Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: جزر_ماريانا_الشمالية

البَسُّ

البَسُّ: السَّوْقُ اللَّيِّنُ، واتِّخَاذُ البَسِيسَةِ، بأن يُلَتَّ السَّويقُ أو الدَّقيقُ أو الأَقِطُ المَطْحُونُ بالسَّمْنِ أو الزَّيْتِ، وزَجْرٌ للإِبِلِ بِبِسْ بِسْ،
كالإِبْساس، وإرْسالُ المالِ في البلاد، وتَفْريقُها، والطَّلَبُ، والجَهْدُ، والهِرَّةُ الأهْليَّةُ، والعامَّةُ تَكْسِرُ الباء، الواحِدَةُ: بهاء.
وجاء به من حَسِّهِ وبَسِّهِ، مُثَلَّثَي الأوَّل: مِنْ جَهْدِهِ وطَاقَتِهِ.
ولأَطْلُبَنَّهُ من حَسِّي وبَسِّي: جَهْدِي وطاقَتي.
وبَسْ، بمعنَى: حَسْبُ، أو هو مُسْتَرْذَلٌ، وبَطْنٌ من حِمْيَرَ منهم أبو مِحْجَنٍ تَوْبَةُ بنُ نَمِرٍ البَسِّيُّ قاضي مِصْرَ.
والبَسُوسُ: الناقَةُ التي لا تَدُِرُّ إلاَّ على الإِبْسَاسِ، أي: التَّلَطُّفِ بأن يقال لها بَسْ بَسْ، تسكيناً لها، وامرأة مَشْؤُومةٌ، أُعْطِيَ زَوْجُها ثَلاَثَ دَعَواتٍ مُسْتَجاباتٍ، فقالت: اجْعَل لِي واحِدَةً: قال: فَلَكِ، فماذا ترِيدِينَ؟ قالت: ادْعُ اللهَ أن يجْعَلَنِي أجْمَلَ امرأةٍ في بَنِي إسرائيل. فَفَعَلَ، فَرَغِبَتْ عنه، فأرادتْ سَيِّئاً، فدعا اللهَ تعالى عليها أن يجْعَلَهَا كَلْبَةً نَبَّاحَةً. فجاء بنُوها، فقالوا: ليس لنا على هذا قرارٌ يُعَيِّرُناها الناسُ، ادْعُ اللهَ أن يَرُدَّهَا إلى حالِهَا، ففعَلَ، فَذَهَبَت الدَّعَوَاتُ بِشُؤْمِهَا.
وبَسَّ في مالِهِ بَسّاً: ذَهَبَ شيءٌ من ماله.
وبَسْ بِسْ، مُثَلَّثينِ: دُعاءٌ للغَنَمِ.
وبُسٌّ، بالضم: جبلٌ قُرْبَ ذَاتِ عِرْقٍ، وأرضٌ لبني نَصْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ، وبيتٌ لِغَطَفَانَ، بناهُ ظالمُ بنُ أسْعَدَ، لما رَأى قُرَيْشاً يَطُوفُونَ بالكعبةِ، ويَسْعَوْنَ بينَ الصَّفَا والمَرْوَةِ، فَذَرَعَ البيتَ، وأخذ حَجَراً من الصَّفا وحجراً من المَرْوَة، فَرَجَعَ إلى قومه، فَبَنَى بيتاً على قَدْرِ البيتِ، ووضَعَ الحَجَرَيْنِ، فقال: هذانِ الصَّفا والمَرْوَةُ، فاجْتَزَؤُوا به عن الحَجِّ، فأغارَ زُهَيْرُ بنُ جَنابٍ الكَلْبِيُّ، فَقَتَلَ ظالماً، وهَدَمَ بناءَهُ،
والبَسْبَسُ: القَفْرُ الخالِي، وشجرٌ تُتَّخَذُ منه الرِّحالُ، أو الصوابُ: السَّبْسَبُ، وابنُ عَمْرو الصحابيُّ.
والتُّرَّهاتُ: البَسابِسُ، وبالإِضافة: الباطِلُ،
والبَسْبَاسَةُ: شَجَرَةٌ تَعْرِفُهَا العربُ، ويَأْكُلُهَا الناسُ والماشِيَةُ، نَذْكُرُ بها رِيحَ الجَزَرِ وطَعْمَه إذا أكلتَها، وأوراقٌ صُفْرٌ تُجْلَبُ من الهِنْدِ، وهذه هي التي تَسْتَعْمِلها الأطِبَّاء.
وبَسْباسَةُ: امرأةٌ من بني أسَدٍ.
والباسَّةُ والبَسَّاسَةُ: مكةُ شَرَّفَها اللهُ تعالى.
و {بُسَّتِ الجِبال} : فُتِّتَتْ، فصارتْ أرْضاً،
والبَسِيسُ: القليلُ من الطعامِ، وبهاءٍ: الخُبْزُ يُجَفَّفُ، ويُدَقُّ ويُشْرَبُ، والإِيكالُ بينَ الناسِ بالسِّعايَةِ.
والبُسُسُ، بضمتين: الأَسْوقَةُ المَلْتُوتَةُ، والنُّوقُ الآنِسَةُ، والرُّعاةُ.
وبَسْبَسَ: أسْرَعَ،
وـ بالغنمِ أو الناقةِ: دَعاها، فقال: بُسْ بُسْ،
وـ الناقةُ: دامَتْ على الشيء.
(وبُسَيْسٌ الجُهَنيُّ: صحابيٌّ) .
وتَبَسْبَسَ الماء: جرى.
والانْبِسَاسُ: الانْسِيَابُ.
وأبَسَّ بالمَعَزِ إبْساساً: أشْلاها إلى الماء.

خَضَدَ

خَضَدَ العُودَ رَطْباً أو يابساً يَخْضِدُهُ: كَسَرَهُ ولم يَبِنْ،
فانْخَضَدَ وتَخَضَّدَ، وقَطَعَهُ،
وـ البعيرُ عُنُقَ آخَرَ: ثَناهُ،
وـ الشَّجَرَ: قَطَعَ شَوْكَهُ،
وـ زَيْدٌ: أكَلَ أكْلاً شَديداً، أو شيئاً رَطْباً كالقِثَّاءِ والجَزَرِ.
والخَضَدُ، محركةً: ضُمورُ الثِّمارِ، وانْزِواؤُهُ، ووجَعٌ يُصيبُ الأَعضاءَ لا يَبْلُغُ أن يكونَ كسراً،
كالخَضادِ، بالفتح، وكُلُّ ما قُطعَ من عُودٍ رَطْبٍ، أو تكسَّرَ من شَجَرٍ،
كاليَخْضُودِ، ونَبْتٌ، والتَّوَهُّنُ، والضَّعْفُ في النَّباتِ. وككَتِفٍ: العاجِزُ عن النُّهوضِ،
كالمَخْضودِ. وكمِنْبَرٍ: الشَّديدُ الأَكْلِ. وكسَحابٍ: شَجَرٌ.
والأَخْضَدُ: المُتَثَنِّي، كالمُتَخَضِّدِ.
وأخْضَدَ المُهْرُ: جاذَبَ المِرْوَدَ نَشاطاً ومَرَحاً.
واخْتَضَدَ البعيرَ: خَطَمَهُ لِيَذِلَّ، ورَكِبَهُ،
وانْخَضَدَت الثِّمارُ: تَشَدَّخَتْ.
(خَضَدَ)
فِي إِسْلَامِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ «ثُمَّ قَالُوا السَّفَرُ وخَضْدُهُ» أَيْ تَعَبُه وَمَا أَصَابَهُ مِنَ الْإِعْيَاءِ. وَأَصْلُ الْخَضْدِ: كسْر الشَّيْءِ اللَّين مِنْ غَيْرِ إبانةٍ لَهُ. وَقَدْ يَكُونُ الخَضْد بِمَعْنَى القَطْع.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «تَقْطَع بِهِ دابِرَهم وتَخْضِدُ بِهِ شَوْكَتَهم» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «حَرامُها عِنْدَ أقْوام بِمَنْزِلَةِ السِّدْر الْمَخْضُود» أَيِ الَّذِي قُطِع شَوْكه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ظَبْيانَ «يُرَشِّحون خَضِيدَهَا» أَيْ يُصْلِحونه ويَقومون بِأَمْرِهِ. والخَضِيدُ فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.
وَفِي حَدِيثِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ «بالنِّعَم محفُود، وبالذَّنب مَخْضُودٌ» يُرِيدُ بِهِ هَاهُنَا أَنَّهُ مُنْقطع الحُجَّة كَأَنَّهُ مُنْكسر.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْأَحْنَفِ حِينَ ذَكَر الكُوفة فَقَالَ «تَأْتِيهِمْ ثِمَارُهُمْ لَمْ تُخْضَدْ» أَرَادَ أَنَّهَا تَأْتِيهِمْ بِطَرَاوَتِهَا لَمْ يُصِبْهَا ذُبُول وَلَا انْعِصَارٌ؛ لِأَنَّهَا تُحْمَل فِي الأنْهار الْجَارِيَةِ. وَقِيلَ صوابُهُ لَمْ تَخْضَدْ بِفَتْحِ التَّاءِ عَلَى أَنَّ الْفِعْلَ لَهَا، يُقَالُ خَضِدَتِ الثمرةُ تُخْضَدُ خَضَداً إِذَا غبَّت أَيَّامًا فَضَمُرَتْ وَانْزَوَتْ (هـ) وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «أَنَّهُ رَأَى رجُلا يُجِيد الأكْلَ فَقَالَ: إِنَّهُ لمِخْضَد» الْخَضْدُ: شِدَّةُ الْأَكْلِ وسُرْعتُه. ومِخْضَدٌ مِفْعَل مِنْهُ، كَأَنَّهُ آلَةٌ لِلْأَكْلِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ «أَنَّهُ قَالَ لعَمْرو بْنِ الْعَاصِ: إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ هَذَا لَمِخْضَدٌ» أَيْ يَأْكُلُّ بجفَاءٍ وسُرْعة.

ذَبَحَ

ذَبَحَ، كمنَعَ، ذَبْحاً وذُباحاً: شَقَّ، وفَتَقَ، ونَحَرَ، وخَنَقَ،
وـ الدَّنَّ: بَزَلَهُ،
وـ اللِّحْيَةُ فلاناً: سالَتْ تحْتَ ذَقَنِه، فَبَدا مُقَدَّمُ حَنَكِه، فهو مَذْبوحٌ بها.
والذِّبْحُ، بالكسر: ما يُذْبَحُ. وكصُرَدٍ وعِنَبٍ: ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ. وكصُرَدٍ: الجَزَرُ البَرِّيُّ، ونبتٌ آخَرُ.
والذَّبيحُ: المَذْبوحُ، وإسماعيلُ، عليه السلام،
"وأنا ابنُ الذَّبِيحَيْنِ": لأِن عبدَ المُطَّلِبِ لَزِمَه ذَبْحُ عبدِ اللَّهِ لنَذْرٍ، فَفَداهُ بِمِئَةٍ من الإِبِلِ، وما يَصْلُحُ أن يُذْبَحَ للنُّسُكِ.
واذَّبَحَ، كافْتَعَل: اتَّخَذَ ذَبيحاً.
وتَذابَحوا: ذَبَحَ بَعضُهم بعضاً.
والمَذْبَحُ: مكانهُ، وشَقٌّ في الأرضِ مِقدارُ الشِّبْرِ ونحوِه، وكمِنْبَرٍ: ما يُذْبَحُ به. وكزُنَّارٍ: شُقوقٌ في باطِنِ أصابعِ الرِّجْلَينِ، وقد يُخَفَّفُ. وكغُرابٍ: نَبْتٌ من السُّمومِ، ووجَعٌ في الحَلْقِ.
والمَذابِحُ: المَحاريبُ، والمَقاصيرُ، وبُيوتُ كُتُبِ النَّصارى، الواحِدُ: كمَسْكَنٍ.
والذَّابحُ: سِمَةٌ، أو مِيْسَمٌ يَسِمُ على الحَلْق في عُرْض العُنُقِ، وشَعرٌ يَنْبُتُ بينَ النَّصيلِ والمَذْبَحِ.
وسَعْدٌ الذَّابحُ: كوْكَبانِ نَيِّرانِ بينهما قِيدُ ذِراعٍ، وفي نحرِ أحدِهِما نَجْمٌ صغيرٌ لِقُرْبِه منه كأَنه يَذْبَحُه.
وذُبْحانُ، بالضم: د باليَمَنِ، واسْمُ جَماعةٍ، وجَدُّ والِدِ عُبَيْدِ بن عَمْرٍو الصَّحابِيِّ.
والتَّذْبِيحُ: التَّدْبيحُ.
والذُّبَحَةُ، كهُمَزَةٍ وعِنَبَة وكِسْرَة وصُبْرَةٍ وكِتابٍ وغُرابٍ: وجَعٌ في الحَلْقِ، أو دَمٌ يَخْنُقُ فَيَقْتُلُ.
(ذَبَحَ)
فِي حَدِيثِ الْقَضَاءِ «مَن وُلِّيَ قاضِياً فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سكِّين» مَعْنَاهُ التَّحذِيرُ مِنْ طلبِ القضَاءِ والحرْصِ عَلَيْهِ: أَيْ مَنْ تَصَدَّى للقَضاء وَتَوَلَّاهُ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلذَّبْحِ فَلْيَحْذَرْهُ. والذَّبْحُ هَاهُنَا مجازٌ عَنِ الهَلاك، فَإِنَّهُ مِنْ أسْرَع أَسْبَابِهِ. وَقَوْلُهُ بِغَيْرِ سِكِّينٍ يَحتمل وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنَّ الذَّبْحَ فِي العُرف إِنَّمَا يَكُونُ بِالسِّكِّينِ فعَدَل عَنْهُ ليُعْلَم أَنَّ الَّذِي أَرَادَ بِهِ مَا يُخافُ عَلَيْهِ مِنْ هَلَاكِ دِينِه دُون هلاكِ بَدنه. وَالثَّانِي أَنَّ الذَّبْحَ الَّذِي يقَعُ بِهِ راحةُ الذَّبيحة وخَلاصُها مِنَ الأَلَم إِنَّمَا يَكُونُ بِالسِّكِّينِ، فَإِذَا ذُبِحَ بِغَيْرِ السِّكِّينِ كَانَ ذَبْحه تَعْذِيبًا لَهُ، فضَرب بِهِ الْمَثَلَ لِيَكُونَ أبلَغَ فِي الْحَذَرِ وأشدَّ فِي التَّوَقِّي مِنْهُ.
وَفِي حَدِيثِ الضَّحية «فَدَعَا بِذِبْحٍ فَذَبَحَهُ» الذِّبْحُ بِالْكَسْرِ مَا يُذْبَحُ مِنَ الأضاحِيّ وَغَيْرِهَا مِنَ الْحَيَوَانِ، وَبِالْفَتْحِ الفعلُ نفسُه.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ ذَابِحَةٍ زَوجاً» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ: أَيْ أَعْطَانِي مِنْ كُلِّ مَا يجوزُ ذبْحُه مِنَ الإبلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَغَيْرِهَا زَوْجا، وَهِيَ فاعِلةٌ بِمَعْنَى مَفْعُوِلَةٍ. وَالرِّوَايَةُ المشهورةُ بالراءِ وَالْيَاءِ، مِنَ الرَّواح.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ ذَبَائِحِ الجنِّ» كَانُوا إِذَا اشْتَرَوْا دَارًا، أَوِ اسْتَخْرَجُوا عَينًا، أَوْ بَنَوْا بُنْيانا ذَبَحُوا ذَبِيحَةً مخافةَ أَنْ تُصيبَهم الجنُّ، فأضِيفت الذَّبَائِحُ إِلَيْهِمْ لِذَلِكَ.
وَفِيهِ «كلُّ شَيْءٍ فِي الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ» أَيْ ذَكِيّ لَا يَحْتَاجُ إِلَى الذَّبح.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرداء «ذَبْحُ الخَمْر المِلحُ والشمسُ والنّينانُ» النِينان جَمْعُ نونٍ وَهِيَ السمكةُ، وَهَذِهِ صِفةُ مُرِّىٍّ يُعْمل بِالشَّامِ؛ تُؤْخَذُ الخَمْر فَيُجْعَلُ فِيهَا الملحُ وَالسَّمَكُ، وتُوضع فِي الشَّمْسِ فتتغَيَّر الْخَمْرُ إِلَى طَعْمِ المُرِّيِّ فَتَسْتَحِيلُ عَنْ هَيْأَتِهَا كَمَا تَسْتحيل إِلَى الخَلِّيَّة. يَقُولُ: كَمَا أَنَّ المَيْتة حَرَامٌ والْمَذْبُوحَةُ حَلَالٌ، فَكَذَلِكَ هَذِهِ الْأَشْيَاءُ ذَبَحَتِ الْخَمْرَ فحلَّت، فَاسْتَعَارَ الذَّبْح لِلْإِحْلَالِ. والذَّبْحُ فِي الْأَصْلِ: الشَّقُّ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ عَادَ البَراء بْنَ مَعْرُور وأخذتْه الذُّبَحَة فأمَر مَن لَعَطَه بِالنَّارِ» الذُّبَحة بِفَتْحِ الْبَاءِ وَقَدْ تُسَكن: وجَع يَعْرِض فِي الحَلْق مِنَ الدَّمِ. وَقِيلَ هِيَ قُرْحَة تظْهر فِيهِ فيَنْسَدّ معها ويَنْقَطع النَّفَس فنَقْتُل.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ كوَى أسْعد بْنَ زُرارة فِي حَلْقِه مِنَ الذُّبَحَةِ» .
وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مُرَّة وشِعْره:
إِنِّي لأَحْسِبُ قولَه وفِعالَه ... يَوْماً وَإِنْ طالَ الزَّمانُ ذُبَاحاً
هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ. والذُّبَاحُ: القَتْل، وَهُوَ أَيْضًا نَبْت يَقْتُل آكلَه. وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ: ريَاحا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مَرْوَانَ «أتِيَ برجُل ارْتَدَّ عَنِ الإِسلام، فَقَالَ كَعْبٌ: أدْخِلوه المَذْبَحَ وضَعُوا التَّوْرَاةَ وحَلِّفُوه بِاللَّهِ» المَذْبَحُ واحدُ الْمَذَابِحِ، وَهِيَ المقاصِير. وَقِيلَ المَحاريب. وذَبَّحَ الرجُلُ:
إِذَا طَأطأ رأسَه لِلرُّكُوعِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ التَّذْبِيحِ فِي الصَّلَاةِ» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَشْهُورُ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.

ضَرَبَ

(ضَرَبَ)
قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ «ضَرْبُ الأمثالِ» وَهُوَ إعْتِبارُ الشَّيْءِ بِغَيْرِهِ وتَمْثِيلُه بِهِ. والضَّرْب: المِثَالُ.
وَفِي صِفَةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ «أَنَّهُ ضَرْبٌ مِنَ الرِّجال» هُوَ الْخَفِيفُ اللَّحْمِ الممشُوق المُسْتَدِقّ.
وَفِي رِوَايَةٍ «فَإِذَا رَجُلٌ مُضْطَرِبٌ، رَجْلُ الرأسِ» هُوَ مُفْتَعِل مِنَ الضَّرْب، والطاءُ بدلٌ من تاءِ الافتعال. (س) وَمِنْهُ فِي صِفَةِ الدَّجَّالِ «طُوَال ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ» .
(س) وَفِيهِ «لَا تُضْرَبُ أكْبادُ الْإِبِلِ إِلَّا إِلَى ثلاثةِ مَسَاجِدَ» أَيْ لَا تُرْكَب وَلَا يُسَار عَلَيْهَا. يُقَالُ ضَرَبْتُ فِي الْأَرْضِ، إِذَا سافَرْتَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «إِذَا كَانَ كَذَا ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بذَنَبِه» أَيْ أَسْرَعَ الذَّهَابَ فِي الْأَرْضِ فِراراً مِنَ الفِتَن.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّهري «لَا تَصلُح مُضَارَبَةُ مَنْ طُعْمَتُهُ حَرَامٌ» المُضَارَبَة: أَنْ تُعْطِي مَالًا لِغَيْرِكَ يَتَّجِر فِيهِ فَيَكُونُ لَهُ سهمٌ معلومٌ مِنَ الرِّبح، وَهِيَ مُفَاعَلة مِنَ الضَّرْب فِي الْأَرْضِ والسَّير فِيهَا لِلتِّجَارَةِ.
وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انطَلَق حَتَّى تَوَارى عنِّي فضَرَبَ الخلاءَ ثُمَّ جاءَ» يُقَالُ ذَهَبَ يَضْرِبُ الغائطَ. والخَلاءَ، والأرضَ، إِذَا ذَهَبَ لِقَضَاءِ الْحَاجَةِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَذْهَبُ الرَّجُلَانِ يَضْرِبَان الْغَائِطَ يَتَحَدَّثَانِ» .
وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ ضِرَاب الْجَمَلِ» هُوَ نَزْوُه عَلَى الأُنثى. وَالْمُرَادُ بِالنَّهْيِ مَا يُؤخَذُ عَلَيْهِ مِنَ الأجْرة، لَا عَنْ نَفْسِ الضِّرَاب. وتقديرهُ: نَهَى عَنْ ثَمَن ضِرَاب الْجَمَلِ، كنَهْيِهِ عَنْ عَسْب الْفَحْلِ: أَيْ عَنْ ثَمَنِهِ. يُقَالُ: ضَرَبَ الجملُ النَّاقَةَ يَضْرِبُها إِذَا نَزَا عَلَيْهَا. وأَضْرَبَ فلانٌ نَاقَتَهُ:
أَيْ أنْزَى الْفَحْلَ عَلَيْهَا.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «ضِرَاب الْفَحْلِ مِنَ السُّحْت» أَيْ أَنَّهُ حَرَامٌ. وَهَذَا عامٌّ فِي كُلِّ فَحْلٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الحجَّام «كَمْ ضَرِيبَتُكَ؟» الضَّرِيبَة: مَا يُؤدِّي الْعَبْدُ إِلَى سيِّده مِنَ الخَراج الْمُقَرَّرِ عَلَيْهِ، وَهِيَ فَعِيلة بِمَعْنَى مَفْعُوله، وتُجمع عَلَى ضَرَائِب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْإِمَاءِ «اللَّاتِي كَانَ عَلَيْهِنَّ لِمَوَالِيهِنَّ ضَرَائِب» .
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُها فِي الْحَدِيثِ مُفرداً وَمَجْمُوعًا.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ ضَرْبَة الغائِص» هُوَ أَنْ يَقُولَ الْغَائِصُ فِي الْبَحْرِ للتَّاجر: أغُوصُ غَوْصَةً، فَمَا أخْرَجْتُه فَهُوَ لَكَ بِكَذَا، نَهَى عَنْهُ لِأَنَّهُ غَرَرٌ. (هـ) وَفِيهِ «ذاكرُ اللَّهِ فِي الْغَافِلِينَ كَالشَّجَرَةِ الخَضْراء وَسَط الشَّجَرِ الَّذِي تَحات مِنَ الضَّرِيب» هُوَ الجَليدُ.
(هـ) وَفِيهِ «إنَّ المُسلم المُسَدِّد ليُدركُ دَرَجَةَ الصُّوامِ بِحُسْن ضَرِيبَتِهِ» أَيْ طَبِيعَته وسَجِيته.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ اضْطَرَبَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ» أَيْ أمَرَ أَنْ يُضْرَبَ لَهُ وَيُصَاغَ، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ الضَّرْب: الصِّيَاغَةُ، وَالطَّاءُ بَدَلٌ مِنَ التَّاءِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يَضْطَرِبُ بِنَاءً فِي المسجِد» أَيْ يَنصِبُهُ ويُقِيمهُ عَلَى أَوْتَادٍ مَضْرُوبَة فِي الأرضِ.
وَفِيهِ «حَتَّى ضَرَبَ الناسُ بِعَطَنٍ» أَيْ رَوِيت إبلُهُم حَتَّى بَرَكت وَأَقَامَتْ مَكَانَهَا.
وَفِيهِ «فضُرِبَ عَلَى آذَانِهم» هُوَ كنايةٌ عَنِ النَّوْمِ، وَمَعْنَاهُ حُجِب الصوتُ والحِسُّ أَنْ يَلِجَا آذانَهم فينتبِهوا، فَكَأَنَّهَا قَدْ ضُرِبَ عَلَيْهَا حِجَابٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ «ضُرِبَ عَلَى أصمِخَتهم فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أحدٌ» .
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «فأرَدْتُ أَنْ أَضْرِبَ عَلَى يَدِه» أَيْ أَعْقِدَ مَعَهُ البَيْع، لأنَّ مِنْ عَادَةِ المُتبَايعَين أَنْ يَضَعَ أَحَدُهُمَا يَدَهُ فِي يَدِ الْآخَرِ عِنْدَ عَقد التَّبايُع.
(س) وَفِيهِ «الصُّداع ضَرَبَانٌ فِي الصُّدغين» ضَرَبَ العرقُ ضَرَبَاناً وضَرْباً إِذَا تَحَرَّكَ بِقُوَّةٍ.
(س) وَفِيهِ «فضَرَبَ الدّهرُ مِنْ ضَرَبَانِهِ» وَيُرْوَى «مِنْ ضَرْبِهِ» أَيْ مَرَّ مِنْ مُرُورِهِ وَذَهَبَ بَعْضُهُ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «عَتَبُوا عَلَى عُثْمَانَ ضَرْبَةَ السّوطِ والعَصا» أَيْ كَانَ مَنْ قَبْله يَضْرِب فِي الْعُقُوبَاتِ بالدِّرّة والنَّعل، فَخَالفهم.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «إِذَا ذَهَبَ هَذَا وضُرَبَاؤُهُ» هُمُ الْأَمْثَالُ والنُّظَرَاء، واحدهم: ضَرِيب. (س) وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ «لأجزُرَنّك جَزْرَ الضَّرَب» هُوَ بِفَتْحِ الرَّاءِ: «الْعَسَلُ الْأَبْيَضُ الْغَلِيظُ. وَيُرْوَى بِالصَّادِ، وَهُوَ العسلُ الأحمرُ.

ضَفِرَ

(ضَفِرَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «إنَّ طَلْحَةَ نَازَعه فِي ضَفِيرَة كَانَ عليٌّ ضَفَرَهَا فِي وادٍ» الضَّفِيرَة: مِثْلُ المُسَنَّأة المُسْتَطيلة المعْمُولة بِالْخَشَبِ والحجارَة، وضَفْرُهَا عَمَلُها، مِنَ الضَّفْر وَهُوَ النَّسْجُ.
وَمِنْهُ ضَفْرُ الشَّعَر وإدْخال بعْضه فِي بَعْضٍ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «فقامَ عَلَى ضَفِيرَة السُّدَّة» وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «وأشارَ بِيَدِهِ وَرَاء الضَّفِيرَة» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ «إنِّي امرأةٌ أَشُدُّ ضَفْر رَأسي» أَيْ تَعْملُ شَعرها ضَفَائِر، وَهِيَ الذوائبُ المَضْفُورَة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «مَن عَقَصَ أَوْ ضَفَرَ فَعَليه الحلْقُ» يَعْنِي فِي الْحَجِّ. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعِيّ «الضَّافِر والمُلَبِّد والمُجِّمر عَلَيْهِمُ الحَلْق» .
(س) وَحَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أنَّه غَرَز ضَفْرَهُ فِي قَفَاه» أَيْ غَرَزَ طَرَفَ ضَفِيرَتِهِ فِي أصْلها.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا زَنَتِ الْأَمَةُ فَبِعْهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ» أَيْ حَبْل مَفتول مِنْ شَعَر، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ «مَا جَزَر عَنْهُ الماءُ فِي ضَفِير البحْر فكُله» أَيْ شَطِّه وَجَانِبِهِ.
وَهُوَ الضَّفِيرَة أَيْضًا.
(هـ) وَفِيهِ «مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ نَفْسٍ تَموتُ لَهَا عِنْدَ اللَّهِ خَيرٌ تُحِبُّ أَنْ تَرْجع إِلَيْكُمْ وَلَا تُضَافِرَ الدُّنيا، إلاَّ الْقَتِيلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يُحِب أَنْ يرجِعَ فيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرى» المُضَافَرَة:
المُعاودَة والمُلاَبسة: أَيْ لَا يُحِب مُعاودَة الدُّنيا ومُلاَبَسَتَها إلاَّ الشَّهيدُ.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «هُوَ عِنْدِي مُفَاعَلَةٌ، مِنَ الضَّفْزِ ، وَهُوَ الطَّفْرُ والوثوبُ فِي العَدْو. أَيْ لَا يَطْمَح إِلَى الدُّنْيَا وَلَا يَنْزُو إِلَى العَوْد إِلَيْهَا إِلَّا هُوَ» .
ذكَرَه الْهَرَوِيُّ بِالرَّاءِ، وَقَالَ: المُضَافَرَة بِالضَّادِ وَالرَّاءِ: التَّألُّبُ. وَقَدْ تَضَافَرَ القومُ وتظَافَرُوا، إِذَا تَأَلَّبُوا.
وَذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وَلَمْ يُقَيِّدْهُ، لَكِنَّهُ جَعَل اشتِقَاَقَه مِنَ الضَّفز ، وَهُوَ الطَّفْر والقَفْز، وَذَلِكَ بِالزَّايِ، وَلَعَلَّهُ يُقَالُ بِالرَّاءِ وَالزَّايِ، فإنَّ الْجَوْهَرِيَّ قَالَ فِي حَرْفِ الراءِ: «والضَّفْر: السَّعْي. وَقَدْ ضَفَرَ يَضْفِرُ ضَفْراً» والأشْبَه بِمَا ذهب إليه الزمخشري أنه بالزاي. (س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «مُضَافَرَة الْقَوْمِ» أَيْ مُعَاونَتُهم. وَهَذَا بِالرَّاءِ لَا شكَّ فِيهِ.

قَمَسَ

(قَمَسَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ رجَمَ رجُلاً ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ، وَقَالَ: إِنَّهُ الْآنَ لَيَنْقَمِس فِي رِياض الْجَنَّةِ» ورُوِي «فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ» يُقَالُ: قَمَسَه فِي الْمَاءِ فانْقَمَس: أَيْ غَمَسَه وغَطَّه. ويُروى بِالصَّادِّ وَهُوَ بِمَعْنَاهُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ وفْد مَذْحِج «فِي مَفازةٍ تُضْحِي أَعْلَامُهَا قامِساً، وَيُمْسِي سَرَابُهَا طَامِسًا» أَيْ تبدوا جِبالُها لِلْعَين ثُمَّ تَغِيب. وَأَرَادَ كلَّ عَلَم مِنْ أعْلامها، فَلِذَلِكَ أفْرَد الوَصْف وَلَمْ يَجْمَعْه.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «ذَكر سِيبَوَيْهِ أنَّ أَفْعَالًا تَكُونُ لِلْوَاحِدِ، وأنَّ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: هُوَ الأنْعام، واسْتَشْهد بِقَوْلِهِ تَعَالَى: «وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ» وَعَلَيْهِ جَاءَ قَوْلُهُ: تُضْحِي أعلامُها قامِسا» وَهُوَ هاهنا فاعل بمعنى مفعول. وَفِيهِ «لَقَدْ بَلَغَت كلماتُك قامُوسَ الْبَحْرِ» أَيْ وسَطه ومُعْظَمه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ، وسُئل عَنْ المدِّ والجَزْر فَقَالَ «مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بقامُوسِ الْبَحْرِ ، كلَّما وضَع رِجْله فَاضَ، فَإِذَا رفَعَها غَاضَ» أَيْ زَادَ ونَقص. وَهُوَ فاعُول، مِنَ القَمْس.

مِسْطَحٌ

(مِسْطَحٌ)
(س) فِيهِ «أَنَّ حَمَلَ بنَ مالكٍ قَالَ: كنتُ بَيْنَ امْرَأَتَيْنِ، فضَربتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِمِسْطَحٍ» المِسْطَحُ، بِالْكَسْرِ: عَمودُ الخَيْمة، وعْودٌ مِنْ عيدانِ الخِباءِ.
مِسْطَحٌ:
بالكسر ثم السكون، وفتح الطاء، وحاء مهملة، لغة في سطيحة الماء، والمسطح: عود من عيدان الخباء، والمسطح: حصير يصنع من خوص الدّوم، والمسطح: صفيحة عريضة من الصخر يحوّط عليها لماء السماء، والمسطح أيضا: مكان مستو يجفّف عليه التمر، ومسطح: اسم موضع في جبلي طيّء، وقال حاتم:
ليالي نمشي بين جوّ ومسطح ... نشاوى لنا من كل سائمة جزر
وقال امرؤ القيس:
ألا إن في الشعبين شعب بمسطح ... وشعب لنا في بطن بلطة زيمرا
وقال أيضا:
تظلّ لبوني بين جوّ ومسطح ... تراعي الفراخ الدارجات من الحجل

دعاء

بَاب الدُّعَاء بِالشَّرِّ

كشف الله بهجتك وأوهن كيدك واستأصل شأفتك وَقطع نظامك وأطفأ جمرتك وَأمكن من ناصيتك وَجعل دَائِرَة السوء عَلَيْك ومحق ذكره وَقطع أَثَره وأضرع خَدّه واتعس جده واراق دَمه وَتَركه جزرا للسباع وأباد الله خضراءه وهد الله رُكْنه وفت فِي عضده وَقطع دابره وخفض رايته وأسكت نأمته 

الحِزْبُ

الحِزْبُ، بالكسر: الوِرْدُ، والطَّائِفَةُ، والسِّلاحُ، وجَماعَةُ النَّاسِ.
والأَحْزَابُ: جَمْعُهُ، وجَمْعٌ كانوا تَأَلَّبُوا وتَظَاهَرُوا على حَرْبِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وجُنْدُ الرَّجُلِ، وأصْحابُهُ الذين على رَأيِهِ، و {إني أخافُ عليكم مِثْلَ يومِ الأَحْزَابِ} : هُمْ قومُ نوحٍ، وعادٌ وثَمُودُ، ومَنْ أَهْلَكَهُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِم.
وحازَبُوا وتَحَزَّبُوا: صاروا أحْزاباً، وقد حَزَّبْتُهُمْ تَحْزِيباً.
وحَزَبَهُ الأَمْرُ: نَابَهُ، واشْتَدَّ عَلَيه أو ضَغَطَهُ،
والاسمُ: الحُزَابَةُ، بالضم، (والحَزْبُ أيضاً، كالمَصْدَرِ) .
وأمْرٌ حازِبٌ وحَزِيبٌ: شَدِيدٌ، ج: حُزْبٌ.
والحَزَابِي، والحَزابِيَةُ، مُخَفَّفَتَيْنِ: الغَلِيظُ إلى القِصَرِ،
كالحِنْزابِ، بالكسر.
والحِزْبُ والحِزْباءَةُ، بكسرهما: الأَرْضُ الغَلِيظَةُ، ج: حِزْبَاءُ وحَزَابِيُّ.
وأبو حُزَابَةَ، بالضم: الوَلِيدُ بنُ نَهِيكٍ. وثَوَّابُ ابنُ حُزابَةَ: له ذِكْرٌ. وبالفتح: محمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ حَزَابَةَ المُحَدِّثُ. وكَتَنُّورٍ: اسمٌ.
وحازَبْتُه: كُنْتُ من حِزْبَهِ.
والحِنْزَابُ، بالكسر: الدِّيكُ، وجَزَرُ البَرِّ، وضَرْبٌ من القَطَا.
وذاتُ الحِنْزابِ: ع.
والحُنْزُوبُ، بالضم: نَباتٌ.

الحِنْزابُ

الحِنْزابُ، كَقِرْطاسٍ: الحمارُ المُقْتَدِرُ الخَلْقِ، والقَصِيرُ القَوِيُّ، أو العَريضُ، والغَليظُ، وجَماعَةُ القَطَا،
كالحُنْزُوبِ، بالضم، والدِّيكُ، وجَزَرُ البَرِّ، وهذا موضِعُ ذِكْرِهِ.

التِّبْرُ

التِّبْرُ، بالكسر: الذَّهَبُ، والفِضَّةُ، أو فُتاتُهُما قبلَ أنْ يُصاغَا، فإذا صِيغا فَهُما ذَهَبٌ وفِضَّةٌ، أو ما اسْتُخْرِجَ من المَعْدِنِ قَبْلَ أن يُصاغَ، ومُكسَّرُ الزُّجاجِ، وكُلُّ جَوْهَرٍ يُسْتَعْمَلُ من النُّحاسِ والصُّفْرِ، وبالفتح: الكسرُ، والإِهْلاكُ،
كالتَّتبيرِ فيهما، والفِعْلُ: كضَرَبَ. وكسَحابٍ: الهَلاكُ.
والتَّبْراءُ: الناقَةُ الحَسَنَةُ اللَّوْنِ.
والمَتْبُورُ: الهالِكُ.
وما أصَبْتُ منه تَبْريراً، بالفتح: شيئاً.
والتِّبْرِيَةُ، بالكسر: كالنُّخالَةِ تكونُ في أُصولِ الشَّعرِ.
وتَبِرَ، كفَرِحَ: هَلَكَ.
وأتْبَرَ عن الأَمْرِ: انتهى.
التِّبْرُ:
بلاد من بلاد السودان تعرف ببلاد التبر، وإليها ينسب الذهب الخالص، وهي في جنوب المغرب، تسافر التجار من سجلماسة إلى مدينة في حدود السودان يقال لها غاتة، وجهازهم الملح وعقد خشب الصنوبر، وهو من أصناف خشب القطران إلا أن رائحته ليست بكريهة، وهو إلى العطرية أميل منه إلى الزفر، وخرز الزجاج الأزرق وأسورة نحاس أحمر وحلق وخواتم نحاس لا غير، ويحملون منها الجمال الوافرة القوية أوقارها ويحملون الماء من بلاد لمتونة، وهم الملثمون، وهم قوم من بربر المغرب في الروايا والأسقية ويسيرون فيرون المياه فاسدة مهلكة ليس لها من صفات الماء إلا التّميّع، فيحملون الماء من بلاد لمتونة ويشربون ويسقون جمالهم، ومن أول ما يشربونها تتغيّر أمزجتهم ويسقمون، خصوصا من لم يتقدم له عادة بشربه، حتى يصلوا إلى غانة بعد مشاقّ عظيمة، فينزلون فيها ويتطيّبون ثم يستصحبون الأدلّاء ويستكثرون من حمل المياه ويأخذون معهم جهابذة وسماسرة لعقد المعاملات بينهم وبين أرباب التبر، فيمرون بطريقهم على صحارى فيها رياح السموم تنشف المياه داخل الأسقية فيتحيلون بحمل الماء فيها ليرمّقوا به، وذلك أنهم يستصحبون جمالا خالية لا أوقار عليها يعطشونها قبل ورودهم على الماء نهارا وليلا ثم يسقونها نهلا وعللا إلى أن تمتلئ أجوافها ثم تسوقها الحداة، فإذا نشف ما في أسقيتهم واحتاجوا إلى الماء نحروا جملا وترمّقوا بما في بطنه وأسرعوا السير حتى إذا وردوا مياها أخر ملأوا منها أسقيتهم وساروا مجدّين بعناء شديد حتى يقدموا الموضع الذي يحجز بينهم وبين أصحاب التبر، فإذا وصلوا ضربوا طبولا معهم عظيمة تسمع من الأفق الذي يسامّت هذا الصنف من السودان، ويقال:
إنهم في مكامن وأسراب تحت الأرض عراة لا يعرفون سترا كالبهائم مع أن هؤلاء القوم لا يدعون تاجرا يراهم أبدا، وإنما هكذا تنقل صفاتهم، فإذا علم التجار أنهم قد سمعوا الطبل أخرجوا ما صحبهم من
البضائع المذكورة فوضع كل تاجر ما يخصّه من ذلك، كل صنف على جهة، ويذهبون عن الموضع مرحلة، فيأتي السودان ومعهم التبر فيضعون إلى جانب كل صنف منها مقدارا من التبر وينصرفون، ثم يأتي التجار بعدهم فيأخذ كل واحد ما وجد بجنب بضاعته من التبر، ويتركون البضائع وينصرفون بعد أن يضربوا طبولهم، وليس وراء هؤلاء ما يعلم، وأظنّ أنه لا يكون ثم حيوان لشدة إحراق الشمس، وبين هذه البلاد وسجلماسة ثلاثة أشهر، وقال ابن الفقيه:
والذهب ينبت في رمل هذه البلاد كما ينبت الجزر، وإنه يقطف عند بزوغ الشمس، قال: وطعام أهل هذه البلاد الذرة والحمص واللوبيا، ولبسهم جلود النمور لكثرة ما عندهم.

حَسَرَهُ

حَسَرَهُ يحسُرُهُ ويحسِرُهُ حَسْراً: كشَفهُ،
وـ الشيءُ حُسوراً: انكشفَ،
وـ البصرُ يَحْسِرُ حُسُوراً: كَلَّ وانقطعَ من طولِ مَدًى، وهو حَسيرٌ ومحسورٌ،
وـ الغُصنَ: قَشَرهُ،
وـ البعيرَ: ساقَهُ حتى أعياهُ،
كأَحْسَرَهُ،
وـ البيتَ: كنسهُ. وكفرحَ عليه حَسْرَةً وَحَسَراً: تَلَهَّفَ، فهو حسيرٌ. وكضربَ وفرحَ: أعيا،
كاسْتَحْسَرَ، فهو حَسيرٌ
ج: حَسْرَى.
والحَسيرُ: فرَسُ عبدِ اللهِ بنِ حَيَّانَ، والبعيرُ المُعْيِي، ج: حَسْرَى.
والمَحْسِرُ: المَخْبَرُ، وتفتح سِينهُ، والوجْهُ، والطبيعةُ. وكمُعَظَّمٍ: المُؤْذَى المحقَّرُ. وكسحاب: نَبْتٌ يُشْبهُ الجَزَرَ أو الحُرْفَ.
والمِحْسَرَةُ: المِكنسةُ.
والحاسِرُ: من لا مِغْفَرَ له ولا دِرعَ، أو لا جُنَّةَ له، وفَحْلٌ عَدَلَ عن الضِّرابِ.
والتَّحْسِيرُ: الإِيقاعُ في الحَسْرَةِ، وسُقوطُ رِيش الطائِرِ، والتَّحْقيرُ، والإِيذاءُ.
وبَطْنُ مُحَسِّرٍ: قُرْبَ المُزْدَلِفَةِ، وكذا قيسُ بنُ المُحَسِّرِ الصحابِيُّ.
وتَحَسَّرَ: تَلَهَّفَ،
وـ وَبَرُ البعيرِ: سَقَطَ من الإِعْيَاءِ،
وـ الجَارِيَةُ: صارَ لحمُها في مواضِعِهِ،
وـ البَعيرُ: سَمَّنَهُ الربِيعُ حتى كثُرَ شَحْمُهُ وتَمَكَ سَنَامُهُ، ثم رُكِبَ أياماً فَذَهَبَ رَهَلُ لَحْمِهِ، واشْتَدَّ ما تَزَيَّمَ منه في مَواضِعِهِ.

كلخ

كلخ: كلخة مؤنث الذي جمعه كلوخ: نبات الحلتيت. قِنّة جنس نبات من فصيلة الخيميات وباللاتينية ( Ferula) ( فوك، الكالا) و (دومب 70): ويذكر ديسقوريدوس (الثالثة 84:) إنه الخلباني (باليونانية) ويذكر ابن البيطار (الجزء الرابع 37): شبيهة في شكلها بالقنا وهو الكلخ وهو باليونانية خلباني وفي موضع آخر النبات المسمى نرقس وهو الكلخ؛ (1، 225) وكذلك (في 1، 205) وجد المدلّسون السبيل إلى تدليسه بغير
ما نوع من الكلوخ وكذلك (3:2) القنا وهو الكلخ عمد العامة؛ البكري 39، 3، 71، 12 ابن العوام 722:2، 10 كارتاس 5:14، 19، 2) هو نوع من الأشق.
حلبينة (صمغ راتينجي) وهي الكلمة التي يذكر المعجم اللاتيني العربي إنها ترجمة صمغ الكلخ أو، بالأحرى، صمغ النشادر (أنظر المستعيني في مادة وشق: وهو صمغ الكلخ، ومعجم المنصوري): اشق هو صمغ صنف من الكلوخ يجلب إلى المغرب ومَنْ زعم إنه صمغ الكلخ نفسه فقد أخطأ ويقال نبات الكلخ، (دافيدسن 23: الكلخ نبات يشبه الشمار ولبّة (والشمار هو ما يدعى Fennel بالإنكليزية) ومنه اشتق الصمغ النشادري. ومن هنا أطلق عليه، في مصر، اسم الكلخ أي الصمغ النشادري الذي ذكرناه آنفاً (ابن البيطار 388:2).
الكلخ: (باللاتينية Arundo) أي القصب البري. (فوك) وعند (الكالا): canvera التي تعني المعنى نفسه.
الكلخ: الحشيشة الزجاج (نبات عشبي ينمو قرب الجدران): وهي باللاتينية: Parietaria diffusa Mert et Koch وبالقشنالية (الكالا) csna roya yerva اعتمدت فيما ذكرته هنا، وفي ما يلي ذلك، على كولميرو.
الكلخ: باللاتينية Onopordon Acanthium وبالقشتالية (الكالا) Tova cona.
الكلخ: الرازيانج (براكس R. d. O. A:352:8) .
الكلخ الدلبي: ويسمى في غرناطة: Heracleum Sphondylium ( ابن البيطار 454:1 و242).
الكلخي= العود الهندي (ابن بطوطة 167:6) وربما تدعى باليونانية الأوّية. د كَليخة: خيميات، صيوانيات (فصيلة من ذوات الفلقتين فيها الجزر والكمون والكزبرة) (براكس R. d. O. a 250:8 ولعلها كُليخة: نبات القنة الصغيرة).

خَزَرُ

خَزَرُ:
بالتحريك، وآخره راء، وهو انقلاب في الحدقة نحو اللّحاظ، وهو أقبح الحال: وهي بلاد الترك خلف باب الأبواب المعروف بالدّربند قريب من سدّ ذي القرنين، ويقولون: هو مسمى بالخزر ابن يافث بن نوح، عليه السلام، وقال في كتاب العين: الخزر جيل خزر العيون، وقال دعبل بن عليّ يمدح آل عليّ، رضي الله عنه:
وليس حيّ من الأحياء نعرفه ... من ذي يمان، ولا بكر، ولا مضر
إلا وهم شركاء في دمائهم، ... كما تشارك أيسار على جزر
قتل وأسر وتحريق ومنهبة، ... فعل الغزاة بأهل الروم والخزر
وقال أحمد بن فضلان رسول المقتدر إلى الصقالبة في رسالة له ذكر فيها ما شاهده بتلك البلاد فقال: الخزر اسم إقليم من قصبة تسمّى إتل، وإتل اسم لنهر يجري إلى الخزر من الروس وبلغار، وإتل مدينة، والخزر اسم المملكة لا اسم مدينة، والإتل قطعتان: قطعة على غربي هذا النهر المسمّى إتل وهي أكبرهما، وقطعة على شرقيّه، والملك يسكن الغربي منهما، ويسمى الملك بلسانهم ويلك ويسمّى أيضا باك، وهذه القطعة الغربية مقدارها في الطول نحو فرسخ ويحيط بها سور إلّا أنه مفترش البناء، وأبنيتهم خركاهات
لبود إلّا شيء يسير بني من طين، ولهم أسواق وحمّامات، وفيها خلق كثير من المسلمين يقال إنهم يزيدون على عشرة آلاف مسلم ولهم نحو ثلاثين مسجدا، وقصر الملك بعيد من شطّ النهر، وقصره من آجر وليس لأحد بناء من آجر غيره، ولا يمكّن الملك أن يبنى بالآجر غيره، ولهذا السور أربعة أبواب:
أحدها يلي النهر وآخرها يلي الصحراء على ظهر هذه المدينة، وملكهم يهوديّ، ويقال: إنّ له من الحاشية نحو أربعة آلاف رجل، والخزر مسلمون ونصارى وفيهم عبدة الأوثان، وأقل الفرق هناك اليهود على أن الملك منهم، وأكثرهم المسلمون والنصارى إلّا أنّ الملك وخاصته يهود، والغالب على أخلاقهم أخلاق أهل الأوثان، يسجد بعضهم لبعض عند التعظيم، وأحكام مصرهم على رسوم مخالفة للمسلمين واليهود والنصارى، وجريدة جيش الملك اثنا عشر ألف رجل، فإذا مات منهم رجل أقيم غيره مقامه، فلا تنقص هذه العدة أبدا، وليست لهم جراية دائرة إلّا شيء نزر يسير يصل إليهم في المدة البعيدة إذا كان لهم حرب أو حزبهم أمر عظيم يجمعون له، وأما أبواب أموال صلات الخزر فمن الأرصاد وعشور التجارات على رسوم لهم من كل طريق وبحر ونهر، ولهم وظائف على أهل المحالّ والنواحي من كل صنف مما يحتاج إليه من طعام وشراب وغير ذلك، وللملك تسعة من الحكام من اليهود والنصارى والمسلمين وأهل الأوثان، إذا عرض للناس حكومة قضى فيها هؤلاء، ولا يصل أهل الحوائج إلى الملك نفسه وإنما يصل إليه هؤلاء الحكام، وبين هؤلاء الحكام وبين الملك يوم القضاء سفير يراسلونه فيما يجري من الأمور ينهون إليه ويردّ عليهم أمره ويمضونه.
وليس لهذه المدينة قرى إلّا أن مزارعهم مفترشة، يخرجون في الصيف إلى المزارع نحوا من عشرين فرسخا فيزرعون ويجمعونه إذا أدرك بعضه إلى النهر وبعضه إلى الصحاري فيحملونه على العجل والنهر، والغالب على قوتهم الأرز والسمك وما عدا ذلك مما يوجد عندهم يحمل إليهم من الروس وبلغار وكويابه، والنصف الشرقي من مدينة الخزر فيه معظم التجار والمسلمون والمتاجر، ولسان الخزر غير لسان الترك والفارسية ولا يشاركه لسان فريق من الأمم، والخزر لا يشبهون الأتراك، وهم سود الشعور، وهم صنفان: صنف يسمون قراخزر، وهم سمر يضربون لشدة السمرة إلى السواد كأنهم صنف من الهند، وصنف بيض ظاهر والجمال والحسن، والذي يقع من رقيق الخزر وهم أهل الأوثان الذين يستجيزون بيع أولادهم واسترقاق بعضهم لبعض، فأما اليهود والنصارى فإنهم يدينون بتحريم استرقاق بعضهم بعضا مثل المسلمين.
وبلد الخزر لا يجلب منه إلى البلاد شيء، وكل ما يرتفع منه إنما هو مجلوب إليه مثل الدقيق والعسل والشمع والخز والأوبار. وأما ملك الخزر فاسمه خاقان، وإنه لا يظهر إلّا في كلّ أربعة أشهر متنزها، ويقال له خاقان الكبير ويقال لخليفته خاقان به، وهو الذي يقود الجيوش ويسوسها ويدبر أمر المملكة ويقوم بها ويظهر ويغزو وله تذعن الملوك الذين يصاقبونه، ويدخل في كل يوم إلى خاقان الأكبر متواضعا يظهر الإخبات والسكينة ولا يدخل عليه إلّا حافيا وبيده حطب، فإذا سلم عليه أوقد بين يديه ذلك الحطب، فإذا فرغ من الوقود جلس مع الملك على سريره عن يمينه، ويخلفه رجل يقال له كندر خاقان ويخلف هذا أيضا رجل يقال له جاويشغر، ورسم الملك الأكبر أن لا يجلس للناس ولا يكلمهم ولا يدخل عليه أحد
غير من ذكرنا، والولايات في الحل والعقد والعقوبات وتدبير المملكة على خليفته خاقان به، ورسم الملك الأكبر إذا مات أن يبنى له دار كبيرة فيها عشرون بيتا ويحفر له في كل بيت منها قبر وتكسر الحجارة حتى تصير مثل الكحل وتفرش فيه وتطرح النورة فوق ذلك، وتحت الدار والنهر نهر كبير يجري، ويجعلون النهر فوق ذلك القبر ويقولون حتى لا يصل إليه شيطان ولا إنسان ولا دود ولا هوام، وإذا دفن ضربت أعناق الذين يدفنونه حتى لا يدرى أين قبره من تلك البيوت، ويسمى قبره الجنّة، ويقولون: قد دخل الجنة، وتفرش البيوت كلها بالديباج المنسوج بالذهب.
ورسم ملك الخزر أن يكون له خمس وعشرون امرأة، كل امرأة منهن ابنة ملك من الملوك الذين يحاذونه يأخذها طوعا أو كرها، وله من الجواري السراري لفراشه ستون، ما منهن إلا فائقة الجمال، وكل واحدة من الحرائر والسراري في قصر مفرد لها قبة مغشاة بالساج، وحول كل قبة مضرب، ولكل واحدة منهن خادم يحجبها، فإذا أراد أن يطأ بعضهن بعث إلى الخادم الذي يحجبها فيوافي بها في أسرع من لمح البصر حتى يجعلها في فراشه ويقف الخادم على باب قبة الملك، فإذا وطئها أخذ بيدها وانصرف ولم يتركها بعد ذلك لحظة واحدة. وإذا ركب هذا الملك الكبير ركب سائر الجيوش لركوبه، ويكون بينه وبين المواكب ميل، فلا يراه أحد من رعيته إلّا خرّ لوجهه ساجدا له لا يرفع رأسه حتى يجوزه.
ومدة ملكهم أربعون سنة، إذا جاوزها يوما واحدا قتلته الرعية وخاصته وقالوا: هذا قد نقص عقله واضطرب رأيه. وإذا بعث سرية لم تولّ الدّبر بوجه ولا بسبب، فإن انهزمت قتل كل من ينصرف إليه منها، فأما القواد وخليفته فمتى انهزموا أحضرهم وأحضر نساءهم وأولادهم فوهبهم بحضرتهم لغيرهم وهم ينظرون وكذلك دوابهم ومتاعهم وسلاحهم ودورهم، وربما قطع كل واحد منهم قطعتين وصلبهم، وربما علقهم بأعناقهم في الشجر، وربما جعلهم إذا أحسن إليهم ساسة.
ولملك الخزر مدينة عظيمة على نهر إتل، وهي جانبان:
في أحد الجانبين المسلمون وفي الجانب الآخر الملك وأصحابه، وعلى المسلمين رجل من غلمان الملك يقال له خز، وهو مسلم، وأحكام المسلمين المقيمين في بلد الخزر والمختلفين إليهم في التجارات مردودة إلى ذلك الغلام المسلم، لا ينظر في أمورهم ولا يقضي بينهم غيره، وللمسلمين في هذه المدينة مسجد جامع يصلون فيه الصلاة ويحضرون فيه أيام الجمع، وفيه منارة عالية وعدة مؤذنين، فلما اتصل بملك الخزر في سنة 310 أن المسلمين هدموا الكنيسة التي كانت في دار البابونج أمر بالمنارة فهدمت وقتل المؤذنين وقال: لولا أني أخاف أن لا يبقى في بلاد الإسلام كنيسة إلا هدمت لهدمت المسجد. والخزر وملكهم كلهم يهود، وكان الصقالبة وكل من يجاورهم في طاعته، ويخاطبهم بالعبودية ويدينون له بالطاعة، وقد ذهب بعضهم إلى أن يأجوج ومأجوج هم الخزر.

خُوزِسْتانُ

خُوزِسْتانُ:
بضم أوله، وبعد الواو الساكنة زاي، وسين مهملة، وتاء مثناة من فوق، وآخره نون:
وهو اسم لجميع بلاد الخوز المذكورة قبل هذا،
واستان كالنسبة في كلام الفرس، قال شاعر يهجوهم:
بخوزستان أقوام ... عطاياهم مواعيد
دنانيرهم بيض ... وأعراضهم سود
وقال المضرّجي بن كلاب السعدي أحد بني الحارث بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم شهدوا وقائع المهلّب بن أبي صفرة للخوارج فقال:
ألا يا من لقلب مستجنّ ... بخوزستان قد ملّ المزونا
لهان على المهلّب ما ألاقي، ... إذا ما راح مسرورا بطينا
ألا ليت الرياح مسخّرات ... لحاجتنا، يرحن ويغتدينا
قال أبو زيد: وليس بخوزستان جبال ولا رمال إلا شيء يسير يتاخم نواحي تستر وجنديسابور وناحية إيذج وأصبهان، وأما أرض خوزستان فأشبه شيء بأرض العراق وهوائها وصحتها، فإن مياهها طيبة جارية ولا أعرف بجميع خوزستان بلدا ماؤهم من الآبار لكثرة المياه الجارية بها، وأما تربتها فإن ما بعد عن دجلة إلى ناحية الشمال أيبس وأصحّ، وما كان قريبا من دجلة فهو من جنس أرض البصرة في السّبخ وكذلك في الصحة، قال: وليس بخوزستان موضع يجمد فيه الماء ويروح فيه الثلج، ولا تخلو ناحية من نواحيها المنسوب إليها من النخل، وهي وخمة والعلل بها كثيرة خصوصا في الغرباء المتردّدين إليها، وأما ثمارهم وزروعهم فإن الغالب على نواحي خوزستان النخل ولهم عامة الحبوب من الحنطة والشعير والأرز فيخبزونه وهو لهم قوت كرستاق كسكر من واسط، وفي جميع نواحيها أيضا قصب السكر إلا أن أكثره بالمسرقان ويرفع جميعه إلى عسكر مكرم، وليس في قصبة عسكر مكرم شيء كثير من قصب السكر وكذلك بتستر والسوس وإنما يحمل إليها القصب من نواح أخر، والذي في هذه الثلاثة بلاد إنما يكون بحسب الأكل لا أن يستعصر منه سكر، وعندهم عامّة الثمار إلّا الجوز وما لا يكون إلا ببلاد الصّرود.
وأما لسانهم فإن عامتهم يتكلمون بالفارسية والعربية، غير أن لهم لسانا آخر خوزيّا ليس بعبراني ولا سرياني ولا عربي ولا فارسي، والغالب على أخلاق أهلها سوء الخلق والبخل المفرط والمنافسة فيما بينهم في النزر الحقير، والغالب على ألوانهم الصّفرة والنّحافة وخفّة اللحى ووفور الشعر، والضخامة فيهم قليل، وهذه صفة لعامّة بلاد الجروم، والغالب عليهم الاعتزال، وفي كورهم جميع الملل، وتتصل زاوية خوزستان هذه بالبحر فيكون له هور، والهور كالنهر يندّ من البحر ضاربا في الأرض تدخله سفن البحر إذا انتهت إليه، فإنه يعرض وتجتمع مياه خوزستان بحصن مهدي وتنفصل منه إلى البحر فتتصل به ويعرض هناك حتى ينتهي في طرفه المدّ والجزر ثم يتسع حتى لا يرى طرفاه، قالوا: وغزا سابور ذو الأكتاف الجزيرة وآمد وغير ذلك من المدن الرومية فنقل خلقا من أهلها فأسكنهم نواحي خوزستان فتناسلوا وقطنوا بتلك الديار، فمن ذلك الوقت صار نقل الديباج التّستري وغيره من أنواع الحرير بتستر والخزّ بالسوس والسّتور والفرش ببلاد بصنا ومتّوث إلى هذه الغاية، والله أعلم.

ثَايِب

ثَايِب
من (ث و ب) بتسهيل الهمزة الراجع والتائب إلى الله، والمال الكثير المجتمع، والريح الشديدة تهب قبل المطر والماء المتخلف عن البحر بعد الجزر.

ارم

ارم

1 أَرَمَهُ, (S, Har p. 99,) aor. ـِ inf. n. أَرْمٌ, (S,) He took away, or removed, its أَرُومَةٌ, or أَصْل: (Har ubi suprà:) [he extirpated it; eradicated it:] he ate it. (S.) You say, أَرَمَتِ السَّائِمَةُ المَرْعَي, aor. as above, The pasturing beasts consumed, or made an end of, the pasturage, not leaving of it anything. (AHn, M.) And أَرَمَ مَا عَلَى

الخِوَانِ, (T,) or المَائِدَةِ, (Th, M, K,) aor. as above, (M,) He ate what was on the table, (Th, T, M, K,) not leaving anything. (K.) And أَرَمَتْهُمُ السَّنَةُ, (AHeyth, T, M, K,) aor. ـُ (so in the T, as on the authority of AHeyth,) inf. n. as above, (M,) The year of dearth, or drought, or sterility, extirpated them; (T;) or devoured them; (AHeyth, T;) or cut them off. (M, K.) And أَرَمَتِ السَّنَةُ بِأَمْوَالِنَا The year of dearth, or drought, or sterility, devoured everything [of our property or cattle]. (S.) And أَرَمَتِ الأَرْضُ المَيِّتَ The earth consumed the dead body. (T.) A2: أَرِمَ المَالُ, aor. ـَ The property, or cattle, perished, or came to nought. (TA.) إِرْمٌ: see إِرَمٌ.

أَرِمٌ [part. n. of أَرِمَ]. You say أَرْضُ أَرِمَةٌ, meaning Land upon which rain has not fallen for a long time: (T:) or land which does not give growth to anything. (TA.) [Not to be confounded with آرِمَهٌ, q. v.]

A2: See also what next follows.

إِرَمٌ (T, S, M, K) and ↓ أَرِمٌ, (M, K,) like كَتِفٌ, (K,) or ↓ إِرْمٌ, (so in a copy of the M,) and ↓ إِرَمِىٌّ and ↓ أَرَمِىٌّ, (M, K,) from Lh, (TA,) or ↓ أَرْمِىٌّ, from Lh, (so in a copy of the M,) and ↓ إِرْمِىٌّ, from Lh, (TA,) and يَرَمِىٌّ, (M, K,) from Lh, (TA,) and أَيْرَمِىٌّ, (T, K,) A sign, or mark, set up to show the way; (M, K;) stones set up as a sign, or mark, to show the way in the desert: (S:) or particularly one belonging to [the tribe of]' Ád: (M, K:) accord. to ISh, the إِرَم is [a thing] like a man in a standing posture upon the head of a hill, whereby one is directed to the right way, and whereby the land is marked, composed of stones set one upon another, and is only the work of the Muslims, and such is made by people in the present day, upon the road: (T:) or such as was made by the people in the time of ignorance, who were accustomed, when they found a thing in their way and could not take it with them, to leave upon it some stones, whereby to know it, until, when they returned, they took it: (TA:) the pl. [of pauc.] is آرَامٌ and [of mult.] أُرُومٌ (ISh, T, S, M, K:) or أُرُومٌ signifies the graves, or sepulchres, of [the tribe of]' Ád. (M, K.) A2: [إِرَمٌ in the phrase إِرَمُ ذَاتُ العِمَادِ (see art. عمد) is a proper name; but whether of a place, or a tribe, or an individual, is disputed: it is commonly believed to be the name of The terrestrial paradise of Sheddád the son of 'Ád: see Bd lxxxix. 6.]

أَرْضٌ أَرْمَآءُ Land in which there is not a root, or stock, of a tree; as though it were ↓ مَأْرُومَة [or extirpated]: (O:) or land in which neither root nor branch is left; as also ↓ مَأْرُومَةٌ. (M, K.) أَرْمِىٌّ and إِرْمِىٌّ and أَرَمِىٌّ and إِرَمِىٌّ: see إِرَمٌ.

أَرُومٌ: see what next follows.

أَرُومَةٌ (T, M, K) and أُرُومَةٌ, (M, K,) the latter of the dial. of Temeem, (TA,) or this is not allowable, (T,) or ↓ أَرُومٌ, (S,) or this is the pl., (M, K,) [or a coll. gen. n.,] The root, or base, or lowest part, syn. أَصْل, (T, S, M, K,) of a tree (T, S) of any kind; (T;) and of a horn: (S:) or, of a tree, [or plant, the root-stock, or rhizoma, or] the part from which branch off the عُرُوق [or roots properly so called]. (K in art. عرق. [See an instance of its use voce جَنْبَةٌ; another, voce جِنْثٌ; and another, voce جَزَرٌ.]) b2: And [hence,] (assumed tropical:) The origin, or stock, of a man: (TA:) (tropical:) The origin of حَسَب [or grounds of pretension to respect or honour, &c.]. (Har p. 99.) سَنَةٌ آرِمَةٌ (S, K, TA [in the CK, erroneously, اَرِمَةٌ]) An extirpating year of dearth or drought or sterility: (S:) or a year of dearth &c. cutting off people. (K.) أَرْضٌ مَأْرُومَةٌ: see أَرْمَآءُ, in two places.

أُباغُ

أُباغُ:
بضم أوله وآخره غين معجمة: إن كان عربيّا فهو مقلوب من بغى يبغي بغيا، وباغ فلان على فلان، إذا بغى. وفلان ما يباغ عليه، ويقال: إنه لكريم ولا يباغ، وأنشدوا:
إما تكرّم إن أصبت كريمة، ... فلقد أراك، ولا تباغ، لئيما
فهذا من: تباغ أنت، وأباغ أنا، فعل لم يسمّ فاعله.
وقرأت بخطّ أبي الحسن بن الفرات، وسمّي حجر آكل المرار، لأن امرأته هندا سباها الحارث بن جبلة الغسّاني، وكان أغار على كندة، فلما انتهى بها إلى عين أباغ، هكذا قال أبو عبيدة أباغ، بضم الهمزة، وقال الأصمعي: أباغ، بالفتح، وقال عبد الرحمن بن حسّان:
هنّ أسلاب يوم عين أباغ، ... من رجال سقوا بسمّ ذعاف
وقالت ابنة فروة بن مسعود ترثي أباها، وكان قد قتل بعين أباغ:
بعين أباغ قاسمنا المنايا، ... فكان قسيمها خير القسيم
وقالوا: سيّدا منكم قتلنا، ... كذاك الرّمح يكلف بالكريم
هكذا الرواية: في البيت الأول بالفتح، وفي الثاني بالضم، آخر خطّ ابن الفرات. قال أبو الفتح التميمي النّسّاب: كانت منازل إياد بن نزار بعين أباغ، وأباغ رجل من العمالقة نزل ذلك الماء فنسب إليه.
قال: وعين أباغ ليست بعين ماء، وإنما هو واد وراء الأنبار على طريق الفرات إلى الشام، وقيل في قول أبي نواس:
فما نجدت بالماء حتّى رأيتها، ... مع الشمس في عيني أباغ، تغور
حكي أنه قال: جهدت على أن تقع في الشعر عين أباغ، فامتنعت عليّ، فقلت: عيني أباغ ليستوي الشعر. وقوله: تغور أي تغرب فيها الشمس، لأنها لما كانت تلقاء غروب الشمس جعلها تغور فيها. وكان عندها في الجاهلية يوم لهم بين ملوك غسّان ملوك الشام، وملوك لخم ملوك الحيرة، قتل فيه المنذر ابن المنذر بن امرئ القيس اللخمي، فقال الشاعر:
بعين أباغ قاسمنا المنايا، ... فكان قسيمها خير القسيم
وقد أسقط النابغة الذّبياني الهمزة من أوله، فقال يمدح آل غسّان:
يوما حليمة كانا من قديمهم، ... وعين باغ فكان الأمر ما ائتمرا
يا قوم! إن ابن هند غير تارككم، ... فلا تكونوا لأدنى وقعة جزرا

أَوْقَحُ

أَوْقَحُ:
بالقاف، والحاء المهملة: ماء بالشّراج شراج بني جذيمة بن عوف بن نصر، وقال أبو محمد الأعرابي:
نزلت أمّ الضّحّاك الضّبابية بناس من بني نصر فقروها ضيحا، وذبحوا حمارا، وطبخوا لها جردانه فأكلت وجعلت ترتاب بطعامها ولا تدري ما هو، فأنشأت تقول:
سرت بي فتلاء الذراعين حرّة ... إلى ضوء نار، بين أوقح والغرّ
سرت ما سرت من ليلها ثم عرّست ... إلى كلفيّ، لا يضيف ولا يقري
قعدت طويلا ثم جئت بمذقة، ... كماء السّلا، بعد التبرّض والنّزر
فقلت اهرقنها يا خبيث، فإنّها ... قرى مفلس بادي الشّرارة والغدر
إذا بتّ بالنّصريّ ليلا، فقل له: ... تأمّل أو انظر ما قراك الذي تقري
أرأس حمار أم فراسن ميتة، ... وكلّ بزعم أن غيرك لا يدري؟
وقد كتبنا هذه الأبيات في الجزر على غير هذه الرواية.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.