هـلم
(الهَلِيمُ: اللاَّصِقُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) ، عَنْ كُرَاعٍ. (والهِلِمَّانُ، بِكَسْرَتَيْنِ، مُشَدَّدَةَ المِيمِ: الكَثِيرُ مِن الخُبْزِ وَغَيْرِهِ) . وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: هَوَ الكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وأَنْشَدَ لِكَثِيرٍ المُحَارِبِيِّ: قَدْ مَنَعَتْنِي البُرَّ وَهِيَ تَلْحَانْ وَهُوَ كَثِيرِ عِنْدَهَا هِلِمَّانْ وَهِيَ تُخَنْذِي بِالمَقَالِ البَنْبَانْ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: إِنَّمَا هَوَ: الهِلِمَّانُ، عَلَى مِثَالِ: فِرِكَّانِ، (كَالَهيْلَمَانِ، وتُضَمُّ لاَمُهُ) ، يُقَالُ: جَاءَ بِالهَيْلِ والهَيْلُمَانِ: إِذَا جَاءَ بِالمَالِ الكَثِيرِ، وَأَوْرَدَهُ أَبُو زَيْدٍ فِي بَابِ كَثْرَةِ المَالِ والخَيْرِ يَقْدَمُ بِهِ الغَائِبُ، أَوْ يَكُونُ لَهُ، وَضَبِطَهُ بِفَتْحِ اللاَّمِ، ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ فِيهِ الضَّمَّ والفَتْحَ، وقِيلَ: إِنَّ مِيمَةُ زَائِدَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِلكَ فِي: " هـ ي ل ".
(الهَلِيمُ: اللاَّصِقُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) ، عَنْ كُرَاعٍ. (والهِلِمَّانُ، بِكَسْرَتَيْنِ، مُشَدَّدَةَ المِيمِ: الكَثِيرُ مِن الخُبْزِ وَغَيْرِهِ) . وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: هَوَ الكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وأَنْشَدَ لِكَثِيرٍ المُحَارِبِيِّ: قَدْ مَنَعَتْنِي البُرَّ وَهِيَ تَلْحَانْ وَهُوَ كَثِيرِ عِنْدَهَا هِلِمَّانْ وَهِيَ تُخَنْذِي بِالمَقَالِ البَنْبَانْ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: إِنَّمَا هَوَ: الهِلِمَّانُ، عَلَى مِثَالِ: فِرِكَّانِ، (كَالَهيْلَمَانِ، وتُضَمُّ لاَمُهُ) ، يُقَالُ: جَاءَ بِالهَيْلِ والهَيْلُمَانِ: إِذَا جَاءَ بِالمَالِ الكَثِيرِ، وَأَوْرَدَهُ أَبُو زَيْدٍ فِي بَابِ كَثْرَةِ المَالِ والخَيْرِ يَقْدَمُ بِهِ الغَائِبُ، أَوْ يَكُونُ لَهُ، وَضَبِطَهُ بِفَتْحِ اللاَّمِ، ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ فِيهِ الضَّمَّ والفَتْحَ، وقِيلَ: إِنَّ مِيمَةُ زَائِدَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِلكَ فِي: " هـ ي ل ".
(و) الهُلاَمُ، (كَغُرَابٍ: طَعَامٌ) يُتَّخَذُ (مِنْ لَحْمِ عِجْلٍ بِجِلْدِهِ) ، كَذا فِي المُحْكَمِ، (أَوْ) هُوَ (مَرَقُ السِّكْبَاجِ المُبَرَّدِ المُصَفَّى مِنَ الدَّهْنِ) ، هكَذا ذَكَرَهُ الأطِبَّاءُ. (والهُلُمُ، بِضَمَّتَيْنِ: ظِبَاءُ الجِبَالِ) كَاللُّهُمِ. (و) الهِلَّمُ، (كَقِنَّبِ: المُسْتَرْخِي، وَهِيَ: هِلَّمَةٌ) ، وقَدْ نَسِيَ هُنَا اصْطِلاَحَهُ. (واهْتَلَمَ بِهِ) : أَيْ (ذَهَبَ بِهِ) . (و) قَوْلُهُمْ: (هَلُمَّ) إِلَيْنَا يَا رَجُلُ، بِفَتْحِ المِيمِ، (أيْ: تَعَالَ) ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ، وفِي المُحْكَمِ: أَيْ أَقْبِلْ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: قَالَ الخَلِيلُ: (مُرَكَّبَةٌ مِنْ هَاءِ التَّنْبِيهِ، ومِنْ لُمَّ) ، مِنْ قَوْلِهِمْ: لَمَّ الله شَعَثَهُ، أيْ: جَمَعَهُ، (أيْ: ضُمَّ نَفْسَكَ إِلَيْنا) أيْ: اقْرُبْ، وَإنَّمَا حُذِفَتْ أَلِفُهَا، لِكَثْرَةِ الاستِعْمَالِ (واستُعْمِلَتْ اسْتِعْمَالَ) الكَلِمَةِ المُفْرَدَةِ (البَسِيطَةِ) . وقالَ الزَّجَّاجُ: زَعَمَ سِيبَوَيْهِ: أنَّ هَلُمَّ: هَا، ضُمَّتْ إِلَيْهَا: لُمَّ، وجُعِلَتَا كَالكَلِمَةِ الوَاحِدَةِ. قَالَ شيخُنا: وقدَْ تَعَقَّبُوا هَذَا الكَلاَمَ، وقالُوا: الأَصْلُ فِي الكَلِمِ البَسَاطَةُ، ودَعْوَى التَّرْكِيبِ مُنَافٍ مِنْ وُجُوهٍ، وقَدْ تَقَرَّرَ أنَّ: لُمَّ: فِعْلَ أمْرٍ، فَحُذِفَتِ الألِفُ مِنْ " هَا " تَخْفِيفًا، وَنظر إِلَى سُكُون لاَمِ " لُمَّ " فِي الأَصْلِ، وَهَذَا القَوْلُ نَقَلَهُ بَعْضٌ عَن البَصْرِيِّينَ، وقالَ الخَلِيلُ: رُكِّبَا قَبْلَ الإِدْغَامِ، فَحُذِفَتِ الهَمْزَةُ لِلدَّرْجِ، إذْ كَانتْ للْوَصْلِ، وحُذِفَتِ الألِفُ لالْتِقَاء السَّاكِنَيْنِ، ثُمَّ نُقِلَتْ حَرَكَةُ الْمِيم الأُوْلَى إِلَى اللاَّمِ، وأُدْغِمَتْ. وَقالَ الفَرَّاءُ: مُرَكَّبَةٌ مِنْ " هَل " التِي للزَّجْرِ، و " أُمَّ "، أَي: اقْصِدْ، خُفِّفَتِ الهَمْزَةُ بإِلقَاءِ حَرَكَتِهَا عَلَى السَّاكِنِ، وحُذِفَتْ. قالَ ابنُ مَالِكٍ فِي شَرْحِ الكَافِيَةِ: قَوْلُ البَصْرِييِّنَ: أَقْرَبُ إِلَى الصَّوَابِ. ثمَّ قالَ
الَجوْهَرِيُّ (بَسْتَوَى فِيهِ الوَاحِدُ، والجَمْعُ، والتَّذْكِيرُ، والتَّأْنِيث، عِنْدَ الحِجَازيِّينَ) ، وبِذِلكَ نَزَل القُرْأنُ: {هَلُمَّ إِلَيْنَا} و {هَلُمَّ شهداءكم} . قَالَ سِيبَوَيْهِ: (و) أَمَّا فِي لُغَةِ بَنِي (تَمِيمٍ) وبَعْضِ أَهْل نَجْدٍ، فَإنَّهَا (تُجْرِيهَا مَجْرَى) قَوْلِكَ (رُدَّ) ، يَقُولُونَ لِلْوَاحِد: هَلُمَّ، كَقَوْلِكَ: رُدَّ. وقَالَ الأَزْهَرِيُّ: فَتِحَتْ هَلُمَّ لأَنَّهَا مُدْغَمَةٌ، كَمَا فُتِحَتْ رُدَّ فِي الأَمْر، فَلاَ يَجُوزُ فيهاَ هَلُمُّ بِالضَّمِّ، كَمَا يَجُوزُ: رُدُّ، لأَنَّهَا لاَ تَتَصَرَّفُ، (وأهْلُ نَجْدٍ يُصَرِّفُوَنَها، فَيَقُولُونَ: هَلُمَّا: وهَلُمُّوا، وهَلُمِّي، وهَلْمُمْنَ) ، كَقَوْلِكَ: رُدَّا، رُدُّوا، رُدِّي، ارْدُدْنَ، والأَوَّلُ: أَفْصَحُ. قَالَ شَيْخُنَا: وحَكَى الجَوْهَرِيُّ فَتْحَ المِيمِ وكَسْرَها عَنْ بَعْضٍ تَمِيمٍ، وأَمَّا اللاَّمُ فَلاَ يُعْرَفُ فِيهَا إِلاَّ الضَّمُّ، قُلْتُ: وَقَدْ حَكَى اللِّحْيَانيُّ فَتْحَ اللاَّم عَنْ بَعْضِ العَرَبِ، وَوَقَعَ فِي نُسْخَةِ شَيْخِنَا: هَلُمْنَ، بِميِمٍ وَاحِدَةٍ، أَيْ: النِّسْوَة، قَالَ: وَزَعَمَ الفَرَّاءُ أَنَّهُ الصَّوَابُ، فَلاَ يُقَالُ: هَلْمُمْنَ، كَمَا هُوَ فِي شَرْح البَدْر عَلَى التَّسْهِيلِ. قُلْتُ: وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ، أَيْ: هَلْمُمْنَ، بِمِيمَيْنِ، فَقَدْ ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ قَوْلُ المُبرِّدِ، وَنَصُّهُ: بَنُو تَمِيمٍ يَجْعَلُونَ هَلُمَّ فِعْلاً صِحِيحاً، ويَجْعَلُونَ الهَاءَ زَائِدَةً، فَيَقُولُونَ: هَلُمَّ يَا رَجُلُ، ولِلاثْنَيْنِ: هَلُمَّا، ولِلجِمِيع: هَلْمُّوا، ولِلنِّسَاءِ: هَلْمُمْنَ، لأَنَّ المَعْنَى: الْمُمْنَ، والهَاءُ زَائِدَةٌ. وَقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ: يُقَالُ لِلنِّسَاء: هَلُمْنَ، وهَلْمُمْنَ، وَحَكَى أَبُو عَمْرٍ وعَنِ العَرَبِ: هَلُمِّينَ ياَ نِسْوَةُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: هَلُمَّ: كَلِمَةُ دَعْوَةٍ إِلَى شَيْءٍ، الوَاحِدُ، والاثْنَانِ، والجَمْعُ والتَّأْنِيثُ، والتَّذْكِيرُ: سَوْاءٌ، إِلاًّ فِي لَغَة بَنِي سَعْدٍ، فإِنَّهْمُ يَحْمِلُونَهُ عَلَى تَصْرِيفِ الفِعْلِ، تَقُولُ:
هَلُمَّ، هَلُمَّا، هَلُمُّوا، ونَحْوَ ذَلِك. (وقَدْ تُوصَلُ بِاللاَّمِ، فيُقَالُ: هَلُمَّ لَكَ) ، وَهَلُمَّ لَكُمَا، كَما قَالوا: هَيْتَ لَكَ، كَذا فِي الصِّحَاحِ، وقالَ الأزْهَرِيُّ: ورَأَيْتُ مِنَ العَرَب مَنْ يَدْعُو الرَّجُلَ إِلَى طَعَامِهِ، فيَقُولُ: هَلُمَّ لَكَ، ومِثْلُه: قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {هيت لَك} . وقالَ شيْخُنَا: هَلُمَّ تَتَعَدَّى بِنَفْسَها، ك {هَلُمَّ شهداءكم} ، وبِإلَى: ك {هَلُمَّ إِلَيْنَا} ، وبِاللاَّمِ: كَهَلُمَّ لِلثَّرِيدِ، وزَعَمَ ابنُ الكَمَالِ: أنَّهَا لَا تُسْتَعْمَلُ إِلَّا مُتَعَدِّيَةً بِنَفْسِهَا، وكَلِمَةُ إِلَى واللاَّمِ فِي التَّراكيبِ صِلَةٌ، واعْتَرَضُوا علَى النَّاصِرِ البَيْضَاوِيِّ، والصَّوابُ: أنَّهَا تَتَعَدَّى بِنَفْسَها أحْيَاناً، وبِإِلَى أُخْرَى، وحَرَّرَ ذلِكَ الجَلاَلُ فِي عُقُودِ الزَّبَرْجَدِ، وابنُ هِشَامٍ فِي رِسَالَتِهِ التِّي لَهُ فِيهَا: (وتُثَقَّلُ بِالنُّونِ، فيُقَالُ: هَلُمَّنَّ) يَا رَجُلُ، (وَفِي المُؤَنَّثِ) : هَلُمِّنَّ، (بِكَسْرِ المِيمِ، وفِي الجَمْعِ) : هَلُمَّنَّ (بِضَمِّهَا، وفِي التَّثْنِيَةِ: هَلُمَّانِ، لِلمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ) جَمِيعاً، (ولِلنِّسْوَةِ: هَلْمُمْنَانِ) ، بِتَخْفِيفِ النُّونِ الأَخِيرَةِ، (ويَقُولُ المُجِيبُ) لِمَنْ قالَ: هَلُمَّ كَذا وكَذَا، فيَقُولُ (إلاَمَ أهَلُمُّ، بِفَتْحِ الهَمْزَةِ) والهَاءِ، (وأَصْلُهُ: إِلَى مَ أَلُمُّ، وتَرَكَ الهَاءَ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْه. وإِذَا قِيلَ) لَكَ (هَلُمَّ كَذا وكَذَا، قُلْتَ: لاَ أَهَلُمُّهُ) بِفَتْحِ الهَمْزَةِ والهَاءِ، كَذا فِي الصِّحَاحِ. (وقَدْ تُضَمُّ الهَمْزَةُ وَحْدَهَا، وقَدْ تُضَمُّ الهَمْزَةُ واللاَّمُ) جَمِيعاً، (وقَدْ تُضَمُّ الهَمْزَةً وتُكْسَرُ اللاَّمُ) ، واقْتصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الضَّبْطِ الأَوَّلِ، وقَالَ: أَي: لاَ أُعْطِيكَهُ) ، وهُوَ قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتِ. (وهَلْمَمَ بِهِ) هَلْمَمَةً (دَعَاهُ) بِهَلُمَّ، قَالَ ابنُ جِنيّ: هُوَ مِثْلُ: صَعْرَرَ، وشَمْلَلَ، وأَصْلُهُ قَبْلَ غَيْرُ هَذَا، إنَّمَا هُوَ أَوَّلُ: هَا لِلتَّنْبِيهِ، لَحِقَتْ مِثْلَ اللاَّمِ،
[لِلمُوَاجَهَةِ تَوْكِيداً، فَأَصْلُها هَا لُمَّ فكثُر اسْتِعَمَالُها] ، وخُلِطَتْ هَا بُلمَّ تُوْكِيداً لِلمَعْنَى بِشِدَّةِ الاتِّصَالِ، فَحْذِفَتِ الأَلِفُ لِذلِكَ، ولأَنَّ لاَمَ لَمَّ فِي الأصْلِ سَاكِنَةٌ، أَلاَ تَرَى أَنَّ تَقْدِيرَهَا أَوّلُ: أَلْمُمْ، وكَذلِكَ يَقُولُ أَهْلُ الحِجَازِ، ثُمَّ زَالَ هَذَا كُلُّهُ بِقَوْلِهِمْ: هَلْمَمْت، فَصَارَتْ كَأَنَّهَا فَعْلَلْت، مِنْ لَفْظِ الهِلِمَّانِ، وتُنُوسِيَتْ حَالُ التَّرْكِيبِ. (وَأَهْلَمَ) بِهِ، مِثْلُ هَلْمَمَ. (والهَلَمُ، مُحَرَّكَةً: جَوَابُ هَلُمَّ، ومِنْهُ) قَوْلُهُمْ: (جَادَ بِهَلَمِهِ: إِذَا أَطَاعَهُ) . (وأَهْلُمُ، كَآنُكُ: د، بِطَبَرِسْتَانَ) ، والَّذِي فِي مُعْجَمِ يَاقُوتٍ: أَلْهَمُ: بَيْنَ طَبَرسْتَانَ وَآمُلَ، وقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي: (ل هـ م)) . [] ومِمَّا يُستْتَدْرَكَ عَلَيْهِ: الهِلِّمَانُ، بِكَسْرَتَيْنِ، مُشَدَّدَةَ اللاَّمِ: لُغَةٌ فِي الهِلِمَّانِ، عَن ابنِ جِنِّي. وهَلُمَّ بِمَعْنَى أَعْطِ، ومِنْهُ حِدِيثُ عَائِشَةَ: ((فَقَالَ: هَلُمِّيها)) أَيْ: هَاتِيهَا، وحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَنْ كَانَ عِنْدُه شَيْءٌ فَلْيُهَلِّمْهُ، أَيْ: فَلْيُؤْتِهِ. وهَلُمَّ جَرَّا، تَقَدَّمَ فِي الرَّاءِ.