نحي
: (ي ( {النِّحْيُ، بِالْكَسْرِ: الزِّقُّ) عامَّةً؛ كَذَا فِي المُحْكم (أَو مَا كانَ للسَّمْن خاصَّةً) ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ والتّهْذيب؛ وكَذلكَ قالَهُ الأصْمعي وغيرُهُ (} كالنَّحْي) ، بِالْفَتْح، ( {والنَّحَى، كفَتًى) ، نقَلَهُما ابنُ سِيدَه، والفَتْح عَن الفَرَّاء وَهِي لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ.
(و) قيلَ:} النِّحْيُ (جَرَّةُ فَخَّارٍ يُجْعَلُ فِيهَا لَبَنٌ ليُمْخَضَ) ؛ عَن الَّليْثِ.
وَفِي التّهْذيب: يُجْعَلُ فِيهَا اللَّبَنُ المَمْخوضُ.
قَالَ الأزْهري: والعَرَبُ لَا تَعْرفُ النِّحْيَ غَيْر الزِّقِّ، وَالَّذِي قالَهُ اللّيْث إنَّه الجرَّةُ يُمْخَضُ فِيهَا اللَّبَنُ غَيْرُ صَحِيحٍ. (و) النِّحْيُ: (نَوْعٌ من الرُّطَبِ) ؛ عَن كُراع.
(و) النِّحْيُ (سَهْمٌ عريضُ النَّصْلِ) الَّذِي إِذا أَرَدْتَ أَن تَرْميَ بِهِ اضْطَجَعْتَ لَهُ حَتَّى تُرْسِلَه؛ (ج {أنْحاءٌ} ونُحِيٌّ) ، كعُتِيَ، ( {ونِحَاءٌ) ، بالكسْر؛ واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الأوَّلِ، ونقلَهُ عَن أَبي عُبيدَةَ.
(} ونَحَى اللَّبَنَ {يَنْحِيهِ} ويَنْحاهُ: مَخَضَهُ.
(و) {نَحَى (الشَّيءَ) } يَنْحاه {نَحْياً: (أَزالَهُ؛} كنَحَاهُ) ، بالتَّشْديدِ، ( {فَتَنَحَّى) .
وَقَالَ الأزْهرِي:} نَحَيْتُه {فَتَنَحَّى، وَفِي لُغَةٍ} نَحَيْتُه {نَحْياً بمعْناهُ؛ وأَنْشَدَ:
أَلا أَيُّهذا الباخِعُ الوَجْدُ نفْسَه
بشيءٍ} نَحَتْهُ عَن يَدَيْكَ المَقادِرُأَي باعَدَتْه.
واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على المُشدّد؛ وأَنْشَدَ للجَعْدي:
أُمِرَّ {ونُحِّيَ عَن زَوْرِهِ
} كتَنْحِيةِ القَتَبِ المُجْلَبِ (و) نَحَى (بَصَرَه إِلَيْهِ: صَرَفَهُ) ، نقلهُ الجَوْهرِي.
( {والنَّاحِيَةُ} والنّاحاةُ: الجانِبُ) {المُتَنَحَّى عَن القَرارِ؛ الثَّانيةُ لُغَةٌ فِي الأولى كالنّاصاةِ فِي النَّاصِيَةِ، والجَمْعُ} النّواحِي؛ وقولُ عُتيِّ بنِ مالِكٍ:
لقد صَبَرَتْ حَنِيفة صَبْرَ قَوْمٍ
كِرامٍ تَحْتَ أَظْلالِ النَّواحِيأي! نَواحِي السُّيوفِ.
وَقَالَ الكِسائي: أَرادَ النَّوائِحَ فقَلَبَ، يَعْني الرَّاياتِ المُتَقابِلاتِ. ويقالُ: الجَبَلانِ يَتَناوَحانِ إِذا كَانَا مُتَقابِلَيْن؛ كَمَا فِي الصِّحاح. (وإبِلٌ {نَحِيٌّ، كغَنِيَ} مُتَنَحِّيَةٌ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابي، وأَنْشَدَ:
ظَلَّ وظَلَّتْ عُصَباً {نَحِيَّا
مثْلَ النَّجِيِّ اسْتَبْرَزَ النَّجِيَا (} والمَنْحاةُ: المَسِيلُ المُلْتَوِي) مِن الماءِ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ والجَمْعُ {المَناحِي.
(( (طَرِيقُ السَّانِيَةِ)) ؛) وأنَّشَدَ:
وَفِي أَيْمانِهِمِ بِيضٌ رِقاقٌ
كباقِي السَّيْلِ أَصْبَحَ فِي} المَناحِي (وأَهْلُ المَنْحاةِ: القَوْمُ البُعَداءُ) الَّذين ليسُوا بأَقارِب، نقلَهُ الجَوْهري عَن الأَمَوي.
(و) {المُنْحاةُ، (بالضَّمِّ: القَوْسُ الضَّخْمَةُ) أَي مِن أسْمائِها، نقلَهُ الصَّاغاني.
(و) أيْضاً: (العَظيمَةُ السَّنامِ مِن الإِبِلِ) ؛ نقلَهُ الصَّاغاني.
(} وأَنْحَى لَهُ السِّلاحَ: ضَرَبَهُ بِهِ) ، أَو طَعَنَهُ، أَو رَماهُ. ويقالُ: أَنْحَى لَهُ بسَهْم أَو غيرِهِ.
( {وانْتَحَى) فِي الشَّيءِ: (جَدَّ) ؛} كانْتِحَاءِ الفَرَسِ فِي جَرْيه؛ عَن اللَّيْثِ.
(و) قيلَ: {انْتَحَى (فِي الشَّيءِ: اعْتَمَدَ) عَلَيْهِ.
(و) مِن المجازِ: (هُوَ} نَحِيَّةُ القَوارِعِ) ، كغَنِيَّةٍ، (أَي الشَّدائِدِ {تَنْتَحِيهِ) ، والجَمْعُ} نَحَايا؛ قالَ الشاعرُ:
{نَحِيَّةُ أَحزانٍ جَرَتْ مِن جُفُونِه
نُضاضةُ دَمْعٍ مِثْلُ مَا دَمَعَ الوَشَلْويقالُ: هُم} نَحايَا الأحْزانِ. وممَّا يُسْتدرِكُ عَلَيْهِ:
{نَحاهُ} نَحْياً: صَيَّرَه فِي ناحِيَةٍ؛ وَبِه فُسِّر قولُ طريف العَبْسي:
{نَحاهُ للَحْدٍ زِبْرِقانُ وحارِثٌ
وَفِي الأرضِ للأقْوامِ بَعْدَك غُوَّلُأَي صَيَّرا هَذَا المَيِّت فِي ناحِيَةِ القَبْر.
والمَنْحاةُ: مَا بينَ البِئْرِ إِلَى مُنْتَهَى السَّانيةِ؛ قَالَ جرير:
لقد ولدَتْ أُمُّ الفَرَزْدقِ فَخَّةً
تَرَى بَيْنَ فَخْذَيْها مَناحِيَ أَرْبَعاوقال الأزْهري: المَنْحاةُ مُنْتَهَى مَذْهبِ السَّانيةِ، ورُبَّما وُضِعَ عنْدَه حَجَرٌ ليَعْلم قائِدُ السَّانيةِ أنَّه المُنْتَهَى فيَتَيَاسَر مُنْعطِفاً لأنَّه إِذا جاوَزَه تقطَّع الغَرْبُ وأَداتُه، وأنْشَدَ ابْن برِّي:
كأَنَّ عَيْنيَّ وَقد بانُوني
غَرْبانِ فِي مَنْحاةِ مَنْجنُونِوفي المَثَل: أَشْغَلُ مِن ذاتِ} النِّحْيَيْنِ؛ تَركَهُ المصنِّفُ هُنَا وَفِي شغل، وَهُوَ واجبُ الذِّكْر.
قَالَ الجَوْهري: هِيَ امْرأَةٌ من تيمِ الله بنِ ثَعْلبة، كانتْ تَبِيعُ السَّمْنَ فِي الجاهِليَّةِ فأَتَاها خَوَّاتُ بنُ جُبَيْر الأنْصارِي فساوَمَها فحلَّتْ نِحْياً مَمْلوءاً، فَقَالَ: امْسِكِيه حَتَّى أَنْظُر إِلَى غيرِهِ، فلمَّا شَغَل يَدَيْها ساوَرَها حَتَّى قَضَى مَا أَرادَ وهَرَبَ، وقالَ فِي ذَلِك:
وذاتِ عِيالٍ واثِقِينَ بعَقْلِها
خَلَجْتُ لَهَا جارَاسْتِها خَلَجاتِ وشَدَّتْ يَدَيْها إِذْ أَرَدْتُ خِلاطَها
بنِحْيَيْنِ مِن سَمْنٍ ذَوَي عُجَراتِفكانتْ لَهَا الوَيْلاتُ مِن تَرْكِ سَمْنِها
ورَجْعَتِها صِفْراً بِغَيْر بتاتِفشَدَّتْ على النِّحْيَيْنِ كَفًّا شَحِيحةً
على سَمْنِها والفَتْكُ مِن فَعَلاتيثم أَسْلَم خَوَّاتُ وشَهِدَ بَدْراً.
قَالَ ابنُ برِّي: قَالَ عليُّ بنُ حَمْزة: الصَّحيحُ أنَّها امْرأَةٌ مِن هُذَيْل، وَهِي حَوْلَةُ أُمُّ بشِير بن عائِدٍ، ويُحْكَى أنَّ أَسَدِيًّا وهُذَليًّا افْتَخَرَا ورَضِيا بإنْسانٍ يَحْكُم بَيْنهما فَقَالَ: يَا أَخا هُذَيْل كيفَ تُفاخِرُونَ العَرَبَ وَفِيكُمْ خِلالٌ ثَلاثَة: مِنْكُم دَليلُ الحَبَشَةِ على الكَبةِ، ومنكم خَوْلَةُ ذاتُ {النِّحْيين، وسأَلْتُم رَسُولَ اللهاِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يُحلِّلَ لكم الزِّنا؛ والرِّوايَةُ الصَّحِيحةُ: كَفَّيْ شَحِيحةٍ. مُثَنَّى كَفّ.
قَالَ ابنُ برِّي: ويُقَوِّي قولَ الجَوْهري قولُ العُدَيْل بنِ الفرْجِ يَهْجُو رجُلاً من تيمِ اللهاِ فَقَالَ:
تَزَحْزَحْ يَا ابنَ تَيْمِ اللهاِ عنَّا
فَمَا بَكْرٌ أبُوكَ وَلَا تَمِيمُلكلِّ قَبيلةٍ بَدْرٌ ونَجْمٌ
وتَيْمُ اللهاِ لَيْسَ لَهَا نُجُومُأُناسٌ رَبَّةُ النِّحْيَيْنِ مِنْهُمْ
فعُدُّوها إِذا عُدَّ الصَّمِيمُا هـ.
} وناحَيْتُه مُناحاةً: صِرْتُ نَحْوه وصارَ نَحْوِي. ويقالُ: {تَنَحَّ عَنِّي يَا رَجُل، أَي ابْعدْ.
} وأَنْحَى عَلَيْهِ باللَّوائِم: أَقْبَلَ عَلَيْهِ: وَهُوَ مجازٌ.
ويقالُ: اسْتَخَذَ فلانٌ فلَانا {أُنْحِيَةً: أَي} انْتَحَى عَلَيْهِ حَتَّى أَهْلَكَ مالَهُ، أَو ضَرَّه، أَو جَعَلَ بِهِ شَرًّا، وَهِي أُفْعُولَة، ورُوِي قولُ سُحَيْم بنِ وَثيل:
إنِّي إِذا مَا القَوْمُ كَانُوا {أُنْحِيَهْ بالحاءِ أَي انْتَحَوْا على عَمَلٍ يَعْمَلُونَه.
وإنَّه} لمُنْحَى الصُّلب، بِضَم الْمِيم وَفتح الحاءِ.
: (ي ( {النِّحْيُ، بِالْكَسْرِ: الزِّقُّ) عامَّةً؛ كَذَا فِي المُحْكم (أَو مَا كانَ للسَّمْن خاصَّةً) ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ والتّهْذيب؛ وكَذلكَ قالَهُ الأصْمعي وغيرُهُ (} كالنَّحْي) ، بِالْفَتْح، ( {والنَّحَى، كفَتًى) ، نقَلَهُما ابنُ سِيدَه، والفَتْح عَن الفَرَّاء وَهِي لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ.
(و) قيلَ:} النِّحْيُ (جَرَّةُ فَخَّارٍ يُجْعَلُ فِيهَا لَبَنٌ ليُمْخَضَ) ؛ عَن الَّليْثِ.
وَفِي التّهْذيب: يُجْعَلُ فِيهَا اللَّبَنُ المَمْخوضُ.
قَالَ الأزْهري: والعَرَبُ لَا تَعْرفُ النِّحْيَ غَيْر الزِّقِّ، وَالَّذِي قالَهُ اللّيْث إنَّه الجرَّةُ يُمْخَضُ فِيهَا اللَّبَنُ غَيْرُ صَحِيحٍ. (و) النِّحْيُ: (نَوْعٌ من الرُّطَبِ) ؛ عَن كُراع.
(و) النِّحْيُ (سَهْمٌ عريضُ النَّصْلِ) الَّذِي إِذا أَرَدْتَ أَن تَرْميَ بِهِ اضْطَجَعْتَ لَهُ حَتَّى تُرْسِلَه؛ (ج {أنْحاءٌ} ونُحِيٌّ) ، كعُتِيَ، ( {ونِحَاءٌ) ، بالكسْر؛ واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الأوَّلِ، ونقلَهُ عَن أَبي عُبيدَةَ.
(} ونَحَى اللَّبَنَ {يَنْحِيهِ} ويَنْحاهُ: مَخَضَهُ.
(و) {نَحَى (الشَّيءَ) } يَنْحاه {نَحْياً: (أَزالَهُ؛} كنَحَاهُ) ، بالتَّشْديدِ، ( {فَتَنَحَّى) .
وَقَالَ الأزْهرِي:} نَحَيْتُه {فَتَنَحَّى، وَفِي لُغَةٍ} نَحَيْتُه {نَحْياً بمعْناهُ؛ وأَنْشَدَ:
أَلا أَيُّهذا الباخِعُ الوَجْدُ نفْسَه
بشيءٍ} نَحَتْهُ عَن يَدَيْكَ المَقادِرُأَي باعَدَتْه.
واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على المُشدّد؛ وأَنْشَدَ للجَعْدي:
أُمِرَّ {ونُحِّيَ عَن زَوْرِهِ
} كتَنْحِيةِ القَتَبِ المُجْلَبِ (و) نَحَى (بَصَرَه إِلَيْهِ: صَرَفَهُ) ، نقلهُ الجَوْهرِي.
( {والنَّاحِيَةُ} والنّاحاةُ: الجانِبُ) {المُتَنَحَّى عَن القَرارِ؛ الثَّانيةُ لُغَةٌ فِي الأولى كالنّاصاةِ فِي النَّاصِيَةِ، والجَمْعُ} النّواحِي؛ وقولُ عُتيِّ بنِ مالِكٍ:
لقد صَبَرَتْ حَنِيفة صَبْرَ قَوْمٍ
كِرامٍ تَحْتَ أَظْلالِ النَّواحِيأي! نَواحِي السُّيوفِ.
وَقَالَ الكِسائي: أَرادَ النَّوائِحَ فقَلَبَ، يَعْني الرَّاياتِ المُتَقابِلاتِ. ويقالُ: الجَبَلانِ يَتَناوَحانِ إِذا كَانَا مُتَقابِلَيْن؛ كَمَا فِي الصِّحاح. (وإبِلٌ {نَحِيٌّ، كغَنِيَ} مُتَنَحِّيَةٌ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابي، وأَنْشَدَ:
ظَلَّ وظَلَّتْ عُصَباً {نَحِيَّا
مثْلَ النَّجِيِّ اسْتَبْرَزَ النَّجِيَا (} والمَنْحاةُ: المَسِيلُ المُلْتَوِي) مِن الماءِ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ والجَمْعُ {المَناحِي.
(( (طَرِيقُ السَّانِيَةِ)) ؛) وأنَّشَدَ:
وَفِي أَيْمانِهِمِ بِيضٌ رِقاقٌ
كباقِي السَّيْلِ أَصْبَحَ فِي} المَناحِي (وأَهْلُ المَنْحاةِ: القَوْمُ البُعَداءُ) الَّذين ليسُوا بأَقارِب، نقلَهُ الجَوْهري عَن الأَمَوي.
(و) {المُنْحاةُ، (بالضَّمِّ: القَوْسُ الضَّخْمَةُ) أَي مِن أسْمائِها، نقلَهُ الصَّاغاني.
(و) أيْضاً: (العَظيمَةُ السَّنامِ مِن الإِبِلِ) ؛ نقلَهُ الصَّاغاني.
(} وأَنْحَى لَهُ السِّلاحَ: ضَرَبَهُ بِهِ) ، أَو طَعَنَهُ، أَو رَماهُ. ويقالُ: أَنْحَى لَهُ بسَهْم أَو غيرِهِ.
( {وانْتَحَى) فِي الشَّيءِ: (جَدَّ) ؛} كانْتِحَاءِ الفَرَسِ فِي جَرْيه؛ عَن اللَّيْثِ.
(و) قيلَ: {انْتَحَى (فِي الشَّيءِ: اعْتَمَدَ) عَلَيْهِ.
(و) مِن المجازِ: (هُوَ} نَحِيَّةُ القَوارِعِ) ، كغَنِيَّةٍ، (أَي الشَّدائِدِ {تَنْتَحِيهِ) ، والجَمْعُ} نَحَايا؛ قالَ الشاعرُ:
{نَحِيَّةُ أَحزانٍ جَرَتْ مِن جُفُونِه
نُضاضةُ دَمْعٍ مِثْلُ مَا دَمَعَ الوَشَلْويقالُ: هُم} نَحايَا الأحْزانِ. وممَّا يُسْتدرِكُ عَلَيْهِ:
{نَحاهُ} نَحْياً: صَيَّرَه فِي ناحِيَةٍ؛ وَبِه فُسِّر قولُ طريف العَبْسي:
{نَحاهُ للَحْدٍ زِبْرِقانُ وحارِثٌ
وَفِي الأرضِ للأقْوامِ بَعْدَك غُوَّلُأَي صَيَّرا هَذَا المَيِّت فِي ناحِيَةِ القَبْر.
والمَنْحاةُ: مَا بينَ البِئْرِ إِلَى مُنْتَهَى السَّانيةِ؛ قَالَ جرير:
لقد ولدَتْ أُمُّ الفَرَزْدقِ فَخَّةً
تَرَى بَيْنَ فَخْذَيْها مَناحِيَ أَرْبَعاوقال الأزْهري: المَنْحاةُ مُنْتَهَى مَذْهبِ السَّانيةِ، ورُبَّما وُضِعَ عنْدَه حَجَرٌ ليَعْلم قائِدُ السَّانيةِ أنَّه المُنْتَهَى فيَتَيَاسَر مُنْعطِفاً لأنَّه إِذا جاوَزَه تقطَّع الغَرْبُ وأَداتُه، وأنْشَدَ ابْن برِّي:
كأَنَّ عَيْنيَّ وَقد بانُوني
غَرْبانِ فِي مَنْحاةِ مَنْجنُونِوفي المَثَل: أَشْغَلُ مِن ذاتِ} النِّحْيَيْنِ؛ تَركَهُ المصنِّفُ هُنَا وَفِي شغل، وَهُوَ واجبُ الذِّكْر.
قَالَ الجَوْهري: هِيَ امْرأَةٌ من تيمِ الله بنِ ثَعْلبة، كانتْ تَبِيعُ السَّمْنَ فِي الجاهِليَّةِ فأَتَاها خَوَّاتُ بنُ جُبَيْر الأنْصارِي فساوَمَها فحلَّتْ نِحْياً مَمْلوءاً، فَقَالَ: امْسِكِيه حَتَّى أَنْظُر إِلَى غيرِهِ، فلمَّا شَغَل يَدَيْها ساوَرَها حَتَّى قَضَى مَا أَرادَ وهَرَبَ، وقالَ فِي ذَلِك:
وذاتِ عِيالٍ واثِقِينَ بعَقْلِها
خَلَجْتُ لَهَا جارَاسْتِها خَلَجاتِ وشَدَّتْ يَدَيْها إِذْ أَرَدْتُ خِلاطَها
بنِحْيَيْنِ مِن سَمْنٍ ذَوَي عُجَراتِفكانتْ لَهَا الوَيْلاتُ مِن تَرْكِ سَمْنِها
ورَجْعَتِها صِفْراً بِغَيْر بتاتِفشَدَّتْ على النِّحْيَيْنِ كَفًّا شَحِيحةً
على سَمْنِها والفَتْكُ مِن فَعَلاتيثم أَسْلَم خَوَّاتُ وشَهِدَ بَدْراً.
قَالَ ابنُ برِّي: قَالَ عليُّ بنُ حَمْزة: الصَّحيحُ أنَّها امْرأَةٌ مِن هُذَيْل، وَهِي حَوْلَةُ أُمُّ بشِير بن عائِدٍ، ويُحْكَى أنَّ أَسَدِيًّا وهُذَليًّا افْتَخَرَا ورَضِيا بإنْسانٍ يَحْكُم بَيْنهما فَقَالَ: يَا أَخا هُذَيْل كيفَ تُفاخِرُونَ العَرَبَ وَفِيكُمْ خِلالٌ ثَلاثَة: مِنْكُم دَليلُ الحَبَشَةِ على الكَبةِ، ومنكم خَوْلَةُ ذاتُ {النِّحْيين، وسأَلْتُم رَسُولَ اللهاِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يُحلِّلَ لكم الزِّنا؛ والرِّوايَةُ الصَّحِيحةُ: كَفَّيْ شَحِيحةٍ. مُثَنَّى كَفّ.
قَالَ ابنُ برِّي: ويُقَوِّي قولَ الجَوْهري قولُ العُدَيْل بنِ الفرْجِ يَهْجُو رجُلاً من تيمِ اللهاِ فَقَالَ:
تَزَحْزَحْ يَا ابنَ تَيْمِ اللهاِ عنَّا
فَمَا بَكْرٌ أبُوكَ وَلَا تَمِيمُلكلِّ قَبيلةٍ بَدْرٌ ونَجْمٌ
وتَيْمُ اللهاِ لَيْسَ لَهَا نُجُومُأُناسٌ رَبَّةُ النِّحْيَيْنِ مِنْهُمْ
فعُدُّوها إِذا عُدَّ الصَّمِيمُا هـ.
} وناحَيْتُه مُناحاةً: صِرْتُ نَحْوه وصارَ نَحْوِي. ويقالُ: {تَنَحَّ عَنِّي يَا رَجُل، أَي ابْعدْ.
} وأَنْحَى عَلَيْهِ باللَّوائِم: أَقْبَلَ عَلَيْهِ: وَهُوَ مجازٌ.
ويقالُ: اسْتَخَذَ فلانٌ فلَانا {أُنْحِيَةً: أَي} انْتَحَى عَلَيْهِ حَتَّى أَهْلَكَ مالَهُ، أَو ضَرَّه، أَو جَعَلَ بِهِ شَرًّا، وَهِي أُفْعُولَة، ورُوِي قولُ سُحَيْم بنِ وَثيل:
إنِّي إِذا مَا القَوْمُ كَانُوا {أُنْحِيَهْ بالحاءِ أَي انْتَحَوْا على عَمَلٍ يَعْمَلُونَه.
وإنَّه} لمُنْحَى الصُّلب، بِضَم الْمِيم وَفتح الحاءِ.