Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أبان

سَلَمَاسُ

سَلَمَاسُ:
بفتح أوّله وثانيه، وآخره سين أخرى: مدينة مشهورة بأذربيجان، بينها وبين أرمية يومان، وبينها
وبين تبريز ثلاثة أيّام، وهي بينهما، وقد خرب الآن معظمها، وبين سلماس وخويّ مرحلة، وطول سلماس ثلاث وسبعون درجة وسدس، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة ونصف، وينسب إلى سلماس موسى بن عمران بن موسى بن هلال أبو عمران، سمع أبان وسمع بدمشق أبا الحسن بن جوصا وأبا الطيب أحمد بن إبراهيم بن عباري ومكحولا البيروتي وغيرهم، وبحلب أبا بكر محمد بن بركة برداعس، وسمع بالري والكوفة وبغداد محمد بن مخلّد العطّار وجعفر بن محمد الخلدي، وسمع بالرّقّة ونصيبين والرملة وحماة، وروى عنه ابن أخته أبو المظفّر المهنّد بن المظفر بن الحسن السلماسي والشريف أبو القاسم الزيدي الحمامي وغيرهما، ومات بأشنه في ربيع الآخر سنة 380 وحمل إلى سلماس.

سُلْطَيْسُ

سُلْطَيْسُ:
بضم أوّله، وسكون ثانيه، وفتح الطاء، وياء ساكنة، وسين مهملة: من قرى مصر القديمة كان أهلها أعانوا على عمرو بن العاص لما فتح مصر والإسكندرية فسباهم، كما ذكرنا في بلهيب، ثمّ ردّهم عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، على القرية، قال ابن عبد الحكم: وكان من أبناء السّلطيسيّات عمران بن عبد الرحمن بن جعفر بن ربيعة وأمّ عون ابن خارجة القرشي ثم العدوي وأمّ عبد الرحمن بن معاوية بن حديج وموالي أشراف بعد ذلك وقعوا عند مروان بن الحكم منهم أبان وعمّه عياض.

سُلاطِحُ

سُلاطِحُ:
اسم واد في ديار مراد، قال كعب بن الحارث المرادي:
طعنّا الطّعنة الحمراء فيهم، ... حرام رأيهم حتى الممات
عشيّة لا ترى إلّا مشيحا ... وإلّا عوهجا مثل القناة
أبانــا بالطويّ طويّ قوم، ... وذكّرنا بيوم سلاطحات

سَكْرَانُ

سَكْرَانُ:
بلفظ مذكّر سكرى: موضع في قول الأخطل:
فرابية السّكران قفر فما بها ... لهم شبح إلّا سلام وحرمل
وقال ابن السكيت: السكران واد بمشارف الشام، وقال نصر: السكران واد أسفل من أمج عن يسار الذاهب إلى المدينة، وقيل: السكران جبل بالمدينة.
والسكران: جبل أو واد بالجزيرة. والسكران:
واد بمشارف الشام من جهة نجد، وفيه يقول عبيد الله بن قيس الرّقيّات:
زوّدتنا رقيّة الأحزانا ... يوم جازت حمولها سكرانا
إن تكن هي من عبد شمس أراها ... فعسى أن يكون ذاك وكانا
أنا من أجلكم هجرت بني بد ... ر ومن أجلكم أحبّ أبانــا
ودخلنا الدّيار ما نشتهيها ... طمعا أن تنيلنا أو تدانا

سَبُعانُ

سَبُعانُ:
بفتح أوّله، وضم ثانيه، وآخره نون، منقول من تثنية السّبع، قال أبو منصور: هو موضع معروف في ديار قيس، قال نصر: السّبعان جبل قبل فلج، وقيل: واد شماليّ سلم عنده جبل يقال له العبد أسود ليست له أركان، ولا يعرف في كلامهم اسم على فعلان غيره، قال ابن مقبل، وقيل ابن أحمر:
ألا يا ديار الحيّ بالسّبعان ... أملّ عليها بالبلى الملوان
ألا يا ديار الحيّ لا هجر بيننا ... ولكنّ روعات من الحدثان
نهار وليل دائم ملواهما ... على كلّ حال النّاس مختلفان
وقال رجل من بني عقيل جاهليّ:
ألا يا ديار الحيّ بالسّبعان ... خلت حجج بعدي لهنّ ثمان
فلم يبق منها غير نؤي مهدّم ... وغير أثاف كالكميّ دفان
وآثار هاب أورق اللّون سافرت ... به الرّيح والأمطار كلّ مكان
قفار مروراة تجاوبها القطا ... ويضحي بها الجــأبان يفترقان
يثيران من نسج الغبار عليهما ... قميصين أسمالا ويرتديان
زعموا أن أوّل من جعل الغبار ثوبا هذا الشاعر ثمّ تبعته الخنساء فقالت:
جارى أباه، فأقبلا وهما ... يتعاوران ملاءة الفخر
فأخذه عدي بن الرقاع فقال:
يتعاوران من الغبار ملاءة ... بيضاء محكمة هما نسجاها

سَاقٌ

سَاقٌ:
بلفظ ساق الرجل: هضبة واحدة شامخة في السماء لبني وهب، ذكرها زهير في شعره، وقال السّكوني: ساق ماء لبني عجل بين طريق البصرة والكوفة إلى مكّة. وذات الساق: موضع آخر، وساق الفريد في قول الحطيئة:
نظرت إلى فوت ضحيّ وعبرتي ... لها من وكيف الرأس شنّ وواشل
إلى العير تحدى بين قوّ وضارج ... كما زال في الصّبح الإشاء الحوامل
فأتبعتهم عينيّ حتى تفرّقت ... مع اللّيل عن ساق الفريد الجمائل
وساق الجواء: موضع آخر، والجواء: الواسع من الأودية، وساق الفرو أيضا: جبل في أرض بني أسد كأنّه قرن ظبي، ويقال له ساق الفروين، وأنشد الحفصي:
أقفر من خولة ساق فروين ... فالحضر فالركن من أبانــين

عَمّانُ

عَمّانُ:
بالفتح ثم التشديد، وآخره نون، يجوز أن يكون فعلان من عمّ يعمّ فلا ينصرف معرفة وينصرف نكرة، ويجوز أن يكون فعّالا من عمن فيصرف في الحالتين إذا عني به البلد، وعمان: بلد في طرف الشام وكانت قصبة أرض البلقاء، والأكثر في حديث الحوض كذا ضبطه الخطابي ثم حكى فيه تخفيف الميم أيضا، وفي الترمذي: من عدن إلى عمان البلقاء، والبلقاء: بالشام وهو المراد في الحديث لذكره مع أذرح والجرباء وأيلة وكل من نواحي الشام، وقيل:
إن عمان هي مدينة دقيانوس وبالقرب منها الكهف والرقيم معروف عند أهل تلك البلاد، والله أعلم، وقد قيل غير ذلك، وذكر عن بعض اليهود أنه قرأ في بعض كتب الله: أن لوطا، عليه السّلام، لما خرج بأهله من سدوم هاربا من قومه التفتت امرأته فصارت صبار ملح وصار إلى زغر ولم ينج غيره، وأخيه وابنتيه، وتوهم بنتاه أن الله قد أهلك عالمه فتشاورتا بأن تقيما نسلا من أبيهما وعمهما فأسقتاهما نبيذا وضاجعت كل واحدة منهما واحدا فحبلتا ولم يعلم الرجلان بشيء من ذلك وولدت الواحدة ابنا فسمته عمّان أي أنه من عم وولدت الأخرى ولدا فسمته مآب أي أنه من أب، فلما كبرا وصارا رجلين بنى كل واحد منهما مدينة بالشام وسماها باسمه، وهما متقاربتان في برية الشام، وهذا كما تراه ونقلته كما وجدته، والله أعلم بحقه من باطله، وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد البشاري: عمان على سيف البادية ذات قرى ومزارع، ورستاقها البلقاء، وهي معدن الحبوب والأنعام، بها عدة أنهار وأرحية يديرها الماء، ولها جامع ظريف في طرف السوق مفسفس الصحن شبه مكة، وقصر جالوت على جبل يطل عليها، وبها قبر أوريّاء النبيّ، عليه السّلام، وعليه مسجد وملعب سليمان بن داود، عليه السّلام، وهي رخيصة الأسعار كثيرة الفواكه غير أن أهلها جهال والطرق إليها صعبة، قال الأحوص بن محمد الأنصاري:
أقول بعمّان وهل طربي به ... إلى أهل سلع، إن تشوّقت، نافع
أصاح ألم يحزنك ريح مريضة ... وبرق تلالا بالعقيقين لامع؟
وإنّ غريب الدار مما يشوقه ... نسيم الرّياح والبروق اللوامع
وكيف اشتياق المرء يبكي صبابة ... إلى من نأى عن داره وهو طامع
وقد كنت أخشى، والنوى مطمئنة ... بنا وبكم، من علم ما الله صانع
أريد لأنسى ذكرها فيشوقني ... رفاق إلى أرض الحجاز رواجع
وقال الخطيم العكلي اللصّ يذكر عمّان:
أعوذ بربي أن أرى الشام بعدها ... وعمّان ما غنّى الحمام وغرّدا
فذاك الذي استنكرت يا أمّ مالك ... فأصبحت منه شاحب اللون أسودا
وإني لماضي العزم لو تعلمينه، ... وركّاب أهوال يخاف بها الرّدى
وينسب إلى عمان أسلم بن محمد بن سلامة بن عبد الله ابن عبد الرحمن أبو دفافة الكناني العماني، قال الحافظ أبو القاسم: من أهل عمان مدينة البلقاء، قدم دمشق وحدث بها عن عطاء بن السائب بن أحمد بن حفص العماني المخزومي ومحمد بن هارون بن بكار وعبد الله بن محمد بن جعفر القزويني القاضي، روى عنه أبو الحسين الرازي وأبو بكر أحمد بن صافي التنيسي مولى الحباب بن رحيم البزاز، قال ابن أبي مسلم: مات أبو دفافة سنة 324، وقال الرازي: سنة 325، وأبو الفتح نصر بن مسرور بن محمد الزهري العماني، حدث عن أبي الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي ونفر سواه.
ودير عمّان: بنواحي حلب ذكر في الديرة، ومحمد ابن كامل العماني، روى عن أبان بن يزيد العطار، روى عنه محمد بن زكرياء الأضاخي.

الغُبَارَةُ

الغُبَارَةُ:
كأنه اسم للقطعة من الغبار: ماءة لبني عبس ببطن الرّمّة قرب أبانــين في موضع يقال له الخيمة، وفي كتاب نصر: الغبارة ماءة إلى جنب قرن التّوباذ في بلاد محارب.

رَقْد

رَقْد:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، أظنّه مرتجلا:
وهو اسم جبل أو واد في بلاد قيس، وأنشد أبو منصور:
كأرحاء رقد زلّمتها المناقر
وقال الأصمعي في كتاب الجزيرة: قال العامري رقد هضبة مجلندة مطمئنة غير مرتفعة بين ساق الفروين وبين حبس القنان، وهي بأطراف العرف بينهنّ وبين القنان وبين أبان الأسود، وهي مشرفة على جبال لأنّها فوق حزم من الأرض، وكلّ هذه الأماكن من بلاد بني أسد، وقال الجوهري:
رقد جبل تنحت منه الأرحية، قال لبيد:
فأجماد ذي رقد فأكناف ثادق، ... فصارة توفي فوقها فالأعابلا
وقال أبو زياد: رقد من بلاد غطفان، قال الشاعر:
أحقّا عباد الله أن لست سائرا ... بصحراء شرج في مواكب أو فردا
وهل أرينّ الدّهر عبلاء عاقر ... ورقدا إذا ما الآل شبّ لنا رقدا
وقال الصّمّة الأكبر، وهو مالك بن معاوية بن جداعة بن غزية بن جشم بن بكر بن هوازن:
جلبنا الخيل من تثليث حتى ... أصبنا أهل صارات فرقد
ولم نجبن ولم ننكل ولكن ... فجعناهم بكلّ أشمّ جعد
ألا أبلغ بني جشم رسولا، ... فإنّ بيان ما تبغون عندي

مَاوَان

مَاوَان:
بالواو المفتوحة، وآخره نون، وأصله من أوى إليه يأوي إذا التجأ، ومأوي الإبل، بكسر الواو، نادر، وماوان يجوز أن يكون تثنية الماء قلبت همزة الماء واوا وكان القياس أن تقلب هاء فيقال ماهان ولكن شبّهوه بما الهمزة فيه منقلبة عن ياء أو واو، ولما كان حكم الهاء أن لا تهمز في هذا الموضع بل اشتبهت بحروف المد واللين فهمزوه لذلك اطّرد فيها ذلك لشبهه، وعندي أنه من أوى إليه يأوي فوزنه مفعان وأصله مفعلان وحقه على ذلك أن يكون مأووان على مثال مكرمان وملكعان وملأمان إلا أن لام مفعلان في ماوان ساكنة لأنه من أوى وجاءت ألف مفعلان ساكنة فاجتمع ساكنان فاستثقل فلم يمكن النطق به فأسقطت لا الفعل وبقيت ألف مفعلان تدل على الوزن والقصد بهذا التعسّف أن يكون المعنى مطابقا للفظ لأن الموضع يؤوى إليه أو أن المياه تكثر به، فأما ماوان السّنّور فليس بينه وبين مساكن العرب مناسبة ولعلّ أكثرهم ما يدري ما السنور: وهي قرية في أودية العلاة من أرض اليمامة بها قوم من بني هزّان وربيعة وهم ناس من اليمن، وقال ابن دريد: يهمز ولا يهمز ويضاف إليه ذو، وقال عروة بن الورد العبسي:
وقلت لقوم في الكنيف تروّحوا ... عشيّة بتنا دون ماوان رزّح
تنالوا الغنى أو تبلغوا بنفوسكم ... إلى مستراح من حمام مبرّح
ومن يك مثلي ذا عيال ومقترا ... من المال يطرح نفسه كلّ مطرح
ليبلغ عذرا أو ينال رغيبة، ... ومبلغ نفس عذرها مثل منجح
قال ابن السكيت: ماوان هو واد فيه ماء بين النّقرة والرّبذة فغلب عليه الماء فسمي بذلك الماء ماوان، قاله في شرح شعر عروة، وكانت منازل عبس فيما بين أبانــين والنقرة وماوان والربذة هذه كانت منازلهم.

نَصِيبِين

نَصِيبِين:
بالفتح ثم الكسر ثم ياء علامة الجمع الصحيح، ومن العرب من يجعلها بمنزلة الجمع فيعربها في الرفع بالواو وفي الجر والنصب بالياء، والأكثر يقولون نصيبين ويجعلونها بمنزلة ما لا ينصرف من الأسماء، والنسبة إليها نصيبيّ ونصيبينيّ، فمن قال نصيبينيّ أجراه مجرى ما لا ينصرف وألزمه الطريقة الواحدة مما ذكرنا، ومن قال نصيبيّ جعله بمنزلة الجمع ثم ردّه إلى واحده ونسب إليه: وهي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادّة القوافل من الموصل إلى الشام وفيها وفي قراها على ما يذكر أهلها أربعون ألف بستان، بينها وبين سنجار تسعة فراسخ، وبينها وبين الموصل ستة أيام، وبين دنيسر يومان عشرة فراسخ، وعليها سور كانت الروم بنته وأتمه أنوشروان الملك عند فتحه إياها، وقالوا: كان سبب فتحه إياها أنه حاصرها وما قدر على فتحها فأمر أن تجمع إليه العقارب فحملوا العقارب من قرية تعرف بطيرانشاه من عمل شهرزور بينها وبين سمرداذ مدينة شهرزور فرسخ، فرماهم بها في العرّادات والقوارير وكان يملأ القارورة من العقارب ويضعها في العرّادة وهي على هيئة المنجنيق فتقع القارورة وتنكسر وتخرج تلك العقارب، ولا زال يرميهم بالعقارب حتى ضجّ أهلها وفتحوا له البلد وأخذها عنوة، وذلك أصل عقارب نصيبين، وأكثر العقارب جبل صغير داخل السور في ناحية من المدينة ومنه تنتشر العقارب في المدينة كلها، ذكر ذلك كله أحمد بن الطيب السرخسي في بعض كتبه، وطول مدينة نصيبين خمس وسبعون درجة وعشرون دقيقة، وعرضها ست وثلاثون درجة واثنتا عشرة دقيقة، في الإقليم الرابع، طالعها سعد الأخبية، بيت حياتها إحدى عشرة درجة من الثور تحت اثنتي عشرة درجة وثمان وأربعين دقيقة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، وقال صاحب الزيج: طول نصيبين سبع وعشرون درجة ونصف، ونصيبين مدينة وبئة لكثرة بساتينها ومياهها، وقد روي في بعض الآثار
أن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، قال: رفعت ليلة أسري بي فرأيت مدينة فأعجبتني فقلت: يا جبرائيل ما هذه المدينة؟ قال: هذه نصيبين، فقلت: اللهم عجّل فتحها واجعل فيها بركة للمسلمين! وسار عياض بن غنم إلى نصيبين فامتنعت عليه فنازلها حتى فتحها على مثل صلح أهل الرّها، قال: كتب عامل نصيبين إلى معاوية وهو عامل عثمان على الشام والجزيرة يشكو إليه أن جماعة من المسلمين الذين معه أصيبوا بالعقارب، فكتب إليه يأمره أن يوظف على كل حيز من أهل المدينة عدّة من العقارب مسمّاة في كل ليلة، ففعل فكانوا يأتون بها فيأمر بقتلها حتى قلّت، وقال سيف:
بعث سعد بن أبي وقّاص سنة 17 من الكوفة عياض ابن غنم لفتح الجزيرة، وغير سيف يقول: إنما بعث أبو عبيدة من الشام فقدم عبد الله بن عبد الله بن عتبان فسلك على دجلة حتى إذا انتهى إلى الموصل عبر إلى بلد وهي بلط حتى إذا انتهى إلى نصيبين أتوه بالصلح فكتب بذلك إلى عياض فقبله فعقد لهم عبد الله بن عبد الله بن عتبان وأخذوا ما أخذوا عنوة ثم أجروا مجرى أهل الذمة، قال عند ذلك ابن عتبان:
ألا من مبلغ عني بجيرا: ... فما بيني وبينك من تعادي
فإن تقبل تلاق العدل فينا ... فأنسى ما لقيت من الجهاد
وإن تدبر فما لك من نصيب ... نصيبين فتلحق بالعباد
وقد ألقت نصيبين إلينا ... سواد البطن بالخرج الشداد
لقد لقيت نصيبين الدواهي ... بدهم الخيل والجرد الوراد
وقال بعضهم يذكر نصيبين: وظاهرها مليح المنظر وباطنها قبيح المخبر، وقال آخر يذم نصيبين فقال:
نصيب نصيبين من ربها ... ولاية كل ظلوم غشوم
فباطنها منهم، في لظى، ... وظاهرها من جنان النعيم
وينسب إلى نصيبين جماعة من العلماء والأعيان، منهم: الحسن بن علي بن الوثاق بن الصلب بن أبان بن زريق بن إبراهيم بن عبد الله أبو القاسم النصيبي الحافظ، قدم دمشق وحدث بها في سنة 344 عن عبد الله بن محمد بن ناجية البغدادي وأبي يحيى عبّاد بن علي بن مرزوق البصري وإسحاق بن إبراهيم الصوّاف ومحمد ابن خالد الراسبي البصري وعبدان الجواليقي وأبي يعلى الموصلي وأبي خليفة الجمحي وغيرهم، روى عنه تمام بن محمد وأبو العباس بن السمسار وأبو عبد الله بن مندة وأبو علي سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ ولم يذكر وفاته، ونصيبين أيضا: قرية من قرى حلب، وتلّ نصيبين أيضا: من نواحي حلب. ونصيبين أيضا: مدينة على شاطئ الفرات كبيرة تعرف بنصيبين الروم، بينها وبين آمد أربعة أيام أو ثلاثة ومثلها بينها وبين حرّان، ومن قصد بلاد الروم من حرّان مرّ بها.

المَوْصِلُ

المَوْصِلُ:
بالفتح، وكسر الصاد: المدينة المشهورة العظيمة إحدى قواعد بلاد الإسلام قليلة النظير كبرا وعظما وكثرة خلق وسعة رقعة فهي محطّ رحال الركبان ومنها يقصد إلى جميع البلدان فهي باب العراق ومفتاح خراسان ومنها يقصد إلى أذربيجان، وكثيرا ما سمعت أن بلاد الدنيا العظام ثلاثة:
نيسابور لأنها باب الشرق، ودمشق لأنها باب الغرب، والموصل لأن القاصد إلى الجهتين قلّ ما لا يمر بها، قالوا: وسميت الموصل لأنها وصلت بين الجزيرة والعراق، وقيل وصلت بين دجلة والفرات، وقيل لأنها وصلت بين بلد سنجار والحديثة، وقيل بل الملك الذي أحدثها كان يسمّى الموصل، وهي مدينة قديمة الأسّ على طرف دجلة ومقابلها من الجانب الشرقي نينوى، وفي وسط مدينة الموصل قبر جرجيس النبي، وقال أهل السير: إن أول من استحدث الموصل راوند بين بيوراسف الازدهاق، وقال حمزة:
كان اسم الموصل في أيام الفرس نوأردشير، بالنون أو الباء، ثم كان أول من عظّمها وألحقها بالأمصار العظام وجعل لها ديوانا برأسه ونصب عليها جسرا ونصب طرقاتها وبنى عليها سورا مروان بن محمد بن مروان ابن الحكم آخر ملوك بني أميّة المعروف بمروان الحمار والجعدي، وكان لها ولاية ورساتيق وخراج مبلغه أربعة آلاف ألف درهم والآن فقد عمرت وتضاعف خراجها وكثر دخلها، قالت القدماء: ومن أعمال الموصل الطبرهان والسنّ والحديثة والمرج وجهينة والمحلبية ونينوى وبارطلّى وباهذرا وباعذرا وحبتون وكرمليس والمعلّة ورامين
وبا جرمى ودقوقا وخانيجار. والموصلان: الجزيرة والموصل كما قيل البصرتان والمروان، قال الشاعر:
وبصرة الأزد منّا والعراق لنا ... والموصلان، ومنّا الحلّ والحرم
وكثيرا ما وجدت العلماء يذكرون في كتبهم أن الغريب إذا أقام في بلد الموصل سنة تبيّن في بدنه فضل قوة، وإن أقام ببغداد سنة تبيّن في عقله زيادة، وإن أقام بالأهواز سنة تبين في بدنه وعقله نقص، وإن أقام بالنّبّت سنة دام سروره واتصل فرحه، وما نعلم لذلك سببا إلا صحة هواء الموصل وعذوبة مائها ورداءة نسيم الأهواز وتكدر جوه وطيبة هواء بغداد ورقته ولطفه، فأما التّبّت فقد خفي علينا سببه، وليس للموصل عيب إلا قلة بساتينها وعدم جريان الماء في رساتيقها وشدة حرها في الصيف وعظم بردها في الشتاء، فأما أبنيتهم فهي حسنة جيدة وثيقة بهية المنظر لأنها تبنى بالنورة والرخام، ودورهم كلها آزاج وسراديب مبنية ولا يكادون يستعملون الخشب في سقوفهم البتة، وقلّ ما عدم شيء من الخيرات في بلد من البلدان إلا ووجد فيها، وسورها يشتمل على جامعين تقام فيهما الجمعة أحدهما بناه نور الدين محمود وهو في وسط السوق وهو طريق للذاهب والجائي مليح كبير، والآخر على نشز من الأرض في صقع من أصقاعها قديم وهو الذي استحدثه مروان بن محمد فيما أحسب، وقد ظلم أهل الموصل بتخصيصهم بالنسبة إلى اللواط حتى ضربوا بهم الأمثال، قال بعضهم:
كتب العذار على صحيفة خدّه ... سطرا يلوح لناظر المتأمل
بالغت في استخراجه فوجدته: ... لا رأي إلا رأي أهل الموصل
ولقد جئت البلاد ما بين جيحون والنيل فقلّ ما رأيته يخرج عن هذا المذهب فلا أدري لم خصّ به أهل الموصل، وقال السريّ بن أحمد الرفاء الشاعر الموصلي يتشوّقها:
سقّى ربى الموصل الفيحاء من بلد ... جود من المزن يحكي جود أهليها
أأندب العيش فيها أم أنوح على ... أيامها أم اعزّي في لياليها؟
أرض يحنّ إليها من يفارقها، ... ويحمد العيش فيها من يدانيها
قال بطليموس: مدينة الموصل طولها تسع وستون درجة، وعرضها أربع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة، طالعها بيت حياتها عشرون درجة من الجدي تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان في الإقليم الرابع، ومن بغداد إلى الموصل أربعة وسبعون فرسخا، وأما من ينسب إلى الموصل من أهل العلم فأكثر من أن يحصوا ولكن نذكر من أعيانهم وحفّاظهم ومشهورهم ما ربما احتيج إلى كثير من الوقت عند الكشف عنهم، منهم: عبد العزيز بن حيان بن جابر بن حريث أبو القاسم الأزدي الموصلي، سمع الكثير ورحل فسمع بدمشق من هشام بن عمار ودحيم بن إبراهيم، وبحمص من محمد بن مصفّى، وبعسقلان الحسن بن أبي السري العسقلاني، وبمصر محمد بن رمح، وحدث عنهم وعن العباس بن سليم وأبان بن سفيان وإسحاق بن عبد الواحد ومحمد بن علي بن خداش وغسّان بن الربيع ومحمد بن عبد الله بن منير وأبي بكر بن أبي شيبة الكوفيين وأبي جعفر عبد الله بن محمد البقيلي وأحمد ابن عبد الملك وافد الحرّانيين، روى عنه ابناه أبو
جابر زيد وإبراهيم أبو عوانة الأسفرايينيّان، وقال أبو زكرياء يزيد بن محمد بن إياس الأزدي في كتاب طبقات محدّثي أهل الموصل: عبد العزيز بن حيان بن جابر بن حريث المعولي، ومعولة من الأزد، كان فيه فضل وصلاح، وطلب الحديث ورحل فيه وأكثر الكتابة، سمع من المواصلة والكوفيين والحرّانيين والجزريين وغيرهم وكتب بالشام وصنف حديثه وحدث الناس عنه دهرا طويلا، وتوفي سنة 261، وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى بن يحيى بن عيسى ابن هلال التميمي الموصلي الحافظ.

المُزْدَلِفَةُ

المُزْدَلِفَةُ:
بالضم ثم السكون، ودال مفتوحة مهملة، ولام مكسورة، وفاء، اختلف فيها لم سميت بذلك فقيل مزدلفة منقولة من الازدلاف وهو الاجتماع، وفي التنزيل: وأزلفنا ثمّ الآخرين، وقيل:
الازدلاف الاقتراب لأنها مقربة من الله، وقيل:
لازدلاف الناس في منى بعد الافاضة، وقيل:
لاجتماع الناس بها، وقيل: لازدلاف آدم وحواء بها أي لاجتماعهما، وقيل: لنزول الناس بها في زلف الليل وهو جمع أيضا، وقيل: الزلفة القربة فسمّيت مزدلفة لأن الناس يزدلفون فيها إلى الحرم، وقيل: إن آدم لما هبط إلى الأرض لم يزدلف إلى حوّاء أو تزدلف إليه حتى تعارفا بعرفة واجتمعا بالمزدلفة فسمّيت جمعا ومزدلفة، وهو مبيت للحاجّ ومجمع الصلاة إذا صدروا من عرفات، وهو مكان بين بطن محسّر والمأزمين، والمزدلفة:
المشعر الحرام ومصلّى الإمام يصلي فيه العشاء والمغرب والصبح، وقيل: لأن الناس يدفعون منها زلفة واحدة أي جميعا، وحدّه إذا أفضت من عرفات تريده فأنت فيه حتى تبلغ القرن الأحمر دون محسّر وقزح الجبل الذي عند الموقف، وهي فرسخ من منى بها مصلى وسقاية ومنارة وبرك عدّة إلى جنب جبل ثبير، قال ابن حجّاج:
اسقني بالرّطل في مزدلفة ... قهوة قد جاوزت حدّ الصّفه
ودع الأخبار في تحريمها، ... تلك أخبار أتت مختلفة
يا أبا القاسم باكرني بها، ... لا تكن شيخا قليل المعرفة
إنما الحجّ لمن حلّ منى، ... ولمن قد بات بالمزدلفة
وهي منقولة من أبيات نسبها المبرّد إلى محمد بن هارون بن مخلد بن أبان الكاتب:
باكر الصهباء يوم عرفه، ... وكميتا جاوزت حدّ الصّفه
إنما النسك لمن حلّ منى، ... ولمن أصبح بالمزدلفة
واشرب الراح ودع صوّامها، ... لا تكوننّ رديّ المعرفة

مِخْلافُ المَعافِر

مِخْلافُ المَعافِر:
بن يعفر بن مالك بن الحارث بن مرّة ابن أدد بن هميسع وكورتها جبأ، وملوك المعافر آل الكرندي من سبإ الأصغر وينتمون إلى ولادة الأبيض بن حمّال ومنازلهم بالجبل من قاع جبإ، ومشرب الجميع من عين تنحدر من رأس جبل صبر يقال لها أنف أخفّ ماء وأطيبه ويصلح عليه الشيء ويكثر، ويفضي قاع جبإ في المنحدر إلى ناحية بلد بني محيد إلى كثير من قرى المعافر مثل حرازة، وسفلي المعافر أهل تمتمة في المنطق وأهل رقا وسحر سيّما من كان هناك من السكاسك، وهو بلد واسع، وهم أهل جدّ ونجدة، وهم ممن يدين للقرامطة بل قتلوا أحمد ابن فضيل ولم يزالوا مشاقّين للملوك لقاحا لا يدينون لأحد، وقال محمد بن أبان بن ميمون بن جرير:
حلّوا معافر دار الملك فاعتزموا ... صيد مقاولة من نسل أحرار [1]
من ذي رعين ومن حيّ الأرون ومن ... حيّ الكلاع إذا يلوي بها الجار
في ذي حرازة أو ريمان كان لهم ... عزّ منيع وفي القصرين سمّار

مُحَيّاةُ

مُحَيّاةُ:
اسم المفعول من حيّاة الله، قال الأصمعي:
وأسفل من أبان الأسود غير بعيد هضبة يقال لها محيّاة لبني أسد، قال الراعي:
ونكّبن زورا عن محيّاة بعد ما ... بدا الأثل أثل الغينة المتجاور
قال الأصمعي في كتاب جزيرة العرب: قال رويشد الأسدي الذي جرّ المهاجرة بين بني أسامة وهم من والبة وعامر بن عبد الله وهم من بني عمرو بن قعين، قول يسار الأسامي:
نحن بنو سام يسار الشاه ... فينا رفيع وأبو محيّاه
وعسعس نعم الفتى تبيّاه
أي يأتيه لحاجة ينتحيه، وبأبي محيّاة سميت محياة:
وهي ماءة لأهل النبهانية.

لِبّا

لِبّا:
صوابه أن يكتب بالياء وإنما كتبناه هنا بالألف على اللفظ، وهو بكسر أوله، أنشد محمد بن أبان الأعرابي:
مررنا على لبنى كأنّ عيوننا ... من الوجد بالآثار حمر الصنوبر
وردّ أبو محمد الأسود الغندجاني فقال: هذا الشعر لتميم بن الحباب أخي عمير بن الحباب السلمي، قال:
وصحّف في حرف منه وهو قوله مررت على لبنى وإنما هو لبّا: وهو بين بلد والعقر من أرض الموصل، وأنشد الأبيات بكمالها:
جزى الله خيرا قومنا من عشيرة ... بني عامر لما استهلّوا بحنجر
هم خير من تحت السماء إذا بدت ... خدام النسا مسّته لم يتغيّر
هم برّدوا حرّ الصدور وأدركوا ... بوتر لنا بين الفريقين مدبر
ومرّوا على لبّى كأنّ عيونهم ... من الوجد بالآثار حمر الصنوبر
فبتنا لهم ضيفا علينا قراهم، ... وكان القرى للطارق المتنوّر
نحقّ قراهم آخر الليل بالقنا ... وبيض خفاف ذات لون مشهّر
بقرنا الحبالى من زهير ومالك ... لييأس قوم من رجاء التجبّر

غُرَّبٌ

غُرَّبٌ:
بضم أوله، وتشديد ثانيه، وآخره باء موحدة، علم مرتجل لهذا الموضع: اسم جبل دون الشام في ديار بني كلب وعنده عين ماء تسمى غرّبة، قال المتنبي:
عشية شرقيّ الحدالى وغرّب وقال أبو زياد: غرّب ماء بنجد ثم بالشريف من مياه بني نمير، قال جران العود النميري:
أيا كبدا كادت عشيّة غرّب ... من الشوق إثر الظاعنين تصدّع
عشيّة ما في من أقام بغرّب ... مقام، ولا في من مضى متسرّع
قال لبيد:
فأيّ أوان ما تجئني منيّتي ... بقصد من المعروف لا أتعجب
فلست بركن من أبان وصاحة ... ولا الخالدات من سواج وغرّب
قضيت لبانات وسلّيت حاجة، ... ونفس الفتى رهن بغمزة مؤرب
أي بغمزة ذي إرب ودهي.

اللّارُ

اللّارُ:
آخره راء: جزيرة بين سيراف وقيس كبيرة فيها غير قرية وفيها مغاص على اللؤلؤ، قيل لي وأنا بها: إن دورها اثنا عشر فرسخا، ينسب إليها أبو محمد أبان بن هذيل بن أبي طاهر، يروي عن أبي حفص عمر بن عبد الباقي الماوراءنهري، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي.

كُوثَى

كُوثَى:
بالضم ثم السكون، والثاء مثلثة، وألف مقصورة تكتب بالياء لأنها رابعة الاسم، قال نصر:
كوّث الزرع تكويثا إذا صار أربع ورقات وخمس ورقات وهو الكوث، وكوثى في ثلاثة مواضع:
بسواد العراق في أرض بابل وبمكة وهو منزل بني عبد الدار خاصّة ثم غلب على الجميع، ولذلك قال الشاعر:
لعن الله منزلا بطن كوثى ... ورماه بالفقر والإمعار
لست كوثى العراق أعني ولكن ... كوثة الدار دار عبد الدار
قال أبو المنذر: سمي نهر كوثى بالعراق بكوثى من بني أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وهو الذي كراه فنسب إليه، وهو جد إبراهيم، عليه السّلام، أبو أمه بونا بنت كرنبا بن كوثى، وهو أول نهر أخرج بالعراق من الفرات ثم حفر سليمان نهر أكلف ثم كثرت الأنهار، قال أبو بكر أحمد بن أبي سهل الحلواني: كنا روينا عن الكلبي نونا، بنونين، وحفظي بونا، بالباء في أوله، وكوثى العراق كوثيان: أحدهما كوثى الطريق والآخر كوثى ربّى وبها مشهد إبراهيم الخليل، عليه السّلام، وبها مولده، وهما من أرض بابل، وبها طرح إبراهيم في النار، وهما ناحيتان، وسار سعد من القادسية في سنة عشر ففتح كوثى، وقال زهرة بن جؤيّة:
لقينا بكوثى شهريار نقوده ... عشيّة كوثى والأسنّة جائره
وليس بها إلا النساء وفلّهم ... عشيّة رحنا والعناهيج حاضره
أتيناهم في عقر كوثى بجمعنا ... كأنّ لنا عينا على القوم ناظره
وقال أبو منصور: حدثنا محمد بن إسحاق السعدي عن الرّمادي عن عبد الرزّاق عن معمر عن أيوب عن محمد بن سيرين قال سمعت عبيدة السلماني يقول سمعت عليّا يقول: من كان سائلا عن نسبنا فإننا نبط من كوثى، وروي عن ابن الأعرابي أنه قال:
سأل رجل عليّا أخبرني عن أصلكم معاشر قريش، فقال: نحن من كوثى، قال ابن الأعرابي:
واختلف الناس في قول عليّ، عليه السّلام، نحن من كوثى فقال قوم: أراد كوثى السواد التي ولد بها إبراهيم الخليل، وقال آخرون: أراد بقوله كوثى مكة، وذلك أن محلة بني عبد الدار يقال لها كوثى فأراد أننا مكّيون من أم القرى مكة، قال أبو منصور: والقول هو الأول لقول عليّ، عليه السّلام، فإننا نبط من كوثى، ولو أراد كوثى مكة لما قال نبط، وكوثى العراق هي سرّة السواد، وأراد، عليه السّلام، أن أبانــا إبراهيم، عليه السّلام، كان من نبط كوثى وأن نسبنا ينتهي إليه، ونحو ذلك قال ابن عباس: نحن معاشر قريش حي من النبط من أهل كوثى والأصل آدم، والكرم: التقوى، والحسب:
الخلق، وإلى هذا انتهت نسبة الناس، وهذا من عليّ وابن عباس تبرّؤ من الفخر بالأنساب وردع عن الطعن فيها وتحقيق لقول الله عز وجل: إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وقد نسب إليها كوثيّ وكوثانيّ، فمن الثاني أبو منصور بن حمّاد بن منصور الضرير الكوثاني، روى عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن هزار مرد الصريفيني، سمع منه الحافظ أبو القاسم الدمشقي.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.