Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: صخ

الرَّدْهُ

الرَّدْهُ:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، وهاء خالصة، والرّدهة: نقرة في صخــرة يستنقع فيها الماء، والجمع رده، بالضم، ورداه، وقال الخليل:
الرّدهة شبه أكمة كثيرة الحجارة: وهو موضع في بلاد قيس دفن فيه بشر بن أبي خازم الشاعر، وقال وهو يجود بنفسه:
فمن يك سائلا عن بيت بشر ... فإنّ له بجنب الرّده بابا [1]
ثوى في مضجع لا بدّ منه، ... كفى بالموت نأيا واغترابا

رَمّان

رَمّان:
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، وهو فعلان من رممت الشيء أرمّه وأرمّه رمّا ومرمّة إذا أصلحته: وهو جبل في بلاد طيّء في غربيّ سلمى أحد جبلي طيّء، وإليه انتهى فلّ أهل الردّة يوم بزاخة فقصدهم خالد بن الوليد، رضي الله عنه، فرجعوا إلى الإسلام، وهو جبل في رمل، وهو مأسدة، قال الأسدي:
وما كلّ ما في النفس للناس مظهر، ... ولا كلّ ما لا نستطيع نذود
فكيف طلابي ودّ من لو سألته ... قذى العين لم يطلب وذاك زهيد
ومن لو رأى نفسي تسيل لقال لي:
أراك صحيحا والفؤاد جليد ... فيا أيّها الرّيم المحلّى لبانه
بكرمين كرمي فضّة وفريد ... أجدّي لا أمشي برمّان خاليا
وغضور إلّا قيل أين تريد
وقال طفيل الغنوي:
وكان هريم من سنان خليفة ... وحصن، ومن أسماء لما تغيّبوا
ومن قيس الثاوي برمّان بيته، ... ويوم حقيل فاد آخر معجب
قيس الثاوي هو قيس بن جندع وهي أمّه، وهو قيس ابن يربوع بن طريف بن خرشبة بن عبيد بن سعد بن كعب بن حلّان بن غنم بن غني، وقال الكلبي: هو قيس الندامى بن عبد الله بن عميلة بن طريف بن خرشبة، وكان فارسا جيّدا قاد ورأس فكان قدم على بعض الملوك فقال الملك: لأضعن تاجي على رأس أكرم العرب، فوضعه على رأس قيس وأعطاه ما شاء ثمّ خلّى سبيله فلقيته طيّء برمان راجعا إلى أهله فقتلوه ثمّ عرفوه بعد وذكروا أيادي كانت له عندهم فندموا ودفنوه برمّان وبنوا عليه بيتا، قال أبو صخــر الهذلي في بعض الروايات:
ألا أيّها الرّكب المخبّون هل لكم ... بساكن أجراع الحمى بعدنا خبر؟ [1] الرّمان مخفف في هذا البيت لا مشدّد
فقالوا: طوينا ذاك ليلا وإن يكن ... به بعض من تهوى فما شعر السّفر
خليليّ هل يستخبر الرّمث والغضا ... وطلح الكدى من بطن رمّان والسّدر

رَوْضَةُ الحَزْم

رَوْضَةُ الحَزْم:
بفتح الحاء المهملة، وزاي ساكنة، وهو المرتفع من الأرض، ويروى الحزن: وهو ماء لبني أسد، قال مضرّس بن ربعيّ:
تربّعن روض الحزم حتى تعاورت ... سهام السّفا قريانه وظواهره
وقال أبو صخــر الهذلي:
لمن الدّيار تلوح كالوشم ... بالجابتين فروضة الحزم
فبرملتي فردي فذي عشر ... فالبيض فالبردان فالرّقم

المُرْتَمَى

المُرْتَمَى:
بالضم ثم السكون، وتاء مثناة من فوقها:
هو بئر بين القرعاء وواقصة ممرّة، رشاؤها نيف وأربعون قامة لكنها عذبة قليلة الماء ولها حوض وقباب خراب، ثم أحساء بني وهب على خمسة أميال من المرتمى، قال أبو صخــر الهذلي:
عفا سرف من جمل فالمرتمى قفر، ... فشعب فأدبار الثنيّات فالغمر
فخيف منى أقوى خلاف قطينه، ... فمكة وحش من جميلة فالحجر
تبدّت بأجياد فقلت لصحبتي: ... ءَ الشمس أضحت بعد غيم أم البدر؟
وأظن هذا المرتمى غير ذلك، والله أعلم.

الفُودَجاتُ

الفُودَجاتُ:
بضم أوله، وسكون ثانيه، ودال مهملة، وجيم، وآخره تاء، والفودج في كلامهم والهودج متقاربا المعنى مركب من مراكب النساء: وهو موضع في شعر ذي الرّمّة:
فالفودجات فجنبي واحف صخــب

الفَيْضُ

الفَيْضُ:
من قولهم فاض الماء يفيض فيضا: نهر بالبصرة معروف، وقد قيل لموضع من نيل مصر الفيض.
والفيض: محلّة بالبصرة قرب النهر المفضي إلى البصرة، وفيض اللوى في قول أبي صخــر الهذلي حيث قال:
فلولا الذي حمّلت من لاعج الهوى ... بفيض اللوى غرّا وأسماء كاعب
وقال مليح:
فمن حبّ ليلى بعد فيض أراكة، ... ويوما بقرن كدت للموت تشرف

قُرَاسٌ

قُرَاسٌ:
بالضم، والفتح، وآخره سين مهملة، والقرس: أكثف الصقيع وأبرده، ويقال للبارد قريس وقارس وهو القرس والقرس لغتان، قال الأصمعي: آل قراس، بالفتح، هضاب بناحية السّراة وكأنهنّ سمّين آل قراس لبردهن، رواه عنه أبو حاتم بفتح القاف وتخفيف الراء، ويقال:
آل قراس، بضم القاف وفتحها، قال:
يمانية أحيا لها مظّ مائد ... وآل قراس صوب أرمية كحل
ومائد، بعد الألف همزة ويروى مابد بالباء الموحدة:
جبلان في بلاد هذيل، وقيل باليمن، وأرمية جمع رميّ: وهو السحاب، كحل أي سود، وفي جامع الكوفي: قراس، بالفتح، موضع من بلاد هذيل، وقال أبو صخــر الهذلي:
كأنّ على أنيابها مع رضابها، ... وقد دنت الشّعرى ولم يصدع الفجر،
مجاجة نحل من قراس سبيئة ... بشاهقة جلس يزلّ بها الغفر
وقال العمراني: قراش، بالشين، موضع، ولم يزد، وما أظنّه إلا غلطا، ثم ذكر بعد ذلك قراس، بالسين المهملة، قريبا مما تقدّم.

قُطْرَبُّلُ

قُطْرَبُّلُ:
بالضم ثم السكون ثم فتح الراء، وباء موحدة مشددة مضمومة، ولام، وقد روي بفتح أوله وطائه، وأما الباء فمشددة مضمومة في الروايتين، وهي كلمة أعجمية: اسم قرية بين بغداد وعكبرا ينسب إليها الخمر، وما زالت متنزها للبطالين وحانة للخمّارين، وقد أكثر الشعراء من ذكرها، وقيل:
هو اسم لطسّوج من طساسيج بغداد أي كورة، فما كان من شرقي الصراة فهو بادوريا وما كان من غربيها فهو قطربّل، وقال الببغاء يذكر قطربل وهي شمالي بغداد وكلواذى وهي جنوبيها:
كم للصبابة والصّبا من منزل ... ما بين كلواذى إلى قطربّل
جادته من ديم المدام سحابة ... أغنته عن صوب الحيا المتهلّل
غيث، إذا ما الرّاح أو مض برقه ... فرعوده حثّ الثقيل الأوّل
نطفت مواقع صوبه بسحابة ... تهمي على كرب الفؤاد فتنجلي
راضعت فيه الكأس أهيف ينثني ... نحوي بجيد رشا وعيني مغزل
فأتى، وقد نقش الشعاع بنانه ... بمموّج من نسجها ومبقّل
وكسا الخضاب بها بنانا يا له، ... لو انه من وقته لم ينصل
وقال جحظة البرمكي:
قد أسرفت في العذل مشغولة ... بعذل مشغول عن العذّل
تقول: هل أقصرت عن باطل ... أعرفه عن دينك الأوّل؟
فقلت: ما أحسبني مقصرا ... ما عصرت راح بقطربّل
وما استدار الصّدغ في ناعم ... مورّد كاللهب المشعل
قالت: فأين الملتقى بعد ذا؟ ... فقلت: بين الدّنّ والمبزل
وذكر أبو بكر الصّولي قال: حدثني أبو ينخت عن سليمان بن أبي نصر قال: لما انصرف أبو نواس من مصر اجتاز بحمص فرأى كثرة خمّاريها وشهرة الشراب بها وترك كتمان الشاربين لها شربها فأعجبه ذلك فأقام بها مدة مغتبقا ومصطبحا، وكان بها خمّار يهوديّ يقال له لاوى فقال لأبي نواس: كيف رأيت
مدينتنا هذه وحالنا فيها؟ فقال له: حدّثنا جماعة من رواتنا أن هذه هي الأرض المقدسة التي كتبها الله تعالى لبني إسرائيل، فقال له الخمّار: أيّما أفضل عندك هذه الأرض أم قطربّل؟ فقال: لولا صفاء شراب قطربّل وركوبها كاهل دجلة ما كانت إلّا بمنزلة حانة من حاناتها، ثم مرّ بعانة فسمع اصطخاب الماء في الجداول فقال: قد أذكرني هذا قول الأخطل:
من خمر عانة ينصاع الفؤاد لها ... بجدول صخــب الآذيّ موّار
فأقام فيها ثلاثا يشرب من شرابها ثم قال: لولا قربها من قطربّل ومجاذبة الدواعي إليها لأقمت بها أكثر من ذلك، فلما دخل إلى الأنبار تسرّع إلى بغداد وقال: ما قضيت حق قطربّل إن أنا لم أبطئ بها، فعدل إليها فأقام ثلاثا حتى أتلف فضلة كانت معه من نفقته وباع رداء معلما من أردية مصر، وقال عند انصرافه من قطربّل:
طربت إلى قطربّل فأتيتها ... بألف من البيض الصحاح وعين
ثمانين دينارا جيادا أعدّها ... فأتلفتها حتى شربت بدين
رهنت قميصي للمجون وجبّتي، ... وبعت إزارا معلم الطّرفين
وقد كنت في قطربّل، إذ أتيتها، ... أرى أنني من أيسر الثّقلين
فروّحت منها معسرا غير موسر ... أقرطس في الإفلاس من مائتين
يقول لي الخمّار عند وداعه، ... وقد ألبستني الراح خفّ حنين:
ألا رح بزين يوم رحت مودّعا، ... وقد رحت منه يوم رحت بشين
قال: واجتمع الخمارون للسلام عليه فما شبهتهم وإياه وتعظيمهم له إلّا بخاصة الرشيد عند تسليمهم عليه في يوم حفل له، وقال الصولي ومن قوله:
أقرطس في الإفلاس من مائتين
أخذ أبو تمام قوله:
بأبي، وإن خشنت له بأبي، ... من ليس يعرف غيره أربي
قرطست عشرا في محبته ... في مثلها من سرعة الطّلب
ولقد أراني لو مددت يدي ... شهرين أرمي الأرض لم أصب
ولقطربّل أخبار وفيها أشعار يسعنا أن نجمع كتابا في أجلاد من أخبار الخلفاء والمجّان والشعراء والبطالين والمتفجّرين، ومقابل مدينة آمد بديار بكر قرية يقال لها قطربّل تباع فيها الخمر أيضا، قال فيها صديقنا محمد بن جعفر الرّبعي الحلّيّ الشاعر:
يقولون: ها قطربّل فوق دجلة، ... عدمتك ألفاظا بغير معان
أقلّب طرفي لا أرى القفص دونها، ... ولا النخل باد من قرى البردان

دُنْباوَنْد

دُنْباوَنْد:
بضم أوله، وسكون ثانيه، وبعده باء موحدة، وبعد الألف واو ثم نون ساكنة، وآخره دال، لغة في دباوند: وهو جبل من نواحي الرّيّ، وقد ذكر في دباوند، ودنباوند في الإقليم الرابع، طولها خمس وسبعون درجة ونصف، وعرضها سبع وثلاثون درجة وربع. ودنباوند أيضا:
جبل بكرمان ذكرته في بلد يقال له دمندان، فأما الذي في الريّ فقال ابن الكلبي: إنما سمي دنباوند لأن أفريدون بن اثفيان الأصبهاني لما أخذ الضحّاك بيوراسف قال لأرمائيل وكان نبطيّا من أهل الزاب اتخذه الضحاك على مطابخه فكان يذبح غلاما ويستحيي غلاما ويسم على عنقه ثم يأمره فيأتي المغارة فيما بين قصران وخويّ ويذبح كبشا فيخلطه بلحم الغلام، فلما أراد أفريدون قتله قال:
أيها الملك إن لي عذرا، وأتى به المغارة وأراه صنيعه فاستحسن أفريدون ذلك منه وأراد قتله بحجة فقال: اجعل لي غذاء لا تجعل لي فيه بقلا ولا لحما، فجعل فيه أذناب الضأن وأحضر له وهو بدنباوند لحبس الضحّاك به، فاستحسن أفريدون ذلك منه وقال له: دنباوندى أي وجدت الأذناب فتخلّصت بها مني، ثم قال أفريدون: يا أرمائيل قد أقطعتك صداء الخيل ووهبت لك هؤلاء الذين وسمت، فأنت وسمان، وسمى الأرض التي وجد
فيها القوم دشت پي أي سمة وعقب، فسميت دست پي الكورة المعروفة بين الري وهمذان وقزوين، وقرأت في رسالة ألّفها مسعر بن مهلهل الشاعر ووصف فيها ما عاينه في أسفاره فقال: دنباوند جبل عال مشرف شاهق شامخ لا يفارق أعلاه الثلج شتاء ولا صيفا ولا يقدر أحد من الناس أن يعلو ذروته ولا يقاربها، ويعرف بجبل البيوراسف، يراه الناس من مرج القلعة ومن عقبة همذان، والناظر إليه من الرّيّ يظن أنه مشرف عليه، وأن المسافة بينهما ثلاثة فراسخ أو اثنان، وزعم العامّة أن سليمان بن داود، عليه السلام، حبس فيه ماردا من مردة الشياطين يقال له صخــر المارد، وزعم آخرون أن أفريدون الملك حبس فيه البيوراسف، وأن دخانا يخرج من كهف في الجبل يقول العامة إنه نفسه، ولذلك أيضا يرون نارا في ذلك الكهف يقولون إنها عيناه وإن همهمته تسمع من ذلك الكهف، فاعتبرت ذلك وارتصدته وصعدت في ذلك الجبل حتى وصلت إلى نصفه بمشقّة شديدة ومخاطرة بالنفس وما أظن أن أحدا تجاوز الموضع الذي بلغت إليه بل ما وصل إنسان إليه فيما أظن، وتأملت الحال فرأيت عينا كبريتية وحولها كبريت مستحجر، فإذا طلعت عليه الشمس والتهبت ظهرت فيه نار، وإلى جانبه مجرى يمر تحت الجبل تخترقه رياح مختلفة فتحدث بينها أصوات متضادّة على إيقاعات متناسبة فمرّة مثل صهيل الخيل ومرّة مثل نهيق الحمير ومرّة مثل كلام الناس، ويظهر للمصغي إليه مثل الكلام الجمهوريّ دون المفهوم وفوق المجهول يتخيل إلى السامع أنه كلام بدويّ ولغة إنسيّ، وذلك الدخان الذي يزعمون أنه نفسه بخار تلك العين الكبريتية، وهذه حال تحتمل على ظاهر صورة ما تدعيه العامة، ووجدت في بعض شعاب هذا الجبل آثار بناء قديم، وحولها مشاهد تدل على أنها مصايف بعض الأكاسرة، وإذا نظر أهل هذه الناحية إلى النّمل يدّخر الحبّ ويكثر من ذلك علموا أنها سنة قحط وجدب، وإذا دامت عليهم الأمطار وتأذّوا بها وأرادوا قطعها صبّوا لبن المعز على النار فانقطعت، وقد امتحنت هذا من دعواهم دفعات فوجدتهم فيه صادقين، وما رأى أحد رأس هذا الجبل في وقت من الأوقات منحسرا عن الثلج إلّا وقعت الفتنة وهريقت الدماء من الجانب الذي يرى منحسرا، وهذه العلامة أيضا صحيحة بإجماع أهل البلد، وبالقرب من هذا الجبل معدن الكحل الرازي والمرتك والأسرب والزاج، هذا كله قول مسعر، وقد حكي قريبا من هذا علي بن زين كاتب المازيار الطبري، كان حكيما محصّلا وله تصانيف في فنون عدّة، قريبا من حكاية مسعر قال: وجّهنا جماعة من أهل طبرستان إلى جبل دنباوند وهو جبل عظيم شاهق في الهواء يرى من مائة فرسخ وعلى رأسه أبدا مثل السحاب المتراكم لا ينحسر في الصيف ولا في الشتاء ويخرج من أسفله نهر ماؤه أصفر كبريتي زعم جهال العجم أنه بول البيوراسف، فذكر الذين وجهناهم أنهم صعدوا إلى رأسه في خمسة أيام وخمس ليال فوجدوا نفس قلّته نحو مائة جريب مساحة، على أن الناظر ينظر إليها من أسفل الجبل مثل رأس القبة المخروطة، قالوا: ووجدنا عليها رملا تغيب فيه الأقدام، وإنهم لم يروا عليها دابة ولا أثر شيء من الحيوان، وإنّ جميع ما يطير في الجوّ لا يبلغها، وإنّ البرد فيها شديد والريح عظيمة الهبوب والعصوف، وإنهم عدّوا في كوّاتها سبعين كوّة يخرج منها الدخان الكبريتي، وإنه كان معهم رجل من أهل تلك الناحية فعرّفهم أنّ ذلك الدخان تنفس البيوراسف، ورأوا
حول كل نقب من تلك الكوى كبريتا أصفر كأنه الذهب، وحملوا منه شيئا معهم حتى نظرنا إليه، وزعموا أنهم رأوا الجبال حوله مثل التلال وأنهم رأوا البحر مثل النهر الصغير، وبين البحر وبين هذا الجبل نحو عشرين فرسخا.
ودنباوند من فتوح سعيد بن العاصي في أيام عثمان لما ولي الكوفة سار إليها فافتتحها وافتتح الرّويان، وذلك في سنة 29 أو 30 للهجرة، وبلغ عثمان بن عفّان، رضي الله عنه، أنّ ابن ذي الحبكة النّهدي يعالج تبريحا فأرسل إلى الوليد بن عقبة وهو وال على الكوفة ليسأله عن ذلك فإن أقرّ به فأوجعه ضربا وغرّبه إلى دنباوند، ففعل الوليد ذلك فأقرّ فغرّبه إلى دنباوند، فلما ولي سعيد ردّه وأكرمه فكان من رؤوس أهل الفتن في قتل عثمان، فقال ابن ذي الحبكة:
لعمري! إن أطردتني، ما إلى الذي ... طمعت به من سقطتيّ سبيل
رجوت رجوعي يا ابن أروى، ورجعتي ... إلى الحق دهرا، غال حلمك غول
وإنّ اغترابي في البلاد وجفوتي ... وشتمي في ذات الإله قليل
وإن دعائي، كلّ يوم وليلة، ... عليك بدنباوند كم لطويل
وقال البحتري يمدح المعتزّ بالله:
فما زلت حتى أذعن الشّرق عنوة، ... ودانت على ضغن أعالي المغارب
جيوش ملأن الأرض، حتى تركنها ... وما في أقاصيها مفرّ لهارب
مددن وراء الكوكبيّ عجاجة ... أرته، نهارا، طالعات الكواكب
وزعزعن دنباوند من كل وجهة، ... وكان وقورا مطمئنّ الجوانب

قَطَوْطَى

قَطَوْطَى:
بالفتح، على فعولى من القطاط، وهو حرف من الجبل وحرف من صخــر كأنما قطّ قطّا، والجمع الأقطّة، وقال أبو زيد: هو أعلى حافة الكهف، ويجوز أن يكون فعوعل من القطو وهو تقارب الخطو من النشاط، واقطوطى الرجل إذا مشى كذلك: وهو اسم موضع.

قُمَامَةُ

قُمَامَةُ:
بالضم: أعظم كنيسة للنصارى بالبيت المقدس، وصفها لا ينضبط حسنا وكثرة مال وتنميق عمارة، وهي في وسط البلد والسور يحيط بها، ولهم فيها مقبرة يسمونها القيامة لاعتقادهم أن المسيح قامت قيامته فيها، والصحيح أن اسمها قمامة لأنها كانت مزبلة أهل البلد وكان في ظاهر المدينة يقطع بها أيدي المفسدين ويصلب بها اللصوص، فلما صلب المسيح في هذا الموضع عظّموه كما ترى، وهذا مذكور في الإنجيل، وفيه صخــرة يزعمون أنها انشقت وقام آدم من تحتها والصلبوت فوقها سوى، ولهم فيها بستان يوسف الصدّيق، عليه السلام، يزورونه، ولهم في موضع منها قنديل يزعمون أن النور ينزل من السماء في يوم معلوم فيشعله، وحدثني من لازمه وكان من أصحاب السلطان الذي لا يمكنهم منعه حتى ينظر كيف أمره وطال على القسّ الذي برسمه أمره قال:
فقال لي إن لازمتنا شيئا آخر ذهب ناموسنا، قلت:
كيف؟ قال: لأنّا نشبّه على أصحابنا بأشياء نعملها لا تخفى على مثلك وأشتهي أن تعفينا وتخرج، قلت:
لا بدّ أن أرى ما تصنع، فإذا كتاب من النارنجيات وجدته مكتوبا فيه أنه يقرب منه شمعة فتتعلق به
بغتة والناس لا يرونه ولا يشعرون به فيعظم عندهم ويطيعون.

قَنَاةُ

قَنَاةُ:
بالفتح، والقناة: القامة، ومنه: فلان صلب القناة، وكل خشبة عند العرب قناة كالعصا والرمح، وجمعها قنا، وقنيّ جمع الجمع، قاله ابن الأنباري، وقال الأزهري: القناة ما كان ذا أنابيب من القصب، وبذلك سميت الكظائم التي تجري تحت الأرض قنى، والقناة: آبار تحفر تحت الأرض ويخرق بعضها إلى بعض حتى تظهر على وجه الأرض كالنهر، وبهذا سميت القناة من نواحي سنجار: وهي كورة واسعة بينها وبين البر وسكانها عرب باقون على عربيتهم في الشكل والكلام وقرى الضيف، وقناة أيضا: واد بالمدينة وهي أحد أوديتها الثلاثة عليه حرث ومال، وقد يقال وادي قناة، قالوا: سمي قناة لأن تبّعا مرّ به فقال هذه قناة الأرض، وقال أحمد بن جابر:
أقطع أبو بكر، رضي الله عنه، الزبير ما بين الجرف إلى قناة، وقال المدائني: وقناة واد يأتي من الطائف ويصب في الأرحضية وقرقرة الكدر ثم يأتي بئر معاوية ثم يمر على طرف القدوم في أصل قبور الشهداء
بأحد، قال أبو صخــر الهذلي:
قضاعيّة أدنى ديار تحلّها ... قناة، وأنّى من قناة المحصّب؟
وقال النعمان بن بشير، وقد ولي اليمن، يخاطب زوجته:
أنّى تذكّرها وغمرة دونها، ... هيهات بطن قناة من برهوت!
كم دون بطن قناة من متلدّد ... للناظرين وسربخ مروّت
لو تسلكين به بغير صحابة ... عصرا طوار سحابة استبكيت

قُوسٌ

قُوسٌ:
واد من أودية الحجاز، قال أبو صخــر الهذلي يصف سحابا:
فأسقى صدى داوردان غمامة ... هزيم تسحّ الماء من كل جانب
سرت وغدت في السّجر تضرب قبلة ... نعامى الصّبا هيجا لريّا الجنائب
فخرّ على سيف العراق ففرشه ... وأعلام ذي قوس بأدهم ساكب

كُثّابَةُ

كُثّابَةُ:
بضم أوله، وتشديد ثانيه، وبعد الألف باء موحدة، وهاء، قال الأصمعي: الكثّاب سهم لا نصل له ولا ريش يلعب به الصبيان كأنه إنما سمّي بذلك لأنه إذا رمي به يقع قريبا، وكثابة البكر وكثابة الفصيل: موضعان ببلاد ثمود أو موضع، وهو الموضع الذي كان فيه فصيل ناقة صالح، عليه السلام، وكان صخــرا فنزا فذهب في السماء فهي تدعى كثابة البكر.

كَمْلى

كَمْلى:
بفتح الكاف، وسكون الميم، وفتح اللام، والقصر، قرأت بخط ابن العطّار قال ابن الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس: طبّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى مرض مرضا شديدا، فبينما هو بين النائم واليقظان رأى ملكين أحدهما عند رأسه والآخر عند
رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما وجعه؟ قال: طبّ، قال: ومن طبّه؟ قال:
لبيد بن الأعصم اليهودي، قال: وأين طبّه؟ قال:
في كربة تحت صخــرة في بئر كملى، وهي بئر ذروان ويقال ذي أروان، فانتبه النبي، صلى الله عليه وسلم، وقد حفظ كلام الملكين فوجّه عمّارا وعليّا وجماعة من أصحابه إلى البئر فنزحوا ماءها فانتهوا إلى الــصخــرة فقلبوها فوجدوا الكربة تحتها وفيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة فأحرقوا الكربة وما فيها فزال عنه، عليه الصلاة والسلام، وجعه وكان كأنه أنشط من عقال وأنزل الله عليه المعوذتين إحدى عشرة آية على قدر عدد العقد فكان يأتيه، عليه الصلاة والسلام، لبيد بعد ذلك فلا يذكر له شيئا من فعله ولا يوبخه به.

اللَّجُّونُ

اللَّجُّونُ:
بفتح أوله، وضم ثانيه وتشديده، وسكون الواو، وآخره نون، واللجن واللزج واحد: وهو بلد بالأردنّ، وبينه وبين طبرية عشرون ميلا، وإلى الرملة مدينة فلسطين أربعون ميلا، وفي اللجون صخــرة مدورة في وسط المدينة وعليها قبة زعموا أنها مسجد إبراهيم، عليه السّلام، وتحت الــصخــرة عين غزيرة الماء، وذكروا أن إبراهيم، عليه السّلام، دخل هذه المدينة في وقت مسيره إلى مصر ومعه غنم له، وكانت المدينة قليلة الماء، فسألوا إبراهيم أن يرتحل عنهم لقلة الماء فيقال إنه ضرب بعصاه هذه الــصخــرة فخرج منها ماء كثير فاتسع على أهل المدينة، فيقال إن بساتينهم وقراهم تسقى من هذا الماء والــصخــرة
قائمة إلى اليوم. واللّجّون: مرج طوله ستة أميال كثير الوحل صيفا وشتاء. واللجون أيضا: موضع في طريق مكة من الشام قرب تيماء، وسماه الراعي لجّان في قوله:
فقلت والحرّة الرّجلاء دونهم ... وبطن لجّان لمّا اعتادني ذكري:
صلّى على عزّة الرحمن وابنتها ... ليلى، وصلّى على جاراتها الأخر

لَفَتُ

لَفَتُ:
قيده القاضي عياض على ثلاثة أوجه: بفتح اللام وسكون الفاء عن أبي بحر، ولفت، بالتحريك، عن القاضي أبي علي، قال: وقيد غيرهما لفت، بكسر اللام وسكون الفاء، قال: وكذا ذكره ابن هشام في السيرة، قال: وهي ثنية بين مكة والمدينة، قلت: ولكل معنى في كلامهم، أما لفت، بالفتح ثم السكون، فهو الصرف، تقول: ما لفتك عن فلان أي ما صرفك، وقيل: اللّفت اللّيّ عن جهته ومنه الالتفات، وأما اللّفت فيقال: لفت فلان مع فلان كقولك صغاه، ولفتاه: شقاه، وأما المحرّك فيجوز أن يكون منقولا عن الفعل من قولهم:
لفت فلان فلانا أي صرفه ثم استعمل اسما، وقال:
من روى لفت، بالكسر، هو واد قريب من هرشى عقبة بالحجاز بين مكة والمدينة، قال كثير:
قصد لفت وهنّ متّسقات ... كالعدوليّ اللاحقات التوالي
وقال أبو صخــر الهذلي.
لأسماء لم تهتج لشيء إذا خلا ... فأدبر ما اختبّت بلفت ركائب
وقال السكري: لفت مكان بين مكة والمدينة، ويقال ثنية، اختبّت من الخب. ولفت طلع:
موضع آخر، ذكر ابن هشام في السيرة في قصة الهجرة: بعد ثنية المرة لفتا، بكسر اللام وسكون الفاء والتاء مثناة من فوقها، قال الشيخ أبو بحر:
لفت، بكسر اللام، ألفيته في شعر معقل الهذلي في أشعار هذيل وهو قوله:
لعمرك ما خشيت وقد بلغنا ... جبال الجوز من بلد تهامي
نزيعا محلبا من آل لفت ... لحيّ بين أثلة فالنّجام
قال أبو بحر: كذا هو في نسختي وهي نسخة صحيحة جدّا، وكذلك ألفاه من وثقته وكلّفته أن ينظر لي في شعر معقل هذا في شعر هذيل مكسور اللام في نسخة أبي علي القالي المقروّة على الزيادي بن علي الأحول ثم قرأها على ابن دريد، وقد اختلف القول في هذا الحديث فمنهم من قال لفت ومنهم من قال لقف وهما موضعان في الطريق بين مكة والمدينة، قلت أنا: وفي كتاب السكري المقروّ على الرّمّاني لفت، بكسر اللام، وقال: هي عقبة بطريق مكة، عن أبي عبد الله، وقال الجمحي: هي ثنية جبل قديد.

اللُّكّامُ

اللُّكّامُ:
بالضم، وتشديد الكاف، ويروى بتخفيفها، وهو في شعر المتنبي مخفف فقال:
بأرض ما اشتهيت رأيت فيها، ... فليس يفوتها إلا الكرام
فهلّا كان نقص الأهل فيها، ... وكان لأهلها منها التمام
بها الجبلان من صخــر وفخر ... أنافا ذا المغيث وذا اللّكام
وهو الجبل المشرف على أنطاكية وبلاد ابن ليون والمصّيصة وطرسوس وتلك الثغور، وقد ذكرته في لبنان بأتمّ من هذا لأنه متصل به.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.