Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: شافعي

سِمْعَانُ

سِمْعَانُ:
بكسر أوّله: دير سمعان ذكر في الديرة، وأمّا الذي في قوله:
ألم تعلما ما لي بسمعان كلّها ... ولا بخزاق من صديق سواكما
فهو جبل في ديار بني تميم، كذا جاء في خبره، وقد ذكر العمراني أن سمعان اسم موضع بالشام فيه قبر عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، وقيل في عمر ابن عبد العزيز لما توفي بدير سمعان:
دير سمعان لا عدتك الغوادي، ... خير ميت من آل مروان ميتك
وقال أنشدني جار الله في مرثية الإمام محمد السمعاني الــشافعي إمام مرو:
بدير سمعان قبر مفتقد ... نظير قبر بدار سمعان
وهذا غلط إنّما سمعان اسم رجل نسب إليه عدة ديرة كما ذكرناه في الديرة.

سِنْجَارُ

سِنْجَارُ:
بكسر أوّله، وسكون ثانيه ثمّ جيم، وآخره راء: مدينة مشهورة من نواحي الجزيرة، بينها وبين الموصل ثلاثة أيّام، وهي في لحف جبل عال، ويقولون: إن سفينة نوح، عليه السلام، لما مرّت به نطحته فقال نوح: هذا سنّ جبل جار علينا، فسميت سنجار، ولست أحقّق هذا، والله أعلم به، إلّا أن أهل هذه المدينة يعرفون هذا صغيرهم وكبيرهم ويتداولونه، وقال ابن الكلبي: إنّما سميت سنجار وآمد وهيت باسم بانيها، وهم بنو البلندى ابن مالك بن دعر بن بويب بن عنقاء بن مدين بن إبراهيم، عليه السلام، ويقال: سنجار بن دعر نزلها، قالوا: ودعر هو الذي استخرج يوسف من الجبّ وهو أخو آمد الذي بنى آمد وأخو هيت الذي بنى هيت، وذكر أحمد بن محمد الهمذاني قال: ويقال إن سفينة نوح نطحت في جبل سنجار بعد ستة أشهر وثمانية أيّام من ركوبه إيّاها فطابت نفسه وعلم أن الماء قد أخذ ينضب فسأل عن الجبل فأخبر به، فقال: ليكن هذا الجبل مباركا كثير الشجر والماء! ثمّ وقفت السفينة على جبل الجودي بعد مائة واثنين وتسعين يوما فبنى هناك قرية سماها قرية الثمانين لأنّهم كانوا ثمانين نفسا، وقال حمزة الأصبهاني: سنجار تعريب سنكار، ولم يفسره، وهي مدينة طيبة في وسطها نهر جار، وهي عامرة جدّا، وقدّامها واد فيه بساتين ذات أشجار ونخل وترنج ونارنج، وبينها وبين نصيبين ثلاثة أيام أيضا، وقيل: إن السلطان سنجر بن ملك شاه بن ألب أرسلان بن سلجوق ولد بها فسمّي باسمها، عن الزمخشري، قال في الزيج: طول سنجار ثلاثون درجة، وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف وثلث، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب والشعر، قال أبو عبيدة: قدم خالد الزبيدي في ناس معه من زبيد إلى سنجار ومعه ابنا عمّ له يقال لأحدهما صابي وللآخر عويد، فشربوا يوما من شراب سنجار فحنّوا إلى بلادهم فقال خالد:
أيا جبلي سنجار ما كنتما لنا ... مقيظا ولا مشتى ولا متربّعا
ويا جبلي سنجار هلّا بكيتما ... لداعي الهوى منّا شنينين أدمعا
فلو جبلا عوج شكونا إليهما ... جرت عبرات منهما أو تصدّعا
بكى يوم تلّ المحلبيّة صابئ، ... وألهى عويدا بثّه فتقنّعا
فانبرى له رجل من النمر بن قاسط يقال له دثار أحد بني حييّ فقال:
أيا جبلي سنجار هلّا دققتما ... بركنيكما أنف الزّبيديّ أجمعا
لعمرك ما جاءت زبيد لهجرة، ... ولكنّها كانت أرامل جوّعا
تبكّي على أرض الحجاز وقد رأت ... جرائب خمسا في جدال فأربعا
جرائب: جمع جريب، وجدال: قرية قرب سنجار، كأنّه يتعجب من ذلك ويقول كيف تحنّ إلى أرض الحجاز وقد شبعت بهذه الديار؟ فأجابه خالد يقول:
وسنجار تبكي سوقها كلّما رأت ... بها نمريّا ذا كساوين أيفعا
إذا نمريّ طالب الوتر غرّه ... من الوتر أن يلقى طعاما فيشبعا
إذا نمريّ ضاف بيتك فاقره ... مع الكلب زاد الكلب وازجرهما معا
أمن أجل مدّ من شعير قريته ... بكيت وناحت أمّك الحول أجمعا؟
بكى نمريّ أرغم الله أنفه ... بسنجار حتى تنفد العين أدمعا
وقال المؤيد بن زيد التكريتي يخاطب الحسين بن عليّ السنجاري المعروف بابن دبّابة ويلقّب بأمين الدين:
زاد أمين الدّين في وصفه ... سنجار حتى جئن سنجارا
فعاينت عيناي إذ جئتها ... مصيدة قد ملئت فارا
وقد نسب إلى سنجار جماعة وافرة من أهل العلم، منهم من أهل عصرنا: أسعد بن يحيى بن موسى بن منصور الشاعر يعرف بالبهاء السنجاري أحد المجيدين المشهورين، وكان أوّلا فقيها شافعيّــا ثمّ غلب عليه قول الشعر فاشتهر به وقدّم عند الملوك وناهز التسعين وكان جريّا ثقة كيّسا لطيفا فيه مزاح وخفة روح، وله أشعار جيدة، منها في غلام اسمه عليّ وقد سئل القول فيه فقال في قطعة وكان مرّ به ومعه سيف:
بي حامل الصارم الهنديّ منتصرا، ... ضع السّلاح قد استغنيت بالكحل
ما يفعل الظّبي بالسّيف الصّقيل وما ... ضرب الصّوارم بالضّروب بالمقل
قد كنت في الحبّ سنّيّا فما برحت ... بي شيعة الحبّ حتى صرت عبد علي
وخرج من الموصل في سنة تسع عشرة وستمائة.

سِنْجانُ

سِنْجانُ:
بفتح أوّله ويكسر، وثانيه ساكن ثم جيم، وآخره نون: قرية على باب مدينة مرو يقال لها درسنكان، ذكرها أبو سعد بالفتح وابن موسى بالكسر، ينسب إليها القاضي أبو الحسن عليّ بن الحسن بن محمد بن حمدويه السنجاني الــشافعي تفقّه على القاضي أبي العبّاس بن سريج ببغداد وولي قضاء نيسابور، وكان ورعا، سمع بمرو أبا الموجّه محمد ابن عمر الفزاري، وببغداد يوسف بن يعقوب القاضي وغيرهما، روى عنه أبو الوليد حسّان بن محمد الفقيه وأبو الحسن عليّ بن محمد العروضي. وسنجان أيضا:
موضع بباب الأبواب. وسنجان أيضا: بنيسابور.

شَاش

شَاش:
بالشين المعجمة: بالري قرية يقال لها شاش، النسبة إليها قليلة، ولكن الشاش التي خرج منها العلماء ونسب إليها خلق من الرواة والفصحاء فهي بما وراء النهر ثمّ ما وراء نهر سيحون متاخمة لبلاد الترك وأهلها شافعيّــة المذهب، وإنّما أشاع بها هذا المذهب مع غلبة مذهب أبي حنيفة في تلك البلاد أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفّال الشاشي فإنّه فارقها وتفقّه ثمّ عاد إليها فصار أهل تلك البلاد على مذهبه، ومات سنة 366، وكان أوحد أهل الدنيا في الفقه والتفسير واللغة، ومولده سنة 291، رحل في طلب العلم وسمع بدمشق والعراق وغيرهما، وسمع أبا عروبة وأبا بكر بن خزيمة ومحمد بن جرير الطبري وأبا بكر الباغندي وأبا بكر بن دريد، روى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن السلمي، وينسب إليها أيضا أبو الحسن علي بن الحاجب بن جنيد الشاشي أحد الرّحّالين في طلب العلم إلى خراسان والعراق والحجاز والجزيرة والشام، روى عن يونس بن عبد الأعلى وعلي بن خشرم، روى عنه أبو بكر بن الجعابي ومحمد بن المظفّر وغيرهما، وتوفي بالشاش سنة 314، وقال أبو الربيع البلخي يذكر الشاش:
الشّاش بالصّيف جنّه ... ومن أذى الحرّ جنّه
لكنّني يعتريني ... بها لدى البرد جنّه
وقال بطليموس: مدينة الشاش طولها مائة وأربع وعشرون درجة، وعرضها خمس وأربعون درجة، وهي في الإقليم السادس، وهي على رأس الإقليم عن اثنتين وعشرين درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، في طالعها العنقاء والعيّوق والنسر الواقع وكفّ الجذماء، قال الإصطخري: فأمّا الشاش وإيلاق فمتّصلتا العمل لا فرق بينهما، ومقدار
عرضة الشاش مسيرة يومين في ثلاثة، وليس بخراسان وما وراء النهر إقليم على مقداره من المساحة أكثر منابر منها ولا أوفر قرى وعمارة، فحدّ منها ينتهي إلى وادي الشاش الذي يقع في بحيرة خوارزم، وحدّ إلى باب الحديد ببرّيّة بينها وبين إسفيجاب تعرف بقلاص، وهي مراع، وحدّ آخر إلى تنكرة تعرف بقرية النصارى، وحدّ إلى جبال منسوبة إلى عمل الشاش إلّا أن العمارة المتصلة إلى الجبل وما فيه مفترش العمارة، والشاش في أرض سهلة، ليس في هذه العمارة المتصلة جبل ولا أرض مرتفعة، وهي أكبر ثغر في وجه الترك، وأبنيتهم واسعة من طين، وعامة دورهم يجري فيها الماء، وهي كلّها مستترة بالخضرة من أنزه بلاد ما وراء النهر، وقصبتها بنكث ولها مدن كثيرة، وقد خربت جميعها في زماننا، خرّبها خوارزم شاه محمد بن تكش لعجزه عن ضبطها وقتل ملوكها وجلا عنها أهلها وبقيت تلك الديار والأشجار والأنهار والأزهار خاوية على عروشها، وانثلم من الإسلام ثلمة لا تنجبر أبدا، فكان خوارزم شاه ينشد بلسان حاله:
قتلت صناديد الرّجال ولم أذر ... عدوّا ولم أترك على جسد خلقا
وأخليت دار الملك من كلّ نازع، ... وشرّدتهم غربا وبدّدتهم شرقا
فلمّا لمست النّجم عزّا ورفعة، ... وصارت رقاب الناس أجمع لي رقّا
رماني الرّدى رميا فأخمد جمرتي، ... فها أنا ذا في حفرتي مفردا ملقى
ولم يغن عني ما صنعت، ولم أجد ... لدى قابض الأرواح من أحد رفقا
وأفسدت دنياي وديني جهالة، ... فمن ذا الذي مني بمصرعه أشقى؟
قال ابن الفقيه: من سمرقند إلى زامين سبعة عشر فرسخا، وزامين مفرق الطريقين إلى الشاش والترك وفرغانة، فمن زامين إلى الشاش خمسة وعشرون فرسخا، ومن الشاش إلى معدن الفضة سبعة فراسخ وإلى باب الحديد ميلان، ومن الشاش إلى بارجاخ أربعون فرسخا، ومن الشاش إلى إسفيجاب اثنان وعشرون فرسخا، وقال البشاري: الشاش كورة قصبتها بنكث.

شَرَفٌ

شَرَفٌ:
بالتحريك، وهو المكان العالي، قال الأصمعي:
الشرف كبد نجد، وكانت منازل بني آكل المرار من كندة الملوك، قال: وفيها اليوم حمى ضرية، وفي الشرف الرّبذة، وهي الحمى الأيمن، والشّريف إلى جنبها يفصل بينهما التسرير، فما كان مشرقا فهو الشريف وما كان مغربا فهو الشرف، وقال الراعي:
أفي أثر الأظعان عينك تلمح؟ ... نعم لا تهنّا، إن قبلك متيح
ظعائن مئناف، إذا ملّ بلدة ... أقام الجمال باكر متروّح
تسامى الغمام الغرّ ثمّ مقيله ... من الشرف الأعلى حساء وأبطح
قال: وإنّما قال الأعلى لأنّه بأعلى نجد، وقال غيره:
الشرف الحمى الذي حماه عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، وقد ذكر في سرف من باب السين، ومشرف من قرى العرب: ما دنا من الريف، واحدها شرف، وهي مثل خيبر ودومة الجندل وذي المروة، وقال البكري: الشرف ماء لبني كلاب ويقال لباهلة، والشرف: قلعة حصينة باليمن قرب زبيد بين جبال لا يوصل إليها إلّا في مضيق لا يسع إلّا رجلا واحدا مسيرة يوم وبعض الآخر، ودونه حراج وغياض، أوى إليه علي بن المهدي الحميري المستولي على زبيد في سنة 550، وهذا الحصن لبني حيوان من خولان يقال له شرف قلحاح، بكسر القاف. والشرف الأعلى: جبل أيضا قرب زبيد، وقال نصر: الشرف كبد نجد، وقيل: واد عظيم تكتنفه جبال حمى ضرية، وقال الأصمعي: وكان يقال من تصيّف الشرف وتربّع الحزن وتشتّى الصّمّان فقد أصاب المرعى. وشرف البياض: من بلاد خولان من جهة صعدة باليمن. وشرف قلحاح والشرف: جبلان دون زبيد من أرض اليمن. وشرف الأرطى: من منازل تميم. وشرف السّيالة: بين ملل والروحاء، وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أصبح رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يوم الأحد بملل على ليلة من المدينة ثمّ راح فتعشّى بشرف السيالة وصلّى الصّبح بعرق الظبية. والشرف: موضع بمصر، عن الأديبي، ينسب إليه أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن إسماعيل الشرفي الفقيه الــشافعي الضرير، روى كتاب المزني عن الصابوني، روى عنه أبو الفتح أحمد بن بابشاذ وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبّال، وتوفي في سنة 408. والشرف: من سواد إشبيلية بالأندلس، ينسب إليه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الحاكم الحضرمي الشرفي، كان فقيها مقدما في الأيّام العامرية أديبا خطيبا ممدحا صاحب شرطة المواريث والصلاة والخطبة بجامع قرطبة، روى عن أبي عمر أحمد بن سعيد بن
حزم وغيره، وكان معتنيا بالعلم مكرما لأهله، له رواية ودراية، ومات في شعبان سنة 396، وقال سعد الخير: الشرف بلد بحذاء مدينة إشبيلية يحتوي على قرى كثيرة عليه أشجار الزيتون، وإذا أراد أهل إشبيلية الافتخار قالوا: الشرف تاجها لكثرة خيره. وشرف البعل، ذكر في البعل: صقع بالشام، وقيل: جبل في طريق الحاج من الشام.

شُلانْجِرْد

شُلانْجِرْد:
من نواحي طوس، ينسب إليها أبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشلانجردي، مات بالاسكندرية في جمادى الأولى سنة 533 وصلى عليه السلفي وخلق كثير ودفن في مقبرة بأشلانجرد، وكان شافعي المذهب، استوطن الإسكندرية، وهو صوفيّ ابن صوفيّ، وقد روى عنه جماعة، قال السلفي:
سألته عن مولده فقال سنة 447، وأبوه أبو عبد الله محمد بن أحمد، سمع أبا طاهر القرشي وغيره بالقدس وكتب عنه عمر بن أبي الحسن الدهستاني وهبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وغيرهما.

شِيفِيَا

شِيفِيَا:
ويقال شافيا مثل ما حكيناه ههنا أورده أبو طاهر ابن سلفة وقال: هي قرية على سبعة فراسخ من واسط، وقد نسب إليها أبو العباس أحمد بن علي بن إسماعيل الأزري البطائحي الشيفياني وقال: سمعته بجامع شيفيا يقول: سمعت أبا إسحاق الفيروزآبادي وقد سئل عن حدّ الجهل فقال: قال الــشافعي معرفة المعلوم على خلاف ما هو به، والذي أقوله أنا: تصوّر المعلوم على خلاف ما هو به، وكان أحمد هذا من بيت القضاة وسافر كثيرا ودخل فارس وكرمان صوفيّا، وعلّق على أبي إسحاق الشيرازي ثلاث تعليقات.

طَحَا

طَحَا:
بالفتح، والقصر، الطّحو والدّحو بمعنى:
وهو البسط، وفيه لغتان: طحا يطحو ويطحى، ومنه قوله تعالى: وَالْأَرْضِ وَما طَحاها 91: 6، وطحا:
كورة بمصر شمالي الصعيد في غربي النيل، وإليها ينسب أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك بن سلمة بن سليم الأزدي الحجري المصري الطحاوي الفقيه الحنفي، وليس من نفس طحا وإنما هو من قرية قريبة منها يقال لها طحطوط فكره أن يقال له طحطوطيّ فيظنّ أنه منسوب إلى الضّراط.
وطحطوط: قرية صغيرة مقدار عشرة أبيات، قال الطحاوي: كان أول من كتبت عنه العلم المزني وأخذت بقول الــشافعي، رضي الله عنه، فلما كان بعد سنين قدم إلينا أحمد بن أبي عمران قاضيا على مصر فصحبته وأخذت بقوله، وكان يتفقّه على مذهب الكوفيين، وتركت قولي الأول فرأيت المزنيّ في المنام وهو يقول لي: يا أبا جعفر اعتصبتك، يا أبا جعفر اعتصبتك! ذكر ذلك ابن يونس قال: ومات سنة 321، وكان ثقة ثبتا فقيها عاقلا لم يخلف مثله، ومولده سنة 239، وخرج إلى الشام في سنة 268.

طَنْزَةُ

طَنْزَةُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وزاي، بلفظ واحدة الطنز، وهو السخرية: بلد بجزيرة ابن عمر من ديار بكر، ينسب إليه أبو بكر محمد بن مروان ابن عبد الله القاضي الزاهد الطنزي، روى عن أبي جعفر السمناني وغيره، ومولده سنة 403، وينسب إليها أيضا الوزير أبو عبد الله مروان بن علي بن سلامة ابن مروان الطنزي، وذكر صديقنا الفقيه العماد أبو طاهر إسماعيل بن باطيس فقال: الإمام العالم الزاهد تفقه ببغداد على أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي وبرع في الفقه على مذهب الــشافعي، رضي الله عنه، وعاد إلى بلده فتقدّم به وسكن قلعة فنك وتوجّه رسولا إلى ديوان الخلافة وحدّث بشيء يسير عن أبي بكر بن زهراء، روى عنه الحافظ أبو القاسم الدمشقي وسعد الله بن محمد الدّقاق وكان يصفه بالفضل والعلم ولطف الخاطر، واختصر كتاب صفوة التصوف لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، وتوفي بعد سنة 540، قال: أنشدني حفيده أبو زكرياء يحيى بن الحسين بن أحمد بن مروان بن علي بن سلامة الطنزي بنظاميّة بغداد لجدّ أبيه مروان بن علي:
وإذا دعتك إلى صديقك حاجة ... فأبى عليك فانه المحروم
فالرزق يأتي عاجلا من غيره، ... وشدائد الحاجات ليس تدوم
فاستغن عنه ودعه غير مذمّم، ... إن البخيل بماله مذموم
وممن ينسب إلى طنزة أبو الفضل يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد الطنزي المعروف بالحصكفي الخطيب صاحب الشعر والبلاغة، وإبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم الطنزي، ذكره العماد في الخريدة قال: ذكر لي الفقيه أحمد بن طغان البصروي أنه لقيه في شهر رمضان سنة 568 بباعيناثا وكتب لي بخطه هذه الأبيات:
وإني لمشتاق إلى أرض طنزة ... وإن خانني بعد التفرّق إخواني
سقى الله أرضا إن ظفرت بتربها ... كحلت بها من شدّة الشوق أجفاني
وقال أيضا:
يا زاجرا في حدوه الأيانقا، ... رفقا بها تفديك روحي سائقا
فقد علاها من بدور طنزة ... من ضرب الحسن له سرادقا

شِيرازُ

شِيرازُ:
بالكسر، وآخره زاي: بلد عظيم مشهور معروف مذكور، وهو قصبة بلاد فارس في الإقليم الثالث، طولها ثمان وسبعون درجة ونصف، وعرضها تسع وعشرون درجة ونصف، قال أبو عون: طولها ثمان وسبعون درجة، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة، وقيل: سمّيت بشيراز بن طهمورث، وذهب بعض النحويين إلى أن أصله شرّاز وجمعه شراريز، وجعل الياء قبل الراء بدلا من حرف التضعيف وشبهه بديباج ودينار وديوان وقيراط فإن أصله عندهم دبّاج ودنّار ودوّان وقرّاط، ومن جمعه على شواريز فإن أصله عندهم شورز، وهي مما استجدّ عمارتها واختطاطها في الإسلام، قيل: أول من تولى عمارتها محمد بن القاسم بن أبي عقيل ابن عمّ الحجّاج، وقيل: شبهت بجوف الأسد لأنّه لا يحمل منها شيء إلى جهة من الجهات ويحمل إليها ولذلك سمّيت شيراز، وبها جماعة من التابعين مدفونون، وهي في وسط بلاد فارس، بينها وبين نيسابور مائتان وعشرون فرسخا، وقد ذمّها البشّاري بضيق الدروب وتداني الرواشين من الأرض وقذارة البقعة وضيق الرقعة وإفشاء الفساد وقلة احترام أهل العلم والأدب، وزعم أن رسوم المجوس بها ظاهرة ودولة الجور على الرعايا بها قاهرة، الضرائب بها كثيرة ودور الفسق والفساد بها شهيرة، وخروءهم في الطرقات منبوذة، والرمي بالمنجنيق بها غير منكور، وكثرة قذر لا يقدر ذو الدين أن يتحاشى عنه وروائحه عامة تشقّ الدّماغ، ولا أدري ما عذرهم في ترك حفر الحشوش وإعفاء أزقتهم وسطوحهم من تلك
الأقذار إلا أنها مع ذلك عذبة الماء صحيحة الهواء كثيرة الخيرات تجري في وسطها القنوات وقد شيبت بالأقذار، وأصلح مياههم القناة التي تجيء من جويم، وآبارهم قريبة القعر، والجبال منها قريبة، قالوا:
ومن العجائب شجرة تفّاح بشيراز نصفها حلو في غاية الحلاوة ونصفها حامض في غاية الحموضة، وقد بنى سورها وأحكمها الملك ابن كاليجار سلطان الدولة بن بويه في سنة 436، وفرغ منه في سنة 440، فكان طوله اثني عشر ألف ذراع وعرض حائطه ثمانية أذرع، وجعل لها أحد عشر بابا، وقد نسب إلى شيراز جماعة كثيرة من العلماء في كلّ فنّ، منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ بن يوسف بن عبد الله الفيروزآبادي ثم الشيرازي إمام عصره زهدا وعلما وورعا، تفقه على جماعة، منهم القاضي أبو الطيب الطاهر بن عبد الله الطبري وأبو عبد الله محمد بن عبد الله البيضاوي وأبو حاتم القزويني وغيرهم، ودرّس أكثر من ثلاثين سنة، وأفتى قريبا من خمسين سنة، وسمع الحديث من أبي بكر البرقاني وغيره، ومات ببغداد في جمادى الآخرة سنة 476، وصلى عليه المقتدي بأمر الله أمير المؤمنين، ومن المحدّثين الحسن بن عثمان بن حمّاد ابن حسان بن عبد الرحمن بن يزيد القاضي أبو حسان الزيادي الشيرازي، كان فاضلا بارعا ثقة، ولي قضاء الشرقية للمتوكل وصنّف تاريخا، وكان قد سمع محمد بن إدريس الــشافعي وإسماعيل بن علية ووكيع ابن الجرّاح، روى عنه جماعة، ومات سنة 272، قاله الطبري، ومن الزهاد أبو عبد الله محمد بن خفيف الشيرازي شيخ الصوفية ببلاد فارس وواحد الطريقة في وقته، كان من أعلم المشايخ بالعلوم الظاهرة، صحب رويما وأبا العباس بن عطاء وطاهرا المقدسي وصار من أكابرهم، توفي بشيراز سنة 371 عن نحو مائة وأربع سنين، وخرج مع جنازته المسلمون واليهود والنصارى، ومن الحفّاظ أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن موسى الحافظ الشيرازي أبو بكر، روى عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وأبي سهل بشر بن أحمد الأسفراييني وأبي أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ وغيرهم من مشايخ خراسان والجبل والعراق، وكان مكثرا، روى عنه أبو طاهر بن سلمة وأبو الفضل بن غيلان وأبو بكر الزنجاني وخلق غيرهم، وكان صدوقا ثقة حافظا يحسن علم الحديث جيّدا جدّا، سكن همذان سنين ثم خرج منها إلى شيراز سنة 404 وعاش بها سنين، وأخبرت أنه مات بها سنة 411، وله كتاب في ألقاب الناس، قال ذلك شيرويه، وأحمد بن منصور بن محمد بن عباس الشيرازي الحافظ من الرّحّالين المكثرين، قال الحاكم: كان صوفيّا رحّالا في طلب الحديث من المكثرين من السماع والجمع، ورد علينا نيسابور سنة 338 وأقام عندنا سنين، وكنت أرى معه مصنفات كثيرة في الشيوخ والأبواب، رأيت به الثوري وشعبة في ذلك الوقت، ورحل إلى العراق والشام وانصرف إلى بلده شيراز وصار في القبول عندهم بحيث يضرب به المثل، ومات بها في شعبان سنة 382.

دَوِينُ

دَوِينُ:
بفتح أوله، وكسر ثانيه، وياء مثناة من تحت ساكنة، وآخره نون: بلدة من نواحي أرّان في آخر حدود أذربيجان بقرب من تفليس، منها ملوك الشام بنو أيوب، ينسب إليها أبو الفتوح نصر الله بن منصور بن سهل الدّويني الجيزي، كان فقيها شافعي المذهب، تفقه ببغداد على أبي حامد الغزّالي وسافر إلى خراسان وأقام بنيسابور مدة ثم انتقل إلى بلخ، وسمع الحديث على أبي سعد عبد الواحد بن عبد الكريم القصري وعبد الرزاق بن حسان المنيعي وغيرهما، ذكره أبو سعد في شيوخه فقال: مات ببلخ في سنة 546. ودوين أيضا: من قرى أستوا من أعمال نيسابور، قال أبو الحسن محمد بن محمد الخاوراني:
سمعت بقرية دوين من ناحية أستوا من الفقيه محمد الجويني جزءا يشتمل على ما ورد من الأخبار في الصلاة على رسول الله، صلى الله عليه وسلّم.

سَاقِيَةُ سُلَيمانَ

سَاقِيَةُ سُلَيمانَ:
قرية مشهورة من نواحي واسط، منها القاضي علي بن رجاء بن زهير بن عليّ أبو الحسن ابن أبي الفضل، أقام ببغداد مدّة يتفقّه في مذهب الــشافعي، رضي الله عنه، ورحل إلى الرّحبة وواصل ابن المتقّنة وسمع ببغداد أبا الفضل بن ناصر وغيره ورجع إلى ناحيته فولّي القضاء بها، وكان أبوه قاضيا بها، وولي قضاء آمل أيضا، ومات بواسط منحدرا من بغداد سنة 594، ومولده في سنة 529.

دارُ القُطْنِ

دارُ القُطْنِ:
محلّة كانت ببغداد من نهر طابق بالجانب الغربي بين الكرخ ونهر عيسى بن عليّ، ينسب إليها الحافظ الإمام أبو الحسن عليّ الدّارقطني، رحمه الله، وغيره الحافظ المشهور، روى عن أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داود وخلق لا يحصون، وكان أديبا يحفظ عدّة من الدواوين، منها ديوان السيد الحميري فنسب إلى التشيّع، وتفقّه على مذهب الــشافعي، رضي الله عنه، وأخذ الفقه عن أبي سعيد الإصطخري، وقيل عن صاحب أبي سعيد، ومولده في ذي القعدة سنة 306، ومات في ذي القعدة سنة 385، ودفن قريبا من معروف الكرخي.

خَرْكُوشُ

خَرْكُوشُ:
بفتح أوله، وتسكين ثانيه، وآخره شين، وتفسيرها بالفارسية أذن الحمار: وهي سكة كبيرة بنيسابور، نسب إليها طائفة من أهل العلم، منهم: أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم
الخركوشي الزاهد الواعظ الفقيه الــشافعي المعروف بأعمال البرّ والخير والزهد في الدنيا، وكان عالما فاضلا، رحل إلى العراق والحجاز ومصر وجالس العلماء وصنّف التصانيف المفيدة في علوم الشريعة ودلائل النبوة وسير العبّاد والزهّاد وغيرها، روى عن أبي عمر ونجيد السّلمي وأبي سهل بشر بن أحمد الأسفراييني، روى عنه الحاكم أبو عنبسة وأبو محمد الخلّال وغيرهما، وتفقّه على أبي الحسن الماسرجسي:
وجاور بمكة عدّة سنين وعاد إلى نيسابور وبذل بها نفسه وماله للغرباء والفقراء، وبنى بيمارستان ووقف عليه الوقوف الكثيرة، وتوفي سنة 406 بنيسابور، وقد ذكرناه في الخرجوش، وقال أبو سعد: وقبره بسكة خركوش بنيسابور، ولا أدري أنسب هذا إلى هذه السكة أم نسبت السكة إليه.

عِرْقَةُ

عِرْقَةُ:
بكسر أوله، وسكون ثانيه، وهو مؤنث المذكور آنفا: بلدة في شرقي طرابلس بينهما أربعة فراسخ، وهي آخر عمل دمشق، وهي في سفح جبل، بينها وبين البحر نحو ميل، وعلى جبلها قلعة لها، وقال أبو بكر الهمذاني: عرقة بلد من العواصم بين رفنيّة وطرابلس، ينسب إليها عروة بن مروان العرقي الحرّار كان أمّيّا، يروي عن عبيد الله بن عمر الرّقيّ وموسى بن أعين، روى عنه أيوب بن محمد الوزّان وخير بن عرفة ويونس بن عبد الأعلى وسعيد ابن عثمان التنوخي، وواثلة بن الحسن العرقي أبو الفيّاض، روى عن كثير بن عبيد وعمرو بن عثمان الحمصي ويحيى بن عثمان، روى عنه الطبراني وروى عنه أيضا عبيد الله بن علي الجرجاني، وكان سيف الدولة بن حمدان قد غزاها فقال أبو العباس الصفري شاعره:
أخذت سيوف السبي في عقر دارهم ... بسيفك لما قيل قد أخذ الدّرب
وعرقة قد سقّيت سكانها الرّدى ... ببيض خفاف لا تكلّ ولا تنبو
كأن المنايا أودعت في جفونها، ... فأرواح من حلت به للردى نهب
وإلى عرقة ينسب أبو الحسن أحمد بن حمزة بن أحمد التنوخي العرقي، قال السلفي: أنشدني بالإسكندرية وكان أبو الحسن قرأ عليّ كثيرا من الحديث وعلقت أنا عنه فوائد أدبية، وذكر أنه رأى ابن الصوّاف المقرئ وأبا إسحاق الحبّال الحافظ وأبا الفضل بن الجوهري الواعظ، وسمع الحديث وقرأ القرآن على أبي الحسين الخشاب واللغة على أبي القاسم بن القطّاع والنحو على المعروف بمسعود الدولة الدمشقي، وكان أبوه ولي القضاء بمصر، وسمعت أخاه أبا البركات يقول: ولد أخي سنة 462، ومات بالإسكندرية وحمل في تابوت إلى مصر ودفن بعد أن صلّيت عليه أنا، وكان شافعيّ المذهب بارعا في الأدب، ولم يذكر السلفي وفاته، وأخوه أبو البركات محمد بن حمزة بن أحمد العرقي، قال السلفي: سألته عن مولده فقال في سنة 465 بمصر، ومات سنة 557، وذكر أنه سمع الحديث على الخلعي وابن أبي داود وغيرهما، واللغة على ابن القطاع، وسمع عليّ كثيرا هو وأخوه أبو الحسن، وعلقت عنهما فوائد أدبية، والحسين بن عيسى أبو الرضا الأنصاري الخزرجي العرقي، قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: من أهل عرقة من أعمال دمشق، حدث عن يوسف بن يحيى ومحمد بن عبدة وعبد الله بن أحمد بن أبي مسلم الطرسوسي ومحمد ابن إسماعيل بن سالم الصائغ وعلي بن عبد العزيز البغوي وغيرهم، روى عنه أبو الحسين بن جميع وأبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني الحافظ وغيرهم، قال بطلميوس في كتاب الملحمة: مدينة عرقة طولها إحدى وستون درجة وخمس عشرة دقيقة، وعرضها ست وثلاثون درجة وست عشرة دقيقة في آخر الإقليم الرابع وأول الخامس، طالعها تسع درجات من السنبلة وست وأربعون دقيقة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان وست وأربعين دقيقة، يقابلها مثلها من الجدي، وسط سمائها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان وله شركة في رأس الغول.

الخُضَيرِيّةُ

الخُضَيرِيّةُ:
بلفظ تصغير خضرة، منسوب: محلة كانت ببغداد تنسب إلى خضير مولى صالح صاحب الموصل، وكانت بالجانب الشرقي، وفيها كان سوق الجرار، سكنها محمد بن الطيب بن سعد الصباغ فنسب إليها فقيل الخضيري، كان ثقة، حدث عن أحمد بن سلمان النجار وأبي بكر الــشافعي وأحمد بن يوسف بن خلّاد وغيرهم.

خُنْلِيق

خُنْلِيق:
بضم أوله، وتسكين ثانيه، وكسر لامه، وياء مثناة من تحت، وآخره قاف: بلد بدربند خزران عند باب الأبواب، ينسب إليها حكيم بن إبراهيم بن حكيم اللّكزي الخنليقي الدربندي، كان فقيها شافعيّــا فاضلا ثقة، تفقّه ببغداد على الغزّالي وسمع الحديث الكثير وسكن بخارى إلى أن توفي بها في شعبان سنة 538.

خَوافُ

خَوافُ:
بفتح أوله، وآخره فاء: قصبة كبيرة من أعمال نيسابور بخراسان، يتصل أحد جانبيها ببوشنج من أعمال هراة والآخر بزوزن، يشتمل على مائتي قرية، وفيها ثلاث مدن: سنجان وسيراوند وخرجرد، ينسب إليها جماعة من أهل العلم والأدب، منهم: أبو المظفر أحمد بن محمد بن المظفر الخوافي الفقيه الــشافعي من أصحاب الإمام أبي المعالي الجويني، كان أنظر أهل زمانه وأعرفهم بالجدل وكان الجويني معجبا به، وولي قضاء طوس ونواحيها في آخر أيامه وبقي مدة ثم عزل عنها من غير تقصير بل قصد وحسد، ومات بطوس سنة 500 ودفن بها، قال عبد الغافر: ولم يخلف مثله، وأبو الحسن علي بن القاسم بن علي الخوافي الأديب الشاعر، سمع محمد بن يحيى الذّهلي وأقرانه، روى عنه أبو الطيب أحمد الذهلي، وله مختصر كتاب العين.

خُوَيٌّ

خُوَيٌّ:
بلفظ تصغير خوّ، وقد تقدم تفسيره: يوم من أيامهم في هذا الموضع، ويقال: هو واد من وراء نهر أبي موسى، قال وائل بن شرحبيل:
وغادرنا يزيد لدى خويّ، ... فليس بآئب أخرى الليالي
وقال أبو أحمد العسكري [1] : يوم خويّ يوم بين تميم وبكر بن وائل وهو اليوم الذي قتل فيه يزيد بن القحارية فارس بني تميم، قتله شيبان بن شهاب المسمعي، قال عامر بن الطّفيل:
هلّا سألت، إذا اللّقاح تراوحت، ... هدج الرئال، ولم تبلّ صرارا
إنا لنعجل بالعبيط لضيفنا، ... قبل العيال، ونطلب الأوتارا
ونعدّ أياما لنا ومآثرا ... قدما تبذّ البدو والأمصارا
منها خويّ والذّهاب، وبالصفا ... يوم تمهّد مجد ذاك فسارا
وفي كتاب نصر: خويّ واد يفرغ من فلج من وراء حفر أبي موسى. وخويّ أيضا: بلد مشهور من أعمال أذربيجان حصن كثير الخير والفواكه، ينسب إليها الثياب الخوية، وينسب إليها أيضا أبو معاد عبدان الطبيب الخويّ، يروي عن الجاحظ، روى عنه أبو عليّ القالي ويوسف بن طاهر بن يوسف ابن الحسن الخويّ الأديب أبو يعقوب من أهل خوي، أديب فاضل وفقيه بارع، حسن السيرة رقيق الطبع مليح الشعر مستحسن النظم، كتب لأبي سعد الإجازة وقد كان سكن نوقان طوس وولي نيابة القضاء بها وحمدت سيرته في ذلك، وله تصانيف، من جملتها رسالة تنزيه القرآن الشريف عن وصمة اللحن والتحريف، وقال أبو سعد: وظني أنه قتل في وقعة العرب بطوس سنة 549 أو قبلها بيسير، [1] وفي رواية: أبو حامد العسكري.
وينسب إليها أيضا أبو بكر محمد بن يحيى بن مسلم الخوي، حدث عن جعفر بن إبراهيم المؤذّن، روى عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن إدريس الــشافعي وغيره.

خَيْوَق

خَيْوَق:
بفتح أوله وقد يكسر، وسكون ثانيه، وفتح الواو، وآخره قاف: بلد من نواحي خوارزم وحصن، بينهما نحو خمسة عشر فرسخا، وأهل خوارزم يقولون خيوه وينسبون إليه الخيوقي، وأهلها شافعيــة دون جميع بلاد خوارزم فإنهم حنفية، وهو من شذوذ الكلام لأن الواو صحت فيه وقبلها ياء ساكنة والأصل أن تقلب وتدغم، ومثله في الشذوذ حيوة اسم رجل، والله أعلم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.