فَخَضْخَضْتُ صُفْني فِي جَمَّه ... خِياضَ المُدابرِ قِدحا عَطوفا
وَقَالَ أَبُو دؤاد الْإِيَادِي [يصف مَاء ورده -] : [الْبَسِيط]
هَرَقتُ فِي حَوْضه صفنا ليشربه ... فِي داثر خَلَق الأعضاد أهدامِ
وَقد يُمكن أَن يكون مَا قَالَ أَبُو عَمْرو وَالْفراء جَمِيعًا أَن يكون يسْتَعْمل الصفن فِي هَذَا وَفِي هَذَا وَقد سَمِعت من يَقُول هُوَ الصَّفن بِفَتْح الصَّاد وَهِي الصَّفنة أَيْضا بالتأنيث. وَحَدِيث عمر هَذَا شَبيه بحَديثه [الآخر -] حِين قَالَ: لَئِن بقيتُ إِلَى قَابل ليَأْتِيَن كل مُسلم حَقه أَو [قَالَ -] حَظه حَتَّى يَأْتِي الرَّاعِي بِسَرْو حمير لم يعرف فِيهِ جبينُه. قَالَ أَبُو عَمْرو: قَوْله: بِسَرْوِ حمير السرو مَا انحدر من حُزُونةِ الْجَبَل وارتفع عَن منحدر الْوَادي فَمَا بَينهمَا سرو قَالَ الْأَصْمَعِي: وَهُوَ الْخيف أَيْضا قَالَ: وَبِه سمي خيف مِنىً وَقَالَ غَيرهمَا: هُوَ النَّعف أَيْضا. ويروى عَن عمر فِي حَدِيث ثَالِث أَنه قَالَ: لَئِن عِشتُ إِلَى قَابل لألحقن آخر النَّاس بأولهم حَتَّى يَكُونُوا بَبّانا وَاحِدًا. قَالَ ابْن مهْدي: يَعْنِي شَيْئا وَاحِدًا قَالَ أَبُو عبيد: وَذَلِكَ الَّذِي أَرَادَ فِيمَا نرى وَلَا أَحسب هَذِه الْكَلِمَة عَرَبِيَّة وَلم أسمعها فِي غير هَذَا الحَدِيث.
: أي سَخِيًّا . والسَّروُ: سَخاء في مروءة أو جمع السَّرِى سَرَاةٌ على غير قياس، ولا نظيرَ له والفعل منه سَرَا وسَرِى، والسَّرِىّ من سَرُو.
- ومنه حديث عمر رضي الله عنه -: "أنه مرَّ بالنَّخَع فقال: أرى السَّرْوَ فيكم مُتَربِّعا "
: أي السّخاء متمكنا. والسَّرو: الشَّرَف، وما ارتفعَ مِن الجبل، وشَجَر معروف أيضا.
- ومنه حديثُ رِياح بنِ الحارثِ: "فصَعِدوا سَرْواً ".
والسَّرو أيضا: مَحَلَّة حِمْيَر .
- وفي حديث عمر رضي الله عنه -: "سرَوَات حِمْير"
وهو ما انْحدر عن حُزونَةِ الجَبَل وارتَفَع عن الوادي.
- وفي الحديث: "فمَسَح سَراةَ البَعِيرِ وذِفْراه".
: أي رأسَه وسَنامَه. وقيل: سَراةُ كل شيء: ظَهْرهُ وأَعْلاه.
- في الحديث: "يَرُدّ مُتسرِّيهم على قاعِدهِم".
المُتَسرِّى: الذي يخرج في السَّرِيَّة ، ومعناه أن يخرج الجيش فَيُنِيخوا بقُرب دارِ العَدوّ، ثم تَنفَصِل منه سَرِيَّة، فيَغْنمون فإنهم يَردُّون ما غَنِموه على الجيش الذين هم رِدْء لهم، فأما الذين يخرجون من البَلَد فإنهم لا يَردُّون على المُقيمين في أوطانهم شيئا.
- في الحديث: "خير الرفقاء أربعة، وخير السَّرايَا أربعمائة، وخَيرُ الجيوش أَربعة آلاف ".
السَّرايَا: جمع سَرِيَّة، وهي خَيلٌ تَبلغُ ذلك العدد.
وسُئِل أبو العباس بن شُرَيحٍ عن معنى هذا الحديث، وقيل: إن خَمسةَ آلاف أكثر فقال: المعنى أنه إشارة إلى الأنواع الأربعة من الناس: الشُّيوخُ، والكُهولُ، والشُبَّان، والأَشرافُ. فأما الأَشراف ففيهم أَنَفَة من الهَرَب، والشُّيوخُ لهم تَجارِبُ في الحَرْب، والكُهولُ لهم ثبات في الحرب، والشُّبَّان لهم بِراز إلى الحرب، وقلَّ ما اجتمعت هذه الأنواع إلا غَلَبُوا.
وقيل: إنَّ تَخْصِيصَه الأربعة في الرُّفقَاء هو أن المسافر لا يخلو من رَحْلٍ يَحْتَاج إلى حفْظِه، وحاجةٍ يحتاج إلى التَّردُّد فيها، فلو كانوا ثلاثة كان المُتَردَّدُ في الحاجة واحداً فيتردد في السَّفَر بلا رفيق، فلا يخلو عن ضِيق القَلْب لِفَقْد أُنس الرفيق، ولو تَردَّد في الحاجة اثْنان لكان الحافِظُ للرَّحْلِ واحداً، فلا يخلو عن الخَصْلة المذكورة، فإذاً فما دون الأرْبعة لا يَفى بالمقصود، وما فَوقَ الأربعة لا يُعتدُّ به؛ لأن الخامس زيادة ورَاءَ الحاجة، ومن استُغْنى عنه لا تُصَرف الهِمَّة إليه، فلا تَتِمّ المُرافَقَة معه، نَعَم في كثرة الرّفقاء فائدةُ الأمْن، ولكن الأربعة خير للرَّفاقة الخاصة لا للرَّفاقة العامة، فكم من رَفيق في الطريق عند كثرة الرفقاء لا يُكلَّم ولا يُخالط إلى آخر السفر للاستغناء عنه.
- في الحديث : "ثم تَبرُزون صَبيحةَ ساريةٍ".
: أي صَبيحةَ ليلةٍ فيها مَطَر، والسَّارية: سَحابةٌ تُمطِر ليلاً، ومَطْرة ليْلِيَّة أيضا. والسَّارِية: الأُسْطُوانة أيضا، وجَمعُها: سَوارٍ
- ومنه: "النّهى أن يُصَلَّى بين السَّواري"
يعني إذا كان في الجماعة لانقِطاعِ الصَّفِّ.
- في حديث الإفك: "فسُرِّى عنه"
: أي انْجلَت عنه الغَشْية التي لَحقَته وانكشف عنه الكَربُ الذي خامره.
يقال: سَروْت الثَّوبَ عن بَدني، والجُلَّ عن الدابة: نَزعتُ، وسريتُ أيضا: كَشَفْت.