Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لا_حياء_في_الدين

نهرُ عيسى

نهرُ عيسى:
بن عليّ بن عبد الله بن العباس: وهي 21- 5 معجم البلدان دار صادر
كورة وقرى كثيرة وعمل واسع في غربي بغداد يعرف بهذا الاسم ومأخذه من الفرات عند قنطرة دممّا ثم يمرّ فيسقي طسوج فيروز سابور حتى ينتهي إلى المحوّل ثم تتفرع منه أنهار تتخرق مدينة السلام ثم يمر بالياسرية ثم قنطرة الرومية وقنطرة الزياتين وقنطرة الأشنان وقنطرة الشوك وقنطرة الرّمّان وقنطرة المغيض عند الأرحاء ثم قنطرة البستان ثم قنطرة المعبدي ثم قنطرة بني زريق ثم يصب في دجلة عند قصر عيسى بن علي، وكان عند كل قنطرة سوق يعرف بها، والآن ليس من ذلك كله غير قنطرة الزياتين وقنطرة البستان وتعرف بقنطرة المحدّثين، وهو نهر على متنزهات وبساتين كثيرة، وقد قالت فيه الشعراء فأكثروا، فمن ذلك قال الحسن بن علي الشاتاني الموصلي: قال لي القاضي نجم الدين ابن السّهروردي قاضي الموصل: دخل عليّ شابّ من أهل بغداد وأنشدني:
في نهر عيسى والهواء معنبر، ... والماء فضّيّ القميص صقيل
والطير إما هاتف بقرينه، ... أو نادب يشكو الفراق ثكول
وعرائس السرّ التحفن بسندس، ... ورقصن فارتفعت لهن ذيول
ثم قال لي: اعمل على وزنها ما يشاكلها، فعملت:
والغصن مهزوز القوام كأنها ... دارت عليه من الشّمال شمول
والدهر كالليل البهيم وأنتم ... غرر تنير ظلامه وحجول
نبّه بني اللذّات واهتف فيهم ... بتيقظ: إن المقام قليل
وقال أبو الحسن علي بن معمّر الواسطي متأخر مات في رمضان سنة 609:
يا نهر عيسى إلى عيسى نسبت وما ... نسبت إلا بتحقيق وإيضاح
فإنه بك إحياء القلوب كما ... عيسى المسيح به إحياء أرواح

ألفية ابن معط، في النحو أيضا

ألفية ابن معط، في النحو أيضا
للشيخ، زين الدين: يحيى بن عبد المعطي النحوي.
المتوفى: سنة ثمان وعشرين وستمائة.
سماها: (بالدرة الألفية).
أولها:
يقول راجي ربه الغفور * يحيى بن معط بن عبد النور
وأتمها: سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
ولها شروح، منها:
شرح: محمد بن أحمد بن محمد الأندلسي، البكري، الشريشي.
المتوفى: سنة خمس وثمانين وستمائة.
سماه: (بالتعليقات الوفية).
أوله: (الحمد لله الذي فضل اللغة العربية... الخ).
ذكر أن الناظم: نظم هذه الأرجوزة في إقامته بدمشق، وكان الملك المعظم قد ولاه في مصالح الجامع، وكان معاصرا لتاج الدين، أبي اليمن: زيد الكندي، فكانا في عصرهما رئيسي أهل الأدب في دمشق.
وهذا الشرح كبير.
في مجلدين.
وشرح: بدر الدين: محمد بن يعقوب الدمشقي.
المتوفى: سنة ثمان عشرة وسبعمائة.
وشرح: شمس الدين: أحمد بن الحسين بن الخباز الإربلي.
المتوفى: سنة سبع وثلاثين وستمائة.
سماه: (الغرة المخفية، في شرح الدرة الألفية).
وشرح: عبد المطلب بن المرتضى الجزري.
المتوفى: سنة خمس وثلاثين وسبعمائة.
وشرح: الشيخ، زين الدين: عمر بن مظفر بن الوردي.
المتوفى: سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
وسماه: (ضوء الدرر).
وشرح: الشيخ، أكمل الدين: محمد بن محمود الحنفي.
ألفه: في شهرين، ببلدة كاردين، سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.
وسماه: (بالصدفة الملية، بالدرة الألفية).
وشرح: الشيخ: محمد بن جابر الأعمى.
المتوفى: سنة ثمانين وسبعمائة.
في ثماني مجلدات.
وشرح: شهاب الدين: أحمد بن محمد القدسي، الحنبلي.
المتوفى: سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.
وشرح: أبي عبد الله: محمد بن إلياس النحوي، الحموي.
المتوفى: سنة...
وشرح: عبد العزيز بن جمعة بن زيد النحوي، المعروف: بالقواس، الموصلي.
المتوفى: سنة...
أوله: (الحمد لله بارئ النسم... الخ).

الأشباه والنظائر، في الفروع أيضا

الأشباه والنظائر، في الفروع أيضا
للشيخ، صدر الدين: محمد بن عمر، المعروف: بابن الوكيل، الشافعي.
المتوفى: سنة ست عشرة وسبعمائة.
قيل: هو من أحسن الكتب فيه، إلا أنه لم ينقح، ولم يحرر، كذا ذكره: السبكي.
وللشيخ، جمال الدين: عبد الرحيم بن حسن الأسنوي، الشافعي.
المتوفى: سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة.
وفيه: أوهام كثيرة على قول السبكي، لأنه مات عنه مسودة، وهو صغير.
في نحو خمس كراريس.
مرتب: على أبواب.
وله: كتابان في قسمين من أنواع الأشباه، هما:
(التمهيد).
و (الكوكب الدري)
وهذان القسمان: مما ضمه: (كتاب القاضي السبكي).
وللشيخ، صلاح الدين: خليل بن كيكلدي العلائي، الشافعي.
المتوفى: سنة إحدى وستين وسبعمائة.
وللشيخ، تاج الدين: عبد الوهاب بن علي السبكي، الشافعي.
المتوفى: سنة إحدى وسبعين وسبعمائة.
وهو: أحسن من الجميع، كما ذكره: ابن نجيم.
وللشيخ، سراج الدين: عمر بن علي الشافعي.
المتوفى: سنة أربع وثمانمائة.
التقطه من كتاب: (التاج السبكي) خفية.
وللشيخ، جلال الدين: عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، الشافعي.
المتوفى: سنة إحدى عشرة وتسعمائة.
قال في أشباهه النحوية: وأول من فتح هذا الباب: شيخ الإسلام ابن عبد السلام في: (قواعده الكبرى).
فتبعه الزركشي في: (القواعد).
وابن الوكيل في: (أشباهه).
وقد قصد السبكي بكتابه: (تحرير كتاب ابن الوكيل) بإشارة والده له في ذلك، كما ذكره في خطبته، وجمع أقسام الفقه وأنواعه.
ولم يجمع في كتاب سواه.
وألف السراج بن الملقن.
مرتبا على أبواب.
وألفت مرتبا على أسلوب آخر. انتهى.

أَغْنَى وَأَقْنَى

{أَغْنَى، وَأَقْنَى}
وسأل نافع عن قوله تعالى: {أَغْنَى وَأَقْنَى} فقال ابن عباس: أغنى من الفقر وأقني من الغنى فقنع. واستشهد بقول عنترة العبسي:
فاقْنَىْ حياءك لا أبَالكِ واعْلمى. . . أني امرؤ سأموتُ إن لم أُقْتَلِ
(تق) وسقط من (ك، ط)
= الكلمة من آية النجم 48:
{وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى}
وحيدة في القرآن، صيغة ومادة.
ومن الواوى جاءت {قِنْوَانٌ} في آية الأنعام 99:
{وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ}
وفي "أقنى" قال الراغب: اي أعطى منه الغني وما فيه القنية، أي المال المدخر. وقيل: أقني وأرضى. وتحقيق ذلك أنه له قُنية من الرضى والطاعة (المفردات)
وفي حديث: "إذا أحب الله عبداً اقتناه فلم يترك له مالاًَ ولا ولداً" قال ابن الأثير: اي اتخذه واصطفاه.
ونقل في حديث النهي عن ذبح قِنىَ الغنم، قولَ أبي موسى: "هي التي تُقتنى للدَّارَّ والولد، واحدتها قنوة، بالضم والكسر، وقنية بالياء. قال الزمخشري: القنى والقنية ما اقتنى من شاة أو ناقة". ودلالة الاقتناء واضحة في المادة بصريح لفظها، ولا يكون إلا لما يُعَزُّ ويُصان ويُدخر، لقيمته ونفعه، المادي أو المعنوي. ويجوز استعماله في مطلق الادخار على أصل معناه، أو في المجاز، ومنه الشاهد من بيت عنترة.

الْعَوْرَة

(الْعَوْرَة) الْخلَل وَالْعَيْب فِي الشَّيْء وكل بَيت أَو مَوضِع فِيهِ خلل يخْشَى دُخُول الْعَدو مِنْهُ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يَقُولُونَ إِن بُيُوتنَا عَورَة وَمَا هِيَ بِعَوْرَة إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا} وكل مَا يستره الْإِنْسَان استنكافا أَو حَيَاء
الْعَوْرَة: سوءة النِّسَاء وَمَا يستحيي مِنْهُ. وعورة الرجل مَا تَحت سرته إِلَى ركبته ويروى مَا دون سرته حَتَّى تجَاوز رُكْبَتَيْهِ وَبِهَذَا تبين أَن السُّرَّة لَيست من عَورَة الرجل وَالركبَة مِنْهَا وَكلمَة إِلَى لغاية إِسْقَاط مَا وَرَاء الرّكْبَة لِأَن صدر الْكَلَام أَعنِي مَا تَحت رُكْبَتَيْهِ وَكَذَا مَا بَين سرته وَكَذَا مَا دون سرته يتَنَاوَل الرّكْبَة وَمَا دونهَا فلولا الرّكْبَة لاستوعب الحكم الْكل. فَعلم أَن هَذِه الْغَايَة لإِسْقَاط مَا وَرَاءَهَا. وَعند الشَّافِعِي رَحمَه الله السُّرَّة من الْعَوْرَة دون الرّكْبَة وبدن الْحرَّة كلهَا عَورَة إِلَّا وَجههَا وكفيها لَكِن على النَّاظر أَن لَا ينظر بِشَهْوَة وَهَذَا الْكَلَام بِظَاهِرِهِ يدل على أَن ظهر الْكَفّ عوره وَقَالَ شمس الْأَئِمَّة هَذَا غلط لِأَن الْكَفّ اسْم لباطن الْيَد وظاهرها لَا للرسغ وَمَعْنَاهَا بِالْفَارِسِيَّةِ (نيجه) قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام الْمَرْأَة عَورَة مستورة وَأما اسْتثِْنَاء العضوين الْمَذْكُورين فلدفع الْحَرج.
وَالْمرَاد بِالْمَرْأَةِ الْحرَّة لِأَنَّهَا تطلق على الْحرَّة عِنْد إِطْلَاقهَا لِأَنَّهَا أكمل أَفْرَاد الْمَرْأَة وَلِأَن الأهم بَيَان حكم الْحرَّة فَيَنْصَرِف إِلَيْهَا - وَفِي الْجَامِع الصَّغِير أَن قدم الْحرَّة أَيْضا لَيست بِعَوْرَة - وَالْأمة كَالرّجلِ وظهرها وبطنها عَورَة وَمَا سوى ذَلِك لَيْسَ بِعَوْرَة وَقَالَ الحبر الْمُحَقق أَبُو البركات صَاحب كنز الدقائق رَحمَه الله تَعَالَى فِي بَاب ثُبُوت النّسَب والمعتدة أَن جحدت وِلَادَتهَا بِشَهَادَة رجلَيْنِ أَو رجل وَامْرَأَتَيْنِ أَو لحبل ظَاهر أَو إِقْرَار بِهِ أَو تَصْدِيق الْوَرَثَة انْتهى.
فَإِن قيل كَيفَ يشْتَرط شَهَادَة رجلَيْنِ أَو رجل وَامْرَأَتَيْنِ وَلَا يحل للرجل النّظر إِلَى مَوضِع الْولادَة قُلْنَا تقبل شَهَادَتهم لأَنهم لم يَقُولُوا تعمدنا النّظر لَكِن وَقع ذَلِك اتِّفَاقًا أَو هم رَأَوْا امْرَأَة فِي بَيت وَقد علمُوا أَنه لَيْسَ فِيهِ غَيرهَا ثمَّ أخرجت ولدا شهدُوا أَنَّهَا وَلدته على أَنا نقُول يُبَاح النّظر لتحمل الشَّهَادَة كَمَا فِي الزِّنَا - فَإِن شُهُود الزِّنَا لَو قَالُوا تعمدنا النّظر إِلَى فرج المزنية حسبَة حَتَّى يحل لنا أَدَاء الشَّهَادَة وَقَالُوا رَأَيْنَاهُ كالميل فِي المكحلة قبلت شَهَادَتهم وَإِن قَالُوا تعمدنا النّظر تلذذا لم تقبل شَهَادَتهم لأَنهم فسقوا بِهَذَا النّظر فَافْهَم.

رِغالٌ

رِغالٌ:
بكسر أوّله، وآخره لام، كأنّه جمع رغل:
وهو نبت من الحمض ورقه مفتول، وقال الليث:
الرّغل نبات تسمّيه الفرس السّرمق، وقبر أبي رغال يرجم قرب مكّة، وكان وافد عاد جاء إلى مكّة يستسقي لهم وله قصة، وقيل: إن أبا رغال رجل من بقية ثمود وإنّه كان ملكا بالطائف وكان يظلم رعيته فمرّ بامرأة ترضع صبيّا يتيما بلبن عنز لها فأخذها منها فبقي الصبي بلا مرضعة فمات، وكانت سنة مجدبة فرماه الله بقارعة أهلكته فرجمت العرب قبره وهو بين مكّة والطائف، وقيل: بل كان قائد الفيل ودليل الحبشة لما غزوا الكعبة فهلك فيمن هلك منهم فدفن بين مكّة والطائف فمرّ النبيّ، صلى الله عليه وسلّم، بقبره فأمر برجمه فصار ذلك سنّة، وقيل: إن ثقيفا واسمه قسي كان عبدا لأبي رغال وأصله من قوم نجوا من ثمود فهرب من مولاه ثمّ ثقفه فسمّاه ثقيفا وانتمى ولده بعد ذلك إلى قيس، وقال حمّاد الراوية: أبو رغال أبو ثقيف كلّها وإنّه من بقيّة ثمود، ولذلك قال حسّان بن ثابت يهجو ثقيفا:
إذا الثّقفيّ فاخركم فقولوا ... هلمّ فعدّ شأن أبي رغال
أبوكم أخبث الأحياء قدما، ... وأنتم مشبهوه على مثال
عبيد الفزر أورثه بنيه ... وولّى عنهم أخرى اللّيالي
وكان الحجّاج يقول: يقولون إنّنا بقية ثمود وهل مع صالح إلّا المقرّبون؟ وقال السكري في شرح قول جرير:
إذا مات الفرزدق فارجموه ... كما ترمون قبر أبي رغال
قال: أبو رغال اسمه زيد بن مخلف، كان عبدا لصالح النبيّ، صلى الله عليه وسلّم، بعثه مصدّقا، وإنّه أتى قوما ليس لهم لبن إلّا شاة واحدة ولهم صبيّ قد ماتت أمّه فهم يعاجونه بلبن تلك الشاة، يعني يغذونه، والعجيّ: الذي يغذى بغير لبن أمّه، فأبى أن يأخذ غيرها، فقالوا: دعها تحايي هذا الصبي، فأبى، فيقال: إنّه نزلت به قارعة من السماء، ويقال: بل قتله ربّ الشاة، فلمّا فقده صالح، عليه السلام، قام في الموسم فنشد الناس فأخبر بصنيعه فلعنه، فقبره بين مكّة والطائف ترجمه الناس، وقد ذكر ابن إسحاق في أبي رغال ما هو أحسن من جميع ما تقدم: وهو أن أبرهة بن الصباح صاحب الفيل لما قدم لهدم الكعبة مرّ بالطائف فخرج إليه مسعود بن معتّب في رجال ثقيف فقالوا له: أيّها الملك إنّما نحن عبيدك سامعون
لك مطيعون وليس لك عندنا خلاف وليس بيتنا هذا الذي تريده، يعنون اللات، إنّما تريد البيت الذي بمكّة ونحن نبعث معك من يدلّك عليه، فتجاوز عنهم وبعثوا معه بأبي رغال رجل منهم يدلّه على مكّة، فخرج أبرهة ومعه أبو رغال حتى أنزله بالمغمّس، فلمّا نزله مات أبو رغال هناك فرجم قبره العرب، فهو القبر الذي يرجم بالمغمّس، وفيه يقول جرير بن الخطفى:
إذا مات الفرزدق فارجموه ... كما ترمون قبر أبي رغال

التّكوين

التّكوين:
[في الانكليزية] Creation ،generation
[ في الفرنسية] Creation ،generation
هو عند المتكلّمين إخراج المعدوم من العدم إلى الوجود. والمراد بالإخراج مبدأ الإخراج لا المفهوم الإضافي الاعتباري. وعنه يعبّر بالفعل والخلق والتخليق والإحداث والاختراع ونحو ذلك من الإبداع والصنع، بل الترزيق والتصوير والإحياء فإنّ جميع هذه العبارات تعبيرات عن التكوين باعتبار تعلّق خاص. والاختراع والإبداع غير الإحداث عند الحكيم فإنهما بلا مدة فيهما غير مسبوقين بالعدم. وللإبداع مزيد خصوص فإنه يشترط فيه انتفاء المادة أيضا فهو يخص المجردات. ولمّا لم يعترف المتكلّم بممكن غير مادّي وغير زماني صارا عنده مساويين للإحداث كذا قيل. والتكوين عندهم هو أن يكون من الشيء وجود مادي وقد سبق في لفظ الإبداع. ثم الشيخ أبو المنصور الماتريدي وأتباعه قالوا التكوين صفة لله تعالى أزلية وهو تكوينه للعالم ولكلّ جزء من أجزائه لوقت وجوده على حسب إرادته وعلمه.
فالتكوين ثابت باق أبدا وأزلا، والمكوّن حادث بحدوث التعلّق كما في سائر الصفات القديمة التي لا يلزم من قدمها قدم المتعلّقات، وأنكره الأشاعرة، وقالوا إن كان المراد به نفس مؤثرية القدرة في المقدور فهي صفة نسبية اعتبارية لا توجد إلّا مع المنتسبين والكون حادث فيلزم حدوث التكوين، وإن كان المراد به صفة مؤثّرة في وجود الأثر فهو عين القدرة وإن أردتم أمرا آخر فبيّنوه. قالوا: متعلّق القدرة قد لا يوجد أصلا بخلاف متعلّق التكوين والقدرة مؤثّرة في إمكان وجود الشيء والتكوين مؤثر في وجوده، هكذا يستفاد من شرح العقائد النسفية وحواشيه. وقد بقي هاهنا أبحاث تركناها.

علم أسماء الرجال

علم أسماء الرجال
يعني: رجال الأحاديث.
فإن العلم بها نصف علم الحديث، كما صرح به العراقي في: (شرح الألفية)، عن علي بن المديني، فإنه سند، ومتن السند عبارة عن: الرواة، فمعرفة أحوالها، نصف العلم على ما لا يخفى.
والكتب المصنفة فيه على أنواع:
منها: (المؤتلف والمختلف).
لجماعة يأتي ذكرهم في: الميم؛ كالدارقطني، والخطيب البغدادي، وابن ماكولا، وابن نقطة؛ ومن المتأخرين: الذهبي، والمزي، وابن حجر، وغيرهم.
ومنها: (الأسماء والكنى) معا.
صنف فيه: الإمام مسلم، وعلي ابن المديني، والنسائي، وأبو بشر الدولابي، وابن عبد البر.
لكن أحسنها ترتيبا: كتاب الإمام، أبي عبد الله: الحاكم، وللذهبي: (المقتنى في سرد الكنى).
وسيأتي.
ومنها: (الألقاب).
صنف فيه: أبو بكر الشيرازي.
وأبو الفضل الفلكي.
سماه: (منتهى الكمال).
وسيأتي.
وابن الجوزي.
ومنها: (المتشابه).
صنف فيه: الخطيب كتابا.
سماه: (تلخيص المتشابه).
ثم: ذيله بما فاته.
ومنها: (الأسماء المجردة، عن الألقاب والكنى).
صنف فيه: أيضا غير واحد.
فمنهم: من جمع التراجم مطلقا، كابن سعد في: (الطبقات) ؛ وابن أبي خيثمة: أحمد بن زهير؛ والإمام، أبي عبد الله البخاري في: (تاريخهما).
ومنهم: من جمع الثقات، كابن حبان، وابن شاهين.
ومنهم: من جمع الضعفاء، كابن عدي.
ومنهم: من جمع كليهما: جرحا، وتعديلا.
وسيأتي في: الجيم.
ومنهم: من جمع رجال البخاري، وغيره، من أصحاب الكتب الستة، والسنن، على ما بين في هذا المحل.
علم أسماء الرجال
يعني رجال الأحاديث فإن العلم بها نصف علم الحديث كما صرح به العراقي في شرح الألفية عن علي بن المديني فإنه سند ومتن.
والسند: عبارة عن الرواة فمعرفة أحوالها نصف علم الحديث على ما لا يخفى والكتب المصنفة فيه على أنواع منها: المؤتلف والمختلف لجماعته كالدارقطني والخطيب البغدادي وابن ماكولا وابن نقطة ومن المتأخرين الذهبي والمزني وابن حجر وغيرهم. ومنها: الأسماء المجردة عن الألقاب والكنى معا صنف فيه الإمام مسلم وعلي بن المديني والنسائي وأبو بشر الدولابي وابن عبد البر لكن أحسنها ترتيبا كتاب الإمام أبي عبد الله الحاكم وللذهبي المقتنى في سرد الكنى.
ومنها: الألقاب صنف فيه أبو بكر الشيرازي وأبو الفضل الفلكي سماه منتهى الكمال وابن الجوزي ومنها: المتشابه صنف فيه الخطيب كتابا سماه تلخيص المتشابه ثم ذيله بما فاته.
ومنها: الأسماء المجردة عن الألقاب والكنى صنف فيه أيضا غير واحد فمنهم من جمع التراجم مطلقا كابن سعد في الطبقات وابن أبي حيثمة أحمد بن زهير والإمام أبي عبد الله البخاري في تاريخهما ومنهم من جمع الثقات كابن حبان وابن شاهين.
ومنهم من جمع رجال الضعفاء كابن عدي ومنهم من جمع كليهما جرحا وتعديلا.
ومنهم من جمع رجال البخاري وغيره من أصحاب الكتب الستة والسنن على ما بين في هذا المحل وقد ذكرنا كتب أسماء الرجال على ترتيب حروف الهجاء في كتابنا اتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء المحدثين.

النّهر

النّهر:
[في الانكليزية] River ،stream
[ في الفرنسية] Fleuve ،riviere
بالفتح وسكون الهاء وفتحها بمعنى جوي، الأنهار الجمع كما في الصراح في جامع الرموز في كتاب إحياء الموات في شرح قوله لا حريم للنهر، النهر المجرى الواسع للماء فإنه فوق الساقية وهي فوق الجدول كما في المغرب فهو مجرى كبير لا يحتاج إلى الكري في كلّ حين انتهى كلامه. وفي البرجندي في شرح هذا القول النهر في الأصل المجرى الواسع للماء والمراد هاهنا مطلق مجرى الماء إذا كان على وجه الأرض انتهى كلامه. وقوله إذا كان على وجه الأرض احتراز عن القناة فإنّها مجرى الماء تحت الأرض. قال الفقهاء هو قسمان عام وخاص، فالنهر العام عند أبي حنيفة ومحمد رحمهما الله ما يجري فيه السفن، وقد أطلق في الأصل ذكر السفن وقيل أريد بها أصغر السّفن فدجلة وفرات نهر عام، والخاص بخلافه. وعند أبي يوسف رحمه الله النهر الخاص ما يسقى منه قراحان أو ثلاثة أو بستانان أو ثلاثة وما زاد على هذا فهو عام كما في الكافي. والقراح قطعة من الأرض لا مجرى لها. وذكر شيخ الإسلام أنّ المشايخ اختلفوا فيه فقيل الخاص ما يتفوّق ماؤه بين الشركاء ولا يبقى إذا انتهى إلى آخر الأراضي ولا يكون له منفذ إلى المفاوز التي لجماعة المسلمين، والعام ما يتفرّق ويبقى وله منفذ، وعامة المشايخ على أنّه ما كان شركاؤه لا يحصون والخاص ما كان شركاؤه جمعا يحصى، واختلفوا فيما لا يحصى فقيل ما يحصى هو أربعون، وقيل مائة، وقيل خمسمائة.
وقال بعض مشايخنا إنّ الأصح أنّه مفوّض إلى مجتهد في زمانه. وهاهنا أقوال أخر يطلب من شروح مختصر الوقاية في كتاب الشفعة.

نعظ

نعظ


نَعَظَ
أَنْعَظَa. Rutted.
[نعظ] نه: فيه: "النعظ" أمر غارم، يقال: نعظ الذكر- إذا انتشر، وأنعظه صاحبه وأنعظ الرجل- إذا اشتهى الجماع، والإنعاظ: الشبق، يريد أنه أمر شديد.
[نعظ] نَعَظَ الزُبُّ يَنْعَظُ نَعْظاً ونعوظاً: انتشر. وأَنْعَظَهُ صاحبه. والإنْعاظُ: الشبق، يقال أنعظت الدابة إذا فتحت حَياها مرَّةً وقبضَتْه أخرى. وينشد: إذا عرق المهقوع بالمرء أنعظت * حليلته وابتل منها إزارها
ن ع ظ

أنعظ الرجل وأنعظت المرأة إذا انتشر ما عندهما واهتاج. قال:

إذا عرق المهقوع بالمرء أنعظت ... حليلته وابتلّ منها إزارها

وأنعظت الدّابة إذا فتحت ظبيتها وقبضتها. وقد نعظ متاعه نعظاً ونعوظاً، وذكر ناعظ. وشرب الناعوظ وهو دواء النعظ، ونحوه: أن العرب كانت تسمّى اللحم: الباصور، تعني أنه جيد للبصر.
نعظ:
انعظ. في (محيط المحيط): (انعظ الرجل والمرأة علاهما الشبق وتاقت نفسهما للنكاح. وانعظ الذكر صاحبه حركه) وفي ألف ليلة 2: 393 (أعظت الجارية ذكره بيدها) (ابن البيطار 1: 21): أن هذا الزرع حين يعالج بهذه الطريقة أو تلك عولج قد انعظ انعاظا متوسطا (وفي 32): هيج الباه وانعظ انعاظا شديدا (وفي 86 و 106 المقري 2: 555: 7): ذكره منعظ.
منعظ على: متيم بحبها (الأغاني 69: 10) [طبعة بولاق فيها أن وليس إن].
نعظ: اصطلاح طبي يفيد انتصاب الذكر (محيط المحيط).
ناعوظ: دواء يسبب انتصاب الذكر وقد أساء (فريتاج) ترجمة الكلمة.

نعظ

1 نَعَظَ

, aor. نَعَظَ

, inf. n. نَعْظٌ and نُعُوظٌ (S, Msb, K,) and نَعَظٌ, (ISd, K,) It (the زُبّ, S, or ذَكَر, Msb, K,) became erect, (S, Msb, K), by reason of carnal appetite; (Msb;) as also ↓ انعظ. (M, TA.) 4 انعظ , (Msb, K,) inf. n. إِنْعَاظٌ, (S, Msb,) He (a man, Msb, K,) became affected with carnal appetite: (S, Msb, K:) and in like manner انعظت, said of a woman. (Msb, K. *) b2: His penis became extended. (M, in art. رول.) b3: انعظت She (a beast) opened and contracted, alternately, her vulva; (S, K;) and so ↓ انتعظت. (AO, K.) b4: See also 1.

A2: انعظهُ He caused it to become erect: (S:) or put it in motion: (Msb:) namely his زُبّ, (S,) or ذَكَر. (Msb.) 8 إِنْتَعَظَ see 4.

حِرٌ نَعِظٌ A vulva excited by carnal appetite. (K.) نَاعُوظٌ That excites erection of the penis. (K.) شرب النَّاعُوظِ [app. a mistranscription for شَرْبَةُ الناعوظ] Medicine which has that effect: mentioned by Z and Ibn-'Abbád. (TA.)
(ن ع ظ)

نَعَظَ الذَّكر يَنْعَظُ نَعْظا ونَعَظاً ونُعُوظا وأنْعَظ: قَامَ. قَالَ الفرزدق:

كَتَبْتَ إليَّ تسْتَهْدِي الجَوَارِي ... لَقدْ أنْعَظْتَ مِنْ بَلَدٍ بَعِيِدِ

وأنْعَظَتِ الْمَرْأَة: شَبِقَت.

وَالِاسْم من كل ذَلِك: النَّعْظُ.

وحِرٌ نَعِظٌ: شبق، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

حَيَّاكَةٌ تَمشِي بعُلطَتَينِ ... وَذي هبابٍ نَعِظِ العَصْرَيِنٍ

وَهُوَ على النّسَب، لِأَنَّهُ لَا فعل لَهُ يكون نَعِظٌ اسْم فَاعل مِنْهُ. وَأَرَادَ: نَعِظ بالعصرين، أَي بِالْغَدَاةِ والعشي أَو بِالنَّهَارِ وَاللَّيْل.

وَبَنُو ناعِظٍ: قَبيلَة.
نعظ
نَعَظَ ذَكَرُهُ يَنْعَظُ نَعَظْاً، بالفَتْحِ، ويُحَرَّكُ، ونُعُوظاً، بالضَّمِّ، وعَلى الأَوَّلِ والثانِي اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وهُوَ نَصُّ اللَّيْثِ، والتَّحْرِيكُ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه: قَامَ وانْتَشَرَ. رُوِيَ عَن مُحَمَّدِ بنِ سَلاّمٍ أَنَّهُ قالَ: كانَ بالبَصْرَةِ رَجُلٌ كَحَّالٌ، فأَتَتْهُ امرأَةُ جَمِيلَةٌ، فكَحَلَهَا، وأَمَرَّ المِيلَ عَلَى فَمِهَا، فَبَلَغ ذلِكَ السُّلْطَانَ، فَقالَ: واللهِ لأَفُشَّنَّ نَعْظَهُ، فأَخَذَهُ ولَفَّهُ فِي طُنِّ قَصَبٍ وأَحْرَقَهُ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُسْلِمٍ والخَوْلانِيّ أَنَّه قالَ: يَا مَعْشَر خَوْلانَ أَنْكِحُوا نِسَاءَكَمْ وأَيَامَاكُم، فإِنَّ النَّعْظَ أَمْرٌ عَارِمٌ، فأَعِدُّوا لَهُ عُدّةً، واعْلَمُوا أَنَّه لَيْسَ لِمُنْعِظٍ رَأْيٌ يَعْنِي أَنّه أَمْرٌ شَدِيدٌ.
ويُقَالُ: شَرِبَ النَّاعُوظَ، وَهُوَ الدَّوَاءُ الَّذِي يُهَيِّجُ النَّعْظَ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ وابنُ عَبّادٍ.
وأَنْعَظَ الرَّجُلُ والمَرأَةُ: عَلاَهُمَا الشَّبَقُ واشْتَهَيَا الجِمَاعَ، وهَاجَا.
وأَنْعَظَتِ الدَّابَّةُ: فَتَحَت حَيَاءَهَا مَرَّةً وقَبَضَتْه أُخْرَى، ويُنْشَد:
(إِذا عَرِقَ المَهْقُوعِ بالمَرءِ أَنْعَظَتْ ... حَلِيلَتُهُ، وابْتَلَّ مِنْهَا إِزَارُهَا)
هكَذا فِي الصّحاح، ويُرْوَى: وازْدَادَ رَشْحاً عِجَانُهَا)
قَالَ ابنُ بَرَّيّ: أَجابَ هَذَا الشَّاعِرَ مُجِيبٌ:
(قَدْ يَرْكَبُ المَهْقُوعِ مَنْ لَسْتُ مِثْلَه ... وقَدْ يَرْكَبُ المَهْقُوعَ زَوْجَ حَصَانِ)
قالَ اللَّيْثُ: وإِنَّمَا كُرِهَ رُكُوبُ المَهْقُوعِ، لأنَّ رَجُلاً أَتَى بِفَرَسٍ لَهُ يَبِيعُهُ فِي بَعْضِ الأَسْوَاقِ، فسَمِع هَذَا البَيْتَ ولَمْ يَرَ قائِلَه، فكَرِه النَّاسُ رُكُوبَهُ. كانْتَعَظَتْ، عَن أَبِي عُبَيْدَة.
وحرٌ نَعِظٌ، ككَتِفٍ، أَي شَبِقٌ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:
(حَيَّاكَةٌ تَمْشِي بعُلْطَتَيْنِ ... وذِي هِبابٍ نَعِظِ العَصْرَيْنِ)
وَهُوَ عَلَى النَّسَبِ، لأَنَّهُ لَا فِعْلَ لَهُ يَكُونُ نَعِظٌ اسمَ فَاعِلِ مِنْهُ، وأَرادَ: نَعِظِ بالعَصْرَيْنِ، أَي بالغَداةِ والعَشِيّ، أَو بالنَّهَارِ والَّليْل. وبَنُو نَاعِظِ: بَطْنٌ من العَرَبِ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ فِي هَذَا التَّرْكِيبِ، وقَدْ تَقَدَّم أَيْضاً فِي المُهْمَلَةِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: أَنْعَظَ ذَكَرُه: إِذا انْتَشَرَ، كَما فِي المُحْكَمِ، وأَنْعَظَهُ صاحِبُه، لازِمٌ مُتَعَدٍّ. قالَ الفَرَزْدَقُ:
(كَتَبْتَ إِليَّ تَسْتَهْدِي الجَوَارِي ... لَقَدْ أَنْعَظْتَ مِنْ بَلَدٍ بَعيدِ)
نعظ
نَعَظَ الذكَرُ نَعْظاً ونُعُوْظاً. وأنعَظَتِ المرأةُ: شَبقَتْ. والناعُوْظُ: الذي يُهًيجُ النَعْظَ.

أَنِفَ

(أَنِفَ)
(هـ) فِيهِ «الْمُؤْمِنُونَ هيّنُون لَيّنُون كَالْجَمَلِ الأَنِف» أَيِ المَأْنُوف، وَهُوَ الَّذِي عقَرَ الخِشَاشُ أنْفَه فَهُوَ لَا يَمْتَنِع عَلَى قائدِه للْوَجَع الَّذِي بِهِ. وَقِيلَ الأَنِفُ الذَّلُول. يُقَالُ أَنِفَ الْبَعِيرُ يَأْنَفُ أَنَفاً فَهُوَ أَنِفٌ إِذَا اشْتَكَى أنْفَه مِنَ الخِشَاش. وَكَانَ الْأَصْلُ أَنْ يُقَالَ مَأْنُوف لِأَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ، كَمَا يُقَالُ مَصْدورٌ ومَبْطُون لِلَّذِي يشْتَكي صَدْرَهُ وبَطْنه. وَإِنَّمَا جَاءَ هَذَا شَاذًّا، ويروَى كَالْجَمَلِ الآنِفِ بِالْمَدِّ، وهُو بِمَعْنَاهُ.
وَفِي حَدِيثِ سَبْقِ الحدثِ فِي الصَّلَاةِ «فليأخُذ بِأَنْفِهِ ويَخْرُج» إِنَّمَا أَمَرَهُ بِذَلِكَ لِيُوهِمَ الْمُصَلِّينَ أَنَّ بِهِ رُعافا، وَهُوَ نَوْع مِنَ الْأَدَبِ فِي ستْر العَوْرة وَإِخْفَاءِ الْقَبِيحِ، وَالْكِنَايَةِ بالأحْسَن عَنِ الأقْبح، وَلَا يَدخُل فِي بَابِ الْكَذِبِ وَالرِّيَاءِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ التَّجمُّل وَالْحَيَاءِ وَطَلَبِ السَّلَامَةِ مِنَ النَّاسِ.
[هـ] وَفِيهِ «لِكُلِّ شَيْءٍ أُنْفَةٌ وأُنْفَةُ الصَّلَاةِ التَّكْبيرَةُ الْأُولَى» أُنْفَةُ الشَّيْءِ: ابْتِدَاؤُهُ، هَكَذَا رُوِيَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ. قَالَ الْهَرَوِيُّ: وَالصَّحِيحُ بِالْفَتْحِ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «إِنَّمَا الْأَمْرُ أُنُفٌ» أَيْ مُسْتَأْنَفٌ اسْتِئْنَافاً مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ سَبَقَ بِهِ سَابِقُ قَضَاءٍ وَتَقْدِيرٍ، وَإِنَّمَا هو [مقصور] على اختيارك ودخولك فيه. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: اسْتَأْنَفْتُ الشَّيْءَ إِذَا ابْتَدَأْتَهُ، وفَعَلْتُ الشَّيْءَ آنِفًا، أَيْ فِي أَوَّلِ وَقْتٍ يقرُب مِنِّي.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أُنْزِلَتْ عليَّ سُورَةٌ آنِفاً» أَيِ الْآنَ. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ «وَوَضَعها فِي أُنُفٍ مِنَ الْكلإ وَصَفْوٍ مِنَ الْمَاءِ» الأُنُف- بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالنُّونِ-: الْكَلَأُ الَّذِي لَمْ يُرعَ وَلَمْ تَطَأْهُ الْمَاشِيَةُ.
وَفِي حَدِيثِ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ «فَحَمِيَ مِنْ ذَلِكَ أَنَفاً» يُقَالُ أَنِفَ مِنَ الشَّيْءِ يَأْنَفُ أَنَفاً إِذَا كَرِهَهُ وَشَرُفَتْ نَفْسُهُ عَنْهُ، وَأَرَادَ بِهِ هَاهُنَا أخَذَتْه الْحَمِيَّةُ مِنَ الغيْرة والغَضَب. وَقِيلَ هُوَ أَنْفاً بِسُكُونِ النُّونِ لِلْعُضْوِ، أَيِ اشْتَدَّ غيظُه وَغَضَبُهُ، مِنْ طَرِيقِ الْكِنَايَةِ، كَمَا يُقَالُ للمتغَيّظ وَرِم أَنْفُهُ:
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ فِي عَهْدِه إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِالْخِلَافَةِ «فكُلُّكُم ورِمَ أَنْفُهُ» أَيِ اغْتاظ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ مِنْ أحْسن الْكِنَايَاتِ، لأنَّ الْمُغْتَاظَ يرِمُ أَنْفُهُ ويَحْمَرّ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «أَمَا إِنَّكَ لَوْ فعلتَ ذَلِكَ لجَعْلتَ أَنْفَكَ فِي قَفَاكَ» يُرِيدُ أَعْرَضْتَ عَنِ الْحَقِّ وَأَقْبَلْتَ عَلَى الْبَاطِلِ. وَقِيلَ أَرَادَ إِنَّكَ تُقْبل بِوَجْهِكَ عَلَى مَنْ ورَاءك مِنْ أَشْيَاعِكَ فتؤثرهُم بِبرَّك.

تاريخ تيمور

تاريخ تيمور
ذكر الشرف اليزدي: أنه تولى بنفسه في أمر التدوين، وضبط الوقائع، فاستكتبها، كما هو الواقع في (غاية التهذيب والتحرير).
فممن دونه: نظام الدين الهروي، المعروف: بشنب غازاني.
وهو أول من قدم مستقبلا له من بغداد، حين قصد إليها، وصار مكرما عنده.
وصفي الدين الختلاني، من علماء سمرقند.
كتب طرفا من وقائعه.
تركيا.
والشيخ: محمود زنكي، الكرماني.
قرب إلى تمامه.
وسماه: (جوش وخروش).
ومات: لما سقط إلى نهر من قنطرة تفليس، سنة ست وثمانمائة.
وهذه الثلاثة: لم تنتشر، كما ذكره صاحب (حبيب السير).
ومنهم:
شرف الدين: علي اليزدي.
المتوفى: سنة خمسين وثمانمائة.
وهو: مشهور، متداول.
فارسي.
مسمى: (بظفر نامه). وسيأتي.
وترجمته: بالتركية.
لحافظ الدين: محمد بن أحمد العجمي.
و (الذيل على تاريخ الشرف).
للتاج السلماني.
كتب من: محرم، سنة سبع وثمانمائة، إلى سنة ثلاث عشرة وثمانمائة.
وقد اشتمل: على وقائع شاهرخ، وألوغ بيك.
وفيه: (نظم ظفر نامه).
لعبد الله الهاتفي.
المتوفى: سنة سبع وعشرين وتسعمائة. وسيأتي.
و (عجائب المقدور، في نوائب تيمور).
لابن عربشاه.
يأتي مع ترجمته.

أطراف الكتب الستة

أطراف الكتب الستة
للشيخ، شمس الدين: محمد بن طاهر المقدسي.
المتوفى: سنة سبع وخمسمائة.
قال ابن عساكر في: (الأشراف) : وهو أطراف الستة أيضا.
جمع فيه: أطراف السنن، وأضاف إليها: (أطراف الصحيحين)، و(ابن ماجة)، فزهدت فيما كنت جمعته، ثم إني سبرته واختبرته، فظهرت فيه أمارات النقص، وألفيته مشتملا على أوهام كثيرة، وترتيبه مختل، راعى الحروف تارة، وطرحها أخرى. انتهى.
ومن ثمة لخصها:
شمس الدين: محمد بن علي الحسيني، الدمشقي.
ورتب: أحسن ترتيب.
ومات: سنة خمس وستين وسبعمائة.
وللحافظ، جمال الدين، (أبي الحجاج) : يوسف بن عبد الرحمن المزي.
المتوفى: سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة.
وفيه: أيضا أوهام.
وجمعها: أبو زرعة: أحمد بن عبد الرحيم بن العراقي.
المتوفى: سنة عشرين وثمانمائة.
ومختصر (أطراف المزي).
للحافظ، شمس الدين: محمد بن أحمد الذهبي.
المتوفى: سنة ثمان وأربعين وسبعمائة.

علم رجال الأحاديث

علم رجال الأحاديث
قال فيه سبط أبي شامة العلامة في وصف علم التاريخ وذم من عابه وشانه وقد ألف العلماء في ذلك تصانيف كثيرة لكن قد اقتصر كثير منهم على ذكر الحوادث من غير تعرض لذكر الوفيات كتاريخ ابن جرير ومروج الذهب والكامل وإن ذكر اسم من توفي في تلك السنة فهو عار عما له من المناقب والمحاسن.
ومنهم من كتب في الوفيات مجردا عن الحوادث ك تاريخ نيسابور للحاكم وتاريخ بغداد لأبي بكر الخطيب والذيل عليه للسمعاني وهذا وإن كان أهم النوعين فالفائدة إنما تتم بالجمع بين الفنين وقد جمع بينهما جماعة من الحفاظ منهم: أبو الفرج بن الجوزي في المنتظم وأبو شامة في الروضتين والذيل عليه وصل إلى سنة خمس وستين وستمائة.
وقد ذيل عليه الحافظ علم الدين البرزالي.
وممن جمع بين النوعين أيضا الحافظ شمس الدين الذهبي لكن الغالب في العبر الوفيات وجمع بينهما عماد الدين بن كثير في البداية والنهاية وأجود ما فيه السير النبوية وقد أخل بذكر خلائق من العلماء وقد يكون من أخل بذكره أولى ممن ذكره مع الإسهاب المخل وفيه أوهام قبيحة لا يسامح فيها وقد صار الاعتماد في مصر والشام في نقل التواريخ في هذا الزمان على هؤلاء الحفاظ الثلاثة: البرزالي والذهبي وابن كثير.
أما تاريخ البرزالي فانتهى إلى آخر سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة ومات في السنة الآتية.
وأما الذهبي فانتهى تاريخه إلى آخر سنة أربعين وسبعمائة.
وأما ابن كثير فالمشهور أن تاريخه انتهى إلى آخر سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وهو آخر ما لخصه من تاريخ البرزالي وكتب حوادث إلى قبيل وفاته بسنتين ولما لم يكن من سنة إحدى وأربعين وسبعمائة ما يجمع الأمرين على الوجه الأتم شرع شيخنا الحافظ مفتي الشام شهاب الدين أحمد بن يحيى السعدي في كتابه ذيل من أول سنة إحدى وأربعين وسبعمائة على وجه الاستعياب للحوادث والوفيات فكتب منه سبع سنين ثم شرع من أول سنة تسع وستين وسبعمائة فانتهى إلى أثناء ذي القعدة سنة خمس عشرة وثمانمائة وذلك قبل ضعفه ضعفة الموت غير أنه سقط منه سنة خمس وسبعين فعدمت وكان قد أوصاني أن أكمل الخرم من أول سنة ثمان وأربعين إلى آخر سنة ثمان وستين فاستخرت الله تعالى في تكميل ما أشار إليه ثم التذييل عليه من حين وفاته ثم رأيت في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة فما بعدها إلى آخر سنة ثمان وأربعين فوائد جمة من حوادث ووفيات قد أهملها شيخنا ويحتاج الكتاب إليها فألحقت كثيرا منها والحوادث وشرعت من أول سنة إحدى وأربعين وسبعمائة جامعا بين كلامه وتلك الفوائد على أن الجميع في الحقيقة له.

تعدية الأفعال بنفسها، وهي متعدية بحرف جرّ

تعدية الأفعال بنفسها، وهي متعدية بحرف جرّ
الأمثلة: 1 - أَحَاطَت الشرطة المتظاهرين 2 - أَحَالَه رمادًا 3 - أَخْبَرَه النَّبأ المفرح 4 - أَدَّاه حَقَّه كاملاً 5 - أَرْجُوكَ المساعدة العاجلة 6 - أَسْدَيْتُك شكري تقديرًا لجهودك 7 - أُعْجِبت به وقد وَفَى العهدَ 8 - أَفَاضَ القولَ ليؤكد فكرته 9 - أَمْعَنَ النظرَ إلى المشكلة 10 - أَهْدَاه كتابًا 11 - أَوْصَى أولاده وصيّةً 12 - اسْتَكْشَفَ الأمرَ بمفرده 13 - اسْتَنْكَفَ العملَ معه 14 - بَعَثَ إليه كتابًا 15 - تَكَفَّلَ أداءَ الدين 16 - حَافَ الرّجلَ لظلمه إيّاه 17 - ذَهَبتُ الشامَ العام الماضي 18 - رَاحَ البلدَ للنزهة 19 - ردّ الكتاب مكانَه 20 - سَلَّمَه الرسالةَ 21 - شَارَكه الرأي 22 - عَهِدَ إليه مُتَابَعَة القضية 23 - لا أُخْفِيكُمُ الأمرَ 24 - نَطَق الشهادتين قُبَيل وفاته 25 - وَقَّع الوثيقةَ أمام شريكه 26 - يَرشُقُه سهمًا 27 - يَلْعَبُ الكرةَ
الرأي: مرفوضة
السبب: لتعدية هذه الأفعال بنفسها، وهي متعدية بحرف جرّ.

الصواب والرتبة:
1 - أَحاطَت الشرطة بالمتظاهرين [فصيحة]-أَحاطَت الشرطة المتظاهرين [صحيحة]
2 - أَحَالَه إلى رمادٍ [فصيحة]-أَحَالَه رمادًا [صحيحة]
3 - أَخْبَره بالنَّبأ المفرح [فصيحة]-أَخْبَره النَّبأَ المفرح [صحيحة]
4 - أَدَّى إليه حَقَّه كاملاً [فصيحة]-أَدَّاه حَقَّه كاملاً [صحيحة]
5 - أرجو منك المساعدة العاجلة [فصيحة]-أرجوك المساعدة العاجلة [صحيحة]
6 - أَسْدَيْتُ إليك شكري تقديرًا لجهودك [فصيحة]-أَسْدَيْتُك شكري تقديرًا لجهودك [صحيحة]
7 - أُعْجِبتُ به وقد وَفَى بالعَهْدِ [فصيحة]-أُعْجِبت به وقد وَفَى العهدَ [صحيحة]
8 - أَفَاضَ في القولِ ليؤكد فكرته [فصيحة]-أَفَاضَ القولَ ليؤكد فكرته [صحيحة]
9 - أَمْعَنَ في النَّظر إلى المشكلة [فصيحة]-أَنْعَمَ النظرَ إلى المشكلة [فصيحة]-أَمْعَنَ النَّظرَ إلى المشكلة [صحيحة]
10 - أهدى إليه كتابًا [فصيحة]-أهدى له كتابًا [فصيحة]-أهداه كتابًا [صحيحة]
11 - أَوْصى أولاده بوصيَّة [فصيحة]-أَوْصى أولاده وصيَّة [صحيحة]
12 - اسْتَكْشَفَ عن الأمر بمفرده [فصيحة]-اسْتَكْشَفَ الأمرَ بمفرده [صحيحة]
13 - اسْتَنْكَفَ عن العملِ معه [فصيحة]-اسْتَنْكَفَ من العملِ معه [فصيحة]-اسْتَنْكَفَ العملَ معه [صحيحة]
14 - بَعَثَ إليه بكتاب [فصيحة]-بَعَثَ إليه كتابًا [صحيحة]
15 - تَكَفَّلَ بأداءِ الدَّيْن [فصيحة]-تَكَفَّلَ أداءَ الدَّيْن [صحيحة]
16 - حَافَ على الرَّجُلِ لظلمه إيّاه [فصيحة]-حافَ الرَّجُلَ لظلمه إيّاه [صحيحة]
17 - ذهبتُ إلى الشامِ العام الماضي [فصيحة]-ذهبتُ الشامَ العام الماضي [صحيحة]
18 - راحَ إلى البلدِ للنزهة [فصيحة]-راحَ البلدَ للنزهة [صحيحة]
19 - ردّ الكتاب إلى مكانِه [فصيحة]-ردّ الكتاب مكانَه [صحيحة]
20 - سَلَّمَ الرسالةَ إليه [فصيحة]-سَلَّمَه الرسالةَ [صحيحة]
21 - شارَكَه في الرأي [فصيحة]-شارَكَه الرأي [صحيحة]
22 - عَهِدَ إليه بمُتَابَعَة القضية [فصيحة]-عَهِدَ إليه مُتَابَعَة القضية [فصيحة]
23 - لا أُخْفِي عنكُمُ الأَمْرَ [فصيحة]-لا أُخْفِيكُمُ الأمرَ [صحيحة]
24 - نطق بالشهادتين قُبَيل وفاته [فصيحة]-نطق الشهادتين قُبَيل وفاته [صحيحة]
25 - وَقَّعَ الوثيقةَ أمام شريكه [فصيحة]-وَقَّعَ في الوثيقة أمام شريكه [فصيحة]
26 - يرشُقُه بسهم [فصيحة]-يرشُقُه سهمًا [صحيحة]
27 - يلعبُ بالكرةِ [فصيحة]-يلعبُ الكرةَ [صحيحة]
التعليق: الوارد في المعاجم تعدية الفعل «أحال» - وبعض الأفعال الأخرى- بنفسه إلى المفعول الأول، وتعديته بحرف الجرّ إلى المفعول الثاني، كما في قوله تعالى: {وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ} الإسراء/64، كما ورد في الاستعمالات الفصيحة أفعال أخرى متعدية إلى مفعولها بحرف الجرّ، كما في قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} الطلاق/12، وكما في الحديث: «من أسدى إليكم معروفًا فكافئوه». ولكن يمكن تصحيح تعدِّي مثل هذه الأفعال بنفسها بتضمينها معنى أفعال أخرى تتعدَّى بنفسها، كتضمين الفعل «أحالَ» معنى الفعل «صَيَّر»، فيكون متعديًا إلى مفعولين بنفسه. كما يمكن تصحيح تعدية بعض الأفعال بنفسها على حذف حرف الجرّ، وهو ما يسميه النحاة «النصب على نزع الخافض»، وهذا كثير في العربية. وقد أجاز مجمع اللّغة المصري تعدية بعض الأفعال بنفسها مثل: «أحاط» و «أمعن».

طُرَيثيثُ

طُرَيثيثُ:
بضم أوله، وفتح ثانيه ثم ياء مثناة من تحت وثاء مثلثة، تصغير الطرثوث: وهو نبت كالفطر مستطيل دقيق يضرب إلى الحمرة يؤبس، وهو دباغ للمعدة، منه مرّ ومنه حلو جعل في الأدوية، قال الأزهري: طراثيث البادية ليست كالطراثيث التي تنبت في جبال خراسان التي عندنا فان لها ورقا عريضا ومنبته الجبال، وطرثوث البادية لا ورق له ولا ثمر ومنبته الرمال وسهولة الأرض وفيه حلاوة وربما كان فيه عفوصة، وهو أحمر مستدير الرأس كأنه ثومة ذكر الرجل، وطرثيث: ناحية وقرى كثيرة من أعمال نيسابور وطريثيث قصبتها، وما زالت منبعا للفضلاء وموطنا للعلماء وأهل الدين والصلاح إلى قريب من سنة 530، فان العميد منصور بن منصور الزورآباذي رئيس هذه الناحية آباء وأجدادا لما استولى الباطنية الملاحدة على نواحي قهستان وزوزن، كما نذكره إن شاء الله تعالى في موضعه، خاف العميد غائلتهم لاتصال أعماله بأعمالهم فاستمد الأتراك لنصرته وحفظا للحريم والأموال، وكان شديدا على الملاحدة مسرفا في قتلهم، فجاء قوم من الأتراك لمعاونته فجروا على عادتهم في سوء المعاملة واستباحة ما لا يليق ولم تكن همّتهم صادقة في دفع العدوّ وإنما كان قصدهم بلوغ الغرض في تحصيل ما يحصلونه، فرأى ثقل وطأتهم وقلة غنائهم فدفعهم عنه والتجأ إلى الملاحدة وصفت له ناحية طريثيث وقلاعها وأملاكها وضياعها، وكان فقيها مناظرا حسن الاعتقاد شافعيّ المذهب إلا أن الضرورة الجأته إلى ما فعل، ولما حضرته الوفاة أوصى إلى رجل شافعي المذهب في غسله وتجهيزه وأوصى إلى ابنه علاء الدين محمود بإظهار دعوته وإحياء معالم السنن، فامتثل وصيته في شهور سنة 545 وأمر بلبس السواد والخطبة بجامع طريثيث فخالفه عمه وأقاربه وكسروا المنبر وقتلوا الخطيب، فكتب محمود إلى نيسابور يستمدّ أهلها ويستنصرهم في كشف هذه البلية وقتل الملاحدة فلم يجد مساعدا فقدم نيسابور وجرى أولئك على رأيهم وخلصت للملاحدة، فهي في أيديهم إلى الآن، وقد خرج من هذه الناحية جماعة من أهل العلم، وأهل خراسان يسمون هذه الناحية اليوم ترشيش، بشينين معجمتين وأوله تاء مثناة من فوق، وحكى العمراني عن الأزهري ولم أجده أنا في كتاب التهذيب الذي نقلته من خطه ولعله من تصنيف له آخر، قال:
طريثيث قرية بنيسابور، وأنشد:
كنت عن أهلي مسافر ... بالطريثيث أساير
فإذا أبيض شاطر ... يتغنّى وهو طائر
يا جيادا يا غضائر
وقد نسبوا إلى طريثيث جماعة وافرة من أهل العلم والعبادة قبل انتقالهم إلى هذه البلية، منهم: أبو الفضل شافع بن عليّ بن الفضل الطريثيثي، سمع أبا الحسن محمد بن عليّ بن صخر الأزدي بمكة وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن طلحة بن غسان الحافظ وغيرهما، روى عنه وجيه بن طاهر الشحامي، ومات بنيسابور في ذي الحجة سنة 488، ومولده بطريثيث سنة 460.

الْكَوْثَر

(الْكَوْثَر) (انْظُر كثر)
(الْكَوْثَر) الْعدَد الْكثير وَالْخَيْر الْعَظِيم وَالرجل السخي
الْكَوْثَر: نهر فِي الْجنَّة وعَلى هَذَا النَّحْو تسيل من الْقَلَم قصَّة هِيَ أَنه لما أَمر ملك (دلهي) جلال الدّين مُحَمَّد الْأَكْبَر الشَّيْخ الفيضي بِالسَّفرِ سفيرا لَهُ إِلَى برهَان نظام شاه وَالِي (أَحْمد نكر) فَأرْسل هَذَا الْأَخير عريضته إِلَى الْملك من (أَحْمد نكر) يَقُول: إِن مَوْلَانَا الظهوري ينْقل، أَنه فِي يَوْم مَا اجْتمع عدد من شرفاء مَكَّة المعظمة فِي حديقة أحدهم حول الْحَوْض وَأخذُوا يتبادلون الحَدِيث، وعَلى التَّقْرِيب المعظمة.
قَالَ أحد الْأَشْخَاص من سكان مَا وَرَاء النَّهر أَنه غَدا سيجلس أَرْبَعَة أَحيَاء على الزوايا الْأَرْبَعَة لحوض الْكَوْثَر ويسقون الْمُؤمنِينَ المَاء. فَوقف عِنْدهَا مَحْمُود الصّباغ النَّيْسَابُورِي وَقَالَ هَذَا قَول غير مَعْقُول إِن حَوْض الْكَوْثَر دائري وساقيه هُوَ المرتضى عَليّ وهرب.
(] حرف اللَّام [)
الْكَوْثَر: الْأَصَح أَنه نهر فِي الْجنَّة وَقَالَ بَعضهم أَنه حَوْض كَمَا قَالَ الْعَلامَة التَّفْتَازَانِيّ إِلَى آخِره والحوض حق لقَوْله تَعَالَى: {إِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر} . وَلقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: " حَوْضِي مسيرَة شهر وزواياه سَوَاء " أَي طوله وَعرضه وماؤه أَبيض من اللَّبن وريحه أطيب من الْمسك وكيزانه أَكثر من نُجُوم السَّمَاء من يشرب مِنْهَا فَلَا يظمأ أبدا. وَالْأَحَادِيث فِيهِ كَثِيرَة انْتهى وعَلى هَذَا ثَبت أَن الْكَوْثَر لَيْسَ بمدور فَإِن المدور لَا يُسمى نهر أَو أَن الزوايا لَا تتَصَوَّر فِي المدور.
وَأجِيب عَنهُ بِأَن الْكَوْثَر مربع لِأَن الشَّيْخ الْأَجَل جلال الدّين السُّيُوطِيّ رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ فِي كِتَابه البدور السافرة أخرج أَحْمد وَالْبَزَّار عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَنا على حَوْضِي أنظر من يرد عَليّ والحوض مسيرَة شهر وزواياه على السوية " انْتهى.أَقُول لم لَا يجوز أَن يكون مثلثا مثلا متساوي الأضلاع فَلَا يتم التَّقْرِيب لِأَن الْمُدَّعِي أَن الْكَوْثَر مربع وبمساواة الزوايا لَا يثبت المربع كَمَا لَا يخفى نعم عدم تَمام التَّقْرِيب إِنَّمَا هُوَ على تَقْدِير دَعْوَى الْمُجيب بِأَنَّهُ مربع لَكِن بِالنّظرِ إِلَى دَعْوَى الْمَحْمُود الصّباغ أَنه مدور فَهُوَ تَامّ لِأَن الزوايا لَا تتَصَوَّر فِي المدور فضلا عَن مساواتها فبتساوي الزوايا يثبت أَنه لَيْسَ بمدور وَهُوَ مدعى الْمُجيب فَافْهَم.
(بَاب الْكَاف مَعَ الْهَاء)

التعجيز، في مختصر: (الوجيز)

التعجيز، في مختصر: (الوجيز)
في الفروع الشافعية.
للشيخ، الإمام، تاج الدين، أبي القاسم: عبد الرحيم ابن محمد، المعروف: بابن يونس الموصلي، الشافعي.
المتوفى: سنة 671، إحدى وسبعين وستمائة.
وهو مختصر عجيب، مشهور بين الشافعية.
ثم شرحه.
ولم يكمله.
وله شروح كثيرة، منها:
شرح: الإمام: أبي بكر بن إسماعيل بن عبد العزيز السنكلومي (السنكلوني) - ويقال: الزنكلوني، وهو الأصح -، الشافعي.
المتوفى: سنة 740، أربعين وسبعمائة.
وسماه: (الواضح الوجيز).
في ثمان مجلدات.
وشرح: تاج الدين: عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع الفزاري، الشافعي، المعروف: بالفركاح.
المتوفى: سنة 690، تسعين وستمائة.
ولم يكمله.
وشرح: نور الدين: علي بن هبة الله الدستاوي، الشافعي.
المتوفى: سنة 707، سبع سبعمائة.
وشرح: الإمام، تقي الدين: علي بن محمد (محمد بن علي) (بن علي بن وهب المنفلوطي)، المعروف: بابن دقيق العيد.
المتوفى: سنة 716، ست عشرة وسبعمائة (702).
وشرح: الشيخ، برهان الدين: إبراهيم بن عمر الجعبري، المقري.
المتوفى: سنة 732، اثنتين وسبعمائة.
قال الأسنوي: قرأ على المصنف، وسمع عليه كتابه، وصنف (تكملة شرح المصنف).
فإنه وصل فيه إلى أثناء الجنايات.
ولم يكمله أيضا.
وشرح: القاضي، شرف الدين: هبة الله بن عبد الرحيم بن البارزي، الحموي، الشافعي.
المتوفى: سنة 738، ثمان وثلاثين وسبعمائة.

جهبل

جهبل: امرأةٌ جَهْبَلةٌ: قبيحةٌ دَميمةُ.

جهبل: الجَهْبَلة: المرأَة القبيحة الدَّمِيمة. والجَهْبَل: المُسِنُّ

من الوُعُول، وقيل: العظيم منها؛ قال:

يَحْطِم قَرْنَيْ جَبَليٍّ جَهْبَل

جهـبل
الجَهْبَلُ، كَجعْفَرٍ أهمله الجوهريّ، وَقَالَ غيرُه: هُوَ العَظِيمُ الرأْسِ، أَو المُسِنُّ، أَو العَظِيمُ الرأْسِ مِن الوُعُولِ عَن ابنِ دُرَيْد، وَأنْشد: يَحْطِمُ قَرنَىْ جَبَلِيٍّ جَهْبَل الجَهْبَلَةُ بِهاءٍ: المرأةُ القَبِيحَةُ الدَّمِيمةُ، عَن اللّيث. وجَهْبَلُ بنُ سَيفٍ الكِلابِيُّ، مِن بني الجُلاح، الَّذِي نَعَى النبَي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم لأهلِ حَضْرَمَوْتَ حديثُه عندَ النَّسائْيّ. وبَنُو جَهْبَلٍ: فُقهَاءُ الشامِ جَدُّهم الإمامُ مَجْدُ الدَّين طاهِرُ بنُ نصرِ الله بن جَهْبَلٍ الحلبيّ الشافعيّ، توفّي بالقُدْس سنةَ. وولدَاه الإِمَام تاجُ الدِّين إِسْمَاعِيل، وَأَبُو الْقَاسِم عِيسَى الحاسِبُ العَدْلُ، الْأَخير حَدَّث عَن الْحَافِظ أبي مُحَمَّد الْقَاسِم بن الْحَافِظ أبي الْقَاسِم عَليّ بن الْحسن بن هِبَة الله بن عَساكِرَ، وَعنهُ الشَّرَفُ الدِّمياطيّ. ومِن وَلَدِ الإِمَام تاجِ الدِّين: شِهابُ الدّين أَبُو الْعَبَّاس أحمدُ بنُ محيى الدّين يحيى بنِ تَاج الدِّين، حدَّث. وَمِنْهُم أَيْضا الإمامُ ناصرُ الدِّين بنُ جَهْبَلٍ، قَرَأَ عَلَيْهِ المصنِّفُ صحيحَ مُسلِم فِي ثَلَاثَة أَيَّام، قراءةَ ضَبطٍ وإتْقان، وَقد تقَدّمت الإشارةُ إِلَيْهِ فِي الخُطْبة.

الخارق للْعَادَة

الخارق للْعَادَة: الناقض لَهَا من شقّ الْقَمَر وإحياء الْأَمْوَات وَقطع الْمسَافَة الْبَعِيدَة فِي الْمدَّة القليلة وَظُهُور الطَّعَام وَالشرَاب واللباس عِنْد الْحَاجة وَالْمَشْي على المَاء والطيران على الْهَوَاء وَكَلَام الجماد والعجماء واندفاع المتوجه من الْبِلَاد وكفاية المهم من الْأَعْدَاء وَغير ذَلِك. والخارق سَبْعَة - إرهاص - ومعجزة - وكرامة - ومعونة - وإهانة - واستدراج - وسحر.
فَإِن الخارق إِن كَانَ صادرا من نفس شرير خبيثة بِمُبَاشَرَة أَعمال يجْرِي فِيهَا التَّعْلِيم والتعلم فَهُوَ سحر - وَإِلَّا فَإِن كَانَ مِمَّن يَدعِي النُّبُوَّة فَإِن كَانَ قبل بعثته فَهُوَ إرهاص - وَإِن كَانَ بعد بعثته فَهُوَ معْجزَة بِشَرْط أَن يكون مُوَافقا لما ادَّعَاهُ من أَنه رَسُول الله - وَإِن لم يكن مُوَافقا بل مُخَالفا فَهُوَ إهانة وَتَكْذيب كَمَا رُوِيَ أَن مُسَيْلمَة الْكذَّاب دَعَا لأعور أَن تصير عينه العوراء صَحِيحَة فَصَارَت عينه الصَّحِيحَة عوراء. وَإِن لم يكن مِمَّن يَدعِي النُّبُوَّة فَإِن كَانَ تَابعا لنَبِيّ زَمَانه فَإِن كَانَ وليا فَهُوَ كَرَامَة وَإِن كَانَ من عَامَّة الْمُسلمين فَهُوَ مَعُونَة وَإِن لم يكن تَابعا لنَبِيّ زَمَانه بل رَاهِبًا مرتاضا فَهُوَ اسْتِدْرَاج لِأَن الله تبَارك وَتَعَالَى لَا يضيع أجر العاملين - وَالصَّحِيح أَن السحر لَيْسَ من الخارق للْعَادَة لِأَنَّهُ يحصل بالآلات وَالْكَسْب فَإِنَّهُ لَا يَقُول أحد أَن الشِّفَاء بعد شرب الدَّوَاء. والهلاك بعد أكل السم خارق وَلِهَذَا قَالُوا فِي وَجه الضَّبْط أَن الخارق إِمَّا ظَاهر عَن الْمُسلم وَالْكَافِر. وَالْأول: إِمَّا أَن يكون من عوام الْمُسلمين تخليصا لَهُم عَن المحن والمكاره وَهُوَ المعونة.
وَإِمَّا من خَواص الْمُسلمين وَحِينَئِذٍ إِمَّا مقرون بِدَعْوَى النُّبُوَّة فَهُوَ المعجزة أَولا وَهُوَ لَا يَخْلُو إِمَّا أَن يكون ظَاهرا من النَّبِي دَعْوَاهُ فَهُوَ الإرهاص - وَإِلَّا فَهُوَ الْكَرَامَة. وَالثَّانِي: أَعنِي الظَّاهِر على يَد الْكَافِر إِمَّا أَن يكون مُوَافقا لدعواه فَهُوَ الاستدراج أَولا فَهُوَ الإهانة وَلَا يخفى حسن هَذَا الْبَيَان على الخلان.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.