Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: خزر

قناطِرُ الأندلُس

قناطِرُ الأندلُس:
بلدة قرب روطة، ينسب إليها أحمد بن سعيد بن علي الأنصاري القناطري المعروف بابن أبي الحجّال من أهل قادس يكنى أبا عمر، سمع بقرطبة ورحل إلى المشرق ولقي أبا محمد بن أبي زيد وأبا حفص الداودي وأكثر عنه وعن غيره، وتوفي بإشبيلية سنة 428، ومولده في حدود سنة 368، حدث عنه ابن خزرج، قاله ابن بشكوال.

القادِسِيَّةُ

القادِسِيَّةُ:
قال أبو عمرو: القادس السفينة العظيمة، قال المنجمون: طول القادسية تسع وستون درجة، وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلثا درجة، ساعات النهار بها أربع عشرة ساعة وثلثان، وبينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا، وبينها وبين العذيب أربعة أميال، قيل:
سميت القادسية بقادس هراة، وقال المدايني: كانت القادسية تسمى قديسا، وروى ابن عيينة قال: مرّ إبراهيم بالقادسية فرأى زهرتها ووجد هناك عجوزا فغسلت رأسه فقال: قدّست من أرض، فسميت القادسية، وبهذا الموضع كان يوم القادسية بين سعد ابن ابي وقّاص والمسلمين والفرس في أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في سنة 16 من الهجرة، وقاتل المسلمون يومئذ وسعد في القصر ينظر إليهم فنسب إلى الجبن، فقال رجل من المسلمين:
ألم تر أن الله أنزل نصره ... وسعد بباب القادسية معصم
فأبنا وقد آمت نساء كثيرة ... ونسوة سعد ليس فيهنّ أيّم
وقال بشر بن ربيعة في ذلك اليوم:
ألمّ خيال من أميمة موهنا ... وقد جعلت أولى النجوم تغور
ونحن بصحراء العذيب ودوننا ... حجازية، إن المحلّ شطير
فزارت غريبا نازحا جلّ ماله ... جواد ومفتوق الغرار طرير
وحلّت بباب القادسية ناقتي ... وسعد بن وقاص عليّ أمير
تذكّر، هداك الله، وقع سيوفنا ... بباب قديس والمكرّ ضرير
عشيّة ودّ القوم لو أن بعضهم ... يعار جناحي طائر فيطير
إذا برزت منهم إلينا كتيبة ... أتونا بأخرى كالجبال تمور
فضاربتهم حتى تفرّق جمعهم، ... وطاعنت، إني بالطّعان مهير
وعمرو أبو ثور شهيد وهاشم ... وقيس ونعمان الفتى وجرير
والأشعار في هذا اليوم كثير لأنها كانت من أعظم وقائع المسلمين وأكثرها بركة، وكتب عمر، رضي الله عنه، إلى سعد بن أبي وقاص يأمره بوصف منزله من القادسية فكتب إليه سعد: إن القادسية فيما بين الخندق والعتيق وإنما عن يسار القادسية بحر أخضر في جوف لاح إلى الحيرة بين طريقين فأما إحداهما فعلى الظهر وأما الأخرى فعلى شاطئ نهر يسمى الحضوض يطلع بمن يسلكه على ما بين الخورنق والحيرة، وإنما عن يمين القادسية فيض من فيوض مياههم، وإن جميع من صالح المسلمين قبلي ألّب لأهل فارس قد خفّوا لهم واستعدّوا لنا، وذكر أصحاب الفتوح أن القادسية كانت أربعة أيام: فسموا الأول يوم أرماث واليوم الثاني يوم أغواث واليوم الثالث يوم عماس وليلة اليوم الرابع ليلة الهرير واليوم الرابع سموه يوم القادسية، وكان الفتح للمسلمين وقتل رستم جازويه ولم يقم للفرس بعده قائمة، وقال ابن الكلبي فيما حكاه هشام قال: إنما سميت القادسية لأن ثمانية آلاف من ترك الــخزر كانوا قد ضيّقوا على كسرى بن هرمز، وكتب قادس هراة إلى كسرى: إن كفيتك مؤونة هؤلاء الترك تعطيني ما أحتكم عليك؟ قال: نعم، فبعث النريمان إلى أهل القرى: اني سأنزل عليكم الترك فاصنعوا ما آمركم، وبعث النريمان إلى الأتراك وقال لهم: تشتّوا في أرضي العام، ففعلوا وأقبل منها ثمانية آلاف في منازل أصحابه بهراة فبعث النريمان إلى أهل الدّور وقال: ليذبح كل رجل منكم نزيله الذي نزل عليه ثم يغدو إليّ بسبلته، ففعلوا ذلك وذبحوهم عن آخرهم وغدوا إليه بسبلاتهم فنظمها في خيط وبعثها إلى كسرى وقال: قد وفيت لك فأوف لي بما شرطت عليك، فبعث إليه كسرى أن اقدم عليّ، فقدم عليه النريمان فقال له كسرى: احتكم، فقال له النريمان: تضع لي سريرا مثل سريرك وتعقد على رأسي تاجا مثل تاجك وتنادمني من غدوة إلى الليل، ففعل ذلك به ثم قال: أوفيت؟ قال: نعم، فقال له كسرى: لا والله لا ترى هراة أبدا فتجلس بين قومك وتحدث بما جرى، وأنزله موضع القادسية ليكون ردءا له من العرب فسمي الموضع القادسية بقادس هراة، وكان قدم عليه النريمان ومعه أربعة آلاف فكانوا بالقادسية، فلما كان يوم القادسية قرن أصحاب النريمان بن النريمان أنفسهم بالسلاسل كيلا يفروا فقتلوا كلهم ورجعت ابنة النريمان إلى مرو وأم النريمان ابن النريمان كبشة بنت النعمان بن المنذر، قال هشام:
فالشاه بن الشاه من ولد نريمان وهو الشاه بن الشاه بن لان بن نريمان بن نريمان، قال: ويقال إنما سميت القادسية بقديس وكان قصرا بالعذيب، وقد نسب إلى القادسية عدة قوم من الرواة، منهم: علي بن أحمد القادسي القطان، روى عن عبد الحميد بن صالح، يروي عنه جعفر الخلدي. والقادسية أيضا: قرية كبيرة من نواحي دجيل بين حربى وسامرّا يعمل بها الزجاج، وقد نسب إليها قوم من الرواة، وإليها ينسب الشيخ أحمد المقري الضرير وولده محمد بن أحمد القادسي الكتبي، وفي هذه القادسية يقول جحظة:
إلى شاطئ القاطول بالجانب الذي ... به القصر بين القادسية والنخل
في قصيدة ذكرت في القاطول.

فِيلانُ

فِيلانُ:
بالكسر، وآخره نون: بلد وولاية قرب باب الأبواب من نواحي الــخزر يقال لملكها فيلانشاه، وهم نصارى ولهم لسان ولغة، وقال المسعودي:
فيلانشاه هو اسم يختص بملك السرير، فعلى هذا ولاية السرير يقال لها فيلان قيل كورة السرير بها.

قَنْطَرَ

(قَنْطَرَ)
- فِيهِ «مَن قَامَ بِأَلْفِ آيةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطَرين» أَيْ أُعْطِي قِنْطارا مِنَ الْأَجْرِ.
جَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ القِنْطار أَلْفٌ وَمِائَتَا أوقيَّة، والأُوقيَّة خَير ممَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: القَنَاطير: وَاحِدُهَا قِنْطار، وَلَا تَجِد الْعَرَبَ تَعْرِف وَزْنه، وَلَا وَاحِدَ للقِنْطار مِنْ لَفْظه.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المَعْمول عَلَيْهِ عِنْدَ الْعَرَبِ الأكْثر أَنَّهُ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ، فَإِذَا قَالُوا قَنَاطِيرُ مُقَنْطَرة، فَهِيَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ.
وَقِيلَ: إنَّ القِنطار مِلْء جِلْد ثَور ذَهباً. وَقِيلَ: ثَمَانُونَ أَلْفًا. وَقِيلَ: هُوَ جُمْلة كَثِيرَةٌ مَجْهُولَةٌ مِنَ الْمَالِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أميَّة قَنْطَرَ فِي الجاهليَّة وقَنْطَر أبُوه» أَيْ صَارَ لَهُ قِنْطار مِنَ الْمَالِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ حُذَيفة «يُوشِك بَنُو قَنْطُوراء أنْ يُخْرِجوا أهلَ العِراق مِنْ عِراقهم» ويُرْوَى «أَهْلَ البَصْرة مِنْهَا، كأنِّي بِهِمْ خُنْس الْأُنُوفِ، خُزْرُ العُيون، عِراض الوُجوه» قِيلَ:
إِنَّ قَنْطُوراء كَانَتْ جَارِيَةً لِإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَلدَت لَهُ أَوْلَادًا مِنْهُمُ التُّرك والصِّين.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ «يُوشِك بَنُو قَنْطُوراء أَنْ يُخْرِجوكم مِنْ أَرْضِ البَصْرة» .
وَحَدِيثُ أَبِي بَكْرَةَ «إِذَا كَانَ آخِرُ الزَّمان جَاءَ بَنُو قَنْطوراء» .

طَيْلَسَانُ

طَيْلَسَانُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، ولام مفتوحة، وسين مهملة، وآخره نون، قال الليث: الطلس والطلسة مصدر الأطلس من الذئاب وهو الذي تساقط شعره وهو أخبث ما يكون، قال: والطيلسان بفتح اللام منه ويكسر ولم أسمع فيعلان بكسر العين إنما يكون مضموما كالخيزران والحيسمان، ولكن لما صارت الكسرة والضمة أختين اشتركتا في مواضع كثيرة ودخلت الكسرة مدخل الضمة، قال الأصمعي: الطيلسان معرّب فارسيّ وأصله تالشان، وطيلسان: إقليم واسع كثير البلدان والسكان من نواحي الديلم والــخزر افتتحه الوليد بن عقبة في سنة 35.
الطِّينُ:
بلفظ الطين من التراب، عقبة الطين: من نواحي فارس لها ذكر في الفتوح. وقصر الطين: من قصور الحيرة.

صُولُ

صُولُ:
بالضم ثمّ السكون، وآخره لام، كلمة أعجمية لا أعرف لها أصلا في العربيّة: مدينة في بلاد الــخزر في نواحي باب الأبواب وهو الدّربند، وليس بالذي ينسب إليه الصولي وابن عمّه إبراهيم بن العباس الصولي، فإن ذلك باسم رجل كان من ملوك طبرستان أسلم على يد يزيد بن المهلب وانتسب إلى ولائه، وهذه مدينة كما ذكرت لك، وقال حندج المري:
في ليل صول تناهى العرض والطول ... كأنّما صبحه باللّيل موصول
لا فارق الصّبح كفّي إن ظفرت به، ... وإن بدت غرّة منه وتحجيل
لساهر طال في صول تململه ... كأنّه حيّة بالسّوط مقتول
متى أرى الصّبح قد لاحت مخائله ... واللّيل قد مزّقت عنه السرابيل
ليل تحيّر ما ينحطّ في جهة ... كأنّه فوق متن الأرض مشكول
نجومه ركّد ليست بزائلة ... كأنّما هنّ في الجوّ القناديل
ما أقدر الله أن يدني على شحط ... من داره الحزن ممّن داره صول
الله يطوي بساط الأرض بينهما ... حتى يرى الرّبع منه وهو مأهول

الصُّغْدُ

الصُّغْدُ:
بالضم ثمّ السكون، وآخره دال مهملة، وقد يقال بالسين مكان الصاد: وهي كورة عجيبة قصبتها سمرقند، وقيل: هما صغدان صغد سمرقند وصغد بخارى، وقيل: جنان الدنيا أربع: غوطة دمشق وصغد سمرقند ونهر الأبلّة وشعب بوّان، وهي قرى متصلة خلال الأشجار والبساتين من سمرقند إلى قريب من بخارى لا تبين القرية حتى تأتيها لالتحاف الأشجار بها، وهي من أطيب أرض الله، كثيرة الأشجار غزيرة الأنهار متجاوبة الأطيار، وقال الجيهاني في كتابه: الصغد كصورة إنسان رأسه بنجيكت ورجلاه كشانية وظهره وفر وبطنه كبوكث ويداه ما يمرغ وبزماخر، وجعل مساحته ستة وثلاثين فرسخا في ستة وأربعين، وقال: منبرها الأجلّ سمرقند ثمّ كش ثمّ نسف ثمّ كشانية، وقال غيره: قصبة الصغد إشتيخن، وفضّلها على سمرقند، وبعضهم يجعل بخارى أيضا من الصغد، وقال: إن النهر من أصله إلى بخارى يسمى الصغد، ولا يصحّ هذا، والصغد في الأصل اسم للوادي والنهر الذي تشرب منه هذه النواحي، قالوا: وهذا الوادي مبدؤه من جبال البتّم في بلاد الترك يمتد على ظهر الصغانيان وله مجمع ماء يقال له وي مثل البحيرة حواليها قرى وتعرف الناحية ببرغر فينصبّ منها بين جبال حتى يتصل بأرض بنجيكت ثمّ ينتهي إلى مكان يعرف بورغسر، وبه رأس السّكر ومنه تتشعّب أنهار سمرقند ورساتيق يتصل بها من عرى الوادي من جانب سمرقند، وقد فضل الإصطخري الصغد على الغوطة والأبلّة والشعب قال: لأن الغوطة التي هي أنزه الجميع إذا كنت بدمشق ترى بعينيك على فرسخ أو أقل جبالا قرعا عن النبات والشجر وأمكنة خالية عن العمارة والخضرة، وأكمل النزه ما ملأ البصر ومد الأفق، وأمّا نهر الأبلّة فليس بها ولا بنواحيها مكان يستطرف النظر منه وليس بها مكان عال فلا يدرك البصر أكثر من فرسخ
ولا يستوي المكان المستتر الذي لا يرى منه إلّا مقدار ما يرى ومكان ليس بالمستتر ولا بالنزه، ولم يذكر شعب بوّان، قال: وأما صغد سمرقند فإنّي لا أرى بسمرقند ولا بالصغد مكانا إذا علا الناظر قهندزها أن يقع بصره على جبال خالية من شجر أو خضرة أو غيره وإن كان مزروعا غير أن المزارع في أضعاف خضرة النبات، فصغد سمرقند إذا أنزه البلدان والأماكن المشهورة المذكورة لأنّها من حد بخارى على وادي الصغد يمينا وشمالا يتصل إلى حد البتّم لا ينقطع، ومقداره في المسافة ثمانية أيّام، تشتبك الخضرة والبساتين والرياض وقد حفّت بالأنهار الدائم جريها والحياض في صدور رياضها وميادينها وخضرة الأشجار والزروع ممتدة على حافتي واديها، ومن وراء الخضرة من جانبيها مزارع تكتنفها ومن وراء هذه المزارع مراعي سوامها، وقصورها والقهندزات من كل قرية تلوح في أثناء خضرتها كأنّها ثوب ديباج أخضر وقد طرزت بمجاري مياهها وزينت بتبييض قصورها، وهي أزكى بلاد الله وأحسنها أشجارا وثمارا، وفي عامة مساكن أهلها المياه الجارية والبساتين والحياض قلّ ما تخلو سكة أو دار من نهر جار، وقال أبو يعقوب إسحاق بن حسّان بن قوهي الخرّمي وأصله من الصغد وأقام بمرو وكان صحب عثمان بن خزيم القائد وكان يلي أرمينية فسار خاقان الــخزر إلى حربه وعسكر ابن خزيم إزاءه وعقد لأبي يعقوب على الصحابة وأشراف من معه فكرهوا ذلك فقال الخرّمي:
أبالصغد ناس أن تعيرني جمل ... سفاها ومن أخلاق جارتنا الجهل
هم، فاعلموا، أصلي الذي منه منبتي ... على كلّ فرع في التراب له أصل
وما ضرّني أن لم تلدني يحابر، ... ولم تشتمل جرم عليّ ولا عكل
إذا أنت لم تحم القديم بحادث ... من المجد لم ينفعك ما كان من قبل
وقال أيضا:
رسا بالصغد أصل بني أبينا، ... وأفرعنا بمرو الشاهجان
وكم بالصّغد لي من عمّ صدق ... وخال ماجد بالجوزجان
وقد نسب إلى الصغد طائفة كثيرة من أهل العلم، وجعلها الحازمي صغدين: صغد بخارى وصغد سمرقند منهم أيوب بن سليمان بن داود الصغدي، حدّث عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي والربيع بن روح ويحيى بن يزيد الخوّاص وغيرهم، وتوفي سنة 274.

الحَرْبِيَّةُ

الحَرْبِيَّةُ:
منسوبة: محلة كبيرة مشهورة ببغداد عند باب حرب قرب مقبرة بشر الحافي وأحمد بن حنبل وغيرهما، تنسب إلى حرب بن عبد الله البلخي ويعرف بالراوندي أحد قوّاد أبي جعفر المنصور، وكان يتولى شرطة بغداد، وولي شرطة الموصل لجعفر ابن أبي جعفر المنصور وجعفر بالموصل يومئذ، وقتلت الترك حربا في أيام المنصور سنة 147، وذلك أن اشترخان الخوارزمي خرج في ترك الــخزر من الدّربند فأغار على نواحي أرمينية فقتل وسبى خلقا من المسلمين ودخل تفليس فقتل حربا بها، وخرب جميع ما كان يجاور الحربية من المحالّ وبقيت وحدها كالبلدة المفردة في وسط الصحراء، فعمل عليها أهلها سورا وجيّروها، وبها أسواق من كل شيء، ولها جامع تقام فيه الخطبة والجمعة، وبينها وبين بغداد اليوم نحو ميلين، وقال أبو سعد: سمعت القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ببغداد يقول: إذا جاوزت جامع المنصور فجميع تلك المحالّ يقال لها الحربية مثل النصرية والشاكرية ودار بطّيخ والعباسيّين وغيرها، وينسب إليها طائفة من أهل العلم، منهم:
إبراهيم بن إسحاق الحربي الإمام الزاهد العالم النحوي اللغوي الفقيه، أصله من مرو، وله تصانيف منها غريب الحديث، روى عن أحمد بن حنبل وأبي نعيم الفضل ابن دكين وغيرهما، روى عنه جماعة، وكانت ولادته سنة 198، ومات في ذي الحجة سنة 285.

شَنْذانُ

شَنْذانُ:
بالفتح ثم السكون، وذال معجمة، وآخره نون: صقع متصل ببلاد الــخزر فيه أجناس من الأمم التي في جبل القبق وكان ملكها قد أسلم في أيام المقتدر، عن نصر.

شَرْوَانُ

شَرْوَانُ:
مدينة من نواحي باب الأبواب الذي تسميه الفرس الدّربند، بناها أنوشروان فسميت باسمه ثمّ خففت بإسقاط شطر اسمه، وبين شروان وباب الأبواب مائة فرسخ، خرج منها جماعة من العلماء، ويقولون بالقرب منها صخرة موسى، عليه السلام، التي نسي عندها الحوت في قوله تعالى: قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإنّي نسيت الحوت، قالوا:
فالصخرة صخرة شروان والبحر بحر جيلان والقرية باجروان، حتى لقيه غلام فقتله، قالوا في قرية جيزان، وكلّ هذه من نواحي أرمينية قرب الدربند، وقيل: شروان ولاية قصبتها شماخي وهي قرب بحر الــخزر، نسب المحدثون إليها قوما من الرواة، منهم: أبو بكر محمد بن عشير بن معروف الشرواني، كان فقيها صالحا، سكن النظامية وتفقه على الكيا الهرّاسي وروى شيئا عن أبي الحسين المبارك بن الحسين الغسّال، ذكره أبو سعد في شيوخه.

سِيَاه كُوه

سِيَاه كُوه:
بكسر أوّله، كلمة فارسية معناها جبل أسود: جزيرة في بحر الــخزر، وهو بحر جرجان، وهي جزيرة كبيرة بها عيون وأشجار وغياض ومياه عذبة ومع ذلك لا أنيس بها، وبها دواب وحش وليس هناك موضع يقيم به أحد إلّا سياه كوه فإن به قوما من الغزّيّة الترك وهم قريبو العهد بالمقام به لاختلاف وقع في قبائلهم فانفردوا عنهم، ولهم فيه مراع ومياه، وهذه الجزيرة تقارب البرّ الشرقي من هذا البحر. وسياه كوه: جبل طويل بين الريّ وأصبهان يمتدّ حتى يتّصل ببلاد الجبل، وهو جبل وعر يأوي إليه اللصوص بين الريّ وأصبهان.

سَنيرٌ

سَنيرٌ:
بفتح أوّله، وكسر ثانيه ثمّ ياء معجمة باثنتين من تحت: جبل بين حمص وبعلبكّ على الطريق وعلى رأسه قلعة سنير، وهو الجبل الذي فيه المناخ يمتد مغربا إلى بعلبكّ ويمتدّ مشرقا إلى القريتين وسلمية، وهو في شرقي حماة وجبل الجليل مقابله من جهة الساحل وبينهما الفضاء الواسع الذي فيه حمص وحماة وبلاد كثيرة، وهذا جبل كورة قصبتها حوّارين، وهي القريتين، ويتصل بلبنان متيامنا حتى يلتحق ببلاد الــخزر ويمتدّ متياسرا إلى المدينة، وسنير الذي ذكر أنّه بين حمص وبعلبكّ شعبة منه إلّا أنّه انفرد بهذا الاسم، وقد ذكره عبد الله بن محمد بن سعيد
ابن سنان الخفاجي فقال من قصيدة:
أسيم ركابي في بلاد غريبة ... من العيس لم يسرح بهنّ بعير
فقد جهلت حتى أراد خبيرها ... بوادي القطين أن يلوح سنير
وكم طلبت ماء الأحصّ بآمد، ... وذلك ظلم للرّجال كبير
وقال البحتري:
وتعمّدت أن تظلّ ركابي ... بين لبنان طلّعا والسّنير
مشرفات على دمشق وقد أع ... رض منها بياض تلك القصور

سرير

سرير:
بلفظ السرير الذي ينام عليه أو يجلس عليه:
موضع في ديار بني دارم من تميم باليمامة، قال الحازمي: السرير واد قرب جبل يقال له الغريف فيه عين يقال لها الغريفة، وهذا خطأ من الحازمي، وإنّما اسم الوادي الذي قرب غريف التسرير، أوّله التاء المثناة من فوقها، ذكر هنا ليحذر ولئلا يظن أنّنا أخللنا به، وقد ذكر التسرير بشاهده في موضعه، قال ابن السكيت قول عروة بن الورد:
سقى سلمى، وأين محلّ سلمى، ... إذا حلّت مجاورة السرير
وآخر معهد من أمّ وهب ... معرّسنا فويق بني النّضير
فقالت: ما تشاء؟ فقلت: ألهو ... إلى الإصباح، آثر ذي أثير
بآنسة الحديث، رضاب فيها ... بعيد النّوم كالعنب العصير
قال: السرير موضع في بلاد بني كنانة، وملك السرير
مملكة واسعة بين اللان وباب الأبواب، وليس إليها إلّا مسلكين: مسلك إلى بلاد الــخزر ومسلك إلى بلاد أرمينية، وهي ثمانية عشر ألف قرية في جبال، قال الإصطخري: والسرير اسم المملكة لا اسم المدينة، وأهل السرير نصارى، ويقال: إن هذا السرير كان لبعض ملوك الفرس، وهو سرير من ذهب، فلمّا زال ملكهم حمل سرير بعض ملوك الفرس، بلغني أنّه من بعض أولاد بهرام جور، والملك إلى يومنا هذا لهم، ويقال إن هذا السرير عمل لملك الفرس في سنين كثيرة، وبين ولاية السرير وسمندر مدينة ذكرت في موضعها نحو فرسخين بينهما هدنة، وكذلك بين السرير والمسلمين هدنة، وإن كان كل واحد منهما حذرا من صاحبه.

رَوْضَةُ التّسريرِ

رَوْضَةُ التّسريرِ:
يجوز أن يكون تفعيلا من السرور أو من السرار: واد في بلادهم، قال الأخزر بن يزيد القشيري:
فإن تهبطي برد الشّريف ولن تري ... بعينيك ما غنّى الحمام الصّوادح
ولا الرّوض بالتّسرير والسّرّ مقبلا ... إذا مجّ في قريانهنّ الأباطح

خُوارِزْم

خُوارِزْم:
أوله بين الضمة والفتحة، والألف مسترقة مختلسة ليست بألف صحيحة، هكذا يتلفظون به، هكذا ينشد قول اللحّام فيه:
ما أهل خوارزم سلالة آدم، ... ما هم، وحقّ الله، غير بهائم
أبصرت مثل خفافهم ورؤوسهم ... وثيابهم وكلامهم في العالم
إن كان يرضاهم أبونا آدم، ... فالكلب خير من أبينا آدم
قال ابن الكلبي: ولد إسحاق بن إبراهيم الخليل الــخزر والبزر والبرسل وخوارزم وفيل، قال بطليموس في كتاب الملحمة: خوارزم طولها مائة وسبع عشرة درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها خمس وأربعون درجة، وهي في الإقليم السادس، طالعها السماك ويجمعها الذراع، بيت حياتها العقرب، مشرقة في قبة الفلك تحت ثلاث وعشرين درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، وقال أبو عون في زيجه: هي في آخر الإقليم الخامس، وطولها إحدى وتسعون درجة وخمسون دقيقة، وعرضها أربع وأربعون درجة وعشر دقائق، وخوارزم ليس اسما للمدينة إنما هو اسم للناحية بجملتها، فأما القصبة العظمى فقد يقال لها اليوم الجرجانية، وقد ذكرت في موضعها، وأهلها يسمونها كركانج، وقد ذكروا في سبب تسميتها بهذا الاسم أن أحد الملوك القدماء غضب على أربعمائة من أهل مملكته وخاصة حاشيته فأمر بنفيهم إلى موضع منقطع عن العمارات بحيث يكون بينهم وبين العمائر مائة فرسخ، فلم يجدوا على هذه الصفة إلا موضع مدينة كاث، وهي إحدى مدن خوارزم، فجاؤوا بهم إلى هذا الموضع وتركوهم وذهبوا، فلما كان بعد مدة جرى ذكرهم على بال الملك فأمر قوما بكشف خبرهم، فجاؤوا فوجدوهم قد بنوا أكواخا ووجدوهم يصيدون السمك وبه يتقوّتون وإذا حولهم حطب كثير، فقالوا لهم: كيف حالكم؟ فقالوا: عندنا هذا اللحم، وأشاروا إلى السمك، وعندنا هذا الحطب فنحن نشوي هذا بهذا ونتقوّت به، فرجعوا إلى الملك وأخبروه بذلك فسمى ذلك الموضع خوارزم لأن اللحم بلغة الخوارزمية خوار والحطب رزم، فصار خوارزم فخفف وقيل خوارزم استثقالا لتكرير الراء، وقد جاء به بعض العرب على الأصل، فقال الأسدي:
أتاني، عن أبي أنس، وعيد، ... فسلّ تغيّظ الضحّاك جسمي
ولم أعص الأمير، ولم أربه، ... ولم أسبق أبا أنس بوغم
ولكنّ البعوث جرت علينا، ... فصرنا بين تطويح وغرم
وخافت من رمال السّغد نفسي، ... وخافت من رمال خوارزم
فقارعت البعوث وقارعتني، ... ففاز بضجعة في الحيّ سهمي
وأعطيت الجعالة، مستميتا، ... خفيف الحاذ من فتيان جرم
وأقرّ أولئك الذين نفاهم بذلك المكان وأقطعهم إياه وأرسل إليهم أربعمائة جارية تركية وأمدهم بطعام من الحنطة والشعير وأمرهم بالزرع والمقام هناك، فلذلك في وجوههم أثر الترك وفي طباعهم أخلاق الترك وفيهم جلد وقوة، وأحوجهم مقتضى القضية للصبر على الشقاء، فعمّروا هناك دورا وقصورا وكثروا وتنافسوا في البقاع فبنوا قرى ومدنا وتسامع بهم من يقاربهم من مدن خراسان فجاؤوا وساكنوهم فكثروا وعزّوا فصارت ولاية حسنة عامرة، وكنت قد جئتها في سنة 616، فما رأيت ولاية قط أعمر منها، فإنها على ما هي عليه من رداءة أرضها وكونها سبخة كثيرة النزوز متصلة العمارة متقاربة القرى كثيرة البيوت المفردة والقصور في صحاريها، قلّ ما يقع نظرك في رساتيقها على موضع لا عمارة فيه، هذا مع كثرة الشجر بها، والغالب عليه شجر التوت والخلاف لاحتياجهم إليه لعمائرهم وطعم دود الإبريسم، ولا فرق بين المارّ في رساتيقها كلها والمارّ في الأسواق، وما ظننت أن في الدنيا بقعة سعتها سعة خوارزم وأكثر من أهلها مع أنهم قد مرنوا على ضيق العيش والقناعة بالشيء اليسير، وأكثر ضياع خوارزم مدن ذات أسواق وخيرات ودكاكين، وفي النادر أن يكون قرية لا سوق فيها مع أمن شامل وطمأنينة تامة.
والشتاء عندهم شديد جدّا بحيث أني رأيت جيحون نهرهم وعرضه ميل وهو جامد، والقوافل والعجل الموقرة ذاهبة وآتية عليه، وذلك أن أحدهم يعمد إلى رطل واحد من أرز أو ما شاء ويكثر من الجزر والسلجم فيه ويضعه في قدر كبيرة تسع قربة ماء ويوقد تحتها إلى أن ينضج ويترك عليه أوقية دهنا ثم يأخذ المغرفة ويغرف من تلك القدر في زبدية أو زبديتين فيقنع به بقية يومه، فإن ثرد فيه رغيفا لطيفا خبزا فهو الغاية، هذا في الغالب عليهم، على أن فيهم أغنياء مترفهين إلّا أن عيش أغنيائهم قريب من هذا ليس فيه ما في عيش غيرهم من سعة النفقة وإن كان النزر من بلادهم تكون قيمته قيمة الكثير من بلاد غيرهم، وأقبح شيء عندهم وأوحشه أنهم يدوسون حشوشهم بأقدامهم ويدخلون إلى مساجدهم على تلك الحالة لا يمكنهم التحاشي من ذلك لأن حشوشهم ظاهرة على وجه الأرض، وذلك لأنهم إذا حفروا في الأرض مقدار ذراع واحد نبع الماء عليهم، فدروبهم وسطوحهم ملأى من القذر، وبلدهم كنيف جائف منتن، وليس لأبنيتهم أساسات إنما يقيمون أخشابا مقفصة ثم يسدونها باللبن، هذا غالب أبنيتهم، والغالب على خلق أهلها الطول والضخامة، وكلامهم كأنه أصوات الزرازير، وفي رؤوسهم عرض، ولهم جبهات واسعة، وقيل لأحدهم: لم رؤوسكم تخالف رؤوس الناس؟ فقال: إن قدماءنا كانوا يغزون الترك فيأسرونهم وفيهم شية من الترك فما كانوا يعرفون، فربما وقعوا إلى الإسلام فبيعوا في الرقيق، فأمروا النساء إذا ولدن أن يربطن أكياس الرمل على رؤوس الصبيان من الجانبين حتى ينبسط الرأس، فبعد ذلك
لم يسترقّوا وردّ من وقع منهم إليهم إلى الكوفة، قال عبد الله الفقير إليه: وهذا من أحاديث العامة لا أصل له، هب أنهم فعلوا ذلك فيما مضى فالآن ما بالهم؟ فإن كانت الطبيعة ورثته وولدته على الأصل الذي صنعه بهم أمهاتهم كان يجب أن الأعور الذي قلعت عينه أن يلد أعور وكذلك الأحدب وغير ذلك، وإنما ذكرت ما ذكر الناس.
قال البشاري: ومثل خوارزم في إقليم الشرق كسجلماسة في الغرب، وطباع أهل خوارزم مثل طبع البربر، وهي ثمانون فرسخا في ثمانين فرسخا، آخر كلامه، قلت: ويحيط بها رمال سيّالة يسكنها قوم من الأتراك والتركمان بمواشيهم، وهذه الرمال تنبت الغضا شبه الرمال التي دون ديار مصر، وكانت قصبتها قديما تسمى المنصورة، وكانت على الجانب الشرقي فأخذ الماء أكثر أرضها فانتقل أهلها إلى مقابلها من الغربي، وهي الجرجانية، وأهلها يسمونها كركانج، وحوّطوا على جيحون بالحطب الجزل والطرفاء يمنعونه من خراب منازلهم يستجدّونه في كل عام ويرمّون ما تشعث منه، وقرأت في كتاب ألفه أبو الريحان البيروني في أخبار خوارزم ذكر فيه أنّ خوارزم كانت تدعى قديما فيل، وذكر لذلك قصة نسيتها فإن وجدها واحد وسهل عليه أن يلحقها بهذا الموضع فعل مأذونا له في ذلك عنّي، قال محمد بن نصر بن عنين الدمشقي:
خوارزم عندي خير البلاد، ... فلا أقلعت سحبها المغدقه
فطوبى لوجه امرئ صبّحت ... هـ، أوجه فتيانها المشرقة
وما ان نقمت بها حالة، ... سوى أن أقامت بها مقلقه
وكان المؤذّن يقوم في سحرة من الليل يقارب نصفه فلا يزال يزعق إلى الفجر قامت، وقال الخطيب أبو المؤيد الموفّق بن أحمد المكي ثم الخوارزمي يتشوّقها:
أأبكاك لمّا أن بكى في ربى نجد ... سحاب ضحوك البرق منتحب الرعد
له قطرات كاللآلئ في الثرى، ... ولي عبرات كالعقيق على خدّي
تلفّتّ منها نحو خوارزم والها ... حزينا، ولكن أين خوارزم من نجد؟
وقرأت في الرسالة التي كتبها أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حمّاد مولى محمد بن سليمان رسول المقتدر بالله إلى ملك الصقالبة ذكر فيها ما شاهده منذ خرج من بغداد إلى أن عاد إليها فقال بعد وصوله إلى بخارى، قال: وانفصلنا من بخارى إلى خوارزم وانحدرنا من خوارزم إلى الجرجانية، وبينها وبين خوارزم في الماء خمسون فرسخا، قلت: هكذا قال ولا أدري أي شيء عنى بخوارزم لأن خوارزم هو اسم الإقليم بلا شك، ورأيت دراهم بخوارزم مزيفة ورصاصا وزيوفا وصفرا، ويسمون الدرهم طازجه، ووزنه أربعة دوانق ونصف، والصيرفي منهم يبيع الكعاب والدوامات والدراهم، وهم أوحش الناس كلاما وطبعا، وكلامهم أشبه بنقيق الضفادع، وهم يتبرؤون من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، في دبر كل صلاة، فأقمنا بالجرجانية أياما وجمد جيحون من أوله إلى آخره، وكان سمك الجمد تسعة عشر شبرا، قال عبد الله الفقير: وهذا كذب منه، فإنّ أكثر ما يجمد خمسة أشبار وهذا يكون نادرا، فأما العادة فهو شبران أو ثلاثة، شاهدته وسألت عنه أهل تلك البلاد، ولعله
ظنّ أنّ النهر يجمد كلّه وليس الأمر كذلك، إنما يجمد أعلاه وأسفله جار، ويحفر أهل خوارزم في الجليد ويستخرجون منه الماء لشربهم، لا يتعدّى الثلاثة أشبار إلّا نادرا، قال: وكانت الخيل والبغال والحمير والعجل تجتاز عليه كما تجتاز على الطريق، وهو ثابت لا يتحلحل، فأقام على ذلك ثلاثة أشهر فرأينا بلدا ما ظننا إلّا أنّ بابا من الزمهرير فتح علينا منه، ولا يسقط فيه الثلج إلّا ومعه ريح عاصف شديدة، قلت: وهذا أيضا كذب فإنه لولا ركود الهواء في الشتاء في بلادهم لما عاش فيها أحد، قال: وإذا أتحف الرجل من أهله صاحبه وأراد بره قال: تعال إليّ حتى نتحدّث فإن عندي نارا طيبة، هذا إذا بلغ في برّه وصلته، إلّا أنّ الله عز وجلّ قد لطف بهم في الحطب وأرخصه عليهم، حمل عجلة من حطب الطاغ وهو الغضا بدرهمين يكون وزنها ثلاثة آلاف رطل، قلت: وهذا أيضا كذب لأن العجلة أكثر ما تجرّ على ما اختبرته، وحملت قماشا لي عليها، ألف رطل لأن عجلتهم جميعها لا يجرها إلّا رأس واحد إما بقر أو حمار أو فرس، وأما رخص الحطب فيحتمل ان كان في زمانه بذلك الرخص، فأما وقت كوني بها فإن مائة من كان بثلث دينار ركنيّ، قال: ورسم سؤالهم أن لا يقف السائل على الباب بل يدخل إلى دار الواحد منهم فيقعد ساعة عند ناره يصطلي ثم يقول:
پكند، وهو الخبز، فإن أعطوه شيئا وإلّا خرج، قلت أنا: وهذا من رسمهم صحيح إلّا أنه في الرستاق دون المدينة شاهدت ذلك، ثم وصف شدة بردهم الذي أنا شاهدته من بردها أنّ طرقها تجمد في الوحول ثم يمشى عليها فيطير الغبار منها، فإن تغيّمت الدنيا ودفئت قليلا عادت وحولا تغوص فيها الدواب إلى ركبها، وقد كنت اجتهدت أن أكتب شيئا بها فما كان يمكنني لجمود الدواة حتى أقرّبها من النار وأذيبها، وكنت إذا وضعت الشربة على شفتي التصقت بها لجمودها على شفتي ولم تقاوم حرارة النفس الجماد، ومع هذا فهي لعمري بلاد طيبة وأهلها علماء فقهاء أذكياء أغنياء، والمعيشة بينهم موجودة وأسباب الرزق عندهم غير مفقودة، وأما الآن فقد بلغني أن التتر صنف من الترك وردوها سنة 618 وخرّبوها وقتلوا أهلها وتركوها تلولا، وما أظنّ أنه كان في الدنيا لمدينة خوارزم نظير في كثرة الخير وكبر المدينة وسعة الأهل والقرب من الخير وملازمة أسباب الشرائع والدين، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
والذين ينسبون إليها من الأعلام والعلماء لا يحصون، منهم: داود بن رشيد أبو الفضل الخوارزمي، رحل فسمع بدمشق الوليد بن مسلم وأبا الزرقاء عبد الله بن محمد الصغاني، وسمع بغيرها خلقا، منهم بقية بن الوليد وصالح بن عمرو وحسان بن إبراهيم الكرماني وأبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأمار وغيرهم، روى عنه مسلم بن الحجاج وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وصالح بن محمد جزرة، روى البخاري عن محمد بن عبد الرحيم في كفّارات الأيمان، وقال البخاري:
مات في سنة 239، وآخر من روى عنه أبو القاسم البغوي.

خُنْلِيق

خُنْلِيق:
بضم أوله، وتسكين ثانيه، وكسر لامه، وياء مثناة من تحت، وآخره قاف: بلد بدربند خزران عند باب الأبواب، ينسب إليها حكيم بن إبراهيم بن حكيم اللّكزي الخنليقي الدربندي، كان فقيها شافعيّا فاضلا ثقة، تفقّه ببغداد على الغزّالي وسمع الحديث الكثير وسكن بخارى إلى أن توفي بها في شعبان سنة 538.

خَنزَرَةُ

خَنزَرَةُ:
مثل الذي قبله وزيادة الهاء، يقال: خنزر الرجل خنزرة إذا نظر بمؤخر عينه، وهو فنعل من الأخزر: وهو هضبة طويلة عظيمة في ديار الضّباب، عن أبي زياد، وهو غير خنزر الذي قبله، قال الأعور بن براء الكلبي يهجو أمّ زاجر وهما عبدان:
أنعت عيرا من حمير حنزره، ... في كلّ عير مائتان كمره
لاقين أمّ زاجر بالمزدره، ... وكمنها مقبلة ومدبره
كذا وجدته بالحاء المهملة.

خُزارُ

خُزارُ:
بضم أوله، وآخره راء مهملة: موضع بقرب وخش من نواحي بلخ، وقال أبو يوسف: خزار موضع بقرب نسف بما وراء النهر، إن كان عربيّا فهو من الــخزر وهو ضيق العين وصغرها، ونسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم: أبو هارون موسى ابن جعفر بن نوح بن محمد الخزاري، رحل إلى العراق والحجاز وسمع من محمد بن يزيد، وروى عنه حماد بن شاكر.

مَسْقَطٌ

مَسْقَطٌ:
بالفتح، وسكون السين، وفتح القاف، مسقط الرمل: في طريق البصرة بينها وبين النباج وهو واد يأتي من وراء طريق الكوفة من قبل السّماوة ثم يقطع طريق الكوفة إلى طريق البصرة حتى يصبّ في البحر في بلاد بني سعد من يبرين، ومسقط أيضا:
مدينة من نواحي عمان في آخر حدودها مما يلي اليمن على ساحل البحر. ومسقط أيضا: رستاق بساحل بحر الــخزر دون باب الأبواب، جيله مسلمون لهم قوّة وشوكة، بين باب الأبواب واللّكز، كان أول من أحدثه كسرى أنوشروان بن قباذ لما بنى باب الأبواب.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.