Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: خمسون

بسكر

بسكر
: (بَسْكَرَةُ) ، أَهملَه الجماعةُ، وَهُوَ (بالكَسْر ويُفْتَحُ) ومثلُه فِي المَراصِد، والمَسْمُوعُ مِن أَهلها خاصَّةً ومِن الشُّيُوخ الفَتْحُ دُونَ الكَسْرِ، قالَه شيخُنَا. قلتُ: وبالفَتْحِ ضَبَطَه الشَّرَف الدُّمْيَاطِيُّ فِي السِّفْرِ الثَّانِي مِن مُعْجَم شُيُوخِه فِي ترجمةِ شَيْخِه الفَضْلِ بنِ الْقَاسِم البَسْكَرِيِّ: (د، بالمَغْرِب) ، هِيَ أُمُّ بِلَاد الزّابِ، وقاعدةُ أَمْصَارِ الجَرِيدِ، و (تُعرَفُ بِبَسْكَرَةِ النَّخِيلِ) وَفِي (الاسْتبْصَار فِي أَخبارِ الأَمْصَار) : بَسْكَرَةُ: كُورَةٌ فِيهَا مُدُنٌ، وقاعِدَتُها بَسْكَرَةُ النَّخِيلِ، وَهِي مدينةٌ كبيرةٌ، كثيرةُ النَّخْل والزَّيْتُونِ وأَصنافِ الثِّمَار، وَهِي مدينةٌ مُسَوَّرَةٌ عَلَيْهَا خَنْدَقٌ، وَبهَا جامعٌ ومساجدُ وحَمّامَاتٌ كثيرةٌ، وحَوَالَيْهَا بساتينُ كثيرةٌ، وفيهَا غابةٌ كبيرةٌ مِقدار سِتَّةِ أَميالٍ، فِيهَا أَجناسُ الثِّمَارِ، حولَها رياضٌ خارجةٌ عَن الخَنْدَقِ، وداخِلُها آبارٌ كثيرةٌ، وَفِي دَاخل المدينةِ جَناتٌ يَدْخُلُ إِليها الماءُ مِن النهْر، وَبهَا جَبَلُ مِلْح يُقْطَعُ مِنْهُ صَخْرٌ كبيرٌ جَلِيلٌ، وشُرْبُها مِن نَهْرٍ كبيرٍ، يَجْرِي فِي جَوْفِها، يَنْحَدِرُ مِن جَبَلِ أُوراسَ. وقلَه شيخُنا. (مِنْهَا: الحافِظُ) الضّابِطُ (عليُّ بنُ جُبَارةَ) بنِ محمّدِ بنِ عُقَيْلِ بنِ سَوادةَ (أَبو القاسمِ الهُذَلِيُّ) ، هاكذا فِي النُّسَخ الَّتِي بأَيدِينا، والصَّوابُ أَنه يُوسُفُ بنُ عليِّ بنِ جُبَارَاَ، كَمَا فِي تَارِيخ الذَّهَبِيِّ وَابْن عَساكر، وَهُوَ الَّذِي كُنْيَتُه أَبو القاسِمِ، قيل: هُوَ مِن ذُرِّيَّةِ أَبي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ، وسَاق نَسَبَه ابنُ ماكُولا، وُلِدَ سنة 403 هـ، وأَخَذَ عَن أَبي نُعَيمٍ الأَصْبَهَانيِّ، وقَرَأَ على أَي عليَ الواسِطِيِّ، وعَمِلَ اخْتِيَارا فِي القِراءَات. قلتُ: وَفِي تَارِيخ الذَّهَبِيّ: هُوَ أَحَدُ الجَوْالِينَ فِي الدُّنيا فِي طَلَبِ القِراءَات، لَقِيَ فِي هاذا الشَّأْنِ فِي رِحْلَته ثَلاثَمِائَةٍ وخمسينَ شيْخاً، وصَنَّف الكامِلَ فِي المَشْهُورة والشُّواذّ، وَفِيه خَمْسُونَ رِوَايَة مِن أَلْفِ طَرِيقٍ وأَكثرَ، وكانَ يَحْضُرُ مَجلسَ أَبي القاسِمِ القُشَيْرِيِّ. تُوُفِّيَ تَقْرِيبًا فِي سنة 460 هـ.
قلتُ: ويُنْسَبُ إِلى هاذا الْبَلَد أَيضاً:
أَبو العَبّاس أَحمدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ أَحمدَ البِسْكَرِيُّ، قَدِمَ مصرَ سنة 516، هُوَ بخطِّ المُنْذِرِيِّ بكسرِ أَوَّلِه.
وأَبو جعفرٍ محمّدُ بنُ عُمَرَ البِسْكَرِيُّ، سَمِعَ الكثيرَ، مَاتَ سنة 804 هـ بِمصْر.

قرطش

قرطش
. أَقْرِيطِشُ، بفَتْحِ أَوّلهِ ويُكْسَرُ أَيْضاً، كَمَا نقَلَه ياقُوتٌ، وكَسْرِ الرّاءِ والطّاءِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وصاحِبُ اللِّسَانِ، والصّاغَانِيُّ، وَقَالَ ياقُوتَ: اسْمُ جَزِيرَة مَشْهُورَة ببَحْرِ الرُّومِ، أيَ ببَحْرِ المَغْرِبِ، كَمَا قالَهُ ياقُوت، فِيها مُدُنٌ وقُرىً، يُقَابِلُها مِنْ برِّ إِفْرِيقِيَّةَ بُونَةُ، دَوْرُهَا ثَلاثُمِائَةٍ وخَمْسُونَ مِيلاً، أَو مَسِيرَةُ

سرقسط

سرقسط
سَرَقُسْطَةُ، بفتحِ السِّينِ والرَّاءِ وضمّ الْقَاف، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ وصَاحِبُ اللِّسَانِ. وقالَ الصَّاغَانِيّ: د، بالأَندلس تتَّصِلُ أَعمالُها بأَعمالِ تُطِيلَةَ، كَمَا فِي العُبَاب. وقالَ شَيْخُنَا: هِيَ من أَعْجَبِ بلادِ الأَندلُس وأَكْبَرِها وأَكْثَرِها فَواكِهَ، وَلها أَعْمالٌ كثيرةٌ: مُدُنٌ وقُرى وحُصُونٌ مسافَةَ أَرْبَعينَ مِيلاً، وَلَا يدخُلُها عقربٌ وَلَا حيَّةٌ إلاَّ ماتَتْ، وَلَا يُسَوِّسُ فِيهَا شيءٌ من الطَّعامِ والأَخْشابِ والثِّيابِ، نَقَلَ ذلِكَ الشِّهابُ المَقَّرِيُّ فِي نَفْحِ الطِّيبِ. وَقَدْ خرجَ مِنْهَا أَعْلامٌ كالسَّرَقُسْطِيِّ صَاحِب الأَفْعالِ.
وغيرُ واحدٍ، وأَبو الطَّاهرِ محمَّدُ بنُ يوسُفَ السَّرَقُسْطِيُّ صاحبُ المَقاماتِ التَّمِيمِيَّةِ اللُّزُومِيَّة، وَهِي خمسونَ مَقامَةً. وسَرَقُسْطَةُ أَيْضاً: د، بنواحي خُوارِزْمَ، عَن العِمْرَانِيّ الخُوارِزْمِيِّ، كَمَا فِي العُبَاب. قُلْتُ: ولعلَّ هَذَا الأَخيرَ سَراي قُسْطَة بإِضافَةِ السَّراي إِلَى قُسْطَةُ. وقُسْطَةُ: اسمُ رَجُلٍ نُسِبَ إِلَيْه السَّرَايُ، فتأَمَّلْ.

أُفٍّف

أُفٍّف
) } أفَّ، {يَؤُفَّ، بالضَّمِّ، قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: وَقَالُوا:} يَئفُّ أَيضاً، أَي بالكَسْرِ، وَلم يذْكُرْهُ ابنُ مَالِكٍ فِي الَّلامِيَّةِ، وَكَذَا فِي شُرُوحِ التَّسْهيلِ، وَلَا اسْتَدْرَكَهُ أَبو حَيَّانَ، وَهُوَ القِيَاسُ، وقَوْلُ شَيْخِنَا: فيَحْتَاجُ إِلَى ثَبْتٍ. قلتُ: وَقد نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ فِي الجَمْهَرَةِ كَمَا عَرَفْتَ، ونَاهِيكَ بِه ثِقَةً ثَبْثاً، وَعنهُ نَقَلَ الصَّاغَانِيُّ فِي العُبَابِ، وصاحِبُ اللِّسَانِ:! تَأَفَّفَ مِنْ كَرْبٍ أَوْ ضَجَرٍ. وَ {أُفِّ: كَلِمَةُ تَكَرُّهٍ وقولُه تَعالَى:) فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ (قَالَ القُتَيْبِيُّ: أَي لَا تَسْتَثْقِلْ مِن أَمْرِهِمَا شَيْئاً، وتَضِقْ صَدْراً بِهِ، وَلَا تُغْلِظْ لَهما، قَالَ: والناسُ يَقُولُونَ لِمَا يَسْتَثْقِلُونَ ويَكْرَهُونَ: أُفٍّ لَهُ، وأَصْلُ هَذَا نَفْخُكَ للشَّيْءِ يسْقُطُ عليكَ مِن تُرَابٍ أَو رَمَادٍ، وللْمَكَانِ تُرِيدُ إِمَاطَةَ أَذىً عَنهُ، فقيلَتْ لكُلِّ مُستَثْقَلٍ، وَقَالَ الزَّجّاجُ: لَا تَقُلْ لَهُمَا مَا فِيه أَدْنَى تَبَرُّمٍ إِذا كَبِرَا أَو أَسَنَّا، بل تَوَلَّ خِدْمَتَهُمَا.
وفِي الحَدِيث:) فَأَلْقَى طَرَفَ ثَوْبِهِ عَلَى أَنْفِهِ، وَقَالَ: أَفٍّ أفٍّ (قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: مَعْنَاه الاسْتِقْذَارُ لِمَا شَمَّ، وَقيل: مَعْنَاه الاحْتِقَارُ والاسْتِقْلالُ، وَهُوَ صَوْتٌ إِذا صَوَّتَ بِهِ الإِنْسَانُ عُلِمَ أَنَّهُ مُتَضَجِّرٌ مُتَكَرِّهٌ. قد} أَفَّفَ {تَأْفِيفاً كَمَا فِي الصِّحاحِ،} وتَأَفَّفَ بِهِ: قَالَهَا لَهُ، وَلَيْسَ بفِعْلٍ مَوْضُوعٍ عَلَى أَفَّ عِنْد سِيبَويْه وَلكنه مِن بابِ سَبَّحَ وهَلَّلَ، إِذا قَالَ سُبْحَانَ الله، وَلَا إِلهَ إِلاَّ الله، وَمِنْه حديثُ عائشةَ لأَخِيهَا عبدِ الرحمنِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا:) فَخَشِيتُ أَنْ! تَتَأَفَّفَ بِهِمْ نِسَاؤُك تَعْنِى أَوْلاَدَ أَخِيهَا مُحَمَّد بنِ أَبِي بَكْرٍ حينَ قُتِلَ بمِصْرَ.
ولُغَاتُهَا أَرْبْعُونَ، ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ مِنْهَا سِتَّةً عَن الأَخْفَشِ، وَزَاد ابنُ مَالِكٍ عَلَيْهَا أَرْبَعَةً، فصارالمجموعُ عشرَة، وَقد نَظَمَهَا فِي بيتٍ وَاحِد كَمَا سيأْتي بَيَانُه: أَن بِالضَّمِّ، وتُثَلَّثُ الْفَاءُ وَهِي ثَلَاثَة وتنوين الْفَاء أَيضاً، فَيُقَال: أُفُّ وأُفٌّ وأَفِّ وأُفٍّ وأُفَّ وأُفّاً، كلُّ ذلِكَ مَعَ ضَمِّ الهَمْزَةِ، فصارتْ سِتَّةً، وَهِي الَّتِي نَقَلَهَا الجَوْهَرِيُّ عَن الأَخْفَشِ.
قَالَ الفَرَّاءُ: قُرِئَ: أُفِّ، بالكَسْرِ بغَيْرِ تَنْوِينٍ، وأُفٍّ، بالتَّنْوِين، فَمن خَفَضَ ونُوَّنَ ذهَب إِلَى أَنه صَوْتٌ لَا يُعْرَفُ مَعْنَاهُ إِلاَّ بالنُّطْقِ بِه، فخَفَضُوه، كَمَا تُخْفَضُ الأَصْوَاتُ، ونَوَّنُوهُ كَمَا قَالَتِ العَرَبُ: سمعتُ طَاقٍ طَاقٍ، لِصَوْتِ الضَّرْبِ وسمعتُ تِغٍ تِغٍ، لِصَوْتِ الضَّحِكِ، وَالَّذين لم يُنَوِّنُوا وخَفْضُوا، قالُوا: أُفِّ، عَلَى ثلاثةِ أَحْرُفٍ، وأَكْثَرُ الأَصْواتِ عَلَى حَرْفَيْنِ، مثلَ صَهٍ وتِغٍ ومَهٍ، فذلِكَ الَّذِي يُخْفَضُ ويُنَوَّنُ لأَنَّهُ مُتَحَرِّكُ الأَوّلِ، ولَسْنَا مُضْطَرِّين إِلَى حركةِ الثَّانِي من الأَدَوَاتِ وأَشْبَاهِها، فخُفِضَ بالنُّونِ، كَذَا فِي التَّهْذِيب. وَقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ، مَن قَالَ: {أُفّاً لَكَ، نَصَبُه عَلَى) مَذْهَبِ الدُّعاءِ، كَما يُقالُ، ويلاً للكَافِرِينَ، وَمن قَالَ: أُفٍّ لَك، رَفعه بِاللَّامِ كَمَا يُقَال ويل للْكَافِرِينَ وَمن قَالَ أُفٍّ لَك خَفَضَهُ عَلَى التَّشْبِيه بالأَصْواتِ.
وتُخَفَّفُ فِيهِمَا، أَي فِي المُنَوَّن وغيرِه، فيُقَال: أُفٌّ أُفُّ، وأُفٍّ وأُفِّ،} وأُفّاً وأُفَّ، فهذِه سِتَّةٌ، وقرأَ ابنُ عَبّاسٍ:) فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا {أُفَ (خَفِيفَةً مَفْتُوحَةً عَلَى تَخْفِيف الثَّقِليَةِ، مثل رُبَ، وقِيَاسُه التَّسْكِينُ بعدَ التَّخْفِيفِ، فيُقَال:} أُفْ، كطُفْ، لأَنَّهُ لَا يَجْتَمِعُ سَاكِنَان، لكِنَّهُ تُرِكَ عَلَى حَرَكَتِه ليَدُلَّ عَلَى أَنها ثقيلةٌ خُفِّفَتْ، وأُفّ، مُشَدَّدَةُ الْفاءِ بالجَمْعِ بَين السَّاكنيْنِ، وَهُوَ جائزٌ عندَ بعضِ القُرَّاءِ، كَمَا مَر بَحْثُه فِي قَولِه تَعَالَى:) فَمَا اسْطَاعُوا (فِي) طوع (فراجِعْهُ، و ( {أُفَّى بِغَيْرِ إِمَالَةٍ، و) } - أُفّي بالإِمَالةِ الْمَحْضَةِ، وَقد قُرِئَ بهِ أُفِّي بالإِمَالَةِ بَيْنَ بَيْنَ، وَقد قُرِئَ بهِ أَيضاً والأَلِفُ فِي الثَّلاثَةِ لِلتَّأْنِيثِ وأُفِّي، بكَسْرِ الْفَاءِ أَي بالإِضَافَةِ، و ( {أَفُّوهْ بضَم الهَمْزَةِ والفاءِ المُشَدَّدةِ المَضْمومةِ وتَسْكِينِ الواوِ والهاءِ، وَفِيه أَيضاً الجَْعُ بَين السَّاكِنَيْنَ، و (} أُفُّهْ، بِالضَّمِّ، مُثَلَّثَةَ الْفَاءِ مُشَددَّةً، فهذهِ ثلاثةُ أَوْجُهٍ، {أُفَّهْ} وأُفُّهْ! وأُفِّهْ، الأُولَى نَقَلَها الجَوْهَرِيُّ وتُكْسَرْ الْهَمْزَةٌ مَعَ تَثْلِيتِ الفاءٍ المُشَدَّدةِ فَهِيَ أَيضاً أَوْجُهٌ ثلاثةٌ، الأُولَى نَقَلَها ابنُ برِّيّ عَن ابنِ القَطّاعِ، {وإِفْ كمِنْ، و (} إِفّ مُشَدَّدَةً أَي: مَعَ كَسْرَةِ الهَمْزَةِ وَفِيه أَيضاً الجَمْعُ بينَ السَّاكِنَيْنِ، و ( {إِفٍ، بكَسْرَتَيْنِ مُخَفَّفَةً،} وإِفٍ مُنَوَّنَةً مُخَفَّفَةً مَعَ كَسْرِ الهمزةِ {إِفّ مُشدَّدَةً مَعَ كَسْرِ الهمزةِ وتُثَلَّثُ هذِه، أَي مَعَ التَّنوِينِ، فَهِيَ أَوْجُهٌ ثلاثةٌ، وقرأَ عمرُو بنُ عُبَيْدٍ:) فَلا تَقُلْ لَهُمَا} إِفَ (بِكَسْرِ الهَمْزَةِ وفَتْحِ الفاءِ، وإِفُّ، بضَمِّ الْفَاءِ مُشَدَّدَةً أَيْ مَعَ كَسْرِ الهَمْزَةِ، و ( {إِفِّا كإِنَّا، و (} - إِفّي، بالإِمَالَةِ، وإِفى، بالكَسْرِ، أَي بالإِضافَةِ إِلَى نَفْسِه، قَالَه ابنُ الأَنْبَارِيِّ، وتُفْتَحُ الْهَمْزَةُ، أَي فِي الوَجْهِ الأَخِيرِ وَيَحْتَمِلُ أَن يكونَ المُرَادُ بِهِ فَتْحَ الهَمْزَةِ فِي كلٍّ مِن إِفُّ {وإِفَّا} وإِفّى {- وإِفّي، فَتكون الأَوْجُهُ أَرْبَعَةً، و (} أفْ، كعَنْ، و ( {أَفِِّ، مُشَدَّدَةَ الْفَاءِ مَكْسُورَةٍ، و (} آفُ، مَمْدُودَةً، و ( {أَفٍ مَقْصُورأً، و (} آفٍ مَمْدُوداً مُنَوَّنتَيْنِ، فهذِه أَربعةٌ وأَربعون وَجْهاً حَسْبَما بَيَّنَّاهُ، وأَعْلَمْنَا عَلَيْهِ، وعلَى الاحْتِمَالِ الَّذِي ذَكَرْنَاه يكونُ سَبْعاً وأَربعين وَجْهاً، فقَوْل المُصَنِّفِ أَوَّلاً: ولُغَاتُها أَربعون. مَحَلُّ نَظَرٍ يُتَأَمَّلُ لَهُ.
وقَد فَاتَهُ أَيضاً مِن لُغَاتِهَا {أَفَةً، مُحَرَّكةً،} وأَفُوهْ، بفتحٍ فَضَمٍّ فسُكُونِ الواوِ والهاءِ، {وأَفَّةً بفَتْحٍ فتَشْدِيدٍ، الأَخِيرُ نَقَلَهُ ابنُ بَرِّيّ عَن ابنِ القَطّاعِ، فإِذا جَمَعْنَاهَا مَعَ مَا قَبْلَهَا مِن الأَوْجُهِ يتَحَصَّلُ لنا خَمْسون وَجها.
وأَما بيتُ ابنِ مَالِكٍ المُتَضمِّنُ الْعشْرَة مِنْهَا الَّذِي وَعَدْنا بِهِ سَابِقًا، فَهُوَ هَذَا:)
(} فَأُفَّ ثَلِّثْ ونَوِّنْ إِنْ أَرَدْتَ وقُلْ ... {أُفَّا} - وأُفِّى {وأُفَّةً تُصِبِ)
وَقد ذَيَّلْتُ عليهِ بِبَيْتَيْنِ جَمَعْت فيهمَا مَا بَقِيَ مِن لُغَاتِهِ لَا علَى وَجْهِ الاسْتِيعابِ، فقلتُ:
(} وأَفِّ {آفٍ} أََفْ {أَفَّا} وأَفُّ {وأُفْ ... } وإِفْ! - وأُفَّى أَمِلْ واضْمُمْ مَعَ النَّسَبِ) ( {إِفُّ} وأُفّهْ وثَلِّثْ فَاءَهُ {وإِفٍ ... } إِفَّا يَلِيهِ {أَفٍ مَعْ} إِفَّ فَاحْتَسِبِ)
فالبيتُ الأَوَّلُ يتَضَمَّنُ ثلاثةَ عشَر وَجْهاً، وذلِكَ فإِنَّ المُرَادَ {- بِأُفّى إِمالَةٌ بَيْنَ بَيْنَ، وقَوْلِي: أَمِلْ، أَي إمالةً خَالِصَة، وقَوْلِي: واضْمُمْ، إِشارةٌ إِلَى الضَّمِّ فِي المُمَالَيْنِ بَيْنَ بَيْنَ والْخَالِصَةِ، وقَوْلِي: مَعَ النَّسَبِ، إِشارَةٌ إِلَى الإِضافَةِ، أَي فِي المَضْمُومِ والمَكْسورِ، وَفِي الْبَيْت الثَّانِي ثَمَانِيَةٌ، فَهَذِهِ أَحَدٌ وَعِشْرُونَ وَجْهاَ، فإِذا ضُمَّ مَعَ بيتِ ابنِ مالِكٍ يَتَحَصَّلُ أَحَدٌ وثلاثُون وَجْهاً، وَمَعَ التَّأَمُّلِ الصادِقِ يظهرُغيرُه مَا ذَكَرْنَا واللهُ المُوَفِّقُ لَا إِلهَ غيرُه.
قَالَ ابنُ جِنِّي: أَمَّا أُفّ، ونَحْوُهُ مِن أَسْمَاءِ الفعلِ، كهَيْهات فِي الجَرِّ، فمَحْمُولٌ على أَفْعَالِ الأَمرِ، وَكَانَ المَوْضِعُ فِي ذَلِك إِنَّمَا هُوَ لِصَهْ ومَهْ، ورُوَيْدَ، ونحوِ ذلِكَ، ثمَّ حُمِل عليهِ بابُ أُفّ ونَحْوِهَا، مِن حيثُ كَانَ اسْماً سُمِّيَ بهِ الفعلُ، وَكَانَ كُلُّ واحدٍ من لفظِ الأَمْرِ والخَبَرِ قد يَقَعُ مَوْقِعَ صاحِبِه، صَار كلُّ واحِد مِنْهُمَا هُوَ صاحبَه، فكَأَنْ لَا خِلافَ هُنَاكَ فِي لَفْظٍ وَلَا مَعْنًى.
} والأُفُّ، بِالضَّمِّ: قُلاَمَةُ الظُفْرِ، أَو وَسَخُهُ الَّذِي حَوْله، والتُّفُّ: الَّذِي فيهِ أَو وَسَخُ الأُذُنِ، وَقيل هُوَ مَا رَفَعْتَهُ مِنَ الأَرْضِ مِنْ عُودٍ أَو قَصَبَةٍ وبِكُلِّ ذلِكَ فُسِّرَ قولُهُم: {أُفًّا لَه وُتفًّا، أَو} الأَفُّ: وَسَخُ الأُذُنِ والتُّفُّ: وَسَخُ الظُّفُر قَالَه الأَصْمَعِيُّ، قَالَ: يقَال ذَلِك عندَ اسْتِقْذَارِ الشَّيْءِ، ثمَّ اسْتُعْمِلَ عندَ كلِّ شيءٍ يُتَأَذَّى بِهِ ويُضْجَرُ مِنْهُ. أَو الأُفُّ: مَعْنَاه القِلَّةُ، والتُفُّ إِتْبَاعٌ لَهُ، ومَنْسُوقٌ عَلَيْهِ، وَمَعْنَاهُ كمَعْنَاه، وسيأْتي فِي بابِه.
{والأُفَّةُ، كقُفَّةٍ: الْجَبَانُ وَبِه فُسِّرَ حديثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْه قَالَ لَهُ رَسُول اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم حِينَ رأَى النَّاسَ مُنْهَزِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ:) نِعْمَ الْفَارِسُ عُوَيْمِرٌ غيْرَ} أُفَّة (فكأَنَّ أَصْلَه: غيرَ ذِي أُقَةٍ، أَي غيرَ {مُتَأَفِّفٍ عَن القتالِ، وَقيل:} الأُفَّةُ: الْمُعْدِمُ الْمُقِلُّ، وَيُقَال: هُوَ الرَّجُلُ القَذِرُ، والأَصْلُ فِي ذَلِك كلِّه {الأَفَفُ، مُحَرَّكَةً،، وَهُوَ الضَّجَرُ، والشَّيْءُ الْقَلِيلُ فمِن الأَوَّلِ أُخِذَ معنَى الجَبَانِ، وَمن الثَّانِي مَعْنَى المُقِلِّ المُعْدِمِ، وأُخِذَ الرجُلُ القَذِرُ مِن} الأَفِّ، بِمَعْنى وَسَخِ الظُّفُرِ، وقالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ، فِي تفسيرِ حديثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ: يُرِيدُ أَنَّه غيرُ ضَجِرٍ وَلَا وَكِلٍ فِي الحربِ.)
وَقد سُمِّىَ {اليَأْفُوفُ بمعْنَى الجَبَان لذلِك واليَأْفُوفُ الْمُرُّ مِنَ الطَّعَامِ، و، قَالَ أَبو عَمْرو: الْيَأْفُوفُ: الخَفِيفُ السَّرِيعُ، والْيَأْفُوفُ: الْحَدِيدُ الْقَلْبِ مِن الرِّجَالِ، وَقَالَ غَيره: هُوَ والْيَهْفُوفُ سَوَاءٌ} كَالأَفُوفِ، كَصَبُورٍ، والجَمْعُ {يَآفِيف، قَالَ: هُوجاً يآفِيفَ صِغَاراً زُعْرَا والْيَأْفُوفُ: فَرْخُ الدُّرّاجِ نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: الْيَأْفُوفُ: الْعَيِىُّ الْخَوَّارُ، وأَنْشَدَ لِلرَّاعِي:
(مُغَمَّرُ الْعَيْشِ} يَأْفُوفٌ شَمَائِلُهُ ... نائِى الْمَوَدَّةِ لاَ يُعْطِى ولاَ يُسَلُ)
ويُرْوَي:) وَلَا يَصِل (. والمُغَمَّرُ: المُغَفَّلُ.
{والإِفُّ،} والإِفَّانُ، بكَسْرِهما، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ويُفْتَح الثَّانِي، نَقَلَه الصَّاغَانيُّ فِي التَّكْمِلَةِ، وصاحِبُ اللِّسَانِ {والأَفَفُ، مُحَرَّكَةً، نَقَلَه الصَّاغَانيُّ أَيْضاً، وصاحِبُ اللِّسَانِ، وهما عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ.
والتَّئفَّةُ، كتَحِلَّةٍ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ تَفْعِلَةٌ: الْحِينُ، والأَوانُ، يُقَال: كَانَ ذلِكَ عَلَى} إِفِّ ذَاك، {وإِفَّانِهِ،} وأَفَفَهِ،! وتَئفَّتِهِ، أَي: حِينِهِ وأَوانِهِ، قَالَ يَزِيدُ بنُ الطَّثْرِيَّةِ:
(علَى إِفِّ هِجْرَانٍ وَسَاعَةِ خَلْوَةٍ ... مِنَ النَّاسِ نَخْشَى أَعْيُناً أَنْ تَطَلَّعَا) وحَكَى ابنُ بَرِّيّ، قَالَ فِي أَبْنِيةِ الكِتَاب: {تَئفَّةٌ، فَعِلَّةٌ، قَالَ: والظَّاهِرُ مَعَ الجَوْهَرِيُّ، بدليلِ قَوْلِهِم: عَلَى إِفِّ ذلِك} وإِفَّانِهِ، قَالَ أَبو عليّ: الصَّحِيحُ عِنْدِي أَنَّهَا تَقْعِلَةٌ، والصَّحِيح قيه عَن سِيبَوَيْهِ ذلِكَ، عَلَى مَا حَكَاهُ أَبو بكر أَنه فِي بَعْضِ نُسَخِِ الكِتَابِ فِي بابِ زِيَادَةِ التَّاءِ، قَالَ أَبو عليّ: والدّلِيلُ عَلَى زِيادتهَا مَا رَوَيْناهُ عَن أَحمد عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ، قَالَ: يُقَال: أَتانِي فِي إِفَّانِ ذلِك، {وأُفَّانِ ذلِكَ،} وأَفَفِ ذَلِك، وتَئِفَّهِ ذَلِك، وأَتَانَا عَلَى أفِّ ذَلِك، {وإِفَّتِهِ،} وأَفَفِهِ، {وإِفَّانِهِ،} وتَئِفَّتِهِ، وعِدَّانِهِ، أَي: عَلَى إِبّانِهِ ووَقْتِهِ، يَجْعَلُ تَئِفَّةً، فَعِلَّةً، والْفَارِسِيُّ يَرُدُّ عَلَيْهِ ذَلِك بالاشْتِقَاقِ، ويَحْتَجُّ بِمَا تَقَدَّمَ.
{والأُوفُوفَةُ، بِالضَّمِّ هَكَذَا هُوَ فِي نُسَخِ العُبَابِ، والتَّكْمِلَةِ، بِزيادِة الوَاوِ قَبلَ الفاءِ، وَفِي اللِّسَانِ وغيرِه من الأُصُولِ بحَذْفِهَا، وَقد جاءَ أَيضاً فِي بعضِ نُسَخِ الْكتاب هَكَذَا، وَهُوَ المُكْثِرُ من قَوْلِ أُفِّ، وَفِي العُبابِ: الَّذِي لَا يَزَالُ يقولُ لغيرِهِ: أَفِّ لَك، وَفِي الْجَمْهَرَةِ: يُقَال: كَانَ فلانٌ} أُفُوفَةُ، وَهُوَ الَّذِي يَزَالُ يقولُ لبعضِ أَمْرِهِ: أَفِّ لَك، فَذَلِك {الأُفُوفَةُ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} أَفَّفَ بِهِ {تَأْفِيفاً،} كَأَفَّفَهُ، {وأُفّاً لَهُ،} وأُفَّةً لَه أَي: قَذَراً، والتَّنْوِينُ للتَّنْكِيرِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، {والأُفّ:)
النَّتْنُ، قَالَه الزَّجَّاجُ،} والأَفَفُ، مُحَرَّكَةً: وَسَخُ الأُذُن، {وتَأَفَّفَ بِهِ،} كَأَفَّفَهُ، ورجلٌ {أَفَّافٌ، كشَدَّادٍ: كثيرُ} التَّأَفُّفِ، ويُقَال: كَانَ عَلَى {إِفَّةِ ذَلِك، أَي أَوانِهِ،} والأُفَّةُ، كقُفَّةٍ: الثَّقِيلُ، قالَ ابنُ الأثِيرِ: قَالَ الخَطَّابِيُّ: أَرَى الأَصْلَ فِيهِ {الأَفَفَ، وَهُوَ الضَّجَرُ.
} والْيَأْفُوفُ: الأَحْمَقُ الخَفِيفُ الرُّأْيِ. {واليَأْفُوفُ: الرَّاعِي، صِفَةٌ كَالْيَخْضُورِ، والْيَحْمُومِ، كأَنَّهُ مُتَهَيِّئٌ لرِعَايتِه، عارِفٌ بأَوْقَاتِها، مِنْ قَوْلهِم: جَاءَ عَلَى} إِفان ذَلِك. والْيَأْفُوفُ: الضَّعِيفُ.{والْيَأْفُوفَةُ: الْفَراشةُ، وَبِه فُسِّرَ حديثُ عَمْرِو بن مَعْدِ يكَربَ، أَنه قَالَ فِي بعضِ كَلَامه فُلانٌ أَخَفٌّ مِن} يَأْفُوفة، وَكَذَا وُجِدَ بخَطِّ الشيخِ رَضِيِّ الدِّين الشَّاطِبِيِّ، وَقَالَ الشاعرُ: أَرى كُلَّ {يَأْفُوفٍ وكُلَّ حَزَنْبِلٍ وشِهْذَارَةٍ تِرْعَابَةٍ قد تَضَلَّعَا ويُقَال: إِنه} ليُؤَفِّفُ عَلَيْهِ، أَي يَغْتَاظُ.

يافا

يافا
! يَافا: قريةٌ على ساحِلِ بَحَرِ الشْام بينَ قَيْسارِيَّةَ وعَكّا، والنَّسْبَةُ إِلَيْهَا {يافِىٌّ، ورُبَّما قِيلَ:} يافُونِىّ، هَذَا مَحَلُّ ذِكْره.
يافا:
بالفاء، والقصر: مدينة على ساحل بحر الشام من أعمال فلسطين بين قيسارية وعكّا في الإقليم الثالث، طولها من جهة المغرب ست وخمسون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة، قال ابن بطلان في رسالته التي كتبها في سنة 442: ويافا بلد قحط والمولود فيها قلّ أن يعيش حتى لا يوجد فيها معلم للصبيان، افتتحها صلاح الدين عند فتحه الساحل في سنة 583 ثم استولى عليها الأفرنج في سنة 587 ثمّ استعادها منهم الملك العادل أبو بكر بن أيوب في سنة 593 وخرّبها، وربما نسب إليها يافوني، ينسب إليها أبو العباس محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عمير اليافوني، قال الحافظ أبو القاسم: سمع بدمشق صفوان بن صالح، وبفلسطين يزيد بن خالد بن موشل وعمران بن هارون الرملي ويزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب وإسماعيل بن خالد المقدسي وأبا عبد الله محمد بن مخلد المسبّحي وأبا موسى عيسى بن يونس الفاخوري وإسماعيل بن عبّاد الأرسوفي وغيرهم، روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني وأبو بكر أحمد بن أبي نصر معروف بن أبان ابن إسماعيل التميمي، حدث بيافا عن عمران بن هارون الرملي، روى عنه أبو القاسم الطبراني سمع منه بيافا، وأبو طاهر عبد الواحد بن عبد الجبار اليافوني، روى عنه أحمد بن القاسم بن معروف أبو بكر التميمي السامري ساكن دمشق.

عبدل

عبدل: العبادلة في عرف أصحاب أبي حنيفة ثلاثة عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وفي عرف غيرهم أربعة أخرجوا ابن مسعود وادخلوا ابن عمر بن العاص وابن الزبير. (محيط المحيط).
عبدل
عَبْدَلٌ، كجَعْفَرٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ هُنَا، وصاحِبُ اللِّسَانِ، وَفِي العُبابِ: عَبْدَلُ بْنُ حَنْظَلَةَ بنِ يَامِ بنِ الحَارِثِ ابنِ سَيَّارٍ العِجْلِيُّ، الْمَعْرُوفُ بالنَّهَّاسِ كَانَ شَرِيفاً فِي قَوْمِهِ، وَلم يَذْكُرْهُ المُصَنِّفُ فِي نهس، وعَمُّ أَبِيهِ عَبْدَلُ بنُ الحارِثِ بنِ سَيَّارٍ: شاعِرٌ. ومَزْيَدٌ الْمُحَارِبِي، ويُقالُ: العَنَزِيُّ، ويُقالُ فِي اسْمِهِ: مِرْثَدٌ، وَهَكَذَا هُوَ مَضْبُوطٌ فِي التَّبْصِيرِ، والْحَكَمُ الكُوفِيُّ: ابْنَا عَبْدَلٍ، شَاعِرَانِ، الأَخِيرُ مَذْكُورٌ فِي أَواخِرِ شَرحِ أَمَالِي الْقَالِي لِلْبَكْرِيِّ، وَفِي شَرْحِ شَواهِدِ المُغْنِي، والأَوَّلُ لَهُ ذِكْرٌ فِي زَمَنِ زِيَادٍ، وَقد سَبَقَ لَهُ فِي ع ب د، أنَّ لاَمَ عَبْدَلٍ زَائِدَةٌ. والْعَبَادِلَةُ مِنَ الصَّحابَةِ، هُوَ مِنَ الْكَلاَمِ المَنْحُوتِ، المَجْمُوعِ مِنْ كلِمَتَيْنِ، كالبَسْمَلَةِ، ونَحْوِها: مائَتَانِ وعِشْرُونَ، وَالَّذِي صَحَّ بَعْدَ المُراجَعَةِ لِلْمَعاجِمِ والأَجْزَاءِ، أنَّ عِدَّتَهم بَلَغَتْ أَرْبَعَمائَةٍ وأَرْبَعَةً وثَلاثِينَ رَجُلاً، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُم، مَا عَدا المُخْتَلَفَ فِي صُحْبَتِهم، وهم ثَلاَثَةٌ وخَمْسُونَ نَفْساً، فاقِتِصارُ المُصَنِّفِ عَلى القَدْرِ المَذْكُورِ لَا يَخْلُو عَن تَقْصيرٍ، وإِذا أَطْلَقُوا أَرَادُوا أَرْبَعَةً مِنْهُم، وهم: عَبْدُ اللهِ ابْنُ عَبَّاسٍ وعبدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وعبدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وعبدُ اللهِ بْنُ الْعَاصِ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوَابُ: ابنُ عَمْرِو بنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُم، ولَيْسَ مِنْهُم ابْنُ مَسْعُودٍ، كَما تُوُهِّمَ، أَشارَ بذلكَ إِلَى الرَّدِّ على الجَوْهَرِيِّ، حيثُ أَوْرَدَهُ فِي ع ب د، وعَدَّهُ مِنْهُم، وَقد تقدَّمَ البَحْثُ فيهِ مَبْسُوطاً فِي حَرْفِ الدَّالِ، فَراجِعْهُ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ. عَبْدَلُ: اسْمُ مَدِينَةِ حَضْرَمَوْتَ القَدِيمَةِ، ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ فِي ع ب د. العَبْدَلِيُّونَ: قَبائِلُ مِنَ العَرَبِ، يَنْتَسِبُونَ إِلَى جَدِّهم، فَمنهمْ قبيلةٌ فِي غَطَفَانَ، جَدُّهُم عبدُ اللهِ بنُ غَطَفَانَ، وكانَ اسمُهُ عبدَالعُزَّى، فحينَ وَفَدُوا عَلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مَنْ أَنْتُمْ قَالُوا: نحنُ بَنو عبدِ العَزَّى، قالَ: أنْتُمْ بَنو عبدِ اللهِ، وَمِنْهُم جَوْشَنُ)
بنُ يَزِيدَ ابنِ دُهَيْمٍ العَبْدَلِيُّ الشاعِرُ، وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَفِي خَوْلاَنَ بَطْنٌ، يُقالُ لَهُم: بَنو عبدِ اللهِ، مِنْهُم أَبُو الحسَنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ كَعْبِ ابنِ سَلَمَةَ الخَوْلاَنِيُّ العَبْدَلِيُّ، عَن يُونُسَ بنِ عبدِ الأَعْلَى، وماتَ بِمِصْرَ سنة. والعَبْدَلِيَّةُ: هم الْكَرَّامِيَّةُ، نُسِبُوا إِلَى أبي عبدِ اللهِ بنِ كَرَّامٍ. وقَرْيَةُ عبدِ اللهِ بِوَاسِطِ الْعِرَاقِ، مِنْهَا أَبُو القاسِمِ محمودُ بنُ عَليِّ بنِ إِسْماعِيلَ العَبْدَلِيُّ الصُّوفِيُّ، عَن ابنِ الْبَطِرِ، وعنهُ ابنُ السَّمْعَانِيُّ. قلتُ: ومُنْيَةُ أبي عبدِ الله: قَرْيَةٌ مِنْ أَعْمالِ مِصْرَ. والعَبْدِلاَّوِيُّ: نَوْعٌ مِنَ الْبِطِّيخِ الأَصْفَرِ، مَعْرُوفٌ بِمِصْرَ، مَنْسُوبٌ لعبدِ اللهِ بنِ طاهِرٍ، ذَكَرَهُ الوزيرُ أَبُو القاسِمِ المَغْرِبِيُّ فِي كِتابِ الْخَوَاصّ. وشَيْخُ الشَّرَفِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ العُبَيْدِلِيُّ، المُحَدِّثُ النَّسَّابَةُ، رَوَى عنهُ أَبُو مَنْصُورٍ العُكْبَرِيُّ المُعَدَّلُ، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى جَدِّهِ عُبَيْدِ اللهِ.

جين

جين
جينات [جمع]: مف جينة: (حي) جزئيّات مادّيّة دقيقة توجد في صبغيّات الخليّة، وإليها تُعزى الصِّفات المميّزة للكائن الحيّ، وبها تفسّر قوانين مندل الوراثيّة "استطاع العلماء التحكم في بعض الجينات الوراثيّة لدى الحيوانات". 
جين
: ( {جَيَّانُ، كشَدَّادٍ) :
(أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَهُوَ (د) عَظِيمٌ (بالأَنْدَلُسِ) بَيْنَه وبينَ قرْطُبَةَ خَمْسونَ مِيلاً، (مِنْهَا) :
(الإِمامُ جَمالُ الدِّيْن أَبو عبْدِ اللَّهِ محمدُ بنُ عبْدِ اللَّهِ (بنِ مالِكٍ) الطَّائيُّ الأَستاذُ المُتقدِّمُ، كَانَ مالِكِيَّ المَذْهبِ فلمَّا قَدِمَ الشامَ انْتَقَلَ إِلَى مَذْهبِ الإِمامِ الشافِعِيّ، وُلِدَ سَنَة 600، وتُوفي سَنَة 672.
(وأَبو حَيَّانَ) أَثيرُ الدِّيْن محمدُ بنُ يوسُفَ بنِ عليِّ بنِ يوسُفَ بنِ حَيَّان الجَيَّانيُّ الأَصْلِ الغرْناطِيُّ المَوْلدِ والمَنْشأِ المِصْرِيُّ الدَّارِ والوَفاةِ شيخُ النُّحاةِ، وُلِدَ بطنتارس مِن أَعْمالِ غَرْناطَةَ فِي سَنَة 654، وجَالَ فِي الغَرْبِ، ثمَّ قَدِمَ مِصْرَ وسَمِعَ بهَا وبالحَرَمَيْن، ولازَمَ الحافِظَ الدِّمْياطيّ وَبِه تَخَرَّجَ، تُوفي سَنَة 745 ودُفِنَ بمقَابِر الصُّوفيَّةِ، (إمامَا العَرَبِيَّةِ) والمُتَّفَقُ على تَقدّمِهما فِيهَا.
قالَ الذهبيُّ: (وَقد يُنْسَبُ الثَّاني إِلَى جَدِّ أَبيه حَيَّانَ بالمهْملَةِ) .
(قُلْت: وممَّنْ نُسِبَ إِلَى جَيَّانَ مِن المُتقدِّمِيْن: طَوْقُ بنُ عَمْرِو بنِ شبيبٍ التَّغْلبيُّ مِن أَهْلِ الحفْظِ والوَرَعِ والرَّأْيِ، ورَحَلَ إِلَى المَشْرِقِ فسَمِعَ يَحْيَى بن عُميرٍ بالقَيْروان، وتُوفي سَنَة 285، ذَكَرَه ابنُ الفرضِيّ.
وقالَ ابنُ الأَثيرِ: مِنْهَا: أَبو الحجَّاجِ يوسفُ بنُ محمدِ بنِ قار وسَمِعَ الكَثِير وسافَرَ إِلَى خُرَاسَان، وسَكَنَ بَلْخَ، وَبهَا تُوفي سَنَة 535.
(و) جَيَّانُ أَيْضاً: (ة بأَصْفَهانَ) ، وَفِي الأَنْسابِ للسّمعانيّ: قَرْيَةٌ بالرَّيِّ؛ (مِنْهَا) أَبو الهَيْثمِ (طَلْحَةُ بنُ الأَعْلَمِ الحَنَفِيُّ) } الجَيَّانيُّ عَن الشَّعْبيّ، وَعنهُ الثَّوْرِيّ، كَانَ يَسْكنُ جَيَّان مِن قُرَى الرَّيِّ، (ومُوسَى بنُ محمدِ بنِ جَيَّانَ؛ و) أَبو بَكْرٍ (محمدُ بنُ خَلَفِ بنِ جَيَّانَ) عَن قاسِمِ المُطَرِّزِ؛ (مُحَدِّثانِ) .
(وفاتَهُ:
يَحْيَى بنُ محمدِ بنِ جَيَّان الموصليُّ ماتَ سَنَة 473، ذَكَرَه شجاعٌ الذُّهليُّ؛ ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ جَيَّانَ الأَنْصارِيُّ عَن سُلَيْمان الشاذكولي قيَّدَه ابنُ الأَنْماطيّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{جِينِين، كسيفين: قَرْيَةٌ بالشامِ مِنْهَا: شيخُ شيوخِ مشايخِنا إبْراهيمُ بنُ سُلَيْمان بنِ محمدِ بنِ عبْدِ العَزيزِ} الجينينيُّ الحَنَفيُّ، نَزِيلُ دِمَشْقَ، أَخَذَ عَن خيرِ الدِّيْن الرّمليِّ وغيرِهِ.
(فصل الْحَاء) المهْمَلَةِ مَعَ النُّون

فرغن

فرغن
: (فَرْغانَةُ: أَهْمَلَهُ الجماَعةُ.
وَهُوَ (د بالمَغْرِبِ، هَكَذَا فِي النُّسخِ وَهُوَ غَلَطٌ، وكأَنَّه اشْتبه عَلَيْهِ بغانَةَ الَّتِي تقدَّمَ ذِكْرُها، مَعَ أنَّه ذَكَرَ هُنَاكَ فَرْغانَةَ هَذِه اسْتِطراداً وأنَّها مِن بِلادِ العَجَمِ لَا المَغْرِب.
قالَ ابنُ خرداذيه: بينَ فَرْغانَةَ وسَمَرْقَنْد ثلاثَةُ وخَمْسونُ فَرْسخاً، بَناهَا أَنْو شَرْوان المَلِكُ ونَقَل إِلَيْهَا مِن كلِّ بيتٍ قَوْماً وسمَّاها أَزْهَرْ خانَةَ، أَي مِن كلِّ بيتٍ ثمَّ عُرِّبَتْ.
وقالَ اليَعْقوبي: فَرْغانَةُ الَّتِي ينزلُها المَلِكُ يقالُ لَهَا كَاسَان.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: فَرْغانَةُ وِلايَةٌ وَرَاء جيحون وسيحون، وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا جماعَةٌ مِن المُحدِّثِين.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أفريغون: جَدُّ محمدِ بنِ أَحمدَ النَّسَفيّ، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى؛ عَن ابنِ نُقْطَةَ.

أَسمَاء الْأَوْلَاد

(بَاب أَسمَاء الْأَوْلَاد)
قالَ الأَصمعيّ (1) : يُقالُ: غُلامٌ وطِفْلٌ وجارِيَةٌ وطِفْلَةٌ. [وقَدْ مَرَّ تَمامُ ذلكَ فِي خَلْقِ الإنسانِ (2) ] . (188) ويُقالُ لَهُ من ذَواتِ الحافِرِ: مُهْرٌ، والأُنثى: مُهْرَة، والذُّكورُ: مِهارٌ وأَمهارٌ. وجَمْعُ مُهْرَةٍ،: مُهَرٌ ومُهَراتٌ. وَقَالَ الشاعرُ (3) : خُوصاً يُساقِطْنَ المِهارَ والمُهَرْ وقالَ آخرُ (4) : يَقْذِفْنَ بالمُهَراتِ والأَمْهارِ ثُمَّ هُوَ راضعٌ، وَالْأُنْثَى: راضِعةٌ. فَإِذا نالا من الأَرْض شَيْئا فَهُوَ قارِمٌ وَالْأُنْثَىوالثَّوْلُ: القِطْعَةُ من النَّخْلِ (196) . وذكَرَ عُمَرُ الجرادَ فَقَالَ: (ليتَ لنامنْهُ قَفْعَةً أوْ قَفْعَتَيْنِ) (197) .

القُلّةُ

القُلّةُ: جَرّة يُقلِّها إنسان هي بقدر ما يطيق حملها واحد والقلتين في حديث: "إذا بلغ الماء قلتين" قَدَّرهما الشافعي رحمه الله تعالى بخمس قِرَب وكل قِرْبة خمسون منّا فالقُلتان خمسمائة رطل ونصفُ مَنٍّ.

حَبّ

حَبّ: حَبَّ: تلعب حباً، تملق ولاطف، وعانق (ألكالا) وفيه ( Retocar راجع فيكتور).
حبَّب (بالتشديد): جعله يحب (ألكالا).
وحبّب (الزرع) بدا حبه وكثر (فوك، بوشر، ابن العوام): 646).
حبب الجلد: صار علية ما يشبة الحبَّ، فهو مُحبَّب: عليه ما يشبه الحب (بوشر) أحَبَّ: بمعنى مال اليه، ويتعدى بفي إلى المفعول. بدل أن يتعدى بنفسه حين يستعمل بمعنى رغب، لا أحب، انظر المقرى2: 247 وتعليقه ف، رسالة إلى فليشر ص 123).
وأحبه على غيره آثره على غيره (فريتاج المنتخب ص76) وعند لين استحبه على غيره بمعنى آثره عليه.
تحبَّب لفلان تودَّد إليه وجعله يحبه (فوك).
استحبَّ: صار محبوبا (ألكالا).
حَبَّ، وجمع الجمع حبوبات: الحبوب كالقمح والشعير وغير ذلك (بوشر).
وحبَّ: أقراص (الدواء) واحدته حّبة، ويجمع على حبوب.
حب الصفراء: مفرغ الصفراء.
حب المعدة: هاضوم، مساعد على الهضم، نافع للمعدة حب النساء: حب الجنون (الهستيريا) (بوشر).
وحب: سفلس، زهري (بوشر) وهو اختصار حب فرنجي.
وحب: كرز، وشجرة الكرز (ألكالا) وهو مختصر حب الملوك وفي معجم فوك شجرة الكرز وهي شجرة الحب. والجمع حبوب اسم طعام يتخذ في القاهرة يوم عاشوراء ونجد صفته عند لين، عادات (186: 2).
حب بَرَد: حب الغمام، سقيط (بوشر).
حب البركة: اسم حب صغير اسود (زيشر 519: 11) وفي صفة مصر (382: 17): حب البَرَكات، راجعه في بَرَكة.
حب البلسان: انظر بلسان.
حب التفاح: نبيذ العسل (المعجم اللاتيني) وفيه ( Idromelum بئر ثم حَبّ التفاح).
حب الرأس: زبيب الجبل، زبيب بري، حشيشة القمل (معجم الأسبانية ص31).
حب الرشاد: انظر لين في مادة الرشاد حب رشيد فيما يقول براكس (مجلة الشرق والجزائر 8: 346) نفس معنى النبات السابق أي: ( Lepidium sativium) .
حب الزَلَم: الدعبيب (سنج، ألكالا،
راولف ص63، ابن البيطار 279: 1 المستعيني، معجم المنصوري مادة (زلم) وينطقونه في المغرب حب الزُلَم. لأن الحروف الأول مضموم عند المستعيني وفي معجم المنصوري ومفتوح في معجم أكالا) حب السلطان: كرز (هوستص305) راجع: حب الملوك حب السُمنْة: نبات اسمه العلمي ( C annabis) ( ابن البيطار 260: 1) دي ساس طرائف 84: 1) حب الشوم ثمزة القرانيا (بوشر).
حب الصبيب: حب الرأس (المستعيني في مادة حب الرأس) حب الصنوبر: نواة الصنوبر (بوشر).
حب الطاهر: حب البنجنكُشتِ (بوشر). حب العُبّ: ضرب من حلي النساء (محيط في مادة عب).
حب العرعر: حب الأبهل، جوز الأبهل (بوشر). حب العرق: عقد الماء الذي ينضح من جسم الإنسان من اثر الحر (دوماس حياة العرب ص 425).
حب عزيز، ويقال حب العزيز وهو ليس باللغة الجيدة: حب الزلم (ليون ص580، مارمول 288: 2، راولف ص63، رحلة في بلاد البربر ص170 حيث الصواب ( Habbagis) بدل ( Halbazis) باجني مخطوطات، صفة مصر 170: 12، براكس ص24، زيشر 524: 11، ابن البيطار 1: 279 مخطوطة د حيث يجب حذف هذه المادة لأنها لم ترد في مخطزطتي اب. ان لفظة حب جيحجي التي نقلها كروسكا من رحلة تارجيوني اسما لعرق يستورد من دمياط إلى طبرق ويؤكل محمصا مع الحمص هي تحريف للكلمة العربية.
حب الفول: ثمر الأسطر الميعة، وأهل الشام يصنعون منه المسابح الوردية (ابن البيطار 86: 2ك، 182ب). حب فَرَنْجي أو إفرنجي: سفلس، مرض الزهري (سنج، محيط المحيط).
حب الفَقْد أو حب الفَقَد كما يقول ابن البيطار (2: 260) وهو لا يعني حب الزلم فقط (ابن البيطار 1: 282، بوشر) بل يعني الجنيبة التي تحمل حب الزلم أيضاً (بوشر).
حب الفَهْم: بلاذر (سنج).
حب القثا: عنب الثعلب، هكذا جاء في تذكرة الأنطاكي. وعند ابن البيطار (1: 283) في مخطوطة 1: العنّا، وفي مخطوطة ب: العّنا، وفي مخطوطة دلس: الفنا.
حب القَرْع، وفي معجم وشر: دود حب القرع: خلقة الدودة الوحيدة، وسمي بذلك لأنه يشبه حب القرع. ففي معجم المنصوري: هو صنف من دود البطن قصير عريض يشبه حب القرع نقل إليه الاسم وتعرف به. وفي ابن البيطار (1: 7، 49،52): خرج حب القرع وهو ترجمة كلام ديسقوريدوس باليونانية. وفي شكورى (ص199د): وخاصة الجوز النفع من حب القرع (بيان 1: 295 - 296).
حب القرمز: حب الجادر (بوشر). حب القلب: تمر النشوة من النخل (سنج).
حب القَلَت، وليس القَلْت كما هو عند سنج، لابن البيطار (1: 282) يقول أن اللام المفتوحة: وهو الماش الهندي (ابن البيطار1 - 282)، سنج).
حب القِلْقِل: لم يقل ابن البيطار في هذه المادة (1: 282) ما ذكر سونثيمر أنه قاله. واكتفى بقوله يأتي ذكره في القاف أي مادة قلقل (2: 321). حب الكُلَى: هو عند عامة أهل مصر أناغورس أو خروب الخنزير (ابن البيطار1: 83، 279ب، 355) حيث يجب تبديل ((الحلاق)) التي ذكرها سونثيمر ب ((حب الكلى)) كما ورد في نسخة أب (ابن البيطار 2: 132) وهو اسم الشجرة أيضاً (بوشر).
حب الكوكلان: حب العرعر (بوشر).
حب اللهف: ثمرة الكاكنج (بوشر غي أن الحرف الأخير من هذه الكلمة هي دائماً، في مخطوطتنا لأبن البيطار، إذا لم أتوهَّم، واو وليس فاء، وهو اسمه عند عامة أهل الأندلس وعامة المغرب (ابن البيطار (1: 281، 2: 182، 339) حيث لا ذكر فيه للعرب بل عامة المغرب كما عند سوثيمر.
حب مًسْك: حب مًمَسَّك (بوشر).
حب المًسْك: زهرة العنبر، زهرة صغيرة، نبات اسمه العلمي Hibiscus) ( Abelmoschus L.) ونحن نقول: ( Ambrette) زهرة العنبر غير أن الاسم العربي حب المسك جيد أيضاً، لأن هذه الزهرة تتفَّتح برائحة العنبر والمسك جميعاً.
حب المَلِك: انظر ما يليه. حب الملوك: هو في الغرب اسم الكرز (المعجم اللاتين، فوك) وفي المستعيني مادة قراسيا: وهو حب الملوك (الملك) الذي عندنا (المقري 1: 121، 2: 409)، ابن بطوطة 1: 186، 2: 391، ابن العوام 1: 20، ابن البيطار 1: 282،2: 282 (تقويم ص28) حيث نجد في الحب الملوك كما في المستعيني بدل حب الملوك، وهذا مثل ما يقال الماء الورد (ألف ليلة برسل 2: 98). ويقال أيضاً حب الملك (ابن العوام 1: 133، شو 1: 223) أنظر كتابتها في مخطوطة ن في كلام المستعيني الذي نقلته. كما يقال: حب السلطان (هوست305) وهو ليس كما يقول هذا الرحالة أن السلطان وحده هو الذي له هذا الثمر، بل لنه طيب ولذيذ ومأكول الملك، يقول ابن ليون (ص8ق): القراسيا حب الملوك ويقال حب الملوك لأنه يلاك في الفم لرطوبته.
وحب الملوك يعني أيضا: حب الصنوبر الكبار (ابن البيطار 1: 282، ابن العوام 1: 269) وبعض أطباء المشرق يوقعونه على الماهدانه ( Euporbia Lathyris) ( ابن البيطار 1: 282، 2: 495). واسم حب مسهل (صفة مصر 12: 136). حب المُنتن: اسم دواء مركب مسهل، وصفه الرازي (معجم المنصوري).
حب النعام: هو عند عامة المغرب ثمرة الفشغ ( Smilax aspera) ( ابن البيطار 2: 256).
حب النيل: لا يعني السقمونيا كما نجد
في معجم فريتاج، لأن ابن البيطار (1: 279) يميز بينه وبين السقمونيا، بل يعني النيلج كما ترجمه سونثيمر (ابن البيطار1: 278،2: 184) وكليمنت موليه (ابن العوام
2: 307). ويذكر الكالا في معجمه ( Maravillas) حبة النيل و ( Maravilla) بالأسبانية تطلق على عدد كبير من النبات.
حب الهال: حبهان، هيل (بوشر، بركهارت نوبيه ص261).
حب هان: نفس المعنى السابق وهو أيضاً: حب الفردوس (سنج).
حب الميسم: مشكوك في صحة الاسم فهو عند ابن البيطار (1: 280): حب الميسم، وعند سونثيمر: حب البشم. وعند ابن جزله (مخطوطة 576): حب المعسم (كذا).
حب الكدول: حشيشة الزجاج (باجني مخطوطات). حب الكنس: الحب الصغير لنبات ( Cassia Monspeliensium) ( راؤلف 228).
حِبَّ: زير: إناء للبن (ميهيرن 27).
حِبُّ الصبيان، وحُبّ الصبيان أيضا: حشيشة الافعى، بلسكي (ابن البيطار 1: 170) وهو باليونانية أفارينوس (ديسقوريدوس في الثالثة).
حِبًّ العَبَّ: وحب العب أيضا: حليه ذهبية تلبسها النساء (محيط المحيط).
حُبّ. الحَبّ: المحبوب: (بوشر).
حُب الصبيان: انظر المادة السابقة.
أصحاب الحُبّ: هم الذين يحبون الله (المقري 3: 675).
حَبَّة مرادف قطعة، وتستعمل بمعنى واحد واحدة، يقال: هذا البرتقال قيمة الحبة منه خمس وعشرون سنتا، أي الواحدة منه (معجم الادريسي، تاريخ البربر 2: 138).
وحَبَّة: قطعة صغيرة من النقد (الثعالبي لطائف ص31). وفي المثل: محبة بلا حَبَّة ما تساوي حَبَّة أي محبة بلا فلس ما تساوي حبة حنطة. بمعنى لا تساوي شيئاً وهذا المثل موجود ببداية ألف ليلة (وقد أهملت الإشارة إلى الصفحة) وتجده أيضاً عند فريتاج (الأمثال 3: 89 رقم25) ولكنه مكتوب بصورة غير صحيحة.
ومثنَّى حبة حبتان (البكري ص62).
وحبة اسم حلية النساء، وهي ضرب من حبة ذهبية للمسبحة على شكل مكعُّب قطع جزء من كل زاوية منه (لين عادات 2: 409) وقد ترجمها دافيدسن (ص69) بما معناه خرزة. ثم ذكر حبة صغيرة وهي قطعة مدوَّرة من العقيق أو اليشيب.
حبة جديدة: خرزة مسبحة سوداء بيضية الشكل مخططة بخطوط دائرية بيض أو ذات لون ازرق فاتح (ابن ليون 152).
حبة القلادة من شعره: أم القلادة وهي اجمل قطعة من شعره (معجم مسلم).
وحبّة: وباء طاعون جارف (دومب ص89، هلو).
وحبة: قبله، لثمة (دوماس، حياة العرب ص357).
حبة البَرَكة: انظرها في مادة بَرَكة وفي مادة حب.
حب الثدي: حساء، سخينة (باين سميث 1251).
حب الحلوة: أهمل فريتاج خطاً منه حرف التعريف إلا من الكلمة الأولى (معجم الادريسي)، انيسون، وهي بلغة أهل الأندلس فيما يقول ابن البيطار (1: 281). حبة حلاوة: حبة حلوة (بوشر) بربرية حبة السمنة: نبات غير معروف في المغرب (معجم المنصوري) وهو نبات اسمه العلمي ( Cannabis sativa) ( انظرها في مادة حب).
حَبّة السَنَة: بثرة حلب، ضرب من الأمراض ذات البثور والدمامل (جويون 241).
حبة سوداء أو الحبة السوداء: لا يراد بها الشونيز (حبة البركة) فقط، هي مرادف لكلمة بشمة وتشميزج أيضاً (انضر الكلمتين) أي إنها حبة سوداء يؤتي بها من اليمن وتستعمل في علاج العين (ابن البيطار 1: 282، 2: 35) انضر عبارة معجم المنصوري التي نقالتها في مادة تشميزج.
وهي أيضاً برز الشمار (الرازيانج) (لين عادات 1: 383، 2: 308).
حبة العين: مرادف ششُم (انظر الكلمة) سنج، عوادة ص332).
وحبة العين: إنسانها (بوشر ,محيط المحيط) حبة قنيدية: حبة المثنان. ابن البيطار 1: 282،2: 488)
حبة الملوك: فربيون (نبات) (بوشر).
حبة النيل: انظرها في مادة حب.
على حبة: على لاشي (بوشر).
حُبَّة: أن نساء مراكش، فيما يقول لامبريير (ص383) يستعملنها للسمنة يسمينها فيما يقول الحُبَة فهن يسحقنها حتى تصير مثل الدقيق ويأكلنها مع الكسكسية.
حُبّيِ: نسبة إلى الحب: ودادي - محب القريب، مُحسن - رقيق القلب، حنوى (بوشر).
حَبّية قلادة تصل إلى القدم (همبرت 23).
حَبَب: رغوة، زبد (فوك) حَبِيب: الف، حِبّ. ويجمع على حّبّائِب (بوشر).
حَبيبَة: وتجمع على حَبائِب. وقد ترجم معجم فوك ( Bruxa) بحبيبة أي عاشقة مغرمة وبقرينة أي صاحبة عشيرة. وبكابوس أي حضون وهي روح شريرة يزعم إنها تحتضن النساء وهن نيام (حسب ما في المعاجم)، فمن الواضح إذا أنه يرى أن ( Bruxa) لا تذل على الساحرة مثل ما تعنيه كلمة ( Bruja) بالأسبانية، بل تدل على سقوبة وهي شيطانة تتخذ صورة المرأة وتضاجع الرجال في أثناء نومهم كما كان يعتقد منذ زمن طويل.
حَبَابَة: حبب، رغوة، زبد (فوك).
حَبُوبَة: دبيلة، دملة الطاعون (همبرت ص37) - وطاعون (بوشر بربرية، همبرت ص36 رولاند، دوماس عادات ص55).
حبوية الكرش: إسهال، مُشاء (دوماس حياة العرب ص426).
حَبَّاب: تَاجر الحبوب تاجر البر، لأن سوق الحَبَّابَة يعني فيما يقول برتون (1: 374) سوق البر، وعلى كل فإن حَبَّابَة جمع حَبَّاب وهي تعني حرفيا: سوق تجار البر.
حّبَّابَة: محظية، خليلة، سرية (بارت 3: 359).
تَحْبِيب: تحثر يحدث في الجزء الداخلي من جفن الفرس (ابن العوام 2: 581).
مُحِبّ: تقى، ورع، محب لله (ابن جبير ص249، المقري 1: 588، 939،2: 666). وتطلق هذه الكلمة على الصوفية خاصة.
المحبّان: اسم كوكبين في آخر برج الجدي (القزويني1: 37، ألف استر 1: 79).
مَحَبَّة: يقال: محبَّ فيك، ويسر محبَّتك: نخبك. (بوشر).
محبة النَفْسِ: الآنية (بوشر).
بمحبّة: بدالّة، بلا تكلف (ألكالا). على محبتك: بفضل كرمك (ألف ليلة 2: 120) وفي ترجمة لين: بفضل جودك أو إحسانك.
مُحَببَّ: كثير الحبوب، كثير البزور (بوشر)، ابن العوام 1: 323 وفي المستعيني: لقاح الورد هو بزر الورد وهو الذي يكون في وسط الورد الأصفر المحبب. وكذلك هو في مخطوطة لا، وفي مخطوطة ن: وهو الصفرة المحبَّبة في وسط الوردة.
وفي رحلة ابن بطوطة (3: 11): الرمان المحبَّب ويظهر أن معناه نوع من الرمان كثير الحب. وقد فسرتها التراجمة تفسيراً آخر وأرى أن تفسيرهم هذا غير مقبول.
ويقال: لَزْمَة محبَّبة وربما كان معناها وردة اللجام وهي زينة توضع على لجام الجواد، انظر كرامة).
مَحْبوب أو محبوب ويجمع على محابيب: ضرب من السكك الذهبية في بلاد المشرق (بوشر) همبرت ص218) ومحبوب مصر يساوي خمسة فرنكات وثمانية وخمسون سنتاً (رولاند).
مُتَحابّ، الأعداد المتحابة: هي 220، 284. وينسب إليها أثر كبير في فن الطلسمات. انظر المقدمة (3: 129) وتعليقات دي سلان عليها.
مُستَحَبّ: (ضد مستحقّ وهو ما أمر به الشرع): وهو ما صبح عادة مألوفة عند الناس ولم يأمر به الشرع (الملابس 174 رقم 7).

حقَّ

حقَّ: حَقَّ. حَقَّعليهم القول (تاريخ البربر 2: 252) وهو اقتباس من القرآن الكريم (36: 6) تعني تقريبا: حق عليهم القضاء (انظر لين).
حَقَّق: أكَدَّ، شهد ب (ألكالا، بوشر) وحقق اكمل، تمم، أنجز (بوشر) حقق علمه: أتقن علمه واحكمه وأكمله (أماري ص616) حقَّق القتال أو الحملة. أو الخصومة: قاتل بشدة وقوة وحزم (معجم البلاذري، معجم المتفرقات. ويقال أيضا: حقق على فلان بحذف القتال. ففي حيان (ص100ق): فلما حقَّق المسلمون عليهم.
حاقَّة: رافعة إلى القضاء، قاضاه ففي النويري (الأندلس ص470): حوقق وطولب بمائة ألف دينار.
تحقَّق: أتقن، وتثبت. ففي المقري (1: 494): لزم ابن عبد الحكم للتفقه وتحقَّق به وبالمزني وبه هنا معناه: بإرشاده وتوجيهه.
تحقق ب: أتقن علماً وأتقن فناً، ففي حيان بسام (3: 112 ق): متحققا بصنعة الكتابة (عبد الواحد ص133، 170، 172، 217). وأرى انه تحقَّقه بالرئاسة (ويجرز ص53) تعني أيضاً انه يعرف معرفة حقيقة الواجبات التي تفرضها الرئاسة لن تحقُّ ب لا تعني كان جديرا ب كما ظن الناشر (ص189 رقم 430).
استحق: استوجب، استأهل (ألكالا).
واستحق: أحرز، اودع، استودع (أماري ديب ص32).
واستحق: احتفظ بنفسه بشيء لاحق له به وكأنه جعله من حقه. ففي رحلة ابن جبير (ص75): جعلوه سببا إلى استلاب الموال واستحقاقها من غير حل.
استحق: ساوى، يقال مثلا: اشتريته بالثمن الذي يستحقه أي اشتريته بالثمن الذي يساويه بالقيمة.
يستحق: ينبغي له، يجب عليه (بوشر، بربرية) حَقَّ: كلمة تكتب على النقود لتدل على صحة وزنه (زيشر 9: 833).
قام في حقَّ أو إحياء حقّ في الله: يظهر أن لها معنى عند أهل السنة الذين تعرضوا لاضطهاد العبيديين. ففي رياض النفوس (ص82 ق) وذكر انه قام في حق وقت الغدوات فنُقِم عليه وشٌهِد عليه أنه قذف السلطان فحبس بعض يوم ورُميت عليه خمسون ديناراً، قال يا بنيَّ فقمت في السجن فصليت ركعتين ودعوت الله عز وجل وقلت اللهم ان كنت تعلم إنما حبست على إحياء حق فيك فَخَلِّصْني فلا فلا والله ما تم دعائي حتى نودي بي فخرجتُ بلا غرم والحمد لله. وربما كان المعنى صلى صلاة أهل السنة.
وحق، بمعنى: قيمة. جائزة. عدل، هدية، منحة، وغير ذلك: جهاز، مهر (فوك).
حق بابوج: هدية تقدم جزاء بعض الخدمات (بوشر).
حق البرنس: هدية كان على الموظفين تقديمها إلى عبد القادر حين توليه الأمارة (معجم الأسبانية ص286).
حق الطريق: نفقة السفر عند بوشر. وتطلق خاصة على الجرة التي تدفع إلى الرسل الذين ينقلون الأوامر إلى القرية (صفة مصر: 11: 496) حق كشف الوجه: هدية من النقود يجب على الزوج أن يدفعها إلى عروسه قبل أن تنزع الشال الذي يغطي رأسها (لين عادات 1: 257). أوجب له الحق على وزراء دولته. أي أباح لنفسه أن يأمر وزراء دولته (دي سلان، تاريخ البربر 206).
أخلص (أو خُذْ) حقَّي منه: انتصر لي، أثار لي منه (ألف ليلة 2: 3،16).
حقوق: لواحق ومكملات لا بد أن تصحب الأصل الرئيسي (برجرن ص48).
أهل الحقوق: الخصوم الذين يتنازعون على شيء يدعيه كل منهم (دي سلان المقدمة 1 ص75) صاحب الحق، دائن غريم (بوشر).
حفظ حقه: وفي له وحفظ عهده (بوشر).
بحق: باء القسم وتستعمل في القسم والتضرع فيقال: أقسم بحق أي أقسم ب (بوشر) وأسألك بحق محبتنا أي أتضرَّع إليك وأتوسل بمحبتنا (بوشر) وهي في ألف ليلة (1: 53): تعني بالدقة: بفضل محبتنا. ومثله في ألف ليلة (1: 100): اخلص بحق الحق وبحق اسم الله العظم إلى صورتك الأولى. أي بفضل اسم الله الأعظم.
وحق: أهو هذا؟ وتستعمل للتأكيد والإثبات (بوشر. كوسج مختار ص80، ألف ليلة 1: 48، 95).
في حق: بشأن بخصوص (بوشر، كليلة ودمنة ص136، 223)، دي ساسي طرائف 1: 247، 2: 189، 124). ويستعمل غالباً مرادفا لفي. وكذلك: قاموا بحق تعظيمه (دي ساسي طرائف 2: 36) وهي ترادف قاموا بتعظيمه.
في حقها: في الوقت المعين، في الموعد المحدد (بوشر).
من حق، وبالعامية من حقا: حقيقة، بالحقيقة لا بالمزاح (بوشر).
حق حق: بنوع مقبول، بنوع محتمل، على القد كفاية وبالكفاية (هوست ص113).
والحَق في اصطلاح المغاربة العصا (محيط المحيط).
حِقَّ: الجمل في عامه الثاني (دوماس عادات ص364) والحمل في عامه الرابع (مجلة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 1: 183، دافيدسن ص92).
حِقَّ: مستحق للعقوبة (أبو الوليد ص213).
حُقّ مفرد: (انظر لين في مادة حُقَّة): علبة، وعاء، درج، سفط، إبريق، آنية، إلى غير ذلك. وهي مذكورة في معجم فوك ومعجم ألكالا وتوجد كثيرا في مؤلفات القرون الوسطى (انظر: معجم بدرون، المقري 1: 305، 655، وانظر زيشر 11: 515 في آخر الصفحة، 516).
حق الذخيرة: معرِض القربان المقدس وهو قطعة من مصوغات الفضة أو الذهب يعرض فيه القربان المقدس (بوشر). وحُقّ: رسخ، زند، مفصل اليد (الكالا).
حق الفخذ: عظم المقعدة (458) (بوشر).
حَقَّة: عظم الورك (هلو).
وحقَّة (بالأسبانية Haca) : فرس رهوان (ألكالا) وفيه: ( Hacanea) ويجمع بإضافة ( S) كما هو بالأسبانية.
حُقَّة: كأس المشعبذ، وحقه باز: المشعبذ اللاعب بالكأس (بوشر).
حقة: جسم الآلة المسماة كَمَنْجَة. (انظر لين عادات 2: 74).
حقة البزر: جُفينة وهي ما يحفظ فيها بزور النبات (بوشر).
حَقَّيّ: صدوق: صادق في القول (المعجم اللاتيني).
وحَقى: شديد، صارم (المعجم اللاتيني) وفيه ( Severus) حَقَّي قاهر للجور بالحكم القويم.
حِقِّيّ: صدوق، صادق في القول (فوك).
حَقِيَّة: شدة، صرامة (المعجم اللاتيني) وفيه ( Severa حَقِيَّة دون التواء في الحق).
حَقيق: مادة نجهل اسمها بالفرنسية (كاريت جغرافية ص25).
حقيقة: شيء ثابت يقينه. وكنه الشيء وخالصه (بوشر).
والحقيقة (بالتعريف) أصل معناه كنه الشيء وجوهره ويعني في علم التصوف ما يقابل الشريعة ففي المقري (3: 675): جمع الله له علم الشريعة والحقيقة (ابن خلكان 1: 173، المقري 1: 571، 2: 437).
أَهْلُ الحقيقة: المتصوفة (المقري 1: 586) ويراد به على الخصوص الدرجة الثالثة من درجات التصوف، وذلك حين يجد الصوفي الله في نفسه ويعرف أنه أصبح جزء من الإله أو الله تعالى (زيشر 16: 243).
الحقيقة المُحَمَّدية: أعلى درجة من درجات التجلي الإلهي (المقدمة 3: 69).
حَقِيقي: كائن، اصلي، جوهري، ذاتي، صحيح، وضعي، غير مجازي، موجود حقاً (بوشر).
قصد حقيقي: عزم ثابت (بوشر).
تحقيق: تأكيد، يقين، إثبات، ثبات، تثبيت، تقرير، تصديق (بوشر).
وتحقيق في اصطلاح المنطق: إثبات وهو ضد النفي (بوشر).
حرف تحقيق: أداة التأكيد (بوشر) وتحقيق: حذاقة، لقانة، ذكاء (المقري 1: 94).
مجلس تحقيق: في رحلة إلى غدامس (ص67): ويوجد في طرابلس مجلس تحقيق ( Thakek) يقوم بعمل قاضي التحقيق في الجرائم واعتمادا على ما يبديه من رأي يطبق المجلس الأعلى القانون.
ديوان التحقيق في صقلية: يظهر انه إدارة الأملاك (جريجور ص34، 36).
التحقيق: التصوف (المقري 1: 576، 577، 583، 596). تَحْقِيقيّ: تأكيدي (بوشر)
مُحِق: مرادف لشيخ تقريبا، والفرق بينهما يتبين من عبارة المقري هذه: وسئل عن المحق والشيخ فقال المحق من شهدت له ذاتك بالتقديم، وسِرُّك بالاحترام والتعظيم)) والشيخ من هداك بأخلاقه، وأيَّدك بإطراقه، وأنار اطنك بإشراقه. وفي المطبوع كما في مخطوطة ليدن تجد (المحو) وهذا خطأ لا شك فيه.
مُحَقَّق: كثيف، مكتنز، صلب. ويقال أيضاً بطن محقق بهذا المعنى (ألف ليلة 1: 173) وكذلك في طبعة بولاق وطبعة برسل.
مُحَقَّق: شاهد مقرر، مثبت (بوشر).
ومُحَقَّق: الصوفي الذي بلغ درجة معرفة الحقائق الكبرى (المقري 1: 496، المقدمة 1: 173، 3: 72، فهرس للمخطوطات الشرقية في ليدن 1: 87، مخطوطتنا رقم 1515، وفيها مع غيرها من التآليف الصغيرة: مدارج السالكين ومنهج المحققين في علم التصوف.
قلم المحقق: نوع من الخط بحرف كبيرة (ألف ليلة 1: 94).
مُحَقَّقة: لطمة، شديدة، صفعة شديدة (معجم الماوردي).
استحقاق: دين. ففي الفخري (ص289) كان قبل الوزارة يتولى بعض الدواوين فعزل عنه وله به استحقاق مبلغة ألف دينار.
واستحقاق: الحصول على ما يحق له، اكتساب المستحق (بوشر).
الاستحقاقات: شهادات الجوائز والمكافآت (مملوك 1: 1: 204).
استِحْقاقِيّ: أهل للأجر والثواب. مستحقة. (بوشر).
مُسْتَحِقّ: واجب، لازم. ما يأمر به القانون (فيت ص174).

وصفي

وصفي: نعتي (بقطر):
وصفي: إيضاحي، بياني (بقطر).
وصيف والجمع وصفان: (بوسويه، ابن بطوطة 433:4) كان المعنى العام للكلمة، في العصر الوسيط العبد (أخبار 3:3): فصار نصير وصيفاً لعبد العزيز بن مروان فأعتقه (حيان - بسّام 29:3): اجتمع عنده مائة وخمسون حظيّة ومن الصقلب المجابيب ستون وصيفاً (المقري 2:251:1): الفتيان الوصفاء واليوم في أفريقيا هو الزنجي أو العبد الأسود (بقطر - الجزائر) (بوسويه، دي سلان، المقدمة 291:3 رقم 1).
الوصيف الأسود: شعر الكلاب، جعدة القنا، الساق الأسود، الساق الوصيف، كزبرة البير، ساق الوصيف أو الوصيف وحدها (ابن البيطار 126:1 b وفي B أيضاً وردت التفصيلات المتعلقة لهذه الكلمة).
وصيفة: (عبدة) عامةً ولكنها القينة العازفة أو المغنية خاصة، وصيفة ملهية (عبّاد 275:1 رقم 94)؛ عند (فوك) وصيفة وصائف في مادة cantatra en note cantus servorum وهذه الترجمة غير صحيحة
لكنها لا تخلو من الفائدة.
وصّاف: رسّام ومجازاً هو ذلك الذي يقدم صورة حية حين يتكلم أو حين يكتب (بقطر).
موصوف: شهير (البكري 9:53): ولها مزارع واسعة وحنطتها موصوفة.

إبراهيم

إبراهيم
عن العبرية بمعنى أب لأمم، وأب لأناس كثير.
(الخليل) خليل الله، أبو الأنبياء، أبو إسماعيل وإسحاق، ويعني بالعبرية الأب في الأعالي.
إبراهـيم
إبراهيم [مفرد]:
1 - أحد الرُّسل الذين بعثهم الله تعالى لدعوة النَّاس إلى عبادة الله وحده، كنيته أبو الأنبياء ودينه الحنيفيّة، يُعرف بخليل الرحمن، وخليل الله، وهو الجدّ الأعلى للرسول صلّى الله عليه وسلّم، قام هو وابنه إسماعيل برفع قواعد البيت العتيق في مكّة المكرّمة بعد أن رحل إلى مكّة مع زوجته هاجر وابنه إسماعيل، وقد أتاه الله سبحانه صحفًا تدعو إلى التوحيد " {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ} " ° صحف إبراهيم: يُضرَب بها المثل في الشّيء المتروك المنسيّ- ضيف إبراهيم: يُضْرب مثلاً للضيف الكريم- مقام إبراهيم: يُضرَب مثلاً لكلّ مكان شريف ومقام كريم- نار إبراهيم: يُضرَب بها المثل في البَرد والسلامة.
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 14 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها اثنتان وخمسون آية. 

علم الأوزان والمقادير

علم الأوزان والمقادير المستعملة في علم الطب من الدرهم والأوقية والرطل وغير ذلك
ولقد صنف له كتب مطولة ومختصرة يعرفها مزاولها هذا ما في: مفتاح السعادة وقد جعله من فروع علم الطب.
قال في: الكشف: فيا ليت شعري ما هذه الكتب المطولة نعم هو باب من أبواب الكتب المطولة في الطب فلو كان أمثال ذلك علما متفرعا على علم الطب لكان له فرع بل وأزيد منه. انتهى
وقال ابن خلدون في تاريخه المسمى ب: العبران: الدينار والدرهم مختلفا السكة في المقدار والموازين بالآفاق والأمصار وسائر الأعمال والشرع قد تعرض لذكرهما وعلق كثيرا من الأحكام بهما في الزكاة والأنكحة والحدود وغيرها فلا بد لهما عنده من حقيقة ومقدار معين في تقدير تجري عليهما أحكامه دون غير الشرعي منهما.
فاعلم أن الإجماع منعقد منذ صدر الإسلام وعهد الصحابة والتابعين أن الدرهم الشرعي: هو الذي تزن العشرة منه سبعة مثاقيل من الذهب والأوقية منه أربعين درهما وهو على هذا سبعة أعشار الدينار ووزن المثقال من الذهب اثنتان وسبعون حبة من الشعير فالدرهم الذي هو سبعة أعشاره خمسون حبة وخمسا حبة وهذه المقادير كلها ثابتة بالإجماع فإن الدرهم الجاهل ي كان بينهم على أنواع أجودها الطبري: وهو ثمانية دوانق والبغلي: وهو أربعة دوانق فجعلوا الشرعي بينهما وهو: ستة دوانق فكانوا يوجبون الزكاة في مائة درهم بغلية ومائة طبرية خمسة دراهم وسطا.
وقد اختلف الناس هل كان ذلك من وضع عبد الملك أو إجماع الناس بعد عليه ذكر ذلك الخطابي في كتاب: معالم السنن والماوردي في: الأحكام السلطانية وأنكره المحققون من المتأخرين لما يلزم عليه أن يكون الدينار والدرهم الشرعيان مجهولين في عهد الصحابة ومن بعدهم مع تعلق الحقوق الشرعية بهما في الزكاة والأنكحة والحدود وغيرها.
والحق أنهما كانا معلومي المقدار في ذلك العصر لجريان الأحكام يومئذ بما يتعلق بهما من الحقوق وكان مقدارهما غير مشخص في الخارج وإنما كان متعارفا بينهم بالحكم الشرعي على المقدر في مقدارهما وزنتهما حتى استفحل الإسلام وعظمت الدولة ودعت الحال إلى تشخيصهما في المقدار والوزن كما هو عند الشرع ليستريحوا من كلفة التقدير وقارن ذلك أيام عبد الملك فشخص مقدارهما وعينهما في الخارج كما هو في: الدهر ونقش عليهما السكة باسمه وتاريخه أثر الشهادتين الإيمانيتين وطرح النقود الجاهلية رأسا حتى خلصت ونقش عليها سكة وتلاشى وجودها فهذا هو الحق الذي لا محيد عنه.
ومن بعد ذلك وقع اختيار أهل السكة في الدول على مخالفة المقدار الشرعي في الدينار والدرهم واختلفت في كل الأقطار والآفاق ورجع الناس إلى تصور مقاديرهما الشرعية ذهنا كما كان في الصدر الأول وصار أهل كل أفق يستخرجون الحقوق الشرعية من سكتهم بمعرفة النسبة التي بينها وبين مقاديرها الشرعية. وأما وزن الدينار باثنين وسبعين حبة من الشعير الوسط فهو الذي نقله المحققون وعليه الإجماع إلا ابن حزم فإنه خالف ذلك وزعم أن وزنه أربعة وثمانون حبة نقل ذلك عنه القاضي عبدا لحق ورده المحققون وعدوه وهما وغلطا وهو الصحيح - والله يحق الحق بكلمته - وكذلك تعلم أن الأوقية الشرعية ليست هي المتعارفة بين الناس لأن المتعارفة مختلفة باختلاف الأقطار والشرعية متحدة ذهنا لا اختلاف فيها - والله خلق كل شيء فقدره تقديرا -. انتهى كلامه.

علم الحديث الشريف

علم الحديث الشريف
ويسمى ب: علم الرواية والأخبار أيضا على ما في: مجمع السلوك ويسمى جملة: علم الرواية والأخبار: علم الأحاديث. انتهى فعلى هذا علم الحديث يشتمل على علم الآثار أيضا بخلاف ما قيل فإنه لا يشمله والظاهر أن هذا مبني على عدم إطلاق الحديث على أقوال الصحابة وأفعالهم على ما عرف وهو الحق ولا حجة في قول أحد إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلم الحديث هو: علم يعرف به أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وأحواله فاندرج فيه معرفة موضوعه.
وأما غايته: فهي الفوز بسعادة الدارين كذا في: الفوائد الخاقانية.
وهو ينقسم إلى: العلم برواية الحديث وهو: علم يبحث فيه عن كيفية اتصال الأحاديث بالرسول - عليه الصلاة والسلام - من حيث أحوال رواتها ضبطا وعدالة ومن حيث كيفية السند اتصالا وانقطاعا وغير ذلك وقد اشتهر بأصول الحديث كما سبق.
وإلى: العلم بدراية الحديث وهو: علم باحث عن المعنى المفهوم من ألفاظ الحديث وعن المراد منها مبنيا على قواعد العربية وضوابط الشريعة ومطابقا لأحوال النبي - صلى الله عليه وسلم
وموضوعه: أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - من حيث دلالتها على المعنى المفهوم أو المراد.
وغايته: التحلي بالآداب النبوية والتخلي عما يكرهه وينهاه.
ومنفعته: أعظم المنافع كما لا يخفى على المتأمل.
ومبادئه: العلوم العربية كلها ومعرفة القصص والأخبار المتعلقة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ومعرفة الأصلين والفقه وغير ذلك كذا في: مفتاح السعادة و: مدينة العلوم.
والصواب: ما ذكر في: الفوائد إذ الحديث أعم من القول والفعل والتقرير كما حقق في محله.
وفي: كشاف اصطلاحات الفنون: علم الحديث: علم تعرف به أقوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وأفعاله.
أما أقواله: فهي الكلام العربي فمن لم يعرف حال الكلام العربي فهو بمعزل عن هذا العلم وهو كونه حقيقة ومجازا وكناية وصريحا وعاما وخاصا ومطلقا ومقيدا ومنطوقا ومفهوما ونحو ذلك مع كونه على قانون العربية الذي بينه النحاة بتفاصيله وعلى قواعد استعمال العرب وهو المعبر بعلم اللغة
وأما أفعاله: فهي الأمور الصادرة عنه التي أمرنا باتباعه فيها أولا: كالأفعال الصادرة عنه طبعا أو خاصة كذا في: العيني شرح صحيح البخاري و: زاد الكرماني وأحواله.
ثم في العيني وموضعه ذات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حيث أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم ومبادئه: هي ما تتوقف عليه المباحث وهي: أحوال الحديث وصفاته
ومسائله: هي الأشياء المقصودة منه وغايته: الفوز بسعادة الدارين. انتهى.
قال ابن الأثير في: جامع الأصول: علوم الشريعة تنقسم إلى: فرض ونفل والفرض: ينقسم إلى: فرض عين وفرض كفاية.
ومن أصول فروض الكفايات علم أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآثار أصحابه التي هي ثاني أدلة الأحكام وله أصول وأحكام وقواعد واصطلاحات ذكرها العلماء وشرحها المحدثون والفقهاء يحتاج طالبه إلى معرفتها والوقوف عليها بعد تقديم معرفة اللغة الإعراب اللذين هما أصل المعرفة الحديث وغيره لورود الشريعة المطهرة على لسان العرب وتلك الأشياء كالعلم بالرجال وأساميهم وأنسابهم وأعمارهم ووقت وفاتهم والعلم بصفات الرواة وشرائطهم التي يجوز معها قبول روايتهم والعلم بمستند الرواة وكيفية أخذهم الحديث وتقسيم طرقه والعلم بلفظ الرواة وإيرادهم ما سمعوه واتصاله إلى من يأخذه عنهم وذكر مراتبه والعلم بجواز نقل الحديث بالمعنى ورواية بعضه والزيادة فيه والإضافة إليه بما ليس منه وانفراد الثقة بزيادة فيه والعلم بالمسند وشرائطه والعالي منه والنازل والعلم بالمرسل وانقسامه إلى المنقطع والموقوف والمعضل وغير ذلك لاختلاف الناس في قبوله ورده والعلم بالجرح والتعديل وجوازهما ووقوعهما وبيان طبقات المجروحين والعلم بأقسام الصحيح من الحديث والكذب وانقسام الخبر إليهما وإلى الغريب والحسن وغيرهما والعلم بأخبار التواتر والآحاد والناسخ والمنسوخ وغير ذلك مما توافق عليه أئمة أهل الحديث وهو بينهم متعارف فمن أتقنها أتى دار هذا العلم من بابها وأحاط بها من جميع جهاتها وبقدر ما يفوته منها تزل درجته وتنحط رتبته إلا أن معرفة التواتر والآحاد والناسخ والمنسوخ وإن تعلقت بعلم الحديث إن المحدث لا يفتقر إليه لأن ذلك من وظيفة الفقيه لأنه يستنبط الأحكام من الأحاديث فيحتاج إلى معرفة التواتر والآحاد والناسخ والمنسوخ فأما المحدث فوظيفته أن ينقل ويروي ما سمعه من الأحاديث كما سمعه فإن تصدى لما رواه فزيادة في الفضل.
وأما مبدأ جمع الحديث وتأليفه وانتشاره فإنه لما كان من أصول الفروض وجب الاعتناء به والاهتمام بضبطه وحفظه ولذلك يسر الله - سبحانه وتعالى - للعلماء الثقات الذين حفظوا قوانينه وأحاطوا فيه فتناقلوه كابرا عن كابر وأوصله كما سمعه أول إلى آخر وحيه الله تعالى إليهم لحكمة حفظ دينه وحراسة شريعته فما زال هذا العلم من عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أشرف العلوم وأجلها لدى الصحابة والتابعين وتابعي التابعين خلفا بعد سلف لا يشرف بينهم أحد بعد حفظ كتاب الله - سبحانه وتعالى - إلا بقدر ما يحفظ منه ولا يعظم في النفوس إلا بحسب ما يسمع من الحديث عنه فتوفرت الرغبات فيه فما زال لهم من لدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أن انعطفت الهمم على تعلمه حتى لقد كان أحدهم يرحل المراحل ويقطع الفيافي والمفاوز ويجوب البلاد شرقا وغربا في طلب حديث واحد ليسمعه من راويه.
فمنهم من يكون الباعث له على الرحلة طلب ذلك الحديث لذاته ومنهم من يقرن بتلك الرغبة سماعه من ذلك الراوي بعينه إما لثقته في نفسه وإما لعلو إسناده فانبعثت العزائم إلى تحصيله.
وكان اعتمادهم أولا على الحفظ والضبط في القلوب غير ملتفتين إلى ما يكتبونه محافظة على هذا العلم كحفظهم كتاب الله - سبحانه وتعالى - فلما انتشر الإسلام واتسعت البلاد وتفرقت الصحابة في الأقطار ومات معظمهم قل الضبط احتاج العلماء إلى تدوين الحديث وتقييده بالكتابة ولعمري إنها الأصل فإن الخاطر يغفل والقلم يحفظ فانتهى الأمر إلى زمن جماعة من الأئمة مثل عبد الملك بن جريج ومالك بن أنس وغيرهما فدونوا الحديث حتى قيل:
إن أول كتاب صنف في الإسلام كتاب ابن جريج وقيل: موطأ مالك بن أنس وقيل: إن أول من صنف وبوب الربيع بن صبيح بالبصرة ثم انتشر جمع الحديث وتدوينه وتسطيره في الأجزاء والكتب. وكثر ذلك وعظم نفعه إلى زمن الإمامين أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري فدونا كتابيهما وأثبتا فيهما من الأحاديث ما قطعا بصحته وثبت عندهما نقله وسميا الصحيحين من الحديث ولقد صدقا فيما قالا والله مجازيهما عليه ولذلك رزقهما الله تعالى حسن القبول شرقاً وغرباً.
ثم ازداد انتشار هذا النوع من التصنيف وكثر في الأيدي وتفرقت أغراض الناس وتنوعت مقاصدهم إلى أن انقرض ذلك العصر الذي قد اجتمعوا واتفقوا فيه مثل: أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي ومثل: أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني وأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وغيرهم فكان ذلك العصر خلاصة العصور في تحصيل هذا العلم وإليه المنتهى.
ثم نقص ذلك الطلب وقل الحرص وفترت الهمم فكذلك كل نوع من أنواع العلوم والصنائع والدول وغيرها فإنه يبتدئ قليلا قليلا ولا يزال ينمو ويزيد إلى أن يصل إلى غاية هي منتهاه ثم يعود وكأن غاية هذا العلم انتهت إلى البخاري ومسلم ومن كان في عصرها ثم نزل وتقاصر إلى ما شاء الله.
ثم إن هذا العلم على شرفه وعلو منزلته كان علما عزيزا مشكل اللفظ أو المعنى ولذلك كان الناس في تصانيفهم مختلفي الأغراض
فمنهم من قصر همته على تدوين الحديث مطلقا ليحفظ لفظه ويستنبط منه الحكم كما فعله عبد الله بن موسى الضبي وأبو داود الطيالسي وغيرهما أولا.
وثانيا: أحمد بن حنبل ومن بعده فأنهم أثبتوا الأحاديث من مسانيد رواتها فيذكرون مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه ويثنون فيه كل ما رووا عنه ثم يذكرون بعده الصحابة واحدا بعد واحد على هذا النسق.
ومنهم: من يثبت الأحاديث في الأماكن التي هي دليل عليها فيضعون لكل حديث بابا يختص به فإن كان في معنى الصلاة ذكروه في باب الصلاة وإن كان في معنى الزكاة ذكروه فيها كما فعل مالك في الموطأ إلا أنه لقلة ما فيه من الأحاديث قلت أبوابه ثم اقتدى به من بعده. فلما انتهى الأمر إلى زمن البخاري ومسلم وكثرت الأحاديث المودعة في كتابيهما كثرت أبوابهما واقتدى بهما من جاء بعدهما وهذا النوع أسهل مطلبا من الأول لأن الإنسان قد يعرف المعنى وإن لم يعرف رواية بل ربما لا يحتاج إلى معرفة رواية فإذا أراد حديثا يتعلق بالصلاة طلبه من كتاب الصلاة لأن الحديث إذا أورد في كتاب الصلاة علم الناظر أن ذلك الحديث هو دليل ذلك الحكم فلا يحتاج أن يفكر فيه بخلاف الأول.
ومنهم من استخرج أحاديث تتضمن ألفاظ لغوية ومعاني مشكلة فوضع لها كتابا قصره على ذكر متن الحديث وشرح غريبه وإعرابه ومعناه ولم يتعرض لذكر الأحكام كما فعل أبو عبيد القاسم بن سلام وأبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة وغيرهما.
ومنهم من أضاف إلى هذا الاختيار ذكر الأحكام وآراء الفقهاء مثل: أبي سليمان أحمد بن محمد الخطابي في معالم السنن وأعلام السنن وغيره من العلماء.
ومنهم من قصد ذكر الغريب دون متن الحديث واستخراج الكلمات الغريبة ودونها ورتبها وشرحها كما فعل أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي وغيره من العلماء.
ومنهم من قصد إلى استخراج أحاديث تتضمن ترغيبا وترهيبا وأحاديث تتضمن أحكاما شرعية غير جامعة فدونها وأخرج متونها وحدها كما فعله أبو محمد الحسين بن مسعود والبغوي في المصابيح وغير هؤلاء
ولما كان أولئك الأعلام هم السابقون فيه لم يأت صنيعهم على أكمل 2 / 225 الأوضاع فإن غرضهم كان أولا حفظ الحديث مطلقا وإثباته ودفع الكذب عنه والنظر في طرقه وحفظ رجاله وتزكيتهم واعتبار أحوالهم والتفتيش عن أمورهم حتى قدحوا وجرحوا وعدلوا وأخذوا وتركوا هذا بعد الاحتياط والضبط والتدبر فكان هذا مقصدهم الأكبر وغرضهم الأوفى ولم يتسع الزمان لهم والعمر لأكثر من هذا الغرض الأعم والمهم الأعظم ولا رأوا في أيامهم أن يشتغلوا بغيره من لوازم هذا الفن التي هي كالتوابع بل ولا يجوز لهم ذلك فإن الواجب أولا إثبات الذات ثم ترتيب الصفات والأصل إنما هو عين الحديث ثم ترتيبه وتحسين وضعه ففعلوا ما هو الغرض المتعين واخترمتهم المنايا قبل الفراغ والتخلي لما فعله التابعون لهم والمقتدون بهم فتعبوا الراحة من بعدهم.
ثم جاء الخلف الصالح فأحبوا أن يظهروا تلك الفضيلة ويشيعوا هذه العلوم التي أفنوا أعمارهم في جمعها إما بإيداع ترتيب أو بزيادة تهذيب أو اختصار أو تقريب أو استنباط حكم وشرح غريب.
فمن هؤلاء المتأخرين من جمع بين كتب الأولين بنوع من التصرف والاختصار كمن جمع بين كتابي البخاري ومسلم مثل: أبي بكر أحمد بن محمد الرماني وأبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي وأبي عبد الله محمد الحميدي فإنهم رتبوا على المسانيد دون الأبواب.
وتلاهم أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري فجمع بين كتب البخاري ومسلم والموطأ لمالك وجامع الترمذي وسنن أبي داود والنسائي ورتب على الأبواب إلا أن هؤلاء أودعوا متون الحديث عارية من الشرح وكان كتاب رزين أكبرها وأعمها حيث حوى هذه الكتب الستة التي هي أم كتب الحديث وأشهرها وبأحاديثها أخذ العلماء واستدل الفقهاء وأثبتوا الأحكام ومصنفوها أشهر علماء الحديث وأكثرهم حفظا وإليهم المنتهى.
وتلاه الإمام أبو السعادات مبارك بن محمد بن الأثير الجزري فجمع بين كتاب رزين وبين الأصول الستة بتهذيبه ترتيب أبوابه وتسهيل مطالبه وشرح غريبه في جامع الأصول فكان أجمع ما جمع فيه.
ثم جاء الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي فجمع بين الكتب الستة والمسانيد العشرة وغيرها في جمع الجوامع فكان أعظم بكثير من جامع الأصول من جهة المتون إلا أنه لم يبال بما صنع فيه من جمع الأحاديث الضعيفة بل الموضوعة.
وكان أول ما بدأ به هؤلاء المتأخرون أنهم حذفوا الأسانيد اكتفاء بذكر من روى الحديث من الصحابي إن كان خبرا وبذكر من يرويه عن الصحابي إن كان أثرا والرمز إلى المخرج لأن الغرض ممن ذكر الأسانيد كان أولا إثبات الحديث وتصحيحه وهذه كانت وظيفة الأولين وقد كفوا تلك المؤنة فلا حاجة بهم إلى ذكر ما فرغوا منه.
ووضعوا الأصحاب الكتب الستة علامة ورمزا بالحروف.
فجعلوا البخاري خ لأن نسبته إلى بلده أشهر من اسمه وكنيته وليس في حروف باقي الأسماء خاء.
ولمسلم م لأن اسمه أشهر من نسبه وكنيته.
ولمالك طه لأن اشتهار كتابه بالموطأ أكثر.
ولأن الميم أول حروف اسمه وقد أعطوها مسلما وباقي حروفه مشتبه بغيرها.
والترمذي ت لأن اشتهاره بنسبه أكثر.
ولأبي داود د لأن كنيته أشهر من اسمه ونسبه والدال أشهر حروفها وأبعدها من الاشتباه
وللنسائي س لأن نسبه أشهر من اسمه وكنيته والسين أشهر حروف نسبه وكذلك وضعوا لأصحاب المسانيد بالإفراد والتركيب كما هو مسطور في الجامع.
قال في كشاف اصطلاحات الفنون: لأهل الحديث مراتب.
أولها الطلب وهو المبتدئ الراغب فيه.
ثم المحدث وهو الأستاذ الكامل وكذا الشيخ والإمام بمعناه.
ثم الحافظ وهو الذي أحاط علمه بمائة ألف حديث متنا وإسنادا وأحوال رواته جرحا وتعديلا وتاريخاً.
ثم الحجة وهو الذي أحاط علمه بثلاثمائة ألف حديث كذلك قاله ابن المطري.
وقال الجزري: الراوي ناقل الحديث بالإسناد والمحدث من تحمل بروايته واعتنى بدرايته.
والحافظ من روى ما يصل إليه ووعى ما يحتاج إليه انتهى.
قال أبو الخير: اعلم أن قصارى نظر أبناء هذا الزمان في علم الحديث النظر في مشارق الأنوار فإن ترفعت إلى مصابيح البغوي ظننت أنها تصل إلى درجة المحدثين وما ذلك إلا لجهلهم بالحديث بل لو حفظهما عن ظهر قلب وضم إليهما من المتون مثليهما لم يكن محدثا حتى يلج الجمل في سم الخياط وإنما الذي يعده أهل الزمان بالغا إلى النهاية وينادونه محدث المحدثين وبخاري العصر من اشتغل بجامع الأصول لابن الأثير مع حفظ علوم الحديث لابن الصلاح أو التقريب للنووي إلا أنه ليس في شيء من رتبة المحدثين وإنما المحدث من عرف المسانيد والعلل وأسماء الرجال والعالي والنازل وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون وسمع الكتب الستة ومسند الإمام أحمد بن حنبل وسنن البيهقي ومعجم الطبراني وضم إلى هذا القدر ألف جزء من الأجزاء الحديثة هذا أقل فإذا سمع ما ذكرناه وكتب الطبقات ورد على الشيوخ وتكلم في العلل والوفيات والأسانيد كان في أول درجة المحدثين.
ثم يزيد الله - سبحانه وتعالى - من يشاء ما يشاء هذا ما ذكره تاج الدين السبكي
وذكر صدر الشريعة في تعديل العلوم أن مشائخ الحديث مشهورون بطول الأعمار
وذكر السبكي.
في طبقات الشافعية أن أبا سهل قال: سمعت ابن الصلاح يقول: سمعت شيوخنا يقولون: دليل طول عمر الرجل اشتغاله بأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويصدقه التجربة فان أهل الحديث إذا تتبعت أعمارهم تجدها في غاية الطول انتهى.
الكتب المصنفة في علم الحديث أكثر من أن تحصى لكن استوعبنا ما وقفنا عليه في كتابنا إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء المحدثين بالفارسية على ترتيب حروف المعجم.
قال في مدينة العلوم لكن اتفق السلف من مشائخ الحديث على أن أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى صحيح البخاري وصحيح مسلم وأصحهما صحيح البخاري وهو الإمام شيخ السنة ونور الإسلام وحافظ العصر وبركة الله في أرضه الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري رحمه الله كان والي بخارا جعفيا وهو نسبة إلى قبيلة باليمن ونسب البخاري إليها بالولاء.
والإمام مسلم بن الحجاج القشيري البغدادي أحد الأئمة الحفاظ وأعلم المحدثين إمام خراسان في الحديث بعد البخاري.
ومن الصحاح كتاب سنن أبي داود الأزدي السجستاني وكتاب الترمذي وكتاب النسائي
والنووي عدد هذه الخمسة في الأصول إلا أن الجمهور جعلها ستة وعدوا منها كتاب الموطأ لإمام دار الهجرة وقدوة المتقين وأحد الأئمة المجتهدين الإمام مالك بن انس.
وجعل بعضهم كتاب الموطأ بعد الترمذي وقيل النسائي والأصح انه بعد مسلم في الرتبة.
وعد بعضهم بدل الموطأ كتاب ابن ماجة محمد بن يزيد الحافظ القزويني.
واعلم أن المحدثين ألحقوا بالكتب الستة جامع أبي الحسن رزين العبدري صاحب الجمع بين الصحاح وجامع الحميدي بين الصحيحين وجامع البرقاتي لجمعه بينهما وجامع أبي مسعود الدمشقي أيضا لجمعه بين الصحيحين.
ثم اختاروا من المصنفين سبعة وألحقوا كتبهم بالصحاح لعظم نفعها منهم الدارقطني والحاكم أبو عبد الله النيسابوري وأبو محمد عبد الغني الأزدي المصري وأبو نعيم الأصبهاني صاحب الحلية وابن عبد البر حافظ المغرب والبيهقي والخطيب البغدادي انتهى ملخصاً.
فصل في ذكر علوم الحديث
قال ابن خلدون: وأما علوم الحديث فهي كثيرة ومتنوعة لأن منها ما ينظر في ناسخه ومنسوخه وذلك بما ثبت في شريعتنا من جواز النسخ ووقوعه لطفا من الله بعباده وتخفيفا عنهم باعتبار مصالحهم التي تكفل لهم بها قال تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} فإذا تعارض الخبران بالنفي والإثبات وتعذر الجمع بينهما ببعض التأويل وعلم تقدم أحدهما تعين أن المتأخر ناسخ ومعرفة الناسخ والمنسوخ من أهم علوم الحديث وأصعبها.
قال الزهري: أعيا الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من منسوخه وكان للشافعي - رحمه الله - قدم راسخة فيه1.
ومن علوم الأحاديث النظر في الأسانيد ومعرفة ما يجب العمل به من الأحاديث بوقوعه على السند الكامل الشروط لأن العمل إنما وجب بما يغلب على الظن صدقه من أخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيجتهد في الطريق التي تحصل ذلك الظن وهو بمعرفة رواة الحديث بالعدالة والضبط وإنما يثبت ذلك بالنقل عن أعلام الدين بتعديلهم وبراءتهم من الجرح والغفلة ويكون لنا ذلك دليلا على القبول أو الترك.
وكذلك مراتب هؤلاء النقلة من الصحابة والتابعين وتفاوتهم في ذلك تميزهم فيه واحدا واحدا وكذلك الأسانيد تتفاوت باتصالها وانقطاعها بأن يكون الراوي الذي نقل عنه وبسلامتها من العلل الموهنة لها وتنتهي بالتفاوت إلى الطرفين فحكم بقبول الأعلى ورد الأسفل ويختلف في المتوسط بحسب المنقول عن أئمة الشأن.
ولهم في ذلك ألفاظ اصطلحوا على وضعها لهذه المراتب المرتبة مثل الصحيح والحسن والضعيف والمرسل والمنقطع والمعضل والشاذ والغريب وغير ذلك من ألقابه المتداولة بينهم.
وبوبوا على كل واحد منها ونقلوا ما فيه من الخلاف لأئمة هذا الشأن أو الوفاق.
ثم النظر في كيفية أخذ الرواة بعضهم عن بعض بقراءة أو كتابة أو مناولة أو إجازة وتفاوت رتبها وما للعلماء في ذلك من الخلاف بالقبول والرد ثم أتبعوا ذلك بكلام في ألفاظ تقع في متون الحديث من غريب أو مشكل أو مصحف أو مفترق منها أو مختلف وما يناسب ذلك هذا معظم ما ينظر فيه أهل الحديث وغالبه.
وكانت أحوال نقلة الحديث في عصور السلف من الصحابة والتابعين معروفة عند أهل بلدة فمنهم بالحجاز ومنهم بالبصرة والكوفة من العراق ومنهم بالشام ومصر والجميع معروفون مشهورون في أعصارهم.
وكانت طريقة أهل الحجاز في أعصارهم في الأسانيد أعلى ممن سواهم وأمتن في الصحة لاستبدادهم في شروط النقل من العدالة والضبط وتجافيهم عن قبول المجهول الحال في ذلك.
وسند الطريقة الحجازية بعد السلف الإمام مالك عالم المدينة ثم أصحابه مثل الإمام محمد بن إدريس الشافعي والإمام أحمد بن حنبل وأمثالهم. وكان علم الشريعة في مبدأ هذا الأمر نقلا صرفا شمر لها السلف وتحروا الصحيح حتى أكملوها.
وكتب مالك - رحمه الله - كتاب الموطأ أودعه أصول الأحكام من الصحيح المتفق عليه ورتبه على أبواب الفقه ثم عني الحفاظ بمعرفة طرق الأحاديث وأسانيده المختلفة وربما يقع إسناد الحديث من طرق متعددة عن رواة مختلفين وقد يقع الحديث أيضا في أبواب متعددة باختلاف المعاني التي اشتمل عليها.
وجاء محمد بن إسماعيل البخاري إمام الحدثين في عصره فخرج أحاديث السنة على أبوابها في مسنده الصحيح بجميع الطرق التي للحجازيين والعراقيين والشاميين واعتمد منها ما أجمعوا عليه دون ما اختلفوا فيه وكرر الأحاديث يسوقها في كل باب بمعنى ذلك الباب الذي تضمنه الحديث فتكررت لذلك أحاديثه حتى يقال انه اشتمل على تسعة آلاف حديث ومائتين منها ثلاثة آلاف متكررة وفرق الطرق والأسانيد عليها مختلفة في كل باب.
ثم جاء الإمام مسلم بن الحجاج القشيري - رحمه الله - فألف مسنده الصحيح حذا فيه حذو البخاري في نقل المجمع عليه وحذف المتكرر منها وجمع الطرق والأسانيد وبوبه على أبواب الفقه وتراجمه ومع ذلك فلم يستوعب الصحيح كله وقد استدرك الناس عليهما في ذلك
ثم كتب أبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي في السنن بأوسع من الصحيح وقصدوا ما توفرت فيه شروط العمل إما من الرتبة العالية في الأسانيد وهو الصحيح كما هو معروف وإما من الذي دونه من الحسن وغيره ليكون ذلك إماما للسنة. والعمل وهذه هي المسانيد المشهورة في الملة وهي أمهات كتب الحديث في السنة فإنها وإن تعددت ترجع إلى هذه في الأغلب ومعرفة هذه الشروط والاصطلاحات كلها هي علم الحديث وربما يفرد عنها الناسخ والمنسوخ فيجعل فنا برأسه وكذا الغريب وللناس فيه تآليف مشهورة.
ثم المؤتلف والمختلف وقد ألف الناس في علوم الحديث وأكثروا.
ومن فحول علمائه وأئمتهم أبو عبد الله الحاكم وتآليفه فيه مشهورة وهو الذي هذبه وأظهر محاسنه وأشهر كتاب للمتأخرين فيه كتاب أبي عمرو بن الصلاح كان لعهد أوائل المائة السابعة وتلاه محيي الدين النووي بمثل ذلك والفن شريف في مغزاه لأنه معرفة ما يحفظ به السنن المنقولة عن صاحب الشريعة وقد انقطع لهذا العهد تخريج شيء من الأحاديث واستدراكها على المتقدمين إذ العادة تشهد بأن هؤلاء الأئمة على تعددهم وتلاحق عصورهم وكفايتهم واجتهادهم لم يكونوا ليغفلوا شيئا من السنة أو يتركوه حتى يعثر عليه المتأخر هذا بعيد عنهم وإنما تنصرف العناية لهذا العهد إلى صحيح الأمهات المكتوبة وضبطها بالرواية عن مصنفيها والنظر في أسانيدها إلى مؤلفيها وعرض ذلك على ما تقرر في علم الحديث من الشروط والأحكام لتتصل الأسانيد محكمة إلى منتهاها ولم يزيدوا في ذلك على العناية بأكثر من هذه الأمهات الخمسة إلا في القليل.
فأما البخاري وهو أعلاها رتبة فاستصعب الناس شرحه واستغفلوا منحاه من اجل ما يحتاج إليه من معرفة الطرق المتعددة ورجالها من أهل الحجاز والشام والعراق ومعرفة أحوالهم واختلاف الناس فيهم ولذلك يحتاج إلى إمعان النظر في التفقه في تراجمه لأنه يترجم الترجمة ويورد فيها الحديث بسند أو طريق ثم يترجم أخرى ويورد فيها ذلك الحديث بعينه لما تضمنه من المعنى الذي ترجم به الباب وكذلك في ترجمة وترجمة إلى أن يتكرر الحديث في أبواب كثيرة بحسب معانيه واختلافها ومن شرحه ولم يستوف هذا فيه فلم يوف حق الشرح كابن بطال وابن المهلب وابن التين ونحوهم ولقد سمعت كثيرا من شيوخنا رحمهم الله يقولون: شرح كتاب البخاري دين على الأمة. يعنون أن أحدا من علماء الأمة لم يوف ما يجب له من الشرح بهذا الاعتبار.
قال في كشف الظنون أقول ولعل ذلك الدين قضي بشرحي المحقق ابن حجر العسقلاني والعيني بعد ذلك انتهى.
قلت وشرح الحافظ ابن حجر أو في الشروح لا يعادله شرح ولا كتاب ولذا لما قيل للشوكاني لشرح البخاري أجاب: أنه لا هجرة بعد الفتح يعني فتح الباري وما ألطف هذا الجواب عند من يفهم لطف الخطاب.
ثم قال ابن خلدون:
وأما صحيح مسلم فكثرت عناية علماء المغرب به وأكبوا عليه وأجمعوا على تفضيله على كتاب البخاري من غير الصحيح مما لم يكن على شرطه وأكثر ما وقع له في التراجم
وأملى الإمام المارزي من فقهاء المالكية عليه شرحا وسماه المعلم بفوائد مسلم اشتمل على عيون من علم الحديث وفنون من الفقه ثم أملاه القاضي عياض من بعده وتممه وسماه إكمال المعلم.
وتلاهما محيي الدين النووي بشرح استوفى ما في الكتابين وزاد عليهما فجاء شرحاً وافياً.
وأما كتب السنن الأخرى وفيها معظم مآخذ الفقهاء فأكثر شرحها في كتب الفقه إلا ما يختص بعلم الحديث فكتب الناس عليها واستوفوا من ذلك ما يحتاج إليه من علم الحديث وموضوعاته والأسانيد التي اشتملت على الأحاديث المعمول بها من السنة.
واعلم أن الأحاديث قد تميزت مراتبها لهذا العهد بين صحيح وحسن وضعيف ومعلول وغيرها تنزلها أئمة الحديث وجهابذته وعرفوها لم يبق طريق في تصحيح ما يصح من قبل ولقد كان الأئمة في الحديث يعرفون الأحاديث بطرقها وأسانيدها بحيث لو روي حديث بغير سنده وطريقه يفطنون إلى أنه قد قلب عن وضعه.
ولقد وقع مثل ذلك للإمام محمد بن إسماعيل البخاري حين ورد على بغداد وقصد المحدثون امتحانه فسألوه عن أحاديث قلبوا أسانيدها فقال: لا أعرف هذه ولكن حدثني فلان.. ثم أتى بجميع تلك الأحاديث على الوضع الصحيح ورد كل متن إلى سنده وأقروا له بالإمامة قف.
قال ابن خلدون: واعلم أيضا أن الأئمة المجتهدين تفاوتوا في الإكثار من هذه الصناعة والإقلال.
فأبو حنيفة1 رضي الله عنه يقال بلغت روايته إلى سبعة عشر حديثا أو نحوها. ومالك - رحمه الله - إنما صح عنده ما في كتاب الموطأ وغايتها ثلاثمائة حديث أو نحوها.
وأحمد بن حنبل - رحمه الله - تعالى في مسنده خمسون ألف حديث ولكل ما أداه إليه اجتهاده في ذلك.
وقد تقول بعض المبغضين المتعسفين إلى أن منهم من كان قليل البضاعة في الحديث فلهذا قلت روايته ولا سبيل إلى هذا المعتقد في كبار الأئمة لأن الشريعة إنما تؤخذ من الكتاب والسنة ومن كان قليل البضاعة من الحديث فيتعين عليه طلبه وروايته والجد والتشمير في ذلك ليأخذ الدين عن أصول صحيحة ويتلقى الأحكام عن صاحبها المبلغ لها وإنما قلل منهم من قلل الرواية الأجل المطاعن التي تعترضه فيها والعلل التي تعرض في طرقها سيما والجرح مقدم عند الأكثر فيؤديه الاجتهاد إلى ترك الأخذ بما يعرض مثل ذلك فيه من الأحاديث وطرق الأسانيد ويكثر ذلك فتقل روايته لضعف في الطرق هذا مع أن أهل الحجاز أكثر رواية للحديث من أهل العراق لأن المدينة دار الهجرة ومأوى الصحابة ومن انتقل منهم إلى العراق كان شغلهم بالجهاد أكثر.
والإمام أبو حنيفة إنما قلت روايته لما شدد في شروط الرواية والتحمل وضعف رواية الحديث اليقيني إذا عارضها الفعل النفسي وقلت من أجلها روايته فقل حديثه لأنه ترك رواية الحديث متعمدا فحاشاه من ذلك ويدل على أنه من كبار المجتهدين في علم الحديث اعتماد مذهبه بينهم والتعويل عليه واعتباره ردا وقبولاً.
وأما غيره من المحدثين وهم الجمهور فتوسعوا في الشروط وكثر حديثهم والكل عن اجتهاد وقد توسع أصحابه من بعده في الشروط وكثرت روايتهم.
وروى الطحاوي فأكثر وكتب مسنده وهو جليل القدر إلا أنه لا يعدل الصحيحين لأن الشروط التي اعتمدها البخاري ومسلم في كتابيهما مجمع عليها بين الأمة كما قالوه
وشروط الطحاوي غير متفق عليها كالرواية عن المستور الحال وغيره فلهذا قدم الصحيحان بل وكتب السنن المعروفة عليه لتأخر شرطه عن شروطهم ومن أجل هذا قيل في الصحيحين بالإجماع على قبولهما من جهة الإجماع على صحة ما فيهما من الشروط المتفق عليها
فلا تأخذك ريبة في ذلك فالقوم أحق الناس بالظن الجميل بهم والتماس المخارج الصحيحة لهم والله - سبحانه وتعالى - أعلم بما في حقائق الأمور.

علم معرفة ما وقع في القرآن من غير لغة الحجاز

علم معرفة ما وقع في القرآن من غير لغة الحجاز
وقد أفردوه بالتصنيف ذكره السيوطي في الإتقان قال أبو بكر الواسطي في كتابه الإرشاد في القراءات العشر في القرآن: من اللغات العربية خمسون لغة وقد عدها السيوطي في الإتقان ومن غير العربية الفرس والروم والقبط والحبشة والبربر والسريانية والعبرانية وقد فصلها السيوطي في الإتقان.

بَاغَة

بَاغَة
عن التركية باغة بمعنى ظهر السلحفاة البحرية يتخذ منه السوار، أو عن باغي بمعنى الرقية والسحر. يستخدم للإناث.
بَاغَة:
مدينة بالأندلس من كورة البيرة بين المغرب والقبلة منها، وفي قبلي قرطبة منحرفة عنها يسيرا، ولمائها خاصية عجيبة فإنه ينعقد حجرا في حافات جداوله التي يكثر فيها جريه ويجود فيها الزعفران ويحمل منها إلى البلدان، وبين باغة وقرطبة خمسون ميلا، منها: عبد الرحمن بن أحمد بن أبي المطرّف عبد الرحمن قاضي الجماعة بقرطبة، قال ابن بشكوال: أصله مين باغة استقضاه الخليفة هشام بن الحكم بقرطبة في دولته الثانية سنة 402، وكان من أفاضل الرجال، وكان قد عمل القضاء على عدة كور من كور الأندلس، وكان محمود السيرة جميل الطريقة، وكان الأغلب عليه الأدب والرواية، وكان قليل الفقه ثم واصل الاستعفاء حتى أعفاه السلطان في رجب سنة 403، ولزم العبادة حتى مات للنصف من صفر سنة 407.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.