[صور] فيه: "المصور" تعالى من صور جميع الموجودات ورتبها فأعطى كل شيء منها صورة خاصة وهيئة منفردة تتميز بها على اختلافها وكثرتها. وفيه: أتاني ربي الليلة في أحسن "صورة"، الصورة ترد على ظاهرها وعلى حقيقة الشيء وهيئته وعلى معنى صفته، فالمراد بها هنا الصفة، أو تعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أي وأنا في أحسن صورة فتجري معاني الصورة عليه. ط: صليت الليلة ما قضى ربي ووضعت جنبي في المسجد فأتاني ربي، إن كان هذا في الرؤيا فلا إشكال لأن الرائي قد يرى غير المتشكل متشكلًا وبالعكس، ولا يعد ذلك خللًا في الرؤيا، ولذا يفتقر رؤيا الأنبياء عليهم السلام إلى تأويل، وإن كان يقظة فالصورة محمولة على الصفة أي كان ربي أحسن إكرامًا من وقت آخر، قوله: وضع كفه، مجاز عن تخصيصه بمزيد فضل كفعل الملوك مع بعض خدمه، فوجدت بردها كفاية عن وصول ذلك الفيض إلى قلبه، فعلمت تدل على أن وصوله صار سببًا لعلمه أي علمت مما علمني الله لا كل ما فيها فإنه لا يعلم عدد الملائكة وعدد الرمل والتراب، ثم استشهد بالآية بأنه كشف له ذلك، وفتح أبواب الغيوب يعني فتح عليه غيوب السماء والأرض كما أرى إبراهيم ملكوت السماوات، قيل: إن الخليل رأى الملكوت أولًا ثم أيقن بوجود منشئها والحبيب رأى المنشئ أولًا ثم علم ما في السماوات والأرض وشتان ما بينهما! والملكوت عالم المعقولات، وليكون من الموقنين أي ليستدل به وليكون من المؤمنين. ش: فوجدت بردها، البرد الراحة، وضميره للكف. ك: خلق آدم على "صورته"، أي صورة آدم أي خلقه أول أمره بشرًا سويًا بطول ستين لا كغيره نطفة في
الأطوار فصبيًا فرجلًا؛ وفيه إبطال قول الدهرية: إنه لم يكن إنسان إلا من نطفة إنسان، أو هو عائد إلى الله والصورة بمعنى الصفة من كونه سميعًا بصيرًا متكلمًا عالمًا، أو هو إضافة تشريف كبيت الله وروح الله لأنه ابتدأها لأعلى مثال سابق، وينقص أي طوله. ن: هو من حديث الصفات فنمسك عن تأويلها أو نأولها بأن ضميره للأخ في قوله: إذا ضرب أخاه فليجتنب الوجه، أو لآدم ويؤيده قوله: طوله ستون ذراعًا. ط: أو على صورته التي لا يشاركه نوع آخر من الحيوانات، فإنه يوصف مرة بالعلم ومرة بالجهل ومرة بالاجتباء ومرة بالعصيان، أو على صورته المخترعة اختراعًا لم سبقه مثل كما لغيره ذو جمال وكمال وفوائد جليلة كأنه قيل: هذا المضروب من أولاد آدم فاجتنبوه ضرب أشرف جزئه إذ أكثر الحواس فيه، أو على صورة ربه لرواية: على صورة الرحمن، وإن لم يثبت عند المحدثين أي على صورة لا كالصور، وهذا فاسد لأن الصورة يفيد التركيب، وقيل: على صورة ربه التي اجتباها وجعلها نسخة من جملة المخلوقات إذ ما من مخلوق وإلا وله مثال في صورته ولذا قيل: هو عالم صغير، فالإضافة للتشريف، أو الصورة بمعنى الأمر والشأن في كونه مسجود الملائكة مالكًا للحيوانات مسخرًا لها، فالكلام على التمثيل والاستعارة والإضافة على الحقيقة. وفيه: "صور" آدم في الجنة، يعني حمر تراب من وجه الأرض حتى صار طينًا، ثم ترك حتى صار صلصالًا، وكان ملقى بين مكة والطائف حتى مضت أطوار واستعدت لقبول الصورة الإنسانية، فحملت إلى الجنة فصورت ونفخ فيها الروح - ويجيء في يتمالك بقيته. وفيه: فإذا أراد الرجل "صورة" دخل فيها، أي يعرض الصور عليه فإذا اشتهى صورة منها صور بتلك، أو أراد بالصورة الزينة والحلي والحلل والتاج، فمعنى دخل فيها أي في تلك
السوق. بي: فيأتيهم الله في "صورة"، هذا الآتي أولًا ليس الله بل خلق امتحن بها المؤمنين، وإتيانًا بها بعثها، وفي بمعنى الباء. ن: ويقول تلك "الصورة" أنا ربكم، فيستعيذون منها لما فيها من سمات الحدوث؛ والآتي ثانيًا هو الله تعالى، والإتيان عبارة عن الرؤية، والصورة كناية عن الصفة. ك: لعن الله "المصور"، أي من يصور الحيوان دون الشجر ونحوه، إذ الفتنة فيه أعظم. ولأن الأصنام الذين يعبدونها كانت على صور الحيوان. وفيه: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه "صورة"، وإن كانت مما يمتهن على نحو الوسادة وإن كانت لا تحرم لكنه يمنع الملائكة النازلين للرحمة لا الحفظة؛ وقيل: النهي عن الصورة مطلقًا. ن: أي صورة حيوان ذا ظل أو لا كالمنقوش على الجدار، وقيل: لا بأس بما لا ظل له، واستثنى القاضي اللعب بالبنات. ط: لا يدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا "تصاوير"، أي مما يحرم اقتناؤه من الكلاب والصور. فلا يمنع كلب الزراع والصيد، والصور الممتهنة في البساط والوسادة؛ قالوا: تصوير صورة الحيوان حرام أشد التحريم سواء في ثوب أو بساط أو درهم، وح لعب البنات بتصوير الثياب مرحض، وقيل: منسوخ. نه: كره أن تعلم "الصورة"،أي يجعل في الوجه كي أو سمة. ك: أي علامة كما يفعل بسودان الحبشة وكما يغرز الإبرة في الشفة. ومنه: نهى عن ضرب "الصورة" والوسم في وجه الآدمي وغيره مما هم محرم منهي عنه، لكنه في الآدمي أشد لأنه مجمع المحاسن وربما أذى بعض الحواس، وفي نحو نعم الصدقة في غير الوجه مستحب، وكرهه أبو حنيفة رحمه الله لأنه تعذيب ومثلة. نه: يطلع من تحت هذا "الصور"
رجل من أهل الجنة! فطلع أبو بكر، الصور الجماعة من النخل، ويجمع على صيران. ومنه ح: خرج إلى "صور" بالمدينة. وح: أتى امرأة من الأنصار ففرشت له "صورًا" وذبحت له شاة. ز: في حاشية نسخة من اليمن صوابه: في صور. نه: وح: إن أبا سفيان بعث رجلين فأحرقا "صورًا" من "صيران" العُريض، وصفة الجنة وترابها: "الصوار" أي المسك، وصوار المسك نيفجته، والجمع أصورة. وفيه: تعهدوا "الصوارين" فإنهما مقعد الملك، هما ملتقى الشدقين؛ أي تعهدوهما بالنظافة. وفي صفة مشيه صلى الله عليه وسلم: كان فيه شيء من "صور"، أي ميل؛ الخطابي: يشبه أن يكون هذا حين جدّ به السير لا خلقة. ومنه ح في العلماء: تنعطف عليهم بالعلم قلوب لا "تصورها" الأرحام، أي لا تميلها. وح: إني لأدني الحائض متى وما بي إليها "صورة"، أي ميل وشهوة تصورني إليها. وح: كره أن "يصور" شجرة مثمرة، أي يميلها، فإن إمالتها ربما أدتها إلى اليبس، أو أراد به قطعها. وح: حملة العرش "صور"، هو جمع أصور وهو المائل العنق لثقل حمله، و ((نفخ في "الصور")) هو قرن ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام عند بعث الموتى إلى المحشر، وقيل: هو جمع صورة، يريد صور الموتى ينفخ فيها الأرواح؛ والصحيح الأول لتظاهر الأحاديث فيه. وفيه: "يتصور" الملك على الرحم، أي يسقط، من ضربته ضربة تصور منها أي سقط. ن: وروى بسين أي ينزل، من تسورت الحائط إذا نزلت فيها من أعلاها. نه: وفيه: أما علمت أن "الصورة" محرمة، أي الوجه حرم ضربه ولطمه. ن: لأن فيه محاسن الإنسان وأعضاءه اللطيفة فالشين فيه أقبح. وفيه: يجعل له بكل "صورة صورها" نفسها، بفتح ياء والفاعل ضمير الله، ويحتمل
أن الصورة تعذبه بعد أن يجعل فيها روح وتكون باء بكل بمعنى في، ويحتمل أن يجعل له بعدد كل صورة شخص يعذبه والباء بمعنى لام السبب؛ وإنما كان أشد عذابًا لأنه صورها لتعبد فهو كافر فيضاعف عذابه بكفره وتصويره المعبود، وقيل: هو فيمن قصد مضاهاة خلق الله واعتقده فهو كافر مضاهي، فمن لم يقصد بصورته العبادة ولا المضاهاة فهو فاسق. وح: فأحسن "صوره"، بفتح واو أي صور الوجه. ز: جمع بإرادة جنس الوجه. ك: (("فصرهن" إليك))، أي قطعهن؛ وغربه القاضي والمعروف أملهن، وقيل: بضم صاد ضمهن إليك، وبكسرها قطعهن.