رجز
الرُِّجز، بالكسْر والضَّمّ: القَذَرُ، مثل الرّجس. الرُّجْز: عِبادة الأَوثان، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى: والرُّجْزَ فاهْجُرْ. وَقيل هُوَ العمَل الَّذِي يؤَدِّي إِلَى العَذاب، وأَصل الرّجز فِي اللُّغَة الِاضْطِرَاب وتتابع الحَرَكات. قَالَ أَبو إِسْحَاق فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: لَئِنْ كَشَفْتَ عنَّا الرِّجزَ قَالَ هُوَ العَذابُ المُقَلْقِل لشدَّته وَله قلقلَةٌ شديدةٌ متتابِعة. قيل: الرُّجْزُ فِي قَوْله تَعَالَى: والرُّجْزَ فاهْجُرْ الشِّرْكُ مَا كانَ، تأْويله أَنَّ من عبَدَ غيرَ الله فَهُوَ على رَيْبٍ من أَمْرِه واضطرابٍ من اعتقَادِه.
الرَّجَز، بالتَّحريك ضَرْبٌ من الشِّعر مَعْرُوف، وزنُه مُسْتَفْعِلُن سِتَّ مَرَّات، فابْتداءُ أَجزائه سَبَبان ثمَّ وَتِدٌ، وَهُوَ وَزْنٌ يَسْهُلُ فِي السَّمْع، وَيَقَع فِي النَّفس، وَلذَلِك جَازَ أَن يَقع فِيهِ المَشْطور، وَهُوَ الَّذِي ذهبَ شَطْرُه، والمَنْهُوك، وَهُوَ الَّذِي قد ذهب مِنْهُ أَرْبَعَة أَجزاءٍ وبقِيَ جُزْءان، قَالَ أَبو إِسْحَاق: إنَّما سُمِّيَ الرَّجَزُ رَجَزاً لأَنَّه تَتوالَى فِيهِ فِي أَوَّل حَرَكة وسُكونٌ ثمَّ حرَكَة وسُكون، إِلَى أَن تَنْتَهِي أَجزاؤُه، يُشَبَّه بالرَّجَز فِي رِجل النَّاقة ورِعْدَتِها، وَهُوَ أَن تتحرَّك وتسْكُنَ، وَقيل سُمِّيَ بذلك لتَقارُبِ أَجزائه واضطرابِها وقِلَّة حُروفه، وَقيل: لأَنَّه صُدورٌ بِلَا أَعْجاز. وَقَالَ ابْن جِنّي: كُلُّ شِعرٍ تَرَكَّبَ تَركيبَ الرَّجَز يسمَّى رَجَزاً. وَقَالَ الأَخفش مَرَّةً: الرَّجَز عِنْد الْعَرَب: كلّ مَا كَانَ على ثَلَاثَة أَجْزاءٍ، وَهُوَ الَّذِي يتمرَّنون بِهِ فِي عَمَلهم وسَوْقِهِم ويَحْدون بِهِ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد رَوى بعضُ مَن أَثِق بِهِ نَحْو هَذَا عَن الْخَلِيل. قد اختُلِف فِيهِ، فزَعَم قومٌ أَنَّه لَيْسَ بشِعر، وأَنَّ مَجازَه مَجازُ السَّجْع، وَهُوَ عِنْد الْخَلِيل شِعْرٌ صَحِيح، وَلَو جاءَ مِنْهُ شيءٌ على جُزْءٍ واحدٍ لاحتمَل الرَجَزُ ذَلِك لحُسْن بِنائِه. هَذَا نَصُّ المُحْكَم. وَفِي التَّهذيب: زعَم الخليلُ أَنّه لَيْسَ بشِعر وإنَما هُوَ أَنصافُ أَبياتٍ أَو أَثلاثٌ، وَدَلِيل الْخَلِيل فِي ذَلِك مَا رويَ عَن النبيِّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فِي قَوْله: ستُبْدي لكَ الأَيّامُ مَا كنتَ جاهِلاً ويأْتيكَ مَن لم تُزَوِّد بالأَخبارِ. قَالَ الْخَلِيل: لَو كَانَ نصف الْبَيْت شِعراً مَا جَرى على لِسان النَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم: ستُبدي لكَ الأَيّامُ مَا كنتَ جاهِلاً. وجاءَ بالنِّصف الثَّانِي على غير تأليف الشِّعْر، لأَنَّ نصف الْبَيْت لَا يُقَال لَهُ شِعر وَلَا بَيت، وَلَو جازَ أَنْ يُقال لنصف الْبَيْت شِعْر لقِيل لِجُزءٍ مِنْهُ شِعر، وَقد جرى على لِسَان النبيِّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم: أَنا النَّبيُّ لَا كَذِبْ، أَنا ابنُ عَبْدِ المُطَّلب. قَالَ: فَلَو كَانَ شِعراً لم يَجْرِ على لِسَانه صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم، قَالَ الله تَعَالَى: وَمَا علَّمْناهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغي لهُ. وَقد نازَعَه الأَخْفَشُ فِي ذَلِك. قَالَ الأَزْهَرِيّ: قولُ الْخَلِيل الَّذِي بُنِي عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجَزَ شِعر، وَمعنى)
قولِ الله عزّ وجلّ: وَمَا علَّمْناهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبغي لَهُ أَي لم نُعلِّمه الشِّعر فيقولَه ويتدرَّبَ فِيهِ حَتَّى يُنشِئَ مِنْهُ كتُباً، وَلَيْسَ فِي إنشاده صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم الْبَيْت والبيتين لغيره مَا يُبْطِلُ هَذَا، لأَنَّ الْمَعْنى فِيهِ: أَنَّا لم نجعلْه شَاعِرًا. والأُرْجُوزَةُ بالضَّمّ: القصيدة مِنْهُ، أَي من الرَّجَز، وَهِي كَهَيئَةِ السَّجْع إلاّ أَنَّه فِي وزن الشِّعر، ج، أَراجِيزُ. ومِن سَجَعات الحريريّ: فَمَا كلُّ قاضٍ قَاضِي تِبْرِز، وَلَا كلُّ وَقْتٍ تسْمع فِيهِ الأَراجِيز. قَالَ اللّعين المِنْقَرِيّ يهجو رُؤْبَةَ:
(إنِّي أَنا ابنُ جَلا إنْ كنتَ تعرِفُني ... يَا رُؤْبَ والحَيَّةُ الصَّماءُ فِي الجَبَل)
(أَبالأَراجِيزِ يَا ابْنَ اللُّؤْمِ تُوعِدُنِي ... وَفِي الأَراجِيزُ رَأْسُ النُّوكِ والفَشَلِ)
وَقد رَجَزَ يَرْجُزُ رَجْزاً، ويسمَّى قَائِله راجِزاً، كَمَا يسمّى قَائِل بحور الشِّعر شاعِراً. وارْتَجَزَ الرَّجَّازُ ارْتِجازاً ورَجَزَ بِهِ ورَجَّزَه تَرْجِيزاً: أَنشدَه أُرْجُوزَةً، وَهُوَ راجِزٌ ورَجَّازٌ ورَجَّازَةٌ ومُرْتَجِزٌ. الرَّجَز، مُحَرَّكَةً: داءٌ يُصِيب الإبِلَ فِي أَعجازها، وَهُوَ أَنْ تَضْرِبَ رِجْلُ الْبَعِير أَو فَخذاه إِذا أَراد القيامَ أَو ثارَ ساعَة ثمَّ ينبسِط، وَقد رَجَزَ رَجَزاً، وَهُوَ أَرْجَزُ وَهِي رَجْزاءُ، وَقيل: ناقةٌ رَجْزاءُ: ضَعِيفَة العَجُزِ، إِذا نهَضَت من مَبْرَكِها لم تستقلّ إلاّ بعدَ نهضتين أَو ثَلَاث. قَالَ أَوْسُ ابنُ حَجَر يَهجُو الحَكَمَ بنَ مَروان بنِ زِنْباعٍ وَكَانَ وعَدَه بشيءٍ ثمَّ أَخْلفَه:
(هَمَّمْتَ بِباعٍ ثمَّ قصَّرْتَ دُونَه ... كمَا ناءَت الرَّجْزاءُ شُدَّ عِقالُها)
(مَنَعْتَ قَلِيلا نفْعُه وحَرَمْتَنِي ... قَلِيلا فهَبْها عَثْرَةً لَا تُقالُها)
يَقُول: لم تُتِم مَا وعَدَتْ، كَمَا أَنَّ الرَّجْزاءَ إِذا أَرادت النُّهوض لم تكد تنهض إلاّ بعدَ ارتعادٍ شديدٍ. الرَّجّازُ، كشَدَّاد ورُمَّان: وَادٍ عَظِيم بنَجْد، أَنشد ابْن دُرَيْد لبَدْر بن عامرٍ الهُذليّ:
(أَسَدٌ تَفِرُّ الأُسْدُ من عُرَوَائه ... بعَوارضِ الرُّجّازِ أَو بعُيُونِ)
هَكَذَا رُويَ بالوَجهين، وعُيون أَيضاً: مَوضع، كَذَا قرأْته فِي أَشعار الهُذليين. والرِّجازَةُ، بالكسْر: مَركب للنِّساءِ، وَهُوَ أَصغر من الهودَجِ، جَمعه رَجائزُ. أَو كِساءٌ فِيهِ حَجَرٌ يُعلَّق بأَحد جانبَي الهَودَج لِيَعْدِلَه إِذا مالَ، سُمِّيَ بذلكَ لاضطرابه، وَفِي التَّهْذِيب: هُوَ شيءٌ من وِسادةٍ وأَدَمٍ، إِذا مَال أَحَد الشِّقَّين وُضِع فِي الشِّقِّ الآخر ليَسْتَوِيَ، سُمِّيَ رِجازَةَ المَيْلِ. أَو شَعْرٌ أَحْمَرُ أَو صوفٌ يعلَّق على الهَودجِ للتَّزَيُّن، قَالَ الشَّمّاخ:
(ولَو ثَقِفاها ضُرِّجَت بدِمائها ... كَمَا جَلَّلَت نِضْوَ القِرامِ الرَّجائزُ)
وَقَالَ الأصمعيّ: هَذَا خطأٌ إنّما هِيَ الجَزائز وَقد تقدّم ذكرهَا فِي موضعهَا. والمُرْتَجِزُ بنُ)
المُلاءَةِ: فَرَسٌ للنبيِّ صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلّم، سُمِّي بِهِ لحُسْنِ صَهيلِه وجَهارَتِه، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلّم اشْتَرَاهُ من أَعرابيٍّ اسْمه سَوَاد، هَكَذَا فِي النُّسَخ بالدَّال، وَصَوَابه سَواءٌ، بِالْهَمْز، ابْن الْحَارِث بن ظالِم المُحارِبِيّ، وصحَّفَه أَبو نُعَيْم فَقَالَ: النّجاريّ، وَيُقَال فِيهِ أَيضاً سواءُ بنُ قيس وَهُوَ الَّذِي أَنْكَرَ شِراءَ الفَرَس حَتَّى شَهِدَ خُزَيْمَةُ بنُ ثابتٍ رَضِي الله عَنهُ، وَمن ثَمَّ لُقِّبَ ذَا الشَّهادَتين. والقصَّة مَذْكُورَة فِي كتب السِّيَرِ. من المَجاز: تَرَجَّزَ الرَّعْدُ، إِذا صَاتَ، أَي سَمِعت لَهُ صَوتاً مُتَتابِعاً، كارتَجَزَ ارْتِجازاً، وَهُوَ صوتُه المُتدارِك كارتجاز الرّاجِز. من المَجاز أَيضاً تَرَجَّزَ السَّحابُ، إِذا تحرَّك تحرُّكاً بطيئاً لِكَثْرَة مَائه. قَالَ الرَّاعي:
(ورَجَّافاً تَحِنُّ المُزْنُ فِيهِ ... تَرَجَّزَ من تِهامَةَ فاسْتَطارا)
ويُرْوَى: مُرْتَجِزاً تَحِنُّ، إِلَخ. تَرَجَّزَ الْحَادِي، أَي حَدا برَجَزِه، وَفِي بعض النُّسَخ: بالرَّجَز، وتَراجَزُوا: تَنازَعوا الرَّجَزَ بينَهم وتعاطَوه. وَمِمَّا يُستدرَك عَلَيْهِ: رَجَزَت الرِّيحُ رَجْزاً، إِذا دامَت، وإنَّها لَرَجْزاءُ، ورَجْزاءُ القِيام، يُكنى بِهِ عَن القِدْرِ الْكَبِيرَة الثَّقيلة، وَبِه فُسِّرَ قَول الرَّاعي يصفُ الأَثافي:
(ثَلاث صَلِينَ النارَ شَهراً وأَرْزَمَتْ ... عليهنَّ رَجْزاءُ القِيامِ هَدُوجُ)
وغيثُ مُرْتَجِزٌ: ذُو رَعْدٍ، وَكَذَلِكَ مُتَرَجِّز، قَالَ أَبو صَخر:
(وَمَا مُتَرَجِّزُ الآذِيِّ جَوْنٌ ... لَهُ حُبُكٌ يَطِمُّ على الجِبالِ)
يُقَال: البَحْر يَرْتَجِز بآذِيِّه ويَتَرَجَّز، وَهُوَ مَجاز، وسَحابةٌ رَجَّازة. والرُّجْز بالضَّمّ: اسْم صنمٍ بِعَيْنِه، قَالَ قَتادة، والرِّجْز: الإثْمُ والذَّنْبُ. . ورِجْزُ الشَّيطان: وَساوِسُه.
الرُِّجز، بالكسْر والضَّمّ: القَذَرُ، مثل الرّجس. الرُّجْز: عِبادة الأَوثان، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى: والرُّجْزَ فاهْجُرْ. وَقيل هُوَ العمَل الَّذِي يؤَدِّي إِلَى العَذاب، وأَصل الرّجز فِي اللُّغَة الِاضْطِرَاب وتتابع الحَرَكات. قَالَ أَبو إِسْحَاق فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: لَئِنْ كَشَفْتَ عنَّا الرِّجزَ قَالَ هُوَ العَذابُ المُقَلْقِل لشدَّته وَله قلقلَةٌ شديدةٌ متتابِعة. قيل: الرُّجْزُ فِي قَوْله تَعَالَى: والرُّجْزَ فاهْجُرْ الشِّرْكُ مَا كانَ، تأْويله أَنَّ من عبَدَ غيرَ الله فَهُوَ على رَيْبٍ من أَمْرِه واضطرابٍ من اعتقَادِه.
الرَّجَز، بالتَّحريك ضَرْبٌ من الشِّعر مَعْرُوف، وزنُه مُسْتَفْعِلُن سِتَّ مَرَّات، فابْتداءُ أَجزائه سَبَبان ثمَّ وَتِدٌ، وَهُوَ وَزْنٌ يَسْهُلُ فِي السَّمْع، وَيَقَع فِي النَّفس، وَلذَلِك جَازَ أَن يَقع فِيهِ المَشْطور، وَهُوَ الَّذِي ذهبَ شَطْرُه، والمَنْهُوك، وَهُوَ الَّذِي قد ذهب مِنْهُ أَرْبَعَة أَجزاءٍ وبقِيَ جُزْءان، قَالَ أَبو إِسْحَاق: إنَّما سُمِّيَ الرَّجَزُ رَجَزاً لأَنَّه تَتوالَى فِيهِ فِي أَوَّل حَرَكة وسُكونٌ ثمَّ حرَكَة وسُكون، إِلَى أَن تَنْتَهِي أَجزاؤُه، يُشَبَّه بالرَّجَز فِي رِجل النَّاقة ورِعْدَتِها، وَهُوَ أَن تتحرَّك وتسْكُنَ، وَقيل سُمِّيَ بذلك لتَقارُبِ أَجزائه واضطرابِها وقِلَّة حُروفه، وَقيل: لأَنَّه صُدورٌ بِلَا أَعْجاز. وَقَالَ ابْن جِنّي: كُلُّ شِعرٍ تَرَكَّبَ تَركيبَ الرَّجَز يسمَّى رَجَزاً. وَقَالَ الأَخفش مَرَّةً: الرَّجَز عِنْد الْعَرَب: كلّ مَا كَانَ على ثَلَاثَة أَجْزاءٍ، وَهُوَ الَّذِي يتمرَّنون بِهِ فِي عَمَلهم وسَوْقِهِم ويَحْدون بِهِ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد رَوى بعضُ مَن أَثِق بِهِ نَحْو هَذَا عَن الْخَلِيل. قد اختُلِف فِيهِ، فزَعَم قومٌ أَنَّه لَيْسَ بشِعر، وأَنَّ مَجازَه مَجازُ السَّجْع، وَهُوَ عِنْد الْخَلِيل شِعْرٌ صَحِيح، وَلَو جاءَ مِنْهُ شيءٌ على جُزْءٍ واحدٍ لاحتمَل الرَجَزُ ذَلِك لحُسْن بِنائِه. هَذَا نَصُّ المُحْكَم. وَفِي التَّهذيب: زعَم الخليلُ أَنّه لَيْسَ بشِعر وإنَما هُوَ أَنصافُ أَبياتٍ أَو أَثلاثٌ، وَدَلِيل الْخَلِيل فِي ذَلِك مَا رويَ عَن النبيِّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فِي قَوْله: ستُبْدي لكَ الأَيّامُ مَا كنتَ جاهِلاً ويأْتيكَ مَن لم تُزَوِّد بالأَخبارِ. قَالَ الْخَلِيل: لَو كَانَ نصف الْبَيْت شِعراً مَا جَرى على لِسان النَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم: ستُبدي لكَ الأَيّامُ مَا كنتَ جاهِلاً. وجاءَ بالنِّصف الثَّانِي على غير تأليف الشِّعْر، لأَنَّ نصف الْبَيْت لَا يُقَال لَهُ شِعر وَلَا بَيت، وَلَو جازَ أَنْ يُقال لنصف الْبَيْت شِعْر لقِيل لِجُزءٍ مِنْهُ شِعر، وَقد جرى على لِسَان النبيِّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم: أَنا النَّبيُّ لَا كَذِبْ، أَنا ابنُ عَبْدِ المُطَّلب. قَالَ: فَلَو كَانَ شِعراً لم يَجْرِ على لِسَانه صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم، قَالَ الله تَعَالَى: وَمَا علَّمْناهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغي لهُ. وَقد نازَعَه الأَخْفَشُ فِي ذَلِك. قَالَ الأَزْهَرِيّ: قولُ الْخَلِيل الَّذِي بُنِي عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجَزَ شِعر، وَمعنى)
قولِ الله عزّ وجلّ: وَمَا علَّمْناهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبغي لَهُ أَي لم نُعلِّمه الشِّعر فيقولَه ويتدرَّبَ فِيهِ حَتَّى يُنشِئَ مِنْهُ كتُباً، وَلَيْسَ فِي إنشاده صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم الْبَيْت والبيتين لغيره مَا يُبْطِلُ هَذَا، لأَنَّ الْمَعْنى فِيهِ: أَنَّا لم نجعلْه شَاعِرًا. والأُرْجُوزَةُ بالضَّمّ: القصيدة مِنْهُ، أَي من الرَّجَز، وَهِي كَهَيئَةِ السَّجْع إلاّ أَنَّه فِي وزن الشِّعر، ج، أَراجِيزُ. ومِن سَجَعات الحريريّ: فَمَا كلُّ قاضٍ قَاضِي تِبْرِز، وَلَا كلُّ وَقْتٍ تسْمع فِيهِ الأَراجِيز. قَالَ اللّعين المِنْقَرِيّ يهجو رُؤْبَةَ:
(إنِّي أَنا ابنُ جَلا إنْ كنتَ تعرِفُني ... يَا رُؤْبَ والحَيَّةُ الصَّماءُ فِي الجَبَل)
(أَبالأَراجِيزِ يَا ابْنَ اللُّؤْمِ تُوعِدُنِي ... وَفِي الأَراجِيزُ رَأْسُ النُّوكِ والفَشَلِ)
وَقد رَجَزَ يَرْجُزُ رَجْزاً، ويسمَّى قَائِله راجِزاً، كَمَا يسمّى قَائِل بحور الشِّعر شاعِراً. وارْتَجَزَ الرَّجَّازُ ارْتِجازاً ورَجَزَ بِهِ ورَجَّزَه تَرْجِيزاً: أَنشدَه أُرْجُوزَةً، وَهُوَ راجِزٌ ورَجَّازٌ ورَجَّازَةٌ ومُرْتَجِزٌ. الرَّجَز، مُحَرَّكَةً: داءٌ يُصِيب الإبِلَ فِي أَعجازها، وَهُوَ أَنْ تَضْرِبَ رِجْلُ الْبَعِير أَو فَخذاه إِذا أَراد القيامَ أَو ثارَ ساعَة ثمَّ ينبسِط، وَقد رَجَزَ رَجَزاً، وَهُوَ أَرْجَزُ وَهِي رَجْزاءُ، وَقيل: ناقةٌ رَجْزاءُ: ضَعِيفَة العَجُزِ، إِذا نهَضَت من مَبْرَكِها لم تستقلّ إلاّ بعدَ نهضتين أَو ثَلَاث. قَالَ أَوْسُ ابنُ حَجَر يَهجُو الحَكَمَ بنَ مَروان بنِ زِنْباعٍ وَكَانَ وعَدَه بشيءٍ ثمَّ أَخْلفَه:
(هَمَّمْتَ بِباعٍ ثمَّ قصَّرْتَ دُونَه ... كمَا ناءَت الرَّجْزاءُ شُدَّ عِقالُها)
(مَنَعْتَ قَلِيلا نفْعُه وحَرَمْتَنِي ... قَلِيلا فهَبْها عَثْرَةً لَا تُقالُها)
يَقُول: لم تُتِم مَا وعَدَتْ، كَمَا أَنَّ الرَّجْزاءَ إِذا أَرادت النُّهوض لم تكد تنهض إلاّ بعدَ ارتعادٍ شديدٍ. الرَّجّازُ، كشَدَّاد ورُمَّان: وَادٍ عَظِيم بنَجْد، أَنشد ابْن دُرَيْد لبَدْر بن عامرٍ الهُذليّ:
(أَسَدٌ تَفِرُّ الأُسْدُ من عُرَوَائه ... بعَوارضِ الرُّجّازِ أَو بعُيُونِ)
هَكَذَا رُويَ بالوَجهين، وعُيون أَيضاً: مَوضع، كَذَا قرأْته فِي أَشعار الهُذليين. والرِّجازَةُ، بالكسْر: مَركب للنِّساءِ، وَهُوَ أَصغر من الهودَجِ، جَمعه رَجائزُ. أَو كِساءٌ فِيهِ حَجَرٌ يُعلَّق بأَحد جانبَي الهَودَج لِيَعْدِلَه إِذا مالَ، سُمِّيَ بذلكَ لاضطرابه، وَفِي التَّهْذِيب: هُوَ شيءٌ من وِسادةٍ وأَدَمٍ، إِذا مَال أَحَد الشِّقَّين وُضِع فِي الشِّقِّ الآخر ليَسْتَوِيَ، سُمِّيَ رِجازَةَ المَيْلِ. أَو شَعْرٌ أَحْمَرُ أَو صوفٌ يعلَّق على الهَودجِ للتَّزَيُّن، قَالَ الشَّمّاخ:
(ولَو ثَقِفاها ضُرِّجَت بدِمائها ... كَمَا جَلَّلَت نِضْوَ القِرامِ الرَّجائزُ)
وَقَالَ الأصمعيّ: هَذَا خطأٌ إنّما هِيَ الجَزائز وَقد تقدّم ذكرهَا فِي موضعهَا. والمُرْتَجِزُ بنُ)
المُلاءَةِ: فَرَسٌ للنبيِّ صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلّم، سُمِّي بِهِ لحُسْنِ صَهيلِه وجَهارَتِه، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلّم اشْتَرَاهُ من أَعرابيٍّ اسْمه سَوَاد، هَكَذَا فِي النُّسَخ بالدَّال، وَصَوَابه سَواءٌ، بِالْهَمْز، ابْن الْحَارِث بن ظالِم المُحارِبِيّ، وصحَّفَه أَبو نُعَيْم فَقَالَ: النّجاريّ، وَيُقَال فِيهِ أَيضاً سواءُ بنُ قيس وَهُوَ الَّذِي أَنْكَرَ شِراءَ الفَرَس حَتَّى شَهِدَ خُزَيْمَةُ بنُ ثابتٍ رَضِي الله عَنهُ، وَمن ثَمَّ لُقِّبَ ذَا الشَّهادَتين. والقصَّة مَذْكُورَة فِي كتب السِّيَرِ. من المَجاز: تَرَجَّزَ الرَّعْدُ، إِذا صَاتَ، أَي سَمِعت لَهُ صَوتاً مُتَتابِعاً، كارتَجَزَ ارْتِجازاً، وَهُوَ صوتُه المُتدارِك كارتجاز الرّاجِز. من المَجاز أَيضاً تَرَجَّزَ السَّحابُ، إِذا تحرَّك تحرُّكاً بطيئاً لِكَثْرَة مَائه. قَالَ الرَّاعي:
(ورَجَّافاً تَحِنُّ المُزْنُ فِيهِ ... تَرَجَّزَ من تِهامَةَ فاسْتَطارا)
ويُرْوَى: مُرْتَجِزاً تَحِنُّ، إِلَخ. تَرَجَّزَ الْحَادِي، أَي حَدا برَجَزِه، وَفِي بعض النُّسَخ: بالرَّجَز، وتَراجَزُوا: تَنازَعوا الرَّجَزَ بينَهم وتعاطَوه. وَمِمَّا يُستدرَك عَلَيْهِ: رَجَزَت الرِّيحُ رَجْزاً، إِذا دامَت، وإنَّها لَرَجْزاءُ، ورَجْزاءُ القِيام، يُكنى بِهِ عَن القِدْرِ الْكَبِيرَة الثَّقيلة، وَبِه فُسِّرَ قَول الرَّاعي يصفُ الأَثافي:
(ثَلاث صَلِينَ النارَ شَهراً وأَرْزَمَتْ ... عليهنَّ رَجْزاءُ القِيامِ هَدُوجُ)
وغيثُ مُرْتَجِزٌ: ذُو رَعْدٍ، وَكَذَلِكَ مُتَرَجِّز، قَالَ أَبو صَخر:
(وَمَا مُتَرَجِّزُ الآذِيِّ جَوْنٌ ... لَهُ حُبُكٌ يَطِمُّ على الجِبالِ)
يُقَال: البَحْر يَرْتَجِز بآذِيِّه ويَتَرَجَّز، وَهُوَ مَجاز، وسَحابةٌ رَجَّازة. والرُّجْز بالضَّمّ: اسْم صنمٍ بِعَيْنِه، قَالَ قَتادة، والرِّجْز: الإثْمُ والذَّنْبُ. . ورِجْزُ الشَّيطان: وَساوِسُه.