Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: دجل

بُزُرْجَسَابُور

بُزُرْجَسَابُور:
بضمتين، وراء ساكنة، وجيم مفتوحة: من طساسيج بغداد، وحدّه في أعلى بغداد العلث قرب حربى من شرقي دجلــة، قال البحتري:
ضيعة للزمان عندي وعكس، ... إذ تولّى بزرجاسبور حبس

بَرطُلَّى

بَرطُلَّى:
بالفتح، وضم الطاء، وتشديد اللام وفتحها، بالقصر والإمالة: قرية كالمدينة في شرقي دجلــة الموصل من أعمال نينوى، كثيرة الخيرات والأسواق والبيع والشّراء، يبلغ دخلها كل سنة عشرين ألف دينار حمراء، والغالب على أهلها النصرانية، وبها جامع للمسلمين وأقوام من اهل العبادة والتزهد، ولهم بقول وخسّ جيد يضرب به المثل، وشربهم من الآبار.

بَرْدِيجُ

بَرْدِيجُ:
بسكون الراء، وكسر الدال، وياء ساكنة، وجيم: مدينة بأقصى أذربيجان، بينها وبين برذعة أربعة عشر فرسخا، والماء يحيط بها في نهر يقارب دجلــة في العظم يقال له الكرّ، ينسب إليها الحافظ أبو بكر أحمد بن هارون بن روح البرديجي، سمع نصر بن علي الجهضمي وبكار بن قتيبة وسعيد ابن أيوب الواسطي وغيرهم، روى عنه جعفر بن أحمد ابن سنان القطّان وسليمان الطبراني وابن عدي وغيره، وقال حمزة بن يوسف السّهمي: سألت الدارقطني عن أبي بكر البرديجي فقال: ثقة مأمون جبل، مات في شهر رمضان سنة 301، وهو أحد أركان الحديث.

دَيرُ سابُر

دَيرُ سابُر:
قرب بغداد بين قرية يقال لها المزرفة وأخرى يقال لها الصالحية، وفي الجانب الغربي من دجلــة قرية يقال لها بزوغى، وهي قرية عامرة نزهة كثيرة البساتين، وقد ذكر هذا الدير الحسين بن الضحاك الخليع فقال:
وعواتق باشرت بين حدائق ... ففضضتهنّ وقد عنين محاحا
أتبعت وخزة تلك وخزة هذه ... حتى شربت دماءهنّ جراحا
أبرزتهنّ من الخدور حواسرا، ... وتركت صون حريمهنّ مباحا
في دير سابر والصباح يلوح لي، ... فجمعت بدرا والصباح وراحا
ومنعّم نازعت فضل وشاحه ... وكسوته من ساعديّ وشاحا
ترك الغيور يعضّ جلدة زنده، ... وأمال أعطافا عليّ ملاحا
ففعلت ما فعل المشوق بليلة ... عادت لذاذتها عليّ صباحا
فاذهب بظنك كيف شئت وكلّه ... مما اقترفت تغطرسا وجماحا
ودير سابر: من نواحي دمشق، سكنها عمر بن محمد ابن عبد الله بن زيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي، سماه ابن أبي الفجار وذكر أنه كان يسكن دير سابر من إقليم خولان، ذكره في تاريخ دمشق وذكره أيضا عتبة بن معاوية بن عثمان بن زيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي.

طاهِرٌ

طاهِرٌ:
من قولهم: طهر الشيء فهو طاهر، حريم بني طاهر بن الحسين: من محالّ بغداد الغربية وهي على ضفة دجلــة، وهي اليوم متفردة في وسط الخراب وعليها سور وأسواق وعمارة، وقد نسب إليها طائفة من المحدثين كثيرة فتارة ينسبون الحريميّ وتارة الطاهريّ، وقد ذكرنا شيئا من خبره في الحريم.

دَيرُ الشياطينِ

دَيرُ الشياطينِ:
بين مدينة بلد والموصل، وهو بين جبلين في فم الوادي بالقرب من أوسل مشرف على دجلــة في موضع حسن الهواء والرواء، وفيه يقول السري الرفاء:
عصى الرشاد وقد ناداه مذ حين، ... وراكض الغيّ في تلك الميادين
ما حنّ شيطانه الآتي إلى بلد ... إلا ليقرب من دير الشياطين
وفتية زهَّر الآداب بينهم ... أبهى وأنضر من زهر البساتين
مشوا إلى الراح مشي الرّخّ وانصرفوا، ... والراح تمشي بهم مشي الفرازين
تفرّغوا بين أعطان الهياكل في ... تلك الجنان وأقمار الدواوين
حتى إذا أنطق الناقوس بينهم ... مزنّر الخصر روميّ القرابين
يرى المدامة دينا، حبّذا رجل ... يعتدّ لذة دنياه من الدين
وقال فيه الخباز البلدي:
رهبان دير سقوني الخمر صافية ... مثل الشياطين في دير الشياطين
غدوا سراعا كأمثال السهام بدت ... من القسيّ وراحوا كالعراجين

مُحَلِّمٌ

مُحَلِّمٌ:
بالضم ثم الفتح، وكسر اللام المشددة: عين محلّم، وقد ذكرت اشتقاقه وأمره في عين محلّم، وقد يضاف ولا يضاف، وقال خبّال بن شبّة بن غيث بن مخزوم بن ربيعة بن مالك بن قطيعة بن عبس جاهليّ:
أبني جذيمة نحن أهل لوائكم، ... وأقلّكم يوم الطعان جبانا
كانت لنا كرم المواطن عادة ... تصل السيوف إذا قصرن خطانا
وبهنّ أيام المشقّر والصّفا ... ومحلّم يبكي على قتلانا
وقال الأعشى:
ونحن غداة العين يوم فطيمة ... منعنا بني شيبان شرب محلّم
وقال الحفصي: محلّم بالبحرين وهو نهر لعبد القيس، قال عبد الله بن السبط:
سقيت المطايا ماء دجلــة بعد ما ... شربن بفيض من خليجي محلّم

لُبنَانٌ

لُبنَانٌ:
بالضم، وآخره نون، قال رجل لآخر: لي إليك حويجة، فقال: لا أقضيها حتى تكون لبنانيّة، أي مثل لبنان، وهو اسم جبل، وهو فعلان منصرف، كذا قال الأزهري، ولبنان:
جبل مطلّ على حمص يجيء من العرج الذي بين مكة والمدينة حتى يتصل بالشام، فما كان بفلسطين فهو جبل الحمل، وما كان بالأردن فهو جبل الجليل، وبدمشق سنير، وبحلب وحماة وحمص لبنان، ويتصل بأنطاكية والمصّيصة فيسمى هناك اللّكّام ثم يمتدّ إلى ملطية وسميساط وقاليقلا إلى بحر الخزر فيسمى هناك القبق، وقيل: إن في هذا الجبل سبعين لسانا لا يعرف كل قوم لسان الآخرين إلا بترجمان، وفي هذا الجبل المسمى بلبنان كورة بحمص جليلة وفيه من جميع الفواكه والزرع من غير أن يزرعها أحد، وفيه يكون الأبدال من الصالحين، وقال أحمد بن الحسين بن حيدرة المعروف بابن الخراساني الطرابلسي:
دعوني لقا في الحرب أطفو وأرسب، ... ولا تنسبوني فالقواضب تنسب
وإن جهلت جهّال قومي فضائلي ... فقد عرفت فضلي معدّ ويعرب
ولا تعتبوني إذ خرجت مغاضبا، ... فمن بعض ما في ساحل الشام يغضب
وكيف التذاذي ماء دجلــة معرقا ... وأمواه لبنان ألذّ وأعذب!
فما لي وللأيام، لا درّ درّها، ... تشرّق بي طورا وطورا تغرّب؟

الكُوفَةُ

الكُوفَةُ:
بالضم: المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق ويسمّيها قوم خدّ العذراء، قال أبو بكر محمد ابن القاسم: سميت الكوفة لاستدارتها أخذا من قول العرب: رأيت كوفانا وكوفانا، بضم الكاف وفتحها، للرميلة المستديرة، وقيل: سميت الكوفة كوفة لاجتماع الناس بها من قولهم: قد تكوّف الرمل، وطول الكوفة تسع وستون درجة ونصف، وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلثان، وهي في الإقليم الثالث، يتكوّف تكوّفا إذا ركب بعضه بعضا، ويقال: أخذت الكوفة من الكوفان، يقال: هم في
كوفان أي في بلاء وشر، وقيل: سميت كوفة لأنها قطعة من البلاد، من قول العرب: قد أعطيت فلانا كيفة أي قطعة، ويقال: كفت أكيف كيفا إذا قطعت، فالكوفة قطعة من هذا انقلبت الياء فيها واوا لسكونها وانضمام ما قبلها، وقال قطرب:
يقال القوم في كوفان أي في أمر يجمعهم، قال أبو القاسم: قد ذهبت جماعة إلى أنها سميت كوفة بموضعها من الأرض وذلك أن كل رملة يخالطها حصباء تسمى كوفة، وقال آخرون: سميت كوفة لأن جبل ساتيدما يحيط بها كالكفاف عليها، وقال ابن الكلبي:
سميت بجبل صغير في وسطها كان يقال له كوفان وعليه اختطت مهرة موضعها وكان هذا الجبل مرتفعا عليها فسمّيت به، فهذا في اشتقاقها كاف، وقد سمّاها عبدة بن الطبيب كوفة الجند فقال:
إن التي وضعت بيتا مهاجرة ... بكوفة الجند غالت ودّها غول
وأما تمصيرها وأوّليته فكانت في أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في السنة التي مصرّت فيها البصرة وهي سنة 17، وقال قوم: إنها مصّرت بعد البصرة بعامين في سنة 19، وقيل سنة 18، قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: لما فرغ سعد بن أبي وقّاص من وقعة رستم بالقادسية وضمّن أرباب القرى ما عليهم بعث من أحصاهم ولم يسمهم حتى يرى عمر فيهم رأيه، وكان الدهاقين ناصحوا المسلمين ودلوهم على عورات فارس وأهدوا لهم وأقاموا لهم الأسواق ثم توجه سعد نحو المدائن إلى يزدجرد وقدم خالد بن عرفطة حليف بني زهرة بن كلاب فلم يقدر عليه سعد حتى فتح خالد ساباط المدائن ثم توجه إلى المدائن فلم يجد معابر فدلوه على مخاضة عند قرية الصيادين أسفل المدائن فأخاضوها الخيل حتى عبروا وهرب يزدجرد إلى إصطخر فأخذ خالد كربلاء عنوة وسبى أهلها فقسّمها سعد بين أصحابه ونزل كل قوم في الناحية التي خرج بها سهمه فأحيوها فكتب بذلك سعد إلى عمر فكتب إليه عمر أن حوّلهم، فحوّلهم إلى سوق حكمة، ويقال إلى كويفة ابن عمر دون الكوفة، فنقضوا فكتب سعد إلى عمر بذلك، فكتب إليه: إن العرب لا يصلحها من البلدان إلا ما أصلح الشاة والبعير فلا تجعل بيني وبينهم بحرا وعليك بالريف، فأتاه ابن بقيلة فقال له: أدلك على أرض انحدرت عن الفلاة وارتفعت عن المبقّة؟
قال: نعم، فدلّه على موضع الكوفة اليوم وكان يقال له سورستان، فانتهى إلى موضع مسجدها فأمر غاليا فرمى بسهم قبل مهبّ القبلة فعلم على موقعه ثم غلا بسهم قبل مهب الشمال فعلم على موقعه ثم علم دار إمارتها ومسجدها في مقام الغالي وفيما حوله، ثم أسهم لنزار وأهل اليمن سهمين فمن خرج اسمه أولا فله الجانب الشرقي وهو خيرهما فخرج سهم أهل اليمن فصارت خططهم في الجانب الشرقي وصارت خطط نزار في الجانب الغربي من وراء تلك الغايات والعلامات وترك ما دون تلك العلامات فخط المسجد ودار الإمارة فلم يزل على ذلك، وقال ابن عباس: كانت منازل أهل الكوفة قبل أن تبنى أخصاصا من قصب إذا غزوا قلعوها وتصدّقوا بها فإذا عادوا بنوها فكانوا يغزون ونساؤهم معهم، فلما كان في أيام المغيرة بن شعبة بنت القبائل باللّبن من غير ارتفاع ولم يكن لهم غرف، فلما كان في أيام إمارة زياد بنوا أبواب الآجرّ فلم يكن في الكوفة أكثر أبواب الآجرّ من مراد والخزرج، وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد أن اختط موضع المسجد الجامع على عدة مقاتلتكم، فخط على أربعين ألف إنسان، فلما قدم زياد زاد فيه عشرين ألف إنسان وجاء بالآجرّ وجاء بأساطينه من الأهواز،
قال أبو الحسن محمد بن علي بن عامر الكندي البندار أنبأنا علي بن الحسن بن صبيح البزاز قال: سمعت بشر ابن عبد الوهاب القرشي مولى بني أمية وكان صاحب خير وفضل وكان ينزل دمشق ذكر أنه قدر الكوفة فكانت ستة عشر ميلا وثلثي ميل وذكر أن فيها خمسين ألف دار للعرب من ربيعة ومضر وأربعة وعشرين ألف دار لسائر العرب وستة آلاف دار لليمن، أخبرني بذلك سنة 264، وقال الشعبي: كنّا نعدّ أهل اليمن اثني عشر ألفا وكانت نزار ثمانية آلاف، وولى سعد بن أبي وقاص السائب بن الأقرع وأبا الهيّاج الأسدي خطط الكوفة فقال ابن الأقرع لجميل بن بصبهري دهقان الفلوجة: اختر لي مكانا من القرية، قال: ما بين الماء إلى دار الإمارة، فاختط لثقيف في ذلك الموضع، وقال الكلبي: قدم الحجاج بن يوسف على عبد الملك بن مروان ومعه أشراف العراقيين، فلما دخلوا على عبد الملك بن مروان تذاكروا أمر الكوفة والبصرة فقال محمد بن عمير العطاردي:
الكوفة سفلت عن الشام ووبائها وارتفعت عن البصرة وحرّها فهي بريّة مريئة مريعة إذا أتتنا الشمال ذهبت مسيرة شهر على مثل رضراض الكافور وإذا هبّت الجنوب جاءتنا ريح السواد وورده وياسمينه وأترنجه، ماؤنا عذب وعيشنا خصب، فقال عبد الملك بن الأهتم السعدي: نحن والله يا أمير المؤمنين أوسع منهم بريّة وأعدّ منهم في السرية وأكثر منهم ذرّيّة وأعظم منهم نفرا، يأتينا ماؤنا عفوا صفوا ولا يخرج من عندنا إلا سائق أو قائد، فقال الحجاج: يا أمير المؤمنين إن لي بالبلدين خبرا، فقال: هات غير متّهم فيهم، فقال: أما البصرة فعجوز شمطاء بخراء دفراء أوتيت من كل حليّ، وأما الكوفة فبكر عاطل عيطاء لا حليّ لها ولا زينة، فقال عبد الملك: ما أراك إلا قد فضّلت الكوفة، وكان عليّ، عليه السلام، يقول: الكوفة كنز الإيمان وحجة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث شاء، والذي نفسي بيده لينتصرن الله بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز، وكان سلمان الفارسي يقول: أهل الكوفة أهل الله وهي قبّة الإسلام يحنّ إليها كلّ مؤمن، وأما مسجدها فقد رويت فيه فضائل كثيرة، روى حبّة العرني قال: كنت جالسا عند عليّ، عليه السّلام، فأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين هذه راحلتي وزادي أريد هذا البيت أعني بيت المقدس، فقال، عليه السّلام:
كل زادك وبع راحلتك وعليك بهذا المسجد، يعني مسجد الكوفة، فإنه أحد المساجد الأربعة ركعتان فيه تعدلان عشرا فيما سواه من المساجد والبركة منه إلى اثني عشر ميلا من حيث ما أتيته وهي نازلة من كذا ألف ذراع، وفي زاويته فار التنور وعند الأسطوانة الخامسة صلى إبراهيم، عليه السّلام، وقد صلى فيه ألف نبيّ وألف وصيّ، وفيه عصا موسى والشجرة اليقطين، وفيه هلك يغوث ويعوق وهو الفاروق، وفيه مسير لجبل الأهواز، وفيه مصلّى نوح عليه السّلام، ويحشر منه يوم القيامة سبعون ألفا ليس عليهم حساب ووسطه على روضة من رياض الجنة وفيه ثلاث أعين من الجنة تذهب الرّجس وتطهّر المؤمنين، لو علم الناس ما فيه من الفضل لأتوه حبوا، وقال الشعبي: مسجد الكوفة ستة أجربة وأقفزة، وقال زادانفرّوخ: هو تسعة أجربة، ولما بنى عبيد الله بن زياد مسجد الكوفة جمع الناس ثم صعد المنبر وقال: يا أهل الكوفة قد بنيت لكم مسجدا لم يبن على وجه الأرض مثله وقد أنفقت على كل أسطوانة سبع عشرة مائة ولا يهدمه إلا باغ أو جاحد، وقال عبد الملك بن عمير: شهدت زيادا وطاف بالمسجد فطاف به وقال: ما أشبهه بالمساجد
قد أنفقت على كل أسطوانة ثماني عشرة مائة، ثم سقط منه شيء فهدمه الحجاج وبناه ثم سقط بعد ذلك الحائط الذي يلي دار المختار فبناه يوسف بن عمر، وقال السيد إسماعيل بن محمد الحميري يذكر مسجد الكوفة:
لعمرك! ما من مسجد بعد مسجد ... بمكة ظهرا أو مصلّى بيثرب
بشرق ولا غرب علمنا مكانه ... من الأرض معمورا ولا متجنّب
بأبين فضلا من مصلّى مبارك ... بكوفان رحب ذي أواس ومخصب
مصلّى، به نوح تأثّل وابتنى ... به ذات حيزوم وصدر محنّب
وفار به التنور ماء وعنده ... له قيل أيا نوح في الفلك فاركب
وباب أمير المؤمنين الذي به ... ممرّ أمير المؤمنين المهذّب
عن مالك بن دينار قال: كان علي بن أبي طالب إذا أشرف على الكوفة قال:
يا حبّذا مقالنا بالكوفة ... أرض سواء سهلة معروفه
تعرفها جمالنا العلوفه
وقال سفيان بن عيينة: خذوا المناسك عن أهل مكة وخذوا القراءة عن أهل المدينة وخذوا الحلال والحرام عن أهل الكوفة، ومعما قدّمنا من صفاتها الحميدة فلن تخلو الحسناء من ذامّ، قال النجاشي يهجو أهلها:
إذا سقى الله قوما صوب غادية ... فلا سقى الله أهل الكوفة المطرا
التاركين على طهر نساءهم، ... والنائكين بشاطي دجلــة البقرا
والسارقين إذا ما جنّ ليلهم، ... والدارسين إذا ما أصبحوا السّورا
ألق العداوة والبغضاء بينهم ... حتى يكونوا لمن عاداهم جزرا
وأما ظاهر الكوفة فإنها منازل النعمان بن المنذر والحيرة والنجف والخورنق والسدير والغريّان وما هناك من المتنزهات والديرة الكبيرة فقد ذكرت في هذا الكتاب حيث ما اقتضاه ترتيب أسمائها، ووردت رامة بنت الحسين بن المنقذ بن الطمّاح الكوفة فاستوبلتها فقالت:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... وبيني وبين الكوفة النّهران؟
فإن ينجني منها الذي ساقني لها ... فلا بدّ من غمر ومن شنآن
وأما المسافات فمن الكوفة إلى المدينة نحو عشرين مرحلة، ومن المدينة إلى مكة نحو عشر مراحل في طريق الجادّة، ومن الكوفة إلى مكة أقصر من هذا الطريق نحو من ثلاث مراحل لأنه إذا انتهى الحاجّ إلى معدن النّقرة عدل عن المدينة حتى يخرج إلى معدن بني سليم ثم إلى ذات عرق حتى ينتهي إلى مكة، ومن حفّاظ الكوفة محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي، سمع بالكوفة عبد الله بن المبارك وعبد الله ابن إدريس وحفص بن غياث ووكيع بن الجرّاح وخلقا غيرهم، وروى عنه محمد بن يحيى الذّهلي وعبد الله بن يحيى الذهلي وعبد الله بن يحيى بن حنبل وأبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان الثوري وأبو عبد الله البخاري ومسلم بن الحجاج وأبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي وابن ماجة القزويني وأبو عروة المراي وخلق سواهم،
وكان ابن عقدة يقدّمه على جميع مشايخ الكوفة في الحفظ والكثرة فيقول: ظهر لابن كريب بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث، وكان ثقة مجمعا عليه، ومات لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة 243، وأوصى أن تدفن كتبه فدفنت.

كَسْكَرُ

كَسْكَرُ:
بالفتح ثم السكون، وكاف أخرى، وراء، معناه عامل الزرع: كورة واسعة ينسب إليها الفراريج الكسكرية لأنها تكثر بها جدّا، رأيتها أنا، تباع فيها أربعة وعشرون فرّوجا كبارا بدرهم واحد، قال ابن الحجاج:
ما كان قطّ غذاءها ... إلا الدجاج المصدر
والبط يجلب إليها لكن يجلب من بعض أعمال كسكر، وقصبتها اليوم واسط القصبة التي بين الكوفة والبصرة، وكانت قصبتها قبل أن يمصّر الحجاج واسطا خسرو سابور، ويقال إن حدّ كورة كسكر من الجانب الشرقي في آخر سقي النهروان إلى أن تصبّ دجلــة في البحر كله من كسكر فتدخل فيه على هذا البصرة ونواحيها، فمن مشهور نواحيها: المبارك، وعبدسي، والمذار، ونغيا، وميسان، ودستميسان، وآجام البريد، فلما مصّرت العرب الأمصار فرّقتها، ومن كسكر أيضا في بعض الروايات: إسكاف العليا، وإسكاف السفلى، ونفّر، وسمّر، وبهندف، وقرقوب، وقال الهيثم بن عدي: لم يكن بفارس كورة أهلها أقوى من كورتين كورة سهلية وكورة جبلية، أما السهلية فكسكر وأما الجبلية فأصبهان، وكان خراج كل واحدة منهما اثني عشر ألف ألف مثقال، قالوا: وسميت كسكر بكسكر بن طهمورث الملك الذي هو أصل الفرس، وقد ذكر في فارس، وقال آخرون: معنى كسكر بلد الشعير بلغة أهل هراة، وقال عبيد الله بن الحرّ:
أنا الذي أجليتكم عن كسكر ... ثم هزمت جمعكم بتستر
ثم انقضضت بالخيول الضّمّر ... حتى حللت بين وادي حمير
وسمع عمران بن حطّان قوما من أهل البصرة أو الكوفة يقولون: ما لنا وللخروج وأرزاقنا دارّة وأعطياتنا جارية وفقرنا نائم، فقال عمران بن حطّان:
فلو بعثت بعض اليهود عليهم ... تؤمّهم أو بعض من قد تنصّرا
لقالوا: رضينا إن أقمت عطاءنا ... وأجريت ما قد سنّ من برّ كسكرا

كُرَّمِيَّةُ

كُرَّمِيَّةُ:
بضم أوله، وتشديد ثانيه، وكسر ميمه، وتشديد ياء النسبة: قرية من أعمال الموصل من المروج على دجلــة، ينسب إليها عمر بن كويز، بواو ممالة، ابن عبد الله بن الحسن أبو خليل الماراني الكرّمي خطيبها هو وأبوه وجدّه من قبله، وكان والده تفقّه على مذهب الشافعي وطلب أن يتولى قضاء الناحية فتورّع ولم يجب، وتوفي ولده الخطيب عمر سنة 615.

الكُحَيْلُ

الكُحَيْلُ:
تصغير الكحل: موضع بالجزيرة وكان فيه يوم للعرب، قال أحمد بن الطيّب السرخسي الفيلسوف: الكحيل مدينة عظيمة على دجلــة بين الزابين فوق تكريت من الجانب الغربي، ذكر ذلك في رحلة المعتضد لحربه خمارويه في سنة 271، وأما الآن فليس لهذه المدينة خبر ولا أثر. والكحيل في بلاد هذيل، قال سلمى بن المقعد القرمي ثم الهذلي:
ولولا اتقاء الله حين ادّخلتم ... لكم صرط بين الكحيل وجهور
لأرسلت فيكم كل سيد سميذع ... أخي ثقة في كلّ يوم مذكّر

مدينة السّلامِ

مدينة السّلامِ:
وهي بغداد، واختلف في سبب تسميتها بذلك فقيل لأن دجلــة يقال لها وادي السلام، وقال موسى بن عبد الرحيم النسائي: كنت جالسا عند عبد العزيز بن أبي روّاد فأتاه رجل فقال له: من أين أنت؟ فقال: من بغداد، قال: لا تقل بغداد فإن بغ صنم وداد أعطى، ولكن قل مدينة السلام فإن الله هو السلام والمدائن كلها له، فكأنهم قالوا مدينة الله، وقيل: سماها المنصور مدينة السلام تفاؤلا بالسلامة، وقال الحافظ أبو موسى: روى أبو بكر محمد بن الحسن النقّاش عن يحيى بن صاعد فدلّسه فقال حدثنا يحيى بن محمد بن عبد الملك المديني يعني مدينة السلام، ذكره الخطيب وأورده، كذا قال أبو موسى.

كارُ

كارُ:
بعد الألف راء: قرية من قرى أصبهان، ينسب إليها أبو الطيب عبد الجبار بن الفضل بن محمد بن أحمد الكاري، سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ وإسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ الأصبهاني وأبو الخير محمد بن أحمد بن محمد ابن عمر بن الباغبان، وعلي بن أحمد بن محمد بن علي بن عيسى بن مردة الكاري أبو الحسن، حدث عن القبّاب، كتب عنه علي بن سعيد البقّال، وكار أيضا: قرية بأذربيجان، وكار أيضا: قرية مقابل الموصل من شرقيها قرب دجلــة، ينسب إليها أبو محمد الفتح بن سعيد الكاري الموصلي، كان زاهدا من أقران بشر الحافي والسريّ السّقطي، أدرك عيسى ابن يونس وامرأته وروى عنه، ومات سنة 220، وليس بفتح بن محمد بن وشاح الموصلي، وأبو جعفر محمد بن الحارث الكاري، قال أبو زكرياء محمد بن الياس الموصلي في كتابه في طبقات أهل الموصل:
كان فاضلا كثير الرواية فيما ذكر لي حسن العقل والمعرفة، مات بالحدث سنة 215، وأبو عبد الله الكاري، حدث عن علي بن الحسن القطّان، حدث عنه الحسين بن سعيد بن مهران شيخ لأبي زكرياء أيضا.

قصر عِيسَى

قصر عِيسَى:
هو منسوب إلى عيسى بن علي بن عبد الله ابن عباس، وهو أول قصر بناه الهاشميون في أيام المنصور ببغداد وكان على شاطئ نهر الرّفيل عند مصبه في دجلــة، وهو اليوم في وسط العمارة من الجانب الغربي وليس للقصر أثر الآن إنما هناك محلة كبيرة ذات سوق تسمى قصر عيسى، وقد روي أن المنصور زار عيسى بن علي ومعه أربعة آلاف رجل فتغدّى عنده وجميع خاصته ودفع إلى كل رجل من الجند زنبيل فيه خبز وربع جدي ودجاجة وفرخان وبيض ولحم بارد وحلاوي فانصرفوا كلهم مسمّطين ذلك، فلما أراد المنصور أن ينصرف قال لعيسى: يا أبا العباس لي حاجة، قال: ما هي يا أمير المؤمنين فأمرك طاعة؟ قال: تهب لي هذا القصر، قال: ما بي ضنّ عنك به ولكنّي أكره أن يقول الناس إن أمير المؤمنين زار عمه فأخرجه من قصره وشرّده وشرّد عياله، وبعد فإن فيه من حرم أمير المؤمنين ومواليه أربعة آلاف نفس فإن لم يكن بدّ من أخذه فليأمر لي أمير المؤمنين بفضاء يسعني ويسعهم أضرب فيه مضارب وخيما أنقلهم إليها إلى أن أبني لهم ما يواريهم، فقال له المنصور: عمرّ الله بك منزلك يا عم وبارك لك فيه! ثم نهض وانصرف، وإلى عيسى هذا ينسب نهر عيسى الذي ببغداد، وقصر عيسى أيضا: بالبصرة بالخريبة، قال الأصمعي: قال لي الفضل بن الربيع: يا أصمعي من أشعر أهل زمانك؟
قلت: أبو نواس حيث يقول:
أما ترى الشمس حلّت الحملا ... وطاب وزن الزمان واعتدلا؟
فقال: والله إنه لشاعر فطن ذهن ولكن أشعر منه الذي يقول في قصر عيسى بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بالخريبة:
يا وادي القصر نعم القصر والوادي ... من منزل حاضر إن شئت أو بادي
ترى قراقيره والعيس واقفة ... والضبّ والنون والملّاح والحادي
يعني ابن أبي عيينة المهلّبي.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.