Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: إفريقي

زَبَرِين

زَبَرِين: اسم طعام عند أهل المغرب (المقري 2: 205، شكوري 193و)، وهو hormigos de massa في معجم ألكالا وقد ترجمت هذه الكلمة فيه أيضاً بكسكوسو، وعند فيكتور horimigo هو الخبز الفتيت المخلوط بالزعفران، وعند فونيز hormigo وهو طعام متبل (يخني) يتخذ من البندق المدقوق والخبز الفتيت والعسل. وقد فقدت هذه الكلمة الحرف الأول منها في إفريقيــة منذ مدة طويلة لأن أهلها يقولون بَزِين أو بَزِينة. ففي ليون (ص562) باللاتينية ما معناه: ((دقيق من البندق يخلط بدقيق الحنطة والزيت وشيء من التوابل وهو طعامهم ويسمونه بزين)) (انظر ص572). ويقول ريشاردسون صحارى (1: 61): وطعامهم المألوف هو بزين وهو خليط من الدقيق والزبيب المطبوخ مع قليل من صباغ الأعشاب المتبلة، وأحياناً يخلط قليل من الزيت أو شحم الغنم المذاب وهذا غالباً طعامهم في الجهد وأحياناً يتخذ من الدقيق، وهو عشاؤهم ووجبة اليوم الرئيسة، انظر أيضاً (1: 277 - 278) منه، وكذلك كتابه وسط إفريقيــة (1: 71، 308). ويقول شيربرتر في ملاحظات: بَزِينة حساء يتخذ من الدقيق والسمن والسكر في تونس. وانظر أيضاً: مارمول (2: 241، 285، 305)، وباجني (ص45، ص121)، وهاملتون (ص172)، وليون (ص21، 22، 49، 50)، وباناتي (2: 31)، وبلاكييه (2: 40)، وعشر سنوات (ص48، 89، 105)، وديلاسيلا (ص8)، وتيسيتا (ص7)، ومجلة الشرق والجزائر (: 16)، وبارت (1: 44، 112).

شدّ

(شدّ)
الشَّيْء شدَّة قوي وَمتْن وَثقل وَفُلَان شدا عدا وَالنَّهَار ارْتَفع وَعَلِيهِ فِي الْحَرْب حمل بِقُوَّة وعَلى قلبه شدا ختم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَاشْدُدْ على قُلُوبهم فَلَا يُؤمنُوا حَتَّى يرَوا الْعَذَاب الْأَلِيم} وَفُلَانًا أوثقه وَيُقَال شدّ عضده وَشد على يَده قواه وأعانه والعقدة أحكمها وأوثقها وَيُقَال شدّ رحاله تهَيَّأ للسَّفر وَشد مِئْزَره جد واجتهد فِي الْعَمَل وَالْحَبل وَنَحْوه جذبه ومده وَمن استعمالهم فِي التَّعَجُّب لشد مَا جنى أَو شدّ مَا جنى مَا أَشد
شدّ:
شدَّ: أوثق، ومصدره عند العامة شِدَاد (المقدمة 3: 367) وقد صححت البيت الذي وردت فيه هذه الكلمة وشرحته في الجريدة الآسيوية (1869، 2: 178) ومصدره كذلك عندهم شديد (بركهارت نوبيه ص387).
شَدَّ: بدل أن يقال شدّ الرحال، وشدّ الأحمال على الدوابّ (بوشر) يقال أيضاً: شجّ وحدها بمعنى أسرج الدابة أو حمَّلها. وحين تريد القافلة أن تسير يصرخ رئيسها: الشديد وهو مصدر شدّ. وحين يقال: شدّ على الفرس (البكري ص35، زيشر 22: 75) فلابد أن تفهم أن السرجَ محذوف. ويقال أيضاً: شد الحصان أي وضع عليه السرج (بوشر)، وشد الحمار: وضع عليه الاكاف أو البرذعة (بوشر، ألف ليلة 1: 447). وشد راحلةً (ألف ليلة 1: 397) وفي معجم بوشر: شد الحزام وشدّ وحدها بمعنى حزّم الدابة شد حزامها، وشدَّ: حمَّل، ففي ألف ليلة (1: 81): وشدينا عشرة جمال هدايا. وشدينا هي عامية شددنا.
شدّ الأزرار: زرّ. بكّل (بوشر) وهذا الفعل يستعمل أيضاً بمعنى زرّ، بكّل، وأنشب الابزيم، وشبك ببزيم (ألكالا).
شدَّ: أغلق (فوك).
شد عِمتُه: تعمم، لف العمامة على رأسه، ففي ميرسنج (ص33): شُدَّتْ عِمَّتُه أكثر دهره إلى التفسير (انظر ص124) أي وكان أكثر وقته حين يعتمر عمامته ليخرج من منزله فذلك لكي يفسر القرآن.
شدَّ: وتَّر، صلَّب (بوشر).
شدَّ القوس: وتّر القوس (بوشر، همبرت ص133).
شدَّ بالزود: أكثر من التوتر والمدّ (بوشر).
شدُّ: توتر، تصلب، تشدد (بوشر).
شُدّ: أوثق بالوثاق (ألكالا، بوشر).
شدَّ: جهز موضع الحرب وزوده بكل ما يحتاج إليه للدفاع. ويقال: شدّ بالرجال (عباد 1: 248).
وفي حيان (ص83 و): وشد الحاضرة برحاله.
وعند ابن القوطية (ص4 ق): شد موسى بن نصير حصون الأندلس.
شدَّ: حَزَم، النويري (إفريقيــة ص24 ق): وأخذ زيادة الله في مهد شد الأموال والجواهر والسلاح وما خفَّ من الأمتعة النفيسة.
شدّ: أصحف الكتاب، جلّد الكتاب (بوشر) شدّ على: ضغط على (بوشر) وفي رحلة ابن بطوطة (3: 36): كان يصافحه ويشد بيده على يده.
شدّ على فلان: ألح عليه (معجم الطرائف).
شدّ لفلان: معنى هذا الفعل غير واضح لدي في عبارة (زيشر 20: 506): وشد الغوات في سائر الفنون للإستادين.
شدّ مع فلان: كان في صفه ومن حوله (بوشر).
شدّ حَصْرَ المدينة: شدد الحصار عليها (عباد 1: 224).
شدّ للحصان: جر عناقه وزيّره (بوشر). وفي ألف ليلة (2: 46): شد لجامُ الحمار بمعنى أوقفه، وفي طبعة برسلاو (7: 21): مسك الحمارَ.
شدّ حقويه: تحزم على خصره (بوشر).
شدّ الأحمال: حزم الأحمال وربطها (بوشر).
شدّ حيله: تشجع (بوشر).
شدّ زورقاً: جهز زورقاً (ألف ليلة 2: 488) وقد ترجمها لين بهذا المعنى.
شدَّ السَيْرَ: أسرع في السير (معجم البيان).
شدّ ظهره: أعانه وأسنده وتحزّب له (بوشر، بدرون ص229).
شدّ العود: انظره في شد الوتر.
شدّ اللجام: انظره في شد للحصان.
شدّ على نفسه: تقلد الشجاعة، ففي حيان (ص101 ق): وعلم الداعي أميرهم إنه غير ناج فشد على نفسه وهمز فرسه واستعرض العدوَّ مقبلاً عليهم بوجهه فقاتل حتى قُتِل.
شد الوتر: ركب الوتر ورفع مقام الصوت (بوشر).
شد الأوتار: دوزن أوتار الآلة الموسيقية وأصلحها وعدلها (بوشر).
شد العود: دوزن أوتار العود وأصلحها وعدلها (ألف ليلة 1: 372، برسل 11: 448، 460، 12: 203).
شد الولدُ: قبل الولد عضواً في طائفة أهل الحرفة. واسمه حينئذ مشدود (لين عادات 2: 316).
شد يَدَه ب: الح ب، ففي عباد (3: 166): ثم شد يده بطلب حقه من ذلك.
شد يده على الشيء: تمسك به ولم يتركه، ويقال: شدُّوا أيديكم على الصدقات، بمعنى لا ترفعوها وتمسكوا بها (معجم الطرائف) ويقال أيضاً: شد يده بفلان أو شد بالشيء (معجم الطرائف) ففي حيان - بسام (3: 49 و): وشدَّ الكُفَّار أيديهم بمدينة بربشتر واستوطنوها.
كما يقال أيضاً شد كفّاً بفلان (معجم مسلم).
شدَّد. شدَّد في شروط الرواية والتحمل. أي طالب بقوة أن تتوفر كل شروط صحة الرواية ونقلها (المقدمة 2: 405).
شدَّد على فلان في: ألحّ عليه في (معجم الطرائف) وفي كليلة ودمنة (ص241): فإن الملك سأل عن اللحم وشدّد فيه وفي المسألة عنه.
شدّد: أرعد وأبرق، ففي المعجم اللاتيني العربي: ( baccare (bacchari.) لتحريد وتشديد) شدَّد: شدّ الأحمال وحزّمها (المقدمة 3: 364) (صحح الترجمة).
تشدّد على: عامل بشدة وقسوة (بوشر).
تشدّد على: استبسل وضري على (بوشر).
انشدّ: مطاوع شدّ (فوك).
اشتدّ: بالمعنى الذي ذكره فريتاج وهو قوي وزاد ويقال اشتد على بمعنى استبسل وضري على (بوشر).
وفي اخبار (ص70): واشتد يوسف على الخروج إلى الثغر.
اشتد: سدّ، أغلق (فوك).
اشتد المائع: خثر (محيط المحيط).
اشتد: كان عليه التشديد وهو الحرف وإدغامه. (أبو الوليد ص590، 640).
شدّ. شد العصب: تهيج العصب (بوشر).
شدّ: قوة، بأس (معجم الطرائف).
شدّ وجمعه مشُدُود: حزمة، حمل (معجم الادريسي، المقري 1: 230) وانظر إضافات.
شدّ وجمعه شُدُود: رباط، لفافة (ألكالا).
شدّ وجمعه شدود: شال من الموصلي (الموسلين) والحرير أو نسيج آخر يعتم به أو يتمنطق (الملابس ص213 - 214، محيط المحيط) وهي مرادف كلمة عمامة ذلك أنا نقرأ في ألف ليلة (برسل 4: 11) كلمة شد حيث نجدها في طبعة ماكن (3: 20) وذلك ما نجده بعد ذلك في طبعة برسلاو أيضاً التي رددت ذكر هذه الكلمة مرات عدة في بقية الحكاية (ص12).
وفي أيام فانسليب كان تطلق هذه الكلمة على عمامة مخططة بخطوط بيض وزرق يعتم بها الأقباط (نقل هذا دي ساسي (طرائف 1: 199) عنه. حين كان المسلمون يعتمون بعمامة بيضاء تسمى بالشاش، ولم يكونوا يفرقون بينهما قديماً في مصر. ثم فرقوا بينهما بعد ذلك كما يفرق بينهما في بلاد البربر.
وعند ميهرن (ص30): شد حجازي أو شد مطنبر نسيج من الحرير أصفر أو أبيض تتخذ منه العمائم.
شد مشنبر: عمامة مزينة بحواشي وأهداب حمر.
وهو أيضاً: شال من الموصلي أو نسيج آخر تلف به الرقبة ليحميها من البرد أو الحر، وهو يشبه النسيج الذي تتخذ منه العمائم (الملابس ص 214 - 215).
وأخيراً فكلمة شدّ يطلق على نطاق من القطن أو الحرير أو نسيج آخر (الملابس ص214)، محيط المحيط ألف ليلة، برسل 4: 322).
شدّ: يطلق في مصر على المنصب الذي يتولاه الشاد أي المفتش (مملوك 101: 111).
شدَّة وجمعها شَدَّات: حزمة. ربطة. (بوشر، مارسيل، أبو الوليد ص137) وفي النويري (إفريقيــة ص62 و): فقدتُ شدةً من المتاع (ألف ليلة برسل 2: 143، 12: 349).
شدّة: نصف حمل دابة موضوع في جانب ليعادل الجانب الآخر (بوشر).
شدَّة: حزمة: مجموعة أشياء مربوطة معاً (بوشر) وجمعها شُدد.
شدة بنادقة: دنانير ذهبية كانت تضرب بالبندقية منظومة (لين عادات 2: 412).
شدّة: الورق الذي يلعب به (محيط المحيط) وشدة ورق عند بوشر وهمبرت (ص90) وهي فيه بكسر الشين.
شدّة: بعض ما يعمل من أخلاط مختلفة كشدة الحبوب عند الأطباء إشارة إلى حبوب الدواء أو شدة الحبر عند الكتاب إشارة إلى الحبر (محيط المحيط).
الشدَّة: الحذاء (محيط المحيط).
شِدَّة: الشدة: القوة! الصلابة! (بوشر).
شِدّة: أزمة، عُسرة (بوشر). شِدَّة: غلاء، قحط مقابل رخاء (كرفاس ص72) وفي رياض النفوس (ص63 و): وكانت شدة عظيمة.
شِدَّة: فن إطلاق سهم ومزراق إلى مسافة بعيدة. (ابن الأبار ص84) وقد نقل من ابن حيان (ص22 ق، 23 و).
شِدَّة: تجليد، الطريقة التي يجلد بها الكتاب (بوشر) وغلاف الكتاب (همبرت ص111) شِدّة: جشع، حرص، حسب المعجم اللاتيني - العربي، ففيه avide ( كذا) رَغبَة وشُحَّ وشِدَّة. غير أني أرى أن هذا خطأ والصواب شَرَه أو شِرَّة.
شَدَاد: سرج (زيشر 22: 81، 120).
شَدِيد: تجمع على أَشِدَّة (رايت ص113).
شديد: صلب، قوي مقابل ليّن. يقال مثلاً: لحم السمك شديد (معجم الإدريسي).
شَدَادَة وتجمع على شدائد: حزمة، رزمة، بالِة، طرد، فردة (برجون أفريقية) وتجمع على شَدَادات (أبو الوليد ص142).
شَدِيدَة: نوع من العشب (652) (بارت 1: 32) شَدَّاد: اعرج، (فوك).
شَدَّاد: سائس، خادم الخيل (مملوك 1، 1: 112).
شَدَّادَة وجمعها شدّادات وشدائد: حزمة وربطة من نسيج الكتان (ألكالا).
شادّ ومُشِدّ: هو في مصر الرئيس والوكيل الضابط الذي يراقب الأعمال من كل نوع، ويحث الموظفين على العمل، ويجمع ضرائب الكمرك وغيرهما من الضرائب والخراج (مملوك 1، 1: 110، ميهرن ص29). وفي عصرنا هذا يطلق اسم المشد في مصر على من يتولى نقل الأوامر من وكيل السلطان إلى رؤساء القرى وعمدها (دي ساسي طرائف 1: 234).
شَادِّيَّة: هي في مصر هو المنصب الذي يتولاه الشادّ أي الوكيل والمفتش والرئيس (مملوك 1، 1: 111).
تشَدُّد: التصلب والمبالغة في الأمر وعدم التخفيف (بوشر).
تشَدَادات (جمع): رزُم، بالات، ربطات، طرود (أبو الوليد ص137 رقم 44) وقد وردت في مخطوطة واحدة.
تَشْدِيد: شدّ، حزق، ضغط، إيثاق. وهو مثل شِدّ (ألكالا).
مِشَدّ: نطاق تشد به المرأة نفسها (محيط المحيط).
مُشِدّ: انظر شادّ.
مِشَدَّة: كان على فريتاج أن يكتب Vitta ( زمام، عنان) بدل mitra ( عمامة) (جيلد مايستر، فهرس المخطوطات الشرفية في مكتبة بون ص38).
مِشَدَّة: منديل في عنق الفرس (مملوك 1، 1: 150) مكتوب مشدَّد: رسالة مستعجلة (بوشر).
مَشُدُود. المتاع المشدود: البضاعة التي تستعمل في الشَدّ (مثل العمائم والمناطق) أي نسيج من الموصلي (ملّر ص5).
مَشْدُود: حرف مضعف عليه التشديد (دي ساسي طرائف 2: 245).
مَشُدُود وجمعه مشاديد: تابع، رجل مسلح مستأجر من قبل شخص آخر فهو تابع له (ألف ليلة برسل 7: 92، 113، 114، 9: 193، 235، 236) وفي طبعة ماكن حلت كلمة وَلَد محل هذه الكلمة ومن تحت يده والجمع أتباع.
مُشُدُود: هو الذي قبل في طائفة أهل الحرف. (لين عادات 2: 316).
مٌتَشَدِّد: متصلب، متعصب، مبالغ في الأمر غير مخفف له (بوشر).
من غير اشتداد: حالاً، ارتجالاً، بلا استعداد (بوشر).
زود انْشِداد العصب: شدة توتر الأعصاب (بوشر)

أفروآسيويي

أفروأاسيويي
أفروآسيويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى كلمتي إفريقيــا وآسيا ° المنظمة الأفروآسيويّة: منظمة تضمّ مجموعة من دول إفريقيــا وآسيا، وتسعى لتدعيم التعاون فيما بينها. 

بِجَايةُ

بِجَايةُ:
بالكسر، وتخفيف الجيم، وألف، وياء، وهاء:
مدينة على ساحل البحر بين إفريقيــة والمغرب، كان أول من اختطّها الناصر بن علناس بن حماد بن زيري بن مناد بن بلكّين، في حدود سنة 457، بينها وبين جزيرة بني مزغنّاي أربعة أيام، كانت قديما ميناء فقط ثم بنيت المدينة، وهي في لحف جبل شاهق وفي قبلتها جبال كانت قاعدة ملك بني حماد، وتسمّى الناصرية أيضا باسم بانيها، وهي مفتقرة إلى جميع البلاد لا يخصّها من المنافع شيء، إنما هي دار مملكة، تركب منها السّفن وتسافر إلى جميع الجهات، وبينها وبين ميلة ثلاثة أيام، وكان السبب في اختطاطها أن تميم بن المعزّ بن باديس صاحب إفريقيــة أنفذ إلى ابن عمه الناصر بن علناس محمد بن البعبع رسولا لإصلاح حال كانت بينهما فاسدة، فمرّ ابن البعبع بموضع بجاية وفيه أبيات من البربر قليلة فتأمّلها حقّ التأمّل فلما قدم على الناصر غدر بصاحبه واستخلى الناصر ودلّه على عورة تميم وقرر بينه وبين الناصر الهرب من تميم والرجوع إليه، وأشار عليه ببناء بجاية واستركبه وأراه المصلحة في ذلك والفائدة التي تحصل له من الصناعة بها وكيد العدوّ، فأمر من وقته بوضع الأساس وبناها ونزلها بعسكره، ونمى الخبر إلى تميم فأرصد لابن البعبع العيون فلما أراد الهرب قبض عليه وقتله وألحق به عاقبة الغدر.

تَاهَوْت

تَاهَوْت:
بفتح الهاء، وسكون الراء، وتاء فوقها نقطتان: اسم لمدينتين متقابلتين بأقصى المغرب، يقال لإحداهما تاهرت القديمة وللأخرى تاهرت المحدثة، بينهما وبين المسيلة ست مراحل، وهي بين تلمسان وقلعة بني حماد، وهي كثيرة الأنداء والضباب والأمطار، حتى إن الشمس بها قلّ أن ترى ودخلها أعرابي من أهل اليمن يقال له أبو هلال ثم خرج إلى أرض السودان فأتى عليه يوم له وهج
وحرّ شديد وسموم في تلك الرمال، فنظر إلى الشمس مضحية راكدة على قمم الرؤوس وقد صهرت الناس فقال مشيرا إلى الشمس: أما والله لئن عززت في هذا المكان لطالما رأيتك ذليلة بتاهرت! وأنشد:
ما خلق الرحمن من طرفة، ... أشهى من الشمس بتاهرت
وذكر صاحب جغرافيا أن تاهرت في الإقليم الرابع، وأن عرضها ثمان وثلاثون درجة، وهي مدينة جليلة، وكانت قديما تسمى عراق المغرب، ولم تكن في طاعة صاحب إفريقيــة ولا بلغت عساكر المسوّدة إليها قط، ولا دخلت في سلطان بني الأغلب، وإنما كان آخر ما في طاعتهم مدن الزاب وقال أبو عبيد:
مدينة تاهرت مدينة مسورة لها أربعة أبواب: باب الصفا وباب المنازل وباب الأندلس وباب المطاحن، وهي في سفح جبل يقال له جزّول، ولها قصبة مشرفة على السوق تسمى المعصومة، وهي على نهر يأتيها من جهة القبلة يسمى مينة، وهو في قبلتها، ونهر آخر يجري من عيون تجتمع يسمى تاتش، ومنه شرب أهلها وأرضها، وهو في شرقيها، وفيها جميع الثمار، وسفرجلها يفوق سفرجل الآفاق حسنا وطعما، وهي شديدة البرد كثيرة الغيوم والثلج قال بكر بن حماد أبو عبد الرحمن، وكان بتاهرت من حفاظ الحديث وثقات المحدثين المأمونين، سمع بالمشرق ابن مسدّد وعمرو بن مرزوق وبشر بن حجر، وبــإفريقيــة ابن سحنون وغيرهم، وسكن تاهرت وبها توفي، وهو القائل:
ما أخشن البرد وريعانه، ... وأطرف الشمس بتاهرت
تبدو من الغيم، إذا ما بدت، ... كأنها تنشر من تخت
فنحن في بحر بلا لجّة، ... تجري بنا الريح على سمت
نفرح بالشمس، إذا ما بدت، ... كفرحة الذّمّيّ بالسّبت
قال: ونظر رجل إلى توقد الشمس بالحجاز فقال:
احرقي ما شئت، والله إنك بتاهرت لذليلة قال:
وهذه تاهرت الحديثة، وهي على خمسة أميال من تاهرت القديمة، وهي حصن ابن بخاثة، وهو شرقي الحديثة، ويقال إنهم لما أرادوا بناء تاهرت القديمة كانوا يبنون بالنهار، فإذا جن الليل وأصبحوا وجدوا بنيانهم قد تهدم، فبنوا حينئذ تاهرت السفلى، وهي الحديثة، وفي قبلتها لواتة وهوّارة في قرارات وفي غربيها زواغة وبجنوبيها مطماطة وزناتة ومكناسة.
وكان صاحب تاهرت ميمون بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم بن بهرام، وبهرام هو مولى عثمان بن عفان، وهو بهرام بن بهرام جور بن شابور بن باذكان بن شابور ذي الأكتاف ملك الفرس، وكان ميمون هذا رأس الإباضية وإمامهم ورأس الصّفرية والواصلية، وكان يسلّم عليه بالخلافة، وكان مجمع الواصلية قريبا من تاهرت، وكان عددهم نحو ثلاثين ألفا في بيوت كبيوت الأعراب يحملونها. وتعاقب مملكة تاهرت بنو ميمون وإخوته، ثم بعث إليهم أبو العباس عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب أخاه الأغلب، ثم قتل من الرّستمية عددا كثيرا وبعث برؤوسهم إلى أبي العباس أخيه، وطيف بها في القيروان، ونصبت على باب رقادة وملك بنو رستم تاهرت مائة وثلاثين سنة. وذكر محمد بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم، وكان خليفة لأبي الخطاب عبد
الأعلى بن السمح بن عبيد بن حرملة المعافري أيام تغلّبه على إفريقيــة بالقيروان، فلما قتل محمد بن الأشعث أبا الخطاب في صفر سنة 144 هرب عبد الرحمن بأهله وما خف من ماله وترك القيروان، فاجتمعت إليه الإباضية واتفقوا على تقديمه وبنيان مدينة تجمعهم، فنزلوا موضع تاهرت اليوم، وهو غيضة أشبة، ونزل عبد الرحمن منه موضعا مربعا لا شعراء فيه، فقالت البربر: نزل تاهرت، تفسيره الدّفّ لتربيعه، وأدركتهم صلاة الجمعة فصلى بهم هناك، فلما فرغ من الصلاة ثارت صيحة شديدة على أسد ظهر في الشّعراء فأخذ حيّا وأتي به إلى الموضع الذي صلي فيه وقتل فيه، فقال عبد الرحمن بن رستم: هذا بلد لا يفارقه سفك دم ولا حرب أبدا، وابتدأوا من تلك الساعة، وبنوا في ذلك الموضع مسجدا وقطعوا خشبة من تلك الشّعراء، وهو على ذلك إلى الآن، وهو مسجد جامعها، وكان موضع تاهرت ملكا لقوم مستضعفين من مراسة وصنهاجة فأرادهم عبد الرحمن على البيع فأبوا، فوافقهم على أن يؤدوا إليهم الخراج من الأسواق ويبيحوا لهم أن يبنوا المساكن، فاختطوا وبنوا وسموا الموضع معسكر عبد الرحمن بن رستم إلى اليوم وقال المهلبي: بين شير وتاهرت أربع مراحل، وهما تاهرتان القديمة والحديثة، ويقال للقديمة تاهرت عبد الخالق، ومن ملوكها بنو محمد بن أفلح بن عبد الرحمن بن رستم وممن ينسب إليها أبو الفضل أحمد بن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله التميمي البزّاز التاهرتي، روى عن قاسم بن أصبع وأبي عبد الملك بن أبي دكيم وأبي أحمد بن الفضل الدينوري وأبي بكر محمد بن معاوية القرشي ومحمد بن عيسى بن رفاعة، روى عنه أبو عمر ابن عبد البرّ وغيره.

البروج الاثني عشر من البلدان

ذكر ما لكل واحد من البروج الاثني عشر من البلدان
أما الحمل: فله بابل، وفارس، وأذربيجان، واللان، وفلسطين.
الثور: له الماهان، وهمذان، والأكراد الجبليون، ومدين، وجزيرة قبرس، والاسكندرية، والقسطنطينية، وعمان، والري، وفرغانة، وله شركة في هراة وسجستان.
الجوزاء: له جرجان، وجيلان، وأرمينية، وموقان، ومصر، وبرقة، وبرجبان، وله شركة في أصفهان وكرمان.
السرطان: له أرمينية الصغرى، وشرقي خراسان، وبعض إفريقيــة، وهجر، والبحرين، والديبل، ومرو الروذ وله شركة في أذربيجان وبلخ.
الأسد: له الترك إلى يأجوج، ونهاية العمران التي تليها، وعسقلان، والبيت المقدس، ونصيبين، وملطية، وميسان، ومكران، والديلم، وايرانشهر، وطوس، والصعيد، وترمذ.
السنبلة: له الأندلس، وجزيرة أقريطش، ودار مملكة الحبشة، والجرامقة، والشام، والفرات، والجزيرة، وديار بكر، وصنعاء، والكوفة وما بين كرمان من بلاد فارس، وسجستان، إلى تخوم السند.
الميزان: له الروم وما بين تخومها الى إفريقيــة، وسجستان، وكابل، وقشمير، وصعيد مصر، إلى تخوم الحبشة، وبلخ، وهراة، وانطاكية، وطرطوس، ومكة، والطالقان، وطخارستان، والصين.
العقوب: له الحجاز، والمدينة، وبادية العرب ونواحيها إلى اليمن، وقومس، والري، وطنجة، والخزر، وآمل، وسارية، ونهاوند، والنهروان، وله شركة في الصغد.
القوس: له الجبال، والدينور، وأصفهان، وبغداد، ودنباوند، وباب الأبواب، وجندي سابور، وله شركة في بخارا، وجرجان، وشواطئ بحر أرمينية وبربر إلى المغرب.
الجدي: له مكران، والسند، ونهر مهران، ووسط بحر عمان إلى الهند، والصين، وشرقي أرض الروم، والأهواز، وإصطخر.
الدلو: له السواد إلى ناحية الجيل، والكوفة وناحيتها، وظهر الحجاز، وأرض القبض من مصر، وغربي أرض السند، وله شركة في فارس.
الحوت: له طبرستان، وناحية الشمال من أرض جرجان، وبخارا وسمرقند وقاليقلا إلى الشام، والجزيرة، ومصر، والاسكندرية، وبحر اليمن، وشرقي أرض الهند، وله شركة في الروم.
هكذا وجدت هذا في بعض الأزياج، وفيه تكرار باختلاف اللفظ في عدّة مواضع، نحو قوله:
بابل والعراق والسواد وبغداد والنهروان والكوفة، كل هذا من السواد، وكل هذا من أرض بابل، وكل هذا من العراق وبغداد والنهروان والكوفة فمضمومة إلى ذلك. وفيما تقدّم أمثال لهذا، والله أعلم بحقيقة ذلك، وفي الصورة السابقة رسم بسيط الأرض، وهيئة البيت الحرام، واستقبال الناس إياه من جميع جهات الأرض على وجه التقريب، وفيه نظر.
الباب الثالث في تفسير الألفاظ التي يتكرر ذكرها في هذا الكتاب
فإن فسرناها في كل موضع تجيء فيه أطلنا، وإن ذكرناها في موضع دون الآخر بخسنا أحدهما حقّه، ويبهم على المستفيد موضعها، وإن ألقيناها جملة أحوجنا الناظر في هذا الكتاب إلى غيره، فجئنا بها هاهنا مفسرة، مبيّنة، مسهّلا على الطالب أمرها، وهي البريد، والفرسخ، والميل، والكورة، والإقليم، والمخلاف، والاستان، والطسوج، والجند، والسكة، والمصر، وأباذ، والطول، والعرض، والدرجة، والدقيقة، والصلح، والسلم، والعنوة، والخراج، والفيء، والغنيمة، والقطيعة.

علم البيان

علم البيان
هو: علم يعرف به إيراد المعنى الواحد، بتراكيب مختلفة، في وضوح الدلالة على المقصود، بأن تكون دلالة بعضها أجلى من بعض.
وموضوعه: اللفظ العربي، من حيث وضوح الدلالة على المعنى المراد.
وغرضه: تحصيل ملكة الإفادة، بالدلالة العقلية، وفهم مدلولاتها.
وغايته: الاحتراز عن الخطأ، في تعيين المعنى المراد.
ومباديه: بعضها: عقلية، كأقسام الدلالات، والتشبيهات، والعلاقات، وبعضها: وجدانية، ذوقية، كوجوه التشبيهات، وأقسام الاستعارات، وكيفية حسنها.
وإنما اختاروا في علم البيان: وضوح الدلالة، لأن بحثهم لما اقتصر على الدلالة العقلية، أعني: التضمنية، والالتزامية، وكانت تلك الدلالة خفية، سيما إذا كان اللزوم بحسب العادات، والطبائع، فوجب التعبير عنها بلفظ أوضح.
مثلا: إذا كان المرئي دقيقا في الغاية، تحتاج الحاسة في إبصارها إلى شعاع قوي، بخلاف المرئي، إذا كان جليا، وكذا الحال في الرؤية العقلية، أعني: الفهم، والإدراك.
والحاصل: أن المعتبر في علم البيان: دقة المعاني المعتبرة فيها، من الاستعارات والكنايات، مع وضوح الألفاظ الدالة عليها.
ومن الكتب المفردة فيه:
علم البيان
هو: علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بتراكيب مختلفة في وضوح الدلالة على المقصود بأن تكون دلالة بعضها أجلى من بعض.
وموضوعه: اللفظ العربي من حيث وضوح الدلالة على المعنى المراد.
وغرضه: تحصيل ملكة الإفادة بالدلالة العقلية وفهم مدلولاتها ليختار الأوضح منها مع فصاحة المفردات.
وغايته: الاحتراز من الخطأ في تعيين المعنى المراد بالدلالة الواضحة.
ومباديه: بعضها: عقلية كأقسام الدلالات والتشبيهات والعلاقات المجازية ومراتب الكنايات وبعضها: وجدانية ذوقية كوجوه التشبيهات وأقسام الاستعارات وكيفية حسنها ولطفها وإنما اختاروا في علم البيان وضوح الدلالة لأن بحثهم لما اقتصر على الدلالة العقلية - أعني التضمنية والالتزامية - وكانت تلك الدلالات خفية سيما إذا كان اللزوم بحسب العادات والطبائع وبحسب الألف فوجب التعبير عنهما بلفظ أوضح مثلا إذا كان المرئي دقيقا في الغاية تحتاج الحاسة في إبصارها إلى شعاع قوي بخلاف المرئي إذا كان جليا وكذا الحال في الروية العقلية أعني الفهم والإدراك.
والحاصل: أن المعتبر في علم البيان دقة المعاني المعتبرة فيها من الاستعارات والكنايات مع وضوح الألفاظ الدالة عليها.
قال في: كشاف اصطلاحات الفنون: علم البيان: علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه كذا ذكر الخطيب في: التلخيص وقد احترز به عن ملكة الاقتدار على إيراد المعنى العادي عن الترتيب الذي يصير به المعنى معنى الكلام المطابق لمقتضى الحال بالطرق المذكورة فإنها ليست من علم البيان وهذه الفائدة أقوى مما ذكره السيد السند من أن فيما ذكره القوم تنبيها على أن علم البيان ينبغي أن يتأخر عن علم المعاني في الاستعمال وذلك لأنه يعلم منه هذه الفائدة أيضا فإن رعاية مرابت الدلالة في الوضوح والخفاء على المعنى ينبغي أن يكون بعد رعاية مطابقته لمقتضى الحال فإن هذه كالأصل في المقصودية وتلك فرع وتتمة لها وموضعه: اللفظ البليغ من حيث أنه كيف يستفاد منه المعنى الزائد على أصل المعنى وإن شئت زيادة التوضيح فارجع إلى الأطول. انتهى.
قال ابن خلدون في: بيان علم البيان: هذا العلم حادث في الملة بعد علم العربية واللغة وهو من العلوم اللسانية لأنه متعلق بالألفاظ وما تفيده ويقصد بها الدلالة عليه من المعاني.
وذلك وأن الأمور التي يقصد المتكلم بها إفادة السامع من كلامه هي: إما تصور مفردات تسند ويسند إليها ويفضي بعضها إلى بعض والدالة على هذه هي المفردات من الأسماء والأفعال والحروف.
وأما تمييز المسندات من المسند إليها والأزمنة ويدل عليها بتغير الحركات وهو الإعراب وأبنية الكلمات وهذه كلها هي صناعة النحو يبقى من الأمور المكتنفة بالواقعات المحتاجة للدلالة أحوال المتخاطبين أو الفاعلين وما يقتضيه حال الفعل وهو محتاج إلى الدلالة عليه لأنه من تمام الإفادة وإذا حصلت للمتكلم فقد بلغ غاية الإفادة في كلامه وإذا لم يشتمل على شيء منها فليس من جنس كلام العرب فإن كلامهم واسع ولكل مقام عندهم مقال يختص به بعد كمال الإعراب والإبانة ألا ترى أن قولهم: زيد جاءني مغاير لقولهم: جاءني زيد من قبل أن المتقدم منهما هو الأهم عند المتكلم.
ومن قال: جاءني زيد أفاد أن اهتمامه بالمجيء قبل الشخص المسند إليه.
ومن قال زيد جاءني أفاد أن اهتمامه بالشخص قبل المجيء المسند.
وكذا التعبير عن أجزاء الجملة بما يناسب المقام من موصول أو مبهم أو معرفة وكذا تأكيد الإسناد على الجملة كقولهم زيد قائم وإن زيدا قائم وإن زيدا القائم متغايرة كلها في الدلالة وإن استوت من طريق الأعراف.
فإن الأول: العادي عن التأكيد إنما يفيد الخالي الذهن.
والثاني: المؤكد بأن يفيد المتردد.
والثالث: يفيد المنكر فهي مختلفة. وكذلك تقول جاءني الرجل ثم تقول مكانه بعينه جاءني رجل إذا قصدت بذلك التنكير تعظيمه وأنه رجل لا يعادله أحد من الرجال ثم الجملة الإسنادية تكون خبرية: وهي التي لها خارج تطابقه أولا وإنشائية: وهي التي لا خارج لها كالطلب وأنواعه ثم قد يتعين ترك العاطف بين الجملتين إذا كان للثانية محل من الإعراب فينزل بذلك منزلة التابع المفرد نعتا وتوكيدا وبدلا بلا عطف أو يتعين العطف إذا لم يكن للثانية محل من الإعراب ثم يقتضي المحل الإطناب والإيجاز فيورد الكلام عليهما ثم قد يدل باللفظ ولا يريد منطوقه ويريد لازمه إن كان مفردا كما تقول:
زيد أسد فلا تريد حقيقة الأسد المنطوقة وإنما تزيد شجاعته اللازمة وتسندها إلى زيد وتسمى هذه استعارة.
وقد تريد باللفظ المركب الدلالة على ملزومه كما تقول: زيد كثير الرماد وتريد به ما لزم ذلك عنه من الجود وقرى الضيف لأن كثرة الرماد ناشئة عنهما فهي دالة عليهما وهذه كلها دلالة زائدة على دلالة الألفاظ المفرد والمركب وإنما هي هيئات وأحوال لواقعات جعلت للدلالة عليها أحوال وهيئات في الألفاظ كل بحسب ما يقتضيه مقامه فاشتمل هذا العلم المسمى ب: البيان على البحث عن هذه الدلالات التي للهيئات والأحوال والمقامات وجعل على ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: يبحث فيه عن هذه الهيئات والأحوال التي تطابق باللفظ جميع مقتضيات الحال ويسمى: علم البلاغة.
والصنف الثاني: يبحث فيه عن الدلالة على اللازم اللفظي وملزومه وهي الاستعارة والكناية كما قلناه ويسمى: علم البيان وألحقوا بهما صنفا آخر وهو النظر في تزيين الكلام وتحسينه بنوع من التنميق إما بسجع يفصله أو تجنيس يشابه بين ألفاظه وترصيع يقطع أوزانه أو تورية عن المعنى المقصود بإيهام معنى أخفى منه لاشتراك اللفظ بينهما وأمثال ذلك ويسمى عندهم: علم البديع.
وأطلق على الأصناف الثلاثة عند المحدثين اسم: البيان وهو: اسم الصنف الثاني لأن الأقدمين أول ما تكلموا فيه ثم تلاحقت مسائل الفن واحدة بعد أخرى.
وكتب فيها جعفر بن يحيى والجاحظ وقدامة وأمثالهم ملاءات غير وافية.
ثم لم تزل مسائل الفن تكمل شيئا فشيئا إلى أن محض السكاكي زبدته وهذب مسائله ورتب أبوابه على نحو ما ذكرناه آنفا من الترتيب وألف كتابه المسمى ب: المفتاح في النحو الصرف والبيان فجعل هذا الفن من بعض أجزائه وأخذه المتأخرون من كتابه ولخصوا منه أمهات هي المتداولة لهذا العهد كما فعله السكاكي في كتاب: التبيان وابن مالك في كتاب: المصباح وجلال الدين القزويني في كتاب: الإيضاح والتلخيص وهو أصغر حجما من الإيضاح.
والعناية به لهذا العهد عند أهل المشرق في الشرح والتعليم منه أكثر من غيره وبالجملة فالمشارقة على هذا الفن أقوم من المغاربة وسببه - والله أعلم -: أنه كمالي في العلوم اللسانية والصنائع الكمالية توجد في العمران والمشرق أوفر عمراناً من المغرب.
أو نقول: لعناية العجم وهو معظم أهل المشرق كتفسير الزمخشري وهو كل مبني على هذا الفن وهو أصله وإنما اختص بأهل المغرب من أصنافه: علم البديع خاصة وجعلوه من جملة علوم الأدب الشعرية وفرعوا له ألقابا وعددوا أبوابا ونوعوا وزعموا أنهم أحصوها من لسان العرب وإنما حملهم على ذلك: الولوع بتزيين الألفاظ.
وأن علم البديع سهل المأخذ وصعبت عليهم مآخذ البلاغة والبيان لدقة أنظارهما وغموض معانيهما فتجافوا عنهما.
ومن ألف في البديع من أهل إفريقيــة ابن رشيق وكتاب: العمدة له مشهور وجرى كثير من أهل إفريقيــة والأندلس على منحاه.
واعلم أن ثمرة هذا الفن إنما هي في فهم الإعجاز من القرآن لأن إعجازه في وفاء الدلالة منبه لجميع مقتضيات الأحوال منطوقة ومفهومة وهي أعلى مراتب الكلام مع الكمال فيما يختص بالألفاظ في انتقائها وجودة رصفها وتركيبها وهذا هو الإعجاز الذي تقصر الأفهام عن دركه وإنما يدرك بعض الشيء منه من كان له ذوق بمخالطة اللسان العربي وحصول ملكته فيدرك من إعجازه على قدر ذوقه فلهذا كانت مدارك العرب الذين سمعوه من مبلغه أعلى مقاما في ذلك لأنهم فرسان الكلام وجهابذته والذوق عندهم موجود بأوفر ما يكون وأصحه.
وأحوج ما يكون إلى هذا الفن المفسرون وأكثر تفاسير المتقدمين غفل عنه حتى ظهر جار الله الزمخشري ووضع كتابه في التفسير حيث جاء بأحكام هذا الفن بما يبدي البعض من إعجازه فانفرد بهذا الفضل على جميع التفاسير لولا أنه يؤيد عقائد أهل البدع عند اقتباسها من القرآن بوجوه البلاغة ولأجل هذا يتحاماه كثير من أهل السنة مع وفور بضاعته من البلاغة فمن أحكم عقائد أهل السنة وشارك في هذا الفن بعض المشاركة حتى يقتدر على الرد عليه من جنس كلامه أو يعلم أنه بدعة فيعرض عنها ولا تضر في معتقده فإنه يتعين عليه النظر في هذا الكتاب للظفر بشيء من الإعجاز مع السلامة من البدع - والأهواء والله الهادي من يشاء إلى سواء السبيل -. انتهى كلام ابن خلدون.
وأقول: إن تفسير أبي السعود قد وفى بحق المعاني والبيان والبديع التي في القرآن الكريم على نحو ما أشار إليه ابن خلدون بيد أنه رجل فقيه لا يفسر الكتاب على مناحي السلف ولا يعرف علم الحديث حق المعرفة فجاء الله - سبحانه - بقاضي القضاة محمد بن علي الشوكاني اليمني - رحمه الله - ووفقه لتفسير كتابه العزيز - على طريقة الصحابة والتابعين وحذا حذوهم وميز بين الأقوال الصحيحة والآراء السقيمة وفسر بالأخبار المرفوعة والآثار المأثورة وحل المعضلات وكشف القناع عن وجوه المشكلات إعرابا وقراءة فجزاه الله عنا خير الجزاء.
ثم وفق الله - سبحانه - هذا العبد بتحرير تفسير جامع لهذه كلها على أبلغ أسلوب وأمتن طريقة يغني عن تفاسير الدنيا بتمامها وهو في أربعة مجلدات وسماه: فتح البيان في مقاصد القرآن ولا أعلم تفسيرا على وجه البسيطة يساويه في اللطافة والتنقيح أو يوازيه في الرقة والتصحيح ومن يرتاب في دعواي هذه فعليه بتفاسير المحققين المعتمدين ينظر فيها أولا ثم يرنو في ذلك يتضح له الأمر كالنيرين ويسفر الصبح لذي عينين وبالله التوفيق. قال في: مدينة العلوم: ومن الكتب المفردة فيه: الجامع الكبير لابن أثير الجزري و: نهاية الإعجاز للإمام فخر الدين الرازي - رحمه الله - تعالى -. انتهى.

بَحْرُ المغْربِ

بَحْرُ المغْربِ:
وهو بحر الشام والقسطنطينية، مأخذه من البحر المحيط ثم يمتد مشرقا فيمرّ من شماليه بالأندلس كما ذكرنا ثم ببلاد الأفرنج الى القسطنطينية فيمر ببنطس المذكور آنفا، ويمتد من جهة الجنوب على بلاد كثيرة أولها سلا ثم سبتة وطنجة وبجاية ومهدية وتونس وطرابلس والإسكندرية ثم سواحل الشام الى انطاكية حتى يتصل بالقسطنطينية، وفيه من الجزائر المذكورة:
الأندلس وميورقة وصقلية واقريطش وقبرص ورودس وغير ذلك كثيرة، وقرأت في غير كتاب من أخبار مصر والمغرب أنه ملك بعد هلاك الفراعنة ملوك من بني دلوكة، منهم دركون بن ملوطس وزمطرة، وكانا من ذوي الرأي والكيد والسحر والقوة، فأراد الروم مغالبتهم على أرضهم وانتزاع الملك منهم، فاحتالا أن فتقا البحر المحيط من المغرب، وهو بحر الظلمات، فغلب على كثير من البلدان العامرة والممالك العظيمة وامتد إلى الشام وبلاد الروم وصار حاجزا بين بلاد الروم وبلاد مصر، وهذا هو البحر الذي وصفناه قبل، وعلى هذا فبحر الأندلس وبحر المغرب وبحر الإسكندرية وبحر الشام وبحر القسطنطينية وبحر الأفرنج وبحر الروم جميعه واحد، ليس لهذا اتّصال ببحر الهند إلا أن يكون من جهة المحيط، وأقرب موضع بين البحر الهندي وهذا البحر عند الفرما، وهي على ساحل بحر المغرب والقلزم، وهو على ساحل بحر اليمن سوى أربعة أيام.
ولو أراد مريد أن يسير من سلا إلى إفريقيــة ثم سواحل مصر والشام ثم الثغور إلى طرابزندة ويقطع جبل القبق ويدور من أطراف بلاد الترك إلى القسطنطينية فيصير البحر على جهته الجنوبية بعد أن كان من جهته الشمالية، ويمر بسواحل الأفرنج حتى يدخل الأندلس فيقابل سلا التي بدأ بها من غير أن يقطع بحرا أو يركب مركبا، ويمكنه ذلك إلا أن المسافة بعيدة والمشقة في سلوكه صعبة لمروره بين أمم مختلفة الأديان والألسنة وجبال مشقّة وبواد موحشة.

الإقليم الثاني

الإقليم الثاني:
حيث يكون ظلّ الاستواء في أوله نصف النهار، إذا استوى الليل والنهار، قدمين وثلاثة أخماس قدم، وآخره حيث يكون ظلّ الاستواء فيه نصف النهار ثلاثة أقدام ونصفا وعشر سدس قدم، ويبتدئ في المشرق، فيمرّ على بلاد الصين وبلاد الهند وعلى شماليها جبال قامرون وكنوج والسّند ويمرّ بملتقى البحر الأخضر، وبحر البصرة، ويقطع جزيرة العرب في أرض نجد وتهامة والبحرين، ثم يقطع بحر القلزم ونيل مصر إلى أرض المغرب، وفيه من المدن: مدن بلاد الصين، والهند، ومن السند المنصورة، وبلاد التتر، والدّيبل ويقطع البحر إلى أرض العرب، إلى عمان، فيقع في وسطه مدينة الرسول، صلى الله عليه وسلم، يثرب، ووقع في أقصاه الذي يلي الجنوب وراء مكّة قليلا، ووقع في طرفه الأدنى الذي يلي الشمال بقرب الثّعلبية، وكل واحد من مكة والثعلبية من إقليمين، وكذلك كل ما كان في سمتهما، ووقع في هذا الإقليم من مشهور المدن: مكة، والمدينة، وفيد، والثعلبية، واليمامة، وهجر، وتبالة، والطائف، وجدّة، ومملكة الحبشة، وأرض البجة، ومن أرض النيل: قوص، وأخميم، وأنصنا، وأسوان، ومن المغرب: إفريقيــة، وجبال من البربر إلى أرض المغرب، ويكون أطول نهار هؤلاء في أول الإقليم، ثلاث عشرة ساعة وربعا، وآخره ثلاث عشرة ساعة وثلاثة أرباع الساعة، وأوسطه ثلاث عشرة ساعة ونصف، وطوله من المشرق إلى المغرب تسعة آلاف وثلاثمائة واثنا عشر ميلا واثنتان وأربعون دقيقة، وعرضه أربعمائة ميل وميلان وإحدى وخمسون دقيقة، ومساحته مكسرا ثلاثة آلاف ألف وستمائة ألف وتسعون ألف ميل وثلاثمائة وأربعون ميلا وأربع وخمسون دقيقة، وهو للمشتري في قول الفرس، وللشمس في قول الروم، واسمه بالفارسية «هرمز» وله من البروج: القوس، والحوت، وكل ما كان على خطّه شرقا وغربا، فهو داخل فيه.

قُرْقُورِي

قُرْقُورِي
من (ق ر ق ر) نسبة إلى القُرْقُور بمعنى السفينة الطويلة العظيمة، وسمك إفريقي يوجد بالمياه العذبة أملس الجلد كبير الرأس.

الأُرْبُسُ

الأُرْبُسُ:
بالضم ثم السكون والباء الموحدة مضمومة وسين مهملة: مدينة وكورة بافريقية، وكورتها واسعة، واكثر غلّتها الزعفران، وبها معدن حديد، وبينها وبين القيروان ثلاثة أيام من جهة المغرب، قال أبو عبيد البكري: الأربس مدينة مسوّرة، لها ربض كبير، ويعرف ببلد العنبر، وإليها سار إبراهيم بن الأغلب، حين خرج من القيروان في سنة 196، وزحف إليها أبو عبد الله الشيعي ونازلها، وبها جمهور أجناد إفريقيــة، مع إبراهيم بن الأغلب، ففرّ عنها في جماعة من القوّاد والجند إلى طرابلس، ودخلها الشيعيّ عنوة، ولجأ أهلها ومن بقي فيها من فلّ الجند إلى جامعها، فركب بعض الناس بعضا، فقتلهم الشيعيّ أجمعين، حتى كانت الدماء تسيح من أبواب الجامع، كسيلان الماء بوابل الغيث، وكان في المسجد ألوف، وكان ذلك من أول العصر إلى آخر الليل، وإلى هذا الوقت، كانت ولاية بني الأغلب لأفريقية، ثم انقرضت، وينسب إليها أبو طاهر الأربسي الشاعر من أهل مصر، وهو القائل لابن فياض سليمان:
وقانا الله شرّة لحية لي ... ست تساوي، في نفاق الشّعر، بعره
ويعلى بن إبراهيم الأربسي شاعر مجوّد، ذكره ابن رشيق في الأنموذج، وذكر ان وفاته كانت بمصر في سنة 418، وقد أربى على الستين.

بَاغايَة

بَاغايَة:
الغين معجمة، وألف، وياء: مدينة كبيرة في أقصى إفريقيــة بين مجّانة وقسنطينية الهواء، ينسب إليها أحمد بن عليّ بن أحمد بن محمد بن عبد الله الربعي الباغابي المقري، يكنى أبا العباس، دخل الأندلس سنة 376، وقدم للاقراء بالمسجد الجامع بقرطبة، واستأدبه المنصور محمد بن أبي عامر لابنه عبد الرحمن ثم عتب عليه فأقصاه ثم رقّاه المؤيد بالله هشام بن الحكم في دولته الثانية إلى خطّة الشورى بقرطبة مكان أبي عمر الإشبيلي الفقيه، وكان من أهل العلم والفهم والذكاء وكان لا نظير له في علوم القرآن والفقه على مذهب مالك، روى بمصر عن أبي الطيب بن غلبون وأبي بكر الأدفوبي، وتوفي لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة 401، ومولده بباغاية سنة 345، وقرأت في كتاب لأبي بكر الخطيب بإسناده إلى أبي بكر محمد بن أحمد المفيد الجرجاني:
أنشدني الحسن بن عليّ الباغابي من أهل المغرب، قال:
أنشدني ابن حماد المغربي متنقّصا لأصحاب الحديث:
أرى الخير في الدنيا يقلّ كثيره، ... وينقص نقصا والحديث يزيد
فلو كان خيرا كان كالخير كلّه، ... ولكنّ شيطان الحديث مريد
ولابن معين في الرجال مقالة ... سيسأل عنها، والمليك شهيد
فإن تك حقّا، فهي في الحكم غيبة، ... وإن تك زورا فالقصاص شديد
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.