ ضيَّعْتَ اللبن
الجذر: ض ي ع

مثال: الصَّيفَ ضيَّعْتَ اللبن
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لفتح التاء في «ضَيَّعْتَ».
المعنى: مَثَل يُقال لمن يحاول استدراك أمرٍ بعد ضياعه

الصواب والرتبة: -من الأمثال القديمة: الصَّيْفَ ضيعْتِ اللبنَ [فصيحة]
التعليق: جاء في اللسان: "وفي المثل: الصَّيْف ضَيَّعْتِ اللبن؛ هكذا يقال إذا خوطب به المذكر والمؤنث والــاثنان والجمع، بكسر التاء، لأن أصل المثل إنما خوطب به امرأة.

أَضَاءَ المصباحُ

أَضَاءَ المصباحُ
الجذر: ض و أ

مثال: أَضَاء المصباحُ في المكان
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستعمال «أفعل» لازمًا.
المعنى: نَوَّرَ، أنار

الصواب والرتبة: -أَضَاء المصباحُ في المكان [فصيحة]-أَضَاء فلانٌ المصباحَ [فصيحة]
التعليق: جاء الفعل «أضاء» بمعنى «ضاء» في المعاجم والــاثنان لازمان، وجاء متعديًا في قوله تعالى: {فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ} البقرة/17، وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري قياسية استعمال «أَفْعَلَ» بمعنى «فَعَل».

إِثْنَان

إِثْنَان
الجذر: ث ن ي

مثال: أُصِيب إِثْنَان من الفدائيين
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لورودها بهمزة القطع، وهي بهمزة الوصل.

الصواب والرتبة: -أصيب اثْنان من الفدائيين [فصيحة]
التعليق: الهمزة في كلمة «اثنان» همزة وصل تسقط في الرسم وفي النطق إذا لم يُبتدأ بها، وكذا وردت في المعاجم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.