عظل: العِظَالُ: المُلازَمة في السِّفَاد من الكِلابِ والسِّباعِ
والجَراد وغيرِ ذلك مما يتَلازَمُ في السِّفَاد ويُنْشِبُ؛ وعَظَلَتْ وعَظّلَتْ
(* قوله «وعظلت وعظلت» كذا ضبط الثاني مشدداً في الأصل والمحكم، والذي
في القاموس ان الفعل كنصر وسمع): رَكِبَ بعضُها بعضاً. وعاظَلَها
فعَظَلَها يَعْظُلُها، وعاظَلَتِ الكِلابُ مُعاظَلَةً وعِظَالاً وتَعَاظَلَتْ:
لَزِمَ بعضُها بعضاً في السِّفَاد؛ وأَنشد:
كِلاب تَعَاظَلُ سُودُ الفِقا
حِ، لم تَحْمِ شَيئاً ولم تَصْطَد
وقال أَبو زَحْفٍ الكَلْبي:
تَمَشِّيَ الكَلْبِ دَنَا للكَلْبةِ،
يَبْغِي العِظالَ مُصْحِراً بالسَّوْأَة
وجَرَادٌ عاظلةٌ وعَظْلَى: متعاظِلة لا تَبْرَح؛ وأَنشد:
يا أُمَّ عمرٍو، أَبشِري بالبُشْرَى
مَوْتٌ ذَرِيعٌ وجَرَادٌ عَظْلى
قال الأَزهري: أَراد أَن يقول يا أُمَّ عامر فلم يستقم له البيت فقال يا
أُمّ عمرٍو، وأُمُّ عامر كُنْية الضَّبُع. قال ابن سيده: ومن كلامهم
للضبع: أَبْشِرِي بجَرَادٍ عَظْلى، وكَمْ رِجالٍ قَتْلى. وتَعاظَلَتِ
الجَرادُ إِذا تَسافَدَتْ. وقال ابن شميل: يقال رأَيت الجَرَادَ رُدَافى
ورُكَابى وعُظَالى إِذا اعْتَظَلَتْ، وذلك أَن تَرَى أَربعة وخمسة قد
ارْتَدَفَتْ. ابن الأَعرابي: سَفَدَ السَّبُع وعاظَلَ، قال: والسِّباع كلها
تُعاظِلُ، والجَرَادُ والعِظَاء يُعاظِل. ويقال: تعاظَلَت السِّباعُ وتشابَكتْ.
والعُظُلُ: هم المَجْبُوسون، مأْخوذ من المُعاظَلة، والمَجْبُوس
المأْبون.
وتعَظَّلوا عليه: اجتمعوا، وقيل: ترَاكَبوا عليه ليَضْربوه؛ وقال:
أَخذُوا قِسِيَّهُمُ بأَيْمُنِهِمْ،
يتَعَظَّلون تعَظُّلَ النَّمْل
ومن أَيام العرب المعروفة يوْم العُظَالى، وهو يوم بين بكر وتميم، ويقال
أَيضاً يوم العَظَالى، سُمِّي اليوم به لركوب الناس فيه بعضهم بعضاً.
وقال الأَصمعي: رَكِبَ فيه الثلاثةُ والاثنان الدَّابَّةَ الواحدة؛ قال
العَوَّام بن شَوْذَب الشَّيْباني:
فإِنْ يَكُ في يَوْمِ العُظَالى مَلامةٌ،
فيَوْمُ الغَبيطِ كان أُخْرَى وأَلْوَما
وقيل: سُمِّي يوم العُظَالى لأَنه تَعاظَلَ فيه على الرِّياسة بِسْطامُ
بنُ قيس وهانئُ بن قَبِيصة ومَفْروقُ ابن عمرو والحَوْفَزَانُ.
والعِظَالُ في القَوَافي: التضمين، يقال: فلان لا يُعاظِل بين
القَوَافي. وعاظَلَ الشاعرُ في القافية عِظَالاً: ضَمَّن. وروي عن عمر بن الخطاب،
رضي الله عنه، أَنه قال لقوم من العرب: أَشْعَرُ شُعَرائكم مَنْ لم
يُعاظِل الكلامَ ولم يتَتَبَّع حُوشِيَّه؛ قوله: لم يُعاظِل الكلام أَي لم
يَحْمِل بعضَه على بعض ولم يتكلم بالرَّجِيع من القول ولم يكرر اللفظ
والمعنى، وحُوشِيُّ الكلامِ: وَحْشِيُّه وغريبُه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه،
أَيضاً أَنه قال لابن عباس: أَنْشِدْنا لشاعر الشُّعراء، قال: ومَنْ هو؟
قال: الذي لا يُعاظِل بين القول ولا يتَتَبَّع حُوشِيَّ الكلام، قال:
ومَنْ هو؟ قال: زُهَيْر، أَي لا يُعَقِّده ولا يُوالي بعضَه فوق بعض. وكلُّ
شيء رَكِب شيئاً فقد عاظَلَه.
والمُعْظِلُ والمُعْظَئِلُّ: الموضع الكثير الشجر؛ كلاهما عن كراع، وقد
تقدم في الضاد اعْضَأَلَّت كَثُرَت أَغصانُها.