Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بدء

بِدْء

بِدْء
الجذر: ب د أ

مثال: أَلْقَى خطابه في بِدْء الاحتفال
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لأن الكلمة بهذا الضبط لم ترد في المعاجم.

الصواب والرتبة: -أَلْقى خطابه في بَدْء الاحتفال [فصيحة]
التعليق: الموجود في المعاجم ضبط الباء بالفتح، ففي اللسان: افعله بَدْءًــا، وأول بَدْء .. وباديَ بَدْء.

البدء

الــبدء: ظُهُور الرَّأْي بعد أَن لم يكن.
الــبدء:
[في الانكليزية] Beginning
[ في الفرنسية] Commencement
بسكون الدال المهملة في اللغة افتتاح الشيء. وأهل الحديث يقولون بدينا بمعنى بدأنا كذا في بعض اللغات، وكذا في البداية على ما في كنز اللغات. والبداية عند الصوفية التحقّق بالأسماء والصفات وهو البرزخ الأول من برازخ الإنسان.
(الــبدء) أول كل شَيْء يُقَال فعلته بدءــا وبدء بَدْء وَأول بَدْء وَيُقَال فعله عودا وبدءــا وعودا على بَدْء فعله مرّة بعد أُخْرَى وَرجع عوده على بدئه فِي الطَّرِيق الَّذِي جَاءَ مِنْهُ وَالسَّيِّد الأول فِي السِّيَادَة والشاب الْعَاقِل المستجاد الرَّأْي وَخير نصيب من الذَّبِيحَة (ج) أبداء وبدوء
(البداء) (انْظُر بَدو)

بدء

بدء


بَدَأَ(n. ac. بَدْء)
a. [acc.
or
Bi], Began, commenced.
b. Brought to light, invented, created.
c. [Min], Went abroad, travelled.
بَدَّأَa. Gave precedence to.
b. Appreciated.
c. see I (a)
أَبْدَأَa. see I (b)
إِبْتَدَأَ
a. [Bi], Began, commenced.
مَبْدَأ
(pl.
مَبَاْدَئُ)
a. Origin, principle, axiom.
b. Cause.

بَدَاْءَة
بِدَاْءَةa. Commencement, outset. — [ coll.

بِدَاية ].
مُبْدِى^
a. Creator, originator, founder.

مُبْتَدَأ
a. Inchoative, inceptive.

بَدْ^ بَدْأَة إِبْتِدَآء
a. Beginning, commencement.

إِبْتِدَآئيّ
a. Primal, initial.
b. Heading, first (proposition).

البدء والتاريخ

الــبدء والتاريخ
للشيخ، الإمام، أبي زيد: أحمد بن سهل البلخي.
المتوفى: سنة أربعين وثلاثمائة.
وهو كتاب مفيد، مهذب، عن خرافات العجائز، وتزاوير القصاص، لأنه تتبع فيه صحاح الأسانيد في مبدأ الخلق، ومنتهاه.
فابتدأ بذكر: حدود النظر، والجدل، وإثبات القديم.
ثم ذكر: ابتداء الخلق، وقصص الأنبياء - عليهم السلام -، وأخبار الأمم، وتواريخ الملوك والخلفاء، إلى زمانه.
في: ثلاثة وعشرين فصلا.
وهو في مجلد واحد.

بدأ

بدأ: {بادئ}: أول. و {بادي}: ظاهر.
ب د أ: (بَدَأَ) بِهِ ابْتَدَأَ. وَ (بَدَأَهُ) فَعَلَهُ ابْتِدَاءً وَ (بَدَأَ) اللَّهُ الْخَلْقَ وَ (أَبْدَأَهُمْ) بِمَعْنًى وَبَابُ الثَّلَاثَةِ قَطَعَ. وَ (الْبَدِيءُ) بِوَزْنِ الْبَدِيعِ الْبِئْرُ الَّتِي حُفِرَتْ فِي الْإِسْلَامِ وَلَيْسَتْ بِعَادِيَّةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «حَرِيمُ الْبِئْرِ الْبَدِيءِ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا» . 
(بدأ) - في حَديثِ سَعيد بِن المُسيَّب في حَرِيم البِئْر: "البَدِىء خَمسٌ وعِشْرُون ذِرَاعًا".
البَدِىءُ: التي ابتُدِأَت فحُفِرت في الإِسلام في أرض مَواتٍ، ولم تَكُن عادِيَّةً.
- في الحديث: "أَنَّ عائِشةَ، رضِى الله عَنْها، قالت في اليَومِ الذي بُدِىءَ فيه رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وارَأْساه".
قال الأَصَمَعِىّ: يقال: مَتَى بُدِىء فُلانٌ؟ أي مَتَى مَرِض، ويقال ذلك للذى ماتَ: مَتَى بُدِىء أي: مَتَى مَرِض؟
بدأ
يقال: بَدَأْتُ بكذا وأَبْدَأْتُ وابْتَدَأْتُ، أي:
قدّمت، والــبَدْءُ والابتداء: تقديم الشيء على غيره ضربا من التقديم. قال تعالى: وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ [السجدة/ 7] ، وقال تعالى:
كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ [العنكبوت/ 20] ، اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ [يونس/ 34] ، كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ [الأعراف/ 29] .
ومَبْدَأُ الشيء: هو الذي منه يتركب، أو منه يكون، فالحروف مبدأ الكلام، والخشب مبدأ الباب والسرير، والنواة مبدأ النخل، يقال للسيد الذي يبدأ به إذا عدّ السادات: بَدْءٌ.
والله هو المُبْدِئُ المعيد ، أي: هو السبب في المبدأ والنهاية، ويقال: رجع عوده على بدئه، وفعل ذلك عائدا وبادئا، ومعيدا ومبدئا، وأَبْدَأْتُ من أرض كذا، أي: ابتدأت منها بالخروج، وقوله تعالى: بَادِئ الرأْي [هود/ 27] أي: ما يبدأ من الرأي، وهو الرأي الفطير، وقرئ: بادِيَ
بغير همزة، أي:
الذي يظهر من الرأي ولم يروّ فيه، وشيء بَدِيءٌ:
لم يعهد من قبل كالبديع في كونه غير معمول قبل.
والبُدْأَةُ: النصيب المبدأ به في القسمة ، ومنه قيل لكل قطعة من اللحم عظيمة بدء.
ب د أ

بدأ الله الخلق وابتدأه، وكان ذلك في بدء الإسلام ومبتدإ الأمر. وافعل هذا بدأ وباديء بدء وبادىء بدىء. وافعله بدأً ما تريد أول شيء. وهاتها من ذي تبدئت أي أعد الكلمة أو القصة من أولها. وأبدأ في الأمر وأعاد، والله المبديء المعيد، وفلان ما يبدىء وما يعيد إذا لم يكن له حيلة. قال عبيد:

أقفر من أهله عبيد ... فاليوم لا يبدى ولا يعيد

وفعله عوداً وبدأً وعوداً على بدء، وفي عودته وبدأته. واكتريت للبدأة بكذا، وللرجعة بكذا وأنت في بدأتك أحسن حالاً منك في مرجعك. وأمر بديء: عجيب. وبدءــوا بفلان: قدموه. ومنه: هو بدء بني فلان لسيدهم ومقدمهم، وهم بدأة قومهم لخيارهم. قال سويد بن أبي كاهل:

أبت لي عبس أن أسام دنية ... وسعد وذبيان الهجان وعامر

وحي كرام بدأة من هوازن ... لهم في الملمات الأنوف الفواخر

وخذ أبداء الجزور وبدوءها وهي خير أعضائها.

قال نهشل بن حرى:

ترك البدوء من الجزور لأهلها ... وأحال ينقي مخة العرقوب

وبدأ يفعل كذا نحو أنشأ يفعل. وأبدأت من أرض إلى أخرى، ومن أين أبدأت وبئر بدىء: حديدة الحفر ليست بعادية. وفعل هذا باديء الرأي.
بدأ: بدأ بفلان: هاجم فلاناً قبل أن يهاجم غيره (النويري، أسبانيا 447 - بدأ بامرأة: كان أول من افترعها. ويقال في المعنى نفسه: بدأت بامرئ (معجم بدرون) - ويتعدى بدأ إلى المفعول الأول ثم يتعدى بالباء بعده ففي دي ساسي مختارات (2: 240): ولا تبدأه بأخبار عن شيء حتى يكون هو السائل له. وفي معجم بدرون: بدأها بذكر سهيل. وفي كليلة ودمنة 165: وإنما بدأتك بما بدأتك به إرادة ... الخ.
أبدأ، يقال: أبدأ في ذلك وأعاد: كرر ذلك مرات (هوجفلايت 48). وفي المقدمة 3: 263 ذكر المؤلف هذا التعبير مقلوباً فقال: أعاد في ذلك وأبدأ. وتوجد أمثلة من قولهم: لا يبدي ولا يعيد بمعنى لزم الصمت ولم يقل شيئاً (انظر: لين) عند عباد 2: 9 حيث يجب تصحيح تعليقي عليها.
ابتدأ به: جاء في مختارات دي ساسي (2: 188): هو الذي ابتدأ في دولته بأرباب الوظائف من الأمراء والاجناد. أي هو أول سلطان فوض وظائف بلاطه إلى الأمراء والأجناد. - وابتدأه ب: بدأه، - وابتدأه بالكلام: بدأه بالكلام قبل غيره. (بيدبا 16 وفي البكري ((125)): ابتدأه بالإحسان. وفي كليلة ودمنة 188: وأنا مبتديكما بالنصيحة قبل الحكومة بينكما.
بَدْأُ: بدع: إبداع (معجم أبي الفداء).
بَدِئٌ، في رحلة ابن بطوطة (3: 429): لابد لك من غلة بَدِئَة: أي لابد لك من غلة سلفاً.
مبدأ: ابتداء لعبة الشطرنج (فاندرلند، تاريخ الشطرنج 1: 104).
مُبْدِئ، العلة المبدئة: السبب الأول (بوشر).
ابتدائي: نسبة إلى المبتدأ في الجملة (بوشر).
مبتدأ: المرفوع بالابتداء مقابل الخبر (الكالا).
مبتدئ: الذي يبتدئ في تعلم علم أو فن (الكالا). ومبتدي في السلاح: الذي ابتدأ في استعماله (بوشر) - ويقال: الفضل للمبتدي وإن أحسن المقتدي: أي لمن ابتدأ بفعل الشيء ... الخ.
[بدأ] بدأت بالشئ بدءــا: ابتدأت به، وبدأت الشئ: فعلته ابتداء. وبدأ الله الخلق وأبدأهم، بمعنىً. وتقول: فعل ذلك عَوْداً وبَدْءــاً، وفي عوده وبدئه، وفي عودته وبَدْأته. ويقال: رَجَعَ عَوْدُه على بَدْئه، إذا رجع في الطريق الذي جاء منه. وفلان ما يُبْدِئ وما يعيد، أي ما يتكلم ببادئة ولا عائدة. والــبدء: السيد الأول في السيادة، والثِّنيان: الذي يليه في السُّؤْدُد. قال الشاعر : ثُنياننا إن أتاهم كان بدأَهمُ * وبَدؤهم إن أتانا كان ثِنيانا والــبَدء والبَدأة: النصيب من الجزور ، والجمع أبداء، وبدوء، مثل جفن وأجفان وجفون. قال طرفة بن العبد: وهم أيسار لقمانَ إذا * أغْلَتِ الشَّتْوَةُ أبداَء الجُزرْ والبَدِئُ: الأمر البديع. وقد أَبْدأَ الرجُلُ إذا جاء به. قال عَبِيد :

فلا بدئ ولا عجيب * والــبدء والبدئ: البئر التى حُفِرت في الإسلام وليست بعادِيَّة . وفى الحديث: " حريم البئر البدئ خمس وعشرون ذراعا ". والــبدء والبدئ أيضاً: الأول. ومنه قولهم: أفعله بادي بدْء - على فَعْل - وبادي بدئ - على فعيل - أي أول شئ. والياء من بادى ساكنة في موضع النصب، هكذا يتكلمون به، وربما تركوا همزه لكثرة الاستعمال على ما نذكره في باب المعتل. ويقال أيضا: أفعله بدأة ذي بَدْء، وبَدْأةَ ذي بَدْأة، أي أول أول. وقولهم: لك الــبدء والبَدْأة والبَدأة - أيضاً - بالمد: أي لك أن تبدأ قبل غيرك في الرمي أو غيره. وقد بُدِئَ الرجل يُبدأ بدءــاً فهو مبدوء، إذا أخذه الجُدَريّ أو الحصْبة . قال الكميت: فكأنما بُدِئت ظواهر جِلدِه * مما يصافح من لهيب سهامها
(ب د أ) : (الْبِدَايَةُ) عَامِّيَّةٌ وَالصَّوَابُ الْبُدَاءَةُ وَهِيَ فَعَالَةٌ مِنْ بَدَأَ كَالْقِرَاءَةِ وَالْكِلَاءَةِ مِنْ قَرَأَ وَكَلَأَ وَإِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْأُصُولِ وَالْبَدْأَةُ أَوَّلُ الْأَمْرِ وَالْمُرَادُ بِهَا فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ نَفَّلَ فِي الْبَدْأَةِ الرُّبْعَ وَفِي الرَّجْعَةِ الثُّلُثَ ابْتِدَاءُ سَفَرِ الْغَزْوِ وَذَلِكَ إذَا نَهَضَتْ سَرِيَّةٌ مِنْ جُمْلَةِ الْعَسْكَرِ فَأَوْقَعَتْ بِطَائِفَةٍ مِنْ الْعَدُوِّ فَمَا غَنِمُوا كَانَ لَهُمْ الرُّبْعُ وَيُشْرِكُهُمْ سَائِرُ الْعَسْكَرِ فِي ثَلَاثَةِ أَرْبَاعِ مَا غَنِمُوا فَإِنْ قَفَلُوا مِنْ الْغَزْوِ ثُمَّ نَهَضَتْ سَرِيَّةٌ كَانَ لَهُمْ مِنْ جَمِيعِ مَا غَنِمُوا الثُّلُثُ لِأَنَّ نُهُوضَهُمْ بَعْدَ الْقُفُولِ أَشَقُّ وَالْخَطَرُ فِيهِ أَعْظَمُ (وَمِنْهَا قَوْلُهُمْ) فِي الشُّرُوطِ وَلَا يَأْخُذُ مِنْهُمْ فِي بَدَاءَتِهِمْ وَرَجْعَتِهِمْ أَيْ فِي ذَهَابِهِمْ وَرُجُوعِهِمْ وَمَنْ رَوَى فِي بَدْئِهِمْ بِغَيْرِ تَاءٍ فَقَدْ حَرَّفَ وَهِيَ فَعْلَةٌ مِنْ بَدَأَ بِالشَّيْءِ إذَا قَدَّمَهُ وَبَدَأَهُ إذَا أَنْشَأَ (وَمِنْهُ) بِئْرٌ بَدِيءٌ وَهِيَ الَّتِي أُنْشِئَ حَفْرُهَا وَابْتُدِئَ وَلَيْسَتْ بِعَادِيَّةٍ وَابْتَدَأَ الْأَمْرَ أَخَذَ فِيهِ أَوْ فَعَلَهُ ابْتِدَاءً لَا يُقَالُ ابْتَدَأَ زَيْدًا وَلَا بَدَأَهُ لِأَنَّهُمَا لَا يُعَلَّقَانِ بِالْأَشْخَاصِ كَالْإِرَادَةِ وَقَوْلُهُمْ فَإِنْ كَانَ السَّبُعُ ابْتَدَأَهُ أَيْ ابْتَدَأَ أَخْذَهُ أَوْ عَضَّهُ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ وَمِثْلُهُ وَلَا يَبْتَدِئُ أَبَاهُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ.
بدأ
الــبَدْءُ - مَهْمُوْز -:مَصْدَرُ بَدَأ يَبْدَأ؛ وهو أنْ يَفْعَلَ شَيْئاً قَبْلَ غَيْرِه. واللهُ بَدَأ الخَلْقَ وأبْدَأهم - سُبْحَانَه وتعالى -.
والبَدِيْءُ: الشيْءُ المَخْلُوْقُ. والأمْرُ العَجِيْبُ. وبِئْر بَدِيْءَ: هي التي ابْتُدِئ حَفْرُها في الإسلام، وبِئْر بَدْءٌ، وماءٌ بدءٌ - على فَعْلٍ -: بمَعْناه. وبَدِئْتُ في الأمرِ وبَدَأتُ. وقَولُه عَز وجَل: " إلا الذين هُمْ أرَاذِلُنا بادِئَ الرَّأي " أي ابْتِدَاءَ الرأيَ. وفي المَثَلِ: " ابْدَأهُم بالصرَاخِ يَفِرُّوا ". والــبَدْء من الرجَالِ: السيِّد الذي يُعَد في أولِ مَنْ يُعَد.
والبَدْأةُ: الكَرِيْم، والجَمِيْعُ الــبُدَءَــاءُ والأبدَاءُ.
والــبَدْءُ من اللحْمِ: النحْضَةُ، وُيقال: عِضْوٌ تام. ورَجُلٌ مَبْدُوْء: أي مَجْدُوْر. وما يُعِيْدُ وما يُبْدِئُ: إذا لم يَكُنْ له حِيْلَةٌ.
وفَعَلَ ذلك عَوْداً وبَدْءــاً؛ وفي عَوْدِه وبَدْئه؛ وفي عَوْدَتِه وبَدْأتِه. والبدْأةُ من كُل شَيْءٍ: خِيَارُه، وجَمْعُه بُدْءٌ. والنصِيْبُ من أنْصِبَاءِ الجَزُوْرِ، وجَمْعُه بُدُوْء، وقيل: هو العَجُزُ والقَصَصُ والوَرِكَانِ والكَتِفَانِ والفَخِذَانِ.
والبَدْأةُ من القِدَاحِ: الفائزُ. وُيقال عِنْدَ المُنَاضَلَةِ: لك البَدْأةُ والبُدَاءَةُ - بوَزْنِ فُعَالَة؛ خَفِيْفٌ - وبُدّاءَةٌ - بوَزْنِ فُعالَةٍ -: أي لكَ أنْ تَبْدَأ قَبْلَ غَيْرِكَ الرمْيَ. وكَلَمْتُه في بَدَاءاتِه: أي انْطِلاقِه إلى مكّةَ.
واكْتَرِ للبَدْأةِ: أي للرجْعَةِ.
وأبْدأ القَوْمُ: إذا خَرَجُوا من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ. وافْعَلْ كذا بَدْءــاً ما وبَدْءَ ذي بَدْءٍ: أي إثْراً ما. وابْدَأ به أولَ شَيْءٍ وبادِئ بَدْءٍ وبادِيَ بَدِيْءٍ وبادِيْ بَدِيْ وبَدْأةَ ذي بَدْءٍ وبادِيْ بَدَا: أي السّاعَةَ الساعَةَ.
وهاتِها من ذي تُبُدِّئَتْ ومن ذي تُبُدئ: أي أعِدِ الكلمةَ من أوَّلها. وبَدْأةُ ذي بَدْءٍ: يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ.

والبَدْأةُ: تُرَابٌ من الثَّرى يَجْتَمِعُ؛ كأنها الكَمْءُ.
[بدأ] نه: "المبدئ" ينشئ الأشياء ابتداء من غير سابق مثال، وفيه أنه نفل في "البدأة" الربع وفي الرجعة الثلث، البدأة ابتداء الغزو، والرجعة القفول،مرسل إذ لم تدرك عائشة القصة لكن الظاهر أنها سمعته منه صلى الله عليه وسلم. و"من الرؤيا" للتبعيض أي من أقسام الرؤيا الصالحة أي الصادقة و"من النوم" لرفع حمل الرؤيا على رؤية العين وكانت مدة الرؤيا ستة أشهر. وفيه: إذا "بدأ بالطلاق" فله شرطه أي لا يلزم كون الشرط مقدماً على الطلاق بل يصح أنت طالق إن دخلته كما في العكس. ومنه: ما في الأخرى "بدأ بالطلاق" أو أخر. ومنه: "بدء الخلق" أي ابتداؤه. وفيه: "يبدأ" على رأسه ووجهه إلخ المنتهي محذوف أي ثم ينتهي إلى ما أدبر من جسده. وح: فأردت أن "أبادئه" بالهمزة مفاعلة من بدأت، وروى أناديه بالنون من النداء. قوله: حرمناه بخفة راء أي منعناه. ن: أول من "بدأ" أي ابتدأ. ومنه: "بدأ الإسلام" غريباً. بي: بدأ بدون همزة قاصر، وبها متعد والرواية بها فيشكل إلا أن يضمن معنى طرأ. وح: بات صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة "مبدأه" بفتح ميم وضمها أي ابتداء حجه وهو منصوب. وح: أين "الابتداء بالصلاة" مر في "أين". غ: وما "يبدئ الباطل" وما يعيد أي لا يخلق إبليس ولا يبعث.
بَدَأَ
بدأ
تُ بالشيء بَدْءً: ابتدأتُ به. وبدأتُ الشيءَ: فعلته ابتداءً. وبَدَأ الله تعالى الخلق وأبدأهم: بمعنى. وتقول: فَعَلَ ذلك عَوْداً وبًدْءً وفي عوْدِهِ وبَدْئِه وفي عودته وبدءــته. ويقال: رجع عَوْدَه على بَدئه: إذا رجع في الطريق الذي جاء منه. وفلان ما يُبدئ وما يُعيد: أي ما يتكلم ببادئةٍ ولا عائدة. وقال أبو زيد: أبدأتُ من أرض إلى أخرى: إذا خَرَجْتَ منها إلى غيرها.
والــبدْءُ: السيد الأول في السيادة، والثُّنْيَانُ: الذي يليه في السؤدد، قال أوس ابن مَغراء السعدي:
ولا تَرى مَعْشَراً نَبْكي لِمَيِّتِهِم ... إذا تَوَلّى وهُمْ يَبْكُونَ مَوْتانا
ثُنْيانُنا اِنْ أتاهُمْ كان بَدْأهُمُ ... وبَدْؤُهُمْ انْ أتانا كان ثُنيانا
ويروى: " ترى ثنانا إذا ما جاء بَدْأهُمُ ". والــبَدْءُ والــبَدْءَــةُ: النَّصِيْبُ من الجَزُوْر، والجَمْعُ أبْدَاءٌ وبُدُوْءٌ، مثال جَفْنٍ وأجْفان وجُفُونْ، قال طَرَفَةُ بنُ العَبْد:
وهُمُ أيْسَارُ لُقْمانَ اذا ... أغْلَتِ الشَّتْوَةُ أبْداءَ الجُزُرْ
أيْسَارُ لُقمان ثمانية وهم: بِيْض وطُفَيْل وذُفَافَةُ وثُمَيْلٌ ومَلِكٌ وفُرْزُعَةُ وعَمارٌ وحُمَمَةُ الدَّوْسيّ.
والبَديءُ: الأمرُ البَديع، وقد أبْدَأ الرَّجُلُ: اذا جاء به، قال عَبيدُ بنُ الأبرص:
اِنْ تَكُ حَالَتْ وحُوِّلَ منها ... أهْلُها فلا بَدِيءٌ ولا عَجِيْبُ
والبَدِيءُ: البئرُ الذي حُفِرَتْ في الإسلام وليستْ بِعاديَّةٍ، وفي حديث سعيدِ ابنِ المُسَيَّب بن حَزْنٍ: حَرِيْمُ البئرِ البَديء خَمسٌ وعشرونَ ذراعاً وفي القليبِ خَمسونَ ذراعاً.
والــبَدْءُ والبَديءُ ايضاً: الأوَّلُ، ومنهُ قَولُهم: افعَلْهُ بادي بَدْءٍ على فَعْلٍ وبادي بَدِيءٍ على فَعِيْلٍ: أي أوَّلَ شيءٍ، والياءُ من " باديْ " ساكنةٌ في موضع النَّصْبِ. هكذا يتكلَّمون به، وربَّما تَركوا هَمْزَه لكثر الاستعمال على ما نذكره في باب المُعْتَلّ اِنْ شاء اللهُ تعالى. ويُقال أيضاً: افْعَلْه بَدْءــةَ ذي بَدْءــةٍ أي: أوَّلَ أوَّلَ.
والــبَدْءــةُ: نَبْتٌ مثلُ الكَمْأة لا تُؤكَل وإذا فُتَّتْ صارتْ مثلَ السِّهْلَة، قالها أبو عَمْروٍ الشيباني.
وقَوْلُهُم: لكَ الــبَدْءــةُ والــبُدْءــةُ والبُدَاءةُ ايضاً بالمَدّ: أي لكَ أنْ تَبْدَأ قبل غيرِكَ في الرَّمْي وغيرِه.
وقد بُدِيءَ الرَّجُلُ فهو مَبْدُوءٌ: إذا أخَذَه الجُدَريُّ أو الحَصْبَة، وقال:
فكأنَّما بُدِئَتْ ظَواهِرُ جِلْدِهِ ... ممّا يُصافِحُ من لَهِيبِ سُهامِها
وبِدَاءَةُ الأمرِ - بالكَسْرِ والمَدِّ -: ابْتداؤه. وقَوْلُ العامَّةِ: البِدايَةُ - مؤازاةً للنِّهاية: لَحْنٌ، ولا تُقاس على الغَدَايا والعَشايا؛ فإنَّها مَسْموعةٌ بخلاف البِداية.
وقال ابنُ حَبِيبَ: في كنْدَة: بَدَّاءُ بنُ الحَارثِ بن ثَوْرٍ وهو كِنْديٌّ، وفي جُعْفِيٍّ: بَدَّاءُ بن سَعْد بن عمرو بن ذُهْل بن مَرّانَ بن جُعْفِيّ، وفي بَجِيْلَة: بَدّاءُ ابن فِتْيَان بن ثَعْلَبَة بن مُعاوية بن سَعْد ابن الغَوْث، وفي مُرَادٍ: بَدّاءُ بن عامِر ابن عَوْبَثَانَ بن زاهِر بن مُرادٍ. قال ابن السِّيرافيِّ: بَدّاءٌ: فَعّالٌ من الــبَدْءِ مَصْرُوْف.
والتَّرْكيبُ يَدُلُّ على افتتاح الشيء.
[ب د أ] الــبَدْءُ: فِعْلُ الشّيءِ أَوَّلُ، بَدًَأَ بهِ، وبَدَأَةُ يَبْدَؤُه بَدْءــاً، وأَبْدَأَهُ، وابْتَدَأَهُ. ويُقالُ: لَكَ الــبَدْءُ، والبَدْأَةُ، والبُدْأَةُ، والبَدِيَِئَةُ، والبَدَاءةُ، والبُدَاءةُ، والبُداهَةُ، على البَدَلِ، أي لَكَ أَنْ تَبْدَأ. وحَكَى اللِّحْيانِيُّ: كانَ ذلِكَ في بِدَاءَتِنَا وبَدَاتِنَا، بالمَدِّ والقَصْرِ، ولا أَدْرِي كَيْفَ ذِلكَ، وفي مَبْدَأَتِنا، عنه أيضاً. وبَداءَةُ الشَّيءِ: ما بَدأَ منه، عنه أيضاً، وقد أَبْدَأْنَا وبَدَأْنَا، كُلُّ ذلك عَنْهُ. والبَدِيئَةُ، والبُداءَةُ، والبُدَِاهَةُ: أَوًّلُ ما يَفْجَؤُكَ، الهاءُ فيه بَدَلٌ من الهمزة. وبَدِيْتُ بالشَّيْءِ: قَدَّمْتُه، أَنْصارِيَّةٌ. وبادِئُ الرَّأْيِ: أَوَّلُه وابْتِداؤُه. وعِنْدَ أَهْلِ التَّحْقِيقِ من الأَوائِلِ: ما أُدْرِكَ قبلَ إِنْعامِ النًَّظَرِ، يقال: فَعَلَه في بادِئ الرَّأْيِ. وقالَ اللِّحْيانِيُّ: ((أَنْتَ بادِئَ الرَّأْيِ ومُبْتَدَأَه تُرِيدُ ظُلْمَنا)) ، أي: أَنْتَ في أَولَّ الرَّأْيِ تُرِيدُ ظُلْمَنا. ورُوِيَ أيضاً: أَنْتَ بادِيَ الرَّأْيِ تُرِيدُ ظُلْمَنَا، بغيرِ هَمْزٍ، ومعناهُ: أَنْتَ فِيمَا بَدَا من الرَّأْي وظَهَرَ، أي: أَنْت في ظاهِرِ الرَّأْيِ، فإذا كانَ هَذَا فلَيْسَ من هَذا البابِ: {وما نراك بادِئ الرأي} و {بادي الرأي} [هود: 27] . وقالُوا: افْعَلْهُ بَدْءــاً وأَوَّلَ بَدْءٍ، عن ثَعْلَبٍ. وبادِئَ بَدْءٍ، وبادِئِْ بَدِيءِ، وبادِيَ بَدِيٍّ ولا يُهْمَزُ، وهذا نادِرٌ لأَنَّه ليسَ على التَّخْفِيفِ القياسِيٍّ، ولو كانَ كذِلكَ لما ذَكَرْناهُ ها هنا. وقالَ اللِّحْيانِيُّ: بادِي بَدِي فإِنِّي أَحْمَدُ اللهَ وبادِي بَدْأَةَ، وبادِي بَدَا، وبَدَا بَدْءٍ، وبَدْأَةُ بَدْأَةَ، وبادِي بَدْوٍ، وبادِي بَداً. وأَمّا بَدْءَ الرَّأْيِ فإِنَّي أَحْمَدُ اللهَ. وبَدَأَ في الأَمْر وعادَ، وأَبْدَأَ وأَعادَ، وقولُه عَزًّ وجَلَّ: {وما يبدئ الباطل وما يعيد} [سبآ: 49] قالَ الزَّجّاجُ: ما: في مَوْضِعِ نَصْبٍ، أي: أيَّ شَيْءٍ يُبْدِيُء الباطِلُ، وأَيَّ شَيءٍْ يُعِيدُ، وتَكُونُ ما نَفْياً، والباطِلُ هنا إِبْلِيسُ، أي: ما يَخْلُقُ إِبْلِيسُ ولا يَبْعَثُ، واللهُ جَلَّ ثَناؤُه هو الخالِقُ الباعِثُ. وفَعَلَه عَوْدَهُ على بَدْئِه، وفي عَوْدِه وبَدْئِه، وفي عَوْدَتِه وبَدْأَتِه. والابْتِداءُ في العَرُوضِ: اسمٌ لكُلِّ جُزْءٍ يَعْتَلُّ في البَيْتِ بِعلَّةٍ لا تكونُ في شيءٍ من حَشْوٍ البَيْتِ، كالخَرْمِ في الطَّوِيلِ والوافِرِ والهَزَجِ والمُتَقارِبِ، فإِنَّ هذه كُلَّها يُسَمَّي كلُّ واحِدٍ. من أَجْزائِها إِذا اعْتَلَّ ابْتِداءً، وذلك لأَنَّ ((فَعُولُنْ)) تُخْذفَ منه الفاءُ في الابْتِداء ولا تُحْذَفُ الفاءُ من ((فُعُولُن)) في حَشْوِ البَيْتِ البَتَّةَ، وكذلك أَوَّلُ ((مفاعلتن)) وأَوَّلُ ((مفاعيلن)) تُحْذَفَانِ في أَولَّ البَيْتِ، ولا يُسَمَّي ((مُسْتَفْعِلُنْ)) في البَسِيطِ وما أَشْبَهِهَ - مِماَّ عِلَّتُه كعِلَل أَجْزاءِ حَشْوِه - ابْتِداءً. وزَعَمَ الأِخْفَشُ أَنَّ الخَلِيلَ جَعَلَ ((فاعِلاتُنْ)) في أَولًّ المَدِيدِ ابْتِداءً، ولم يَدْرِ الأَخْفَشُ لم جَعَل ((فاعِلاتُنْ)) ابْتداءُ وهي تَكُون ((فَعِلاتُن)) و ((فاعِلاتُ)) كما تَكُونُ أَجْزاء الحَشْوِ، وذَهَبَ على الأَخْفَشِ أَنَّ [الخَلِيلَ جَعَِل] فاعِلاتُنْ هُنَا لَيْسَتْ كالَحَشْوِ؛ لأَنَّ أَلفَها تَسْقُطُ أبداً بلا مُعاقَبَهِ، وكل ما جازَ في جُزْئِه الأَوَّلِ ما لا يَجُوزُ في حَشْوِهِ، فاسْمُه الابْتِداءُ، وإِنَّما سُمِّىَ ما وَقَعَ في الجُزْءِ الأَوَّلِ ابْتداءً لاْبِتدائِكَ بالإعْلالِ ,. وبَدَأَ اللهُ الخَلْقَ بَدْءــاًُ، وأَبْدَأَهُم: خلَقَهُم، وفي التَّنْزيِلِ: {اللهُ يَبْدَؤُاْ الَخَلْقَ} [يونس: 34، الروم: 11] وفيه: {وكَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ} [العنكبوت: 19] والبَدِيءُ: المَخْلُوقُ. وبِئْرٌ بَدِيءُ، كبَدِيعٍ، والجَمْعُ بُدُؤٌ. والبَدِئ: العَجَبُ، يُقال: أَمْرٌ بَدِئُ، قالَ عَبِيدُ بنُ الأَبْرَصِ:

(فَلا بَدِيءُ ولا عَِجِيبُ ... )

والــبَدْءُ: السَّيِّدُ، وقيل: الشّابُّ الُمستَجادُ الرَّأْيِ المُسْتَشارُ، والجَمْعُ: بُدُوءُ. والــبَدْءُ: المَفْصِلُ. والــبَدْءُ: العَظْمُ بما عَلَيْهِ مِن اللَّخْمِ. والــبَدْءُ: خَيْرُ عَظْمٍ في الجَزُورِ، والجَمْعُ: أَبْداءٌ. قالَ طَرَفَة:

(وَهَمُ أَيْسارُ لُقْمانٍ إِذاَ ... أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أَبْداءَ الجُزُرْ ... )

والبُدْأَةُ: النَّصِيبُ من أَنْصِباءِ الجَزُورِ. قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبِ:

(فمَنَحْتُ بُدْأَتَها رَقِيباً جانِحاً ... والنّارُ تَلْفَحُ وَجْهَهُ بأُوارِها) ورَوَى ابنُ الأَعْرابِيِّ: ((فمَنَحْتُ بُدَّتَها)) وهي النَّصِيبُ، وقد تَقَدَّمَ، ورَوَى ثَعْلَبٌ: ((رَقِيقاً جاِنحاً)) . وبُدِئَ الرَّجُل بَدْءــاً: جُدِرَ، أو حًصبَ. وقالَ اللِّحْيانِيُّ: بُدِئَ الرَّجُلُ: خَرَجَ له بَثْرٌ شِبْهُ الجُدَرِىِّ، ثمَّ قالَ: قالَ بعضُهم: هو الجُدَرِيُّ بعَيْنِه. ورَجُلٌ مَبْدُؤءُ: خَرَجَ به ذِلكَ. وبَدَأَ من أَرْضٍ إَِلى أَرْضٍ، وأَبْدَأًَ: خَرَجَ. وأَبْدَأَ الرَّجُلُ: كِنايَةٌ عن النَّجْوِ، والاسمُ: البَدَاءُ، مَمْدُود. وأَبْدَأَ الصَّبِيُّ: خَرَجَتْ أَسْنانُه بَعْدَ سقُوطِها. والبُدْأَةُ: هَنَةٌ سَوْداءُ كأَنَّها كَمْءٌ، ولا يُنْتَفَعُ بها، حكاهُ أَبُو حَنِيفَةَ.
بدأ
بدَأَ/ بدَأَ بـ يَبدَأ، بَدْءًــا وبَدْأةً وبِدَايةً، فهو بادِئ، والمفعول مبدوء (للمتعدِّي)
• بدَأ الأمرُ ونحوُه: حَدَثَ ونشأ "بدأ البثّ الإذاعيّ- بدَأ العملُ صباحًا- بدأت الفتنة في هذا الحي" ° بدأ نهارُه: في بدايته.
• بدَأ اللهُ الخلقَ: أوجدَهم، خَلَقَهم " {وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ} - {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} ".
• بدَأ الأمرَ/ بدَأ بالأمر: فعله قبل غيره، فضَّله، افتتحه أولاً "بدأ العالِمُ أبحاثَه باختبار أدواته- بدأ تخصُّصًا جديدًا- {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ} "? بدأ في الأمر وعاد: تكلَّم فيه مرّة بعد أخرى.
• بدَأ يفعلُ كذا: أَخَذَ، شَرَعَ "بدأ يكتب مذكراته- بدأت الأمورُ تتحسّن". 

أبدأَ/ أبدأَ في يُبدئ، إبْداءً، فهو مُبدِئ، والمفعول مُبدَأ
• أبدأ اللهُ الكونَ: أوجده، خلَقه " {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} ".
• أبدأ في الأمر وأعاد: تكلّم فيه مرّة بعد أخرى ° ما يُبْدِئُ وما يُعيد: لا حِيلَةَ له. 

ابتدأَ/ ابتدأَ بـ يبتدئ، ابْتِداءً، فهو مُبتدِئ، والمفعول مُبتدَأ
• ابتدأ الأمرَ/ ابتدأ بالأمر: بدأَه، فعلَه قبل غيره، قدَّمه، افتتحه "ابتدأ المحاضر محاضرته بعرض أفكاره- ابتدأ كلامه بالتحيّة" ° ابتداء السَّنة/ ابتداء الرَّبيع: أوّلها، بدايتها- ابتداءً من: بدءًــا أو بدايةً مِنْ، اعتبارًا من. 

بادأَ يبادئ، مُبادَأةً، فهو مُبادِئ، والمفعول مُبادَأ
• بادأ الشَّخصَ بالكلام وغيرِه: سبقه به، بادره به "بادأ خصمَه بالسَّلام/ بالضرب". 

بدَّأَ يُبدِّئ، تبديئًا، فهو مُبدِّئ، والمفعول مُبدَّأ
• بَدَّأ الشَّخصُ ضَيْفَه: قدّمه وفَضَّله "بدّأ أستاذَه في الدخول". 

ابْتِدائيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ابْتِداء: "أصدرتْ المحكمة حكمًا ابتدائيًّا في القضية- تَحقيق ابتدائيّ: أوّليّ".
• تعليم ابْتدِائيّ: المرحلة الأولى مِن التعليم يليها التعليم المتوسط أو الإعدادي أو الثانوي على اختلاف أنظمة التعليم في الدول.
• عقد بيع ابتدائيّ: (جر) عقد بيع أوَّليّ غير مُوَثق يحرّره البائعون في بداية معاملاتهم. 

ابتدائيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى ابْتِداء ° شهادة ابتدائيّة: مستند يثبت النجاح في المرحلة الأولى من الدروس- مَدْرسَة ابتدائيّة: مَدْرسَة خاصّة بالتعليم الابتدائيّ- نُقْطة ابتدائيّة: في بداية أمر أو شيء.
• محكمة ابتدائيّة: (قن) محكمة صالحة للنظر بدرجة أولى في قضايا مدنيّة أو جُنحيّة غير داخلة في اختصاص محاكم أخرى. 

بادِئ [مفرد]: اسم فاعل من بدَأَ/ بدَأَ بـ.
• بادِئ الأمر أو الرَّأي أو نحوهما: أوَّلُه، ما يَبْدَأُ منه قبل إمعان النظر "توهّمت بادِئ الأمر أنّ الحقَّ ما أقوله- {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِئَ الرَّأْيِ} [ق] " ° بادِئ ذي بَدْءٍ: بدايةً، قبل كلّ شيء- في بادِئ الأمر/ في بادِئ الرَّأي: للوهلة الأولى، في أوّل الأمر- وبادئ بَدْء: أي أوّل كلّ شيء. 

بادِئة [مفرد]: ج بوادئُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل
 بدَأَ/ بدَأَ بـ.
2 - (لغ) سابقة تُضاف في أوّل الكلمة كحروف المضارعة "ما يتكلم ببادئة ولا عائدة" ° بادئة الكلام: ما يورده المتكلِّمُ ابتداء. 

بَدْء [مفرد]: ج أبْدَاء (لغير المصدر) وبُدُوء (لغير المصدر): مصدر بدَأَ/ بدَأَ بـ ° بادِئ بَدْءٍ/ بادِئ ذي بَدْءٍ: بدايةً، قبل كلّ شيء- بَدْءًــا: ابتداءً- رجَع عَوْدُه على بدئه: لم يقطع ذهابه حتى وصله برجوعه، رجع في الطريق الذي جاء منه- فعلته بدءًــا/ فعلته أوّل بَدْءٍ: أوّل كلّ شيء- فعله عودًا على بدء/ فعله عودًا وبدءًــا: فعله مرّة بعد أُخْرى.
بَدْء الشَّيء: أوّله ونشأته "بدء السباق/ الخليقة/ الشتاء/ العالم/ الحياة". 

بَدْأة [مفرد]: ج بَدَآت (لغير المصدر) وبَدْآت (لغير المصدر):
1 - مصدر بدَأَ/ بدَأَ بـ.
2 - ابتداء السّفر إلى ناحية ما، يقابلها الرجعة وهي العود منه. 

بدئيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى بَدْء ° حالة بدئيّة/ نقطة بدئيّة: نقطة، حالة تكون في بدء الشيء وأوله ونشأته.
بَداءَة/ بُداءَة [مفرد]: بَدْء، أوّل الحال والنَّشأة "جرى ذلك في بَداءتِنا" ° بَداءَة بَدْءٍ: أوَّلاً، قبل كلِّ شيء. 

بَدَائيّ/ بُدائيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى بَداءَة/ بُداءَة.
2 - (مع) فطريّ، ما كان في الطور الأول من أطوار النشوء ° علم بدائيّ: في مرحلته الأولى- مجتمع بدائيّ: موجود منذ الــبدء، فطريّ، أوّليّ، غير متطوّر.
• الفنُّ البُدائيّ: الفنّ السَّاذج المتَّصف بالبساطة. 

بُدائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بُداءَة.
2 - مصدر صناعيّ من بُداءَة.
• البُدائيَّة: الطَّور الأوَّل مِن أطوار النُّشوء "لا تزال بعض شعوب أفريقيا تعيش في حالة من البُدائيّة".
• عادات بدائيّة: عادات تتعلّق بحياة البداءة وما هو عائد إلى الطور الأول للنشوء من دون تقدم أو تطور فطري. 

بِدائيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى بِداية.
• بِدائيَّات: أوّليَّات، أساسيّات، مبادئ "تعلَّم بدائيّات الكمبيوتر". 

بِداية [مفرد]:
1 - مصدر بدَأَ/ بدَأَ بـ ° البداية والنِّهاية: المبتدأ والمنتهى- في البداية/ في بداية الأمر: أول الأمر قبل كلّ شيء.
2 - زمان البداية.
3 - مكان البداية ° بداية العالم: بدء العالم. 

مُبادأة [مفرد]:
1 - مصدر بادأَ.
2 - قدرة على الإدراك المبتكر والعمل المستقل.
3 - قيام الفرد مدفوعًا بنزعة استقلاليّة بــبدء عمل أو سلسلة من الأعمال. 

مُبْتدأ [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ابتدأَ/ ابتدأَ بـ.
2 - ما يُبْتَدَأ به، ما يأتي أولاً.
3 - (نح) اسم صريح أو مؤوّل مجرّد من العوامل اللفظيّة العاملة غير الزائدة، مُخَبَرٌ عنه، فهو المسند إليه في الجملة الاسميّة "تتكوّن الجملة الاسمية من المبتدأ والخبر". 

مُبتدِئ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ابتدأَ/ ابتدأَ بـ.
2 - من يبتدئ في تعلّم علم أو فنّ، شخص قليل الخبرة "مبتدئ في السّلاح". 

مَبْدَأ [مفرد]: ج مَبادِئُ:
1 - مصدر ميميّ من بدَأَ/ بدَأَ بـ.
2 - افتراض؛ مُسَلَّمة، ما يسلّم به لوضوحه "مبدأ عامّ/ علميّ- مَبْدأ عدم التناقض من المبادئ المشهورة".
3 - مُعْتَقَد؛ قاعدة أخلاقيّة أو عقيدة يلتزم بها المرء في سلوكه "تمسَّك الكاتب بمَبادِئه- فلان ذو مبدأ نبيل- مبدأ شامل" ° مسألة مبدأ- مبدأ لا يمكن النقاش فيه- مبادئ الأخلاق: معتقد، قاعدة ومعيار علميّ تُبنى عليه قيم الأعمال.
• مَبْدأ الشّيء: قواعده الأساسيّة التي يقوم عليها، أوّله ومادّتُه التي يتكوّنُ منها، أصله "النَّواة مَبْدأ النَّخل- الحروف مَبْدأ الكلام- مبادئ ديمقراطيّة- مبادئ اللُّغة أو الحساب ونحوهما: الأصول أو المعلومات الأوليّة"? مَبادِئ العلم أو الفنّ: قواعده الأساسيّة التي يقوم عليها ولا يخرج عنها. 

مُبْدِئ [مفرد]: اسم فاعل من أبدأَ/ أبدأَ في.
• المُبْدئ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يُوجِد الأشياء كلَّها لا عن شيء أو مثالٍ سابق. 

مَبْدَئيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَبْدَأ.
2 - مرحليّ أو أوّليّ، ممّهد لمرحلة لاحقة في عمليّة مستمرة "تمّت الموافقة
 المبدئيّة على المشروع" ° اتِّفاق مَبْدئيّ: اتّفاق أوَّليّ، من حيث المبدأ- قرار مبدئيّ: بوجه عامّ، مطلق، أوَّليّ- مبدئيًّا: أوّليًّا، كمرحلة أولى. 

مَبدئِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مَبْدَأ.
2 - مصدر صناعيّ من مَبْدَأ.
• اللاَّمَبدئيَّة: نزعة ترمي إلى إهدار القيم الأصيلة والقواعد الأخلاقيّة التي ينبغي أن يلتزم بها الفرد في سلوكه "تبنَّى مذهب اللامبدئيَّة الهدّامة". 
بَدَأَ
: ( {بَدَأَ بِهِ كَمَنَع) } يَبْدَأُ {بَدْءــاً (:} ابتَدَأَ) هما بِمَعْنى وَاحِد. (و) بَدَأَ (الشَّيْءَ: فَعَلَه {ابتِدَاءً) أَي قَدَّمه فِي الفِعل، (} كَأَبْدَأَهُ) رُباعيًّا، ( {وابتَدَأَهُ) كَذَلِك، (و) بَدَأَ (مِنْ أَرْضِهِ) لأُخْرَى (: خَرَجَ) .
(و) بَدَأَ (اللَّهُ الخَلْقَ: خَلَقَهُمْ) وأَوْجَدَهم، وَفِي التَّنزيل: {1. 010 10 الله يبدؤا الْخلق} (يُونُس: 34) (} كَأَبْدَأَ) هُمْ، {وأَبْدَأَ من أَرضٍ (فيهمَا) ، أَي فِي الْفِعْلَيْنِ، قَالَ أَبو زَيْدِ:} أَبْدَأْتُ من أَرضٍ إِلى أُخرى إِذا خَرَجْت مِنْهَا.
قلت: واسْمه تَعَالَى المُبْدِىءُ. فِي النِّهَايَة: هُوَ الَّذِي أَنشأَ الأَشياءَ واختَرعَها ابْتِدَاء مِن غيرِ سابقِ مِثالٍ.
(و) يُقَال: (لَك {الــبَدْءُ} والبَدْأَةُ {والبَدَاءَةُ) ، الأَخير بالمدِّ، والثَّلاثةُ بالفَتح، على الأَصل (ويُضَمَّانِ) ، أَي الثَّانِي وَالثَّالِث، وَحكي الأَصمعيُّ الضمَّ أَيضاً فِي الأَول، واستدرك المُطرزيّ:} البدَاءَة كَكِتابَةِ وكقُلامَةٍ، أَورده ابْن بَرّيَ، والبداهَةُ، على البَدَلِ، وَزَاد أَبو زيد: {بُدَّاءَة كتُفَّاحة، وَزَاد ابنُ مَنْظُور: البِدَاءَة بِالْكَسْرِ مهموزاً، وأَما} البِدَايَةُ، بِالْكَسْرِ والتحتيَّة بدلَ الْهمزَة. فَقَالَ المطرزيُّ: لُغةٌ عامِّيَّة، وعدَّها ابْن بَرّيَ من الأَغلاط، وَلَكِن قَالَ ابنُ القَطَّاع: هِيَ لغةٌ أَنصاريّة، {بَدَأْتُ بالشيءِ} وبَديِتُ بِهِ: قَدَّمته: وأَنشد قولَ ابنِ رَوَاحَة:
باسمِ الإِلاهِ وَبِهِ {بَدِينَا
وَلَوْ عَبَدْنَا غَيْرَهُ شَقِينَا
ويأْتي للْمُصَنف} بديت فِي المعتل، (و) لَك ( {البَدِيئَةُ) كَسِفينة، (أَي لَك أَن} تَبْدَأَ) قبلَ غيرِك فِي الرَّمْيِ وغيرِه.
( {والبَدِيئَةُ: البَدِيهَةُ) على البدَلِ، (} كالبَدَاءَة) والبَدَاهة، وَهُوَ أَوَّلُ مَا يَفْجَؤُكَ، وَفُلَان ذُو {بَدأَة جَيّدة، أَي بديهة حَسنة، يُورِد الأَشياءَ بسابقِ ذهنه. وَجمع البَدِيئة} البَدَايَا، كبريئة وَبَرَايا، حَكَاهُ بعضُ اللغوِيِّين.
(و) الــبَدْءُ {والبَدِيءُ: الأَوَّلُ، وَمِنْه قَوْلهم (افْعَلْهُ} بَدْءًــا وَأَوَّلَ {بَدْءٍ) عَن ثَعْلَب، (} - وَبَاديىَ {بدْءٍ) على فَعْل، (وَبَادِىَ) بِفَتْح الْيَاء فيهمَا (} - بَدِيٍّ) كغنى، الثَّلَاثَة من المُضافاتِ، ( {- وبادِي) بِسُكُون الياءِ، كياء مَعْدِيكَرِب، وَهُوَ اسْم فاعلٍ من بَدِيَ كَبَقيَ لُغةٌ أَنصاريّة، كَمَا تقدم (بَدْأَةَ) بِالْبِنَاءِ على الْفَتْح (وبدْأَةَ ذِي بَدْءٍ، وَبَدْأَةَ} وبَدَاءَ) (ذِي {- بَدي) على فعل (وَبادِيَ) بِفَتْح الْيَاء (} بَدِىءٍ ككتف {- وبَدِىءَ ذِي} - بَدِيءٍ) كأَمير فيهمَا، ( {وبادِىءَ) بِفَتْح الْهمزَة (بَدْءٍ) على فَعْلِ (وبَادِيءَ) بِفَتْح الْهمزَة، وَفِي بعض النّسخ بِسُكُون الياءِ (} بَدَاءٍ) كَسماءٍ، ( {وَبَدَا بَدْءٍ} وبَدْأَةَ بَدَأَةَ) بِالْبِنَاءِ على الْفَتْح، (وبَادِي) بِسُكُون الْيَاء فِي موضِع النصب، هَكَذَا يتكلَّمون بِهِ (! بَدٍ) كَشَجٍ، (وَبَادِي) بِسُكُون الْيَاء (بَدَاءٍ) كسَماءٍ، وجَمْعُ بَدٍ مَعَ بَادِي تأْكيدٌ، كجمعه مَعَ بَدَا، وَهَكَذَا بَاقِي المُركَّبات البِنائيّة، وَمَا عَداهَا من المُضافات، والنُّسخُ فِي هَذَا الْموضع فِي اختلافٍ شديدٍ ومُصادمَة بعضُها مَعَ بعضٍ، فَلْيَكُن الناظِرُ على حَذرٍ مِنْهَا، وعَلى مَا ذَكرناه من الضَّبْطِ الاعتمادُ إِن شاءَ الله تَعَالَى (أَي أَوَّلَ شيءٍ) ، كَذَا فِي نُسخةٍ صحيحةٍ، وَفِي (اللِّسَان) : أَي أَوَّلَ أَوّلَ، وَفِي نسخةٍ أُخرى:
أَي أَوَّلَ كلِّ شيءٍ، وَهَذَا صَرِيح فِي نَصبهِ على الظرفيَّة، ومُخالِفٌ لما قَالُوهُ: إِنه منصوبٌ على الْحَال من الْمَفْعُول، أَي {مَبْدُوءًا بِهِ قبلَ كُلِّ شيءٍ، قَالَ شَيخنَا: ويصحّ جعلُه حَالا من الْفَاعِل أَيضاً، أَي افعَلْه حالةَ كونِك} بادِئاً، أَي مُبتدِئاً.
(و) يُقَال (رَجَع) . يحْتَمل أَن يكون مُتعدِّياً فَيكون (عَوْدَه) مَنْصُوبًا (على {بَدْئِه، و) كَذَا عوداً على بَدْءٍ. وفَعلَه (فِي عَوْدِه} وبَدْئِه، وَفِي عَوْدَتِه {وبَدْأَتِه، وَعَوْداً وَــبَدْءًــا، أَي) رَجع (فِي الطَّريق الَّذِي جاءَ مِنْهُ) . وَفِي الحَدِيث (أَن النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمنَفَل فِي} البَدْأَةِ الرُّبُع، وَفِي الرَّجْعَةِ الثُّلُث) ، أَراد {بالبَدْأَةِ ابتداءَ سَفَرِ الغَزْوِ، وبالرَّجْعَةِ القُفُولَ مِنْهُ. وَفِي حَدِيث عليَ رَضِي الله عَنهُ: لقد سَمِعْتُه يَقُول: (ليَضْرِبُنصكُمْ على الدِّينِ عَوْداً كَما ضَرَبْتُموهُم عَلَيْهِ بَدْءًــا) أَي أَوَّلاً، يَعْنِي العَجَم والمَوَالِيَ.
(و) فلَان (مَا} يُبدِىء وَمَا يُعِيد) أَي (مَا يَتَكَلَّم ببادِئِهِ وَلَا عائِدَةٍ) . وَفِي الأَساس أَي لَا حِيلةَ لَهُ، {وبادِئَةُ الكلامِ: مَا يُورِدُه ابْتِدَاء، وعائِدتُه: مَا يَعُودُ عَلَيْهِ فِيمَا بَعْدُ. وَقَالَ الزجَّاجُ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمَا يُبْدِىء الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} (سبأ: 49) مَا فِي موضِعِ نَصْب أَيْ أَيَّ شيءٍ يُبْدِىءُ الباطلُ وَأَيَّ شَيء يُعِيدُ:
(} والــبِدْءُ: السَّيِّدُ) الأَوَّلُ فِي السِّيادة، والثُّنْيَانُ: الَّذِي يَلِيه فِي السُّودَدِ، قَالَ أَوْسُ بن مَغْرَاءَ السَّعْدِيُّ:
ثُنْيَانُنَا إِنْ أَتَاهُمْ كَانَ {بَدْأَهُمْ
} وَبَدْؤُهُمْ إِنْ أَتَانَا كَانَ ثُنْيَانَا
(و) {الــبَدْءُ (: الشابُّ العاقلُ) المُستجادُ الرأَيِ،} والــبَدْءُ: المَفْضِلُ، والعَظْمُ بِمَا عَلَيْهِ من اللحْمِ، (و) قيل: هُوَ (النَّصِيبُ) أَو خَيْرُ نَصيبٍ (من الجَزُورِ، {كالبَدْأَةِ) ، هَكَذَا بِالْهَمْز على الصَّوَاب، يُقَال: أَهْدَى لَهُ} بَدْأَةَ الجَزورِ، أَي خَيْرَ الأَنصباءِ، وَقَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَب: فَمَنَحْتُ {بَدْأَتَهَا رَقِيباً حَانِحاً
والنَّارُ تَلْفَحُ وَجْهَهَا بِأُوَارِهَا
والبَدُّ، والبِدُّ، والبُدَّةُ، والبِدَّةُ، والبِدَادُ، كالــبَدْءِ، ويأْتي هَؤُلَاءِ الخمسةُ فِي حرف الدَّال إِن شاءَ الله تَعَالَى، (ج} أَبْدَاءٌ) كجَفْنٍ وأَجْفانٍ، على غيرِ قِياسٍ ( {وبُدُوءٌ) كفُلُوسٍ وجُفُونٍ، على القِياس، وَلَكِن لمّا كَانَ استعمالُ الأَوَّلِ أَكثرَ قدَّمه. وَقَالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْد:
وَهُمُ أَيْسَارُ لُقْمَانَ إِذَا
أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أَبْدَاءَ الجُزُرْ
وَهِي عَشرة: وَرِكَاها، وفَخِذَاها، وسَاقاها، وَكَتِفَاها، وعَضُدَاها، وهما أَلأَمُ الجَزُورِ لكَثْرةِ العُروقِ.
(و) } - البَدِيءُ (كالبَديِع: المَخْلُوقُ) فعيلٌ بِمَعْنى مَفعول، {- والبَدِيءُ: العجيب (والأَمْرُ المُبْدَعُ) ، وَفِي نُسْخَة: البَدِيع، أَي الغَرِيب، لكَونه لم يكُنْ على مِثالٍ سابقٍ، قَالَ عَبِيدُ بنُ الأَبرص:
فَلا} بَديءٌ وَلاَ عَجِيبُ
وَقَالَ غَيره:
عَجِبَتْ جَارَتِي لِشَيْبٍ عَلاَنِي
عَمْرَكِ اللَّهَ هَلْ رَأَيْتِ {بَدِيئَا
وَقد} أَبْدَأَ الرجلُ، إِذا أَتى بِهِ.
(و) {- البَدِيءُ} والــبَدْءُ: (البِئرُ الإِسلامِيَّةُ) ، هِيَ الَّتِي حُفِرَتْ فِي الإِسلام حَدِيثَة، لَيست بِعَادِيَّة، وتُرِك فِيهَا الهمزُ فِي أَكثرِ كلامِهم، وَذَلِكَ أَن يَحْفِرَ بِئراً فِي الأَرض المَواتِ الَّتِي لَا رَبَّ لَهَا. وَفِي حديثِ ابْن المُسَيِّب: (فِي حَرِيمِ البَدِىءِ خَمْسَةٌ وعِشرُون ذِراعاً) والقَلِيب: البِئرُ العَادِيَّةُ القَدِيمة الَّتِي لَا يُعْلَم لَهَا رَبٌّ وَلَا حافِرٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: يُقَال للرَّكِيَّةِ:! - بَدِيءٌ وَبَدِيعٌ إِذا حَفَرْتَها أَنت، فإِن أَصبْتَها قد حُفِرت قبلَكَ فَهِيَ خَفِيَّة، قَالَ: وزَمْزَمُ خَفِيَّةٌ، لأَنها لإِسماعيلَ عَلَيْهِ السلامُ فاندفَنَتْ، وأَنشد:
فَصَبَّحَتْ قَبْلَ أَذَانِ الفُرْقَانْ
تَعْصِبُ أَعْقَارَ حِيَاضِ البُودَانْ
قَالَ: {البُودَانُ: القُلْبَانُ، وَهِي الرَّكَايَا، واحِدُها بَدِىءٌ، قَالَ: وَهَذَا مَقْلُوبٌ، والأَصلُ البُدْيَانُ.
(و) } - البَدِيءُ: السَّيِّدُ (الأَوَّلُ، كالــبَدْء) بالفَتح، كَمَا تقدم، أَو الأَوَّلُ، كَمَا هُوَ ظاهرُ الْعبارَة، وَفِي بعض النّسخ: كالبَدْأَةِ، بِالْهَاءِ.
( {وبُدِىءَ) الرجلُ (بالضَّمِّ) ، أَي بِالْبِنَاءِ للمَجهول (} بَدْءًــا: جُدِرَ) ، أَصابَه الجُدَرِيُّ، (أَو حُصِبَ بالحَصْبَة) ، وَهِي كالجُدَرِيِّ قَالَ الكُمَيْت:
فَكَأَنَّمَا {بُدِئَتْ ظَوَاهِرُ جِلْدِهِ
مِمَّا يُصَافِحُ مِنْ لَهِيبِ سُهَامِهَا
كَذَا أَنشده الجوهريُّ لَهُ، وَقَالَ الصاغانيُّ: وَلَيْسَ للكُميت على هَذَا الرّوِيِّ شَيءٌ. وَقَالَ اللِّحيانِيُّ: بُدِىءَ لرجلُ} يُبْدَأُ بَدْءًــا: خَرَج بِهِ بَثْرٌ شِبْهُ الجُدَرِيِّ. ورَجُلُ {مَبْدُوءٌ: خَرَج بِهِ ذَلِك، وَفِي حديثِ عائشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا: (فِي اليومِ الَّذِي بُدِىءَ فِيه رَسولُ اللَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ ابْن الأَثير: يُقَال: مَتَى} بُدِىءَ فُلانٌ؟ أَي مَتَى مَرِض، يُسْأَلُ بِهِ عَن الحَيِّ والمَيتِ.
( {وبَدَّاءٌ، كَكَتَّانٍ: اسْم جَمَاعةٍ) ، مِنْهُم} بَدَّاء بنُ الحارِث بن مُعاوية، من بني ثَوْرٍ قَبِيلة من كِنْدَة. وَفِي بَجِيلَةَ بَدَّاءُ بنُ فِتْيَانِ بن ثَعْلَبَة بنِ مُعاويَة بن زَيدِ بن الغَوْثِ، وَفِي مُرَادٍ بَدَّاءُ بنُ عامرِ بن عَوْثَبَانَ بنِ زَاهرِ بن مُرَادٍ، قَالَه ابنُ حبيب، وَقَالَ ابنُ السيرافيِّ: بَدَّاءٌ فَعَّالٌ من الــبَدْءِ مَصروفٌ.
(! والبُدْأَة بالضمِّ: نَبْتٌ) قَالَ أَبو حنيفَة: هِيَ هَنَةٌ سَوْداءُ كأَنَّها كَمْءٌ وَلَا يُنْتَفَع بِها.
(و) حُكيَ اللّحيانيُّ قولَهم فِي الحِكايةِ: (كَانَ ذلِكَ) الأَمْرُ (فِي بدْأَتِنَا، مُثلَّثَةُ الباءِ) فَتْحاً وضَمًّا وكَسْراً، مَعَ القَصْرِ والمَدِّ (وَفِي {بَدَأَتِنَا مُحَرَّكَةً) ، قَالَ الأَزهريُّ: وَلَا أَدري كَيفَ ذَلِك، (وَفِي} مُبْدَئِنَا) بِالضَّمِّ ( {وَمَبْدَئِنَا) بِالْفَتْح (} وَمَبْدَاتِنَا) بِالْفَتْح من غير همزَة، كَذَا هُوَ فِي نُسختنا، وَفِي بعضٍ بِالْهَمْز، أَي فِي أَول حَالِنَا ونَشْأَتِنا، (كَذَا فِي) كتاب (الباهِرِ لابنِ عُدَيْسٍ) وَقد حَكَاهُ اللِّحيانيُّ فِي (النوادِر) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{بادِىءُ الرَأْيِ: أَوَّلُه} وابتداؤُه، وَعند أَهلِ التحقيقِ من الأَوائل: مَا أُدرِكَ قبلَ إِمعان النَّظَرِ، يُقَال فعلته فِي بادىءِ الرأْيِ. وَقَالَ اللحيانيُّ: أَنت بادِيءَ الرأْيِ {ومُبْتَدَأَهُ تُريد ظُلْمَنَا، أَي أَنتَ فِي أَوَّل الرأْي تُريد ظُلْمَنَا. وَرُوِيَ أَيضاً بغيرِ همزٍ، وَمَعْنَاهُ أَنت فِيمَا بَدَا من الرأْيِ وظَهَر، وسيأْتي فِي المعتلِّ. وقرأَ أَبو عمروٍ وحْدَه (} بَادِىءَ الرَّأْيِ) بِالْهَمْز، وسائرُ القُرَّاء بغَيْرهَا، وإِليه ذهب الفَرَّاءُ وابنُ الأَنبارِيّ يُريد قراءَةَ أَبي عمرٍ و، وسيأْتي بعضُ تَفْصِيله فِي المعتلّ إِن شاءَ الله تَعَالَى.
{وأَبْدَأَ الرجلُ كِنايَة عَن النَّجْوِ، وَالِاسْم} البَدَاءُ، ممدودٌ.
{وأَبدَأَ الصَبِيُّ: خَرجَتْ أَسنانُه بعدَ سُقوطِها.
} والابتداءُ فِي العَروض: اسمٌ لكلِّ جُزْءٍ يَعْتَلُّ فِي أَوَّل البيتِ بِعِلَّةٍ لَا يَكون فِي شيءٍ من حَشْوِ البيتِ، كالخَرْم فِي الطَّويلِ والوافرِ والهَزَجِ والمُتقارِب، فإِن هَذِه كلَّها يُسَمَّى كلُّ واحدٍ من أَجزائها إِذا اعتلَّ: {ابْتِدَاء، وَذَلِكَ لأَن فَعولن تُحذف مِنْهُ الفاءُ فِي} الابتداءِ، وَلَا تُحذف الْفَاء من فَعولن فِي حَشْوِ الْبَيْت البتَّةَ، وَكَذَلِكَ أَوَّل مُفاعلتن وأَول مَفاعيلن يُحذفان فِي أَوَّل البيتِ، وَلَا يُسمّى مُستفعِلن من البَسيط وَمَا أَشبهَه مِمَّا عِلَّتُه كَعِلَّةِ أَجزاءِ حَشْوه ابْتِدَاء، وَزعم الأَخفشُ أَن الخليلَ جعلَ فاعلاتُنْ فِي أَوَّل المَدِيد ابْتِدَاء. (قَالَ: وَلم يَدْرِ الأَخفَش لم جَعَل فاعلاتن ابْتِدَاء) وَهِي تكون فَعِلاتن وفاعلاتن، كَمَا تكون أَجزاءُ الحَشْوِ، وذَهب على الأَخفشِ أَنَّ الخَلِيل جعَل فاعلاتنْ ليسَتْ كالحشْوِ، لأَن أَلفها تَسقط أَبداً بِلا معاقبةٍ، وكلُّ مَا جازَ فِي جُزئه الأَوَّلِ مَا لَا يَجوزُ فِي حَشْوه فاسمُه الابتداءُ، وإِنما سُمِّي مَا وقَع فِي الجُزءِ ابْتِدَاء لابتدائك الإِعلال، كَذَا فِي (اللِّسَان) .

بد

أ1 بَدَأَ بِهِ, (T, S, M, &c.,) aor. ـَ (Mgh, K,) inf. n. بَدْءٌ, (T, S, M, Msb,) i. q. به ↓ ابتدأ; (S, Msb, K;) [He began with it;] he made it to have precedence, or to be first; gave precedence to it; syn. قَدَّمَهُ: (Mgh, Msb:) in the dial. of the Ansár, بَدِئَ به is used in this sense of قدّمه; (M;) or بَدِىَ به [without ء]; (IKtt, TA; [see بَدةءٌ;]) [and بَدَى به; see art. بدى;] and به ↓ ابدأ signifies the same. (Msb.) [So in the Kur xii. 76, فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ And he began with their bags, before the bags of his brother. and بَدَأَهُ is sometimes used in the sense of بَدَأَ بِهِ; whence, in the Kur ix. 13, وَهُمْ بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ

And they, it was, began with you the first time; i. e., as Bd says, by acting with hostility, and fighting.] You say also, بَدَّا ثُمَّ عَادَ He began, or did a first time, or the first time: then repeated, or did a second time. (Az, TA in art. عود.) and بَدَأَ فِىِ الأَمْرِ [He began, or made a beginning, in the affair.] (M.) b2: بَدَأَ also signifies It (a thing) began; began to be; originated; or came into existence. (Msb.) [See also 5.]

A2: بَدَأَ الشَّيْءَ, (S, M, K,) aor. and inf. n. as above, (M,) [He began the thing; commenced it; set about it; as also ↓ ابتدأهُ: accord. to the Mgh, the latter has this meaning, or, agreeably with the authority of the M and K, the meaning which here next follows:] he did the thing first, for the first time, by way of beginning, or originally; (S, M, K;) as also ↓ ابدأهُ and ↓ ابتدأهُ; (M, K;) i. e., not after the example of anything preceding. (TA. [But this addition seems rather to belong to another explanation to be mentioned below.]) One does not say, زَيْدًا ↓ ابتدأ nor بَدَأَهُ, because these two verbs [signifying as last explained above] do not have for their objects corporeal things. (Mgh.) [El-Mutanakhkhil El-Hudhalee uses the phrase سَأَبْدُؤُهُمْ بِمَشْمَعِةٍ I will begin with them (meaning his guests) by sporting and jesting; like the phrase in the Kur ix. 13 cited above: but different from these is the saying in the Kur xxxii. 6, وَبَدَأَ خَلْقِ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ And He began the creation of man from clay.] The saying, ↓ فَإِنْ كَانَ السَّبُعُ ابْتَدَأَهُ means ابتدأ أَخْذَهُ

أَوْ عَضَّهُ [But if the beast, or bird, of prey has begun the seizing of him, or the biting of him]; the noun that is prefixed [to the pronoun] being suppressed. (Mgh.) You say also, كَانَ ذٰلِكَ فِى

الأَمْرِ ↓ ابْتِدَآءِ That was in the beginning, or first, of the affair. (Msb.) [See also بَدْءٌ, below.] b2: He originated the thing; brought it into being or existence; made it, or produced it, for the first time, it not having been before; (Mgh;) [and] so ↓ ابدأهُ, said [of God, and] of a man, as the agent; (Msb;) and ↓ ابتدأهُ. (Mgh in art. بدع.) [Hence,] بَدَأَ اللّٰهُ الخَلْقَ, and ↓ أَبْدَأَهُمْ, God created, or brought into existence, mankind, or the created beings: (M, Msb, K:) both signify the same. (S.) البَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ↓ مَا يُبْدِئُ [in the Kur xxxiv. 48, means What doth that which is false, or the Devil, originate, or produce in the first instance? and what doth it, or he, reproduce after it hath perished?]: Zj says that مَا, here, is in the place of an accus., meaning in each Instance أَىَّ شَىْءٍ: or it may be a negative; and الباطل here is Iblees; i. e., Iblees createth not, nor raiseth to life after death. (M.) You say also, وَمَا يُعِيدُ ↓ مَا يُبْدِئُ, meaning وَلَا ↓ مَا يَتَكَلَّمُ عَائِدَةٍ, (S, K,) i. e. He does not say anything for the first time, nor anything for the second time; or anything original, nor anything in the way of repetition; الكَلَامِ ↓ بَادِئَةُ signifying what is said for the first time; and عَائِدَةُ الكَلَامِ, what is said for the second time, afterwards: (TA:) or he says not anything: (A in art. عود:) and he has no art, artifice, or cunning. (IAar, TA in art. عود; and A in the present art.) b3: بَدَأَ البِئْرَ He dug the well [for the first time: see بَدِىْءٌ]. (Msb.) A3: بَدَأَ مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ, (T,) or مِنْ أَرْضِهِ, (K,) He went forth from a land to a land, or from his land; as also ↓ ابدأ. (T, K.) A4: بُدِئَ, (inf. n. as above, S, M, K,) He (a man, S, M) had the small-pox: (Az, As, T, S, M, K:) or the حَصْبَة [i. e. measles, or spotted fever]: (S, M, K:) or, as Az says, and the حصبة: (T:) or, as Lh says, there came forth upon him pustules resembling the small-pox: but he adds, some say, the small-pox itself: (M:) the epithet applied to a person affected therewith is ↓ مَبْدُوْءٌ. (Az, As, Lh, T, S, M.) b2: Also He fell sick. (IAth, TA.) In a trad. of ' Áïsheh occur the words, فِى اليَوْمِ الَّذِى بُدِئَ فِيهِ رَسُولِ اللّٰهِ [meaning In the day in which the Apostle of God fell sick]: and IAth says, مَتَى بُدِئَ فُلَانٌ meaning When did such a one fall sick? is a phrase used in inquiring respecting the living [who has been attacked by illness] and respecting the dead. (TA.) 4 ابدأ: see 1, in seven places. b2: Also He did a new thing; a thing unknown before; or a strange, or wonderful, thing. (S, * TA.) b3: and He voided excrement, or ordure; or broke wind; syn. نَجَا; [as also أَبْدَى;] said of a man. (M.) b4: And He put forth his second teeth; said of a child; (M;) and of a colt. (TA voce أَحْفَرَ, q. v.) 5 تبدّأ He, or it, began, or made a beginning. (KL.) [See also 1. Golius mentions, but without giving the authority, and without the vowel-signs, the saying, هَاتِ القِصَّةَ مِنْ ذِى تُبُدِّئَتْ; but writing the last word تبديت, stating only that it is in the passive form; as meaning Relate thou the story, or history, from the beginning.]8 إِبْتَدَاَ see 1, in seven places. b2: ابتدأهُ بِوَعْدٍ He made him a promise in anticipation; without his asking it of him. (M in art. انف.) بَدءٌ inf.n. of 1; (T, S, M, Msb;) [The act of beginning;] or the doing a thing first. (M.) Yousay, لَكَ الــبَدْءُ, (M, K,) and ↓ الــبُدْءُ, (As, TA,) and ↓ البَدْأَةُ, (S, M, Msb, K,) and ↓ البُدْأَةُ, (S, M, K,) and ↓ البِدْأَةُ, (L,) and ↓ البَدَآءَةُ, (M, K,) and ↓ البُدَآءَةُ, (S, M, K,) and البُدَاهَةُ, with ه substituted for ء, (M, Mtr,) and ↓ البِدَآءَةُ, (Mtr, TA,) and, accord. to IKtt, البِدَايَةُ, but see what follows, (TA,) and ↓ البَدِئَةُ, (M, K,) and ↓ البُدَّآءَةُ, (Az, TA,) It is for thee to begin, (S, M, Msb, K,) before any other, in shooting or casting, &c.: (S:) as to البِدَايَةُ, mentioned above, accord. to Mtr [and Fei], (TA,) it is a vulgar word, (Mgh, Msb, TA,) as IB and several others have stated, (Msb, TA, *) a corruption of ↓ البِدَآءَةُ, (Mgh, Msb,) signifying the first; as also ↓ البُدَآءَةُ; and ↓ البَدْأَةُ: (Msb:) but IKtt says that it is a word of the dial. of the Ansár; بَدَأْتُ بِالشَّىْءِ and بَدِيتُ بِهِ signifying قَدَّمْتُهُ: [see 1:] and he cites the following verse of Ibn-Rawáhah: وَلَوْ عَبَدْنَا غَيْرَهُ شَقِينَا بِاسْمِ الْإِلَاهِ وَ بِهِ بَدِينَا [In the name of God, and with it we begin; and if we worshipped any other than Him, we should be miserable]: see art. بدى. (TA. [This verse is also cited in the S in art. بدو, where, in one copy I find it as above; in another, with بَدَيْنَا instead of بَدِيْنَا.]) And you say, فَعَلَهُ عَوْذَا وَــبَدْءًــا, (T, S,) and عَوْدَهُ عَلَي بَدْئِهِ, (M,) and فِى عَوْدِهِ وَبَدْئِهِ, and ↓ فِى عَوْدَتِهِ وَبَدْأَتِهِ, (S, M,) [He did it returning and beginning again; or returning to his beginning; i. e. he did it again from the beginning; he recommenced it: or you say this] meaning like as is meant by the saying next following. (TA.) رَجَعَ عَوْدَهُ عَلَى بَدْئِهِ, (S, K,) and عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ, in both of which [and in the last following] the verb may be trans., and the noun following therefore in the accus. case, (TA,) and فِى عَوْدِهِ وَبَدْئِهِ, and ↓ فِى عَوْدَتِهِ وَبَدْأَتِهِ, [in both of which, if correct, the verb must be intrans.,] and عَوْدًا وَــبَدْءًــا, [as though meaning عَائِدًا وَبَادِئًا, used as a phrase denotative of state,] (K,) [but in this last, and the two next preceding, accord. to the TA, the verb should be فَعَلَهُ, as in the next preceding sentence, instead of رَجَعَ, and this is confirmed by what is said in the K in art. عود,] He returned in the way whence he had come: (S, K:) [accord. to the TA, the literal meaning of the first and second may be he made his returning to revert to his beginning, and he made a returning to revert to a beginning:] or the meaning of the first, (Sb, TA in art. عود, and K in that art.,) and of the second, (K in that art.,) is, he returned without stopping after he had gone away: (Sb, K:) and sometimes it signifies the stopping in one's coming and then returning: (Sb:) [and it returned to its first state; it recommenced:] and you say, رَجَعْتُ عَوْدِى عَلَى

بَدْئِى, meaning I returned like as I had come. (Sb ubi suprà.) b2: Also First, or former; preceding all others, or preceding another; as also ↓ الــبَدْءُ بَدِىْءٌ; and البَدِىءُ being syn. with الأَوَّلُ. (S, K.) Hence the saying, اِفْعَلْهُ بَادِى بَدْءٍ, and ↓ بَادِى بَدِىْءٍ, meaning Do thou it the first thing, or the first of everything; [accord. to different copies of the S;] the ى in بادى being quiescent, in the place of the accus. case, accord. to usage; and sometimes they omit the [altogether], on account of frequent use [of the phrase], as will be stated in art. بدو, (S in the present art.,) saying بَادِى بَدٍ, and بَادِىبَدِى (S in art. بدو.) You say also, اِفْعَلْهُ بَدْءًــا, and أَوَّلَ بَدْءٍ, (Th, M, K,) and بَدْءَ بَدْءٍ, (CK,) and بَدَا بَدْءٍ, (M, K,) and بَدْءٍ ↓ بَادِئَ, (A'Obeyd, T, S, M, K,) and بَادِىَ بَدٍ, (K,) and بَادِىْ بَدًا, (M, K, [in the CK بَادِىْ بَدٍ,]) and بَادِىْ بَدًا, (M,) and بَدِىْءٍ ↓ بَادَئَ, (K,) and بَادِىْ بَدَا, (M, K,) and ↓ بَدِىْءٍ ↓ بَادِئَ, (A'Obeyd, T, S, M, CK,) and بَدِىٍّ ↓ بَادِئَ, which is anomalous, (M,) or بَادِىَ بَدِّىِ, (K,) and بَادِىْ بَدِيٍّ, (Fr, A'Obeyd, T, S, M,) and ↓ بَدِئٍ ↓ بَادِئَ, (S, CK,) or ↓ بَادِىَ بَدِئٍ, (K, TA,) and بَادِىْ

↓ بَدْأَةَ, (M, K, TA,) the former word being the act. part. n. of بَدِىَ, which is of the dial. of the Ansár, as mentioned above, and the latter being indecl., with fet-h for its termination, (TA, [in the CK the latter word is written بَدْءَــة,]) and بَدْءٍ ↓ بَدْأَةَ, (CK,) and ↓ بَدْأَةَ بَدْأَةَ, (M, K,) and ↓ بَدِىْءٍ ↓ بَدْأَةَ, (S,) and بَدْءٍ ↓ بَدِىْءَ, (S, CK,) and بَدْءَ ذِى بَدْءٍ, (Fr, T,) and ذِى بَدْءٍ ↓ بَدْأَةَ, (Fr, T, S, K,) and ↓ بَدْأَةَ ذِى بَدْأَةٍ, and ↓ ذِى بَدِىْءٍ ↓ بَدْأَةَ, (S, K,) and ↓ ذِي بَدَآءَةَ ↓ بَدَأَةَ, (K, TA,) not بداءة [as in the CK], (TA,) and ↓ بَدِىْءَ ذِى بَدِىْءٍ, (S, K, TA, [in the CK the last word is written بَدْءٍ,]) and ↓ ذِى بَدِىْءٍ ↓ بَدَآءَةِ, (K,) meaning Do thou it the first thing; (Fr, T, K;) so in a correct copy [of the K, and so I find in a MS. copy of the K and in the CK]: accord. to another copy, the first of everything: (TA:) or the first of first; (S;) thus in the L: (TA:) the words here put in the accus. case [literally or virtually] are so put [in some instances] as adverbial nouns; or, accord. to MF, they may be [in some instances] denotatives of state, with respect to the agent; the meaning being اِفْعَلْهُ حَالَةَ كَوْنِكَ بَادِئًا, i. e. مُبْتَدِئَا بِهِ [lit. do thou it in the state of thy being beginning it]. (TA.) [In like manner,] you also say, بَدْءَ الرَّأْىِ, and [more commonly] الرَّأْىِ ↓ بَادِئَ, At first thought; or on the first opinion: (Lh, M:) [بَدْءُ الرَّأْىِ and] الرَّأْىِ ↓ بَادِئُ signifying the first, and beginning, of the idea, thought, opinion, or judgment; or what is perceived before considering well or thoroughly: (M:) [and بَدْءٌ alone signifying a first idea, thought, opinion, or judgment; as is implied in the A, voce صَيُّورٌ, q. v.:] hence, الرَّأْيِ ↓ فَعَلَهُ فِى بَادِئِ [He did it at first thought, &c.]: (M:) and الرَّأْىِ تُرِيدُ ↓ أَنْتَ بَادِئَ ظُلْمَنَا, and الرأى ↓ مُبْتَدَأَ, i.e. Thou at first thought, &c., desirest to wrong us: and one says also, بَادِىَ الرأى, without; meaning on the occasion of what appeared of opinion; i. e. at the first of what appeared thereof; [or at the first opinion's presenting itself;;] in which case, the phrase does not belong to this art. [but to art. بدو]: it occurs in the Kur xi. 29: (M:) AA alone there read بَادِئَ, with; all the other readers pronounced it without ء (TA.) b3: Also A chief, or lord, (S, M, Msb, K,) who occupies the first place in chieftainship or lordship: (S:) or, as some say, a youth, or young man, whose judgment, or opinion, is deemed good, and who is consulted: (M:) or it signifies also an intelligent youth or young man: (K:) pl. بُدُوْءٌ. (M.) A poet (namely, Ows Ibn-Maghrà Es-Saadee, TA) says, ثُنْيَانُنَا إِنْ أَتَاهُمْ كَانَ بَدْأَهُمُ وَبَدْؤُهُمْ إِنْ أَتَانَا كِانَ ثُنْيَانَا [Our second chief, if he came to them, would be their first chief; and their first chief, if he came to us, would be a second chief]. (S.) b4: Also, and ↓ بَدْأَةٌ, A share, or portion, of a slaughtered camel: (S, K:) or the best share or portion thereof: (T:) or the former word has the latter signification; and the latter word, the former signification: and the former signifies also a bone with the meat, or flesh, that is on it: (M:) and a joint; syn. مَفْصِلٌ; (AA, T, M;) and so بَدًا q.v.: (AA, T:) the pl. [of pauc.] of بَدْءٌ is أَبْدَآءٌ (S, M, K) and [of mult.] بُدُوْءٌ; (S, K;) the former of which is the more common: (TA:) or this is pl. of بَدًا. (AA, T.) The shares abovementioned [as commonly divided for the game called المَيْسِر q. v.] are ten; namely, the two haunches, the two thighs properly so called, the two thighs commonly so called (i. e. the tibiæ), the two shoulders, and the two arms; which last are the worst, because of the many veins [therein]. (TA.) b5: See also بَدِىْءٌ.

بُدءٌ: see بَدْءٌ; second sentence.

بَدِئٌ: see بَادِئَ بَدِئٍ, or بَادِىَ بَدِئٍ, voce بَدءٌ.

بَدْأَةٌ: see بَدْءٌ, in thirteen places. b2: Also The beginning, or outward course, of a military expedition; opposed to رَجْعَةٌ, meaning the returning, or homeward course, thereof: occurring in a trad., in which it is said that the Prophet gave, in the case of the former, a fourth [of the spoil], and in the case of the latter, a third; i.e., when a troop went forth from the main body of the army and attacked a party of the enemy, they were to have a fourth of the spoil that they took, and the rest of the army was to share with them the remaining three fourths; and if a troop did so in returning, they were to have a third of all the spoil that they took, because of the greater difficulty and danger attending this case. (T, Mgh.) b3: كَانَ ذٰلِكَ فِى بَدْأَتِنَا, and ↓ بُدْأَتِنَا, and ↓ بِدْأَتِنَا, (K,) and ↓ بَدَآءَتِنَا, (Lh, M, TA,) and ↓ بُدَآءَتِنَا, and ↓ بِدَآءَتِنَا, (TA,) and ↓ بَدَأَتِنَا, (Lh, M, K,) but [ISd says,] I know not how that is, (M,) and ↓ مُبْدَئِنَا, and ↓ مُبْدَئِنَا, (K,) and ↓ مَبْدَأَتِنَا, (Lh, M, and so in some copies of the K,) or مَبْدَاتِنَا, (so in other copies of the K,) thus in the بَاهِر of Ibn-'Odeys [in the CK Ibn-'Adebbes], (K,) which is said to indicate that we should hesitate respecting them [before admitting them to be of classical authority], are phrases meaning That was in the first of our state, and in our adolescence. (TA.) A2: Also, (so in a copy of the M, there written بَدْأَة,) or ↓ بُدْأَةٌ, with damm, (K,) A certain plant; (M;) a black thing, resembling a truffle (كَمْء), of which no use is made: so says AHn. (M.) بُدْأَةٌ: see بَدْءٌ; second sentence: and see بَدْأَةٌ, in two places.

بِدْأَةٌ: see بَدْءٌ; second sentence: and see بَدْأَةٌ بَدَأَةٌ: see بَدْأَةٌ.

بَدَآءٌ, with medd; [Excrement from the anus; as also بَدَّا;] a subst. from أَبْدَأَ, as meaning نَجَا. (M.) بَدِىْءٌ: see بَدْءٌ, as signifying First, or former; in eight places. b2: Also, applied to a thing, or an affair, i. q بَدِيعٌ, (S, and so in a copy of the K,) or مُبْدَعٌ: (so in other copies of the K:) [thus it signifies] Originated; brought into being or existence; made, or produced, for the first time, not having been before, or not after the similitude of any former thing: (TA:) and created: (M, K:) and wonderful: (M, Msb, TA:) and strange, or extraordinary, as not being after the similitude of any former thing. (TA.) b3: [Hence, as is implied in the Mgh,] بِئْرٌ بَدِىْءٌ A well newly dug; (T, Mgh, Msb;) i. q. بَدِيعٌ; (M;) or dug since the era of ElIslám (S, K;) not ancient; (S, Mgh, Msb;) as also ↓ بَدْءٌ: (S:) the former epithet [in this sense] is generally pronounced [بَدِىٌّ] without ء: (T:) the well thus called is one dug in a waste land that has no owner: (TA:) AO says, (TA,) this epithet, and بَدِيع, are applied to a well when thou hast dug it; but if thou findest it to have been dug before thee, it is termed خَفِيَّة; and thus the well of Zemzem is termed خفيّة, because it was Ismá'eel's, and was filled up or covered over [after his time]: (T, TA:) the term قَلِيب is [said to be] applied to an ancient well of which neither the owner nor the digger is known: (TA:) it is said in a trad., that the حَرِيم of a well such as is termed بدىء [i. e. the space surrounding it and belonging to it] is five-and-twenty cubits: (T, S: [but see حَرِيمٌ:]) the pl. is بُدُوْءٌ: (M:) and AO says that بُودَانٌ is pl. of بَدِىْءٌ applied to a well, and is syn. with قُلْبَانٌ [a pl. of قَلِيبٌ which I have not found elsewhere] and رَكَايَا, being formed by transposition of letters from بُدْيَانٌ [which is for بُدْآنٌ, as بَدِىٌّ is for بَدِىْءٌ; the د and ى being transposed, the word becomes بُيْدَانٌ, and this, by a rule of permutation, becomes بُودَانٌ]. (TA.) بَدَآءَةٌ: see بَدْءٌ, in three places: and see بَدْأَةٌ: and بَدِئَةٌ, in two places.

بُدَآءَةٌ: see بَدْءٌ, in two places: and see بَدْأَةٌ: and for the former, see also بَدِئَْةٌ.

بِدَآءَةٌ: see بَدْءٌ, in two places: and see بَدْأَةٌ: and for the former, see also بَدِئَةٌ.

بَدِيْئَةٌ: see بَدْءٌ; second sentence. b2: Also, (M, K,) and ↓ بَدَآءَةٌ, (K,) or ↓ بُدَآءَةٌ, (M,) i. q. بَدِيهَةٌ, (K,) and بَدَاهَةٌ, (TA,) or بُدَاهَةٌ, i. e. The first occurrence of a thing, that happens to one unexpectedly: (M:) [or the first of anything: and an occurrence thereof by which one is taken unawares: accord. to explanations in the K in art. بده:] pl. of the first, بَدَايَا. (TA.) b3: [And all app. signify The faculty of extemporizing; like بَدِيهَةٌ (q. v.) &c.] You say, جَيِّدَةٍ ↓ فُلَانٌ ذُو بَدَآءَةٍ, i. e. بَدِيهَةٍ حَسَنَةٍ, [meaning] Such a one has a good faculty of extemporizing; or of uttering, or relating, things by means of the promptness of his intelligence. (TA.) بُدَّآءَةٌ: see بَدْءٌ; second sentence.

بَادِئٌ [act. part. n. of 1]: see بَدْءٌ, in nine places.

بَادِئَةٌ: see 1, in two places.

مَبْدَأٌ [originally noun of place and of time from 1; A place, and a time, of beginning, &c. b2: ] See بَدْأَةٌ. b3: [Also A principle, or first rule, of a science &c.: pl. مَبَادِئُ. b4: And The primary import of a word; opposed in this sense to غَايَةٌ.]

مُبْدَأٌ: see بَدْأَةٌ.

المُبْدِئُ, applied to God, The Creator, or Originator, of the things [that exist], who hath produced them at the beginning, not after the similitude of anything pre-existing. (Nh.) and المُبْدِئُ المُعِيدُ, so applied, He who createth mankind, and who returneth them after life to death in the present world and after death to life on the day of resurrection. (TA in art. عود.) b2: مُبْدِئُ مُعِيدٌ A man who has gone on warring, or warring and plundering, expeditions, time after time, and is experienced in affairs: (A 'Obeyd, and K in art. عود:) and a horse upon which the owner has gone time after time on warring, or warring and plundering, expeditions; (TA in that art.;) or well trained and exercised, (K and TA in that art.) so as to be obedient to his rider. (TA in that art.) b3: [For other significations of مُبْدِئٌ, see its verb (4); and see أَحْفَرَ.]

مَبْدَأَةٌ: see بَدْأَةٌ مَبْدُوْءٌ [pass. part. n. of 1; Begun, &c.

A2: ] See بُدِئَ.

مُبْتَدَأٌ: see بَدْءٌ. b2: [In grammar, as correlative of خَبَرٌ, An inchoative.]

بدأَ

(بدأَ) : البَدْأَةُ: نَبْتٌ مثلُ الكَمْأَة، لا تُؤْكَلُ، إَذا فُتِّنَتْ صارتْ مثلَ السِّهْلَة.

بدأَ: في أَسماءِ اللّهِ عزَّ وجل الـمُبْدئ: هو الذي أَنـْشَأَ

الأَشياءَ واخْتَرَعَها ابْتِداءً من غيرِ سابقِ مثال. والــبَدْء: فِعْلُ الشيءِ أَوَّلُ. بَدأَ بهِ وبَدَأَهُ يَبْدَؤُهُ بَدْءــاً وأَبْدَأَهُ وابْتَدَأَهُ.

ويقالُ: لكَ الــبَدْءُ والبَدْأَةُ والبُدْأَةُ والبَدِيئةُ

والبَداءة والبُداءة بالمدِّ والبَدَاهةُ على البدلِ أَي لكَ أَنْ تَبْدَأَ قبل

غيرك في الرَّمْي وغيرهِ. وحكى اللحياني: كان ذلكَ في بَدْأَتِنا

وبِدْأَتِنا، بالقصرِ والمدِّ؛(1)

( 1 قوله «وحكى اللحياني كان ذلك في بدأتنا إلخ» عبارة القاموس وشرحه« و» حكي الليحاني قولهم في الحكاية «كان ذلك » الأمر «في بدأتنا مثلثة الباء » فتحاً وضماً وكسراً مع القصر والمدّ «وفي بدأتنا محركة» قال الأزهري ولا أَدري كيف ذلك«وفي مبدانا» بالضم «ومبدئنا» بالفتح «مبدأتنا» بالفتح.)

قال: ولا أَدري كيف ذلكَ. وفي مَبْدَأَتِنا عنهُ أَيضاً. وقد أَبْدَأْنا وبَدأْنا كل ذلك عنه. والبَدِيئةُ والبَداءة والبَداهةُ: أَوّلُ ما يَفْجَؤُكَ، الهاء فيهِ بدل من الهمز. وبَدِيتُ بالشيءِ قَدَّمتُهُ، أَنـْصاريّةٌ. وبَدِيتُ بالشيءِ وبَدأْتُ: ابْتَدَأْتُ. وأَبْدَأْتُ بالأَمْرِ بَدْءــاً: ابْتَدأْتُ

به. وبَدأْتُ الشيءَ: فَعَلْتُهُ ابْتِداءً. وفي الحديثِ: الخَيْلُ مُبَدَّأَةٌ يومَ الوِرْدِ أَي يُبْدَأُ بها في السَّقْيِ قبلَ الإِبِلِ والغَنَمِ، وقد تحذفُ الهمزة فتصيرُ أَلفاً ساكنةً.والــبَدْءُ والبَدِيءُ: الأَوَّلُ؛ ومنهُ قولهم: افْعَلْهُ بادِيَ بَدْءٍ، على فَعْلٍ، وبادِي بَدِيءٍ على فَعِيلٍ، أَي أَوَّلَ شيءٍ، والياءُ من بادِي ساكِنةٌ في موضعِ النصبِ؛ هكذا يتكلمونَ بهِ. قال وربما تركوا همزه لكثرةِ الاستعمالِ على ما نذكرهُ في باب المعتل.

وبادِئُ الرأْيِ: أَوَّلُهُ وابْتِداؤُهُ. وعند أَهلِ التحقيقِ من الأَوائِلِ ما أُدْرِكَ قبلَ إِنْعامِ النَّظرِ؛ يُقال فَعَلَه في بادئٍ الرأيِ. وقال اللحياني: أَنتَ بادئَ الرَأْي ومُبْتَدَأَهُ تُرِيدُ ظُلْمنا، أَي أَنتَ في أَوَّلِ الرَّأْيِ تُريدُ ظُلْمنا. وروي أَيضاً: أَنتَ باديَ الرأْي تُرِيدُ ظُلمنا بغير همز، ومعناهُ أَنتَ فيما بَدا من الرأْي وظَهَرَ أَي أَنتَ في ظاهر الرأْي، فان كان هكذا فليس من هذا الباب.

وفي التنزيل العزيز: «وما نَراك اتَّبعكَ إِلاَّ الذينَ هُمْ أَراذِلُنا

بادِيَ الرَّأْيِ» وبادئَ الرَّأْيِ؛ قرأَ أَبو عمرو وحده: بادئَ الرأْيِ

بالهمز، وسائرُ القرّاءِ قرؤُوا بادِيَ بغير همز. وقال الفَرّاءُ: لا

تهمزوا باديَ الرأْيِ لأَنَّ المعنى فيما يظهرُ لنا ويبدو؛ قال: ولو أَرادَ ابْتِداءَ الرأْيِ فهَمزَ كان صواباً. وسنذكره أَيضاً في بدا. ومعنى قراءة أَبي عمرو باديَ الرأْيِ أَي أَوَّلَ الرأْيِ أَي اتَّبَعُوكَ ابْتِداءَ الرَأْي حين ابْتَدؤوا ينظرونَ، وإِذا فَكَّرُوا لم يَتَّبِعُوكَ. وقالَ

ابنُ الأَنباري: بادئَ، بالهمزِ، من بَدَأَ إِذا ابْتَدَأَ؛ قال:

وانْتِصابُ مَنْ هَمزَ ولم يَهْمِزْ بالاتِّباع على مَذهَب الـمَصدرِ أَي

اتَّبَعوكَ اتِّباعاً ظاهراً، أَو اتِّباعاً مُبْتَدأً؛ قال: ويجوز اَن يكون

المعنى ما نَراك اتَّبَعَكَ إِلاَّ الذين هم أَراذِلُنا في ظاهرِ ما نَرى

منهم، وطَوِيَّاتُهم على خِلافِك وعَلى مُوافَقَتنَا؛ وهو منْ بَدا

يَبْدُو إِذا ظَهَر.

وفي حديثِ الغُلامِ الذي قتله الخَضِرُ: فانْطَلقَ إِلى أَحَدِهم بادئَ

الرَّأْيِ فَقَتَله. قال ابنُ الأَثير: أَي في أَوَّلِ رأْيٍ رآهُ

وابتدائِه، ويجوز أَن يكون غير مهموز من البُدُوِّ: الظُّهور أَي في ظاهرِ الرَّأْيِ والنَّظَرِ.

قالوا افْعَلْهُ بَدءــاً وأَوَّلَ بَدْءٍ، عن ثعلبٍ، وبادِيَ بَدْءٍ وباديَ بَدِيٍّ لا يهمزُ . قال وهذا نادرٌ لأَنهُ ليس على التخفيفِ القياسيِّ، ولو كان كذلك لما ذكر ههنا.

وقال اللحياني: أَما بادِئَ بَدْءٍ فإِنِّي أَحْمَدُ اللّهَ، وبادِي بَدأَةَ وبادئَ بداءٍ وبدا بَدْءٍ وبَدْأَةَ بَدْأَةَ وباديَ بَدوٍ وبادِي بَداءٍ أَي أَمـَّا بَدْءَ

الرأْيِ فاني أَحْمَدُ اللّهَ. ورأَيتُ في بعضِ أُصول الصحاحِ يقالُ:

افْعَلْه بَدْأَةَ ذي بَدْءٍ وبَدأَةَ ذِي بَدْأَةَ وبَدْأَةَ ذي بَدِيءٍ وبَدْأَةَ بَديءٍ وبَديءَ بَدْءٍ، على فَعْل، وبادِئَ بَدِيءٍ، على فَعِيلٍ، وبادِئَ

بَدِئٍ، على فَعِلٍ، وبَديءَ ذي بَديءٍ أَي

أَوَّلَ أَوَّلَ.وبدأَ في الأَمرِ وعادَ وأَبْدأَ وأَعادَ. وقوله تعالى: وما يُبْدئُ الباطِلُ وما يُعِيدُ. قال الزجاج: ما في موضع نصب أَيْ أَيَّ شيءٍ يُبْدِئُ الباطلُ وأَيَّ شيءٍ يُعِيدُ، وتكونُ ما نَفْياً والباطلُ هنا

إِبْليِسُ، أَي وما يَخْلُقُ إِبلِيسُ ولا يَبْعَثُ، واللّهُ جلَّ وعزَّ هو

الخالقُ والباعثُ. وفَعَلَه عَوْدَه على بَدْئِه وفي عَوْدِه وبَدْئِه وفي

عَوْدَتِه وبَدأَته. وتقول: افْعَلْ ذلكَ عَوْداً وبَدْءــاً. ويقال: رجَعَ

عَوْدَه على بَدْئِه: إِذا رجع في الطريق الذي جَاءَ منه. وفي الحديث: أَنَّ النبيَّ صلى اللّهُ عليْهِ وسَلَّم نَفَّلَ في البَدْأَةِ الرُّبُعَ

وفي الرَّجْعَةِ الثُلثَ، أَرادَ بالبَدْأَةِ ابتِداءَ سَفَرِ الغَزْوِ

وبالرَّجْعةِ القُفُولَ منهُ؛ والمعْنى كانَ إِذا نَهَضَتْ سَرِيَّةٌ مِنْ

جُملةِ العسكر الـمُقْبِل على العَدُوّ فأَوْقَعَتْ بطائِفةٍ مِنَ

العَدُوّ، فما غَنِمُوا كانَ لهمْ الرُّبُع ويَشْرَكُهُمْ سائِرُ العَسكر في

ثلاثةِ أَرباعِ ما غَنِموا، وإِذا فَعَلَتْ ذلك عِنْدَ عَوْدِ العسكرِ كانَ

لهمْ من جميع ما غَنِمُوا الثُّلث، لأَنَّ الكَرَّةَ الثانِيَةَ أَشَقُّ

عليهم، والخَطَر فيها أَعْظَمُ، وذلك لقُوّة الظهر عند دُخولهم وضَعْفِه عند خُروجهم، وهمْ في الأَوّلِ أَنْشَطُ وأَشْهى للسَّيْرِ والإِمْعانِ في بِلادِ العَدُوّ، وهمْ عِنْدَ القُفُولِ أَضْعَفُ وأَفْترُ وأَشْهَى

للرُّجوعِ إِلى أَوْطانهمْ، فزادَهمْ لِذلك. وفي حديث عَلِيٍّ: واللّهِ لقد

سَمِعْتُه يقول: لَـيَضْرِبُنَّكُم على الدِّين عَوْداً كما ضَرَبْتُموهم عليه بَدْءــاً أَي أَوّلاً، يعني العَجَمَ والمَوالي.

وفي حَديثِ الحُدَيْبِيةِ: يكونُ لهم بَدءُ الفُجُورِ وثناهُ أَي أَوّلُه وآخِرُه.

ويُقالُ فلان ما يُبدِئُ وما يُعِيدُ أَي ما يَتَكَلَّمُ ببادئَةٍ ولا عائِدَةٍ. وفي الحديثِ: مَنَعَتِ العِراقُ دِرْهَمها وقَفِيزَها، ومَنَعَتِ الشامُ مُدْيَها ودِينارَها، ومنعت مِصْرُ إِرْدَبَّها، وعُدْتم مِن حيثُ بَدَأْتُمْ. قالَ ابنُ الأَثيرِ: هذا الحديثُ من مُعْجِزات سيدِنا رسولْ اللّهِ صلى اللّهُ تعالى عليهِ وسلم، لأَنهُ أَخبر بما لم يكن، وهو في عِلم اللّهِ كائن، فَخرَج لفظُه على لفظ الماضِي ودَلَّ بهِ على رضاه من عُمَر بنِ الخطاب رضيَ اللّهُ عنه بما وَظَّفَه على الكَفَرةِ من الجِزْيةِ في الامصار.

وفي تفسير المنعِ قولان: أَحدُهما أَنه علِم اَنهم سَيُسْلِمُون ويَسْقُطُ عنهم ما وُظِّفَ عليهم، فصارُوا له بِإسلامهم مانعين؛ويدل عليه قوله: وعُدْتُم مِن حيثُ بَدَأْتم، لأَنَّ بَدْأَهم، في عِلْم اللّهِ، أَنهم سَيُسلِمُون، فَعَادُوا مِن حَيْثُ بَدَؤُوا.

والثاني أَنهم يَخرُجونَ عن الطّاعةِ ويَعْصون الإِمام، فيَمْنَعون ما عليهم من الوَظائفِ. والمُدْيُ مِكيالُ أَهلِ الشامِ، والقَفِيزُ لأَهْلِ

العِراقِ، والإِرْدَبُّ لأَهْل مِصْرَ.

والابتداءُ في العَرُوض: اسم لِكُلِّ جُزْءٍ يَعْتَلُّ في أَوّلِ البيتِ

بِعلةٍ لا يكون في شيءٍ من حَشْوِ البيتِ كالخَرْم في الطَّوِيلِ

والوافِرِ والهَزَجِ والمُتقارَب، فإِنَّ هذه كلها يُسَمَّى كلُّ واحِدٍ من

أَجْزائِها، إِذا اعْتَلَّ، ابتداءً، وذلك لأنَّ فعولن تُحذف منهُ الفاءُ في

الابتداءِ، ولا تحذف الفاء من فعولن في حَشْوِ البيت البتةَ؛ وكذلك أَوّل مُفاعلتن وأَوّل مَفاعيلن يُحذفان في أَولِ البيت، ولا يُسمى مُسْتَفْعِلُن في البسيطِ وما أَشبههُ مـما علَّتُه، كعلة أَجزاءِ حَشوهِ، ابتداءً، وزعم الأَخْفَشُ أَن الخليل جَعَلَ فاعلاتن في أَوّلِ المديدِ ابتداءً؛ قال: وَلم يدرِ الأَخْفَشُ لِمَ جَعَلَ فاعِلاتُن ابْتداءً، وهي تكون فَعِلاتن وفاعِلاتن كما تكون أَجزاءُ الحَشْوِ. وذهبَ على الأَخْفَشِ أَنَّ الخَليل جعلَ فاعِلاتُن هنا ليست كالحَشو لأَن أَلِفَها تسقُطُ أَبداً بِلا مُعاقبة، وكُلُّ ما جاز في جُزْئهِ الأَوّلِ ما لا يجوز في حَشْوِهِ، فاسمه الابتداءُ؛ وإِنما سُمِّي ما وقع في الجزءِ ابتداءً لابتدائِكَ بِالإِعْلالِ. وبَدَأَ اللّهُ الخَلْقَ بَدْءــاً وأَبْدَأَهمْ بمعنى خَلَقَهم. وفي

التنزيل العزيز: اللّهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ. وفيه كيفَ يُبْدِئُ اللّهُ الخَلْقَ. وقال: وهو الذي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثم يُعيدُه. وقالَ: إِنَّه هو يُبْدِئُ ويُعِيد؛ فالأَوّل مِنَ البادِئِ والثاني منَ المُبْدِئِ وِكلاهُما صِفةٌ للّهِ جَلِيلَةٌ.

والبَدِيءُ: المَخْلوقُ. وبِئرٌ بَدِيءٌ كَبديع، والجمْعُ بُدُؤٌ.

والــبَدْءُ والبَدِيءُ: البئر التي حُفِرت في الإِسلام حَدِيثةً وليست

بعادِيَّةٍ، وتُرِكَ فيها الهمزةُ في أَكثرِ كلامهم، وذلك أَن يَحْفِر

بئراً في الأَرْضِ المَواتِ التي لا رَبَّ لها. وفي حديث ابن المسيَّب: في حَرِيمِ البئرِ البَدِيءِ خَمسٌ وعِشْرونَ ذِراعاً، يقول: له خَمس وعشرون ذِراعاً حَوالَيْها حَرِيمُها، ليسَ لأَحَدٍ أَن يَحْفِرَ في تلكَ الخمسِ والعشرينَ بئراً.

وإِنما شُبِّهت هذه البئرُ بالأَرضِ التي يُحْيِيها الرجُلُ فيكون مالِكاً لها، قال: والقَلِيبُ: البئرُ العادِيَّةُ القَدِيمَةُ التي لا يُعلمُ لها رَبٌّ ولا حافِرٌ، فليس لأَحدٍ أَن يَنْزِلَ على خمسينَ ذراعاً منها، وذلك أَنها لعامَّة الناس، فإِذا نزَلها نازِلٌ مَنَعَ غيره؛ ومعنى النُّزولِ أَن لا يَتَّخِذها داراً ويُقِيم عليها، وأَمـّا أَن يكون عابِرَ سَبيلٍ فلا. أَبو عبيدة يقال للرَّكِيَّةِ: بَدِيءٌ وبَدِيعٌ، إِذا حَفَرْتها أَنت، فإِن أَصَبْتها قد حُفِرَتْ قبلَك، فهي خَفِيَّةٌ، وزَمْزَمُ خَفِيَّةٌ لأنها لإِسمعِيل فاندَفنت، وأَنشَدَ:

فَصَبَّحَتْ، قَبْلَ أَذانِ الفُرْقانْ، * تَعْصِبُ أَعْقارَ حِياض البُودانْ

قال: البُودانُ القُلْبانُ، وهي الرَّكايا، واحدها بَدِيءٌ؛ قال

الأَزهري: وهذا مقلوبٌ، والأَصلُ بُدْيانٌ، فقَدَّمَ الياءً وجعَلَها واواً؛ والفُرقانُ: الصُّبْحُ، والبَدِيءُ: العَجَبُ، وجاءَ بأَمرٍ

بَدِيءٍ، على فَعِيلٍ، أَيْ عَجيبٍ.

وبَدِيءٌ مِن بَدَأْتُ، والبَدِيءُ: الأَمْرُ البَدِيعُ، وأَبْدَأَ الرَّجُلُ: إِذا جاءَ بهِ، يُقال أَمرٌ بَدِيءٌ. قالَ عَبِيدُ بنالأَبرَص:

فلا بَدِيءٌ ولا عَجِيبُ

والــبَدْءُ: السيِّدُ، وقِيلَ الشَّابُّ الـمُسْتَجادُ

الرأْيِ، الـمُسْتشَارُ، والجَمْعُ بُدُوءٌ. والــبَدْءُ: السَيِّدُ الأَوَّلُ في

السِّيادةِ، والثُنْيَانُ: الذي يَليهِ في السُّؤْدد. قالَ أَوْسُ بن مَغْراءَ

السَّعْدِيّ:

ثُنْيانُنا، إِنْ أَتاهُمْ، كانَ بَدْأَهُمُ، * وبدْؤُهُمْ، إنْ أَتانا، كانَ ثُنْيانا

والــبَدْءُ: المَفْصِلُ. والــبَدْءُ: العَظْمُ بما عَليهِ مِنَ اللَّحمِ.

والــبَدْءُ: خَيرُ عَظْمٍ في الجَزُورِ، وقيلَ خَيْرُ نَصِيبٍ في

الجَزُور. والجمْعُ أَبْدَاءٌ وبُدُوءٌ مِثلُ جَفْنٍ وأَجْفانٍ وجُفُونٍ.

قالَ طَرَفةُ بن العبد:

وهُمُ أَيْسارُ لُقْمانَ، إِذا * أَغْلَتِ الشَّتْوةُ أَبْداءَ الجُزُرْ

ويُقالُ: أَهْدَى لهُ بَدْأَةَ الجَزُورِأَيْ خَيْرَ الأَنصِباءِ، وأَنشَدَ ابنُ السكيت:

على أَيِّ بَدْءٍ مَقْسَمُ اللّحْمِ يُجْعَلُ

والأَبْداءُ: المفَاصِلُ، واحِدُها بَدًى، مقصورٌ، وهو أَيْضاً

بَدءٌ، مَهْمُوزٌ، تقدِيرُهُ بَدْعٌ. وأَبْدَاءُ الجَزُورِ عَشرَةٌ: وَرِكاهَا

وفَخِذَاهَا وساقاهَا وكَتِفَاهَا وعَضُداها، وهُمَا أَلأَمُ الجَزُورِ

لِكَثرَةِ العُرُوقِ.

والبُدْأَةُ: النَّصِيبُ مِنْ أَنـْصِباءِ الجَزُور؛ قالَ النَّمِرُ

ابن تَوْلَب:

فَمَنَحْتُ بُدْأَتَهَا رَقِيباً جانِحاً، * والنارُ تَلْفَحُ وَجْهَهُ بأُوَارِها

وروى ابنُ الأَعرابيِّ: فمَنَحْتُ بُدَّتَها، وهي النَّصيبُ، وهوَ

مَذْكورٌ في مَوْضِعِه؛ وروَى ثعلب رفِيقاً جانِحاً(1)

( 1 قوله «جانحاً» كذا هو في النسخ بالنون وسيأتي في ب د د بالميم.).

وفي الصِّحاحِ: الــبَدْءُ والبَدْأَةُ: النصِيبُ مِنَ الجَزورِ بفَتحِ الباءِ فيهما؛ وهذا شِعْرُ النَّمِرِ بن تَوْلَبٍ بضمِّها كما ترَى.

وبُدِئَ الرَّجُلُ يُبْدَأُ بَدْءــاً فهو مبْدُوءٌ: جُدِرَ أَوْ حُصِبَ.

قال الكميتُ:

فكأَنَّما بُدِئَتْ ظواهِرُ جِلْدِهِ، * مـمَّا يُصَافِحُ مِنْ لهِيبِ سُهَامِها(2)

(2 قوله «سهامها» ضبط في التكملة بالفتح والضم ورمز له بلفظ معاً اشارة إِلى أن البيت مروي بهما.)

وقال اللحياني: بُدِئَ الرَّجُلُ يُبْدَأُ بَدْءــاً: خَرَجَ بهِ بَثْرٌ

شِبْهُ الجُدَرِيِّ؛ ثمَّ قال: قالَ بعضهم هُو الجُدريُّ بعينه. ورَجُلٌ

مَبْدُوءٌ: خرَج بهِ ذلِك. وفي حديثِ عائِشة رضِي اللّه عنها أَنها

قالتْ: في اليومِ الذي بُدِئَ فيهِ رسولُ اللّه صلَّى اللّه عليهِ

وسلَّم، وَارَأْساه. قالَ ابنُ الأَثير: يُقالُ متى بُدِئَ فلانٌ أَي متى مَرِضَ؛ قال: ويُسأَلُ بهِ عن الحيِّ والـمَيِّتِ. وبَدَأَ من أَرضٍ إِلى أَرضٍ أُخرى وأَبْدأَ: خرَجَ منها إِلى غيرها إِبْداءً.

وأَبْدأَ الرَّجلُ: كِناية عن النَّجْو، والاسمُ البَداءُ، ممدودٌ. وأَبْدَأَ الصبيُّ: خَرَجت أَسْنانُهُ بعد سُقُوطِها.

والبُدْأَةُ: هَنَةٌ سوداءُ كأَنها كَمْءٌ ولا يُنتَفَعُ بها، حكاه أَبو حنيفة.

بَدَأَ

(بَدَأَ) الشَّيْء قدمه وفضله
(بَدَأَ)
بدءــا وبدأة حدث وَنَشَأ وَمن مَكَان إِلَى آخر انْتقل وَيفْعل كَذَا أَخذ وَشرع وَيُقَال بَدَأَ فِي الْأَمر وَعَاد تكلم فِيهِ مرّة بعد أُخْرَى والبئر احتفرها فَهِيَ بديء وَالشَّيْء أنشأه وأوجده وَالشَّيْء وَبِه فعله قبل غَيره وفضله
بَدَأَ به، كَمَنَعَ: ابْتَدَأَ،
وـ الشَّيْءَ: فَعَلَهُ ابْتِدَاءً، كَأَبْدَأَهُ ابْتدَأَهُ،
وـ مِنْ أرْضِهِ: خَرَجَ،
وـ اللَّهُ الخَلْقَ: خَلَقَهُمْ، كَأَبْدَأَ فيهما.
ولَكَ الــبِدْءُ والبَدْأةُ والبَدَاءَةُ، ويُضَمّانِ،
والبَدِيئَةُ، أي: لَكَ أنْ تَبْدَأ،
والبَدِيئَةُ: البَدِيهَةُ، كالبَدَاءَةِ.
وافْعَلْهُ بَدْءــاً،
وأوّلَ بَدْءٍ، وبادِي بَدْءٍ، وبادِي بَدِيّ، وبادي بَدْأَةَ، وَبَدْأَةَ ذِي بَدْءٍ، وَبَدْأَةَ ذِي بَدَاءٍ،
وبِدْأَةَ ذِي بَدْأَةٍ، وبَدْأَةَ ذِي بَدِيءٍ، وبَدَاءَةَ ذِي بَدِيءٍ، وبِدَأَةَ بَدْءٍ، وبَدِيءَ بَدْءٍ، وبادِئَ بَدِيءٍ، وبادِئَ بَدِئٍ، ككَتِفٍ، وبَدِيءَ ذِي بَدِيءٍ، وبادئَ بَدْءٍ، وبادِئَ بَدَاءٍ، وبَدَا بَدْءٍ، وبَدْأَةَ بَدْأَةَ، وبادىِ بَدٍ، وبادي بَداءٍ، أي: أوّلَ كُلِّ شَيْءٍ. ورجَعَ عَوْدَهُ على بَدْئِهِ، وفي عَوْدِهِ وبَدْئِهِ، وفي عَوْدَتِهِ،
وبَدْأَتِهِ، وعَوْداً
وبَدْءــاً، أي: في الطَّريقِ الذي جاءَ منه.
وما يُبْدِئُ وما يُعِيدُ: ما يَتَكَلَّمُ ببادِئَةِ ولا عائِدَةِ.
والــبَدْءُ: السِّيَّدُ، والشَّابُّ العاقِلُ، والنَّصِيبُ من الجَزُورِ،
كالبَدْأَّةِ، ج: أبْدَاءٌ وبُدُوءٌ. وكالبَدِيعِ: المخْلُوقُ، والأمْرُ المُبْدَعُ، والبِئْرُ الإسْلامِيَّةُ. والأوَّلُ،
كالــبَدْءِ.
وبُدِئَ، بالضم، بَدْاً: جُدِرَ، أو حُصِبَ بالحَصْبَةِ.
وبَدَّاءٌ، ككتَّانِ: اسْمُ جماعة.
والبُدْأَةُ، بالضم: نَبْتٌ. وكان ذلك في بَدْأَتِنَا، مُثَلَّثَةَ الباءِ، وفي بَدَأَتِنا، مُحَرَّكَةً، وفي مُبْدَئِنا ومَبْدَئنَا ومَبْدَأَتِنا، كذا في (الباهِرِ) لابن عُدَيْس.

الْعرض أَعم من العرضي

الْعرض أَعم من العرضي: قَالَ فِي الْحَوَاشِي الْقَدِيمَة الْأَبْيَض إِذا أَخذ لَا بِشَرْط شَيْء فَهُوَ عرضي وَإِذا أَخذ بِشَرْط شَيْء فَهُوَ الثَّوْب الْأَبْيَض مثلا وَإِذا أَخذ بِشَرْط لَا شَيْء فَهُوَ الْعرض الْمُقَابل للجوهر فَكَمَا أَن طبيعة الذاتي جنس ومادة باعتبارين أَو فصل وَصُورَة باعتبارين فطبيعة العرضي عرض وعرضي باعتبارين. وَهَذَا تَحْقِيق الْفرق بَين الْعرض والعرضي لَا مَا يتخيل من أَن الْفرق بَينهمَا بِالذَّاتِ فالمدرك بالبصر أَولا وبالذات هُوَ الْأَبْيَض ثمَّ من خَارج يعلم أَن الْأَبْيَض مُقَارن بموجود آخر هُوَ ثوب أَو حجر أَو غَيرهمَا حَتَّى لَو لم تكن تِلْكَ الملاحظة لم يعلم أَنه شَيْء أَبيض بل جَازَ أَن يكون أَبيض بِذَاتِهِ كَمَا أَن الثَّوْب ثوب بِذَاتِهِ وَحِينَئِذٍ كَانَ بَيَاضًا وأبيض فَيكون أَبيض ببياض هُوَ عين ذَاته إِذْ الْبيَاض هُوَ الْأَبْيَض بِاعْتِبَار التحصل وَلذَلِك لَا يحمل على مَجْمُوع المعروض والعارض. وَذَلِكَ كَمَا أَن الْبدن اسْم للجسم من حَيْثُ هُوَ مَادَّة للنَّفس وَلذَلِك لَا يحمل على مَجْمُوع النَّفس وَالْبدن بِخِلَاف الْجِسْم فَإِنَّهُ اسْم لَهُ بِأَيّ اعْتِبَار أَخذ فَلذَلِك يحمل على الْمَجْمُوع إِذا أَخذ لَا بِشَرْط شَيْء وَهَذَا وَإِن كَانَ مُخَالفا لظَاهِر أقاويل الْمُتَأَخِّرين حَتَّى الشَّيْخ فِي الشِّفَاء فَهُوَ الْحق ويلوح إِلَيْهِ كَلَام الْمعلم الثَّانِي فِي الْمدْخل الْأَوْسَط وَيُوَافِقهُ تَعْلِيم الْمعلم الأول بِحَسب ترجمتي حنين بن اسحاق فَإِنَّهُ عبر عَن أَكثر المقولات بالمشتقات كالفاعل والمنفعل والمضاف وَغَيرهَا. وَأَرَادَ فِي التَّمْثِيل المشتقات وَمَا فِي حكمهَا كَالْأَبِ وَالِابْن وَفِي الدَّار وَفِي الْوَقْت ونظائرها وَيشْهد بِهِ الْفطْرَة السليمة من ذَوي فطنة قويمة انْتهى.
وَقَالَ الزَّاهِد فِي حَوَاشِيه على الْأُمُور الْعَامَّة من شرح المواقف وَبِهَذَا يظْهر أَن الْعرض أَعم من العرضي والمشتقات وَمَا فِي حكمهَا أَعْرَاض كَمَا يلوح إِلَيْهِ مَا نقل من الْمعلم الأول فَافْهَم فَإِنَّهُ مَعَ وضوحه لَا يَخْلُو عَن دقة انْتهى.
وَقَالَ زبدة الْعلمَاء أُسْوَة الْفُضَلَاء مَوْلَانَا مُحَمَّد أكبر الْمُفْتِي فِي أَحْمد آباد رَحْمَة الله عَلَيْهِ فِي حَوَاشِيه على تِلْكَ الْحَوَاشِي. قَوْله: وَبِهَذَا ظهر أَي بِإِرَادَة الاتصاف الْأَعَمّ الشَّامِل للمواطأة والاشتقاق فِي مَفْهُوم النَّعْت يظْهر عُمُوم الْعرض وشموله للعرضي فَإِن المشتقات عرضيات بِلَا ريب. وبهذه الْإِرَادَة صَار الْعرض متناولا لَهَا تنَاوله للمبادىء الَّتِي اعراض بِلَا رِيبَة. وَلَو اقْتصر على إِرَادَة الاتصاف بِوَاسِطَة ذُو لَا يظْهر ذَلِك.
فَإِن قيل قد تنبهت مِمَّا أسلفنا أَن المشتقات على تَحْقِيق الْمُحَقق بِاعْتِبَار شَرط لَا أَعْرَاض ومحمول بِوَاسِطَة ذُو فعلى الِاقْتِصَار أَيْضا يكون الْعرض متناولا للعرضيات (قُلْنَا) الْكَلَام فِي هَذِه الْمرتبَة على زعم الْمحشِي وَهُوَ غافل عَنهُ إِذْ نقُول الْمَقْصُود تنَاول الْعرض للعرضي من حَيْثُ إِنَّه عرضي وَهُوَ مقتصر على إِرَادَة الْأَعَمّ وَفِي الِاقْتِصَار إِنَّمَا يظْهر التَّنَاوُل لما صدق عَلَيْهِ الْعرض لَا من حَيْثُ إِنَّه عرضي فَتدبر فَإِنَّهُ دَقِيق. وانتظر لما نتكلم عَلَيْهِ فَإِنَّهُ بالتكلم حقيق.
قَوْله والمشتقات وَمَا فِي حكمهَا إِلَى آخِره إِمَّا دَاخل تَحت الظُّهُور أَو اسْتِئْنَاف دفعا لما يتَوَهَّم على الظَّاهِر من الْمُخَالفَة المشتهرة بَين الْأَلْسِنَة فَإِن كَلِمَات الْمُتَأَخِّرين حَتَّى الشَّيْخ فِي الشِّفَاء صَرِيحَة فِي الْفرق بَين الْعرض والعرضي وَإِن المشتقات عرضيات لَيست بأعراض. والمبادىء أَعْرَاض لَيست بعرضيات بِأَن مَا نقل من الْمعلم الأول يلوح إِلَيْهِ حَيْثُ عبر عَن أَكثر المقولات بالمشتقات وَمثل لَهَا أَيْضا بالمشتقات وَمَا فِي حكمهَا على مَا سَيظْهر بعد. فَقَوله كَمَا يلوح إِلَيْهِ على الأول مُرْتَبِط بقوله يظْهر. وعَلى الثَّانِي بالمستأنف كَمَا لَا يخفى على المتأمل. وَبِالْجُمْلَةِ الْمَقْصُود أَنه وَإِن كَانَ مُخَالفا لمُخَالفَة الْمُتَأَخِّرين لكنه مُوَافق لكَلَام من هُوَ أفضل مِنْهُم من القدماء. قَوْله وَمَا فِي حكمهَا أَي مثل ذِي سَواد. قَوْله فَافْهَم فَإِنَّهُ مَعَ وضوحه دَقِيق فهم هَذَا المرام وتنقيح هَذَا الْمقَام دَاع إِلَى نوع بسط فِي الْكَلَام.
فَاعْلَم إِن السوَاد عرض وَالْأسود عرضي على مَا هُوَ الْمَشْهُور وَالْمَفْهُوم من كَلَام الْمُتَأَخِّرين حَتَّى الشَّيْخ فِي الشِّفَاء كَمَا أَشَرنَا إِلَيْهِ آنِفا وَأَن الْفرق بَينهمَا والتغاير بِالذَّاتِ وَأَن الأول مَحْمُول اشتقاقا _ وَالثَّانِي مَحْمُول مواطأة وَالْعرض مُقَابل الْجَوْهَر غير العرضي الْمُقَابل للذاتي.
وَخَالفهُم الْمُحَقق الْأُسْتَاذ الدواني مستنبطا من كَلَام القدماء على مَا لوحنا إِلَيْهِ. وَقَالَ إنَّهُمَا متحدان ذاتا لَا تغاير بَينهمَا إِلَّا اعْتِبَارا فالأسود هُوَ السوَاد وَكَذَا الْعَكْس إِلَّا أَنه إِذْ أَخذ لَا بِشَرْط شَيْء عرضي مَحْمُول مواطأة. وبشرط لَا شَيْء عرض مَحْمُول اشتقاقا ومبنى كَلَامه هَذَا على مَا يظْهر من الْحَاشِيَة الْقَدِيمَة على أَمريْن.
أَحدهمَا: أَن الْمدْرك بالبصر أَولا وبالذات هُوَ الْأسود أَو الْأَبْيَض ثمَّ من خَارج يعلم أَن الْأسود والأبيض مُقَارن لموجود آخر هُوَ ثوب أَو حجر أَو غَيرهمَا حَتَّى لَو لم يكن تِلْكَ الملاحظة لم يعلم أَنه شَيْء أسود أَو أَبيض _ بل جَازَ أَن يكون أسود وأبيض بِذَاتِهِ كَمَا أَن الثَّوْب ثوب بِذَاتِهِ وَحِينَئِذٍ كَانَ بَيَاضًا وأبيض وسوادا وأسود.
وتوضيحه إِنَّه إِذا رُؤِيَ شَيْء أَبيض مثلا فالمرئي بِالذَّاتِ هُوَ الْبيَاض على مَا قَالُوا ونعلم بِالضَّرُورَةِ أَنا قبل مُلَاحظَة أَن الْبيَاض عرض وَأَن الْعرض لَا يُوجد قَائِما بِنَفسِهِ نحكم بِأَنَّهُ بَيَاض وأبيض _ فَفِي تِلْكَ الْمرتبَة كَمَا يحكم بِأَنَّهُ بَيَاض يحكم بِأَنَّهُ أَبيض وَلَوْلَا الِاتِّحَاد بِالذَّاتِ بَينهمَا لم يجوز الْعقل قبل مُلَاحظَة تِلْكَ الْمُقدمَات كَونه أَبيض.
وَثَانِيهمَا: أَنه لَا يدْخل فِي مَفْهُوم الْمُشْتَقّ الْمَوْصُوف وَلَا النِّسْبَة فَيكون عين الصّفة. وتفصيله أَن فِي معنى الْمُشْتَقّ أقوالا _ الأول مَا هُوَ الْمَشْهُور من أَنه مركب من الذَّات وَالصّفة وَالنِّسْبَة. وَالثَّانِي مَا اخْتَارَهُ السَّيِّد السَّنَد الْأُسْتَاذ الْعَلامَة الشريف وَهُوَ أَنه مركب من نِسْبَة والمشتق مِنْهُ فَقَط. وَمعنى القَوْل الأول ظَاهر لَا ستْرَة فِيهِ فَإِن تَفْسِير الْكَاتِب مثلا على مَا اشْتهر وَدَار على الْأَلْسِنَة أَعنِي شَيْء لَهُ الْكِتَابَة صَرِيح الدّلَالَة عَلَيْهِ ومطمح نظر السَّيِّد السَّنَد قدس سره أَنه لَا يُمكن اعْتِبَار مَفْهُوم الشَّيْء وَلَا مَا صدق عَلَيْهِ فِيهِ للُزُوم دُخُول الْعرض الْعَام فِي الْفِعْل على الأول وَدخُول النَّوْع فِيهِ مَعَ لُزُوم انقلاب مُشْتَقّ الْإِمْكَان بِالْوُجُوب على الثَّانِي فَمَا بَقِي إِلَّا الصّفة وَالنِّسْبَة.
والمحقق لما رأى أَن دُخُول النِّسْبَة الَّتِي هِيَ غير مُسْتَقلَّة المفهومية فِي حَقِيقَة مُسْتَقلَّة من غير دُخُول المنتسبين أَمر غير مَعْقُول ذهب إِلَى أَن الْمُشْتَقّ أَمر بسيط غير مُشْتَمل على النِّسْبَة إِذْ لَا يرى أَنه يعبر عَن معنى الْأسود والأبيض (بسياه وسفيد) . (كَذَا) على الْمَوْصُوف لَا عَاما وَلَا خَاصّا بل عبارَة عَن الْمُشْتَقّ مِنْهُ فَقَط وَلَيْسَ بَينه وَبَين الْمُشْتَقّ مِنْهُ تغاير بِحَسب الْحَقِيقَة فَهُوَ إِذا أَخذ لَا بِشَرْط شَيْء فَهُوَ عرضي ومشتق. وَإِذا أَخذ بِشَرْط لَا شَيْء فَهُوَ عرض ومشتق مِنْهُ مَحْمُول اشتقاقا كَمَا ذكرنَا آنِفا وَهَذَا هُوَ القَوْل الثَّالِث.
وَقد يُؤَيّد هَذَا القَوْل بِمَا قَالُوا إِن الضَّوْء إِذا كَانَ قَائِما بِنَفسِهِ كَانَ ضوءا مضيا على مَا يُشِير إِلَيْهِ كَلَام بهمنيار وَإِن الْوُجُود إِذا كَانَ قَائِما بِنَفسِهِ كَانَ وجودا وموجودا حَقِيقَة وَإِن الْحَرَارَة إِذا كَانَت قَائِمَة بِنَفسِهَا وَكَانَت يَتَرَتَّب عَلَيْهَا الْآثَار الْمَطْلُوبَة يُقَال إِنَّهَا حرارة وحارة كَمَا بَين فِي بحث عَيْنِيَّة الْوُجُود للْوَاجِب وَمن الْمَعْلُوم بِالضَّرُورَةِ إِن الضَّوْء بِمُجَرَّد قِيَامه بِذَاتِهِ لَا يتبدل ذَاته وجوهره فَإِذا كَانَ عِنْد الْقيام بِالنَّفسِ مضيا ومتحدا مَعَه بِحَسب الذَّات وَالْمَفْهُوم وَلَا شكّ أَنه حِينَئِذٍ لَا يتَصَوَّر دُخُول أَمر فِيهِ يتَوَهَّم اعْتِبَاره كالموصوف وَالنِّسْبَة علم أَنَّهُمَا ليسَا بمتغائرين _ بل هما متحدان ذاتا ثمَّ إِنَّه مُتَعَلق أَيْضا بِمَا نقل من الْمعلم الأول ومترجم كَلَامه حَيْثُ عبروا عَن المقولات بالمشتقات وَمثل أَكْثَرهم بهَا فَإِنَّهُ لَوْلَا الِاتِّحَاد لما صَحَّ ذَلِك إِلَّا بالتكلف وَاعْتِبَار الْمُسَامحَة.
وَأَيْضًا وَقع النزاع فِي عرضية بعض الْأَعْرَاض كالألوان وَلَو كَانَ حَقِيقَتهَا مبادىء الِاشْتِقَاق لم يكن النزاع ضَرُورَة أَن السوَاد وَالْبَيَاض بِمَعْنى المبدأ ليسَا بجوهرين. وَأَنت خَبِير بِمَا فِي مبْنى هَذَا القَوْل من الْوَجْهَيْنِ وَغَيرهمَا من التأييد وَالتَّعْلِيق من قدح ووهن. أما فِي الْوَجْه الأول فبأنا إِذا فَرضنَا أَن أحدا لم يسمع لفظ الْبيَاض والأبيض والجسم وَغَيره وَلم يتَصَوَّر مَعَاني هَذِه ثمَّ رأى جسما أَبيض فَفِي هَذِه الْحَالة يدْرك الْبيَاض أَي هَذَا الْعرض الْخَاص وَحده وَلم يعلم أَن هَا هُنَا شَيْئا آخر ثمَّ إِذا شَاهد أَن الْأَمر قد زَالَ وَبَقِي شَيْء آخر علم إِن هَا هُنَا شَيْء آخر كَانَ ذَلِك الْأَمر حَالا فِيهِ وَهَذَا هُوَ المُرَاد بالأبيض. وَلَا شكّ أَن هَذَا الْمَعْنى الْأَخير الَّذِي أدْركهُ آخر غير الْمَعْنى الأول وَلَا نعني بالأبيض إِلَّا هَذَا نعم لَو اصْطلحَ أحد على أَن يَجْعَل الْأَبْيَض بِمَعْنى مَا يصدر عَنهُ الْأَثر الَّذِي يُشَاهد من الْجِسْم ذِي الْبيَاض أَعنِي تَفْرِيق الْبَصَر مثلا فَحِينَئِذٍ يَصح أَن الشَّخْص الْمَفْرُوض حِين مُشَاهدَة الْبيَاض بمشاهدة الْآثَار الَّتِي تترتب عَلَيْهِ يتخيل فِي بادىء الرَّأْي أَن الشَّيْء الَّذِي تترتب عَلَيْهِ تِلْكَ الْآثَار هُوَ ذَلِك الْأَمر الْمشَاهد أَعنِي الْبيَاض لَكِن على هَذَا يصير النزاع لفضيا على إننا حِينَئِذٍ أَيْضا نقُول إِنَّه بِمُجَرَّد أَن يتخيل فِي بادىء الرَّأْي أَن الْبيَاض هُوَ الْأَبْيَض لَا يلْزم أَن يكون مَعْنَاهُمَا وَاحِدًا بِالذَّاتِ مغائرا بِالِاعْتِبَارِ. أَلا ترى أَن من أدْرك أَولا الصُّورَة الجسمية ووجدها بِحَيْثُ تتصل وتنفصل يتخيل أَن الْقَابِل للاتصال والانفصال هُوَ الْأَمر ثمَّ بعد مُلَاحظَة الْبُرْهَان يظْهر لَهُ أَن الْقَابِل لَيْسَ هُوَ ذَلِك الْأَمر بل أَمر آخر وبمجرد هَذَا التخيل فِي بادىء الرَّأْي لَا يلْزم أَن يكون الْقَابِل فِي الْوَاقِع هُوَ ذَلِك فضلا عَن أَن يكون مَعْنَاهُمَا وَاحِدًا وَمَعَ ذَلِك نقُول إِنَّه لَا شكّ أَن الْبيَاض والجسم موجودان فِي الْخَارِج بِوُجُود مغائر. وَلَا شكّ أَن المتغاير فِي الْوُجُود الْخَارِجِي لَا يُمكن حمل أَحدهمَا على الآخر بِأَيّ اعْتِبَار أَخذ من الاعتبارات الثَّلَاثَة. وَأما فِي الْوَجْه الثَّانِي فبأن الْمَوْصُوف لَا يدْخل فِيهِ على وَجه الْعُمُوم وَلَا على وَجه الْخُصُوص حَتَّى يرد عَلَيْهِ مَا ذكر بل بعنوان مُتَعَلق الْحَدث الَّذِي هُوَ مَأْخَذ الِاشْتِقَاق كَمَا يدل عَلَيْهِ تَفْسِير الْقَوْم إِيَّاه بِمَا يدل على ذَات مُبْهمَة بِاعْتِبَار معنى معِين فَفِي الْأَبْيَض مثلا لَا يدْخل الْمَوْصُوف فِي مَفْهُومه لَا بعنوان الشيئية وَلَا بعنوان الثوبية بل بعنوان المنسوبية إِلَى الْبيَاض وَذي الْبيَاض لَا بِمَعْنى أَنه معنى مفصل بل هُوَ أَمر إجمالي إِذا فصل وحلل يعبر عَنهُ بالمنسوب إِلَى الْبيَاض. وَهَذَا كَمَا يَقُولُونَ إِن التَّصْدِيق عبارَة عَن إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة ومرادهم أَنه أَمر بسيط إجمالي يفصله الْعقل إِلَى ذَلِك لَا أَنه معنى تفصيلي فَلَا يلْزم التسلسل على مَا توهم ثمَّ إِنَّه كَمَا يدْخل الْمَوْصُوف إِجْمَالا يدْخل النِّسْبَة ومــبدء الِاشْتِقَاق إِجْمَالا أَيْضا وَعدم المعقولية إِنَّمَا هُوَ إِذا كَانَ بِدُونِ الْمَوْصُوف تَفْصِيلًا _ وَهَذَا تَحْقِيق مَا حَقَّقَهُ السَّيِّد السَّنَد صدر الدّين رَحمَه الله بِحَيْثُ انْدفع بِهِ مَا أورد عَلَيْهِ الْأُسْتَاذ الْمُحَقق الجديدة كَمَا يظْهر على من يطالع كَلَام الأستاذين فِي الحاشيتين.
وَالتَّحْقِيق إِن مصداق حمل الْمُشْتَقّ على شَيْء قيام مــبدء الِاشْتِقَاق بِهِ. وَالْقِيَام إِمَّا قيام (حَقِيقِيّ) وَهُوَ فِيمَا إِذا كَانَ مــبدء الِاشْتِقَاق غير الْمَوْصُوف ذاتا أَو اعْتِبَارا أَو (غير حَقِيقِيّ) وَهُوَ فِيمَا إِذا لم يكن غَيره أصلا بل يكون حَاصِلا بِنَفسِهِ وَأما فِي التأييد فَمَا ذكره الْمحشِي المدقق فِي بحث الْأَجْزَاء أَنه اشْتِبَاه مَفْهُوم الْمُشْتَقّ بِمَا صدق عَلَيْهِ.
ومحصله إِن مَا يعلم من هَذَا الَّذِي فالوا إِن الضَّوْء على تَقْدِير الْقيام بِالنَّفسِ يكون فَردا للمضيء لَا أَنه يكون عين مَفْهُوم المضيء وَحَقِيقَته. وَالْكَلَام إِنَّمَا هُوَ فِيهِ وَلَو قَالَ الْمُؤَيد إِنَّا سلمنَا مَا قلت وَنحن أَيْضا نعلمهُ كَمَا قلت لِأَنَّك خَبِير بِأَن صدق المضيء عَلَيْهِ لَيْسَ كصدقه على الْجِسْم المضيء بِهِ بِأَن يكون هَا هُنَا ذَات وَنسبَة وَوصف فَإِنَّهُ لَيْسَ إِلَّا ضوء فَقَط فَلَا يكون الصدْق إِلَّا بِاعْتِبَار أَنه ضوء فَلَو لم يكن الِاتِّحَاد بَين الضَّوْء والمضيء لم يكن الصدْق. وَهَذَا لَيْسَ من اشْتِبَاه فِي شَيْء بل الِاسْتِدْلَال من الصدْق والفردية على الِاتِّحَاد فِي الْمَفْهُوم والحقيقة يدْفع مَا قَالَ فَإنَّك خَبِير أَيْضا بِمَا قَالُوا إِن الضَّوْء إِذا كَانَ قَائِما بِغَيْرِهِ إِن لم يكن مضيئا بل الْغَيْر مضيء بِهِ وَإِن وجودات الممكنات لَيست بموجودة وَكَذَا الْبيَاض الْقَائِم بِالثَّوْبِ لَيْسَ بأبيض فَلَو كَانَ الِاتِّحَاد صدق المضيء وَالْمَوْجُود والأبيض على مبادئها وَلَيْسَ كَذَلِك بل هُوَ مَعْلُوم الانتفاء بِالضَّرُورَةِ.
وَمَا يتَوَهَّم إِن وجودات الممكنات موجودات والضوء الْقَائِم بِغَيْرِهِ مضيء وَكَذَا الْبيَاض الْقَائِم بِغَيْرِهِ أَبيض إِلَّا أَن لَا يُطلق عَلَيْهِ فِي عرف اللُّغَة لاشْتِرَاط الْقيام بِالنَّفسِ فِي الاطلاق فَلَو تمّ لَا يتم كليا ضَرُورَة إِن عدم كَون وجودات الممكنات مَوْجُودَة لَيْسَ بِاعْتِبَار أَمر لَفْظِي بل هُوَ أَمر معنوي إِذْ من الْمَعْلُوم بديهة إِنَّهَا لَيست بموجودة بِالْمَعْنَى البديهي الْعَام الَّذِي نفهمه من لفظ الْمَوْجُود ونحمله على الماهيات من دون أَن يلاحظه الْعرف واللغة.
فَاعْلَم إِن صدق المضيء على الضَّوْء الْقَائِم بِنَفسِهِ لَيْسَ مَبْنِيا على الِاتِّحَاد. بل التَّحْقِيق إِن مصداق حمل الْمُشْتَقّ على شَيْء قيام مــبدء الِاشْتِقَاق بِهِ قيَاما (حَقِيقِيًّا) وَهُوَ فِيمَا إِذا كَانَ الْوَصْف غير الشَّيْء الْمَوْصُوف سَوَاء كَانَ غَيره بِالذَّاتِ كَمَا فِي الضَّوْء الْقَائِم بالشمس وَالْبَيَاض الْقَائِم بِالثَّوْبِ أَو بِالِاعْتِبَارِ كحصة الْوُجُود الْقَائِم بِهِ لَو اعْتبر الْوُجُود مَوْجُودا أَو غير حَقِيقِيّ وَهُوَ فِيمَا إِذا كَانَ الْوَصْف حَاصِلا بِنَفسِهِ والوجود الْقَائِم بِنَفسِهِ وَالْبَيَاض الَّذِي يكون كَذَلِك فَإِنَّهُ لَيْسَ قَائِما بِالْغَيْر لَا ذاتا وَلَا اعْتِبَارا.
وَلَا شكّ فِي أَن الْقيام بكلا قسميه فِي الضَّوْء وَالْبَيَاض القائمين بِغَيْرِهِمَا مُنْتَفٍ. أما الثَّانِي فَظَاهر. وَأما الأول فلَان الْبيَاض الْقَائِم بِالثَّوْبِ مثلا إِنَّمَا هُوَ وصف لَهُ وَاعْتبر قِيَامه بِهِ وَلم يعْتَبر فِيهِ قيام بَيَاض آخر مغائر لَهُ حَقِيقَة أَو اعْتِبَارا فَلَا يكون ذَلِك مصداق حمل الْأَبْيَض أصلا بِخِلَاف الْقَائِم بِنَفسِهِ. فَإِن الْقيام على النَّحْو الثَّانِي مُتَحَقق فِيهِ. (نعم) لَو اعْتبر الْبيَاض الْقَائِم بِغَيْرِهِ فِي مرتبَة الْمَوْصُوف وَاعْتبر قيام بَيَاض آخر بِهِ مغائر لَهُ اعْتِبَارا كَمَا فِي حِصَّة الْوُجُود الْقَائِم بالوجود يكون مصداقا لذَلِك لكنه حِينَئِذٍ لَا يكون فِي مرتبَة الْوَصْف والمــبدء بل فِي مرتبَة الْمَوْصُوف. وَلَيْسَ الْكَلَام فِيهِ وَلَو اتَّحد الْبيَاض والأبيض ذاتا ومفهوما لَكَانَ فِي مرتبَة الوصفية لغيره أَيْضا أَبيض وَلَيْسَ فَلَيْسَ. فَإِن قيل إِن الْبيَاض الْقَائِم بِنَفسِهِ لم يعْتَبر فِيهِ أَيْضا قيام بَيَاض آخر بِهِ فَمَا الْفرق بَينه وَبَين الْبيَاض الْقَائِم بِغَيْرِهِ فِي أَن لَا يكون فِي الثَّانِي قيام غير حَقِيقِيّ وَيكون فِي الأول. قُلْنَا الْفرق ظَاهر فَإِنَّهُ فِيمَا إِذا كَانَ قَائِما بِذَاتِهِ يَتَرَتَّب عَلَيْهِ مَا يَتَرَتَّب فِي الْقَائِم بِغَيْرِهِ على مَجْمُوع الذَّات وَالْوَصْف فَيكون هَذَا فِي مرتبَة الذَّات وَالْوَصْف وَالنِّسْبَة فَكَأَنَّهُ ذَات قَامَ بِهِ وصف لَا يحْتَاج فِيهِ إِلَى اعْتِبَار قيام وصف آخر بِهِ وَلَو اعْتِبَارا. بِخِلَاف الْقَائِم بِغَيْرِهِ. فَإِنَّهُ لَا يَتَرَتَّب فِيهِ على مُجَرّد الْوَصْف بل على ذَات مَعَ ذَلِك فَلَيْسَ فِي تِلْكَ الْمرتبَة قَائِما مقَام الذَّات وَالْوَصْف بل يحْتَاج فِي كَونه أَبيض إِلَى مُلَاحظَة قيام حِصَّة الْبيَاض بِهِ وَهُوَ فِي هَذِه الْمرتبَة لَيْسَ من قبيل الْوَصْف والمــبدء. وَأما مَا تعلق بِهِ مِمَّا نقل من الْمعلم الأول من التَّعْبِير والتمثيل فَهُوَ لَا يُوجب إِلَّا أَن يكون الْمُشْتَقّ عرضا وَهُوَ لَيْسَ بمستلزم لِأَن يكون مَعْنَاهُ عين معنى المــبدء بل الْمُشْتَقّ مَعَ كَونه مغائرا لَهُ لَهُ اعتباران. بِاعْتِبَار عرض. وَبِاعْتِبَار عرضي على مَا يظْهر فِيمَا يذكر بعد عَن الْمحشِي وَكَذَا وُقُوع النزاع فِي عرضية بعض الْأَعْرَاض كالألوان لَا يدل على مَا رامه. فَإِن الْبيَاض المحسوس وَأَمْثَاله لَيْسَ مِمَّا يَأْبَى الْعقل كَونه صُورَة نوعية بديهية حَتَّى لَا يتَصَوَّر النزاع فِيهِ على تَقْدِير كَونه عبارَة عَن نفس المــبدء.
وَبِالْجُمْلَةِ مَا قَالَه الْمُحَقق وَتفرد بِهِ مستبعد جدا مُخَالف لما يشْهد بِهِ الوجدان والبرهان. وَلما رأى الْمحشِي المدقق مَا رَأينَا وأريناك مَا ارتضى بذلك. وَقَالَ فِي بحث الْأَجْزَاء أَنَّهُمَا متغائران ذاتا وَحَقِيقَة. وَمعنى الْمُشْتَقّ أَمر بسيط ينتزعه الْعقل عَن الْمَوْصُوف نظرا إِلَى الْوَصْف الْقَائِم بِهِ. والموصوف وَالْوَصْف وَالنِّسْبَة كل مِنْهَا لَيْسَ عينه وَلَا دَاخِلا فِيهِ وَهُوَ يصدق على الْمَوْصُوف. وَرُبمَا يصدق على الْوَصْف وَالنِّسْبَة انْتهى.
وتوضيحه إِن الْمَوْصُوف لَيْسَ بداخل فِيهِ لَا عَاما وَلَا خَاصّا وَلَا عينه وَكَذَا الْوَصْف وَالنِّسْبَة بل هُوَ معنى بسيط انتزاعي ينتزعه الْعقل عَن الْمَوْصُوف بملاحظة قيام الْوَصْف بِهِ سَوَاء كَانَ الْقيام حَقِيقِيًّا كَمَا إِذا كَانَ الْوَصْف غير الْمَوْصُوف غيرا بِالذَّاتِ أَو غيرا بِالِاعْتِبَارِ. أَو غير حَقِيقِيّ كَمَا إِذا كَانَ حَاصِلا بِلَا مَحل على مَا عرفت. وَصدقه على الْمَوْصُوف ظَاهر وَأما صدقه على الْوَصْف وَالنِّسْبَة وَإِن كَانَ لَيْسَ كليا فَإِنَّهُ لَا يصدق الْأَبْيَض على الْبيَاض الْقَائِم بِغَيْرِهِ وعَلى نِسْبَة الْبيَاض وَلَا على الْمَجْمُوع. لكنه قد يصدق كالموجود الْمُطلق فَإِنَّهُ يصدق على الْوُجُود وَالنِّسْبَة. وَفِيه كَلَام نذكرهُ فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وَقَالَ أَيْضا قبل هَذَا الْكَلَام بأوراق أَن الْحمل يُطلق على ثَلَاثَة معَان: الأول: الْحمل اللّغَوِيّ وَهُوَ الحكم بِثُبُوت الشَّيْء وانتفائه عَنهُ وَحَقِيقَة الإذعان وَالْقَبُول. وَالثَّانِي: الْحمل الاشتقاقي وَيُقَال لَهُ الْحمل بِوُجُود شَيْء يتوسط ذُو. وَحَقِيقَة الْحُلُول وَهُوَ لَيْسَ مُخْتَصًّا بالمبادىء بل يجْرِي فِي المشتقات أَيْضا. فَإِن الْعرض أَعم من العرضي كَمَا أَشَرنَا إِلَيْهِ سَابِقًا.
وَقَالَ فِي هَامِش الْحَاشِيَة فالعرضي هُوَ الْعرض لَكِن باعتبارين فَإِذا أَخذ لَا بِشَرْط شَيْء كَانَ عرضيا ومحمولا مواطاة وَإِذا أَخذ بِشَرْط لَا كَانَ عرضا ومحمولا بالاشتقاق _ وَأما مَا ذهب إِلَيْهِ بعض الْمُحَقِّقين من أَن الْعرض والعرضي كالسواد وَالْأسود متحدان بِالذَّاتِ ومتغائران بِالِاعْتِبَارِ _ فَإِن أَخذ بِشَرْط الْأسود عرض _ والمأخوذ لَا بِشَرْط أسود عرضي. فَكَلَام بعيد هُوَ متفرد عَسى أَن يطلع عَلَيْهِ من مُسْتَقْبل القَوْل إِن شَاءَ الله تَعَالَى انْتهى الكلامان.
ولعلك استنبطت من هَذِه الْكَلِمَات أمورا: أَحدهَا: إِن الْمُشْتَقّ والمبدأ متغائران حَقِيقَة. وَالثَّانِي: إِن الْمُشْتَقّ مَعَ كَونه مغائرا للمبدأ لَهُ اعتباران بِاعْتِبَار عرض وَبِاعْتِبَار عرضي. وَالثَّالِث: إِن الْعرض يصدق على مَا يصدق عَلَيْهِ العرضي لَكِن بِاعْتِبَار آخر. وَالرَّابِع: إِن الْمُعْتَبر فِي اعْتِبَار الْعرض كَونه مَحْمُولا اشتقاقا وَفِي العرضي كَونه مَحْمُولا مواطأة. وَالْخَامِس: إِن الْحمل الاشتقاقي غير مُخْتَصّ بالمبادىء بل يجْرِي فِي المشتقات أَيْضا بِاعْتِبَار _ وعساك تنبهت الْفرق أَيْضا بَين مَا عِنْد الْمُحَقق فِي هَذَا المبحث بِوُجُوه _ أما: أَولا: فبأن الْمُشْتَقّ عِنْد الْمُحَقق عبارَة عَن نفس المبدأ وَعند الْمحشِي عَن أَمر بسيط انتزاعي لَيْسَ بداخل فِيهِ فضلا عَن أَن يكون عينه كَمَا عرفت _ وَأما ثَانِيًا: فبأن الاعتبارين اللَّذين يكون الْمُشْتَقّ عرضا وعرضيا بحسبهما إِنَّمَا هما للمبدأ عِنْد الْمُحَقق وَعند الْمحشِي لَيْسَ كَذَلِك بل الــبدء عرض فَقَط والاعتباران الْمَذْكُورَان عِنْده للمعنى الْبَسِيط الانتزاعي المغائر لَهُ. وَكَذَا الْحمل الاشتقاقي وَالْحمل الموطاتي يكونَانِ للمبدأ فِي الْحَقِيقَة عِنْد الْمُحَقق وَعند الْمحشِي إِنَّمَا هُوَ الْمَعْنى المغائر لَهُ الانتزاعي _ وَأما: ثَالِثا: فبأن الْعرض والعرضي متساويان فِي التَّحْقِيق عِنْد الْمُحَقق _ وَعند الْمحشِي الْعرض أَعم من العرضي فَإِن المبدأ عرض وَلَيْسَ بعرضي بِلَا خَفَاء والمشتق المغائر لَهُ عرض كَمَا هُوَ عرضي باعتبارين عِنْده بِخِلَافِهِ عِنْد الْمُحَقق فَإِن الْمُشْتَقّ عِنْده لَيْسَ إِلَّا المبدأ وَهُوَ عرض بِاعْتِبَار كَمَا هُوَ عرضي بِاعْتِبَار على مَا حققت آنِفا إِلَّا أَنَّهُمَا متفقان فِي أَن الْمُعْتَبر فِي جِهَة العرضية كَونه مَحْمُولا اشتقاقا.
وَإِذا مَا لاحظت جَمِيع جَوَانِب الْكَلَام. وتنقح عنْدك مَا هُوَ تَحْقِيق المرام. فَاعْلَم إِن كَلَام الْمحشِي الَّذِي وَقع هَا هُنَا أَعنِي قَوْله وَبِهَذَا يظْهر أَن الْعرض أَعم من العرضي مَعْنَاهُ بِالنّظرِ إِلَى هَذِه الْكَلِمَات أَن الْعرض أَعم مِنْهُ تحققا فَإِنَّهُ يتَحَقَّق فِي كل من المبدأ والمشتق بِخِلَاف العرضي فَإِنَّهُ لَا يتَحَقَّق إِلَّا فِي الْمُشْتَقّ أَو صدقا إِن أُرِيد بالعرضي مُجَرّد ذَات العرضي لَا من حَيْثُ أَنه عرضي فَإِن الْعرض لَا يصدق على العرضي من حَيْثُ هُوَ عرضي لِأَنَّك تفطنت مِمَّا نقلنا أَن الْعرض يصدق عَلَيْهِ بِاعْتِبَار لَا يصدق عَلَيْهِ العرضي بذلك الِاعْتِبَار فَلَا يكون مَا هُوَ عرضي فَردا للعرض _ وَمعنى قَوْله والمشتقات أَعْرَاض إِنَّهَا أَعْرَاض بِاعْتِبَار غير اعْتِبَار كَونهَا عرضيات.
قَوْله على مَا يلوح إِلَيْهِ مَا نقل من الْمعلم الأول. فِيهِ تلويح إِلَى أَن مَا نقل من التَّعْبِير والتمثيل لَا يدل على أَن المشتقات عبارَة عَن المبدأ وَإِنَّهَا عينه. بل إِنَّمَا يدل على كَون المشتقات أعراضا وَهُوَ غير موجوب لَهُ فَإِن للمشتق مَعَ كَونه عبارَة عَن معنى بسيط انتزاعي كَمَا عرفت اعتبارين أَيْضا بِاعْتِبَار عرض ومحمول اشتقاقا وَبِاعْتِبَار عرضي مَحْمُول مواطأة فَإِن الْأَبْيَض مَعْنَاهُ (سبيد) فَإِن لوحظ لَا بِشَرْط فَهُوَ عرضي يحمل مواطأة على الثَّوْب وَإِن لوحظ بِشَرْط لَا وتجريده عَن الثَّوْب فَهُوَ عرض يحمل اشتقاقا _ وَيُقَال إِنَّه ذُو (سبيدي) _ أَولا يرى أَن الثَّوْب فِيمَا إِذا كَانَ أسود وأبيض وأحمر وأخضر يُقَال إِنَّه ذُو هَذِه الْأَوْصَاف والنعوت. فَفِي هَذِه الْحَالة إِنَّمَا يعْتَبر المشتقات بِشَرْط لَا _ وَهَذَا وَإِن استبعد بِهِ فِي بادىء الرَّأْي إِلَّا أَنَّك لَو رجعت إِلَى الوجدان لوجدت بِهَذَا العنوان فَظهر بِهَذَا الْبَيَان أَن الملحوظ فِي جِهَة كَونهَا اعراضا هُوَ الِاعْتِبَار الَّذِي بِهِ هَا هُنَا يكون مَحْمُولَة اشتقاقا فَالْمُعْتَبر فِي الْعرض هُوَ الْحمل الاشتقاقي لَكِن قَوْله وَالْمرَاد بالنعت مَا يَتَّصِف بِهِ الشَّيْء مواطأة واشتقاقا مشْعر بِأَن الْعرض يصدق على العرضي من حَيْثُ عرضي حَيْثُ اعْتبر الاتصاف فِيهِ أَعم من أَن يكون مواطاة واشتقاقا فَيكون المشتقات اعراضا بِالِاعْتِبَارِ الَّذِي يكون عرضيات ومحمولات مواطاة فَيكون الْمُعْتَبر فِي الْعرض الْحمل الْمُطلق لَا الاشتقاقي فَقَط.
وَإِن توهم أحد أَنه لَا يلْزم من جعل النَّعْت أَعم من مَا يَتَّصِف بِهِ الشَّيْء مواطاة أَو اشتقاقا لإدخال المشتقات فِي الْعرض اعْتِبَار الْحمل أَيْضا أَعم فِي كَون الشَّيْء عرضا فَإِنَّهُ يَصح بِأَن يكون مَا هُوَ مَحْمُول مواطاة عرضا بِاعْتِبَار يكون بذلك مَحْمُولا اشتقاقا إِنَّمَا يلْزم ذَلِك لَو لم يكن للمحمولات مواطاة اعْتِبَار بهَا يَصح كَونهَا محمولات اشتقاقا وَلَيْسَ كَذَلِك فتوهمه توهم مَحْض فَإِنَّهُ لَو كَانَ الْأَمر كَذَلِك لما كَانَ لإيراده على الْمُحَقق بِخُرُوج المشتقات لاقتصاره على الْحمل الاشتقاقي وَجه. وَأَيْضًا مَا نقل عَنهُ فِي هَامِش الْحَاشِيَة هَا هُنَا أَعنِي قَوْله الصِّفَات المشتقة لَهَا اخْتِصَاص بموصوفاتها هُوَ منشأ لاتحادها مَعهَا اتحادا بِالْعرضِ وَحملهَا عَلَيْهَا حمل المواطاة انْتهى صَرِيح فِي أَن صدق الْعرض على المشتقات بِاعْتِبَار حمل المواطاة. ثمَّ إِن قَوْله فِيهِ اتحادا بِالْعرضِ إِشَارَة إِلَى مَا حقق الْمُحَقق الدواني فِي مَوْضِعه. وَيَجِيء فِي هَذِه الْحَاشِيَة أَيْضا أَن اتِّحَاد الذاتيات لما هِيَ ذاتيات لَهُ اتِّحَاد بِالذَّاتِ واتحاد العرضيات اتِّحَاد بِالْعرضِ.
وَقد خَالف فِيهِ السَّيِّد السَّنَد صدر الدّين ونفصل الْكَلَام بعون الله الْملك العلام. فِي ذَلِك الْمقَام. بَقِي هَا هُنَا شَيْء وَهُوَ أَن كَلَام الْمُحَقق الدواني لَيْسَ ينص فِي الِاقْتِصَار على الْحمل الاشتقاقي فِي تَعْرِيف الْحُلُول إِنَّمَا استنبط مِنْهُ الْمحشِي المدقق من طَرِيقَته جَوَابه وَسِيَاق كَلَامه فِي الْحَاشِيَة الْقَدِيمَة فِي بحث الْجَوَاهِر. وَلَا يخفى هَذَا على من نظر فِيهِ من أهل البصائر إِنَّمَا أطنبنا الْكَلَام. فِي هَذَا الْمقَام. لِأَنَّهُ كَانَ من مزال أَقْدَام الْعلمَاء الْأَعْلَام. فَعَلَيْك بِالتَّأَمُّلِ التَّام. والاستعانة بالعليم العلام. انْتهى.
اعلموا أَيهَا الناظرون أَن هَذَا الْمُؤلف الضَّعِيف العَاصِي عَفا الله عَنهُ تلمذ أَكثر كتب التَّحْصِيل من خدمَة أُسْوَة الْفُضَلَاء وزبدة الْعلمَاء الحبر النحرير صَاحب التَّقْرِير والتحرير الشَّيْخ الْأَجَل مَوْلَانَا مُحَمَّد محسن ابْن الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الصديقي الأحمد آبادي وَهُوَ من تلاميذ أستاذ الْكل من الْكل الْفَاضِل الْكَامِل الْمُحَقق والمدقق ملا مُحَمَّد أكبر بن مُحَمَّد أشرف الدهلوي الْمُفْتِي فِي أَحْمد آباد نور الله مضجعهما بِنور الْمَغْفِرَة والرضوان وَأنزل عَلَيْهِمَا شآبيب الرَّحْمَة والغفران.
الْعرض أَعم من العرضي: فَإِن الْبيَاض عرض لَيْسَ بعرضي والأبيض عرض وعرضي على مَذْهَب كَمَا ستقف عَلَيْهِ. وَالشَّيْخ الرئيس صرح بِأَن الْعرض الْمُقَابل للجوهر غير العرضي الْمُقَابل للذاتي وَهَذَا هُوَ الْحق لَا ريب فِيهِ. وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره الْعرض هُوَ العرضي بِحَذْف الْيَاء تَخْفِيفًا وَبعد الْحَذف جَاءَ الِاشْتِبَاه نعم هَذَا الْعرض يُقَابل الْجَوْهَر بِمَعْنى الأَصْل كَمَا يُقَال أَي شَيْء هُوَ فِي جوهره أَو عرضه ثمَّ إِنَّه فِي الإشارات رُبمَا قَالُوا الْعرض محذوفا عَنهُ الْيَاء انْتهى.
وتفصيل هَذَا الْمقَام وتنقيح هَذَا المرام أَنهم اخْتلفُوا فِي أَن الْعرض غير العرضي ومبائن لَهُ حَقِيقَة أم اعْتِبَارا وَفِي أَن الْعرض يباين الْمحل حَقِيقَة أم اعْتِبَارا. وَذهب الْجُمْهُور إِلَى أَن الْعرض غير العرضي وَغير الْمحل حَقِيقَة. وَاسْتَدَلُّوا على مُغَايرَة الْعرض للعرضي ومباينته لَهُ حَقِيقَة بِأَن الْعرض يباين الْمحل والعرضي يتحد مَعَه وَاخْتِلَاف اللوازم يدل على اخْتِلَاف الملزومات وعَلى أَن الْعرض مباين للمحل بِأَنَّهُ يُقَال وجدت الْأَعْرَاض فَقَامَتْ بالموضوعات، فللأعراض وجود سوى وجود الموضوعات وَوُجُود الْإِعْرَاض مُتَأَخّر عَن وجود موضوعاتها.
أَلا ترى أَن وجود الْبيَاض مُتَأَخّر عَن وجود الْمَوْضُوع وَبِه يمتاز عَن العدميات كالعمى فَإِن الْعقل إِذا لاحظ مَفْهُوم الْأَعْمَى بِحَدّ أَنه لَا يتَوَقَّف الاتصاف بِهِ إِلَّا على سلب الْبَصَر عَمَّا يصلح لَهُ بِالْقُوَّةِ الشخصية أَو النوعية أَو الجنسية من غير أَن يزِيد هُنَاكَ أَمر فِي الْوُجُود بِخِلَاف الْأَبْيَض فَإِن الْجِسْم إِنَّمَا يصير أَبيض إِذا زَاد عَلَيْهِ شَيْء فِي الْوُجُود بِهِ يصير أَبيض فَذَلِك الزَّائِد الْمُتَأَخر هُوَ الْبيَاض والجسم الْمَزِيد عَلَيْهِ الْمُتَقَدّم مَحَله.
وَمَا قَالَ الشَّيْخ الرئيس وجود الْأَعْرَاض فِي أَنْفسهَا هُوَ وجودهَا لمحالها وَإِن كَانَ صَرِيحًا فِي أَن الْعرض عين الْمحل وَلَا يباينه وَلِهَذَا تمسك بِهِ من يَدعِي الِاتِّحَاد والعينية لَكِن الْحق أَن مُرَاده وجود الْإِعْرَاض فِي أَنْفسهَا وجودهَا فِي موضوعاتها فَلَا يجوز حمل كَلَامه على الظَّاهِر كَيفَ لَا فَإِنَّهُ قَالَ فِي التعليقات وجود الْأَعْرَاض فِي أَنْفسهَا هُوَ وجودهَا فِي موضوعاتها سوى الْعرض الَّذِي هُوَ الْوُجُود لاستغنائه عَن الْوُجُود انْتهى. وَأَيْضًا حمل كَلَامه على الظَّاهِر يُوجب إثارة الْخلَل وَالْفساد فَإِن الْوُجُود وجودان أُصَلِّي يتَعَدَّى بفي، وتبعي يتَعَدَّى بِاللَّامِ وَالثَّانِي للأحوال عِنْد الْقَائِلين بهَا الأول لغَيْرهَا إعْرَاضًا كَانَ أَو جَوَاهِر فَلَو كَانَت الْإِعْرَاض مَوْجُودَة بِالثَّانِي لزم أَن تكون أحوالا والفلاسفة يُنْكِرُونَهَا وَذهب جلال الْعلمَاء وَمن تَابعه إِلَى أَن بَينهَا اتحادا بِالذَّاتِ وتغايرا بِالِاعْتِبَارِ فَإِن لطبيعة الْعرض ثَلَاث اعتبارات لَا بِشَرْط شَيْء وبشرط شَيْء وبشرط لَا شَيْء فَإِذا أخذت لَا بِشَرْط شَيْء أَي من حَيْثُ هِيَ هِيَ مَعَ قطع النّظر عَن مُقَارنَة الْمَوْضُوع وَعدمهَا فَهِيَ عرضي مَحْمُول. وَإِذا أخذت بِشَرْط شَيْء أَي بِشَرْط مُقَارنَة الْمَوْضُوع مَعهَا فعين الْمحل. وَإِذا أخذت بِشَرْط لَا شَيْء أَي بِشَرْط عدم مُقَارنَة الْمَوْضُوع مَعهَا فَعرض مُقَابل للجوهر فالبياض مثلا بِالِاعْتِبَارِ الأول يكون أَبيض وعرضيا مَحْمُولا وَبِالثَّانِي ثوبا أَبيض وبالثالث بَيَاضًا وعرضا مبائنا للموضوع.
ف (70)

بدو

بدو: {البادي}: أي من أهل البدو. 
ب د و

لقد بدوت يا فلان أي نزلت البادية وصرت بدوياً، ومالك والبداوة؟ وتبدى الحضري. ويقال: أين الناس فتقول: قد بدوا أي خرجوا إلى البدو. وكانت لهم غنيمات يبدون إليها. وفعل كذا ثم بدا له، وبدا له في هذا الأمر بداء وهو ذو بدوات. وكلفني من بدواتك أي من حوائجك التي تبدو لك. وركي مبد: بارز ماؤه، ونقيضه ركي غامد.

بدو


بَدَا(n. ac. بَدْوبَدَآء []
بَدَاْوَة
بُدُوَّة)
a. [La], Appeared, became manifest to.
b. Began.
c. Lived in the desert.

بَاْدَوَ
a. [acc. & Bi], Encountered one another.
b. Declared enmity.
c. Repaid, rewarded ( with evil ).

أَبْدَوَa. Made apparent, manifested.

بَدْوa. Bedouins.
b. Desert.

بَدَوِيّ
(pl.
بَدْو
بِدْوَاْن)
a. Bedouin, nomad.

بَاْدِوَة
(pl.
بَوَادي)
a. Desert.

بَدَاْوَةa. Manifest, apparent.
b. Desert.

بِدَاْوَةa. see 21t
بدو
بَدَا الشيءُ يَبْدُو بُدُواً: إذا ظَهَرَ. وبادَيْتُه: جاهَرْتُه. ورَكِي مُبْدٍ: بارِزٌ ماؤه، وبِئْرٌ مُبْدِيَة. وبَديْتُ فلاناً أبَدَيْهِ برَحِيْلٍ أو جَرْيٍ: إذا قَدَّمْتَه. وأبْدَيْتَ في مَنْطِقِكَ: إذا جُرْتَ. والبَدَاءُ: اسْمٌ من بَدَا يَبْدُو - على وَزْنِ العَلَاء -. وهو ذو بَدَوَاتٍ: لأنَّه يَأمُرُ ثُم يَنْهى. وبَدَا له في الأمْرِ: انْصَرَفَ عنه.
والبَادِيَةُ: اسْمٌ للأرْضِ التي لا حَضَرَ فيها، واسْمُه البَدْوُ. والبِدَاوَةُ: هُمْ أهْل البَدْوِ. وبَدَا الرجُلُ يَبْدُو: نَزَلَ البادِيَةَ؛ فهو بادٍ، وفي الحَدِيثِ: " مَنْ بَدَا جَفَا ". ورَجُل بَدَاوِي: أي بَدَوِي. والأبْدَاءُ: المَفَاصِلُ، واحِدُها بَداً - مَقْصُوْرٌ -، وهو أيضاً: بَدْؤ؛ وجَمْعُه بُدُو.
وما هُوَ لَكَ بعِد ولا بِدْوٍ: أي بنَظِيْرٍ؛ وذلك إذا كان يُبَادِيْه. وبادِ بَيْنَ الخَيْطَيْنِ: أي قايِسْ بينهما. والبَدَا: البَطَلُ من الرجَالِ.
وبَدْوُ الرجُلِ: سَلْحُه، بَدَا الرجُلُ بَدْواً. وبَدَا - مَقْصُوْر -: اسْمُ مَوْضِعٍ أو قَرْيَةٍ على ساحِلِ البَحْرِ.
ودارَةُ بَدْوَتَيْنِ: لرَبِيْعَة بن عَقِيْل. وبَدْوَتَانِ: هَضْبَتَانِ في أجْوَافِهما ماءٌ.
بدو: بدا: لا يقال إذا غير رأيه: بدا له في الأمر فقط (انظر لين) بل يقال أيضاً: بدا له ففي حيان 49ومثلاً: حتى رجع عن المعصية وفرق جمعه وسكنت جهته مُدَيْدَة ثم لم يلبث أن بدا له وهاج الفتنة وابتغى الفساد. (كرتاس 165، ولابد من التفريق بين هذا التعبير وبين قولهم: بدا له ذلك، أي: ظهر وجد فيه له رأي، مثل قولهم بدا لهم الانتقال أي وجدوا من الأفضل الانتقال (البلاذري 16)، أما قولهم بدا لهم في الانتقال انظر (معجم البلاذري) فيعني ضد ذلك تماماً، ففي حيان 2ق: جاور أهل الشرك ووالاهم على أهل القبلة ثم بدا له عن (غير) ذلك آخراً ففارق مجاورة الكفرة.
بادي، بادي أحداً ب: بدهه به وابتدأه ومباداة: مبادهة وابتداء، وبادي أحداً بالشر: هاجمه وأغار عليه (بوشر) - وباداه بالمتلوف: أي كافأه به على معروف سبق منه (محيط المحيط).
أبدى، فسر شارح ديوان مسلم بن الوليد كلمة: في أشباح ظلمان (جمع ظليم وهو ذكر النعام) بقوله: في إِبْداء ظلمان (معجم مسلم).
تبدّى: يقال تبدى عن الأمر: عدل عنه (محيط المحيط).
بَدْوُ: بدء - وأبجدية الشيء والعلم (أي بدء الشيء وبدء العلم ومفتتحه) ويستعمل مجازاً بمعنى الأصل والمبدأ الأول - والمدخل والاستهلال - وتمهيد ومقدمة (بوشر) - واسم جمع بادٍ: أكارون، فلاحون (معجم الادريسي، فوك) - وطريقة لصيد النعام ((ففي البدو على الصائد أن يصيد النعامة على نفس الفرس، دون أن يغيره أو يستعين بمطارد آخر (مرجريت 74).
بَدَوِيّ: أكار، فلاح، قروي (معجم الادريسي، فوك).
بَدَوِيّ: ثوب طويل، أزرق أو أسود، مفتوح من الجانبين حتى ذيله عوضاً عن الأكمام، تلبسه نسوة القاهرة ونسوة الفلاحين، ويصنع عادة من غليظ الكتان، وكثيراً ما يتخذ من نسيج القطن أو الصوف، وقد يتخذ من الشاش أو غليظ الموصلي (الموسلين). ويلبس فوق الملابس (عوادة 57، 364، 394 وفي ص364: بداوِيّة).
باد: بارز (معجم الادريسي) - وباد أو باد بالشر: ظاهر العداوة (بوشر).
بادية: ناحية، كورة، برية، ريف، ضاحية البلد (معجم الادريسي) - وأكارون، فلاحون، زراع (معجم الادريسي، فوك - وفي معجم فوك: ريفي، قروي).
[ب د و] بَدَأ الشَّيْءُ بَدْواً، وبُدُوّا، وبَدَاءً وبَداً، الأخيرةُ عن سِيبَوَيْهِ: ظَهَرَ. وأًَبْدَيْتُه أَنا. وبَدَاوَةُ الأَمْرِ: أَوَّلُ ما يَبْدُو منه. هذِه عن اللِّحْيانِيِّ، وقد تَقَدَّم ذلك في الهَمْزِ. وبادِىَ الرََّأْيِ: ظاهِرهُ عن ثَعْلَبٍ، وقد تَقَدَّمَ في الهَمْزَةِ. وأَنْتَ بادِيَ الرَّاي تَفعَلُ كذا، حكاهُ اللِّحْيانِيُّ بغيرِ هَمْزٍ. ومعناه: أَنْتَ فيما بَدا من الرَّاْيِ وظِهَرَ. وبَدَا لَه في الأَمْرِ، بَدْواً وبَداً وبَداءً، قال الشَّمّاخُ:

(لَعلَّكَ والمَوْعُودُ حَقٌّ وفاؤُه ... بَدَا لكَ في تِلْكَ القَلُوصِ بَداءُ)

وقال سِيَبَويْه - في قوِله عَزَّ وجَلَّ: {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه} [يوسف: 35]-: أرادَ: بَدَا لَهُم بَداءٌ. وقالُوا: ليَسْجُنُنَّهُ ذَهَبَ إِلى أَنَّ موضِعَ لَيْسجُنُنَّه لا يَكُونُ فاعِلَ بَدَا؛ لأَنَّهُ جملةُ، والفاعِلُ لا يكونُ جملةً. وبَدَانِى بكَذا يَبْدُونِي، كَبَدأَنِي. وافْعَلْ ذلكَ بادِي بَدٍ. وبادِي بَدى، قالَ:

(وقَدْ عَلَتْنِى ذُرْأَةُ بادِي بَدِي ... )

وقد تَقَدَّمَ في الهَمْزِ. وحكاهُ سِيبَوَيْهِ: بادِي بَدَا، وقالَ: لا تُنُوَّنُ ولا يَمْنَعُ القِياسُ تَنْوِينَه. والبَدْوُ والبادِيَةُ، والبادَاةُ، والبِدَاوَةُ، والبَدَاوَةُ: خِلافُ الحَضَرِ، والنَّسَبُ إليه بدَوِيٌّ نادِرٌ. وبَداوِيٌّ وبِدَاوِيٌّ وهو على القِياسٌ لأَنَّه حِينَئدٍ مَنْسُوبٌ إِلى البَداوَةِ والبداوَةِ، وإنّما ذَكَرْتُه لأَنَّ العامًّةَ لا يَعْرِفُونَ غير بدَوِيٌّ. فإن قُلْتَ: إِنَّ البَدَاوِيَّ قد يكونُ مَنْسُوبًا إِلى البَدْوِ، والبادِيَة، فيكونُ نادرا. قيلَ: إنَّه إِذا أَمْكَن في الشَّيءِْ المَنْسُوبِ أَنْ يكونَ قِياساً وشاذاَ كان حَمْلُه على القِياس أَوْلَى؛ لأَنَّ القياسَ أَشْيَعُ وأَوْسَعُ. وبَدَا القَوْمُ بَدَاءً: خَرَجُوا إِلى البادِيَةِ. وفي التَّنْزيِلِ: {وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب} [الأحزاب: 20] أي إِذا جاءَتِ الجُنُودُ والأَحْزابُ وَدُّوا أَنَّهُم في البادِيَةَ، وقالَ ابنُ الأَعْرابَيِّ: إِنّما يكونُ ذلك في ربِيعِهم، وإِلاَّ فَهُم حُضّارٌ على مِياهِهِم. وقَوْمٌ بُِدّا، وبُدّاءٌ: بادُونَ، قالَ:

(بَحَضَرِيٍّ شاقَةُ بُدّاؤهُ ... )

(لَم تُلْهِهِ السُّوقُ ولا كَلاّؤُه ... )

فأَماَّ قولُ ابنِ أَحْمَرَ:

(جَزَى الله قَوْمِي بالأُبُلَّةِ نُصْرَةً ... وبَدْواً لهُمْ حَوْلَ الفِراضِ وحُضَّراَ)

فقد يَكُونُ اسمْاً لجَمْع بادٍ، كَراكِبٍ ورَكْبٍ، وقد يَجُوزُ أن يَعْنِىَ به البَدَاوَةَ التي هي خِلافُ الحَضارِةَ، كأَنَّه قالَ: وأَهْلَ بَدْوٍ. وقالَ أبو حَنيِفَةَ: بدْوَتَا الوادِي: جانِباهُ. والبَدَا، مَقْصُورٌ: ما يَخْرُجُ من دُبُرِ الرَّجُلِ. وبَدَا الرَّجُلُ: أَنْجَى فظَهَرَ ذلك مِنْه. والبَدَا: مَفْصِلُ الإنْسانِ، وجَمْعُه: أَبْداءٌ، وقد تَقَدَّمَ في الهَمْز. والبَدَا: السَّيَّدُ، وقد تَقَدَّمَ هنالِكَ أيضاً. والبَدِىُّ، ووادِي البَدِيِّ، مَوْضِعانِ. وإِنّما قَِضَيْنا على ما لَمْ تَظْهَرْ واوه مِنْ هَذَا البابِ أَنَّها واوٌ لسَعَةِ ((ب د و)) وضِيقِ ((ب د ي)) . وبَدْوَةُ: ماءٌ لَبِني العَجْلانِ.
بدو
بدا1/ بدا لـ يَبدُو، ابْدُ، بَدَاءً وبُدُوًّا، فهو بَادٍ، والمفعول مبدوّ له
• بدَا الأمرُ: ظَهَر، وَضَح، لاح "يَبدُو أنّ الأمرَ خطير- بَدَوْا/ بَدوا فَرِحين أكثر من أيّ وقتٍ مضَى- بدا للعيان/ عليه التعبُ- {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ} " ° كما يَبدُو/ حسب ما يَبدُو/ على ما يبدو: كما يظهر، بحسب الظَّاهر.
• بدَا له في الأمر: خطر، جَدَّ له فيه رَأْيٌ آخر "كان يريد حضور المؤتمر ثم بدَا له أن عدم حضوره أفضل". 

بدا2 يَبدُو، ابْدُ، بَدَاوةً وبَدْوًا، فهو بادٍ
• بدَا الشَّخصُ: خرج إلى البادية، أو أقام بها "بدا الرّجلُ بعد أن اكتظَّت المدينةُ بالسُّكّان- {وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ} - {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} ". 

أبدى/ أبدى بـ يُبدي، أبْدِ، إبْدَاءً، فهو مُبدٍ، والمفعول مُبدًى
• أبدى الأمرَ/ أبدى بالأمرِ: أعلنه، كَشَفَه وأَظْهره "أبدى السرّ لصديقه/ شجاعته- {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ} - {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ} " ° أبدى له صَفْحتَه: كاشفه وباح له بأسراره- ما يبدي وما يعيد/ لا يُبدي ولا يعيد: بمعنى لزم الصمت ولم يقل شيئًا.
• أبدى الرَّأيَ والرَّغبةَ ونحوَهما: عبّر عنهما "أبدى ملاحظة/ ما في نفسه/ تبرُّمَه/ رغبته في الزَّواج- أبدى مقاومة: قاوم بعناد". 

بادى يبادي، بادِ، مباداةً، فهو مبادٍ، والمفعول مُبادًى
• بادى الشَّخصَ بالأمر: كاشفه به وجاهره "باداه بالحبّ/ بالعداوة/ بالشرِّ". 

تبدَّى/ تبدَّى بـ يتبدَّى، تَبَدّ، تبدّيًا، فهو مُتبدٍّ، والمفعول متبدًّى به
• تبدَّى الأمرُ: ظَهَر، اتَّضح "تبدَّى الفرحُ في وجهه- رفعت الحجابَ فتبدَّى حُسْنُها- تبدَّتْ لنا كالشمسِ تحت غَمامَةٍ- وبَدَتْ تميسُ كأنَّها ... بدرُ السَّماءِ إذا تبدَّى".
• تبدَّى الرَّجلُ: تشبَّه بأهل البادية، أقام بالبادية، صار بدويًّا "هو يتبدّي ويتخلّق بأخلاق أهل البادية".
• تبدَّى القومُ بالعداوة: تجاهروا بها؛ جاهر بعضُهم بعضًا بها. 

إبداء [مفرد]: مصدر أبدى/ أبدى بـ. 

بادٍ [مفرد]: ج بادون وبُدَاة وبُدَّاء وبُدَّى وبَدِيّ وبُدِيّ وبِدِيّ، مؤ بادِية، ج مؤ بَاديات وبَوادٍ: اسم فاعل من بدا1/ بدا لـ وبدا2.
• بادي الرَّأي: ظاهره من غير تفكُّرٍ ولا رويَّة " {إلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ} ". 

بادية [مفرد]: ج بَاديات وبَوادٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل بدا1/ بدا لـ وبدا2.
2 - فضاء واسع فيه المرعى والماء، خلاف الحضر "ذهب بسيارته إلى البادية". 

بَداء [مفرد]: مصدر بدا1/ بدا لـ. 

بَداوة [مفرد]:
1 - مصدر بدا2.
2 - إقامة في البادية، ويغلب عليها التنقُّل والتِّرحال، وهي خلاف الحضارة.
• بداوة الأمر: أول ما يبدو أو يظهر منه. 

بَدْو1 [مفرد]: مصدر بدا2. 

بَدْو2 [جمع]:
1 - أهل البادية وسكَّانها من القبائل العربيَّة الرُّحّل "يمثِّل البدو نسبة كبيرة من سكَّان العالم العربيّ".
2 - البادية، خلاف الحضر " {وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ} ". 

بُدُوّ [مفرد]: مصدر بدا1/ بدا لـ. 

بَدْويّ [مفرد]: ج بَداوِيّ:
1 - اسم منسوب إلى بَدْو2.
2 - واحد البَدْو، عربيّ من أيّ القبائل الصحراويَّة المختلفة. 

بَدَويّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى بَدْو2: على غير قياس.
2 - واحد البَدْو، عربيّ من أيّ القبائل الصحراويَّة المختلفة. 

بَدْويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَدْو: "عيشة بَدْوِيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من بَدْو: ما يميل إلى الطابع البدويّ ويبتعد عن المدنيّة والتحضُّر "تصرفاته تغلب عليها البدويّة". 

بَدَويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَدْو: على غير قياس "عيشة بَدَوِيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من بَدْو: ما يميل إلى الطابع البدويّ ويبتعد عن المدنيّة والتحضُّر "تصرفاته تغلب عليها البدويّة". 

تبدِّيات [جمع]: مف تبدٍّ: مظاهر "تتطلّب المسألةُ في تبدِّياتها السّياسيّة منهجيَّة مختلفة". 

بدو

1 بَدَا, (T, S, M, &c.,) aor. ـْ (S, Msb,) inf. n. بُدُوٌّ (S, M, Msb, K) and بَدْوٌ and بَدَآءٌ (M, K) and بَدَآءَةٌ (K) and بَدًا, (M, on the authority of Sb,) for which last we find, in [some of] the copies of the K, بُدُوٌّ, a repetition, (TA,) or بُدُوْءٌ, (so in other copies of the K,) It appeared; it became apparent, open, manifest, plain, or evident: (T, S, M, Msb, K:) and ↓ تبدّى

[signifies the same; or he showed himself, or it showed itself; (see an ex. in art. جيش, voce جَاشَ, last sentence;) or] he, or it, came in sight, or within sight. (KL.) b2: بَدَا لَهُ فِى الأَمْرِ, (T, M, Msb, K, and Har p. 665,) inf. n. بَدْوٌ (M, K) and بَدًا (M, and so in a copy of the K) and بَدَآءٌ, (T, M, and so in the CK,) or بَدَآءَةٌ and بَدَاةٌ; (as in some copies of the K;) or ↓ بَدَا لَهُ فِى الأَمْرِ بَدَآءٌ, (S, IB,) the last word being in the nom. case because it is the agent; (IB, TA;) An opinion presented itself, or occurred, to him, or arose in his mind, syn. نَشَأَ, (S, K, and Har ubi suprà,) or appeared to him, (M,) [respecting the affair, or case,] different from his first opinion, so that it turned him therefrom: (Har ubi suprà:) or there appeared to him, respecting the affair, or case, what did not appear at first: (Msb:) accord. to Fr, ↓ بَدَا لِى بَدَآءٌ means another opinion appeared to me: accord. to Az, بَدَا لِى بَدًا means my opinion changed from what it was. (TA.) Esh-Shemmàkh says, لَعَلَّكَ وَ المَوْعُودُ حَقٌّ وَفَاؤُهُ بَدَا لَكَ فِى تِلْكَ القَلُوصِ بَدَآءُ [May-be (but it is right that the promise be fulfilled) an opinion different from thy first opinion hath arisen in thy mind respecting that youthful she-camel]. (M, TA.) ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنَنَّهُ, in the Kur [xii.35], means بَدَا وَقَالُوا لَيَسْجُنُنَّهُ ↓ لَهُمْ بَدَآءٌ, [i.e. Then an opinion arose in their minds, after they had seen the signs of his innocence, and they said that they should certainly imprison him,] because ليسجننّه, being a proposition, cannot be the agent: so says Sb. (M.) بَدَا لِلّهِ أَنْ يَقْتُلَهُمْ, occurring in a trad., means (tropical:) God determined that He would slay them: for, as IAth says, بَدَآءٌ signifies the deeming to be right a thing that is known after its having been not known; and this may not be attributed to God: but as is said by Suh, in the R, one may say, [of God,] بَدَا لَهُ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا, [properly signifying It occurred to him, or appeared to him, that he should do such a thing,] as meaning (tropical:) He desired to do such a thing; [as also بَدَا لَهُ فِى فِعْلِ كَذَا;] and thus the phrase in the trad., here mentioned, has been explained. (TA.) [One says also, اِفْعَلْ كَذَا مَا بَدَا لَكَ Do thou thus as long as it seems fit to thee: see, a verse of El-Ahmar cited voce جَلَّ.] b3: بَدَا القَوْمُ, (T, S, M, K,) inf. n. بَدْوٌ, (S,) or بَدَآءٌ; (M, K;) [the latter of which is said in the TA to be the right;] or بَدَا إِلَى البَادِيَةِ, inf. n. بَدَاوَةٌ and بِدَاوَةٌ; (Msb;) The people, or company of men, went forth to the بَادِيَة [or desert]: (M, Msb, K:) or, the former, went forth to their بَادِيَة: (S:) or went forth from the region, or district, of towns or villages or of cultivated land, to the pasturingplaces in the deserts: (T:) [ISd says,] بَدْوٌ may be used as meaning بِدَاوَةٌ, which is the contr. of حِضَارَةٌ: (M:) [J says,] بَدَاوَةٌ and بِدَاوَةٌ signify the dwelling, or abiding, in the بَادِيَة [or desert]; the contr. of حِضَارَةٌ: but Th says, I know not بَدَاوَةٌ, with fet-h, except on the authority of Az alone: (S:) As says that بداوة and حضارة are with kesr to the ب and fet-h to the ح; but Az says the reverse, i. e. with fet-h to the ب and kesr to the ح: (T:) both are also explained as signifying the going forth to the بَادِيَة: and some mention بُدَاوَةٌ, with damm; but this is not known: (TA:) ↓ تبدّى like wise signifies he went forth from the constant sources of water to the places where herbage was to be sought [in the desert]; (T;) or he dwelt, or abode, in the بَادِيَة. (S, K.) It is said in a trad., مَنْ بَدَا جَفَا, i. e. He who abides in the desert becomes rude, rough, coarse, or uncivil, like the desert-Arabs. (S.) And in another, كَانَ يَبْدُو إِلَى هٰذِهِ التِّلَاعِ [He used to go forth to these water-courses in the desert, or these high grounds, or low grounds, &c.]. (TA.)b4: [Hence,] بَدَا He voided his excrement, or ordure; (M, K;) as also ↓ ابدى (T, K) [and ابدأ]: because he who does so goes forth from the tents or houses into the open country. (T.) A2: بَدَانِى بِكَذَا, aor. ـْ is like بَدَأَنِى [i. e. He began with me by doing such a thing]. (M, TA.) A3: بَدِيَتِ الأَرْضُ The land produced, or abounded with, بَدَاة, i. e. truffles: (K, * TA:) or had in it truffles. (TK.) b2: And The land had in it بَدَاة, meaning dust, or earth. (K, * TK.) 2 بدّى, inf. n. تَبْدِيَةٌ, He showed, or made apparent, a want that occurred, or presented itself, to him. (TA.) [See بدَآءَةٌ.] b2: He sent forth a horse [or beast] to the place of pasture [app. in the بَادِيَة, or desert]. (TA, from a trad.) 3 مُبَادَاةٌ The going, or coming, out, or forth, in the field, to encounter another in battle, or war. (TA.) b2: And [more commonly] The showing open enmity, or hostility, with any one: (KL, TA:) [a meaning more fully expressed by the phrase مُبَادَاةٌ بِالعَدَاوَةِ: for you say,] بَادَى بِالعَدَاوَةِ He showed open enmity, or hostility, [with another;] syn. جَاهَرَ بِهَا; (S, K; *) as also ↓ تبادى: (K:) or you say, بالعدواة ↓ تبادوا they showed open enmity, or hostility, one with another; syn. تَجَاهَرُوا بِهَا. (S.) You say also, بادى النَّاسَ بِأَمْرِهِ He showed, or revealed, to the people, or to men, his affair, or case. (TA.) [Thus, باداهُ بِالأَمْرِ and لَهُ الأَمْرَ ↓ ابدى signify the same; i. e. He showed, or revealed, to him the affair, or case.]

b3: And بادى بَيْنَهُمَا He measured, or compared, them both together, each with the other. (A, TA.) 4 ابداهُ He made it apparent, open, manifest, plain, or evident; he showed, exhibited, manifested, evinced, discovered, or revealed, it; (S, M, Msb, K;) and it has been said [correctly, as will be seen below,] that ابدى عَنْهُ signifies the same. (MF, TA.) It is said in a trad., مَنْ يُبْدِ لَنَا صَفْحَتَهُ نَقَمَ عَلَيْهِ كِتَابُ اللّٰهِ, i. e. (tropical:) Whoso showeth, or revealeth, to us his deed [or crime] which he was concealing, [the book of God shall execute vengeance upon him, meaning] we will inflict upon him the punishment ordained by the book of God. (TA.) ابدى لَهُ صَفْحَتَهُ also means (tropical:) He showed open enmity, or hostility, with him. (A and TA in art. صفح.) And ابدى عَنْ قَعْرِهِ, said of water, means It showed its bottom, by reason of its clearness. (L in art. مكد.) See also 3. b2: أَبْدَيْتَ فِى مَنْطِقِكَ Thou deviatedst, or hast deviated, from the right way in thy speech. (S.) b3: See also 1.5 تبدّى: see 1, in two places.

A2: In the common dial. of the people of El-Yemen, it signifies He ate the morning-meal; syn. تَغَدَّى. (TA.) 6 تبادى: see 3, in two places. b2: Also He affected to be like, or imitated, the people of the بَادِيَة [or desert]. (S, K.) بَدٍ: see بَدْوٌ, in two places.

بَدًا The excrement from the anus (M, K *) of a man. (M.) [And بَدَآءٌ, from أَبْدَأَ, signifies the same.] b2: A joint (مَفْصِل) of a man; (AA, M, K;) as also بَدْءٌ: (AA, M:) pl. أَبْدَآءٌ. (AA, M, K.) A2: بَدَا for بَدًا: see بَدْوٌ, in two places.

بَدْوٌ: see بَادِيَةٌ: A2: and see also بَادٍ.

A3: Also The first of a thing; originally [بَدْءٌ,] with hemzeh: (Har p. 583:) and ↓ بَدِىٌّ, also, [originally بَدِىْءٌ,] signifies the first: (TA:) [and ↓ بَدٍ and ↓ بَدَا, the latter for بَدًا, are used for بَدْءٍ.

Hence,] one says, ↓ اِفْعَلْ ذٰلِكَ بَادِى بَدٍ, (S,) or بَادِىَ بَدٍ, (M, K,) and ↓ بَادِى بَدِى, (Fr, S, M,) or بَادِىَ بَدِى, (as in some copies of the K,) or ↓ بادى بَدِىٍ, (as in other copies of the K and in the TA,) and ↓ بَادَىَ بَدًا, (M, K,) mentioned by Sb, who says that it is without tenween, though analogy does not forbid its being with tenween, (M,) meaning Do thou that first; (S, TA;) or, the first thing: (Fr, TA:) originally [بَادِئَ بَدْءٍ, &c.,] with hemz. (S, K. [See بَدْءٌ.]) Hence also the phrase, ↓ الحَمْدُلِلٰهِ بَدِيًّا [Praise be to God in the first place]. (TA.) بَدِي for بَدٍ: see بَدْوٌ.

بَدَاةٌ: see بَدَآءٌ: b2: and see also بَادِيَةٌ.

A2: Also, (K, TA,) like قَطَاةٌ, (TA, [but in the CK بَدْأَة, q. v.,]) Truffles; syn. كَمْأَةٌ. (K.) b2: And Dust, or earth. (K.) بَدْوَةٌ Either side of a valley. (AHn, M, K.) بَدَوِىٌّ [Of, or belonging to, or relating to, the بَدْو, or desert: and, used as a subst., a man, and particularly an Arab, of the desert:] a rel. n. from بَدْوٌ, (S, M, K,) extr. [with respect to rule], (M, K,) for by rule it should be بَدْوِىٌّ; (ElTebreezee, TA;) or it is an irregular rel. n. from بَادِيَةٌ: (Msb:) and ↓ بَدَاوِىٌّ and ↓ بِدَاوِىٌّ are similar rel. ns., (M, K,) from بَدَاوَةٌ and بِدَاوَةٌ, as syn. with بَدْوٌ and بَادِيَةٌ, agreeably with rule; or the former of these two may be a rel. n. from بَدْوٌ and بَادِيَةٌ, and therefore extr. [with respect to rule]; but it is said that when a rel. n. may be regarded as regular or irregular, it is more proper to regard it as regular; (M;) or the former is a rel. n. signifying of, or belonging to, or relating to, البَدَاوَة as meaning the dwelling, or abiding, in the desert, (S, TA,) accord. to the opinion of Az; and the latter is a rel. n. from البِدَاوَة accord. to the opinion of As and others; and is held by Th to be the chaste form: (TA:) but بَدَوِىٌّ is the only one of these rel. ns. that is known to the common people: (M:) it is opposed to a townsman or villager. (TA.) [The pl. is بَدَاوَى, and vulg. بِدْوَانٌ. See also بَادٍ, often applied to a man as syn. with بَدَوِىٌّ.]

بَدَوَاتٌ: see بَدَآءٌ, in three places.

بَدَآءٌ [An opinion that occurs to one, or arises in the mind; and particularly one that is different from a former opinion;] a subst. from بَدَا in the phrase بَدَا لَهُ فِى الأَمْرِ. (Msb.) See 1, in four places. One says also, ↓ هُوَ ذُو بَدَوَاتٍ He is one who has various opinions occurring to him, or arising in his mind, (IDrd, S, * K, * and Har p. 665,) of which he chooses some and rejects others: (IDrd, TA:) it is said in praise, (IDrd, TA, and Kzz in Har ubi suprà,) and sometimes in dispraise: (Kzz in Har ubi suprà:) بَدَوَاتٌ is pl. of ↓ بَداةٌ, [which is therefore syn. with بَدَآءٌ,] like as قَطَوَاتٌ is pl. of قَطَاةٌ. (IDrd, TA, and Har ubi supra.) One says likewise ↓ أَبُو البَدَوَاتِ, meaning The father [i. e. originator] of opinions that present themselves to him. (IDrd, TA.) and ↓ السُّلْطَانُ ذُو عَدَوَاتٍ وَذُو بَدَوَاتٍ (S, [in which the context indicates it to mean The Sultán is characterized by deviations from the right way:] but accord. to SM, it is) a trad., meaning the Sultán ceases not to have some new opinion presenting itself to him. (TA.) بِدَآءٌ, in the common dial. of the people of ElYemen, signifies The morning-meal; syn. غَدَآءٌ. (TA.) بَدِىٌ: see بَادِيَةٌ: b2: and see بَدْوٌ, in three places. b3: Also, [or بِئْرٌ بَدِىٌّ,] originally بَدِىْءٌ, q. v. in art. بدأ, (TA,) A well: (T:) or a well that is not ancient: (TA:) pl. بُودَانٌ, formed by transposition from بُدْيَانٌ. (T.) بَدَآءَةٌ What appears, or becomes apparent, of wants, or needful things: pl. بَدَاآتٌ; for which one may also say, بَدَاوَاتٌ. (T.) These two pls. also signify Wants that appear, or become apparent, to one. (TA.) [The latter of them is likewise pl. of what next follows.]

بَدَاوَةٌ and بِدَاوَةٌ: see بَادِيَةٌ. b2: The former also signifies The first that appears, or becomes apparent, of a thing. (Lh, M, K.) [See بَدَآءَةٌ.]

بَدَاوِىٌّ and بِدَاوِىٌّ: see بَدَوِىٌّ.

بَادٍ Appearing, or apparent; or becoming, or being, apparent, open, manifest, plain, or evident. (Msb.) [Hence,] بَادِىَ الرَّأْىِ At the [first] appearance of opinion; (Fr, Lh, M;) or according to the appearance of opinion; (Zj, S, K; *) which may mean either insincerely or inconsiderately: (Zj, TA:) so in the Kur xi. 29; (Zj, S;) where only AA read it with hemz: (TA:) if with hemz, it is from بَدَأْتُ, and means at first thought, or on the first opinion. (S; and Lh in M, art. بدأ: see بَدْءٌ.) For بَادِى بَدٍ, or بَادِىَ بَدٍ, and بَادِى بَدِى, &c., see بَدْوٌ, in four places. b2: بَادِى

بَدِى is sometimes used as a name for Calamity, or misfortune: it consists of two nouns made one, like مَعْدِىْ كَرِبَ. (S.) b3: بَادٍ also signifies A man going forth to the بَادِيَة [or desert]: (M, * Msb, K, * TA:) or one who is in the بَادِيَة, dwelling in the tents, and not remaining in his place: (TA:) pl. بَادُونَ and بُدًّا [in the TA erroneously said to be بُدًى like هُدًى] and بُدَّآءٌ: (M, K:) and ↓ بَدْوٌ is a quasi-pl. n. of بَادٍ; (M, TA;) or is for أَهْلُ بَدْوٍ, meaning people who go forth to the desert; (M;) or it means dwellers in the desert, or people of the desert: (MF:) ↓ بَادِيَةٌ also signifies the same as بَادُونَ, i. e. people migrating from the constant sources of water, and going forth to the desert, seeking the vicinity of herbage; contr. of حَاضِرَةٌ; and بَوَادِى [or بَوَادٍ] is pl. of بَادِيَةٌ. (T.) بَادَاةٌ: see what next follows.

بَادِيَةٌ (T, S, &c.) A desert; so called because of its being open, or uncovered; (TA;) contr. of حَضَرٌ; (M, K;) as also ↓ بَدْوٌ, (S, * M, Msb, K,) and ↓ بَادَاةٌ, (M, K,) or ↓ بَدَاةٌ, (TA, [thought by SM to be the correct form because found by him in the M, in which I find باداة,]) and ↓ بَدِىٌّ, said to be used as syn. with بَادِيَةٌ in a verse of Lebeed cited among the exs. of the preposition بِ, p. 142, (TA,) and ↓ بدَاوَةٌ (M, K) and ↓ بِدَاوَةٌ; (M;) [of which the last two and the second (namely, بَدْوٌ,) seem to be originally inf. ns.; see 1:] or a land in which are no towns or villages or cultivated soil: (Lth, T:) or the places to which people migrate from the constant sources of water, when they go forth to the desert, seeking the vicinity of herbage; also termed مَبَادٍ, which is syn. with مَنَاجِعُ, contr. of مَحَاضِرُ, and pl. of ↓ مَبْدًى, (T,) this last signifying the contr. of مَحْضَرٌ: (S:) the pl. of بَادِيَةٌ is بَوَادٍ. (T, Msb.) b2: See also بَادٍ.

مَبْدًى: pl. مَبَادٍ: see بَادِيَةٌ.

رَكِىٌّ مُبْدٍ Wells showing their water; having it uncovered by dust or earth; contr. of رَكِىٌ غَامِدٌ. (A in art. غمد.)

علم التفسير

علم التفسير
وهو: علم باحث عن معنى نظم القرآن، بحسب الطاقة البشرية، وبحسب ما تقتضيه القواعد العربية.
ومباديه: العلوم العربية، وأصول الكلام، وأصول الفقه، والجدل،... وغير ذلك من العلوم الجمة.
والغرض منه: معرفة معاني النظم.
وفائدته: حصول القدرة على استنباط الأحكام الشرعية، على وجه الصحة.
وموضوعه: كلام الله - سبحانه وتعالى - الذي هو: منبع كل حكمة، ومعدن كل فضيلة.
وغايته: التوصل إلى فهم معاني القرآن، واستنباط حكمه، ليفاز به إلى السعادة الدنيوية، والأخروية.
وشرف العلم وجلالته، باعتبار شرف موضوعه وغايته، فهو أشرف العلوم، وأعظمها.
هذا ما ذكره: أبو الخير، وابن صدر الدين.
وذكر العلامة الفناري، في تفسير الفاتحة، فصلا مفيدا في تعريف هذا العلم، ولا بأس بإيراده، إذ هو مشتمل على لطائف التعريف.
قال مولانا: قطب الدين الرازي، في: (شرحه للكشاف) : هو ما يبحث فيه عن مراد الله - سبحانه وتعالى - من قرآنه المجيد، ويرد عليه: أن البحث فيه ربما كان عن أحوال الألفاظ، كمباحث: القراءات، وناسخية الألفاظ، ومنسوخيتها، وأسباب نزولها، وترتيب نزولها،... إلى غير ذلك.
فلا يجمعها حده، وأيضا يدخل في البحث في الفقه الأكبر، والأصغر، عما يثبت بالكتاب، فإنه بحث عن مراد الله - تعالى - من قرآنه، فلا يمنعه حده، فكان الشارح التفتازاني إنما عدل عنه لذلك، إلى قوله:
هو: العلم الباحث عن: أحوال ألفاظ كلام الله - سبحانه وتعالى، من حيث: الدلالة على مراد الله - تعالى -.
ويرد على مختاره أيضا: وجوه.
الأول: أن البحث المتعلق بألفاظ القرآن، ربما لا يكون بحيث يؤثر في المعنى المراد بالدلالة والبيان، كمباحث علم القراءة، عن أمثال التفخيم، والإمالة، إلى ما لا يحصى، فإن علم القراءة: جزء من علم التفسير، أفرز عنه لمزيد الاهتمام إفراز الكحالة من الطب، والفرائض من الفقه، وقد خرج بقيد الحيثية، ولم يجمعه، فإن قيل: أراد تعريفه بعد إفراز علم القراءة، قلنا: فلا يناسب الشرح المشروح للبحث في التفسير، عما لا يتغير به المعنى في مواضع لا تحصى.
الثاني: أن المراد بالمراد، إن كان المراد بمطلق الكلام، فقد دخل العلوم الأدبية، وإن كان مراد الله - تعالى - بكلامه، فإن أريد مراده في نفس الأمر، فلا يفيده بحث التفسير، لأن طريقه غالبا: إما رواية الآحاد، أو الدراية بطريق العربية، وكلاهما ظني كما عرف، ولأن فهم كل واحد بقدر استعداده.
ولذلك أوصى المشايخ - رحمهم الله - في الإيمان: أن يقال: آمنت بالله، وبما جاء من عنده، على مراده، وآمنت برسول الله، وبما قاله على مراده، ولا يعين بما ذكره أهل التفسير.
ويكرر ذلك: علم الهدى، في تأويلاته، وإن أريد مراد الله - سبحانه وتعالى - في زعم المفسر، ففيه: حزازة من وجهين:
الأول: كون علم التفسير بالنسبة إلى كل مفسر إلى كل أحد شيئا آخر، وهذا مثل ما اعترض، أي التفتازاني على حد الفقه، لصاحب (التنقيح)، وظن وروده، وإلا فإني أجيب عنه: بأن التعدد ليس في حقيقته النوعية، بل في جزئياتها المختلفة، باختلاف القوابل.
وأيضا، ذكر الشيخ: صدر الدين القونوي، في تفسير: (مالك يوم الدين..) أن جميع المعاني المفسر بها لفظ القرآن رواية أو دراية صحيحتين، مراد الله - سبحانه وتعالى -، لكن بحسب المراتب والقوابل، لا في حق كل أحد.
الثاني: أن الأذهان تنساق بمعاني الألفاظ، إلى ما في نفس الأمر على ما عرف، فلا بد لصرفها عنه، من أن يقال من حيث الدلالة على ما يظن أنه مراد الله - سبحانه وتعالى -.
الثالث: أن عبارة العلم الباحث في المتعارف، ينصرف إلى الأصول، والقواعد، أو ملكتها، وليس لعلم التفسير قواعد يتفرع عليها الجزئيات، إلا في مواضع نادرة، فلا يتناول غير تلك المواضع، إلا بالعناية.
فالأَوْلَى أن يقال: علم التفسير: معرفة أحوال كلام الله - سبحانه وتعالى - من حيث: القرآنية، ومن حيث: دلالته على ما يعلم أو يظن أن مراد الله - سبحانه وتعالى - بقدر الطاقة الإنسانية، فهذا يتناول أقسام البيان بأسرها. انتهى كلام الفناري بنوع تلخيص.
ثم أورد فصولا: في تقسيم هذا الحد إلى: تفسير، وتأويل، وبيان الحاجة إليه، وجواز الخوض فيهما، ومعرفة وجوههما، المسماة: بطونا، أو ظهرا، وبطنا، وحدا، فمن أراد الاطلاع على حقائق علم التفسير، فعليه مطالعته، ولا ينبؤه مثل خبير.
ثم إن المولى: أبا الخير، أطال في (طبقات المفسرين).
ونحن أشرنا: إلى من ليس لهم تصنيف فيه، من مفسري الصحابة، والتابعين، إشارة إجمالية، والباقي مذكور عند ذكر كتابه.
أما المفسرون من الصحابة، فمنهم:
الخلفاء الأربعة.
وابن مسعود.
وابن عباس.
وأبي بن كعب.
وزيد بن ثابت.
وأبو موسى الأشعري.
وعبد الله بن الزبير.
وأنس بن مالك.
وأبو هريرة.
وجابر.
وعبد الله بن عمرو بن العاص، - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين -.
ثم اعلم: أن الخلفاء الأربعة، أكثر من روي عنه: علي بن أبي طالب، والرواية عن الثلاثة، في ندرة جدا.
والسبب فيه: تقدم وفاتهم، وأما علي - رضي الله عنه - فروي عنه الكثير.
عن ابن مسعود، أنه قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن، وإن عليا - رضي الله تعالى عنه - عنده من الظاهر والباطن.
وأما بن مسعود - رضي الله تعالى عنهم -، فروي عنه أكثر مما روي عن علي - رضي الله تعالى عنه -.
مات: بالمدينة، سنة 32، اثنتين وثلاثين.
وأما ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -.
المتوفى: سنة 68، ثمان وستين، بالطائف.
فهو ترجمان القرآن، وحبر الأمة، ورئيس المفسرين، دعا له النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: (اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل).
وقد ورد عنه: في التفسير، ما لا يحصى كثرة، لكن أحسن الطرق عنه: طريقة: علي بن أبي طلحة الهاشمي.
المتوفى: سنة 143، ثلاث وأربعين ومائة.
واعتمد على هذه البخاري في (صحيحه).
ومن جيد الطرق عنه: طريق: قيس بن مسلم الكوفي.
المتوفى: سنة 120، عشرين ومائة.
عن عطاء بن السائب.
وطريق: ابن إسحاق صاحب (السير).
وأوهى طريقته: طريق الكلبي، عن أبي صالح.
والكلبي: هو: أبو النصر: محمد بن السائب.
المتوفى: بالكوفة، سنة 146، ست وأربعين ومائة.
فإن انضم إليه رواية: محمد بن مروان السدي الصغير.
المتوفى: سنة 186، ست وثمانين ومائة.
فهي سلسلة الكذب.
وكذلك: طريق: مقاتل بن سليمان بن بشر الأزدي.
المتوفى: سنة 150، خمسين ومائة.
إلا أن الكلبي: يفضل عليه، لما في مقاتل من المذاهب الرديئة.
وطريق: الضحاك بن مزاحم الكوفي.
المتوفى: سنة 102، اثنتين ومائة.
عن: ابن عباس منقطعة، فإن الضحاك لم يلقه.
وإن انضم إلى ذلك: رواية: بشر بن عمارة، فضعيفة ضعف بشر.
وقد أخرج عنه:
ابن جرير.
وابن أبي حاتم.
وإن كان من رواية: جرير عن الضحاك، فأشد ضعفا، لأن جريرا شديد الضعف، متروك.
وإنما أخرج منه:
ابن مردويه.
وأبو الشيخ: ابن حبان.
دون: ابن جرير.
وأما: أبي بن كعب.
المتوفى: سنة 20، عشرين، على خلاف فيه.
فعنه نسخة كبيرة.
يرويها: أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عنه، وهذا إسناد صحيح.
وهو أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن، على عهد رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -.
وكان أقرأ الصحابة، وسيد القراء.
ومن الصحابة: من ورد عنه اليسير من التفسير، غير هؤلاء، منهم:
أنس بن مالك بن النضر.
المتوفى: بالبصرة، سنة 91، إحدى وتسعين.
وأبو هريرة: عبد الرحمن بن صخر، على خلاف.
المتوفى: بالمدينة، سنة 57، سبع وخمسين.
وعبد الله بن عمر بن الخطاب.
المتوفى: بمكة المكرمة، سنة 73، ثلاث وسبعين.
وجابر بن عبد الله الأنصاري.
المتوفى: بالمدينة، سنة 74، أربع وسبعين.
وأبو موسى: عبد الله بن قيس الأشعري.
المتوفى: سنة 44، أربع وأربعين.
وعبد الله بن عمرو بن العاص السهمي.
المتوفى: سنة 63، ثلاث وستين.
وهو: أحد العبادلة الذين استقر عليهم أمر العلم، في آخر عهد الصحابة.
وزيد بن ثابت الأنصاري.
وأما المفسرون من التابعين، فمنهم:
أصحاب ابن عباس.
وهم علماء مكة المكرمة - شرفها الله تعالى -.
ومنهم:
مجاهد بن حبر المكي.
المتوفى: سنة 103، ثلاث ومائة.
قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة.
واعتمد على تفسيره: الشافعي، والبخاري.
وسعيد بن جبير.
المتوفى: سنة 94، أربع وتسعين.
وعكرمة، مولى: ابن عباس.
المتوفى: بمكة، سنة 105، خمس ومائة.
وطاووس بن كيسان اليماني.
المتوفى: بمكة، سنة 106، ست ومائة.
وعطاء بن أبي رباح المكي.
المتوفى: سنة 114، أربع عشرة ومائة.
ومنهم:
أصحاب ابن مسعود.
وهم: علماء الكوفة.
كعلقمة بن قيس.
المتوفى: سنة 102، اثنتين ومائة.
والأسود بن يزيد.
المتوفى: سنة 75، خمس وسبعين.
وإبراهيم النخعي.
المتوفى: سنة 95، خمس وتسعين.
والشعبي.
المتوفى: سنة 105، خمس ومائة.
ومنهم:
أصحاب: زيد بن أسلم.
كعبد الرحمن بن زيد.
ومالك بن أنس.
ومنهم:
الحسن البصري.
المتوفى: سنة 121، إحدى وعشرين ومائة.
وعطاء بن أبي سلمة ميسرة الخراساني.
المتوفى: سنة...
ومحمد بن كعب القرظي.
المتوفى: سنة 117، سبع عشرة ومائة.
وأبو العالية: رفيع بن مهران الرياحي.
المتوفى: سنة 90، تسعين.
والضحاك بن زاحم.
وعطية بن سعيد العوفي.
المتوفى: سنة 111، إحدى عشرة ومائة.
وقتادة بن دعامة السدوسي.
المتوفى: سنة 117، سبع عشرة ومائة.
وربيع بن أنس السدي.
ثم بعد هذه الطبقة:
الذين صنفوا كتب التفاسير، التي تجمع أقوال الصحابة، والتابعين:
كسفيان بن عيينة.
ووكيع بن الجراح.
وشعبة بن الحجاج.
ويزيد بن هارون.
وعبد الرزاق.
وآدم بن أبي إياس.
وإسحاق بن راهويه.
وروح بن عبادة.
وعبد الله بن حميد.
وأبي بكر بن أبي شيبة.
... وآخرين.
وسيأتي ذكر كتبهم.
ثم بعد هؤلاء: طبقة أخرى، منهم:
عبد الرزاق.
وعلي بن أبي طلحة.
وابن جرير.
وابن أبي حاتم.
وابن ماجة.
والحاكم.
وابن مردويه.
وأبو الشيخ: ابن حبان.
وابن المنذر ... في آخرين.
ثم انتصبت طبقة بعدهم:
إلى تصنيف: تفاسير مشحونة بالفوائد، محذوفة الأسانيد، مثل:
أبي إسحاق الزجاج.
وأبي علي الفارسي.
وأما:
أبو بكر النقاش.
وأبو جعفر النحاس.
فكثيرا ما استدرك الناس عليهما.
ومثل: مكي بن أبي طالب.
وأبي العباس المهدوي.
ثم ألف في التفسير طائفة من المتأخرين:
فاختصروا الأسانيد، ونقلوا الأقوال بتراء، فدخل من هنا الدخيل، والتبس الصحيح بالعليل، ثم صار كل من سنح له قول يورده، ومن خطر بباله شيء يعتمده، ثم ينقل ذلك خلف عن سلف، ظانا أن له أصلا، غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح، ومن هم القدوة في هذا الباب.
قال السيوطي: رأيت في تفسير قوله - سبحانه وتعالى -: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، نحو: عشرة أقول، مع أن الوارد عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وجميع الصحابة، والتابعين: ليس غير اليهود والنصارى.
حتى قال ابن أبي حاتم: لا أعلم في هذا اختلافا من المفسرين.
ثم صنف بعد ذلك: قوم برعوا في شيء من العلوم.
ومنهم: من ملأ كتابه بما غلب على طبعه من الفن، واقتصر فيه على: ما تمهر هو فيه، كأن القرآن انزل لأجل هذا العلم لا غير، مع أن فيه تبيان كل شيء.
فالنحوي: تراه ليس له هم إلا الإعراب، وتكثير الأوجه المحتملة فيه، وإن كانت بعيدة، وينقل قواعد النحو، ومسائله، وفروعه، وخلفياته:
كالزجاج.
والواحدي في: (البسيط).
وأبي حيان في: (البحر والنهر).
والإخباري: ليس له شغل إلا القصص واستيفاؤها، والأخبار عمن سلف، سواء كانت صحيحة أو باطلة.
ومنهم:
الثعلبي.
والفقيه: يكاد يسرد فيه الفقه جميعا، وربما استطرد إلى إقامة أدلة الفروع الفقهية، التي لا تعلق لها بالآية أصلا، والجواب عن أدلة المخالفين:
كالقرطبي.
وصاحب: (العلوم العقلية).
خصوصا:
الإمام: فخر الدين الرازي.
قد ملأ تفسيره: بأقوال الحكماء، والفلاسفة، وخرج من شيء إلى شيء، حتى يقضي الناظر العجب.
قال أبو حيان في (البحر) : جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة، لا حاجة بها في علم التفسير.
ولذلك قال بعض العلماء: فيه كل شيء إلا التفسير.
والمبتدع: ليس له قصد إلا تحريف الآيات، وتسويتها على مذهبه الفاسد، بحيث أنه لو لاح له شاردة من بعيد اقتنصها، أو وجد موضعا له فيه أدنى مجال سارع إليه.
كما نقل عن البلقيني، أنه قال: استخرجت من (الكشاف) اعتزالا بالمناقيش، منها:
أنه قال في قوله - سبحانه وتعالى -: (فمن زحزح عن النار، وأدخل الجنة فقد فاز)، أي: فوز أعظم من دخول الجنة، أشار به إلى عدم الرؤية.
والملحد: فلا تسأل عن كفره، وإلحاده في آيات الله - تعالى -، وافترائه على الله - تعالى - ما لم يقله.
كقول بعضهم (إن هي إلا فتنتك) : ما على العباد أضر من ربهم.
وينسب هذا القول إلى صاحب: (قوت القلوب)، أبي طالب المكي.
ومن ذلك القبيل: الذين يتكلمون في القرآن بلا سند، ولا نقل عن السلف، ولا رعاية للأصول الشرعية، والقواعد العربية.
كتفسير: محمود بن حمزة الكرماني.
في مجلدين.
سماه: (العجائب، والغرائب).
ضمنه: أقوالا، هي عجائب عند العوام، وغرائب عما عهد عن السلف، بل هي أقوال منكرة، لا يحل الاعتقاد عليها، ولا ذكرها، إلا للتحذير.
من ذلك قول من قال في (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا) : إنه الحب والعشق.
ومن ذلك قولهم في (ومن شر غاسق إذا وقب) : إنه الذكر إذا قام.
وقولهم في (من ذا الذي يشفع عنده) : معناه: (من ذل)، أي: من الذل، و(ذي) : إشارة إلى النفس، و(يشف) : من الشفاء، جواب: مَنْ، و(عِ) : أمر من الوعي.
وسئل البلقيني: عمن فسر بهذا؟ فأفتى بأنه: ملحد.
وأما: كلام الصوفية في القرآن، فليس بتفسير.
قال ابن الصلاح في (فتاواه) : وجدت عند الإمام الواحدي، أنه قال: صنف السلمي (حقائق التفسير)، إن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير، فقد كفر.
قال النسفي في (عقائده) : النصوص تحمل على ظواهرها، والعدول عنها، إلى معان يدعيها أهل الباطن، إلحاد.
وقال التفتازاني في (شرحه) : سميت الملاحدة: باطنية، لادعائهم أن النصوص ليست على ظواهرها، بل لها معان باطنة.
وقال: وأما ما يذهب إليه بعض المحققين، من أن النصوص على ظواهرها، ومع ذلك فيها إشارات خفية، إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك، يمكن التطبيق بينها، وبين الظواهر المرادة، فهو من كمال العرفان، ومحض الإيمان.
وقال تاج الدين، عطاء الله، في (لطائف المنن) : اعلم: أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله - سبحانه وتعالى -، وكلام رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - بالمعاني الغريبة، ليست إحالة الظاهر عن ظاهره، ولكن ظاهر الآية مفهوم، منه ما جلبت الآية له، ودلت عليه في عرف اللسان، وثَمَّ أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث، لمن فتح الله - تعالى - قلبه.
وقد جاء في الحديث: (لكل آية ظهر وباطن...).
فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم، أن يقول لك ذو جدل: هذا إحالة لكلام الله - تعالى -، وكلام رسول الله، فليس ذلك بإحالة؛ وإنما يكون إحالة، لو قال: لا معنى للآية إلا هذا.
وهم يقولون ذلك، بل يفسرون الظواهر على ظواهرها، مرادا بها موضوعاتها. انتهى.
قال صاحب (مفتاح السعادة) : الإيمان بالقرآن هو: التصديق بأنه كلام الله - سبحانه وتعالى -، قد أنزل على رسوله محمد - صلى الله تعالى عليه وسلم -، بواسطة جبرائيل - عليه السلام -، وأنه دال على صفة أزلية له - سبحانه وتعالى -، وأن ما دل هو عليه بطريق القواعد العربية، مما هو مراد الله - سبحانه وتعالى - حق لا ريب فيه، ثم تلك الدلالة على مراده - سبحانه وتعالى - بواسطة القوانين الأدبية، الموافقة للقواعد الشرعية، والأحاديث النبوية، مراد الله - سبحانه وتعالى -.
ومن جملة ما علم من الشرائع: أن مراد الله - سبحانه وتعالى - من القرآن، لا ينحصر في هذا القدر، لما قد ثبت في الأحاديث: (إن لكل آية ظهرا وبطنا..).
وذلك المراد الآخر لما لم يطلع عليه كل أحد، بل من أعصى فهما وعلما، من لدنه - تعالى - يكون الضابط في صحته: أن لا يرفع ظاهر المعاني المنفهمة، عن الألفاظ بالقوانين العربية، وأن لا يخالف القواعد الشرعية، ولا يباين إعجاز القرآن، ولا يناقض النصوص الواقعة فيها، فإن وجد هذه الشرائط، فلا يطعن فيه، وإلا فهو بمعزل عن القبول.
قال الزمخشري: من حق تفسير القرآن أن يتعاهد بقاء النظم على حسنه، والبلاغة على كمالها، وما وقع به التحدي سليما من القادح، وأما الذين تأيدت فطرتهم النقية، بالمشاهدات الكشفية، فهم القدوة في هذه المسالك، ولا يمنعون أصلا عن التوغل في ذلك.
ثم ذكر ما وجب على المفسر من الآداب، وقال:
ثم اعلم: أن العلماء - كما بينوا في التفسير شرائط - بينوا أيضا في المفسر شرائط، لا يحل التعاطي لمن عري عنها، أو هو فيها راجل، وهي: أن يعرف خمسة عشر علما، على وجه الإتقان، والكمال:
اللغة، والنحو، والتصريف، والاشتقاق، والمعاني، والبيان، والبديع، والقراآت، وأصول الدين، وأصول الفقه، وأسباب النزول، والقصص، والناسخ والمنسوخ، والفقه، والأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم، وعلم الموهبة، وهو: علم يورثه الله - سبحانه وتعالى - لمن عمل بما علم، وهذه العلوم التي لا مندوحة للمفسر عنها، وإلا فعلم التفسير لا بد له من التبحر في كل العلوم.
ثم إن تفسير القرآن ثلاثة أقسام:
الأول: علم لم يطلع الله - سبحانه وتعالى - عليه أحدا من خلقه، وهو: ما استأثر به من علوم أسرار كتابه، من معرفة: كنه ذاته، ومعرفة حقائق أسمائه، وصفاته، وهذا لا يجوز لأحد الكلام فيه.
والثاني: ما أطلع الله - سبحانه وتعالى - نبيه عليه من أسرار الكتاب، واختص به، فلا يجوز الكلام فيه، إلا له - عليه الصلاة والسلام -، أو لمن أذن له.
قيل: وأوائل السور من هذا القسم، وقيل: من الأول.
والثالث: علوم علمها - الله تعالى - نبيه، مما أودع كتابه من المعاني الجلية، والخفية، وأمره بتعليمها.
وهذا ينقسم إلى قسمين:
منه: ما لا يجوز الكلام فيه، إلا بطريق السمع، كأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والقراآت، واللغات، وقصص الأمم، وأخبار ما هو كائن.
ومنه: ما يؤخذ بطريق النظر، والاستنباط، من الألفاظ، وهو قسمان:
قسم: اختلفوا في جوازه ، وهو: تأويل الآيات المتشابهات.
وقسم: اتفقوا عليه، وهو: استنباط الأحكام الأصلية، والفرعية، والإعرابية، لأن مبناها على الأقيسة.
وكذلك: فنون البلاغة، وضروب المواعظ، والحكم، والإشارات، لا يمتنع استنباطها منه، لمن له أهلية ذلك؛ وما عدا هذه الأمور هو: التفسير بالرأي، الذي نهي عنه.
وفيه خمسة أنواع:
الأول: في التفسير، من غير حصول العلوم، التي يجوز معها التفسير.
الثاني: تفسير المتشابه، الذي لا يعلمه إلا الله - سبحانه وتعالى -.
الثالث: التفسير المقرر للمذهب الفاسد، بأن يجعل المذهب أصلا، والتفسير تابعا له، فيرد إليه بأي طريق أمكن، وإن كان ضعيفا.
الرابع: التفسير بأن مراد الله - سبحانه وتعالى - كذا على القطع، من غير دليل.
الخامس: التفسير بالاستحسان والهوى.
وإذا عرفت هذه الفوائد، وإن أطنبنا فيها، لكونها رأس العلوم، ورئيسها.
فاعلم: أن كتب التفاسير كثيرة، ذكرنا منها هاهنا ما هو مسطور في هذا السفر على ترتيبه.
(الإبانة، في تفسير آية الأمانة).
(الإتقان، في علوم القرآن).
(أبين الحصص، في أحسن القصص).
(أحكام القرآن).
كثيرة.
(إرشاد العقل السليم).
لأبي مسعود.
(إرشاد ابن برجان).
(أسباب النزول).
سبق كتبه في فنه.
(إعراب القرآن).
مر ذكر كتبه في فنه.
(أسئلة القرآن).
(إعجاز القرآن).
(إغاثة اللهف، تفسير الكهف).
(أقاليم التعاليم).
(أقسام القرآن).
(الإقناع).
في تفسير: آية الانتصار.
للزمخشري، من أبي المنير.
(الانتصاف، شرح الكشاف).
(الإنصاف، في الجمع بين: الثعلبي والكشاف).
(أنوار التنزيل).
للبيضاوي.
ومتعلقاته.
(أنوار ابن مقسم).
(إيجاز البيان).
(الإيجاز في الناسخ والمنسوخ).
(الإيضاح).
فيه أيضا.
(بحار القرآن).
(بحر الحقائق).
(بحر الدرر).
(بحر العلوم).
(البرهان، في علوم القرآن).
(البرهان، في تفسير القرآن).
(بحر البحور).
(البرهان، في تناسب السور).
(البرهان، في إعجاز القرآن).
(بسيط الواحدي).
(بصائر ذوي التمييز).
(بصائر).
فارسي.
(البيان، في تأويلات القرآن).
(البيان، في مبهمات القرآن).
(البيان، في علوم القرآن).
(البيان، في شواهد القرآن).
(تاج المعاني).
(تاج التراجم).
(تأويلات القرآن).
(تأويلات الماتريدي).
(التبصرة في التفسير).
(تبصير الرحمن).
(التبيان، في إعراب القرآن).
(التبيان، في تفسير القرآن).
(التبيان، في أقسام القرآن).
(التبيان، في مسائل القرآن).
(التبيان، في متشابه القرآن).
(تبيين القرآن).
(تحف الأنام).
(تحقيق البيان).
(التحبير، في علوم التفسير).
(ترجمان القرآن).
(الترجمان في التفسير).
(تعداد الآي).
(التعظيم والمنة).
(تعلق الآي).
علم التفسير: أي تفسير القرآن
هو: علم باحث عن معنى نظم القرآن بحسب الطاقة البشرية وبحسب ما تقتضيه القواعد العربية.
ومباديه: العلوم العربية وأصول الكلام وأصول الفقه والجدل وغير ذلك من العلوم الجمة.
والغرض منه: معرفة معاني النظم بقدر الطاقة البشرية.
وفائدته: حصول القدرة على استنباط الأحكام الشرعية على وجه الصحة والاتعاظ بما فيه من القصص والعبر والاتصاف بما تضمنه من مكارم الأخلاق إلى غير ذلك من الفوائد التي لا يمكن تعدادها لأنه بحر لا تنقضي عجائبه وسبحانه من أنزله وأرشد به عباده.
وموضوعه: كلام الله - سبحانه وتعالى - الذي هو: منبع كل حكمة ومعدن كل فضيلة.
وغايته: التوصل إلى فهم معاني القرآن واستنباط حكمه ليفاز به إلى السعادة الدنيوية والأخروية وشرف العلم وجلالته باعتبار شرف موضوعه وغايته فهو أشرف العلوم وأعظمها هذا ما ذكره أبو الخير وابن صدر الدين والأرتيقي.
قال في: كشاف اصطلاحات الفنون: علم التفسير: علم يعرف به نزول الآيات وشؤونها وأقاصيصها والأسباب النازلة فيها ثم ترتيب مكيها ومدنيها ومحكمها ومتشابهها وناسخها ومنسوخها وخاصها وعامها ومطلقها ومقيدها ومجملها ومفسرها وحلالها وحرامها ووعدها ووعيدها وأمرها ونهيها وامتثالها وغيرها.
قال أبوحيان: التفسير: علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ومدلولاتها وأحكامها الإفرادية والتركيبية ومعانيها التي يحمل عليه حالة التركيب وتتمات ذلك.
وقال الزركشي: التفسير: علم يفهم به كتاب الله المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات وأما وجه الحاجة إليه فقال بعضهم: اعلم أن من المعلوم أن الله تعالى إنما خاطب خلقه بما يفهمونه ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه وأنزل كتابه على لغتهم وإنما احتيج إلى التفسير لما سيذكر بعد تقرير قاعدة وهي: أن كل من وضع من البشر كتاب فإنما وضعه ليفهم بذاته من غير شرح وإنما احتيج إلى الشروح لأمور ثلاثة:
أحدها: كمال فضيلة المصنف فإنه بقوته العلمية بجمع المعاني الدقيقة في اللفظ الوجيز فربما عسر فهم مراده فقصد بالشروح ظهور تلك المعاني الدقيقة من ههنا كان شرح بعض الأئمة لتصنيفه أدل على المراد من شرح غيره له"
وثانيها: إغفاله بعض متممات المسئلة أو شروطها اعتمادا على وضوحها أو لأنها من علم آخر فيحتاج الشارح لبيان المتروك ومراتبه.
وثالثها: احتمال اللفظ لمعان مختلفة كما في المجاز والاشتراك ودلالة الالتزام فيحتاج الشارح إلى بيان غرض المصنف وترجيحه وقد يقع في التصانيف ما لا يخلو عنه بشر من السهو والغلط أو تكرار الشيء أو حذف المهم أو غير ذلك فيحتاج الشارح للتنبيه على ذلك وإذا تقرر هذا فنقول:
إن القرآن إنما نزل بلسان عربي في زمن فصحاء العرب وكانوا يعلمون ظاهره وأحكامه أما دقائق باطنه فإنما كانت تظهر لهم بعد البحث والنظر مع سؤالهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - في الأكثر كسؤالهم لما نزل: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} فقالوا:
وأينا لم يظلم نفسه ففسره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالشرك واستدل عليه {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} وغير ذلك مما سألوا عنه - صلى الله عليه وسلم - ونحن محتاجون إلى ما كانوا يحتاجون إليه مع أحكام الظاهر لقصورنا عن مدارك أحكام اللغة بغير تعلم فنحن أشد احتياجا إلى التفسير.
وأما شرفه: فلا يخفى قال الله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} .
وقال الأصبهاني: شرفه من وجوه:
أحدها: من جهة الموضوع: فإن موضوعه كلام الله تعالى الذي ينبوع كل حكمة ومعدن كل فضيلة.
وثانيها: من جهة الغرض: فإن الغرض منه الاعتصام بالعروة الوثقى والوصول إلى السعادة الحقيقية التي هي الغاية القصوى.
وثالثها: من جهة شدة الحاجة: فإن كل كمال ديني أو دنيوي مفتقر إلى العلوم الشرعية والمعارف الدينية وهي متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى.
واختلف الناس في تفسير القرآن: هل يجوز لكل أحد الخوض فيه؟ فقال قوم: لا يجوز لأحد أن يتعاطى تفسير شيء من القرآن وأن كان عالما أديبا متسعا في معرفة الأدلة والفقه والنحو والأخبار والآثار، وليس له إلا أن ينتهي إلى ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك.
ومنهم من قال: يجوز تفسيره لمن كان جامعا للعلوم التي يحتاج المفسر إليها وهي خمسة عشر علما: اللغة والنحو والتصريف والاشتقاق والمعاني والبيان والبديع وعلم القراءات: لأنه يعرف به كيفية النطق بالقرآن وبالقراءات يرجح بعض الوجوه المحتملة على بعض وأصول الدين: أي الكلام وأصول الفقه وأسباب النزول والقصص إذ بسبب النزول يعرف معنى الآية المنزلة فيه بحسب ما أنزلت فيه والناسخ والمنسوخ ليعلم المحكم من غيره والفقه والأحاديث المبينة لتفسير المبهم والمجمل وعلم الموهبة وهو علم يورثه الله لمن عمل بما علم وإليه الإشارة بحديث: من عمل بما علم أورثه الله تعالى علم ما لم يعلم.
قال البغوي والكواشي وغيرهما: التأويل صرف الآية إلى معنى موافق لما قبلها وما بعدها تحتملها الآية غير مخالف للكتاب والسنة غير محظور على العلماء بالتفسير كقوله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً} .
وقيل: أغنياء وفقراء.
وقيل: نشاطا أو غير نشاط.
وقيل: أصحاء ومرضى وكل ذلك سائغ والآية تحتمله.
وأما التأويل المخالف للآية والشرخ فمحظور لأنه تأويل الجاهلين مثل تأويل الروافض قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} أنهما علي وفاطمة {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} يعني الحسن والحسين. انتهى.
وذكر العلامة الفناري في: تفسير الفاتحة فصلا مفيدا في تعريف هذا العلم ولا بأس بإيراده اذ هو مشتمل على لطائف التعريف.
قال قطب الدين الرازي في شرحه ل: الكشاف: هو ما يبحث فيه عن مراد الله - سبحانه وتعالى - من قرآنه المجيد ويرد عليه أن البحث فيه ربما كان عن أحوال الألفاظ: كمباحث القراءات وناسخية الألفاظ ومنسوخيتها وأسباب نزولها وترتيب نزولها إلى غير ذلك فلا يجمعها أحده.
وأيضا يدخل فيه البحث في الفقه الأكبر والأصغر عما يثبت بالكتاب فإنه بحث عن مراد الله تعالى من قرآنه فلا يمنعه أحد فكان الشارح التفتازاني إنما عدل عنه لذلك إلى قوله: هو العلم الباحث عن أحوال الألفاظ كلام الله - سبحانه وتعالى - من حيث الدلالة على مراد الله وترد على مختاره أيضا وجوه:
الأول: أن البحث المتعلق بألفاظ القرآن ربما لا يكون بحيث يؤثر في المعنى المراد بالدلالة والبيان: كمباحث علم القراءة عن أمثال التفخيم والإمالة إلى ما لا يحصى فإن علم القراءة جزء من علم التفسير أفرز عنه لمزيد الاهتمام إفراز الكحالة من الطب والفرائض من الفقه.
وقد خرج بقيد الحيثية ولم يجمعه فإن قيل: أراد تعريفه بعد إفراز علم القراءة
قلنا: فلا يناسب الشرح المشروح للبحث في التفسير عما لا يتغير به المعنى في مواضع لا تحصى
الثاني: أن المراد بالمراد إن كان المراد بمطلق الكلام فقد دخل العلوم الأدبية وإن كان مراد الله تعالى بكلامه.
فإن أريد مراده في نفس الأمر فلا يفيده بحث التفسير لأن: طريقه غالبا إما رواية الآحاد أو الدراية بطريق العربية وكلاهما ظني كما عرف ولأن فهم كل أحد بقدر استعداده ولذلك أوصى المشائخ - رحمهم الله - في الإيمان أن يقال: آمنت بالله وبما جاء من عنده على مراده وآمنت برسول الله وبما قاله على مراده ولا يعين بما ذكره أهل التفسير ويكرر ذلك على الهدي في تأويلاته.
وإن أريد مراد الله - سبحانه وتعالى - في زعم المفسر ففيه خرازة من وجهين:
الأول: كون علم التفسير بالنسبة إلى كل مفسر بل إلى كل أحد شيئا آخر وهذا مثل ما اعترض على حد الفقه لصاحب: التنقيح وظن وروده وإلا فإني أجيب عنه بأن التعدد ليس في حقيقته النوعية بل في جزئياتها المختلفة باختلاف القوابل.
وأيضا ذكر الشيخ صدر الدين القونوي في تفسير: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} : أن جميع المعاني المفسر بها لفظ القرآن رواية أو دراية صحيحتين مراد الله - سبحانه وتعالى - لكن بحسب المراتب والقوابل لا في حق كل أحد.
الثاني: أن الأذهان تنساق بمعاني الألفاظ إلى ما في نفس الأمر على ما عرف فلا بد لصرفها عنه من أن يقال من حيث الدلالة على ما يظن أنه مراد الله سبحانه وتعالى.
الثالث: أن عبارة العلم الباحث في المتعارف ينصرف إلى الأصول والقواعد أو ملكتها وليس لعلم التفسير قواعد يتفرع عليها الجزئيات إلا في مواضع نادرة فلا يتناول غير تلك المواضع إلا بالعناية فالأولى: أن يقال علم التفسير معرفة أحوال كلام الله سبحانه وتعالى من حيث القرآنية ومن حيث دلالته على ما يعلم أو يظن أنه مراد الله سبحانه وتعالى بقدر الطاقة الإنسانية فهذا يتناول أقسام البيان بأسرها. انتهى كلام الفناري بنوع تلخيص.
ثم أورد فصولا في تقسيم هذا الحد إلى تفسير وتأويل وبيان الحاجة إليه وجواز الخوض فيهما ومعرفة وجوههما المسماة بطونا أو ظهرا أو بطنا فمن أراد الإطلاع على حقائق علم التفسير فعليه بمطالعته ولا ينبؤه مثل خبير.
ثم إن أبا الخير أطال في ذكر: طبقات المفسرين ونحن أشرنا إلى من ليس لهم تصنيف فيه من مفسري الصحابة والتابعين إشارة جمالية والباقي مذكور عند ذكر كتابه.
أما المفسرون من الصحابة فمنهم: الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن الزبير وأنس بن مالك وأبو هريرة وجابر وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم.
ثم اعلم أن الخلفاء الأربعة أكثر من روي عنه علي بن أبي طالب والرواية عن الثلاثة في ندرة جدا والسبب فيه تقدم وفاتهم وأما علي رضي الله عنه فروي عنه الكثير وروي عن ابن مسعود أنه قال إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن وإن عليا - رضي الله عنه - عنده من الظاهر والباطن.
وأما ابن مسعود فروي عنه أكثر مما روي عن علي مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين.
وأما ابن عباس المتوفى سنة ثمان وستين بالطائف فهو: ترجمان القرآن وحبر الأمة ورئيس المفسرين دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل".
وقد روي عنه في التفسير ما لا يحصى كثرة لكن أحسن الطرق عنه طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي المتوفى سنة ثلاث وأربعين ومائة واعتمد على هذه البخاري في صحيحه.
ومن جيد الطرق عنه طريق قيس بن مسلم الكوفي المتوفى سنة عشرين ومائة عن عطاء بن السائب.
وطريق ابن إسحاق صاحب: السير.
وأوهى طريقة طريق الكلبي عن أبي صالح والكلبي: هو أبو النصر محمد بن السائب المتوفى بالكوفة سنة ست وأربعين ومائة فإن انضم إليه رواية محمد بن مروان السدي الصغير المتوفى سنة ست وثمانين ومائة فهي سلسلة الكذب وكذلك طريق مقاتل بن سليمان بن بشر الأزدي المتوفى سنة خمسين ومائة إلا أن الكلبي يفضل عليه لما في مقاتل من المذاهب الردية وطريق ضحاك بن مزاحم الكوفي المتوفى سنة اثنتين مائة عن ابن عباس منقطعة فإن الضحاك لم يلقه وإن انضم إلى ذلك رواية بشر بن عمارة فضعيفة لضعف بشر وقد أخرج عنه ابن جرير وابن أبي حاتم وإن كان من رواية جرير عن الضحاك فأشد ضعفا لأن جريرا شديد الضعف متروك وإنما أخرج عنه ابن مردويه وأبو الشيخ ابن حبان دون ابن جرير وأما أبي ابن كعب المتوفى سنة عشرين على خلاف فيه فعن نسخة كبيرة يرويها أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عنه وهذا إسناد صحيح وهو أحد الأربعة الذي جمعوا القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أقرأ الصحابة وسيد القراء.
ومن الصحابة من ورد عنه اليسير من التفسير غير هؤلاء منهم أنس بن مالك بن النضر المتوفى بالبصرة سنة إحدى وتسعين.
وأبو هريرة عبد الرحمن بن صخر على خلاف المتوفى بالمدينة سنة سبع وخمسين.
وعبد الله بن عمر بن الخطاب المتوفى بمكة المكرمة سنة ثلاث وسبعين.
وجابر بن عبد الله الأنصاري المتوفى بالمدينة سنة أربع وسبعين.
وأبو موسى عبد الرحمن بن قيس الأشرعي المتوفى سنة أربع وأربعين.
وعبد الله بن عمرو بن العاص السهمي المتوفى سنة ثلاث وستين وهو أحد العبادلة الذين استقر عليهم أمر العلم في آخر عهد الصحابة.
وزيد بن ثابت الأنصاري كاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - المتوفى سنة خمس وأربعين
وأما المفسرون من التابعين فمنهم أصحاب ابن عباس وهم: علماء مكة المكرمة - شرفها الله تعالى.
ومنهم: مجاهد بن جبر المكي المتوفى سنة ثلاث ومائة قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة واعتمد على تفسيره الشافعي والبخاري.
وسعيد بن جبير المتوفى سنة أربع وتسعين.
وعكرمة مولى ابن عباس المتوفى بمكة سنة خمس ومائة.
وطاووس بن كيسان اليماني المتوفى بمكة سنة ست ومائة.
وعطاء بن أبي رباح المكي المتوفى سنة أربع عشرة ومائة. ومنهم أصحاب ابن مسعود وهم علماء الكوفة.
كعلقمة بن قيس المتوفى سنة اثنتين ومائة والأسود بن يزيد المتوفى سنة خمس وسبعين.
وإبراهيم النخعي المتوفى سنة خمس وتسعين.
والشعبي المتوفى سنة خمس ومائة.
ومنهم: أصحاب زيد بن أسلم كعبد الرحمن بن زيد ومالك بن أنس.
ومنهم: الحسن البصري المتوفى سنة إحدى وعشرين ومائة وعطاء بن أبي سلمة ميسرة الخراساني ومحمد بن كعب القرظي المتوفى سنة سبع عشرة ومائة وأبو العالية رفيع بن مهران الرياحي المتوفى سنة تسعين والضحاك بن مزاحم وعطية بن سعيد العوفي المتوفى سنة إحدى عشرة ومائة وقتادة بن دعامة السدوسي المتوفى سنة عشرة ومائة والربيع بن أنس والسدي
ثم بعد هذه الطبقة الذين صنفوا كتب التفاسير التي تجمع أقوال الصحابة والتابعين كسفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح وشعبة بن الحجاج ويزيد بن هارون وعبد الرزاق وآدم بن أبي إياس وإسحاق بن راهويه وروح بن عبادة وعبد لله بن حميد وأبي بكر بن أبي شيبة وآخرين.
ثم بعد هؤلاء طبقة أخرى منهم: عبد الرزاق علي بن أبي طلحة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن ماجة والحاكم وابن مردويه وأبو الشيخ ابن حبان وابن المنذر في آخرين.
ثم انتصبت طبقة بعدهم إلى تصنيف تفاسير مشحونة بالفوائد محذوفة الأسانيد مثل: أبي أسحق الزجاج وأبي علي الفارسي.
وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما ومثل مكي بن أبي طالب وأبي العباس المهدوي.
ثم ألف في التفسير طائفة من المتأخرين فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال بترا فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح بالعليل ثم صار كل من سنح له قول يورده ومن خطر بباله شيء يعتمده ثم ينقل ذلك خلف عن سلف ظانا أن له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن هم القدوة في هذا الباب.
ثم صنف بعد ذلك قوم برعوا في شيء من العلوم ومنهم من ملأ كتابه بما غلب على طبعه من الفن واقتصر فيه على ما تمهر هو فيه وكان القرآن أنزل لأجل هذا العلم لا غير مع أن فيه تبيان كل شيء.
فالنحوي تراه ليس له إلا الإعراب وتكثير الأوجه المحتملة فيه وإن كانت بعيدة وينقل قواعد النحو ومسائله وفروعه وخلافياته ك: الزجاج و: الواحدي في البسيط وأبي حيان في: البحر والنهر.
والإخباري ليس له شغل إلا القصص واستيفاؤها والأخبار عن سلف سواء كانت صحيحة أو باطلة ومنهم الثعلبي.
والفقيه يكاد يسرد فيه الفقه جميعا وربما استطرد إلى إقامة أدلة الفروع الفقهية التي لا تعلو لها بالآية أصلا والجواب عن الأدلة للمخالفين كالقرطبي.
وصاحب العلوم العقلية خصوصا الإمام فخر الدين الرازي قد ملأ تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة وخرج من شيء إلى شيء حتى يقضي الناظر العجب قال أبو حيان في البحر: جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة لا حاجة بها في علم التفسير ولذلك قال بعض العلماء فيه: كل شيء إلا التفسير وللمبتدع ليس له قصد إلا تحريف الآيات وتسويتها على مذهبه الفاسد بحيث أنه لو لاح له شاردة من بعيد اقتنصها أو وجد موضعا له فيه أدنى مجال سارع إليه كما نقل عن البلقيني أنه قال: استخرجت من: الكشاف اعتزالا بالمناقيش منها أنه قال في قوله - سبحانه وتعالى -: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} أي فوز أعظم من دخول الجنة أشار به إلى عدم الرؤية والملحد لا تسأل عن كفره وإلحاده في آيات الله تعالى وافترائه على الله تعالى ما لم يقله كقول بعضهم: {ِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ} وما علي العباد أضر من ربهم وينسب هذا القول إلى صاحب قوت القلوب أبي طالب المكي.
ومن ذلك القبيل الذين يتكلمون في القرآن بلا سند ولا نقل عن السلف ولا رعاية للأصول الشرعية والقواعد العربية كتفسير محمود بن حمزة الكرماني في مجلدين سماه: العجائب والغرائب ضمنه أقوالا هي: عجائب عند العوام وغرائب عما عهد عن السلف بل هي أقوال منكرة لا يحل الاعتقاد عليها ولا ذكرها إلا للتحذير من ذلك قول من قال في: {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} إنه الحب والعشق ومن ذلك قولهم في: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} إنه الذكر إذا قام وقولهم: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ} معناه من ذل أي من الذل وذي إشارة إلى النفس ويشف من الشفاء جواب من وع أمر من الوعي.
وسئل البلقيني عمن فسر بهذا؟ فأفتى بأنه ملحد.
وأما كلام الصوفية في القرآن فليس بتفسير.
قال ابن الصلاح في فتاواه: وجدت عن الإمام الواحدي أنه قال: صنف السلمي حقائق التفسير إن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر.
قال النسفي في: عقائده: النصوص تحمل على ظواهرها والعدول عنها إلى معان يدعيها أهل الباطن إلحادا وقال التفتازاني في: شرحه: سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظواهرها بل لها معان باطنة لا يعلمها إلا المعلم وقصدهم بذلك نفي الشريعة بالكلية.
وقال: وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من النصوص على ظواهرها ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان.
وقال تاج الدين عطاء الله في: لطائف المنن: اعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله - سبحانه وتعالى - وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالمعاني الغريبة ليست إحالة الظاهر عن ظاهره ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جلبت الآية له ودلت عليه في عرف اللسان وثم أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله تعالى قلبه.
وقد جاء في الحديث: لكل آية ظهر وبطن ولكل حرف حد ولكل حد مطلع فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم أن يقول لك ذو جدل: هذا إحالة كلام الله - تعالى - وكلام رسوله فليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لو قال: لا معنى للآية إلا هذا وهم لا يقولون ذلك بل يفسرون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها. انتهى. قال في: كشاف اصطلاحات الفنون: أما الظهر والبطن ففي معناهما أوجه ثم ذكرها قال: قال بعض العلماء: لكل آية ستون ألف فهم فهذا يدل على أن في فهم المعاني من القرآن مجالا متسعا وأن المنقول من ظاهر التفسير ليس ينتهي الإدراك فيه بالنقل والسماع لا بد منه في ظاهر التفسير لتتقى به مواضع اللغط ثم بعد ذلك يتسع الفهم والاستنباط ولا يجوز التهاون في حفظ التفسير الظاهر بل لا بد منه أولا إذ لا مطمع في الوصول إلى الباطن قبل إحكام الظاهر وإن شئت الزيادة فارجع إلى: الإتقان. انتهى.
قال صاحب مفتاح السعادة: الإيمان بالقرآن هو التصديق بأنه كلام الله - سبحانه وتعالى - قد أنزل على رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - بواسطة جبريل - عليه السلام - وأنه دال على صفة أزلية له - سبحانه وتعالى - وأن ما دل هو عليه بطريق القواعد العربية مما هو مراد الله - سبحانه وتعالى - حق لا ريب فيه ثم تلك الدلالة على مراده - سبحانه وتعالى - بواسطة القوانين الأدبية الموافقة للقواعد الشرعية والأحاديث النبوية مراد الله سبحانه وتعالى.
ومن جملة ما علم من الشرائع أن مراد الله - سبحانه - من القرآن لا ينحصر في هذا القدر لما قد ثبت في الأحاديث أن لكل آية ظهرا وبطنا وذلك المراد الآخر لما لم يطلع عليه كل أحد بل من أعطي فهما وعلما من لدنه تعالى يكون الضابط في صحته أن لا يرفع ظاهر المعاني المنفهمة عن الألفاظ بالقوانين العربية وأن لا يخالف القواعد الشرعية ولا يباين إعجاز القرآن ولا يناقض النصوص الواقعة فيها فإن وجد فيه هذه الشرائط فلا يطعن فيه وألا فهو بمعزل عن القبول.
قال الزمخشري: من حق تفسير القرآن أن يتعاهد بقاء النظم على حسنه والبلاغة على كمالها وما وقع به التحدي سليما من القادح وأما الذين تأيدت فطرتهم النقية بالمشاهدات الكشفية فهم القدوة في هذه المسالك ولا يمنعون أصلا عن التوغل في ذلك ثم ذكر ما وجب على المفسر من آداب.
وقال: ثم اعلم أن العلماء كما بينوا في التفسير شرائط بينوا في المفسر أيضا شرائط لا يحل التعاطي لمن عري عنها وهو فيها راجل وهي: أن يعرف خمسة عشر علما على وجه الإتقان والكمال: اللغة والنحو والتصريف والاشتقاق والمعنى والبيان والبديع والقراءات وأصول الدين وأصول الفقه وأسباب النزول والقصص والناسخ والمنسوخ والفقه والأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم وعلم الموهبة وهو: علم يورثه الله - سبحانه وتعالى - لمن عمل بما علم وهذه العلوم التي لا مندوحة للمفسر عنها وإلا فعلم التفسير لا بد له من التبحر في كل العلوم.
ثم إن تفسير القرآن ثلاثة أقسام:
الأول: علم ما لم يطلع الله تعالى عليه أحدا من خلقه وهو ما استأثر به من علوم أسرار كتابه من معرفة كنه ذاته ومعرفة حقائق أسمائه وصفاته وهذا لا يجوز لأحد الكلام فيه.
والثاني: ما أطلع الله - سبحانه وتعالى - نبيه عليه من أسرار الكتاب واختص به فلا يجوز الكلام فيه إلا له عليه الصلاة والسلام أو لمن أذن له قيل: وأوائل السور من هذا القسم وقيل: من الأول.
والثالث علوم علمها الله تعالى نبيه مما أودع كتابه من المعاني الجلية والخفية وأمره بتعليمها وهذا ينقسم إلى قسمين: منه ما لا يجوز الكلام فيه إلا بطريق السمع: كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والقرآن واللغات وقصص الأمم وأخبار ما هو كائن.
ومنه ما يؤخذ بطريق النظر والاستنباط من الألفاظ وهو قسمان:
قسم اختلفوا في جوازه وهو: تأويل الآيات المتشابهات.
وقسم اتفقوا عليه وهو: استنباط الأحكام الأصلية والفرعية والإعرابية: لأن مبناها على الأقيسة وكذلك فنون البلاغة وضروب المواعظ والحكم والإشارات لا يمتنع استنباطها منه لمن له أهلية ذلك وما عدا هذه الأمور هو التفسالمسمى ب: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ثم تفسير هذا العبد القاصر المسمى ب: فتح البيان في مقاصد القرآن وقد طبع - بحمد الله تعالى - بمطبعتنا ببلدة بهوبال وكان المصروف في وليمة طبعه عشرين ألف ربية وسارت به الركبان من بلاد الهند إلى بلاد العرب والعجم ورزق القبول من علماء الكتاب والسنة القاطنين ببلد الله الحرام ومدينة نبيه - عليه الصلاة والسلام - ومحدثي اليمن وصنعاء والقدس والمغرب وغير هؤلاء ولله الحمد كل الحمد على ذلك.
فصل
قال ابن خلدون في: بيان علوم القرآن من التفسير والقراءات:
أما التفسير فاعلم أن القرآن نزل بلغة العرب وعلى أساليب بلاغتهم فكانوا كلهم يفهمونه ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه وكان ينزل جملا جملا وآيات آيات لبيان التوحيد والفروض الدينية بحسب الوقائع منها: ما هو في العقائد الإيمانية ومنها: ما هو في أحكام الجوارح ومنها: ما يتقدم ومنها: ما يتأخر ويكون ناسخا له وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبين المجمل ويميز الناسخ من المنسوخ ويعرفه أصحابه فعرفوه وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولا عنه كما علم من قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} : أنها نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمثال ذلك ونقل ذلك عن الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - وتداول ذلك التابعون من بعدهم ونقل ذلك عنهم ولم يزل ذلك متناقلا بين الصدر الأول والسلف حتى صارت المعارف علوما ودونت الكتب فكتب الكثير من ذلك ونقلت الآثار الواردة فيه عن الصحابة والتابعين وانتهى ذلك إلى الطبري والواقدي والثعالبي وأمثال ذلك من المفسرين فكتبوا فيه ما شاء الله أن يكتبوه من الآثار.
ثم صارت علوم اللسان صناعية من الكلام في موضوعات اللغة وأحكام الإعراب والبلاغة في التراكيب فوضعت الدواوين في ذلك بعد أن كانت ملكات للعرب لا يرجع فيها إلى نقل ولا كتاب فتنوسي ذلك وصارت تتلقى من كتب أهل اللسان فاحتيج إلى ذلك في تفسير القرآن لأنه بلسان العرب وعلى منهاج بلاغتهم وصار التفسير على صنفين: تفسير نقلي مسند إلى الآثار المنقولة عن السلف وهي: معرفة الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول ومقاصد الآي وكل ذلك لا يعرف إلا بالنقل عن الصحابة والتابعين وقد جمع المتقدمون في ذلك وأوعوا إلا أن كتبهم ومنقولاتهم تشتمل على الغث والسمين والمقبول والمردود والسبب في ذلك: أن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية وإذا تشوقوا إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدونه منهم وهم أهل التوراة من اليهود من تبع دينهم من النصارى وأهل التوراة الذين بين العرب يومئذ بادية مثلهم ولا يعرفون من ذلك إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب ومعظمهم من حمير الذين أخذوا بدين اليهودية فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما لا تعلق له بالأحكام الشرعية التي يحتاطون لها مثل: أخبار بدء الخليقة وما يرجع إلى الحدثان والملاحم وأمثال ذلك وهؤلاء مثل: كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلام وأمثالهم فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم وفي أمثال هذه الأغراض أخبار موقوفة عليهم وليست مما يرجع إلى الأحكام فيتحرى في الصحة التي يجب بها العمل ويتساهل المفسرون في مثل ذلك وملئوا كتب التفسير بهذه المنقولات وأصلها كما قلنا عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ير بالرأي الذي نهى عنه وفيه خمسة أنواع:
الأول: التفسير من غير حصول العلوم التي يجوز معها.
التفسير الثاني: تفسير المتشابه الذي لا يعلمه ألا الله - سبحانه وتعالى -.
الثالث: التفسير المقرر للمذهب الفاسد بأن يجعل المذهب أصلا والتفسير تابعا له فيرد إليه بأي طريق أمكن وإن كان ضعيفا.
والرابع: التفسير بأن مراد الله - سبحانه وتعالى - كذا على القطع من غير دليل.
الخامس: التفسير بالاستحسان والهوى.
وإذا عرفت هذه الفوائد وإن أطنبنا فيها لكونه رأس العلوم ورئيسها فاعلم أن كتب التفاسير كثيرة ذكرنا منها في كتابنا: الإكسير في أصول التفسير ما هو مسطور في: كشف الظنون وزدنا عليه أشياء على ترتيب حروف الهجاء.
قال في: مدينة العلوم: والكتب المصنفة في التفسير ثلاثة أنواع: وجيز ووسيط وبسيط.
ومن الكتب الوجيزة فيه: زاد المسيرة لابن الجوزي و: الوجيز للواحدي و: تفسير الواضح للرازي و: تفسير الجلالين إذ عمل نصفه الآخر جلال الدين المحلى وكمله جلال الدين السيوطي والشهير لأبي حيان ومن الكتب المتوسطة: الوسيط للواحدي و: تفسير الماتريدي و: تفسير التيسير لنجم الدين النسفي و: تفسير الكشاف للزمخشري و: تفسير الطيبي و: تفسير البغوي و: تفسير الكواشي و: تفسير البيضاوي و: تفسير القرطبي و: تفسير سراج الدين الهندي و: تفسير مدارك التنزيل لأبي البركات النسفي.
ومن الكتب المبسوطة: البسيط للواحدي و: تفسير الراغب للأصفهاني وتفسير أبي حيان المسمى ب: البحر و: التفسير الكبير للرازي و: تفسير العلامي ورأيته في أربعين مجلدا و: تفسير ابن عطية الدمشقي و: تفسير الخرقي نسبة إلى بائع الخرق والثياب و: تفسير الحوفي و: تفسير القشيري1 و: تفسير ابن عقيل وتفسير السيوطي المسمى ب: الدر المنثور في التفسير المأثور و: تفسير الطبري ومن التفاسير: إعراب القرآن للسفاقسي. انتهى.
قلت: ومن الحسن التفاسير المؤلفة في هذا الزمان الأخير تفسير شيخنا الإمام المجتهد العلامة قاضي القضاة بصنعاء اليمن محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة خمس وخمسين ومائتين وألف الهجرية المسمى بفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ثم تفسير هذا العبد القاصر المسمى بفتح البيان في مقاصد القرآن وقد طبع - بحمد الله تعالى - بمطبعتنا ببلدة بهوبال وكان المصروف في وليمة طبعه عشرين ألف ربية وسارت به الركبان من بلاد الهند إلى بلاد العرب والعجم ورزق القبول من علماء الكتاب والسنة القاطنين ببلد الله الحرام ومدينة نبيه - عليه الصلاة والسلام - ومحدثي اليمن وصنعاء والقدس والمغرب وغير هؤلاء ولله الحمد كل الحمد على ذلك.
فصل
قال ابن خلدون في: بيان علوم القرآن من التفسير والقراءات:
أما التفسير فاعلم أن القرآن نزل بلغة العرب وعلى أساليب بلاغتهم فكانوا كلهم يفهمونه ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه وكان ينزل جملا جملا وآيات آيات لبيان التوحيد والفروض الدينية بحسب الوقائع منها: ما هو في العقائد الإيمانية ومنها: ما هو في أحكام الجوارح ومنها: ما يتقدم ومنها: ما يتأخر ويكون ناسخا له وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبين المجمل ويميز الناسخ من المنسوخ ويعرفه أصحابه فعرفوه وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولا عنه كما علم من قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} : أنها نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمثال ذلك ونقل ذلك عن الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - وتداول ذلك التابعون من بعدهم ونقل ذلك عنهم ولم يزل ذلك متناقلا بين الصدر الأول والسلف حتى صارت المعارف علوما ودونت الكتب فكتب الكثير من ذلك ونقلت الآثار الواردة فيه عن الصحابة والتابعين وانتهى ذلك إلى الطبري والواقدي والثعالبي وأمثال ذلك من المفسرين فكتبوا فيه ما شاء الله أن يكتبوه من الآثار.
ثم صارت علوم اللسان صناعية من الكلام في موضوعات اللغة وأحكام الإعراب والبلاغة في التراكيب فوضعت الدواوين في ذلك بعد أن كانت ملكات للعرب لا يرجع فيها إلى نقل ولا كتاب فتنوسي ذلك وصارت تتلقى من كتب أهل اللسان فاحتيج إلى ذلك في تفسير القرآن لأنه بلسان العرب وعلى منهاج بلاغتهم وصار التفسير على صنفين: تفسير نقلي مسند إلى الآثار المنقولة عن السلف وهي: معرفة الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول ومقاصد الآي وكل ذلك لا يعرف إلا بالنقل عن الصحابة والتابعين وقد جمع المتقدمون في ذلك وأوعوا إلا أن كتبهم ومنقولاتهم تشتمل على الغث والسمين والمقبول والمردود والسبب في ذلك: أن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية وإذا تشوقوا إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدونه منهم وهم أهل التوراة من اليهود من تبع دينهم من النصارى وأهل التوراة الذين بين العرب يومئذ بادية مثلهم ولا يعرفون من ذلك إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب ومعظمهم من حمير الذين أخذوا بدين اليهودية فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما لا تعلق له بالأحكام الشرعية التي يحتاطون لها مثل: أخبار بدء الخليقة وما يرجع إلى الحدثان والملاحم وأمثال ذلك وهؤلاء مثل: كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلام وأمثالهم فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم وفي أمثال هذه الأغراض أخبار موقوفة عليهم وليست مما يرجع إلى الأحكام فيتحرى في الصحة التي يجب بها العمل ويتساهل المفسرون في مثل ذلك وملئوا كتب التفسير بهذه المنقولات وأصلها كما قلنا عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ينقلونه من ذلك إلا أنهم بعد صيتهم وعظمة أقدارهم لما كانوا عليه من المقامات في الدين والملة فتلقيت بالقبول من يومئذ لما رجع الناس إلى التحقيق والتمحيض.
وجاء أبو محمد بن عطية من المتأخرين بالغرب فلخص تلك التفاسير كلها وتحرى ما هو أقرب إلى الصحة منها ووضع ذلك في كتاب متداول بين أهل المغرب والأندلس حسن المنحى.
وتبعه القرطبي في تلك الطريقة على منهاج واحد في كتاب آخر مشهور بالمشرق.
والصنف الآخر من التفسير وهو: ما يرجع إلى اللسان من معرفة اللغة والإعراب والبلاغة في تأدية المعنى بحسب المقاصد والأساليب وهذا الصنف من التفسير قل أن ينفرد عن الأول إذ الأول هو المقصود بالذات وإنما جاء هذا بعد أن صار اللسان وعلومه صناعة نعم قد يكون في بعض التفاسير غالبا ومن أحسن ما اشتمل عليه هذا الفن من التفاسير كتاب: الكشاف للزمخشري من أهل خوارزم العراق إلا أن مؤلفه من أهل الاعتزال في العقائد فيأتي بالحجاج على مذاهبهم الفاسدة حيث تعرض له في أي في القرآن من طرق البلاغة فصار بذلك للمحققين من أهل السنة انحراف عنه وتحذير للجمهور من مكامنه مع إقرارهم برسوخ قدمه فيما يتعلق باللسان والبلاغة وإذا كان الناظر فيه واقفا مع ذلك على المذاهب السنية محسنا للحجاج عنها فلا جرم أنه مأمون من غوائله فلتغتنم مطالعته لغرابة فنونه في اللسان ولقد وصل إلينا في هذه العصور تأليف لبعض العراقيين وهو شرف الدين الطيبي من أهل توريز من عراق العجم شرح فيه كتاب الزمخشري هذا وتتبع ألفاظه وتعرض لمذاهبه في الاعتزال بأدلة تزيفها وتبين أن البلاغة إنما تقع في الآية على ما يراه أهل السنة لا على ما يراه المعتزلة فأحسن في ذلك ما شاء مع إمتاعه في سائر فنون البلاغة - وفوق كل ذي علم عليم -. انتهى كلامه
فصل
قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} وقال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"ستكون فتن", قيل: وما المخرج منها؟ قال: "كتاب الله: فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم" أخرجه الترمذي وغيره.
وقال أبو مسعود: من أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خير الأولين والآخرين أخرجه سعيد بن منصور في سننه قال البيهقي: أراد به أصول العلم.
وقال بعض السلف: ما سمعت حديثا إلا التمست له آية من كتاب الله تعالى
وقال سعيد بن جبير: ما بلغني حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم وآله وسلم - على وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله أخرجه ابن أبي حاتم.
وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنزل في هذا القرآن كل علم وميز لنا فيه كل شيء ولكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرآن أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لو أغفل شيئا لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة" أخرجه أبو الشيخ في كتاب: العظمة.
وقال الشافعي: جميع ما حكم به النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو ما فهمه من القرآن قلت: ويؤيد قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه" رواه بهذا اللفظ الطبراني في الأوسط من حديث عائشة رضي الله عنها.
وقال الشافعي أيضا: ليست تنزل بأحد في الدين نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها لا يقال: إن من الأحكام ما ثبت ابتداء بالسنة لأن ذلك مأخوذ من كتاب الله تعالى في الحقيقة لأن الله تعالى أوجب علينا اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في غير موضع من القرآن وفرض علينا الأخذ بقوله دون من عداه ولهذا نهى عن التقليد وجميع السنة شرح للقرآن وتفسير للفرقان.
قال الشافعي مرة بمكة المكرمة: سلوني عما شئتم أخبركم عنه من كتاب الله.
فقيل له: ما تقول في المحرم يقتل الزنبور.
فقال: بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ثم روى عن حذيفة بن اليمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بسنده أنه قال: "اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر" ثم روى عن عمر بن الخطاب أنه أمر بقتل المحرم الزنبور ومثل ذلك حكاية ابن مسعود في لعن الواشمات وغيرهن واستدلاله بالآية الكريمة المذكورة وهي معروفة رواها البخاري.
ونحوه حكاية المرأة التي كانت لا تتكلم إلا بالقرآن وهي:
أنها قال عبد الله بن المبارك: خرجت قاصدا بيت الله الحرام وزيارة مسجد النبي - عليه الصلاة والسلام - فبينما أنا سائر في الطريق وإذا بسواد فمررت به وإذا هي عجوز عليها درع من صوف وخمار من صوف فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقالت: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} فقلت لها يرحمك الله تعالى ما تصنعين في هذا المكان؟
فقالت: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ} فقلت: أنها ضالة عن الطريق فقلت: أين تريدين؟
فقالت: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} فعلمت أنها قضت حجها وتريد بيت المقدس فقلت: أنت مذ كم في هذا المكان؟
فقالت: ثلاث ليال سويا فقلت أما أرفعك طعاما.
فقالت: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} فقلت لها ليس هذا شهر رمضان.
فقالت: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} فقلت لها قد أبيح لنا الإفطار في السفر.
فقالت: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} فقلت لها لم لا تكلميني مثل ما أكلمك به فقالت: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} فقلت لها: من أي الناس أنت؟
فقالت: {مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} فقلت لها: قد أخطأت فاجعلني في حل. فقالت: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم قلت لها: هل لك أن أحملك على ناقتي وتلحقي القافلة؟
قالت: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} فأنخت مطيتي لها.
فقالت: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} فغضضت بصري عنها فقلت: اركبي فلما أرادت أن تركب نفرت الناقة بها ومزقت ثيابها.
فقال: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} فقلت لها: اصبري حتى أعقلها.
فقالت: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} فشددت لها الناقة وقلت لها: اركبي فلما ركبت قالت: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح طربا.
فقالت لي: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} فجعلت أمشي وأترنم بالشعر.
فقالت: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} فقلت: ليس هو بحرام.
قالت: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} فطرقت عنها ساعة فقلت لها: هل لك ربع؟
قالت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} فسكت عنها ولم أكملها حتى أدركت بها القافلة فقلت: لها هذه القافلة فمن لك فيها؟
فقالت: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فعلمت أن لها أولادا ومالا فقلت لها: ما شأنهم في الحاج؟
قالت: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} فعلمت أنهم أدلاء الركب فقصدت بي القبابات والعمارات فقلت: من لك فيها؟
فقالت: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} فناديت: يا إبراهيم يا موسى يا يحيى فجاءوني بالتلبية فإذا هم شبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا فلما استقر بهم الجلوس قالت لهم: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ} فقام أحدهم فاشترى طعاما فقدموه بين يدي وقالت:
{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} فقلت لهم: طعامكم هذا علي حرام حتى تخبروني بامرأتكم هذه فقالوا: هذه لها أربعون سنة ما تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل في كلامها فيسخط الله عليها - فسبحان الله القادر على كل شيء -. انتهت الحكاية1 وهي تدل على أن القرآن الكريم فيه كل شيء.
قال بعض السلف: ما من شيء إلا ويمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله حتى أن بعضهم استنبط عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثا وستين سنة من قوله تعالى في سورة المنافقين: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} فإنها رأس ثلاث وستين وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده.
قال المرسي: جمع القرآن وعلوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم به ثم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلا ما استأثر به سبحانه ثم ورث عنه معظم ذلك سادة الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله ثم ورث عنهم التابعون بإحسان ثم تقاصرت الهمم وفترت العزائم وتقال أهل العلم وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه فنوعوا علمه وقامت كل طائفة بفن من فنونه فاعتزم قوم بضبط لغاته وتحرير كلماته ومعرفة مخارج حروفه وعدد كلماته وآياته وسوره وأجزائه وأنصافه وأرباعه وعدد سجداته والتعليم عند كل عشر آيات إلى غير ذلك من حصر الكلمات المتشابهات والآيات المتماثلات من غير تعرض لمعانيه ولا تدبر لما أودع فيه فسموا: القراء.
واعتنى النحاة بالمعرب منه والمبني من الأسماء والأفعال والحروف العاملة وغيرها وأوسعوا الكلام في الأسماء وتوابعها وضروب الأفعال واللازم والمتعدي ورسوم خط الكلمات وجميع ما يتعلق به حتى إن بعضهم أعرب مشكله وبعضهم أعربه كلمة كلمة.
واعتنى المفسرون بألفاظه فوجدوا منه لفظا يدل على معنى واحد ولفظا يدل على معنيين ولفظا يدل على أكثر فأجروا الأول على حكمه وأوضحوا معنى الخفي منه وخاضوا في ترجيح أحد محتملات ذي المعنيين والمعاني وأعمل كل منهم فكره وقال بما اقتضاه نظره.
واعتنى الأصوليون بما فيه من الأدلة العقلية والشواهد الأصلية والنظرية مثل قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة فاستنبطوا منه أدلة على وحدانية الله ووجوده وبقائه وقدمه وقدرته وعلمه وتنزيهه عما لا يليق به وسموا هذا العلم ب: أصول الدين
وتأملت طائفة منهم معاني خطابه وإن منها ما يقتضي العموم ومنها ما يقتضي الخصوص إلى غير ذلك فاستنبطوا منه أحكام اللغات من الحقيقة والمجاز وتكلموا في التخصيص والإضمار والنص والظاهر والمجمل والمحكم والمتشابه والأمر والنهي والنسخ إلى غير ذلك من أنواع الأقيسة واستصحاب الحال والاستقراء وسموا هذا الفن: أصول الفقه.
وأحكمت طائفة صحيح النظر وصادق الفكر فيما فيه من الحلال والحرام وسائر الأحكام فابتنوا أصوله وفروعه وبسطوا القول في ذلك بسطا حسنا وسموه ب: علم الفروع وب: الفقه أيضاً.
وتلمحت طائفة ما فيه من قصص القرون السابقة والأمم الخالية ونقلوا أخبارهم ودونوا آثارهم ووقائعهم حتى ذكروا بدء الدنيا أول الأشياء حتى سموا ذلك بالتاريخ والقصص.
وتنبه آخرون لما فيه من الحكم والأمثال والمواعظ التي ترقق قلوب الرجال وتكاد تدكدك شوامخ الجبال فاستنبطوا مما فيه من الوعد والوعيد والتحذير والتبشير وذكر الموت والمعاد والنشر والحشر والحساب والعقاب والجنة والنار فصولا من المواعظ وأصولا من الزواجر فسموا بذلك: الخطباء والوعاظ.
واستنبط قوم مما فيه من أصول التعبير مثل ما ورد في قصة يوسف في البقرات السمان وفي منامي صاحبي السجن وفي رؤياه الشمس والقمر والنجوم ساجدة وسموه: تعبير الرؤيا
واستنبطوا تفسير كل رؤيا من الكتاب فإن عز عليهم إخراجها منه فمن السنة التي هي شارحة للكتاب فإن عسر فمن الحكم والأمثال.
ثم نظروا إلى اصطلاح العوام في مخاطبتهم وعرف عادمهم الذي أشار إليه القرآن بقوله: {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} .
وأخذ قوم مما في آية المواريث من ذكر السهام وأربابها وغير ذلك: علم الفرائض واستنبطوا منها من ذكر النصف والثلث والربع والسدس والثمن حساب الفرائض ومسائل العول1 واستخرجوا منها أحكام الوصايا. ونظر قوم إلى ما فيه من الآيات الدالة على الحكم الباهرة في الليل والنهار والشمس والقمر ومنازله والنجوم والبروج غير ذلك فاستخرجوا منه علم المواقيت.
ونظر الكتاب والشعراء إلى ما فيه من جلالة اللفظ وبديع النظم وحسن السياق والمبادئ والمقاطع والمخالص والتلوين في الخطاب والإطناب والإيجاز وغير ذلك فاستنبطوا منه المعاني والبيان والبديع.
ونظر فيه أرباب الإشارات وأصحاب الحقيقة فلاح لهم من ألفاظه معان ودقائق جعلوا لها أعلاما اصطلحوا عليها من الفناء والبقاء والحضور والخوف والهيبة والأنس والوحشة والقبض والبسط وما أشبه ذلك.
هذه الفنون التي أخذتها الملة الإسلامية منه وقد احتوى على علوم أخر مثل: الطب والجلد والهيئة والهندسة والجبر والمقابلة والنجامة وغير ذلك.
أما الطب: فمداره على حفظ نظام الصحة واستحكام القوة وغير ذلك وإنما يكون باعتدال المزاج بتفاعل الكيفيات المتضادة وقد جمع ذلك في آية واحدة وهي قوله: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} وعرفنا فيه بما يعيد نظام الصحة بعد اختلاطه وحدوث الشفاء للبدن بعد إعلاله في قوله: {شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} ثم زاد على طب الأجساد بطب القلوب: {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} .
وأما الهيئة: ففي تضاعيف سور من الآيات التي ذكر فيها من ملكوت السموات والأرض وما بث في العالم العلوي والسفلي من المخلوقات.
وأما الهندسة: ففي قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ} {لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} فإن فيه القاعدة الهندسية وهي: أن الشكل المثلث لا ظل له.
وأما الجدل: فقد حوت آياته من البراهين والمقدمات والنتائج والقول بالموجب والمعارضة وغير ذلك شيئا كثيرا ومناظرة إبراهيم أصل في ذلك عظيم.
وأما الجبر والمقابلة: فقد قيل: أن أوائل السور فيها ذكر مدد أعوام وأيام وتواريخ أمم سابقة وإن فيها تاريخ بقاء هذه الأمة وتاريخ هذه الدنيا وما مضى وما بقي مضروب بعضها في بعض.
وأما النجامة: ففي قوله: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} فقد فسره ابن عباس بذلك وفيه أصول الصنائع وأسماء الآلات التي تدعو الضرورة إليها فمن الصنائع: الخياطة في قوله: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ} والحدادة في قوله: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} وقوله: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} والبناء في آيات
والنجارة: {أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} .
والغزل: {َقَضَتْ غَزْلَهَا} .
والنسج: {كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً} .
والفلاحة: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} وفي آيات أخر.
والصيد في آيات.
والغوص: {كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} {وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً} .
والصياغة: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً} . والزجاجة: {صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ} و: {الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} .
والفخارة: {فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ} .
والملاحة: {أَمَّا السَّفِينَةُ} الآية.
والكتابة: {عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} وفي آيات أخر.
والخبز والعجن: {أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً} .
والطبخ: {فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} .
والغسل والقصارة: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} و {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ} وهم القصارون.
والجزارة: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} والبيع والشراء في آيات كثيرة.
والصبغ {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} و {بِيضٌ وَحُمْرٌ} .
والحجارة: {وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً} والكيالة والوزن في آيات كثيرة.
والرمي: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} .
وفيه من أسماء الآلات وضرب المأكولات والمشروبات والمنكوحات وجميع ما وقع ويقع في الكائنات ما يحقق معنى قوله: ما فرطنا في الكتاب من شيء. انتهى كلام المرسي ملخصا مع زيادات.
قال السيوطي في: الإكليل: وأنا أقول: قد اشتمل كتاب الله العزيز على كل شيء أما أنواع العلوم فليس منها باب ولا مسئلة هي أصل إلا وفي القرآن ما يدل عليها وفيه علم عجائب المخلوقات وملكوت السموات والأرض وما في الأفق الأعلى وتحت الثرى وبدء الخلق وأسماء مشاهير الرسل والملائكة وعيون أخبار الأمم السابقة: كقصة آدم مع إبليس في إخراجه من الجنة.
وفي الولد الذي سماه عبد الحارث ورفع إدريس وغرق قوم نوح.
وقصة عاد الأولى والثانية وقوم تبع ويونس وأصحاب الرس وثمود والناقة وقوم لوط وقوم شعيب الأولين والآخرين فإنه أرسل مرتين وقصة موسى في ولادته وإلقائه في اليم وقتله القبطي ومسيره إلى مدين وتزوجه ابنة شعيب وكلامه تعالى بجانب الطور ومجيئه إلى فرعون وخروجه وإغراق عدوه وقصة العجل والقوم الذين خرج بهم وأخذتهم الصاعقة وقصة القتيل وذبح البقرة وقصته في قتل الجبارين وقصته مع الخضر والقوم ساروا في سرب من الأرض إلى الصين وقصة طالوت وداود مع جالوت وفتنته وقصة سليمان وخبره مع ملكة سبأ وفتنته وقصة القوم الذي خرجوا فرارا من الطاعون فأماتهم الله ثم أحياهم وقصة إبراهيم في مجادلة قومه ومناظرة نمرود وقصة وضعه ابنه إسماعيل مع أمه بمكة وبنائه البيت وقصة الذبيح وقصة يوسف وما أبسطها وأحسنها قصصا وقصة مريم وولادتها عيسى وإرساله ورفعه وقصة زكريا وابنه يحيى وقصة أيوب وذي الكفل وقصة ذي القرنين ومسيره إلى مطلع الشمس ومغربها وبناء السد وقصة أهل الكهف وقصة أصحاب الرقيم وقصة بخت نصر وقصة الرجلين اللذين لأحدهما الجنة وقصة أصحاب الجنة وقصة مؤمن آل يس وقصة أصحاب الفيل وقصة الجبار الذي أراد أن يصعد إلى السماء. انتهى.
وبقيت قصص لم يشر إليها السيوطي منها: قصة قتل قابيل أخاه هابيل وقصة دفن هابيل بدلالة الغراب وقصة وصية يعقوب بنيه إلى غير ذلك قال: وفيه من شأن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوة إبراهيم وبشارة عيسى وبعثه وهجرته.
ومن غزواته: غزوة بدر في سورة الأنفال وأحد في آل عمران وبدر الصغرى فيها والخندق في الأحزاب والنضير في الحشر والحديبية في الفتح وتبوك في براءة وحجة الوداع في المائدة.
ونكاحة زينب بنت جحش وتحريم سرية وتظاهر أزواجه عليه وقصة الإفك وقصة الإسراء وانشقاق القمر وسحر اليهود.
وفيه بدء خلق الإنسان إلى موته وكيفية الموت وقبض الروح وما يفعل بها بعد عودها إلى السماء وفتح الباب للمؤمنة وإلقاء الكافرة وعذاب القبر والسؤال فيه ومقر الأرواح وأشراط الساعة الكبرى العشرة وهي: نزول عيسى وخروج الدجال ويأجوج ومأجوج والدابة والدخان ورفع القرآن وطلوع الشمس من مغربها وغلق باب التوبة والخسف وأحوال البعث: من نفخ الصور للفزع وللصعق وللقيام والحشر والنشر وأهوال الموقف وشدة الشمس وظل العرش والصراط والميزان والحوض والحساب لقوم ونجاه آخرين.
ومنه: شهادة الأعضاء وإيتاء الكتب بالأيمان والشمائل وخلف الظهر والشفاعة أي بالإذن. والجنة1 وأبوابها وما فيها من الأنهار والأشجار والثمار والحلي والأواني والدرجات ورؤية الله تعالى.
والنار2 وما فيها من الأودية وأنواع العقاب وأصناف العذاب والزقوم والحميم إلى غير ذلك مما لو بسط لجاء في مجلدات
وفي القرآن جميع أسمائه تعالى الحسنى كما ورد في الحديث وفيه من أسمائه مطلقا ألف اسم
وفيه: من أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - جملة أي سبعون اسما ذكرها السيوطي في آخر: الإكليل.
وفيه: شعب الإيمان البضع والسبعون.
وفيه: شرائع الإسلام الثلاثمائة وخمسة عشر وفيه: أنواع الكبائر وكثير من الصغائر وفيه تصديق كل حديث روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال الحسن البصري: أنزل الله مائة وأربعة كتب أودع علومها أربعة منها: التوارة والإنجيل والزبور والفرقان ثم أودع علوم الثلاثة الفرقان ثم أودع علوم الفرقان المفصل ثم أودع علوم الفصل فاتحة الكتاب فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة. أخرجه البيهقي.
قلت: ولذلك كانت قراءتها في كل ركعة من الصلاة وإن كان مأموما واجبة عند أهل المعرفة بالحق وكانت السبع المثاني والقرآن العظيم وقد وردت أحاديث كثيرة في فضلها ما خلا ما صرح بوضعها أهل النقد من علم الحديث وقد فسرها جماعة من أهل العلم مفردة بالتأليف وأبسطوا القول فيها وأجملوا واستنبط الفخر الرازي الإمام منها عشرة آلاف مسئلة كما صرح بذلك في أول: تفسيره الكبير وكل ذلك يدل على عظم مرتبة الكتاب العزيز ورفعة شأن الفرقان الكريم قال الشافعي - رحمه الله -: جميع ما تقول الأئمة شرح للسنة وجميع السنة شرح للقرآن.
قلت: ولذا كان الحديث والقرآن أصلي الشرع لا ثالث لهما وقول الأصوليين أن أدلة الشرع وأصوله أربعة: الكتاب والسنة والإجماع والقياس تسامح ظاهر كيف وهما كفيلان لحكم كل ما حدث في العالم ويحدث فيه إلى يوم القيامة دلت على ذلك آيات من الكتاب العزيز وآثار من السنة المطهرة وإلى ذلك ذهب أهل الظاهر وهم الذين قال فيهم رسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق" الحديث قال بعض السلف: ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - من شيء إلا وهو في القرآن أو فيه أصله قرب أو بعد فهم من فهم وعمي منه من عمي وكذا كل ما حكم أو قضى به. انتهى.
فإذا كانت السنة شرحا للكتاب فماذا يقال من فضل الكتاب نفسه وكفى له شرفا أنه كلام ربنا الخلاق الرزاق المنعم بلا استحقاق أنزله حكما عدلا جامعا للعلوم والفضائل كلها والفنون بأسرها والفواضل والمحاسن والمكارم والمحامد والمناقب والمراتب بقلها وكثرها لا يساويه كتاب ولا يوازيه خطاب وهذه جملة القول فيه.
وقد أكثر الناس التصنيف في أنواع علوم القرآن وتفاسيرها وألف الشيخ الحافظ جلال الدين السيوطي - رحمه الله - في جملة من أنواعه: كأسباب النزول والمعرب والمبهمات ومواطن الورود وغير ذلك وما من كتاب منها إلا وقد فاق الكتب المؤلفة في نوعه ببديع اختصاره وحسن تحريره وكثرة جمعه.
وقد أفرد الناس في أحكامه كتبا: كالقاضي إسماعيل والبكر بن العلاء وأبي بكر الرزاي والكيا الهراسي وأبي بكر بن العربي وابن الفرس والموزعي وغيرهم وكل منهم أفاد وأجاد وجمع فأبدع وأوعى.
وللسيوطي في ذلك كتاب: الإكليل في استنباط التنزيل أورد فيه كل ما استنبط منه واستدل به عليه من مسئلة فقهية أو أصولية أو اعتقادية فاشدد بذلك الكتاب يديك وعض عليه بناجذيك.
وألفت أنا في الأحكام خاصة كتاب: نيل المرام من تفسير آيات الأحكام وبالجملة فعلوم الكتاب لا تحصى وتفاسيره لا تستقصى وفنونه لا تتناهى وبركاته لا تقف عند حد وأنواره لا ترسم برسم ولا تحد بحد.
وإذا تقرر ذلك عرفت أن العلوم التي ذكرناها في هذا الكتاب كلها موجودة في ذلك الكتاب دلالة وإشارة منطوقا أو مفهوما مفسرا أو مجملا ولا يعرفها إلا من رسخ قدمه في الكمال وسبح فهمه في بحار العلم بالتفصيل والإجمال والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

السورة

السورة: هي الطائفة من القرآن المسمَّاة باسم خاص توقيفاً وأقله ثلاث آيات.
السورة
- 1 - قسم القرآن الكريم سورا، سمّيت كل منها باسم خاص، أخذ من بعض ما عالجته السورة من المعانى، أو مما تحدث عنه من إنسان وحيوان أو غيرهما، أو من بعض كلماتها.
والسورة القرآنية قد تكون ذات موضوع واحد تتحدث عنه، ولا تتجاوزه إلى سواه، مثل كثير من قصار السور، كسورة النبأ والنازعات والانشقاق، وكلها تتحدث عن اليوم الآخر، والهمزة والفيل وقريش، وهى تتحدث عن عقاب من يعيب الناس، وما حدث لأصحاب الفيل، وما أنعم الله به على قريش من نعمة الألفة.
وقد تتناول السورة أغراضا شتى، مثل معظم سور القرآن، وهنا نقف لنتبين أىّ الخطتين أقوم وأهدى: أن يرتب القرآن موضوعاته ويجعل كل سورة تتناول موضوعا واحدا معينا، فتكون سورة للأحكام وأخرى للتاريخ وثالثة للقصص ورابعة للابتهال، حتى إذا فرغت منه تناولت سورة أخرى غرضا آخر وهكذا، أو أن تتناثر أحكامه وقصصه ووعده ووعيده على النحو الذى انتهجه، والذى يبدو بادئ ذى بدء أن السلك الذى يربط بين آياته ضعيف الربط أو واهى التماسك؟
وللإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعرف الهدف الذى إليه يرمى القرآن الكريم؛ لنرى أقوم الخطتين لتحقيق هذا الهدف والوصول به إلى جانب التوفيق والنجاح.
أما هدف القرآن الكريم فغرس عقيدة التوحيد في النفس، وانتزاع ما يخالف هذه العقيدة من الضمير، والدعوة إلى العمل الصالح المكوّن للإنسان المهذب الكامل، بسن القوانين المهذّبة للفرد، الناهضة بالجماعة.
وإذا كان ذلك هو هدف القرآن، فإن المنهج القرآنى هو الذى يحقق هذا الهدف فى أكمل صوره، وأقوى مظاهره، ذلك أنه لكى يحمل على اتّباع ما يدعو إليه يمزج دعوته بالحث على اتباعها، ويضرب المثل بمن اتبع فنجح، أو ضل فخاب، ويتبع الحديث عن المؤمنين بذكر بعض الأحكام التى يجب أن يتبعها هؤلاء المؤمنون، ويعقب ذلك بالترغيب والترهيب، ثم يولى ذلك بوصف اليوم الآخر وما فيه من جنة أو نار، وهو في كل ذلك يتكئ على الغريزة الإنسانية التى تجعل المرء خاضعا بالترغيب حينا، والترهيب حينا آخر، والقرآن حين يستمد شواهده من حوادث التاريخ لا يستدعيه ذلك أن ينهج منهج المؤرخين، فيتتبع الحادث من مبدئه إلى منتهاه، وينعم النظر في الأسباب والنتائج، ويقف عند كل خطوة من خطواته، ولكنه يقف من هذا الحادث عند الفكرة التى تؤيد غرض الآية، والجزء الذى يؤيد الهدف الذى ورد في الآيات، وقل مثل ذلك في القصة عند ما يوردها، فإنها تساق للهدف الذى تحدّثنا عنه، وهو من أجل ذلك ينظر إليها من زاوية بعينها، ولا يرمى غالبا إلى قص القصّة برمتها، وسوف نشبع الحديث في ذلك فيما يلى:
يتنقل القرآن إذا بين الأغراض المختلفة، لا اعتباطا وبلا هدف، ولكن لصلات وثيقة تربط بين هذه الأغراض، بحيث تتضافر جميعها في الوصول إلى الغاية القصوى وتحقيقها.
ولنبدأ في تفصيل ما أجملناه مبينين الصلات الوثيقة التى تربط آية بآية، ثم موضحين وجوه الترابط القوى بين الأغراض المختلفة في السورة الواحدة.
فقد تقع الآية الثانية صفة لكلمة في الآية الأولى كما في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (البقرة 26، 27). وقد تكون الآية الثانية توكيدا لفكرة الآية الأولى، كما تجد ذلك في قوله سبحانه: قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (البقرة 94 - 96). وقد تكون الآية الثانية ردّا على ما في الآية الأولى كما في قوله تعالى: وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (البقرة 80، 81). وقد تحمل الآية الثانية فكرة مضادة لفكرة سابقتها، كما في قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ  وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ (البقرة 24، 25). ولا ريب أن الجمع بين حكم المتضادين في الذهن يزيده جلاء ووضوحا.
وتأمل الصلة القوية بين هاتين الآيتين، وهى صلة الربط بين الحكم وحكمته فى قوله سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ وَلَكُمْ فِي
الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
(البقرة 178، 179). ويصف الكتاب ثمّ يحبّب في اتباعه مبغّضا إلى النفوس صورة منكريه، فيقول: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (البقرة 2 - 7). ويعقب توحيد الله بدلائل هذا التوحيد في قوله: وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (البقرة 163، 164).
ويطول بى القول إذا أنا مضيت في الاستشهاد على بيان الصلات التى تربط آية بآية، ولكنى أشير هنا إلى أن إدراك هذه الصلة يتطلب في بعض الأحيان تريثا وتدبرا يسلمك إلى معرفة هذه الصلة وتبيّنها، ولكنك تصل- ولا ريب- إلى وثاقة هذا الارتباط ومتانته، وخذ لذلك مثلا قوله تعالى: أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ (الأنفال 4، 5). فقد لا يظهر موضع الكاف ولا مكان الصلة بين الآية الثانية وما قبلها من الآيات، ولكن التأمل يهدى إلى أن القرآن يربط بين أمرين: أولهما ما بدا من بعض المسلمين من عدم الرضا بما فعله الرسول في قسمة الغنائم، وثانيهما ما كان قد ظهر من بعض المؤمنين من كراهية أن يخرج الرسول من منزله إلى الغزو، وقد تمّ في هذا الغزو النصر والغنيمة، فكأنه يقول إن الخير فيما فعله الرسول في قسمة الغنائم، كما كان الخير فيما قام به الرسول من خروجه إلى الغزو، وبذلك تبدو الصلة قوية واضحة بين الخبرين. ومن ذلك قوله تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 114، 115). فقد تبدو الصلة منفصمة بين هذه الآيات، ولكنك إذا تأملت الآية الأولى وجدت فيها حديثا عن الذين لا يعلمون ولا يتلون الكتاب، وهؤلاء لا يعترفون بشيء مما أنزل الله، فهم يسعون في تقويض أسس الأديان جميعا، لا فرق عندهم بين دين ودين، وهم لذلك يعملون على أن يحولوا بين المسلمين وعبادة الله، ويسعون في تخريب بيوت عبادته، ومن هنا صحّ هذا الاستفهام الذى يدل على أنه لا أظلم من هؤلاء الذين لا يعلمون، وارتباط الآية الثالثة بما قبلها لدلالتها على أن عبادة الله ليست في حاجة إلى مسجد يقام، بل لله المشرق والمغرب، فحيثما كنتم ففي استطاعتكم عبادة الله؛ لأن ثمة وجه الله.
«قال بعض المتأخرين: الأمر الكلى المفيد لعرفان مناسبات الآيات في جميع القرآن هو أنك تنظر الغرض الذى سيقت له السورة، وتنظر ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات، وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في القرب والبعد من المطلوب، وتنظر عند انجرار الكلام في المقدمات إلى ما يستتبعه من استشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له التى تقتضى البلاغة شفاء الغليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها، فهذا هو الأمر الكلّى المهيمن على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن، فإذا عقلته تبين لك وجه النظم مفصلا بين كل آية وآية في كل سورة» .
ولكل سورة في القرآن هدف ترمى إليه، فتجد سورة الأنعام مثلا تتجه إلى إثبات توحيد الله ونبوّة رسوله، وإبطال مذاهب المبطلين وما ابتدعوه من تحليل حرام أو تحريم حلال؛ وتجد سورة الأعراف تتجه إلى الإنذار والاتّعاظ بقصص الأولين وأخبارهم، وتجد سورة التوبة تحدد علاقة المسلمين بأعدائهم من مشركين وأهل كتاب ومنافقين، وتجد سورة الحجر ترمى إلى إثبات تنزيل القرآن وترهيب المكذبين به، بقصّ أخبار المكذبين قبلهم، وهكذا تجد هدفا عامّا تدور حوله السورة، وتتبعه معان أخرى تؤكده ويستتبعها، ويخلص الإنسان في السورة من معنى إلى آخر خلوصا طبيعيّا لا عسر فيه ولا اقتسار. ولنحلل سورة من القرآن، نتبين فيها منهجه، وندرك مدى تأثير هذا المنهج فى النفس الإنسانية.
ففي سورة المزمل، والهدف منها تهيئة الرسول للدعوة، وإعداده لما سيلقاه في سبيلها من متاعب ومشاق، بدئت السورة بنداء الرسول، وتكليفه بما يعده لحمل أعباء الرسالة، فقال تعالى: يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (المزمل 1 - 9). ألا تراه يعدّه بهذه الرّياضة النفسية الشاقة لتحمل أعباء الرسالة المضنية فليمض الليل أو جزءا منه في التهجد وقراءة القرآن، استعدادا لما سيلقى عليه من تكاليف شاقة ثقيلة، وإنما أمر الرسول بالتهجّد في الليل؛ لأن السهر فيه أشق على النفس، ولكنها تخلص فيه لله، وتفرغ من مشاغل النهار وصوارفه، وأمر بذكر الله، والإخلاص له تمام الإخلاص، فهو رب المشرق والمغرب، لا إله إلا هو.
بعد هذا الإعداد بالرياضة أراد أن يوطنه على تحمل الأذى في سبيل هذه الدعوة والصبر عليه، وينذر هؤلاء المكذبين بما سيجدونه يوم القيامة من عذاب شديد، وهنا يجد المجال فسيحا لوصف هذا اليوم وصفا يبعث الرهبة في النفس، والخوف في القلب، عساها تكف عن العناد، وتنصاع إلى الصواب والحق، ولا ينسى أن يضرب المثل من
التاريخ لمن كذّب وعصى، كى يكون عظة وذكرى، فقال:
وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا وَجَحِيماً وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (المزمل 10 - 18).
فأنت ترى الانتقال طبيعيّا من توطين الرسول على الأذى، ثم بعث الطمأنينة إلى نفسه بأن الله سيتكفل عنه بتأديب المكذبين، بما أعده الله لهم من عذاب أليم يوم القيامة، وتأمل ما يبعثه في النفس تصور هذا اليوم الذى ترتجف فيه الأرض، وتنهار الجبال فيه منهالة، وينتقل إلى الحديث عن عاقبة من كذب بالرسل من أسلافهم، ثم يتجه إليهم، موجّها لهم الخطاب يسألهم متعجبا، عما أعدوه من وقاية لأنفسهم يصونونها بها من هول يوم يشيب الطفل فيه من شدته، وحسبك أن ترفع الطرف إلى أعلى، فترى السماء التى أحكم بناؤها، قد فقدت توازنها وتصدّع بناؤها.
ويختم هذا الإنذار بجملة تدفع النفس إلى التفكير العميق، وتفتح أمامها باب الأمل والنجاة لمن أراد أن يظفر وينجو، إذ قال: إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا (المزمل 19). ألا تحس في هذه الجملة معنى إلقاء المغبة على عاتق هؤلاء المنذرين، وأنهم المسئولون عما سوف يحيق بهم من ألم وشقاء، أو ليس في ذلك ما يحفزهم إلى التفكير الهادئ المتزن، عساهم يتخذون إلى ربهم سبيلا؟
وينتقل القرآن من إنذاره لهؤلاء المكذبين إلى خطابه للمطيعين، وهم الرسول وطائفة ممن معه، فيشكر لهم طاعتهم، ولا يرهقهم من أمرهم عسرا، ويطلب إليهم القيام ببعض الفروض، ويحببها إليهم، فهم عند ما يؤتون الزكاة يقرضون الله، ومن أوفى بأداء الحقوق منه سبحانه، ويختم خطابه لهم بوصفه بالغفران والرحمة، فيقول: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المزمل 20).
فأنت ترى في هذه الآية الكريمة مدى الرفق في خطاب المطيعين، وما أعد لهم من رحمة وغفران، فى مقابل ما لدى الله من أنكال وجحيم لهؤلاء المكذبين.
أنت بذلك التحليل ترى مدى الترابط بين الأغراض المختلفة، واتساق كل غرض مع صاحبه، وحسن التخلص وطبيعة الانتقال من غرض إلى آخر وتستطيع أن تمضى في تحليل سور القرآن على هذا النسق، وسوف ترى الربط بين الأغراض، قويا وثيقا.
فإذا رأيت في بعض السور بعض آيات يشكل عليك معرفة وجه اتساقها في غرض السورة فتريث قليلا تروجه المجيء بها قويا، ولعل من أبعد الآيات تعلقا بسورتها في الظاهر قوله تعالى في سورة القيامة: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (القيامة 16 - 19)، فإن السورة كلها حديث عن يوم القيامة وأحواله. وأفضل ما رأيته في توجيه هذه الآيات ما حكاه الفخر الرازى من «أنها نزلت في الإنسان المذكور قبل في قوله: يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (القيامة 13). قال: «يعرض عليه كتابه، فإذا أخذ في القراءة تلجلج خوفا، فأسرع في القراءة، فيقال له: لا تحرك به لسانك، لتعجل به، إن علينا أن نجمع عملك، وأن نقرأ عليك، فإذا قرأناه عليك فاتبع قرآنه بالإقرار بأنك فعلت، ثم إن علينا بيان أمر الإنسان، وما يتعلق بعقوبته» وإذا كنت أوافقه في أصل الفكرة فإنى أخالفه في تفصيلاتها، فالمعنى، على ما أدرى، ينبّأ الإنسان يومئذ بما قدّم وأخّر، وذلك كما أخبر القرآن، فى كتاب مسطور، وفي تلك الآيات يصف القرآن موقف المرء من هذا الكتاب فهو يتلوه في عجل كى يعرف نتيجته، فيقال له: لا تحرك بالقراءة لسانك لتتعجل النتيجة، إن علينا أن نجمع ما فيه من أعمال في قلبك، وأن نجعلك تقرؤه في تدبر وإمعان، فإذا قرأته فاتجه الاتجاه الذى يهديك إليه، وإن علينا بيان هذا الاتجاه وإرشادك إليه إما إلى الجنة، وإما إلى السعير. وبذلك يتضح أن لا خروج فى الآيات على نظم السورة وهدفها.
ذلك هو ما أراه في ترتيب آيات القرآن الكريم وشدة ما بينها من ارتباط، وكان بعض العلماء يشعر بشدة صلة آى القرآن بعضها ببعض، حتى يكون كالكلمة الواحدة، ومن هؤلاء ابن العربى . وممن عنى بدراسة التناسب بين الآيات أبو بكر النيسابورى «وكان غزير العلم في الشريعة والأدب، وكان يقول على الكرسى إذا قرئ عليه: لم جعلت هذه الآية إلى جانب هذه، وما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة؟ وممن أكثر منه فخر الدين، قال في تفسيره: أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط» .
لا أوافق إذا عز الدين بن عبد السلام عند ما قال: «المناسبة علم حسن، ولكن يشترط في حسن ارتباط الكلام أن يقع في أمر متحد مرتبط أوله بآخره فإن وقع على أسباب مختلفة لم يقع فيه ارتباط، ومن ربط ذلك فهو متكلف بما لا يقدر عليه إلا بربط ركيك يصان عن مثله حسن الحديث، فضلا عن أحسنه، فإن القرآن نزل في نيّف وعشرين سنة في أحكام مختلفة، وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض» . ولا أوافق أبا العلاء بن غانم في قوله: «إن القرآن إنما ورد على الاقتضاب الذى هو طريقة العرب من الانتقال إلى غير ملائم وأن ليس في القرآن شىء من حسن التخلص» .
لا أوافقهما وحجتى في ذلك أمران: أما أولهما فما نراه من حسن التناسب وقوة الارتباط حقا بين الآى بعضها وبعض، محققة بذلك هدف القرآن كما تحدثنا، ولعل عز الدين ومن لف لفه كان يرى التناسب يتم إذا جمعت آيات الأحكام مثلاكلها في سورة واحدة أو عدة سور، وجمعت القصص كلها كذلك في سورة واحدة أو عدة سور، وجمعت حوادث التاريخ كلها في سورة واحدة أو عدة سور، وهكذا، وقد سبق أن بيّنا أن هذا النهج لا يحقق الهدف الذى يرمى إليه القرآن من الإرشاد والهداية، فليس القرآن كتاب قصص أو تاريخ، ولكنه كتاب دين، يرمى إلى التأثير فى النفس، فهو يلقى العظة، مبيّنا ما في اتباعها من خير، وضاربا المثل من التاريخ على صدق ما ادعى، ومستشهدا بقصص الأولين وآثارهم، ومقنّنا من الأحكام ما فيه خير الإنسانية وكمالها، وكل ذلك في تسلسل واطراد وحسن اتساق، ترتبط المعانى بعضها ببعض، ويؤدى بعضها إلى بعض.
أولا نرى في هذا النهج القرآنى وسيلة لتكرير العظات والإنذار والتبشير في صور متعددة مرات عدة، وللتكرير كما قلنا أثره في تثبيت المعنى في النفس، وبلوغ العظة الهدف الذى ترمى إليه، ولن يكون للتكرير جماله إذا عمد القرآن إلى كل غرض على حدة فوضع آية بعضها إلى جانب بعض.
وأما ثانيهما فتاريخى يعود إلى ترتيب الرسول للقرآن بأمر ربه، فقد كانت تنزل عليه الآيات فيأمر كتبة الوحى أن يضعوها في موضعها بين ما نزل من القرآن، فى هذه السورة أو تلك، ويضع بعض ما نزل في مكة بين آيات السور المدنية، فلولا أن رابطا يجمع بين هذه الآيات بعضها وبعض، ما كان ثمة سبب يدفع إلى هذا الوضع ولا يقتضيه بل لرتبت الآى كما نزلت وما كان هناك داع إلى ترتيب ولا تبويب، أما والقرآن قد نزل للناس كافة، وللأجيال جميعها فقد اختار الله لكتابه خير ترتيب يحقق الهدف الذى له نزل الكتاب الحكيم.
- 2 - وتبدأ سور القرآن مثيرة في النفس الإجلال، وباعثة فيها الشوق، والرغبة في تتبع القراءة، والاستزادة منها، فهى حينا ثناء عليه تعالى بتعداد ما له من صفات العظمة والجلال كما في قوله تعالى: سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (الحديد 1 - 3). وحينا تعظيم من شأن الكتاب وتقدير له، تقديرا يبعث على الإصغاء إليه وتدبّر آياته كما في قوله سبحانه: تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيراً وَنَذِيراً ... (فصلت 2 - 4) أولا ترى الشوق يملأ نفسك وأنت تصغى إلى مثل تلك الفاتحة: تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (يوسف 1). وكأنما هى تنبيه للسامع كى يستجمع كل ما يملك من قوة، ليستمع إلى ما سيلقى إليه، وكذلك يثور الشوق لدى سماع كل فاتحة فيها ثناء على الكتاب وتعظيم لأمره، شوق يدعو إلى معرفة ما يحويه هذا الكتاب، الذى يصفه حينا بأنه يخرج من الظلمات إلى النور، فى قوله: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (إبراهيم 1).
وبأنه لا ريب فيه في قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (البقرة 2).
وكثر في القرآن الــبدء بالقسم، وهو بطبيعته يدفع إلى التطلع لمعرفة المقسم عليه، لأنه لا يلجأ إلى القسم إلا في الأمور المهمة التى تحتاج إلى تأكيد وإثبات، وقد يطول القسم فيطول الشوق، وتأمّل جمال الــبدء بالقسم في قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (الليل 1 - 4).
وكما يثير القسم الشوق والتطلع، كذلك يثيرهما في النفس الاستفهام والشرط، ففي الاستفهام تتجمع النفس لمعرفة الجواب، وفي الشرط تتطلع لمعرفة الجزاء، وقد افتتحت عدة سور من القرآن بهما كما في قوله تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (العنكبوت 2). وقوله: إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (الانفطار 1 - 5).
وقد تبدأ السورة بنداء الرسول أو المؤمنين، للأمر بشيء ذى بال، أو النهى عن أمر شديد النكر، أو تبدأ بخبر يثير الشوق، أو تدخل السورة مباشرة في الحديث عن الغرض الذى نزلت لأجله، كما في قوله تعالى: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (التوبة 1). وكأن في ضخامة الغرض وقوته ما يشغل عن التمهيد له، بل كأن في التمهيد إضاعة لوقت يحرص القرآن على ألا يضيع.
وقد يكون مفتتح السورة موحيا بفكرتها، ومتصلا بها شديد الاتصال، ومتناسبا معها شديد التناسب، فمن ذلك سورة آل عمران التى افتتحت بقوله:
اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (آل عمران 2). وقد عالجت السورة أمر عيسى ونزهت الله عن الولد، أو لا ترى الــبدء مناسبا لهذا التنزيه؟ ومن ذلك سورة النساء، فقد تحدثت عن كثير من أحكامهن في الزواج والميراث، فكان من أجمل براعات الاستهلال قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (النساء 1)، ألا ترى في خلق المرأة من زوجها ما يوحى بالرفق والحنان الذى يجب أن تعامل به المرأة فلا يبخس حقها زوجة أو أما أو بنتا، وفي الحديث عن تقوى الأرحام هنا إشارة كذلك إلى أن السورة ستعالج بعض أمورهم أيضا ورثة يتامى.
وقل مثل ذلك في أول الأنعام التى ترمى إلى إثبات توحيد الله إذ قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (الأنعام 1)، فليس غير السموات والأرض شىء يبقى خلقه لغير الله.
- 3 - ولخاتمة السورة أثرها الباقى في النفس، لأنه آخر ما يبقى في الذهن، وربما حفظ دون باقى الكلام، ومن أجل هذا كانت خواتم سور القرآن مع تنوعها تحمل أسمى المعانى وأنبلها، فهى حينا دعاء وابتهال يحمل النفس الإنسانية إلى عالم روحى سام، يعترف فيه الإنسان بعجزه أمام قدرة الله، ويطلب من هذه القوة القاهرة أن تعينه وأن تنصره، أو لا يشعر المرء حين يلتجئ إلى هذه القوة بأنه ألقى ثقله، وتخفف من عبئه، كما تجد ذلك في ختام سورة البقرة إذ يقول سبحانه: رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (البقرة 286). أو لا يؤذن هذا الدعاء بعد سورة اشتملت على كثير من الجدل والنقاش، وجملة كبيرة من الأحكام بأن السعادة الحقة إنما هى في هذا الالتجاء إلى الله، واستمداد القوة من قدرته، وبذا كان هذا الدعاء مؤذنا بالانتهاء، باعثا برد الراحة في الفؤاد، بعد معركة طال فيها بيان الحق، ومناقشة الباطل وهدمه.
وحينا حديث عن الله بإجلاله وتقديسه، أو بتعداد صفاته الباعثة على حبه وإجلاله معا، فتراه في ختام سورة المائدة يقول: لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (المائدة 120). وفي ختام سورة الإسراء يقول: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (الإسراء 111). إلى غير ذلك من سور كثيرة، وكأن في هذا الختام خلاصة الدعوة التى تهدف السورة إليها، فكان ذكره مؤذنا بانتهائها، كما تذكر خلاصة الكتاب في نهايته.
وفي أحيان كثيرة تختم السورة بما يشعر بأن القرآن قد أدى رسالته، فعلى السامع أن يتدبر الأمر، ليرى أى الطريقين يختار، والختم بذلك يبعث في نفس القارئ التفكير أيؤثر الهدى أم يختار الضلال، فتراه مثلا في نهاية سورة التوبة يقول: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (التوبة 128 - 129)، أو تختم بإنذار أو وعد أو أمر بركن من أركان الحياة الرفيعة الصالحة، فيختم آل عمران بقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (آل عمران 200).
وقل أن تختم السورة بحكم تشريعى جديد، كما في سورة النساء. وفي كل ختام تشعر النفس بأن المعانى التى تناولتها السورة قد استوفت تمامها، ووجدت النفس عند الخاتمة سكونها وطمأنينتها، حتى إن السورة التى ختمت باستفهام لم يشعر المرء عنده بنقص يحتاج إلى إتمام، بل كان جوابه مغروسا فى القلب، مستقرا في الضمير، فتم بالاستفهام معنى السورة، وأثار في النفس ما أثار من إقرار لا تستطيع تحولا عنه ولا إخفاء له. 

عَوْدٌ على

عَوْدٌ على
الجذر: ع و د

مثال: عَوْدٌ على بَدْءٍ
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: لأن الفعل «عاد» لا يتعدى بـ «على».

الصواب والرتبة: -عَوْدٌ إلى بَدْءٍ [فصيحة]-عَوْدٌ على بَدْءٍ [فصيحة]
التعليق: على الرغم من أن الفعل «عاد» يتعدى بـ «إلى» فقد جاء هذا التعبير في المعاجم متعديًا بـ «على»، ففي اللسان والتاج: «رَجَع عَوْدًا على بَدْء» وورد في المعاجم الحديثة متعديًا بـ «على» كذلك.

دبا

[دبا] فيه: قالت عائشة: يا رسول الله! كيف الناس بعد ذلك؟ قال: "دبا" يأكل شداده ضعافه حتى تقوم عليهم الساعة، الدبا مقصور صغار الجراد قبل أني طير، وقيل: هو نوع يشبه الجراد جمع دباة. ومنه ح عمر: إذبح شويهة، لمن سأله: إني أصبت "دباة" وأنا محرم.
باب الدال والباء و (وء ي) معهما د بء، ب د و، ب دء، ب ي د، ء ب د، دء ب، ء د ب، وب د مستعملات

دباً: الدُّبّاء: [القَرْع] والواحدة دُبّاءةٌ.

[وفي الحديث عن النبي- صلى الله عليه وسلم أنه نَهَى عن الدُّباءِ والحَنْتَم والنَّقير

، وهي أوعيةٌ كانوا ينتبذون فيها وضريت فكان النَّبيذُ يغلي فيها سريعاً ويُسكِرُ فنَهاهم عن الانتِباذ فيها، ثم رخَّصَ- عليه الصلاة والسلام- في الانتِباذ فيها بشرط أن يَشرَبوا ما فيها وهو غير مُسْكِرٍ، وقال:

إذا أَقبَلَت: قُلتَ: دُبّاءَةٌ]  ... من الخُضرِ مغموسةٌ في الغُدُرْ

بدو، بدء: بَدَا الشيءُ يَبْدُو بَدْواً وبُدُواً أي ظهر. وبَدَأني فلان بكذا. وبَدا له في هذا الأمر بداء وبدوا. والبادية اسْمٌ للأرض التي لا حَضَرَ فيها أي لا مَحَلَّةَ فيها دائمة، فإذا خَرَجُوا من الحَضَر إلى المراعي والصّحارَى قيل: بَدَوا بَدْواً . ويقال: أهل البَدْوِ وأهلُ الحَضَر. والــبَدْءُ، مهموز، وبَدَأ الشيءَ يبدَأُ أي يَفْعَلُهُ قبل غيره، واللهُ بَدَأَ الخَلْقَ وأَبدَأ واحدٌ. والبَديءُ: الشيءُ المخلوق، ورُبَّما استعملوه في أمرٍ عجيب، قالوا: أمْرٌ بَديءٌ أي عجيب. والبَداء يكني عنه الفعل أبدى يبدي. والبداء من الرجال: السيِّد الذي يُعَدُّ في أول من يُعَدّ في سادات قومه. واعطْيتُه بَدْءــاً من اللَّحم، وجمعه أبداء، يقال: نَحْضه أي قِطعة، ويقال: عُضوٌ تامٌّ قال طرفة:

وهُمُ أبْسارُ لقمانَ إذا ... أَغْلَتِ الشَّتوَةُ أَبداءَ الجُزُرْ

وقال أبو عمرو: الأبداء: المفاصل، والواحد بَدىً، مقصور، ويقال: بَدْء، وجمعُه بُدُوء مثال بُدوع. ورجلٌ مَبدوء أي مَجْدور اصابَه الجُدَريُّ. وتقول: فَعَل ذلك عَوْداً وبَدءــاً، أو في عَوْدِه وبَدئه، أو في عودته وبَدْأَتِه. وبئرٌ بَديء: ليست بعادِيّة، ابتُدِئَتْ فَحُفِرَتْ بَديئاً حديثاً

بيد: البَيْدُ من قولك: بادَ يَبيدُ، وأبادَه اللهُ. والبَيداءُ: مَفازَةٌ لا شيءَ فيها، [وبين المَسجِدَيْنِ ارضٌ مَلْساءُ اسمُها البَيْداء] .

وفي الحديث: إنّ قوماً يغزون البيت فإذا نَزَلوا البيداءَ، وهي مفازة بين مَكَّةَ والمدينة مَلساءُ، بَعَثَ اللهُ مَلَكاً فيقول: يا بيداء بيدي بهم فيُخسَفَ بِهم.

وبَيْدَ بمعنى غير، ويقال: بمعنى على، ومَيدَ لغةٌ فيها. وأتانٌ بَيْدانة أي تسكُن البيداء. أبد: وأتانٌ أَبِد: في كل عام تلد ، وقيل: الإبِدِ الوحشية، ويقال: أَبِلٌ أَبِدٌ، وليس في كلامِ العرب فِعِلٌ إلا أن يتكَلَّفَ مُتَكَلِّفٌ فيَبني كلمةً مُحْدثةً على فِعِل فيتكلَّم بها، فأمّا ما جاء عن العرب فهو الذي جَمَعناه، ويقال: إبْلٌ وخِطبٌ ونكح. وآباد الدهر: طَوالُ الدهر، والأَبيد مثل الآباد. والآبدة: الغريبةُ من الكلام، والجميع أوابد، والأوابد: الوَحْشُ. وتَأَبَّدَ فلانٌ: طالتْ غُربَتُه. وتأبَّدَتِ الدارُ: خَلَت من أهلها.

دأب: الدُّؤوُب: المبالغة في السَّيْر، وأدْأبَ الرجلُ الدابَّة إِدآباً إذا اتعَبَها، والفعل اللازم دَأَبَت الدابَّةُ تَدْأَبُ دُؤُوباً. وقوله تعالى: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ

* أي كعادتهم وحالهم.

أدب: رجلٌ أَديبٌ مُؤَدَّبٌ يؤدب غيره ويتأدب بغيره. والآدِبُ: صاحبُ المَأْدُبة، وقد أدَبَ القَومُ أدْباً، وأَدَبتُ أنا. والمَأدوبة: المرأة التي صُنعَ لها الصَّنيعُ. والمَأْدُبة والمَأْدَبة، لغتان: دَعوة على الطعام. وبد: الوَبَدُ: سوء الحال، يقال: وَبدَت حاله تَوْبَدُ وبداً، قال:

ولو عالَجنَ من وَبَدٍ كِبالاً

حتى

حتى: حَتِيَّ (انظر لين)، هو فيما يقول ابن البيطار (1: 283) هو الذي يؤكل من المقل المكي وداخله العجم.
حاتية: مكيالفي أوراكه وفي واد مزاب (كاريت جغرافية ص 207 - 208) (جاكو ص270).

حت

ى

حَتِىٌّ The سَوِيق [or meal of what has been parched, or perhaps of what has been dried in the sun,] of the مُقْل [or fruit of the Theban palm, or cucifera Thebaïca]: (S, K:) or what is rasped, of the مُقْل, when it has become ripe, and is then eaten: (AHn, TA:) also, (K,) or as some say, (TA,) the [fruit called] مُقْل, (K, TA,) itself: (TA:) or what is bad thereof: or what is dry thereof. (K.) [See an ex. in a verse cited voce دَرٌّ.] b2: The refuse (ثُفْل) and skins (قُشُور) of dates: (K:) [like حَثًا and حَثًى.] b3: The scaly substances (قِشْر [app. meaning bits of the wax]) of honey, or of honey in the wax. (Th, K.) b4: I. q. دِمْنٌ [Dung of beasts, compacted together; &c.] (Az, K, TA. [In the CK, الزِّمَنُ is put for الدِّمْنُ.]) b5: The apparatus (مَتَاع) of the [kind of basket, made of palm-leaves, called] زَبِيل: or its عَرَق [meaning the suspensory, by which it is carried: see this word, which also means the “ suspensory ” of a water-skin]; (K;) its كِتَاف [or cord by which it is carried, being attached] in its شَفَة [or edge, lit. lip, and app., as is commonly the case, passed through a loop-shaped handle in the opposite edge, so that the two opposite edges are drawn together when it is carried: كِتَافٌ originally signifying “ a rope with which one's arms or hands are tied together behind his back ”]. (TA.) b6: The مَتَاع [or furniture and utensils, &c.,] of a house or tent. (TA.) b7: and What is bad of spun thread. (TA.) حَتَّى: see art. حت.
حَتَّى
حَتَّى حرف يجرّ به تارة كإلى، لكن يدخل الحدّ المذكور بعده في حكم ما قبله، ويعطف به تارة، ويستأنف به تارة، نحو: أكلت السمكة حتى
 رأسها، ورأسها، ورأسها، قال تعالى: لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ [يوسف/ 35] ، وحَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر/ 5] .
ويدخل على الفعل المضارع فينصب ويرفع، وفي كلّ واحد وجهان:
فأحد وجهي النصب: إلى أن.
والثاني: كي.
وأحد وجهي الرفع أن يكون الفعل قبله ماضيا، نحو: مشيت حتى أدخل البصرة، أي:
مشيت فدخلت البصرة.
والثاني: يكون ما بعده حالا، نحو: مرض حتى لا يرجونه، وقد قرئ: حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ [البقرة/ 214] ، بالنصب والرفع ، وحمل في كلّ واحدة من القراءتين على الوجهين. وقيل: إنّ ما بعد «حتى» يقتضي أن يكون بخلاف ما قبله، نحو قوله تعالى: وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا [النساء/ 43] ، وقد يجيء ولا يكون كذلك نحو ما روي:
«إنّ الله تعالى لا يملّ حتى تملّوا» لم يقصد أن يثبت ملالا لله تعالى بعد ملالهم .
[حتى] ن فيه: من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه "حتى" وإن كان أخاه، أي حتى يدعه وإن كان أخاه للمبالغة في عموم النهي سواء من يتهم فيه أو لا، وسواء كان هزلاً أو جداً. ولعنتها الملائكة "حتى" تصبح، أي تستمر اللعنة حتى تزول المعصية بطلوع الفجر، والاستغناء عنها أو بتوبتها ورجوعها إلىوالأخيرتان بمعنى كي، والثانية والثالثة دخلتا على الشرطيتين، أي كي يصير من الوسوسة بحيث لا يدري كم صلى. ودعوة المظلوم "حتى" ينتصر، حتى في القرائن الأربعة بمعنى إلى، فدعوة المظلوم مستجابة إلى أن ينتصر أي ينتقم من ظالمه باللسان أو اليد، ودعوة الحاج حتى يفرغ من أعماله ويصدر إلى أهله، ودعوة المجاهد حتى يفرغ منه. وانصب قدماه في بطن الوادي "حتى" إذا صعدتا مشى، فيه حذف أي حتى إذا انصب قدماه في بطن الوادي رمل وسعى حتى إذا خرج منه وصعدتا مشي. وتجدون من خير الناس أشدهم له كراهية لهذا الأمر "حتى" يقع فيه، من خير ثاني مفعولي تجد، والأول أشد، ويجوز العكس بزيادة من، وحتى إما غاية تجدون أي فحين تقع فيه لا يكون خيرهم، وإما غاية أشد أي يكرهه حتى يقع فيه فح يعينه الله فلا يكرهه والأول الوجه. و"حتى" خشيت أن لا تعقلوا، إن المسيح قصير، أي حدثتكم أحاديث حتى خفت أن لا تفهموا ما حدثتكم، أو تنسوه لكثرة ما قلت، فاعقلوا إن المسيح- بكسر إن، لأنه كلام مبتدأ، قوله: قصير، لا ينافي وصفه بأنه أعظم رجل، لأنه لا يبعد كونه قصيراً بطيناً عظيم الخلقة، أو يغيره الله تعالى عند الخروج. و"حتى" لو كان في مقامي سمعه أهل السوق، أي كان يمد صوته ويتحرك بحيث لو كان في مقامي هذا سمعه أهل السوق، و"حتى" سقط خميصته بتحركه. وح: فوافقته "حتى" استيقظ، أي وافقته نائماً وتأنيت به حتى استيقظ.

ثبت

ثبت: {يثبتوك}: يحبسوك. رماه فأثبته أي حبسه. ومريض مثبت لا حركة له.
ث ب ت: (ثَبَتَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَ (ثَبَاتًا) أَيْضًا وَ (أَثْبَتَهُ) غَيْرُهُ وَ (ثَبَّتَهُ) أَيْضًا وَ (أَثْبَتَهُ) السُّقْمُ إِذَا لَمْ يُفَارِقْهُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لِيُثْبِتُوكَ} [الأنفال: 30] أَيْ يَجْرَحُوكَ جِرَاحَةً لَا تَقُومُ مَعَهَا. وَ (تَثَبَّتَ) فِي الْأَمْرِ وَ (اسْتَثْبَتَ) بِمَعْنًى، وَرَجُلٌ (ثَبْتٌ) بِسُكُونِ الْبَاءِ أَيْ (ثَابِتُ) الْقَلْبِ وَرِجْلٌ لَهُ (ثَبَتٌ) عِنْدَ الْحَمْلَةِ بِفَتْحِ الْبَاءِ أَيْ ثَبَاتٌ. وَتَقُولُ: لَا أَحْكُمُ بِكَذَا إِلَّا بِثَبَتٍ بِفَتْحِ الْبَاءِ، أَيْ بِحُجَّةٍ وَ (الثَّبِيتُ) الثَّابِتُ الْعَقْلِ. 
[ثبت] ثبت الشئ ثباتا وثبوتا، وأَثْبَتَهُ غيره وثَبَّتَهُ، بمعنىً. ويقال: أَثْبَتَهُ السُقْمُ، إذا لم يفارقه. وقوله تعالى: (لِيُثْبِتوكَ) أي يَجْرَحوكَ جِراحةً لا تقوم معها. وتثَبَّتَ الرجل في الامر، واستثبت بمعنى. ورجل ثَبْتٌ، أي ثابتُ القلب. قال الشاعر :

ثَبْتٌ إذا ما صيحَ بالقوم وَقَرْ * ويقال أيضاً: فلانٌ ثَبْتُ الغَدَر ، إذا كان لا يزلُّ لسانه عند الخصومات. ورجل له ثَبَتٌ عند الحَمْلَةِ، بالتحريك، أي ثَباتٌ. وتقول أيضاً: لا أحكم بكذا إلا بِثَبَتٍ، أي بحُجَّةٍ. والثَبيتُ: الثابِتُ العقل. قال طرفة: والهبيت لا فؤاد له * والثبيت قلبه قيمه نقول منه: ثَبُتَ بالضم، أي صار ثبيتا.
(ث ب ت) : (الثُّبُوتُ) وَالثَّبَاتُ كِلَاهُمَا مَصْدَرُ ثَبَتَ إذَا دَامَ وَالثَّبَتُ بِفَتْحَتَيْنِ بِمَعْنَى الْحُجَّةِ اسْمٌ مِنْهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ جَاءَ الثَّبَتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يُحْرِقْ رَحْلَ رَجُلٍ (وَقَوْلُهُمْ) فُلَانٌ ثَبَتٌ مِنْ الْأَثْبَاتِ مَجَازٌ مِنْهُ كَقَوْلِهِمْ فُلَانٌ حُجَّةٌ إذَا كَانَ ثِقَةً فِي رِوَايَةٍ (وَمِنْهُ) قَوْلُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إذَا جَاءَ بِهِ ثَبَتٌ فَاقْسِمْ مِيرَاثَهُ وَأَثْبَتَ الْجَرِيحَ أَوْهَنَهُ حَتَّى لَا يَقْدِرَ عَلَى الْحَرَاكِ (وَمِنْهُ) قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَثْبَتَهُ الْأَوَّلُ وَذَفَفَ عَلَيْهِ الثَّانِي (وَفِي التَّنْزِيل) {لِيُثْبِتُوكَ} [الأنفال: 30] أَيْ لِيَجْرَحُوكَ جِرَاحَةً لَا تَقُومُ مَعَهَا.
[ثبت] في ح أبي قتادة: فطعنته "فأثبته، أي حبسته وجعلته ثابتاً في مكانه. ومنه ح مشورة قريش في أمر النبي صلى الله عليه وسلم: قال بعضهم: إذا أصبح "فأثبتوه" بالوثاق. وفيه: ثم جاء "الثبت" أنه من رمضان، هو بالتحريك الحجة والبينة. ك: لم "يثبت" كيف منازلهم، من الإثبات أي لم يعين أبو ذر لكل نبي سماء. و"فاستثبت" لي منه، ليس معناه أنها اتهمته لكنها خافت أن يكون اشتبه عليه أو قرأه من كتب الحكمة فتوهمه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كرره وثبت عليه اعترفت بحفظه وحسنته. و"ثبتني" معمر عن عروة أي جعلني معمر ثابتاً فيما سمعه من الزهري. و"انفروا ثبات" جمع ثبة بضم مثلثة وخفة موحدة الفرقة. مد: أي اخرجوا على العدو جماعة متفرقة سرية بعد سرية. ن: وكان ذا "ثبت" بفتحتين أي متثبتاً. ط: ثم سلوا له "بالتثبيت" أي قولوا ثبته بالقول الثابت، ضمن معنى الدعاء فعدى بالباء. غ: و""تثبيتا" من أنفسهم" طمأنينة. و"ليثبتوك" ليحبسوك، أصبح المريض مثبتاً: لا حراك به.
ثبت
ثَبْتُ الجَنَانِ: ماضٍ في الأمْرِ والحَرْبِ. وأثْبَتَ حُجتَه: أقَامَها. وثَبَتَ القَوْلُ والأمْرُ: وَضَحَ. ورَجُلٌ ثَبَتٌ: أي حُجةٌ.
والثابِتُ: اللازِمُ الواقِفُ.
والثبْتُ: المُتَثَبَتُ في الأمُوْرِ.
وأثْبَتَ اللهُ لِبْدَكَ، وثَبَتَ لِبْدُكَ: أي دامَ أمْرُكَ. وداءٌ ثُبَات: يُثْبِتُ الإنسانَ حَتّى لا يَتَحَرَّكَ.
والثُبَاتُ: الإثْخَانُ في القَتْلِ.
ومَرِيْضٌ مُثْبَتٌ: ليس به حَرَاك. وثابتٌ: اسْمٌ. والثّبَاتُ: السَّيرُ الذي يُشَدُّ به الشَّيء، أثْبِتَ به إثْبَاتاً، وجَمْعُه ثُبُتٌ. وهو - أيضاً -: شِبَامُ البُرْقُعِ وهي خُيُوْطُه. والثبِيْتُ: ضِدُ الهَبِيْتِ؛ وهو العاقِلُ المُتَمَسِّكُ.
والثبْتَةُ: الثبَاتُ.
ويَوْمُ إثْبِيْتٍ: يَوْمٌ مَعْرُوْفٌ، وكانَ لكَلْبٍ على بَنِي نُمَيْرٍ. وإثْبِيْتُ: اسْمُ مَوْضِعٍ.

ثبت


ثَبَتَ(n. ac. ثَبَاْت
ثُبُوْت)
a. Continued, lasted, endured; was or became fixed
stationary, immovable, permanent.
b. Was established, proved, authenticated
confirmed.
c. ['Ala], Became binding on; was proved against.
d. ['Ala], Persevered, persisted in.
ثَبُتَ(n. ac. ثَبَاْتَة
ثُبُوْتَة)
a. Was firm in intellect or judgment; was resolute
self-reliant; was stouthearted, intrepid, dauntless
unflinching.

ثَبَّتَa. Fixed, established; made good, substantiated
proved.
b. Confirmed ( in religion ).
ثَاْبَتَa. Ascertained.

أَثْبَتَa. see II (a)
تَثَبَّتَ
a. [Fī], Acted firmly, deliberately in.
b. Was, or became fixed, stationary, settled
&c.
c. Was confirmed.

إِسْتَثْبَتَa. see V (a)
ثَبْتa. Firm, steady; intrepid.

ثَبَتa. Firmness, steadiness, constancy; perseverance
persistency.
b. (pl.
أَثْبَاْت), Proof, evidence; authority.
ثَاْبِتa. Continuing, lasting, permanent; fixed, stable
stationary, immovable.
b. Firm, steady, steadfast, unwavering.
c. Established, well-authenticated, true, certain
reliable.

ثَاْبِتَة
(pl.
ثَوَاْبِتُ)
a. Fixed star.

ثَبَاْتa. Continuance, firmness, steadiness, steadfastness
constancy.
b. Certainty; authenticity; correctness.

ثُبَاْتa. Loss of the power of motion; seizure; state of
coma.

ثَبِيْتa. Firm, steady.

ثُبُوْتa. Continuance, endurance, persistency.
ث ب ت

فلان ثابت القدم من رجال ثبت. ورجل ثبت الجنان وثبت الغدر إذا لم يزل في خصام أو قتال. وفارس ثبت وثبيت. قال العجاج:

ثبت إذا ما صيح بالقوم وقر

ورجل ثبت وثبيت: عاقل متماسك، وقيل: هو القليل السقط في جميع خصاله، وقد ثبت ثباتة. وفلان له ثبت عند الحملة أي ثبات. قال:

وعندهم مصادق من وقائعنا ... فما لهم لدي حملاتنا ثبت

وهو ثبت من الأثبات إذا كان حجة لثقته في روايته. ووجدت فلاناً من الثقات، والأعلام الأثبات. وتثبت في الأمر واستثبت فيه إذا تأنى. ورجل ثبت في الأمور: متثبت. وتثبت الشيء واستثبته. وضرب الوتد في الحائط فأثبته فيه.

ومن المجاز: أثبتوه: حبسوه. وضربوه حتى أثبتوه أي أثخنوه. وأثبتته الجراحات وأثبته السقم إذا لم يقدر على الحراك. وبه ثبات لا ينجو منه. ونظرت إليه فما أثبته ببصري. وأثبت اسمه في الديوان: كتبه. وأثبت الشيء معرفة إذا قتله علماً. وثبت لبدك وأثبت الله لبدك: دعاء بدوام الأمر.
[ث ب ت] ثَبَتَ الشّىْءُ يَثْبُثُ ثَباتًا، وثُبُوتاً، فهو ثابِتٌ وثَبِيتٌ، وأَثْبَتَهُ هو، وثَبَّتَهُ. وشَىْءُ ثَبْتٌ: ثابِتٌ. وثَبَّته عن الأَمْرِ، كثَبَّطَه. وفَرَسٌ ثَبِيتٌ: ثَقْفٌ في عَدْوِه. ورَجُلٌ ثَبْتُ الغَدَرِ: إِذا كانَ ثابِتًا في قِتالٍ أو كَلامٍ، وقد ثَبْتَ ثَباتَةً وثُبُوتَةً. وتَثَبَّتَ في الأمْرِ، واسْتَثْبَتَ: تَأَنَّى فيه ولم يَعْجَلْ. ورَجُلٌ ثَبْتُ الَمقامِ: لا يَبْرَحٌ. والثَّبْتُ والثَّبِيتُ: الفارِسُ الشُّجاعُ. والُمثْبَتُ: الذى ثَقُلَ فلم يَبْرَحِ الفِراشَ. والثَّباتُ: سَيْرٌ يُشَدُّ به الرَّحْل، وجَمعُه أَثْبِتَةٌ. ورجُلٌ مُثْبَتٌ. مَشْدُودٌ بالثَّباتِ، قالَ الأَعْشَى: .. زَيّافَةٌ بالرَّحْلِ خَطّارَةُ ... تَلْوِى بشَرْخَىْ مُثْبِتٍ قاتِرِ)

وثابَتَه وأَثْبَتَه: عَرَفَه حَقَّ المَعْرِفَة. وطَعَنَه فأثْبَتَ فيه الرُّمْحَ: أي أَنْفَذَه. وأَثْبَتَ حُجَّتَه: أقامَها وأَوْضَحَها. وقولٌ ثابِتُ: صَحِيحٌ، وفي التّنَزْيلِ: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} [إبراهيم 27] وكُلُّه من الثَّباتِ. وثابِتٌ، وثُبَيْتٌ: اسمانِ. وإِثْبِيتُ: اسمُ أَرْضِ، قال الرّاعِى:

(تُلاعِبُ أَوْلادَ المَهَا بَكَراتُها ... بإِثْبِيتَ بالَجرْعاءِ ذاتِ الأَباتِرِ)
ثبت
الثَّبَات ضدّ الزوال، يقال: ثَبَتَ يَثْبُتُ ثَبَاتاً، قال الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا [الأنفال/ 45] ، ورجل ثَبْتٌ وثَبِيتٌ في الحرب، وأَثْبَتَهُ السقم ، ويقال ذلك للموجود بالبصر أو البصيرة، فيقال: فلان ثَابِت عندي، ونبوّة النبيّ صلّى الله عليه وسلم ثابتة، والإثبات والتَّثْبِيت تارة يقال بالفعل، فيقال لما يخرج من العدم إلى الوجود، نحو: أثبت الله كذا، وتارة لما يثبت بالحكم، فيقال: أثبت الحاكم على فلان كذا وثبّته، وتارة لما يكون بالقول، سواء كان ذلك صدقا منه أو كذبا، فيقال: أثبت التوحيد وصدق النبوّة ، وفلان أثبت مع الله إلها آخر، وقوله تعالى:
لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ [الأنفال/ 30] ، أي: يثبّطوك ويحيّروك، وقوله تعالى: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا [إبراهيم/ 27] ، أي: يقويهم بالحجج القوية، وقوله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً [النساء/ 66] ، أي: أشد لتحصيل علمهم. وقيل: أثبت لأعمالهم واجتناء ثمرة أفعالهم، وأن يكونوا بخلاف من قال فيهم: وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً [الفرقان/ 23] ، يقال: ثبَّتُّهُ، أي: قوّيته، قال الله تعالى: وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْناكَ [الإسراء/ 74] ، وقال: فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا [الأنفال/ 12] ، وقال: وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ [البقرة/ 265] ، وقال: وَثَبِّتْ أَقْدامَنا [البقرة/ 250] .
ثبت: ثبت: لا يقال ثبت بالمكان فقط (لين) بل يقال: ثبت مكانه أيضاً أي أقام واستقر (بوشر).
وثبت له: انتظره وترقبه وصبر عليه: (أخبار 71) ويقال: ثبت عليه أيضاً، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص77): فصاح على البعد بالعجمية كلموا القاضي يثبت علي أكلمه.
وثبت: بجلَّ (عبادَ: 220) وانظر ثابت وتستعمل ثبت بمعنى صفة أو صورة ففي رحلة ابن جبير (ص142): زوى وجهة للحين عنهما مخافة أن تثبت له صفة في أعينهما، بمعنى أدار وجهه عنهما مخافة أن تتحقق صورته في أعينهما أي مخافة أن يحتفظا من وجهه في صورة واضحة. وفي (ص 143) منها: على إنه لم تثبت له صورة في نفسه، أي إن صورة هذا الرجل لم تستقر في نفسه بمعنى إنه لم يحتفظ له في نفسه بصورة واضحة. والضمير في (له) يعود إلى الشخص الآخر.
ثبَّت: حقّق، أكّد (بوشر) - وأقام الحجة وأيد وأكّد، وبرهن، أقام الحجة عند رولاند أيضاً.
ومكّن، رسخ، يقال: ثبته بالملاط وغيره وثبته بالرصاص (بوشر).
وكفل، ضمن (الكالا) وثبّت عند النصارى أعطاه سر التثبيت أي ناوله سر القربان المقدس الذي يثبت ويتحقق في التعميد (همبرت 154).
وثبَّت: من مصطلح الخياطة (المقدمة 3: 309) وقد ترجمها دي سلان ما معناه (الفق).
ثبَّت عليه: أثبت جرمه (بوشر) وتستعمل ثبَّت فعلا لازما بمعنى ثبت واستقر وصار ذا حزم، - وثَبَّت له أو قدامه: صمد له. وقاومه (بوشر) وثبت في سرجه: تمكن من عمله (بوشر).
أثبت: أقر، حقق، أكد، أيد، برهن (بوشر) وأثبت دينه: أقام حجته عليه، ففي ثبت اليهودي: إن الدائنين حين طالبوا الوارث بديونهم (ترافع معهم لمجلس الشرع العزيز، فكلفهم الشرع باثبات ديونهم فأثبتوها).
وأثبت حقه: أقام حجته عليه (بوشر).
وأثبت الصنيعة عند القاضي: أقام الدليل على حقه فيها عند القاضي (أخبار 128).
وأثبت مسألة: دافع عن أطروحة (بوشر) وأثبت شرعا: حققه وأكد صحته شرعا (بوشر) وأثبت عنده: أقنعه (بوشر).
وأثبت عليه: أقنعه بجرمه (بوشر، دومب 122 وفيه إثبات: إقناع).
وأثبت السهام أصاب بها الهدف (معجم بدرون) وأثبت الشيء: أنفذه في غرضه (تاريخ البربر 1: 393).
وأثبت الجمع: رتب الصفوف للمعركة، ففي المقري (1: 317): أثبت جمعك لنا.
وأثبته: عرفه حق المعرفة (رسالة إلى فليشر 31).
ويقال أيضاً: أثبت معرفته، وأثبت معرفة عينه: عرفه حق المعرفة (رسالة إلى فليشر 30، 31)، وكذلك: أثبت صفته وأثبته معرفة: عرفه حق المعرفة (رسالة إلى فليشر 31، منتخبات من تاريخ العرب 414)
وأثبت قوله: أيده فيما قال. ففي العبدري (90و، ق) قرأت عليه مقامات الحريري وقد كان يعقب عليها تعقيبا حسنا (وذاكرته فيها بمواضع عديدة كنت أتعقبها فأثبت قولي واستحسنه).
وأثبت النون في الفعل: نطق نون فعل المضارع يفعلون كما ينطق في فصيح الكلام ولم يقل يفعلوا كما تقول العامة (العبدري في الجريدة الآسيوية 1845، 1: 406 وقد تكررت ثلاث مرات) ونجد في كتاب محمد بن الحارث (ص261) هذه العبارة الغريبة: هذا الرجل أثبتْه على أعدائك كأن أراه قد صار في عددهم، ومعناها الصحيح: انك جعلت من هذا الرجل عدوا لك (وتّ في المخطوطة).
وأثبته: وضحه وبينه (بوشر).
تَثَبَّت، يقال تثبت في، فسرها لين، راجع المقري (1: 884) ففيه: كان متثبتا في فقهه لا يستحضر من النقل الكثير ولكنه يستحضر ما يحتاج إليه. وفي كتاب محمد بن الحارث (ص268): تثبت القضاة عن سرعة التنفيذ.
وتثبت له أو فيه: اختبره وفحص عنه بعناية (تاريخ البربر 1: 608، 2: 119).
انثبت: ذكرها فوك مادة afirmare ثَبْت: حجة، والصحيفة يثبت فيها الأدلة (معجم البلاذري) وفهرس، جردبيان، قائمة (معجم التفرقات دي ساسي، مختارات 1: 53).
وثبت خَرْج: بيان أو قائمة المصروفات (الفخري 344).
ثَبَات: توقيع، إمضاء، ففي دي ساسي ديب (9: 486): كما التزم له الملك المكرم من ذلك ما أحكم رسمه بالثبات.
وبثَبات: بنفاذ، بفاعلية (الكالا).
ثُبَات: سبات عميق طويل (بوشر) ثُبُوت: مصطلح كيماوي بمعنى التثبيت والتحديد - وثبات الشيء، وعدم فنائه في النار (بوشر).
ثابت: مُسَجَّل، مكتوب (ابن عباد 1: 391)، وفي ثبت اليهودي في كلامه عن الدائنين: وأتى كل واحد منهم بعقدة ثابتا بحكم الشرع.
وبذر ثابت: سليم، صحيح، غير مصاب (ابن العوام 1: 23).
إثْبات: حُجّة، دليل (رولاند).
تَثْبيت: إقرار، تصديق (بوشر) - وتكريس لسر من الأسرار السبعة عند النصارى (بوشر، محيط المحيط).
مُثْبِت: يقال جرح مثبت: بليغ، نافذ.
ففي تاريخ البربر (2: 341): وصابر السلطان مثبته إلى آخر النهار ثم قضى.
والمُثْبت هو الذي يعتقد برأي القائلين بالإرادة المادية دون أن ينكر مزايا الأفعال (دي ساسي مختار 2: 471 - 472) مَثْبوُت: مُثْبَت (معجم أبو الفداء) ومحقق، أكيد - ومحكم، مقرر (بوشر).

ثبت

1 ثَبَتَ, (S, M, A, &c.,) aor. ـُ (M, Msb,) inf. n. ثُبُوتٌ (S, M, A, Mgh, Msb, K) and ثَبَاتٌ, (S, M, Mgh, K,) or this latter is a simple subst., (Msb,) [unexplained in the S and M and A and K, as being well known,] It (a thing, S, M, Msb) continued, subsisted, lasted, endured, remained, remained fixed or stationary, stood, or rested; it was, or became, permanent, constant, firm, steady, steadfast, stable, fixed, fast, settled, or established: it obtained, or held: syn. دَامَ: (Mgh, Msb:) and اِسْتَقَرَّ: (Msb:) [it stood, as a fact or truth; it stood, or held, good; it was, or became, a fact or truth, or a settled, or an established, fact or truth:] it was, or became, or proved, sound, valid, substantial, real, sure, certain, true, right, correct, just, or proper; syn. صَحَّ. (Msb.) b2: ثَبَتَ بِالمَكَانِ, inf. n. ثُبُرتٌ, He continued, remained, dwelt, or abode, in the place. (T.) b3: ثَبَتَ الجَرَادُ, and ↓ ثّبت, and ↓ اثبت, The locusts stuck their tails into the ground to lay their eggs. (T.) b4: ثَبَتُّ عَلَى الأَمْرِ [I kept constantly, firmly, steadily, steadfastly, or fixedly, to the affair]. (K in art. زمع.) b5: ثَبَتَ لِبْدُكَ (tropical:) May thy case, or state, or condition, be permanent. (A, TA.) b6: [ثَبَتَ عِنْدَهُ كَذَا Such a thing was, or became, a settled, or an established, fact, or truth, with him, or in his opinion; it became established, substantiated, made good, or verified, in his opinion or estimation: like صَحَّ.

And ثَبَتَ عَلَيْهِ It was, or became, established against him. Hence, ثَبَتَ لَهُ عَلَيْهِ كَذَا Such a thing became established, or verified, as due to him from him: like صَحَّ. And hence,] ثَبَتَ is also syn. with وَجَبَ [as meaning It was, or became, or proved to be, binding, obligatory, incumbent, or due: and it was, or became, necessitated, necessary, or requisite: so that ثَبَتَ عَلَيْهِ means also it was, or became, or proved to be, binding, obligatory, or incumbent, on him; or it rested, or lay, on him; as a debt, or a duty: and it (a sentence &c.) became necessitated to take effect upon him: and ثَبَتَ لَهُ it was, or became, or proved to be, due to him, or owing to him]. (Telweeh, TA in art. وجب.) b7: [ثَبَتَ لَهُ also signifies It belonged, or appertained, as an attribute, or a quality, or a property, to him, or it; it was affirmable, or predicable, of him, or it.]

A2: ثَبُتَ, (S, M, A, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, K,) inf. n. ثَبَاتَةٌ (M, A, K) and ثُبُوتَةٌ, (M, K,) He was, or became, firm in intellect, understanding, or mind: (S:) or firm, or steady, in fight, or in speech, or discourse: (M:) or intelligent, and possessing self-restraint: or seldom erring or making a mistake or committing a fault: (A:) or firm of heart in war: (Msb:) or courageous as a horseman, (K, TA,) earnest in the charge. (TA.) 2 ثَبَّتَ الجَرَادُ: see 1.

A2: ثبّتهُ: see 4, in two places. b2: ثبّتهُ عَنِ الأَمْرِ i. q. ثَبَّطَهُ [He hindered him, withheld him, or prevented him, &c., from doing the affair, or thing]. (M.) 3 مُثَابَتَةٌ i. q. مُمَاوَتَةٌ [meaning The vying with another in firmness, or steadiness, or the like]. (TA in art. موت.) b2: See also 4.4 اثبت الجَرَادُ: see 1.

A2: اثبتهُ trans. of ثَبَتَ, as also ↓ ثبّتهُ, (S, M, Msb, K,) signifying He made it to continue, subsist, last, endure, remain, remain fixed or stationary, stand, or rest; to be, or become, permanent, constant, firm, steady, steadfast, stable, fixed, fast, settled, or established: he made it to obtain, or hold: [he made it to stand, as a fact or truth; to stand, or hold, good; to be or become, a settled, or an established, fact or truth:] he made it, or rendered it, sound, valid, substantial, real, sure, certain, true, right, correct, just, or proper. (Msb.) b2: طَعَنَهُ فَأَثْبَتَ فِيهِ الرُّمْحِ He thrust him, and made the spear to penetrate into him so that the extremity protruded while part remained within him; syn. أَنْفَذَهُ (M.) b3: اثبتهُ بِوِثَاقٍ [He made him fast with a bond, or ligature]. (TA.) b4: لِيُثْبِتُوكَ, (S, Mgh, K,) or ↓ لِيُثَبِّتُوكَ, (CK,) in the Kur [viii. 30], means (tropical:) That they might inflict upon thee a wound by reason of which thou shouldst not be able to rise: (S, Mgh, K, TA:) or that they might confine thee [to thy place]. (K, TA.) You say, طَعَنْتُهُ فَأَثْبَتُّهُ (tropical:) I thrust him, or pierced him, and confined him to his place, so that he could not quit it. (TA from a trad.) And ضَرَبُوهُ حَتَّى أَثْبَتُوهُ (tropical:) They smote him, or beat him, so that they enervated him [and rendered him motionless]. (A, TA.) And أَثْبَتَ الجَرِيحَ (assumed tropical:) He weakened the wounded man so that he was unable to move. (Mgh.) And أَثْبَتَتْهُ جِرَاحَةٌ (tropical:) A wound rendered him unable to move: (T, * A:) and in like manner one says of a malady. (A.) And أُثْبِتَ (assumed tropical:) His malady became violent, or a wound affected him, so that he did not [or could not] move. (T, TA.) b5: اثبت حُحَّتَهُ He established his evidence, or proof, and made it clear, plain, or manifest. (M.) b6: اثبتهُ, (M, K,) inf. n. إِثْبَاتٌ, (TA,) also signifies (tropical:) He knew him, or it, certainly, or assuredly; and so ↓ ثابتهُ, (M, K, TA,) inf. n. مُثَابَتَةٌ. (TA.) And you say, نَظَرْتُ إِلَيْهِ فَمَا أَثْبَتُّهُ بِبَصَرِى (tropical:) [I looked at him, or it, but I did not know him, or it, surely with my eye]. (A, TA.) And اثبت الشَّىْءَ مَعْرِفَةً (tropical:) [He knew the thing certainly, completely, or thoroughly]. (A. [Explained in a copy of that work, followed in the TA, by قَبِلَهُ; but this is undoubtedly a mistranscription for قَتَلَهُ, q. v.]) b7: Also, (i. e. اثبتهُ alone,) He verified it. (Har p. 175.) b8: And (tropical:) He wrote it, [set it down, registered it, or recorded it,] i. e., a man's name, (A, Msb, TA,) فِى الدِّيوَانِ [in the register of soldiers or pensioners or accounts]. (A, TA.) b9: [And i. q. أَوْجَبَهُ as meaning He made it, or declared it to be, binding, obligatory, or incumbent, (عَلَيْهِ on him,) or due (لَهُ to him): and, said of a sentence &c., as meaning he necessitated it to take effect, or necessitated its taking effect, عَلَيْهِ upon him: see حَقَّهُ. b10: And He affirmed it; he averred it; i. q. أَوْجَبَهُ as contr. of نَفَاهُ.

And hence, اثبتهُ لَهُ signifies also He made it, or declared it, or asserted it, to belong, or appertain, as an attribute, or a quality, or a property, to him, or it; he affirmed it, or predicated it, of him, or it. b11: And He authorized it; namely a word, a signification, &c.] b12: اثبت فُلَانًا He kept, clave, or held fast, to such a one; scarcely, or never, quitting him. (Msb.) And اثبتهُ السَّقَمُ, i. e. [The malady clave to him;] did not quit him. (S.) 5 تثبّت فِى الأَمْرِ, (T, S, M, A, TA,) and الرَّأْىBِ; (T, TA;) and ↓ استثبت; (S, M, A, K, TA;) He acted, or proceeded, [firmly, steadily,] deliberately, or leisurely, (T, M, A, K, TA,) in the affair, (T, M, A, TA,) and the opinion, judgment, or counsel; (T, TA;) not hastily: (T, M, TA:) both signify the same: (S:) [or] فِى أَمْرِهِ ↓ استثبت he consulted respecting his affair, and sought for information respecting it, or investigated it. (T, TA.) [In the KL, تَثَبُّتٌ is explained by the words درنگ كردن و بهجاى آوردن, perhaps meaning The delaying in an affair and (then) executing or performing.]10 استثبت: see 5, in two places. b2: [Also He sought, or desired, or demanded, confirmation, evidence, proof, demonstration, verification, assurance, or positive or certain information, عَنْهُ respecting him, or it. b3: And He desired, or meant, an affirmation: see a remark on a verse cited voce بَيْدَ.]

A2: استثبتهُ He found it to be sound, valid, substantial, real, sure, certain, true, right, correct, just, or proper: (Har p. 175:) and he assured, or certified, himself of the true state of his case. (Idem, p. 426.) You say, صَغَّرَ عَيْنَهُ لِيَسْتَثْبِتَ النَّظَرَ (assumed tropical:) [He contracted his eye in order to assure himself of the correctness of the view; i. e., to obtain a sure view]. (M in art. وص.) b2: It is also said to mean He made him, or asserted him to be, firm of heart: but Er-Rázee says, I have not met with this verb used as one that is immediately transitive. (Har p. 426.) ثَبْتٌ: see ثَابِتٌ. b2: Also A man firm, or steady, of heart; (S;) and so ثَبْتُ الجَنَانِ; (A, Msb, TA;) pl. ثُبْتٌ: (TA:) or a man who acts, or proceeds, [firmly, steadily,] deliberately, or leisurely, (A, Msb,) in his affairs: (Msb:) and a courageous horseman, (M, K, TA,) earnest in the charge; (TA;) as also ↓ ثَبِيتٌ: (M, K, TA:) both of which signify also intelligent, and possessing self-restraint; or seldom erring or making a mistake or committing a fault. (A, TA.) and ثَبْتُ المَقَامِ A man who does not quit his station, or abode. (M.) And ثَبْتُ القَدَمِ [Firm-footed;] one who makes no slip in contention, or in fight. (A, TA.) And ثَبْتُ الغَدَرِ A man firm, or steady, in fight, or in speech, or discourse: (M, L, TA:) or whose tongue makes no slip in contentions. (S, TA.) b3: See also ثَبَتٌ: b4: and ثَبِيتٌ.

ثَبَتٌ Firmness of heart in war. (Msb, TA.) You say, لَهُ ثَبَتٌ عِنْدَ الحَمْلَةِ He has firmness, or steadiness, on the occasion of the charge, or assault. (S, A.) And لَهُ ثَبَتٌ عِنْدَ الحِمَامِ He has firmness on the occasion of death. (L.) [See also ثَبَاتٌ.] b2: Hence, (Msb,) A proof, and evidence, or a voucher. (S, Mgh, Msb, TA.) Yousay, لَا أَحْكُمُ بِكَذَا إِلَّا بِثَبَتٍ I will not decide so unless on the ground of proof, or evidence. (S.) And it is said in a trad. respecting the day of doubt, [i. e. the day of which one doubts whether it be the last of Shaabán or the first of Ramadán,] ثُمَّ جَآءَ الثَّبَتُ أَنَّهُ مِنْ رَمَضَانَ Then came the proof, or evidence, or voucher, that it was of Ramadán. (TA.) b3: And hence, (Mgh,) applied to a man, (A, Mgh, [in which latter it is said to be tropical when thus applied, but not so in the A,]) and sometimes written ↓ ثَبْتٌ, (TA,) (assumed tropical:) One who is an authoritative evidence, or voucher, by reason of his trustworthiness in that which he relates: (A, TA:) or (tropical:) one who is trustworthy (Mgh, K *) in that which he relates: (Mgh: [in the K, only the pl. is mentioned:]) or (assumed tropical:) one who is just, or equitable, [in that which he relates,] and exact, or honest: (Msb:) pl. أَثْبَاتٌ. (A, Mgh, Msb, K.) b4: Also (assumed tropical:) An index, or a table of contents, in which a relater of traditions collects a list of what he has related from others, and of his sheykhs [who are his authorities]: said by some to be a conventional term of the relaters of traditions: perhaps tropical. (TA.) ثَبَاتٌ, a subst. from ثَبَتَ, [or an inf. n., like ↓ ثُبُوتٌ, used as a simple subst.,] Continuance, subsistency, lastingness, permanence, endurance, remanence, remanence in a fixed or stationary state, a state of standing or resting, constancy, firmness, steadiness, steadfastness, stableness or stability, fixedness, fastness, settledness, establishment or a state of being established: &c.: and soundness, validness or validity, substantiality or substantialness, reality, sureness, certainty, trueness or truth, &c. (Msb.) [See also ثَبَتٌ.]

ثُبَاتٌ, (A,) or دَآءٌ ثُبَاتٌ, (K, TA,) (tropical:) A disease that renders one unable to move. (A, * K, TA.) ثِبَاتٌ The two threads or strings, or each of the two threads or strings, of [the kind of face-veil called] a بُرْقُع by which the woman [draws and] binds [the two upper corners of] it to the back of her head. (K.) b2: And A strap, or thong, with which a camel's saddle (رَحْل) is bound: (M, K:) pl. أَثْبِتَةٌ. (M.) ثُبُوتٌ: see ثَبَاتٌ.

ثَبِيتٌ: see ثَابِتٌ. b2: Also Firm in intellect, understanding, or mind: (S, K, TA:) and firm in strength and intellect: (TA:) or firm of heart in war: (Msb:) see also ثَبْتٌ. b3: And, applied to a horse, Sharp, and light, or active, in his running; (M, K;) as also ↓ ثَبْتٌ. (TA.) ثَابِتٌ part. n. of ثَبَتَ; (M, A, Msb, K;) as also ↓ ثَبْتٌ (M, A, K) and ↓ ثَبِيتٌ; (K;) Continuing, subsisting, lasting, enduring, remaining, remaining fixed or stationary, standing, or resting, permanent, constant, firm, steady, steadfast, stable, fixed, fast, settled, or established: obtaining, or holding: [standing, as a fact or truth; standing, or holding, good; having the quality of a fact or truth, or a settled, or an established, fact or truth:] sound, valid, substantial, real, sure, certain, true, right, correct, just, or proper: (Msb: see 1:) dim., when it is used as an epithet, ثُوَيْبِتٌ; but when it is a proper name, its dim. is ثُبَيْتٌ. (T.) b2: ثَابِتٌ بِمَكَانٍ Continuing, remaining, dwelling, or abiding, in a place. (TA.) b3: الكَوَاكِبُ الثَّابِتَةُ [and الثَّوَابِتُ] The fixed stars. (Kzw &c.) b4: سِنُونَ ثَابِتَةٌ Years lasting long. (TA in art. قعس.) b5: قَوْلٌ ثَابِتٌ A sound, valid, true, right, correct, just, or proper, saying. (M.) بِالقَوْلِ الثَّابِتِ in the Kur xiv. 32 means By the assertion of the unity of God. (Jel.) مُثْبتٌ Bound with the strap, or thong, called ثِبَات; applied to a camel's saddle (رَحْل). (M, K.) b2: (tropical:) Motionless by reason of disease (T, K, TA) that has become violent, or by reason of a wound: (T, TA:) or the same, (M,) or in this sense ↓ مُثْبِتٌ, (K, TA,) (tropical:) heavy (M, K, TA) by reason of old age or some other cause, (TA,) and not quitting the bed. (M, K, TA.) b3: [كَلَامٌ مُثْبَتٌ lit. An affirmed sentence; i. q. مُوجَبٌ as contr. of مَنْفِىٌّ; virtually the same as ↓ كَلَامُ مُثْبِتٌ an affirming, or affirmative, sentence.]

مُثْبِتٌ: see مُثْبَتٌ, in two places.
ثبت
ثبَتَ/ ثبَتَ على/ ثبَتَ في يَثبُت، ثَباتًا وثُبوتًا، فهو ثابت وثَبْت، والمفعول مَثْبوت عليه
• ثبَت الشَّخصُ: استقرَّ ولم يتزعزع، تماسك، تصبّر وتجلّد "ثبت الجيشُ في وجه العدوِّ- ثبت عند الشِّدّة- {إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا} " ° ثبَت في وجهه/ ثبَت أمام الشَّائعات: صمد وقاوم.
• ثبَت الخبرُ ونحوه: صحَّ وتحقَّق "ثَبَتت التهمةُ عليه- ثبت أن الغلبة للعِلْم"? ثبت الأمرُ عندي: تحقّق، تأكّد.
• ثبَت البناءُ: رسخ واستقرّ "ثبت العزمُ: دام ولم يفتُر- {فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا} - {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ} ".
• ثبَت على عمله: واظب عليه واستمرّ فيه، تمسَّك به "ثبَت
 على موقفه".
• ثبَت في المكان: أقام به أو فيه ولم يبرحه، استقرّ به ولم يفارقه. 

ثبُتَ/ ثبُتَ في يَثبُت، ثَباتةً، فهو ثَبْت وثبيت، والمفعول مَثْبُوت فيه
• ثبُت المرءُ:
1 - صار ذا حَزْم ورَزانة "رجلٌ ثبْت: شجاع رصين".
2 - تثبَّت في أموره.
• ثبُت الخبرُ: تأكَّد وتحقَّق.
• ثبُت في الحرب: قاوم ولم يتراجعْ أو يتخاذلْ، صمد وكان شجاعًا "رجل ثَبْت الجنَان". 

أثبتَ يُثبت، إثباتًا، فهو مُثبِت، والمفعول مُثبَت
• أثبت الشَّيءَ:
1 - أبقاه، أقرَّه وثبَّته ونفّذه " {يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} " ° أثبت دينه: أقام حجّته عليه- أثبت معرفته: عرفه حقّ المعرفة- أثبته شرعًا: حقّقه وأكّد صحّته شرْعًا.
2 - جعله ثابتا مستقرًّا في مكانه "أثبت العودَ في الأرض".
• أثبت الأمرَ: حقَّقه وصحَّحه "أثبت وجودَه".
• أثبت الكلامَ: سجَّله وكتبه "يتطلب المنهج العلميّ أن يثبت الباحث مَراجِعه في كتابه" ° أثبت اسمه في الدِّيوان: كتبه.
• أثبت الحقَّ: أكَّده بالحجَّة والدَّليل، وضّحه وبيَّنه "أثبت براءتَه: أزال الشُّبهة بالحجَّة"? أثبت إرادتَه: دلَّل على عزمه وتصميمه- أثبت أنَّه على صواب: برهن، أقام الدليل على صحَّة ما ذهب إليه- أثبت شخصيّتَه: دلَّل على هويته بأدلَّة.
• أثبتَ فلانًا: حبسه، جرحه جراحة لايقوم معها "فَطَعَنْتُهُ فَأَثْبَتُّهُ [حديث]- {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ}: ". 

استثبتَ/ استثبتَ في/ استثبتَ من يستثبت، استثباتًا، فهو مُستثبِت، والمفعول مُستثبَت
• استثبت الأمرَ/ استثبت في الأمر/ استثبت من الأمر: تيقَّن وتحقَّق منه، تثبَّت، نظر فيه بتأنٍّ ورويَّة "استثبت خبرَ النجاح" ° استثبت وتثبَّت في الأمر: شاور فيه وفحص عنه. 

تثبَّتَ/ تثبَّتَ في/ تثبَّتَ من يتثبَّت، تثبُّتًا، فهو مُتثبِّت، والمفعول مُتثبَّت فيه
• تثبَّت الشَّخصُ: استوثق وتحقق " {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَثَبَّتُوا} [ق] " ° تثبَّت فؤادُه: سكن واطمأن.
• تثبَّت في الرَّأي: استثبت منه، تأنى فيه ولم يَعْجَل.
• تثبَّت من الأمر: تأكَّد وتحقَّق منه، علمه علمًا يقينيًّا "تثبَّت المسلمون من رؤية الهلال قبل الــبدء في الصوم- تثبَّتْ من الأخبار قبل نشرها". 

ثبَّتَ يثبِّت، تثبيتًا، فهو مُثبِّت، والمفعول مُثبَّت
• ثبَّت الشَّيءَ: جعله راسخًا مستقرًّا، دعَّمه وقوَّاه، مكَّنه "ثبَّت الروّاد النّزعة القصصيَّة في الشعر الحديث- ثبّت المنضدة/ مُلكَه- {قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} " ° تثبيت القيم الرُّوحيّة- تثبيت النُّصوص القانونيّة.
• ثبَّت فلانًا:
1 - مكّنه من الثبات عند الشدّة، قوّاه وشجّعه، نصره وأعانه " {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} ".
2 - حبسه وقيّده " {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثَبِّتُوكَ} [ق] ".
• ثبَّت السُّرعةَ: جعلها مطردة عند حدٍّ معيَّن لا تتغيَّر، وضع لها حَدًّا لا تتجاوزه "جهاز تثبيت- ثبَّتت الدولةُ الأسعار".
• ثبَّت الموظَّفَ: جعل عمله أو تعيينه دائمًا بعد انتهاء مرحلة التجربة. 

إثبات [مفرد]:
1 - مصدر أثبتَ ° وهو المطلوب إثباته: تعبير يكتب غالبًا في نهاية برهان للدلالة على أنّه تمّ التّوصُّل إلى الاستنتاج المطلوب.
2 - حكم جازم سواء أكان موجبًا أم سالبًا "هناك إثباتات خطيَّة تؤيِّد تهمة المعتقلين- إثبات مبدأ/ دين/ ذنب/ حجة/ دليل".
3 - (نح) خلاف النفي "نفي النفي إثبات".
• الإثبات بالنَّفي: (بغ) صيغة بلاغيّة يعبّر فيها عن المعنى القويّ بنفي عكسه وذلك كأن تصف عملاً من أعمال

شخص ما بأنه ليس بالهيِّن وأنت تريد أنه عمل عظيم.
• إثبات شخصيّ: (قن) إثبات بشهادة شهود، يقابله إثبات تحريريّ.
• إثبات بالإقرار: (قن) اعتراف الخصم بواقعة أو بعمل قانونيّ مدَّعى بأيٍّ منهما عليه.
• شاهد إثبات: (قن) شاهد يؤيِّد الادّعاء العام في المحكمة، يقابله شاهد نفي ° موادّ الإثبات: أوراق ثبوتية. 

تثبُّت [مفرد]:
1 - مصدر تثبَّتَ/ تثبَّتَ في/ تثبَّتَ من.
2 - مرحلة من مراحل التفكير المبدع، وهي تجربة الاختراع للتأكُّد من صحَّته. 

تثبيت [مفرد]:
1 - مصدر ثبَّتَ.
2 - تصديق ويقين " {يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} ".
• تثبيت الجراثيم: (حي) كبح نمو وتكاثر الجراثيم بدون قتلها. 

ثابِت [مفرد]: ج ثوابت:
1 - اسم فاعل من ثبَتَ/ ثبَتَ على/ ثبَتَ في ° ثابت الجَأْش/ ثابت الجَنان/ ثابت القلب: شجاع، لايستخفه الفزع، هادئ، رصين، صامد غير خائف- ثابت الخُطَى: مطّرد لايحيد، مُتَّزِن- ثابت القَدَم/ ثابت العَزْم: حازم.
2 - ما لا يتحرك أو ينتقل "محل إقامة ثابت- محرّك ثابت: لايبرح الموضع الذي ثبت فيه" ° أملاك ثابتة/ أموال ثابتة: ممتلكات كالأراضي والبيوت- ثابت الاتِّجاه: ذو اتِّجاه واحد مطّرد ومستمرّ.
3 - (جب) عدد لايتغيَّر، ضد متحوِّل.
4 - عكس متغيِّر أو متحوِّل.
• ثابت الحرارة: (فز) محافظ على حرارة جسميّة ثابتة نسبيًّا وتكون مستقلَّة عن حرارة البيئة المحيطة.
• القول الثَّابت: الذي ثبت بالحجَّة والبرهان في قلب صاحبه " {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ".
• نجم ثابت:
1 - (فك) نجم لايدور حول الشمس ولايستمدّ نوره منها.
2 - (فك) نجم بعيد عن الأرض يبدو موقعه بالنسبة للنجوم الأخرى ثابتًا، يمكن قياس حركته عن طريق المراقبة الدقيقة لفترات طويلة من الزمن.
• سُرْعة ثابتة: (فز) معدَّل سرعة الجسم إذا لم تتغيّر سرعته أو اتجاهه. 

ثَبات [مفرد]:
1 - مصدر ثبَتَ/ ثبَتَ على/ ثبَتَ في ° الثَّبات الإدراكيّ: نزوع مظاهر عالمنا لأن تدرك بوصفها ثابتة بالرغم من حدوث درجة من التغيُّر- بثبات: بشجاعة، بفاعلية- ثَبات الاختبار: دقة القياس- ثَبات المفاهيم: دوامها وبقاؤها.
2 - (نف) قدرة النفس على الاحتفاظ بالنشاط الإراديّ الذي يتطلَّبه العمل الطويل. 

ثُبات [مفرد]
• الثُّبات: (طب) داء معجز عن الحركة، لا ينجو منه صاحبه، شلل كامل. 

ثَباتة [مفرد]: مصدر ثبُتَ/ ثبُتَ في. 

ثَبْت [مفرد]: ج أَثْبات (للعاقل) وثبوت: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ثبَتَ/ ثبَتَ على/ ثبَتَ في وثبُتَ/ ثبُتَ في ° ثَبْتُ الجَنان لا يزلُّ به اللِّسانُ: متبصِّر، ثابت الرّأي. 

ثَبَت [مفرد]: ج أَثْبات:
1 - فهرسُ الكتاب "يُوضع ثبَت الموضوعات في آخر الكتاب- ثَبَتُ المراجع والمصادر/ الأعلام" ° ثَبَتُ الصَّحيفة: ما يثبت فيها من أدلة وغيرها.
2 - رجلٌ يُوثق به، ذو ثقة في روايته "رجلٌ ثبت".
3 - حُجَّة، برهان، بيِّنة. 

ثُبوت [مفرد]: مصدر ثبَتَ/ ثبَتَ على/ ثبَتَ في.
• ثُبُوت الشَّهر/ ثُبُوت الرُّؤية: التأكد من بَدْء الشهر القمريّ بعد رؤية الهلال، تعيين رسميّ لــبدْء الشهر القمريّ "تُستعمل أجهزة علميَّة حديثة لمعرفة ثُبُوت الأشهر القمريَّة". 

ثبوتيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى ثُبوت.
• الأوراق الثُّبوتيَّة: (قن) الأوراق المستخدمة أدلة إثبات، كالهُويَّة الشَّخصيَّة ونحوها. 

ثَبيت [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ثبُتَ/ ثبُتَ في ° لم يبق منهم ثبيت ولا هَبِيت: لم يبق منهم شجاع ولا جبان. 

مُثبِّت [مفرد]: ج مُثبِّتون ومُثبِّتات (لغير العاقل):
1 - اسم
 فاعل من ثبَّتَ.
2 - (كم) مادّة كيميائية تثبِّت اللون أو الشَّعْر. 

مُثبِّتة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل ثبَّتَ.
• مثبِّتة الورق: قضيب في الآلة الكاتبة يحمل الورق في الجهة المقابلة لأسطوانة الآلة الكاتبة.
• مثبِّتة الأصول: أداة تثبِّت المادة المعدّة للطبع في مكانها وخاصّة لمنضّد الحروف المطبعيّة. 

مُثْبَت [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أثبتَ.
2 - (نح) غير منفيّ "كلام مُثْبَت". 

مُثْبِتة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل أثبتَ.
• مذهب المثْبِتة: (سف) الذين يُثبتون لله تعالى صفات أزليّة ونقيضهم المعطِّلة وهم المعتزلة، والمشبهة الذين يشبهون الخالق بالمخلوق وغير ذلك. 

ثبت: ثَبَتَ الشيءُ يَثْبُتُ ثَباتاً وثُبوتاً فهو ثابتٌ وثَبِيتٌ

وثَبْتٌ، وأَثْبَتَه هو، وثَبَّتَه بمعنىً.

وشيء ثَبْتٌ: ثابتٌ. ويقال للجَرَاد إِذا رزَّ أَذْنابَه ليَبِيضَ:

ثَبَتَ وأَثْبَتَ وثَبَّتَ. ويقال: ثَبَتَ فلانٌ في المَكان يَثْبُتُ

ثبُوتاً، فهو ثابتٌ إِذا أَقام به.

وأَثْبَتَه السُّقْم إِذا لم يُفارِقْهُ.

وثَبَّتَه عن الأَمْر كَثَبَّطه.

وفرس ثَبْتٌ: ثَقِفٌ في عَدْوِه. ورجل ثَبْتُ الغَدْرِ إِذا كان ثابِتاً

في قتال أَو كلام؛ وفي الصحاح؛ إِذا كان لسانُه لا يزال عند

الخُصُوماتِ؛ وقد ثَبُتَ ثَباتَةً وثُبوتةً.

وتَثَبَّتَ في الأَمْر والرَّأْي، واستَثْبَتَ: تَأَنَّى فيه ولم

يَعْجَل. واسْتَثْبَتَ في أَمْرِه إِذا شاور وفحَصَ عنه. وقوله عز وجل: ومَثَلُ

الذين يُنْفِقون أَموالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاةِ اللَّه وتَثْبِيتاً من

أَنفسهم؛ قال الزجاج: أَي يُنْفِقونَها مُقِرِّين بأَنها مما يُثِيبُ

اللَّهُ عليها. وقال في قوله عز وجل: وكُلاًّ نَقُصُّ عليك من أَنْباء

الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ به فُؤَادَكَ؛ قال: معنى تَثْبِيت الفُؤادِ تَسْكِينُ

لقَلْب، ههنا ليس للشك، ولكن كلَّمَا كان البُرْهانُ والدِّلالةُ أَكْثَر

على القَلْب، كان القلبُ أَسْكَنَ وأَثْبَتَ أَبداً، كما قال إِبراهيم،

عليه السلام: ولكن لِيَطْمَئِنَّ قلبي. ورجل ثَبْتٌ أَي ثابتُ القَلْب؛

قال العجاج يمدح عمر بن عبد اللَّه بن مَعْمَرٍ:

الحَمدُ للَّه الذي أَعْطَى الخِيَرْ

مَوَالِيَ الحَقِّ، إِنِ المَوْلى شَكَرْ

عَهْدَ نَبِيٍّ، ما عَفَا وما دَثَرْ،

وعَهْدَ صِدِّيقٍ رأَى بَرّاً، فَبرّ

وعَهْدَ عُثمانَ، وعَهْداً من عُمَرْ،

وعَهْدَ إِخْوانٍ، همُ كانوا الوَزَرْ

وعُصْبةَ النَّبيِّ، إِذْ خافُوا الحَصَرْ،

شَدُّوا له سُلْطانَه، حتى اقْتَسَرْ

بالقَتْلِ أَقْواماً، وأَقواماً أَسَرْ،

تَحْتَ التي اخْتَارَ له اللَّهُ الشَّجَرْ

محمداً، واخْتارَه اللَّهُ الخِيَرْ،

فما وَنَى محمدٌ، مُذْ أَنْ غَفَرْ

له الإِلهُ ما مَضَى، وما غَبَرْ،

أَن أَظْهَرَ الدِّينَ به، حَتى ظَهَرْ

منها:

بكُلِّ أَخْلاقِ الرِّجالِ قد مَهَرْ،

ثَبْتٌ، إِذا ما صِيحَ بالقَوْم وَقَرْ

ورجل ثَبْتُ المُقام: لا يَبْرَحُ.

والثَّبْتُ والثَّبِيتُ: الفارسُ الشُّجاع. والثَّبِيتُ: الثَّابتُ

العَقْل؛ قال طرفة:

فالهَبِيتُ لا فُؤاد لَهُ،

والثَّبِيتُ قَلْبُه قِيَمُهْ

تقول منه: ثَبُتَ، بالضم، أَي صار ثَبيتاً.

والمُثْبَتُ: الذي ثَقُلَ، فلم يَبْرَحِ الفِراش.

والثِّباتُ: سَيْرٌ يُشَدُّ به الرَّحْل، وجَمْعُه أَثْبِتة. ورَحْلٌ

مُثْبَت: مَشْدُود بالثِّباتِ؛ قال الأَعْشى:

زَيَّافَةٌ، بالرَّحْلِ خَطَّارة،

تَلْوي بشَرْخَيْ مُثْبَتٍ، قاتِرِ

وفي حديث مَشُورَة قُرَيْش في أَمر النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، قال

بعضهم: إِذا أَصْبَحَ فأَثْبِتُوه بالوَثاق.

وفي حديث أَبي قَتادة: فطَعَنْتُه فأَثْبَتُّه أَي حَبَسْتُه وجَعَلْتُه

ثابتاً في مكانه لا يُفارقه.

وأُثْبِتَ فلانٌ، فهو مُثْبَتٌ إِذا اشْتَدَّتْ به عِلَّتُه أَو

أَثْبَتَته جِراحةٌ فلم يتَحَرَّك. وقَولهُ تعالى: ليُثْبِتُوك؛ أَي يَجْرحوك

جِراحةً لا تَقُوم معها. ورجل له ثَبَتٌ عند الحَمْلة، بالتحريك، أَي

ثَبات؛ وتقول أَيضاً: لا أَحْكُم بكذا، إِلا بثَبَتٍ أَي بحُجَّة. وفي حديث

صوم يوم الشك: ثم جاءَ الثَّبَتُ أَنه من رمضان؛ الثَّبَتُ، بالتحريك:

الحجة والبينة. وفي حديث قتادة بن النُّعْمان: بغير بَيِّنَة ولا ثَبَتٍ.

وثابَته وأَثْبَتَه: عَرَفَه حَقَّ المَعْرفة. وطَعَنه فأَثْبَت فيه

الرُّمْح أَي أَنْفَذَه. وأَثْبَتَ حجته: أَقامها وأَوْضَحها.

وقولٌ ثابتٌ: صحيح. وفي التنزيل العزيز: يُثَبِّتُ اللَّهُ الذين آمنوا

بالقول الثابت؛ وكلُّه من الثَّبات.

وثابتٌ وثَبِيتٌ: اسمان، ويُصغَّر ثابِتٌ، من الأَسماء، ثُبَيْتاً،

فأَما الثابتُ إِذا أَرَدْتَ به نَعْتَ شيء، فتصغيره: ثُوَيْبِتٌ.

وإِثْبِيتُ: اسم أَرض، أَو موضعٍ، أَو جبل؛ قال الراعي:

تُلاعِبُ أَوْلادَ المَها بكُراتِها،

بإِثْبِيتَ، فَالجَرْعاءِ ذاتِ الأَباترِ

تعدية الأفعال بحرف الجرّ «عن»، وهي متعدية بنفسها

تعدية الأفعال بحرف الجرّ «عن»، وهي متعدية بنفسها
الأمثلة: 1 - أَبَى عن ذلك 2 - أَجَابَ عن السؤال 3 - أَخْطَأ عن الصواب 4 - أَعْلَنَ عن بدء المحادثات 5 - اسْتَفْهَمَه عن المسألة 6 - اعْتَزَلَ عن العمل 7 - تَحَرَّى عن الحقيقة 8 - رَوَّح عن نفسه 9 - لَنْ يُجْزِئ عنك عملك
الرأي: مرفوضة
السبب: لتعدية الفعل بـ «عن»، وهو يتعدى بنفسه.

الصواب والرتبة:
1 - أَبَى ذلك [فصيحة]-أَبَى عن ذلك [صحيحة]
2 - أَجَابَ السؤالَ [فصيحة]-أَجَابَ عن السؤال [فصيحة]
3 - أَخْطَأ الصوابَ [فصيحة]-أَخْطَأ عن الصواب [صحيحة]
4 - أَعْلَنَ بدءَ المحادثات [فصيحة]-أَعْلَنَ عن بدء المحادثات [صحيحة]
5 - اسْتَفْهَمَه المسألةَ [فصيحة]-اسْتَفْهَمَه عن المسألة [صحيحة]
6 - اعْتَزَلَ العملَ [فصيحة]-اعْتَزَلَ عن العمل [فصيحة]
7 - تحرَّى الحقيقةَ [فصيحة]-تحرَّى عن الحقيقة [فصيحة]
8 - رَوَّح عن نفسه [فصيحة]-رَوَّح نفسه [فصيحة]
9 - لن يُجْزِئ عنك عملك [فصيحة]-لن يُجْزِئك عملك [فصيحة]
التعليق: استعملت المعاجم الأفعال المرفوضة متعدية بنفسها، واستعملت بعضها متعديًا بحرف الجر «عن» إلى جانب تعديته بنفسه، مثل: «رَوَّح» و «اعتزل» .. وما لم يرد في المعاجم منها متعديًا بـ «عن» يمكن حمله على التضمين؛ كتضمين الفعل «أعلن» معنى الفعل «كَشَف»، وكتضمين الفعل «أَبَى» معنى الفعل «تَرَفَّعَ» .. وكلّها أفعال تتعدّى بـ «عن». وتصحّ التعدية بحرف الجرّ «عن» في الأفعال التي تتعدّى بحرف الجرّ «الباء»؛ لأنّ «عن» تأتي مرادفة لـ «الباء»، كما في قوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} النجم/3، وقد وردت التعدية بحرف الجرّ «عن» في بعض المعاجم الحديثة كالوسيط والأساسيّ.

أسس

(أسس) الْبناء أسه
(أ س س) : (الْأُسُّ) أَصْلُ الْحَائِطِ وَالْجَمْعُ آسَاسٌ وَالْأَسَاسُ مِثْلُهُ وَجَمْعُهُ أُسُسٌ.
[أسس] نه فيه: "أسس" بين الناس في وجهك وعدلك أي سو بينهم من ساس الناس يسوسهم والهمزة زائدة، وروى أس من المواساة.
(أسس) - في حديث عُمَر، رضي الله عنه، كَتَب إلى أبي مُوسَى، رضي الله عنه: "أسّس بَيْنَ النّاسِ في وَجْهِك وعَدلِك".
: أَى سَوِّ بينَهم، أوردناه في هذا الباب حَمْلًا على ظاهِرِه .
ويُروَى: "آسِ بينَ النَّاسِ": أي اجعَلْ بعضَهم أُسوةَ بَعْضِ.
والتّأَسِّى من هذا، والمُواساة في أحَد القَوَلين أيضا. قال ابن الأَنبارِى: هو من آسى يُؤْسِى أسْوَةً، وهي القُدوَة، وقيل: إنه من أَساه يأْسُو إذا عالجه ودَاواه. وقيل: من آس يَؤُوس إذا عاضَه. فأُخِّرت الهَمزةُ ولُيِّنَت.
[أسس] الأُسُّ: أصل البِناء، وكذلك الأساسُ، والأَسَسُ مقصورٌ منه. وجمع الأُسِّ إساسٌ مثل عُسّ وعِساسٍ، وجمع الأَساسِ أُسُس مثل قَذالٍ وقُذُلٍ، وجمع الأَسَسِ آساسٌ مثل سببٍ وأسبابٍ. وقد أَسَّسْتُ البناء تأسيسا. وقولهم: كان ذلك على أُسِّ الدهر، وأَسِّ الدهر وإسِّ الدهر، ثلاث لغاتٍ، أي على قدم الدهر ووجه الدهر. والتَأْسيسُ في القافية هو الألف التى ليس بينها وبين حرف الرويِّ إلاَّ حرفٌ واحدٌ، كقول الشاعر : كِليني لَهَمٍ يا أُمَيْمَةُ ناصب * وليل أقاسيه بطئ الكواكب * فلا بد من هذه الالف إلى آخر القصيدة. وأَسَّ الشاةَ يَؤُسُّهاَ أَسّاً، أي زجرها وقال لها: إسْ إسْ.
أس س

الأُسُّ والإِسُّ والأَسَسُ والأَسَاسُ كل مُبْتَدَأ شَيءٍ وأُسُّ الإِنسانِ قَلْبُه لأنه أول مُتَكَوَّن في الرَّحِم وهو من الأسماء المشتركة والجمعُ آسَاسٌ وأُسُسٌ وإسَاسٌ وأُسُّ البِنَاءِ مُبْتَدَؤُه وأَنْشَدَ ابن دُرَيْد قال وأَحْسِبُه لكَذَّاب بَنِي الحِرْمازِ

(وأُسُّ مَجْدٍ ثابتٌ وَطِيد ... نالَ السماءَ فَرْعُهُ مَدِيدُ)

وقد أَسَّ البِنَاءَ يَؤُسُّه أَسّا وأَسَّسَه وأُسُّ الإِنسانِ وأَسُّهُ أَصْلُه وقيل هو أَصْلُ كُلِّ شيء وفي المَثَل أَلْصِقُوا الحَسَّ بالأَسِّ الحَسُّ في هذا الموضع الشَّرّ يقول أَلْصِقُوا الشَّر بأُصُول من عادَيْتُم أو عادَاكُم وكان ذلك على أُسِّ الدَّهْر وأَسَّه وإِسِّه أي على قِدَمِه والتَّأسِيسُ في القافية الحرف الذي قبل الدّخيل وهو أول جزء في القافية كألف ناصبٍ من قوله

(كِلِينِي لِهَمٍّ يا أُمَيْمَةَ ناصِبِ ... )

هكذا سَمَّاه الخليل تَأسِيساً جَعَلَ المَصْدَرَ اسماً له وبَعْضُهم يقول أَلِف التَّأسِيسِ فإذا كان ذلك احتمل أن يريد الاسْم والمَصدر وقالوا في الجمع تأْسِيسات فهذا يؤذن بأن التَّأْسِيسَ عندهم قد أَجْروه مُجرى الأسماء كالتَّمْتِينِ والتَّنْبِيت لأن الجَمْع في المصادر ليس بكثيرٍ ولا أَصْل فيكون هذا مَحْمُولاً عليه وأرى أهلَ العروض إنما تَسَمَّحُوا بَجَمْعه وإلا فإنّ الأَصْل إنما هوَ المَصْدر والمصدر قَلَّما يُجْمَع إلا ما قد حَدَّ النَّحْوِيُّون من المَحْفُوظِ كالأَمْراضِ والأَشْغالِ والعقولِ وأَسَّسَ بالحَرْف جعله تأسيساً وإنما سُمِّي تَأْسِيساً لأنه اشْتق من أُسِّ الشيءِ قال ابن جِنِّي ألف التَّأسيسِ كأنها أساس القافية وأَصْلُها أُخِذ من أُسِّ الحائِط وأساسِه وذلك أن ألف التأسيس لتقدّمها والعناية بها والعناية بها والمحافظة عليها كأنها أُسّ القافية ومبتداها وليس حرف في القافية أسبق من ألف التأسيس فأما الفَتْحة قبلها فجزء منها والأَسُّ والأُسُّ الإِفْسادُ بين الناس أَسَّ بينهم يَؤُسُّ أَسّا ورَجُلٌ اَسَّاسٌ نَمَّامٌ مُفْسِدٌ والأُسُّ بَقِيَّة الرَّماد بين الأَثَافِيِّ والأُسُّ المُزَيِّنُ للكَذِبِ وإسْ إسْ من زَجْرِ الشاة أسَّها يَؤُسُّها أسّا وأَسَّ بها وقال بَعْضُهم نَسَّها والأول أَقْيَس ومن خفيفِ هذا الباب إسْ إسْ زَجْرٌ للغنم كإسَّ إسَّ وأُسْ أُسْ مِنْ رُقَى الحَيَّات 

أسس: الأُسُّ والأَسَس والأَساس: كل مُبْتَدَإِ شيءٍ. والأُسُّ

والأَساس: أَصل البناء، والأَسَسُ مقصور منه، وجمع الأُسِّ إِساس مثل عُسّ

وعِساس، وجمع الأَساس أُسس مثل قَذال وقُذُل، وجمع الأَسَس آساس مثل سببٍ

وأَسباب. والأَسيس: أَصل كل شيء. وأُسّ الإِنسان: قلبه لأَنه أَول مُتَكَوّن

في الرحم، وهو من الأَسماء المشتركة. وأُسُّ البناء: مُبْتَدَؤُه؛ أَنشد

ابن دريد، قال: وأَحْسِبُه لكذاب بني الحِرْماز:

وأُسُّ مَجْدٍ ثابتٌ وَطيدُ،

نالَ السماءَ، فَرْعُه مَدِيدُ

وقد أَسَّ البناءَ يَؤُسُّه أَسّاً وأَسَّسَه تأْسيساً، الليث: أَسَّسْت

داراً إِذا بنيت حدودها ورفعت من قواعدها، وهذا تأْسيس حسن. وأُسُّ

الإِنسان وأَسُّه أَصله، وقيل: هو أَصل كل شيء. وفي المثل: أَلْصِقُوا

الحَسَّ بالأَسِّ؛ الحَسُّ في هذا الموضع: الشر، والأَسُّ: الأَصل؛ يقول:

أَلْصِقوا الشَّر بأُصول من عاديتم أَو عاداكم. وكان ذلك على أُسِّ الدهر

وأَسِّ الدهر وإِسِّ الدهر، ثلاث لغات، أَي على قِدَم الدهر ووجهه، ويقال:

على است الدهر. والأَسيسُ: العِوَضُ.التهذيب: والتَّأسيس في الشِّعْر

أَلِفٌ تلزم القافية وبينها وبين حرف الروي حرف يجوز كسره ورفعه ونصبه نحو

مفاعلن، ويجوز إِبدال هذا الحرف بغيره، وأَما مثل محمد لو جاء في قافية لم

يكن فيه حرف تأْسيس حتى يكون نحو مجاهد فالأَلف تأْسيس، وقال أَبو عبيد:

الروي حرف القافية نفسها، ومنها التأْسيس؛ وأَنشد:

أَلا طال هذا الليلُ واخْضَلَّ جانِبُه

فالقافية هي الباء والأَلف فيها هي التأْسيس والهاء هي الصلة، ويروى:

واخْضَرَّ جانبه؛ قال الليث: وإِن جاء شيء من غير تأْسيس فهو المُؤَسَّس،

وهو عيب في الشعر غير أَنه ربما اضطر بعضهم، قال: وأَحسن ما يكون ذلك إِذا

كان الحرف الذي بعده مفتوحاً لأَن فتحه يغلب على فتحة الأَلف كأَنها

تزال من الوَهم؛ قال العجّاج:

مُبارَكٌ للأَنبياء خاتَمُ،

مُعَلِّمٌ آيَ الهُدى مُعَلَّمُ

ولو قال خاتِم، بكسر التاء، لم يحسن، وقيل: إن لغة العجاج خأْتم،

بالهمزة، ولذلك أَجازه، وهو مثل السَّأْسَم، وهي شجرة جاء في قصيدة المِيسَم

والسَّأْسَم؛ وفي المحكم: التأْسيس في القافية الحرف الذي قبل الدخيل، وهو

أَول جزء في القافية كأَلف ناصب؛ وقيل: التأْسيس في القافية هو الأَلف

التي ليس بينها وبين حرف الروي إِلا حرف واحد، كقوله:

كِليني لِهَمٍّ، يا أُمَيْمَة، ناصِبِ

فلا بد من هذه الأَلف إِلى آخر القصيدة. قال ابن سيده: هكذا سماء الخليل

تأْسيساً جعل المصدر اسماً له، وبعضهم يقول أَلف التأْسيس، فإِذا كان

ذلك احتمل أَن يريد الاسم والمصدر. وقالوا في الجمع: تأْسيسات فهذا يؤْذن

بأَن التأْسيس عندهم قد أَجروه مجرى الأَسماء، لأَن الجمع في المصادر ليس

بكثير ولا أَصل فيكون هذا محمولاً عليه. قال: ورأى أَهل العروض إِنما

تسمحوا بجمعه، وإِلا فإِن الأَصل إِنما هو المصدر، والمصدر قلما يجمع إِلا

ما قد حدّ النحويون من المحفوظ كالأَمراض والأَشغال والعقول.

وأَسَّسَ بالحرف: جعله تأْسيساً، وإِنما سمي تأْسيساً لأَنه اشتق من

أُسِّ الشيء؛ قال ابن جني: أَلف التأْسيس كأَنها أَلف وأَصلها أُخذ من أُسِّ

الحائط وأَساسه، وذلك أَن أَلف التأْسيس لتقدّمها والعناية بها

والمحافظة عليها كأَنها أُسُّ القافية اشتق

(* قوله «كأنها اس القافية اشتق إلخ»

هكذا في الأصل.) من أَلف التأْسيس، فأَما الفتحة قبلها فجزء منها.

والأَسُّ والإِسُّ والأُسُّ: الإِفساد بين الناس، أَسَّ بينهم يَؤُس

أَسّاً. ورجل أَسَّاسٌ: نَمّام مفسد.

الأُمَويُّ: إِذا كانت البقية من لحم قيل أَسَيْتُ له من اللحم أَسْياً

أَي أَبْقَيْتُ له، وهذا في اللحم خاصة. والأُسُّ: بقية الرَّماد بين

الأَثافيّ. والأُسُّ: المُزَيِّن للكذب.

وإِسْ إِسْ: من زجر الشاة، أَسَّها يَؤُسُّها أَسّاً، وقال بعضهم:

نَسّاً. وأَسَّ بها: زجرها وقال: إِسْ إِسْ، وإِسْ إِسْ: زجر للغنم كإِسَّ

إِسَّ. وأُسْ أُسْ: من رُقى الحَيَّاتِ. قال الليث: الرَّاقون إِذا رقَوا

الحية ليأْخذوها ففَرَغَ أَحدُهم من رُقْيَتِه قال لها: أُسْ، فإِنها تخضَع

له وتَلين. وفي الحديث: كتب عمر إِلى أَبي موسى: أَسَّسْ بين الناس في

وَجْهِك وعَدْلِك أَي سَوِّ بينهم. قال ابن الأَثير: وهو من ساس الناسَ

يَسوسُهم، والهمزة فيه زائدة، ويروى: آسِ بين الناس من المُواساة.

أسس
يقال: كان ذلك على أسِّ الدهر وإسِّ الدهر وأُُسِّ الدهر - بالحركات الثلاث -: أي على قِدَمِ الدهر ووجه الدهر. ويُروى رَجَزُ أبي نُخَيلة السعدي ودخل يوم الفطر على يزيد بن عمر بن هبيرة، وكان أخذ ابن النجم بن بسطام بن ضرار بن القعقاع بن معبد بن زرارة فحبسه، فقال ووصل همزة القطع:
إنّي لمُهْدٍ للهُمامِ الغَمْرِ ... شِعري ونُصْحَ الجَيْبِ بَعْدَ الشَّعْرِ
وقائلٌ وما ابنُ نجْمٍ دَهْري ... أشهَدُ إن لم يَشْرِ فيمَنْ يَشْري
ما زال مجنوناً على أسِّ الدَهْرِ ... في جَسَدٍ يَنْمي وعقلٍ يَحْري
والأُسُّ والأساس - مثال أثَاثٍ - والأسس - مثال الأزر، مقصور منه -: أصل البناء، وجمع الأُس: إساس - مثل عُس وعِساس -، وجمع الأَسس: آساس: مثال سَبَب وأسباب. وقال ابن دريد: قال الراجز، قال: وأحسبه كذاب بني الحرماز:
وأُسُّ مجدٍ ثابت وطيد ... نال السماء فرعه المديد
وأُسّ أسّ: زجر للضأن، يقال: أسّها يَؤسها أسّاً: إذا زجرها.
والأًسُّ: الإفساد، قال رؤبة:
وقلتُ إذْ أسُّ الأمورُ الأسّاسُ ... ورَكِبَ الشَغْبَ المسيءُ المُأّسْ
أي أفسدها المفسد.
وقال ابن دريد: ومَثَلٌ من أمثالهم: ألْصِقوا الأُسَّ بالحَسِّ: أي الشر بالشر، يقول: ألحقوا الشر بأصول من عاديتم، والحَسُّ في هذا الموضع: الشر، وكذلك قال ابن الأعرابي: الأسَّ بالحَسِّ - بالفتح -، وبعضهم يرويه بالكسر فيهما: أي إذا جاءك شئ من ناحية فافعل مثله.
والأُسُّ - بالضم -: باقي الرماد في الموقد. ويروي بيت النابغة الذبياني:
فلم يبقَ إلاّ آلُ خَيْمٍ مُنَصَّبٍ ... وسقعٌ على أُسٍّ ونؤْيٌ مُعَثْلَبُ
ويروي " مُنَضَّد "، وأكثر الرواة يروونه: " على آس " ممدوداً بهذا المعنى.
وقال ابن الأعرابي: الأسيس: أصل كل شئ.
والأسيس - أيضاً -: العِوَضُ.
وأُسَيْس - مصغراً -: موضع، قال امرؤ القيس:
ولو وافقتُهُنَّ على أُسَيسٍ ... وحافَةَ إذْ ورَدْنَ بنا ورودا
وهو شرقيّ دمشق، وقال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع العاملي يمدح الوليد بن عبد الملك بن مروان:
قد حباني الوليدُ يومَ أُسَيْسٍ ... بِعِشارَ فيها غِنىً وبهاءُ
يحسِبُ الناظِرُون ما لم يَفُرّوا ... أنها جِلَّةٌ وهُنَّ فِتَاءُ
والأَسُّ: الأصل، وبعضهم يكسر الهمزة، والصواب فتحها.
وأسَّ الشاة يَؤسُّها أسّاً: أي زجرها وقال لها: إسّ إسّ، وفي كتاب يافِع ويَفَعَة: أسِّ أسِّ وإسِّ إسِّ. وأسَّه يَؤسّهُ أسّاً - أيضاً -: أي أزَّهُ.
وأسَّسْتُ الدار تأسيساً: إذا بنيت حدودها أو رفعت من قواعدها.
وأسَّسْتَهُ - أيضاً -: إذا بنيت أصله، قال الله تعالى:) أفَمَنْ أسَّسَ بُنْيانَه (.
والتأسيس في القافية: هو الألِف التي ليس بينها وبين حرف الرَّوي إلا حرف واحد، كقول النابغة الذبياني:
كِلِيني لِهَمٍ يا أُميمة ناصِبِ ... وليلٍ أُقاسيهِ بطئ الكواكِبِ
وقال اللَّيث: التأسيس في الشعر ألِفٌ تلزم القافية وبينها وبين حرف الروِّي حرف يجوز كسره ونصبه ورفعه؛ نحو مَفَاعِلُنْ في القافية، فلو جاء " مُجْهِدٌ " في القصيدة لم يكن فيه تأسيس، حتى يكون " مُجَاهِدٌ " فالألف تأسيسه، وإن جاء شئ من غير تأسيس - فهو المؤسَّس - كأنَّ عيباً في الشعر، غير أنَّه ربما اضطرَّ إليه بعض، فأحسن ما يكون ذلك إذا كان الحرف الذي بعد الألف مفتوحاً، لأن فتحته تغلِب على فتحة الألف كأنها تُزالُ من الوهم، كقول العَجّاج:
عِندَ كريمً منهُم مُكَرَّمِ ... مُعَلَّمِ آيَ الهُدى مُعَلِّمِ
مُباركٍ للأنبياءِ خاتَمِ ... فَخِنْدِفٌ هامَةُ هذا العالَمِ
ولو قال: " خاتِمِ " - مكسورة التاء - لم يَحسُن. قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: قولُه: " خاتَمِ " ليس من التأسيس في شئ، ولكن لغة العجّاجِ هَمْزُ خاتَمٍ وعالَمٍ؛ فيقول: خأْتَمٌ وعأْلَمٌ؛ فلم تبقَ ألفٌ فَيُعلّل.
وقال أبو عُبيد: التأسيس: حرف القافية نفسها ومنها التأسيس، وأنشدَ:
ألا طالَ هذا الليلُ واخْضَلَّ جانِبُهْ
فالقافية هي الباء، والألف قبلها هي التأسيس، والهاء هي الصلة.
والتركيب يدل على الأصل والشيء الوطيد.
أسس
} الأسُّ، مُثَلَّثَةً: أَصل البِناءِ، {كالأَساس} والأَسَس، مُحَرَّكَة مَقصورٌ من الأَساس. {وأُسُّ البناءِ مُبتَدَؤُه، وَهُوَ من الأَسماءِ المُشتَرَكَة، وأَنشدَ ابْن دُرَيد، قَالَ: وأَحْسَبُه لِكَذّاب بني الحِرْماز:
(} وأُسُّ مَجْدٍ ثابِتٌ وَطِيدُ ... نالَ السَّماءَ فَرْعُهُ مَديدُ)
وأُسُّ الْإِنْسَان! وأَسُّه: أَصلُه. 
قيل: {الأَسُّ: أَصلُ كلِّ شيءٍ، وَمِنْه المثَلُ: أَلْصِقوا الحَسَّ} بالأَسِّ.
قَالَ ابْن الأَعرابيِّ: الحَسُّ، بِالْفَتْح، هُنَا الشَّرُّ، {والأَسُّ: الأَصْلُ، يَقُول: أَلْصقُوا الشَّرَّ بأُصول مَن عادَيْتُم أَو عاداكُم. ج} إسَاسٌ، بالكسْر، كعِساسٍ، جمع عُسٍّ، بالضَّمِّ، وقُذُلٍ، بضَمَّتين جمْع قَذالٍ كسَحابٍ، وأَسبابٍ، جمع سبَب محرَّكةً. وَيُقَال: إنَّ الآساس كأَعناق، جمع {أُسُسٍ، بضمَّتين، فَهُوَ جَمع الجَمعِ. وعِبارَة المُصنِّف ظاهرَةٌ، ومثلُه فِي المُحكَم وَلَا تسامُح فِيهَا، كَمَا ادَّعاه شيخُنا، رَحمَه الله. منَ المَجاز: كَانَ ذَلِك على} أسِّ الدَّهر، مثلَّثةً، وَزَاد الزّمخشريُّ: واسْت الدَهْر، أَي على قِدَمه ووَجهه. {والأَسّ: الإفسادُ بَين النَّاس، ويُثَلَّث،} أَسَّ بينَهم {يؤُسُّ} أَسَّاً. ورجلٌ {أَسَّاسٌ: نَمَّامٌ مُفسِدٌ، قَالَ رُؤبة:
(وقلتُ إذْ} أَسَّ الأُمورَ {الأسّاسْ ... ورَكِبَ الشَّغْبَ المُسيءُ} المَأّ اسْ)
أَي أَفسدَها المُفسِد. {الأَسُّ، بِالْفَتْح: الإغضابُ، هُوَ قريبٌ من معنى الْإِفْسَاد، وَفِي بعض النُّسَخ الأَعصاب وَهُوَ غَلَطٌ.} الأَسُّ: سَلْحُ النَّحْلِ، وَقد {أَسَّ} أَسَّاً، والأَشبَه أَن يكون مَجازاً، على التَّشْبِيه {بأَسِّ الْبيُوت. (و) } الأَسُّ: بناءُ الدَّارِ، {أَسَّها} يَؤُسُّها {أَسّاً،} وأَسَّسَها {تأْسيساً.} الأَسُّ: زَجْرُ الشَّاة {بإسْ} إِسْ، بكسْرهما، مَبْنِيّ على السّكُون، ولغةٌ أُخرى بفتحِهما. وَقد {أَسَّ بهَا، إِذا زجَرَها وَقَالَ:} إسْ! إسْ. {الأُسُّ، بالضَّمِّ: بَاقِي الرَّماد، بَين الأَثافِي، وَقد رُويَ فِي بَيت النّابغة الذّبيانيّ:
(فلمْ يَبْقَ إلاّ آلُ خَيْمٍ مُنَصَّبٍ ... وسُفْعٌ على} أُسٍّ ونُؤيٌ مُعَثْلَبُ)
قَالَ الصَّاغانِيّ: وأَكثر الرُّواةِ يَروونَه: على آسٍ، ممدوداً بِهَذَا الْمَعْنى. {الأُسُّ، بالضَّمّ: قلبُ الإنسانِ، خُصَّ بِهِ لأَنَّه أَوَّلُ مُتَكَوِّنٍ فِي الرَّحِم.} الأُسُّ أَيضاً: الأَثرُ من كلِّ شيءٍ، وَهُوَ من الأَسماء المُشترَكَةِ. {والأَسيسُ، كأَميرٍ: العِوَضُ، عَن ابْن الأَعرابيِّ.} الأَسيسُ، أَصلُ كلِّ شيءٍ {كالأَسِّ.} أُسَيْسٌ، كزُبَيْرٍ: ع، بدمشْقَ، قيل: هُوَ ماءٌ شَرْقِيَّها، وَقد ذكرَه امْرُؤ الْقَيْس فِي شِعره فَقَالَ:
(ولَوْ وَافَقْتُهُنَّ على {أُسَيْسٍ ... وحَافَةَ إذْ وَرَدْنَ بِنا وُرودا)

هَكَذَا فِي اللِّسَان. قلتُ: والصَّوابُ أَنَّ} أُسَيْساً فِي قَول امرئِ الْقَيْس اسمُ مَوضعٍ فِي بِلَاد بني عَامر بن صَعْصَعَةَ، وأَوَّله:
(فلَوْ أَنِّي هلَكْتُ بأَرضِ قَوْمِي ... لقلْتُ المَوْتُ حَقٌّ لَا خُلُودَا)
وأَمّا الَّذِي هُوَ ماءٌ شَرْقِيَّ دِمَشقَ فقد جاءَ فِي قولِ عَدِيِّ بنِ الرِّقاع:
(قد حَباني الوَليدُ يومَ! أُسَيْسٍ ... بِعِشارٍ فِيهَا غِنىً وبَهاءُ)
هَكَذَا فَسَّره ابْن السِّكِّيت، كَذَا فِي المعجَم. {والتَّأْسيسُ: بيانُ حُدودِ الدارِ، ورَفعُ قواعِدها. قَالَه اللَّيْث. قيل: هُوَ بِناءُ أَصلِها، وَقد} أَسَّسَه، وَهَذَا {تأْسيسٌ حسَنٌ. فِي المُحكَم:} التَّأْسيس فِي القافية: الأَلِفُ الَّتِي لَيْسَ بَينهَا وَبَين حَرف الرَّوِيِّ إلاّ حرْفٌ واحِدٌ، كَقَوْل النّابغة الذُّبيانيِّ:
(كِلِيني لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَةُ ناصِبِ ... ولَيْلٍ أُقاسِيهِ بَطئِ الكَواكِبِ)
فَلَا بدَّ من هَذِه الأَلف إِلَى آخِرِ القصيدة. قَالَ ابْن سِيدَه: هَكَذَا أَسْماه الخليلُ تأْسيساً، جعلَ المَصدرَ اسْماً لَهُ، وبعضُهم يَقُول: أَلِفُ {التَّأْسيسِ، فَإِذا كَانَ ذلكَ احْتَمَلَ أَن يُريدَ الاسمَ والمَصدرَ، وَقَالُوا فِي الجَمع:} تأْسيساتٌ. أَو التَّأْسيسُ: هُوَ حَرفُ القافيةِ الَّذِي هُوَ قبل الدَّخيل، وَهُوَ أَوَّل جُزءٍ فِي القافية، كأَلِفِ ناصِبِ. وَقَالَ ابْن جِنِّي: أَلِفُ التَّأْسيس كأَنَّها أَلِفُ القافية، وأَصلُها أُخِذَ من أُسِّ الحائطِ وأَساسِه، وَذَلِكَ أَنَّ أَلِفَ التَّأْسيس لتَقَدُّمِها والعناية بهَا والمُحافظَة عَلَيْهَا كأَنَّها أُسُّ القافية، وللأزهريِّ فِيهِ تحقيقٌ أَبْسَطُ من هَذَا، فراجِعْه فِي التَّهْذِيب. يُقال: خُذْ أُسَّ الطَّريقِ، وَذَلِكَ إِذا اهْتَديتَ بأَثَرٍ أَو بَعْرٍ، فَإِذا اسْتَبانَ الطّريقُ قيل: خُذْ شَرَكَ الطَّريقِ. {أُسْ} أُسْ بالضَّمّ: كلمةٌ تُقال للحَيَّة إِذا رَقَوْها، ليَأْخُذوها ففَرَغَ أَحدُهم من رُقْيَتِه، فتخضَعُ لَهُ وتلينُ.
قَالَه اللَّيْث. وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ: {أَسَّسَ بالحَرْف: جعلَه} تأْسيساً. {والأَساسُ كشَدّادٍ: النَّمّامُ.
} والأُسُّ: المُزَيِّنُ للكَذِب. وفلانٌ! أَساسُ أَمرِه الكَذِبُ، وَهُوَ مَجاز. وَكَذَا قولُهم: مَنْ لم {يؤَسِّسْ مُلْكَه بِالْعَدْلِ هدَمَه.} وأَسيسٌ، كأَمير: حِصْنٌ باليَمَن، قَالَه ياقوت.
أسس
أسَّسَ يؤسِّس، تَأْسيسًا، فهو مُؤسِّس، والمفعول مُؤسَّس

• أسَّس البناءَ: وضع قاعدته، جعل له أساسًا " {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ} ".
• أسَّس المشروعَ: أنشأه "أسَّستِ الدولة مستشفى جديدًا".
• أسَّس الدّستور: وضع أُسُسَه "أسَّس نظريَّة حديثة في علم الاجتماع". 

تأسَّسَ/ تأسَّسَ في يتأسَّس، تأسُّسًا، فهو مُتأسِّس، والمفعول مُتأسَّس فيه
• تأسَّس البناءُ: مُطاوع أسَّسَ: وُضع أساسُه، أُنشئت له قواعدُ ليقوم عليها "تأسستِ المدرسةُ في العام الماضي".
• تأسَّستِ الشَّركةُ في عام كذا: تمّ بناؤها في هذا العام. 

أساس [مفرد]: ج أُسُس:
1 - مبدأ عام تعتمد عليه طائفة من الظواهر أو القضايا "تعامل الإنسان مع الآخرين هو أساس العلوم الاجتماعيَّة- لم يجد المجلس أساسًا مشتركًا للمفاوضات- عُقدت المفاوضات على أساس تقرير مصير الشعوب".
2 - مُرتكز البناء وقاعدته "انتهى العُمّال من وضع أساس المصنع- العدل أساس الملك [مثل] " ° خبر لا أساس له من الصِّحَّة: كاذب.
3 - أصل الشَّيء ومبدؤه "أساس الإنسان الطِّين- العائلة أساس المجتمع البشريّ وخليّته الأولى- المعاملة الحسنة أساس العلاقات الإنسانيّة الطيّبة" ° أساسًا: أصلاً- على أساسه: وفقًا له أو اعتمادًا عليه- في الأساس: في الأصل.
4 - (كم) جسم كالصودا أو البوتاس مركَّب من امتزاج معدن بالأكسجين يتَّحد مع الحامض فيكوِّن ملحًا.
• أساس المتوالية: (جب) الزيادة الثابتة.
• أساس قانونيّ: (قن) القاعدة القانونيّة التي تشكِّل أساسًا يرتكز عليه الحلّ القانونيّ للمسائل المعروضة.
• حَجَر الأساس: حجر يوضع إيذانًا بــبدء إنشاء بناءٍ ما.
• دعامة أساس: دعامة تُستخدم لتثبيت هيكل أو بناء. 

أساسيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى أساس.
2 - جوهريّ، ضروريّ لا غنى عنه "اللغة والكمبيوتر أساسيّان للحصول على فرصة عمل- لعبت جامعة الدُّول العربيَّة دورًا أساسيًّا في لمّ شمل العرب".
• التَّعليم الأساسيّ:
1 - الخبرة العلميَّة والعمليَّة التي لا غنى عنها للنَّاشئ.
2 - مرحلة التَّعليم الإلزاميّ.
• النِّظام الأساسيّ/ القانون الأساسيّ: ما يمثّله دستور الدَّولة.
• الحجر الأساسيّ: حجر الأساس، حجر يُوضع إيذانًا بــبدء إنشاء بناءٍ ما.
• السِّعر الأساسيّ: السِّعر الأقلّ الَّذي يمكن أن يُباع به جزء من الملكيَّة في مزاد علنيّ.
• الرَّاتب الأساسيّ: نسبة من الأجر لمنصب وظيفيّ مُعيَّن أو نشاط ما مستثنى منها أيَّة علاوة أو مكافأة.
• القيمة الأساسيَّة: (حس) قيمة معيَّنة يتَّخذها تلقائيًّا نظام مُشغِّل، وتبقى فعَّالة إلاّ إذا استبدلها مستخدم. 

أساسيَّات [جمع]: قواعد وأصول، مبادئ أساسيَّة "الإلمام بأساسِيّات العلوم ضروريّ". 

أُسّ [مفرد]: ج آساس: أساس، أصل الشَّيء ومبدؤه "شائعة لا أُسّ لها- أُسّ المشكلة- وضع أُسّ البناء- قلع بيته من أُسِّه".
• الأُسّ: (جب) القوَّة التي يُرفع إليها عدد أو رمز ما أو تعبير أو اصطلاح رياضيّ، فالتَّعبير س4 يعني أن الكميّة س مضروبة في نفسها أربع مرّات، س هنا تسمَّى قاعدة والعدد 4 يسمَّى أُسّ. 

تَأْسيس [مفرد]: ج تَأْسيسات (لغير المصدر):
1 - مصدر أسَّسَ.
2 - مُنشأة "تأسيسات حكوميَّة".
3 - (سف) إقامة الشَّيء على أساس يسوّغه.
4 - (عر) ألف تلزم القافية، وبينها وبين حرف الرَّويّ حرف متحرِّك، يسمّى الدَّخيل "*ألا كُلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلٌ*: الألف في كلمة باطل هي التأسيس". 

تَأْسيسيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَأْسيس.
• المجلس التَّأسيسيّ: (قن) هيئة تضع دستور البلاد وقوانينها الأساسيَّة.
 • جمعيَّة تأسيسيَّة: (جر) مجموعة من الأفراد تنشئ شركة أو اتحادًا "أعلنت الجمعيّة التأسيسيَّة لشركة السُّكر عن بدء العمل في الشركة". 

تأسيسيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تَأْسيس.
2 - مصدر صناعيّ من تَأْسيس: إرساء الأُسس والمبادئ "تحمل أفكاره معاني القوة والتأسيسيَّة والتماسك".
• جمعية تأسيسيَّة: جمعيّة مكلَّفة "لجنة/ هيئة/ حكومة تأسيسيَّة: هيئة مكلفة بوضع الدستور أو اللوائح والقوانين الأساسية المنظِّمة للعمل". 

مؤسساتيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى مؤسَّسات: على غير قياس "العمل على إيجاد نظرة مؤسساتيَّة إسلامية". 

مُؤسِّس [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أسَّسَ.
2 - (جر) كلّ من أسهم في إنشاء شركة مساهمة، ووقّع على العقد الابتدائيّ "عضو شركة مؤسِّس". 

مُؤسَّسة [مفرد]: ج مؤسَّسات:
1 - صيغة المؤنَّث لمفعول أسَّسَ.
2 - منشأة تؤسَّس لغرض معيَّن، أو لمنفعة عامّة ولديها من الموارد ما تمارس فيه هذه المنفعة، كدار المسنِّين أو السِّجن ونحوهما "مؤسَّسة علميّة/ دستوريَّة/ خيريَّة- مؤسَّسات الجامعة: ما يتبع لها من كلّيّات ومعاهد ومكتبات ومراكز بحوث".
3 - (قص) كلّ تنظيم يرمي إلى الإنتاج أو المبادلة للحصول على الرِّبح "مؤسَّسة تجاريّة" ° مؤسَّسات مصرفيّة: بنوك.
4 - مجموعة القواعد والقوانين الموضوعة تلبية لمتطلبات المصلحة العامة كالقضاء والجيش والمجلس النيابيّ وغيرها. 

مؤسَّسِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مُؤسَّسة: "يسعى لإجراء علاقات شخصيّة ومؤسَّسيَّة مع الدول الأخرى".
2 - مصدر صناعيّ من مُؤسَّسة: كون الدولة ذات مؤسَّسات يُعتمد عليها في إصدار القرارات الحاسمة "أجرت الدولة عدة إصلاحات تجعلها أكثر ديمقراطيّة ومؤسّسيّة". 
أس س

بنى بيته على أساسه الأول، وقلعه من أسه.

ومن المجاز: مازال فلان مجنوناً على آست الدهر، وأس الدهر أي على وجهه، وفلان أساس أمره الكذب. ومن لم يؤسس ملكه بالعدل فقد هدمه.
أ س س: (الْأُسُّ) بِالضَّمِّ أَصْلُ الْبِنَاءِ، وَكَذَا (الْأَسَاسُ) وَ (الْأَسَسُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَقْصُورٌ مِنْهُ وَجَمْعُ الْأُسِّ (إِسَاسٌ) بِالْكَسْرِ وَجَمْعُ الْأَسَاسِ (أُسُسٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَجَمْعُ الْأَسَسِ (آسَاسٌ) بِالْمَدِّ وَقَدْ (أَسَّسَ) الْبِنَاءَ (تَأْسِيسًا) . 

صِيَاغَة

صِيَاغَة
الجذر: ص و غ

مثال: بدءُــوا صياغة عناصر الاتفاق
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن «الصياغة» ليست مصدرًا للفعل «صاغ».

الصواب والرتبة: -بَدَءُــوا صَوْغ عناصر الاتفاق [فصيحة]-بَدَءُــوا صياغة عناصر الاتفاق [فصيحة]
التعليق: ورد المصدر «صياغة» في بعض المعاجم القديمة كالتاج كما أوردته المعاجم الحديثة كالوسيط والأساسي والمنجد.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.