Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أوى

شَهْرَزُورُ

شَهْرَزُورُ:
بالفتح ثم السكون، وراء مفتوحة بعدها زاي، وواو ساكنة، وراء، وهي في الإقليم الرابع، طولها سبعون درجة وثلث، وعرضها سبع وثلاثون درجة ونصف وربع: وهي كورة واسعة في الجبال بين إربل وهمذان أحدثها زور بن الضحّاك، ومعنى شهر بالفارسية المدينة، وأهل هذه النواحي كلهم أكراد، قال مسعر بن مهلهل الأديب: شهرزور مدينات وقرى فيها مدينة كبيرة وهي قصبتها في وقتنا هذا يقال لها نيم ازراي وأهلها عصاة على السلطان قد استطعموا الخلاف واستعذبوا العصيان، والمدينة في صحراء، ولأهلها بطش وشدّة يمنعون أنفسهم ويحمون حوزتهم، وسمك سور المدينة ثمانية أذرع، وأكثر أمرائهم منهم، وبها عقارب قتّالة أضرّ من عقارب نصيبين، وهم موالي عمر بن عبد العزيز، وجرّأهم الأكراد بالغلبة على الأمراء ومخالفة الخلفاء، وذلك أن بلدهم مشتى ستين ألف بيت من أصناف الأكراد الجلالية والباسيان والحكمية والسولية ولهم به مزارع كثيرة، ومن صحاريهم يكون أكثر أقواتهم، وبقرب من هذه المدينة جبل يعرف بشعران وآخر يعرف بالزّلم الذي يصلح في أدوية الجماع، ولا أعرفه في مكان غيره، ومنها إلى ديلمستان سبعة فراسخ، وقد ذكرت ديلمستان في موضعها، وبشهرزور مدينة أخرى دونها في العصيان والنجدة تعرف بشيز، وأهلها شيعة صالحية زيدية أسلموا على يد زيد بن عليّ، وهذه المدينة مــأوى كلّ ذاعر ومسكن كلّ صاحب غارة، وقد كان أهل نيم ازراي أوقعوا بأهل هذه المدينة وقتلوهم وسلبوهم وأحرقوهم بالنار للعصبية في الدين بظاهر الشريعة، وذلك في سنة 341، وبين المدينتين مدينة صغيرة يقال لها دزدان بناؤها على بناء الشيز وداخلها بحيرة تخرج إلى خارجها، تركض الخيل على أعلى سورها لسعته وعرضه، وهي ممتنعة على الأكراد والولاة والرعية، وكنت كثيرا ما أنظر إلى رئيسها الذي يدعونه الأمير وهو يجلس على برج مبني على بابها عالي البناء وينظر الجالس عليه إلى عدة فراسخ وبيده سيف مجرّد فمتى نظر إلى خيل من بعض الجهات لمع
بسيفه فانجفلت مواشي أهلها وعواملهم إليها، وفيها مسجد جامع، وهي مدينة منصورة، يقال إن داود وسليمان، عليهما السلام، دعوا لها ولأهلها بالنصر فهي ممتنعة أبدا عمّن يرومها، ويقال إن طالوت كان منها وبها استنصر بنو إسرائيل، وذلك أن جالوت خرج من المشرق وداود من المغرب وأيّده الله عليه، وهذه المدينة بناها دارا بن دارا ولم يظفر الإسكندر بها ولا دخل أهلها في الإسلام إلا بعد اليأس منهم، والمتغلبون عليها من أهلها إلى اليوم يقولون إنهم من ولد طالوت، وأعمالها متصلة بخانقين وبكرخ جدّان، مخصوصة بالعنب السّونايا وقلّة رمد العين والجدري، ومنها إلى خانقين يعترض نهر تامرّا، هذا آخر كلام مسعر، وليس الآن على ما ذكر وإنما نذكر هذا ليعرف تقلّب الزمان بأهله وما يصنع الحدثان في إدارة حوادثه ونقله، فإن هذه البلاد اليوم في طاعة مظفّر الدين كوكبري ابن عليّ كوجك صاحب إربل على أحسن طاعة إلا أن الأكراد في جبال تلك النواحي على عادتهم في إخافة أبناء السبيل وأخذ الأموال والسرقة ولا ينهاهم عن ذلك زجر ولا يصدّهم عنه قتل ولا أسر، وهي طبيعة للأكراد معلومة وسجيّة جباههم بها موسومة، وفي ملح الأخبار التي تكسع بالاستغفار: أن بعض المتطرّفين قرأ قوله تعالى: الأكراد أشدّ كفرا ونفاقا، فقيل له: إنّ الآية الأعراب أشدّ كفرا ونفاقا، فقال: إن الله عز وجل لم يسافر إلى شهرزور فينظر إلى ما هنالك من البلايا المخبّآت في الزوايا، وأنا أستغفر الله العظيم من ذلك وعلى ذلك، وقد خرج من هذه الناحية من الأجلّة والكبراء والأئمة والعلماء وأعيان القضاة والفقهاء ما يفوت الحصر عدّه ويعجز عن إحصائه النفس ومدّه، وحسبك بالقضاة بني الشهرزوري جلالة قدر وعظم بيت وفخامة فعل، وذكر الذين ما علمت أن في الإسلام كله ولي من القضاة أكثر من عدّتهم من بيتهم، وبنو عصرون أيضا قضاة بالشام وأعيان من فرق بين الحلال والحرام منهم وكثير غيرهم جدّا من الفقهاء الشافعية، والمدارس منهم مملوءة، أخبرني الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر كتابة قال: سمعت أبا بكر المبارك بن الحسن الشهرزوري المقري يقول: كنت أقرأ على أبي محمد جعفر بن أحمد السّرّاج وأسمع منه فضاق صدري منه لأمر فانقطعت عنه ثم ندمت وذكرت ما يفوتني بانقطاعي عنه من الفوائد فقصدت مسجد المعلّق المحاذي لباب النوبي فلما وقع بصره عليّ رحّب بي وأنشد لنفسه:
وعدت بأن تزوري بعد شهر، ... فزوري قد تقضّى الشهر زوري
وموعد بيننا نهر المعلّى ... إلى البلد المسمى شهرزوري
فأشهر صدّك المحتوم حقّ، ... ولكن شهر وصلك شهرزور

الصَّلِيقُ

الصَّلِيقُ:
مواضع كانت في بطيحة واسط بينها وبين بغداد كانت دار ملك مهذّب الدولة أبي نصر المستولي على تلك البلاد وقبله لعمران بن شاهين، وقد خربت الآن، وكانت ملجأ لكلّ خائف ومــأوى لكل مطرود إذا هرب الخائف من بغداد، وهي دار ملك بني العباس وآل بويه والسلجوقية، لجأ إلى صاحبها فلا سبيل إليه بوجه ولا سبب ولا يمكن استخلاصه بالغلبة أبدا، وقد نسب إليه أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله بن قاذويه البزّاز يعرف بابن العجمي، قدم بغداد وأقام بها، وسمع أبا جعفر محمد بن أحمد بن مسلمة المعدل وأبا الحسين أحمد بن محمد بن البقور وغيرهما، وجد بخطّ أبي الفضل بن العجميّ: ومولدي سنة 431 بالصّليق، ومات بواسط في ثاني عشر صفر سنة 511 ودفن بتربة المصلّى بواسط.

العَرينُ

العَرينُ:
بفتح أوله، وكسر ثانيه، وياء مثناة من تحت ساكنة، ونون، وهو مــأوى الأسد وصياح الفاختة واللحم المطبوخ والقثّاء والشوك وغير ذلك، دفن بعض الخلفاء بعرين مكة أي في قبابها، والعرين:
علم لمعدن بتربة.

عُمَانُ

عُمَانُ:
بضم أوله، وتخفيف ثانيه، وآخره نون:
اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند، وعمان في الإقليم الأول، طولها أربع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها تسع عشرة درجة وخمس وأربعون دقيقة، في شرقي هجر، تشتمل على بلدان كثيرة ذات نخل وزروع إلا أن حرها يضرب به المثل، وأكثر أهلها في أيامنا خوارج إباضية ليس بها من غير هذا المذهب إلا طارئ غريب وهم لا يخفون ذلك، وأهل البحرين بالقرب منهم بضدهم كلهم روافض سبائيون لا يكتمونه ولا يتحاشون وليس عندهم من يخالف هذا المذهب إلا أن يكون غريبا، قال الأزهري: يقال أعمن وعمّن إذا أتى عمان، وقال رؤبة:
نوى شآم بان أو معمّن ويقال: أعمن يعمن إذا أتى عمان، قال الممزق واسمه شاس بن نهار:
أحقّا، أبيت اللعن، أن ابن فرتنا ... على غير أجرام بريق مشرّق؟
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل، ... وإلا فأدركني ولما أمزّق
أكلّفتني أدواء قوم تركتهم، ... فإن لا تداركني من البحر أغرق
فان يتهموا أنجد خلافا عليهم، ... وان يعمنوا مستحقبي الحرب أعرق
فلا أنا مولاهم ولا في صحيفة ... كفلت عليهم والكفالة تعتق
وقال ابن الأعرابي: العمن المقيمون في مكان، يقال: رجل عامن وعمون ومنه اشتق عمان، وقيل:
أعمن دام على المقام بعمان، وقصبة عمان: صحار، وعمان تصرف ولا تصرف، فمن جعله بلدا صرفه في حالتي المعرفة والنكرة، ومن جعله بلدة ألحقه بطلحة، وقال الزجاجي: سميت عمان بعمان بن إبراهيم الخليل، وقال ابن الكلبي: سميت بعمان بن سبإ بن يفثان بن إبراهيم خليل الرحمن لأنه بنى مدينة عمان، وفي كتاب ابن أبي شيبة ما يدلّ على أنها المرادة في حديث الحوض لقوله: ما بين بصرى وصنعاء وما بين مكة وأيلة ومن مقامي هذا إلى عمان، وفي مسلم: من المدينة إلى عمان، وفيه ما بين أيلة وصنعاء اليمن، ومثله في البخاري، وفي مسلم: وعرضه من مقامي هذا إلى عمان، وروى الحسن بن عادية قال: لقيت ابن عمر فقال: من أي بلد أنت؟ قلت: من عمان، قال: أفلا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم؟ قلت: بلى، قال: سمعت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إني لأعلم أرضا من أرض العرب يقال لها عمان على شاطئ البحر الحجة منها أفضل أو خير من حجتين من غيرها، وعن الحسن: يأتين من كل فجّ عميق، قال: عمان، وعنه، عليه الصلاة والسلام: من تعذر عليه الرزق فعليه بعمان، وقال القتال الكلابي:
حلفت بحجّ من عمان تحللوا ... ببئرين بالبطحاء ملقى رحالها
يسوقون أنضاء بهنّ عشيّة ... وصهباء مشقوقا عليها جلالها
بها ظعنة من ناسك متعبد ... يمور على متن الحنيف بلالها
لئن جعفر فاءت علينا صدورها ... بخير ولم يردد علينا خيالها
فشئت وشاء الله ذاك لأعنين إلى الله مــأوى خلفة ومصالها
وينسب إلى عمان داود بن عفان العماني، روى عن أنس بن مالك ونفر سواه، وأبزون بن مهنبرذ العماني الشاعر، وأبو هارون غطريف العماني، روى عن أبي الشعثاء عن ابن عباس، روى عنه الحكم بن أبان العدني، وأبو بكر قريش بن حيّان العجلي أصله من عمان وسكن البصرة، يروي عن ثابت البناني، روى عنه شعبة والبصريون.

عَنْقَاء

عَنْقَاء:
بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم قاف، وألف ممدودة، يقال: رجل أعنق وامرأة عنقاء طويلة العنق، وقيل في قولهم: طارت بهم العنقاء المغرب، إن العنقاء اسم ملك والتأنيث للفظ العنقاء، وقيل:
العنقاء اسم الداهية، وقيل: العنقاء طائر لم يبق في أيدي الناس من صفتها إلا اسمها، وقال أبو زيد:
العنقاء أكمة فوق جبيل مشرف أوى إليه القتّال، وهو عبد الله بن مجيب، وكان قتل رجلا فخاف السلطان، ثم قال: وأظنه بنواحي البحرين لأنه ذكر عماية معه وهو موضع بالبحرين:
وأرسل مروان إليّ رسالة ... لآتيه، إني إذا لمضلّل
وما بي عصيان ولا بعد مزحل ... ولكنني من سجن مروان أوجل
سأعتب أهل الدين مما يريبهم ... وأتبع عقلي ما هدى لي أوّل
أو الحق بالعنقاء في أرض صاحة ... أو الباسقات بين غول وغلغل
وفي صاحة العنقاء أو في عماية ... أو الأدمى من رهبة الموت موئل

الغَارُ

الغَارُ:
آخره راء، نبات طيب الرائحة على الوقود ومنه السوس، والغار من الفم نطعاه في الحنكين، والغار مغارة في الجبل كأنه سرب، والغار:
لغة في الغيرة، والغار: الجماعة من الناس، والغاران: فم الإنسان وفرجه، والغار الذي كان النبي، صلّى الله عليه وسلّم، يتحنث فيه قبل النبوة:
غار في جبل حراء، وقد مرّ ذكر حراء، والغار الذي أوى إليه هو وأبو بكر، رضي الله عنه: في جبل ثور بمكة. وذات الغار: بئر عذبة كثيرة الماء من ناحية السّوارقية على نحو ثلاثة فراسخ منها، قال الكندي قال غزيرة بن قطاب السلمي:
لقد رعتموني يوم ذي الغار روعة ... بأخبار سوء دونهن مشيبي
وغار الكنز: موضع في جبل أبي قبيس دفن فيه آدم كتبه فيما زعموا. وغار المعرّة: في جبل نساح بأرض اليمامة لبني جشم بن الحارث بن لؤيّ، عن الحفصي.

كَذَجُ

كَذَجُ:
بالتحريك، وآخره جيم: اسم حصن وناحية بأذربيجان من منازل بابك الخرّمي، وهو عجميّ، وأصل معناه المــأوى، وهو معرّب، قال أبو تمام وجمعه:
وأبرشتويم والكذاج وملتقى ... سنابكها والخيل تردي وتمزع

المَقْدِسُ

المَقْدِسُ:
في اللغة المنزه، قال المفسرون في قوله تعالى:
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ 2: 30، قال الزّجاج: معنى نقدس لك أي نطهّر أنفسنا لك وكذلك نفعل بمن أطاعك نقدسه أي نطهّره، قال: ومن هذا قيل للسطل القدس لأنه يتقدّس منه أي يتطهّر، قال:
ومن هذا بيت المقدس، كذا ضبطه بفتح أوله، وسكون ثانيه، وتخفيف الدال وكسرها، أي البيت المقدّس المطهّر الذي يتطهر به من الذنوب، قال مروان:
قل للفرزدق، والسفاهة كاسمها: ... إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس
ودع المدينة إنها محذورة، ... والحق بمكة أو بيت المقدس
وقال قتادة: المراد بأرض المقدس أي المبارك، وإليه ذهب ابن الأعرابي، ومنه قيل للراهب مقدّس، ومنه قول امرئ القيس:
فأدركنه يأخذن بالساق والنّسا ... كما شبرق الولدان ثوب المقدّس
وصبيان النصارى يتبرّكون به وبمسح مسحه الذي هو لابسه وأخذ خيوطه منه حتى يتمزق عنه ثوبه، وفضائل بيت المقدس كثيرة ولا بدّ من ذكر شيء منها حتى يستحسنه المطّلع عليه، قال مقاتل بن سليمان قوله تعالى: وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ، 21: 71 قال: هي بيت المقدس، وقوله تعالى لبني إسرائيل: وواعدناكم جانب الطور الأيمن، يعني بيت المقدس، وقوله تعالى: وجعلنا ابن مريم وأمه آيتين وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين، قال:
البيت المقدس، وقال تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا من الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى 17: 1، هو بيت المقدس، وقوله تعالى: في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، البيت المقدس، وفي الخبر: من صلى في بيت المقدس فكأنما صلى في السماء، ورفع الله عيسى بن مريم إلى السماء من بيت المقدس وفيه مهبطه إذا هبط وتزفّ الكعبة بجميع حجّاجها إلى البيت المقدس يقال لها مرحبا بالزائر والمزور، وتزف جميع مساجد الأرض إلى البيت المقدس، أول شيء حسر عنه بعد الطوفان صخرة بيت المقدس وفيه ينفخ في الصور يوم القيامة وعلى صخرته ينادي المنادي يوم القيامة، وقد قال الله تعالى لسليمان بن داود، عليهما السلام، حين فرغ من بناء البيت المقدس:
سلني أعطك، قال: يا رب أسألك أن تغفر لي ذنبي، قال: لك ذلك، قال: يا رب وأسألك أن تغفر لمن جاء هذا البيت يريد الصلاة فيه وأن تخرجه من ذنوبه كيوم ولد، قال: لك ذلك، قال: وأسألك من جاء فقيرا أن تغنيه، قال: لك ذلك، قال:
وأسألك من جاء سقيما أن تشفيه، قال: ولك ذلك، وعن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال: لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا والمسجد الحرام ومسجد البيت المقدس، وإن الصلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة في غيره، وأقرب بقعة في الأرض من السماء البيت المقدس ويمنع الدّجال من دخولها ويهلك يأجوج ومأجوج دونها، وأوصى آدم، عليه السّلام، أن يدفن بها وكذلك إسحاق وإبراهيم، وحمل يعقوب من أرض مصر حتى دفن بها، وأوصى يوسف، عليه السّلام، حين مات بأرض مصر أن يحمل إليها، وهاجر إبراهيم من كوثى إليها، وإليها المحشر ومنها المنشر، وتاب الله على داود بها، وصدّق إبراهيم الرؤيا بها، وكلّم عيسى الناس في المهد بها، وتقاد الجنة يوم القيامة إليها ومنها يتفرّق الناس إلى الجنة أو إلى النار، وروي عن كعب أن جميع الأنبياء، عليهم السلام، زاروا بيت المقدس تعظيما له، وروي عن كعب أنه قال: لا تسمّوا بيت المقدس إيلياء ولكن سموه باسمه فإن إيلياء امرأة بنت المدينة، وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: فلما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس سأل الله حكما يوافق حكمه وملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه الله ذلك، وعن ابن عباس قال: البيت المقدس بنته الأنبياء وسكنته الأنبياء ما فيه موضع شبر إلا وقد صلى فيه نبيّ أو أقام فيه ملك، وعن أبي ذر قال: قلت لرسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: أيّ مسجد وضع على وجه الأرض أوّلا؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أيّ؟ قال: البيت المقدس وبينهما أربعون سنة، وروي عن أبيّ بن كعب قال: أوحى الله تعالى إلى داود ابن لي بيتا، قال: يا رب وأين من الأرض؟ قال: حيث ترى الملك شاهرا سيفه، فرأى داود ملكا على الصخرة واقفا وبيده سيف، وعن الفضيل بن عياض قال: لمّا صرفت القبلة نحو الكعبة قالت الصخرة: إلهي لم أزل قبلة لعبادك حتى إذا بعثت خير خلقك صرفت قبلتهم عني! قال: ابشري فإني واضع عليك عرشي وحاشر إليك خلقي وقاض عليك أمري وناشر منك عبادي، وقال كعب: من زار البيت المقدس شوقا إليه دخل الجنة، ومن صلى فيه ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وأعطي قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا، ومن تصدّق فيه بدرهم كان فداءه من النار، ومن صام فيه يوما واحدا كتبت له براءته من النار، وقال كعب: معقل المؤمنين أيام الدجال البيت المقدس يحاصرهم فيه حتى يأكلوا أوتار قسيّهم من الجوع، فبينما هم كذلك إذ سمعوا صوتا من الصخرة فيقولون هذا صوت رجل شعبان، ينظرون فإذا عيسى بن مريم، عليه السّلام، فإذا رآه الدجال هرب منه فيتلقاه بباب لدّ فيقتله، وقال أبو مالك القرظي في كتاب اليهود الذي لم يغيّر: إن الله تعالى خلق الأرض فنظر إليها وقال: أنا واطئ على بقعتك، فشمخت الجبال وتواضعت الصخرة فشكر الله لها وقال: هذا مقامي وموضع ميزاني وجنتي وناري ومحشر خلقي وأنا ديّان يوم الدين، وعن وهب بن منبّه قال: أمر إسحاق ابنه يعقوب أن لا ينكح امرأة من الكنعانيين وأن ينكح من بنات خاله لابان ابن تاهر بن أزر وكان مسكنه فلسطين فتوجه إليها يعقوب، وأدركه في بعض الطريق الليل فبات متوسدا حجرا فرأى فيما يرى النائم كأن سلّما منصوبا إلى باب السماء عند رأسه والملائكة تنزل منه وتعرج فيه وأوحى الله إليه: إني أنا الله لا إله إلا أنا إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وقد ورّثتك هذه الأرض المقدسة وذريتك من بعدك وباركت فيك وفيهم وجعلت فيكم الكتاب والحكمة والنبوّة ثم أنا معك حتى تدرك إلى هذا المكان فاجعله بيتا تعبدني فيه أنت وذريتك، فيقال إنه بيت المقدس، فبناه داود وابنه سليمان ثم أخربته الجبابرة بعد ذلك فاجتاز به شعيا، وقيل عزير، عليهما السلام، فرآه خرابا، فقال: أنّي يحيى هذه الله بعد موتها؟ فأماته الله مائة عام ثم بعثه، كما قص، عزّ وجل، في كتابه الكريم، ثم بناه ملك من ملوك فارس يقال له كوشك، وكان قد اتخذ سليمان في بيت المقدس أشياء عجيبة، منها القبّة التي فيها السلسلة المعلقة ينالها صاحب الحق ولا ينالها المبطل حتى اضمحلت بحيلة غير معروفة، وكان من عجائب بنائه أنه بنى بيتا وأحكمه وصقله فإذا دخله الفاجر والورع تبيّن الفاجر من الورع لأن
الورع كان يظهر خياله في الحائط أبيض والفاجر يظهر خياله أسود، وكان أيضا مما اتخذ من الأعاجيب أن ينصب في زاوية من زواياه عصا آبنوس فكان من مسها من أولاد الأنبياء لم تضرّه ومن مسها من غيرهم أحرقت يده، وقد وصفها القدماء بصفات إن استقصيتها أمللت القارئ، والذي شاهدته أنا منها أن أرضها وضياعها وقراها كلّها جبال شامخة وليس حولها ولا بالقرب منها أرض وطيئة البتة وزروعها على الجبال وأطرافها بالفؤوس لأن الدواب لا صنع لها هناك، وأما نفس المدينة فهي على فضاء في وسط تلك الجبال وأرضها كلها حجر من الجبال التي هي عليها وفيها أسواق كثيرة وعمارات حسنة، وأما الأقصى فهو في طرفها الشرقي نحو القبلة أساسه من عمل داود، عليه السّلام، وهو طويل عريض وطوله أكثر من عرضه، وفي نحو القبلة المصلى الذي يخطب فيه للجمعة وهو على غاية الحسن والإحكام مبنيّ على الأعمدة الرخام الملونة والفسيفساء التي ليس في الدنيا أحسن منها لا جامع دمشق ولا غيره، وفي وسط صحن هذا الموضع مصطبة عظيمة في ارتفاع نحو خمسة أذرع كبيرة يصعد إليها الناس من عدة مواضع بدرج، وفي وسط هذه المصطبة قبة عظيمة على أعمدة رخام مسقفة برصاص منمّقة من برّا وداخل بالفسيفساء مطبقة بالرخام الملون قائم ومسطح، وفي وسط هذا الرخام قبة أخرى وهي قبة الصخرة التي تزار وعلى طرفها أثر قدم النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وتحتها مغارة ينزل إليها بعدّة درج مبلّطة بالرخام قائم ونائم يصلّى فيها وتزار، ولهذه القبة أربعة أبواب، وفي شرقيها برأسها قبة أخرى على أعمدة مكشوفة حسنة مليحة يقولون إنها قبة السلسلة، وقبة المعراج أيضا على حائط المصطبة وقبة النبي داود، عليه السّلام، كل ذلك على أعمدة مطبق أعلاها بالرصاص، وفيها مغاور كثيرة ومواضع يطول عددها مما يزار ويتبرك به، ويشرب أهل المدينة من ماء المطر، ليس فيها دار إلا وفيها صهريج لكنها مياه رديّة أكثرها يجتمع من الدروب وإن كانت دروبهم حجارة ليس فيها ذلك الدّنس الكثير، وبها ثلاث برك عظام: بركة بني إسرائيل وبركة سليمان، عليه السّلام، وبركة عياض عليها حمّاماتهم، وعين سلوان في ظاهر المدينة في وادي جهنم مليحة الماء وكان بنو أيوب قد أحكموا سورها ثم خرّبوه على ما نحكيه بعد، وفي المثل:
قتل أرضا عالمها وقتلت أرض جاهلها، هذا قول أبي عبد الله محمد بن أحمد بن البنّاء البشّاري المقدسي له كتاب في أخبار بلدان الإسلام وقد وصف بيت المقدس فأحسن فالأولى أن نذكر قوله لأنه أعرف ببلده وإن كان قد تغير بعده بعض معالمها، قال: هي متوسطة الحرّ والبرد قلّ ما يقع فيها ثلج، قال:
وسألني القاضي أبو القاسم عن الهواء بها فقلت: سجسج لا حرّ ولا برد، فقال: هذه صفة الجنّة، قلت:
بنيانهم حجر لا ترى أحسن منه ولا أنفس منه ولا أعفّ من أهلها ولا أطيب من العيش بها ولا أنظف من أسواقها ولا أكبر من مسجدها ولا أكثر من مشاهدها، وكنت يوما في مجلس القاضي المختار أبي يحيى بهرام بالبصرة فجرى ذكر مصر إلى أن سئلت: أيّ بلد أجلّ؟ قلت: بلدنا، قيل: فأيهما أطيب؟ قلت: بلدنا، قيل: فأيهما أفضل؟ قلت: بلدنا، قيل: فأيهما أحسن؟ قلت:
بلدنا، قيل: فأيهما أكثر خيرات؟ قلت: بلدنا، قيل: فأيهما أكبر؟ قلت: بلدنا، فتعجب أهل المجلس من ذلك وقيل: أنت رجل محصّل وقد ادّعيت ما لا يقبل منك وما مثك إلا كصاحب
الناقة مع الحجاج، قلت: أما قولي أجلّ فلأنها بلدة جمعت الدنيا والآخرة فمن كان من أبناء الدنيا وأراد الآخرة وجد سوقها، ومن كان من أبناء الآخرة فدعته نفسه إلى نعمة الدنيا وجدها، وأما طيب هوائها فإنه لا سمّ لبردها ولا أذى لحرها، وأما الحسن فلا يرى أحسن من بنيانها ولا أنظف منها ولا أنزه من مسجدها، وأما كثرة الخيرات فقد جمع الله فيها فواكه الأغوار والسهل والجبل والأشياء المتضادّة كالأترجّ واللوز والرطب والجوز والتين والموز، وأما الفضل فهي عرصة القيامة ومنها النشر وإليها الحشر وإنما فضلت مكة بالكعبة والمدينة بالنبي، صلّى الله عليه وسلّم، ويوم القيامة تزفّان إليها فتحوي الفضل كله، وأما الكبر فالخلائق كلهم يحشرون إليها فأي أرض أوسع منها؟ فاستحسنوا ذلك وأقرّوا به، قال: إلا أن لها عيوبا، يقال إن في التوراة مكتوبا بيت المقدس طست من ذهب مملوء عقارب، ثم لا ترى أقذر من حماماتها ولا أثقل مؤنة وهي مع ذلك قليلة العلماء كثيرة النصارى وفيهم جفاء وعلى الرحبة والفنادق ضرائب ثقال وعلى ما يباع فيها رجّالة وعلى الأبواب أعوان فلا يمكن أحدا أن يبيع شيئا مما يرتفق به الناس إلا بها مع قلة يسار، وليس للمظلوم أنصار، فالمستور مهموم والغني محسود والفقيه مهجور والأديب غير مشهور، ولا مجلس نظر ولا تدريس، قد غلب عليها النصارى واليهود وخلا المجلس من الناس والمسجد من الجماعات، وهي أصغر من مكة وأكبر من المدينة عليها حصن بعضه على جبل وعلى بقيته خندق، ولها ثمانية أبواب حديد:
باب صهيون وباب النية وباب البلاط وباب جب ارميا وباب سلوان وباب أريحا وباب العمود وباب محراب داود، عليه السّلام، والماء بها واسع، وقيل: ليس ببيت المقدس أكثر من الماء والأذان قلّ أن يكون بها دار ليس بها صهريج أو صهريجان أو ثلاثة على قدر كبرها وصغرها، وبها ثلاث برك عظام: بركة بني إسرائيل وبركة سليمان وبركة عياض عليها حمّاماتهم لها دواع من الأزقة، وفي المسجد عشرون جبّا مشجّرة قلّ أن تكون حارة ليس بها جبّ مسيل غير أن مياها من الأزقة وقد عمد إلى واد فجعل بركتين تجتمع إليهما السيول في الشتاء وقد شقّ منهما قناه إلى البلد تدخل وقت الربيع فتدخل صهاريج الجامع وغيرها، وأما المسجد الأقصى فهو على قرنة البلد الشرقي نحو القبلة أساسه من عمل داود، طول الحجر عشرة أذرع وأقلّ منقوشة موجّهة مؤلفة صلبة وقد بنى عليه عبد الملك بحجارة صغار حسان وشرّفوه وكان أحسن من جامع دمشق لكن جاءت زلزلة في أيام بني العباس فطرحته إلّا ما حول المحراب، فلما بلغ الخليفة خبره أراد رده مثلما كان فقيل له:
تعيا ولا تقدر على ذلك، فكتب إلى أمراء الأطراف والقوّاد يأمرهم أن يبني كل واحد منهم رواقا، فبنوه أوثق وأغلظ صناعة مما كان، وبقيت تلك القطعة شامة فيه وهي إلى حذاء الأعمدة الرخام، وما كان من الأساطين المشيدة فهو محدث، وللمغطى ستة وعشرون بابا: باب يقابل المحراب يسمّى باب النحاس الأعظم مصفح بالصفر المذهّب لا يفتح مصراعه إلا رجل شديد القوّة عن يمينه سبعة أبواب كبار في وسطها باب مصفح مذهب وعلى اليسار مثلها وفي نحو المشرق أحد عشر بابا سواذج وخمسة عشر رواقا على أعمدة رخام أحدثها عبد الله بن طاهر، وعلى الصحن من الميمنة أروقة على أعمدة رخام وأساطين، وعلى المؤخر أروقة ازاج من الحجارة، وعلى وسط المغطى جمل عظيم خلف قبة حسنة، والسقوف كلها إلّا المؤخر ملبسة بشقاق الرصاص والمؤخر مرصوف بالفسيفساء الكبار والصحن كله مبلط، وفي وسط الرواق دكة مربعة مثل مسجد يثرب يصعد إليها من أربع جهاتها بمراق واسعة، وفي الدكة أربع قباب:
قبة السلسلة وقبة المعراج وقبة النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وهذه الثلاث الصغار ملبسة بالرصاص على أعمدة رخام مكشوفة، وفي وسط الدكة قبة الصخرة على بيت مثمن بأربعة أبواب كل باب يقابل مرقاة من مراقي الدكة، وهي: الباب القبليّ وباب إسرافيل وباب الصور وباب النساء، وهو الذي يفتح إلى المغرب، جميعها مذهبة في وجه كل واحد باب مليح من خشب التّنّوب، وكانت قد أمرت بعملها أمّ المقتدر بالله، وعلى كل باب صفّة مرخمة والتنّوبيّة مطبّقة على الصفرية من خارج، وعلى أبواب الصفّات أبواب أيضا سواذج داخل البيت ثلاثة أروقة دائرة على أعمدة معجونة أجلّ من الرخام وأحسن لا نظير لها قد عقدت عليه أروقة لاطئة داخلة في رواق آخر مستدير على الصخرة على أعمدة معجونة بقناطر مدورة فوق هذه منطقة متعالية في الهواء فيها طاقات كبار والقبة فوق المنطقة طولها غير القاعدة الكبرى مع السّفّود في الهواء مائة ذراع ترى من البعد فوقها سفود حسن طوله قامة وبسطة، والقبة على عظمها ملبسة بالصفر المذهب وأرض البيت مع حيطانه، والمنطقة من داخل وخارج على صفة جامع دمشق، والقبة ثلاث سافات: الأولى مروّقة على الألواح، والثانية من أعمدة الحديد قد شبكت لئلا تميلها الرياح، ثم الثالثة من خشب عليها الصفائح وفي وسطها طريق إلى عند السفود يصعد منها الصّنّاع لتفقدها ورمّها فإذا بزغت عليها الشمس أشرقت القبة وتلألأت المنطقة ورؤيت شيئا عجيبا، وعلى الجملة لم أر في الإسلام ولا سمعت أن في الشرك مثل هذه القبة، ويدخل المسجد من ثلاثة عشر موضعا بعشرين بابا، منها:
باب الحطّة وباب النبي، عليه الصلاة والسلام، وباب محراب مريم وباب الرحمة وباب بركة بني إسرائيل وباب الأسباط وباب الهاشميين وباب الوليد وباب إبراهيم، عليه السلام، وباب أمّ خالد وباب داود، عليه السّلام، وفيه من المشاهد محراب مريم وزكرياء ويعقوب والخضر ومقام النبي، صلى الله عليه وسلم، وجبرائيل وموضع المنهل والنور والكعبة والصراط متفرقة فيه وليس على الميسرة أروقة، والمغطى لا يتصل بالحائط الشرقي وإنما ترك هذا البعض لسبين أحدهما قول عمر: واتخذوا في غربي هذا المسجد مصلّى للمسلمين، فتركت هذه القطعة لئلا يخالف، والآخر لو مدّ المغطى إلى الزاوية لم تقع الصخرة حذاء المحراب فكرهوا ذلك، والله أعلم، وطول المسجد ألف ذراع بالذراع الهاشمي، وعرضه سبعمائة ذراع، وفي سقوفه من الخشب أربعة آلاف خشبة وسبعمائة عمود رخام، وعلى السقوف خمسة وأربعون ألف شقة رصاص، وحجم الصخرة ثلاثة وثلاثون ذراعا في سبعة وعشرين، وتحت الصخرة مغارة تزار ويصلّى فيها تسع مائة وستين نفسا، وكانت وظيفته كل شهر مائة دينار، وفي كل سنة ثمانمائة ألف ذراع حصرا، وخدّامه مماليك له أقامهم عبد الملك من خمس الأسارى ولذلك يسمّون الأخماس لا يخدمه غيرهم ولهم نوب يحفظونها، وقال المنجمون:
المقدس طوله ست وخمسون درجة، وعرضه ثلاث وثلاثون درجة، في الإقليم الثالث، وأما فتحها في أول الإسلام إلى يومنا هذا فإن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنفذ عمرو بن العاص إلى فلسطين ثم نزل البيت المقدس فامتنع عليه فقدم أبو عبيدة بن الجرّاح
بعد أن افتتح قنّسرين وذلك في سنة 16 للهجرة فطلب أهل بيت المقدس من أبي عبيدة الأمان والصلح على مثل ما صولح عليه أهل مدن الشام من أداء الجزية والخراج والدخول فيما دخل فيه نظراؤهم على أن يكون المتولّي للعقد لهم عمر بن الخطاب، فكتب أبو عبيدة بذلك إلى عمر فقدم عمر ونزل الجابية من دمشق ثم صار إلى بيت المقدس فأنفذ صلحهم وكتب لهم به كتابا وكان ذلك في سنة 17، ولم تزل على ذلك بيد المسلمين، والنصارى من الروم والأفرنج والأرمن وغيرهم من سائر أصنافهم يقصدونها للزيارة إلى بيعتهم المعروفة بالقمامة وليس لهم في الأرض أجلّ منها، حتى انتهت إلى أن ملكها سكمان بن أرتق وأخوه ايلغازي جدّ هؤلاء الذين بدياربكر صاحب ماردين وآمد، والخطبة فيها تقام لبني العباس، فاستضعفهم المصريون وأرسلوا إليهم جيشا لا طاقة لهم به، وبلغ سكمان وأخاه خبر ذلك فتركوها من غير قتال وانصرفوا نحو العراق، وقيل: بل حاصروها ونصبوا عليها المجانيق ثم سلموها بالأمان ورجع هؤلاء إلى نحو المشرق، وذلك في سنة 491، واتّفق أن الأفرنج في هذه الأيام خرجوا من وراء البحر إلى الساحل فملكوا جميع الساحل أو أكثره وامتدوا حتى نزلوا على البيت المقدّس فأقاموا عليها نيفا وأربعين يوما ثم ملكوها من شماليها من ناحية باب الأسباط عنوة في اليوم الثالث والعشرين من شعبان سنة 492 ووضعوا السيف في المسلمين أسبوعا والتجأ الناس إلى الجامع الأقصى فقتلوا فيه ما يزيد على سبعين ألفا من المسلمين وأخذوا من عند الصخرة نيفا وأربعين قنديلا فضّة كل واحد وزنه ثلاثة آلاف وستمائة درهم فضّة وتنّور فضة وزنه أربعون رطلا بالشامي وأموالا لا تحصى، وجعلوا الصخرة والمسجد الأقصى مــأوى لخنازيرهم، ولم يزل في أيديهم حتى استنقذه منهم الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 583 بعد إحدى وتسعين سنة أقامها في يد الأفرنج وهي الآن في يد بني أيوب، والمستولي عليهم الآن منهم الملك المعظم عيسى ابن العادل أبي بكر بن أيوب، وكانوا قد أحكموا سوره وعمّروه وجوّدوه، فلما خرج الأفرنج في سنة 616 وتملّكوا دمياط استظهر الملك المعظم بخراب سوره وقال: نحن لا نمنع البلدان بالأسوار إنما نمنعها بالسيوف والأساورة، وهذا كاف في خبرها وليس كلّ ما أجده أكتبه ولو فعلت ذلك لم يتسع لي زماني، وفي المسجد أماكن كثيرة وأوصاف عجيبة لا تتصوّر إلا بالمشاهدة عيانا، ومن أعظم محاسنه أنه إذا جلس إنسان فيه في أي موضع منه يرى أن ذلك الموضع هو أحسن المواضع وأشرحها، ولذا قيل إن الله نظر إليه بعين الجمال ونظر إلى المسجد الحرام بعين الجلال:
أهيم بقاع القدس ما هبّت الصّبا، ... فتلك رباع الأنس في زمن الصّبا
وما زلت في شوقي إليها مواصلا ... سلامي على تلك المعاهد والرّبى
والحمد لله الذي وفّقني لزيارته، وينسب إلى بيت المقدس جماعة من العبّاد الصالحين والفقهاء، منهم:
نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود أبو الفتح المقدسي الفقيه الشافعي الزاهد أصله من طرابلس وسكن بيت المقدس ودرّس بها وكان قد سمع بدمشق من أبي الحسن السمسار وأبي الحسن محمد بن عوف وابن سعدان وابن شكران وأبي القاسم وابن الطبري، وسمع بآمد هبة الله بن سليمان وسليم بن أيوب بصور وعليه تفقّه وعلى محمد بن البيان الكازروني، وروى عنه أبو بكر الخطيب وعمر بن عبد الكريم
الدهستاني وأبو القاسم النسيب وأبو الفتح نصر الله اللاذقي وأبو محمد بن طاووس وجماعة، وكان قدم دمشق في سنة 71 في نصف صفر ثم خرج إلى صور وأقام بها نحو عشر سنين ثم قدم دمشق سنة 80 فأقام بها يحدث ويدرّس إلى أن مات، وكان فقيها فاضلا زاهدا عابدا ورعا أقام بدمشق ولم يقبل لأحد من أهلها صلة، وكان يقتات من غلة تحمل إليه من أرض كانت له بنابلس وكان يخبز له منها كل يوم قرص في جانب الكانون، وكان متقلّلا متزهدا عجيب الأمر في ذلك، وكان يقول: درست على الفقيه سليم من سنة 37 إلى سنة 40 ما فاتني فيها درس ولا إعادة ولا وجعت إلا يوما واحدا وعوفيت، وسئل كم في ضمن التعليقة التي صنّفها من جزء، فقال:
نحو ثلاثمائة جزء وما كتبت منها حرفا وأنا على غير وضوء، أو كما قال، وزاره تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان يوما فلم يقم إليه وسأله عن أحلّ الأموال السلطانية فقال: أموال الجزية، فخرج من عنده وأرسل إليه بمبلغ من المال وقال له: هذا من مال الجزية، ففرّقه على الأصحاب ولم يقبله وقال: لا حاجة لنا إليه، فلما ذهب الرسول لامه الفقيه أبو الفتح نصر الله بن محمد وقال له: قد علمت حاجتنا إليه فلو كنت قبلته وفرّقته فينا، فقال: لا تجزع من فوته فلسوف يأتيك من الدنيا ما يكفيك فيما بعد، فكان كما تفرّس فيه، وذكر بعض أهل العلم قال: صحبت أبا المعالي الجويني بخراسان ثم قدمت العراق فصحبت الشيخ أبا إسحاق الشيرازي فكانت طريقته عندي أفضل من طريقة الجويني، ثم قدمت الشام فرأيت الفقيه أبا الفتح فكانت طريقته أحسن من طريقتهما جميعا، وتوفي الشيخ أبو الفتح يوم الثلاثاء التاسع من المحرم سنة 490 بدمشق ودفن بباب الصغير، ولم تر جنازة أوفر خلقا من جنازته، رحمة الله عليه، ومحمد بن طاهر بن علي بن أحمد أبو الفضل المقدسي الحافظ ويعرف بابن القيسراني، طاف في طلب الحديث وسمع بالشام وبمصر والعراق وخراسان والجبل وفارس، وسمع بمصر من الجبّاني وأبي الحسن الخلعي، قال: وسمعت أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول: أحفظ من رائيّة محمد ابن طاهر ما هو هذا:
إلى كم أمنّي النفس بالقرب واللّقا ... بيوم إلى يوم وشهر إلى شهر؟
وحتّام لا أحظى بوصل أحبّتي ... وأشكو إليهم ما لقيت من الهجر؟
فلو كان قلبي من حديد أذابه ... فراقكم أو كان من صالب الصخر
ولمّا رأيت البين يزداد والنّوى ... تمثّلت بيتا قيل في سالف الدهر:
متى يستريح القلب، والقلب متعب، ... ببين على بين وهجر على هجر؟
قال الحافظ: سمعت أبا العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني الحافظ ببغداد يذكر أن أبا الفضل ابتلي بهوى امرأة من أهل الرستاق كانت تسكن قرية على ستة فراسخ فكان يذهب كل ليلة فيرقبها فيراها تغزل في ضوء السراج ثم يرجع إلى همذان فكان يمشي كل يوم وليلة اثني عشر فرسخا، ومات ابن طاهر ودفن عند القبر الذي على جبلها يقال له قبر رابعة العدوية وليس هو بقبرها إنما قبرها بالبصرة وأما القبر الذي هناك فهو قبر رابعة زوجة أحمد بن أبي الحواري الكاتب وقد اشتبه على الناس.

جَحِيم مُسْتَعر

جَحِيم مُسْتَعر
الجذر: ج ح م

مثال: جَحِيم مُسْتعر
الرأي: مرفوضة
السبب: لمعاملة الكلمة معاملة المذكَّر، وهي مؤنثة.

الصواب والرتبة: -جَحِيم مُسْتعرة [فصيحة]-جَحِيم مُسْتعر [صحيحة]
التعليق: الأفصح في كلمة «جَحِيم» التأنيث؛ وعليه قوله تعالى: {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَــأْوَى} النازعات/39، ولكن يجوز فيها التذكير؛ لورودها بمعنى المكان الشديد الحرّ وفي معجم المؤنثات السماعية أنَّ الكلمة تذكَّر وتؤنث.

عَنْبَر الشركة

عَنْبَر الشركة
الجذر: ع ن ب ر

مثال: أَرْسل البضاعة إلى عنبر الشركة
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها لم ترد في المعاجم القديمة بهذا المعنى.
المعنى: بنائها الرحب الذي تتخذه للخزن أو العمل

الصواب والرتبة: -أرسل البضاعة إلى عَنْبَر الشركة [صحيحة]
التعليق: وردت كلمة «عَنْبَر» في بعض المعاجم الحديثة بمعنى بناء رحب يُتّخذ للخزن أو العمل، ومــأوى للجنود أو المرضى، ونص الوسيط على أنها معربة.

مُتَشَرِّد

مُتَشَرِّد
الجذر: ش ر د

مثال: رَجُلٌ مُتَشَرِّد
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن الوارد عن العرب «شَرَّد» على وزن «فَعَّل»، فيكون اسم المفعول منه «مُشَرَّد».
المعنى: متبطل متسكع لا مــأوى له

الصواب والرتبة: -رَجُلٌ مُتَشَرِّد [فصيحة]-رَجُلٌ مُشَرَّد [فصيحة]
التعليق: جاء في التاج: التشريد: الطرد والتفريق، وتشرَّد القوم: ذهبوا، واستعمل «التشرد» حديثًا بمعنى التسكع لعدم وجود المــأوى، وهو قريب من المعنى الأصلي؛ لأنه نتيجة طبيعية للطرد. وقد وردت بهذا المعنى في المعاجم الحديثة كالوسيط الذي نص على أنها محدثة.

ال

ال
ال [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف يدخل على الاسم النكرة لتعريفه، وهمزته همزة وصل مفتوحة، وهو نوعان الأوّل: (أل {العهديّة، والآخر:} أل) الجنسيّة أو الاستغراقيّة، ويدخل على (لا) النافية "اشتريت جريدة ثم قرأت الجريدة: (أل) هنا عهديّة- الهاتف اللاسلكيّ مستعمل في أجهزة الشرطة- {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً. فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} - {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا}: (أل) هنا جنسيّة أو استغراقيّة".
2 - اسم موصول يدخل على الفعل المضارع، ويستعمل هذا الأسلوب للدلالة على القابليّة مثل: اليُذاب أي القابل للذّوبان، كما يدخل على اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبّهة مثل: الداعي، المدعوّ، الكريم "*ما أنت بالحكم التُرْضَى حكومته*: "ال" موصولة دخلت على الفعل المضارع- {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} - {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ} ".
3 - سابقة لازمة لبعض الأعلام " {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى} ". 

ال



اَلْ is a particle of determination: (Mughnee &c.:) or, accord. to some, it is a conjunct noun, and this is the correct opinion; but some say it is a conjunct particle; and some, a particle of determination: (I 'AK p. 40:) [it is equivalent to our article The;] as in الرَّجُلُ [The man]: (S and K in art. لوم, and I 'Ak p. 48:) accord. to Kh, [what is termed] the determinative is اَلْ [altogether, and therefore it is called by some “the determinative alif and lám“]; but accord. to Sb, it is the ل alone; [wherefore it is called by some, as in the S &c., “the lám of determination;”;] so that accord. to Kh, the hemzeh is a hemzeh of disjunction; but accord. to Sb, it is a hemzeh of conjunction: (I 'Ak ubi suprà:) [J says,] the ل being quiescent, the conjunctive ا is prefixed to it in order that it may commence therewith; but when it is conjoined with what precedes it, the ا is dropped, as in لِلرَّجُلِ. (S in art. لوم.) Sometimes the Arabs suppress hemzeh after it; and sometimes they also suppress the ا of the article itself: thus, for الأَحْمَرُ, they say الَحْمَرُ, and لَحْمَرُ. (Zj, cited in TA in art. ايك.) In the dial. of some of the people of El-Yemen, (TA in art. ام, q. v.,) or in the dial. of Himyer, (TA in art. طيب,) امْ is used in the sense of ال. (TA.) b2: It is used to distinguish a noun as known [to the hearer or reader in a particular and definite sense]: (Mughnee, I 'Ak ubi suprà:) first, by its being mentioned [before]; (Mughnee;) as in [the words of the Kur 73:15 and 16,] كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ [Like as we sent unto Pharaoh an apostle, and Pharaoh disobeyed the apostle]; (Mughnee, I 'Ak;) in which case, the pronoun may supply the place which it and the noun that it accompanies occupies: secondly, by its being conceived in the mind; as in [the Kur ix. 40,] إِذْ هُمَا فِى الغَارِ [When they two were in the cave]: and thirdly, by its being applied to a thing present; and accord. to Ibn-'Osfoor, this does not occur except after nouns of indication, as in جَآءَ نِى هٰذَا الرَّجُلُ [This man (lit. this, the man,) came to me]; or after أَىّ in calling, as in يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ [O man]; or after إِذَا denoting a thing's happening suddenly, or unexpectedly, as in خَرَجْتُ فَإِذَا الأَسَدُ [I went forth, and lo, there was the lion]; or after the noun denoting the present time, as اَلْآنَ [Now]: but this requires consideration; for you say to the reviler of a man in you presence, لَا تَشْتِمِ الرَّجُلَ [Revile not thou the man]; and because that which is after إِذَا does not render determinate anything present at the time of speaking; and because that in الآن is really redundant, being inseparable, which the determinative is never known to be: the good example in this case is the saying in the Kur [v. 5], اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمْ [This day I have completed for you your religion]. (Mughnee.) b3: It is also used to denote the species: first, to denote the totality of the individuals of the species; and this may have its place supplied by كُلّ used in its proper sense; (Mughnee, I 'Ak * ubi suprà;) as in [the Kur iv. 32,] وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا [For man was created weak]: secondly, to denote the totality of the properties of the individuals, or the combination of all those properties in one thing; and this may have its place supplied by كُلّ used in a tropical sense; as in زَيْدٌ الرَّجُلُ عِلْمًا [Zeyd is the man in respect of knowledge; as though he combined in himself the knowledge of all the individuals of his species]; i. e., he is the complete, or perfect, [or we would rather say, preeminent,] in knowledge; and hence, [in the Kur ii. 1,] ذٰلِكَ الكِتَابُ [That is the book, or scripture; as though combining in itself the excellences of all other books or scriptures; or meaning that is preeminently the book, or scripture]: and thirdly, to denote the quiddity, or essence; and this may not have its place supplied by كُلّ used either properly or tropically; as in the saying, [in the Kur xxi. 31,] وَجَعَلْنَا مِنَ المَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ [And we have made of water (meaning, accord. to common opinion, sperma genitale,) everything living]; or, accord. to some, it is used in this case to distinguish a thing as known [in a particular sense] by its being conceived in the mind. (Mughnee.) b4: It is also used to denote predominance of application; as in المَدِينَةُ [The city], meaning the city of the Apostle; and الكِتَابُ [The book], meaning the book of Seebaweyh: and in this case, it may not be suppressed, except when the noun is used vocatively, or when it is prefixed to another noun which it governs in the gen. case; and in some anomalous instances, as in هٰذَا عَيُّوقٌ طَالِعًا [This is the star Capella, rising], originally العَيُّوقٌ. (I 'Ak p. 51.) [In a case of this kind, it is said in the Mughnee to be redundant; but I think it is clearly not so in any of the instances here mentioned, except the last; and this I would rather assign to a category yet to be noticed, in which ال is certainly redundant, and, by rule, inseparable.] b5: It is also prefixed to a noun transferred from its original application to that of a proper name; it being so prefixed to convey an allusion to the original signification; and such noun being generally an epithet, as حَارِثٌ; but sometimes an inf. n., as فَضْلٌ; and sometimes a generic noun, as نُعْمَانٌ; so that in any of these cases you may prefix ال, saying الحَارِثُ and الفَضْلُ and النُّعْمَانُ, with a view to the original signification; and you may suppress it, with a view to the actual state [which is that of a proper name]: for when you mean that a name of this kind is given as one ominous of good, you prefix the ال in order to indicate this; as when you say الحَارِثُ with a view to a person's being thus named to prognosticate that he will live and be a tiller, or cultivator; but when you only consider it as a proper name, you do not prefix the ال: thus the prefix ال conveys a meaning not obtained without it; and therefore it is not redundant, as some assert it to be. (I 'Ak p. 50.) [The author of the Mughnee is one of those who consider ال redundant in this case.] b6: It is in some cases redundant: and in some of these, it is inseparable; as in [a proper name which cannot be used with a view to an original application from which it has been transferred to that of a proper name though it may have been so transferred, such as] اللَّاتُ, which is the name of a certain idol that was at Mekkeh [so called because a man used to moisten سَوِيق with clarified butter, for the pilgrims, at the place thereof]; and, accord. to some, [as before mentioned,] in الآنِ; and in the conjunct nouns الَّذِى and its variations, accord. to those who hold that a noun of this kind is rendered determinate by its complement: in other cases, where it is redundant, it is separable; and this is when it is prefixed to a proper name by poetic licence, as in بَنَاتُ الأَوْبَرِ for بَنَاتُ أَوْبَرَ, a species of truffle; or, accord. to Mbr, this is not a proper name, and the ال is not redundant; and when it is prefixed to a specificative, as in طِبْتَ النَّفْسَ for طِبْتَ نَفْسًا, accord. to the Basrees, who hold, in opposition to the Koofees, that the specificative may only be indeterminate; (I 'Ak p. 49;) [and, in like manner, as redundant and separable,] it is irregularly prefixed [by poetic licence] in الأَمْسِ [q. v.], when it is left in its original form with kesr. (T.) b7: Accord. to the Koofees, and some of the Basrees, and many of the later authors, it may also supply the place of the affixed pronoun; and such they hold to be the case in the saying in the Kur [lxxix. 41], فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَــأوِى [Verily Paradise, it shall be his place of abode]; and in مَرَرْتُ بِرَجُلٍ حَسَنٍ الوَجْهُ [I passed by a man beautiful in his face]; and ضُرِبَ زَيْدٌ الظَّهْرُ وَالبَطْنُ [Zeyd was beaten, his back and his belly]; when الوجه and الظهر and البطن are thus in the nom. case: but those who deny its being used in this manner hold that لَهُ is to be understood in the verse of the Kur, and مِنْهُ in the other examples: and Ibn-Málik restricts the licence to cases not including the صِلَة [or complement of ال used in the manner which is here next to be explained]. (Mughnee.) b8: It is also a conjunct noun in the sense of الَّذِى and its variations; and as such is prefixed to an act. part. n., and to a pass. part. n., and, as some say, to a simple epithet; (Mughnee, and I' Ak p. 43;) as الضَّارِبُ [which is equivalent to الَّذِى يَضْرِبُ], and المَضْرُوبُ [which is equivalent to الَّذِى ضُرِبَ], and الحَسَنُ الوَجْهِ: (I 'Ak:) but this last not to be regarded, as it cannot be rendered by means of a verb. (Mughnee.) As such, also, it is sometimes prefixed to an adverbial noun, (Mughnee and I 'Ak,) extraordinarily; (I 'Ak;) as in the saying, مَنْ لَا يَزَالُ شَاكِرًا عَلَى يلْمَعَهْ
فَهْوَ حَرٍ بِعِيشَةٍ ذَاتِ سَعَهْ [Whoso ceases not to be grateful, or thankful, for what is with him, or what he has, he is worthy of a state of life such as is attended with plenty.] (Mughnee and I 'Ak.) As such it is also sometimes prefixed to a nominal proposition; as in the saying, مَنَ القَوْمِ الرَّسُولُ اللّٰهِ مِنْهُمْ
لَهُمْ دَانَتْ رِقَابُ بِنَي مَعَدِّ [Of the people of whom is the apostle of God, of those to whom the necks of the sons of Ma' add have become abased]. (Mughnee and I 'Ak.) And as such it is also sometimes prefixed to a verbal proposition, of which the verb is an aor. ; which shows that it is not [in this case] a particle of determination; (Mughnee;) as in the phrase, صَوْتُ الحِمَارِ اليُجَدَّعُ [The voice of the ass that has his ear, or ears, cut off]. (T and Mughnee.) But all these three cases are peculiar to poetry; contrary to the opinion of Akh, and, with respect to the last case, to that of Ibn-Málik. (Mughnee.) [Respecting the last instance, see also art. جدع.] Another instance of its usage prefixed in this sense to an aor. is the saying, مَا أَنْتَ بِالْحَكَمَ التُرْضَى حُكُومَتُهُ [Thou art not the judge whose judgment is approved]; (IAmb, T, I 'Ak) a saying of ElFarezdak: (IAmb, T:) it is an extraordinary case; (I 'Ak;) and is [said to be] an instance of a bad poetic license, the like of which in prose would be an error by common consent. (Expos. of the Shudhoor edh-Dhahab.) In like manner, one says, accord. to Az, هٰذَا اليَضْرِبُكَ, meaning This is he who beats thee; and رَأَيْتُ اليَضْرِبُكَ I saw him who beats thee; and هٰذَا الوُضِعَ لِلشِّعْرِ This is what is appropriated to poetry. (T: [in which this last ex. is perhaps intended to intimate that the prefixing of ال in this manner to a verb is allowable only in poetry.]) b9: The Arabs also say, هَوَ الحَصِينُ أَنْ يُرَامَ وَ هُوَ العَزِيزُ أَنْ يُضَامَ, meaning أَحْصَنُ مِنْ أَنْ يُرَام وَأَعَزُّ مِنْ ذَنْ يُضَام [He is more strongly fortified, or protected against attack, than that he will be sought, or desired, and he is more mighty than that he will be injured; i. e., too strongly fortified, or protected against attack, to be sought, or desired, and too mighty to be injured: see مِن.] (TA in art. لوم. [But الحِصْنُ is there erroneously put for الحَصِينُ.]) A2: Among strange usages, is that of أَلْ as an interrogative, mentioned by Ktr; as in أَلْ فَعَلْتَ in the sense of هَلْ فَعَلْتَ [Didst thou do? or hast thou done?]. (Mughnee.) إِلٌّ Anything which has a quality requiring it to be regarded as sacred, or inviolable; which has some right pertaining to it: and thus used in particular senses here following. (R, TA.) b2: Relationship; or nearness with respect to kindred; (Fr, T, S, M, R, K;) as also ↓ إِلَّةٌ, (Fr, T, K,) of which the pl. is إِلَلٌ. (K.) So in the Kur [ix. 8], لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلَّا (Fr, T) They will not regard, with respect to you, relationship; (Bd, Jel;) accord. to some. (Bd.) And so in a trad. of 'Alee, يَخُونُ العَهْدَ وَ يَقْطَعُ الإِلَّ [He is unfaithful to the covenant, and cuts the tie of relationship]. (TA.) Hassán Ibn-Thábit says, لَعَمْرُكَ إِنَّ إِلَّكَ مِنْ قُرَيْشٍ
كَإِلِّ السَّقْبِ مِنْ رَأْلِ النَّعَامِ [By thy life, thy relationship to Kureysh is like the relationship of the young camel to the young of the ostrich]. (S.) b3: Good origin. (K.) So, accord. to some, in a saying of Aboo-Bekr, which see below. (TA.) b4: I. q. مَعْدِنٌ, (K,) or مَعْدِنٌ صَحِيحٌ [as meaning A place, or person, whence a thing, or person, originates, free from imperfection, or from everything that would induce doubt or suspicion or evil opinion]. (El-Muärrij, TA: [in which the verse of Hassán cited above is given as an ex. of this signification.]) b5: A compact, or covenant; or one by which a person becomes responsible for the safety, or safe-keeping, of a person or thing; syn. عَهْدٌ: (AO, Aboo-Is- hák, T, S, M, R, K:) a confederacy, or league; syn. حِلْفٌ; (Aboo-Is-hák, T, M, K;) and so, accord. to some, in the Kur ubi suprà: (Bd:) a covenant between two parties by which either is bound to protect the other; syn. جُوَارٌ: (Aboo-Is-hák, T, R:) a promise, or an assurance, of security or safety; or indemnity; syn. أَمَانٌ; (K;) a meaning which it has, accord. to some, in the verse of the Kur cited above. (TA.) Hence, وَفِىُّ الإِلِ A fulfiller, performer, or keeper, of the compact, or covenant. (TA, from a trad.) b6: Lordship; syn. رُبُوبِيَّةٌ. (M, K.) So in the Kur ubi suprà, accord. to some. (Bd.) And so in the saying of Aboo-Bekr, above referred to, when he heard the rhyming prose of Museylimeh, هٰذَا كَلَامٌ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ إِلٍّ [This is language which did not proceed from lordship]: so explained by A 'Obeyd: (Suh, TA:) or it has here another signification, mentioned before; the meaning being, which did not come from the origin whence came the Kur-án: or, accord. to some, it has here the signification next following. (TA.) b7: Revelation, or inspiration. (K, TA.) b8: الإِلُّ also signifies God: [like the word אֵל or rather 165 as used in Hebrew:] (T, S, M, K:) so say Mujáhid and Esh-Shaabee: (T:) and so it is said to signify in the verse of the Kur cited above: (T, TA:) [and so it seems to signify in the saying of Aboo-Bekr, also cited above, accord. to the M:] but Aboo-Is- hák disallows this; and so does Suh, in the R. (TA.) Ibn-El-Kelbee says, (M,) when إِلُّ ends any name, it has this meaning, and is the complement of a prefixed noun; and so إِيلُ; (M, K;) as in جَبْرَئِلُّ [and جَبْرَئِيلُ &c.]; and so say most of the learned: (TA:) but this is not a valid assertion; for were it so, جَبْرَئِلُّ and the like would be perfectly decl.: (M:) some say that these names are constructed inversely, after the manner of the language of the 'Ajam; ال and ايل meaning servant, and the first part of the name being a name of God. (Suh, TA.) A2: I. q. شَخْصٌ [used in a pl. sense]. (Mughnee in art. إِلَّا. [See what is said to be an ex. of this meaning in a verse of Dhu-r-Rummeh cited in art. الا in the present work.]) b2: [It is said that] إِلٌّ is also syn. with جَارٌ [A neighbour; &c.]. (K: [and so, accord. to the TA, in the M; but I have consulted the M without finding this explanation, and think it to be probably a mistranscription for جُوَارٌ, (see above,) as in the T and R.]) إِلَّةٌ: see إِلٌّ.

أَمْرٌ إِلَّىٌّ A thing, or an affair, relating, or attributable, to الإِل, meaning either God, or revelation or inspiration. (TA.)

فتو/فتي

فتو/فتي
فتُوَ يَفتُو، افْتُ، فُتُوًّا وفُتُوَّةً، فهو فَتِيّ
• فَتُو الولدُ: صار فَتًى قَوِيًّا. 

أفتى يُفتي، أَفْتِ، إفتاءً، فهو مُفتٍ، والمفعول مُفتًى
• أفتاه في المسألة: أظهر له الحكم فيها وأبانه "أفتى العلماءُ في مسألة نقل الأعضاء- أفتى في الرؤيا: فسَّرها- {قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ} ". 

استفتى يستفتي، اسْتَفْتِ، استفتاءً، فهو مُستفتٍ، والمفعول مستفتًى
• استفتاه في مسألة: سأله رأيَه فيها، طلب نصيحتَه أو استشارته فيها "استفتى الحاكمُ شعبَه في اقتراح تعديل الدستور- اسْتَفْتِ قَلْبَكَ [حديث]- {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} ". 

إفتاء [مفرد]:
1 - مصدر أفتى.
2 - (فق) بيان حكم الشَّرع في المسألة.
• دار الإفتاء: مقرُّ المفتي.
• لجنة الإفتاء: عدد من العلماء المعتدّ برأيهم يوكل إليهم إصدار الفتاوي الشرعيّة. 

استفتاء [مفرد]: ج استفتاءات (لغير المصدر):
1 - مصدر استفتى.
2 - سؤال أو أكثر يوجَّه إلى عدد من الناس للإجابة عنه لمعرفة رأيهم في أمر معيّن "أجرت الصحيفة استفتاء حول قضية التطبيع- تصويت استفتائيّ- استفتاءات الرأي العام الأخيرة".
• استفتاء شعبيّ: (سة) لجوء السلطات العامّة إلى الشَّعب ليُبدي رأيه في موضوع ما عن طريق التصويت عليه، فإمّا أن يقرَّه أو يرفضه، تصويت مباشر. 

فُتُوّ [مفرد]: مصدر فتُوَ. 

فُتُوَّة [مفرد]:
1 - مصدر فتُوَ.
2 - شباب بين طورَيْ المراهقة والرُّجولة (15: 18) سنة "أُصيب بحادث مؤلم أيّام فُتوَّته- هو فتىً بيِّن الفتوّة".
3 - حميَّة، مروءة، نجدة، كرم "إنّه من أصحاب الفُتُوَّة".
• الفُتُوَّة:
1 - رجل عصابة أو مجرم.
2 - رجل قويّ البنية كان يفرض سيطرته وحمايته على حيّ أو منطقة، يأخذ من أصحابها مالاً نظير حمايته لهم.
• نظام الفتوّة: نظام ينمّي خُلُق الشجاعة والنجدة في نفوس الفتيان والفتيات أخذت به بعض البلدان العربيّة في مدارسها الثانوية "قادت جماعة الفتوّة في المدرسة رغم صغر سنها". 

فَتْوى [مفرد]: ج فتاوَى وفتاوٍ: (فق، قن) جواب عمَّا يُشْكِل من المسائل الشرعيّة أو القانونيّة "قدّم المحامي فتاوي قانونيّة لموكله" ° دار الفتوى: مقر عمل المفتي وأعوانه. 

فَتًى [مفرد]: ج فِتيان وفِتْية، مث فَتَيان وفَتَوان، مؤ فَتاة، ج مؤ فتيات:
1 - شاب بين المراهقة والرجولة، أو في آخر مراحل المراهقة "تجمّع فتيان الحي لتنظيفه وتجميله- {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} - {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} " ° فتاة الأحلام: الفتاة التي يحلم بها الشاب- فتاة الاستعراض: فتاة ترتدي في العادة زيًّا مزوَّقًا لتؤدِّي دورًا في عمل فنّيّ- فتى الأحلام: صورة خياليّة لشابّ في ذهن الفتاة تتمناه زوجًا لها- كلّ فتاة بأبيها معجبة: كلّ امرئ يفضل ما عنده على ما عند النَّاس.
2 - ذو النجدة، كريم، سخيّ "فتًى في قومه- هو فتى قومه- إذا القومُ قالوا مَنْ فتًى خلت أنّني ... عُنيت فلم أكسل ولم أتبلَّد".
3 - خادم، مساعد " {قَالَ لِفَتَاهُ ءَاتِنَا غَدَاءَنَا} - {وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ}: إماءكم المملوكة لكم".
• الفَتَيان: اللَّيل والنَّهار. 

فُتيا [مفرد]: فتوى، جواب عمّا يُشكل من مسائل شرعيَّة أو قانونيَّة "فُتيا قانونيّة/ شرعيّة". 

فَتِيّ [مفرد]: ج أفتاء وفِتاء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فتُوَ.
2 - حديث، جديد، قريب العهد، في أوّل مراحل النمُوّ "دولة فَتيَّة". 

مُفتٍ [مفرد]: ج مُفْتُون:
1 - اسم فاعل من أفتى.
2 - (فق) فقيه تعيِّنه الدولة ليجيب عما يشكل من المسائل الشرعيّة "تولى فلان منصبَ المفتي- أصدر المفتي فتوى بتحريم التدخين- أعلن مُفتي الجمهوريّة بداية شهر رمضان" ° سماحة المفتي/ فضيلة المفتي: للدلالة على الرفعة.
3 - عالم أو فقيه يعمل على تفسير أحكام الشَّريعة الإسلامّية. 

باء

باء
أصل البَوَاء: مساواة الأجزاء في المكان، خلاف النّبو الذي هو منافاة الأجزاء. يقال:
مكان بَوَاء: إذا لم يكن نابيا بنازله، وبَوَّأْتُ له مكانا: سوّيته فَتَبَوَّأَ، وبَاءَ فلان بدم فلان يَبُوءُ به أي: ساواه، قال تعالى: وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً [يونس/ 87] ، وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ
[يونس/ 93] ، تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ [آل عمران/ 121] ، يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ [يوسف/ 56] ، وروي أنه: (كان عليه السلام يتبوّأ لبوله كما يتبوّأ لمنزله) وبَوَّأْتُ الرمح: هيأت له مكانا، ثم قصدت الطعن به، وقال عليه السلام: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النّار» ، وقال الراعي في صفة إبل:
لها أمرها حتى إذا ما تبوّأت بأخفافها مــأوى تبوّأ مضجعا
أي: يتركها الراعي حتى إذا وجدت مكانا موافقا للرعي طلب الراعي لنفسه متبوّأ لمضجعه. ويقال: تَبَوَّأَ فلان كناية عن التزوّج، كما يعبّر عنه بالبناء فيقال: بنى بأهله. ويستعمل البَوَاء في مراعاة التكافؤ في المصاهرة والقصاص، فيقال: فلان بواء لفلان إذا ساواه، وقوله عزّ وجلّ: باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ
[الأنفال/ 16] ، أي: حلّ مبّوأ ومعه غضب الله، أي: عقوبته، وقوله: بِغَضَبٍ في موضع حال، كخرج بسيفه، أي: رجع، لا مفعول نحو: مرّ بزيد. واستعمال (باء) تنبيها على أنّ مكانه الموافق يلزمه فيه غضب الله، فكيف غيره من الأمكنة؟ وذلك على حدّ ما ذكر في قوله:
فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ [آل عمران/ 21] ، وقوله: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ [المائدة/ 29] أي: تقيم بهذه الحالة. قال:
أنكرت باطلها وبؤت بحقّها
وقول من قال: أقررت بحقها فليس تفسيره بحسب مقتضى اللفظ . والبَاءَة كناية عن الجماع. وحكي عن خلف الأحمر أنه قال في قولهم: حيّاك الله وبيّاك:
إنّ أصله: بوّأك منزلا، فغيّر لازدواج الكلمة، كما غيّر جمع الغداة في قولهم: آتيه الغدايا والعشايا .
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.