Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بدلة

خَسَقَ 

(خَسَقَ) الْخَاءُ وَالسِّينُ وَالْقَافُ لَيْسَ أَصْلًا ; لِأَنَّ السِّينَ فِيهِ مُــبْدَلَةٌ مِنَ الزَّاءِ، وَإِنَّمَا يُغَيَّرُ اللَّفْظُ لِيُغَيَّرَ بَعْضُ الْمَعْنَى. فَالْخَازِقُ مِنَ السِّهَامِ: الَّذِي يَرْتَزُّ إِذَا أَصَابَ الْهَدَفَ. وَالْخَاسِقُ: الَّذِي يَتَعَلَّقُ وَلَا يَرْتَزُّ. وَيَقُولُونَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهِ - إِنَّ النَّاقَةَ الْخَسُوقَ السَّيِّئَةُ الْخُلُقُ.

حَبَجَ 

(حَبَجَ) الْحَاءُ وَالْبَاءُ وَالْجِيمُ لَيْسَ عِنْدِي أَصْلًا يُعَوَّلُ عَلَيْهِ وَلَا يُفَرَّعُ مِنْهُ، وَمَا أَدْرِي مَا صِحَّةُ قَوْلِهِمْ: حَبَجَ الْعَلَمُ بَدَا، وَحَبَجَتِ النَّارُ: بَدَتْ بَغْتَةً. وَحَبِجَتِ الْإِبِلُ، إِذَا أَكَلَتِ الْعَرْفَجَ فَاشْتَكَتْ بُطُونَهَا، كُلُّ ذَلِكَ قَرِيبٌ فِي الضَّعْفِ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ. وَأَمَّا حَبَجَ بِهَا، فَالْجِيمُ مُــبْدَلَةٌ مِنْ قَافٍ. 

حَتَا 

(حَتَا) الْحَاءُ وَالتَّاءُ وَالْهَمْزَةُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ لَيْسَتْ أَصْلًا، وَأَظُنُّهَا مِنْ بَابِ الْإِبْدَالِ وَأَنَّهَا مُــبْدَلَةٌ مِنْ كَافٍ. يَقُولُونَ أَحْتَأْتُ الثَّوْبَ إِحْتَاءً، إِذَا فَتَلْتَهُ. ظَنًّا أَنَّهُ مِنَ الْإِبْدَالِ فَمِنْ أَحَكَأْتُ الْعُقْدَةَ. وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُ ذَلِكَ. وَيَقُولُ. . .

تَلَعَ 

(تَلَعَ) التَّاءُ وَاللَّامُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الِامْتِدَادُ وَالطُّولُ صُعُدًا. يُقَالُ: أَتْلَعَتِ الظَّبْيَةُ إِذَا سَمَتْ بِجِيدِهَا. قَالَ:

ذَكَرْتُكِ لَمَّا أَتْلَعَتْ مِنْ كِنَاسِهَا ... وَذِكْرُكِ سَبَّاتٌ إِلَيَّ عَجِيبُ

وَجِيدٌ تَلِيعٌ، أَيْ طَوِيلٌ. قَالَ الْأَعْشَى:

يَوْمَ تُبْدِي لَنَا قُتَيْلَةُ عَنْ جِي ... دٍ تَلِيعٍ تَزِينُهُ الْأَطْوَاقُ

وَالْأَتْلَعُ: الطَّوِيلُ الْعُنُقِ. وَيُقَالُ تَتَالَعَ فِي مِشْيَتِهِ إِذَا مَدَّ عُنُقَهُ. وَلَزِمَ فُلَانٌ مَكَانَهُ فَمَا تَتَلَّعَ، إِذَا لَمْ يُرِدِ الْبَرَاحَ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

فَوَرَدْنَ وَالْعَيُّوقُ مَقْعَدَ رَابِئِ ال ... ضُّرَبَاءِ خَلْفَ النَّجْمِ لَا يَتَتَلَّعُ

وَمُتَالِعٌ: جَبَلٌ. وَيُقَالُ إِنَّ التَّلِعَ الْكَثِيرُ التِ حَوْلَهُ. وَمِنَ الْبَابِ تَلَعَ النَّهَارُ وَأَتْلَعَ، إِذَا انْبَسَطَ. قَالَ: كَأَنَّهُمْ فِي الْآلِ إِذْ تَلَعَ الضُّحَى ... سُفُنٌ تَعُومُ قَدْ أُلْبِسَتْ أَجْلَالًا

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ هُوَ تَلِعٌ إِلَى الشَّرِّ، فَمُمْكِنٌ أَنَّ يَكُونَ مِنْ هَذَا ; لِأَنَّهُ يَسْتَشْرِفُ لِلشَّرِّ أَبَدًا. وَمُمْكِنٌ أَنْ تَكُونَ اللَّامُ مُــبْدَلَةً مِنَ الرَّاءِ، وَهُوَ التَّرِعُ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ. وَالتَّلْعَةُ: أَرْضٌ مُرْتَفِعَةٌ غَلِيظَةٌ، وَرُبَّمَا كَانَتْ عَرِيضَةً، يَتَرَدَّدُ فِيهَا السَّيْلُ ثُمَّ يُدْفَعُ مِنْهَا إِلَى تَلْعَةٍ أَسْفَلَ مِنْهَا. وَهِيَ مَكْرَمَةٌ مِنَ الْمَنَابِتِ. قَالَ النَّابِغَةُ:

عَفَا حُسُمٌ مِنْ فَرْتِنَا فَالْفَوَارِعُ ... فَجَنْبَا أَرِيكٍ فَالتِّلَاعُ الدَّوَافِعُ

أَجَحَ 

(أَجَحَ) الْهَمْزَةُ وَالْجِيمُ وَالْحَاءُ فَرْعٌ لَيْسَ بِأَصْلٍ، وَذَلِكَ أَنَّ الْهَمْزَةَ فِيهِ مُــبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ، فَالْأُجَاحُ: السِّتْرُ، وَأَصْلُهُ وُجَاحٌ. وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْوَاوِ.

أَخَوَ 

(أَخَوَ) الْهَمْزَةُ وَالْخَاءُ وَالْوَاوُ لَيْسَ بِأَصْلٍ، لِأَنَّ الْهَمْزَةَ عِنْدَنَا مُــبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ، وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي كِتَابِ الْوَاوِ بِشَرْحِهَا، وَكَذَلِكَ الْآخِيَّةُ. 

أَرَثَ 

(أَرَثَ) الْهَمْزَةُ وَالرَّاءُ وَالثَّاءُ تَدُلُّ عَلَى قَدْحِ نَارٍ أَوْ شَبِّ عَدَاوَةٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: أَرَّثْتُ النَّارَ، أَيْ: قَدَحْتُهَا. قَالَ عَدِيٌّ:

وَلَهَا ظَبْيٌ يُوَرِّثُهَا ... عَاقِدٌ فِي الْجِيدِ تِقْصَارًا

وَالِاسْمُ الْأُرْثَةُ. وَفِي الْمَثَلِ: " النَّمِيمَةُ أُرْثَةُ الْعَدَاوَةِ ". قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: الْإِرَاثُ مَا ثَقَبْتَ بِهِ النَّارَ. قَالَ وَالتَّأَرُّثُ الِالْتِهَابُ. قَالَ شَاعِرٌ:

فَإِنَّ بِأَعْلَى ذِي الْمَجَازَةِ سَرْحَةً ... طَوِيلًا عَلَى أَهْلِ الْمَجَازَةِ عَارُهَا

وَلَوْ ضَرَبُوهَا بِالْفُؤُوسِ وَحَرَّقُوا ... عَلَى أَصْلِهَا حَتَّى تَأَرَّثَ نَارُهَا

وَيُقَالُ: أَرِّثْ نَارَكَ تَأْرِيثًا. فَأَمَّا الْأُرْثَةُ فَالْحَدُّ. وَ [أَمَّا الْإِرْثُ فَ] لَيْسَ مِنَ الْبَابِ لِأَنَّ الْأَلِفَ مُــبْدَلَةٌ عَنْ وَاوٍ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي بَابِهِ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ نَعْجَةٌ أَرْثَاءُ فَهِيَ الَّتِي اشْتَعَلَ بَيَاضُهَا فِي سَوَادِهَا، وَهُوَ مِنَ الْبَابِ. وَيُقَالُ لِذَلِكَ الْأُرْثَةُ، وَكَبْشٌ آرَثُ. 

أَسَنَ 

(أَسَنَ) الْهَمْزَةُ وَالسِّينُ وَالنُّونُ أَصْلَانِ، أَحَدُهُمَا تَغَيُّرُ الشَّيْءِ، وَالْآخَرُ السَّبَبُ. فَأَ [مَّا ا] لْأَوَّلُ فَيُقَالُ: أَسَنَ الْمَاءُ يَأْسِنُ وَيَأْسُنُ.: إِذَا تَغَيَّرَ. هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ، وَقَدْ يُقَالُ: أَسِنَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} [محمد: 15] . وَأَسِنَ الرَّجُلُ: إِذَا غُشِيَ عَلَيْهِ مِنْ رِيحِ الْبِئْرِ. وَهَاهُنَا كَلِمَتَانِ مَعْلُولَتَانِ لَيْسَتَا بِأَصْلٍ، إِحْدَاهُمَا الْأُسُنُ وَهُوَ بَقِيَّةُ الشَّحْمِ، وَهَذِهِ هَمْزَةٌ مُــبْدَلَةٌ مِنْ عَيْنٍ، إِنَّمَا هُوَ عُسُنٌ، وَالْأُخْرَى قَوْلُهُمْ تَأَسَّنَ تَأَسُّنًا: إِذَا اعْتَلَّ وَأَبْطَأَ. وَعِلَّةُ هَذِهِ أَنَّ أَبَا زَيْدٍ قَالَ: إِنَّمَا هِيَ تأَسَّرَ تَأَسُّرًا، فَهَذِهِ عِلَّتُهَا. وَالْأَصْلُ الْآخَرُ قَوْلُهُمُ الْآسَانُ: الْحِبَالُ. قَالَ:

وَقَدْ كُنْتُ أَهْوَى النَّاقِمِيَّةَ حِقْبَةً ... فَقَدْ جَعَلَتْ آسَانُ بَيْنٍ تَقَطَّعُ

وَاسْتُعِيرَ هَذَا فِي قَوْلِهِمْ: هُوَ عَلَى آسَانٍ مِنْ أَبِيهِ، أَيْ: طَرَائِقَ.

أَكَنَ 

(أَكَنَ) الْهَمْزَةُ وَالْكَافُ وَالنُّونُ لَيْسَتْ أَصْلًا، وَذَلِكَ أَنَّ الْهَمْزَةَ فِيهِ مُــبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ. وَالْأَصْلُ وُكْنَةٌ، وَهُوَ عُشُّ الطَّائِرِ. وَقَدْ ذُكِرَ فِي كِتَابِ الْوَاوِ.

أَكَدَ 

(أَكَدَ) الْهَمْزَةُ وَالْكَافُ وَالدَّالُ لَيْسَتْ أَصْلًا، لِأَنَّ الْهَمْزَةَ مُــبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ، يُقَالُ: وَكَّدْتُ الْعَقْدَ. وَقَدْ ذُكِرَ فِي بَابِهِ. 

بَخَرَ 

(بَخَرَ) الْبَاءُ وَالْخَاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهِيَ رَائِحَةٌ أَوْ رِيحٌ تَثُورُ. مِنْ ذَلِكَ الْبُخَارِ، وَمِنْهُ الْبَخُورُ بِفَتْحِ الْبَاءِ، وَكَانَ ثَعْلَبٌ يَقُولُ: عَلَى وَزْنِ فَعُولٍ مِثْلَ الْبَرُودِ وَالْوَجُورِ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلسَّحَائِبِ الَّتِي تَأْتِي قَبْلَ الصَّيْفِ بَنَاتُ بَخْرٍ فَلَيْسَ مِنَ الْبَابِ، وَذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ الْبَاءَ مُــبْدَلَةٌ مِنْ مِيمٍ، وَالْأَصْلُ مَخْرٌ. وَقَدْ ذُكِرَ قِيَاسُهُ فِي بَابِهِ بِشَوَاهِدِهِ.

بَدَغَ 

(بَدَغَ) الْبَاءُ وَالدَّالُ وَالْغَيْنُ، لَيْسَتْ فِيهِ كَلِمَةٌ أَصْلِيَّةٌ، لِأَنَّ الدَّالَ فِي أَحَدِ أُصُولِهَا مُــبْدَلَةٌ مِنْ طَاءٍ، وَهُوَ قَوْلُهُمْ بَدِغَ الرَّجُلُ: إِذَا تَلَطَّخَ بِالشَّرِّ، وَهُوَ بَدِغٌ مِنَ الرِّجَالِ. وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ فِي الْأَصْلِ طَاءٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي بَابِهِ (بَطَغَ) . وَبَقِيَتْ كَلِمَتَانِ مَشْكُوكٌ فِيهِمَا: إِحْدَاهُمَا قَوْلُهُمُ الْبَدَغُ التَّزَحُّفُ عَلَى الْأَرْضِ. وَالْأُخْرَى قَوْلُهُمْ: إِنَّ بَنِي فُلَانٍ لَبَدِغُونَ: إِذَا كَانُوا سِمَانًا حَسَنَةً أَحْوَالُهُمْ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّةِ ذَلِكَ.

بَدَحَ 

(بَدَحَ) الْبَاءُ وَالدَّالُ وَالْحَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ تُرَدُّ إِلَيْهِ فُرُوعٌ مُتَشَابِهَةٌ، وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَكُلُّهُ مَحْمُولٌ عَلَى غَيْرِهِ أَوْ مُبْدَلٌ مِنْهُ. فَأَمَّا الْأَصْلُ فَاللِّينُ وَالرَّخَاوَةُ وَالسُّهُولَةُ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

كَأَنَّ أَتِيَّ السَّيْلِ مَدَّ عَلَيْهِمُ ... إِذَا دَفَعَتْهُ فِي الْبَدَاحِ الْجَراشِعُ

ثُمَّ اشْتُقَّ مِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ لِلْمَرْأَةِ الْبَادِنِ الضَّخْمَةِ بَيْدَحٌ. قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

أَغَارُ عَلَى نَفْسِي لِسَلْمَةَ خَالِيًا ... وَلَوْ عَرَضَتْ لِي كُلُّ بَيْضَاءَ بَيْدَحِ

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: الْبَدْحَاءُ مِنَ النِّسَاءِ الْوَاسِعَةُ الرُّفْغِ. قَالَ:

بَدْحَاءَ لَا يَسْتُرُهُ فَخْذَاهَا

يُقَالُ: بَدَحَتِ الْمَرْأَةُ [وَ] تَبَدَّحَتْ: إِذَا حَسُنَتْ مِشْيَتُهَا. قَالَ الشَّاعِرُ:

يَبْدَحْنَ فِي أَسْوُقٍ خُرْسٍ خَلَاخِلُهَا ... مَشْيَ الْمِهَارِ بِمَاءٍ تَتَّقِي الْوَحَلَا

وَقَالَ آخَرُ:

يَتْبَعْنَ سَدْوَ رَسْلَةٍ تَبدَّحُ ... يَقُودُهَا هَادٍ وَعَيْنٌ تَلْمَحُ

تَبَدَّحَ: تَبَسَّطَ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُ الْخَلِيلِ: [الْبَدْحُ] ضَرْبُكَ بِشَيْءٍ فِيهِ رَخَاوَةٌ، كَمَا تَأْخُذُ بِطِّيخَةً فَتَبْدَحُ بِهَا إِنْسَانًا. وَتَقُولُ: رَأَيْتُهُمْ يَتَبَادَحُونَ بِالْكُرِينَ وَالرُّمَّانِ وَنَحْوِ ذَلِكَ عَبَثًا. فَهَذَا الْأَصْلُ الَّذِي هُوَ عُمْدَةُ الْبَابِ.

وَأَمَّا الْكَلِمَاتُ الْأُخَرُ فَقَوْلُهُمْ: بَدَحَهُ الْأَمْرُ، وَإِنَّمَا هِيَ حَاءٌ مُــبْدَلَةٌ مِنْ هَاءٍ، وَالْأَصْلُ بَدَهَهُ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمُ ابْتَدَحْتَ الشَّيْءَ: إِذَا ابْتَدَأْتَ بِهِ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِكَ، إِنَّمَا هُوَ فِي الْأَصْلِ ابْتَدَعْتَ وَاخْتَلَقْتَ. قَالَ الشَّاعِرُ:

يَا أَيُّهَا السَّائِلُ بِالْجَحْجَاحِ ... لَفِي مُرَادٍ غَيْرَ ذِي ابْتِدَاحِ

وَكَذَلِكَ الْبَدْحُ، وَهُوَ الْعَجْزُ عَنِ الْحَمَالَةِ إِذَا احْتَمَلَهَا الْإِنْسَانُ، وَكَذَلِكَ عَجْزُ الْبَعِيرِ عَنْ حَمْلِ حِمْلِهِ. قَالَ الشَّاعِرُ:

وَكَايِنْ بِالْمَعْنِ مِنْ أَغَرَّ سَمَيْدَعٍ ... إِذَا حُمِّلَ الْأَثْقَالَ لَيْسَ بِبَادِحِ

فَهَذَا مِنَ الْعَيْنِ، وَهُوَ الْإِبْدَاعُ الَّذِي مَضَى ذِكْرُهُ، إِذَا كَلَّ وَأَعْيَا. فَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ:

بِالْهَجْرِ مِنْ شَعْثَاءَ وَالْ ... حَبْلِ الَّذِي قَطَعَتْهُ بَدْحَا

فَهُوَ مِنَ الْهَاءِ، كَأَنَّهَا فَاجَأَتْ بِهِ مِنَ الْبَدِيهَةِ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ. وَأَمَّا الَّذِي حَكَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ بَدَحْتُهُ بِالْعَصَا، أَيْ: ضَرَبْتُهُ بِهَا، فَمَحْمُولٌ عَلَى قَوْلِهِمْ: بَدَحْتُهُ بِالرُّمَّانِ وَشِبْهِهَا، وَالْأَصْلُ ذَاكَ. 

بَعَطَ 

(بَعَطَ) الْبَاءُ وَالْعَيْنُ وَالطَّاءُ لَيْسَ بِأَصْلٍ، وَذَلِكَ أَنَّ الطَّاءَ فِي أَبْعَطَ مُــبْدَلَةٌ مِنْ دَالٍ. يُقَالُ: أَبْعَطَ فِي السَّوْمِ، مِثْلَ أَبْعَدَ. 

بُوقٌ 

(بُوقٌ) الْبَاءُ وَالْوَاوُ وَالْقَافُ لَيْسَ بِأَصْلٍ مُعَوَّلٍ عَلَيْهِ، وَلَا فِيهِ عِنْدِي كَلِمَةٌ صَحِيحَةٌ. وَقَدْ ذَكَرُوا أَنَّ الْبُوقَ الْكَذِبُ وَالْبَاطِلُ. وَذَكَرُوا بَيْتًا لِحَسَّانَ:

إِلَّا الَّذِي نَطَقُوا بُوقًا وَلَمْ يَكُنِ

وَهَذَا إِنْ صَحَّ فَكَأَنَّهُ حِكَايَةُ صَوْتٍ.

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: بَاقَتْهُمْ بَائِقَةٌ وَهِيَ الدَّاهِيَةُ تَنْزِلُ، فَلَيْسَتْ أَصْلًا، وَأُرَاهَا مُــبْدَلَةً مِنْ جِيمٍ، وَالْبَائِجَةُ كَالْفَتْقِ وَالْخَلَلِ. وَقَدْ ذُكِرَ فِيمَا مَضَى.

تَرَّ 

(تَرَّ) التَّاءُ وَالرَّاءُ قَرِيبٌ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ. وَفِيهِ مِنَ اللُّغَةِ الْأَصْلِيَّةِ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ، وَهُوَ قَوْلُهُمْ بَدَنٌ ذُو تَرَارَةٍ، إِذَا كَانَ ذَا سِمَنٍ وَبَضَاضَةٍ. وَقَدْ تَرَّ.

قَالَ الشَّاعِرُ:

وَنُصْبِحُ بِالْغَدَاةِ أَتَرَّ شَيْءٍ ... وَنُمْسِي بِالْعَشِيِّ طَلَنْفَحِينَا

وَأَمَّا التَّرَاتِرُ فَالْأُمُورُ الْعِظَامُ، وَلَيْسَتْ [أَصْلًا] ; لِأَنَّ الرَّاءَ مُــبْدَلَةٌ مِنْ لَامٍ.

وَقَوْلُهُمْ تَرَّتِ النَّوَاةُ مِنْ مِرْضَاحِهَا تَتِرُّ، فَهَذَا قَرِيبٌ مِمَّا قَبْلَهُ. وَكَذَلِكَ الْخَيْطُ الَّذِي يُسَمَّى " التُّرَّ " وَهُوَ الَّذِي يَمُدُّهُ الْبَانِي، فَلَا يَكَادُ مِثْلُهُ يَصِحُّ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْأُتْرُورَ: الْغُلَامُ الصَّغِيرُ. وَلَوْلَا وِجْدَانُنَا ذَلِكَ فِي كُتُبِهِمْ لَكَانَ الْإِعْرَاضُ عَنْهُ أَصْوَبَ. وَكَيْفَ يَصِحُّ شَيْءٌ يَكُونُ شَاهِدُهُ مِثْلَ هَذَا الشِّعْرِ:

أَعُوذُ بِاللَّهِ وَبِالْأَمِيرِ ... مِنْ عَامِلِ الشُّرْطَةِ وَالْأُتْرُورِ

وَمَثَلُهُ مَا حُكِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ: تَرَّ الرَّجُلُ عَنْ بِلَادِهِ: تَبَاعَدَ. وَأَتَرَّهُ الْقَضَاءُ: أَبْعَدَهُ.

قَيَلَ 

(قَيَلَ) الْقَافُ وَالْيَاءُ وَاللَّامُ أَصْلُ كَلِمِهِ الْوَاوُ، وَإِنَّمَا كُتِبَ هَاهُنَا لِلَّفْظِ. فَالْقَيْلُ: الْمَلِكُ مِنْ مُلُوكِ حِمْيَرٍ، وَجَمْعُهُ أَقْيَالٌ. وَمَنْ جَمَعَهُ عَلَى الْأَقْوَالِ فَوَاحِدُهُمْ قَيَّلٌ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ. وَالْقِيلُ وَالْقَالُ، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُمَا اسْمَانِ لَا مَصْدَرَانِ. وَاقْتَالَ عَلَى فُلَانٍ ; إِذَا تَحَكَّمَ. وَمَعْنَاهُ عِنْدَنَا أَنَّهُ يُشَبَّهُ بِالْمَلِكِ الَّذِي هُوَ قَيْلٌ. قَالَ: وَمَاءُ سَمَاءٍ كَانَ غَيْرَ مَحَمَّةٍ ... وَمَا اقْتَالَ فِي حُكْمٍ عَلَيَّ طَبِيبُ

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ الْقَيْلُ: شُرْبُ نِصْفِ النَّهَارِ. وَالْقَائِلَةُ: نَوْمُ نِصْفِ النَّهَارِ. وَقَوْلُهُمْ: تَقَيَّلَ فُلَانٌ أَبَاهُ: أَشْبَهَهُ، إِنَّمَا الْأَصْلُ تَقَيَّضَ، وَاللَّامُ مُــبْدَلَةٌ مِنْ ضَادٍ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُمَا كَانَا فِي الشَّبَهِ قَيْضَيْنِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.