نمل
(النَّمْلُ) مَعْرُوفٌ (واحِدَتُهُ نَمْلَةٌ) ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: { (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَأَيُّهَا اْلنَّمْلُ اْدْخُلُواْ مَسَكِنَكُمْ} } وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ:
" نَهى عَن قَتْلِ النَّحْلَةِ والنَّمْلَةِ والصُّرَدِ والهُدْهُد "، وَقد مَرَّ تَعْلِيلُ النَّهْيِ عَن قَتْلِهِنَّ فِي " ن ح ل " عَن إِبْراهيم الحَرْبِيّ. قَالَ: والنَّمْلَةِ هِي الَّتِي لَهَا قَوائِمُ تَكُونُ فِي البَرارِي والخَراباتِ، وَالَّتِي يَتَأَذَّى النَّاسُ بِها هِي الذَّرُّ، وَهِي الصِّغارُ، ثُمَّ قَالَ: والنَّمْلُ ثَلاَثَةُ أَصْنافٍ: النَّمْلُ وَفَازِر وَعُقَيْفان. وَرُوِيَ عَنْ قَتادَة فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {علمنَا منطق الطير} قَالَ: النَّمْلَةُ مِنَ الطَّيْرِ. وَقَالَ أَبو خَيْرة: نَمْلَةٌ حَمْراءُ يُقالُ لَهَا سُلَيْمانُ، يُقالُ لَهُنَّ الحوّ بِالْوَاو، قَالَ: والذَّرُّ داخلٌ فِي النَّمْلِ. قُلْتُ: وَهذِهِ النَّمْلَةُ الَّتِي يُقالُ لَها: سُلَيْمان هِي المَعْرُوفة بالنَّمْلَة السُّلَيْمانِيَّة لَها ذِكْرٌ فِي كِتابِ الحِيَلِ، وَقَد عَقَدُوا لَها بَابا. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: النَّمْل الَّذِي لَهُ رِيْشٌ يُقالُ: نَمْلٌ ذُو رِيشٍ، (وَقَد تُضَمُّ المِيمُ) فَيُقالُ: نَمُلَةٌ، وَقَد قُرِئَ بِهِ، وَعَلَّلَهُ الفارِسِيُّ: بِأَنَّ أَصْلَ نَمْلَة نَمُلَة، ثُمَّ وَقَعَ التَّخْفِيف وَغَلَب. (ج: نِمالٌ) ، بِالكَسْر، قَالَ الأَخْطَلُ:
(دَبِيبُ نِمالٍ فِي نَقًا يَتَهَيَّلُ ... )
(وَأَرْضٌ نَمِلَةٌ، كَزَنِخَةٍ: كَثِيرَتُها) ، وَفِي العُباب: ذاتُ نَمْلٍ، (وَطَعامٌ مَنْمُولٌ: أَصابَهُ النَّمْلُ) . (والنَّمْلَةُ، مُثَلَّثَة، و) النَّمِيلَةُ، (كَسَفِينَةٍ) كُلُّ ذلِكَ: (النَّمِيمَةُ) ، وَاقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلى الضَّمِّ، كالصّاغانيّ. قَالَ ابْنُ بَرِّي: وَشاهِدُ النُّمْلَة، بالضَّمّ، قَولُ أَبي الوَرْدِ الجَعْدِيِّ:
(أَلاَ لَعَنَ اللهُ الَّتِي رَزَمَتْ بِهِ ... فَقَدْ وَلَدَتْ ذَا نُمْلَةٍ وَغَوائِلِ)
وَجَمْعُها نُمْلٌ، (وَهو نَمِلٌ) ، كَكَتِفٍ، (ونامِلٌ وَمُنْمِلٌ كَمُحْسِنٍ وَمِنْبَرٍ وَشَدّادٍ) كُلُّهُ (نَمّامٌ) ؛ الأُوْلَى عَن أَبي عَمْرو، (وَقَد نَمَِلَ، كَنَصَرَ وَعَلِمَ) يَنْمُلُ نَمْلاً: نَمَّ، (وَأَنْمَلَ) مِثْلُ ذلِكَ، وَأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلْكُمَيْت:
(وَلاَ أُزْعِجُ الكَلِمَ المُحْفِظاتِ ... لِلْأَقْرَبِينَ وَلاَ أُنْمِلُ)
قُلْتُ: وَيُرْوَى بِفَتْحِ الهَمْزَة أَيْضًا. (وَفِيْهِ نَمْلَةٌ) ، بِالفَتْح: أَي (كَذِبٌ. وَامْرَأَةٌ مُنَمَّلَةٌ، كَمُعَظَّمَةٍ، و) نَمْلَى، مِثْلُ (سَكْرَى) : إِذا كَانَتْ (لاَ تَسْتَقِرّ فِي مَكانٍ) وَاحِد. وَفي العُباب: جارِيَةٌ مُنَمَّلَةٌ: كَثِيرةُ الحَرَكَة فِي المَجِئِ والذَّهابِ، عَنْ ابْن دُرَيْد. (وَكَذا فَرَسٌ نَمِل) القَوائِم، (كَكَتِفٍ) : لاَ يَسْتَقِرُّ مَرَحًا، وَهوَ أَيْضًا مِن نَعْتِ الغِلَظِ. (وَرَجُلٌ نَمِلٌ: خَفِيفُ الأَصابِع) كَثيرُ العَبَثِ بِها، أَو (لاَ يَرَى شَيْئًا إِلاَّ عَمِلَهُ) ، قَالَهُ اللَّيْث، أَو كانَ خَفِيفَها فِي العَمَلِ، (أَوْ حَاذِقٌ) ، قَالَهُ الفَرّاء. (وَتَنَمَّلُوا: تَحَرَّكُوا) وَتَمَوَّجُوا (وَدَخَلَ بَعْضُهُم فِي بَعْضٍ) . (وَنَمِلَتْ يَدُه، كَفَرِحَ: خَدِرَتْ) ، وَالعَامَّةُ تَقُول: نَمَّلَتْ، بالتَّشْدِيد.
(و) نَمِلَ (فِي الشَّجَر) يَنْمَلُ نَمَلاً: (صَعِدَ، كَنَمَلَ كَنَصَرَ) نُمُولاً، وَهذِهِ عَنْ الفَرّاء.
(و) الثَّوْبُ (المُنَمَّلُ، كَمُعَظَّم: المَرْفُوُّ) ، يُقالُ: نَمِّلْ ثَوْبَكَ وَالْقُطْهُ، أَيْ: ارْفَأْه، عَن الفَرّاء. (و) الكِتابُ المُنَمَّل: (المَكْتُوبُ) ، لُغَةٌ هُذَلِيَّةٌ، كَما فِي العُباب، (أَو) المُنَمَّلُ: (المُتَقارِبُ الخَطِّ) ، عَن ابْنِ دُرَيْد، (كالمُنْمَلِ كَمُكْرَمٍ) ، قَالَ أَبو العِيال الهُذَلِيُّ:
(والمَرْءُ عَمْرًا فَأْتِهِ بِنَصِيْحَةٍ ... مِنِّي يَلُوح بِها كِتابٌ مُنْمَلُ)
(والنَّمْلَةُ) مِنْ عُيُوبِ الخَيْل، وَهُوَ (شَقٌّ فِي حافِرِ الدّابَّةِ) مِنَ المَشْعَرِ إِلَى طَرَفِ السُّنْبُك، قَالَهُ أَبُو عُبَيْدَة. وَفِي الصِّحاح: مِنَ الأَشْعَرِ إِلى المَقَطِّ. وقالَ ابْنُ بَرِّي: المَشْعَرُ: مَا أَحاطَ بِالحافِرِ مِنَ الشَّعَر، وَمَقَطُّ الفَرَس: مُنْقَطَع أَضْلاَعِهِ.
(و) النَّمْلَةُ: (قُرُوحٌ فِي الجَنْب) وَغَيره، (كالنَّمْل) ، أَي: النَّمْلُ والنَّمْلَةُ فِي ذلِكَ سَواء.
(و) أَيْضًا: (بَثْرَة تَخْرُجُ بِالْتِهَابٍ وَاحْتِراقٍ، وَيَرِمُ مَكَانُهَا يَسِيرًا، وَيَدِبُّ إِلى مَوْضِعٍ آخَرَ كالنَّمْلَةِ) قَالَ الجَوْهَرِيّ وَيُسَمّيها الأَطِبّاءُ الذُّباب، (و) قَالَ الأَطِبّاءُ: (سَبَبُها صَفْراءُ حادَّةٌ تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِ العُروقِ الدِّقاق ولاَ تَحْتَبِسُ فِيما هُوَ دَاخِلٌ مِنْ ظَاهِرِ الجِلْدِ لِشِدِّةِ لَطافَتِها وَحِدَّتِها) . وَفِي الحَدِيثِ:
" لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ فِي ثَلاثٍ: النَّمْلَةِ والحُمَةِ والنَّفْسِ ". وقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ -
- أَنَّهُ قَالَ لِلشَّفَّاء
" عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَة " قَالَ ابْنُ الأَثِير: شَيْءٌ كانَتْ تَسْتَعْمِلُهُ النِّساءُ يَعْلَمُ كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ أَنَّهُ كَلاَمٌ لاَ يَضُرُّ وَلاَ يَنْفَعُ، وَهِي هذِهِ: " العَرُوسُ تَحْتَفِل، وَتَخْتَضِب وَتَكْتَحِل، وَكُلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِلْ، غَيْرَ أَنْ لاَ تَعْصِي الرَّجُل "، فَأَرادَ النَّبِيُّ -
- بِذلِكَ تَأْنِيبَ حَفْصَةَ، لِأَنَّهُ أَلْقَى إِلَيْها سِرًّا فَأَفْشَتْهُ. وَفِي الصِّحاح: وَتَقُولُ المَجُوس: إِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ إِذا كانَ مِنْ أُخْتِه، ثُمَّ خَطَّ عَلى النَّمْلَة شُفِيَ صاحِبُها، وَقَالَ:
(وَلاَ عَيْبَ فِينا غَيْرَ عِرْقٍ لِمَعْشَرٍ ... كِرامٍ وَأَنَّا لاَ نَخُطُّ عَلى النَّمْلِ)
يُرِيدُ لَسْنَا بِمَجُوسٍ نَنْكِحُ الأَخَواتِ. وَقَالَ ثَعْلَب: أَنْشَدَنا ابْنُ الأَعْرابِيِّ هَذَا البَيْتَ: لاَ نَحُطُّ عَلى النَّمْلِ - بِالحَاء المُهْمَلَة - وَفَسَّرَهُ أَنَّا كِرامٌ، وَلاَ نَأْتِي بُيُوتَ النَّمْلِ فِي الجَدْبِ، لِنَحْفُرَ عَلَى مَا جَمَعَ لِنَأْكُلَهُ، وَفِي العُبابِ: أَي: لاَ نَحُطّ [ُ رَحْلَنا عَلى قَرْيَةِ النَّمْلِ فَنُفْسِدها عَلَيْها. وَقَالَ أَبُو أَحْمَد العَسْكَريّ: إِنَّ الحَاءَ المُهْمَلَة تَصْحِيفٌ مِن ابْنِ الأَعْرابِيِّ، ذَكَرهُ فِي كِتَابِ التَّصْحِيف مِنْ كِتَابِهِ.
(وَأَبُو نَمْلَةَ عَمَّارُ بنُ مُعَاذِ) بنِ زُرارَةَ بنِ عَمْرٍ والأَوْسِيُّ الظَّفَرِيُّ (الأَنْصارِيُّ: صَحابِيٌّ) ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، هَذَا قَوْلُ الواقِدِيّ، وَيُقالُ اسْمُهُ عُمارة بنُ مُعاذٍ، وَيُقالُ عَمْرُو بن مُعاذٍ، شَهِد أُحُدًا وَمَا بَعْدَهُ، وَلَهُ حَديثان، رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ نَمْلَة شَيْخٌ لابْن شِهابٍ، قِيلَ بَقِيَ إِلَى خِلافَةِ عَبْدِ المَلِك، وأَبوه مُعاذٌ شَهِدَ أُحُدًا وَبَدْرًا، وَأَخُوهُ أَبو ذَرَّةَ الحارِثُ بن مُعاذٍ، شَهِدَ أُحُدًا مَعَ أَخِيهِ وَأَبِيهِ. وَيُقالُ: إِنَّ أَبا نَمْلَةَ بَدْرِيٌّ أَيْضًا. (والنُّمْلَةُ، بِالضَّمِّ: بَقِيَّةُ الماءِ فِي الحَوْضِ) ، حَكَاهُ كُراع فِي بَاب النُّون. (ونَمَلَى، كَجَمَزَى: ماءٌ قُرْبَ المَدِينَةِ) عَلَى سَاكِنِها السَّلام، وَقالَ نَصْرٌ: نَمَلَى جِبالٌ وَسط دِيارِ بَنِي قُرَيْظَةَ. قُلْتُ: وَقَد سَكَّنَهُ بَعْضُ المُتَأَخِّرينَ مِنَ الشُّعَراء فَقَالَ فِي بَدِيْعِيَّتهِ:
(إِنْ جُزْتَ نَمْلَى فَنَمْ لاَ خَوْفَ فِي حَرَمِ ... )
وَهُو غَلَطٌ نَبَّهَ عَلَيْهِ غَيْرَ واحِدٍ. (والنَّمَلانُ) ، مُحَرَّكة: (الإِشْرافُ عَلى الشَّيْئِ) ، كَما فِي العُباب.
(و) قَالَ ثَعْلَب: (المُنْمُولُ) مِثالُ مُلْمُولٍ: (اللِّسانُ) .
(و) فِي العُباب (النّامِلَةُ: السَّابِلَةُ) .
(و) النَّمِلُ، (كَكَتِفٍ: صَبِيٌّ تُجْعَلُ فِي يَدِهِ نَمْلَةٌ إِذا وُلِدَ، يَقولون يَخْرُجُ كَيِّسًا ذَكِيًّا) ، وَهو مِنْ بَاب التَّفاؤُلِ. (وَسَمَّوْا نَمْلَة) ، مِنْهُم: ابْنُ أَبِي نَمْلَة الَّذِي رَوى عَنْ أَبِيهِ وَهو مِنْ مَشايخِ الزُّهْرِيِّ، وَغَلط شَيْخُنا فَجَعَلَهُ صَحابِيًّا، وَإِنَّما الصُّحْبَةُ لِأَبِيْهِ وَجَدِّه. (وَنُمَيلاً وَنُمَيْلَةَ، مُصَغَّرَيْن) . (وَنُمَيْلَةُ غَيْرُ مَنْسوب) رَوَى عَنْهُ مُضَر.
(و) نُمَيْلَةُ (بنُ عَبْدِ اللهِ بن فُقَيمٍ) الكِنانِيّ اللَّيْثِيّ، قِيلَ: هُوَ الَّذي قَتَلَ مِقْيَسَ بن صُبابَةَ يَوْمَ الفَتْحِ: (صَحابِيَّان) رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما. (وَإِسْمَاعِيلُ بنُ نُمَيْلٍ) ، عَن أَحْمَدَ بنِ يُونُسَ وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَد العَطّار، (وَمُحَمّد بن عَبْدِ اللهِ بْن نُمَيْل) ، شَيْخٌ لابْن قانِع، (الخَلاّلان: مُحَدِّثان) . (وَرَجُلٌ مُؤَنْمِلُ الأَصابِع) ؛ أَي (غَلِيظُ أَطْرافِها فِي قِصَرٍ) . (والمُنامَلَةُ: مِشْيَةُ المُقَيَّدِ) ، وَهو يُنامِلُ فِي قَيْدِهِ، وَقد ذُكِرَ فِي " ن أم ل " بِالْهَمْز أَيْضًا. (والأنْملَةُ، بِتَثْلِيثِ المِيمِ والهَمْزَة، تِسْعُ لُغاتٍ) ، وَزَادَ بَعْضُهُم أُنْمُولَة بِالْوَاو كَما فِي " نُور النِّبْراسِ "، فَهِي عَشْرة، وَاقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ كالصّاغانِيِّ عَلى فَتْح الهَمْزَةِ وَالمِيم، وَهي (الَّتِي فِيها الظُّفُرُ) مِن المَفْصِلِ الأَعْلَى مِنَ الإِصْبَع، (ج: أَنامِلُ وَأنْمُلاَتٌ) .
وَفِي الصِّحاحِ: الأَنامِلُ رُؤوسُ الأَصابع، قَالَ ابْنُ سِيْدَه: وَهو أَحَدُ مَا كُسِّر وَسَلِمَ بِالتّاء، قالَ: وَإِنَّما قُلْتُ هَذَا؛ لِأَنَّهُم قَدْ يَسْتَغْنُونَ بالتَّكْسِير عَن جَمْعِ السَّلاَمَة، وَبِجَمْعِ السَّلاَمَةِ عَن التَّكْسِير، وَرُبَّما جُمِعَ الشيءُ بِالوَجْهَيْنِ جَميعًا، نَحْوَ بُوانٍ وبُوَنٍ وَبُواناتٍ، هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ سِيْبَوَيْهِ. قَالَ شَيْخُنا: وَقَدْ جَمَعَ العِزُّ القَسْطَلاَنِيُّ اللُّغاتِ التِّسْعَةَ فِي البَيْتِ المَشْهُورِ مَعَ لُغاتِ الإِصْبَعِ فَقَالَ:
(وَهَمْزُ أنْمُلَةٍ ثَلِّثْ وَثالِثُه ... والتِّسْعُ فِي أصْبُع واخْتِمْ بأُصْبُوعِ)
ونَقَلَ صَاحِبُ المِصْبَاحِ عَن ابْن قُتَيْبَةَ أَنَّ الضَّمَّ غَيْرُ وارِدٍ وَأَنَّهُ لَحْنٌ. [] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: النُّمُلُ، بِضَمّتين لُغَة فِي النَّمْلِ، بِالفَتْحِ، وَبِهِ قُرِئَ أَيْضًا، نَقَلَهُ شَيْخُنا مِنَ الكَشَّافِ. وَنَمِلَتْ يَدُهُ، كَفَرِحَ: لَمْ تَكُفَّ عَن عَبَثٍ، كَما فِي الأَساسِ. وفَرَسٌ ذُو نُمْلَةٍ، بِالضَّمِّ: أَي: كَثِيرُ الحَرَكَةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وغُلاَمٌ نَمِلٌ، كَكَتِفٍ أَي: عَبِثٌ. وَمِنْ " أَمْثالِهِم: هُوَ أَضْبَطُ مِنْ نَمْلَةٍ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَقَوْلُ الشّاعر:
(فَإِنِّي وَلاَ كُفْرانَ لِلَّهِ أَيَّةً ... لِنَفْسِيَ قَدْ طَالَبْتُ غَيْرَ مُنَمَّلِ)
قَالَ أَبو نَصْر: أَرادَ غَيْرَ مَذْعُورٍ، وَقِيل: غَيْرَ مُرْهَقٍ وَلاَ مُعْجَلٍ عَمَّا أُرِيْدُ. وَنامُول: قَرْيةٌ بِمِصْرَ مِنْ أَعْمَالِ الشَّرْقِيّة.
(النَّمْلُ) مَعْرُوفٌ (واحِدَتُهُ نَمْلَةٌ) ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: { (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَأَيُّهَا اْلنَّمْلُ اْدْخُلُواْ مَسَكِنَكُمْ} } وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ:
" نَهى عَن قَتْلِ النَّحْلَةِ والنَّمْلَةِ والصُّرَدِ والهُدْهُد "، وَقد مَرَّ تَعْلِيلُ النَّهْيِ عَن قَتْلِهِنَّ فِي " ن ح ل " عَن إِبْراهيم الحَرْبِيّ. قَالَ: والنَّمْلَةِ هِي الَّتِي لَهَا قَوائِمُ تَكُونُ فِي البَرارِي والخَراباتِ، وَالَّتِي يَتَأَذَّى النَّاسُ بِها هِي الذَّرُّ، وَهِي الصِّغارُ، ثُمَّ قَالَ: والنَّمْلُ ثَلاَثَةُ أَصْنافٍ: النَّمْلُ وَفَازِر وَعُقَيْفان. وَرُوِيَ عَنْ قَتادَة فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {علمنَا منطق الطير} قَالَ: النَّمْلَةُ مِنَ الطَّيْرِ. وَقَالَ أَبو خَيْرة: نَمْلَةٌ حَمْراءُ يُقالُ لَهَا سُلَيْمانُ، يُقالُ لَهُنَّ الحوّ بِالْوَاو، قَالَ: والذَّرُّ داخلٌ فِي النَّمْلِ. قُلْتُ: وَهذِهِ النَّمْلَةُ الَّتِي يُقالُ لَها: سُلَيْمان هِي المَعْرُوفة بالنَّمْلَة السُّلَيْمانِيَّة لَها ذِكْرٌ فِي كِتابِ الحِيَلِ، وَقَد عَقَدُوا لَها بَابا. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: النَّمْل الَّذِي لَهُ رِيْشٌ يُقالُ: نَمْلٌ ذُو رِيشٍ، (وَقَد تُضَمُّ المِيمُ) فَيُقالُ: نَمُلَةٌ، وَقَد قُرِئَ بِهِ، وَعَلَّلَهُ الفارِسِيُّ: بِأَنَّ أَصْلَ نَمْلَة نَمُلَة، ثُمَّ وَقَعَ التَّخْفِيف وَغَلَب. (ج: نِمالٌ) ، بِالكَسْر، قَالَ الأَخْطَلُ:
(دَبِيبُ نِمالٍ فِي نَقًا يَتَهَيَّلُ ... )
(وَأَرْضٌ نَمِلَةٌ، كَزَنِخَةٍ: كَثِيرَتُها) ، وَفِي العُباب: ذاتُ نَمْلٍ، (وَطَعامٌ مَنْمُولٌ: أَصابَهُ النَّمْلُ) . (والنَّمْلَةُ، مُثَلَّثَة، و) النَّمِيلَةُ، (كَسَفِينَةٍ) كُلُّ ذلِكَ: (النَّمِيمَةُ) ، وَاقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلى الضَّمِّ، كالصّاغانيّ. قَالَ ابْنُ بَرِّي: وَشاهِدُ النُّمْلَة، بالضَّمّ، قَولُ أَبي الوَرْدِ الجَعْدِيِّ:
(أَلاَ لَعَنَ اللهُ الَّتِي رَزَمَتْ بِهِ ... فَقَدْ وَلَدَتْ ذَا نُمْلَةٍ وَغَوائِلِ)
وَجَمْعُها نُمْلٌ، (وَهو نَمِلٌ) ، كَكَتِفٍ، (ونامِلٌ وَمُنْمِلٌ كَمُحْسِنٍ وَمِنْبَرٍ وَشَدّادٍ) كُلُّهُ (نَمّامٌ) ؛ الأُوْلَى عَن أَبي عَمْرو، (وَقَد نَمَِلَ، كَنَصَرَ وَعَلِمَ) يَنْمُلُ نَمْلاً: نَمَّ، (وَأَنْمَلَ) مِثْلُ ذلِكَ، وَأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلْكُمَيْت:
(وَلاَ أُزْعِجُ الكَلِمَ المُحْفِظاتِ ... لِلْأَقْرَبِينَ وَلاَ أُنْمِلُ)
قُلْتُ: وَيُرْوَى بِفَتْحِ الهَمْزَة أَيْضًا. (وَفِيْهِ نَمْلَةٌ) ، بِالفَتْح: أَي (كَذِبٌ. وَامْرَأَةٌ مُنَمَّلَةٌ، كَمُعَظَّمَةٍ، و) نَمْلَى، مِثْلُ (سَكْرَى) : إِذا كَانَتْ (لاَ تَسْتَقِرّ فِي مَكانٍ) وَاحِد. وَفي العُباب: جارِيَةٌ مُنَمَّلَةٌ: كَثِيرةُ الحَرَكَة فِي المَجِئِ والذَّهابِ، عَنْ ابْن دُرَيْد. (وَكَذا فَرَسٌ نَمِل) القَوائِم، (كَكَتِفٍ) : لاَ يَسْتَقِرُّ مَرَحًا، وَهوَ أَيْضًا مِن نَعْتِ الغِلَظِ. (وَرَجُلٌ نَمِلٌ: خَفِيفُ الأَصابِع) كَثيرُ العَبَثِ بِها، أَو (لاَ يَرَى شَيْئًا إِلاَّ عَمِلَهُ) ، قَالَهُ اللَّيْث، أَو كانَ خَفِيفَها فِي العَمَلِ، (أَوْ حَاذِقٌ) ، قَالَهُ الفَرّاء. (وَتَنَمَّلُوا: تَحَرَّكُوا) وَتَمَوَّجُوا (وَدَخَلَ بَعْضُهُم فِي بَعْضٍ) . (وَنَمِلَتْ يَدُه، كَفَرِحَ: خَدِرَتْ) ، وَالعَامَّةُ تَقُول: نَمَّلَتْ، بالتَّشْدِيد.
(و) نَمِلَ (فِي الشَّجَر) يَنْمَلُ نَمَلاً: (صَعِدَ، كَنَمَلَ كَنَصَرَ) نُمُولاً، وَهذِهِ عَنْ الفَرّاء.
(و) الثَّوْبُ (المُنَمَّلُ، كَمُعَظَّم: المَرْفُوُّ) ، يُقالُ: نَمِّلْ ثَوْبَكَ وَالْقُطْهُ، أَيْ: ارْفَأْه، عَن الفَرّاء. (و) الكِتابُ المُنَمَّل: (المَكْتُوبُ) ، لُغَةٌ هُذَلِيَّةٌ، كَما فِي العُباب، (أَو) المُنَمَّلُ: (المُتَقارِبُ الخَطِّ) ، عَن ابْنِ دُرَيْد، (كالمُنْمَلِ كَمُكْرَمٍ) ، قَالَ أَبو العِيال الهُذَلِيُّ:
(والمَرْءُ عَمْرًا فَأْتِهِ بِنَصِيْحَةٍ ... مِنِّي يَلُوح بِها كِتابٌ مُنْمَلُ)
(والنَّمْلَةُ) مِنْ عُيُوبِ الخَيْل، وَهُوَ (شَقٌّ فِي حافِرِ الدّابَّةِ) مِنَ المَشْعَرِ إِلَى طَرَفِ السُّنْبُك، قَالَهُ أَبُو عُبَيْدَة. وَفِي الصِّحاح: مِنَ الأَشْعَرِ إِلى المَقَطِّ. وقالَ ابْنُ بَرِّي: المَشْعَرُ: مَا أَحاطَ بِالحافِرِ مِنَ الشَّعَر، وَمَقَطُّ الفَرَس: مُنْقَطَع أَضْلاَعِهِ.
(و) النَّمْلَةُ: (قُرُوحٌ فِي الجَنْب) وَغَيره، (كالنَّمْل) ، أَي: النَّمْلُ والنَّمْلَةُ فِي ذلِكَ سَواء.
(و) أَيْضًا: (بَثْرَة تَخْرُجُ بِالْتِهَابٍ وَاحْتِراقٍ، وَيَرِمُ مَكَانُهَا يَسِيرًا، وَيَدِبُّ إِلى مَوْضِعٍ آخَرَ كالنَّمْلَةِ) قَالَ الجَوْهَرِيّ وَيُسَمّيها الأَطِبّاءُ الذُّباب، (و) قَالَ الأَطِبّاءُ: (سَبَبُها صَفْراءُ حادَّةٌ تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِ العُروقِ الدِّقاق ولاَ تَحْتَبِسُ فِيما هُوَ دَاخِلٌ مِنْ ظَاهِرِ الجِلْدِ لِشِدِّةِ لَطافَتِها وَحِدَّتِها) . وَفِي الحَدِيثِ:
" لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ فِي ثَلاثٍ: النَّمْلَةِ والحُمَةِ والنَّفْسِ ". وقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ -
- أَنَّهُ قَالَ لِلشَّفَّاء
" عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَة " قَالَ ابْنُ الأَثِير: شَيْءٌ كانَتْ تَسْتَعْمِلُهُ النِّساءُ يَعْلَمُ كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ أَنَّهُ كَلاَمٌ لاَ يَضُرُّ وَلاَ يَنْفَعُ، وَهِي هذِهِ: " العَرُوسُ تَحْتَفِل، وَتَخْتَضِب وَتَكْتَحِل، وَكُلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِلْ، غَيْرَ أَنْ لاَ تَعْصِي الرَّجُل "، فَأَرادَ النَّبِيُّ -
- بِذلِكَ تَأْنِيبَ حَفْصَةَ، لِأَنَّهُ أَلْقَى إِلَيْها سِرًّا فَأَفْشَتْهُ. وَفِي الصِّحاح: وَتَقُولُ المَجُوس: إِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ إِذا كانَ مِنْ أُخْتِه، ثُمَّ خَطَّ عَلى النَّمْلَة شُفِيَ صاحِبُها، وَقَالَ:
(وَلاَ عَيْبَ فِينا غَيْرَ عِرْقٍ لِمَعْشَرٍ ... كِرامٍ وَأَنَّا لاَ نَخُطُّ عَلى النَّمْلِ)
يُرِيدُ لَسْنَا بِمَجُوسٍ نَنْكِحُ الأَخَواتِ. وَقَالَ ثَعْلَب: أَنْشَدَنا ابْنُ الأَعْرابِيِّ هَذَا البَيْتَ: لاَ نَحُطُّ عَلى النَّمْلِ - بِالحَاء المُهْمَلَة - وَفَسَّرَهُ أَنَّا كِرامٌ، وَلاَ نَأْتِي بُيُوتَ النَّمْلِ فِي الجَدْبِ، لِنَحْفُرَ عَلَى مَا جَمَعَ لِنَأْكُلَهُ، وَفِي العُبابِ: أَي: لاَ نَحُطّ [ُ رَحْلَنا عَلى قَرْيَةِ النَّمْلِ فَنُفْسِدها عَلَيْها. وَقَالَ أَبُو أَحْمَد العَسْكَريّ: إِنَّ الحَاءَ المُهْمَلَة تَصْحِيفٌ مِن ابْنِ الأَعْرابِيِّ، ذَكَرهُ فِي كِتَابِ التَّصْحِيف مِنْ كِتَابِهِ.
(وَأَبُو نَمْلَةَ عَمَّارُ بنُ مُعَاذِ) بنِ زُرارَةَ بنِ عَمْرٍ والأَوْسِيُّ الظَّفَرِيُّ (الأَنْصارِيُّ: صَحابِيٌّ) ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، هَذَا قَوْلُ الواقِدِيّ، وَيُقالُ اسْمُهُ عُمارة بنُ مُعاذٍ، وَيُقالُ عَمْرُو بن مُعاذٍ، شَهِد أُحُدًا وَمَا بَعْدَهُ، وَلَهُ حَديثان، رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ نَمْلَة شَيْخٌ لابْن شِهابٍ، قِيلَ بَقِيَ إِلَى خِلافَةِ عَبْدِ المَلِك، وأَبوه مُعاذٌ شَهِدَ أُحُدًا وَبَدْرًا، وَأَخُوهُ أَبو ذَرَّةَ الحارِثُ بن مُعاذٍ، شَهِدَ أُحُدًا مَعَ أَخِيهِ وَأَبِيهِ. وَيُقالُ: إِنَّ أَبا نَمْلَةَ بَدْرِيٌّ أَيْضًا. (والنُّمْلَةُ، بِالضَّمِّ: بَقِيَّةُ الماءِ فِي الحَوْضِ) ، حَكَاهُ كُراع فِي بَاب النُّون. (ونَمَلَى، كَجَمَزَى: ماءٌ قُرْبَ المَدِينَةِ) عَلَى سَاكِنِها السَّلام، وَقالَ نَصْرٌ: نَمَلَى جِبالٌ وَسط دِيارِ بَنِي قُرَيْظَةَ. قُلْتُ: وَقَد سَكَّنَهُ بَعْضُ المُتَأَخِّرينَ مِنَ الشُّعَراء فَقَالَ فِي بَدِيْعِيَّتهِ:
(إِنْ جُزْتَ نَمْلَى فَنَمْ لاَ خَوْفَ فِي حَرَمِ ... )
وَهُو غَلَطٌ نَبَّهَ عَلَيْهِ غَيْرَ واحِدٍ. (والنَّمَلانُ) ، مُحَرَّكة: (الإِشْرافُ عَلى الشَّيْئِ) ، كَما فِي العُباب.
(و) قَالَ ثَعْلَب: (المُنْمُولُ) مِثالُ مُلْمُولٍ: (اللِّسانُ) .
(و) فِي العُباب (النّامِلَةُ: السَّابِلَةُ) .
(و) النَّمِلُ، (كَكَتِفٍ: صَبِيٌّ تُجْعَلُ فِي يَدِهِ نَمْلَةٌ إِذا وُلِدَ، يَقولون يَخْرُجُ كَيِّسًا ذَكِيًّا) ، وَهو مِنْ بَاب التَّفاؤُلِ. (وَسَمَّوْا نَمْلَة) ، مِنْهُم: ابْنُ أَبِي نَمْلَة الَّذِي رَوى عَنْ أَبِيهِ وَهو مِنْ مَشايخِ الزُّهْرِيِّ، وَغَلط شَيْخُنا فَجَعَلَهُ صَحابِيًّا، وَإِنَّما الصُّحْبَةُ لِأَبِيْهِ وَجَدِّه. (وَنُمَيلاً وَنُمَيْلَةَ، مُصَغَّرَيْن) . (وَنُمَيْلَةُ غَيْرُ مَنْسوب) رَوَى عَنْهُ مُضَر.
(و) نُمَيْلَةُ (بنُ عَبْدِ اللهِ بن فُقَيمٍ) الكِنانِيّ اللَّيْثِيّ، قِيلَ: هُوَ الَّذي قَتَلَ مِقْيَسَ بن صُبابَةَ يَوْمَ الفَتْحِ: (صَحابِيَّان) رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما. (وَإِسْمَاعِيلُ بنُ نُمَيْلٍ) ، عَن أَحْمَدَ بنِ يُونُسَ وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَد العَطّار، (وَمُحَمّد بن عَبْدِ اللهِ بْن نُمَيْل) ، شَيْخٌ لابْن قانِع، (الخَلاّلان: مُحَدِّثان) . (وَرَجُلٌ مُؤَنْمِلُ الأَصابِع) ؛ أَي (غَلِيظُ أَطْرافِها فِي قِصَرٍ) . (والمُنامَلَةُ: مِشْيَةُ المُقَيَّدِ) ، وَهو يُنامِلُ فِي قَيْدِهِ، وَقد ذُكِرَ فِي " ن أم ل " بِالْهَمْز أَيْضًا. (والأنْملَةُ، بِتَثْلِيثِ المِيمِ والهَمْزَة، تِسْعُ لُغاتٍ) ، وَزَادَ بَعْضُهُم أُنْمُولَة بِالْوَاو كَما فِي " نُور النِّبْراسِ "، فَهِي عَشْرة، وَاقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ كالصّاغانِيِّ عَلى فَتْح الهَمْزَةِ وَالمِيم، وَهي (الَّتِي فِيها الظُّفُرُ) مِن المَفْصِلِ الأَعْلَى مِنَ الإِصْبَع، (ج: أَنامِلُ وَأنْمُلاَتٌ) .
وَفِي الصِّحاحِ: الأَنامِلُ رُؤوسُ الأَصابع، قَالَ ابْنُ سِيْدَه: وَهو أَحَدُ مَا كُسِّر وَسَلِمَ بِالتّاء، قالَ: وَإِنَّما قُلْتُ هَذَا؛ لِأَنَّهُم قَدْ يَسْتَغْنُونَ بالتَّكْسِير عَن جَمْعِ السَّلاَمَة، وَبِجَمْعِ السَّلاَمَةِ عَن التَّكْسِير، وَرُبَّما جُمِعَ الشيءُ بِالوَجْهَيْنِ جَميعًا، نَحْوَ بُوانٍ وبُوَنٍ وَبُواناتٍ، هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ سِيْبَوَيْهِ. قَالَ شَيْخُنا: وَقَدْ جَمَعَ العِزُّ القَسْطَلاَنِيُّ اللُّغاتِ التِّسْعَةَ فِي البَيْتِ المَشْهُورِ مَعَ لُغاتِ الإِصْبَعِ فَقَالَ:
(وَهَمْزُ أنْمُلَةٍ ثَلِّثْ وَثالِثُه ... والتِّسْعُ فِي أصْبُع واخْتِمْ بأُصْبُوعِ)
ونَقَلَ صَاحِبُ المِصْبَاحِ عَن ابْن قُتَيْبَةَ أَنَّ الضَّمَّ غَيْرُ وارِدٍ وَأَنَّهُ لَحْنٌ. [] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: النُّمُلُ، بِضَمّتين لُغَة فِي النَّمْلِ، بِالفَتْحِ، وَبِهِ قُرِئَ أَيْضًا، نَقَلَهُ شَيْخُنا مِنَ الكَشَّافِ. وَنَمِلَتْ يَدُهُ، كَفَرِحَ: لَمْ تَكُفَّ عَن عَبَثٍ، كَما فِي الأَساسِ. وفَرَسٌ ذُو نُمْلَةٍ، بِالضَّمِّ: أَي: كَثِيرُ الحَرَكَةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وغُلاَمٌ نَمِلٌ، كَكَتِفٍ أَي: عَبِثٌ. وَمِنْ " أَمْثالِهِم: هُوَ أَضْبَطُ مِنْ نَمْلَةٍ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَقَوْلُ الشّاعر:
(فَإِنِّي وَلاَ كُفْرانَ لِلَّهِ أَيَّةً ... لِنَفْسِيَ قَدْ طَالَبْتُ غَيْرَ مُنَمَّلِ)
قَالَ أَبو نَصْر: أَرادَ غَيْرَ مَذْعُورٍ، وَقِيل: غَيْرَ مُرْهَقٍ وَلاَ مُعْجَلٍ عَمَّا أُرِيْدُ. وَنامُول: قَرْيةٌ بِمِصْرَ مِنْ أَعْمَالِ الشَّرْقِيّة.