Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: رحمان

خجي

خجي
عن الفارسية خواجه بمعنى صاحب وسيد أو لقب احترام، أو عن التركية خواجه بمعنى معلم أو أستاذ.
[خجي] نه فيه: كالكوز "مخجيا" كذا روى، خجي الكوز أماله، والمشهور بالجيم قبل الخاء، وقد مر.
الْخَاء وَالْجِيم وَالْيَاء

الخايجة: البَيضة، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ: خاياه.
خجي
: (ى:} خَجِيَ، كرَضِيَ) : أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَي (اسْتَحْيَى) ، ومِثْلُه خَزِيَ زِنَةً ومعْنىً.
( {وأَخْجَى) الرَّجُلُ: (جامَعَ كثيرا.
(} والأَخَجى: المرْأَةُ الكثيرَةُ الماءِ) ، يعْنِي رُطُوبَة الفَرْجِ، (الفاسِدَةُ) المزاجِ، (القَعُورُ) ، أَي الواسِعَةُ (البَعيدَةُ المِسْبارِ) .
ونَصّ ابْن حبيبٍ فِي التّكْمِلَةِ: الأَخْجَى: هَنُ المَرْأَةِ الكَثيرُ الماءِ الفاسِدُ القَعُورُ البَعِيدُ المِسْبارِ، وَهُوَ أَخْبَث لَهُ؛ وأَنْشَدَ:
وسَوْدَاءَ مِن نَبْهَانَ تَثْنِي نِطاقَها
{بأَخْجَى قَعُورٍ أَو جَوَاعِرِ ذِيبِففي سِياقِ المصنِّفِ نَظَرٌ لَا يَخْفَى تأمَّل ذَلِك.
(و) الأَخْجَى: (الأَفْحَجُ) ، وَهُوَ البَعيدُ مَا بينَ الرِّجْلَيْن.
(} والخَجَاةُ: القَذَرُ واللُّؤْمُ، ج {خَجًى.
(و) يقالُ: (مَا هُوَ إلاَّ} خَجَاةٌ من {الخَجَى، أَي قَذِرٌ لَئِيمٌ.
(} والخَجْواءُ: المرْأَةُ الواسِعَةُ) مشق الجِهازِ.
( {وخَجَى برِجْلِهِ) } خجياً: (نَسَفَ بهَا التُّرابَ فِي مَشْيه) كجخى، كِلاهُما عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{خَجَى الكُوزَ: أَمالَهُ؛ نَقَلَهُ ابنُ الأثيرِ عَن صاحِبِ التَّتمَّة قالَ والمَشْهورُ تَقْدِيم الجيمِ على الخاءِ، وَقد تقدَّمَ.
} والخجا: مَوْضِعٌ، عَن عبدِ الــرحمانِ ابْن أَخِي الأَصْمعيّ.
ويقالُ: هُوَ بالنّونِ، وسَيَأْتي فِي نجو.

شنبذ

شنبذ
: أَبو الْحسن (محمّد بن أَحمد) بن أَيُّوب بن الصَّلْت (بن شَنَبُوذَ) ، أَهملَه الجوهريُّ وصاحبُ اللِّسَان، وَقَالَ الصاغَانيُّ هُوَ (بِفَتْح الشينِ والنُّونِ) وَبِه يُعْرَف، ولَهِجَت العامَّةُ بِسُكُون النُّون، وَفِي أَصْل الرّشاطِيّ بتَشْديد النونِ، بغدادِيٌّ، أَخذَ القراءَة عَرْضاً عَن قُنْبُلٍ وَإِسحاق الخُزاعىّ، وروى عَنهُ القِرَاءَةَ عَرْضاً عبدُ الله بنُ المُطرّز، وَكَانَ (مُجَاب الدَّعْوَةِ) ، وذالك أَنَّه دعَا عَلَى ابْنِ مُقْلَةَ أَنْ يَقْطَع الله يَدَه ويُشَتِّتَ شَمْلَه، فاسْتُجِيب فِيهِ، لأَنه الَّذِي شَدَّدَ عَلَيْهِ النَّكِيرَ ونَفَاه مِن بغدادَ إِلى البَصْرَة، وَقيل: إِلى المَدَائِن، قَالَه شيخُنَا، ومُقْتَضَى عِبَارَة المقريزِيّ فِي تَارِيخه أَن الَّذِي استجابَ الله دُعَاءَه فِي ابنِ مُقْلَةَ هُوَ الشَّرِيف إِسماعيل ابْن طَبَاطَبَا العَلَوِيّ. قلت: وَلَا مَانع من الجَمْع، وَفِي كُتب الأَنساب: تَفَرَّدَ بِقِرَاءَات شَوَاذَّ كَانَ يَقْرَأَ بهَا فَفِي المِحْرَابِ، وأُمِر بالرُّجوع فَلم يُجِبْ، فأَمَر ابنُ مُقْلَةَ بِهِ فصُفِعَ، فَمَاتَ سنّ 323، وشَنَبوذ يُصْرَف وَلَا يُصْرف، قَالَه ابنُ التِّلِمْسَانِيّ، وَقَالَ الشِّهابُ: هُوَ عَلَمٌ أَعجمِيٌّ ممنوعٌ من الصَّرْفِ، وو جَدُّ أَبي الحَسَنِ المَذْكورِ، حَدَّثَ عَن أَبي مُسْلِم الكجِّيّ، وبِشْرِ بن مُوسى، وَعنهُ أَبو بكر بن شَاذَانَ، وأَبو حَفْص بن شاهِين، ويُوجَدُ فِي بعض نُسَخ الشِّفَاءِ لِعِيَاضٍ: أَحمدُ بن أَحمدَ بن شَنَبُوذ، وَهُوَ خَطَأٌ، وَالصَّوَاب محمّد بن أَحمد، كَمَا للمصنِّف (وعَلِيُّ ابنُ شَنَبُوذَ) ، ضَبْطُه مثْلُ الأَوّل (وَكِلَاهُمَا من القُرَّاءِ) .
(وأَحْمَدُ بن محمّد بن شَنْبَذَ) ، كجَعْفَر: (قاضِي الدِّينَوَرِ، مُحَدِّث) ، حَكَى عَنهُ السراج فِي اللمع، قَالَ الْحَافِظ: وأَبو الْقَاسِم شَنْبَذَ بن عُمَر بن الحُسَيْن بن حَمَّادٍ القَطَّان، سَمِعَ مِنْهُ طاهِرٌ النيسابُورِيّ وضَبَطه.
وَبَقِي عَلَيْهِ:
أَبو الفَرَج محمّد بن أَحمدَ بن إِبراهيم بن علام الشَّنَبُوذِيّ، قرأَ عَليّ ابنِ شَنَبُوذَ فَعُرِف بِهِ، ضَعِيفُ الرِّوايَةِ عَن أُسْتَاذِه وغيرِه، على كَثْرَةِ عِلْمِه، تُوفِّيَ سنة 388.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
شِنَابَاذ، بِالْكَسْرِ: قَرْيَةٌ مِن بَلْخ، مِنْهَا أَبو الْقَاسِم عبد الــرحمان بن محمّد بن حَامِد البَلْخِيّ الشِّنَابَاذِيّ الزاهِد، مُكْثِرُ الحديثِ، صَحِبَ أَبا بكرٍ الورَّاقَ وغيرَه، توفّي سنة 355.

دجو

دجو
دجا يَدجُو، ادْجُ، دَجْوًا ودُجُوًّا، فهو داجٍ
• دجا اللَّيلُ: أظلم، عمّت ظلمتُه "ليلة داجية". 

دَجْو [مفرد]: مصدر دجا. 

دُجُوّ [مفرد]: مصدر دجا. 

دُجًى [مفرد]: سَوادُ اللَّيلِ وظلمتُه، يوصَف به على لفظه "سِرْنا في الدُّجَى/ غسق الدُّجى- ليلةٌ/ ليالٍ دُجًى- هي أجملُ من بدر الدُّجى". 

دَياجٍ [جمع]: مف دَيْجاة: ظُلُمات "دياجِي اللّيل/ السّجن- كان يخبط في الدياجي بغير هدف". 
(د ج و)

الدُّجَا: سَواد اللَّيْل مَعَ غيم وألاَّ ترى نجما وَلَا قمرا.

وَقيل: هُوَ إِذا أَلْبَس كل شَيْء وَلَيْسَ من الظلمَة.

يُقَال: لَيْلَة دُجاً وليال دُجاً، لَا يجمع لِأَنَّهُ مصدر وصف بِهِ.

وَقد دَجَا الليلُ دَجْوا، ودُجُوّاً فَهُوَ داجٍ، ودَجِىّ، وأَدْجَى، وتَدَجَّى، قَالَ لبيد:

واضبِط اللَّيْل إِذا رُمْتَ السُّرَى ... وتَدَجَّى بعد فَوْر واعتدالْ

وكلُّ مَا أَلْبَس شَيْئا: فقد دَجَا، قَالَ:

أَبَى مُذْ دجا الإسلامُ لَا يَتَحنَّفُ

يَعْنِي: ألْبَس كل شَيْء وَقد قدمت أَن الدجى جمع دجية، فالكلمة على هَذَا يائية وواوية بتقارب الْمَعْنى.

قَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا التأم السَّحَاب وتبسَّط حَتَّى يعمَّ السَّمَاء فقد تدجَّى.

ودَجَا شَعَر الماعزة: ألبس بعضه بَعْضًا وَلم ينتفش.

وعنز دَجْواء: سابغة الشّعْر. وَكَذَلِكَ النَّاقة.

ونِعْمة داجية: سابغة، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

وَإِن أصابتهمُ النَّعْماءُ داجِيةٌ ... لم يَبْطَرُوها وَإِن فاتتهمُ صَبَروا

والدُّجَة: الذِّرّ.

وَالْجمع: دُجَات، ودُجاً.

والدُّجَة: الْأَصَابِع وَعَلَيْهَا اللُّقْمَة. وَقد تقدم بعض ذَلِك فِي الْيَاء.
دجو: الدَّجْوُ: الظُّلْمَةُ. ولَيْلَةٌ داجِيَةٌ ومُدْجِيَةٌ، ودَجَتْ تَدْجُو، وأدْجتْ تُدْجي. وشاةٌ دَجْوَاءُ: إذا كانتْ سابِغَةَ الصُّوْفِ في سَوَادٍ. وادْجَوْجَى اللَّيْلُ: أظْلَمَ. وداجَيْتُ فلاناً: أي ماشحْتَه على ما في قَلْبِه وجامَلْته. وإِنَّه لَفي عَيْشٍ دَاجٍ: رَخِيّ. والمُدَجَاةُ: المُصَانَعَةُ والمُدَارَاةُ. وهو أيضاً: الَمنْعُ بَيْنَ الشِّدَّةِ والرَّخَاءِ. ودَجَا الرَّجُلُ المَرْأَةَ: إذا جامَعَها؛ يَدْجُوها دَجْواً، ودَجَأَها بالهَمْزِ مِثْلُه. والمُدَاجاةُ: النُّكَاحُ. ودَجَا عليه ثَوْبُه: أي سَبَغَ؛ يَدْجُو. وشَعْرٌ داجٍ: ساكِنٌ. ويٌقال: كانَ ذاك وثَوْبُ الإِسْلامِ داجٍ: أي مُلْبِسٌ كُلَّ شَيْءٍ. ودَجَا الإِسْلاَمُ: فَشَا، وكذلك الأمْنُ. وبَيْتُ مُدْجىً: مَسْدُوْلُ السِّتْرِ. وقد أدْجَيْتُه: جَلَّلْته وألْبَسْته. والدُّجْيَةُ: عُقْبَةٌ يُدْجّى بها القَوْسُ في عَجْسِها لِئلاّ يَنْقَطِع. ودَجا عله الأمْنُ والخِصْبُ: أي صَفَا ووَسِعَ. والدُّجى: أوْلادُ النَحْلِ اللَّواتي يَبْقَيْنَ في مُؤخَّر الخَلِيَّةِ. ويُقال في زَجْرِ الدَّجَاجَةِ: دجْ دُجْ مُسَكَّنَةُ الجِيم. ودُجْ لا دَجَاكُنَّ اللهُ. والدَّجْوُ: النَّظِيْرُ والخِدْنُ. جدو: الجدْوى والجَدَا: العَطِيّةُ، جَدَا علينا ولنا يجْدُو جدْوآ، وأجْدآ: أي أعْطى. والمُجْتَدي: طالِبُ جَدْوى. وقَوْمٌ جُدَاةٌ ومُجْتَدُوْنَ. ورَجُلٌ جَدِيٌّ بتَشْدِيد الياء: أي دَمِثٌ سَهْلُ الخُلقِ، وقَوْمٌ جَدِيُّونَ، وهو من الجَدَا: العَطِيَّةِ. وغَيْثٌ جَدىً: إذا كانَ عامّاً للأرْضِ. ولا أفْعَلُه جَدى الدَّهْرِ: أي أبَداً. وفلانٌ يجْدو عليكَ جَرِيْرةً: أي يَجُرُّ. والجَداءُ: الغَنَاءُ، ما يُجْدي عنك. ومَبْلَغُ حِسَابِ الضَّرْبِ كثَلاَثَةٍ في اثْنَيْنِ: جُدَاءُ ذلك سِتَّةٌ. والجِدَايَةُ من أولاد الظِّبَاءِ: إذا كانَ ابْنَ سِتَّةِ أشْهُرٍ إلى سَبْعَةٍ. والجَدْيُ: الذَّكّرُ من أوْلادِ المَعَزِ، يُجْمَعُ على الجِدَاء. ونَجْمٌ في السَّمَاء قَرِيْبٌ من القُطْبِ. وبُرْجٌ غير هذا يُسَمّى الجَدْي. والجادِيُّ: الزَّعْفَرانُ، وكذلك الجادِيَاءُ. والجَدِيَّةُ بوَزْنِ فَعِيْلَةِ: لَوْنُ الوَجْهِ، اصْفَرَّتْ جَدِيَّةُ وَجْهِه. وهو الدَّمُ أيضاً. وقِطْعَةٌ من المِسْكِ. وهو على جَدِيَّتِه: أي ناحِيَتِه. والجَدْيَةُ بالتَّخْفِيف ت: جَدْيَةُ الرَّحْلِ والسَّرْج، والجَميعُ الجَدَيَاتُ، وهي التي تُحْشى ثُمَّ تُرْبَطُ على الدَّفَّةِ. وهو من أدَوَاتِ الرَّحْلِ: قِطَعٌ من الأكْسِيَةِ تُشَّدُّ تَحْتَ ظَلِفَاتِ الرَّحْلِ.

دجو

1 دَجَا, (S, K,) aor. ـْ (S,) inf. n. دَجْوٌ (S, K) and دُجُوٌّ (K) [and app. دُجًا or دُجًى, q. v. infrà], It (the night) was, or became, dark; as also ↓ ادجى and ↓ تدجّى (S, K) and ↓ اِدْجَوْجَى: (K:) or, accord. to As, دَجَا, said of the night, is not from the being dark, but signifies it covered everything: and hence, he says, the phrase, مُنْذُ دَجَا الإِسْلَامُ, meaning Since [the religion of] El-Islám became strong, and covered everything; (S;) or became strong, and spread, and covered everything: (TA:) and he also said that دَجَا means It (the night) was, or became, still, or calm; and ↓ تدجّى is said to mean the same. (TA.) b2: Also It (the hair of a she-goat) was, or became, such that one part thereof overlay another, and it was not loose and sparse. (K.) b3: Also, (K,) inf. n. دُجُوٌّ, (TA,) It (a garment) was complete, full, or ample; [such as covered the wearer completely;] or long, reaching to the ground. (K.) b4: And, said of a man, i. q. جَامَعَ; (K;) as also دَحَا. (K in art. دحو.) You say, دَجَاهَا He compressed her. (IAar, TA.) b5: دَجَا

أَمْرُهُمْ عَلَى ذٰلِكَ means (assumed tropical:) [Their affair, or case,] became in a good, right, or proper, state [upon that ground, or condition: probably from دَجَا said of the night, as meaning “ it was, or became, still, or calm ”]. (As, TA.) b6: دَجْ لَا دَجَ كُنَّ اللّٰهُ [app. Come hither, may God not protect you; if, as is probably the case, from دَجَا said of the night, as meaning “ it covered everything; ”] is said in chiding the domestic fowl. (TA. [See دَجْ in art. دج.]) 3 داجى, (K,) inf. n. مُدَاجَاةٌ, (TA,) He treated another with concealment of enmity; (K and TA in art. دجى;) as though he came to him فى دُجْيَةٍ, i. e. in darkness; (TA;) or from أَدْجَيْتُ البَيْتَ [q. v. infrà]. (Har p. 393.) b2: [Hence,] مُدَاجَاةٌ signifies [also] The treating with gentleness, or blandishment; soothing, coaxing, wheedling, or cajoling; or deceiving, deluding, beguiling, circumventing, or outwitting; or striving, endeavouring, or desiring, to do so: (S, K:) the treating hypocritically: (Har ubi suprà:) the coaxing, or wheedling, with comely behaviour or speech, not rendering sincere brotherly affection; or simply the treating with comely behaviour: and the putting [one] off [in the matter of a right, or due], as one does by repeated promises. (TA.) You say, دَاجَيْتُهُ, meaning I treated him with gentleness, or blandishment; &c.; as though with concealment of enmity. (S.) b3: Also The preventing, or forbidding, or refusing, in a manner between that of severity and that of laxness. (AA, S, K.) 4 أَدْجَوَ see 1, first sentence. b2: [Hence,] أَدْجَيْتُ البَيْتَ I let down the curtain [of the door] of the chamber. (Har p. 393.) 5 تَدَجَّوَ see 1, first sentence, in two places. b2: [Hence,] تدجّى السَّحَابُ The clouds closed together and spread so as to cover the sky. (AHn.) 12 اِدْجَوْجَى: see 1, first sentence.

دُجَةٌ The three fingers [meaning the thumb and first and second fingers] with a mouthful upon [or between] them. (K.) And The mouthful [that is taken with the thumb and first and second fingers]. (TA.) ثَلَاثُ دُجَةٍ يَحْمِلْنَ دُجَةً إِلَى

الغَيْهَبَانِ وَالمِنْثَجَةِ is an enigma of the Arabs of the desert, meaning Three fingers conveying a mouthful to the belly and the anus. (TA.) A2: A button (T, M, K) of a shirt: (T, K:) pl. دُجَاتٌ and دُجًى. (K.) b2: See also art. دجى.

دُجًا (as written by some) or دُجًى (as written by others) Darkness; (S;) and so ↓ دُجْيَةٌ, of which, in this sense, [as well as in others, mentioned in art. دجى,] دُجًى is also the pl., (S, and K in art. دجى,) accord. to Ks, as mentioned by IJ, who holds it to be [only] sing.; (Har p. 611;) and so, too, ↓ دَاجِيَةٌ, of which the pl. is دَوَاجٍ: (TA:) or دُجًى signifies the blackness of night, with clouds, so that one sees not star nor moon: or, as some say, [the state of the night] when it covers everything; not from the being dark: [see 1, first sentence:] (TA:) and اللَّيْلُ ↓ دَيَاجِى signifies the darknesses, or intense darknesses, of night. (S, K.) b2: You say also لَيْلَةٌ دُجًى [A dark night, or a night that covers everything]: and لَيَالٍ دُجًى [dark nights, &c.]; not pluralizing the latter word, because it is an inf. n. used as an epithet. (TA.) [See also دَاجٍ.]

دِجْوٌ A like, or an equal: and a [friend, or companion, such as is termed] خِدْن. (TA.) دُجْيَةٌ: see دُجًا, above: and see also art. دجى.

دَجْوَآءُ, applied to a she-goat, (K,) and to a she-camel, (TA,) Having full, ample, or long, hair or fur. (K, TA.) دَجِىٌّ: see what next follows, in two places.

لَيْلٌ دَاجٍ and ↓ دَجِىٌّ Dark night. (TA, and K in art. دجى.) And لَيْلَةٌ دَاجِيَةٌ A dark night. (S.) b2: نِعْمَةٌ دَاجِيَةٌ (K) and نَعْمَآءُ دَاجِيَةٌ (IAar, TA) An ample benefit, boon, or blessing. (IAar, K. [Or, if the right reading in the former phrase be نَعْمَةٌ, both phrases may mean Ample enjoyment or good fortune.]) إِنَّهُ لَفِى عَيْشٍ دَاجٍ, (S,) or ↓ عَيْشٍ دَاجٍ دَجِىٍّ, (TA,) app. means Verily he is in an easy or a tranquil, or a plentiful and pleasant, or a soft or delicate, state of life. (S, TA.) دَاجِيَةٌ [fem. of دَاجٍ, q. v.: b2: ] as a subst.: see دُجًا.

دَيَاجِى اللَّيْلِ: see دُجًا.
دجو
: (و (} دَجَا اللّيْلُ) {يَدْجُو (} دَجْواً) ، بالفتْحِ، ( {ودُجُوّاً) ، كسُمُوَ: (أَظْلَمَ) ، فَهُوَ} داجٍ {ودَجِيٌّ؛ (} كأَدْجَى {وتَدَجَّى) ؛ قالَ الأَجْدَعُ الهَمْدانيُّ:
إِذا الليلُ} أَدْجَى واسْتَقَلَّتْ نُجُومُهُ

وصاحَ من الأفْراطِ هامٌ جواثِمُوقالَ لبيدٌ:
واضْبِطِ الليلَ إِذا رُمْتَ السُّرَى
{وتَدَجَّى بعد فَوْرٍ واعْتَدَلْقيلَ: أَرَادَ} بتَدَجَّى هُنَا سَكَنَ.
( {وادْجَوْجَى) اللَّيْلُ: أَظْلَمَ.
(ولَيْلَةٌ} داجِيَةٌ) : مُظْلِمَةٌ.
( {ودَياجِي اللَّيْلِ: حَنادِسُه كأَنَّهُ جَمْع} دَيْجاةٍ) ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
( {ودَجَا شَعَرُ الماعِزَةِ: أَلْبَسَ) ورَكِبَ (بعضُه بَعْضًا وَلم يَتَنَفَّشْ.
(و) } دَجا (فلانٌ) {دَجْواً: (جامَعَ) ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعرابيِّ:
لمَّا} دَجاها بمِتَلَ كالصَّقْبِ (و) {دَجا (الثَّوْبَ) } دُجُوّاً: (سَبَغَ.
(وعَنْزٌ {دَجْواءُ: سابِغَةُ الشَّعَرِ) ؛ وكذلِكَ الناقَةُ.
(ونِعْمَة} داجِيَةٌ: سابِغَةٌ) ؛ عَن ابنِ الأعرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
وَإِن أَصابَتْهُمُ نَعْماءُ {داجِيَةٌ
لم يَبْطَرُوها وإِن فاتَتْهُمُ صَبَرُوا (} والدُّجَةُ، كثُبَةٍ: الأَصابِعُ الثَّلاثُ وَعَلَيْهَا اللُّقْمَةُ.
(قالَ ابنُ الأعرابيِّ: محاجاةٌ للأَعْراب: يقولونَ ثلاثُ {دُجَهْ يَحْمِلْنَ دُجَهْ إِلَى الغَيْهبانِ فالمِنْثَجَهْ؛ قالَ:} الدُّجَةُ الأصابِعُ الثَّلاثُ؛ والدُّجَةُ اللُّقْمَةُ، والغَيْهَانُ البَطْنُ، والمِنْثَخَةُ الاسْتُ.
(و) {الدُّجَةُ: الزِّرُّ؛ كَمَا فِي المُحْكَمِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: (زِرُّ القَميصِ) . يقالُ: أَصْلح دُجَة قَمِيصك؛ (ج دُجاةٌ ودُجًى.
(} والمُداجَاةُ: المُدارَاةُ) . يقالُ: {دَاجَيْته، أَي دَارَيْته كأَنَّك ساتَرْتَه العَداوَةَ؛ قالَ قَعْنَبُ ابنُ أُمِّ صاحِبٍ:
كلٌّ} يُداجِي على البَغْضاءِ صاحِبَهُ
ولنْ أُعالِنَهُمْ إلاَّ بِمَا عَلَنُوا نَقَلَه الجَوهرِيُّ، قالَ: (و) ذَكَرَ أَبو عَمْرو: أنَّ {المُداجاةَ أَيْضاً (المَنْعُ بينَ الشِّدَّةِ والرَّخاءِ) ؛ وَفِي بعضِ نسخِ الصِّحاحِ: والإرْخاءِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الدُّجا: سَوادُ الليْلِ مَعَ غَيْمٍ، وأَنْ لَا تَرى نَجْماً وَلَا قَمَراً؛
وقيلَ: هُوَ إِذْ أَلْبَسَ كلَّ شيءٍ وليسَ هُوَ مِن الظَّلْمَةِ.
ويقالُ: لَيْلَةٌ {دُجاً وليالٍ دُجاً، لَا يُجْمَع لأنَّه مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ.
} ودَجا الإسْلامُ: قَوِيَ وانْتَشَر وأَلْبَسَ كلَّ شيءٍ.
وحُكِي عَن الأصْمعيّ أنَّ {دَجا الليْلُ بِمَعْنى هَدأَ وسَكَنَ.
} ودَجا أَمْرُهُم على ذلِكَ: أَي صَلَح.
! والدَّواجِي: الظّلم، واحِدُها {داجِيَةٌ.
} والمُداجاةُ: المُجامَلَةُ والمُطاوَلَةُ.
وقالَ أَبو حنيفَةَ: إِذا التَأَمَ السَّحابُ وتَبَسَّطَ حَتَّى يَعُمَّ السَّماء فقد {تَدَجَّى.
} ودُجَى: مَوْلى الطَّائِع خادِمٌ أَسْود قد حدَّثَ.
وأَبو {الدُّجَى: كُنْيَةُ عَنْتَرَة؛ وَمِنْه قوْلُه:
أَبو الدَّجَى حَادِثَة اللَّيَالِي} والدِّجو، بالكسْرِ: النَّظِيرُ والخدْنُ.
ويقالُ فِي زَجْرِ الدَّجاجَةِ: {دِجْ لَا} دَجاكُنَّ اللَّهُ.
{والدِّجوةُ، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بمِصْرَ من القليوبية، وَقد دَخَلْتها مَرَّات، وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا المُحدِّثونَ، مِنْهُم: التَّقيُّ محمدُ بنُ الْمعِين مُحَمَّد بنِ الزَّيْن عَبْدِ الــرَّحمانِ بنِ حَيْدرَةَ بنِ محمدِ بنِ محمدِ بنِ عبْدِ الجليلِ} الدّجويُّ الشَّافِعيُّ وُلِدَ سَنَة 737، وتُوفي سَنَة 809، سَمِعَ البُخارِي من أَبي القاسِمِ عبْدِ الرحمنِ بنِ عليِّ بنِ هَارُون والصَّلاحِ خليلِ ابنِ طرنطاي، وَعنهُ البَدْر الْعَيْنِيّ والزَّيْن العِراقي.
(دجو - ى) : ابنُ الدُّجَى: الصَّيّادُ.

دجو


دَجَا(n. ac. دَجْو
دُجُوّ)
a. Covered, overspread everything (gloom).

دَاْجَوَa. Dissimulated; feigned.

دِجْو
a. Friend, companion; equal.

دُجْيَة
a. Obscurity, darkness.
b. Covert, hiding-place.

دُجًا
a. Darkness.

دَاجٍ
a. Gloomy night.

صَبر

(صَبر)
صبرا تجلد وَلم يجزع وانتظر فِي هدوء واطمئنان وَيُقَال صَبر على الْأَمر احتمله وَلم يجزع وَعنهُ حبس نَفسه عَنهُ وَنَفسه حَبسهَا وضبطها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {واصبر نَفسك مَعَ الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي} وَالْبر كومة صبرَة وَفُلَانًا حَبسه وَلَزِمَه
صَبر
: (صَبَرَهُ عنْهُ يَصْبِرُهُ) صبْراً: (حَبَسَهُ) ، قَالَ الحُطَيْئَةُ:
قلْتُ لَهَا أَصْبِرُهَا جاهِداً
وَيْحَكِ أَمْثَالُ طَرِيفٍ قَلِيلْ
(وصَبْرُ الإِنْسَانِ وغيرِه على القَتْلِ) : نَصْبُه عَلَيْهِ، وَقد نهَى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَن يُصْبَر الرُّوحُ، وَهُوَ (أَنْ يُحْبَس) حيّاً (ويُرْمَى) بشَيْءٍ (حتّى يَمُوت) .
وأَصلُ الصَّبْرِ: الحَبْسُ: وكلُّ منْ حَبَسَ شَيْئاً فقد صَبَرَه.
وَفِي حديثٍ آخرَ فِي رَجُل أَمْسك رجُلاً وقَتَلَه آخَرُ، فَقَالَ: (اقْتُلُوا القاتِلَ واصْبِرُوا الصّابِرَ) يَعنِي احبِسُوا الَّذِي حَبَسَه للمَوْتِ حتّى يَمُوتَ كفِعْلِه بِهِ (وَقد قَتَلَه صَبْراً) .
(و) قد (صَبَرَه عَلَيْهِ) ، وكذالك لَو حَبَسَ رَجُلٌ نَفْسَه على شَيْءٍ يُريدُه قَالَ: صَبَرْتُ نَفْسِي، قَالَ عَنْتَرَةُ يَذْكُرُ حَرْباً كَانَ فِيهَا:
فصَبَرْتُ عارِفَةً لذالك حُرَّةً
تَرْسُو إِذا نَفْسُ الجَبَانِ تَطلَّعُ
يقولُ: حَبَسْتُ نَفْساً صابِرَة، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يَقُول: إِنّه فِي حَبَسَ نَفْسَهُ.
وكلُّ من قُتِلَ فِي غَيْرِ مَعْرَكَةٍ وَلَا حَرْبٍ وَلَا خطَإٍ فإِنّه مقْتُولٌ صَبْراً.
(ورَجُلٌ صَبُورَةٌ) ، بالهَاءِ: (مصْبُورٌ للقتْلِ) ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وَفِي الحَدِيث: نهى عَن المَصْبُورَةِ، وَهِي المحْبُوسَةُ على الموتِ. (و) قَالَ ابنُ سِيدَه: (يَمِينُ الصَّبْرِ: الَّتِي يُمْسِكُكَ الحكمُ عَلَيْها حَتَّى تَحْلِفَ) ، وَقد حَلَفَ صبْراً، أَنشد ثعلبٌ:
فأَوْجعِ الجَنْبَ وأَعْرِ الظَّهْرَا
أَوْ يُبْلِيَ اللَّهُ يَمِيناً صَبْراً
(أَو) هِيَ (الَّتِي تَلْزَمُ) لصاحبِها من جِهَةِ الحَكَمِ (ويُجْبَرُ عَلَيْهَا حالِفُها) ، بأَن يَحبِسَه السُّلطانُ عَلَيْهَا حتّى يَحْلِفَ بهَا، فَلَو حَلَفَ إِنسانٌ من غير إِحْلافٍ مَا قِيل: حَلَفَ صَبْراً.
وَيُقَال: أَصْبر الحَاكِمُ فُلاناً على يَمِينٍ صَبْراً، أَي أَكْرهَهُ.
(وصَبَرَ الرَّجُلَ) يَصْبِرُه: (لَزِمَهُ) .
(والمَصْبُورَةُ: اليَمِينُ) ، قيل لَهَا: مَصْبُورَةٌ، وإِن كَانَ صاحبُهَا فِي الحَقِيقَة هُوَ المصْبُورُ؛ لأَنّه إِنّما صُبِرَ من أَجْلِها، أَي حُبِس، فوُصِفَتْ بالصَّبْرِ، وأُضِيفَتْ إِليه مَجازاً.
(والصَّبْرُ: نَقِيضُ الجَزَعِ) .
يُقَال: (صَبَرَ) الرَّجلُ (يَصْبِرُ) صَبْراً (فَهُوَ صابِرٌ) وصَبَّارٌ (وصَبِيرٌ) ، كأَمِيرٍ، (وصَبُورٌ) ، والأُنْثَى (صَبُورٌ) أَيضاً، بِغَيْر هاءٍ، وَالْجمع صُبُرٌ.
وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: الصَّبْرُ: حَبْسُ النَّفْسِ عندَ الجَزَعِ، وَقد صَبَرَ فلانٌ عِنْد المُصِيبَةِ يَصْبِرُ صَبْراً، وصَبَرْتُه أَنا: حَبَسْتُه، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم} (الْكَهْف: 28) ، أَي احْبِسْ نفْسَكَ مَعَهم.
وَفِي البصائر للمصنّف: الصَّبْرُ فِي اللُّغَةِ: الحَبْسُ والكَفُّ فِي ضِيق، وَمِنْه قيل: فُلانٌ صُبِر، إِذا أُمْسِك وحُبِسَ للقَتْلِ، فالصَّبْرُ: حَبْسُ النَّفْسِ عَن الجَزَعِ، وحَبْسُ اللّسَانِ عَن الشَّكْوَى، وحبْسُ الجوارِحِ عَن التَّشْوِيشِ.
وَقَالَ ذُو النُّون: الصَّبْرُ: التّبَاعُدُ عَن المُخَالفَاتِ، والسُّكُونُ عندَ تجَرُّعِ غُصصِ البَلِيّاتِ، وإِظْهَارُ الغِنى مَعَ طُولِ الفقْرِ بسَاحاتِ المَعِيشَةِ.
وَقيل: الصَّبْرُ: الوُقُوف مَعَ البَلاءِ بحُسْنِ الأَدَبِ.
وَقيل: هُوَ الفَنَاءُ فِي البَلْوى بِلَا ظُهورِ شكْوى.
وَقيل: إِلْزامُ النَّفْسِ الهُجُومَ على المكَارِه.
وَقَالَ عَمْرُو بنُ عُثْمَان: هُوَ الثَّبَاتُ مَعَ اللَّهِ، وتَلقِّي بَلائِه بالرّحْبِ والسَّعَةِ.
وَقَالَ الخَوّاصُ: هُوَ الثَّبَاتُ على أَحكامِ الكِتَابِ والسُّنَّة.
وَقيل: الصَّبْرُ: أَنْ تَرْضَى بتَلَفِ نَفْسِكَ فِي رِضَا من تُحِبّه.
وَقَالَ الحَرِيرِيّ: الصَّبْرُ: أَن لَا يَفْرِقَ بينَ حَالِ النِّعْمَةِ وحالِ المِحْنَةِ، مَعَ سكونِ الخاطِرِ فيهمَا.
(وتَصَبَّر) الرَّجلُ (واصْطَبَرَ) : جعَلَ لَهُ صَبْراً، (واصَّبَرَ) ، بقلبِ الطّاءِ صاداً، وَلَا تَقول: اطَّبر، لأَنّ الصّادَ لَا تُدْغَمُ فِي الطَّاءِ.
وَقيل: التَّصَبُّرُ: تَكَلُّفُ الصَّبْرِ، وَمِنْه قَولُ عُمَر: أَفْضَلُ الصَّبْرِ التَّصَبُّرُ، قَالَه ابنُ الأَعرابيّ.
وَقيل: مَراتِبُ الصَّبْرِ خَمْسةٌ: صابِرٌ، ومُصْطَبِرٌ، ومُتَصَبِّرٌ، وصَبُورٌ، وصَبَّارٌ.
فالصّابِرُ: أَعمُّها، والمُصْطَبِرُ المُكْتسِبُ للصَّبْر المُبْتلي بِهِ.
والمُتَصَبِّرُ: مُتَكَلِّفُ الصَّبْرِ حامِلُ نَفْسِه عَلَيْهِ.
والصَّبُورُ: العَظِيمُ الصَّبْرِ الَّذِي صبْرُه أَشدُّ من صَبْرِ غيرِه.
والصَّبّارُ: الشَّدِيدُ الصَّبْرِ.
فهاذا فِي القَدْرِ والكَمّ، وَالَّذِي قبله فِي الوَصْفِ والكَيْفِ.
(وأَصْبرَه: أَمَرَه بالصَّبْرِ، كصَبَّرهُ) تصْبِيراً.
وَقَالَ الصاغانيّ: صَبَّرْتُه تَصْبِيراً: طَلَبْتُ مِنْهُ أَن يصْبِر.
(و) أَصْبَرَه: (جَعَلَ لَهُ صَبْراً) ، كاصْطَبَره. (وصَبَرَ بِهِ، كنَصَرَ) ، يَصْبُرُ (صَبْراً وصَبارَةً) ، بالفَتْح فيهمَا، أَي (كَفَلَ) بِهِ، (و) تقولُ مِنْهُ: (اصْبُرْنِي) يَا رجُل، (كانْصُرْنِي) ، أَي (أَعْطِنِي كفِيلاً) .
(و) هُوَ بِهِ صَبِيرٌ، (الصَّبِيرُ) كأَمِيرٍ: (الكَفِيلُ) ، وَقد جاءَ فِي حديثِ الحَسنِ: مَنْ أَسْلَفَ سَلَفاً فَلَا يَأْخُذَنَّ بهِ رَهْناً وَلَا صَبِيراً.
(و) الصَّبِيرُ، أَيضاً: (مُقدَّمُ القَوْمِ) ، وزَعِيمُهُم، الذِي يَصْبرُ لَهُم ومعَهُم (فِي أُمُورِهِمْ) .
(و) الصَّبِيرُ: (الجَبَلُ) ، قَالَه الصّاغانيّ: وَقيل: هُوَ جَبَلٌ بعَيْنِه، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي حَدِيثِ مُعاذٍ.
(ج: صُبَرَاءُ) ككُرَماءَ.
(و) الصَّبِيرُ: (السَّحابَة البَيْضاءُ، أَو الكَثيفَةُ الَّتِي فَوْق السّحابَةِ، أَو) هُوَ السَّحابُ الأَبيضُ (الَّذِي يَصِيرُ بَعْضُه فَوق بعضٍ) ، درجاً، قَالَ يَصِفُ جَيْشاً:
ككِرْفِئَةِ الغَيْثِ ذاتِ الصَّبِير
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: هاذا الصَّدْرُ يحْتَمل أَن يكون صَدراً لِبَيتِ عامِرِ بنِ جُوَيْنٍ الطّائِيّ من أَبيات:
وجارِيَةٍ من بَنَاتِ المُلُو
كِ قَعْقَعْتُ بالخَيْلِ خَلْخَالَهَا
ككِرْفِئَةِ الغَيْثِ ذاتِ الصَّبِي
رِ تَأْتِي السَّحاب وتَأْتَا لهَا
قَالَ: أَي رُبَّ جارِيةٍ من بَناتِ المُلُوكِ قَعْقَعْتُ خَلْخَالها لمّا أَغرْتُ عَلَيْهِم، فهَرَبَتْ وعَدَتْ، فسُمِع صَوتُ خَلْخالِهَا، وَلم تكن قَبْلَ لَك تَعْدُو، وَقَوله: ككِرْفِئَةِ. . الخ، أَي هاذِه الْجَارِيَة كالسَّحابَةِ البيضاءِ الكثيفة تأْتِي السَّحَاب أَي تقصد إِلى جُمْلَةِ السَّحاب وتَأْتَالُه، أَي تُصْلِحُه، وأَصله تَأْتَوِلُه مِن الأَولِ، وَهُوَ الإِصلاحُ.
قَالَ: وَيحْتَمل أَن يكون: (ككِرْفِئَةِ الغَيْثِ. .) ، للخَنْساءِ، وعَجُزُه:
تَرْمِي السَّحابَ ويَرْمِي لَهَا
وَقَبله:
ورَجْرَاجةٍ فَوْقَهَا بَيْضُهَا
علَيْهَا المُضَاعَفُ زِفْنَا لَهَا
قلْتُ: وقرأْت فِي زَوَائِدِ الأَمالي، لأَبِي عليَ القالِي هاذا البَيتَ فِي جملةِ أَبياتٍ للخَنْساءِ رَثَتْ بهَا أَخاها وأَولها:
أَلاَ مَا لِعَيْنَيْكَ أَمْ مالَها
لقدْ أَخْضَلَ الدَّمْعُ سِرْبَالَها
(أَو القِطْعَةُ الوَاقِفَةُ مِنْهَا) تَراهَا كأَنَّهَا مَصْبورَة، أَي مَحْبُوسة، وهاذا ضعيفٌ.
قَالَ أَبو حنيفَة: الصَّبِيرُ: السَّحاب يَثْبُتُ يَوْمًا وَلَيْلَة، وَلَا يَبْرَحُ، كأَنَّه يُصْبرُ، أَي يُحْبَسُ.
(أَو) هُوَ (السَّحابُ الأَبْيَضُ) ، لَا يكَاد يُمْطِرُ، قَالَ رُشَيْدُ بنُ رُمَيْضٍ العَنَزِيّ:
تَرُوحُ إِلَيْهِمُ عَكَرٌ تَرَاغَى
كأَنَّ دَوِيَّهَا رَعْدُ الصَّبِيرِ
والجَمْعُ كالواحِدِ، وَقيل: (ج: صُبُرٌ) ، بضمّتين، قَالَ ساعدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
فارِمِ بِهِمْ لِيَّةَ والأَخْلافَا
جَوْزَ النُّعَامَى صُبُراً خِفَافَا
(و) الصَّبِيرُ صَبِيرُ الخِوانِ، وَهُوَ (الرُّقَاقَةُ العَرِيضَةُ تُبْسَطُ تَحْتَ مَا يُؤْكَلُ من الطَّعَامِ) .
(أَو) هِيَ (رُقَاقَةٌ يَغْرِفُ عَلَيْها) الخبّازُ (طَعَامَ العُرْسِ، كالصَّبِيرَةِ) ، بزيادةِ الهاءِ، وَقد أَصْبَرَ، كَمَا سيأْتي.
(والأَصْبِرَةُ من الغَنَمِ والإِبِلِ: الَّتِي تَرُوحُ وتَغْدُو) علَى أَهْلِها (وَلَا تَعْزُبُ) عَنْهُم، (بِلَا واحِدٍ) ، قَالَ ابنُ سَيّده: وَلم أَسْمَعْ لَهَا بوَاحِدٍ، ورُوِيَ بَيْتُ عَنْترةَ:
لَهَا بالصَّيْفِ أَصْبِرَةٌ وجُلٌّ
وسِتٌّ من كَرَائِمِهَا غِزَارُ (والصِّبْرُ، بِالْكَسْرِ والضّمّ: ناحِيةُ الشَّيْءِ) ، وجانِبُه، وبُصْرُه مثْلُه، (و) هُوَ (حَرْفُه) وغِلظُه.
وَقيل: صُبْرُ الشيْءِ: أَعلاه، وَفِي حديثِ ابنِ مَسْعُودٍ: سِدْرَةُ المُنْتَهَى صُبْرُ الجَنَّةِ، أَي أَعلاها، أَي أَعْلى نَواحِيهَا، قَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَب يصف روْضَةً:
عَزَبَتْ وباكَرَها الشَّتِيُّ بدِيمةٍ
وَطْفَاءَ تَمْلَؤُهَا إِلى أَصْبَارِها
(و) قَالَ الفَرَّاءُ: الصِّبْرُ، والصُّبْرُ: (السَّحَابَةُ البَيْضَاءُ، ج: أَصْبَارٌ) .
(و) الصُّبْرُ (بالضَّمّ: بَطْنٌ مِنْ غَسّانَ) ، قَالَ الأَخْطلُ:
فسَائِلِ الصُّبْرَ مِنْ غَسّانَ إِذْ حضَرُوا
والحزْنَ كيْفَ قَرَاكَ الغِلْمَةُ الجشَرُ
الصُّبْرُ والحَزْنُ: قَبِيلَتَانِ، وَقد تقدّم تفسيرُ البيتِ فِي جشر.
(و) الصَّبرُ: (بالتَّحْرِيكِ: الجمَدُ) ، والقِطْعَةُ صبرَةٌ، أَورده الصّاغانيّ، وَزَاد الزَّمَخْشَرِيّ فَقَالَ: هُوَ من أَصْبَرَ الشيْءُ: إِذا اشْتَدّ.
(و) يُقَال: (مَلأَ) المِكْيالَ إِلى أَصْبَارِه، وأَدْهَقَ (الكَأْس إِلى أَصْبَارِها، أَي) إِلى أَعالِيها و (رَأْسِها) .
وأَصْبارُ الإِنَاءِ: نَوَاحِيه.
(و) يُقَال: (أَخَذَه بأَصْبارِه) ، أَي تامّاً (بجَمِيعِه) .
وَقَالَ الأَصمَعِيّ: إِذا لَقِيَ الرجلُ الشِّدَّةَ بكَمَالِها قيل: لَقِيَهَا بأَصْبَارِهَا.
(والصُّبْرَةُ، بالضَّمّ: مَا جُمِعَ من الطَّعَامِ بِلَا كَيْلٍ ووَزْنٍ) ، بعضُه فَوْقَ بعض.
وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: الصُّبْرَةُ: واحِدَةُ صُبِرَ الطَّعَامِ، يُقَال: اشتريتُ الشيءَ صُبْرَةً، أَي بِلَا وَزْنٍ وَلَا كَيْلٍ. والصُّبْرَةُ: الكُدْسُ، (وَقد صَبَّرُوا طَعَامَهُمْ) : جَعَلوه صُبْرَةً.
(و) الصُّبْرَةُ: (الطَّعَامُ المَنْخُولُ) بشيْءٍ شَبِيهٍ بالسَّرَنْدِ.
(و) الصُّبْرَةُ: (الحِجَارَةُ الغَلِيظَةُ المُجْتَمِعَة، ج: صِبَارٌ) ، بِالْكَسْرِ.
(والصُّبْرُ، بالضَّمِّ وبِضَمِّتَيْنِ) لُغَة عَن كُرَاع: (الأَرْضُ ذاتُ الحَصْبَاءِ) ، وَلَيْسَت بغَلِيظَةٍ، وَمِنْه قيل للحَرَّةِ: أُمُّ صَبَّارٍ.
(والصّبَارَةُ: الحِجَارَةُ) ، وَقيل: الحِجارَةُ المُلْسُ ويُثلَّث قَالَ الأَعشى:
مَنْ مُبْلغٌ شَيْبَانَ أَنّ
المَرْءَ لَمْ يُخْلَقْ صُبَارَهْ
وَفِي الصّحاح:
مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً بأَنّ
المَرْءَ لَمْ يُخْلَقْ صُبَارَه
واستشهدَ بِهِ الأَزهريّ أَيضاً، ويُرْوَى صَبَارَة، بِفَتْح الصَّاد جمعُ صَبَارٍ، والهاءُ داخلةٌ لجَمْعِ الجَمْع، لأَنّ الصِّبَارَ جمعُ صُبْرَة، وَهِي حِجَارَةٌ شَدِيدَةٌ.
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وصوابُه: لم يُخْلَقُ صِبَارَهْ، بِكَسْر الصَّاد، قَالَ: وأَمّا صُبَارَةُ وصَبَارَةُ، فَلَيْسَ بجَمْعٍ لصَبْرَةٍ، لأَنّ فَعَالاً لَيْسَ من أَبْنِيَةِ الجُمُوع، وإِنما ذالك فِعَالٌ، بالكَسْر، نَحْو حِجَارٍ وجِبَالٍ.
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: البَيْتُ لعَمْرِو بنِ مِلْقَطٍ الطّائِيّ، يُخَاطِبُ بهاذا الشِّعْرِ عَمْرَو بنَ هِنْد، وَكَانَ عمْرُو بنُ هِنْد قُتِلَ لَهُ أَخٌ عنْد زُرارَةَ بنِ عُدُسٍ الدّارِمِيّ، وَكَانَ بَين عَمْرِو بنِ مِلْقَطٍ، وَبَين زُرَارَةَ شَرٌّ، فحرّض عمْرَو بنَ هِنْد على بني دَارِمٍ. يَقُول: لَيْسَ الإِنسانُ بحَجَرٍ فيَصْبِرَ على مِثْلِ هاذا، وَبعد البَيت:
وحَوَادِثُ الأَيّامِ لَا
يَبْقَى لَهَا إِلاّ الحِجَارَهْ
هَا إِنَّ عِجْزَةَ أُمِّهِ
بالسَّفْحِ أَسْفَلَ من أُوَارَهْ تَسْفِي الرِّيَاحُ خِلالَ كَشْ
حَيْهِ وَقد سَلَبُوا إِزَارَهْ
فاقْتُلْ زُرَارَةَ لَا أَرَى
فِي القَوْمِ أَوْفَى من زُرَارَهْ
(و) قيل: الصَّبَارَةُ: (قِطْعَةٌ من حَدِيدٍ أَو حِجَارَةٍ) .
(و) الصَّبَارَّةُ، (بتشديدِ الرّاءِ: شِدَّةُ البَرْدِ، وَقد تُخَفّف، كالصَّبْرَةِ) ، بِفَتْح فَسُكُون، التَّخْفِيف عَن اللِّحْيَانِيّ يُقَال: أَتَيْتُه فِي صَبَارَّةِ الشِّتَاءِ، أَي فِي شِدَّة البرْدِ، وَفِي حَدِيث عليّ، رَضِي الله عَنهُ: قُلْتُم: هاذِه صَبَارَّةُ القُرِّ، هِيَ شِدَّةُ البَرْد، كحَمَارَّةِ القَيْظِ.
(و) يُقَال: سَلَكُوا (أُمّ صَبّارٍ) ككَتّان، (و) وَقَعُوا فِي (أُمِّ صَبُّورٍ) ، كتَنُّورٍ، أَي (الحَرّ) ، هاكذا فِي النّسخ الَّتِي بأَيدِينا، وَهُوَ خطأٌ، وَالصَّوَاب الحَرَّة، كَمَا فِي المُحْكَم والتَّهْذِيبِ والتَّكْمِلَة، مُشْتَقٌّ من الصُّبُرِ الَّتِي هِيَ الأَرْضُ ذاتُ الحَصْباءِ، أَو من الصُّبَارَة، وخَصَّ بعضُهم بِهِ الرَّجْلاءَ مِنْهَا، (والدَّاهِيَةُ) ، فَفِي كَلَام المُصَنّف لَفٌّ ونَشْرٌ مرَتَّب.
قَالَ ابنُ بَرّيّ: ذكر أَبُو عُمَر الزّاهِد أَنّ أُمَّ صَبّارٍ الحَرَّةُ.
وَقَالَ الفَزَارِيّ: هِيَ حَرَّةُ لَيْلَى وَحَرَّةُ النّار، قَالَ: والشّاهِدُ لذالك قولُ النّابِغَةِ:
تُدَافِعُ النّاسَ عنْهَا حِينَ يَرْكَبُهَا
مِنَ المَظالِمِ يُدْعَى أُمَّ صَبَّارِ
أَي تَدْفَعُ الناسَ عَنْهَا، فلاَ سَبِيلَ لأَحَدٍ إِلى غَزْوِنَا؛ لأَنَّهَا تَمنَعُهم من ذالك؛ لكَوْنِهَا غَلِيظَةً لَا تَطَؤُهَا الخَيْلُ، وَلَا يُغَار علينا فِيهَا، وَقَوله: من المَظَالِمِ جَمْع مُظْلِمَة، أَي حَرَّة سَوْدَاء مُظْلِمَة.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت فِي كتاب الأَلفاظ، فِي بَاب الِاخْتِلَاط والشَّرّ يَقع بَين القومِ: وتُدْعَى الحَرَّةُ والهَضْبَةُ أُمّ صَبَّارٍ.
ورُوِيَ عَن ابنِ شُمَيْل أَنَّ أُمَّ صَبّارٍ هِيَ الصَّفَاةُ لَا يَحِيكُ فِيهَا شَيْءٌ، قَالَ: وأَمّا أُمُّ صَبُّورٍ، فَقَالَ أَبو عَمْرٍ والشَّيْبَانِيّ: هِيَ الهَضْبَةُ الَّتِي لَيْسَ لَهَا مَنْفَذٌ، يُقَال: وَقَعَ القَوْمُ فِي أُمِّ صَبُّور، أَي فِي أَمْرٍ مُلْتَبِسٍ شَديدٍ، لَيْسَ لَهُ مَنْفَذٌ، كهاذِه الهَضْبَةِ الَّتِي لَا مَنْفَذَ لَهَا وأَنْشَدَ لأَبِي الغَرِيبِ النَّصْرِيّ:
أَوْقَعَهُ اللَّهُ بسوءِ فِعْلِه
فِي أُمِّ صَبُّورٍ فأَوْدَى ونَشِبْ
(و) قيل: أُمُّ صَبّارٍ، وأُم صَبُّورٍ، كِلْتَاهما الدّاهِيَةُ، و (الحَرْبُ الشَّدِيدَةُ) وَفِي الْمُحكم: يُقَال: وَقَعُوا فِي أُمِّ صَبّار وأُمِّ صَبُّور، قَالَ: هاكذا قرأْتُه فِي الأَلفاظ: صَبُّور، بالبَاءِ، قَالَ: وَفِي بعضِ النُّسَخِ أُمُّ صَيُّور، كأَنّها مُشْتَقَّة من الصِّيَارَةِ، وهِيَ الحِجَارَةُ.
(والصَّبِرُ، ككَتِفٍ) ، هاذا الدَّوَاءُ المُرُّ (وَلَا يُسَكَّنُ إِلاّ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ) ، قَالَ الرّاجز:
أَمَرَّ مِنْ صَبْرٍ ومَقرٍ وحُضَضّ
كَذَا فِي الصّحاح، وَفِي الْحَاشِيَة: الحُضَضُ: الخُولانُ، وَقيل: هُوَ بِظاءَيْنِ، وَقيل: بضَادٍ وظَاءٍ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: صوابُ إِنشادِه: أَمَرَّ، بِالنّصب، وأَورَدَه بظاءَيْن؛ لأَنّه يَصِفُ حَيّة، وقبلَه:
أَرْقَشَ ظَمْآنَ إِذَا عُصْرَ لَفَظْ
قَالَ شَيخنَا: على أَن التَّسْكِينَ حَكَاهُ ابنُ السَّيِّد فِي كتاب الفَرْقِ لَهُ، وَزَاد: ومِنْهُم من يُلْقِي حركَةَ الباءِ على الصادِ، فَيَقُول: صِبْر بِالْكَسْرِ، قَالَ الشَّاعِر:
تَعَزَّبْتُ عَنْهَا كارِهاً فتَرَكْتُهَا
وَكَانَ فِراقِيها أَمَرَّ من الصِّبْرِ
ثمَّ قَالَ: والصِّبْر بِالْكَسْرِ لُغَة فِي الصَّبرِ، وَذكر مثلَه فِي كتاب المُثلّث لَهُ، وصَرّح بِهِ فِي المِصْباحِ، وذكرَهُ غيرُ واحدٍ انْتهى.
وَفِي المُحْكَم: الصَّبِرُ: (عُصارَةُ شَجَرٍ مُرَ) ، الْوَاحِدَة صَبِرَةُ، وَجمعه صُبُورٌ، قَالَ الفَرَزْدَقُ:
يَا ابنَ الخَلِيَّةِ إِنَّ حَرْبِي مُرَّةٌ
فِيهَا مَذاقَةُ حَنْظَلٍ وصُبُورِ
وَقَالَ أَبو حَنيفة: نباتُ الصَّبِر كنَباتِ السَّوْسَنِ الأَخْضَرِ، غير أَنّ وَرَقَ الصَّبِر أَطولُ وأَعرضُ وأَثْخَنُ كثيرا، وَهُوَ كثيرُ الماءِ جدّاً.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّبِرُ، بِكَسْر الباءِ: عُصَارَةُ شَجَرٍ وَرَقُها كقُرُبِ السّكاكين طِوَالُ غِلاظٌ، فِي خُضْرَتِها غُبْرَة وكُمْدَةٌ، مقْشَعِرَّةُ المَنْظَرِ، يَخْرُج من وَسطِهَا ساقٌ عَلَيْهِ نَوْرٌ أَصفَرُ تَمِهُ الرّيحِ، قلْت: وأَجْوَدُه السُّقُطْرِيّ وَيعرف أَيضاً بالصَّبّارَة.
(و) صَبِرٌ، ككَتِفٍ: (جَبَلٌ) من جِبَالِ اليَمَنِ (مُطِلٌّ عَلَى تَعِزَّ) المدينَةِ المشْهُورَة بهَا.
(ولَقِيطُ بنُ عَامِرِ بنِ صَبِرَةَ) ، بِكَسْر الباءِ: (صَحابِيٌّ) وافدُ بني المُنْتَفِقِ، لَهُ حديثٌ فِي الوضوءِ، وَيُقَال: هُوَ لَقِيطُ بنُ صَبِرَةَ والدُ عاصِمٍ، حِجَازِيّ.
(و) الصِّبَارُ: (ككِتَابٍ: السِّدَادُ) ، وَيُقَال للسِّدَادِ: القعولة والبُلْبُلَةُ والعُرْعُرَةُ.
(و) الصِّبَارُ أَيضاً: (المُصَابَرَةُ) ، وَقد صابَرَ مُصَابَرَةً وصِبَاراً.
وَقَالَ المُصَنِّفُ فِي البصائر فِي قَوْله تَعَالَى: {اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ} (آل عمرَان: 200) ، انتقالٌ من الأَدْنَى إِلى الأَعْلَى، فالصَّبْرُ دُونَ المُصَابَرَة، والمُصَابَرَةُ دونَ المُرابَطَةِ، وَقيل: اصْبِرُوا بنُفُوسِكُم وصابِرُوا بقلوبِكُم على البَلْوَى فِي اللَّهِ، ورابِطُوا بأَسْرَارِكُم على الشَّوْقِ إِلى اللَّهِ، وَقيل: اصْبِرُوا فِي اللَّهِ وصابِرُوا باللَّهِ، ورابِطُوا مَعَ اللَّهِ.
(و) الصِّبَار: (حَمْلُ شَجَرَةٍ حامِضَةٍ) .
(و) الصُّبارُ: (كغُرَابٍ، ورُمّانٍ) : حَمْلُ شَجَرَةٍ شَدِيدَةِ الحُمُوضَة، أَشَدّ حُموضَةً من المَصْلِ، لَهُ عَجَمٌ أَحْمَرُ عَرِيضٌ يُجْلَبُ من الهِنْدِ، يُقَال لَهُ: (التَّمْرُ الهِنْدِيُّ) ، وَهُوَ الَّذِي يُتَداوَى بِهِ، ويُقَال لشَجَرِه: الحُمَرُ، مثل صُرَد.
(وأَبُو صُبَيْرَةَ، كجُهَيْنَةَ: طائِرٌ أَحْمَرُ البَطْنِ أَسودُ الظَّهْرِ والرَّأَسِ والذَّنَبِ) ، هاكذا فِي التكملة، وَفِي اللِّسَان: طائِر أَحْمَرُ البَطْنِ أَسودُ الرأْسِ والجَنَاحَيْن، والذَّنَبِ، وسائرُه أَحْمَرُ.
(وأَصْبَرَ) الرَّجُلُ: (أَكَلَ الصَّبِيرَةَ) وَهِي الرُّقَاقَةُ الَّتِي تَقَدّم ذِكْرُهَا، قَالَه ابنُ الأَعرابِيّ.
(و) أَصْبَرَ، إِذَا (وَقَعَ فِي أُمِّ صَبُّور) ، وَهِي الدَّاهِيَةُ أَو الأَمْرُ الشَّدِيدُ، وكذالك إِذا وَقَعَ فِي أُمِّ صَبّار، وَهِي الحَرَّةُ.
(و) أَصْبَرَ: (قَعَدَ على الصَّبِيرِ) ، وَهُوَ الجَبَلُ.
(و) أَصْبَرَ: (سَدَّ رَأْسَ الحَوْجَلَةِ بالصِّبَارِ) وَهُوَ السِّدَاد.
(و) أَصْبَرَ (اللَّبَنُ) ، إِذا (اشْتَدَّتْ حُمُوضتُه إِلى المَرَارَةِ) ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي كتابِ اللَّبَنِ: المُمَقَّرُ والمُصَبَّر: الشديدُ الحُمُوضَةِ إِلى المَرَارَةِ، قالَ أَبو حاتِم: اشْتُقّا من الصَّبِر والمَقِرِ، وهما مُرّانِ.
(و) فِي حديثِ ابْن عبّاس فِي قَوْله عزّ وجلّ: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَآء} (هود: 7) ، قَالَ: كانَ يَصْعَدُ إِلى السَّماءِ بُخَارٌ من الماءِ فاسْتَصْبَرَ فعادَ صَبِيراً. (اسْتَصْبَرَ) أَي (اسْتَكْثَفَ) وتَرَاكَم فصارَ سَحَاباً فذالك قَوْله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآء وَهِىَ دُخَانٌ} (فصلت: 11) ، الصَّبِيرُ: سَحَابٌ أَبيضُ مُتَكَاثِفٌ، يَعْنِي تَكَاثَفَ البُخَارُ: وتَرَاكَمَ فصارَ سَحَاباً.
(والاصْطِبَارُ: الاقْتِصَاصُ) ، وَفِي حَدِيث عَمّار حِين ضَرَبَه عُثْمانُ، فلمّا عُوتِبَ فِي ضَرْبِه إِيّاه قَالَ: (هاذِه يَدِي لِعَمَّارٍ فلْيَصْطَبِرْ) مَعْنَاهُ فَلْيَقْتَصَّ. يُقَال: صَبَرَ فُلانٌ فُلاناً لوَلِيّ فلانٍ، أَي حَبَسَه، وأَصْبَرَه أَي أَقَصَّهُ مِنْهُ فاصْطَبَر، أَي اقْتَصَّ.
وَقَالَ الأَحمرُ: أَقادَ السلطانُ فلَانا، وأَقَصَّهُ وأَصبَرَه بِمَعْنى واحدٍ، إِذَا قَتَلَه بقَوَدٍ، وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمطَعَنَ إِنْسَاناً بقَضِيبٍ مُدَاعَبَةً، فَقَالَ لَهُ: اصْبِرْنِي، قَالَ: اصْطَبِرْ) أَي: أَقِدْنِي من نَفْسِك، قَالَ: اسْتَقِدْ، يُقَال: صَبَرَ فُلانٌ من خَصْمِه، واصْطَبَرَ، أَي اقْتَصَّ مِنْهُ، وأَصْبَرَه الحاكِمُ، أَي أَقَصَّه من خَصْمِه.
(وصَبَّرَه: طَلَبَ مِنْهُ أَن يَصْبِر) ، كَذَا فِي التكملة.
(والصَّبُورُ) : من أَسْمَاءِ الله تَعَالَى، وَفِي الحَدِيثِ: (إِنّ اللَّهَ تَعالَى قَالَ: إِنِّي أَنَا الصَّبُورُ) ، قَالَ أَبو إِسحاق: الصَّبُورُ فِي صِفَةِ اللَّهِ عَزّ وجَلّ: (الحَلِيمُ الَّذِي لَا يُعَاجِلُ العُصَاةَ بالنِّقْمَةِ، بل يَعْفُو، أَو يُؤَخِّرُ) ، وَهُوَ من أَبْنِيَة المُبَالَغَةِ، والفَرْقُ بَينه وَبَين الحَلِيم أَنَّ المُذْنِبَ لَا يَأْمَنُ العُقُوبَةَ كَمَا يأْمَنُهَا فِي صِفَةِ الحَلِيم.
(و) الصَّبُورُ: (فَرَسُ نافِعِ بنِ جَبَلَة) الحَدَلِيّ.
(و) الصَّبْر: الجَراءَةُ، وَمِنْه قَوْله تَعالَى: (مَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النّار) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ، وَالصَّوَاب: {فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} (الْبَقَرَة: 175) ، (أَي مَا أَجْرَأَهُم) على أَعمالِ أَهلِ النّار (أَو مَا أَعْمَلَهُم بعَمَلِ أَهلِهَا) ، القَوْل الثَّانِي فِي التكملة.
(وشَهْرُ الصَّبْرِ: شَهْرُ الصَّوْمِ) ، وَمِنْه الحَدِيث: (مَن سَرَّهُ أَنْ يَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ وَحَرِ صَدْرِه فليَصُمْ شَهْرَ الصَّبْر وثَلاثةَ أَيام من كلِّ شَهْرٍ) ، وأَصْلُ الصّبْرِ: الحَبْسُ، وسُمِّيَ الصَّوْمُ صَبْراً؛ لما فِيهِ من حَبْسِ النَّفْسِ عَن الطَّعَام والشَّرَابِ والنِّكَاحِ.
(و) الصَّبَّارَةُ، (كجَبَّانَة: الأَرْضُ الغَلِيظَةُ المُشْرِفَةُ الشَّأْسَةُ) ، لَا نَبْتَ فِيهَا، وَلَا تُنْبِتُ شَيْئا، وَقيل: هِيَ أُم صَبّارٍ.
(وسَمَّوْا صابِراً) كنَاصِرٍ، مِنْهُم: أَبو عَمْرٍ ومحمَّدُ بنُ محمّد بن صابِر الصّابِرِيّ، نُسِبَ إِلى جَدِّه، وَآخَرُونَ.
(وصَبِرَةَ، بكسرِ الباءِ) ، مِنْهُم عامِرُ بنُ صَبِرَةَ الصّحَابِيّ الَّذِي تقدَّم ذِكْرُه، وسَمَّوْا أَيضاً صبيرةَ.
(وأَمّا قولُ الجَوْهَرِيّ: الصَّبَارُ) ، أَي كسَحاب: (جَمْعُ صَبْرَةٍ) ، بِفَتْح فَسُكُون (وَهِي الحِجَارَةُ الشَّدِيدَةُ) ، قَالَ الأَعشى:
قُبَيْلَ الصُّبْحِ أَصْوَاتُ الصَّبَارِ
فغَلَطٌ، (والصَّوابُ فِي اللُّغَة و) فِي (البَيْتِ) أَصْواتُ (الصِّيَار، بالكَسْرِ، والياءِ) التَّحْتِيّة (وَهُوَ صَوْتُ الصَّنْجِ) ذِي الأَوْتَارِ (والبَيْتُ ليسَ للأَعْشَى) كَمَا ظَنَّه (وصَدْرُه) :
كَأَنَّ تَرَنُّمَ الهَاجاتِ فِيهَا
هاذا نَصّ الصّاغانيّ فِي التكملة، وكأَن المُصَنّف قلَّدَه فِي تَغْلِيطِ الجَوْهَرِيّ، والهَاجَاتُ: الضّفادِعُ، وعَلى قَوْلِ الجَوْهَرِيّ: شَبَّهَ نَقِيقَ الضَّفادِعِ فِي هاذِه العَيْنِ بوَقْعِ الحِجَارَةِ، وَهُوَ صَحِيح، ونقلَه صاحبُ المُحْكَمِ هاكذا، وسلَّمَه، ونَسب البَيْتَ للأَعشَى، وَقَالَ: الصَّبْرَةُ من الحِجَارَة: مَا اشتَدَّ وغَلُظَ، وجَمْعُهَا الصَّبَار. وسيأْتي فِي صير.
وَقَالَ شيخُنَا: كلامُ الجَوْهَرِيّ فِي هاذا البَيْت مَرْبوطٌ ببَيْتٍ آخَرَ جاءَ بِهِ شاهِداً على غيرِ هاذا ولابنِ بَرّيْ فِيهِ كَلامٌ غيرُ محرَّرٍ، قلَّده المصنِّف فِي ذالك فأَوْرَدَ الكلامَ مختَصَراً مُبْهَماً، فلْيُحَرّر، انْتهى.
قلْت: وكأَنّه يُشيرُ إِلى قَول الأَعشى المتقدِّم ذِكْرُه:
مَن مُبْلِغٌ شَيْبَانَ أَنّ
المَرْءَ لَمْ يُخْلِقْ صَبَارَهْ
وقولُ ابنِ بَرِّيّ: وصوابُه بكسْرِ الصَّاد، قَالَ: وأَما صُبَارَةُ وصَبَارَةُ، فَلَيْسَ بجمْعٍ لصَبْرَةٍ؛ لأَنَّ فَعَالاً لَيْسَ من أَبْنِيَةِ الجُمُوعِ، وإِنما ذالِك فِعَالٌ، بالكسرِ، نَحْو حِجَارٍ وجِبَالٍ، وأَنّ البيتَ لعَمْرِو بنِ مِلقَطٍ الطّائِيّ وَقد تَقَدّم بيانُه، فهاذا تحريرُ هاذا المَقَام الذِي أَشارَ لَهُ شيخُنا، فتَأَمَّلّ.
(وصَابِرٌ، سِكَّةٌ بمَرْوَ) . ظاهِرُ أَنه كناصِر، وضَبَطَه الحافِظُ فِي التَّبْصِيرِ بِفَتْح الموحَّدَةِ، وَقَالَ: مِنْهَا أَبو الْمَعَالِي يُوسُفُ بنُ مُحَمّدٍ الفُقَيْمِيّ الصابِريّ، سمِعَ مِنْهُ أَبو سَعْد بنِ السَّمْعَانِيّ.
(والصَّبْرَةُ، بالفَتْح) ذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَكٌ: (مَا تَلَبَّدَ فِي الحَوْضِ من البَوْلِ والسِّرْقِينِ والبَعَرِ) .
(و) الصَّبْرَةُ (من الشِّتَاءِ: وَسَطُه) . وَقد تَقَدَّم فِي كَلَام المصنِّف، ويُقَال لَهَا أَيضاً: الصَّوْبَرَةُ.
(و) صَبْرَة، (بِلا لَام: د، بالمَغْرِبِ) قَرِيبٌ من القَيْرَوان.
(والصُّنْبُورُ) ، بالضَّمّ، (يأْتِي) ذكره فِي النُّون (إِنْ شاءَ اللَّهُ تَعَالَى) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الصُّبَارَةُ من السَّحَابِ كالصَّبِيرِ.
وصَبَرَهُ: أَوْثَقَه.
وأَصْبَرَهُ القَاضِي: أَقَصَّهُ من خَصْمِه.
وَفِي الحَدِيث: (وإِنَّ عندَ رِجْلَيْهِ قَرَظاً مَصْبُوراً) ، أَي مجموعاً قد جُعِلَ صُبْرَةً كصُبْرَة الطَّعَامِ.
وَفِي الحَدِيث: (من فَعَلَ كَذَا وَكَذَا كَانَ لَهُ خَيْراً من صَبِيرٍ ذَهَباً) ، قَالُوا: هُوَ اسمُ جَبَلٍ باليَمَن، وَفِي بعض الرّوايات: (مثل صِير) بالصَّاد الْمَكْسُورَة والتحتيّة، وَهُوَ جَبَلٌ لطَيِّىءٍ، قَالَ ابنُ الأَثير: جاءَت هاذِه الكلمةُ فِي حَدِيثَيْن لعَلِيَ ومُعَاذٍ، أَما حَدِيث عليّ فَهُوَ: صِيرٌ، وأَما رِوَايَة مُعَاذٍ: فصَبِيرٌ، قَالَ: كَذَا فَرَّق بَينهمَا بعضُهُم، قلت: وسيأْتي فِي صير.
وَفِي الحَدِيث: (نَهَى عَن صَبْرِ ذِي الرُّوحِ) ، وَهُوَ الخِصَاءُ.
وَمن المَجاز: صَبَرْتُ يَمِينَه، إِذا حَلَّفْتَه جَهْدَ القَسَمِ، ويَمِينٌ مَصْبُورَةٌ، وبَدَنِي لَا يَصْبِرُ على البَرْدِ وهاذَا شَجَرٌ لَا يَضُرُّهُ البَرْدُ. وَهُوَ صابِرٌ عَلَيْهِ، وَهُوَ أَصْبَرُ على الضَّرْبِ من الأَرْضِ. كَذَا فِي الأَساس.
والصّابُورَةُ: مَا يُوضَعُ فِي بَطْنِ المَرْكبِ من الثِّقْلِ.
والصّابِرُ: لَقَبُ عليِّ ابْن أُخْتِ الشيخِ فَرِيدِ الدّينِ العمريّ أَحد مشايِخ الجشية، صَاحب التآليفِ والكرامات.
ولقبُ عَليِّ بنِ عَليِّ بنِ أَحْمَدَ الشَّرْنُوبِيّ، جَدِّ شيخِنا يُوسُفَ بنِ عليَ أَحدِ شُيوخنا فِي البرهمانيَّة.
والصُّبَيْرَةُ، مُصَغَّراً: ناحِيَةٌ شامِيّة.
وَبلا لَام: موضِعٌ آخر.
وَالْقَاضِي أَبو بَكْر مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الــرحمانِ بنِ صُبْر البغداديّ، بالضَّمِّ، فقيهٌ حنفيٌ، مَاتَ سنة 380.
وَفِي تَمِيمٍ: صُبَيْرَةُ بنُ يَرْبُوع بنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ ابنُ الكَلْبِيّ: مِنْهُم قَطَنُ بنُ رَبِيعَةَ بنِ أَبي سَلمَةَ بن صُبَيْرَة شاعرُ بني يَرْبُوع.
وَمن شيوخِ أَبي عُبَيْدَة رَيّانُ الصُّبَيْرِيّ.

نوند

نوند
: (} نُونْدُ) ، أَهمله الجماعةُ، وَهِي (بالضمّ، ويَلْتَي فِيهَا سَاكِنَانِ) وضَبطه ياقوت بِفَتْح أَوّله (: مَحَلَّةٌ بِنَيْسَابُورَ، مِنْهَا) أَبو عبد الــرَّحمان (عبدُ الله بنُ حَمْشَادَ) بن جَنْدلِ بن عِمرانَ المُطوعيّ النُّونْدِيّ النَّيْسَابُورِيّ، سمع أَبا قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيّ، ومحمَّدَ بن يزيدَ السُّلَمِيّ وغيرَهما.
(وبَابُ نُونْدَ: مَحَلَّةٌ بِسَمَرْقَنْدَ، مِنْهَا) أَبو الْعَبَّاس (أَحمدُ! - النُّونْدِيُّ) السَّمَرْقَنْدِيّ (المُحَدِّثُ) ، حَدَّث عَن أَحمدَ بن عبد الله السَّمَرْقَنْدِيّ، وَعنهُ إِبراهِيم بن حَمْدَوَيْهِ الإِشْتِيخَنِيّ.

خربذ

خربذ
: (مَعْرُوف بن خَرَّبُوذَ، بِفَتْح الخاءِ والراءِ المشدَّدةِ، وضمّ الباءِ الموحَّدةِ) ، أَهملَه الجوهَرِيُّ والجماعَة، وَقَالَ الصَّغانيّ: هُوَ (مُحَدِّثٌ لغَوِيٌّ مَكِّيٌّ) . ونقَلَ الحافِظ فِي تَهْذِيب التهذيبِ سكونَ الرَّاءِ أَيضاً، قَالَ، وَهُوَ مِن موالِي آلِ عُثمانَ، صَدُوقٌ، رُبَّما وَهِمَ، وَكَانَ أَخْبَارِيًّا عَلاَّمَةً، من الخامِسَة.
وبَقِيَ:
سالِمُ بن سَرْجٍ أَبو النّعْمَان. وَفِي كِتَاب الثِّقَاتِ لِابْنِ حبَّان: وَيُقَال ابنُ خَرَّبُوذ، وَالصَّحِيح ابْن سَرْجٍ يَروِي عَن أُمِّ ضُبَيْبَةَ الج 2 نِيَّة، قَالَت (اخْتَلَفَتْ يَدِي ويَدُ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي الوُضوءِ مِن إِناءٍ واحِدٍ) . رَوَاهُ عَنهُ أُسامة بن زَيْدٍ وخارِجَة بن الحارِث المَدَنِيّ. واسُم أُمِّ ضُبَيْبَة خَوْلَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، وَهُوَ مَوْلاَها. ونقلَ شَيْخُنَا عَن تَارِيخ المَدِينَة للسخاوِيّ عَن الدارقطْني قَالَ: سَرْجٌ يُعْرَف بِخَرَّبُوذَ، وَقَالَ الْحَاكِم: مَن قَالَ ابْن سَرْجٍ فَقَدْ عَرَّبَه، ومَن قَالَ ابْن خَرَّبوذ أَرَادَ بِهِ الإِكَافَ بالفَارِسِيّة. واستْدْرك: سلِيمان ابْن خَرَّبوذ، روَى عَن شيخٍ من أَهل المَدينةِ عَن عبد الــرحمان بن عَوْف قَالَ: عَمَّمَني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمفَسَدَلَهَا مِنْ بَينِ يَدَيَّ ومِن خَلْفِي. قلت: وعبدُ الرحمامن بن خرَّبوذ يَرْوِي عَن ابنِ عُمَرَ وأَبي هُيَرْيَرَةَ. وَعنهُ يَعْلَى بن عَطَاءٍ.

سمذ

سمذ



سَمِيذٌ i. q. سَمِيدٌ [q. v.]; (K:) [said to be] more chaste than the latter: (K in art. سمد:) [but] accord. to Kr, it is with the unpointed د. (M in that art.)
سمذ
السمِيْذُ: الحُوّارى.
سمذ
: (السَّمِيذُ) ، أَهمله الجوهريّ، وَقَالَ الصاغانيّ: هُوَ (السَّمِيدُ) ، وَهُوَ الحُوَّارَى، وَقد تقدّم. (و) أَبو محمّد، وَيُقَال أَبو الْقَاسِم (عبدُ الله بن محمّد) بن عليّ بن زِيَاد، العَدْل (الدَّوْرَقِيُّ) ، نزَل بِنيْسَابُور على زِيادٍ، وكانَ يَعْمَل لَهُ السَّمِيذ، فَبَقيَ هَذَا الاسمُ على وَلَدِه بهَا، روعى عَن عبد الله بن محمّد بن شيروَيْهِ مُسنَدَ ابنِ رَاهَوَيْه، وَعنهُ عبد الــرحمان بن حمدَان البَصْريّ، (ومحمّد بن محمّد بن عَلِيّ) ابْن أُخت بن طَبَرْزَد، سمع ابنَ الطَّلاّبة، وَعنهُ الكمالُ ابنُ الغُوَيْرَة بالإِجازة، (وعَمُّه) أَبو المكارم (المُبَارَكَ بنُ عَلِيّ) بن عبد الْعَزِيز بن أَحمد بن محمّد بن عَبدُوس الخَبار شِيخٌ صالحٌ بَغداديٌّ، عَن ابْن هَزَارْمَرْد، وَعنهُ بن طَبَرْزَد، مَاتَ سنة 539 (وأَبو القاسِم أَحمدُ بن) أَبي الفضلِ (أَحمدَ بن) أَبي غَالب (عَلِيّ) بن عبد الْعَزِيز البَغْدَادِيّ الْكَاتِب الدقَّاق الْمَعْرُوف بالشامَاتي، وُلِد سنة 544 ببغدَاد، وَسمع من أَبي الْوَقْت، قرَأْتُ فِي التكْمِلة للمُنْذِرِيّ مَا نصُّه: وسمَّاهُ بعضُهُم لاحِقاً، وبعضُهُم عَلِيًّا، وَالصَّوَاب أَن اسمَه كُنْيَتُه وَكَانَ فِي وَجْهِ شَامَةٌ، فنَسَبَ بعضُهُم فَقَالَ الشَّامَاتِيّ، وكانَ يَنبَغِي أَن يُقَال فِيهِ صاحِبُ الشَّامَة، توفِّيَ بِبَغْدَاد سنة 629، (السِّمِذِيّونَ، بِكَسْر السِّين وَالْمِيم والذال) ، وَمِنْه مَن شَدَّد الْمِيم، (مُحَدِّثُونَ) .

زنح

زنح


زَنَحَ(n. ac. زَنْح)
a. Praised.
b. Drove away.
c. Vexed, worried, tormented.
زنح التَّرَنُّحُ التَّفَتُّحْ في الكَلام. ورَفْعُ الرَّجُلِ نَفْسَه عن قَدْرِه. وزَنَحْتُ وتَزَنَّحْتُ من الماءِ أي امْتَلأْتَ.
(ز ن ح)

زَنَحَهُ يَزْنَحُهُ زَنْحا: دَفعه.

والتَّزَنُّحُ: التفتح فِي الْكَلَام، وَرفع الْإِنْسَان نَفسه فَوق قدره. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

تَزَنَّحُ بالكلامِ عليَّ جَهلاً ... كَأَنَّك ماجِدٌ من آلِ بَدْرِ

والتزَنُّحُ فِي الْكَلَام: فَوق الهذر.

زنح: أَبو خَيْرَةَ: إِذا شرب الرجلُ الماء في سُرْعةِ إِساغةٍ، فهو

التَّزْنِيحُ؛ قال الأَزهري: وسماعي من العرب التَّزَنُّحُ.

يقال: تَزَنَّحْتُ الماءَ تَزَنُّحاً إِذا شربته مرة بعد أُخرى.

وتَزَنَّح الرجل إِذا ضايق إِنساناً في معاملة أَو دَيْن.

وزَنَحه يَزْنَحُه زَنْحاً: دَفَعه. وفي حديث زياد: قال عبد الرحمن بن

السائب: فَزَنَجَ شيءٌ، أَقبل، طويلُ العُنُقِ، فقلت: ما أَنتَ؟ فقال:

أَنا النَّقَّادُ ذو الرَّقَبة، قال: لا أَدري ما زَنَجَ، لعله بالحاء؛

والزَّنْحُ: الدفعُ، كأَنه يريد هجومَ هذا الشخص وإِقبالَه، ويحتمل أَن يكون

زَلَج، باللام والجيم، وهو سرعةُ ذهاب الشيء ومُضِيُّه؛ وقيل: هو بالحاء

بمعنى سَنَحَ وعَرَضَ. والتَّزَنُّحُ: التَّفَتُّحُ في الكلام ورَفْعُ

الإِنسان نفْسَه فوق قَدْرِه؛ قال أَبو الغَريبِ:

تَزَنّحُ بالكلام عليَّ جَهْلاً

كأَنك ماجدٌ من أَهلِ بَدْرِ

والتَّزَنُّحُ في الكلام: فوق الهَذْرِ.

والزُّنُح: المكافئونَ على الخير والشر

(* زاد المجد: الزنوح، كرسول: الناقة السريعة، والمزانحة الممادحة.).

زنح
: (زَنَح، كمَنَعَ) يَزْنَحُ زَنْحاً: (مَدَحَ. و) زَنَحَ: إِذا دَفَعَ. (و) زَنَح وتَزَنَّح: إِذا (ضَايَقَ) إِنساناً (فِي المُعَامَلةِ) أَو الدَّيْنِ، وتَزنَّحَ أَفْصَحُ.
(والزُّنُحُ، بضَمّتينِ: المُكَافِئونَ على الخَيرِ والشَّرِّ) .
(والتَّزَنُّحُ: التَّفتُّحُ فِي الكَلامِ) وَقيل: فَوْقَ الهَذْرِ مِنْهُ. (و) التَّزَنُّح: (شُرْبُ الماءِ مَرّةً بعدَ أُخرَى كالتَّزْنيحِ) ، الأَوَّل سَماعُ الأَزهريِّ من الْعَرَب، وَالثَّانِي قولُ أَبي خَيْرَةَ، قَالَ: إِذا شَرِبَ الرَّجلُ الماءَ فِي سُرْعَةِ إِساغةٍ فَهُوَ التَّزْنيحُ، (و) التَّزَنُّح: (رَفْعُك نَفْسَك فوقَ قَدْرِك) ، قَالَ أَبو الغَريب:
تَزَنَّحُ بالكلامِ علَيَّ جَهْلاً
كأَنَّكَ ماجِدٌ من أَهْلِ بَدْرِ
(والزَّنُوحُ) كصَبورٍ: (النَّاقَةُ السَّرِيعةُ) .
(والمُزانَحَةُ: المُمادَحَةُ) والمُدَافَعة. وجاءَ فِي حديثِ زِيَاد: قَالَ عبد الــرّحمان بنُ السّائِب: (فزَنَحَ شَيْءٌ أَقْبَلُ طَويلُ العُنُقِ. فَقلت لَهُ: مَا أَنت؟ فَقَالَ: أَنَا النَّقّاد ذُو الرَّقَبَة) . قيل: هُوَ بمعنَى سَنَحَ، وَقيل: دَفَعَ، كأَنّه يُريِد هُجُومَ هاذا الشَّخْصِ وإِقْبَالَه، وَقيل غير ذالك.

كنجرذ

كنجرذ
: كَنْجَرُوذ: قَرْيَة بِبَاب نَيْسَابُور، مِنْهَا أَبو سعد محمّد بن عبد الــرحمان النّيسابوري الاديب الْفَاضِل، صَدُوقٌ، روَى عَنهُ البَيْهَقِيّ والفَرَاويّ، تُوفّي سنة 453.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:

ثَوْر

ثَوْر
: ( {الثَّوْر: الهَيَجانُ) .} ثار الشَّيءُ: هاجَ، وَيُقَال للغَضْبان أَهْيجَ مَا يكونُ: قد {ثارَ} ثائِرُه وفارَ فائِرُه، إِذا هاج غَضَبُه.
(و) الثَّوْر: (الوَثْبُ) ، وَقد ثارَ إِليه، إِذا وَثَبَ. {وثارَ بِهِ النّاسُ، أَي وَثَبُوا عَلَيْهِ.
(و) الثَّوْرُ: (السُّطُوعُ) . وثارَ الغُبَارُ: سَطَعَ وظَهَرَ، وَكَذَا الدُّخَانُ، وغيرُهما، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) الثَّوْرُ (نُهُوضُ القَطَا) مِن مَجَاثِمه.
(و) ثارَ (الجَرادُ) } ثَوْراً، {وانْثَارَ: ظَهَرَ.
(و) الثَّوْرُ: (ظُهُورُ الدَّمِ) ، يُقَال:} ثارَ بِهِ الدَّمُ {ثَوْراً، (} كالثُّؤُورِ) ، بالضمّ، ( {والثَّوَرانِ) ، محرَّكةً، (} والتَّثَوُّرِ، فِي الكُلّ) ، قَالَ أَبو كَبيرٍ الهُذَليُّ:
يَأوِي إِلى عُظْمِ الغَريفِ ونَبْلُهُ
كسَوَامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ {المُتَثَوِّره
(} وأَثَارَه) هُوَ، (وأَثَرَه) ، على القلْب، (وهَثَرَه) ، على البَدَل، ( {وثَوَّرَه، واسْتَثارَه غيرُ) ، كَمَا} يُستَثارُ الأَسَدُ والصَّيْدُ، أَي هَيَّجَه.
(و) {الثَّوْرُ: (القِطعةُ العَظيمةُ من الأَقِط. ج} أَثْوَارٌ {وثِوَرَةٌ) ، بكسرٍ ففتْحٍ على الْقيَاس. وَفِي الحَدِيث: (تَوَضَّؤُوا ممّا غَيَّرَت النّارُ وَلَو من} ثَوْرِ أَقِطٍ) . قَالَ أَبو مَنْصُور: وَقد نُسخَ حُكمُهُ.
ورُوِيَ عَن عَمْرو بن مَعْدِيكَرِبَ أَنْه قَالَ: أَتَيتُ بني فلانٍ فأَتَوْني بثَوْرٍ وقَوْسٍ وكَعْبٍ؛! فالثَّوْر: القِطعةُ العَظيمةُ من الأَقِط، والقَوس: البَقيَّةُ من التَّمْر تَبْقَى فِي أَسفَلِ الجُلَّة، والكَعْب: الكُتْلَةُ من السِّمْن الجَامِسٍ. والأَقِطُه ولَبَنٌ جامِدٌ مُسْتَحْجِرٌ. (و) {الثَّوْرُ: (الذَّكَرُ من البَقَر) قَالَ الأَعشى:
} لَكَالثَّوْر والجِنِّيُّ يضْرِبُ ظَهْرَه
وَمَا ذَنْبُه أَنْ عافَت الماءَ مَشْرَبَا
أَراد بالجِنِّيِّ إسمَ راعٍ. {والثَّوْرُ ذَكَرُ البَقَرِ يُقَدَّم للشَّرْب، ليَتْبَعَه إِناثُ البَقَرِ، قَالَه أَبو مَنْصُور، وأَنشد:
كَمَا الثَّوْر يَضْرِبُه الراعِيَانِ
وَمَا ذَنْبُه أَنْ تَعافَ البَقَرْ
وأَنشدَ لأَنَسِ بن مُدْركٍ الخَثْعَميِّ:
إِنِّي وقَتحلِي سُلَيْكاً ثمَّ أَعْقِلَه
} كالثَّوْر يُضْرَبُ لمّا عافَت البَقَرُ
قيل: عَنَى الثَّوْرَ الَّذِي هُوَ ذَكَرُ البَقَر؛ لأَن البَقَرَ يَتْبَعُه، فإِذا عافَ الماءَ عافَتْه، فيُضْرَب ليَرِدَ فتَرِدَ مَعَه.
(ج {أَثْوَارٌ} وثِيَارٌ) ، بِالْكَسْرِ، {وثِيَارَةٌ (} وثِوَرَةٌ {وثِيَرَةٌ) ، بِالْوَاو والياءِ، وبكسر ففتحٍ فيهمَا، (} وثِيرَةٌ) ، بكسرٍ فسكونٍ، ( {وثِيرَان، كجِيرَةٍ وجِيرَان) ، على أَن أَبا عليَ قَالَ فِي} ثِيَرَةٍ: إِنّه محذوفٌ من {ثِيَارَةٍ، فتَركوا الإِعلالَ فِي العَيْن أَمارةً لما نَوَوْه من الأَلف، كَمَا جَعَلوا تَصحيحَ نحْوِ اجْتَوَرُوا واعْتَوَنُوا دَلِيلا على أَنه فِي معنَى مَا لَا بُدَّ من صحَّته، وَهُوَ تَجاوَرُوا وتَعاوَنُوا. وَقَالَ بعضُهم: هُوَ شاذٌّ، وكأَنهم فرَّقوا بالقَلْب بَين جَمْعِ ثَوْرٍ من الْحَيَوَان، وَبَين جَمْعِ} ثَوْرٍ من الأَقط؛ لأَنَّهُم يقولُون فِي {ثَوْر الأَقط:} ثِوَرَةٌ فَقَط. والأُنثَى: {ثَوْرةٌ، قَالَ الأَخطل:
وفَرْوَةَ ثَفْرَ} الثَّوْرَةِ المُتَضاجِمِ
(وأَرْضٌ {مَثْوَرَةٌ: كَثيرَتُه) ، أَي الثَّوْر، عَن ثَعْلَب.
(و) } الثَّوْرُ: (السَّيِّدُ) ، وَبِه كُنِّيَ عَمْرُ وبن مَعْدِي كَرِبَ: أَبا {ثَوْرٍ، وَقَول عليَ رَضِي الله عَنهُ: (إِنّمَا أُكِلْتُ يَومَ أُكِلَ} الثَّوْرُ الأَبيضُ) ؛ عَنَى بِهِ عثمانَ رَضِي الله عَنهُ؛ لأَنه كَانَ سَيِّداً، وجعلَه أَبيضَ؛ لأَنه كَانَ أَشْيَبَ.
(و) {الثَّوْرُ: مَا عَلَا الماءَ مِن (الطُّحْلُب) والعَرْمَض والغَلْفَق وَنَحْوه. وَقد ثارَ} ثَوْراً {وثَوَرَاناً،} وثَوَّرْتُه، {وأَثَرْتُه، كَذَا فِي المُحْكم، وَبِه فُسِّر قَولُ أَنَس بن مُدْرِك الخَثْعَميِّ السَّابِق، فِي قَوْلٍ؛ قَالَ: لأَنّ البَقّارَ إِذا أَوْرَدَ القِطْعَةَ من البَقَر، فعافَت الماءَ، وصَدَّهَا عَنهُ الطُّحْلُبُ، ضَرَبَه ليَفْحَصَ عَن الماءِ فَتشْربه، وَيُقَال للطّحْلُب: ثَوْرُ الماءِ، حَكَاه أَبو زَيْد فِي كتاب المَطَر.
(و) الثَّوْر: (البَيَاضُ) الَّذِي (فِي أَصْل الظُّفر) ، ظُفر الإِنسان.
(و) الثَّوْرُ: (كلُّ مَا عَلَا الماءَ) من القُمَاش. وَيُقَال:} ثَوَّرْتُ كُدُورَةَ الماءِ فثَارَ.
(و) الثَّوْرُ: (المَجْنُون) ، وَفِي بعض النُّسَخ: الجُنُون، وَهُوَ الصَّواب؛ كأَنْه لهيَجانه.
(و) مِنَ المَجَازِ: الثَّوْرُ: (حُمْرَةُ الشَّفَق النّائرَةُ فِيهِ) . وَفِي الحَدِيث: (صلاةُ العِشَاءِ الآخِرَةِ إِذا سَقَطَ ثَوْرُ الشَّفَقِ) . وَهُوَ انتشارُ الشَّفَق، {وثَوَرانُه: حُمْرَتُه ومُعْظَمُه. وَيُقَال: قد} ثَارَ {يَثُور} ثَوْراً {وثَوَراناً، إِذا انتشرَ فِي الأُفُق وارتفعَ، فإِذا غَابَ حَلَّتْ صلاةُ العِشاءِ الآخِرَة. 6 وَقَالَ فِي المَغْرب: مَا لم يَسقُط ثَوْرُ الشَّفَقِ.
(و) } الثَّوْرُ (الأَحْمَقُ) ، يُقَال للرَّجُل البَليدِ الفَهْمِ: مَا هُوَ إِلّا ثَوْرٌ.
(و) مِنَ المَجَازِ: الثَوْرُ: (بُرْجٌ فِي السَّمَاء) ، من البُرُوج الإثْنَيْ عَشَرَ، على التَّشْبيه.
(و) مِنَ المَجَازِ: الثَّوْرُ: (فَرَسُ العاصِ بن سَعيدٍ) القُرَشيِّ، على التَّشْبيه.
(! وثَوْرٌ: أَبو قَبيلةٍ من مُضَرَ) ، وَهُوَ ثَورُ بنُ عبد مَنَاةَ بنِ أُدِّ بن طابخَةَ بن الياسِ بن مُضَرَ، (مِنْهُم) : الإِمام المحدِّثُ الزّاهدُ أَبو عبد الله (سُفيَانُ بنُ سَعِيد) بن مَسْرُوق بن حَبيب بن رَافع بن عبد الله بن موهبةَ (بن أُبَيّ بن عبد الله) بن مُنْقِذ بن نصر بن الْحَارِث بن ثعلبةَ بن عَامر بن مِلْكان بن ثَور، رَوَى عَن عَمْرِو بن مُرّةَ، وسَلَمَةَ بن كُهَيْل، وَعنهُ ابنُ جُرَيج، وشُعبةُ، وحمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وفُضَيلُ بنُ عِياضٍ. تُوُفِّيَ سنةَ 161 هـ وَهُوَ ابنُ أَربع وَسِتِّينَ سنة.
(و) ثَوْرٌ: (وادٍ بِبِلَاد مُزَيْنَةَ) ، نقلَه الصغانيُّ.
(و) ثَوْرٌ: (جَبَلٌ بمكّةَ شَرَّفَها اللهُ تعالَى، (وَفِيه الغارُ) الَّذِي بَات فِيهِ سيِّدُنا رَسولُ اللهُ صلَّى الله عليْه وسلَّم لما هَاجَرَ، وَهُوَ (المذكورُ فِي التَّنْزيل) : {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى الْغَارِ} (التَّوْبَة: 40) (ويُقَال لَهُ: ثَوْرُ أَطْحَلَ، وإسمُ الجَبَل أَطحَلُ، نَزَلَه ثَوْرُ بنُ عبدِ مَناةَ فنُسبَ إِليه) ؛ وَقَالَ جماعةٌ: سُمِّيَ أَطْحَلَ لأَنّ أَطْحَلَ بن عبدِ مَنَاةَ كَانَ يَسكنُه: (و) ثورٌ أَيضاً: (جَبَلٌ) صغيرٌ إِلَى الحُمْرة بتَدْوير، (بِالْمَدِينَةِ) المُشَرَّفة، خَلْفَ أُحُدٍ من جِهة الشِّمَال. قَالَه السيُوطيُّ فِي كتاب الحَجّ من التَّوْشيح، قَالَ شيخُنَا: ومالَ إِلَى القَوْل بِهِ، وتَرْجيحه بأَزْيَدَ من ذالك فِي حاشيَته على التِّرْمذيّ. (وَمِنْه الحديثُ الصَّحيحُ (المدينةُ حَرَمٌ مَا بينِ عَيْرِ إِلى ثَوْرٍ) ؛ وهما جَبلان. (وأَما قولُ أَبي عُبَيْد) القَاسم (بن سَلَام) ، بِالتَّخْفِيفِ (وَغَيره من الأَكابر الأَعلام: إِن هَذَا تَصْحيفٌ، والصَّوابُ) (مِن عَيْر (إِلى أُحُد) ؛ لأَن ثَوْراً إِنّما هُوَ بمكةَ) وَقَالَ ابنُ الأَثِير: أَمّا عَيْرٌ فجبلٌ معروفٌ بِالْمَدِينَةِ، وأَما ثَوْرٌ فالمعروفُ أَنه بمكِّةَ، وَفِيه الغارُ، وَفِي رِوَايَة قليلةٍ: (مَا بَين عَيْر وأُحُدٍ) ، وأُحُدٌ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: فَيكون ثَوْرٌ غَلَطاً من الرّاوي، وإِن كَانَ هُوَ الأَشهرَ فِي الرِّواية والأَكثرَ. وَقيل:الله محمّد المَطريِّ الخَزْرَجيِّ، (قَالَ: إِنّ خَلْفَ أُحُدٍ عَن شِمَاليِّه جَبَلاً صغِيراً مُدَوَّراً) إِلى الحُمْرة، (يُسَمَّى ثَوْراً، يعرفُه أَهلُ الْمَدِينَة، خَلَفاً عَن سَلَف) ، قَالَ مُلّا عليٌّ فِي النّامُوس: لَو صَحَّ نَقْلُ الخَلَف عَن السَّلَف لَمَا وَقَعَ الخُلْفُ بَين الخَلَف. قلتُ: والجوابُ عَن هاذا يُعرَف بأَدْنَى تَأَمُّل فِي الْكَلَام السَّابِق.
(وثَوْرُ الشِّبَاك) ، ككتاب: (وبُرْقَةُ الثَّوْر) ، بالضمّ: (مَوْضعان) ، قَالَ أَبو زِيَاد: بُرْقَةُ الثَّوْر جانبُ الصَّمّان.
( {وثَوْرى، وَقد يُمَدُّ: نَهرٌ بدمشْقَ) فِي شَماليِّ بَرَدَى، هُوَ وبَانَاسُ يَفْتَرقَان من بَرَدَى، يَمُرّان بالبَوادي، ثمَّ بالغُوطة، قَالَ العمَادُ الأَصفَهَاني يذكُر الأَنهارَ من قصيدة:
يَزيدُ اشتْيَاقي ويَنْمُو كَمَا
يَزِيدُ يَزيدُ وثَوْرَى} يَثُورْ
(وأَبو {الثَّوْرَيْن محمّدُ بنُ عبد الــرَّحمان) الجُمَحيُّ، وَقيل: المكّيّ (التّابعيُّ) ، يَروِي عَن ابْن عُمَرَ، وَعنهُ عَمْرُو بنُ دِينَار، ومَن قَالَ: عَمْرُو بنُ دِينَار عَن أَبي السّوّار فقد وَهِمَ.
(و) يُقَال: (} ثَوْرَةٌ من مَال) ، كثعرْوة من مالٍ، (و) قَالَ ابْن مُقْبل:
{وثوْرَةٌ من (رِجالٍ) لَو رأَيتَهُمُ
لقُلتَ إِحْدَى حِرَاجه الجَرِّ من أُقُرِ
ويُرْوَى: وثَرْوَةٌ، أَي عَدَد (كثير) ، وَهِي مرفوعَةٌ معطوفةٌ على مَا قبلهَا، وَهُوَ قَوْله: (فينَا خَنَاذيذُ) ، وَلَيْسَت الواوُ واوَ (رُبَّ) ، نَبَّه عَلَيْهِ الصَّغَانيُّ وَفِي التَّهْذِيب: ثَوْرَةٌ من رجال،} وثَوْرَةٌ من مَال؛ للكَثير. وَيُقَال: ثَرْوَةٌ من رجال، وثرْوَةٌ من مَال، بهاذا الْمَعْنى. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: ثورَةٌ من رجال، وثَرْوَةٌ؛ يعْني: عَدَدٌ كثيرٌ، وثَرْوةٌ من مالٍ لَا غير.
(! والثَّوّارَةُ: الخَوْرَانُ) ، عَن الصغانيّ.
وَفِي الحَدِيث: (فرأَيتُ الماءَ {يَثُور (مِن) بَين أَصَابعه) أَي يَنْع بقوَّة وشدَّة.
(} والثَّائرُ) من المجَاز: ثارَ ثائرُه وفارَ فائرُه؛ يُقَال ذالك إِذا هاجَ (الغَضَبُ) .
وثَوْرُ الغَضَب: حدَّتُه.
{والثائرُ أَيضاً: الغَضْبانُ.
(} والثِّيرُ، بِالْكَسْرِ: غِطَاءُ العَيْن) ، نقلَه الصَّغَانيُّ.
(و) فِي الحَدِيث: (أَنه كَتَبَ لأَهل جُرَشَ بالحمَى الَّذِي حَماه لَهُم للفَرَس، والرّاحلَة،
( {المُثيرَة)) وَهُوَ بالكَسْر، وأَراد} بالمُثيرَة: (البَقَرَة {تُثيرُ الأَرضَ) .
وَيُقَال: هاذه} ثِيَرَةٌ {مُثيرَةٌ، أَي} تُثِيرُ الأَرضَ، وَقَالَ الله تعالَى فِي صفة بَقَرَةِ بني إِسرائيلَ: { {تُثِيرُ الاْرْضَ وَلاَ تَسْقِى الْحَرْثَ} (الْبَقَرَة: 71) .
} وأَثارَ الأَرضَ: قَلَبَها على الحَبِّ بعد مَا فُتِحَتْ مَرَّةً، وحُكِيَ: {أَثْوَرَهَا؛ على التَّصْحيح، وَقَالَ الله عَزَّ وجَلّ: {} وَأَثَارُواْ الاْرْضَ} (الرّوم: 9) أَي حَرَثُوها وزَرَعُوها، واستَخرجُوا بَرَكاتِهَا، وأَنْزالَ زَرْعِهَا.
( {وثاوَرَه} مُثاوَرَةً {وثِوَاراً) ، بِالْكَسْرِ، عَن اللِّحيانيّ: (وَاثَبَه) وساوَرَه.
(} وثَوَّرَ) الأَمْرَ تَثْويراً: بَحَثَه.
وثَوَّرَ (القُرآنَ: بَحَثَ عَن) معانِيه وَعَن (علْمه) . وَفِي حديثٍ آخَرَ: مَن أَرادَ العِلْمَ {فلْيُثَوِّر القُرآنَ) ، قَالَ شَمرٌ:} تَثْويرُ القرْآن: قِراءَتُه، ومُفَاتَشَةُ العُلَمَاءِ بِهِ فِي تَفْسِيره ومعانيه. وَقيل: ليُنَقِّرْ عَنهُ ويُفَكِّكْ فِي مَعَانِيه وتفسيرِه، وقراءَته.
(! وثُوَيرُ بنُ أبي فاختَةَ سعيدُ بنُ عِلاقَةَ) أَخُو بُرْدٍ، وأَبوهما مَوْلَى أُمِّ هانيءٍ بنت أبي طَالب، عِدَادُه فِي أَهل الكُوفة: (تابعيٌّ) . الصّوابُ أَنه من أَتباع التّابعين؛ لأَنه يَرْوِي مَعَ أَخيه عَن أَبيهما عَن عَليّ بن أَبي طَالب، كَذَا فِي كتاب الثِّقَات لِابْنِ حِبّانَ.
( {والثُّوَيْرُ: ماءٌ بالجزيرة من مَنَزل تَغْلبَ) بن وائلٍ، وَله يَومٌ معروفٌ، قُتِلَ فِيهِ المُطَرَّحُ وجماعةٌ من النَّجْديَّة، وفِيه يقولُ حَمّاد بنُ سَلَمَةَ الشَّاعِر:
إِنْ تَقْتُلُونا بالقَطِيف فإِنَّنا
قَتَلْنَاكُمُ يَومَ} الثُّوَيْر وصَحْصَحَا
كَذَا فِي أَنْسَاب البَلاذُريّ.
(و) الثُّوَيْرُ: (أَبْرَقٌ لجَعْفَر بن كلابٍ قُرْبَ) سُوَاجَ، من (جبال ضَرِيَّةَ) .
وممّا يُستدرَكَ عَلَيْهِ:
يُقَال: انْتَظرْ حَتَّى تَسْكُنَ هاذه {الثَّورةُ، وَهِي الهَيْجُ.
وَقَالَ الأَصمعيُّ: رأَيتُ فلَانا} ثائرَ الرَّأْس، إِذا رأَيتَه قد اشْعَانَّ شْرُه، أَي انتشرَ وتَفرَّقَ. وَفِي الحَدِيث: (جاءَه رجلٌ من أَهل نَجْدٍ {ثائرَ الرَّأْس. يسأَلُه عَن الإِيمان) ؛ أَي مُنْتشرَ شَعر الرأْس قائمَه، فحذَفَ المُضاف. وَفِي آخَرَ: (يَقُومُ إِلى أَخيه ثائراً فَريصَتُه) ؛ أَي: مُنْتَفخَ الفَريصَة قائمهَا غَضَباً، وَهُوَ مَجازٌ وأَراد بالفَريصَة هُنَا عَصَبَ الرَّقَبة وعُرُوقها؛ لأَنها هِيَ الَّتِي} تَثُور عِنْد الغَضَب.
ومِن المَجَاز: {ثارتْ نَفْسُه: جَشَأَتْ، قَالَ أَبو مَنْصُور: جَشَأَتْ، أَي ارتفعتْ، وجاشتْ أَي فارَتْ.
ويُقَال: مَرَرتُ بأَرَانبَ} فأَثَرْتُهَا.
ويُقَال: كَيفَ الدَّبَى؟ فَيُقَال: {ثائرٌ وناقرٌ،} فالثّائرُ ساعةَ مَا يَخرج من التُّرَاب، والناقرُ حينَ يَنقُر من الأَرض، أَي يَثِبُ.
{وَثَوَّرَ البَرْكَ} واستثارَهَا، أَي أَزْعَجَهَا وأَنْهَضَهَا. وَفِي الحَدِيث: (بل هِيَ حُمَّى! تَثُورُ أَو تَفُور) . والثَّورُ: {ثَورَانُ الحَصْبَة:} وثارت الحَصْبَةُ بفلانٍ {ثَوْراً} وثُؤُوراً {وثُؤَاراً} وثَوَرَاناً: انتَشرتْ.
وحَكَى اللِّحْيَانيّ: ثارَ الرجلُ {ثَوَرَاناً: ظَهَرَتْ فِيهِ الحَصْبَةُ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَمِنْه أَيضاً: ثار بالمَحْمُوم الثَّوْرُ، وَهُوَ مَا يَخْرجُ بفِيه من البَثْر.
وَمن المَجَاز: أَيضاً:} ثوَّرَ عَلَيْهِم الشَّرَّ، إِذا هَيَّجَه وأَظهرَه، {وثارَتْ بَينهم فِتْنَةٌ وشَرٌّ، وثار الدَّمُ فِي وَجهه.
وَفِي حَدِيث عبد الله: (} أَثِيرُوا القُرآنَ فإِنه فِيهِ خَبَرُ الأَوَّلينَ والآخرين) .
وَقَالَ أَبو عَدْنَان: قَالَ مُحَارِب صاحبُ الخَلِيل: لَا تَقطَعْنا فإِنك إِذا جئتَ {أَثَرْتَ العَرَبيَّةَ، وَهُوَ مَجازٌ.
} وأَثَرْتُ البَعِيرَ أُثِيرُه إِثارَةً، فثارَ {يَثُورُ،} وَتَثَوَّرَ {تَثَوُّراً، إِذا كَانَ باركاً فبَعَثَه فانْبَعَثَ، وأَثارَ التُّرَابَ بقَوائِمِه} إِثارَةً: بَحَثَه، قَالَ:
{يُثيرُ ويُذْرِي تُرْبَهَا ويُهيلُه
} إِثَارَةَ نَبّاثِ الهَوَاجِر مُخْمِسِ
{وثَوْرٌ: قَبيلَةً مِن هَمْدَانَ، وَهُوَ ثَوْرُ بنُ مَالك بن مُعاويَةَ بن دُودانَ بن بَكِيلِ بنِ جُشَم.
وأَبو خَالِد ثَوْرُ بنُ يَزِيدَ الكَلَاعيُّ: مِن أَتباع التّابعِين، قَدِمَ العراقَ، وكَتَبَ عَنهُ الثَّوْرِيُّ.
زأَبو ثَوْرٍ صاحبُ الإِمَامِ الشّافِعِيِّ، والنِّسبةُ إِليه الثَّوْرِيُّ، مِنْهُم: أَبو الْقَاسِم الجُنَيد الزّاهِدُ} - الثَّوْرِيُّ، كَانَ يُفْتى على مَذهبه.
وإِلى مذْهب سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ أَبو عبد الله الحُسَينُ بنُ محمّدٍ الدِّينَوَرِيُّ الثَّوْرِيُّ. والحافظُ أَبو محمّدٍ عبدُ الراحمان بنُ محمّد الدُّونِيُّ الثَّوْرِيُّ، راوِي النسائِيِّ عَن الكَسَّار. و {ثُوَيْرَةُ، مصغَّراً: جَدُّ الحَجّاجِ بن علاط السُّلميّ، وَهُوَ والدُ نَصْرِ بنِ الحَجّاج.
وفلانٌ فِي} ثُوَارِ شَرَ، كغُرَابٍ، وَهُوَ الكَثِيرُ.
{والثّائِرُ: لَقَبُ جمَاعَة من العَلَوِيِّين.

زمخشر

زمخشر
: (زَمَخْشَرُ، كسَفَرْجَل: ة) صغِيرة (بنَواحِي خُوَارَزْمَ) ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الرِّسالة الَّتِي كَتَبها لأَي طَاهِر السِّلَفِيِّ جَواباً عَن استِدْعَائه لَهُ قَالَ فِي آخرِه. وأَما المَوْلِدُ فقَرْيَةٌ مَجهولةٌ من خُوارَزْمَ تُسمأ زَمَخْشَر، قَالَ: وسَمِعتُ أَبِي رَحمَه الله يَقُول: (اجْتَازَ بِها) ، أَي مَرَّ بهَا، وَوَقع فِي نُسْخَةِ شَيْخِنا اجتازَها (أَعرابيّ فسأَلَ عَن اسْمِها واسْمِ كبيرِهَا) ، أَي رئيسها (فَقيل) سمُ القَرْيةِ (زَمَخْشَرُ، و) اسْم كَبِيرهَا (الرَّدَّادُ. فَقَالَ: لَا خَيرَ فِي شَرَ ورَدَ) ، رجعَ (طولم يُلْمِمْ بِها) ، أَي لم يَدل، مِن أَلَمَّ بِالْمَكَانِ، إِذا وَرَدَه.مَوْجُودَة فِي دِيوانه، فَمِنْهَا قَصِيدَته الَّتِي يَقُولُ فِيهَا:
وكَمْ للإِمامِ الفَرْدِ عِنْدِيَ من يَدٍ
وهَاتِيكَ مِمَّا قد أَطابَ وأَكْثَرَا
أَخِي العَزْمةِ البَيْضَاءِ والهِمَّةِ الَّتِي
أَنافَتْ بِهِ عَلّامة العَصْرِ والوَرَى
(جَمِيعُ قُرَى الدُّنْيا سِوَى القَرْيةِ الَّتِي
إِذَا عُدَّ فِي أُسْدِ الشَّرَى زَمَخَ الشَّرَا)
فَلَولاه ماطنّ الْبِلَاد بِذِكْرِهَا
وَلَا طَارَ فِيهَا مُنْجِداً ومُغَوِّراً
فَلَيْسَ ثَنَاهَا بالعِرَاق وأَهلهِ
بأَعرَفَ مِنْهُ فِي الحِجَاز وأَشْهَرَا
إِمَامٌ قَلَبْنا مَنْ قَلَبْنا وكُلَّما
طبَعْنَاه سَبْكاً كَانَ أَنضَرَ جوْهَرَا
فِي أَبيات غَيْرهَا كَمَا أَوردَها الإِمامُ المَقرِيّ فِي نَفْحِ الطِّيب نَقْلاً عَن رِسَالة الزَّمَخْشَرِيّ الَّتِي أَرسلها لأَبي طَاهِر السِّلَفِيٌ.
وَمن أَقواله فِيهِ:
ولوْ وَزَنَ الدُّنْيَا تُرَابُ زَمَخْشَرٍ
لإِنَّك مِنْهَا زادَه اللهاُ رُجْحَانَا
قَالَ شيخُنَا: وَفِي القَوْلَيْن جَراءَةٌ عظِيمة وانتِهَاكٌ ظاهرٌ، كمالا يَخْفَى. وَقَوله: سِوَى القَرْيَة هِيَ مَكَّة المشرّفة: وأَحْرِ، بالحاءِ الْمُهْملَة، جِيءَ بِهِ للتَّعَجُّب. كأَنَّه يَقُول مَا أَحْر بأَن تُزْهَى. من قَوْلهم: هُوَ حَرَ بكَذَا، أَي حَقِيقٌ بِهِ وجَدِيرٌ. وَقد خَبَطوا فِيهِ خَبْطَ عَشْوَاءَ، فَمنهمْ من ضَبَطه بالجِيمِ وَزَاد يَاء تحتيّة وَبَعْضهمْ بالخاءِ. وَفِي بعض النُّسَخ وحَسْبُك أَن تُزْهَى، وتُزْهَى مَجْهولاً من الزَّهْو وَهُوَ الأَنَفَة والنَّخْوة. كأَنَّه يَقُول: مَا أَحْرَى وأَحَقَّ وأَجْدَر هاذه القَرْيَةَ المُسَمَّاةَ زَمَخْشر بأَن تَتبخْتَر بنِسْبة هاذا الشَّخْص إِلَيْهَا، وَهُوَ إِذا عُدَّ أَي عَدَّهُ عَادٌّ فِي أُسْدِ الشَّرَى، وهيَ مَأْسَدَةٌ مَشهورة، زَمَخَ، أَي تَكَبَّر وازْدَهَى ذالك الشَّرَى، وأَظْهَر فِي مَقَام الإِضمار لإِضهار الاعتناءِ، أَو التّلذُّذ، أَو غير ذالك من نِكَاتِ الإِظهارِ فِي مَحَلّ الإِضمار، وَالله أَعلم. كَذَا حَقَّقه شيخُنَا وأَطَال فأَطاب، أَحلَّه اللهاُ خيرَ مآب.

سنهر

سنهر
(سَنْهُورُ، بالفَتْحِ) ، أَهمله الجَمَاعَة ث، قَالَ شيخُنَا: ذِكْرُ الفَتْح مستدرَك، وكأَنَّه لدَفْعِ توَهُّمِ دَعْوَى القِيَاسِ فِيهِ، بِنَاء على أَنه فُعْلُول، وَلَا يكونُ مَفْتُوحاً.
قلت: وَالَّذِي فِي التَّكْمِلَة سَنْهُور، مِثَال زَنْبُور: (بَلَدَتانِ بِمِصْرَ: إِحْدَاهُمَا بالبُحَيْرَةِ) وتُضَافُ إِلَى طلوس وَهِي بالقُرْبِ من الإِسْكَنْدَرِيّة (والأُخْرَى بالغَرْبِيَّة) وَهِي المَشْهُورة بسَنْهُورِ المَدينَة، وَمِنْهَا الفقيهُ أَبو إِسحاقَ إِبْرَاهِيمُ بنُ خَلَفِ بنِ مَنْصُور الغَسَّانِيّ السَّنْهُورِيّ، دَخَلَ خُرَاسَانَ، وسمعَ بهَا من المُؤَيّد بنِ مُحَمَّد الطُّوسِيّ، ودَخَلَ المَغْرِبَ، وكانَ يَنْتَحِل مَذهبَ ابنِ حَزْمٍ الظَّاهِرِيّ، وحدَّثَ بشْيءٍ يسيرٍ، ذكرهَ الصّابُونيّ.
قلت: وسَنْهُورُ أَيضاً: قَرْيتان بالشَّرْقِيَّة، إِحداهُما: من حُقُوقِ مُنْيَةِ صَيْفيّ، والأُخْرَى تُضَافُ إِلى السِّباخ، وَمن إِحداهُنّ الإِمامُ المُحَدِّثُ زينُ الدّينِ أَبُو النَّجاءِ سالِمُ ابنُ محمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ السَّنْهُورِيُّ المالكيّ، رَوَى عَن النَّجْمِ محمَّدِ بنِ أَحمَدَ) السَّكَنْدَرِيّ، والشَّمْسِ محمَّدِ بنِ عبدِ الــرَّحمانِ العَلْقَمِيّ، كِلَاهُمَا عَن السّيُوطِيّ، وَشَيخ الإِسلام، تُوُفِّي فِي خَمْسٍ من جُمَادَى الآخِرَة سنة 1015.
(وأَمّا الَّتِي بالصَّعِيدِ فبالشِّينِ المُعْجَمَةِ) ، شَنْهُور.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
سِنَّهْرِي، بِكَسْر السِّين وَتَشْديد النُّون الْمَفْتُوحَة وَكسر الراءِ: قَرْيَة بِمصْر من أَعمال الشرقيّة.

قُلْنَ

قُلْنَ
: (قَلَنَّةُ، محرَّكةً مُشَدَّدَةَ النُّونِ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَهُوَ: (د بالأَنْدَلُسِ.
(وقَلُونِيَّةُ، بضمِّ الَّلامِ: د بالرُّومِ.
(وقالُونُ: لَقَبُ أَبي موسَى عيسَى بنِ مِينا المُقْرِىء المَدنيّ (رَاوِي نافِع بنِ أَبي نعيمٍ وصاحِبِه لَقَّبَه بِهِ مالِكٌ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، رَوَى عَن أسْتاذِه نافِعٍ وَعَن عبْدِ الــرَّحمانِ بنِ أَبي الزّنادِ، وَعنهُ أَبو زَرْعَةَ وموسَى بنُ إسْحاق الأَنْصارِيّ، كانَ شَدِيدَ الصَّمَم ويَردُّ على مَنْ يَقْرَأ عَلَيْهِ القُرْآن؛ وَهِي كلمةٌ (رُومِيَّةٌ مَعْناها الجَيِّدُ، ورَوَى عَن عليَ، كَرَّمَ اللهُ تَعَالَى وَجْهَه: أنَّه سَأَل شُرَيْحاً عَن كَلمةٍ فأَجابَ، فقالَ: قالُونْ، أَي أَصَبْتَ.
وَفِي تارِيخ ابنِ عَسَاكِر فِي ترْجَمَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أنَّه اشْتَرَى جارِيَةً رُومِيَّةً فأَحَبَّها حُبّاً شَديداً فوَقَعَتْ يَوْمًا عَن بغْلَةٍ كانتْ عَلَيْهَا فجَعَلَ يَمْسحُ التُّرابَ عَنْهَا ويُفَدِّيها، قالَ: فكانَتْ تقولُ لَهُ: أَنْتَ قالُونُ، أَي رَجُلٌ صالِحٌ، فهَرَبَتْ مِنْهُ، فقالَ ابنُ عُمَرَ:
قد كُنْتْ أَحْسِبُني قالونَ فانطلَقَتْفاليومَ أَعْلَمُ أَنِّي غيرُ قالُونِ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قَلِّينٌ، بفتحٍ فكسْرِ لامٍ مُشَدَّدَةٍ: قَرْيةٌ بمِصْرَ؛ وَقد ذَكَرْناها فِي قلل.

ميخ

ميخ
ماخَ يَمِيْخُ مَيْخاً وتَمَيخَ تَميخاً: وهو التبخْتُرُ في المَشْي.
ميخ
: ( {مَاخَ} يَمِيخُ) {مَيْخاً: (تَبَخْتَرَ فِي المَشْيِ،} كتَمَيَّخَ) . وَقَالَ اللَّيث: هُوَ التَّبَخْتُر فِي الأَمْرِ. قَالَ الأَزهريّ: هاذا غَلَطٌ، والصّوابُ ماحَ يَميحُ، بالحاءِ، إِذا تَبخترَ.
وأَبو محمّدٍ الأَبردُ بن خَالِد بن عبد الــرحمان بن مَاخ البُخَارِيّ! - الماخِيّ، إِلى جَدّه، وَهُوَ والدُ مَتِّ بنِ الأَبردِ.

كمسن

كمسن
:) كمُسْانُ، بالضمِّ: قَرْيةٌ بمَرْوَ خَرَبَها الغزوُّ سَنَة ثَمانٍ وأَرْبَعِين وخَمْسمائةٍ، مِنْهَا: أَبو جَعْفرٍ عبدُ الجبَّارِ بنُ أَحْمدَ بنِ محمدِ بنِ مُجاهِد الحافِظُ، رَوَى عَنهُ أَبو بكْرٍ عبدُ الــرّحمانِ بنُ محمدِ بنِ أَبي شحمَةَ المَأْمُونيّ.

لشمن

لشمن
وليشمونَةُ: مَدينَةٌ أُخْرى بهَا، مِنْهَا: عبدُ الــرحمانِ بنُ عبدِ اللَّهِ عَن مالِكٍ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
ل وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

ينن

ينن
: (} يَنَّةُ) :) أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
وَهُوَ (أَبو عبدِ الرَّحْمَن الحَمْرَاويُّ) المِصْرِيُّ، (شَهِدَ فتْحَ مِصْرَ، وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ حَمَّامُ يَنَّةَ بمِصْرَ) القَدِيمة بالقُرْبِ من دارِ النحاسِ؛ وابْنُه عبدُ الــرحمانِ بنِ {يَنَّةَ ذَكَرَه ابنُ ــيونُسَ.
(وعبدُ العَزيزِ بنُ إبراهيمَ بنِ يَنَّةَ) السَّبتيُّ (رَوَى) ؛) قالَ الحافِظُ: أَجازَ لَهُ ابنُ الصَّلاحِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ينُ: قَرْيةٌ بقهستان.
} ويَنِّيُ بنُ نَفِيس المُقْتَدرِي، بفتْحِ الياءِ وتَشْدِيدِ النّونِ المكْسُورَةِ، قالَ الحافِظُ: هَكَذَا هُوَ بخطِّ أَبي يَعْقوب النَّجِيرَمي، رَوَى عَنهُ الرُّوذبارِي.
{وياَّةُ: قلْعَةٌ بجزيرَةِ صقلية، يُنْسَبُ إِلَيْهَا أَبو الصّوابِ} الياني الكاتِبُ.

حُلْو

حُلْو
من (ح ل و) نقيض المر، والحلال والرجل الذي لا ريبة فيه ومن يستخفه الناس ويستحلونه وتستحليه العين.
حُلْو
: (و {الحُلْوُ بالضمِّ: ضِدُّ المُرِّ) .
} والحَلاوَةُ: ضِدُّ المَرارَةِ.
( {حَلِيَ) الشَّيءُ، (كرَضِيَ ودَعا وسَرُوَ،} حَلاوَةً {وحَلْواً) ، بالفتْحِ، (} وحُلْواناً، بالضَّمِّ،! واحْلَوْلَى) ، وَهَذَا البِناءُ للمُبالغَةِ فِي الأمْرِ. ( {وحَلِيَ الشَّيءَ، كرَضِيَ،} واسْتَحْلاهُ {وتَحَلاَّهُ} واحْلَولاهُ بِمَعْنًى) واحِدٍ؛ شاهِدٌ تَحَلاَّهُ قوْلُ ذِي الرُّمَّة:
فلمَّا {تحَلَّى قرْعَها القاعَ سَمْعُه

وبانَ لَهُ وَسْطَ الأَشاءِ انْغِلالُهايعْنِي أنَّ الصائِدَ فِي القُتْرَةِ إِذا سَمِعَ وَطْءَ الحميرِ فعَلِمَ أنَّه وطْؤُها فَرِحَ بِهِ وتحلَّى سَمْعُه ذلكَ.
وشاهِدُ} احْلَوْلاهُ قَوْلُ الشاعِرِ:
فَلَو كنتَ تُعْطي حِين تُسْأَلُ سامحَتْ
لَك النَّفْسُ {واحْلَوْلاكَ كلُّ خليلِ قالَ الجَوهريُّ: وجَعَلَ حميدُ بنُ ثَوْرٍ} احْلَوْلَى مُتعدِّياً فقالَ:
فلمَّا أَتَى عامانِ بعدَ انْفِصالِه
عَن الضَّرْعِ {واحْلَوْلَى دِماثاً يَرُودُهاقالَ: وَلم يَجِىءْ افْعَوْعَلَ مُتعدِّياً إلاَّ فِي هَذَا الحَرْفِ وحَرْف آخَر وَهُوَ اعْرَوْرَيْت الفَرَس.
قالَ ابنُ بَرِّي: ومثْلُه قَوْلُ قَيْسِ بنِ الخطيمِ:
أَمَرُّ على الباغِي ويَغْلُظُ جَانِبي
وَذُو القَصْدِ} واحْلَوْلى لَهُ وأَلِينُ (وقولٌ حَلِيٌّ، كغَنِيَ: يَحْلَوْلِي فِي الفَم) ؛ قالَ كثيِّرُ عزَّةً:
نُجِدُّ لكَ القَوْلَ الحَلِيَّ ونَمْتَطِي
إلَيْكَ بَنَاتِ الصَّيْعَرِيِّ وشَدْقَمِ (وحَلِيَ بعَيْنِي وقَلْبي، كرَضِيَ) ، {يَحْلَى، (و) } حَلاَ مثْلُ (دَعا) ، {يَحْلُو (} حَلاوَةً {وحُلْواناً) ، بالضمِّ: إِذا أَعْجَبَكَ.
(أَو حَلاَ) الشَّيءُ (فِي الفَمِ) يَحْلو حلاوة (وحَلِيَ بالعَيْنِ) ، كَرَضِيَ، إلاَّ أنَّهم يقُولونَ: هُوَ} حُلْوٌ فِي المَعْنَيَيْن؛ وقالَ قوْمٌ مِن أهْلِ اللغَةِ: ليسَ حَلِيَ مِن حَلاَ فِي شيءٍ، هَذِه لُغَةٌ على حِدَتها كأَنَّها مُشْتقَّةٌ من الحَلْي المَلْبوسِ لأنَّه حَسُن فِي عَيْنِك كحُسْن الحَلْيِ، وَهَذَا ليسَ بقوِيَ وَلَا مَرْضيّ.
قالَ الليْثُ: وقالَ بعضُهم حَلاَ فِي عَيْني {وحَلاَ فِي فمِي وَهُوَ يَحْلُو} حَلْواً، وحَلِيَ بصَدْرِي وَهُوَ {يَحْلَى} حُلْواناً.
وقالَ الأصْمعيُّ: حَلاَ فِي صْدرِي يَحْلا وحَلاَ فِي فمِي يَحْلُو.
(وَكَذَا حَلِيَ مِنْهُ بخَيْرٍ {وحَلاَ) ، كرَضِيَ ودَعَا، (أَصَابَ مِنْهُ خَيْراً.
(وحَلاَ الشَّيءَ} وحَلاَّهُ {تَحْلِيةً: جَعَلَهُ} حُلْواً) ، أَي ذَا {حَلاوَةٍ؛ (وهَمْزُهُ غيرُ قياسٍ) .
قالَ الليْثُ: وَهُوَ غَلَظٌ، مِنْهُم يقُولُونَ: حَلأْتُ السَّوِيقَ.
وقالَ الفرَّاءُ: تَوَهَّمَتِ العَرَبُ فِيهِ الهَمْز لمَّا رَأَوْا قَوْله حَلأْتُه عَن الماءِ أَي مَنَعْتُه، مَهْموزاً، وَقد تقدَّمَ البَحْثُ فِيهِ رثأ، وَفِي حلأ وَفِي دَرأ.
(} وحُلْوُ الرِّجالِ) ، بالضَّمِّ: (مَنْ يُسْتَخَفُّ {ويُسْتَحْلَى) فِي العَيْنِ: أَنْشَدَ اللحْيانيُّ:
وإِنِّي} لَحُلْوٌ تَعْتَرِيني مَرَارَةٌ
وإنِّي لصَعْبُ الرأْسِ غيرُ ذَلُولِ (ج {حُلْوُونَ) ، وَلَا يُكْسَرُ، (وَهِي} حُلْوَةٌ) ، نسِي هُنَا قاعِدَتَه، (ج {حُلْواتٌ) وَلَا يُكْسَر أَيْضاً.
(ورجُلٌ} حَلُوٌّ، كعَدُوَ) : أَي (حُلْوٌ) ؛ حكَاهُ ابنُ الأَعْرابيِّ.
وَلم يَحْكِه يَعْقوبُ فِي الأشياءِ الَّتِي زَعَمَ أنَّه حَصَرَها كَحَسُوَ وفَسُوَ.
( {وحُلْوَةُ، بالضَّمِّ: فرَسُ) عبيدِ بنِ معاويَةَ.
(} والحَلْواءُ) ، بالمدِّ كَمَا جَزَمَ بِهِ الفرَّاء، وقالَ: إنَّها تُكْتَبُ بالألِفِ كالكَلِمِ المَمْدودَةِ؛ (ويُقْصَرُ) ، نقلَ ذلِكَ عَن الأصْمعيّ، وقالَ: إنَّها تُكْتَبُ بالياءِ كالكَلِمِ المَقْصورَةِ، ويُؤَنَّثُ لَا غَيْر.
قالَ شيْخُنا: وأَغْرَبَ الحافِظُ ابنُ حَجَر فقالَ: إنّها بالقَصْرِ وتُكْتَبُ بالألفِ.
قُلْتُ: وشاهِدُ المَمْدودِ قَوْلُ الكُمَيْت:
من رَيْبِ دَهْرٍ أَرى حوادِثَه
تَعْتَزُّ {حَلْواءَها شدائِدُهاوقالَ ابنُ برِّي: يُحْكَى أنَّ ابنَ شُبْرُمَة عاتَبَه ابْنه على إتْيانِ السُّلْطان فقالَ: يَا بُنيّ، إنَّ أَباكَ أَكَلَ مِن} حَلْوائِهم فحطَّ فِي أَهْوائِهم.
قُلْتُ: وحَكَى لي بعضُ الشُّيُوخ أنَّه اخْتُلِفَ فِي مدِّ {الحَلْواء وقصْرِها بينَ يَدَي السُّلطان المُجاهِد مُحمد ادرنك زيب خَان سُلْطان الهِنْدِ، رحِمَه الله تَعَالَى، وكانَ مُحِبّاً للعِلْم والعُلماء فدَارَ الكَلامُ بَيْنهم فأَجْمَع غالِبُهم على المدِّ، وأَنْكَرُوا القَصْرَ ورَجَّح بعضٌ القَصْر وأَنْكَر المَدَّ، وجَعَلوا الحُكْم بَيْنهم كتابَ القاموسِ، فاستدلَّ القائِلُ بالقَصْرِ بقوْلِه (وَيقصر) أَنه على القَصْر، وأَكْرَمه السّلْطان.
قُلْتُ: وليسَ فِي نصِّ القاموسِ مَا يُرَجِّحُ القَصْر على المدِّ بل الَّذِي يَقْتَضِيه سِياقُه أنَّ القَصْر مَرْجوحٌ وَهُوَ الصَّحِيح، ولعلَّه سَقْط حَرْف العَطْف من نسخةِ السُّلْطانِ فتأَمَّل ذَلِك.
(م) أَي مَعْروفٌ.
قالَ الجَوهرِيُّ: وَهِي الَّتِي تُؤْكَلُ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: مَا عُولِجَ مِن الطَّعامِ} بِحَلاوَةٍ.
ومِثْلُه فِي التَّهْذيبِ.
وقيلَ: الحَلْواءُ خاصَّة بِمَا دَخَلَتْه الصَّنْعَة.
قالَ شيْخُنا: وقيلَ الحَلْواءُ الَّتِي وَرَدَتْ فِي الحدِيثِ هِيَ المجيع. (و) الحَلْواءُ: (الفَاكِهةُ {الحُلْوَةُ) .
وَفِي التهْذِيبِ: وقالَ بعضُهم: يقالُ للفَاكِهَةِ حَلْواءُ.
(وناقَةٌ} حَلُوَّةٌ، كعَدُوَّةٍ وغَنِيَّةٍ: تامَّةُ {الحَلاوَةِ) .
الَّذِي فِي المحْكَم: وناقَةٌ حَلِيَّة عَلِيَّة فِي الحَلاوَةِ؛ عَن اللحْيانيِّ؛ هَذَا نَصُّ قَوْله، وأَصلُها حَلُوَّة.
(و) يقالُ: فلانٌ (مَا يُمِرُّ وَمَا} يُحلِي) : أَي (مَا يَتَكَلَّمُ بمُرَ وَلَا حُلْوٍ؛ و) قيلَ: (لَا يَفْعَلُ) فعْلاً (مُرّاً وَلَا {حُلْواً) ؛ وكَذلِكَ مَا أَمَرَّ وَمَا} أَحْلَى، (فإنْ نَفَيْتَ عَنهُ أنْ يكونَ مُرّاً مَرَّةً {وحُلْواً أُخْرَى، قُلْتَ: مَا يَمُرُّ وَمَا} يَحْلُو) ؛ وَهَذَا الفَرْقُ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
( {وحَلاهُ الشَّيءَ حُلْواً: أَعْطاهُ إيّاهُ) ؛ قالَ أَوسُ بنُ حُجْر:
كأنِّي} حَلَوْتُ الشِّعْرَ يومَ مَدَحْتُه
صَفا صَخْرَةٍ صَمَّاءَ يَبْسٍ بِلالُها (و) فِي الصِّحاحِ: حَلا فلَانا مَالا يَحْلُوه (حَلْواً {وحُلواناً، بالضَّمِّ) : إِذا وَهَبَ لَهُ شَيْئا فعله غَيْر الأُجْرَة؛ قالَ عَلْقَمة ابنُ عَبَدَة:

أَلا رَجلٌ} أَحْلُوهُ رَحْلي وناقَتِي
يُبَلِّغُ عنِّي الشِّعْرَ إِذا ماتَ قائِلُهْ؟ قالَ ابنُ برِّي: ويُرْوى هَذَا البَيْتُ لضابِىءِ البُرْجُمِي.
وحَلا الرَّجُلَ حَلْواً وحُلواناً: (زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ أَو أُخْتَهُ) أَو امْرأَةً مَا (بمَهْرٍ مُسَمَى على أَنْ يَجْعَلَ لَهُ من المَهْرِ شَيْئا مُسَمًّى) ، وكانتِ العَرَبُ تُعَيِّرُ بِهِ. ( {والحُلْوانُ، بالضَّمِّ: أُجْرَةُ الدَّلاَّلِ) خاصَّة؛ عَن اللّحيانيّ.
(و) أَيْضاً: أُجْرَةُ (الكاهِنِ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (نهَى عَن} حُلْوانِ الكاهِنِ) .
قالَ الأصْمعيُّ: هُوَ مَا يُعْطاهُ الكاهِنُ ويُجْعَلُ لَهُ على كَهانَتِه.
(و) أَيْضاً: (مَهْرُ المَرْأَةِ) ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ لامْرأَةٍ فِي زَوْجِها:
لَا يُؤْخَذُ {الحُلْوانُ من بَناتِيا (أَو) هُوَ (مَا) كانتْ (تُعْطَى على مُتْعَتِها) بمكَّةَ (أَو) هُوَ (مَا أُعْطِيَ) الرَّجُل (من نحوِ رِشْوَةٍ) . يقالُ:} حَلَوْتُ أَي رَشَوْتُ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْل عَلْقَمة بن عَبَدَة أَيْضاً.
(و) يقالُ: ( {لأَحْلُوَنَّكَ} حُلْوَانَكَ) ، أَي (لأَجْزِيَنَّكَ جَزاءَكَ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيّ.
(و) يقالُ: وَقَعَ على (حَلاوَةِ القَفَا) ، بالفتْحِ، نَقَلَهُ ابنُ الأثيرِ.
وقالَ الكِسائيُّ: ليسَتْ بمَعْرُوفَةٍ؛ (ويُضَمُّ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجَوْهرِيُّ؛ ونَقَلَ ابنُ الأثيرِ أَيْضاً الكَسْرَ، فَهِيَ مُثَلَّثَة، وأَغْفَلَه المصنِّفُ قُصُوراً.
(وحَلاءَتُهُ) ، بالفتْحِ والمَدِّ، وَهَذِه عَن اللحْيانيِّ؛ (وحَلْواؤُهُ) نَقَلَه الصَّاغانيُّ؛ (وحَلاَواؤُهُ) ، نَقَلَه الجَوهرِيُّ، ( {وحُلاَواهُ بالضَّمِّ) ، نَقَلَه الجَوهرِيُّ أَيْضاً؛ أَي على (وَسَطِه) .
قالَ الجَوهرِيُّ: إِذا فَتَحْتَ مَدَدْتَ، وَإِذا ضَمَمْتَ قَصَرْتَ.
وقالَ الأزهريُّ: حَلاوَةُ القَفا: حاقُّ وَسَطِه.
وقيلَ: فأْسُه؛ (ج} حَلاوَى.
(! والحِلْوُ، بالكسْرِ: حَفٌّ صغيرٌ يُنْسَجُ بِهِ) .
ويقالُ: هِيَ الخَشَبَةُ الَّتِي يُديرُها الحائِكُ؛ وشَبَّه الشمَّاخ لِسانَ الحمارِ بِهِ، فقالَ:
قُوَيْرِحُ أَعْوامٍ كأَنَّ لسانَه
إِذا صاحَ {حِلْوٌ زَلَّ عَن ظَهْر مِنْسَجِ (وأَرضٌ حَلاوَةٌ: تُنبِتُ ذُكُورَ البَقْلِ.
(} والحُلاَوَى، بالضَّمِّ) على فُعَالَى: (شجرَةٌ صغيرَةٌ) من الجَنْبةِ تَدُومُ خُضْرتُها.
(و) قيلَ: (نَبْتٌ شائِكٌ) زَهْرتُه صَفْراءُ وَله وَرَقٌ صِغارٌ مُسْتديرٌ كوَرقِ السذَّابِ.
وَفِي التهْذِيبِ: ضَرْبٌ من النَّباتِ يكونُ بالبادِيَةِ؛
(ج {الحَلاَوَى أَيْضاً) ، أَي كالواحِدِ؛ (و) قيلَ: جَمْعُه (} الحُلاَوَيَاتُ) ؛ وقيلَ: واحِدَتُه {الحَلاوِيَةُ كرَباعِيَةٍ.
قالَ الأزهرِيُّ: لَا أَعْرِفُ الحَلاوى والحَلاوِيَة، وَالَّذِي عَرَفْته} الحُلاَوَى على فُعَالَى.
ورَوَى أَبو عبيدٍ عَن الأصْمعيّ فِي بابِ فُعَالَى: خُزَامَى ورُخامَى {وحُلاَوَى كُلُّهنَّ نَبْتٌ؛ قالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح (} وحالَيْتُهُ: طايَبْتُهُ) ؛ وَهُوَ مَجازٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للمَرَّار الفَقْعسيّ:
فإنِّي إِذا {حُولِيتُ حُلْوٌ مَذاقتِي
ومُرٌّ إِذا مَا رامَ ذُو إحْنةٍ هَضْمي (} وأَحْلَيْتُهُ وَجَدْتُهُ) {حُلواً؛ (أَو جَعَلْتُهُ حُلْواً) ؛ نَقَلَهما الجَوهرِيُّ، وقالَ فِي الأخيرِ: وَمِنْه يقالُ مَا أَمَرَّ وَمَا أَحْلَى إِذا لم يَقُل شَيْئا، وأَنْشَدَ ابنْ برِّي لعَمْرو بن الهُذَيل العَبْدي:
وَنحن أَقَمْنا أَمْرَ بَكْرِ بنِ وائِلٍ
وأَنْتَ بثأْجٍ لَا تُمِرُّ وَلَا} تُحِلي قالَ صاحِبُ اللِّسانِ: وَفِيه نَظَرٌ، ويشْبِه أَن يكونَ هَذَا البَيْت شاهِداً على قَوْله لَا يُمِرُّ وَلَا! يُحْلِي أَي مَا يتَكَلَّم بحُلْوٍ وَلَا مُرَ.
( {وحُلْوانُ، بالضَّمِّ: بَلَدانِ) بالعِرَاقِ وبالشَّامِ.
(و) قالَ الأزهرِيُّ: هُما (قَرْيتانِ) إحْدَاهُما} حُلْوانُ العِراقِ، والأُخْرى حُلْوانُ الشامِ.
قُلْتُ: أَمَّا حُلْوانُ العِراقِ فَهِيَ بُلَيْدةٌ وَبِئَةٌ يُسْتَحْسن من ثمارِها التِّين والرُّمَّان؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لقَيْس الرُّقيّات:
سَقْياً {لحُلْوانَ ذِي الكُروم وَمَا
صَنَّفَ من تِينهِ ومِنْ عِنَبِهْوقالَ مُطَيعُ بن إلْيَاس:
أَسْعِداني يَا نَخْلَتَيْ حُلْوانِ
وابْكِيا لي من رَيْبِ هَذَا الزَّمانِ (و) حُلْوانُ (بنُ عِمْرانَ بنِ الْحافِ بنِ قُضَاعَةَ: من ذُرِّيَّتِه صَحابِيُّونَ وَهُوَ بانِي حُلْوانَ) العِراقِ.
(} والحِلاةُ، بالكسْرِ: جَبَلٌ قُرْبَ المدينةِ) قُنْحَتُ مِنْهُ الأرحية؛ وَقد تقدَّمَ ذلِكَ فِي الهَمْزةِ.
( {وحُلْوَةُ، بالضَّمِّ: بِئْرٌ) بالحِجازِ؛ عَن نَصْر زادَ الصَّاغانيُّ: بينَ سميراء والحاجر.
(} والحَلاَ) ، كقَفَا: (مَا يُدافُ من الأَدْوِيَةِ.
(و) ! الحَلاَّ، (مُشَدَّداً: أَبو الحُسَيْنِ الحَلاَّ عليُّ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ وَصِيفٍ) القاينيُّ (من رُؤُوسِ الإمامِيَّةِ) ، رَوَى عَن المبرِّدِ.
(ونِسْبَةً إِلَى الحَلاوَةِ) ، أَي عَمَلها وبَيْعها: (شمسُ الأَئِمَّةِ) أَبو محمدٍ (عبدُ العزيزِ بنُ أَحمدَ) بنِ نَصْرِ بنِ صالِحٍ البُخارِيُّ ( {الحَلْوانِيُّ) ، بفتْحٍ فسكونٍ؛ عالِمُ المَشْرق وإمامُ أَصْحابِ أَبي حنيفَةَ وَفِي وَقْتِه، حدَّثَ عَن أَبي عبدِ الله غُنْجار البُخارِي، وتَفَقَّه على القاضِي أَبي عليَ النسفيّ، رَوَى عَنهُ أَبُو بكْرٍ محمدُ بنُ أحمدَ السرخسيُّ، وأَبو بكْرٍ محمدُ بنُ الحَسَنِ النسفيُّ، توفّي سَنَة 456؛ (ويقالُ بهَمْزٍ بدلَ النونِ.
(قالَ شيْخُنا: ونازَع الخفاجيّ فِي نِسْبَة الحَلْوانيّ إِلَى الحَلاوَة فِي شرْحِ الدرَّةِ وقالَ: هُوَ غَلَطٌ لأنَّه لَو كانَ كذلِكَ لقيلَ} حَلاوِيٌّ لَا غَيْر، فالصَّوابُ إِلَى {الحَلْواء.
قالَ شيْخُنا: وَفِيه نَظَر إِذْ لعلّه لم يَقْصدِ النِّسْبَة الَّتِي تكونُ بياءِ النَّسَب بل كلّ مَا يدلُّ على النَّسَب كفَعَّال نَحْو بَزَّاز وتَمَّار، وكَذلِكَ يقالُ} حَلاَّء لصاحِبِ الحَلاوَة {والحَلْواء إِذْ لَا فَرْقَ بَيْنهما واللَّهُ أَعْلَم فتأَمَّل.
(وأَبو المَعالي عبدُ اللَّهِ بنُ أَحمدَ) بنِ محمدٍ (الحَلْوانِيُّ) المروزيُّ البزَّازُ الفَقِيهُ الشافِعِيُّ، حافِظٌ ثِقَةٌ، رَوَى عَن أَبي المظفَّر موسَى بنِ عِمْران، وَعنهُ أَبو سَعْدٍ، ماتَ سَنَة 539.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} حَلَّيْتُ الشيءَ فِي عَيْنِ صاحِبِه: جَعَلْتُه حُلْواً؛ وَكَذَا حَلَّيْتُ الطَّعامَ.
{وأَحْلَيْتُ هَذَا المَكانَ:} اسْتَحْلَيْته.
{واسْتَحْلاهُ: طَلَبَ حَلاوَتَه.
} واحْلَوْلَى الرَّجلُ: حسُنَ خُلُقه؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
! والحُلْو الحَلالُ، بالضمِّ: الرَّجُلُ الَّذِي لَا ريبَةَ فِيهِ؛ قالَ الشاعِرُ: أَلا ذهَبَ {الحُلْوُ الحَلالُ الحُلاحِلُ
ومَنْ قولُه حُكْمٌ وعَدْلٌ ونائِلٌ} والحُلْوَى، بالضمِّ: نَقِيضُ المُرَّى. يقالُ: خُذِ {الحُلْوَى وأَعْطِه المُرَّى.
قالتِ امْرأَةٌ فِي بناتِها: صُغْراها مُرَّاها.
} وتَحالَتِ المرْأَةُ: أَظْهَرَتْ {حَلاوَةً وعُجْباً؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فشَأْنَكُما إنِّي أَمِينٌ وإنَّني
إِذا مَا} تَحالَى مِثْلُها لَا أَطُورُهانَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
{وحَلُوَتِ الفاكِهَةُ، ككَرُمَتْ، تَحْلُو حَلاوةً.
ويقالُ:} احْتَلى فلانٌ لنَفقَةِ امْرأَتِه ومَهْرها، وَهُوَ أَن يَتَمَحَّلَ لَهَا ويَحْتالَ؛ أُخِذَ من الحُلْوانِ.
يقالُ: {احْتَلِ فتزوَّجْ، بكسْرِ اللامِ.
} وحِلاوَةُ القَفا، بالكسْرِ، لُغَةٌ فِي الضمِّ والفَتْحِ؛ عَن ابنِ الأثيرِ، وَقد تقدَّم.
{والحُلاوَةُ، بالضمِّ: مَا يُحَكُّ بينَ حَجَرَيْن فيُكْتَحل بِهِ؛ ويُرْوَى بالهَمْزَةِ وَقد تقدَّمَ.
} وحُلْوانُ، بالضمِّ: بلَيْدةٌ مِن نَيْسابُور بطريقِ خُرَاسان مِن ناحِيَةِ أصْبَهان.
وأَيْضاً: قَرْيةٌ مليحةٌ على فَرْسَخَيْن من مِصْرَ كانَ عبدُ العزيزِ بنُ مَرْوَان اتَّخَذَ فِيهَا مِقياساً للنِّيلِ، وَقد وَرَدْتُها.
وأَبو {حَلاوَة: مِن كناهم.
وَكَذَا أَبُو} حلْوَة.
وعبدُ اللهِ بنُ عُمَر بنِ عليِّ بنِ مبارَكِ الحَلَوانيُّ، بالتحْريكِ، ويقالُ! الحَلاَويُّ، مِن شيوخِ الحافِظِ بنِ حَجَر، سَمِعَ من أَصْحابِ النَّجِيب وجَدِّه مبارك، كانَ صَالحا مُعْتقداً، وزَاوِيَته بالقُرْبِ مِن الأَزْهرِ، والعامَّةُ تقولُ الحلوجي وَهُوَ غَلَطٌ.
{وحُلْوَةُ، بالضمِّ: ماءَةٌ بأَسْفَل الثَّلبُوتِ على الطَّريقِ لبَني نعَامَة؛ عَن نَصْر.
ومنية بدر حلاوة: قَرْيةٌ بمِصْرَ.
} وأحْلَى: حِصْنٌ باليَمَنِ؛ عَن ياقوت.
{وحَلاوَةٌ: لَقَبُ جابرِ بنِ الحارِثِ من بَني سامَةَ بن لُؤَيَ.
وحلاوَةُ: والِدَةُ عبدِ الــرحمانِ بنِ الحكَمِ أَحَد أُمَراءِ الأَنْدَلُس مِن بَني أُمَيَّة.

وَفِي

وَفِي
: (ي (} وَفَى بالعَهْدِ، كوَعَى) ، يَفِي ( {وَفاءً) ، بالمدِّ، فَهُوَ} وافٍ: (ضِدُّ غَدَرَ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَقَالَ غيرُهُ: {الوَفاءُ مَلازَمَةُ طرِيقِ المُواساةِ ومُحافَظَة عُهُودِ الخُلَطاء؛ (} كأوْفَى) ؛ قالَ ابنُ برِّي: وَقد جَمَعَهما طُفَيْل الغَنَوِيُّ فِي بيتٍ واحدٍ فِي قولهِ:
أَمَا ابْن طَوْقٍ فقد {أَوْفَى بذِمَّتهِ
كَمَا} وَفَى بقِلاصِ النَّجْمِ حادِيهاقال شَمِرٌ: يقالُ {وَفَى} وأَوْفَى، فَمنْ قالَ {وَفَى فإنَّه يقولُ تَمَّ كقَوْلكَ وَفَى لنا فلانٌ أَي تَمَّ لنا قَوْلُه وَلم يَغْدِر،} ووَفَى هَذَا الطَّعامُ قَفِيزاً، أَي تَمَّ قَفِيزاً؛ ومَنْ قالَ {أَوْفَى فمعْناهُ} أَوفانِي حَقِّي أَي أَتَمَّه وَلم يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْئا، وكَذلكَ {أَوْفَى الكَيْلَ أَي أَتَمَّه وَلم يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْئا.
قالَ أَبو الهَيْثم فيمَا رَدَّ بِهِ على شَمِرٍ: الَّذِي قالَ شمرٌ فِي} وَفَى {وأَوْفَى باطِلٌ لَا مَعْنى لَهُ إنَّما يقالُ} أَوْفَيْتُ بالعَهْدِ ووَفَيْتُ بالعَهْدِ. وكلُّ شيءٍ فِي كتابِ اللهاِ يقالُ مِن هَذَا فَهُوَ بالألفِ، قالَ اللهاِ تَعَالَى: { {أَوْفُوا بالعُقُود} ، {} أَوْفُوا بَعَهْدِي} ويقالُ: وَفَى الشيءُ ووَفَى الكَيْلُ، أَي تَمَّ، {وأَوْفَيْتُه أَنا أَي أَتْمَمْتُه، قالَ اللهاُ: {أَوْفُوا الكَيْلَ} ، انتَهَى.
(و) } وَفَى (الشَّيءُ {وُفِيّاً، كصُلِيَ) : أَي (تَمَّ وكَثُرَ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ (فَهُوَ} وَفِيٌّ {ووافٍ) بمعْنًى واحِدٍ، وَفِي الصِّحاح} الوَفِيُّ: {الوَافِي، انتَهَى.
وكلُّ شيءٍ بَلَغَ تمامَ الكَمالِ فقد} وَفَى وتَمَّ (و) مِنْهُ وَفَى (الدِّرْهَمُ المِثْقالَ) إِذا (عَدَلَهُ) فَهُوَ {وافٍ.
قَالَ شيْخُنا: وَفِي لَحْنِ العَوام لأبي بكْرٍ الزَّبيدِي أنَّهم يقولونَ دِرْهَمٌ وافٍ للزَّائِدِ وَزْنه، وإنَّما هُوَ الَّذِي لَا يزيدُ وَلَا يَنْقُصُ، وَهُوَ الَّذِي وَفَى بزِنَتِه، أَي فَلَا يقالُ: وَفَى أَي كَثُرَ وزادَ؛ وَقد يقالُ إنَّه يَصْدقُ على الزائِدِ أنَّه} وَفَى بزِنَتِهِ؛ فتأَمَّل.
( {وأَوْفَى عَلَيْهِ: أَشْرَفَ) واطَّلَعَ؛ وَمِنْه حديثُ كَعْبِ بنِ مالِكٍ: (} أَوْفَى على سَلْع) .
(و) (أَوْفَى (فلَانا حَقَّهُ) : إِذا (أَعْطاهُ {وافِياً،} كوفَّاهُ) {تَوْفِيَةً؛ نقلَهُ الجَوْهري.
وَقَالَ غيرُهُ: أَي أَكْمَلَهُ؛ (} ووَافاهُ) {مُوافاةً كَذلكَ؛ وَقد جاءَ فاعَلْتُ بمَعْنَى أَفْعَلْتُ وفَعَلْتُ فِي حُرُوفٍ بمعْنًى واحِدٍ؛ تَعاهَدْتُ الشيءَ وتعَهَّدْته وباعَدْته وأَبْعَدْتُه، وقارَبْتُ الصبيَّ وقَرَبْتُه، وَهُوَ يُعاطِيني الشيءَ ويُعْطِيني؛ وَمِنْه المُوافاةُ الَّتِي يَكْتُبها كتَّابُ دَواوِيْن الخَراجِ فِي حساباتِهم؛ (} فاسْتَوْفاهُ {وتَوَفَّاهُ) ، أَي لم يَدَعْ مِنْهُ شَيْئا، فهُما مُطاوِعانِ} لأوْفاهُ {ووَفاهُ} ووَافاهُ.
(و) من المجازِ: أَدْرَكَتْه ( {الوَفاةُ) : أَي (المَوْتُ) والمَنِيَّةُ.
} وتُوفِّيَ فلانٌ: إِذا ماتَ.
( {وتَوفَّاهُ اللهاُ) ، عزَّ وجلَّ: إِذا (قَبَضَ) نَفْسَه؛ وَفِي الصِّحاحِ، (رُوْحَهُ) .
وَقَالَ غيرُهُ: تَوَفِّي الميتِ} اسْتِيفَاء مُدَّتهِ الَّتِي وُفِيتْ لَهُ وعَدَد أَيَّامِه وشُهُورِه وأَعْوامِه فِي الدُّنْيا؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {الله {يَتَوفَّى الأَنْفُسَ حِين مَوْتِها} ، أَي} يَسْتَوفي مُدَد آجالِهم فِي الدُّنْيا، وقيلَ: يَسْتَوفي تَمامَ عَددِهم إِلَى يَوْم القِيامَةِ.
وأَمَّا تَوَفِّي النَّائم فَهُوَ اسْتِيفَاء وَقْت عَقْلِه وتَميزه إِلَى أَنْ نامَ.
وَقَالَ الزجَّاجُ فِي قولهِ تَعَالَى: {قُلْ {يَتَوَفَّاكُم مَلَكُ المَوْتِ} ، قالَ: هُوَ مِن تَوْفِيةِ العَدَدِ، تَأْوِيلُه أَي يَقْبِضُ أَرْواحَكم أَجْمَعِين فَلَا ينقُصُ واحِد مِنْكم، كَمَا تقولُ: قد} اسْتَوْفَيْتُ مِن فلانٍ {وتَوَفَّيْت مِنْهُ مَالِي عَلَيْهِ، تأْوِيلُه أَي لم يَبْقَ عَلَيْهِ شيءٌ.
وقولُه تَعَالَى: {حَتَّى إِذا جاءَتْهم رُسُلُنا} يَتَوَفَّوْنَهم} ؛ قالَ الزجَّاجُ: فِيهِ، واللهاُ أَعْلَم، وَجْهان: يكونُ حَتَّى إِذا جاءَتْهم ملائِكَةُ المَوْتِ يَتَوَفَّوْنَهم سَأَلُوهم عنْدَ المُعايَنةِ فيَعْتَرِفونَ عنْدَ مَوّتِهم أنَّهم كَانُوا كافِرِينَ، لأنَّهم قَالُوا لهُم: {أَيْنَما كُنْتُم تدْعُونَ مِن دون ااِ؟ قَالُوا: ضَلُّوا عنَّا} أَي بطلوا وذَهَبُوا، ويجوزُ أَنْ يكونَ، واللهاُ أَعْلم، حَتَّى إِذا جاءَتْهم ملائِكَةُ العَذابِ يَتَوَفَّوْنَهم، فيكونُ يَتَوَفَّوْنَهم فِي هَذَا المَوْضِع على ضَربَيْن: أَحَدُهما يَتَوَفَّوْنَهم عَذَاباً وَهَذَا كَمَا تقولُ: قد قَتَلْتُ فلَانا بالعَذابِ وَإِن لم يَمتْ، ودَليلُ هَذا القَوْل قولهُ تَعَالَى: {ويأْتِيه الموتُ مِن كلِّ مَكانٍ وَمَا هُوَ بمَيِّتٍ} ، قالَ: ويجوزُ أَنْ يكونَ {يَتَوَفَّوْنَ عِدَّتهم، وَهُوَ أَضْعَفُ الوَجْهَيْن؛ وَالله أَعْلَم.
(و) مِن المجازِ: (} وافَيْتُ العامَ) : أَي (حَجَجْتُ) ؛ نقلَهُ الزَّمَخْشري.
صارَتِ {المُوافَاةُ عنْدَهم اسْماً للحَجِّ كَمَا قَالُوا نَزَلْت أَي أَتَيْت مِنَي؛ قالَهُ الصَّاغاني.
(و) } وافَيْتُ (القَوْمَ: أَتَيْتُهُم) ، كأَنَّه أَتاهُم فِي المِيعادِ، ( {كأَوْفَيْتُهُم.
(} والمُوِفِيَةُ) ، كمُحْسِنَةٍ؛ وَفِي التكْملَةِ بفتْح الميمِ؛ (ة) قُرْبَ بِلادِ؛ كَذَا فِي التكْملَةِ؛ فِيهَا نخيلاتٌ، نقلَهُ الحفْصِي عَن الأصْمعي؛ قالَهُ ياقوتُ.
(و) {المُوَفِّيَةُ (كمُحَدِّثةٍ: اسْمُ طَيْبَةَ، صلى الله على ساكِنِها وَسلم) ، كأنَّها سُمِّيَتْ بذلكَ لأنَّها} اسْتَوْفَتْ حَظَّها مِن الشَّرَفِ.
( {والوَفاءُ) ، مَمْدودٌ: (ع) ، فِي شِعْرِ الحارِثِ بنِ حِلِّزة عَن ياقوت.
قُلْتُ: هُوَ قولهُ:
فالمُحَيَّاةُ فالصِّفاحُ فَأَعْنا
قُ قَنانٍ فعاذِبٌ} فالوَفاءُ ( {والمِيفاءُ) ، كمِحْرابٍ؛ كَذَا فِي النسخِ والصَّحيحُ أنَّه مَقْصورٌ كَمَا هُوَ نَصُّ التَّهذيبِ والتّكْملةِ؛ (طَبَقُ التَّنُّورِ) . قالَ رجلٌ مِن العَرَبِ لطَبَّاخِه: خَلِّبْ} مِيفاكَ حَتَّى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ، قالَ: خَلِّبْ أَي طَبِّقْ، والرَّوْدَقُ الشِّواءُ.
(و) أيْضاً: (إرَةٌ تُوَسَّعُ للخُبْزِ) ، أَي لخبْز الملةِ.
(و) أَيْضاً: (بَيْتٌ يُطْبَخُ فِيهِ الآجُرُّ) ؛ رَواهُ أَبُو الخطَّابِ عَن ابنِ شُمَيْل.
(و) أَيْضاً: (الشَّرَفُ مِن الأَرْض) يُوفَى عَلَيْهِ؛ ( {كالمِيفاةِ) ؛ وهُما مَقْصورانِ (} والوَفْىُ) ، وَهُوَ بفَتْح فسكونٍ وضُبِطَ فِي سائِرِ النسخِ كغَنِيَ وَهُوَ غَلَطٌ، والدليلُ على ذلكَ قولُ كثيرٍ:
وإنْ طُوِيَتْ من دونه الأَرضُ وانْبَرَى
لنُكْبِ الرِّياح {وَفْيُها وصغِيرُها (} وأَوْفَى بنُ مَطَرٍ وعبدُ اللهاِ بنُ أَبي {أَوْفَى) عَلْقَمَة بنِ خالِدِ بنِ الحارِثِ الأَسْلَمي، أَبو مُعاوِيَةَ أَو أَبو إبْراهيمَ أَو أَبو محمدٍ، (صَحابِيَّانِ) ، رضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا؛ هَكَذَا فِي سائِرِ النّسخ والصَّوابُ أنَّ أَوْفَى بنَ مَطَرٍ شاعِرٌ وليسَتْ صُحْبَةٌ كَمَا هُوَ نصُّ التكْملةِ فتأَمَّل.
(} وتَوافَى القَوْمُ: تَتامُّوا) نقلَهُ الجَوْهرِي.
( {والوَفاءُ: الطُّولُ) وتَمامُ العَمُرِ. (يقالُ: ماتَ فلانٌ وأنْتَ} بوَفاءٍ، أَي بطُولِ عُمُرِ) وتَمامِه، (تَدْعُو لَهُ بذلَكَ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ وَفِي التكملةِ: أَي تَسْتَوفِي عُمرَكَ.
( {والوَافِي: دِرْهَمٌ: أَرْبَعَةُ دَوانِيقَ) .
وقالَ شمِرٌ: بَلَغَني عَن ابنِ عُيَيْنة أنَّه قالَ:} الوَافِي دِرْهَمٌ دانِقانِ؛ وقالَ غيرُهُ: هُوَ الَّذِي وَفَى مِثْقالاً؛ وَقد تقدَّمَ عَن أبي بكْرٍ الزَّبيدي قرِيباً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الوَفْيُ بِفَتْح فسكونٍ: مَصْدَرُ وَفَى يَفِي، سَمَاعا، وَبِه فُسِّر قولُ الهُذَلي:
إذْ قَدَّمُوا مائَة واسْتَأْخَرَتْ مِائةً
} وَفْياً وزادُوا على كِلْتَيْهِما عَدَدا قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد يجوزُ أَنْ يكونَ قِياساً غَيْرَ مسموعٍ، فإنَّ أَبا عليَ قد حكَى أنَّ للشاعِرَ أَنْ يأْتي لكلِّ فَعَلَ بفَعْلٍ وَإِن لم يُسْمَع.
{والوَفيُّ، كغَنِيَ: الَّذِي يُعْطِي الحقَّ ويأْخُذُ الحقَّ، والجَمْعُ} أَوْفياءُ.
{وأَوْفَى اللهاُ بأُذُنِه: أَظْهَرَ صِدْقَه فِي إخْباره عمَّا سَمِعَتْ أُذُنه.
ورجُلٌ} وَفِيٌّ {ومِيفاءٌ: ذُو} وَفاءٍ، وَقد {وَفَى بنَذْرِهِ،} وأَوْفاهُ {وأَوْفى بِهِ؛ قالَ اللهاُ تَعَالَى: {} يُوفُونَ بالنَّذْرِ} .
وحكَى أَبو زيْدٍ: {وفَّى نَذرَه} وأَوْفَاهُ، أَي أَبْلَغَه.
وقولهُ تَعَالَى: {وإبراهيمَ الَّذِي وَفَّى} ؛ فِيهِ وَجْهانِ: أَحَدُهما: أَي بَلَّغَ أَن ليسْت تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى؛ وَالثَّانِي: {وَفَّى بِمَا أُمِرَ بِهِ وَمَا امْتُحِنَ بِهِ مِن ذَبْحِ ولدِه، وَهُوَ أَبْلَغُ مَنْ} وَفَى، لأنَّ الَّذِي امْتُحِنَ بِهِ مِن أَعْظَمِ المِحَنِ.
{وتَوافَيْنا فِي المِيعادِ،} ووَافَيْته فِيهِ، {وتَوَفَّى المُدَّة: بَلَغَها واسْتَكْمَلَها.
} وأَوْفى المَكانَ: أَتاهُ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب:
أُنادِي إِذا {أُوفِي مِن الأرضِ مَرْبَأً
لأنِّي سَمِيعٌ لَوْ أُجابُ بَصِيرُو} وأَوفِي فِيهِ: أُشْرِفُ.
{ووَفَى رِيشُ الجَناح فَهُوَ} وافٍ.
{والوَافِي مِن الشِّعْر مَا} اسْتَوْفَى فِي الاسْتِعمالِ عِدَّةَ أَجْزائِه فِي دَائِرتِه، وَقيل: هُوَ كلُّ جزءٍ يمكنُ أَن يدْخلَه الزِّحافُ فسَلِمَ مِنْهُ.
وإنَّه {لَمِيفاءٌ على الأَشْرافِ: أَي لَا يزَالُ} يُوفِي عَلَيْهَا.
وعَيرٌ {مِيفاءٌ على الإكام: إِذا كانَ مِن عادَتهِ أَن يُوفيَ عَلَيْهَا؛ قالَ حميدٌ الأرْقَط يَصِفُ حِماراً:
أَحْقَبَ، مِيفاءٍ على الرُّزونِ نقلَهُ الجَوْهرِي.
} والمِيفاةُ: المَوْضِعُ الَّذِي {يُوفي فَوْقه البازِي لإِيناس الطَّيْر أَو غيرِه.
} وأَوْفَى على الخَمْسين: أَي زادَ؛ وكانَ الأصْمعي يُنْكرُه ثمَّ عَرَفَه.
وقالَ الزَّمَخْشري: {أَوْفَى على المِائَةِ: زادَ عَلَيْهَا؛ وَهُوَ مجازٌ.
} وتَوَفَّيْتُ عَدَدَ القَوْمِ: إِذا عَدَدْتهم كلَّهمْ، وأَنْشَدَ أَبو عبيدَةَ لمَنْظورٍ العَنْبري:
إنَّ بَني الأَدْرَدِ لَيْسُوا مِنْ أَحَدْ
وَلَا {تَوَفَّاهُمْ قُرَيشٌ فِي العَدَدْأَي لَا تَجْعَلهم قُرَيشٌ تَمامَ عَدَدِهم لَا} تَسْتَوفي بهم عدَدَهم.
{ووَافاه حِمامُه: أَدْرَكَه؛ وَكَذَا كِتابُه.
ووَزَنَ لَهُ بالوَافِيَةِ: أَي بالصَّنْجةِ التَّامة} والمُوافِيُّ المُفاجِيءُ؛ وَمِنْه قولُ بِشْر:
كأنَّ الأَتْحَمِيَّةَ قامَ فِيهَا
لحُسْنِ دَلالِها رَشأٌ! مُوافِي قالَهُ أَبو نَصْرٍ الباهِلِي واسْتَدَلَّ بقولِ الشاعرِ:
وكأَنَّما {وَافاكَ يومَ لقِيتَها
من وَحْش وَجْرَة عاقِدٌ مُتَرَبِّبُأَي فَاجَأَك؛ وقيلَ:} مُوافِي أَي قد وَافَى جِسْمه جِسْمَ أُمِّه، أَي صارَ مِثْلَها.
{والمُوفِيَات: بنَجْدٍ بالحمى مِن جِبالِ بَني جَعْفرٍ، قالَ الشاعرُ:
أَلا هَلْ إِلَى شُرْبٍ بناصِفَةِ الْحمى
وقَيْلولَة} بالموفيات سَبِيل {والمُسْتَوْفي مِن الكِتابِ والحِسابِ مَعْروفٌ، وَقد عُرِفَ بِهِ جماعَةٌ، مِنْهُم: أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أَبي بكْرِ بنِ أَبي زيْدٍ النَّيْسابُورِي رَوَى عَن إسْمعيل بنِ عبْدِ الــرحمانِ العصايدي وَعنهُ نجْمُ الدِّيْن الرَّازِي المُلَقَّبُ بالدّايَة.
} وأَوْفَى بنُ دلهمٍ العَدَوِيُّ محدِّثٌ ثِقةٌ مِن رِجالِ التَّرْمذي.
وأَبو {الوَفا: كُنْيَةُ جماعَةٍ مِن المحدِّثِين وغيرِهم.
} ووَفاءُ بنُ شريحٍ المَصْرِي تابِعيٌّ عَن رُوَيْفعِ بنِ ثابِتٍ وَعنهُ زِيادُ بنُ نُعَيْم.

التاء

التَّاء
: ( {التَّاءُ: حَرْفُ هِجاءٍ) من حُروفِ المُعْجم، لَثَويٌّ من جوارِ مَخْرجِ الطاءِ يُمَدُّ ويُقْصَر. والنِّسْبَةُ إِلَى المَمْدودِ} تائِيٌّ، وَإِلَى المَقْصورٍ {تاوِيٌّ، والجَمْعُ} أَتْواءٌ. (وقَصِيدَةٌ) {تائِيَّةٌ؛ ويقالُ: (} تاوِيَّةٌ؛ و) كانَ أَبو جَعْفرٍ الرُّواسِيّ يقولُ ( {تَيَوِيَّةٌ) ، بالتّحْريكِ، رَوِيُّها التاءُ. وقالَ أَبو عبيدٍ عَن الأحْمر: تاوِيَّةٌ، قَالَ: وكَذلكَ أَخواتُها.
(و) قَالَ اللّحْيانيّ: يقالُ: (} تَيَّيْتُ {تَاء حَسَنَةً) ، أَي (كَتَبْتُها) ، وَهِي مِن حُروفِ الزِّيادَات.
(} والتَّاءُ المُفْردَةُ محرَّكةٌ فِي أَوائِلِ الأسْماءِ، وَفِي أَواخِرِها وَفِي أَواخِرِ الأفْعالِ، ومُسَكَّنَةٌ فِي أَواخِراها. والمُحرَّكةُ فِي أَوائِلِ الأسْماءِ حَرْفٌ جّرٍ للقَسَم) ، وَهِي بدلٌ من الواوِ كَمَا أَبْدَلُوا مِنْهَا فِي تَتْرى وتُراثٍ وتُجاهٍ وتُخمَةٍ، والواوُ بدلٌ مِن الباءِ وَلَا يَظْهَرُ مَعهَا الفِعْلُ كَمَا تقدَّمَ؛ (وتَخْتَصُّ بالتَّعَجُّبِ،، وباسْمِ اللهاِ تَعَالَى) على الصَّحِيح تقولُ: اللهاِ لأَفْعَلَنَّ كَذَا؛ (ورُبَّما قَالُوا تَرَبِّي، وتَرَبِّ الكَعْبةِ، وتالــرَّحْمانِ) ، رُوِي ذلكَ عَن الأَخْفَش وَهُوَ شاذٌّ (والمُحرَّكةُ فِي أَواخِرِها حَرْفُ خِطَابٍ: كأَنْتَ وأَنْتِ) للمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ، إنْ خاطَبْتَ مُذكّراً فَتَحْتَ وَإِن خاطَبْتَ مُؤنَّثاً كَسَرْتَ. (والمُحرَّكةُ فِي أَواخِرِ الأفْعالِ ضَمِيرٌ: كقُمْتُ) أَنا. (والسَّاكِنَةُ فِي أَواخرِها: عَلامَةٌ للتَّأْنيثِ: كقامَتْ) .
قَالَ الجَوْهرِي: وَقد تُزادُ التَّاءُ للمُؤنَّثِ فِي أَوَّلِ المُسْتَقْبل وَفِي آخرِ الماضِي تقولُ: هِيَ تَفْعَل وفَعَلَتْ، فَإِن تَأَخَّرت عَن الاسْمِ كانتْ ضَمِيراً، وَإِن تقدَّمَتْ كَانَت عَلامَةً.
قَالَ ابنُ برِّي: تاءُ التَّأْنيثِ لَا تَخْرجُ عَن أنْ تكونَ حَرْفاً تأخَّرَتْ أَو تقدَّمَتْ.
ثمَّ قَالَ الجَوْهرِي: وَقد تكونُ ضَمِيرَ الفاعِل فِي قَوْلك: فَعَلْتُ يَسْتَوِي فِيهِ المُذكَّرُ والمُؤنَّثِ، فَإِن خاطَبْتَ مُذَكّراً فَتَحْتَ وَإِن خاطَبْتَ مُؤنَّثاً كَسَرْتَ.
(ورُبَّما وُصِلَتْ بثُمَّ ورُبَّ) يقللُ ثَمَّتَ وربَّتَ، (والأكْثَرُ تَحْرِيكُها مَعَهُما بالفتحِ) يقالُ ثَمَّتَ ورَبَّتَ، وَقد ذُكِرَ كلٌّ مِنْهُمَا فِي مَوْضِعه.
( {وتا: اسْمٌ يُشارُ بِهِ إِلَى المُؤَنَّثِ مِثْلُ ذَا) للمُذَكَّرِ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للنَّابغَةِ:
هَا إنَّ} تا عِذْرَةٌ إلاّ تَكُنْ نَفَعَتْ
فإنَّ صاحِبَها قَدْ تَاهَ فِي البَلَدِفقولُه: تا إشارَة إِلَى القَصِيدَةِ، والعِذْرَةُ، بِالْكَسْرِ: اسْمٌ مِن الاعْتِذارِ، وتَاهَ: تحيَّرَ، والبَلَدُ: المَفازَةُ، وَكَانَ النابغَةُ قد هَجَا النُّعْمانَ فاعْتَذَرَ إِلَيْهِ بِهَذِهِ.
( {وتِهْ) : للمُؤَنَّثِ، (وذِهْ) : للمُذَكَّرِ، (وتانِ: للتَّثْنِيَةِ، وأُلاءُ) ، كغُرابٍ: (للجَمْعِ. وتَصْغيرْ تا:} تَيَّا) ، بالفَتْح والتَّشْديدِ، لأنَّكَ قَلَبْتَ الألِفَ يَاء وأَدْغَمْتها فِي ياءِ التَّصْغيرِ؛ قالَهُ الجَوْهرِي.
قالَ ابنُ برِّي: صَوابُه وأَدْغَمْت ياءَ التَّصْغيرِ فِيهَا، لأنَّ ياءَ التَّصْغيرِ لَا تتحرَّكُ أَبَداً، فالياءُ الأُولى فِي تَيَّا هِيَ ياءُ التَّصْغيرِ وَقد حُذِفَتْ مِن قَبْلها ياءٌ هِيَ عَيْنُ الفِعْل، وأَمَّا الياءُ المُجاورَةُ للألِفِ فَهِيَ لامُ الكَلمةِ، انتَهَى.
وَفِي الحديثِ: (إنَّ عُمَر رأَى جارِيَةً مَهْزولَةً فَقَالَ: مَنْ يَعْرفُ! تَيَّا؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُه: هِيَ واللهاِ إحْدى بَناتِك) . قالَ ابنُ الْأَثِير: تَيَّا تَصْغيرْ تا، وَهِي اسْمُ إشارَةٍ للمُؤنَّثِ، وإنَّما جاءَ بهَا مُصَغَّرةً تَصْغيراً لأمْرِ هَا، والألِفُ فِي آخرِها عَلامَةُ التّصْغيرِ وليسَتْ الَّتِي فِي مكبرِها. وَمِنْه قولُ بعضِ السَّلف: وأَخَذَ تِبْنةً مِن الأرضِ فقالَ تَيَّا مِن التَّوفيقِ خيرٌ مِن كَذَا وَكَذَا مِن العَمَلِ، انتَهَى.
وَقَالَ اللّيْث: وإنّما صارَ تَصْغير تِهِ وذِهِ وَمَا فِيهَا مِن اللُّغاتِ تَيَّا لأنَّ كَلمةَ التاءِ والذالِ مِن تِهِ وذِه كلُّ واحِدَةٍ هِيَ نَفْسٌ وَمَا لَحِقَها مِن بَعْدها فإنَّه عِمادٌ للتاءِ لكَي يَنْطقُ بِهِ اللِّسانُ، فلمَّا صُغِّرت لم تَجِد ياءُ التَّصْغيرِ حَرْفَيْن مِن أَصْلِ البِناءِ تَجِيءُ بعْدَهما كَمَا جاءَتْ فِي سُعَيْدٍ وعُمَيْرٍ، ولكنَّها وقَعَتْ بعْدَ التاءِ فجاءَتْ بَعْدَ فَتْحةٍ، والحَرْف الَّذِي قَبْل ياءِ التَّصْغيرِ بجَنْبها لَا يكونُ إلاَّ مَفْتوحاً، ووقَعَتِ التاءُ إِلَى جَنْبها فانْتَصَبَتْ وصارَ مَا بعْدَها قُوَّة لَها، وَلَا يَنْضم قَبْلها شيءٌ لِأَنَّهُ ليسَ قَبْلها حَرْفانِ، وجميعُ التَّصْغيرِ صدْرُه مَضْمومٌ والحَرْف الثَّانِي مَنْصوبٌ ثمَّ بعْدَهما ياءُ التَّصْغيرِ، ومَنَهم أَن يرْفَعُوا التاءَ الَّتِي فِي التَّصْغيرِ أنَّ هَذِه الحُروفَ دَخَلَتْ عماداً للِّسانِ فِي آخرِ الكَلِمةِ فصارَتِ التاءُ الَّتِي قَبْلها فِي غيْرِ مَوْضِعِها، لأنَّها قُلِبت للِّسانِ عماداً، فَإِذا وقَعَت فِي الحَشْو لم تَكُنْ عِماداً، وَهِي فِي تَيَّا الألِف الَّتِي كَانتْ فِي ذَا، انتَهَى.
وَقَالَ المبرِّدُ: هَذِه الأسْماءُ المُبْهمةُ مُخالِفةٌ لغيرِها فِي مَعْناها وكَثيرٍ مِن لَفْظِها، فمِن خِلافِها فِي الْمَعْنى وُقُوعها فِي كلَّما أَوْمَأْت إِلَيْهِ، وأَمَّا مُخالَفَتها فِي اللّفْظِ فإنَّها يكونُ مِنْهَا الاسْمُ على حَرْفَيْن: أَحَدُهما حرفُ لِينٍ نَحْو: ذَا وتَا، فلمَّا صُغِّرت هَذِه الأسْماءُ خُولِفَ بهَا جِهةَ التَّصْغيرِ فَلَا يعربُ المُصغَّرُ مِنْهَا وَلَا يكونُ على تَصْغيرِه دليلٌ، وأُلْحقت أَلِفٌ فِي أَواخرِها تدلُّ على مَا كانتْ تدلُّ عَلَيْهِ الضمَّة فِي غيرِ المُبْهمةِ، أَلا تَرى أنَّ كلَّ اسْمٍ تُصَغِّره من غيرِ المُبْهمةِ تَضمُّ أَوَّله نَحْو فُلَيْسٍ ودُرَيْهِمٍ؟ وتقولُ فِي تَصْغيرِ ذَا ذَيَّا، وَفِي تا تَيَّا، انتَهَى.
(و) يُقَال: ( {تَيَّاكَ} وتَيَّا لِكَ، ويَدْخُلُ عَلَيْهَا هَاء فيُقالُ) ؛ ونَصُّ الصِّحاح: ولَكَ أَنْ تُدْخِلَ عَلَيْهَا هَا التَّنْبيهِ فتقولَ؛ (هاتا) هنْد، وهاتانِ وهَؤُلاء، والتَّصْغيرُ هاتَيَّا؛ (فإنْ خُوطِبَ بهَا جاءَ الكافُ فقيلَ: {تِيكَ} وتاكَ {وتِلْكَ} وتَلْكَ، بِالْكَسْرِ وبالفتح) ، الأخيرَةُ (رَدِيئَةٌ) ، قالَهُ الجَوْهرِي؛ (وللتَّثْنِيَةِ: تالِكَ وتانِكَ، وتُشدَّدُ) النّون؛ وعَلى التَّشْديدِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي، قالَ: (والجَمْعُ: أُولئِكَ وأُلاكَ وأُلالِكَ) ، فالكافُ لمَنْ تخاطِبُه فِي التَّذْكيرِ والتَّأْنيثِ والتَّثْنِيةِ والجَمْع، وَمَا قَبْلَ الكافِ لمَنْ تُشِيرُ إِلَيْهِ فِي التَّذْكيرِ والتَّأْنيثِ والتَّثْنيةِ والجَمْع (وتَدْخُلُ الهاءُ على {تِيكَ} وتَاكَ فيُقالُ هاتاكَ) هِنْدٌ (وهاتِيكَ) هِنْدٌ؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي لعبيدٍ يَصِفُ ناقَةً: {هاتِيكَ تَحْمِلُني وأَبْيَضَ صارِماً
ومُذَرّباً فِي مارِنٍ مَحْمُوسِوقال أَبو النَّجْم:
جِئْنا نُحَيِّيكَ ونَسْتَجْدِيكَا
فافْعَلْ بِنا} هاتاكَ أَو {هاتِيكَا أَي هَذِه أَو تِلْك تَحِيَّةً أَو عَطِيَّةً، وَلَا تَدْخُلُ هَا على تِلْكَ لأنَّهم جَعَلُوا اللامَ عِوَضاً مِن هَا التَّنْبيهِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
قَالَ ابنُ برِّي: إنَّما امْتَنَعُوا مِن دُخولِ هَا التَّنْبيهِ على ذَلكَ وتِلْكَ مِن جهَةِ أنَّ اللامَ تدلُّ على بُعْدِ المُشار إِلَيْهِ، وَهَا التَّنْبِيه تدلُّ على قُرْبِه فَتَنافَيَا وتَضادَّا.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
التاءُ تَدْخُلُ على أَوَّل المُضارِع تقولُ: أَنْتَ تَفْعَل.
وتَدْخُلُ فِي أَمْرِ الغائِبَةِ تقولُ: لتَقُم هِنْدٌ ورُبَّما أَدْخَلوها فِي أَمْرِ المُخاطَبِ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {فبذلكَ فَلْتَفْرَحُوا} ، وَقَالَ الراجزُ:
قُلْتُ لبَوَّابٍ لَدَيْه دارُها
تِيذَنْ فإنِّي حَمْؤُها وجارُهاأَرادَ لتَأْذَنَ فحذَفَ اللامَ وكَسَر التاءَ على لُغَةِ مَنْ يقولُ: أَنْتَ تِعْلَم؛ وتُدْخلُها أَيْضاً فِي أمْرِ مَا لم يُسَمَّ فاعِله فَتَقول: من زُهِيَ: لتُزْهَ يَا رَجُل، ولتُعْنَ بحاجَتِي. قالَ الأَخْفَش: إدْخالُ اللامِ فِي أَمْرِ المُخاطَبِ لُغَةٌ رَدِيئةٌ للاسْتِغناءِ عَنْهَا.
} وتَالِكَ: لُغَةٌ فِي! تِلْكَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ السِّكيت للقُطامي يَصِفُ سَفِينَةَ نُوحٍ، عَلَيْهِ السّلام:
وعامَتْ وهْيَ قاصِدَةٌ بإذْنٍ ولَوْلا اللهاُ جارَ بهَا الجَوارُإلى الجُوديِّ حَتَّى صارَ حِجْراً وحانَ {لِتالِكَ الغُمَرِ انْحِسارُ وَهِي أَقْبَح اللُّغاتِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.