موضع في قول أبي العيص بن حزم المازني:
قالوا ضريّة أمست وهي مسكنه، ... ولم تكن مسكنا منه ولا صددا
صدد: الصَّدّ: الإِعْراضُ والصُّدُوف. صَدِّ عنه يَصِدُّ ويَصُدُّ
صَدّاً وصُدُوداً: أَعرض. ورجل صادٌّ من قوم صُدَّا،، وامرأَة صادَّةٌ من
نِسوة صَوادَّ وصُدَّادٍ أَيضاً؛ قال القطامي:
أَبْصارُهُنَّ إِلى الشُّبَّانِ مائِلَةٌ،
وقد أَراهُنَّ عنهم غَيحرَ صُدَّادَ
(*قوله «وقد أراهن عنهم» المشهور: عنى).
ويقال: صدّه عن الأَمر يَصُدُّه صَدّاً منعه وصرفه عنه. قال الله عز
وجل: وصذَّها ما كانت تعبد من دون الله؛ يقال عن الايمان، العادةُ التي كانت
عليها لأَنها نشأَت ولم تعرف إِلا قوماً يعبدون الشمس، فصَدَّتها
العادةُ، وهي عادتها، بقوله: إِنها كانت من قوم كافرين؛ المعنى صَدَّها كونُها
من قوم كافرين عن الإِيمان. وفي الحديث: فلا يَصُدَّنَّكم ذلك. وصعدَّه
عنه وأَصَدَّه: صرفه. وفي التنزيل: فصدَّهم عن السبيل؛ وقال امرؤ القيس:
أَصَدَّ نِشاصَ ذي القَرْنعيْنِ، حتى
تَوَلَّى عارِضُ المَلكِ الهُمام
وصَدَّدَه: كأَصَدَّه؛ وأَنشد الفراء لذي الرمة:
أُناسٌ أَصَدُّوا الناسَ بالسَّيْفِ عنهمُ،
صُدُود السَّواقي عَنْ أُنوفِ الحَوائِمِ
وهذا البيت أَنشده الجوهري وغيره على هذا النص؛ قال ابن بري: وصاب
إِنشاده:
صُدُودَ السَّواقي عن رو وسِ المخارِم
والسَّواقي: مَجاري الماء. والمَخْرِم: مُنْقَطَعُ أَنِف الجبل. يقول:
صَدُّوت الناسَ عنهم بالسيفِ كما صُدَّتْ هذه الأَنهارُ عن المَخارِم فلم
تستطع أَن ترتفع إِليها. وحكى اللحياني: لا صَدَّ عن ذلك؛ قال:
والتأْويل حَقّاً أَنت فَعَلْتَ ذاك. وصَدَّ يَصِدُّ صَدّاً: اسْتَغْرَب ضَحِكاً.
ولما ضخربَ ابنُ مريم مثلاً إِذا قومكَ منه يَصِدُّون؛ وقرئ:
ويَصُدُّون، فَيَصِدُّون يَضِجُّون ويَعِجُّون كما قدَّمنا، ويَصُدُّون يُعْرِضون،
والله أَعلم. الأَزهري: تقول صَدَّ يَصِدُّ ويَصُدُّ مثل شدَّ يَشِدُّ
ويَشُدُّ، والاختيار يصهدون، بالكسر، وهي قراءة ابن عباس،. وفسره
يَضِجُّون ويَعِجُّون. وقال الليث: إِذا قومك منه يَصِدُّون، أَي يضحكون؛ قال
الأَزهري: وعلى قول ابن عباس في تفسيره العمل. قال أَبو منصور: يقال
ثَدَدْتُ فلاناً عن أَمره أَصُدُّه صَدّاً فَصَدَّ يَصخدُّ، يستوي فيه لفظ
الواقع واللازم، فإِذا كان المعنى يَضِجُّ ويَعِجُّ فالوجه الجيد صَدَّ
يَصِدَّ مثل ضَجَّ يَضِجُّ، ومنه قوله عز وجل: وما كان صلاتُهم عند البيت إِلا
مُكاءً وتَصْدِيةً، فالمُكاءُ الصَّفِير والتَّصْدية التصفيق، وقيل
للتَّصّفِيق تَصْديَةٌ لأَن اليدين تتصافقان فيقابل صَفْقُ هذه صَفْقَ
الأُخرى، وصدُّ هذه صَدَّ الأُخرى وهما وَجْهاها.
والصَّدُّ: الهِجْرانُ؛ ومنه فَيَصدُّ هذا ويَصُدُّ هذا أَي يُعرِض
بوجهه عنه. ابن سيده: التصدية التَّصفيقُ والصَّوتُ على تحويل التضعيف. قال:
ونظيره قَصَّيْتُ أَظفاري في حروف كثيرة. قال: وقد عمل فيه سيبويه باباً،
وقد ذكر منه يعقوبُ وأَبو عبيد أَحرفاً. الأَزهري: يقال صَدَّى يُصَدِّي
تَصْدُيَةً إِذا صَفَّق، وأَصله صَدَّدِ يُصَدِّد فكثرت الدالات فقلبت
إِحداهن ياء، كما قالوا قصيت أَظفاري والأَصل قصَّصتُ أَظفاري. قال: قال
ذلك أَبو عبيد وابن السكيت وغيرهما. وصَدِيدُ الجُرْحِ: ماؤُه الرقيقُ
المختلط بالدم قبل أَن تَغْلُظ المِدَّة. وفي الحديث: يُسْقَى من صَدِيدِ
أَهلِ النارِ؛ وهو الدم والقيح الذي يسيل من الجسد؛ ومنه حديث الصدِّيق في
الكفن: إِنما هو للمُهْلِ والصَّدِيدِ؛ ابن سيده: الصديد القَيْح الذي
كأَنه ماء وفيه شُكْلةٌ. وقد أَصَدَّ الجرحُ وصَدَّدَ أَي صار فيه
المِدَّة. والصَّدِيدُ في القرآن: ما يَسِيلُ من جلود أَهل النار، وقيل: هو
الحَمِيم إِذا أُغْلِيَ حتى خَثُرَ. وصديد الفِضَّةِ: ذؤابَتُها، على
التشبيه، وبذلك سُمِّي المُهْلَةُ. وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى: ويُسْقَى من
ماءٍ صَدِيدٍ: يَتَجَرَّعُه؛ قال: الصديد ما يسيل الدمُ المختلط بالقيح
في الجُرْح.
وفي نوادر الأَعراب: الصِّدادُ ما اضْطَرَبَ
(* قوله «ما اضطرب إلخ»
صوابه ما اصطدمت به المرأة وهو إلخ كتبه السيد مرتضى بهامش الأصل المعول
عليه وهو نص القاموس). وهو السِّتْرُ.
ابنُ بُزُرخ: الصَّدُودُ ما دَلَكْتَه على مِرْآةٍ ثم كَحَلْتَ به
عيناً.والصَّدُّ والصُّدُّ: الجبل؛ قالت ليلى الأَخيلية:
أَنابِغَ، لم تَنْبَغْ ولم تَكُ أَوّلا،
وكنتَ صُنَيّاً بين صَدَّين، مَجْهَلا
والجمع أَصْداد وصُدُود، والسين فيه لغة. والصَّدُّ: المرتفع من السحاب
تراه كالجبل، والسين فيه أَعلى. وصُدَّا الجبل: ناحيتاه في مَشْعَبِه.
والصَّدَّان: ناحيتا الشِّعْب أَو الجبل أَو الوادي، الواحد صَدٌّ، وهما
الصَّدَفان أَيضاً؛ وقال حميد:
تَقَلْقَلَ قِدْحٌ، بين صَدَّين، أَشْخَصَتْ
له كَفُّ رامٍ وِجْهَةً لا يُريدُها
قال: ويقال للجبل صَّدُّ وسَدٌّ. قال أَبو عمرو: يقال لكل جبل صَدٌّ
وصُدٌّ وسَدٌّ وسُدٌّ. قال أَبو عمرو: الصُّدَّان الجبلان، وأَنشد بيت ليلى
الأَخيلية. وقال: الصُّنَيُّ شِعْبٌ صغير يَسِيل فيه الماء، والصَّدُّ
الجانب.
والصَّدَدُ: الناحية. والصَّدَدُ: ما اسْتَقْبَلك. وهذا صَدَدَ هذا
وبصَدَدِه وعلى صَدَده أَي قُبَالَتَه.
والصَّدَدُ: القُرْب. والصَّدَدُ: القَصْد. قال ابن سيده: قال سيبويه هو
صَدَدُك ومعناه القصْدُ. قال: وهي من الحروف التي عَزَلَها ليفسر
معانيها لأَنها غرائب. ويقال: صَدَّ السبيلُ
(* قوله «صد السبيل إلخ» عبارة
الأساس صد السبيل إذا اعترض دونه مانع من عقبة أَو غيرها فأخذت في غيره)
إِذا اسْتَقْبَلَكَ عَقَبَةٌ صَعْبَةٌ فتركتَها وأَخَذتَ غيرها؛ قال
الشاعر:إِذا رأَيْنَ علَماً مُقْوَدَّا،
صَدَدْنَ عن خَيْشُومِها وصَدَّا
وقول أَبي الهَيْثم:
فكُلُّ ذلكَ مِنَّا والمَطِيُّ بنا،
إِليكَ أَعْناقُها مِن واسِطٍ صَدَدُ
قال: صَدَدٌ قَصْدٌ. وصَدَدُ الطريق: ما استقبلك منه.
وأَما قول الله عز وجل: أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فأَنت له تَصَدّى؛
فمعناه تتعرّض له وتَمِيل إِليه وتُقْبِل عليه. يقال: تَصَدّى فلان لفلان
يَتَصَدّى إِذا تَعَرَّض له، والأَصل فيه أَيضاً تَصَدَّد يتَصَدَّد. يقال:
تَصَدَّيت له أَي أَقْبَلْتُ عليه؛ وقال الشاعر:
لمَّا رَأَيْتُ وَلَدي فيهم مَيَلْ
إِلى البُيوتِ، وتَصَدَّوْا لِلحَجَلْ
قال الأَزهري: وأَصله من الصَّدَد وهو ما اسْتَقبلكَ وصار قُبالَتَكَ.
وقال الزجاج: معنى قوله عز وجل: فأَنتَ له تَصَدّى؛ أَي أَنت تُقْبِلُ
عليه، جعله من الصَّدَدِ وهو القُبالَةُ. وقال الليث: يقال هذه الدارُ على
صَدَدِ هذه أَي قُبالَتَها. وداري صَدَدَ دارِه أَي قُبالَتَها، نَصْب على
الظرف. قال أَبو عبيد: قال ابن السكيت: الصَّدَدُ والصَّقَبُ القُرْبُ.
قال الأَزهري: فجائز أَن يكون معنى قوله تعالى: فأَنت له تصدّى؛ أَي
تَتَقَرَّب إِليه على هذا التأْويل.
والصُّدّاد، بالضم والتشديد: دُوَيْبَّةٌ وهي من جنس الجُرْذانِ؛ قال
أَبو زيد: هو في كلام قيس سامُّ أَبْرَصَ. ابن سيده: الصُّدَّادُ سامُّ
أَبْرَصَ، وقيل: الوَزَغ؛ أَنشد يعقوب:
مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدّادِ
ثم فسره بالوزغ، والجمع منهما الصَّدائدُ، على غير قياس؛ وأَنشد
الأَزهري:
إِذا ما رَأَى إِشْرافَهُنَّ انْطَوَى لَها
خَفِيٌّ، كَصُدَّادِ الجَديرَةِ، أَطْلَسُ
والصَّدّى، مقصورٌ: تِينٌ أَبيضُ الظاهر أَكحلُ الجوفِ إِذا أَريدَ
تزبيبهُ فُلْطِح، فيجيءُ كأَنه الفَلَكُ، وهو صادق الحلاوة؛ هذا قول أَبي
حنيفة. وصَدّاءُ: اسم بئر، وقيل: اسم رَكِيَّة عذبة الماء، وروى بعضهم هذا
المَثَل: ماءٌ ولا كَصَدَّاء؛ أَنشد أَبو عبيد:
وإِنِّي وتَهْيامِي بِزَيْنَبَ كالذي
يُحاوِلُ، من أَحْواضِ صَدَّاءَ، مَشْرَبا
وقيل لأَبي عليّ النحوي: هو فَعْلاءُ من المضاعف، فقال: نعم؛ وأَنشد
لضرار بن عُتْبَةَ العبشمي:
كأَنِّيَ، مِنْ وَجْدٍ بزَيْنَبَ، هائمٌ،
يُخالسُ من أَحْواض صَدَّاءَ مَشْرَبا
يَرَى دُونَ بَرْدِ الماءِ هَوْلاً وذادَةً،
إِذا شَدَّ صاحوا قَبْلَ أَنْ يَتَحَبَّبَا
وبعضهم يقول: صَدْآءُ، بالهمز، مثل صَدْعاءَ؛ قال الجوهري: سأَلت عنه
رجلاً في البادية فلم يهمزه. والصُّدَّادُ:
(* هو كرمان وكتاب كما في
القاموس.): الطريق إِلى الماء.
Software and presentation © 2024 Hawramani.com. All texts belong to the public domain.
Privacy Policy | Terms of Use | A Hawramani website