شفن: شَفَنَه يَشْفِنه، بالكسر، شَفْناً وشُفُوناً وشَفِنَه يَشْفَنه
شَفْناً، كلاهما: نظر إليه بمُؤْخِرِ عينيه بِغْضَةً أَو تعجباً، وقيل:
نظره نظراً فيه اعتراض. الكسائي: شَفَِنْتُ إلى الشيء وشَنِفْت إذا نظرت
إليه؛ قال الأَخطل:
وإذا شَفَنَّ إلى الطريقِ رأَيْنَه
لَهِقاً، كشاكِلَةِ الحصانِ الأَبْلَقِ
وفي حديث مُجالد بن مسعود: أَنه نظر إلى الأَسوَدِ ابن سُرَيْعٍ يَقُصُّ
في ناحيةِ المسجد فشَفَنَ الناسُ إليهم؛ قال أَبو عبيد: قال أَبو زيد
الشَّفْنُ أَن يرفع الإِنسان طرفه ناظراً إلى الشيءِ كالمتعجب منه أَو
كالكاره له أَو المُبْغِضِ، ومثله شنِفَ. وفي رواية أَبي عبيد عن مُجالِدٍ:
رأَيتكم صنعتم شيئاً فشَفَنَ الناسُ إليكم فإِياكم وما أَنكر المسلمون.
أَبو سعيد: الشَّفْنُ النَّظَرُ بمُؤْخِرِ العين، وهو شافِنٌ وشَفُون؛
وأَنشد الجوهري للقَطَاميّ:
يُسارِقْنَ الكلامَ إليَّ لَمّا حَسِسْنَ حِذَارَ مُرتَقِبٍ شَفُونِ
قال: وهو الغَيُور. ابن السكيت: شَفِنْت إليه وشَنِفْت بمعنى، وهو نظر
في اعتراض؛ وقال رؤبة:
يَقْتُلْنَ، بالأَطرافِ والجُفُونِ،
كُلَّ فَتًى مُرْتَقِبٍ شَفُونِ
ونَظَرٌ شَفُونٌ ورجل شَفُون وشُفَنٌ؛ وقال جَنْدَل بن المُثَنَّى
الحارثي:
ذي خُنْزُواناتٍ ولَمَّاحٍ شُفَنْ
ورواه بعضهم: ولَمَّاحٍ شُفا؛ قال ابن سيده: ولا أَدري ما هذا.
والشَّفُونُ: الغَيُور الذي لا يَفْتُر طرفه عن النظر من شِدَّة الغَيْرة
والحَذَرِ. والشَّفْنُ والشَّفِنُ: الكَيِّسُ العاقل. والشَّفْنُ: البُغْض.
والشَّفَّانُ: القُرُّ والمَطر؛ قال الشاعر:
ولَيْلَةٍ شَفَّانُها عَرِيُّ،
تُحَجَّرُ الكلبَ له صَئِيُّ
وقال آخر:
في كِناسٍ ظاهرٍ يَسْتُره،
من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَنْ.
والشَّفْنُ: رَقُوبُ الميراث
(* قوله «رقوب الميراث» عبارة غيره: رقيب
الميراث). أَبو عمرو: الشَّفْنُ الانتظار؛ ومنه حديث الحسن: تَموتُ
وتَتْرُكُ مالك للشَّافِنِ أَي للذي ينتظر موتك، استعار النظر للانتظار كما
استعمل فيه النظر، ويجوز أَن يريد به العَدُوّ لأَن الشُّفُون نظر
المُبْغِضِ.