Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: خصم

نَفِدَ 

(نَفِدَ) النُّونُ وَالْفَاءُ وَالدَّالُ: أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى انْقِطَاعِ شَيْءٍ وَفَنَائِهِ. وَنَفِدَ الشَّيْءُ يَنْفَدُ نَفَادًا. وَأَنْفَدُوا: فَنِيَ زَادُهُمْ. وَيُقَالُ لِلْــخَصْمِ مُنَافِدٌ، وَذَلِكَ أَنْ يَتَخَاصَمَ الرَّجُلَانِ يُرِيدُ كُلٌّ مِنْهُمَا إِنْفَادَ حُجَّةِ صَاحِبِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: " «إِنْ نَافَدْتَهُمْ نَافَدُوكَ» "، أَيْ إِنْ قُلْتَ لَهُمْ قَالُوا لَكَ.

نَجُدَ 

(نَجُدَ) النُّونُ وَالْجِيمُ وَالدَّالُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى اعْتِلَاءٍ وَقُوَّةٍ وَإِشْرَافٍ. مِنْهُ النَّجْدُ: الرَّجُلُ الشُّجَاعُ. وَنَجُدَ الرَّجُلُ يَنْجُدُ نَجْدَةً، إِذَا صَارَ شُجَاعًا. وَهُوَ نَجْدٌ وَنَجُدٌ وَنَجِدٌ وَنَجِيدٌ. وَالشَّجَاعَةُ نَجْدَةٌ. وَالْمُنَاجِدُ: الْمُقَاتِلُ. وَلَاقَى فُلَانٌ نَجْدَةً، أَيْ شِدَّةً، أَمْرًا عَاكَهُ. قَالَ طَرَفَةُ:

تَحْسَبُ الطَّرْفَ عَلَيْهَا نَجْدَةً ... يَا لَقَوْمِي لِلشَّبَابِ الْمُسْبَكِرِّ

أَيْ يَنْظُرُ النَّاظِرُ إِلَيْهَا فَتَلْحَقَهَا لِذَلِكَ شِدَّةٌ، كَأَنَّهُ أَرَادَ نَعْمَةَ جِسْمِهَا وَرِقَّتَهُ.

وَمِنَ الْبَابِ النَّجَدُ: الْعَرَقُ. وَنَجِدَ نَجَدًا: عَرِقَ مِنْ عَمَلٍ أَوْ كَرْبٍ. قَالَ:

يَظَلُّ مِنْ خَوْفِهِ الْمَلَّاحُ مُعْتَصِمًا ... بِالْخَيْزُرَانَةِ بَعْدَ الْأَيْنِ وَالنَّجَدِ

وَرُبَّمَا قَالُوا فِي هَذَا: نُجِدَ فَهُوَ مَنْجُودٌ. قَالَ:

صَادِيًا يَسْتَغِيثُ غَيْرَ مُغَاثٍ ... وَلَقَدْ كَانَ عُصْرَةَ الْمَنْجُودِ وَيُقَالُ: اسْتَنْجَدْتُهُ فَأَنْجَدَنِي، أَيِ اسْتَغَثْتُهُ فَأَغَاثَنِي. وَفِي ذَلِكَ الْبَابِ اسْتِعْلَاءٌ عَلَى الْــخَصْمِ.

وَمِنَ الْبَابِ النَّجُودُ: الْمُشْرِفَةُ مِنْ حُمُرِ الْوَحْشِ. وَاسْتَنْجَدَ فُلَانٌ: قَوِيَ بَعْدَ ضَعْفٍ. وَنَجَدْتُ الرَّجُلَ أَنْجُدُهُ: غَلَبْتُهُ. حَكَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ. وَالنَّجْدُ: مَا عَلَا مِنَ الْأَرْضِ. وَأَنْجَدَ: عَلَا مِنْ غَوْرٍ إِلَى نَجْدٍ.

وَمِنَ الْبَابِ: هُوَ نَجْدٌ فِي الْحَاجَةِ، أَيْ خَفِيفٌ فِيهَا. وَالنِّجَادُ: حَمَائِلُ السَّيْفِ لِأَنَّهُ يَعْلُو الْعَاتِقَ. وَالنَّجْدُ: مَا نُجِّدَ بِهِ الْبَيْتُ مِنْ مَتَاعٍ.

وَالتَّنْجِيدُ: التَّزْيِينُ وَالنَّجْدُ: الطَّرِيقُ الْعَالِي. وَالْمُنَجَّدُ: الَّذِي نَجَّدَهُ الدَّهْرُ إِذَا عَرَفَ وَجَرَّبَ، كَأَنَّهُ شَجَّعَهُ وَقَوَّاهُ. وَقِيَاسُ كُلِّ وَاحِدٍ.

أَسَا

(أَسَا)
- قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الأُسْوَة والمُوَاساة فِي الحدِيث، وَهِيَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا: القُدْوَة، وَالْمُوَاسَاةُ الْمُشَارَكَةُ والمسَاهَمَة فِي المعَاش وَالرِّزْقِ، وَأَصْلُهَا الْهَمْزَةُ فَقُلِبَتْ وَاوًا تَخْفِيفًا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الحُدَيْبيَةِ «إِنَّ الْمُشْرِكِينَ واسَوْنا الصُّلْحَ» جَاءَ عَلَى التَّخْفِيفِ، وَعَلَى الْأَصْلِ جَاءَ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «مَا أحدٌ عِنْدِي أَعْظَمَ يَداً مِنْ أَبِي بَكْرٍ، آسَانِي بنَفْسه وَمَالِهِ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «آسِ بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَة والنَّظْرَة» .
(س) وَكِتَابُ عُمَرَ إِلَى أَبِي مُوسَى «آسِ بَيْنَ النَّاسِ فِي وجْهك وَعَدْلِكَ» أَيِ اجْعَلْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أُسْوَة خَصمــه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ قَيْلَة «اسْتَرْجِع وَقَالَ رَبِّ آسِنِي لِمَا أمْضَيْتَ وأعْنّي عَلَى مَا أبْقَيْتَ» أَيْ عَزّنِي وصَبّرْني. وَيُرْوَى «أُسْنى» بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ السِّينِ، أَيْ عَوِّضْنِي. والأوْسُ العِوَضُ.
وَفِي حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ «وَاللَّهِ مَا عَلَيْهِمْ آسَى، وَلَكِنْ آسَى عَلَى مَنْ أضَلُّوا» الأَسَى مَقْصُورًا مَفْتُوحًا: الحُزن، أَسِيَ يَأْسَى أَسًى فَهُوَ آسٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «يُوشِكُ أَنْ تَرْميَ الْأَرْضُ بِأَفْلَاذِ كَبدها أَمْثَالَ الأَوَاسِي» هِيَ السَّواري وَالْأَسَاطِينُ. وَقِيلَ هِيَ الْأَصْلُ، وَاحِدَتُهَا آسِيَة؛ لِأَنَّهَا تُصْلِحُ السَّقْف وتقيمُه، مِنْ أَسَوْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ إِذَا أصْلَحْتَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَابِدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ «أَنَّهُ أوثَقَ نَفْسَهُ إِلَى آسِيَةٍ مِنْ أَوَاسِي المسْجد» .

حَجَجَ

(حَجَجَ)
- فِي حَدِيثِ الحَجِّ «أيُّها النَّاسُ قَدْ فُرض عَلَيْكُمُ الحَجَّ فحَجُّوا» الحَجُّ فِي اللُّغَةِ.
القَصْد إِلَى كلِّ شَيْءٍ، فخصَّه الشَّرع بقَصْدٍ مُعَيَّنٍ ذِي شُرُوطٍ مَعْلُومَةٍ، وَفِيهِ لُغَتان: الفَتْح والكسْر.
وَقِيلَ الْفَتْحُ الْمَصْدَرُ، وَالْكَسْرُ الِاسْمُ، تَقُولُ حَجَجْتُ الْبَيْتَ أَحُجُّه حَجًّا، والحَجَّة بِالْفَتْحِ: المرَّة الْوَاحِدَةُ عَلَى القِياس. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحِجَّة بالكَسر: المرَّة الْوَاحِدَةُ، وهو من الشّواذ. وذو الحِجَّة بِالْكَسْرِ: شَهْرُ الحَجِّ. ورجُل حَاجٌّ، وَامْرَأَةٌ حَاجَّة، وَرِجَالٌ حُجَّاج، وَنِسَاءٌ حَوَاجُّ. والحَجِيج:
الحُجَّاج أَيْضًا، وَرُبَّمَا أطْلق الحَاجُّ عَلَى الْجَمَاعَةِ مَجَازًا وَاتِّسَاعًا.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَمْ يتركْ حَاجَّة وَلَا دَاجَّة» الحَاجُّ والحَاجَّة: أَحَدُ الحُجَاج، والدَّاجُّ والدَّاجَّة: الأتْبَاع والأعْوانُ، يُريد الْجَمَاعَةَ الحَاجَّة وَمَنْ مَعَهُمْ مِنْ أَتْبَاعِهِمْ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «هَؤُلَاءِ الدَّاجُّ ولَيْسُوا بالحَاجِّ» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ «إِنْ يَخْرُجْ وأنَا فِيكم فَأَنَا حَجِيجُه» أَيْ مُحَاجِجُه ومُغالِبُه بإظْهار الحُجَّة عَلَيْهِ، والحُجَّة الدَّلِيلُ والبُرهانُ. يُقَالُ حَاجَجْتُه حِجَاجا ومُحَاجَّة، فَأَنَا مُحَاٌّج وحَجِيج.
فَعِيل بِمَعْنَى مُفَاعِل.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فحَجَّ آدَمُ مُوسَى» أَيْ غَلَبَه بالحُجَّة.
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «اللَّهُمَّ ثَبِّتْ حُجَّتِى فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» أَيْ قَوْلي وَإِيمَانِي فِي الدُّنيا وعنْد جَوَابِ المَلكَيْن فِي القَبْر.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «فجَعلْتُ أَحُجُّ خَصْمِــي» أَيْ أَغْلِبُهُ بالحُجَّة.
(س) وَفِيهِ «كَانَتِ الضَّبُع وأوْلادُها فِي حِجَاج عَين رَجُل مِنَ العمَالِيق» الحِجَاج بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ: العَظْم الْمستَدِير حَوْلَ العَيْن.
وَمِنْهُ حَدِيثُ جَيْش الخَبَط «فجلس في حِجَاج عَيْنه كذا وكذا نقرا» يَعْني السَّمكَة الَّتي وَجَدُوها عَلَى البَحْر.

فَلَجَ 

(فَلَجَ) الْفَاءُ وَاللَّامُ وَالْجِيمُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ، يَدُلُّ أَحَدَهُمَا عَلَى فَوْزٍ وَغَلَبَةٍ، وَالْآخِرُ عَلَى فُرْجَةٍ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ الْمُتَسَاوِيَيْنِ.

فَالْأَوَّلُ: قَوْلُهُمْ: فُلِجَ الرَّجُلُ عَلَى خَصْمِــهِ، إِذَا فَازَ: وَالسَّهْمُ الْفَالِجُ: الْفَائِزُ. وَالرَّجُلُ [الْفَالِجُ] : الْفَائِزُ. وَالِاسْمُ الْفُلْجُ. وَمِنْ أَمْثَالِ الْعَرَبِ: " أَنَا مِنْ هَذَا الْأَمْرِ فَالِجُ بْنُ خَلَاوَةَ " قَالُوا: مَعْنَاهُ أَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ. وَتَفْسِيرُ هَذَا أَنَّهُ إِذَا خَلَا مِنْهُ فَقَدْ فَازَ، أَيْ نَجَا مِنْهُ. وَخَلَاوَةُ، مِنْ خَلَا يَخْلُو. وَقَالَ عَلِيٌّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -: " إِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ لَمْ يَغْشَ دَنَاءَةً يَخْشَعُ إِذَا ذُكِرَتْ لَهُ، وَتُغْرِي بِهِ لِئَامَ النَّاسِ، كَالْيَاسِرِ الْفَالِجِ، يَنْتَظِرُ فَوْزَةً مِنْ قِدَاحِهِ ".

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ: الْفَلَجُ فِي الْأَسْنَانِ: تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ الثَّنَايَا وَالرَّبَاعِيَاتِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: " رَجُلٌ أَفْلَجُ الْأَسْنَانِ، وَامْرَأَةٌ فَلْجَاءُ الْأَسْنَانِ، لَا بُدَّ مِنْ ذِكْرِ الْأَسْنَانِ ". فَأَمَّا الْفَلَجُ فِي الْيَدَيْنِ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْأَفْلَجُ: الَّذِي اعْوِجَاجُهُ فِي يَدَيْهِ، فَإِنْ كَانَ فِي رِجْلَيْهِ فَهُوَ فَحَجٌ. وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ الْأَوَّلُ ; لِأَنَّ الْيَدَ إِذَا اعْوَجَّتْ فَلَا بُدَّ أَنْ تَتَجَافَى وَتَتَبَاعَدَ.

وَمِنَ الْبَابِ: الْفَالِجُ: الْجَمَلُ ذُو السَّنَامَيْنِ، وَسُمِّيَ لِلْفُرْجَةِ بَيْنَهُمَا. وَفَرَسٌ أَفْلَجُ: مُتَبَاعِدُ مَا بَيْنَ الْحَرْقَفَتَيْنِ. وَكُلُّ شَيْءٍ شَقَقْتَهُ فَقَدَ فَلَجْتَهُ فَلْجَيْنِ، أَيْ نِصْفَيْنِ.

قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: " وَإِنِّمَا قِيلَ فُلِجَ الرَّجُلُ لِأَنَّهُ ذَهَبَ نِصْفُهُ ". وَيُقَالُ لِشُقَّةِ الثَّوْبِ: فُلَيْجَةٌ: وَالْفَلَجُ: النَّهْرُ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ فُلِجَ، أَيْ كَأَنَّ الْمَاءَ شَقَّهُ شَقًّا فَصَارَ فُرْجَةً. فَأَمَّا الْفَلُّوجَةُ فَالْأَرْضُ الْمُصْلَحَةُ لِلزَّرْعِ، وَالْجَمْعُ فَلَالِيجُ. وَأَمَّا الْحَدِيثُ: " أَنَّهُمَا فَلَجَا الْجِزْيَةَ "، فَإِنَّهُ يُرِيدُ قَسَمَاهَا، وَسُمِّيَ ذَلِكَ فَلْجًا لِأَنَّهُ تَفْرِيقٌ. 

مَحَلَ

(مَحَلَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: لسْتُ هُناكُم، أَنَا الَّذِي كذَبْتُ ثَلَاثَ كَذَبات، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَاللَّهِ مَا فِيهَا كَذْبةٌ إِلَّا وَهُوَ يُمَاحِل بِهَا عَنِ الْإِسْلَامِ» أَيْ يُدَافِع ويُجادل، مِنَ المِحَال، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الكَيْد. وَقِيلَ: المكْر. وَقِيلَ:
الْقُوَّةُ وَالشِّدَّةُ.
ومِيمُه أصلِيَّة. ورجلٌ مَحِلٌ: أَيْ ذُو كَيْد.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «الْقُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، ومَاحِل مُصَدَّق» أَيْ خَصْمٌ مجادَل مصدَّق.
وَقِيلَ: ساعٍ مُصدَّق، مِنْ قَوْلِهِمْ: مَحَلَ بفُلان، إِذَا سَعَى بِهِ إِلَى السُّلْطَانِ.
يَعْنِي أنَّ مَنِ اتَّبَعه وعَمِل بِمَا فِيهِ فَإِنَّهُ شافِعٌ لَهُ مَقْبول الشَّفاعة، ومصدَّق عَلَيْهِ فِيمَا يُرْفَع مِن مَساوِيه إِذَا تَرك العَملَ بِهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «لَا تَجْعله مَاحِلًا مصدَّقاً» .
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «لَا يُنْقَض عهدُهم عَنْ شِيَةِ مَاحِل» أَيْ عَنْ وَشْي واشٍ، وسِعاية ساعٍ.
ويُروى «عَنْ سُنَّة مَاحِل» بِالنُّونِ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ.
وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: لَا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهْم ... ومِحالُهم غَدْواً مِحالَكْ
أَيْ كَيْدَك وقوتكَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثُ عَلِيٍّ «إنَّ مِن ورائِكم أُمُوراً مُتَمَاحِلَة» أَيْ فِتنَاً طَوِيلَةَ المُدّة. والمُتَمَاحِل مِنَ الرِّجَالِ: الطَّوِيلُ.
(س) وَفِيهِ «أَمَا مَرَرْتَ بوادِي أَهْلِكَ مَحْلًا؟» أَيْ جَدْباً. والمَحْل فِي الْأَصْلِ: انقِطاع المَطَر. وأَمْحَلَتِ الأرضُ والقومُ. وأرضٌ مَحْلٌ، وزَمَنٌ مَحْلٌ ومَاحِلٌ.
(س) وَفِيهِ «حَرَّمْت شجرَ الْمَدِينَةِ إلاَّ مَسَدَ مَحَالَة» المَحَالَة: البَكَرة الْعَظِيمَةُ الَّتِي يُسْتَقَي عَلَيْهَا. وَكَثِيرًا مَا يَسْتعمِلها السَّفارة عَلَى البِئار العَميقة.
وَفِي حَدِيثِ قُسّ:
أيْقَنْتُ أنِّي لَا

مغالبة

بَاب المغالبة والمسابقة

فارع ففرع وجوري فَسبق وناجز فقصر ونابذ فقهر وقاوم فأوفى وفاضل ففضل وصاول فصَال وصارع فصرع وَنَازع فأفلج وَخَاصم فــخصم وَأورد مَعَ العير وَنَفر مَعَ النفير 

نَصَفَ

(نَصَفَ)
- فِيهِ «الصَّبر نِصْفُ الْإِيمَانِ» أَرَادَ بالصبرِ الوَرَع، لِأَنَّ الْعِبَادَةَ قِسْمَانِ:
نُسْكٌ ووَرَع، فالنُّسْك: مَا أمَرتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ. والورَع: مَا نَهَت عَنْهُ. وَإِنَّمَا يُنْتَهَى عَنْهُ بِالصَّبْرِ، فكانَ الصبرُ نصفَ الْإِيمَانِ.
(هـ) وَفِيهِ «لَوْ أنَّ أحدَكم أَنْفَقَ مَا فِي الْأَرْضِ مَا بَلَغَ مُدَّ أحدِهم وَلَا نَصِيفَهُ» هُوَ النِّصف، كالعَشِير فِي العُشْر. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الْأَكْوَعِ:
لَمْ يَغْذُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ
(هـ) وَفِي صِفَةِ الحُور «ولَنَصِيفُ إِحْدَاهُنَّ خيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» هُوَ الخِمارُ.
وَقِيلَ: المِعْجَرُ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ مَعَ زِنْباع بْنِ رَوْح:
مَتَى ألْقَ زِنْباعَ بنَ رَوْحٍ ببَلْدةٍ ... لِيَ النِّصفُ مِنْهَا يَقْرَعِ السِّنَّ مِن نَدَمْ
النِّصْفُ، بِالْكَسْرِ: الِانْتِصَافُ. وَقَدْ أَنْصَفَهُ مِنْ خَصْمِــه، يُنْصِفُهُ إِنْصَافاً.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «وَلَا جَعَلوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ نِصْفاً» أَيْ إنْصافا.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الصَّبغاء:
بَيْنَ القِرانِ السَّوْءِ والنَّوَاصِفُ
جَمْع نَاصِفَة وَهِيَ الصَّخْرة. ويُرْوَى «التَّراصُف» . وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وفي قصيد كعب:
شَدَّ النَّهارِ ذِراعا عَيطَلٍ نَصَفٍ
النَّصَفُ بِالتَّحْرِيكِ: الَّتِي بَيْنَ الشابَّة والكَهْلة.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمَنْصَفِ» أَيِ الْمَوْضِعِ الوَسَط بَيْنَ الموضِعين.
وَمِنْهُ حَدِيثُ التَّائِبِ «حَتَّى إِذَا أَنْصَفَ الطريقَ أَتَاهُ الموتُ» أَيْ بَلَغ نِصْفَهُ. وَيُقَالُ فِيهِ: نَصَفَهُ، أَيْضًا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «دَخَلَ الْمِحْرَابَ وَأَقْعَدَ مِنْصَفاً عَلَى الْبَابِ» الْمِنْصَفُ بِكَسْرِ الْمِيمِ: الخادِمُ. وَقَدْ تُفْتَح. يُقَالُ: نَصَفْتُ الرَّجلَ، نِصَافَةً، إِذَا خَدَمْتَه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ سَلَامٍ «فجاءنى مِنْصَفٌ مَنْصَفٌ فَرَفَع ثِيَابِي مِن خَلْفي» .

دليل

الدليل: في اللغة هو المرشد، وما به الإرشاد، وفي الاصطلاح: هو الذي يلزم من العلم به العلم بشيء آخر. وحقيقة الدليل، هو ثبوت الأوسط للأصغر، واندراج الأصغر تحت الأوسط.

الدليل الإلزامي: ما سلم عند الــخصم، سواء كان مستدلًا عند الــخصم أولًا.

سفسطة

السفسطة: قياس مركب من الوهميات، والغرض منه تغليط الــخصم ــوإسكاته، كقولنا: الجوهر موجود في الذهن، وكل موجود في الذهن قائم بالذهن عرض؛ لينتج أن الجوهر عرض.

نَتَلَ

نَتَلَ من بينِهِمْ يَنْتِلُ نَتْلاً ونُتولاً ونَتَلاناً واسْتَنْتَلَ: تَقَدَّمَ.
والنَّتْلُ أيضاً: الجَذْبُ إلى قُدَّامٍ، والزَّجْرُ، وبَيْضُ النَّعامِ يُمْلَأُ ماءً فَيُدْفَنُ في المَفازَةِ،
كالنَّتَلِ، محرَّكَةً.
وتَناتَلَ النَّبْتُ: صارَ بعضُه أطْوَلَ من بعضٍ.
وناتَلُ، كهاجَرَ: رجُلٌ من العَرَبِ،
ومحمدُ بنُ أحمَدَ الناتَلِيُّ: مُحَدِّثٌ. وكصاحِبٍ: فَرَسُ رَبيعَةَ بنِ مالِكٍ، أو هو بالمُثَلَّثَةِ،
وسَمَّوْا نَتْلَةَ ونُتَيْلَةَ.
ونَتَلَ الجِرابَ: نَثَلَهُ.
والنَّتِيلَةُ: الوَسِيلَةُ.
ورجُلٌ تِنْتَلٌ وتِنْتيلٌ وتِنْتالَةٌ: قصيرٌ، وليسَ بتَصْحِيفِ تِنبالَةَ.
(نَتَلَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ رَأَى الحَسن يَلْعَب ومَعَه صِبْيَة فِي السِّكَّة، فَاسْتَنْتَلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أمامَ القَوْم» أَيْ تَقَدّم. والنَّتْلُ: الجَذْب إِلَى قُدّام .
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يُمَثَّل القرآنُ رجُلا، فيُؤتَى بالرجُل كانَ قَدْ حَمَلَه مُخالِفاً لَهُ، فَيَنْتَتِلُ خَصْمــاً لَهُ» أَيْ يَتَقَدّم ويَسْتَعِدّ لخِصامه. وخَصْمــا مَنْصُوب عَلَى الْحَالِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «أَنَّ ابْنَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بَرَزَ يَومَ بَدْرٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، فَتركَه الناسُ لِكَرامة أَبِيهِ، فَنَتَلَ أَبُو بَكْرٍ ومَعَه سَيْفُه» أَيْ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ.
(هـ) وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ «شَرِب لَبَناً فَارْتَابَ بِهِ أَنَّهُ لَمْ يَحِلّ لَهُ، فَاسْتَنْتَلَ يَتَقَيَّأ» أَيْ تَقدّم.
(س) وَحَدِيثُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ «مَا سَبَقَنَا ابنُ شِهاب مِنَ العِلم بِشَيْءٍ، إِلَّا كُنَّا نَأْتِي المجْلِسَ فَيَسْتَنْتِلُ ويَشُدّ ثَوبَه عَلَى صَدْره» أَيْ يَتَقَدّم.

مسلمات

المسلمات: قضايا تسلم من الــخصم ويبنى عليها الكلام لدفعه؛ سواء كانت مسلمة بين الــخصمــين، أو بين أهل العلم، كتسليم الفقهاء مسائل أصول الفقه، كما يستدل الفقيه على وجوب الزكاة فيحلي المبالغة، بقوله صلى الله عليه وسلم، "في الحلي زكاة"، فلو قال الــخصم، هذا خبر واحد ولا نسلم أنه حجة، فنقول له: قد ثبت هذا في علم أصول الفقه، ولا بد أن تأخذه هاهنا.

فَلَجَ

(فَلَجَ)
(هـ) فِي صِفَتِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ «أَنَّهُ كَانَ مُفَلَّج الْأَسْنَانِ» وَفِي رِوَايَةٍ «أَفْلَجَ الأسْنان» الفَلَج بالتَّحريك: فُرْجَة مَا بَيْنَ الثَّنايا والرَّبَاعيات، والفَرَق: فُرْجَة بَيْنَ الثَّنيَّتَين.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ لَعن المُتَفَلِّجَات للحُسْنِ» أَيِ النِّسَاءَ اللَّاتِي يفْعلن ذَلِكَ بِأَسْنَانِهِنَّ رَغْبَةً فِي التَّحْسين.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «إنَّ المُسْلم مَا لَمْ يَغْشَ دَناءةً يَخْشَعُ لَها إِذَا ذُكرت، وتُغْرِى بِهِ لئامَ النَّاس كالياسِر الفَالِج» الْيَاسِرُ: المُقامِرُ، والفَالِج: الْغَالِبُ فِي قمِاره. وَقَدْ فَلَجَ أَصْحَابَهُ وَعَلَى أَصْحَابِهِ إِذَا غَلَبَهُمْ، والاسْم: الفُلْج بِالضَّمِّ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «أيُّنا فَلَجَ فَلَجَ أَصْحَابَهُ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَعْدٍ «فأخذْتُ سَهْمي الفَالِج» أَيِ القَامِرَ الغَالِب. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ السَّهْمَ الَّذِي سَبَقَ بِهِ فِي النِّضال.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مَعْن بْنِ يَزِيدَ «بايَعت رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخاصَمْتُ إِلَيْهِ فَأَفْلَجَنِي» أَيْ حَكم لِي وغَلَّبَني عَلَى خَصْمــي.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ بَعَثَ حُذَيفة وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْف إِلَى السَّواد ففَلَجَا الجزْية عَلَى أهْلِه» أَيْ قَسمَاها. وأصْلُه مِنَ الفِلْج والفَالِج، وَهُوَ مِكْيال مَعْرُوفٌ، وأصلُه سُرْياني فعُرب. وَإِنَّمَا سَمَّي القِسْمة بالفَلْج لِأَنَّ خَراجَهم كَانَ طعاما.وَفِيهِ «ذكْر «فَلَج» هُوَ بفتْحَتين: قَرْية عَظِيمَةٌ مِنْ ناحِيَة الْيَمَامَةِ، ومَوْضِع بِالْيَمَنِ مِنْ مَساكن عَادٍ، وَهُوَ بِسُكُونِ اللَّامِ: وادٍ بَيْنَ البصْرة وحِمَى ضَرِيَّة.
(س) وَفِيهِ «إِنَّ فَالِجاً تردَّى فِي بِئْرٍ» الفَالِج: البَعِير ذُو السَّنَامين، سُمّي بِهِ لِأَنَّ سَنامَيْه يَخْتَلِف مَيْلُهما.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «الفَالِج داءُ الْأَنْبِيَاءِ» هُوَ دَاءٌ مَعْرُوفٌ يُرْخِي بَعْضَ البَدَن.

حَدَثَ

حَدَثَ حُدوثاً وحَداثَةً: نَقيضُ قَدُمَ، وتُضَمُّ دالُه إذا ذُكِرَ مع قَدُمَ.
وحِدْثانُ الأَمْرِ، بالكسر: أوَّلُهُ وابْتِداؤُه، كحَداثَتِهِ،
وـ من الدَّهْرِ: نُوَبُهُ، كحوادِثِهِ وأحْداثِهِ.
والأَحْداثُ: أمْطارُ أوَّلِ السَّنَةِ.
ورجُلٌ حَدَثُ السِّنِّ وحَديثُها، بَيِّنُ الحَداثَةِ والحُدوثَةِ: فَتِيُّ.
والحَديثُ: الجديدُ، والخَبَرُ، كالحِدِّيثى، ج: أحاديثُ، شاذٌّ، وحِدْثانٌ، ويُضَمُّ،
ورجُلٌ حَدُثٌ وحَدِثٌ وحِدْثٌ وحِدِّيثٌ: كثيرهُ.
والحَدَثُ، مُحَرَّكَةً: الإِبْداءُ، وقد أحْدَثَ،
ود بالرُّومِ.
والمُحادثَةُ: التَّحادُثُ، وجِلاءُ السَّيْفِ، كالإِحْداثِ.
والمُحَدَّثُ، كمُحَمَّدٍ: الصادِقُ، وبالتخفيفِ: ماآنِ،
وة بواسِطَ وبِبَغْدادَ،
وبهاءٍ: ع.
وأحْدَثَ: زَنى.
والأُحْدوثةُ: مايُتَحَدَّثُ به.
وحِدْثُ المُلوكِ، بالكسر: صاحِبُ حَدِيْثِهِم.
والحادِثُ والحَديثةُ، وأحْدُثٌ، كأَجْبُلٍ: مواضِعُ. وأوسُ بنُ الحَدَثانِ، مُحَرَّكَةً: صَحابِيُّ.
(حَدَثَ)
(س) فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا «أنَّها جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوَجَدَت عِنْدَهُ حُدَّاثاً» أَيْ جَمَاعَةً يَتَحَدَّثُونَ، وَهُوَ جمعٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، حَمْلاً عَلَى نَظِيره، نَحْوَ سَامِر وسُمَّار، فَإِنَّ السُّمَّار المُحَدِّثُونَ.
وَفِيهِ «يَبْعَث اللَّهُ السَّحاب فيَضْحَك أَحْسَنَ الضَّحِك ويَتَحَدَّثُ أَحْسَنَ الحَدِيث» جَاءَ فِي الْخَبَرِ «أَنَّ حَدِيثَهُ الرَّعْدُ وضَحِكَه البَرْق» وشَبَّهه بالحَدِيث لِأَنَّهُ يُخْبر عَنِ المطَرِ وقُرْب مَجيئه، فَصَارَ كالمُحدِّثِ بِهِ. وَمِنْهُ قَوْلُ نُصَيْب:
فعاجُوا فأثْنَوْا بِالَّذِي أنتَ أهلُه ... ولَوْ سَكَتُوا أثْنَتْ عَلَيْكَ الحَقَائِبُ
وَهُوَ كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بالضَّحِك افْتِرارَ الْأَرْضِ بالنَّبات وظُهُورَ الأزْهارِ، وبالحَدِيث مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ مِنْ صِفَةِ النَّبات وذِكْره. ويُسَمَّى هَذَا النَّوْعُ فِي عِلم الْبَيَانِ المَجازَ التَّعْلِيقي، وَهُوَ مِنْ أَحْسَنِ أَنْوَاعِهِ.
(هـ) وَفِيهِ «قَدْ كَانَ فِي الأمَمِ مُحَدِّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أمَّتِي أحدٌ فعُمَر بْنُ الْخَطَّابِ» جَاءَ فِي الْحَدِيثِ تَفْسِيرُهُ: أَنَّهُمُ المُلْهَمُون. والمُلْهَم هُوَ الَّذِي يُلْقَى فِي نفسِه الشَّيْءُ فيُخْبِر بِه حَدْساً وفِراسة، وَهُوَ نَوْعٌ يَخْتَصُّ بِهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى، مِثْلُ عُمر، كأنَّهم حُدِّثوا بِشَيْءٍ فَقَالُوهُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «لَوْلاَ حِدْثَانُ قَوْمِك بِالْكُفْرِ لهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ وَبَنَيْتُهَا» حِدْثَان الشَّيْءِ بِالْكَسْرِ: أوَله، وَهُوَ مَصْدَر حَدَثَ يَحْدُثُ حُدُوثاً وحِدْثَانا. والحَدِيث ضدُّ الْقَدِيمِ.
وَالْمُرَادُ بِهِ قُرْب عهدهِم بِالْكُفْرِ وَالْخُرُوجِ مِنْهُ وَالدُّخُولِ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَتَمكَّن الدِّين فِي قُلُوبِهِمْ، فَلَوْ هَدَمْتُ الْكَعْبَةَ وغَيَّرْتُها ربَّما نَفَروا مِنْ ذَلِكَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ حُنَين «إِنِّي أعْطِي رِجالاً حَدِيثِي عَهْدٍ بكُفْرٍ أتَألَّفُهُم» وَهُوَ جمْع صِحَّةٍ لحَدِيث، فَعِيل بِمَعْنَى فَاعِلٍ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أناسٌ حَدِيثةٌ أسْنانُهم» حَدَاثَةُ السِّنّ: كِنَايَةٌ عَنِ الشَّبَابِ وَأَوَّلِ العُمر.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ الْفَضْلِ «زعَمَت امْرَأتي الْأُولَى أَنَّهَا أَرْضَعَتِ امْرَأَتِي الحُدْثَى» هِيَ تَأْنِيثُ الأَحْدَثِ، يُريد الْمَرْأَةَ الَّتِي تَزوَّجها بَعْدَ الأولَى.
وَفِي حَدِيثِ الْمَدِينَةِ «مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً أوْ آوَى مُحْدِثاً» الحَدَث: الأمرُ الحادِث المُنكَر الَّذِي لَيْسَ بمُعْتاد وَلَا مَعْرُوفٍ فِي السُّنَّة. والمُحْدث يُرْوَى بِكَسْرِ الدَّال وفَتْحها عَلَى الفَاعِل والمَفْعُول، فَمَعْنَى الكَسْر: مَن نَصَر جانِياً أَوْ آوَاهُ وأجارَه مِن خَصْمــه، وَحَالَ بينَه وَبَيْنَ أَنْ يَقْتَصَّ مِنْهُ. وَالْفَتْحُ:
هُوَ الْأَمْرُ المُبْتَدَع نَفْسه، وَيَكُونُ مَعْنَى الإِيواء فِيهِ الرِّضَا بِهِ وَالصَّبْرِ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ إِذَا رَضِيَ بالبِدْعة وأقرَّ فاعلَها وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ فَقَدْ آوَاهُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إيَّاكم ومُحْدَثَات الْأُمُورِ» جَمْعُ مُحْدَثَة- بِالْفَتْحِ- وَهِيَ مَا لَمْ يَكُنْ مَعْرُوفًا فِي كِتَابٍ وَلَا سُنَّة وَلَا إجْماع.
وَحَدِيثُ بَنِي قُرَيْظة «لَمْ يَقْتُلْ مِنْ نِسَائِهِمْ إِلَّا امْرَأَةً وَاحِدَةً كانت أَحْدَثَتْ حَدَثاً» قِيلَ حَدَثُها أنَّها سَمَّتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الحسن «حَادِثُوا هذه الْقُلُوبَ بِذِكْرِ اللَّهِ» أَيِ اجْلُوها بِهِ، واغْسِلُوا الدَّرَنَ عَنْهَا، وتعَاهَدُوها بِذَلِكَ كَمَا يُحَادَثُ السَّيفُ بالصّقَال .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ سَلَّم عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلّي فَلَمْ يَرُدّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، قَالَ: فأخَذني مَا قَدُمَ وَمَا حَدُثَ» يَعْنِي هُمُومه وَأَفْكَارَهُ القَدِيمة والحَدِيثة. يُقَالُ حَدَثَ الشَّيء بِالْفَتْحِ يَحْدُثُ حُدُوثاً، فَإِذَا قُرِنَ بِقَدُم ضُمَّ لِلازْدِوَاج بِقَدُم.

فَتَحَ

فَتَحَ، كمَنَعَ: ضِدُّ أغْلَقَ،
كفَتَّحَ وافْتَتَحَ.
والفَتْحُ: الماءُ الجاري، والنَّصْرُ،
كالفتاحَةِ، وافْتِتاحُ دارِ الحَرْبِ، وثَمَرٌ للنَّبْعِ يُشْبِهُ الحَبَّةَ الخَضْراء، وأوَّلُ مَطَرِ الوَسْمِيِّ، ومَجْرَى السِّنْخِ من القِدْحِ، والحُكْمُ بينَ خَصْمَــيْنِ،
كالفُتاحةِ، الكفِتاحةِ، بالكسر والضم.
والفُتُحُ، بضمَّتينِ: البابُ الواسِعُ المَفْتوحُ،
وـ من القَواريرِ: الواسِعَةُ الرَّأْسِ، وما ليس لها صِمامٌ ولا غِلافٌ.
والاسْتِفْتاحُ: الاسْتِنْصارُ، والافْتِتاحُ.
والمِفْتاحُ: آلَةُ الفَتْحِ،
كالمِفْتَحِ، وسِمَةٌ في الفَخِذِ والعُنُقِ. وكمَسْكَنٍ: الخِزانَةُ، والكَنْزُ، والمَخْزِنُ.
وفاتَحَ: جامَعَ، وقاضَى.
وتَفاتَحا كلاماً بينهما: تَخافَتا دونَ الناسِ.
والحروفُ المُنْفَتِحَةُ: ما عَدا: "ضَطْصَظَ".
والفَتَّاحُ: الحاكمُ.
وفاتِحَةُ الشيءِ: أوَّلُه.
والفَتْحَى، كسَكْرى: الرِّيحُ.
والفَتوحُ، كصَبورٍ: أوَّلُ المَطَرِ الوَسْمِيِّ، والناقةُ الواسِعَةُ الإِحْليل. وقد فَتَحَتْ، كمَنَعَ، وأفْتَحَتْ.
والفُتْحَةُ، بالضم: تَفَتُّحُ الإِنْسانِ بما عنده من مِلْكٍ وأدَبٍ يَتَطاولُ به. وككَتَّانٍ: طائرٌ، ج: فَتاتيحُ، بغير ألِفٍ ولامٍ.
والفُتاحِيَّةُ، بالضم مُخَفَّفَةٌ: طائرٌ آخَرُ.
وناقةٌ مفاتيحُ، وأَيْنُقٌ مفاتيحاتٌ: سمانٌ.
وفَواتِحُ القُرْآنِ: أوائلُ السُّوَرِ.
(فَتَحَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الْفَتَّاحُ»
هُوَ الَّذِي يَفْتَحُ أَبْوَابَ الرِّزْقِ والرّحمة لعباده. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ الْحَاكِمُ بَيْنَهُمْ. يُقَالُ: فَتَحَ الْحَاكِمُ بَيْنَ الــخَصْمَــيْن إِذَا فَصَل بَيْنَهُمَا. والفَاتِح: الحاكِم.
والفَتَّاح: مِنْ أبْنِية المبالغَة.
وَفِيهِ «أوتيتُ مَفَاتِيح الكَلِم» وَفِي رِوَايَةٍ «مَفَاتِح الكَلم» هُمَا جَمْعُ مِفْتَاح ومِفْتَح، وَهُمَا فِي الْأَصْلِ: كلُّ مَا يُتَوَصَّل بِهِ إِلَى اسْتِخْرَاجِ المُغْلقَات الَّتِي يَتَعذَّر الوُصُول إِلَيْهَا، فأخْبر أَنَّهُ أوتيَ مَفَاتِيح الكَلم، وَهُوَ مَا يَسَّر اللَّهُ لَهُ مِنَ البَلاغة وَالْفَصَاحَةِ والوُصول إِلَى غَوَامِضِ الْمَعَانِي، وَبَدَائِعِ الحِكَم، ومَحاسِن الْعِبَارَاتِ وَالْأَلْفَاظِ الَّتِي أُغْلِقَت عَلَى غَيْرِهِ وتَعذَّرت. ومَن كَانَ فِي يَده مَفَاتِيح شَيْءٍ مَخْزُون سَهُلَ عَلَيْهِ الْوُصُولُ إِلَيْهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أوتِيتُ مَفَاتِيح خَزَائِنِ الْأَرْضِ» أَرَادَ مَا سَهَّل اللَّهُ لَهُ ولأمِته مِنَ افْتِتَاح البِلاد المُتَعَذِّرات، واسْتِخْراج الكُنوز المُمْتَنِعات.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يَسْتَفْتِحُ بِصَعاليك المُهاجرين» أَيْ يَسْتَنْصِرُ بِهِمْ.
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحُدَيْبِيَةِ «أَهْوَ فَتْح؟» أَيْ نَصْر.
(هـ) وَفِيهِ «مَا سُقِيَ بالفَتْح فَفِيهِ العُشْر» وَفِي رِوَايَةٍ «مَا سُقِي فَتْحاً» الفَتْح: الْمَاءُ الَّذِي يَجْري فِي الْأَنْهَارِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ «لَا يُفْتَح عَلَى الْإِمَامِ» أَرَادَ بِهِ إِذَا أُرْتجَ عَلَيْهِ فِي الْقِرَاءَةِ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ لَا يَفْتَح لَهُ الْمَأْمُومُ مَا أُرْتِجَ عَلَيْهِ: أَيْ لَا يُلَقِّنُه. وَيُقَالُ: أَرَادَ بِالْإِمَامِ السُّلطان، وبالفَتْح الحُكم: أَيْ إِذَا حَكم بِشَيْءٍ فَلَا يُحْكم بِخِلافه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «مَا كُنْتُ أدْرِي مَا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا
حَتَّى سَمِعت بِنْتَ ذِي يزَن تَقُولُ لِزَوْجِهَا: تعالَ أُفَاتِحْك» أَيْ أحاكِمْك.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تُفَاتِحُوا أهلَ القَدَر» أَيْ لَا تُحاكِمُوهُم. وقيل: لا تَبْدَأوهُم بالمجادَلة والمُنَاظَرة. (هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْداء «ومَنْ يَأتِ بَاباً مُغْلقَاً يَجِدْ إِلَى جَنْبه بَاباً فُتُحاً» أَيْ واسِعا، وَلَمْ يُرد المَفْتُوح، وأرَادَ بِالْبَابِ الفَتْح الطَّلَبَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَالْمَسْأَلَةَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ذَرّ «قَدْرَ حَلْبِ شاةٍ فَتُوح» أَيْ وَاسِعَةِ الإحْليل.

عَبُطَ

(عَبُطَ)
[هـ] فِيهِ مَنِ اعْتَبَطَ مُؤْمِنًا قَتْلا فَإِنَّهُ قَوَدٌ» أَيْ قَتَله بِلَا جنَاية كَانَتْ مِنْهُ وَلَا جَرِيرةٍ تُوجِب قَتْله، فإنَّ الْقَاتِلَ يُقَادُ بِهِ ويُقْتَل. وكُلُّ مَن ماتَ بِغَيْرِ عِلَّة فَقَدِ اعْتُبِطَ. وَمَاتَ فلانٌ عَبْطَةً: أَيْ شَابًّا صَحِيحًا. وعَبَطْتُ النّاقةَ واعْتَبَطْتُها إِذَا ذَبَحْتَها مِنْ غَيْرِ مَرَض.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ قَتَل مُؤْمنا فاعْتَبَطَ بقَتْله لَمْ يَقْبَل اللهُ مِنْهُ صَرْفا وَلَا عَدْلا» هَكَذَا جَاءَ الحديثُ فِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ. ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ: «قَالَ خالدُ بْنُ دِهْقان- وَهُوَ رَاوِي الْحَدِيثِ- سألتُ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى الغَسَّاني عَنْ قَوْلِهِ: «اعْتَبَطَ بقَتْله» قَالَ: الَّذين يُقَاتلُون فِي الْفِتْنَةِ [فَيُقْتَلُ أَحَدُهُمْ] فيرَى أَنَّهُ عَلَى هُدًى لَا يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ» وَهَذَا التفسيرُ يدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مِنَ الغِبْطةِ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَهِيَ الفَرَح والسُّرورُ وَحُسْن الْحَالِ، لأنَّ الْقَاتِلَ يفرَحُ بِقَتْلِ خَصْمِــه، فَإِذَا كَانَ المَقْتُولُ مُؤْمِنًا وفَرح بقَتْله دَخَل فِي هَذَا الوعِيد.
وَقَالَ الخطَّابي «فِي مَعَالم السُّنَنِ» ، وَشَرَحَ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: اعْتَبَطَ قَتْله: أَيْ قَتَله ظلْما لاَ عَنْ قِصَاصِ. وَذَكَرَ نَحْوَ مَا تقدَّم فِي الْحَدِيثِ قَبْلَهُ، وَلَمْ يَذَّكَّرْ قَوْلَ خَالِدٍ وَلَا تَفْسِيرَ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عبْد الْمَلِكِ بْنِ عُمَير «مَعْبُوطَة نَفْسُها» أَيْ مَذْبُوحة، وَهِيَ شَابَّةٌ صحيحةٌ.
وَمِنْهُ شِعْرٌ أُمْيّة:
مَنْ لَمْ يَمُتْ عَبْطَة يَمُتْ هَرَماً ... لِلْمَوْتِ كَأْسٌ والمرءُ ذَائِقُها
(هـ) وَفِيهِ «فقَاءَت لَحْمًا عَبِيطاً» العَبِيطُ: الطَّرِيُّ غَيْرُ النَّضِيج.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «فدَعَا بلَحْمٍ عَبِيط» أَيْ طَرِيٍّ غَيْرِ نَضِيج، هكذا رُوي وشُرح. والَّذي جَاءَ فِي غَرِيب الخطَّابي عَلَى اخْتلاف نُسَخه «فَدَعَا بلحمٍ غَليظ» بِالْغَيْنِ وَالظَّاءِ الْمُعْجَمَتَيْنِ، يُرِيدُ لَحْمًا خَشِناً عاسِياً لَا يَنْقَاد فِي المضْغِ، وَكَأَنَّهُ أشْبَه.
(هـ) وَفِيهِ «مُرِي بَنِيكِ لَا يَعْبِطُوا ضُرُوعَ الغَنَم» أَيْ لَا يُشَدِّدُوا الحَلب فيَعْقِرُوها ويُدْمُوها بالعَصْر، مِنَ العَبِيط، وَهُوَ الدَّم الطَّرِيُّ، وَلَا يَسْتَقْصُون حَلَبها حَتَّى يَخْرُج الدَّم بَعْدَ اللَّبن.
والمرادُ: أَنْ لَا يَعْبِطُوها، فخذف أَنْ وأعْمَلها مُضْمَرة، وَهُوَ قليلٌ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ لَا ناهِية بَعْدَ أمْرٍ، فَحَذَفَ النُّونَ للنَّهي.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «قَالَتْ: فَقَد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا كَانَ يُجالِسُه فَقَالُوا: اعْتَبَطَ، فَقَالَ: قُومُوا بِنَا نَعُودُه» كَانُوا يُسَمُّون الوَعْك اعْتِبَاطاً. يُقَالُ: عَبَطَتْهُ الدَّواهِي إِذَا نَالتْه.

معارضة

المعارضة: لغةً: هي المقابلة على سبيل الممانعة، واصطلاحًا، هي إقامة الدليل على خلاف ما أقام الدليل عليه الــخصم، ودليل المعارض، إن كان عين دليل المعلل، يسمى: قلبًا، وإلا فإن كانت صورته كصوته يسمى: معارضة بالمثل، وإلا فمعارضة بالغير، وتقديرها إذا استدل على المطلوب بدليل فالــخصم إن منع مقدمة من مقدماته، أو كل واحدة منها على التعيين، فذلك يسمى: منعًا مجردًا، ومناقضة، ونقضًا تفصيليًّا، ولا يحتاج في ذلك إلى شاهد؛ فإن ذكر شيئًا يتقوى به يسمى: سندًا للمنع، وإن منع مقدمة غير معينة بأن يقول: ليس دليلك بجميع مقدماته صحيحًا، ومعناه: أن فيها خللًا، فذلك يسمى: نقضًا إجماليًا، ولا بد ههنا من شاهد على الاختلال، وإن لم يمنع شيئًا من المقدمات، لا معينة ولا غير معينة، بأن أورد دليلًا على نقض مدعاه، فذلك يسمى: معارضة.

عَبَدَ

(عَبَدَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ «هَؤُلاء عِبِدَّاكَ بِفِناء حَرَمك» العِبِدَّا، بالْقصر وَالْمَدِّ:
جَمْع العَبْد، كالعِبَاد والعَبِيد.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيل «أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَذِهِ العِبِدَّا حَولَك يَا مُحَمَّدُ» أَرَادَ فُقَراء أهْلِ الصُّفَّة. وَكَانُوا يَقُولُونَ: اتَّبَعه الأرْذَلُون.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «هَؤُلَاءِ قَدْ ثَارَت مَعَهُمْ عِبْدَانُكُم» هُوَ جَمْعُ عَبْد أَيْضًا.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثَلاثةٌ أنَا خَصْمُــهم: رَجُل اعْتَبَدَ مُحَرَّراً» وَفِي رِوَايَةٍ «أَعْبَدَ مُحرَّراً» أَيِ اتخذَه عَبْداً. وَهُوَ أَنْ يُعْتِقَه ثُمَّ يَكْتُمه إِيَّاهُ أَوْ يَعْتَقِلَه بَعْدَ العِتْق فيستَخْدِمَه كُرْها، أَوْ يَأْخُذَ حُرّاً فيَدَّعِيه عَبْدا ويَتَملَّكه. يُقَالُ: أَعْبَدْتُهُ واعْتَبَدْتُه: أَيِ اتَّخذتُه عَبْدا. والقِياسُ أَنْ يَكُونَ أَعْبَدْتُه جَعَلته عَبْدا. وَيُقَالُ: تَعَبَّدَه واسْتَعْبَدَه: أَيْ صَيَّره كالعَبْد.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ فِي الفِداء «مكانَ عَبْد عَبدٌ» كَانَ مِنْ مَذْهَبِ عُمَرَ فيمَن سُبِيَ من العَرَب فِي الْجَاهِلِيَّةِ وأدركَه الإسلاُم وَهُوَ عِنْد مَنْ سَبَاه أنْ يُرَد حُرًّا إِلَى نَسَبه، وتكونُ قيمَتُه عَلَيْهِ يُؤَدِّيها إِلَى مَن سَبَاه، فجعلَ مَكَانَ كُلِّ رأسٍ مِنْهم رَأْسًا مِنَ الرَّقيق.
وَأَمَّا قَوْلُهُ «وَفِي ابْن الْأَمَةِ عَبْدَان» فإنَّه يُريدُ الرجُل العَرَبي يتَزوّج أمَةً لِقوم فتَلِدُ مِنْهُ وَلداً، فَلَا يَجعلهُ رَقِيقًا، ولكنَّه يُفْدَى بعَبْدَيْن. وَإِلَى هَذَا ذَهبَ الثَّورِيّ وَابْنُ رَاهُويه، وَسَائِرُ الفُقَهاء عَلَى خِلَافِهِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «لَا يَقُل أحدُكم لِمَمْلُوكِهِ: عَبْدِي وأَمَتَي، ولْيقُل: فَتَايَ وفَتَاتِي» هَذَا عَلَى نَفْي الاْسِتْكبارِ عَلَيْهِمْ وَأَنْ يَنْسُب عُبُودِيَّتَهُم إِلَيْهِ، فإنَّ المُسْتَحِقَّ لِذَلِكَ اللَّهُ تَعَالَى هُوَ رَبُّ العِبَاد كُلِّهِمْ والعَبِيد.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «وَقِيلَ لَهُ: أنْتَ أمَرْتَ بقَتْل عُثْمان أَوْ أعَنْت عَلَى قَتْلَه فَعَبِدَ وضَمِدَ» .
أَيْ غَضِب غضَبَ أنَفَة. يُقَالُ: عَبِدَ بِالْكَسْرِ يَعْبَدُ بِالْفَتْحِ عَبَداً بِالتَّحْرِيكِ، فَهُوَ عَابِدٌ وعَبِدٌ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «عَبِدْتُ فصَمتُّ» أَيْ أنِفْتُ فسَكَتُّ.
(س) وَفِي قصَّة الْعَبَّاسِ بْنِ مِرداس وَشِعْرِهِ:
أَتَجْعَلُ نَهْبِي ونهب العَبِيد بَيْن عُيَيَنَة والأقْرَعِ العَبِيد مُصغَّراً: اسمُ فَرَسه.

سَدَّدَ

(سَدَّدَ)
(س) فِيهِ «قارِبُوا وسَدِّدُوا» أَيِ اطلُبوا بِأَعْمَالِكُمُ السَّدَادَ والاستقامةَ، وَهُوَ القَصْد فِي الْأَمْرِ والعَدْلُ فِيهِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ قَالَ لِعَلْىٍ: سَلِ اللَّهَ السَّدَادَ، وَاذْكُرْ بِالسَّدَادِ تَسْدِيدَكَ السَّهمَ» أَيْ إصابَة القصْد.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا مِن مُؤمن يُؤمن بِاللَّهِ ثُمَّ يُسَدِّدُ» أَيْ يقتصد فلايغلو وَلَا يُسْرفْ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ، وسُئل عَنِ الإزَار فَقَالَ «سَدِّدْ وقارِب» أَيِ اعَملْ بِهِ شَيْئًا لَا تُعاب عَلَى فِعْله، فَلَا تُفْرِط فِي إرْساله وَلَا تَشْمِيره. جعلَه الْهَرَوِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بكْر، والزَّمخشري مِنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنَّ أَبَا بكْر سَأَلَهُ.
(س) وَفِي صِفَةِ مُتعلِّم القرآن «يغفر لأبويه إذا كانا مُسَدَّدَيْنِ مُسَدِّدَيْنِ» أَيْ لاَزِمَى الطَّريقة المسْتَقيمة، يُرْوَى بِكَسْرِ الدَّال وفَتْحها عَلَى الفَاعِل والمَفْعُول.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ لَهُ قوسٌ تُسَمَّى السَّدَاد» سُمّيت بِهِ تفاؤُلاً بِإِصَابَةِ مَا يُرمى عَنْهَا. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ هذه اللّفظة فى الحديث. [هـ] وَفِي حَدِيثِ السُّؤَالِ «حَتَّى يُصِيب سِدَاداً مِنْ عَيْش» أَيْ مَا يَكْفي حاجَته. والسِّدَادُ بِالْكَسْرِ: كلُّ شَيْءٍ سَدَدْتُ بِهِ خَلَلاً. وَبِهِ سُمِّى سِدَاد الثَّغْرِ والقارُورَة وَالْحَاجَةِ. والسُّدُّ بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: الْجَبَلُ والرَّدْم.
وَمِنْهُ «سَدُّ الرَّوْحَاءِ، وسَدُّ الصَّهبْاء» وَهُمَا موضِعاَن بَيْنَ مَكَّةَ والمَدينة. والسُّدُّ بِالضَّمِّ أَيْضًا:
مَاءُ سَمَاءٍ عِنْدَ جَبَلٍ لِغَطفان، أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَدِّهِ.
وَفِيهِ «أنُه قِيلَ لَهُ: هَذَا عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ قَائِمَيْنِ بِالسُّدَّةِ فأذنَ لَهُمَا» السُّدَّة: كالظُّلة عَلَى الْبَابِ لِتَقِيَ البابَ مِنَ الْمَطَرِ. وَقِيلَ هِيَ البابُ نفسُه. وَقِيلَ هِيَ الساحَة بَيْنَ يدَيْه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ وَاردي الحَوض «همُ الَّذِينَ لَا تُفْتح لَهُمْ السُّدَدُ وَلَا يَنكِحون المُنَعّماتِ» أَيْ لَا تُفْتح لَهُمُ الأبوابُ.
وَحَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ «أَنَّهُ أَتَى بابَ مُعَاوِيَةَ فَلَمْ يأْذَن لَهُ، فَقَالَ: مَنْ يَغْشَ سُدَد السُّلْطَانِ يَقُمْ ويَقْعُد» .
(هـ) وَحَدِيثُ الْمُغِيرَةِ «أَنَّهُ كَانَ لَا يُصلي فِي سُدَّةِ الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَعَ الإمامِ. وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ كَانَ يُصلي» يَعْنِي الظّلاَل الَّتِي حولَه، وَبِذَلِكَ سُمِّيَ إِسْمَاعِيلُ السُّدِّيَّ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيعُ الخُمُرَ فِي سُدَّةِ مَسْجِدِ الكُوفةِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ «أَنَّهَا قَالَتْ لِعَائِشَةَ لَمَّا أَرَادَتِ الْخُرُوجَ إِلَى البَصْرة: إِنَّكِ سُدَّة بَيْن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأُمَّته» أَيْ بَابٌ فَمَتَى أُصيب ذَلِكَ الْبَابُ بِشَيْءٍ فَقَدْ دُخِلَ عليَّ رسولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فِي حَرِيمه وحَوزَتِه، واسْتُفتح مَا حَمَاهُ، فَلَا تَكُونِي أنتِ سَبَبَ ذَلِكَ بِالْخُرُوجِ الَّذِي لَا يَجب عَلَيْكِ، فتُحْوجي النَّاسَ إِلَى أَنْ يَفْعَلُوا مثلَكِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ «مَا سَدَدْتُ عَلَى خَصْم قطُّ» أَيْ مَا قَطَعْت عَلَيْهِ فَأَسُدَّ كَلَامَهُ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.