Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: دجلة

زُغَرُ

زُغَرُ:
بوزن زفر، وآخره راء مهملة، قال أبو منصور: قال اللحياني زخرت دجلة وزغرت أي مدّت، وزغر كلّ شيء: كثرته والإفراط فيه، قال أبو صخر:
بل قد أتاني ناصح عن كاشح ... بعداوة ظهرت، وزغر أقاول
كذا نقلته من خطه سواء، قال: وزغر قرية بمشارف الشام، وإياها عنى أبو دؤاد الإيادي حيث قال:
ككتابة الزّغريّ غشّا ... ها من الذّهب الدّلامص
قال: وقيل زغر اسم بنت لوط، عليه السلام، نزلت بهذه القرية فسميت باسمها، وقال حاتم الطائي:
سقى الله ربّ الناس سحّا وديمة ... جنوب السراة من مآب إلى زغر
بلاد امرئ لا يعرف الذّمّ بيته، ... له المشرب الصافي ولا يطعم الكدر
وجاء ذكر زغر في حديث الجسّاسة، وهي دابّة في جزائر البحر تتجسّس الأخبار وتأتي بها إلى الدّجّال وتسمّى دابّة الأرض، وعين زغر تغور في آخر الزمان، وهي من علامات القيامة، روى الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت: خرج علينا رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، في حرّ الظهيرة فخطبنا وقال:
إني لم أجمعكم لرغبة ولا لرهبة ولكن لحديث حدّثينه تميم الداري منعني سروره القائلة، حدثني أن نفرا من قومه أقبلوا في البحر فأصابهم ريح عاصف فألجأتهم إلى جزيرة فإذا هم بدابّة، قالوا لها: ما أنت؟ قالت:
أنا الجسّاسة، قلنا: أخبرينا الخبر، قالت: إن أردتم الخبر فعليكم بهذا الدير فإن فيه رجلا بالأشواق إليكم، قال: فأتيناه، فقال: أنّى نبغتم؟ فأخبرناه، فقال: ما فعلت بحيرة طبرية؟ قلنا: تدفق بين جوانبها، قال: ما فعلت نخل عمّان وبيسان؟ قلنا: يجتنيها أهلها، قال: فما فعلت عين زغر؟ قلنا: يشرب منها أهلها، قال: فلو يبست نفذت من وثاقي فوطئت بقدمي كلّ منهل إلّا مكّة والمدينة، وحدثني الثقة أن زغر هذه في طرف البحيرة المنتنة في واد هناك، بينها وبين البيت المقدس ثلاثة أيّام، وهي من ناحية الحجاز، ولهم هناك زروع، قال ابن عبّاس، رضي الله عنه: لما هلك قوم لوط مضى لوط، عليه السلام، وبناته يريدون الشام فماتت الكبرى من بناته وكان يقال لها ريّة فدفنت عند عين هناك فسميت باسمها عين ريّة، ثمّ ماتت بعد ذلك الصغرى وكان اسمها زغر فدفنت عند عين فسميت عين زغر، وهذه في واد وخم رديء في أشأم بقعة إنما يسكنه أهله لأجل الوطن وقد يهيج فيهم في بعض الأعوام مرض فيفني كلّ من فيه أو أكثرهم، فحدثني الوزير الأكرم، أطال الله بقاءه، قال: بلغني أن في بعض الأعوام هاج بهم ذلك حتى أهلك أكثرهم، وكان هناك دار من أعيان منازلهم وفيها جماعة تزيد على العشرة أنفس فوقع فيهم الموت واحدا بعد واحد حتى لم يبق منهم إلّا رجل واحد فرجع يوما من المقبرة فدخل تلك الدار فاستوحش وحده فجلس على دكة هناك وأفكر ساعة ثمّ رفع رأسه قبل السماء وقال: يا ربيبي وعزّتك لئن استمررت على هذا لتفنينّ العالم في مدّة يسيرة ولتقعدن على عرشك وحدك، وقيل: قال لتقعدن على عرشك وحيدك، هكذا قال بالتصغير في ربي ووحدك لأن من عادة تلك البلاد إذا أحبّوا شيئا خاطبوه بالتصغير على سبيل التحنّن والتلطّف.

زُرْفامِيَةُ

زُرْفامِيَةُ:
ويقال زرفانية، بضم أوّله، وسكون ثانيه، وفاء، وبعد الألف ميم أو نون ثمّ ياء مثناة من تحت: قرية كبيرة من نواحي قوسان، وهي نواحي الزاب الأعلى الذي بين واسط وبغداد وليس بالزاب الذي بين إربل والموصل، وهي من غربي دجلة على شاطئها، وهي الآن خراب ليس إلّا آثارها عند مصبّ الزاب الأعلى، وفيها يقول علي ابن نصر بن بسّام:
ودهقان طيّ تولّى العراق ... وسقي الفرات وزرفاميه
ينسب إليها عبد الصمد بن يوسف بن عيسى النحوي الضرير، قرأ على ابن الخشاب وأقام بواسط يقرئ النحو ويفيد أهلها إلى أن مات في سنة 576.

الزَّاوِيَةُ

الزَّاوِيَةُ:
بلفظ زاوية البيت، عدة مواضع، منها:
قرية بالموصل من كورة بلد. والزاوية: موضع قرب البصرة كانت به الوقعة المشهورة بين الحجاج وعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث قتل فيها خلق كثير من الفريقين، وذلك في سنة 83 للهجرة، وبين واسط والبصرة قرية على شاطئ دجلة يقال لها الزاوية ومقابلها أخرى يقال لها الهنيئة. والزاوية أيضا: موضع قرب المدينة فيه كان قصر أنس بن مالك، رضي الله عنه، وهو على فرسخين من المدينة.
والزاوية أيضا: من أقاليم أكشونية بالأندلس.

الرَّمْلَةُ

الرَّمْلَةُ:
واحدة الرّمل: مدينة عظيمة بفلسطين وكانت قصبتها قد خربت الآن، وكانت رباطا للمسلمين، وهي في الإقليم الثالث، طولها خمس وخمسون درجة وثلثان، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وثلثان، وقال المهلبي: الرملة من الإقليم الرابع، وقد نسب إليها قوم من أهل العلم. والرملة: محلة خربت نحو شاطئ دجلة مقابل الكرخ ببغداد. والرملة أيضا:
قرية لبني عامر من بني عبد القيس بالبحرين. والرملة:
محلة بسرخس، ينسب إليها جماعة، منهم: أبو القاسم صاعد بن عمر الرملي شيخ عالم، سمع السيد أبا المعالي محمد بن زيد الحسيني والسيد أبا القاسم علي ابن موسى الموسوي وغيرهما، ذكره أبو سعد في مشيخته قال: توفي في حدود سنة 570. ورملة بني وبر: في أرض نجد، ينسب إلى وبر بن الأضبط بن كلاب، فأما رملة فلسطين فبينها وبين البيت المقدس ثمانية عشر يوما، وهي كورة من فلسطين، وكانت دار ملك داود وسليمان ورحبعم بن سليمان، ولما ولي الوليد بن عبد الملك وولّى أخاه سليمان جند فلسطين نزل لدّ ثمّ نزل الرملة ومصّرها، وكان أوّل ما بنى فيها قصره ودارا تعرف بدار الصباغين واختط المسجد وبناه، وذكر البشاري أن السبب في عمارته لها أنّه كان له كاتب يقال له ابن بطريق سأل أهل لدّ جارا كان للكنيسة أن يعطوه إيّاه ويبني فيه منزلا له فأبوا عليه، فقال: والله لأخربنها، يعني الكنيسة، ثمّ قال لسليمان: إن أمير المؤمنين، يعني عبد الملك، بنى في مسجد بيت المقدس على هذه الصخرة قبّة فعرف له ذلك وإن الوليد بنى مسجد دمشق فعرف له ذلك فلو بنيت مسجدا ومدينة ونقلت الناس إلى المدينة، فبنى مدينة الرملة ومسجدها فكان ذلك سبب خراب لدّ، فلمّا مات الوليد واستخلف سليمان بن عبد الملك وكان موضعها رملة، فسليمان اختطها وصار موضع بلد الرملة بعد الصباغين آبارا عذبة ولم تكن الرملة قبل سليمان بن عبد الملك، أذن للناس أن يبنوا فبنوا مدينة الرملة واحتفر لهم القناة التي تدعى بردة واحتفر أيضا آبارا عذبة وصارت بعد ذلك لورثة صالح بن علي لأنّها قبضت مع أموال بني أميّة، وكان بنو أمية ينفقون على آبار الرملة وقناتها، فلمّا استخلف بنو العبّاس أنفقوا عليها أيضا، وكان الأمر في تلك النفقة يخرج في كلّ سنة من خليفة بعد خليفة، فلمّا استخلف المعتصم أسجل بذلك سجلا فانقطع الاستئمار وصارت النفقة يحتسب بها للعمّال، وشربهم من الآبار الملحة، والمترفون لهم بها صهاريج مقفلة، وكانت أكثر البلاد صهاريج مع كثرة الفواكه وصحة الهواء، واستنقذها صلاح الدين يوسف بن أيّوب في سنة 583 من الأفرنج وخرّبها خوفا من استيلاء الأفرنج عليها مرّة أخرى في سنة 587، وبقيت على ذلك الخراب إلى الآن، وكان أبو الحسن علي بن محمد التهامي الشاعر أقام بها وصار خطيبها وتزوّج بها وولد له ولد فمات بها فقال يرثيه:
أبا الفضل طال اللّيل أم خانني صبري ... فخيّل لي أن الكواكب لا تسري؟
أرى الرملة البيضاء بعدك أظلمت ... فدهري ليل ليس يفضي إلى فجر
وما ذاك إلّا أن فيه وديعة ... أبى ربّها أن تستردّ إلى الحشر
بنفسي هلال كنت أرجو تمامه، ... فعاجله المقدار في غرّة الشّهر
وهي قصيدة ذكرتها في كتابي في أخبار الشعراء مع أختها:
حكم المنيّة في البريّة جاري
وقد سكن الرملة جماعة من العلماء والأئمة فنسبوا إليها، منهم: أبو خالد يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الرملي الهمداني، روى عن اللّيث ابن سعد والمفضّل بن فضالة، وروى عنه أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وأبو زرعة الرازي، ومات سنة 232، وموسى بن سهل بن قادم أبو عمران الرملي أخو علي بن سهل، سمع يسرة بن صفوان وأبا الجماهر وآدم بن أبي إياس وجماعة غيرهم من هذه الطبقة، روى عنه أبو داود في سننه وأبو حاتم الرازي وابنه عبد الرحمن وأبو بكر بن خزيمة وغيرهم، مات بالرملة سنة 262 في جمادى الأولى، وعبد الله بن محمد بن نصر بن طويط، ويقال طويث، أبو الفضل البزّاز الرملي الحافظ، سمع بدمشق هشام بن عمار ودحيما وهشام بن خالد ابن أحمد بن ذكوان ووارث بن الفضل العسقلاني ونوح بن حبيب القومسي وغيرهم، روى عنه أبو أحمد بن عدي وأبو سعيد بن الأعرابي وأبو عمرو فضالة وأبو بكر عبد الله بن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي وسليمان بن أحمد الطبراني وغيرهم، وهذه الرملة أراد كثيّر بقوله:
حموا منزل الأملاك من مرج راهط ... ورملة لدّ أن تباح سهولها
لأن لدّ مدينة كانت قبل الرملة خربت بعمارتها.

رَحا البِطْريق

رَحا البِطْريق:
ببغداد على الصّراة، حدث أبو زكرياء، ولا أعرفه، قال: دخلت على أبي العبّاس الفضل بن الربيع يوما فوجدت يعقوب بن المهدي عن يمينه ومنصور بن المهدي عن يساره ويعقوب بن الربيع عن يمين يعقوب بن المهدي وقاسما أخاه عن يسار منصور بن المهدي، فسلّمت فأومأ بيده إليّ بالانصراف، وكان من عادته إذا أراد أن يتغدّى معه أحد من جلسائه أو أهل بيته أمر غلاما له يكنى أبا حيلة أن يردّه إلى مجلس في داره حتى يحضر غداؤه ويدعو به، قال: فخرجت فردّني أبو حيلة فدخلت فإذا عيسى بن موسى كاتبه قاعد فجلسنا حتى حضر الغداء فأحضرني وأحضر كتّابه وكانوا أربعة: عيسى ابن موسى بن أبيروز وعبد الله بن أبي نعيم الكلبي وداود بن بسطام ومحمد بن المختار، فلمّا أكلنا جاءوا بأطباق الفاكهة فقدّموا إلينا طبقا فيه رطب فأخذ الفضل منه رطبة فناولها ليعقوب بن المهدي وقال له:
إن هذا من بستان أبي الذي وهبه له المنصور، فقال له يعقوب: رحم الله أباك فإنّي ذكرته أمس وقد اجتزت على الصراة برحا البطريق فإذا أحسن موضع فإذا الدور من تحتها والسوق من فوقها وماء غزير حادّ الجرية، فقال له: فمن البطريق الذي نسبت هذه الرحا إليه، أمن موالينا هو أم من أهل دولتنا أم من الغرب؟ فقال له الفضل: أنا أحدّثك حديثه:
لما أفضت الخلافة إلى أبيك المهدي، رضي الله عنه، قدم عليه بطريق كان قد أنفذه ملك الروم مهنّئا له فأوصلناه إليه وقرّبناه منه فقال المهدي للربيع:
قل له يتكلّم، فقال الربيع للترجمان ذلك، فقال البطريق: هو بريّ من دينه وإلّا فهو حنيف مسلم إن كان قدم لدينار أو لدرهم ولا لغرض من أغراض الدنيا ولا كان قدومه إلّا شوقا إلى وجه الخليفة، وذلك أنّا نجد في كتبنا أن الثالث من آل بيت النبي، صلّى الله عليه وسلّم، يملأها عدلا كما ملئت جورا فجئنا اشتياقا إليه، فقال الربيع للترجمان:
تقول له قد سرّني ما قلت ووقع مني بحيث أحببت
ولك الكرامة ما أقمت والحباء إذا شخصت وبلادنا هذه بلاد ريف وطيب فأقم بها ما طابت لك ثمّ بعد ذلك فالإذن إليك، وأمر الربيع بإنزاله وإكرامه، فأقام أشهرا ثمّ خرج يوما يتنزّه ببراثا وما يليها، فلمّا انصرف اجتاز إلى الصراة فلمّا نظر إلى مكان الأرحاء وقف ساعة يتأمّله، فقال له الموكلون به:
قد أبطأت فإن كانت لك حاجة فأعلمنا إيّاها، فقال: شيء فكّرت فيه، فانصرف، فلمّا كان العشي راح إلى الربيع وقال له: أقرضني خمسمائة ألف درهم، قال: وما تصنع بها؟ قال: أبني لأمير المؤمنين مستغلّا يؤدّي في السنة خمسمائة ألف درهم، فقال له الربيع: وحقّ الماضي، رحمه الله، وحياة الباقي، أطال الله بقاءه، لو سألتني أن أهبها لغلامك ما خرجت إلّا ومعه، ولكن هذا أمر لا بدّ من إعلام الخليفة إيّاه وقد علمت أن ذاك كذلك.
ثمّ دخل الربيع على المهدي وأعلمه فقال: ادفع إليه خمسمائة ألف وخمسمائة ألف وجميع ما يريد بغير مؤامرة، قال: فدفع ذلك الربيع إليه فبنى الأرحاء المعروفة بأرحاء البطريق، فأمر المهدي أن تدفع غلّتها إليه، وكانت تحمل إليه إلى سنة 163، فإنّه مات فأمر المهدي أن تضمّ إلى مستغلّه، وقال: كان اسم البطريق طارات بن الليث بن العيزار بن طريف بن القوق بن مروق، ومروق كان الملك في أيّام معاوية، وقال كاتب من أهل البندنيجين يذم مصر بأبيات ذكرت في مصر وبعدها:
يا طول شوقي واتّصال صبابتي، ... ودوام لوعة زفرتي وشهيقي
ذكر العراق فلم تزل أجفانه ... تهمي عليه بمائها المدفوق
ونعيم دهر أغفلت أيّامنا ... بالكرخ في قصف وفي تفنيق
وبنهر عيسى أو بشاطئ دجلة ... أو بالصّراة إلى رحا البطريق
سقيا لتلك مغانيا ومعارفا ... عمرت بغير البخل والتضييق
ما كان أغناه وأبعد داره ... عن أرض مصر ونيلها الممحوق
لا تبعدنّ صريم عزمك بالمنى، ... ما أنت بالتقييد بالمخفوق
فز بالرّجوع إلى العراق وخلّها، ... يمضي فريق بعد جمع فريق

زَوَزَانُ

زَوَزَانُ:
بفتح أوّله وثانيه ثمّ زاي أخرى، وآخره نون: كورة حسنة بين جبال أرمينية وبين أخلاط وأذربيجان وديار بكر والموصل، وأهلها أرمن وفيها طوائف من الأكراد، قال صاحب الفتوح:
لما فتح عياض بن غنم الجزيرة وانتهى إلى قردى وبازبدى أتاه بطريق الزّوزان فصالحه عن أرضه على إتاوة، وذلك في سنة 19 للهجرة، وقال ابن الأثير: الزّوزان ناحية واسعة في شرقي دجلة من جزيرة ابن عمر، وأوّل حدوده من نحو يومين من الموصل إلى أوّل حدود خلاط وينتهي حدّها إلى أذربيجان إلى أوّل عمل سلماس، وفيها قلاع كثيرة حصينة، وكلّها للأكراد البشنوية والبختية، فمن قلاع البشنوية قلعة برقة وقلعة بشير، وللبختية قلعة جرذقيل، وهي أجلّ قلعة لهم، وهي كرسي ملكهم، وآتيل وعلّوس، وبإزاء الحرّاء لأصحاب الموصل ألقي وأروخ وباخوخه وبرخو وكنكور ونيروه وخوشب.

دَيرُ مَرْيُحنَّا

دَيرُ مَرْيُحنَّا:
إلى جانب تكريت على دجلة، وهو كبير عامر كثير القلّايات والرهبان مطروق مقصود وينزل به المجتازون ولهم فيه ضيافة، وله غلّات ومزارع، وهو للنسطورية، وعلى بابه صومعة عبدون الراهب رجل من الملكانية بنى الصومعة ونزلها فصارت تعرف به، وفيه يقول عمر بن عبد الملك الورّاق العنزي:
أرى قلبي قد حنّا ... إلى دير مريحنّا
إلى غيطانه الفسخ ... إلى بركته الغنّا
إلى ظبي من الإنس ... يصيد الإنس والجنّا
إلى غصن من الآس ... به قلبي قد حنّا
إلى أحسن خلق الله ... إن قدّس أو غنّى
فلما انبلج الصبح ... نزلنا بيننا دنّا
ولما دارت الكاس ... أدرنا بيننا لحنا
ولما هجع السّمّا ... رنمنا وتعانقنا

دير مِدْيانَ

دير مِدْيانَ:
على نهر كرخايا قرب بغداد، وكرخايا:
نهر يشق من المحوّل الكبير ويمرّ على العباسية ويشق الكرخ ويصب في دجلة، وكان قديما عامرا وكان الماء فيه جاريا ثم انقطعت جريته بالبثوق التي انفتحت في الفرات، وقد ذكر في بابه، وهو دير حسن نزه يقصده أهل اللهو، وفيه يقول الحسين الخليع:
حثّ المدام فإن الكأس مترعة ... بما يهيج دواعي الشوق أحيانا
إني طربت لرهبان مجاوبة، ... بالقدس بعد هدوّ الليل، رهبانا
فاستنفرت شجنا مني ذكرت به ... كرخ العراق وأحزانا وأشجانا
فقلت، والدمع من عينيّ منحدر، ... والشوق يقدح في الأحشاء نيرانا:
يا دير مديان لا عرّيت من سكن ... ما هجت من سقم يا دير مديانا
هل عند قسك من علم فيخبرني ... أن كيف يسعد وجه الصبر من بانا
سقيا ورعيا لكرخايا وساكنه ... بين الجنينة والروحاء من كانا
وروى غير الشابشتي هذا الشعر في دير مرّان وأنشده كذا، والصواب ما كتب لتقارب هذه الأمكنة المذكورة بعضها من بعض، والله أعلم.

دير مانَخايال

دير مانَخايال:
وهو دير بانخايال: وهو بأعلى الموصل على ميل منها مشرف على دجلة ذو كروم ونزه حسن، وهو دير ميخائيل أيضا، وله ثلاثة أسام، وقد قال فيه الخالدي:
بمانخايال إن حاولتما طلبي ... فأنتما تجداني ثمّ مطروحا
يا صاحبيّ هو العمر الذي جمعت ... فيه المنى فاغدوا بالدير أو روحا

دَيرُ قوطَا

دَيرُ قوطَا:
بالبردان من نواحي بغداد على شاطئ دجلة بين البردان وبغداد، وهو نزه كثير البساتين والمزارع، وفيه يقول عبد الله بن العباس بن الفضل ابن الربيع:
يا دير قوطا لقد هيّجت لي طربا ... أزاح عن قلبي الأحزان والكربا
كم ليلة فيك واصلت السرور بها ... لما وصلت به الأدوار والنّخبا
في فتية بذلوا في القصف ما ملكوا ... وأنفقوا في التصابي العرض والنّشبا
وشادن ما رأت عيني له شبها ... في الناس لا عجما منهم ولا عربا
إذا بدا مقبلا ناديت وا طربا، ... وإن مضى معرضا ناديت وا حربا
أقمت بالدير حتى صار لي وطنا ... من أجله ولبست المسح والصّلبا
وصار شمّاسه لي صاحبا وأخا، ... وصار قسيسه لي والدا وأبا

دير القِبابِ

دير القِبابِ:
من نواحي بغداد، قال ابن حجاج:
يا خليليّ صرّفا لي شرابي ... بين درتا والدير دير القباب
أسفر الصبح فاسقياني وقد كا ... ن من الليل وجهه في نقاب
وانظرا اليوم كيف قد ضحك الزه ... ر إلى الروض من بكاء السحاب
إن صحوي، وماء دجلة يجري ... تحت غيم يصوب، غير صواب
أتركاني ممن يعيّر بالشي ... ب وينعى إليّ عهد الشباب
فبياض البازيّ أحسن لونا، ... إن تأملت، من سواد الغراب
ولعمر الشباب ما كان عنّي ... أول الراحلين من أحبابي

زُورٌ

زُورٌ:
بضم أوّله، وسكون ثانيه، وآخره راء، معناه الباطل: موضع، قال فيه شاعر يصف إبلا:
وتعالت زورا والزّور: صنم كان في بلاد الدّاور من أرض السند من ذهب مرصع بالجواهر. والزور: نهر يصبّ في دجلة قرب ميّافارقين.

ساتِيدَما

ساتِيدَما:
بعد الألف تاء مثناة من فوق مكسورة، وياء مثناة من تحت، ودال مهملة مفتوحة ثمّ ميم، وألف مقصورة، أصله مهمل في الاستعمال في كلام العرب، فإمّا أن يكون مرتجلا عربيّا لأنّهم قد أكثروا من ذكره في شعرهم وإمّا أن يكون عجميّا، قال العمراني: هو جبل بالهند لا يعدم ثلجه أبدا، وأنشد:
وأبرد من ثلج ساتيدما ما، ... وأكثر ماء من العكرش
وقال غيره: سمّي بذلك لأنّه ليس من يوم إلّا ويسفك فيه دم، كأنّه اسمان جعلا اسما واحدا ساتي دما، وساتي وسادي بمعنى، وهو سدّى الثوب، فكأنّ الدماء تسدّى فيه كما يسدّى الثوب، وقد مدّه البحتري فقال:
ولما استقلّت في جلولا ديارهم ... فلا الظهر من ساتيدماء ولا اللحف
وأنشد سيبويه لعمرو بن قمئة:
قد سألتني بنت عمرو عن ال ... أرض التي تنكر أعلامها
لما رأت ساتيدما استعبرت، ... لله درّ اليوم من لامها!
تذكّرت أرضا بها أهلها، ... أخوالها فيها وأعمامها
وقال أبو النّدى: سبب بكائها أنّها لما فارقت بلاد قومها ووقعت إلى بلاد الروم ندمت على ذلك، وإنّما أراد عمرو بن قمئة بهذه الأبيات نفسه لا بنته فكنّى عن نفسه بها، وساتيدما: جبل بين ميّافارقين وسعرت، وكان عمرو بن قمئة قال هذا لما خرج مع امرئ القيس إلى ملك الروم، وقال الأعشى:
وهرقلا يوم ذي ساتيدما ... من بني برجان ذي الباس رجح
وقد حذف يزيد بن مفرغ ميمه فقال:
فدير سوى فساتيدا فبصري
قلت: وهذا يدلّ على أن هذا الجبل ليس بالهند وأن العمراني وهم، وقد ذكر غيره أن ساتيدما هو الجبل المحيط بالأرض، منه جبل بارما وهو الجبل المعروف بجبل حمرين وما يتصل به قرب الموصل والجزيرة وتلك النواحي، وهو أقرب إلى الصحة، والله أعلم، وقال أبو بكر الصولي في شرح قول أبي نواس:
ويوم ساتيدما ضربنا بني ال ... أصفر والموت في كتائبها
قال: ساتيدما نهر بقرب أرزن وكان كسرى أبرويز وجّه إياس بن قبيصة الطائي لقتال الروم بساتيدما فهزمهم فافتخر بذلك، وهذا هو الصحيح، وذكره في بلاد الهند خطأ فاحش، وقد ذكر الكسروي فيما أوردناه في خبر دجلة عن المرزباني عنه فذكر نهرا بين آمد وميّافارقين ثمّ قال: ينصبّ إليه وادي ساتيدما وهو خارج من درب الكلاب بعد أن ينصبّ إلى وادي ساتيدما وادي الزّور الآخذ من الكلك، وهو موضع ابن بقراط البطريق من ظاهر أرمينية، قال:
وينصب أيضا من وادي ساتيدما نهر ميّافارقين، وهذا كلّه مخرجه من بلاد الروم، فأين هو والهند؟ يا لله للعجب! وقول عمرو بن قمئة: لما رأت ساتيدما، يدل على ذلك لأنّه قاله في طريقه إلى ملك الروم حيث سار مع امرئ القيس، وقال أبو عبيدة: ساتيدما جبل يذكر أهل العلم أنّه دون الجبال من بحر الروم إلى بحر الهند.

العَتِيقَةُ

العَتِيقَةُ:
بفتح أوله، وكسر ثانيه، بلفظ ضدّ الجديد: محلة ببغداد في الجانب الغربي ما بين طاق الحرّاني إلى باب الشعير وما اتصل به من شاطئ دجلة، وسمّيت العتيقة لأنها كانت قبل عمارة بغداد
قرية يقال لها سونايا، وهي التي ينسب إليها العنب الأسود، وكانت منازل هذه القرية في مكان هذه المحلة وما حولها كان مزارع وبساتين.

الصّافِيَةُ

الصّافِيَةُ:
بلفظ ضد الكدرة: بليدة كانت قرب دير قنّى في أواخر النهروان قرب النعمانية، خرج منها جماعة من الكتّاب الأعيان أصحاب الدواوين الجليلة، كانت مشرفة على دجلة وقد خربت مع خراب النهروان، وآثار حيطانها باقية إلى الآن.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.