Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أبهر

طَوَفَ 

(طَوَفَ) الطَّاءُ وَالْوَاوُ وَالْفَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى دَوَرَانِ الشَّيْءِ عَلَى الشَّيْءِ، وَأَنْ يُحَفَّ بِهِ. ثُمَّ يُحْمَلُ عَلَيْهِ، يُقَالُ: طَافَ بِهِ وَبِالْبَيْتِ يَطُوفُ طَوْفًا وَطَوَافًا، وَاطَّافَ بِهِ، وَاسْتَطَافَ. ثُمَّ يُقَالُ لِمَا يَدُورُ بِالْأَشْيَاءِ وَيُغَشِّيهَا مِنَ الْمَاءِ: طُوفَانُ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَشَبَّهَ الْعَجَّاجُ ظَلَامَ اللَّيْلِ بِذَلِكَ، فَقَالَ:

وَعَمَّ طُوفَانُ الظَّلَامِ الْأَثْأَبَا

وَ " غَمَّ " أَيْضًا. وَمِنَ الْبَابِ: الطَّائِفُ، وَهُوَ الْعَاسُّ. وَالطَّيْفُ وَالطَّائِفُ: مَا أَطَافَ بِالْإِنْسَانِ مِنَ الْجِنَّانِ. يُقَالُ طَافَ وَاطَّافَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِذَا مَسَّهُمْ طَيْفٌ مِنَ الشَّيْطَانِْ، وَ (طَائِفٌ) أَيْضًا. قَالَ الْأَعْشَى:

وَتُصْبِحُ عَنْ غِبِّ السُّرَى وَكَأَنَّمَا ... أَلَمَّ بِهَا مِنْ طَائِفِ الْجِنِّ أَوْلَقُ

وَيَقُولُونَ فِي الْخَيَالِ: طَافَ وَأَطَافَ. وَيُرْوَى:

أَنَّى أَلَمَّ بِكَ الْخَيَالُ يُطِيفُ ... وَطَوَافُهُ بِكَ ذِكْرَةٌ وَشُعُوفُ

وَيُرْوَى: " وَمَطَافُهُ لَكَ ذِكْرَةٌ وَشُغُوفُ ". فَأَمَّا الطَّائِفَةُ مِنَ النَّاسِ فَكَأَنَّهَا جَمَاعَةٌ تُطِيفُ بِالْوَاحِدِ أَوْ بِالشَّيْءِ. وَلَا تَكَادُ الْعَرَبُ تَحُدُّهَا بِعَدَدٍ مَعْلُومٍ، إِلَّا أَنَّ الْفُقَهَاءَ وَالْمُفَسِّرِينَ يَقُولُونَ فِيهَا مَرَّةً: إِنَّهَا أَرْبَعَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، وَمَرَّةً: إِنَّ الْوَاحِدَ طَائِفَةٌ، وَيَقُولُونَ: هِيَ الثَّلَاثَةُ، وَلَهُمْ فِي ذَلِكَ كَلَامٌ كَثِيرٌ، وَالْعَرَبُ فِيهِ عَلَى مَا أَعْلَمْتُكَ، أَنَّ كُلَّ جَمَاعَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَحُفَّ بِشَيْءٍ فَهِيَ عِنْدَهُمْ طَائِفَةٌ، وَلَا يَكَادُ هَذَا يَكُونُ إِلَّا فِي الْيَسِيرِ هَذَا فِي اللُّغَةِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ثُمَّ يَتَوَسَّعُونَ فِي ذَلِكَ مِنْ طَرِيقِ الْمَجَازِ فَيَقُولُونَ: أَخَذْتُ طَائِفَةً مِنَ الثَّوْبِ، أَيْ قِطْعَةً مِنْهُ، وَهَذَا عَلَى مَعْنَى الْمَجَازِ ; لِأَنَّ الطَّائِفَةَ مِنَ النَّاسِ كَالْفِرْقَةِ وَالْقِطْعَةِ مِنْهُمْ. فَأَمَّا طَائِفُ الْقَوْسِ [فَهُوَ] مَا يَلِي أَبْهَرَــهَا.

عَدَّ 

(عَدَّ) الْعَيْنُ وَالدَّالُ أَصْلٌ صَحِيحٌ وَاحِدٌ لَا يَخْلُو مِنَ الْعَدِّ الَّذِي هُوَ الْإِحْصَاءُ. وَمِنَ الْإِعْدَادِ الَّذِي هُوَ تَهْيِئَةُ الشَّيْءِ. وَإِلَى هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ تَرْجِعُ فَرَوْعُ الْبَابِ كُلُّهَا. فَالْعَدُّ: إِحْصَاءُ الشَّيْءِ. تَقُولُ: عَدَدْتُ الشَّيْءَ أَعُدُّهُ عَدًّا فَأَنَا عَادٌّ، وَالشَّيْءُ مَعْدُودٌ. وَالْعَدِيدُ: الْكَثْرَةُ. وَفُلَانٌ فِي عِدَادِ الصَّالِحِينَ، أَيْ يُعَدُّ مَعَهُمْ. وَالْعَدَدُ: مِقْدَارُ مَا يُعَدُّ، وَيُقَالُ: مَا أَكْثَرَ عَدِيدَ بَنِي فُلَانٍ وَعَدَدَهُمْ. وَإِنَّهُمْ لَيَتَعَادُّونَ وَيَتَعَدَّدُونَ عَلَى عَشَرَةِ آلَافٍ، أَيْ يَزِيدُونَ عَلَيْهَا. وَمِنَ الْوَجْهِ الْآخَرِ الْعُدَّةُ. مَا أُعِدَّ لِأَمْرٍ يَحْدُثُ. يُقَالُ أَعْدَدْتُ الشَّيْءَ أُعِدُّهُ إِعْدَادًا. وَاسْتَعْدَدْتُ لِلشَّيْءِ وَتَعَدَّدْتُ لَهُ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَفِي الْأَمْثَالِ:

كُلُّ امْرِئٍ يَعْدُو بِمَا اسْتَعَدَّا

وَمِنَ الْبَابِ الْعِدَّةُ مِنَ الْعَدِّ. وَمِنَ الْبَابِ: الْعِدُّ: مُجْتَمَعُ الْمَاءِ، وَجَمْعُهُ أَعْدَادٌ. وَإِنَّمَا قُلْنَا إِنَّهُ مِنَ الْبَابِ لِأَنَّ الْمَاءَ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ كَأَنَّهُ الشَّيْءُ الَّذِي أُعِدَّ دَائِمًا. قَالَ:

وَقَدْ أَجَزْتُ عَلَى عَنْسٍ مُذَكَّرَةً ... دَيْمُومَةً

مَا بِهَا عِدٌّ وَلَا ثَمَدُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْعِدُّ: الْقَدِيمَةُ مِنَ الرَّكَايَا الْغَزِيرَةِ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ: حَسَبٌ عِدٌّ أَيْ قَدِيمٌ، وَالْجَمْعُ أَعْدَادٌ. قَالَ: وَقَدْ يَجْعَلُونَ كُلَّ رَكِيَّةٍ عِدًّا. وَيَقُولُونَ: مَاءٌ عِدٌّ، يَجْعَلُونَهُ صِفَةً، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ مِنْ مَاءِ الرَّكَايَا. قَالَ:

لَوْ كُنْتَ مَاءً عِدًّا جَمَمْتَ ... إِذَا مَا أَوْرَدَ الْقَوْمَ لَمْ يَكُنْ وَشَلَا

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الْعِدُّ: مَاءُ الْأَرْضِ، كَمَا أَنَّ الْكَرَعَ مَاءُ السَّمَاءِ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

بِهَا الْعِينُ وَالْآرَامُ لَا عِدَّ عِنْدَهَا ... وَلَا كَرَعٌ، إِلَّا الْمَغَارَاتُ وَالرَّبْلُ فَأَمَّا الْعِدَادُ فَاهْتِيَاجُ وَجَعِ اللَّدِيغِ. وَاشْتِقَاقُهُ وَقِيَاسُهُ صَحِيحٌ; لِأَنَّ ذَلِكَ لِوَقْتٍ بِعَيْنِهِ، فَكَأَنَّ ذَلِكَ الْوَقْتَ يُعَدُّ عَدًّا. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعِدَادُ اهْتِيَاجُ وَجَعِ اللَّدِيغِ، وَذَلِكَ أَنْ رُبَّ حَيَّةٍ إِذَا بَلَّ سَلِيمُهَا عَادَتْ. وَلَوْ قِيلَ عَادَّتْهُ، كَانَ صَوَابًا، وَذَلِكَ إِذَا تَمَّتْ لَهُ سَنَةٌ مُذْ يَوْمَ لُدِغَ اهْتَاجَ بِهِ الْأَلَمُ. وَهُوَ مُعَادٌّ، وَكَأَنَّ اشْتِقَاقَهُ مِنَ الْحِسَابِ مِنْ قِبَلِ عَدَدِ الشُّهُورِ وَالْأَيَّامِ، يَعْنِي أَنَّ الْوَجَعَ كَانَ يَعُدُّ مَا يَمْضِي مِنَ السَّنَةِ، فَإِذَا تَمَّتْ عَاوَدَ الْمَلْدُوغَ. قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: عِدَادُ الْمَلْدُوغِ: أَنْ يَجِدَ الْوَجَعَ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: عِدَادُ السَّلِيمِ: أَنْ يُعَدَّ لَهُ سَبْعَةُ أَيَّامٍ، فَإِذَا مَضَتْ رَجَوْا لَهُ الْبُرْءَ وَإِذَا لَمْ تَمْضِ سَبْعَةٌ، فَهُوَ فِي عِدَادٍ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعِدَادُ يَوْمُ الْعَطَاءِ وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ فِي السَّنَةِ وَقْتًا مُؤَقَّتًا. وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «مَا زَالَتْ أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَادُّنِي فَهَذَا أَوَانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِــي» ، أَيْ تَأْتِينِي كُلَّ سَنَةٍ لِوَقْتٍ. قَالَ:

أَصْبَحَ بَاقِي الْوَصْلِ مِنْ سُعَادَا عَلَاقَةً وَسَقَمًا عِدَادَا

وَمِنَ الْبَابِ الْعِدَّانُ: الزَّمَانُ، وَسُمِّيَ عِدَّانًا لِأَنَّ كُلَّ زَمَانٍ فَهُوَ مَحْدُودٌ مَعْدُودٌ. وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:

بَكَيْتَ امْرَأً فَظَّا غَلِيظًا مُلَعَّنًا ... كَكِسْرَى عَلَى عِدَّانِهِ أَوْ كَقَيْصَرَا

قَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ فِي عِدَّانِ شَبَابِهِ وَعِدَّانِ مُلْكِهِ، هُوَ أَكْثَرُهُ وَأَفْضَلُهُ وَأَوَّلُهُ. قَالَ:

وَالْمَلِكُ مَخْبُوٌّ عَلَى عِدَّانِهِ الْمَعْنَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مُهَيَّأً لَهُ مُعَدًّا. هَذَا قَوْلُ الْخَلِيلِ. وَذُكِرَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ أَنَّ الْعِدَادَ أَنْ يَجْتَمِعَ الْقَوْمُ فَيُخْرِجَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ نَفَقَةً. فَأَمَّا عِدَادُ الْقَوْسِ فَنَاسٌ يَقُولُونَ: إِنَّهُ صَوْتُهَا، هَكَذَا يَقُولُونَ مُطْلَقًا. وَأَصَحُّ [مِنْ] ذَلِكَ مَا قَالَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، أَنَّ عِدَادَ الْقَوْسِ أَنْ تَنْبِضَ بِهَا سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ. وَهَذَا أَقْيَسُ. قَالَ الْهُذَلِيُّ فِي عِدَادِهَا:

وَصَفْرَاءَ مِنْ نَبْعٍ كَأَنَّ عِدَادَهَا ... مُزعَةٌ تُلْقِي الثِّيَابَ حُطُومُ

فَأَمَّا قَوْلُ كُثَيِّرٍ:

فَدَعْ عَنْكَ سُعْدَى إِنَّمَا تُسْعِفُ النَّوَى ... عِدَادَ الثُّرَيَّا مَرَّةً ثُمَّ تَأْفُِلُ

فَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: لَقِيتُ [فُلَانًا] عِدَادَ الثُّرَيَّا الْقَمَرَ، أَيْ مَرَّةً فِي الشَّهْرِ. وَزَعَمُوا أَنَّ الْقَمَرَ يَنْزِلُ بِالثُّرَيَّا مَرَّةً فِي الشَّهْرِ.

وَأَمَّا مَعَدٌّ فَقَدْ ذَكَرَهُ نَاسٌ فِي هَذَا الْبَابِ، كَأَنَّهُمْ يَجْعَلُونَ الْمِيمَ زَائِدَةً، وَيَزِنُونَهُ بِمَفْعَلٍ، وَلَيْسَ هَذَا عِنْدَنَا كَذَا، لِأَنَّ الْقِيَاسَ لَا يُوجِبُهُ، وَهُوَ عِنْدَنَا فَعَلٌّ مِنَ الْمِيمِ وَالْعَيْنِ وَالدَّالِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ كِتَابِ الْمِيمِ.

لَدَمَ 

(لَدَمَ) اللَّامُ وَالدَّالُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى إِلْصَاقِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ، ضَرْبًا أَوْ غَيْرَهُ، فَاللَّدْمُ: ضَرْبُ الْحَجَرِ بِالْحَجَرِ. قَالَ:

وَلِلْفُؤَادِ وَجِيبٌ تَحْتَ أَبْهَرِــهِ ... لَدْمَ الْغُلَامِ وَرَاءَ الْغَيْبِ بِالْحَجَرِ

وَالْتَدَمَ النِّسَاءُ: ضَرَبْنَ وُجُوهَهُنَّ وَصُدُورَهُنَّ فِي الْمَنَاحَةِ. وَاللَّدْمُ: ضَرْبُكَ خُبْزَ الْمَلَّةِ. وَالْمَلَادِيمُ: الْمَرَاضِيخُ يُرْضَخُ بِهَا النَّوَى. وَالْتَدَمَتْ عَلَيْهِ الْحُمَّى: لَازَمَتْهُ. وَلِذَلِكَ يُقَالُ لِلْحُمَّى: أُمُّ مِلْدَمٍ. وَيَقُولُونَ: الْمُلَدَّمُ مِنَ الرِّجَالِ: الْأَحْمَقُ. وَاللَّامُ فِي هَذَا مُبْدَلَةٌ مِنْ رَاءٍ، [كَأَنَّهُ] كَانَ مُتَخَرِّقًا فَرُدِّمَ، أَيْ رُقِّعَ.

رخَم

(ر خَ م)

أرْخَمت النَّعامة والدَّجاجةُ على بَيضها، ورَخَمت عَلَيْهِ، ورَخَمَتْه، تَرْخَمهُ رخْماً ورَخَماً، هِيَ مُرْخِمٌ، وراخِمٌ: حَضَنته.

ورَخَّمها أهلُها: ألْزموها إيّاها. وَألقى عَلَيْهِ رَخْمَته، أَي: محبتَّه ومَودّته.

ورَخَمت الْمَرْأَة وَلَدهَا، تَرْخَمه وتَرْخَمه، رَخْماً: لاعَبتْه.

وَحكى اللِّحيانيّ: رَخِمَه يَرْخَمُه رَخْمةً، وَإنَّهُ لرَاخمٌ لَهُ.

وألْقت عَلَيْهِ رَخَمها ورَخْمَتها، أَي: عَطفتها.

واستعاره عَمرو ذُو الْكَلْب للشاة، فَقَالَ:

يَا لَيْت شِعْري عَنك والأمْر عَمَمْ مَا فَعَلَ اليومَ أُوَيسٌ فِي الغَنَمْ

صَبَّ لَهَا فِي الرِّيح مِرِّيخُ أشمْ فاجْتَال مِنْهَا لَجْبةً ذاتَ هَزَمْ

حاشِكَةَ الدرَّة وَرْهاءَ الرَّخمْ ورَخِمه رَخْمةً، لُغَة فِي: رَحمه رَحْمة.

ورَخَم الكلامُ والصوتُ، ورَخُم. رَخامة. فَهُوَ رَخيم: لانَ وسَهُل.

ورَخُمت الجاريةُ رَخامةً، فَهِيَ رَخيمة ورَخِيمٌ، إِذا كَانَت سهَلة المَنطِق، قَالَ قيسُ بن ذَريح:

رَبْعاً لواضحِة الجَبينِ غَرِيرةٍ كالشَّمس إِذْ طلعت رَخيمِ الَمْنطِق

وَمِنْه: التَّرخيم، فِي الاسماء، لأَنهم إِنَّمَا يحذفون اواخرها ليُسهِّلُوا النُّطْق بهَا.

قَالَ الْأَصْمَعِي: أَخذ عني الخليلُ معنى التَّرخيم، وَذَلِكَ انه لَقِيَنِي فَقَالَ: مَا تُسمى العربُ السَّهْل من الْكَلَام؟ فقلتُ لَهُ: الْعَرَب تَقول جَارِيَة رخيمة، إِذا كَانَت سهلةَ المَنطق، فعَمِل بابَ التَّرْخِيم على هَذَا.

والرُّخام: حجرٌ ابيض سَهل رِخْو.

والرُّخْمة: بياضٌ فِي رَأس الشَّاة وغُبرة فِي وَجههَا، وسائُرها أَي لون كَانَ، يُقال: شَاة رَخْماء. والرَّخامَي: ضَربٌ من الخِلْفة.

قَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ غبراء الخُضرة لَهَا زَهرة بيضاءُ نَقيّة، وَلها عِرْقُ أَبيض تحفره الحُمُر بحوافرها، والوَحشُ كلّه يَأْكُل ذَلِك العِرْقَ، لحلاَوته وطيبه.

قَالَ: وَقَالَ بعضُ الرُّواة: تَنبت فِي الرَّمل، وَهِي من الجَنْبة، قَالَ عَبيدٌ:

أَو شَبَبٌ يَحْفِر الرُّخامَي تلُفُّه شَمْألٌ هَبوبُ

والرُّخامَي: بَقلة غَبراء تَضرب إِلَى الْبيَاض، وَهِي حلُوْة، لَهَا أصلٌ أَبيض كَأَنَّهُ العُنْقُر، إِذا انتُزع حَلَب لَبَنًا.

والرُّخامة، بِالْهَاءِ: نَبْتٌ، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

والرَّخَمة: طائرٌ على شَكل النَّسر إِلَّا انه مُبقَّع بسواد وَبَيَاض، وَالْجمع: رَخَمٌ ورُخمٌ، قَالَ الهُذلي:

فلَعْمر جدِّك ذِي العواقب حتّ ى أَنْت عنْد جوالب الرُّخْمِ

ولَعمرُ عَرْفك ذِي الصُّماخ كَمَا عَصَب الشِّفارُ بَغضْبَة اللِّهْمِ

وخَص اللِّحيانيّ بالرّخَم: الْكثير، وَلَا أَدْرِي كَيفَ هَذَا، إِلَّا أَن يَعني الجِنس.

واليَرْخُوم: ذكَر الرَّخم، عَن كُراع.

وَمَا أَدْرِي أَي تُرْخَم هُوَ؟ وَقد تضم الْخَاء مَعَ التَّاء، وَقد تفتح التَّاء وتضم الْخَاء، أَي: أَي النَّاس هُوَ؟ ورَخْمانُ: موضعٌ.
رخَم

(الرَّخْم، مُحَرَّكَة: اللَّبَنُ الغَلِيظُ) ، عَن ابنِ الأعرابيّ.
(و) الرَّخَمُ أَيْضا: (العَطْف. و) أَيْضا: (المَحَبَّة واللّين. يُقَال: أَلْقَى) اللهُ تَعالى (عَلَيْه رَخْمَتَه ورَخَمه) أَي: مَحَبَّتَه ولِينَه، وحَكَى اللِّحيانِيّ: رَخِمَه يَرْخَمُه رَخْمًة، وإنّه لراخِمٌ لَهُ، وألقَتْ عَلَيْهِ رَخَمَها ورَخْمَتَها أَي عَطْفَتَها. وَأَنْشَدَ لأَبِي النَّجْمِ:
(مُدَلَّلٌ يَشْتِمنا ونَرخَمُه ... )

(أطيَبُ شَيْءٍ نَسْمُه ومَلْثَمُه ... )

وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
(كأَنَّها أُمُّ سَاجِي الطَّرْف أَخْدَرَها ... مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الوَعْساءِ مَرْخُومُ)

قَالَ الأصمَعِيّ: مَرْخُوم: أُلْقِيَت عَلَيْهِ رَخْمَةُ أُمّه أَي: حُبّها لَهُ وأُلْفَتُها إِيَّاه.
وَفِي الأساس: " ألقَى عَلَيْهِ رَخَمته: [إِذا] أشفَق عَلَيْهِ ولَهِج بِهِ؛ لِأَن الرَّخْمَة بهَا نَهَمٌ شَدِيد وتَولُّعٌ بالوُقوع على الجِيَف، فشُّبِّهَت مَحَبَّتُه الوَاقِعة عَلَيْهِ وشَفَقتُه بالرَّخَمَة ".
(و) الرَّخَمُ: (ع) وَقَالَ نَصْر: أَرض (بَيْن الشَّامِ و) بَيْن (نَجْد) ، قَالَ: (و) الرَّخَمُ (شِعْبٌ بِمَكَّة) بَين ثَبِير غيني وَبَين القَرْن المَعْرُوف بالرَّباب، قُلتُ: وَقد جَاءَ لَهُ ذِكْر فِي الحَدِيث.
(و) الرَّخَم: (طَائِر، م) مَعْرُوف، (الواحِدةُ بهاء) . وَهُوَ طائِر أبقَعُ على شَكْل النِّسر خِلْقَة إِلاَّ أَنه مُبَقَّع بِسَوادٍ وبَياضٍ يُقَال لَهُ: الأنًوقُ، وخَصَّ اللِّحْياني بالرَّخَم الكَثِير. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أدرِي كَيْفَ هَذَا إِلاَّ أَن يَعْنِي الجِنْس، قَالَ الأَعْشَى:
(يَا رَخَمًا قاظَ على مَطْلُوبِ ... يُعجلُ كَفَّ الخارِئِ المُطِيبِ)

وَفِي حَدِيث الشّعبيّ، وذَكّر الرَّافِضَة فَقَالَ: " لَو كَانُوا من الطَّير لكانوا رَخَمًا "، وَهُوَ مَوْصُوف بالغَدْر والمُوقِ، وَقيل: بالقذر، وَمن الخَواصّ أَنَّه (يُطْلَى بمَرَارته لسَمّ الحَيَّة وغَيرِها، و) أَن (التَّبْخِير بجَفِيف لَحْمِه مَخْلُوطًا بخَرْدَل سَبْعَ مَرّات يَحُلُّ المَعْقُود عَن النّساء، وَوَضْع رِشَة من أَيْمَنِها بَين رِجْلَي المَرْأة) الَّتِي أخَذَها الطّلق (يُسَهِّل وِلادَها، ويُبَخَّر بِزِبْلِه لطَرِدِ الهَوامّ، ويُدافُ بَخلّ خَمْر، ويُطْلَى بِهِ البَرَصُ فيَغَيِّره، وكَبِدُه تُشْوَى وتُسْحَق وتُدافُ بخَمْر، وتُسْقَى المَجْنُونَ ثَلَاثَة أيَّام كُلَّ يَوْم ثَلَاث مَرَّات فتُبْرِئه) .
(والرُّخُمُ، بِضَمَّتَيْن: كُتَلُ اللِّبَأ) ، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
(وأَرْخَمَت) النَّعامةُ (والدَّجَاجَة على بَيْضِها، ورَخَمَتْه) من حَدِّ نَصَر، (و) رَخَمت (عَلَيْهِ) تَرخُمه (رَخْمًا) بالفَتْح (ورَخَمًا ورَخَمَةً، مُحَرَّكَتين، وَهِي مُرخِمٌ وراخِمٌ) ومرخمة: (حَضَنَتْها) ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ، والصَّواب حَضَنْته؛ لِأَن الضّميرَ عائدٌ إِلَى البِيض، (ورَخَّمَها أَهلُها تَرْخِيمًا: أَلزَمُوها إِيَّاها) ، هَكَذَا وجد أَيْضا فِي نُسَخ المُحْكم، وَالْأولَى: إِيّاه، نبّه عَلَيْهِ شَيخُنا رَحِمه الله تَعالى.
(ورَخَمَت المَرْأَةُ ولدَها، كَنَصَر، ومَنَعَ) تَرْخُمه وتَرخَمه: (لاعَبَتْه) . وَفِي نوادِر الْأَعْرَاب: امْرَأَة تَرَخُّمُ صَبيَّها، وتَرَخَّمُ عَلَيْهِ وتَربَّخُهُ وتَربَّخُ عَليه: إِذا رَحِمَتْه.
(و) رَخَمْتُ (الشيءَ) رَخْمةً مثل (رَحِمْتُه) رَحْمَةً. قَالَ أَبُو زيد: وهما سَواء، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وَهِي لُغَة لبَعْضِ أهل اليَمَن كَمَا زَعَمَه أَبُو زَيْد رَحمَه الله تَعالى، وَهُوَ مجَاز.
(و) من المَجازِ: (رَخُم الكَلامُ، كَكَرُم) ، وَكَذَلِكَ الصَّوت رَخَامةً، (فَهُوَ رَخِيم: لأنَ وسَهُل) ورَقَّ. وَمِنْه حَدِيثُ مالكِ بنِ دِينار: " بَلَغَنا أنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعَالَى يَقُول لداودَ عَلَيْهِ السّلام يَوْم القيامةِ: " يَا داودُ، مَجِّدْني بِذلِك الصّوتِ الحَسنِ الرَّخِيم "، هُوَ الرَّقِيق الشجِيّ الطيِّب النّغمة.
والرَّخَامةُ: [لِينٌ] فِي المَنْطِق حَسَنٌ فِي النِّسَاء (كَرَخَم كَنَصَر. و) رَخُمَت (الجَارِيَة) رَخامَةً: (صَارَت سَهْلَة المَنْطِق فَهِيَ رَخِيمَة ورَخِيم) ، وَكَذَلِكَ الخِشْف، قَالَ قَيسُ بنُ ذَرِيح:
(رَبْعا لواضِحةِ الجَبِين غَرِيرةٍ ... كالشَّمس إِذْ طلعت رَخِيم المَنْطِقِ)

(و) التَّرْخِيمُ: التَلْيِين. و (مِنْهُ التَّرْخِيم فِي الأَسْماء؛ لأنَّه تَسْهِيل للنُّطْق بهَا) أَي: لأنّهم إِنَّمَا يحذفون أواخرها ليسهِّلوا النُّطْق بهَا، وَهُوَ أَن يحذف من آخِره حَرف أَو أَكْثر كَقولك إِذا نادَيت حارِثًا: يَا حارِ، ومالكًا يَا مالِ، سُمِّي تَرْخِيمًا لِتَلْيِين المُنادِي صوْتَه بَحَذْف الحَرْف. قَالَ الأصمعيّ: " أخذَ عَنّي الخَلِيلُ مَعْنَى التَّرخِيم؛ وَذَلِكَ أنّه لَقِيني فَقَالَ لي: مَا تُسَمِّي العربُ السهلَ من الْكَلَام؟ ، فَقلت لَهُ: الْعَرَب تَقول: جاريةٌ رَخِيمَة إِذا كَانَت سَهلةَ المَنْطِق، فعَمِل بَاب التّرخيم على هَذَا ". وَالَّذِي نَقله الزمخشريُّ فِي الأَساس أَنَّ ترخيمَ الْأَسْمَاء مَأْخُوذ من تَرخِيم الدّجاجة، لأنّها لَا تُرَخِّمُ إِلا عِنْد قطع الْبيض.
(والرُّخَامَى، والرُّخَامة، بِضَمِّهِما: نَبْتَانِ) ، حَكَاهُمَا أَبُو حَنِيفة. قَالَ فِي الرُّخَامى: هِيَ غَبْراء الخُضْرة لَهَا زهرَة بَيْضَاء نَقِيّة، وَلها عِرق أبيضُ تَحْفِره الحُمُر بحوافِرَها والوَحِشُ كلّه تَأْكُله لحَلاوتِه وطِيبَتَه، ومَنابِتُها الرَّمل. وَقيل: هُوَ شَجَر مثل الضّال. وَقَالَ مُضرِّس:
(أُصولُ الرُّخامى لَا يُفَزَّع طائِرهُ ... )

(و) الرُّخَام (كَغُراب: حَجَر أبيضُ رِخْوٌ) سَهْل، (مَا كَانَ مِنْهُ خَمْرِيًّا أَو أَصْفَر أَو زُرْزُورِيًّا، فَمن أَصْناف الحِجارة) ، أَي: وَلَيْس من الرُّخام. (وذَرُّ سَحِيقِ مَحْرُوقِهِ على الجِرَاحة يَقْطَعَ دَمَها وَحِيًّا) أَي: سَرِيعاً. (وشَرْبُ مِثْقالٍ من سَحِيقه بَعَسَلٍ ثلاثَةَ أيّام يُبْرِئُ من الدَّمامِيل. (وَمَا كَانَ مِنْهُ لَوْحاً على قَبْر فشُرْبُ سَحِيقه على اسْم المَعْشُوقِ يُسَلِّي العاشِقَ) ، مُجرَّب.
(ورَخْمان: ع قُتِل فِيهِ تَأبَّطَ شَرًّا) ، وَهُوَ غارٌ بِبِلاد هُذَيل رُمِي فِيهِ تَأبَّط شَرًّا بعد قَتلَه، قَالَت أُختُه تَرْثِيه:
(نِعْمَ الفَتى غادرتُمُ بِرَخْمان ... )

(بثابِتِ بنِ جابرِ بنِ سُفيانْ ... )

(مَنْ يَقتُل القِرْن وَيَروي النَّدْمانْ ... )

(وأَرخُمان، بِضَمّ الخَاءِ) مَعَ فَتْح الأول: (د، بِفَارِس) من كُورَة اصْطَخْر.
(و) رَخِيمٌ (كَأَمِيرٍ: وادٍ) .
(و) رُخَيْمٌ (كَزُبَيْرٍ: اسْم) رَجُل.
(و) رُخَيْمَةُ (كَجُهَيْنَة: مَاء) .
(و) رَخِيمَة (كَسَفِينة: ماءٌ باليَمامة لبَنِي وَعْلَةَ) .
(و) رَخْمَة (كَحَمْزَة: ع بِبِلاد هُذَيْل) ، وَضَبطه نَصْر بالضَّمَ، وَقَالَ: ويُمْكِن أَن يُرادَ بِهِ رُخْمان، وَهُوَ الْموضع الَّذِي قُتِل فِيهِ تأبَّط شَرًّا، فغُيِّر للشِّعر.
(واليَرْخُمُ) بِضَمّ الْخَاء، (واليَرْخُومُ والتَّرخُوم بالمُثَنَّاة من فَوْق وَمن تَحْت) ، الأَخِيرة عَن كُراع: (الذَّكَرُ من الرَّخَمِ) .
(و) يُقَال: (مَا أَدْرِي أَيُّ تُرْخُم هُوَ) بِضَمِّ التَّاء والخَاءِ مَصْرُوفاً، (وتُرْخُمُ) مَمْنُوعًا و (تُرْخَم) بِفَتْح الخَاءِ مَصْرُوفاً ومَمْنُوعاً، (وتُرْخُمَة) بضَمِّ الخَاءِ (وتُرْخَمَة) بِفَتْح الخَاءِ، هَكَذَا هُوَ مَضْبُوط فِي سَائِر النُّسَخ، ودلّ على ذَلِك سِياقُه، وَالَّذِي فِي المُحْكَم وغَيْره: وَمَا أَدْرِي أيّ تُرْخَمٍ هُوَ، وَقد تُضَمّ الخَاءُ مَعَ التَّاءِ، وَقد تُفْتَح التَّاء وتُضَمُّ الخَاءُ (أَيْ: أَيّ النَّاس هُوَ) ، وَمثل جُنْدَب وجُنْدُب وطُحْلَب وطُحْلُب وعُنْصَر وَعُنْصُر. وَفِي الصّحّاح مثل ذَلِك. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: تُرخُم تُفْعُل مثل تُرتُب، وتُرخَم مثل تُرتَبِ.
(والرُّخَامَى، بالضَّمّ: الرِّيحُ اللَّيِّنَة) ، وَهِي الرُّخاء أَيْضا.
(وكَأَمِير، أَو زُبَيْر: خَالِدُ بنُ رَخَيْم البَصْرِي) ، شَيْخ للتّبوذكي رُوِي بالوَجْهَين. (و) كَذَا أَبُو عَلِيّ (الحَسَن بنُ رُخَيْم) ، رَوى عَن هَارُون بن أبي الهَيْذام، سَمِع مِنْهُ عبدُ الْكَرِيم بنُ أحمدَ بنِ أبي خَرَّاز المِصْريّ (مُحْدِّثان) .
(وشاةٌ رَخْماءُ) : إِذا (ابيضَّ رَأْسُها واسوَدَّ سَائِرُها) ، وَفِي بَعْضِ نُسَخ الصّحاح: سائِرُ جَسَدِها، وَكَذَلِكَ المُخَمَّرة، وَلَا تقل مُرخَّمَة.
(وفَرسٌ أَرْخَمُ) ، كَذَا فِي الصّحَاح. وَقيل: الرُّخْمة بالضَّمّ: بَيَاض فِي رأسِ الشّاة وغُبرَةٌ فِي وَجْهِها، وسائرُها أيّ لَوْن كَانَ.
(وتُرْخُم بالضَّمّ: حَيٌّ) من حِمْيَر. وَقَالَ الحافِظُ: بَطْنُ من يَحْصُب، وضَبَطه ابنُ السَّمْعانِيّ بفَتْح التّاء وضَمّ الخاءِ قَالَ الأَعْشى:
(عَجِبْتُ لآلِ الحُرقَتَيْن كَأَنَّما ... رَأَوْنِي نَفِيًّا من إِيّادٍ وتُرخُمِ)

(وَذُو تُرخُم بنُ وائِل بنِ الغَوْثِ) ابنِ قَطَن بن عَرِيب بن زَهَيْر بن أَيْمَن بنِ الهَمَيْسع. قَالَ ابْن الكَلْبِيُّ: هم أَشرافُ اليَمَن.
(ومُحَمّدُ بنُ سَعِيد) بنِ مُحمّدٍ الحِمْصِيّ، عَن محمدِ بنِ عَمرِو بنِ يُونُسَ السوسيّ، وَعنهُ أحمدُ بن محمدِ بنِ عمرِ الفَرضِيّ. (وعَمْرُو ابنُ أزْهر) ، وَفِي نُسْخَة: أَبْهَر بن مُحَمَّد وَهُوَ الصَّحيح، شَهِد فَتْحَ مِصْر، ذَكَره ابْن يُونُسَ، وَله أخٌ يُقَال لَهُ: عُمَير، حَدَّث أَيْضا. (التُّرْخُمِيَّان: مُحَدِّثانِ) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
شَاة وَرْهاءُ الرّخَم، مُحرَّكةً أَي: رخْوة كَأَنَّهَا مَجْنُونَة، قَالَ عَمرُو ذُو الكَلْب:
(فامتاس مِنْهَا لَجْبةً ذاتَ هَزَمْ ... حاشِكَةَ الدِّرَّة وَرْهاءَ الرَّخَم)

وَيُقَال: رَخْمان ورَحْمان بِمَعْنى وَاحِد، وَبِه رُوِي قَولُ جَرِير:
(ومَسْحَكم صُلْبَهُم رَخْمَانَ قُرْبَانَا ... وارتَخَمت النّاقةُ فَصِيلَها إِذا رَئِمَتْه)

ورَخَمت الغَزالةُ: صاحَتْ.
ورَخِم السّقاءُ: كفَرِح: إِذا أَنْتَن.
وَهُوَ رَخِيمُ الحَواشِي أَي: رَقِقُها.
وفرسٌ ناتِئُ الرّخمة، وَهِي كالرَّبلة من الْإِنْسَان.
ورخمة أَيْضا: اسْم رجل عَلِق الحجرَ الْأسود حِين جَاءَ بِهِ القَرامِطَةُ من الكُوفَة، ذَكَره الأَمِير.
ويَقُولُ أهلُ اليَمَن: أَنْت تَترخَّم علينا أَي: تتعَظَّم، كأنّهم يعنون أَي: تتشَبَّه بِذِي تُرْخُم.
ورُخَام، كَغُراب: بَلدٌ فِي دِيار طَيِّئ. وَقيل: بإِقْبال الحِجاز أَي: الأَماكِن الَّتِي تَلِي مُطْلَع الشَّمْس. قَالَ لَبِيد:
(بِمَشَارِقِ الجَبَلَيْن أَو بمُحَجِّرٍ ... فتَضّمَّنَتْها فَردةٌ فرُخَامُها)

ورَخَمَة، محركة،: هَضْبة أُراها بالحِجاز، قَالَه نَصْر. وكَأَمِير، أَبُو رَخِيم مُوسَى بنُ الْحسن، روى عَن الحَسَن بنِ رِشيق، وسَمَّاه الخطيبُ تَبَعًا للطَّحَّان مُحَمَّدًا.
وعُمرُ بنُ محمدِ بنِ رَخِيم إمامُ جَامع تِنِّيس، نَقله الْحَافِظ؟ .
وتُجمَع الرَّخَمَة للطَّائر على الرُّخْم بالضّم، وَقد جَاءَ هَكَذَا فِي قولِ الهُذَلِيّ:
(عِنْدَ جَوالِبِ الرُّخْمِ ... )

كلي

(كلي) كلى أُصِيبَت كليته وأولمت واشتكى كليته
كلي
عن الصيغة الإسكندنافية للإسم تشارلز المأخوذ عن الألمانية القديمة بمعنى قوي ومكتمل الرجولة.
كلي: كَلِي: أكل (بوشر في مادة أكل).
كلوة: كُلية، كُلية الحيوان وجمعها كلاوي (بوشر).
كلوة: راحة، كف، باطن اليد بين القبضة والأصابع (بوشر زيتشر 20، 507، 2 ألف ليلة 623:1، 4).
كلابي: كلوي، خاص بالكالا (بوشر).

كلي


كَلِيَ(n. ac. كَلىً [ ])
a. see VIII
إِكْتَلَيَa. Suffered from the kidneys.

كُلْيَة []
كُلْوَة [] (pl.
كُلىً [ 9 ] &
a. كُلْوَات ), Kidney.
b. The reins.
c. Lower part ( of a cloud ).
كِلَا ( fem.
a. كِلْتَا ), Both.
كُلىَ َلوَادِي
a. The sides of the valley.

كُلىَ الطَّيْر
a. Certain feathers of a bird.

مَكْلِيّ [ N. P.
a. I], Diseased in the kidneys.

غَنَم حَمْرآء الكُلَى
a. Lean sheep.
ك ل ي

هو يطعن في الكلي. وفسّر الخليل: الكليتين: بأنهما لحمتان منقبرتان حمراوان لازقتان بعظم الصلب عند الخاصرتين في كظرين من الشحم وهما بيت الزّرع وكليته، واكتليته: أصبت كليته.

ومن المجاز: شرب الماء من كلية المزادة وهي الجليدة المستديرة تحت عروتها. وحللنا على ركايا في كلى الوادي: في جوانبه. ودبر البعير في كلاه إذا دبر في خاصرتيه وفلان لا يفرق بين كليتي القوس وكليتي السهم فكليتا القوس ما عن يمين الكبد وشمالها وكليتا السهم ما عن يمين النصل وشماله.

ومن مجاز المجاز: سحابة واهية الكلى.
كلي
كُلْوَة [مفرد]: ج كُلْوات وكُلًى، مث كُلْوتان: (شر) عضوٌ يُنقِّي الدَّمَ من الفضلات الأيضيّة ويُفْرز البولَ، وهو أحد زوجَي الأعضاء الواقعة في منطقة الظَّهر حيث تحافظ على توازن الماء والأيونات التي تُسيِّر التَّيّار العصبيّ عبر جدار الخليّة "زُرعت للمريض كُلْوَة أخيه- التهاب الكُلَى- آلام كُلَويَّة: نِسبة إلى كُلَى". 

كَلَويَّات [جمع]
• كلويّات الماء: (نت) فصيلة نباتات مائيّة من وحيدات الفلقة، أعرَف أجناسها الأقطبان والطَّولَقُ وكُلوةُ الماء. 

كُلْيَة [مفرد]: ج كُلْيات وكُلًى، مث كُلْيتان: (شر) كُلْوة؛ عضو ينقِّي الدّم من الفضلات الأيضيَّة، ويفرز البول وهو أحد زوجي الأعضاء الواقعة في منطقة الظَّهر بحيث يحافظ على توازن الماء، والأيونات التي تسيِّر التَّيّار العصبيّ عبر جدار الخليَّة "زرعت للمريض كُلية أخيه- التهاب الكُلَى". 
(ك ل ي)

الكُلْيَتَان من الْإِنْسَان وَغَيره من الْحَيَوَان: لحمتان مُنْتَبِرتان حمراوان لازقتان بِعظم الصُّلْب عِنْد الخاصرتين فِي كُظْرين من الشَّحْم. سِيبَوَيْهٍ: هِيَ كُلية، وكلى كَرهُوا أَن يجمعوا بِالتَّاءِ فيحركوا الْعين بالضمة، فتجيء هَذِه الْيَاء بعد ضمَّة، فَلَمَّا ثقل ذَلِك عَلَيْهِم تَرَكُوهُ واجتزءوا بِبِنَاء الْأَكْثَر، وَمن خفَّف قَالَ: كُلْيات.

وكلاه كَلْيا: أصَاب كُلْيَته.

وكَلى الرَّجْل، واكتلى: تألَّم لذَلِك، قَالَ العجاج:

إِذا اكْتَلَى واقتحم المَكْلِىّ

ويروى: " كَلَى ".

وَجَاء بغنمه حُمْر الكُلَى: أَي مهازيل، وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا الشَوِىُّ كَثُرتْ ثَوَائِجُهْ ... وَكَانَ مِن عِنْدِ الكُلَى مَنَاتِجُهْ

كثرت ثوائجه من الجَدْب لَا تَجِد شَيْئا ترعاه، وَقَوله: " مِن عِندِ الكُلَى مَنَاتِجُه " يَعْنِي: سَقَطت من الهُزَال فصاحبها يبقُر بطونها من خواصرها فِي مَوَاضِع كُلاها فيستخرج أَوْلَادهَا مِنْهَا.

وكُلْيَة المَزَادة والراوية: جُلَيدة مستديرة مشدودة العُرْوة قد خُرِزت مَعَ الْأَدِيم.

وكُلْية الْإِدَاوَة: الرُّقْعة الَّتِي تَحت عروتها.

وكُلْية السحابة: أَسْفَلهَا، قَالَ:

يُسيل الربَا واهي الكُلَى عارضُ الذُّرَا ... أهِلَّة نضّاخ النَّدَى سابغ القَطْرِ

وَقيل: إِنَّمَا شبِّهت بكُلْية الْإِدَاوَة، وَقَول أبي حَيَّة: حَتَّى إِذا سَرِبت عَلَيْهِ وبعَّجَتْ ... وطفاءُ سارِيةٌ كُلِىَّ مَزَاد

يحْتَمل أَن يكون جمع كُلْية على كُلِىّ كَمَا جَاءَ حِلْية وحُلِىّ فِي قَول بَعضهم لتقارب البناءين، وَيحْتَمل أَن يكون جمعه على اعْتِقَاد حذف الْهَاء كبُرْد وبُرُود.

والكُلْية من الْقوس: أَسْفَل من الكَبِد.

وَقيل: هِيَ كَبِدهَا، وَقيل: معقد حَمَالتها. وهما كليتان، وَقيل: كليتها مِقْدَار ثَلَاثَة أشبار من مقبضها وَقَالَ أَبُو حنيفَة: كليتا الْقوس مُثبت مُعَلّق حمالتها.

والكليتان: مَا عَن يَمِين النَّصل وشماله.

والكُلَى: الرِّيشات الْأَرْبَع الَّتِي فِي آخر الْجنَاح يلين جنبه.

والكُلَيَّة: اسْم مَوضِع، قَالَ الفرزدق:

هَل تعلمُونَ غَدَاة يُطرَد سَبْيُكم ... بالسَّفْح بَين كُلَيَّة وطِحال

الكُليَّان: اسْم مَوضِع، قَالَ القتَّال الكِلابي:

لَظْبيةَ رَبْع بالكُلَيَّيْنِ دارسُ ... فبُرْق نعاج غَيَّرَته الروامِسُ
كلي
: (ي ( {الكُلْيَتانِ، بالضَّمِّ) ، مِن الإنْسانِ وغيرِهِ مِن الحَيَوانِ: (لَحْمَتانِ مُنْتَبِرَتَانِ حَمْراوانِ لازقَتانِ بعَظْمِ الصُّلْبِ عنْدَ الخاصِرَتَيْنِ، فِي كُظْرَيْنِ من الشَّحْمِ) ؛) كَذَا فِي المُحْكم؛ وزادَ الأزْهرِي: وهُما مَنْبتُ زَرْعِ الولدِ؛ قالَهُ اللَّيْثُ؛ ونَصّ العَيْن: وهُما بيتُ الزَّرْع؛ (الواحِدَةُ} كُلْيَةٌ وكُلْوةٌ) ، بضمِّهما؛ الأخيرَةُ لُغَةٌ لأهْلِ اليَمَنِ؛ نقلَهُ صاحِبُ المِصْباح وابنُ سِيدَه.
قالَ الجَوْهرِي: قالَ ابنُ السِّكِّيت: وَلَا تَقُلْ كلْوةٌ، أَي بالكَسْر.
قُلْت: وَهِي لُغَةُ العامَةِ.

(ج {كُلْياتٌ} وكُلًى) ، وبناتُ الْيَاء إِذا جُمِعَتْ بالتاءِ لَا يُحَرَّك مَوْضِعُ العَيْن مِنْهَا بالضمِّ؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
وَفِي المُحْكم: الجَمْعُ: {كُلًى، كرِهُوا الجَمْع بالتاءِ فيُحرِّكونَ العَيْن بالضمَّةِ فتَجِيءُ هَذِه الياءُ بَعْد ضمةٍ فلمَّا ثَقُلَ ذَلِك عَلَيْهِم تَرَكُوه واجْتَزؤُوا ببِناءِ الأكْثَر، ومَنْ خَفَّفَ قالَ: كُلْيات.
وكذلكَ اقْتَصَرَ أَبو عليَ القالِي على الكُلَى؛ وأَنْشَدَ للأَفْوَه:
تخلى الجماجم والأكف سُيُوفنَا
ورِمَاحنا بالطعن تَنْتَظِمُ الكُلى (وَهِي) ، أَي} الكُلْيةُ، (مِن القَوْسِ: مَا بينَ الــأَبْهَرِ والكَبِد) ، وهُما {كُلْيتانِ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(أَو) هِيَ أَسْفلُ مِن الكَبِدِ؛ وَقيل: هِيَ كبِدُها؛ وقيلَ: (مَعْقِدُ حِمالَتِها؛ أَو) } كُلْيَتها مِقْدارُ (ثَلاثَةِ أَشْبارٍ من مَقْبِضِها) .
(وقالَ أَبو حنيفَةَ:! كُلْيَتا القَوْسِ مَثْبَت مُعَلَّق حَمالَتِها؛ كُلُّ ذلكَ فِي المُحْكم.
وَفِي الأساسِ: {كُلْيَتاهما عَن يمينِ الكَبِدِ وشِمالِها؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) مِن مجازِ المجازِ:} الكُلْيَةُ (من السَّحابِ: أَسْفَلُهُ) ، والجَمْعُ كُلًى. يقالُ: انْبَعَجَتْ {كُلاهُ؛ وسَحابَةٌ واهِيَةُ} الكُلَى؛ نقلَهُ الجَوْهرِي والأزْهرِي والزَّمَخْشرِي؛ قَالَ الشاعرُ:
يُسِيلُ الرُّبا واهِي {الكُلى عارِضُ الذُّرى
أهِلَّة نَضَّاحِ النَّدى سابِغُ القَطْرِ (و) مِن المجازِ:} الكُلْيَةُ (من المَزادَةِ) والرَّاوِيَةِ: (رَقْعَةٌ) ؛) كَمَا فِي التَّهذيبِ.
وَفِي الصِّحاحِ والمُحْكم والأساسِ: جُلَيْدَةٌ (مُسْتَديرَةٌ تُخْرَزُ عَلَيْهَا) مَعَ الأديمِ (تَحْتَ العُرْوَةِ) .
(وَفِي كتاب القالِي: الكُلْيَةُ رُقْعَةٌ تكونُ عُرْوَة الإداوةِ والمَزادَةِ، وجَمْعُها {كُلًى؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
مَا بالُ عَيْنَيْك مِنْهَا الدَّمْعُ يَنْسَكِبُكأنَّها من كُلَى مَفْرِيَّةٍ سَرَب قُلْت: وَمِنْه قولُ الحماسي:
وماشنتا خرقاء واه} كِلَاهُمَا ( {وكَلَيْتُهُ، كرَمَيْتُهُ) ،} كَلْياً ( {فَكَلِيَ، كرَضِيَ) ، وَهُوَ} مَكْلِيٌّ، ( {واكْتَلَى: أَصَبْتُ} كُلْيَتَه فآلَمْتُها) ؛) اقْتَصَر الجَوْهرِي على {اكْتَلَى.
وَفِي المُحْكم} كَلِيَ الرجلُ {واكْتَلَى: تَأَلَّم لذلكَ؛ وأَنْشَدَ للعجَّاج:
لهُنَّ من شَباتِه صَئِيٌّ
إِذا} اكْتَلَى واقْتَحَمَ! المَكْلِيُّ ويُرْوَى: {كَلِيّ. وأَنْشَدَه الجَوْهرِي هَكَذَا، أَي بالروايَةِ الأخيرَةِ، وَجَاء بِهِ شاهِداً لقوْلِه} كَلْيَتُه أَصَبْتُ {كُلْيَتَه وقالَ: يقولُه إِذا طَعَنَ الثورُ الكلْبَ فِي كُلْيَتِه وسَقَطَ الكلبُ} المَكْلِيُّ الَّذِي أُصِيبَتْ كُلْيَتُه.
وَفِي سِياقِ المُحْكم أنَّه شاهِدٌ لقوْلِه: كَلِيَ إِذا تأَلَّم لذلكَ، فظَهَرَ مِن ذلكَ أنَّ قولَ المصنَّفِ كرَضِيَ غيرُ متَّجه وإنّما هُوَ {كَلَى} واكْتَلَى من حَدِّ رَمَى، فعلى هَذَا يتعدَّى وَلَا يتعدَّى فتأَمَّل.
(و) مِن المجازِ: (غَنَمٌ حَمْراءُ {الكُلَى) :) أَي (مَهازِيلُ) .
(وَفِي الصِّحاح: جاءَ فلانٌ بغنمِهِ حُمْر} الكُلَى، أَي مَهازِيلُ.
قالَ ابنُ سِيدَه؛ وقولُه:
إِذا الشَّوِيُّ كَثُرَتْ ثَوائِجُهْ وكانَ مِن عندِ {الكُلَى مَناتِجُهْ يقولُ: كَثُرَتْ ثَوائِجُه من الجَدْبِ لَا تَجِدُ مَا تَرْعَى؛ ومِن} الكُلَى مَناتِجُه يَعْني سَقَطَتْ من الهُزالِ فَصاحِبُها يَبْقُر بُطونَها مِن خَواصِرها فِي مَواضِع {كُلاها فيَسْتَخْرجُ أَوْلادَها مِنْهَا.
(} وكُلَيَّةٌ، كسُمَيَّةَ: ع) قالَ نَصْر: هُما مَوْضعان، أَحَدُهما على طرِيقِ حاجّ البَصْرَةِ بينَ أثرةَ وطَخْفَة، وَالثَّانِي بالحِجازِ وادٍ بينَ الحَرَمَيْن.
قُلْت: وَمن الثَّانِي مَا أَنْشَدَهُ ابنُ سِيدَه للفَرَزْدَق:
هَل تَعْلَمونَ غدَاةَ يُطْرَدُ سَبْيُكُمْ
بالسَّفْح بينَ {كُلَيَّةٍ وطِحالِ؟ (} وكَلَّى {تَكْلِيَةً: أَتَى مَكاناً فِيهِ مُستَتَرٌ) ؛) هَكَذَا جاءَ بِهِ أَبُو نَصر غَيْرَ مَهْمِوزٍ.
(و) مِن مجازِ المجازِ: (} كُلَى الوادِي: جَوانِبُه) وأَسافِلُه. يقالُ: حَلَلْنا على رَكَايا فِي {كُلَى الوادِي.
(و) مِن المجازِ: (لَقِيتُه بشَحْمِ} كُلاهُ: أَي بحِدْثانِهِ ونَشاطِهِ.
( {وكُلَيَّانُ، كعُلَيَّانَ: ع) ؛) قالَ المُقتلُ الكِلابيُّ:
لَظَبْيَة رَبْعٌ} بالكُلَيَّيْنِ دارِسُ أَنْشَدَه ابنُ سِيدَه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الكُلْيَتانِ: مَا عَن يمينِ نَصْلِ السَّهْمِ وشِمالِه؛ نقلَهُ الجَوْهرِي وابنُ سِيدَه.
وَفِي الأساسِ: فلانٌ لَا يفرقُ بينَ} كُلْيَتِي السَّهْم {وكُلْيَتِي القَوْسِ.
ودَبرَ البَعيرُ فِي} كُلاهُ: أَي فِي خاصِرَتَيْه؛ وَهُوَ مجازٌ.
{والكُلَى: رِيشاتٌ أَرْبعٌ فِي آخر جَناحِ الطائرِ يَلِينَ جَنْبَه؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه والقالِي.
} واكْتلاهُ: أَصابَ {كُلْيَتَه؛ عَن الزمخشرِي، فَهُوَ لازِمٌ متعدَ.
} وكُلِيَ الرَّجل، كعُنِيَ: أَصَابَهُ وَجَعُ {الكُلَى عَن ابنِ القطَّاع. وقولُ أَبي حيَّة النميري:
حَتَّى إِذا شَربَتْ عَلَيْهِ وبَعَّجَتْ
وَطْفاء سارِيةُ} كُلِيِّ مَزادِقالَ ابنُ سِيدَه: يُحْتَمل كَوْنه جَمع {كُلْيَة على} كُلِيَ كَما جاءَ حِلْيَة وحُلِيَ فِي قولِ بعضِهم لتَقارُبِ البِناءَيْن، ويُحْتَمل كَوْنه جَمَعَه على اعْتِقادِ حذْفِ الهاءِ كبُرْدٍ وبُرُودٍ.
! وكُلْيةُ، بِالضَّمِّ: مَوْضِعٌ فِي دِيارِ تَمِيمٍ، عَن نَصْر.

أَوَنَ

(أَوَنَ)
- فِيهِ «مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم برجل يَحْتَلِب شاة آوِنَة، فقال: دعه دَاعِيَ اللَّبَنِ» . يُقَالُ فُلَانٌ يَصْنَعُ ذَلِكَ الْأَمْرَ آوِنَةً إِذَا كَانَ يَصْنَعُهُ مِراراً ويدَعه مِرَارًا، يعنى أنه يحتلبها مرة بعد (11- النهاية- 1) أُخْرَى، ودَاعِي اللَّبَنِ: هُوَ مَا يَتْركُه الْحَالِبُ مِنْهُ فِي الضَّرع وَلَا يَسْتَقْصِيهِ لِيَجْتَمِعَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ إِلَيْهِ.
وَقِيلَ إِنَّ آوِنَة جَمْعُ أَوَان، وَهُوَ الحِين وَالزَّمَانُ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «هَذَا أَوَان قطعتْ أبْهَرِــي» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

بَهَرَ

(بَهَرَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ سَارَ حَتَّى ابْهَارَّ الليلُ» أَيِ انْتَصَف. وبُهْرَة كُلِّ شَيْءٍ وسَطه.
وَقِيلَ ابْهَارَّ اللَّيْلُ إِذَا طلعَت نُجومه واسْتَنارت، وَالْأَوَّلُ أَكْثَرُ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَلَمَّا أَبْهَرَ القَوْمُ احْتَرقوا» أَيْ صَارُوا فِي بُهْرَة النَّهار، وَهُوَ وسَطُه.
(س) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «صَلَاةُ الضُّحَى إِذَا بَهَرَتِ الشَّمْسُ الْأَرْضَ» أَيْ غَلَبَها ضَوْءُها ونُورُها.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «قَالَ لَهُ عَبْدُ خَيْر: أُصَلِّي الضُّحَى إِذَا بَزَغَت الشَّمْسُ؟ قَالَ:
لَا حَتَّى تَبْهَرُ البُتَيْرَاءُ» أَيْ يَسْتَنير ضَوءُها.
(س) وَفِي حَدِيثِ الفتْنَة «إِنْ خشِيتَ أَنْ يَبْهَرَكَ شُعاع السَّيف» .
(هـ) وَفِيهِ «وَقَعَ عَلَيْهِ البُهْر» هُوَ بالضَّم: مَا يَعْتَرِي الإنسانَ عِنْدَ السَّعْي الشَّدِيدِ والعَدْوِ، مِنَ النَّهِيج وتَتَابُع النَّفَس.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ أَصَابَهُ قُطع أَوْ بُهْر» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ رُفع إِلَيْهِ غُلام ابْتَهَرَ جارِيةً فِي شِعْر» الابْتِهَار أَنْ يَقْذِف الْمَرْأَةَ بنَفْسه كَاذِبًا، فَإِنْ كَانَ صَادِقًا فَهُوَ الابْتِيَار، على قَلْب الْهَاء ياء. وَمِنْهُ حَدِيثُ العَوّام بْنِ حَوْشَب «الابْتِهَار بالذَّنْب أَعْظَمُ مِنْ رُكُوبِهِ» لِأَنَّهُ لَمْ يَدَّعِهِ لِنَفْسِهِ إِلَّا وَهُوَ لَوْ قَدَر لَفعل، فَهُوَ كفاعِله بالنّيَّة، وزاد عليه بِقِحَتِه وهَتْك سِتْره وتَبَجُّحِه بذَنْب لَمْ يَفْعَلْهُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ العَاص «إِنَّ ابْنَ الصَّعْبة تَرك مِائَةَ بُهَار، فِي كُلِّ بُهَار ثَلَاثَةُ قناطير ذَهَب وفِضَّة» البُهَار عندهم ثَلَثُمائة رطْل. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وأحْسَبها غَيْرَ عَرَبيَّة. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هُوَ مَا يُحْمل عَلَى الْبَعِيرِ بِلُغَةِ أَهْلِ الشَّامِ، وَهُوَ عَربِيّ صَحِيحٌ. وَأَرَادَ بِابْنِ الصَّعْبة طلحةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، كَانَ يُقَالُ لِأُمِّهِ الصَّعْبة.

فارِسْجِينُ

فارِسْجِينُ:
بالراء المكسورة، وسين مهملة ساكنة، وجيم مكسورة، وياء مثناة من تحت ساكنة، ونون، وربما قالوا فارسين، بطرح الجيم من فارسجين: ليست من نواحي همذان إنما هي من أعمال قزوين، بينها وبين قزوين مرحلتان وبين أبهر مرحلة، وبينها وبين همذان نحو ثماني مراحل من رستاق الألمر التي يقال لها
الأعلم، ينسب إليها محمد بن أحمد بن محمد بن علي ابن مردين أبو منصور القومساني بن أبي علي الزاهد، ذكرته في القومسان، نزل هذه القرية فنسب إليها، روى عن أبيه وعبد الرحمن بن حمدان الجلّاب وأبي جعفر محمد بن محمد الصّفّار وأبي الحسين أحمد بن محمد ابن صالح وأبي سعيد عمر بن الحسين الصرّام، روى عنه أبو الحسن بن حميد وحميد بن المأمون، قال شيرويه: وحدثنا عنه ابن ابنه أبو علي أحمد بن طاهر بن محمد القومساني وغيره، وهو ثقة صدوق، توفي عشية يوم الجمعة الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة 423، وروى عنه أبو نعيم الحافظ الأصبهاني، وأحمد بن طاهر بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن مردين أبو علي القاضي بفارسجين، سمع الحديث ورواه وكان صدوقا.

طافَ

طافَ حَوْلَ الكَعْبَةِ، وبها طَوْفاً وطَوافاً وطَوَفاناً،
واسْتَطافَ وتَطَوَّفَ وطَوَّفَ تَطْويفاً: بِمَعْنىً.
والمَطافُ: مَوْضِعُهُ.
ورَجُلٌ طافٌ: كَثيرُه.
والطَّوْفُ: قِرَبٌ يُنْفَخُ فيها، ويُشَدُّ بعضُها إلى بعضٍ، كهَيْئَةِ السَّطْحِ، يُرْكَبُ عليها في الماءِ، ويُحْمَلُ عليها، والغائِطُ.
وطافَ: ذَهَبَ ليَتَغَوَّطَ،
كاطَّافَ، على افْتَعَلَ.
والطائِفُ: العَسَسُ، وبلادُ ثَقيفٍ في وادٍ، أوَّلُ قُراها لُقَيْمُ، وآخِرُها الوَهْطُ، سُمِّيَتْ لأنها طافَتْ على الماءِ في الطوفانِ، أو لأنّ جبريلَ طافَ بها على البَيْتِ، أو لأنها كانت بالشامِ فَنَقَلَها اللهُ تعالى إلى الحجازِ بِدَعْوةِ إبراهيمَ، عليه السلامُ، أو لأنّ رجُلاً من الصَّدِفِ أصابَ دَماً بحَضْرَمَوْتَ فَفَرَّ إلى وَجٍّ، وحالَفَ مَسْعودَ بنَ مُعَتِّبٍ، وكان له مالٌ عظيمٌ، فقال هَلْ لكم أن أَبْنِيَ طَوْفاً عليكم يكونُ لكم رِدْءاً من العَرَبِ؟ فقالوا: نَعَمْ، فَبَناهُ، وهو الحائِطُ المُطيفُ به،
وـ من القَوْسِ: ما بين السِّيَةِ والــأَبْهَرِ أو قَريبٌ من عَظْمِ الذِراعِ من كَبِدِها، أو الطائفانِ: دونَ السِّيَتَيْنِ.
والطائفُ: الثَّوْرُ يكونُ مما يَلي طَرَفَ الكُدْسِ.
والطائِفَةُ من الشيءِ: القطْعَةُ منه، أو الواحِدُ فَصاعِداً، أو إلى الأَلْفِ، أو أقَلُّها رجُلانِ أو رَجُلٌ، فيكونُ بمعنى النَّفْسِ. وذو طَوَّافٍ، كشَدّادٍ: وائِلٌ الحَضْرَمِيُّ.
والطَّوَّافُ أيضاً: الخادِمُ يَخْدُمُكَ بِرِفْقٍ وعِنايَةٍ.
والطُّوفانُ، بالضم: المَطَرُ الغالِبُ، والماءُ الغالِبُ يَغْشَى كُلَّ شيءٍ، والمَوْتُ الذَّريعُ الجارِفُ، والقَتْلُ الذَّريعُ، والسَّيْلُ المُغْرِقُ،
وـ من كلِّ شيءٍ: ما كان كثيراً مُطيفاً بالجَماعَةِ، الواحِدَةُ: بهاءٍ.
وأخَذَ بِطُوفِ رَقَبَتِه وطافِها: كصوفِها وصافها.
وأطافَ به: ألَمَّ به، وقارَبَهُ.

سَابُسُ

سَابُسُ، ككابُلٍ: ة بواسِطَ.
ونَهْرُ سابُسَ: مضافٌ إليها.
سَجِسَ الماءُ، كفَرِحَ،
فهو سَجِسٌ وسَجيسٌ: تَغَيَّرَ، وكَدِرَ.
ولا آتِيكَ سَجيسَ اللَّيالي وسَجيسَ الأَوْجَسِ والأَوْجُسِ وسَجِيسَ عَجيسٍ، أي: أبَداً.
والسَّاجِسِيُّ: غَنَمٌ لبنِي تَغْلِبَ،
وـ من الكِباشِ: الأبْيَضُ الفَحيلُ الكريمُ.
والتَّسْجيسُ: التَّكْديرُ.
وسِجِسْتانُ، بالكسر: د، معربُ سِيسْتانَ، (وهو سِجْزِيٌّ، ويفتحُ، وسِجِسْتانِيٌّ، وعندي أن الصَّوابَ الفتحُ، لأَنَّهُ مُعَرَّبُ سَكِسْتانَ. وسَكْ: يُطْلِقُونَه على الجُنْدِيِّ والحَرسِيِّ ونحوِهِم. وسألْتُ بعضَهُم عن جماعةٍ من أعْوانِ السَّلطنَةِ، فقال بالفارِسيَّة: سَكانِ أمير، أي: هم كلابُ الأمير، ولم يُرِدِ الكلابَ، وإنما أرادَ أجْنادَ الأميرِ، وهو مشهورٌ عندهُم) .
وككتابٍ: د بينَ هَمَذانَ وأبْهَرَ.

زَنْجَانُ

زَنْجَانُ:
بفتح أوّله وسكون ثانيه ثمّ جيم، وآخره نون: بلد كبير مشهور من نواحي الجبال بين أذربيجان وبينها، وهي قريبة من أبهر وقزوين، والعجم يقولون زنكان بالكاف، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب والحديث، فمن المتقدمين: أحمد ابن محمد بن ساكن الزنجاني، روى عن إسماعيل بن موسى ابن بنت السري وغيره ممّن لا يحصى كثرة، وكان عثمان بن عفّان، رضي الله عنه، سنة 24 ولّى البراء بن عازب الرّيّ فغزا أفتحها ثمّ قزوين وملكها ثمّ انتقل إلى زنجان ففتحها عنوة، وممّن ينسب إلى زنجان عمر بن علي بن أحمد أبو حفص الزنجاني الفقيه، قدم دمشق وسمع بها أبا نصر بن طلّاب وحدث بها عن أبي جعفر أحمد بن محمد السمناني قاضي الموصل وكان سمع منه ببغداد، روى عنه أبو علي الحسين بن أحمد بن المظفر بن جريضة المالكي، وكان قرأ الفقه على أبي الطيّب الطبري والكلام على أبي جعفر السمناني وصنّف كتابا سمّاه المعتمد، وذكر الشريف أبو الحسن الهاشمي أنّه كان يدّعي أكثر ممّا يحسن ويخطئ في كثير ممّا يسأل عنه، ومات ببغداد في جمادى الأولى سنة 459 ودفن إلى جنب ابن سريج، وممّن ينسب إلى زنجان سعد بن علي بن محمد بن عليّ بن الحسين الزنجاني أبو القاسم الحافظ، طاف في الآفاق ولقي الشيوخ بديار مصر والشام والسواحل وسكن في آخر عمره مكّة وجاور بها وصار شيخ الحرم، وكان إماما حافظا متقنا ورعا تقيّا كثير العبادة صاحب كرامات وآيات، وكان الناس يرحلون إليه ويتبركون به، وكان إذا خرج إلى الحرم يخلو للمطاف كانوا يقبلون يده أكثر ممّا كانوا يقبلون الحجر الأسود، سمع أبا بكر محمد بن عبيد الزنجاني بها وأبا عبد الله محمد بن الفضل بن مطيف الفراء وأبا علي الحسين بن ميمون ابن عبد الغفار بن حسنون الصدفي وأبا القاسم مكّيّ ابن علي بن بنان الحمال بمصر وأبا الحسن علي بن سلام ابن الإمام الغربي بها وأبا الحسن محمد بن علي بن محمد البصري الأزدي وغيرهم، روى عنه أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري وابن طاهر المقدسي، قال أبو الفضل بن طاهر المقدسي: سمعت الفقيه أبا محمد هيّاج بن عبيد الحطّيني إمام الحرم
ومفتيه يقول: يوم لا أرى فيه سعد بن علي الزنجاني لا أعتقد أني عملت فيه خيرا، وكان هيّاج يعتمر كل يوم ثلاث عمر ويواصل الصوم ثلاثة أيام ويدرّس عدّة دروس ومع هذا كان يعتقد أن نظره إلى الشيخ سعد والجلوس بين يديه أفضل من سائر عمله، وذكر المقدسي قال: دخلت على الشيخ سعد بن علي وأنا ضيق الصدر من رجل من أهل شيراز لا أذكره فأخذت يده وقبلتها، فقال لي ابتداء من غير أن أعلمه بما أنا فيه: يا أبا الفضل لا تضيّق صدرك، عندنا في بلاد العجم مثل يضرب يقال: بخل أهوازيّ وحماقة شيرازيّ وكثرة كلام رازيّ، ومات بمكّة سنة 470.

الكُلْيَتانِ

الكُلْيَتانِ، بالضم: لَحْمتانِ مُنْتَبِرَتَانِ حَمْراوانِ لازِقَتانِ بِعَظْمِ الصُّلْبِ عندَ الخاصرتَيْنِ، في كُظْرَيْنِ من الشَّحْمِ، الواحدةُ: كُلْيةٌ وكُلْوةٌ
ج: كُلْياتٌ وكُلًى، وهي من القَوْسِ ما بين الــأبْهَرِ والكَبِدِ، أو مَعْقِدُ حِمالَتِها، أو ثلاثةُ أشْبارٍ من مَقْبِضِها،
وـ من السَّحابِ: أسْفَلُه،
وـ من المَزَادَةِ: رُقْعَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ تُخْرَزُ عليها تَحْتَ العُرْوةِ.
وكَلَيْتُهُ، كَرَمَيْتُه، فَكَلِيَ، كَرَضِيَ، واكْتَلَى: أصَبْتُ كُلْيَتَه فآلَمْتُها.
وغَنَمٌ حَمْراءُ الكُلَى: مَهَازِيلُ.
وكُلَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: ع.
وكَلَّى تَكْلِيَةً: أتَى مكاناً فيه مُسْتَتَرٌ.
وكُلَى الوادِي: جَوانِبُه.
ولَقِيتُه بشَحْمِ كُلاهُ أي: بِحِدْثاِنهِ ونَشَاطه،
وكُلَيَّانُ كَعُلَيَّانَ: ع.

يزدْ

يزدْ
: (} يَزْدُ) ، بِالْفَتْح، أَهمله الجوهريُّ وصاحبُ اللِّسَان، وَهُوَ (إقليمٌ) من أَعمالِ فارِسَ، (وقَصَبَتُه) يُقَال لَهَا (كَنَّةُ، بَين شيرَازَ وخُرَاسَانَ) ، وَفِي التكملة: مَدِينَةٌ مُتَوَسِّطَة بَين نَيْسَابُورَ وشِيرَازَ وأَصفهانَ.
( {واليَزْدِيُّونَ من المُحِدِّثِينَ جَمَاعَةٌ) ، مِنْهُم أَبو الْحُسَيْن محمَّد بن أَحمدَ بن جَعْفَرٍ} - اليَزدِيّ، وأَبو عبد الله محمّد بن نجْم بن (مُحَمَّد بن) عبد الْوَاحِد اليَزْدِيّ، الأَخير قَدِمَ بغدادَ حاجًّا، وحَدَّث بهَا فِي صَفر سنةَ 560 بِبَاب المَرَاتِب عَن أَبي العَلاءِ غِياثِ بن مُحَمّد العُقَيْلِيّ، سمع مِنْهُ الشَّرِيفُ أَبو الْحسن عليّ بن أَحمد الزَّيْدِيّ، والحافظ أَبو بَكرٍ البَاقدارِيّ، وأَبو مُحَمَّد بن الأَخضر، ثمَّ عَاد إِلى بعلَده، وَكَانَ آخِر العهدِ بِهِ.
( {وَيَزْدُو) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَالصَّوَاب بتكرار الدَّال فِي آخِره،} يَزْدُود، كَمَا فِي المعْجَمِ وكُتُبِ الإِنساب: اسْم (د) أَي مَدِينَة (أُخْرَى) .
( {ويَزْدَابَادُ: ة بالرَّيِّ) على طَرِيق أَبْهَرَ، وَمَعْنَاهُ عِمَارَة} يَزْد.

أَطر

أَطر
: ( {الأَطْرُ) ، بفَتْحٍ فسُكُونٍ: (عَطْفُ الشَّيْءِ) ، تَقْبِضُ على أَحَده طَرفَيْه فتُعَوِّجُه، وَفِي الحَديثِ عَن النبيِّ صلَّى الله عليْه وسلّم أَنه ذَكَر المَظَالم الَّتِي وقعتْ فِيهَا بَنو إِسرائيلَ والمعاصيَ فَقَالَ: (لَا والَّذِي نَفْسِي بيدِه حتّى تأْخُذُوا على يَدَي الظَّالِم} وتَأطُرُوه على الحقّ ( {أَطْراً)) قَالَ أَبو عَمْرو: أَي تَعْطِفُوه عَلَيْهِ، قَالَ ابْن الأَثِير: وَمن غَرِيب مَا يُحْكَى فِي هاذا الحديثِ عَن نِفْطَوَيْهِ أَنه قَالَ بالظّاءِ المُعْجَمة، وجَعل الكلمةَ مقلُوبةً؛ فقدَّم الهمزةَ على الظّاءِ، وكلُّ شَيْءٍ عَطَفْتَه على شَيْءٍ فقد} أَطَرْتَه {تَأْطُرُهُ} أَطْراً.
(و) {الأَطْرُ: (أَنْ تَجْعَلَ للسَّهْمِ} أُطْرَةً) ، بالضّمِّ، وَفِي بعض النُّسَخ: (للشَّيْءِ) بَدَلَ السَّهْم، وستَأْتِي {الأُطْرُة. (والفِعلُ كضَرَبَ ونَصَرَ) ، يُقَال:} أَطَرَه {يَأْطِرُه} ويَأْطُرُه {أَطْراً} فانْأَطَرَ {انْئِطاراً، (} كالتَّأْطِيرِ فيهمَا) ، يُقَال: {أَطَّرَه} فتأَطَّر: عَطَفَه فانعطَفَ، كالعُمودِ ترَاهُ مستديراً، إِذا جَمَعتَ ينَ طَرَفَيْه، قَالَ أَبو النَّجْم يصفُ فَرَساً:
كَبْداءُ قَعْسَاءُ على {تَأْطِيرِهَا
وَقَالَ المُغِيرةُ بنُ حَبْنَاءَ التَّمِيمِيُّ:
وأَنْتم أناسٌ تَقْمُصُونَ مِنَ القَنَا
إِذا مَا رَقَى أَكتَافَكُم} وتَأَطَّرَا
أَي إِذا انْثَنَى، وَقَالَ:
{تَأَطَّرْنَ بالمِينَاءِ ثُمَّ جَزَعْنَه
وَقد لَحَّ مِن أحمالِهِنَّ شُجُونُ
(و) } الأَطْرُ: (مُنْحَنَى القَوْسِ، والسَّحَابُ) ، سُمِّيَ بالمَصْدر، قَالَ:
وهاتِفَةٍ {لِأَطْرَيْهَا حَفِيفٌ
وزُرْقٌ فِي مُرَكَّبَةٍ دِقَاقُ
ثَنّاه وإِن كَانَ صَدرا، لأَنَّه جَعَلَه كالاسمِ. وَقَالَ أَبو زَيْد:} أَطَرْتُ القَوْسَ {آطِرُهَا} أَطْراً، إِذا حَنَيْتَهَا، وَقَالَ الهُذَلِيّ:
{أَطْرُ السَّحَابِ بهَا بَياضُ المِجْدَلِ
قَالَ السُّكَّرِيُّ:} الأَطْرُ كالأعوجاج تَراه فِي السَّحَاب، قَالَ: وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي معنَى مَفْعُول، قَالَ طَرَفَةُ يذكرُ نَاقَة وضُلُوعَها:
كأَنَّ كِنَاسَيْ ضالَةٍ يكْنُفَانِها
{وأَطْرَ قِسِيَ تحْتَ صُلْبٍ مُؤَبَّدِ
شَبَّه انحناءَ الأَضلاعِ بِمَا حُنِيَ مِن طَرَفَيِ القَوْسِ.
(و) } الأَطْرُ: (اتِّخَاذُ {الإِطار للبَيْتِ، وَهُوَ) أَي إِطارٌ البيتِ (كالمِنْطَقَةِ حولَه) ؛ لإِحاطَتِه بِهِ.
(} والأَطِيرُ) ، كأَمِيرٍ: (الذَّنْبُ) ، وَيُقَال فِي المثَل: (أَخَذَنِي بِأَطِيرِ غَيْرِي) ، أَي بِذَنْبِ غَيْرِي، وَقَالَ مِسْكِينٌ الدّارميّ:
أَبَصَّرْتَنِي! بِأَطِيرِ الرِّجالِ
وكَلَّفْتَنِي مَا يقولُ البَشَرْ (و) {الأَطِيرُ: (الضِّيقُ) ، كأَنَّه لإِحاطته. (و) قيل: هُوَ (الكلامُ والشَّرُّ يَأْتِي من بَعِيد) ، وَقيل: إِنْما سُمِّيَ بذالك لإِحاطَتِه بالعُنُق.
(} والأُطْرَةُ) مِن السَّهْم، (بالضَّمّ: العَقَبَةُ) الّتي (تُلَفُّ على مَجْمَعِ الفُوقِ) ، وَقد {أَطَرَه} يَأْطُرُه، إِذا عَمِلَ لَهُ {أُطْرةً ولَفَّ على مَجْمَعِ الفُوقِ عَقَبَةً. (و) } الأُطْرَةُ: (حَرْفُ الذَّكَرِ، {كالإِطارِ، فيهمَا) ، أَي ككِتَابٍ يُقَال:} إِطارُ السَّهْمِ {وأُطْرَتُه،} وإِطارُ الذَّكَرِ {وأُطْرَتُه: حَرْفُ حُوقِه.
(و) } الأُطْرَةُ: (مَا أَحاطَ بالظُّفُرِ من اللَّحْمِ) . والجَمْع {أُطَرٌ} وإِطارٌ.
(و) {الأُطْرَةُ من الفَرَس: (طَرَفُ الــأُبْهَرِ) فِي رأْس الحَجَبَة إِلى مُنتَهَى الخاصِرة. وَعَن أَبي عُبَيْدَة: الأُطْرَةُ: طِفْطِفَةٌ غليظةٌ كأَنّها عَصَبَةٌ مُركَّبة فِي رأْس الحَجَبَة، ويُستحبُّ للفَرَسِ نَشَنُّجُ} أُطْرَتهِ.
(و) {الأُطْرَةُ: أَن يُؤخَذ (رَمَادٌ ودَمٌ خَلِيطٌ يُلْطَخُ بِهِ كَسْرُ القِدْرِ) ويُصلَح، قَالَ:
قد أَصْلَحَتْ قِدْراً لَهَا} بأُطْرَهْ
وأَطْعَمَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرَهْ
( {والإِطَارُ، ككِتَابٍ: الحَلْقَةُ من النّاسِ) ؛ لإِحاطَتِهِم بِمَا حَلَّقُوا بِهِ، قَالَ بِشْرُ بنُ أَبي خازم:
وحَلَّ الحَيُّ حَيُّ بَنيِ سُبَيْعٍ
قُرَاضِبَةً ونَحْن لَهُمْ} إِطارُ
أَي وَنحن مُحْدِقون بهم. وَفِي الأَساس: ومِن المَجَاز: هم {إِطارٌ، لبَنِي فلانٍ: حَلُّوا حولَهم. (و) } الإِطارُ: (قُضْبانُ الكَرْمِ تَلْتَوِي) ، كَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي بعض الأُصُول: تُلْوَى (للتَّعْرِيشِ) .
(و) الإِطارُ: (مَا يَفْصِلُ بَين الشَّفَةِ وَبَين شَعَراتِ الشّارِبِ) ، وهما! إِطَارانِ. وسُئِلَ عُمَرُ بنُ عبد الْعَزِيز عَن السُّنَّة فِي قَصِّ الشّارِبِ، فَقَالَ: تَقُصُّه حتَّى يَبْدُوَ الإِطارُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الإِطارُ: الحَيْدُ الشّاخِصُ مَا بَين مَقَصِّ الشّاربِ والشَّفَةِ، المُختَلِطُ بالفَمِ، قَالَ ابنُ الأَثِير: يَعْنِي حَرْفَ الشَّفَة الأَعلَى الّذي يَحُول بَين مَنابتِ الشَّعر والشَّفَة.
(و) الإِطارُ: (خَشَب المُنْخُلِ) ، لاستدارَتِه.
(وكلُّ مَا أَحاطَ بشيْءٍ) فَهُوَ لَهُ {أُطْرَةٌ} وإِطارٌ، {كإِطارِ الدُّفِّ،} وإِطار الحافِرِ، وَهُوَ مَا أَحاط بالأَشْعَر، وَمِنْه صِفَةُ شَعر عليَ، كرَّم اللهُ وجهَه: إِنّما كَانَ لَهُ إِطارٌ، أَي شَعرٌ مُحِيطٌ برأْسِه ووسطُه أَصلعُ.
( {وتَأَطَّرَ) بِالْمَكَانِ: (تَحَبَّسَ) .
(و) } تَأَطَّرَ (الرُّمْحُ: تَثَنَّى) ، وَيُقَال: تَأَطَّرَ القَنَا فِي ظُهُورِهم، وَمِنْه فِي صِفَةِ آدَمَ عَلَيْهِ السّلام: أَنّه كَانَ طُوالاً {فأَطَرَ اللهُ مِنْهُ، أَي ثَنَاه وقَصَّره ونَقَص مِن طُوله، يُقَال:} أَطَرْتُ الشَّيْءَ {فانْأَطَرَ} وتَأَطَّرَ، أَي انْثَنَى.
(و) {تَأَطَّرَتِ (المَرْأَةُ: أَقامتْ فِي بَيْتِهَا (ولَزِمَتْه، قَالَ عُمَر بنُ أَبي ربيعةَ:
} تَأَطَّرْنَ حَتّى قُلْنَ لَسْنَ بَوارِحاً وذُبْنَ كَمَا ذابَ السَّدِيفُ المُسَرْهَدُ (و) {تَأَطَّرَ الشيْءُ: (اعْوَجَّ) وانْثَنَى، (} كانْأَطَرَ) {انْئِطاراً.
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: (} التَّأْطِيرُ أَنْ تَبْقَى) الجاريةُ (فِي بَيْتِ أَبَويْهَا زَمَاناً) لَا تَتزوَّجُ.
( {والمَأْطُور: البِئْرُ) الَّتِي ضَغَطَتْها (بِجَنْبِها) بئرٌ (أُخْرَى) ، قَالَ العَجّاج يصف الإِبلَ:
وباكَرَت ذَا جُمَّة نَمِيرَا
لَا آجِنَ الماءِ وَلَا} مَأْطُورَا
(و) {المَأْطُورُ: (الماءُ يكونُ فِي السَّهْلِ فيُطْوَى بالشَّجَرِ مَخافةَ الانهيارِ) والانْهِدَامِ.
(و) } المَأْطُورةُ، (بهاءٍ: العُلْبَةُ {يُؤْطَرُ لِرَأْسِهَا عُوَيْدٌ ويُدَارُ، ثُمَّ يُلْبَسُ شَفَتَها) ورُبما ثُنِيَ على العُود} المَأْطُورِ أَطرافُ جِلْدِ العُلْبة فتَجفُّ عَلَيْهِ، قَالَ الشّاعر:
وأَوْرَثَكَ الرّاعِي عُبَيْدٌ هِرَاوَةً
{ومَأْطُورَةً فَوْقَ السَّوِيَّةِ مِنْ جِلْدِ
قَالَ: والسَّوِيَّة: مَرْكَبٌ مِن مَراكب النِّسَاءِ.
(} وأَطْرَيْرَةُ، بفَتْح الهمزةِ والرّاءَين: د، بالمَغْرِب) .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
وَفِي يَدِه {مَأْطُورَةٌ: قَوْسٌ. قَالَ أَبو زَيْد:} أَطَرْتُ القَوْسَ {أَطْراً، إِذا حَنَيْتها.
} وتَأَطَّرَتْ: تَثَنَّتْ فِي مِشْيَتِها، كَمَا فِي الأَساس.
{وأُطْرَةُ الرَّمْلِ: كُفَّتُه.
وَقَالَ الأَصمعيُّ. إِنّ بَينهم لأَوَاصِرَ رَحِمٍ،} وأَواطِرَ رَحِمٍ، وعَوَاطِفَ رَحِمٍ، بِمَعْنى واحدٍ، الواحِدةُ آصِرَةٌ وآطِرَةٌ.
وَفِي حَدِيث ليَ، كَرَّم اللهُ وَجهَه: ( {فَأَطَرْتُهَا بينَ نِسَائِي) ، أَي شَقَقْتُهَا وقَسَمتُهَا بينهنَّ، وَقيل: هُوَ من قَوْلهِمْ: طارَ لَهُ فِي القِسْمَة كَذَا، أَي وَقَعَ فِي حِصَّتِه؛ فيكونُ مِن فَصْل الطّاءِ لَا الْهمزَة.
وَمن المَجَاز:} أَطَرْتَ فُلاناً على مَوَدَّتِك.
{والأُطْرَةُ، بالضَّمِّ: طَفْطَفَةٌ غَلِيظَةٌ، كأَنَّهَا عَصَبَةٌ مُرَكَّبَةٌ فِي رأْس الحَجَبَةِ وضِلَعِ الخَلْفِ، وَعند ضِلَعِ الخَلْفِ تَبِينُ الأُطْرَةُ، قَالَه أَبو عُبَيْدة.

خَدع

خَدع
خَدَعَهُ، كمَنَعَهُ، يَخْدَعُهُ خَدْعاً، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، مِثَالُ: سَحَرَهُ سَحْراً، كذَا فِي الصّحاحِ. قُلْتُ: والكَسْرُ عَن أَبِي زَيْدٍ، وأَجاز غَيْرُه الفَتْحَ، قالَ رُؤْبَة: وقَدْ أُدَاهِي خِدْعَ مَنْ تَخَدَّعا خَتَلَهُ وأَرادَ بِهِ المَكْرُوهَ مِن حَيْثُ لَا يَعْلَمُ، كاخْتَدَعَهُ، فانْخَدَعَ، كَمَا فِي الصّحاح.
وقالَ غَيْرُهُ: الخَدْعُ: إِظْهَارُ خِلافِ مَا تُخْفِيهِ.
وَفِي المُفْرَداتِ، والبَصَائرِ: الخِدَاعُ: إِنْزَالُ الغَيْرِ عَمّا هُوَ بصَدَدِهِ بأَمْرٍ يُبْدِيهِ علَى خِلافِ مَا يُخْفِيهِ. والاسْمُ الخَدِيعَةُ، وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ والصّاغَانِيّ. زادَ غَيْرُهُمَا: والخَدْعَة، وقِيلَ: الخَدْعُ والخَدِيعَةُ المَصْدر، والخِدْعُ والخِدَاعُ الاسْمُ. وَفِي الحَدِيثِ عَن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ أَنَّه قَالَ: الحَرْبُ خدْعَةٌ، مُثَلَّثَة، وكهُمَزَةٍ، ورُوِيَ بِهِنّ جَمِيعاً، والفَتْحُ أَفْصَحُ، كَمَا فِي الصّحاح.
وقالَ ثَعْلَبٌ: بَلَغَنَا أَنَّها لُغَةُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ. ونَسَبَ الخَطّابِيُّ الضَّمَّ إِلَى العامَّةِ. قالَ: ورَوَاهُ الكِسَاِئي وأَبُو زَيْدٍ كهُمَزَةٍ، كَذا فِي إِصْلاحِ الأَلْفَاظِ للخَطّابيّ، أَيْ تَنْقَضِي أَيْ يَنْقَضي أَمْرُها بِخُدْعَةٍ وَاحِدَةٍ، كَمَا فِي العُبَاب.)
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَنْ قَالَ: خَدْعَةً فَمَعْنَاهُ: مَنْ خُدِعَ فِيها خَدْعَةً، فَزَلَّتْ قَدَمُه وعَطِبَ، فَلَيْسَ لَهَا إِقَالَةٌ.
قالَ ابنُ الأَثِيرُ: وهُوَ أَفْصَحُ الرِّوَايَاتِ وأَصَحُّهَا. وَمن قالَ: خُدْعَةُ، أَرادَ هِيَ تَخْدَع، كَمَا يُقَال: رَجُلٌ لُعْنَةٌ: يُلَعْن كَثِيراً، وإِذا خَدَعَ أَحَدُ الفَريقَيْنِ صاحِبَهُ فِي الحَرْبِ، فكأَنِّمَا خُدِعَتْ هِيَ. ومَنْ قالَ: خُدَعَة، أَرادَ أَنَّهَا تَخْدَعُ أَهْلَهَا، كَمَا قالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِ يكَرِبَ:
(الحَرْبُ أَوّلُ مَا تَكُونُ فَتِيَّة ... تَسْعَى ببِزَّتِهَا لِكُلِّ جَهُولِ)
وَفِي المُعْجَمِ فِي أج أ، أَوّلُ مَنْ قالَ هَذَا عَمْرُو بنُ الغَوْثِ بنِ طَيِّئٍ، فِي قِصَّة ذَكَرَهَا عِنْدَ نُزُولِ بَنِي طَيِّئٍ الجَبَلَيْن.
وخَدْعَةُ: ماءَةٌ لغَنِيّ بنِ أَعْصُر، ثُمَّ لِبَني عِتْرِيفِ بنِ سَعْدِ بنِ جِلاّنَ بنِ غَنْمِ بنِ غَنِيّ.
وخَدْعَةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، وقِيلَ: اسْمُ نَاقَةٍ. وبِهِمَا فُسِّرَ مَا أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:
(أَسِيرُ بشَكْوَتَي وأَحُلُّ وَحْدِي ... وأَرْفَعُ ذِكْرَ خَدْعَةَ فِي السَّمَاعِ)
وخَدَعَ الضَّبُّ فِي جُحْرِه يَخْدع خَدْعاً: دَخَلَ. وقالَ أَبُو العَمَيْثِلِ: خَدَعَ الضَّبُّ، إِذا دَخَلَ فِي وِجَارِهِ مُلْتَوِياً، وكذلِكَ الظَّبْيُ فِي كِنَاسِهِ، وَهُوَ فِي الضَّبِّ أَكْثَرُ. وَفِي حَدِيثِ القَحْطِ: خَدَعَتِ الضِّبابُ، وجَاعَتِ الأَعْرَابُ أَيْ امْتَنَعَتْ فِي جِحَرَتِهَا، لأَنَّهُمْ طَلَبُوهَا، ومَالُوا عَلَيْهَا لِلْجَدْبِ الَّذِي أَصابَهِمْ. وقَالَ اللَّيْثُ: خَدَعَ الضَّبُّ: إِذا دَخَلَ جُحْرَهُ، وكذلِكَ غَيْرُهُ. وأَنْشَدَ لِلطِّرِمّاح:
(يُلاوِذْنَ من حَرٍّ يَكَادُ أُوارُهُ ... يُذِيبُ دِمَاغَ الضَّبِّ وهْوَ خَدُوعُ)
قَالَ الصاغَانيّ: الرِّوايَة خَتُوع بالتّاءِ الفَوْقِيّة، وقَدْ تَقَدَّمَ.
وقالَ غَيْرُه: خَدَعَ الضَّبُّ خَدْعاً: اسْتَرْوَحَ رِيحَ الإِنْسَانِ فَدَخَلَ فِي جُحْرِه لِئَلاّ يُحْتَرَشَ.
وَمن المَجَازِ: خَدَعَ الرِّيقُ فِي الفَمِ: قَلَّ وجَفَّ، كَمَا فِي الأَساسِ. وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: أَيْ فَسَدَ، وَفِي الصّحاح: يَبِسَ. وقالَ غَيْرُه: خَدَعَ الرِّيقُ خَدْعاً: نَقَصَ، وإِذا نَقَصَ خَثُرَ، وإِذا خَثُرَ أَنْتَنَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِسُوَيْدِ بنِ أَبِي كاهِلٍ يَصِفُ ثَغْرَ امْرَأَةٍ:
(أَبْيَضَ اللَّوْنِ لَذِيداً طَعْمُهُ ... طَيِّبَ الرِّيقِ إِذا الرِّيقُ خَدَعْ)
قالَ: لأَنَّهُ يَغْلُظُ وَقْتَ السَّحَرِ فيَيْبَسُ ويُنْتِنُ.
ومِن المَجَازِ: كَان فُلانٌ الكَرِيم ثُمَّ خَدَعَ، أَيْ أَمْسَكَ، كَمَا فِي الصّحاح، زادَ فِي اللِّسَانِ: ومَنَعَ وقالَ اللِّحْيَانِيّ: خَدَعَ الثَّوْبَ خَدْعاً، وثَنَاهُ ثَنْياً بِمَعْنىً وَاحِدٍ، وَهُوَ مَجازٌ.
ومِن المَجَازِ: خَدَعَ المَطَرُ خَدْعاً، أَيْ قَلَّ، وكذلِكَ خَدَعَ الزِّمَانُ خَدْعاً، إِذا قَلَّ مَطَرُه، وأَنْشَدَ)
الفارِسِيُّ: وأَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العَلاَّتِ قَدْ خَدَعَا قُلْتُ: وقَدْ تَقَدَّمَ فِي ج د ع: وأَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العِرْنِينِ قَدْ جُدِعا وَمَا أَنْشَدَه الفَارِسِيُّ أَعْرَفُ.
وخَدَعَتَ الأُمُورُ: اخْتَلَفَتْ، عَن ابْنِ عَبّادٍ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وخَدَعَ الرَّجُلُ: قَلَّ مالُهُ، وكَذَا خَيْرُهُ، وَهُوَ مَجاز.
وخَدَعَتْ عَيْنُه: غَارَتْ، عَن اللِّحْيَانِيّ، وَهُوَ مَجاز.
ومِن المَجازِ: خَدَعَت عَيْنُ الشَّمْسِ، أَيْ غَابَتْ، وَفِي الأَسَاسِ: غارَتْ، قالَ: وَهُوَ مِنْ خَدَعَ الضَّبُّ، إِذا أَمْعَنَ فِي جُحْرِهِ.
ومِنَ المَجَازِ: خَدَعَتِ السُّوقُ خَدْعاً: كَسَدَتْ، وكُلُّ كاسِدٍ خَادِعٌ. وقِيلَ: خَدَعَتِ السُّوقُ، أَيْ قامَتْ، فكَأَنَّهُ ضِدُّهُ، كانْخَدَعَ كَذا فِي النُّسَخِ، وصَوَابُه كانْخَدَعَتْ، كَمَا هُوَ نَص اللِّحْيَانِيّ فِي النّوادِرِ.
ويُقَال: سُوقٌ خادِعَة، أَي مُخْتَلِفَةٌ مُتَلَوِّنَةٌ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَابِ: زادَ فِي الأَساسِ: تَقُومُ تَارَةً وتَكْسُدُ أُخْرَى. وقالَ أَبو الدِّينارِ فِي حَدِيثه: السُّوقُ خَادِعَةٌ، أَي كاسِدَةٌ. قالَ، ويُقَالُ: السُّوقُ خَادِعَةٌ، إِذا لَمْ يُقْدَرْ على الشَّيْءِ إِلاّ بغَلاَءٍ. وَقَالَ الفَرّاءُ: بَنُو أَسَدٍ يَقُولُونَ: إِنَّ السِّعْرَ لَمُخَادِعٌ، وَقد خَدَعَ: إِذا ارْتَفَعَ وغَلاَ.
ومِنَ المَجَاز: خُلُقٌ خَادِعٌ، أَيْ مُتَلَوِّنٌ، وقَدْ خَدَعَ الرِّجُلُ خَدْعاً، إِذا تَخَلَّقَ بغَيْرِ خُلُقِه.
وبَعِيرٌ خَادِعٌ وخَالِعٌ، كَمَا فِي العُبَابِ، ونَصُّ اللِّسَان: بَعِيرٌ بِهِ خادِعٌ وخالِعٌ، إِذا بَرَكَ زَالَ عَصَبُهُ فِي وَظِيفِ رِجْلِهِ، وَبِه خَوَيْدِعٌ وخُوَيْلِعٌ، والخَادِعُ أَقَلُّ مِن الخَالِع.
والخَدُوعَ كصَبُورٍ: النَّاقَةُ تُدِرُّ مَرَّةً القَطْرَ، وتَرْفَعُ لَبَنَهَا مَرَّةً.
ومِن المَجَازِ: الخَدُوعُ: الطَّرِيقُ الَّذِي يَبِينُ مَرَّةً، ويَخْفَى أُخْرَى. قالَ الشّاعِرُ يَصِفُ الطَّرِيقَ:
(ومُسْتَكْرَهٍ مِنْ دَارِسِ الدَّعْسِ داثِرٍ ... إِذا غَفَلَتْ عَنْهُ العُيُونُ خَدُوع)
كالخَادِع، يُقَالُ: طَرِيقٌ خَادِعٌ، إِذا كانَ لَا يُفْطَنُ لَهُ. قَالَ الطِّرِمّاحُ يَصِفُ دارَ قَوْمٍ:
(خَادِعةُ المَسْلَكِ أَرْصَادُهَا ... تُمْسِي وُكُوناً فَوْقَ آرَامِهَا)

والخَدُوعُ والخَادِعُ: الكَثِيرُ الخَدَاعِ. قَالَ الطِّرِمّاحُ:
(كَذِي الطِّنْءِ لَا يَنْفَكُّ عَوْضاً، كأَنَّهُ ... أَخُو حَجْرَةٍ بالعَيْنِ وهُوُ خَدُوعُ)
كالخُدَعَة، كهُمَزَة، وكذلِك المرأَة.
والخُدْعَة، بالضَّمِّ: مَنْ يَخْدَعُه الناسُ كَثِيراً، كَمَا يُقَال: رَجُلٌ لُعْنَة، وَقد تَقَدَّم ذلِكَ عَن ثَعْلِبٍ فِي شَرْح الحَدِيث، وتَقَدَّم بَحثُه أَيضاً فِي ل ق ط، عَن ابْن بَرِّيّ مُفصَّلاً، فرَاجِعُه.
والخُدَعَة، كهُمَزَة: قَبِيلَة من تَمِيم، وهم رَبِيعَةٌ بنُ كَعْب بنِ سَعْد بنِ زَيْد مَنَاةَ بنِ تَمِيم. قالَ الأَضبَطُ بنُ قُريْع السَّعْدِيّ:
(لكلّ هَمٍّ من الهُمُومِ سَعَهْ ... والمُسَىُ والصُّبْحُ لَا فَلاحَ مَعَهْ)

(أَكْرِمَنّ الضَّعِيفَ عَلَّكَ أَنْ تَرْ ... كَعَ يَوْمًا والدَّهْرُ قد رَفَعَهْ)

(وصِلْ وِصَالَ البَعِيدِ إِنْ وَصَلَ الْحَبْ ... لَ، وأَقْصِ القَرِيبَ إِنْ قطَعَهْ)

(واقبَلْ من الدَّهْرِ مَا أَتَاكَ بِهِ ... مَنْ قَرَّ عينا بعَيْشِه نَفَعَهْ) (قد يَجْمَعُ المالَ غيرُ آكِلِه ... ويَأْكلُ المالَ غَيْرُ مَنْ جَمَعَهْ)

(مَا بالُ مَنْ غَيُّه مُصِيبُك لَا تَمْ ... لِكُ شَيْئاً مِنْ أَمِر وَزَعَهْ)

(حتَّى إِذَا مَا انْجَلَتْ عَمَايَتُه ... أَقْبَلَ يَلْحَى وغَيُّه فَجَعهَ)

(أَذُودُ عَن نَفْسِه، ويَخْدَعُنِي ... يَا قَوْمُ، مَنْ عَاذِرِي مِنَ الخُدَعَهْ)
كَتَبْتُ القِطْعَةَ بتَمَامِهَا لجَوْدتِهَا.
ويُرْوَى: لَا تُهِينَ الْفِقِيرَ أَي لَا تُهِينَنْ، فحُذِفَتِ النُّونُ الخَفِيفَةُ لمَّا اسْتَقْبَلَهَا سَاكنٌ. وَقَالَ بَعْضُهُم: الخُدَعَةُ فِي هَذَا البَيْتِ اسْمٌ للدَّهْرِ، لتلَوُّنِه. ويُقَال: دَهْرٌ خَادِعٌ وخُدَعَةٌ، وَهُوَ مَجاز.
والخَيْدَعُ، كحَيْدَرٍ: مَنْ لَا يُوثَقُ بمَوَدَّتهِ.
والغُولُ الخَيْدْعُ، أَيْ الخَدَّاعَةُ، وَهُوَ مِنْ ذلِكَ. والطَّرِيقُ الخَيْدَعُ: الجائرُ عَن وَجْهِهِ المُخَالِفُ لِلْقَصْدِ، لَا يُفْطَنُ لَهُ، كالخَادِع، وَهُوَ مَجَاز. ويُقَالُ: غَرَّهُمُ الخَيْدَعُ، أَي السَّرَابُ. ومِنْهُ أُخِذَ الغُولُ، وَهُوَ مَجَازٌ، ويَكُونَ مَعْنَى الغُولِ من مَجازِ المَجَاز، وأُخِذَ السَّرابُ مِن الخَيْدَعِ، بمَعْنَى مَنْ لاَ يُوثَقُ بمَوَدّتِه.
والخَيْدَعُ: الذِّئْبُ المُحْتَال، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ والصّاغَانِيّ، وَهُوَ مَجازٌ.
وضَبٌّ خَدِعٌ، ككَتِف: مُرَاوِغٌ، كَمَا فِي الصّحاح، وزادَ الزَّمَخْشَرِيّ: وخَادِعٌ، وَهُوَ مجَاز.)
وَفِي المَثَلِ: أَخْدَعُ مِنْ الضّبِّ كَمَا فِي الصّحاح. قالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقَالُ ذلِكَ إِذا كانَ لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ من الخَدْع. وَفِي العُبَابِ: وَقَالَ الفارِسِيّ: قالَ أَبُو زَيْدٍ: وقالُوا: إِنَّكَ لأَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ حَرَشْتَهُ. ومَعْنَى الحَرْشِ أَنْ يَمْسَحَ الرَّجُلُ علَى فَمِ جُحْرِ الضَّبِّ يَتَسَمَّعُ الصَّوْتَ، فرُبما أَقْبَلِ وَهُوَ يَرَى أَنَّ ذلِكَ حَيَّةٌ، ورُبما أَرْوَحَ رِيحَ الإِنْسانِ، فَخَدَعَ فِي جُحْرِه ولَمْ يَخْرُجْ، وأَنْشَدَ الفارِسيّ:
(ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوَةِ مِنْهُمُ ... بحُلْوِ الخَلاَ، خَرْشَ الضِّبَابِ الخَوَادِعِ)
حُلْوُ الخَلاَ: حُلْوُ الكَلامِ. وَفِي العُبَابِ: خِدَاعُ الضَّبِّ أَنَّ المُحْتَرِشَ إِذا مَسَحَ رَأْسَ جُحْرِه لِيَظُنَّ أَنَّهُ حَيَّةٌ، فإِنْ كانَ الضَّبُّ مُجَرِّباً أَخْرَجَ ذَنَبَه إِلَى نِصْفِ الجُحْرِ، فإِنْ أَحَسَّ بحَيَّةِ ضَربَهَا فقطعها نِصْفَيْنِ، وإِنْ كانَ مُحْتَرِشاً لَمْ يُمْكِنْه الأَخْذُ بذَنَبِه فَنَجَا، وَلَا يَجْتَرِئُ المُحْتَرِشُ أَنْ يُدْخِلَ يَدَهُ فِي جُحْرِهِ، لأَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ عَقْربَ، فَهُوَ يَخَافُ لَدْغَهَا، وبَيْن الضَّبِّ والعَقْرَبِ أُلْفَةٌ شَدِيدَةٌ، وَهُوَ يَسْتَعِينُ بِهَا على المُحْتَرِشِ، قَالَ:
(وأَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ إِذا جاءِ حَارِشٌ ... أَعَدَّ لَهُ عِنْدَ الذُّنَابَةِ عَقْرَبَاً)
وقِيلَ: خِدَاعُهُ: تَوَارِيهِ، وطُولُ إِقَامَتِهِ فِي جُحْرِهِ، وقِلَّةُ ظُهُورِهِ، وشِدَّةُ حَذَرِه.
والأَخْدَعُ: عِرْقٌ فِي مَوْضِعِ المَحْجَمَتَيْنِ، وَهُوَ شُعْبَةٌ من الوَرِيدِ وهَمَا أَخْدَعَانِ، كَمَا فِي الصّحاحِ، وهُمَا عِرْقَانِ خَفِيَّانِ فِي مَوْضعِ الحِجَامَةِ من العُنُقِ، وقالَ اللِّحْيَانِي: هُمَا عِرْقانِ فِي الرَّقَبَةِ، وقِيلَ: هُمَا الوَدَجَانِ. وَفِي الحَدِيثِ أَنَّهُ احْتَجَمَ عَلَى الأَخْدَعَيْنِ والكَاهِل. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَرُبمَا وَقَعَتِ الشَّرْطَةُ عَلَى أَحَدِهِمَا فيُنْزَفُ صاحِبُه، أَيْ لأَنَّهُ شُعْبَةٌ من الوَرِيدِ ج: أَخادِعُ قَالَ الفَرَزْدَق:
(وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خدَّه ... ضَرَبْنَاهُ حَتَّى تَسْتَقِيمَ الأَخادِعُ)
والمَخْدُوعُ: مَنْ قُطِعَ أَخْدَعُه، وقَدْ خَدَعَهُ يَخْدَعُه خَدْعاً. وَفِي الحَدِيثِ: تكونُ بَيْنَ يَدَي الدَّجَّالِ سِنُونَ خَدّاعَةٌ. قالَ الجَوْهَرِيُّ، أَيْ قَلِيلَةُ الزَّكاءِ والرَّيْعِ، مِنْ خَدَعَ المَطَرُ، إِذا قَلَّ. وخَدَعَ الرِّيقُ، إِذا يَبِسَ، فَهُوَ مِنْ مَجَازِ المَجَازِ. قَالَ الصّاغَانِيّ: وقِيلَ: إِنَّهُ يَكْثُرُ فِيهَا الأَمْطَارُ، ويَقِلُّ فِيهَا الرَّيْعُ، ويُرْوَى: إِنَّ بَيْنَ يَدَي السّاعَةِ سِنِينَ غَدّارَةً، يَكْثُرُ فِيها المَطَرُ، يَقِلُّ النَّبَاتُ، أَي تُطْمِعُهُم فِي الخِصْبِ بالمَطَرِ، ثُمَّ تُخْلِفُ. فجَعَلَ ذلِكَ غَدْراً مِنْهَا وخَدِيعَةً، قالَهُ ابنُ الأَثِير. وقالَ شَمِرٌ: السِّنُونَ الخَوَادِعُ: القَلِيلَةُ الخَيْرِ الفَوَاسِدُ.)
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الخَادعَةُ: البابُ الصَّغِيرُ فِي البَابِ الكَبِيرِ. والبَيْتُ فِي جَوْفِ البَيْتِ، قَالَ الرّاغِبُ: كَأَنّ بَانِيَهُ جَعَلَهُ خادِعاً لمَنْ رامَ تَنَاوُلَ مَا فِيهِ.
وَقَالَ غَيْرُه: الخَدِيعَةُ: طَعامٌ لَهُمْ، أَيْ لِلْعَرَبِ، ويُرْوَى بالذَّالِ المُعْجَمَةِ، كَمَا سَيَأْتِي.
والمِخْدَعُ كمِنْبَرٍ، ومُحْكَمٍ: الخِزَانَةُ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ عَن الفَرّاءِ. قالَ: وأَصْلُه الضَّمُّ، إِلاَّ أَنّهُمْ كَسَرُوهُ اسْتِثْقَالاً، كَمَا فِي الصّحاح، والمُرَادُ بالخِزانَةِ البَيْتُ الصَّغِيرُ يَكُونُ دَاخلَ البَيْتِ الكَبيرِ.
وقالَ سِيبُوَيْه: لَمْ يَأْتِ مُفْعَلٌ اسْماً إِلاّ المُخْدَع، وَمَا سِوَاهُ صِفَةٌ. وَقَالَ مُسَيْلِمَةُ الكَذّابُ لسَجَاح المُتَنَبِّئَةِ حِينَ آمَنَتْ بِهِ وتَزَوَّجَهَا، وخَلاَ بهَا:
(أَلاَ قُومِي إِلَى المِخْدَعْ ... فقَدْ هُيِّى لَكِ المَضْجَعْ)

(فإِنْ شِئْتِ سَلَقْنَاكِ ... وإِنْ شِئْتِ عَلَى أَرْبَعْ)

(وإِنْ شِئْتِ بِثُلثَيْهِ ... وإِنْ شِئْتِ بِهِ أَجْمَع)
فقالَتْ: بَلْ بِهِ أَجْمَع، فإِنَّهُ أَجْمَعُ للشَّمْل.
وأَصْلُ المَخدَعِ من الإِخْدَاعِ، وَهُوَ الإِخْفَاء. وحُكِيَ فِي المُخْدَع أَيْضاً الفَتْحُ عَن أَبِي سُلَيْمَانَ الغنوِيّ. واخْتَلَفَ فِي الفَتْحِ والكَسْرِ القَنَانِيّ وأَبو شَنْبَلٍ، ففَتَحَ أَحَدُهُمَا وكَسَرَ الآخَرُ.
وبَيْتُ الأَخْطَل:
(صَهْباء قَدْ كَلِفَتْ من طُولِ مَا حُبِسَتْ ... فِي مَخْدَعٍ بَيْنَ جَنَّاتٍ وأَنْهَارِ)
يُرْوَى الوُجُوهِ الثَّلاثَةِ: فالفَتْحُ يُسْتَدْرَكُ بِهِ عَلَى المُصَنِّف والجَوْهَرِيّ والصّاغَانِيّ، فإِنَّهُم لم يَذْكُرُوه.
وقالَ بَعْضُهُمْ: أَخْدَعَهُ: أَوْثَقَهُ إِلَى الشَّيْءِ.
وأَخْدَعَهُ: حَمَلَهُ عَلَى المُخَادَعَةِ. وَمِنْه قِرَاءِةُ يَحْيَى بنِ يَعْمُر وَمَا يُخدِعُون إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ بِضَم الْيَاء، وَكسر الدَّال.
والمُخْدَّعُ، كمُعَظَّمٍ: المُجَرِّب، وقَدْ خُدِعَ مِراراً حَتَّى صارَ مُجرِّباً، كَمَا فِي الصّحاح.
وَفِي اللِّسَانِ: رَجُلٌ مُخَدَّعٌ: خُدِعَ فِي الحَرْبِ مَرّةً بَعْدَ مَرَّةٍ حَتَّى حَذِقَ.
والمُخَدَّعُ: المُجَرِّبُ للأُمُورِ.
وقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: رَجُلٌ مُخَدَّع، أَيْ مُجَرّب صاحِبُ دَهَاءِ وَمكْرٍ، وَقد خَدِّعَ. وأَنشد: أُبايعُ بَيْعاً مِنْ أَرِيبٍ مُخَدَّعِ)
وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي ذُؤَيْبٍ:
(فَتَنَازَلا وتَوَاقفت خَيْلاهُمَا ... وكِلاهُمَا بَطَلُ اللِّقَاءِ مُخدَّعُ)
ورَوَى الأَصْمَعِيّ: فَتنادَيَا. ورَوَى مَعْمَرٌ: فَتَبَادَرَا. وقَالَ أَبو عُبَيْدَة: مُخدَّعٌ: ذُو خُدْعَةٍ فِي الحَرْبِ، ويُرْوَى: مُخَذَّعٌ بالذالِ المُعْجَمَة أَي مَضْرُوبٌ بالسَّيْفِ مَجْرُوحٌ.
والتَّخْدِيعُ: ضَرْبٌ لَا يَنْفُذُ وَلَا يَحِيكُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.
وتَخَادَعَ: أَرَى مِنْ نَفْسِه أَنَّهُ مَخْدُوعٌ ولَيْسَ بِهِ، كانْخَدَعَ. وانْخَدَعَ أَيْضاً مُطَاوِعُ خَدَعْتُه. وقَالَ اللَّيْثُ: انْخَدَعَ: رَضِيَ بالخَدْعِ.
والمُخَادَعَةُ فِي الآيَةِ الكَرِيمَة، وهُوَ قَوْلُه تَعالَى: يُخَادِعُونَ اللهَ والَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ: إِظْهَارُ غَيْرِ مَا فِي النَّفْسِ وذلِكَ أَنَّهُمْ أَبْطَنُوا الكُفْرَ وأَظْهَرُوا الإِيمانَ، وإِذا خَادَعُوا المُؤْمِنِينَ فقَدْ خادُعُوا الله. ونُسِبَ ذلِكَ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْ حَيْثُ أَنَّ مُعَامَلَةَ الرَّسُولِ كمُعَامَلَتِهِ، ولِذلِكَ قالَ: إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنِّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ.
وجَعَلَ ذلِكَ خِدَاعاً تَفْظِيعاً لِفِعْلِهِمْ، وتَنْبِيهاً عَلَى عِظَمِ الرَّسُولِ وعِظَمِ أَوْلِيَائِه وَمَا يُخَادِعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ، أَيْ مَا تَحُلُّ عاقِبَةُ الخِدَاعِ إِلاّ بِهِمِ قَرَأَ ابنُ كَثِيرِ ونافِعٌ وأَبُو عَمْروٍ: ومَا يُخَادِعُونَ، بالأَلِفِ وقَرَأَ أَبُو حَيَوَةَ يَخْدَعُونَ اللهَ والَّذِينَ آمَنُوا ومَا يَخْدَعُونَ، جَمِيعاً بِغَيْرِ أَلِفٍ، عَلَى أَنَّ الفِعْلَ فِيهِمَا جَمِيعاً من الخَادِع. وَفِي اللِّسَان: جَازَ يُفَاعِلُ لِغَيْرِ الاثْنَيْنِ، لأَنَّ هذَا المِثَالَ يَقَعُ كَثِيراً فِي اللُّغَةِ للْوَاحِدِ، نَحْو: عاقَبْتُ اللِّصَّ، وطارَقْتُ النَّعْلَ. وقالَ الفَارِسِيّ: والعَرَبُ تُقُولُ: خَادَعْتُ فُلاناً، إِذا كُنْتَ تَرُومُ خَدْعَهُ. وعلَى هَذَا يُوَجَّهُ قَوْلُه تَعالَى: يُخَادِعُونُ اللهَ وهُوَ خَادِعُهُم مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ يُقَدِّرُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُم يُخَادِعُونَ اللهَ، واللهَ هُوَ الخَادِعُ لَهُمْ، أَي المُجَازِي لَهُمْ جَزَاءَ خِدَاعِهم. وقالَ الرَّاغِبُ فِي المُفْرَدَاتِ: وقَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ إِنَّ هَذَا على حَذْفِ المُضَافِ وإِقَامَةِ المُضَافِ إِلَيْهِ مُقَامَهُ، فيَجِبُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ المَقْصُودَ بمِثْلِهِ فِي الحَذْفِ لَا يَحْصُلُ لَوْ أُتِيَ بالمُضَافِ المَحْذُوفِ، ولِمَا ذَكَرْنَا مِنْ التَّنْبِيه عَلَى أَمْرَيْنِ: أَحْدِهِمَا فَظَاعَةُ فِعْلِهِمْ فِيمَا تَجَرَّؤُوهُ مِنَ الخَدِيعَةِ، وأَنَّهُمْ بمُخَادَعَتِهِمْ إِيّاه يُخَادِعُونَ اللهَ، والثانِي: التَّنْبِيهُ علَى عِظَمِ المَقْصُودِ بالخِدَاعِ، وأَنَّ مُعَامَلَتَهُ كمُعَامَلَةِ اللهِ. وقِرَاءِةُ مُوَرِّقٍ العِجْلِيّ وَمَا يَخَدِّعُون إِلاَّ أَنْفُسَهم، بفَتْحِ الياءِ والخاءِ وكَسْرِ الدَّالِ المُشَدَّدَةِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ عَلَى إِرادَةِ يَخْتَدِعُونَ، أُدْغِمَت التَّاءُ فِي الدَّال، ونُقِلَتْ فَتْحَتُها إِلَى الخاءِ.
وخَادَعَ: تَرَكَ عَنِ الأَصْمَعِيّ، وأَنْشَدَ للرّاعِي:)
(وخادَعَ المَجْدَ أَقْوَامٌ لَهُمْ وَرَقٌ ... رَاحَ العِضَاهُ بِهِ والعِرْقُ مَدْخُولُ)
وهكَذَا رَوَاه شَمِرٌ، وفَسَّرَهُ، ورَوَاهُ أَبُو عَمْروٍ: خَادَعَ الحَمْدَ، وفسَّرُ، أَيْ تَرَكُوا الحَمْدَ، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِن أَهْلِهِ.
والخِدَاعُ، ككِتَابِ: المَنْعُ والحِيلَةُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. والَّذِي فِي اللِّسَانِ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: الخَدْعُ: مَنْعُ الحَقِّ، والخَتْمُ: مَنْعُ القَلْبِ من الإِيمان.
والتَّخَدُّع: تَكَلُّفُهُ، أَيْ الخِدَاع، قَالَ رُؤْبة: فَقَدْ أُدَاهِي خِدْعَ مَنْ تَخدَّعا بالوَصْل أَو أَقْطَعُ ذَاك الأَقْطَعَا وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: خَدَّعه تَخْدِيعاً، وخَادَعَهُ، وتَخَدَّعه، واخْتَدَعَهُ: خَدَعَهُ، وَهُوَ خَدَّاعٌ وخَدِعٌ، كشَدَّادٍ وكَتِفٍ، عَن اللِّحْيَانِيّ، وكَذلِكَ خَيْدَعٌ، كحَيْدَرٍ. وخَدَعْتُه: ظَفِرْتُ بِهِ.
وتَخادَعَ القَوْمُ: خَدَعَ بَعْضُهُم بَعْضاً.
وانْخَدَعَ: أَرَى أَنَّه مَخْدُوعٌ ولَيْسَ بِهِ.
والخُدْعَةُ بالضَّمِّ: مَا تُخْدَعُ بِهِ.
وماءُ خَادِعٌ: لَا يُهْتَدَى لَهُ، وَهُوَ مَجَاز. وخَدَعْتُ الشَّيْءَ وأَخْدَعْتُه: كَتَمْتُه وأَخْفَيْته.
والمَخْدَعُ، كمَقْعَدٍ: لُغَة فِي المُخْدَع، والمِخْدَعِ بالكَسْرِ والضَّمِّ، عَنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الغَنَويّ، وقَدْ تَقَدَّمَ. والمُخْدَعُ أَيْضاً: مَا تَحْتَ الجَائِز الَّذِي يُوضَعُ عَلَى العَرْشِ، والعَرْشُ: الحائطُ يُبْنَى بَيْنَ حَائِطَيِ البَيْتِ، لَا يَبْلُغُ بِهِ أَقْصَاه، ثُمَّ يُوضَع الجائزُ من طَرَفِ العَرْشِ الدَّاخِلِ إِلَى أَقْصَى البَيْتِ، ويُسْقَفُ بِهِ.
وانْخَدَعَ الضَّبُّ مِثْلُ خَدَعَ: اسْتَرْوَحَ فاسْتَتَرَ، لِئلاَّ يُحْتَرَشَ.
وخَدَعَ مِنّي فُلاَنٌ، إِذا تَوَارَى ولَمْ يَظْهَرْ.
وخَدَعَ الثَّعْلَبُ، إِذا أَخَذَ فِي الرَّوَغانِ.
وخَدَعَ الشَّيْءُ خَدْعاً: فَسَدَ، والخَادِعُ: الفَاسِدُ من الطَّعَامِ وغَيْرِه. ودِينَار خَادِع، أَي نَاقِصٌ.
وفُلانٌ خادِعُ الرَّأْي: إِذا كانَ لَا يَثْبُتُ عَلَى رَأْيٍ وَاحِدٍ. وهُوَ مَجَازٌ.
وخَدَعِتِ العَيْنُ خَدْعاً: لَمْ تَنَمْ. وَمَا خَدَعَتْ بعَيْنِهِ خَدْعَةٌ، أَيْ نَعْسَةٌ تَخْدَعُ، أَي مَا مَرَّتْ بِهَا، وَهُوَ)
مجَاز، قَالَ المُمَزِّق العَبْدِيّ:
(أَرِقْتُ ولَمْ تَخْدَعْ بِعَيْنِيَّ نَعْسَةٌ ... ومَنْ يَلْقَ مَا لاقَيْتُ لَا بُدَّ يَأْرَقُ)
وخَادَعْتُهُ: كَاسَدْتُهُ. وَقَالَ الفَرّاءُ: بَنو أَسَدٍ يَقُولُون: إِنَّ السِّعْر لَمُخَادِعٌ، وقَدْ خَدَعَ: إِذا ارْتَفَعَ وغَلاَ. وقَالَ كُرَاع: الخَدْعُ: حَبْسُ المَاشِيَةِ والدَّوابِّ علَى غَيْرِ مَرْعىً وَلَا عَلَفٍ. قُلْتُ: وَهَذَا قَدْ تَقَدَّم فِي ج د ع.
والمُخَدَّعُ، كمُعَظَّمٍ: المَخْدُوعُ، قالَ الشَّاعِرُ:
(سَمْحُ اليمِينِ إِذا أَرَدْتَ يَمِينَهُ ... بسَفَارَةِ السُّفَراءِ غَيْر مُخَدَّعِ)
أَرادَ غَيْرَ مَخْدُوعٍ. وقَدْ رُوِيَ جِدُّ مُخَدَّعِ أَيْ أَنَّهُ مُجَرَّبٌ، والأَكْثَرُ فِي مِثْلِ هذَا أَنْ يَكُونَ بَعْدَ صِفَةٍ مِنْ لَفْظِ المُضَافِ إِلَيْه كقَوْلِهِمْ: أَنْتَ عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ. ورَجُلٌ شَدِيدُ الأَخْدَع، أَيْ شَدِيدُ مَوْضِع الأَخْدَعِ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَاب. قالَ: وَلَا كذلِكَ شَدِيدُ النِّسَا. قَالَا: وكذلِكَ شَدِيدُ الــأَبْهَرِ. وأَما قَوْلُهُم فِي الفَرَسِ: إِنَّهُ لَشَدِيدُ النَّسَا، فَيُرَادُ بذلِكَ النَّسَا نَفْسُه، لأَنَّ النَّسَا إِذا كانَ قَصِيراً كَانَ أَشَدَّ للرِّجْلِ، فإِذا كانَ طَوِيلاً اسْتَرْخَت رِجْلُه.
ورَجُلٌ خَادِعٌ: نَكِدٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. ورَجُلٌ شَدِيدُ الأَخْدَعِ: مُمتَنِعٌ أَبِيٌّ، ولَيِّنُ الأَخْدَع بخِلاف ذلِكَ.
ويُقَالُ: لَوَى فُلانٌ أَخْدَعَهُ، إِذا أَعْرَضَ وتَكَبَّرَ. وسَوَّى أَخْدَعَهُ، إِذا تَرَكَ التَّكَبُّرَ، وَهُوَ مَجازٌ.
والخَيْدَعُ، كحَيْدَرٍ: السِّنَّوْرُ، عَن ابنِ بَرِّيّ. واسْمُ امْرَأَةٍ، وَهِي أُمُّ يَرْبُوعٍ، ومِنْهُ المَثَلُ: لَقَدْ خَلَّى ابنُ خَيْدَعَ ثُلْمَةً حَكَاهُ يُعْقُوبُ، وقَدْ مَرَّ ذِكْرُه فِي ر أَب فرَاجِعْهُ.
وخَدْعَةُ، بالفَتْح: اسْمُ رَجُلٍ لأَنَّهُ كانَ يُكْثِرُ ذِكْرَ خَدْعَةَ وَهِي ناقَةٌ أَو امْرَأَةٌ فسُمِّيَ بهِ.
وابْنُ خِدَاعٍ: مَشْهُورٌ مِنْ أَئمَّةِ النَّسَبِ.

سَمِيرانُ

سَمِيرانُ:
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، وآخره نون، وبعد الميم ياء مثناة من تحت ثمّ راء مهملة: قلعة حصينة على نهر عظيم جار بين جبال في ولاية تارم، خربها صاحب الموت، رأيتها وبها آثار حسنة تدل على أنّها كانت من أمهات القلاع، قال مسعر بن المهلهل: وصلت إلى قلعة ملك الديلم المعروفة بسميران فرأيت من أبنيتها وعمارتها ما لم أره ولم أشاهده في غيرها من مواطن الملوك، وذلك أن فيها ألفين وثمانمائة ونيفا وخمسين دارا كبارا وصغارا، وكان محمد ابن مسافر صاحبها إذا نظر إلى سلعة حسناء أو عمل محكم سأل عن صانعه فإذا أخبر بمكانه أنفذ إليه من المال ما يرغب مثله فيه وضمن له أضعاف ذلك إذا صار إليه، فإذا حصل عنده منع أن يخرج من القلعة بقية عمره، وكان يأخذ أولاد رعيته فيسلمهم في الصناعات، وكان كثير الدخل قليل الخرج واسع المال ذا كنوز عظيمة، فما زال على ذلك حتى أضمر أولاده مخالفته رحمة منهم لمن عندهم من الناس الذين هم في زيّ الأسارى، فخرج يوما في بعض متصيداته فلمّا عاد أغلقوا باب القلعة دونه وامتنعوا عليه، فاعتصم منهم بقلعة أخرى في بعض أعماله، وأطلقوا من كان عنده من الصناع، وكانوا نحو خمسة آلاف إنسان، فكثر الدعاء لهم بذلك وأدركت ابنه الأوسط الحميّة والأنفة أن ينسبه أبوه إلى العقوق وأنّه رغب في الأموال والذخائر والكنوز فجمع جمعا عظيما من الديلم وخرج إلى أذربيجان فكان من أمره ما كان، وكان فخر الدولة بن ركن الدولة ملك هذه القلعة في سنة 379، وذلك أن ملكها انتهى إلى ولد نوح بن وهسوذان وهو طفل وأمّه المستولية عليه فأرسل إليها فخر الدولة حتى تزوّجها وزوّج ابنها بواحدة من أقاربه وملك القلعة، وكان الصاحب قد أنفذ لحصارها وأخذ صاحبة المسكن عبده أبا عليّ الحسن بن أحمد فتمادى أمره فكتب إليه كتابا في صفة هذه القلعة هذه نسخته أوردته ليعرف قدرها: ورد كتابك بحديث قلعة سميران وأنا أحسب أن أمرها خفيف في نفسك فلهذا أبسط القول وأشرح الخطاب وأبعث الرغبة وأدعو إلى الاجتهاد وأرهف البصيرة وأشحذ العزم، اعلم يا سيدي أن سميران ليست بقلعة وإنما هي مملكة وليست مملكة وإنّما هي ممالك وسأقول بما أعرف:
إن آل كنكر لم يكن قدمهم في الديلم ثابت الأطناب
حتى ملكوا من هذه القلعة ما ملكوا فصار السبب في اقتطاعهم الطرم عن قزوين وهي منها ومختلسة عنها ثمّ سمت بهم هماتهم إلى مواصلة حسنات وهسوذان ملك الديلم وقد ملك أربعين سنة فحين رأى أن سميران أخت قلعة الموت استجاب للوصلة وبهذا التواصل وتلك القلعة ملك آل كنكر باقي الاستانة أجمع فصار لهم ملك شطر الديلم فاحتاج ملوك آل وهسوذان إلى الانتصار على اللائحية، وهم الشطر الثاني بهذه الدولة، شجع المرزبان بن محمد على التلقب بالملك وتوغل بلاد أذربيجان وعنده أن سميران معونة متى ما نبت به الأرض وهذا وهسوذان على ما عرفت خوره وجزعه وكثرة إفساده على الأمير السعيد إنّما كانت تلك القلعة مادّة الباطنية وعيبه المناظرة وباسمها واصل عماد الدولة وتأكّل أبهر وزنجان وأكثر قزوين وجميع سهرورد وبنى القلاع التي خلصت اليوم للدولة القاهرة ثمّ من ملك سميران فقد أضاف إلى ملك الديلم ملك من أعلى أسفيذروذ من الجبل، وليست المزية في ذلك بقليلة ولا المرزئة للأعداء بيسيرة ولا النباهة بخفيفة، فاجتهد يا سيدي وجدّ وبالغ واشتدّ ولا تستكثر بذلا ولا تستعظم جزلا ولا تستسرف ما تخرجه نقدا وتضمنه وعدا، فلو وزنت ألف ألف درهم ثم تملك سميران لكنت الرابح، وأوردت هذا الفصل بهذا الذكر فلو كتبت فيه أحمالا من البياض لكنت بعد في جانب التقصير والاقتصار، والله خير ميسر، نعم يا سيدي إن أثرك في حسبك عظيم وذكرك فخم وحديثك كالروض باكره القطر وراوحه الصّبا ولكن ليس النجم كالشمس ولا القمر كالصبح ولا سميران كجناشك، ومتى تيسر هذا على يدك فقد حزت جمالا لا يمحى حتى تمحو السماء أثر الكواكب، والله حسبي ونعم الوكيل.

سَرْجَهانُ

سَرْجَهانُ:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، وجيم، وآخره نون: قلعة حصينة على طرف جبال الديلم تشرف على قاع قزوين وزنجان وأبهر، والكائن فيه يرى زنجان، وهي من أحصن القلاع وأحكمها، رأيتها.

ترخَم

ترخَم

ذُو تَرْخُم، كَتَنْصُر، ابنُ وائِلِ بنِ الغَوْث: قَبِيلَةٌ فِي حِمْيَر، مِنْهُم: محمّدُ بنُ سَعِيدِ بنِ محمّد التَّرْخُمِيُّ، حَدَّثَ.
وَقَالَ الحافِظُ: هُوَ بَطْنٌ فِي يَحْصُبَ، مِنْهُم: عَمْرُو بنُ أَبْهَرَ ابنِ عُمَيْرٍ التَّرْخُمِيُّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، ذَكَرَهُ ابنُ يُونُس، وَله أخٌ يُقَال لَهُ: عُمُيْر.

حِفَانُ

حِفَانُ:
بالكسر، وآخره نون، والفاء مخفّفة، قال ابن الأعرابي: بلد، وقال الأخطل:
فآليت لا آتي نصيبين طائعا، ... ولا السجن، حتى يمضي الحرمان
ليالي لا يهدي القطا لفراخه، ... بذي أبهر، ماء، ولا بحفان

رَهَشَ 

(رَهَشَ) الرَّاءُ وَالْهَاءُ وَالشِّينُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى اضْطِرَابٍ وَتَحَرُّكٍ. فَالِارْتِهَاشُ: أَنْ تَصْطَدِمَ يَدُ الدَّابَّةِ فِي مَشْيِهِ فَتَعْقِرُ رَوَاهِشَهُ، وَهِيَ عَصَبُ بَاطِنِ الذِّرَاعِ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَالِارْتِهَاشُ ضَرْبٌ مِنَ الطَّعْنِ فِي عَرْضٍ. قَالَ:

أَبَا خَالِدٍ لَوْلَا انْتِظَارِيَ نَصْرَكُمْ ... أَخَذْتُ سِنَانِي فَارْتَهَشْتُ بِهِ عَرْضَا قَالَ: وَارْتِهَاشُهُ: تَحْرِيكُ يَدَيْهِ. وَمِنَ الْبَابِ رَجُلٌ رُهْشُوشٌ: حَيٌّ كَرِيمٌ كَأَنَّهُ يَهْتَزُّ وَيَرْتَاحُ لِلْكَرَمِ وَالْخَيْرِ. وَمِنَ الْبَابِ الْمُرْتَهِشَةُ، وَهِيَ الْقَوْسُ الَّتِي إِذَا رُمِيَ عَنْهَا اهْتَزَّتْ فَضَرَبَ وَتَرُهَا أَبْهَرَــهَا. وَالرَّهِيسُ: الَّتِي يُصِيبُ وَتَرُهَا طَائِفَهَا. وَمِنَ الْبَابِ نَاقَةٌ رُهْشُوشٌ: غَزِيرَةٌ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.