نقم
(لَا حبَّذا أنتِ يَا صَنعاءُ من بلدٍ ... وَلَا شُعوبُ هَوًى منِّي وَلَا نُقُمُ)
(وَلنْ أُحبَّ بلادا قد رأيتُ بهَا ... عَنْسًا وَلَا بَلَدا حلَّت بِهِ قُدُمُ)
(إِذا سقى الله أَرضًا صَوْبَ غَادِيَةٍ ... فَلَا سقاهُنَّ إِلَّا النَّارَ تضْطَرِمُ)
وَهِي قصيدة فِي الحماسة. (و) هُوَ (مَيْمُونُ النَّقيمة، أَي: النَّقِيبَةِ) : إِذا كَانَ مُظَفَّرًا بِمَا يُحاول، قَالَ يَعْقُوب: ميمُهُ بدل من بَاء نَقِيبَةٍ، ومثلُهُ: مَيْمُونُ العَرِيكةِ، والطَّبيعَةِ. (و) نُقْمَى (كَحُبْلَى: وادٍ) ، نَقَلهُ أَبُو الْحسن الخُوارِزْمِيُّ. (و) نَقَمَى، (كَجَمَزَى: ع، من أَعْرَاض الْمَدِينَة) كَانَ لآل أبي طَالب، قَالَ ابْن إِسْحَاق: وأقبَلَتْ غَطَفَانُ، يَوْم الخَنْدَقِ، وَمن تَبِعَهَا مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، حَتَّى نَزَلُوا بذَنَبِ نَقَمَى إِلَى جَانِبِ أُحُدٍ. [] وِممَّا يُسْتدْرَكُ عَلَيه: نَقمَ عَلَيْهِ، كَضَرَبَ وِسَمِعَ، عَتَبَ عَلَيْهِ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ. والنُّقُومُ: مَصْدَرٌ، ذَكَرَهُ ابنُ القَطَّاعِ. ونَقِمَ مِنْ فُلاَنٍ الإِحْسَانَ، كَعَلِمَ: إِذَا جَعَلَهُ مَمَّا يُؤَدَيهِ إِلَى كُفْرِ النَّعْمَةِ. ونَقَّمَ تَنْقِيمًا: بَالَغَ فِي كَرَاهَةِ الشَّيْءِ. وَمِنْ أَسْمَائِهِ تَعَالَى: المُنْتَقِمُ، هَوَ البَالِغُ فِي العَقُوبَةِ لِمَنْ شَاءَ. وضَرَبَهُ ضَرْبَةَ نَقَمٍ: إِذا ضَرَبَهُ عَدُوُّ لَهُ.
(النِّقْمَةُ، بالكَسْرِ، والفَتْحِ، وكَفَرِحَةٍ) الأخيرَةُ: هِيَ الأصْلُ، والأُولَى: مَنْقُولَةٌ مِنْهَا، بِالتَّخْفِيفِ، والإِتْبَاعِ، بِتَسْكِينِ القَافِ، ونَقْلِ حَرَكَتِهَا إِلَى النُّونِ، كَمَا هُوَ فِي الصِّحَاحِ، والثَّانِيَةُ نَقَلَهَا ابْنُ سَيدَه، وهِيَ أيْضاً مَنْقُولَةٌ: (المُكَافَأَةُ بالعُقُوبَةِ) قَالَهُ اللَّيْثُ، وقَدْ يَكُونُ الإنْكَارَ باللِّسَانِ، وَجَعَلَهُ الرَّاغِبُ أصْلاً لِمَعْنَى النِّقْمَةِ. (ج: نَقِمٌ، كَكَلِمٍ) ، هُوَ جَمْعُ الأخِيرَةِ، (وَعِنَبٍ) ، هُوَ جَمْعُ الثَّانِيَةِ، ونَظَّرَهُ الجَوْهَرِيُّ بِنَعْمَةٍ ونِعَمٍ، (وَكَلِمَاتٍ) ، هُوَ جَمْعُ الأخيرَةِ أيْضًا، فَفِيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ غَيرُ مُرَتَّبٍ. وأمَّا ابْنُ جِنِّي فَقَالَ: نَقِمَةٌ كَفَرِحَةٍ، ونَقِمٌ كَعِنَبٍ، عَلَى خِلافِ القِياسِ، عَدَلُوا عَنْهُ إِلَى أنْ فَتَحُوا المَكْسُورَ، وَكَسَرُوا المَفْتُوحَ. ولَمْ يَرْتَضِهِ ابْنُ سِيدَهْ، وَفَاتَهُ جَمْعُ الثَّانِيةِ وَالقِيَاسُ يَقتَضِي أنْ يَكُونَ بِحَذْفِ الهاءِ، وَلا يُغَيَّرُ من صِيغَةِ الحُروفِ شَيءٌ، كَتَمْرَةٍ وَتَمْرٍ. (ونَقِمَ مِنْهُ، كَضَرَبَ وعَلِمَ) ، الأخيرَةُ نَقَلَهَا الجَوْهَرِيُّ عَن الكِسائِيِّ، (نَقْمًا) بِالفَتْحِ (وتِنْقَاماً، كَتِكْلامٍ) ، وَكَذَلِكَ: نَقِمَ عَلَيْهِ، فَهُوَ نَاقِمٌ، ويُقال: مَا نَقِمَ مِنْهُ إِلَّا الإحسَانَ، وَقَوله تَعَالَى {هَل تَنْقِمُونَ منا إِلَّا أَن آمنا بِاللَّه} رُوي بالفتْحِ وبالكَسْر، قَالَ الزَّجَّاجُ: والأجْوَدُ: الفتحُ، وَهُوَ الأكثَرُ فِي القِراءَةِ، وَفِي المَثَلِ: ((مَثَلي مَثَلُ الأْرْقَمِ، إنْ يُقْتَلْ يَنْقَمْ، وإنْ يُتْرَكْ يَلْقَمْ)) قولُه: يَنْقَمْ، أَي يُثأَرْ بهِ،
وكَانُوا يَزْعُمُونَ فِي الجَاهِليَّةِ أَنًّ الجِنَّ تَطُلُبُ بَثَأْرِ الأَرْقَمِ، فَرُبَّمَا مَات قَاتِلُه، ورُبَّمَا أَصَابَهُ خَبَلٌ، ومِنْهُ قَوْلُ عَلِيٍّ كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: مَا تَنْقَمُ الحَرْبُ العَوَانُ مَنِّي بَازلُ عَامَيْنِ فَتِيٌّ سِنِّي (وانْتَقَمَ) الله مِنْهُ: (عَاقَبَهُ) ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: ((مَا انُتَقَمَ لِنَفْسِهِ قَطُّ، إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ الله)) . أَي: مَا عَاقَبَ أَحداً على مَكْرُوهٍ أَتَاهُ من قِبَلِهِ، والاسْمُ مِنْهُ: النَّقِمَةُ، كَفَرِجَةٍ. (و) نَقَمَ (الأمْرَ) من حَدِّ ضَرَبَ وَعَلِمَ: (كرَهَهُ) ، وقِيلَ: بَالَغَ فِي كَرَاهَتِهِ، قَالَ ابْن قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ: مَا نَقَمُوا منَبنِي أُمَيَّةَ إِلَّا أَنهم يَحْلُمُونَ إِن غَضِبُوا وِقيلَ: قَوْلُهْ تَعَالَى: {هَل تَنْقِمُونَ منا} ، أَي: تُنْكِرُونَ. (والنَّقْمُ) ، بالفَتْحِ: (سُرْعَةُ الأكْلِ) ، كَأَنَّهُ لُغَةٌ فِي اللقَّمِ. (و) النَّقُمُ، (بِالتَّحْرِيكِ: وَسَطُ الطَّرِيقِ) ، وكَأَنَّه أَيْضاً لَغَةٌ فِي اللَّقَمِ. (والنَّاقِمِيَّةُ: هِيَ رَقَاشِ بِنْتُ عَامِرٍ) ، وبَنُوهَا: بَطْنٌ مِنْ عَبْدِ القَيْسِ، نُسِبُوا إِلَى أُمِّهٍ م، وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هِي أُمُّ ثَغْلَبَةَ، وسَعْد ابُنَيْ مَالكِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ دُودَانَ بن أَسِدٍ، بِهَا يَعْرَفُونِ، وقَالَ الكَلْبِيُّ: تَزَوَّجَ غَانِمُ بنُ حَبِيبِ بن كَعْبِ بنِ بَكْرِ بنِ وِائِلٍ النَّاقِمِيَّةَ، وَهِي رَقَاشِ بنْتُ عَامِرٍ، وهِيَ عَجُوزٌ، فَقِيلَ: مَا تَريدُ مِنْهَا؟ فَقَالَ: لَعَلِّي أَتَغَبَّرُ مِنْهَا غَلاَمًا، فَوَلَدَتْ مِنْهُ غُلاَمًا، سُمِّيَ غُبَرَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِسعَدْ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ، وهكَذَا أَنْشَدَه الفَرّاءُ عَنِ المُفَضَّلِ لَهُ: لَقَدَ كُنْتَ أَهْوَى النَّاقِمِيَّةَ حِقْبَةً فَقَدْ جَعَلَتْ آسَانُ وَصْلٍ تَقَطَّعُ
(ونَاقِمٌ: لقبُ عامِر بن سعد بن عَدِيِّ) بن جُدَّانَ بن جَدِيلَةَ بن أسَدِ ابْن ربيعةَ، كَمَا فِي الصِّحاح وَهُوَ وَالِد رَقَاشِ الْمَذْكُورَة، وَبِه سُمِّيت، وَهُوَ (أَبُو بَطْنٍ) ، قَالَ أَبُو الْفرج الأصبهانيُّ: انْتَقَمَ لِلَطْمَةٍ لُطِمَهَا، فسُمّي نَاقِمًا. (و) ناقِمٌ: (اسمُ تَمْرٍ بعُمان) ، نَقَلَهُ الأزهريّ، وَابْن سِيدَهْ. (ونُقْمُ، بِالضَّمِّ: ة، باليمَن) . قلت: قد أجْحَفَ المصنِّف فِي ضَبطها وبيانها، إجْحافًا كُلِّيًّا، وَالصَّوَاب فِي ضَبطهَا، بضَمَّتَيْنِ وبِفَتْحَتَيْنِ، وكعضُدٍ، كَمَا صرَّح بِهِ ياقوت، وَأما الضمُّ، وَحده مَعَ تسكينِ القافِ، فَلم يذكرْهُ أحد، قَالَ ياقوت: هُوَ جَبَلٌ مُطِلٌّ على صنعاء اليمنِ، قرب غُمْدَانَ، قَالَ فِيهِ زِيَاد بن مُنقذ:(لَا حبَّذا أنتِ يَا صَنعاءُ من بلدٍ ... وَلَا شُعوبُ هَوًى منِّي وَلَا نُقُمُ)
(وَلنْ أُحبَّ بلادا قد رأيتُ بهَا ... عَنْسًا وَلَا بَلَدا حلَّت بِهِ قُدُمُ)
(إِذا سقى الله أَرضًا صَوْبَ غَادِيَةٍ ... فَلَا سقاهُنَّ إِلَّا النَّارَ تضْطَرِمُ)
وَهِي قصيدة فِي الحماسة. (و) هُوَ (مَيْمُونُ النَّقيمة، أَي: النَّقِيبَةِ) : إِذا كَانَ مُظَفَّرًا بِمَا يُحاول، قَالَ يَعْقُوب: ميمُهُ بدل من بَاء نَقِيبَةٍ، ومثلُهُ: مَيْمُونُ العَرِيكةِ، والطَّبيعَةِ. (و) نُقْمَى (كَحُبْلَى: وادٍ) ، نَقَلهُ أَبُو الْحسن الخُوارِزْمِيُّ. (و) نَقَمَى، (كَجَمَزَى: ع، من أَعْرَاض الْمَدِينَة) كَانَ لآل أبي طَالب، قَالَ ابْن إِسْحَاق: وأقبَلَتْ غَطَفَانُ، يَوْم الخَنْدَقِ، وَمن تَبِعَهَا مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، حَتَّى نَزَلُوا بذَنَبِ نَقَمَى إِلَى جَانِبِ أُحُدٍ. [] وِممَّا يُسْتدْرَكُ عَلَيه: نَقمَ عَلَيْهِ، كَضَرَبَ وِسَمِعَ، عَتَبَ عَلَيْهِ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ. والنُّقُومُ: مَصْدَرٌ، ذَكَرَهُ ابنُ القَطَّاعِ. ونَقِمَ مِنْ فُلاَنٍ الإِحْسَانَ، كَعَلِمَ: إِذَا جَعَلَهُ مَمَّا يُؤَدَيهِ إِلَى كُفْرِ النَّعْمَةِ. ونَقَّمَ تَنْقِيمًا: بَالَغَ فِي كَرَاهَةِ الشَّيْءِ. وَمِنْ أَسْمَائِهِ تَعَالَى: المُنْتَقِمُ، هَوَ البَالِغُ فِي العَقُوبَةِ لِمَنْ شَاءَ. وضَرَبَهُ ضَرْبَةَ نَقَمٍ: إِذا ضَرَبَهُ عَدُوُّ لَهُ.