نهـل
[ (النَّهَلُ، مُحَرَّكَةً: أَوَّلُ الشَّرْبِ) ، وَالثَّانِي العَلَلُ، وَقد (نَهِلَتِ الإِبِلُ، كَفَرِحَ، نَهَلاً) ، مُحَركةً (وَمَنْهَلاً) ، مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ، أَي: شَرِبَتْ فِي أَوَّل الوِرْدِ، وَمِنْهُ قَولُ الشّاعِر:
(وَقَدْ نَهِلَتْ مِنَّا الرِّماحُ وَعَلَّتِ ... )
(وَإِبِلٌ نَواهِلُ وَنِهالٌ) ، بالكَسْرِ، (وَنَهَلٌ، مُحَرّكَةً، وَنُهُولٌ) ، بالضَّمّ، (وَنَهَلةٌ) ، بالتَّحْرِيك، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ: كَفَرِحَةٍ، (و) يُقالُ: إِبِلٌ (نَهْلَى) وَعَلَّى: لِلَّتِي تَشْرَبُ النَّهَلَ والعَلَلَ، قَالَ عاهانُ بنُ كَعْبٍ:
(تَبُكَّ الحَوْضَ عَلاَّها وَنَهْلَى ... وَدُونَ ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيمُ)
وَقَدْ مَرَّ الكَلاَمُ عَلَيْهِ فِي " ع ل ل ".
(وَقَد أَنْهَلَها) : سَقاها أَوَّلَ الوِرْد، قَالَ:
(أَعَلَلاً وَنَحْنُ مُنْهِلُونَهْ ... )
(والمَنْهَلُ: المَشْرَبُ) ، وَمِنْهُ حَدِيثُ الدَّجّالِ: " أَنَّهُ يَرِدُ كُلَّ مَنْهَلٍ ". (و) قَالَ ثَعْلَبٌ: المَنْهَلُ: (الشُّرْبُ) ، قَالَ ابنُ سِيْدَه: وَهذا يَتَّجِهُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرَ نَهَلَ، وَقَدْ كَانَ يَنْبَغي أَنْ لاَ يَذْكُرَهُ، لِأَنَّهُ مُطَّرِد.
(و) أَيْضًا (المَوْضِعُ الَّذِي فِيْهِ المَشْرَبُ) ، عَن ثَعْلَب، (و) كَثُرَ ذلِكَ حَتَّى سُمِّيَ (المَنْزِلُ) الَّذي (يَكُونُ) لِلْسُّفّارِ (بالمَفازَةِ) مَنْهَلاً. وَقَالَ أَبو مالكٍ: المَنازِلُ والمَنَاهِلُ واحدٌ، وَهِي المَنازِلُ عَلى المَاءِ. وَقَالَ خَالِدُ بنُ جَنَبَةَ: المَنْهَلُ: كُلُّ مَا يَطَؤُهُ الطَّرِيقُ، وَكُلُّ مَا كانَ عَلى غَيْرِ الطَّرِيقِ لاَ يُدْعَى مَنْهَلاً، وَلَكِن يُضافُ إِلى مَوْضِعِهِ، أَو إِلى مَنْ هُوَ مُخْتَصٌّ بِهِ، فَيُقَالُ: مَنْهَلُ بَنِي فُلاَنٍ؛ أَي: مَشْرَبُهُم وَمَوْضِعُ نَهَلِهِم. وَفي الصِّحَاح: المَنْهَلُ: عَيْنُ ماءٍ تَرِدُهُ الإِبِلُ فِي المَراعي، وَتُسَمَّى المَنازِلُ الَّتي فِي المَفاوِزِ عَلى طَريقِ السُّفّارِ مَناهِلَ؛ لِأَنَّ فِيها مَاء.
(والناهِلَةُ: المُخْتَلِفَةُ إِلى المَنْهَلِ) ، وَكَذلِكَ النازِلَةُ، قَالَ:
(وَلَمْ تُراقِبْ هُناكَ ناهِلَةَ الواشِينَ ... لَمَّا اجْرَهَدَّ ناهِلُها)
(وَأَنْهَلُوا: نَهِلَتْ إِبِلُهُمْ) ، أَيْ: شَرِبَتِ الوِرْدَ الأَوَّلَ فَرَوِيَتْ.
(والنَّهَلُ، مُحَرَّكَةً، مِنَ الطَّعامِ: مَا أُكِلَ) ، وَقَد وَرَدَ فِي كَلاَمِ بَعْضِهِم: أَكَلَ مِنَ الطَّعامِ حَتَّى نَهِلَ. قَالَ شَيْخُنَا: والظّاهِر أَنَّهُ مِنَ المَجاز، وَعلاَقَتُهُ لُزُومُ الشُّرْبِ لِلْأَكْلِ غَالِبًا، وَإِلاَّ فَالنَّهَلُ إِنَّما هُوَ فِي الشَّرابِ كالعَلَلِ.
(وَأَنْهَلَهُ: أَغْضَبَهُ) ، كَما فِي المُحْكَم. (والمِنْهالُ: الرَّجُلُ الكَثِيرُ الإِنْهال) لإِبْله.
(و) أَيْضًا (الكَثِيبُ العالِي) الَّذي (لاَ يَتَماسَكُ انْهِيارًا) عَن مَوْضِعه.
(و) قَالَ الفَرّاءُ: المِنْهالُ: (القَبْرُ، و) أَيْضًا: (الغايَةُ فِي السَّخاءِ، كالمِنْهَلِ فيهمَا) .
(و) المِنْهالُ: (أَرْضٌ) . (وَمِنْهالٌ القَيْسِيُّ، أَو صَوابُهُ مِلْحانٌ: صحابيّ) ، وَهوَ مِنْهالُ بنُ أَوْسٍ أَبو عَبْدِ المَلِك، لَهُ حَدِيثٌ فِي مُسْنَد أَحْمَد، هكَذا ذَكَره الذَّهَبِيُّ، وَقَالَ فِي مِلْحانَ مَا نَصُّه: مِلْحانُ بنُ شِبْلٍ البِكْرِيُّ وَقِيل القَيْسِيُّ وَالِدُ عَبْدِ المَلِكِ، لَهُ فِي صَوْم أَيّامِ البِيضِ فِي سُنَنِ أَبي داوُدَ.
(و) نُهَيْلٌ، (كَزُبَيْرٍ: اسمٌ) . (والنَّهْلاَنُ: الشَّارِبُ) ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ. (و) النَّهْلاَنُ: (الرَّيّانُ والعَطْشانُ، كالناهِلِ فيهمَا، كِلاَهُما ضِدٌّ) . وَفِي الصِّحاح قَالَ أَبو زَيْدٍ: النّاهِلُ العَطْشانُ، والنّاهِلُ الرَّيّانُ، وَهُوَ مِنَ الأَضْدادِ، وَقَالَ النّابِغَةُ:
(الطّاعِنُ الطَّعْنَةَ يَوْمَ الوَغَى ... يَنْهَلُ مِنْها الأَسَلُ النّاهِلُ)
جَعَلَ الرِّماحَ كَأَنَّها تَعْطَشُ إِلى الدَّمِ فَإِذا شَرَعَتْ فِيهِ رَوِيَتْ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ ههُنا الشّارِبُ، وَإِنْ شِئْتَ العَطَشانَ، أَي: يَرْوَى مِنْهُ العَطْشانُ. وَقَالَ أَبو الوَلِيد: يَنْهَلُ أَي: يَشْرَبُ مِنْهُ الأَسَلُ الشّارِبُ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَقَوْلُ جَرِيرٍ يَدُلُّ عَلى أَنَّ العِطاشَ تُسَمَّى نِهالاً:
(وأَخُوهُما السَّفّاحُ ظَمَّأَ خَيْلَهُ ... حَتَّى وَرَدْنَ جِبَا الكُلاَبِ نِهالاَ)
قَالَ: وَقَالَ عَمْرَة بن طارِقٍ فِي مِثْلِهِ:
(فَما ذُقْتُ طَعْمَ النَّوْمِ حَتَّى رَأَيْتُنِي ... أُعارِضُهُم وِرْدَ الخِماسِ النَّواهِلِ)
وَفِي حَدِيثِ لَقِيط: " أَلاَ فَيَطَّلِعُونَ عَلَى حَوْضِ الرَّسُولِ لاَ يَظْمَأُ وَاللهِ ناهِلُه "، يَقُولُ: مَنْ رَوِيَ مِنْهُ لَمْ يَعْطَشْ بَعْدَ ذلِكَ أَبَدًا. وَقَالَ شَيْخُنا: قَالَ جَماعَةٌ: إِنَّ تَسْمِيَةَ العَطْشانِ ناهِلاً إِنَّما هُو عَلى جِهَةِ التَّفاؤُلِ، كَالمَفَازَة.
(و) المُنْهِلُ، (كَمُحْسِنٍ: ماءٌ لِسُلَيْمٍ) . (والنَّواهِلُ: الإِبِلُ الجِياع) . (وانْهَلْ تَلاَنَ) ، كَذا فِي النُّسَخ، وَفِي العُبابِ: فُلاَن؛ (أَي: حَسْبُكَ الآنَ) ، عَنِ الفَرّاء. [] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: النَّهَلُ: الرِّيُّ. والنَّهَلُ: العَطَشُ ضِدٌّ، والفِعْلُ كَالفعل، وَقَول كَعْبٍ:
(كَأَنَّهُ مُنْهَلٌ بِالرّاحِ مَعْلُولُ ... )
أَيْ: مَسْقِيٌّ بِالرَّاحِ، يُقَالُ: أَنْهَلْتُهُ فَهُوَ مُنْهَلٌ، وَفي حَديثِ معاوِيَةَ: " النَّهَلُ الشُّرُوعُ "، هُوَ جَمْعُ ناهِلٍ وَشَارعٍ، أَيْ: الإِبِلُ العِطَاشُ الشّارِعَةُ فِي المَاءِ، وَكَذلِكَ النَّوَاهِلُ. وَيُقَالُ: مِنْ أَيْنَ نَهِلْتَ اليَوْمَ، أَي: شَرِبْتَ فَرَوِيْتَ. وَقَوْلُهُ:
(مَا زَالَ مِنْهَا ناهِلٌ ونائبُ ... )
النّاهِلُ الَّذي رَوِيَ فَاعْتَزَلَ، وَالنّائِبُ الَّذِي يَنُوبُ عَوْدًا بَعْدَ شُرْبِهَا لِأَنَّهَا لَمْ تُنْضَحُ رِيًّا، وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: نَاهِلٌ وَنَهَلٌ مِثْلُ خَادِمٍ وَخَدَمٍ، وَحارِسٍ وحَرَسٍ، وَجَمْعُ النَّهَلِ نِهَالٌ، كَجَبٍ ل وَجِبالٍ، قَالَ الرّاجِزُ:
(إِنَّكَ لَنْ تُثَأْثِئَ النِّهالاَ ... )
(بِمِثْلِ أَنْ تُدَارِكَ السِّجَالاَ ... )
واسْتَعَملَ بَعْضُ الأَغْفالِ النَّهَلَ فِي الدُّعَاءُ، فَقَالَ:
(ثُمَّ انْثَنَى مِنْ بَعْدِ ذَا فَصَلَّى ... )
(عَلَى النَّبِيِّ نَهَلاً وَعَلاَّ ... )
وَمِنْهَالُ بنُ عِصْمَةَ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي يَرْبُوعَ، وَإِيّاهُ عَنَى مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ اليَرْبُوعِيُّ - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ -:
(لَقَدْ كَفَّنَ المِنْهَالُ تَحْتَ رِدَائِهِ ... فَتًى غَيْرَ مِبْطانِ العَشِيّاتِ أَرْوَعَا)
وَمِنْهالُ بن خَلِيفَةَ، وَمِنْهَالُ بن عَمْرٍ والأَسَدِيُّ: مُحَدِّثان. وَمِنَ المَجاز: أَسَدٌ نَاهِلٌ وَنَهّالٌ. وَأَنْهَلُوا دُرُوعَهُم: سَقَوْها السَّقْيَةَ الأُوْلَى.
[ (النَّهَلُ، مُحَرَّكَةً: أَوَّلُ الشَّرْبِ) ، وَالثَّانِي العَلَلُ، وَقد (نَهِلَتِ الإِبِلُ، كَفَرِحَ، نَهَلاً) ، مُحَركةً (وَمَنْهَلاً) ، مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ، أَي: شَرِبَتْ فِي أَوَّل الوِرْدِ، وَمِنْهُ قَولُ الشّاعِر:
(وَقَدْ نَهِلَتْ مِنَّا الرِّماحُ وَعَلَّتِ ... )
(وَإِبِلٌ نَواهِلُ وَنِهالٌ) ، بالكَسْرِ، (وَنَهَلٌ، مُحَرّكَةً، وَنُهُولٌ) ، بالضَّمّ، (وَنَهَلةٌ) ، بالتَّحْرِيك، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ: كَفَرِحَةٍ، (و) يُقالُ: إِبِلٌ (نَهْلَى) وَعَلَّى: لِلَّتِي تَشْرَبُ النَّهَلَ والعَلَلَ، قَالَ عاهانُ بنُ كَعْبٍ:
(تَبُكَّ الحَوْضَ عَلاَّها وَنَهْلَى ... وَدُونَ ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيمُ)
وَقَدْ مَرَّ الكَلاَمُ عَلَيْهِ فِي " ع ل ل ".
(وَقَد أَنْهَلَها) : سَقاها أَوَّلَ الوِرْد، قَالَ:
(أَعَلَلاً وَنَحْنُ مُنْهِلُونَهْ ... )
(والمَنْهَلُ: المَشْرَبُ) ، وَمِنْهُ حَدِيثُ الدَّجّالِ: " أَنَّهُ يَرِدُ كُلَّ مَنْهَلٍ ". (و) قَالَ ثَعْلَبٌ: المَنْهَلُ: (الشُّرْبُ) ، قَالَ ابنُ سِيْدَه: وَهذا يَتَّجِهُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرَ نَهَلَ، وَقَدْ كَانَ يَنْبَغي أَنْ لاَ يَذْكُرَهُ، لِأَنَّهُ مُطَّرِد.
(و) أَيْضًا (المَوْضِعُ الَّذِي فِيْهِ المَشْرَبُ) ، عَن ثَعْلَب، (و) كَثُرَ ذلِكَ حَتَّى سُمِّيَ (المَنْزِلُ) الَّذي (يَكُونُ) لِلْسُّفّارِ (بالمَفازَةِ) مَنْهَلاً. وَقَالَ أَبو مالكٍ: المَنازِلُ والمَنَاهِلُ واحدٌ، وَهِي المَنازِلُ عَلى المَاءِ. وَقَالَ خَالِدُ بنُ جَنَبَةَ: المَنْهَلُ: كُلُّ مَا يَطَؤُهُ الطَّرِيقُ، وَكُلُّ مَا كانَ عَلى غَيْرِ الطَّرِيقِ لاَ يُدْعَى مَنْهَلاً، وَلَكِن يُضافُ إِلى مَوْضِعِهِ، أَو إِلى مَنْ هُوَ مُخْتَصٌّ بِهِ، فَيُقَالُ: مَنْهَلُ بَنِي فُلاَنٍ؛ أَي: مَشْرَبُهُم وَمَوْضِعُ نَهَلِهِم. وَفي الصِّحَاح: المَنْهَلُ: عَيْنُ ماءٍ تَرِدُهُ الإِبِلُ فِي المَراعي، وَتُسَمَّى المَنازِلُ الَّتي فِي المَفاوِزِ عَلى طَريقِ السُّفّارِ مَناهِلَ؛ لِأَنَّ فِيها مَاء.
(والناهِلَةُ: المُخْتَلِفَةُ إِلى المَنْهَلِ) ، وَكَذلِكَ النازِلَةُ، قَالَ:
(وَلَمْ تُراقِبْ هُناكَ ناهِلَةَ الواشِينَ ... لَمَّا اجْرَهَدَّ ناهِلُها)
(وَأَنْهَلُوا: نَهِلَتْ إِبِلُهُمْ) ، أَيْ: شَرِبَتِ الوِرْدَ الأَوَّلَ فَرَوِيَتْ.
(والنَّهَلُ، مُحَرَّكَةً، مِنَ الطَّعامِ: مَا أُكِلَ) ، وَقَد وَرَدَ فِي كَلاَمِ بَعْضِهِم: أَكَلَ مِنَ الطَّعامِ حَتَّى نَهِلَ. قَالَ شَيْخُنَا: والظّاهِر أَنَّهُ مِنَ المَجاز، وَعلاَقَتُهُ لُزُومُ الشُّرْبِ لِلْأَكْلِ غَالِبًا، وَإِلاَّ فَالنَّهَلُ إِنَّما هُوَ فِي الشَّرابِ كالعَلَلِ.
(وَأَنْهَلَهُ: أَغْضَبَهُ) ، كَما فِي المُحْكَم. (والمِنْهالُ: الرَّجُلُ الكَثِيرُ الإِنْهال) لإِبْله.
(و) أَيْضًا (الكَثِيبُ العالِي) الَّذي (لاَ يَتَماسَكُ انْهِيارًا) عَن مَوْضِعه.
(و) قَالَ الفَرّاءُ: المِنْهالُ: (القَبْرُ، و) أَيْضًا: (الغايَةُ فِي السَّخاءِ، كالمِنْهَلِ فيهمَا) .
(و) المِنْهالُ: (أَرْضٌ) . (وَمِنْهالٌ القَيْسِيُّ، أَو صَوابُهُ مِلْحانٌ: صحابيّ) ، وَهوَ مِنْهالُ بنُ أَوْسٍ أَبو عَبْدِ المَلِك، لَهُ حَدِيثٌ فِي مُسْنَد أَحْمَد، هكَذا ذَكَره الذَّهَبِيُّ، وَقَالَ فِي مِلْحانَ مَا نَصُّه: مِلْحانُ بنُ شِبْلٍ البِكْرِيُّ وَقِيل القَيْسِيُّ وَالِدُ عَبْدِ المَلِكِ، لَهُ فِي صَوْم أَيّامِ البِيضِ فِي سُنَنِ أَبي داوُدَ.
(و) نُهَيْلٌ، (كَزُبَيْرٍ: اسمٌ) . (والنَّهْلاَنُ: الشَّارِبُ) ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ. (و) النَّهْلاَنُ: (الرَّيّانُ والعَطْشانُ، كالناهِلِ فيهمَا، كِلاَهُما ضِدٌّ) . وَفِي الصِّحاح قَالَ أَبو زَيْدٍ: النّاهِلُ العَطْشانُ، والنّاهِلُ الرَّيّانُ، وَهُوَ مِنَ الأَضْدادِ، وَقَالَ النّابِغَةُ:
(الطّاعِنُ الطَّعْنَةَ يَوْمَ الوَغَى ... يَنْهَلُ مِنْها الأَسَلُ النّاهِلُ)
جَعَلَ الرِّماحَ كَأَنَّها تَعْطَشُ إِلى الدَّمِ فَإِذا شَرَعَتْ فِيهِ رَوِيَتْ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ ههُنا الشّارِبُ، وَإِنْ شِئْتَ العَطَشانَ، أَي: يَرْوَى مِنْهُ العَطْشانُ. وَقَالَ أَبو الوَلِيد: يَنْهَلُ أَي: يَشْرَبُ مِنْهُ الأَسَلُ الشّارِبُ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَقَوْلُ جَرِيرٍ يَدُلُّ عَلى أَنَّ العِطاشَ تُسَمَّى نِهالاً:
(وأَخُوهُما السَّفّاحُ ظَمَّأَ خَيْلَهُ ... حَتَّى وَرَدْنَ جِبَا الكُلاَبِ نِهالاَ)
قَالَ: وَقَالَ عَمْرَة بن طارِقٍ فِي مِثْلِهِ:
(فَما ذُقْتُ طَعْمَ النَّوْمِ حَتَّى رَأَيْتُنِي ... أُعارِضُهُم وِرْدَ الخِماسِ النَّواهِلِ)
وَفِي حَدِيثِ لَقِيط: " أَلاَ فَيَطَّلِعُونَ عَلَى حَوْضِ الرَّسُولِ لاَ يَظْمَأُ وَاللهِ ناهِلُه "، يَقُولُ: مَنْ رَوِيَ مِنْهُ لَمْ يَعْطَشْ بَعْدَ ذلِكَ أَبَدًا. وَقَالَ شَيْخُنا: قَالَ جَماعَةٌ: إِنَّ تَسْمِيَةَ العَطْشانِ ناهِلاً إِنَّما هُو عَلى جِهَةِ التَّفاؤُلِ، كَالمَفَازَة.
(و) المُنْهِلُ، (كَمُحْسِنٍ: ماءٌ لِسُلَيْمٍ) . (والنَّواهِلُ: الإِبِلُ الجِياع) . (وانْهَلْ تَلاَنَ) ، كَذا فِي النُّسَخ، وَفِي العُبابِ: فُلاَن؛ (أَي: حَسْبُكَ الآنَ) ، عَنِ الفَرّاء. [] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: النَّهَلُ: الرِّيُّ. والنَّهَلُ: العَطَشُ ضِدٌّ، والفِعْلُ كَالفعل، وَقَول كَعْبٍ:
(كَأَنَّهُ مُنْهَلٌ بِالرّاحِ مَعْلُولُ ... )
أَيْ: مَسْقِيٌّ بِالرَّاحِ، يُقَالُ: أَنْهَلْتُهُ فَهُوَ مُنْهَلٌ، وَفي حَديثِ معاوِيَةَ: " النَّهَلُ الشُّرُوعُ "، هُوَ جَمْعُ ناهِلٍ وَشَارعٍ، أَيْ: الإِبِلُ العِطَاشُ الشّارِعَةُ فِي المَاءِ، وَكَذلِكَ النَّوَاهِلُ. وَيُقَالُ: مِنْ أَيْنَ نَهِلْتَ اليَوْمَ، أَي: شَرِبْتَ فَرَوِيْتَ. وَقَوْلُهُ:
(مَا زَالَ مِنْهَا ناهِلٌ ونائبُ ... )
النّاهِلُ الَّذي رَوِيَ فَاعْتَزَلَ، وَالنّائِبُ الَّذِي يَنُوبُ عَوْدًا بَعْدَ شُرْبِهَا لِأَنَّهَا لَمْ تُنْضَحُ رِيًّا، وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: نَاهِلٌ وَنَهَلٌ مِثْلُ خَادِمٍ وَخَدَمٍ، وَحارِسٍ وحَرَسٍ، وَجَمْعُ النَّهَلِ نِهَالٌ، كَجَبٍ ل وَجِبالٍ، قَالَ الرّاجِزُ:
(إِنَّكَ لَنْ تُثَأْثِئَ النِّهالاَ ... )
(بِمِثْلِ أَنْ تُدَارِكَ السِّجَالاَ ... )
واسْتَعَملَ بَعْضُ الأَغْفالِ النَّهَلَ فِي الدُّعَاءُ، فَقَالَ:
(ثُمَّ انْثَنَى مِنْ بَعْدِ ذَا فَصَلَّى ... )
(عَلَى النَّبِيِّ نَهَلاً وَعَلاَّ ... )
وَمِنْهَالُ بنُ عِصْمَةَ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي يَرْبُوعَ، وَإِيّاهُ عَنَى مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ اليَرْبُوعِيُّ - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ -:
(لَقَدْ كَفَّنَ المِنْهَالُ تَحْتَ رِدَائِهِ ... فَتًى غَيْرَ مِبْطانِ العَشِيّاتِ أَرْوَعَا)
وَمِنْهالُ بن خَلِيفَةَ، وَمِنْهَالُ بن عَمْرٍ والأَسَدِيُّ: مُحَدِّثان. وَمِنَ المَجاز: أَسَدٌ نَاهِلٌ وَنَهّالٌ. وَأَنْهَلُوا دُرُوعَهُم: سَقَوْها السَّقْيَةَ الأُوْلَى.