جنبذ: الجُنْبُذَةُ، بالضم: ما ارتفع من الشيء واستدار كالقبة؛ قال
يعقوب: والعامة تقول: جُنْبَذَة، بفتح الباء، ابن سيده: الجُنْبُذَة المرتفع
من كل شيء. والجُنْبُذَة: ما علا من الأَرض واستدار. ومكان مُجَنْبَذ:
مرتفع؛ حكاه كراع. وجُنْبُذَة الكيل: منتهى أَصْبارِه؛ وقد جَنْبَذه.
والجُنْبُذَة: القبة؛ عن ابن الأَعرابي. وفي الحديث في صفة الجنة: وسطها
جنَابِذ من ذهب وفضة يسكنها قوم من أَهل الجنة كالأَعراب في البادية؛ وورد في
حديث آخر: فيها جنَابِذ من لؤلؤ، وفسره بذلك أَيضاً.
جوذ: أَبو الجُوذِيّ: كنية رجل؛ قال:
لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُوذِيِّ
بَرَجَزٍ مُسْحَنْفِر الرَّويِّ
مُسْتَويات كنوى البَرْنِّي
وقد تقدم أَنه أَبو الجُودي، بالدال المهملة.
والجُنْبُذَة: الْمُرْتَفع من كل شَيْء. والجُنْبُذَة: مَا علا من الأَرْض واستدار.
وَمَكَان مُجَنْبَذٌ: مُرْتَفع، حَكَاهُ كرَاع.
وجُنْبُذة الْكَيْل: مُنْتَهى أصباره.
وَقد جنَبْذَه.
والجنُبْذُة: القُبَّة، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَفِي الحَدِيث فِي صفة الْجنَّة: " وَسطهَا جنابذ من ذهب وَفِضة يسكنهَا قوم من أهل الْجنَّة كالأعراب فِي الْبَادِيَة ". حكى ذَلِك الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
: (الجُنْبُذُ، بالضمَّ، كالْجُلَّنَارِ من الرُّمَّانِ) . قَالَ شَيخنَا: فِي الْعبارَة قَلَقٌ أَوجَبَه التشبيهُ، إِذ الأَكثر أَن الجُنْبُذ هُوَ الجُلَّنَار، وَكَلَامه يَقتضِي أَنه غيرُه، وَفِي كتاب (مَا لَا يسع) وغَيْرِهِ: الجُنْبُذُ: وَرْدُ شَجَرَةٍ قبل أَن يَتفتَّحَ، وَقد سُمِّيَ شَجَرُ الرُّمَّانِ جُنْبُذاً. وَمن مَحَاسن الصاحب بن عَبَّادٍ الَّتِي أَبدعَ فِيهَا قولُه يُشَبِّه الرَّقِيبَ والمَحْبُوبَ بالّذِي وصِلَتِه:
ومُهَفْهَفٍ ذِي وَجْنَةٍ كالجُنْبُذِ
وَسِهَامِ لَحْظٍ كالسِّهَامِ النُّفَّذِ
قَدْ قُلْتُ مُنْذُ مُرَادِ نَفْسِي فِي الهَوَى
ومَلَكْتُه لَوْ لَمْ يَكُنْ صِلَةَ الذِي
قلت: إِنما مُرَاد المُصَنِّف الإِطلاق، وَمعنى عِبَارَته هاكذا: الجُنْبُذ، بالضمّ: المُرْتفِعُ من كُلِّ شَيْءٍ كالجُلّنار من الرُّمَّان وَغَيره، كَمَا فسَّرَه غيرُ واحدٍ من أَئمة اللغةِ، وأَمَّا تَسمِيَة الجُلّنار جُنْبُذاً إِنما هُوَ من بابِ التَّخْصيص، لارتفاعه واستدارته جُنْبُذاً، سواءٌ كَانَ من الجُلّنار أَو غَيره، ويدُلُّك على ذالك أَنه مُعرَّب عَن كُنُبُد بِالْفَارِسِيَّةِ، اسمٌ لكُلِّ مُستديرٍ من الأَبْنِيَة والآزَاجِ، كالقُبَّة، وَقد أَسْلَفْنَا فِي جَبَا مَا يُؤَيّد مَا ذَهَبْنَا إِليه، فراجِعْه.
(وجُنْبُذُ بنُ سَبْعٍ) ، هاكذا مُكَبَّراً فِي نُسختنا، وَفِي بَعْضهَا مُصغَّراً، (أَو سِبَاعٍ) واختُلِف فِي اسْمه أَيضاً كاسم أَبيه، فَقيل: جُنْبُذ، كَمَا هُوَ هُنَا، وَقيل: جُنْدُب، وَقيل: جنَيد، مُصغَّراً لجُنْد، وَقيل: حَبِيب مُكَبَّراً، وَهُوَ أَرجع الأَقوالِ، وهاكذا ذكره الذهبيُّ فِي التَّجْرِيد، (قَاتَلَ النبَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمالبُكْرَةَ كافِراً، وقاتَلَ مَعَهُ العَشِيَّةَ مُسْلِماً) . أَخرجَه الطَّبرانيّ عَنهُ بسَنده، وَكَانَ ذالك فِي الحُدَيْبِيَة، وكُنَيْتُه أَبو جُمْعَة، وَبهَا اشتهَرَ، واختُلِف فِي نَسبِه، فَقيل: كِنَانِيٌّ، وَقيل: أَنصاريٌّ فراجِعْه فِي الإِصابة.
(وذُكِرَ باقِي مَعَانِيه فِي ج ب ذ، وَهَذَا مَوْضِعه) أَي بِناءً على أَن النُّون فِيهِ أَصليّة، قَالَ شَيخنَا: وإِذا كَانَ هاذا موضِعَه فَمَا معنى تَعَرُّضِه لمعانيه هُنَاكَ وعَدَمِ التَّنْبِيه عَلَيْهِ، والأَكثرون على زِيَادَة النُّون، وَالله أعلم.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَبو الْفضل محمّد بن عُمر بن محمّد الجُنْبُذِيُّ الأَديب، وَشَيخ الإِقراءِ بِسمرْقَنْدَ شهَاب الدّين أَبو أَحمد مُحمّد بن مُحَمَّد بن عُمر بن الخَالِدِيّ الجُنْبُذِيّ، وَابْنه شمْس الدينِ أَبو مَحْمُود، مُحدِّثون.