عبط
عَبَطَ الذَّبيحَةَ يَعْبِطْها، من حَدِّ ضَرَبَ، عَبْطاً: نَحَرَها من غيرِ عِلَّةٍ من داءٍ أَو كَسْرٍ، وَهِي سَمينَةٌ فَتِيَّةٌ، فَهُوَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ بتَذْكيرِ الضَّميرِ، عَبيطٌ، ج: عُبُطٌ، وعِبَاطٌ، ككُتُبٍ ورِجالٍ، وَمن الأَوَّلِ قولُ أَبي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيّ:
(فَتَخَالَسَا نَفْسَيْهِما بنَوَافِذٍ ... كنَوَافِذِ العُبُطِ الَّتي لَا تُرْقَعُ)
فإِنَّه أرادَ بهَا جمعَ عَبيطٍ، وَهُوَ الَّذي يُنْحَرُ لغيرِ عِلَّةٍ. فإِذا كَانَ كذلِكَ كَانَ خُرُوجُ الدَّمِ أَشَدَّ، وَفِيه وجهٌ آخرُ يأْتي بَيَانُه. وَمن الثَّاني أَنْشَدَ سيبَوَيْهِ قولَ المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ:
(أَبِيتُ عَلَى مَعَارِيَ وَاضِحاتٍ ... بهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِبَاطِ)
ويُرْوَى: عَلَى مَعَاصِمِ. وعَبَطَ فلانٌ: غابَ، من الغَيْبَةِ لَا من الغَيْبُوبَةِ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وَهِي العَبْطَةُ، وَهُوَ مَجازٌ. وعَبَطَت الرِّيحُ وَجْهَ الأَرْضِ: قَشَرَتْه وَهُوَ مجازٌ أَيْضاً. وعَبَطَ الأَرْضَ: حَفَرَ مِنْهَا موضِعاً لم يُحْفَر قبلَ ذَلِك، وَهُوَ مَجازٌ أَيْضاً، قالَ المَرَّارُ بنُ مُنْقِذٍ العَدَوِيِّ يَصِفُ حِمَاراً:
(ظَلَّ فِي أَعْلَى يَفَاعٍ جاذِلاً ... يَعْبِطُ الأَرْضَ اعْتِباطَ المُحْتَفِرْ)
وعَبَطَ الكَذِبَ عليَّ: افْتَعَلَهُ، وَهُوَ مَجازٌ أَيْضاً، كاعْتَبَطَ، فِي الكُلِّ، يُقَالُ: اعْتَبَطَ البَعيرَ: نَحَرَهُ بِلَا عِلَّة، وناقَةٌ عَبِيطَةٌ ومُعْتَبَطَةٌ، قالَ رُؤْبَةُ: عَلَيَّ أَنْمارٌ من اعْتِبَاطِي كالحَيَّةِ المُجْتَابِ بالأَرْقَاطِ واعْتَبَطَ فُلانٌ: اغْتابَ. وعَلَيْه الكَذِبَ: افْتَعَلَهُ صُرَاحاً من غيرِ عُذْرٍ. واعْتَبَطَ الأَرْضَ: حَفَرَها، قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
(إِذا سَنَابِكُها أَثَرْنَ مُغْتَبَطاً ... من التُّرابِ كَبَتْ فِيهَا الأَعَاصِيرُ)
أرادَ التُّرابَ الَّذي أَثارَتْهُ كَانَ ذَلِك فِي موضعٍ لم يَكُنْ فِيهِ قبلُ. وَمن المَجازِ: عَبَطَ فُلانٌ نَفْسَه وبنَفْسِه فِي الحَرْبِ: أَلْقاها فِيهَا غيرَ مُكْرَهٍ. وعَبَطَ الحِمارُ التُّرابَ بحَوَافِرِهِ: أَثَارَهُ، كاعْتَبَطَهُ، والتُّرابُ عَبِيطٌ. وعَبَطَ عَرَقَ الفَرَس، إِذا أَجْراهُ حتَّى عَرِقَ، وَهُوَ مَجازٌ، قالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ يُخاطِبُ سَوّارَ بنَ أَوْفَى القُشَيْرِيَّ:)
(مَزَحْتَ وأَطْرافُ الكَلاَلِيبِ تَلْتَقِي ... وَقد عَبَطَ الماءَ الحَمِيمَ فأَسْهَلاَ)
وعَبَطَ الضَّرْعَ: أَدْماهُ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمِنْه الحَديثُ: مُرِي بَنِيكِ أَنْ يُقَلِّمُوا أَظْفارَهُم أَنْ يُوجِعُوا أَو يَعْبِطوا ضُرُوعَ الغَنَمِ أَي لَا يُشَدِّدوا الحَلْبَ فيَعْقِروها ويُدْمُوها بالعَصْرِ، من العَبِيطِ، وَهُوَ الدَّمُ الطَّرِيُّ، أَو لَا يَسْتَقْصُون حَلَبَهَا حتَّى يَخْرُجَ الدَّمُ بعدَ اللَّبَنِ. والمُرادُ أَنْ لَا يَعْبِطُوها. وعَبَطَ الشَّيءَ والثَّوْبَ يَعْبِطُه عَبْطاً: شَقَّهُ شَقًّا صَحيحاً، فَهُوَ مَعْبُوطٌ وعَبِيطٌ، وجمعُ العَبِيطِ: عُبُطٌ، بضَمَّتَيْنِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ قولَ أَبي ذُؤَيْبٍ:
(فَتَخَالَسَا نَفْسَيْهِما بنَوَافِذٍ ... كنَوَافِذِ العُبُطِ الَّتي لَا تُرْقَعُ)
وَقد تقدَّمَ ذِكْرُه، قالَ: يَعْنِي كشَقِّ الجُيُوبِ وأَطْرافِ الأَكمامِ والذُّيُولِ لأَنَّها تُرْقَعُ بعدَ العَبْطِ. كَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي بعضِها: لَا تُرْقَعُ بعدَ العَبْطِِ. وَفِي بعضِها: لَا تُرْقَعُ إلاّ بعدَ العَبْطِ. قلتُ: ويُرْوَى: كنَوَافِذِ العُطُبِ. وَهُوَ القُطْن، وأرادَ الثَّوْبَ من قُطْن. وقالَ أَبُو نَصْرٍ: لَا أَعْرِفُ هَذَا، كَذَا فِي شَرْحِ الدِّيوانِ، فعَبَطَ هُوَ بنَفْسِه يَعْبِطُ، من حدِّ ضَرَبَ، أَي انْشَقَّ، لازمٌ متعَدٍّ. قالَ القُطَامِيُّ:
(وظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيْدِي كُلُوماً ... تَمُجُّ عُرُوقُها عَلَقاً مُتَاعَا)
وَمن المَجازِ: عَبَطَت الدَّواهي الرَّجُلَ، إِذا نالَتْهُ، وزادَ اللَّيْثُ: من غَيْرِ اسْتِحْقاقٍ لذَلِك. ويُقَالُ: ماتَ فُلانٌ عَبْطَةً بالفَتْحِ، أَي شابًّا، وَقيل: شابًّا صَحيحاً. وَفِي الصّحاح: صَحِيحاً شابًّا، وأَنْشَدَ لأُمَيَّةَ بنِ أَبي الصَّلْتِ:
(مَنْ لَا يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَماً ... للمَوْتِ كَأْسٌ فالمَرْءُ ذائِقُها)
ويُرْوَى: للمَوْتِ كأْسٌ والمَرْءُ، وَقد تقدَّمَ تَحْقِيقُه فِي ك وس وبَعْدَه:
(يُوشِكُ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنِيَّتِهِ ... فِي بَعْضِ غِرَّاتِهِ يُوَافِقُهَا)
ويُقَالُ: أَعْبَطَهُ المَوْتُ واعْتَبَطَهُ، إِذا أَخَذَهُ شابًّا صَحيحاً لَيْسَت بِهِ عِلَّةٌ وَلَا هَرَمٌ. ولَحْمٌ عَبيطٌ بيِّنُ العُبْطَةِ: سَليمٌ من الآفاتِ إلاّ الكَسْر، قَالَه ابنُ بُزُرْج، قالَ: وَلَا يُقَالُ للَّحْمِ الدَّوِيِّ المَدْخولِ من آفةٍ: عَبيطٌ، وَفِي الحَديثِ: فقَاءَتْ لَحْماً عَبيطاً قالَ ابنُ الأَثيرِ: هُوَ الطَّرِيُّ غير النَّضيجِ، وَمِنْه حَديثُ عُمَرَ: فَدَعَا بلَحْمٍ عَبيطٍ والَّذي فِي غَريبِ الخَطّابِيِّ عَلَى اخْتِلافِ نُسَخِه: فَدَعَا بلَحْمٍ غَليظٍ يريدُ لَحْماً خَشِناً عاسِياً لَا يَنْقَادُ فِي المَضْغِ. قالَ ابنُ الأَثيرِ: وكأَنَّه أَشْبَهُ. وَفِي الأَساسِ: يُقَالُ للجزَّارِ: أَعِبيطٌ أَمْ عارِضٌ يُراد: أَمَنْحورٌ عَلَى صِحَّةٍ، أَو من داءٍ. وكذلِكَ: دَمٌ عَبيطٌ بيِّنُ)
العُبْطَةِ: خَالِصٌ طَرِيٌّ. قالَ اللَّيْثُ: ويُقَالُ: زَعْفَرَانٌ عَبيطٌ بيِّنُ العُبْطَةِ، بالضَّمِّ، أَي طَرِيٌّ، يُشَبَّهُ بالدَّمِ العَبِيطِ. والعَوْبَطُ، كجَوْهَرٍ: الدَّاهِيَةُ، جَمْعُهُ: عَوَابِطُ، قالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ: بمَنْزِلٍ عَفٍّ وَلم يُخَالِطِ مُدَنِّسَاتِ الرِّيَبِ العَوَابِطِ والعَوْبَطُ: لُجَّةُ البَحْرِ، مقلوبٌ عَن العَوْطَب.
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: العَبْطُ: أَخْذُكَ الشَّيءَ طَرِيًّا، هَذَا هُوَ الأَصْلُ. والمَعْبُوطَةُ: الشَّاةُ المَذْبوحَةُ صَحِيحَةً. ولَحْمٌ مَعْبُوطٌ: لم يُنَيِّبْ فِيهِ سَبُعٌ، وَلم تُصِبْه عِلَّةٌ، نَقَلَهُ الأّزْهَرِيّ. وأَنْشَدَ للَبيدٍ:
(وَلَا أَضِنُّ بمَعْبُوطِ السَّنَامِ إِذا ... كانَ القُتَارُ كَمَا يُسْتَرْوَحُ القُطُرُ)
واعْتَبَطَ فُلاناً: قَتَلَه ظُلْماً لَا عَنْ قِصَاصٍ، قَالَه الخَطَّابِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ. وقالَ الصَّاغَانِيّ: اسْتَعارَ الاعْتِباطَ، وَهُوَ الذَّبْحُ بغيرِ عِلَّةٍ، للقَتْلِ بغيرِ جِنايَةٍ. والعَبْطُ: الرِّيبَة. وأَدِيمٌ عَبِيطٌ: مَشْقُوقٌ. وعَبَطَ النَّباتُ الأَرْضَ: شَقَّها. والعَابِطُ: الكَذَّابُ. واعْتَبَطَ عِرْضَه: شَتَمَه وتَنَقَّصَه، وكذلِكَ عَبَطَه، وَهُوَ مَجازٌ. وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ: وعَبْطِهِ عِرْضِي أَوَانَ مَعْبَطِهْ والاعْتِبَاطُ: الوَعْكُ، وَقد اعْتُبِطَ، إِذا وُعِكَ. واعْتُبِطَ: جُرِحَ. والعَبيطُ: الأَهْوَجُ، كالمَعْبُوطِ، ومصْدَرُه: العَبَاطَةُ، بالفَتْحِ.
عَبَطَ الذَّبيحَةَ يَعْبِطْها، من حَدِّ ضَرَبَ، عَبْطاً: نَحَرَها من غيرِ عِلَّةٍ من داءٍ أَو كَسْرٍ، وَهِي سَمينَةٌ فَتِيَّةٌ، فَهُوَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ بتَذْكيرِ الضَّميرِ، عَبيطٌ، ج: عُبُطٌ، وعِبَاطٌ، ككُتُبٍ ورِجالٍ، وَمن الأَوَّلِ قولُ أَبي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيّ:
(فَتَخَالَسَا نَفْسَيْهِما بنَوَافِذٍ ... كنَوَافِذِ العُبُطِ الَّتي لَا تُرْقَعُ)
فإِنَّه أرادَ بهَا جمعَ عَبيطٍ، وَهُوَ الَّذي يُنْحَرُ لغيرِ عِلَّةٍ. فإِذا كَانَ كذلِكَ كَانَ خُرُوجُ الدَّمِ أَشَدَّ، وَفِيه وجهٌ آخرُ يأْتي بَيَانُه. وَمن الثَّاني أَنْشَدَ سيبَوَيْهِ قولَ المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ:
(أَبِيتُ عَلَى مَعَارِيَ وَاضِحاتٍ ... بهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِبَاطِ)
ويُرْوَى: عَلَى مَعَاصِمِ. وعَبَطَ فلانٌ: غابَ، من الغَيْبَةِ لَا من الغَيْبُوبَةِ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وَهِي العَبْطَةُ، وَهُوَ مَجازٌ. وعَبَطَت الرِّيحُ وَجْهَ الأَرْضِ: قَشَرَتْه وَهُوَ مجازٌ أَيْضاً. وعَبَطَ الأَرْضَ: حَفَرَ مِنْهَا موضِعاً لم يُحْفَر قبلَ ذَلِك، وَهُوَ مَجازٌ أَيْضاً، قالَ المَرَّارُ بنُ مُنْقِذٍ العَدَوِيِّ يَصِفُ حِمَاراً:
(ظَلَّ فِي أَعْلَى يَفَاعٍ جاذِلاً ... يَعْبِطُ الأَرْضَ اعْتِباطَ المُحْتَفِرْ)
وعَبَطَ الكَذِبَ عليَّ: افْتَعَلَهُ، وَهُوَ مَجازٌ أَيْضاً، كاعْتَبَطَ، فِي الكُلِّ، يُقَالُ: اعْتَبَطَ البَعيرَ: نَحَرَهُ بِلَا عِلَّة، وناقَةٌ عَبِيطَةٌ ومُعْتَبَطَةٌ، قالَ رُؤْبَةُ: عَلَيَّ أَنْمارٌ من اعْتِبَاطِي كالحَيَّةِ المُجْتَابِ بالأَرْقَاطِ واعْتَبَطَ فُلانٌ: اغْتابَ. وعَلَيْه الكَذِبَ: افْتَعَلَهُ صُرَاحاً من غيرِ عُذْرٍ. واعْتَبَطَ الأَرْضَ: حَفَرَها، قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
(إِذا سَنَابِكُها أَثَرْنَ مُغْتَبَطاً ... من التُّرابِ كَبَتْ فِيهَا الأَعَاصِيرُ)
أرادَ التُّرابَ الَّذي أَثارَتْهُ كَانَ ذَلِك فِي موضعٍ لم يَكُنْ فِيهِ قبلُ. وَمن المَجازِ: عَبَطَ فُلانٌ نَفْسَه وبنَفْسِه فِي الحَرْبِ: أَلْقاها فِيهَا غيرَ مُكْرَهٍ. وعَبَطَ الحِمارُ التُّرابَ بحَوَافِرِهِ: أَثَارَهُ، كاعْتَبَطَهُ، والتُّرابُ عَبِيطٌ. وعَبَطَ عَرَقَ الفَرَس، إِذا أَجْراهُ حتَّى عَرِقَ، وَهُوَ مَجازٌ، قالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ يُخاطِبُ سَوّارَ بنَ أَوْفَى القُشَيْرِيَّ:)
(مَزَحْتَ وأَطْرافُ الكَلاَلِيبِ تَلْتَقِي ... وَقد عَبَطَ الماءَ الحَمِيمَ فأَسْهَلاَ)
وعَبَطَ الضَّرْعَ: أَدْماهُ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمِنْه الحَديثُ: مُرِي بَنِيكِ أَنْ يُقَلِّمُوا أَظْفارَهُم أَنْ يُوجِعُوا أَو يَعْبِطوا ضُرُوعَ الغَنَمِ أَي لَا يُشَدِّدوا الحَلْبَ فيَعْقِروها ويُدْمُوها بالعَصْرِ، من العَبِيطِ، وَهُوَ الدَّمُ الطَّرِيُّ، أَو لَا يَسْتَقْصُون حَلَبَهَا حتَّى يَخْرُجَ الدَّمُ بعدَ اللَّبَنِ. والمُرادُ أَنْ لَا يَعْبِطُوها. وعَبَطَ الشَّيءَ والثَّوْبَ يَعْبِطُه عَبْطاً: شَقَّهُ شَقًّا صَحيحاً، فَهُوَ مَعْبُوطٌ وعَبِيطٌ، وجمعُ العَبِيطِ: عُبُطٌ، بضَمَّتَيْنِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ قولَ أَبي ذُؤَيْبٍ:
(فَتَخَالَسَا نَفْسَيْهِما بنَوَافِذٍ ... كنَوَافِذِ العُبُطِ الَّتي لَا تُرْقَعُ)
وَقد تقدَّمَ ذِكْرُه، قالَ: يَعْنِي كشَقِّ الجُيُوبِ وأَطْرافِ الأَكمامِ والذُّيُولِ لأَنَّها تُرْقَعُ بعدَ العَبْطِ. كَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي بعضِها: لَا تُرْقَعُ بعدَ العَبْطِِ. وَفِي بعضِها: لَا تُرْقَعُ إلاّ بعدَ العَبْطِ. قلتُ: ويُرْوَى: كنَوَافِذِ العُطُبِ. وَهُوَ القُطْن، وأرادَ الثَّوْبَ من قُطْن. وقالَ أَبُو نَصْرٍ: لَا أَعْرِفُ هَذَا، كَذَا فِي شَرْحِ الدِّيوانِ، فعَبَطَ هُوَ بنَفْسِه يَعْبِطُ، من حدِّ ضَرَبَ، أَي انْشَقَّ، لازمٌ متعَدٍّ. قالَ القُطَامِيُّ:
(وظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيْدِي كُلُوماً ... تَمُجُّ عُرُوقُها عَلَقاً مُتَاعَا)
وَمن المَجازِ: عَبَطَت الدَّواهي الرَّجُلَ، إِذا نالَتْهُ، وزادَ اللَّيْثُ: من غَيْرِ اسْتِحْقاقٍ لذَلِك. ويُقَالُ: ماتَ فُلانٌ عَبْطَةً بالفَتْحِ، أَي شابًّا، وَقيل: شابًّا صَحيحاً. وَفِي الصّحاح: صَحِيحاً شابًّا، وأَنْشَدَ لأُمَيَّةَ بنِ أَبي الصَّلْتِ:
(مَنْ لَا يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَماً ... للمَوْتِ كَأْسٌ فالمَرْءُ ذائِقُها)
ويُرْوَى: للمَوْتِ كأْسٌ والمَرْءُ، وَقد تقدَّمَ تَحْقِيقُه فِي ك وس وبَعْدَه:
(يُوشِكُ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنِيَّتِهِ ... فِي بَعْضِ غِرَّاتِهِ يُوَافِقُهَا)
ويُقَالُ: أَعْبَطَهُ المَوْتُ واعْتَبَطَهُ، إِذا أَخَذَهُ شابًّا صَحيحاً لَيْسَت بِهِ عِلَّةٌ وَلَا هَرَمٌ. ولَحْمٌ عَبيطٌ بيِّنُ العُبْطَةِ: سَليمٌ من الآفاتِ إلاّ الكَسْر، قَالَه ابنُ بُزُرْج، قالَ: وَلَا يُقَالُ للَّحْمِ الدَّوِيِّ المَدْخولِ من آفةٍ: عَبيطٌ، وَفِي الحَديثِ: فقَاءَتْ لَحْماً عَبيطاً قالَ ابنُ الأَثيرِ: هُوَ الطَّرِيُّ غير النَّضيجِ، وَمِنْه حَديثُ عُمَرَ: فَدَعَا بلَحْمٍ عَبيطٍ والَّذي فِي غَريبِ الخَطّابِيِّ عَلَى اخْتِلافِ نُسَخِه: فَدَعَا بلَحْمٍ غَليظٍ يريدُ لَحْماً خَشِناً عاسِياً لَا يَنْقَادُ فِي المَضْغِ. قالَ ابنُ الأَثيرِ: وكأَنَّه أَشْبَهُ. وَفِي الأَساسِ: يُقَالُ للجزَّارِ: أَعِبيطٌ أَمْ عارِضٌ يُراد: أَمَنْحورٌ عَلَى صِحَّةٍ، أَو من داءٍ. وكذلِكَ: دَمٌ عَبيطٌ بيِّنُ)
العُبْطَةِ: خَالِصٌ طَرِيٌّ. قالَ اللَّيْثُ: ويُقَالُ: زَعْفَرَانٌ عَبيطٌ بيِّنُ العُبْطَةِ، بالضَّمِّ، أَي طَرِيٌّ، يُشَبَّهُ بالدَّمِ العَبِيطِ. والعَوْبَطُ، كجَوْهَرٍ: الدَّاهِيَةُ، جَمْعُهُ: عَوَابِطُ، قالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ: بمَنْزِلٍ عَفٍّ وَلم يُخَالِطِ مُدَنِّسَاتِ الرِّيَبِ العَوَابِطِ والعَوْبَطُ: لُجَّةُ البَحْرِ، مقلوبٌ عَن العَوْطَب.
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: العَبْطُ: أَخْذُكَ الشَّيءَ طَرِيًّا، هَذَا هُوَ الأَصْلُ. والمَعْبُوطَةُ: الشَّاةُ المَذْبوحَةُ صَحِيحَةً. ولَحْمٌ مَعْبُوطٌ: لم يُنَيِّبْ فِيهِ سَبُعٌ، وَلم تُصِبْه عِلَّةٌ، نَقَلَهُ الأّزْهَرِيّ. وأَنْشَدَ للَبيدٍ:
(وَلَا أَضِنُّ بمَعْبُوطِ السَّنَامِ إِذا ... كانَ القُتَارُ كَمَا يُسْتَرْوَحُ القُطُرُ)
واعْتَبَطَ فُلاناً: قَتَلَه ظُلْماً لَا عَنْ قِصَاصٍ، قَالَه الخَطَّابِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ. وقالَ الصَّاغَانِيّ: اسْتَعارَ الاعْتِباطَ، وَهُوَ الذَّبْحُ بغيرِ عِلَّةٍ، للقَتْلِ بغيرِ جِنايَةٍ. والعَبْطُ: الرِّيبَة. وأَدِيمٌ عَبِيطٌ: مَشْقُوقٌ. وعَبَطَ النَّباتُ الأَرْضَ: شَقَّها. والعَابِطُ: الكَذَّابُ. واعْتَبَطَ عِرْضَه: شَتَمَه وتَنَقَّصَه، وكذلِكَ عَبَطَه، وَهُوَ مَجازٌ. وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ: وعَبْطِهِ عِرْضِي أَوَانَ مَعْبَطِهْ والاعْتِبَاطُ: الوَعْكُ، وَقد اعْتُبِطَ، إِذا وُعِكَ. واعْتُبِطَ: جُرِحَ. والعَبيطُ: الأَهْوَجُ، كالمَعْبُوطِ، ومصْدَرُه: العَبَاطَةُ، بالفَتْحِ.