[سنن] نه: فيه: "السنة" في الأصل الطريقة والسيرة، وفي الشرع يراد بها ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ونهى عنه وندب إليه قولًا وفعلًا مما لم يأت به الكتاب العزيز. تو وقد يراد به المستحب سواء دل عليه كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس، ومنه سنن الصلاة، وقد يراد منا واظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم مما ليس بواجب، فهي ثلاث اصطلاحات، ومن الأول ح: ما أمرت كلما بلت أن أتوضأ ولو فعلت لكان "سنة" ويحتمل الثاني أي لو فعلته لكان مستحبًا، والثالث أي لو فعلته مرة للزم مواظبتي له لأنه إذا عمل داوم عليه، فإن قيل: قضية لو أنه ليس بسنة مع أنهم استحبوا الوضوء عند الحدث ويدل عليه ح بلال: ما أحدثت إلا توضأت، قلت: مر أن الظاهر هو الأول فيحمل على الوجوب، وحمله أبو داود وغيره على الوضوء اللغوي وهو الاستنجاء بالماء. نه: ومنه: إنما انسى "لأسن" أي أدفع إلى النسيان لأسوق الناس بالهداية إلى الطريق المستقيم وأبين هو ما يحتاجون أن يفعلوا إذا نسوا، أو هو من سننت الإبل إذا أحسنت رعيتها والقيام عليها. ومنه: نزل المحصب ولم "يسنه" أي لم يجعله سنة، وقد يفعل الشيء لسبب خاص فلا يعم غيره، وقد يفعل لمعنى فيزول المعنى ويبقى الفعل كقصر الصلاة في السفر للخوف. ومنه ح: رمل صلى الله عليه وسلم وليس "بسنة" أي لم يسن فعله لكافة الأمة ولكن ليرى المشركين قوة أصحابه، وهذا مذهب ابن عباس وغيره يرى رمل طواف القدوم سنة. وفي ح محلم: "اسنن" اليوم وغير غدًا، أي اعمل بسنتك التي سننتها في القصاص ثم بعده إن شئت أن تغير ما سننت، وقيل تغير من أخذ الغير وهي الدية فغير. وفيه: أكبر
الكبائر أن تقاتل أهل صفقتك وتبدل "سنتك" أراد أن يرجع أعرابيًا بعد هجرته. وفي ح المجوس: "سنوا" بهم "سنة" أهل الكتاب، أي خذوهم على طريقهم وأجروهم في قبول الجزية مجراهم. ومنه ح: لا ينقص عهدهم عن "سنة" ما حلٍ، أي لا ينقص بسعي ساع بالنميمة والإفساد، كما يقال: لا أفسد ما بيني وبينك بمذاهب الأشرار وطرقهم في الفساد، والسنة الطريقة والسنن أيضًا. ومنه ح: ألا رجل يرد عنا من "سنن" هؤلاء. ك: من رغب عن "سنتي" فليس مني، أي أعرض عن طريقتي فرضًا أو سنة عملًا أو عقيدة فليس قريبًا مني، أو أعرض عنها غير معتقد لها. وفيه: مبتغ في الإسلام "سنة" الجاهلية، أي طريقته كالنياحة مثلًا، فإن قيل: هو صغيرة! قلت: لم يرد فعلها بل أراد بقاء تلك القاعدة وإشاعتها بل جميع قواعدها لأن إضافة اسم الجنس تعم للعموم ط: وهي كالميسر والنيروز والنياحة، وإذا ترتب هذا الوعيد على طالبه ففي المباشر أولى، وإطلاق السنة على فعل الجاهلية على اللغة أو التهكم. ك: وفيه: إنه صلى الله عليه وسلم "لم يسنه" أي الضرب بالسياط فوق أربعين؛ النووي: أي لم يقدر فيه حدًا مضبوطًا. وفيه: فصار ذلك "سنة" بعد، أي شريعة أي لا يحل المطلقة ثلاثًا حتى تنكح زوجًا، فإن قيل: ثبت ذلك نصًا، قلت: لعل الآية نزلت بعد ذلك، أو هي ليست صريحة في الجماع. وفيه: فإن سها واحد رد إلى "السنة" أي الطريقة المحمدية واجبًا أو مندوبًا أو غيرهما، فإن قيل: إذا كان خبر الواحد مقبولًا فما فائدة بعث الأخر؟ قلت: لرده إلى الحق عند سهوه. وفيه: لتتبعن "سنن" من قبلكم، هو بفتح سين ونون السبيل والطريق، واليهود بالرفع أي هم اليهود، وبالجر بدل من قبلكم.
ن: والمراد بالشبر والذرع وحجر الضب التمثيل بشدة الموافقة في المعاصي لا في الفكر. ز: فإن قيل: قد وقع فيما مضى قتل الأنبياء وتحريف الكتب، قلت: لعل ما وقع في أيام نبي أمية من قتل علماء التابعين مثل سعيد بن المسيب ونحوه من هذا القبيل، فعلماء أمته كأنبيائهم كيف وقد قتلوا فلذة كبدة الرسول صلى الله عليه وسلم والولد من أبيه كما قيل، وما اشتهر فيما مضى من تحاريف الباطنية وفي هذا الزمان من بعض أهل البدع لا يقصر من تحريفهم، وهذا مما تفردت به والله أعلم. ط: هي جمع سنة وهي الطريقة حسنة أو سيئة، والمراد هنا طريقة أهل الأهواء والبدع التي ابتدعوها من تلقاء أنفسهم بعد أنبيائهم، قوله: اليهود والنصارى، أي أتعني بمن يتبعهم اليهود والنصارى؟ فأجاب من سواهم أن لم أردهم. وفيه: من أحيى "سنتي" هي ما وضعه النبي صلى الله عليه وسلم من فرض كزكاة الفطر وغيره كصلاة العيد وتدريس القرآن والعلم، وإحياؤها تحريض الناس عليها وإماتتها منعهم عنها، وبدعة ضلال بالإضافة رواية، ويجوز بضهما على الوصف وهو احتراز عن البدعة الحسنة. ش: من أحيى "سنة" من "سنتي" نظمه يقتضي من سنني - بالجمع، لكن الرواية بالمفرد، أحيى عمل بها وحث الغير عليها، أميتت أي تركت. ط: وفيه: من كان متبعًا "فليستن" بمن مات، إخراج الجملة مخرج الشرط تنبيه على الاجتهاد في الاستنباط من معاني النصوص، فإن لم يتمكن منه فليقتد بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم نجوم والهدى، وكان ابن مسعود يوصي القرون الآتية بعد الصحابة والتابعين باقتفاء أثرهم، وأولئك إشارة إلى من مات، وهذه الأمة إشارة إلى جميعًا إلى القيامة. وفيه: من "سن سنة" حسنة، أي أتى بطريقة مرضية يقتدي بها فله أجرها، كذا في عامة نسخ المصابيح، وهو غير سديد رواية ومعنى، والصواب: أجره، أي أجر صاحب الطريقة أي أجر عمله وأجر من عمل بها، وفي كثير من نسخ مسلم: أجرها، فالضمير للسنة بالإضافة لأدنى
ملابسة. ن: وسواء فيه تعليم علم أو عبادة أو أدب وسواء كان ذلك الهدى أو الضلالة هو الذي ابتدأه أو كان مسبوقًا إليه. ط: وفيه: فإنهن من "سنن" الهدى، روى بضم سين وفتحها، والمعنى متقارب أي طرق الهدى والصواب. وفيه: فتمسك "بسنة" خير من إحداث بدعة، مر في خير وعمل في سنة مر في بوائق من ب. ش: عمل قليل في "سنة" أي الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في بدعة. وح: لا ينبغي أن يجعل الصلاة فيه، أي عند الذبح، استنانا، أي سنة، من سنه واستنه. غ: ((قد خلت من قبلكم "سنن")) أي أهل سنن والسنة الطريقة، أو خلت قرون مضت سنتهم بالعقوبة حين عاندوا الأنبياء. نه: وفي ح الخيل: "استنت" شرفًا أو شرفين، استن استنانًا أي عدا لمرحه ونشاطه شوطًا أو شوطين ولا راكب عليه. ومنه ح: إن فرس المجاهد "لستن" في طوله. وح: رأيت
أباه "يستن" بسيفه كما "يستن" الجمل، أي يمرح ويخطر به. ك: استن وسن إذا لج في عدوه ذاهبًا وجائيًا. ط: فاستن بتشديد نون وهو أن يرفع يديه ويطرحهما معًا ويعجن برجليه شرفًا بضم شين وسكون راء أي شوطًا وهو العدو من موضع إلى موضع كانت اثارها خطواتها وأرواثها أي السرجين، قوله: ولم يرد أن يسقيها أي لو شربت بنفسها من غير أن يسقيها يحصل له ثواب أيضًا، وقيل: أي تعلو موضعًا عاليًا من الأرض أو موضعين. نه: وفي ح السواك: إنه كان "يستن" بعود من أراك، الاستنان استعمال السواك افتعال، من الأسنان أي يمره عليها. ومنه: وأن يدهن "ويستن". وح وفاته صلى الله عليه وسلم: فأخذت الجريدة "فسنته" بها، أي سوكته بها. ك: ومنه: فسمعناه. "استنان" عائشة، أي استياكه وهو دلك الأسنان من السن أي سمعنا حسن مرور السواك فقال: يا أماه! بضم هاء وقد يسكن مع ثبوت ألف وحذفها. ومنه: وأن "يستن" وأن يمس - بفتح ميم - إن وجد، أي الطيب أو السواك. و"أسنان" الإبل أي ابل الديات والجراحات أي أحكام الجراحات. وفيه: بمفتاح له "أسنان" أي أسنان جيد - كذا في فتح، وإلا فمسمى المفتاح لا يعقل بدون الأسنان، والمراد الأعمال. نه: أعطوا الركب "أسنتها"، أبو عبيد: إن كان الحديث محفوظًا فكأنها جمع أسنان، يقال لما تأكله الإبل وترعاه من العشب سن وجمعه أسنان ثم أسنة، وقال غيره: الأسنة جمع سنان، تقول العرب: الحمض يسن على الخلة، أي يقويها كما يقوي السن حد السكين، فالحمض سنان لها على رعى الخلة، والسنان الاسم وهو القوة؛ واستصوب الأزهري القولين معًا؛ الفراء: السن الأكل الشديد؛ الأزهري: أصابت الإبل سنًا من المرعى إذا مشقت منه مشقًا صالحًا، وتجمع السن بهذا المعنى أسنانًا، الزمخشري: معناه أعطوها ما تمتنع به من النحر لأن صاحبها إذا أحسن رعيها سمنت وحسنت في عينه فيبخل
بها من النحر فشبهه بالأسنة في وقوع الامتناع بها، هذا على أن المراد بالأسنة جمع سنان، وإن أريد جمع سن فالمعنى أمكنوها من الرعى. غ: ومنه: هو "سنه" وتنه، أي تربه. نه: ومنه ح: أعطوا "السن" حظها من "السن" أي أعطوا ذوات السن حظها من السن وهو الرعى. وح: فأمكنوا الركاب "أسنانًا" أي ترعى أسنانًا. و"المسنة" تقع على البقرة والشاة إذا أثنيا، ويثنيان في السنة الثالثة، وليس مع إسنانها كبرها كالرجل المسن ولكن معناه طلوع سنها في السنة الثالثة. ومنه ح: ينفي من الضحايا التي لم "تسنن" روى بفتح نون أولى وهي التي لم تنبت أسنانها كانها لم تعط أسنانًا كما يقال: لم يلبن فلان، أي لم يعط لبنًا، وقيل: إنما المحفوظ كسر نون وهو الصواب لغة، يقال: لم تسنن ولم تسن، وأراد أنه لا تضحي بأضحية لم تثن أي تصير ثنية، فإذا أثنت فقد أسنت، وأدنى الإسنان الإثناء. وفي ح عمر في الربا: إن فيه أبوابًا منها السلم في "السن" أي الرقيق والدواب وغيرهما من الحيوان، أراد ذوات السن، وسن الجارحة مؤنثة ثم استعيرت للعمر استدلالًا بها على طوله وقصره وبقيت على التأنيث. ومنه ح على: بازل عامين حديث "سنى"، إي إني شاب حدث في العمر كبير قوي في العقل والعلم. وح عثمان: وجاوزت "أسنان" أهل بيتي، أي أعمارهم، يقال: فلان سن فلان، إذا كان مثله في السن. وفيه: لأوطئن "أسنان" العرب كعبه، يريد ذوي أسنانهم وهم الأكابر والأشراف. وفي ح على: صدقني "سن" بكره، هو مثل يضرب للصادق في خبره ويقوله الإنسان على نفسه وإن كان ضارًا له، وأصله أن رجلًا ساوم رجلًا في بكر يشيريه فسأل صاحبه عن سنة فأخبره بالحق فقال المشتري: صدقني سن بكره. وفي ح بول أعرابي في المسجد: فدعا بدلو من ماء "فسنه" عليه، أي صبها والسن الصب في سهولة، ويروى بشين - وسيجئ.
وح الخمر: "سنها" في البطحاء. وح: كان "يسن" الماء على وجهه ولا يشنه، أي كان يصبه ولا يفرقه عليه. وح: "فسنوا" على التراب سنا، أي ضعوه وضعًا سهلًا. تو: فصبها أي القبضة وإلا يكون هذه رابعة وهو خلاف الإجماع. نه: وفيه: حض على الصدقة فقام رجل قبيح "السنة" هي الصورة وما أقبل عليك من الوجه، وقيل: سنة الخد صفحته. وفيه: وكان زوجها "سن" في بئر، أي تغير وأنتن من قوله تعالى ((من حما "مسنون")) أي متغير، وقيل: أراد بسن أسن بوزن سمع وهو أن يدور رأسه من ريح كريهة شمها ويغشى عليه. في ح حليمة: خرجنا نلتمس الرضعاء بمكة في "سنة" سنهاء، أي لا نبات بها ولا مطر، وهي مبنية من السنة كليلة ليلاء ويوم أيوم. ومنه: أعني على مضر "بالسنة" أي بالجدب، أخذتهم السنة إذا أجدبوا وأتحطوا، وهي من الأسماء الغالبة كالدابة في الفرس والمال في الإبل، وقد خصوها بقلب لامها تاء في اسنتوا إذا أجدبوا. ومنه ح عمر: إنه كان لا يجيز نكاحًا عام "سنة" أي جدب يقول: لعل الضيق يحملهم على أن ينكحوا غير الأكفاء. وح: كان لا يقطع في عام "سنة" يعني السارق. وفيه: فأصابتنا "سنية" حمراء، أي جدب شديد، وصغر للتعظيم. ومنه: أعني عليهم "بسنين كسنى" يوسف، أي المذكور في "ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد" أي سبع سنين فيها قحط. ن: أن لا أهلك أمتك "بسنة" عامة، أي يعمهم بل إن وقع قحط يكون في ناحية يسيرة. ومنه: ليس "السنة" أن لا تمطروا، أي القحط. نه: وفيه: نهى عن بيع "السنين" هو أن يبيع ثمرة نخلة لأكثر من سنة، نهى عنه لأنه غرر وبيع ما لم يخلق كحديث نهى عن المعاومة، وأصل السنة سنهة بوزن جبهة، من سنهت النخلة وتسنهت إذا أتى عليها السنون، وقيل: أصلها سنوة من تسنيت عنده إذا أقمت
عنده سنة، ويقال عليهما: استأجرته مسانهة ومساناة، وتضغر سنيهة وسنية، وتجمع سنهات وسنوات وسنون وسنين. جمع صحة، وقد يلزم ياؤه وعليه فتقول في الإضافة: سنين زيد - بثبوت نونه. غ: ((آل فرعون "بالسنين")) أي بالقحوط. و"لم يتسنه" لم يتغير بمر السنين عليها، مشتق من السنة. و"سانهت" النخلة حملت عامًا وحالت عامًا. ش: "سنه سنه" بفتح سين وبنون مخففة، ويروى بتشديدها، والهاء ساكنة فيهما، بمعنى حسنة حسنة.