Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: إسرائيل

مَسَخَ

(مَسَخَ)
- فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «الجانُّ مَسِيخُ الجِنِّ، كَمَا مُسِخَتِ القِرَدَةُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ» الجانُّ: الحيَّاتُ الدِّقاقُ. ومَسِيخٌ: فَعيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، مِنَ المَسْخِ، وَهُوَ قَلْب الخِلْقَة مِنْ شَيْءٍ إِلَى شَيْءٍ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الضَّباب «إنَّ أمَّةً مِنَ الأُمَمِ مُسِخَت، وأخْشَى أَنْ تكونَ مِنْهَا» .

عَظُمَ

(عَظُمَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الْعَظِيمُ» * هُوَ الَّذِي جاوَزَ قدْرُه وجلَّ عَنْ حُدُود العقول، حَتَّى لَا تُتَصَوَّر الإحاطةُ بكُنْهه وحَقِيقته. والعِظَم فِي صِفاتِ الأجْسام: كِبَرُ الطُّول والعرضِ والعُمْق.
وَاللَّهُ تَعَالَى جلَّ قَدْرُه عَنْ ذَلِكَ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّث لَيْلَةً عَنْ بَنِي إسرائيلَ لَا يقُومُ فِيهَا إِلَّا إِلَى عُظْم صَلَاةٍ» عُظْمُ الشيءِ: أكْبَرُه، كَأَنَّهُ أرادَ لَا يقُوم إِلَّا إِلَى الْفَرِيضَةِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فأسْنَدُوا عُظْم ذَلِكَ إِلَى ابْنِ الدُّخْشُمِ» أَيْ مُعْظَمَه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ سِيرين «جَلسْتُ إِلَى مَجْلِس فِيهِ عُظْم مِنَ الأنْصارِ» أَيْ جَمَاعةٌ كثيرةٌ.
يُقَالُ: دخَل فِي عُظْمِ النَّاسِ: أَيْ مُعْظَمهِم.
(س) وَفِي حَدِيثِ رُقَيقَة «انظُرُوا رَجُلًا طُوَالا عُظَاماً» أَيْ عَظِيما بالِغاً. والفُعَال مِنْ أَبْنِيَةِ المُبالغة. وأبلَغُ مِنْهُ فُعَّال بِالتَّشْدِيدِ.
(س) وَفِيهِ «مَنْ تَعَظَّمَ فِي نَفْسِه لَقِي اللَّهَ تبارَك وَتَعَالَى غَضْبَانَ» التَّعَظُّم فِي النَّفس: هُوَ الكِبْر والنَّخْوة أَوِ الزَّهْوُ.
(س) وَفِيهِ «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَا يَتَعَاظَمُنِي ذَنْبٌ أَنْ أغْفِرَه» أَيْ لَا يَعْظُمُ عليَّ وَعِنْدِي.
(س) وَفِيهِ «بَيْنَا هُوَ يَلْعب مَعَ الصِّبيان وَهُوَ صغيرٌ بعَظْمِ وضّاحٍ مرَّ عَلَيْهِ يَهُوديٌّ فَقَالَ لَهُ:
لتقْتُلنّ صَنَادِيدَ هَذِهِ القَرْيَةِ» هِيَ لُعْبَة لَهُمْ كَانُوا يَطْرَحُون عَظْماً بِاللَّيْلِ يرْمُونه، فَمَنْ أصَابَه غلبَ أَصْحَابَهُ، وَكَانُوا إِذَا غَلب واحدٌ مِنَ الفَرِيقين ركِب أصحابُهُ الفَريقَ الآخَر مِنَ الموْضع الَّذِي يَجدُونه فِيهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي رَمَوْا بِهِ مِنْهُ.

لَوَطَ

(لَوَطَ)
- فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «قَالَ: إِنَّ عُمر لأَحَبّ النَّاسِ إِلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَعَزُّ الوَلَدِ أَلْوَطُ» أَيْ ألْصَق بِالْقَلْبِ. يُقَالُ: لَاطَ بِهِ يَلُوطُ ويَلِيطُ، لُوطاً ولِيطاً ولِيَاطاً، إِذَا لَصِق بِهِ:
أَيِ الولَدُ ألْصَق بالقَلْب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي البَخْتَرِيّ «مَا أزْعُم أنَّ عَلِيًّا أفضلُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَلَا عُمر، وَلَكِنْ أجِدُ لَهُ مِنَ اللَّوْطِ مَا لَا أجِدُ لأحدٍ بَعْدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» .
[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «إِنْ كُنْتَ تَلُوطُ حَوضَها» أَيْ تُطَيِّنُه وتُصْلحه. وأصْلُه مِنَ اللُّصوق.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ «ولَتقُومَنّ وَهُوَ يَلُوط حَوضَه» وَفِي رِوَايَةٍ «يَلِيطُ حَوْضه» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتادة «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِنَّمَا يَشْرَبون فِي التَّيِه مَا لَاطُوا» أَيْ لَمْ يُصِيبوا مَاءً سَيْحاً، إِنَّمَا كَانُوا يَشْربون مِمَّا يَجْمَعونه فِي الحِياض مِن الآبارِ.
وَفِي خُطْبَةِ عَلِيٍّ «ولَاطَهَا بالبِلَّة حَتَّى لَزِبَت» .
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فِي المُسْتَلَاطِ «إِنَّهُ لَا يَرِث» يَعْنِي المُلْصَق بالرجُل فِي النَّسَب.
وَحَدِيثُ عَائِشَةَ فِي نِكاح الْجَاهِلِيَّةِ «فالْتَاطَ بِهِ ودُعي ابْنَه» أَيِ ألْتَصَق بِهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ أحَبّ الدُّنْيَا الْتَاطَ مِنْهَا بِثَلَاثٍ: شُغْلٍ لَا يَنْقَضِي، وأمَلٍ لَا يُدْرَك، وحِرْصٍ لَا يَنْقطِع» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ «أَنَّهُ لَاطَ لفِلان بِأَرْبَعَةِ ألافٍ، فبَعَثه إِلَى بَدْر مكانَ نَفْسِهِ» أَيْ ألْصق بِهِ أَرْبَعَةَ ألافٍ.
[هـ] وَحَدِيثُ الْأَقْرَعِ بْنِ حابِس «أَنَّهُ قَالَ لعُيَيْنة بْنِ حِصْن: بِمَا اسْتَلَطْتُمْ دَمَ هَذَا الرَّجُل؟» أَيِ اسْتَوْجَبْتم واسْتَحْقَقْتم؛ لِأَنَّهُ لمَّا صارَ لَهُم كأنَّهُم ألْصَقوه بأنْفُسِهم.

لَوَثَ

(لَوَثَ)
(هـ) فِيهِ «فَلَمَّا انصَرف مِنَ الصَّلَاةِ لَاثَ بِهِ الناسُ» أَيِ اجْتَمعوا حَوله.
يقالُ: لَاثَ بِهِ يَلُوثُ، وأَلَاثَ بِمَعْنًى. والمَلَاث: السَّيِّد تُلاث بِهِ الأُمور: أَيْ تُقْرَن بِهِ وتُعْقَد.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرّ «كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، إذا الْتَاثَتْ راحلةُ أحدنا من بِالسَّرْوة في ضَبُعِها» أي إذا أبْطأت فِي سَيْرها نَخَسها بِالسَّرْوة، وَهِيَ نَصْلٌ صَغِيرٌ، وَهُوَ مِنَ اللُّوثَةِ : الاسْتِرخاء والبُطْء.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أنَّ رَجُلًا كَانَ بِهِ لُوثَةٌ، فَكَانَ يُغْبَنُ فِي الْبَيْعِ» أَيْ ضَعْفٌ فِي رَأْيِهِ، وتَلَجْلُجٌ فِي كَلَامِهِ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «أنَّ رجُلاً وقَف عَلَيْهِ، فلَاثَ لَوْثاً مِنْ كلامٍ فِي دَهَشٍ» أَيْ لَمْ يُبَيِّنه وَلَمْ يَشْرَحه. وَلَمْ يُصَرِّح بِهِ.
وَقِيلَ: هُوَ مِنَ اللَّوْثِ: الطَّيّ وَالْجَمْعُ. يُقَالُ: لُثْتُ العمامةَ أَلُوثُهَا لَوْثاً.
وَمِنْهُ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ «فحَلْلتُ مِنْ عِمامتِي لَوْثاً أَوْ لَوْثَيْنِ» أَيْ لَفَّةً أَوْ لَفَّتَين.
وَحَدِيثُ الأنْبِذة «والأسْقِية الَّتِي تُلَاثُ عَلَى أفْواهِها» أَيْ تُشَدُّ وتُرْبَط.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَمَدت إِلَى قَرْن مِنْ قُرونها فَلَاثَتْهُ بالدُّهْن» أَيْ أدارَتْه. وَقِيلَ: خَلَطَتْه.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جَزْء «ويْلٌ للَّوَّاثِينَ الَّذِينَ يَلُوثُونَ مِثْل البقَر، ارْفَع يَا غُلَامُ، ضَعْ يَا غُلَامُ» قَالَ الحَرْبِي: أظُنُّه الَّذِينَ يُدارُ عَلَيْهِمْ بألوانِ الطَّعَامِ، مِنَ اللَّوْثِ، وَهُوَ إِدَارَةُ العِمامة.
(س) وَفِي حَدِيثِ القَسَامة ذِكْر «اللَّوْثِ» وَهُوَ أَنْ يَشْهَد شاهِدٌ وَاحِدٌ عَلَى إقْرار المَقْتول قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ أنَّ فُلاناً قَتَلَني، أَوْ يَشْهد شاهِدانِ عَلَى عَداوةٍ بَيْنَهُمَا، أَوْ تَهْديد مِنْهُ لَهُ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، وَهُوَ مِنَ التَلَوُّثُ: التَّلُّطخ. يُقَالُ: لَاثَهُ في التراب، ولَوَّثَهُ. 

كَبْكَبَ

(كَبْكَبَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ «حَتَّى مَرَّ مُوسى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي كُبْكُبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فأعْجَبَنِي» هِيَ بالضَّم وَالْفَتْحِ: الْجَمَاعَةُ المُتَضامَّة مِنَ النَّاسِ وغَيْرهم.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ نَظر إِلَى كَبْكَبَةٍ قَدْ أقْبَلَت، فَقَالَ: مَن هَذِهِ؟ فَقَالُوا:
بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ» .

قَلَبَ

(قَلَبَ)
(هـ) فِيهِ «أَتَاكُمْ أهلُ الْيَمَنِ، هُمْ أرَقُّ قُلُوبًا وألْيَنُ أَفْئِدَةً» القُلُوب: جَمْعُ القَلْب، وَهُوَ أخَصُّ مِنَ الْفُؤَادِ فِي الِاسْتِعْمَالِ.
وَقِيلَ: هُمَا قَرِيبَانِ مِنَ السَّواء، وكَرّر ذِكرهُما لِاخْتِلَافِ لَفْظيْهما تَأْكِيدًا. وقَلْب كُلِّ شَيْءٍ:
لُبُّه وخالِصه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إنَّ لكلِّ شَيْءٍ قَلْباً، وقَلْبُ الْقُرْآنِ يَاسِينُ» .
(هـ) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «إِنَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يَأْكُلُ الجَراد وقُلُوب الشَّجَرِ» يَعْنِي الَّذِي يَنْبُت فِي وَسَطِهَا غَضّاً طَرِيّاً قَبْلَ أَنْ يَقْوَى وَيَصْلُبَ، وَاحِدُهَا: قُلْب بِالضَّمِّ، للفَرْق. وَكَذَلِكَ قُلْب النَّخْلَةِ.
(هـ) وَفِيهِ «كَانَ عَلِيٌّ قُرَشِيًّا قَلْباً» أَيْ خَالِصًا مِنْ صَمِيمِ قُريش. يُقَالُ: هُوَ عَرَبيٌّ قَلْب: أَيْ خَالِصٌ.
وَقِيلَ: أَرَادَ فَهِماً فَطِناً، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى «إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ» .
(س) وَفِي حَدِيثِ دُعَاءِ السَّفر «أَعُوذُ بِكَ مِنْ كَآبَةِ المُنْقَلَب» أَيِ الانقِلاب مِنَ السَّفَرِ، وَالْعَوْدِ إِلَى الْوَطَنِ، يَعْنِي أَنَّهُ يَعُودُ إِلَى بَيتْه فَيَرَى فِيهِ مَا يُحْزِنه. والانقِلاب: الرُّجوع مُطْلَقًا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ صَفيَّة زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ثُمَّ قُمْت لأَنْقَلِب، فَقَامَ مَعِي ليَقْلِبَني» أَيْ لِأَرْجِعَ إِلَى بَيْتِي فَقَامَ معى يصحبنى. وَمِنْهُ حَدِيثُ المنذِر بْنِ أَبِي أُسَيْد حِينَ وُلِد «فأَقْلَبُوه ، فَقَالُوا: أَقْلَبْناه يَا رَسُولَ اللَّهِ» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ، وصَوابه «قَلَبْناه» : أَيْ رَدَدْناه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لمُعَلّم الصِبْيان: اقْلِبْهم» أَيِ اصْرفْهم إِلَى مَنازلهم.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «بينْا يُكَلِّم إِنْسَانًا إِذِ انْدَفَع جَرير يُطرِيه ويُطْنب، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا جَرِيرُ؟ وعَرَف الغَضَب فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: ذَكَرْتُ أَبَا بَكْرٍ وفَضْله، فَقَالَ عُمَرُ: اقْلِب قَلَّابُ» وسَكت.
هَذَا مَثَلٌ يُضْرب لِمَنْ تَكُونُ مِنْهُ السَّقْطة فيَتداركها، بِأَنْ يَقْلِبَها عَنْ جِهَتِها ويَصْرِفها إِلَى غَيْرِ مَعْنَاهَا، يُرِيدُ: اقْلِبْ يَا قَلَّابُ، فأسْقَط حَرْفَ النِّدَاءِ، وَهُوَ غَرِيبٌ، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْذف مَعَ الْأَعْلَامِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ شُعيب وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ «لَكَ مِنْ غَنَمِي مَا جَاتَ بِهِ قالِبَ لَوْن» تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّهَا جَاءَتْ عَلَى غَيْرِ أَلْوَانِ أمُّهاتِها، كَأَنَّ لَوْنَها قَدِ انْقَلَب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ فِي صِفَةِ الطُّيُورِ «فمِنها مَغْموس فِي قالِبِ لَوْنٍ لَا يَشُوبه غَيْرُ لَوْن مَا غُمِس فِيهِ» .
[هـ] وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «لَمَّا احْتُضِر، وَكَانَ يُقَلب عَلَى فِراشِه فَقَالَ: إِنَّكُمْ لتُقَلِّبُون حُوَّلاً قُلَّبا إنْ وُقِي كَبَّةً النَّارِ » أَيْ رجُلاً عَارِفًا بِالْأُمُورِ، قَدْ ركِب الصَّعبَ والذَّلول، وقَلَبَها ظهْراً لِبَطْن، وَكَانَ مُحتالاً فِي أُمُورِهِ حَسَنَ التَّقَلُّب.وَفِي حَدِيثِ ثَوْبان «إنَّ فَاطِمَةَ حَلَّت الحَسن والحُسين بقُلْبَيْنِ مِنْ فِضَّة» القُلْب: السِوار.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ رَأَى فِي يَدِ عَائِشَةَ قُلْبَيْن» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى «وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْها، قَالَتِ: القُلْبُ والفَتَخَة» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «فانْطَلَق يَمشي مَا بِهِ قَلَبَة» أَيْ ألَمٌ وعِلَّة.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى قَلِيب بَدْر» القَلِيب: البِئر الَّتِي لَمْ تُطْوَ، ويُذَكَّر وَيُؤَنَّثُ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ.
وَفِيهِ «كَانَ نِساء بَنِي إِسْرَائِيلَ يَلْبَسْن القَوالِب» جَمْعُ قالِب، وَهُوَ نَعْلٌ مِنْ خَشب كالقَبْقاب، وتُكْسَر لامُه وتُفْتَح. وَقِيلَ: إِنَّهُ مُعَرَّبٌ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْبَس القالِبَيْن تَطاوَلُ بِهِمَا» .

قَفَرَ

(قَفَرَ)
(س) فِيهِ «مَا أَقْفَرَ بيتٌ فِيهِ خَلٌّ» أَيْ مَا خَلاَ مِنَ الْإِدَامِ وَلَا عَدِمَ أهلهُ الأُدْم.
والقَفَار: الطَّعَامُ بِلَا أُدْم. وأَقْفَرَ الرجُل: إِذَا أَكَلَ الخُبْز وحْدَه، مِنَ القَفْر والقَفار، وَهِيَ الْأَرْضُ الْخَالِيَةُ الَّتِي لَا مَاءَ بِهَا.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «القَفْر» فِي الْحَدِيثِ. وجمعُه: قِفار. وأَقْفَر فلانٌ مِنْ أَهْلِهِ إِذَا انْفَرد.
والمكانُ مِنْ سُكَّانه إِذَا خَلا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «فإنِّي لَمْ آتهِم ثلاثةَ أَيَّامٍ وأحْسِبُهم مُقْفِرين» أَيْ خالِين مِنَ الطَّعَامِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ الَّذِي أَكَلَ عِنْدَهُ: كَأَنَّكَ مُقْفِر» .
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ سُئل عمَّن يَرمِي الصَّيْدَ فيَقْتَفِر أثَره» أَيْ يَتَتَبَّعُه. يُقَالُ: اقْتَفَرْتُ الأثَرَ وتَقَفَّرْتُه إذا تَتَبَّعْتَه وقَفَوْتَه. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ يَعْمَر «ظهَر قِبَلَنا أُناسٌ يَتَقَفَّرون العِلْم» ويُروَى «يَقْتَفِرون» أَيْ يَتَطَلَّبُونَهُ.
وَحَدِيثُ ابْنِ سِيرِينَ «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا يَجدون مُحَمَّدًا مَنْعُوتًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ، وَأَنَّهُ يَخْرُج مِنْ بَعْضِ هَذِهِ القُرَى الْعَرَبِيَّةِ، فَكَانُوا يَقْتَفِرُون الأثَر» .

قَصَصَ

(قَصَصَ)
(س) فِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا «لَا تَقُصَّها إلاَّ عَلَى وادٍّ» يُقَالُ: قَصَصْت الرُّؤيا عَلَى فُلان إِذَا أخْبَرْتَه بِهَا، أَقُصُّها قَصّاً. والقَصُّ: البَيان. والقَصَصُ بِالْفَتْحِ: الِاسْمُ، وَبِالْكَسْرِ:
جَمْعُ قِصَّة. والقاصُّ: الَّذِي يَأْتِي بالقِصَّة عَلَى وجْهِها، كَأَنَّهُ يَتَتَبَّع مَعانِيَها وألْفاظَها.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَقُصُّ إلاَّ أمِيرٌ أَوْ مَأمور، أَوْ مُخْتال» أَيْ لَا يَنْبَغي ذَلِكَ إلاَّ لأِميرٍ يَعِظُ النَّاسَ ويُخْبِرُهم بِمَا مَضى ليَعْتَبِرُوا، أَوْ مَأمورٌ بِذَلِكَ، فَيَكُونُ حُكْمه حُكْم الأمِير، وَلَا يَقُصُّ تَكَسُّباً، أَوْ يَكُونُ القاصُّ مخْتالاً يَفْعَل ذَلِكَ تَكُّبراً عَلَى النَّاسِ، أَوْ مُرائِياً يُرَائي النَّاسَ بِقَوْلِهِ وَعَمَلِهِ، لَا يَكُونُ وعْظُه وَكَلَامُهُ حَقِيقَةً. وَقِيلَ: أَرَادَ الخُطْبة، لأنَّ الأمَراء كَانُوا يَلونَها فِي الْأَوَّلِ، ويَعِظُون النَّاسَ فِيهَا، ويَقُصُّون عَلَيْهِمْ أخْبار الأمَم السالِفة.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «القاصُّ يَنْتَظِرُ المَقْتَ» لٍمَا يَعْرِض فِي قِصَصِه مِنَ الزِّيَادَةِ والنُّقْصان.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَّما قَصُّوا هَلَكوا» وَفِي رِوَايَةٍ «لَّما هَلَكُوا قَصُّوا» أَيِ اتَّكلوا عَلَى القَول وَتَرَكُوا الْعَمَلَ، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ هلاكِهم، أَوْ بِالْعَكْسِ، لَّما هَلَكُوا بتركِ الْعَمَلِ أخْلَدوا إِلَى القِصَص.
(س) وَفِي حَدِيثِ المَبْعَث «أَتَانِي آتٍ فقّدَّ مِن قَصِّي إِلَى شِعْرَتي» القَصُّ والقَصَصُ: عَظْم الصَّدْر المَغْرُوزُ فِيهِ شراسيفُ الْأَضْلَاعِ فِي وسَطِه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَطَاءٍ «كَرِه أَنْ تُذْبحَ الشاةُ مِنْ قَصِّها» .
وَحَدِيثُ صَفْوَانَ بْنِ محرِز «كَانَ يَبْكي حَتَّى يُرَى أَنَّهُ قَدِ انْدَقَّ قَصَصُ زَوْرِه» .
(س) وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْجُد عَلَى قَصَاص الشَّعر» هُوَ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: مُنْتَهى شَعْر الرَّأْسِ حَيْثُ يُؤخذ بالمِقَصِّ. وَقِيلَ: هُوَ مُنْتهى مَنْبِته مِنْ مُقَدَّمِه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ سَلمان «ورأيْتُه مُقَصَّصاً» هُوَ الَّذِي لَهُ جُمَّة. وكلُّ خُصْلة مِنَ الشَّعر: قُصَّة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنَسٍ «وَأَنْتَ يَوْمَئِذٍ غُلامٌ وَلَكَ قَرْنانِ أَوْ قُصَّتَان» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «تَناول قُصَّةً مَنْ شَعر كَانَتْ فِي يَدِ حَرَسِيّ» .
(هـ) وَفِيهِ «قَصَّ اللهُ بِهَا خَطاياه» أَيْ نَقَص وأخَذَ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ تَقْصِيص القُبور» هُوَ بِناؤها بالقَصَّة، وَهِيَ الجِصُّ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «لَا تَغْتَسِلْنَ مِنَ المَحِيض حَتَّى تَرَيْن القَصَّة البَيْضاء» هُوَ أَنْ تَخْرج القُطْنةُ أَوِ الخِرقة الَّتِي تَحْتَشِي بِهَا الْحَائِضُ كَأَنَّهَا قَصَّة بَيْضاء لَا يُخَالِطها صُفْرة.
وَقِيلَ: القَصَّة شيءٌ كَالْخَيْطِ الْأَبْيَضِ يخرُج بَعْدَ انْقِطاع الدَّم كُلِّهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ زَيْنَبَ «يَا قَصّة عَلَى مَلْحُودة» شَبَّهَت أجْسامَهم بالقُبور المُتَّخذة مِنَ الْجِص، وأنفُسهم بجِيَف المَوْتَى الَّتِي تَشْتمل عَلَيْهَا القُبور.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «أَنَّهُ خَرَجَ زَمَن الرِدَّة إِلَى ذِي القَصَّة» هِيَ بِالْفَتْحِ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، كأنَّ بِهِ جِصَّاً، بَعَثَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلمة، وَلَهُ ذِكر فِي حَدِيثِ الرِدَّة.
وَفِي حَدِيثِ غَسْل دَمِ الْحَيْضِ «فتَقُصُّه بِرِيقِهَا» أَيْ تَعَضُّ موضِعه مِنَ الثَّوب بأسْنانها وريِقها لِيَذْهَبَ أَثَرُهُ، كَأَنَّهُ مِنَ القَصِّ: القَطْع، أَوْ تَتَبُّع الْأَثَرِ. يُقَالُ: قَصَّ الْأَثَرَ واقْتَصَّه إِذَا تَتَبَّعه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَجَاءَ واقتَصَّ أَثَرَ الدَّمِ» .
وَحَدِيثُ قِصَّةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ «فَقَالَتْ لأُخْته قُصِّيه» .
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِصُّ مِنْ نَفْسِهِ» يُقَالُ: أَقَصَّه الْحَاكِمُ يُقِصُّه إِذَا مَكَّنه مِنْ أَخْذِ القِصاص، وَهُوَ أَنْ يَفْعَلَ بِهِ مِثْلَ فِعْله؛ مِنْ قَتْل، أَوْ قَطْع، أَوْ ضَرْب أَوْ جَرْح. والقِصاص: الِاسْمُ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أُتيَ بشاربٍ فَقَالَ لمُطيع بْنِ الْأَسْوَدِ: اضْربه الْحَدَّ، فَرَآهُ عُمَرُ وَهُوَ يَضْرِبُهُ ضَرْبًا شَدِيدًا، فَقَالَ: قتلْتَ الرَّجُلَ، كَمْ ضَرَبْتَهُ؟ قَالَ: سِتِّينَ، فَقَالَ عُمَرُ: أُقِصَّ مِنْهُ بعشْرين» أَيِ اجْعل شِدَّةَ الضَّرْبِ الَّذِي ضربْته قِصاصا بِالْعِشْرِينَ الْبَاقِيَةِ وَعِوَضًا عَنْهَا.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ اسْماً وفِعْلاً ومَصْدَراً.

فَيَظَ

(فَيَظَ)
فِيهِ «أَنَّهُ أقْطع الزُّبير حُضْرَ فَرَسِهِ، فأجْرى الفَرَسَ حَتَّى فَاظَ ثُمَّ رَمى بسَوْطِه، فَقَالَ: أعْطوه حَيْثُ بَلغ السَّوْطُ» فَاظَ بِمَعْنَى مَاتَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتْل ابن أبي الحقيق «فَاظَ وإليه بَنِي إِسْرَائِيلَ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَطَاءٍ «أَرَأَيْتَ المريضَ إِذَا حانَ فَوْظُه» أَيْ مَوْتُه. هَكَذَا جَاءَ بِالْوَاوِ. وَالْمَعْرُوفُ بِالْيَاءِ.

غَرْغَرَ

(غَرْغَرَ)
(هـ س) فِيهِ «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَل توبة العبد مالم يُغَرْغِرُ» أَيْ مَا لَمْ تَبْلغ رُوحُه حُلْقومَه، فَيَكُونَ بِمَنْزِلَةِ الشَّيْءِ الَّذِي يَتَغَرْغَرُ بِهِ الْمَرِيضُ. والغَرْغَرَة: أَنْ يُجْعَل المشْروبُ فِي الْفَمِ ويُرَدَّد إِلَى أصْل الَحْلق وَلَا يُبْلَع.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تُحَدِّثْهم بِمَا يُغَرْغِرُهُم» أَيْ لَا تُحَدِّثْهم بِمَا لَا يَقْدِرُون عَلَى فَهْمِه، فيَبْقى فِي أنفُسِهم لَا يَدْخُلها، كَمَا يَبْقَى الْمَاءُ فِي الحَلْق عِنْدَ الغَرْغَرَة.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الزُّهْري، عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ «فجَعل عِنَبَهم الأرَاكَ، ودَجَاجَهُم الغِرْغِرَ» هَو دجَاج الحَبش. قِيلَ: لَا يُنْتَفَع بلَحْمِه لرائحِتِه .

عَوَرَ

(عَوَرَ)
فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «لَا يُؤخَذ فِي الصَّدقة هَرِمَةٌ وَلَا ذَاتُ عَوَار» العَوَار بِالْفَتْحِ: العَيْب، وَقَدْ يُضَمُّ.
(هـ) وَفِيهِ «يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَوْرَاتُنا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَر؟» العَوْرَاتُ: جمْع عَوْرَة، وهي كلُّ مَا يُسْتَحْيا مِنْهُ إِذَا ظهَر، وَهِيَ مِنَ الرَّجُل مَا بَيْن السُّرة والرُّكْبة، وَمِنَ الْمَرْأَةِ الحُرّة جميعُ جسَدِها إلاَّ الوجْه واليَدَين إِلَى الكُوعَين، وَفِي أخمَصها خِلاف، وَمِنَ الأمَة مثْلُ الرَّجُلِ، وَمَا يَبْدو مِنْهَا فِي حَالِ الخِدْمة، كالرَّأس والرَّقَبة والسَّاعِد فَلَيْسَ بعَوْرَة. وسَتْر العَوْرَة فِي الصلاةِ وغيرِ الصَّلَاةِ واجبٌ، وَفِيهِ عِنْدَ الخَلْوة خِلاف.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «المَرْأةُ عَوْرَة» جَعلَها نَفْسَها عَوْرَة، لِأَنَّهَا إِذَا ظهرَت يُسْتَحْيا مِنْهَا كَمَا يُسْتَحْيا مِنَ العَوْرَة إِذَا ظَهرَت.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «قَالَ مَسْعُودُ بْنُ هُنَيْدَة: رأيتُه وقَدْ طَلع فِي طَرِيقٍ مُعْوِرَة» أَيْ ذَاتِ عَوْرَة يُخاف فِيهَا الضَّلال والانْقِطاع. وكلُّ عَيْب وخَلَل فِي شَيْءٍ فَهُوَ عَوْرَة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «لَا تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ وَلَا تُصِيبُوا مُعْوِراً» أَعْوَرَ الفارسُ: إِذَا بَدا فِيهِ مَوْضِعُ خَلَل للضِّرب.
[هـ] وَفِيهِ «لَمَّا اعْتَرض أَبُو لَهَبٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد إظهارِه الدعوةَ قَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ: يَا أَعْوَر، مَا أنتَ وَهَذَا» لمْ يَكُنْ أَبُو لَهَبٍ أَعْوَر، وَلَكِنَّ العَرب تَقُولُ لِلَّذِي لَيْسَ لَهُ أخٌ مِنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ أَعْوَر. وَقِيلَ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ لِلرَّدِيءِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الْأُمُورِ وَالْأَخْلَاقِ:
أَعْوَر. وللمؤنَّث مِنْهُ عَوْرَاء.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «يَتَوَضَّأ أَحَدُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ الطِّيِّب وَلَا يَتَوضَّأ مِنَ العَوْرَاء يقولُها» أَيِ الكلمَة الْقَبِيحَةِ الزَّائغَة عَنِ الرُّشْد.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «فاسْتَبْدَلْتُ بَعْدَهُ وكلُّ بَدلٍ أَعْوَر» هُوَ مَثل يُضْرب للمذْموم بَعْد المحْمُود.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، وذكَر امْرَأ القَيْس فَقَالَ: «افْتَقَر عَن مَعَانٍ عُور» العُور: جَمْعُ أَعْوَر وعَوْرَاء، وأرادَ بِهِ المَعانِيَ الغامِضَة الدَّقيقة، وَهُوَ مِنْ عَوَّرْتُ الرَّكِيَّة وأَعَرْتُها وعُرْتُها إِذَا طَمَمْتَها وسَدَدْتَ أَعْيُنَها الَّتِي يَنْبُع مِنْهَا الماء. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أمَره أَنْ يُعَوِّرَ آبَار بَدْر» أَيْ يَدْفِنَها ويَطُمَّها، وَقَدْ عَارَت تِلك الرَّكِيَّةُ تَعُور.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وقصَّةِ العجْل «مِنْ حُلِيّ تَعَوَّرَه بَنُو إِسْرَائِيلَ» أَيِ اسْتَعَارُوه.
يُقَالُ: تَعَوَّرَ واسْتَعَارَ، نَحْو تعجَّب واسْتعْجَب.
(س) وَفِيهِ «يَتَعَاوَرُون عَلَى مِنْبَرِي» أَيْ يَخْتَلِفُونَ وَيَتَنَاوَبُونَ، كلمَّا مَضَى واحِدٌ خَلَفه آخَرُ. يُقَالُ: تَعَاوَرَ القومُ فُلَانًا إِذَا تَعاونُوا عَلَيْهِ بالضِّرب واحِداً بَعْدَ وَاحِد.
وَفِي حَدِيثِ صَفْوان بْنِ أُمَيَّةَ «عَارِيَّة مَضْمونة مُؤدَّاة» العَارِيَّة يَجب رَدّها إجْماعاً مَهمَا كَانَتْ عَيْنُها باقِيةً، فَإِنْ تَلِفَت وجَب ضَمانُ قيمتِها عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، وَلَا ضَمَانَ فِيهَا عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ.
والعَارِيَّة مُشَدَّدة الْيَاء، كأنَّها مَنْسوبة إِلَى العَار، لِأَنَّ طَلَبها عَارٌ وعَيْب، وتُجْمع عَلَى العَوَارِيِّ مُشَدّدًا. وأَعَارَه يُعِيرُه. واسْتَعَارَه ثَوْبَا فأَعَارَه إيِّاه. وأصلُها الْوَاوُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ.

النَّصارى

النَّصارى: هم تبع سيدنا المسيح عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام ظاهراً، الواحدُ نصراني نسبة إلى ناصرة قرية بالجليل نشأ بها عيسي عليه السلام، واليهودُ هم بنو إسرائيلُ لقبُ سيدنا إسحاق ابن سيدنا إبراهيم على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، سُموا بيهودا بنِ يعقوب بنِ إسحاق عليهما السلام. وأما سيدنا ونبينا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - فهو من أولاد سيدنا إسماعيل بنِ إبراهيم عليهم الصلاة والسلام.

الإنجيل

الإنجيل
كتاب أنزله الله - سبحانه وتعالى - على عيسى بن مريم - عليهما السلام -.
وذكر في (المواهب) : أنه أنزل باللغة السريانية، وقرئ على: سبع عشرة لغة.
وفي (البخاري)، في قصة ورقة بن نوفل، ما يدل على أنه كان بالعبرانية.
وعن وهب بن منبه: أنزل الإنجيل على عيسى - عليه السلام - لثلاث عشرة ليلة، من رمضان، على ما في (الكشاف).
وقيل: لثمان عشرة ليلة خلت منه، بعد الزبور بألف عام، ومائتي عام.
واختلف في: أنه هل نسخ حكم التوراة؟ فقيل: إن عيسى - عليه السلام - لم يكن صاحب شريعة، لما جاء لتبديل شرع موسى - عليه السلام -، بل لتكميله.
لكن في (أنوار التنزيل) : ما يدل على أن شرعه ناسخ لشرع موسى - عليه السلام -، لأنه أتى بما لم يأته موسى - عليه السلام -.
وأول الإنجيل: (باسم الأب والابن... الخ).
والذي بأيديهم: إنما هو سيرة المسيح، جمعها أربعة من أصحابه وهم:
متى.
ولوقا.
ومارقوس.
ويوحنا.
قال صاحب (تحفة الأريب، في الرد على أهل الصليب) : وهؤلاء الذين أفسدوا دين عيسى - عليه السلام - وزادوا، ونقصوا، وليسوا من الحواريين الذين أثنى الله - تعالى - عليهم في القرآن.
أما متى: فما أدرك عيسى، ولا رآه قط، إلا في العام الذي رفعه الله - تعالى - إليه، وبعد أن رفع، كتب متى الإنجيلَ بخطه، في مدينة الإسكندرية، وأخبر فيه بمولد عيسى - عليه السلام -، وسيرته، وغيره لم يذكر ما ذكره.
وأما لوقا: فلم يدرك عيسى - عليه السلام -، ولا رآه البتة، وإنما تنصر بعده على يد بولص، معرب: باولوس الــإسرائيلــي، وهو أيضا لم يدرك عيسى - عليه السلام -، بل تنصر على يد أنانيا.
وأما ماركوس: فما رأى عيسى - عليه السلام - قط، وكان تنصره بعد الرفع، وتنصر على يد بترو الحواري، وأخذ عنه الإنجيل، بمدينة رومة، وخالف أصحابه الثلاثة، في مسائل جمة.
وأما يوحنا: فهو ابن خالة عيسى - عليه السلام -، وزعم النصارى: أن عيسى - عليه السلام -، حضر عرس يوحنا، وأراه حول الماء خمرا، وهو أول معجزة ظهرت له، فلما رآه ترك زوجته، وتبع عيسى - عليه السلام - في دينه، وسياحته، وهو: الرابع ممن كتب الإنجيل، لكنه كتبه بالقلم اليوناني، في مدينة أفسوس.
وهؤلاء الأربعة: الذين جعلوا الإنجيل أربعة، وحرفوها، وبدلوها، وكذبوا فيها.
وأما الذي جاء به عيسى - عليه السلام - إلا إنجيل واحد، لا تدافع فيه، ولا اختلاف، وهؤلاء كذبوا على الله - سبحانه وتعالى -، وعلى نبيه عيسى - عليه السلام -، وما هو معلوم والنصارى على إنكاره.
فأما كذبهم: فمنه ما قال ماركوس في الفصل الأول من إنجيله: أن في كتاب إشعيا النبي عن الله - تعالى - يقول: إني بعثت ملكي أمام وجهك، يريد وجه عيسى - عليه السلام -، وهذا الكلام لا يوجد في كتاب إشعيا، وإنما هو في كتب ملخيا النبي.
ومنه ما حكى متى، في الفصل الأول، بل الثالث عشر، من إنجيله: أن عيسى - عليه السلام - قال: يكون جسدي في بطن الأرض ثلاثة أيام، وثلاث ليال بعد، موتي كما لبث يونس في بطن الحوت، وهو من صريح الكذب.
لأنه وافق أصحابه الثلاثة: أن عيسى - عليه السلام - مات في الساعة السادسة من يوم الجمعة، ودفن في أول ساعة من ليلة السبت، وقام من بين الموتى في صبيحة يوم الأحد، فبقي في بطن الأرض يوما واحدا، وليلتين.
ولا شك في كذب هؤلاء الذين كتبوا الأناجيل، في هذه المسألة، لأن عيسى - عليه السلام - لم يخبر عن نفسه، ولا أخبر الله - سبحانه وتعالى - عنه في إنجيله، بأنه يقتل، ويدفن، بل هو كما أخبر الله - سبحانه وتعالى - في كتابه العزيز أنهم: (ما قتلوه وما صلبوه، بل رفعه إليه..)، فلعنة الله على الكاذبين.
ولذلك اختلف النصارى بعده، وتفرقوا فرقا، وعقائدهم: كلها كذب، وكفر، وحماقة عظيمة.
وفي أناجيلهم من تبكيتهم: ما هو مذكور في: (تحفة الأريب).
وأيضا القواعد التي لا يرغب عنها منهم إلا القليل، وعليها إجماع جمعهم الغفير، وهي التغطيس والإيمان بالتثليث، واعتقاد التحام أقنوم الابن، في بطن مريم، والإيمان بالفطيرة، والإقرار بجميع الذنوب للقسيس، وهي خمس قواعد، بنيت النصرانية عليها كلها، كذب، وفساد، وجهل، عصمنا الله - تعالى - عنها.
وفي الإنسان الكامل، لما كان أول الإنجيل باسم الأب والابن، أخذ هذا الكلام قومه على ظاهره، فظنوا أن الأب والأم والابن عبارة عن الروح، ومريم، وعيسى، فحينئذ قالوا: ثالث ثلاثة.
ولم يعلموا: أن المراد بالأب هو: اسم الله - تعالى -.
وبالأم: كنه الذات المعبر عنها بماهية الحقائق.
وبالابن: الكتاب، وهو الوجود المطلق لأنه فرع.
ونتيجة عن ماهية الكنه، وإليه الإشارة في قوله تعالى: (وعنده أم الكتاب). انتهى.
وللأناجيل الأربعة: تفاسير، منها:
تفسير: إليا بن ملكون الجاثليق.
الإنجيل
الإنجيل ليس معناه: كتاب نزل على عيسى عليه السلام. وإنما أُطلق لفظ الإنجيل عليه لأكبر مقاصده، كما أُطلق لفظ القرآن على كتاب نزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -، والتوراة على كتاب نزل على موسى عليه السلام، لحاظاً لأكبر المقاصد. فإن القرآن ما يُقرأ كثيراً، والتوراة هي الشرائع . واسم الإنجيل يونانية ومعناه البشارة.
ولما كان عيسى عليه السلام مبشراً بملكوت الله المنتظر سُمِّي كتابُه إنجيلاً. وكان كتابٌ نزل عليه مشتملاً على هدى ونور، وجُلُّه البشاراتُ، فحين نسوا منه حظّاً، ولم يبق في أيديهم إلا كلام مخلوط مع حفظِ الله تعالى منه البشاراتِ لتكون حجةً عليهم -ولكن يهتدي به الصالحون- أطلق اسم الإنجيل على هذا الباقي، كما يليق هذا الاسم بكتابه الكامل الصحيح. وإطلاق اسم الكامل على البقية جائز، لا سيما إذا بقيت فيها جهة التسمية. فإنّ الكتاب الذي نزل عليه -عليه السلام- كان إنجيلاً لاشتماله على البشارات. فهذا اسم مشترك بين معنيين، فلا ينبغي الخلط بينهما. والمشترك يختص عند الاستعمال حسب موقع الكلام. ألا ترى اسم الفرقان يطلق على التوراة والقرآن، ولا خفى المعنى عند الاستعمال. وهكذا اسم التوراة يطلق على الكتاب الصحيح الذي نزل على موسى عليه السلام وعلى الكتاب المبدَّل الذي بقي في أيدي أهل الكتاب، وبقي فيه أكثر الشرائع.
لما كان المسيح عليه السلام خاتم أنبياء بني إسرائيل، وداعياً إلى خاتم الأنبياء مطلقاً، ومبشِّراً به وببعثته التي هي بين يدي الساعة ودينونة الله صار مبشّراً بملكوت الله من جهتين: من جهة أن بعثة نبينا هي ملكوت الله، ومن جهة أن القيامة هي ملكوت الله. ولذلك ضرب أمثالاً بعضها لبعثة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وبعضها للقيامة، كما سيتبيّن من شرح أمثال الإنجيل . وهكذا صرّح الإنجيل والقرآن. فجاء في الإنجيل:
"كانت النبوة إلى يحيى، وبعده فليس إلا بشارة ملكوت الله" .
وجاء في القرآن:
{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} .

بَلْسَمَ وبَرْسَم

بَلْسَمَ وبَرْسَم: ذكرها فوك في معجمه كما ذكر تبلسم وتبرسم. انظر mutus.
بَلْسَم: وجمعه بلاسم: نوع من الصمغ (بوشر) ومجزاعة، بلسمينة (همبرت 50) وفي معجم بوشر: بلسم زهر.
بلسم إسرائيل: بلسم يهودا (بوشر).
بلسم أبيض: دهن البلسان (بوشر).
بلسم التعقيبة: صمغ الكبيبة (بوشر).
بلسم مائع: صمغ المر (بوشر).
بلسم هندي: صمغ بيرو (بوشر).
بَلْسَميّ: نسبة إلى بلسم (بوشر).
بِلْسام (ويكتب برسام): بَكَم، خَرَس (فوك).
مُبَلْسَم ومُبَرْسَم: أبكم، أخرس (فوك).

الجُبيْلُ

الجُبيْلُ:
تصغير جبل، ذكره في كتاب البخاري، قيل: هو الجبل الذي بالسوق، وهو سلع، وقيل:
بل هو جبل سلم. وجبيل أيضا: بلد في سواحل دمشق في الإقليم الرابع، طوله ستون درجة، وعرضه أربع وثلاثون درجة، وهو بلد مشهور في شرقي بيروت على ثمانية فراسخ من بيروت من فتوح يزيد ابن أبي سفيان وبقي بأيدي المسلمين إلى أن نزل عليه صنجيل الفرنجي، لعنة الله، فحاصره وأعانه مراكب لقوم آخرين في البحر، وراسل صنجيل أهله وأعطاهم الأمان وحلف لهم فسلموا إليه، وذلك في سنة 596، فلما صاروا في قبضته قال لهم: إني قد وعدت أصحاب المراكب بعشرة آلاف دينار وأريدها منكم، وكان يأخذ منهم المصاغ كل ثلاثة مثاقيل بدينار والفضة كل سبعين درهما بدينار، فاستأصلهم بذلك ولم تزل بأيدي الأفرنج إلى أن فتحها صلاح الدين يوسف بن أيوب فيما فتحه من الساحل في سنة 583، ورتب فيها قوما من الأكراد لحفظها، فبقيت على ذلك إلى سنة 593، فباعها الأكراد الذين كانوا بها وانصرفوا عنها إلى حيث لا يعلم، فهي إلى الآن بأيدي الأفرنج ينسب إليها جماعة، منهم: أبو سعيد الجبيلي، روى عن أبي الزياد عبد الملك بن داود، روى عنه عبد الله ابن يوسف وغيره وعبيد بن حيان الجبيلي، حدث عن مالك بن أنس وعن الأوزاعي ونظرائهما، وروى عنه صفوان بن صالح والعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي وأبو زرعة الدمشقي وزيد بن القاسم السلمي الجبيلي، حدث عن آدم بن أبي إياس، حدث عنه خيثمة بن سليمان وأبو قدامة الجبيلي، حدث عن عقبة بن علقمة البيروتي ومحمد بن الحارث البيروتي، حدث عنه صفوان بن صالح، روى عنه الطبراني وأبو سليمان إسمعيل بن خضر بن حسان الجبيلي، يروي عن إسرائيل بن روح وسويد بن عبد العزيز وعمر ابن هاشم البيروتي ومحمد بن يوسف الفريابي ومحمد بن شعيب بن سابور وحمزة بن ربيعة ومحمد بن فديك ابن إسمعيل القيسراني وعبيد بن حيان ومحمد بن
المبارك الصوري، روى عنه أبو بكر عبد الله بن محمد ابن زياد النيسابوري وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وكنّاه أبا سليم وأبو الحسن بن جوصا وأبو الجهم بن طلّاب ومحمد بن جعفر بن ملّاس وأبو عليّ محمد بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي وذكوان بن إسمعيل البعلبكّي في آخرين، قال أبو سليمان بن زيد: في سنة 264 مات أبو سليمان الجبيلي. والجبيل أيضا:
ماء لبني زيد بن عبيد بن ثعلبة الحنفيّين باليمامة.
وجبيل أيضا: موضع بين المشلّل من أعمال المدينة والبحر. وجبيل أيضا: جبل أحمر عظيم، وهو من أخيلة حمى فيد، بينه وبين فيد ستة عشر ميلا، وليس بين الكوفة وفيد جبل غيره. وجبيل: جبل بين أفاعية والمسلح، يقال له جبل بان لأن نباته البان، وهو صلب أصمّ. والجبيل في تاريخ مصر، عن محمد بن القاسم قال: رأيت عبيد الله بن أنيس يدخل من الجبيل إلى الجمعة ويحمل نعليه فيصلي الجمعة وينصرف، وهذا الجبيل من نواحي حمص.

ثَمَدُ الرُّومِ

ثَمَدُ الرُّومِ:
الثمد كما ذكرنا الماء القليل: وهو موضع بين الشام والمدينة، كان في بعض الدهر قد ورد طائفة من بني إسرائيل إلى الحجاز ليلحقوا بمن فيها منهم فأتبعهم ملك الروم طائفة من جيشه، فلما وصلوا إلى ذاك الثمد ماتوا عن آخرهم، فسمي ثمد الروم إلى الآن. والثمد أيضا: موضع في بطن مليحة يقال له روضة الثمد. والثمد أيضا: ماء لبني حويرث بطن من التيم وأنشد الفرّاء:
يا عمرو أحسن بداك الله بالرّشد، ... واقرأ سلاما على الأنقاء والثّمد
وابكنّ عيشا تولّى بعد جدته، ... طابت أصائله في ذلك البلد
وأبارق الثّمدين، بالتثنية، ذكر.

الثَّعْلبيَّةُ

الثَّعْلبيَّةُ:
منسوب، بفتح أوله: من منازل طريق مكة من الكوفة بعد الشّقوق وقبل الخزيمية، وهي ثلثا الطريق، وأسفل منها ماء يقال له الضّويجعة على ميل منها مشرف، ثم تمضي فتقع في برك يقال لها برك حمد السبيل ثم تقع في رمل متّصل بالخزيمية وإنما سمّيت بثعلبة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء لما تفرّقت أزد مأرب لحق ثعلبة بهذا الموضع فأقام به فسمّي به، فلما كثر ولده وقوي أمره رجع إلى نواحي يثرب فأجلى اليهود عنها، فولده هم الأنصار كما نذكره في مأرب إن شاء الله تعالى وقال الزّجاجي: سمّيت الثعلبية بثعلبة بن دودان بن أسد ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وهو أول من حفرها ونزلها، وقال ابن الكلبي: سميت برجل من بني دودان بن أسد يقال له ثعلبة، أدركه النوم بها فسمع خرير الماء بها في نومه فانتبه وقال: أقسم بالله إنه لموضع ماء! واستنبطه وابتناه وعن إسحاق الموصلي قال: أنشدني الزبير بن مصعب بن عبد الله قال أنشدني سلمة المكفوف الأسدي لسلمة بن الحارث ابن يوسف بن الحكم بن أبي العاصي بن أمية، وكان يتبدى عندهم بالثعلبية، وكان يتعشّق مولاة بالثعلبية لها زوج يقال له منصور، فقال فيها:
سأثوي نحو الثعلبية ما ثوت ... حليلة منصور بها لا أريمها
وأرحل عنها إن رحلت، وعندنا ... أياد لها معروفة لا نديمها
وقد عرفت بالغيب أن لا أودّها، ... إذا هي لم يكرم علينا كريمها
إذا ما سماء بالدّناح تخايلت، ... فإنّي على ماء الزّبير أشيمها
يقرّ بعيني أن أراها بنعمة، ... وإن كان لا يجدي عليّ نعيمها
وينسب إلى الثعلبية عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، عداده في الكوفيين، روى عن محمد بن الحنفية ومحمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب وسعيد ابن جبير، روى عنه إسرائيل وأبو عوانة وشريك، ويقال حديثه عن ابن الحنفية صحيفة وفيه ضعف، ذكره العقيلي في كتاب الضعفاء كذلك وقال: عبد الأعلى بن عامر الثعلبي من أهل الثعلبية.

التيهُ

التيهُ:
الهاء خالصة: وهو الموضع الذي ضلّ فيه موسى ابن عمران، عليه السلام، وقومه، وهي أرض بين أيلة ومصر وبحر القلزم وجبال السراة من أرض الشام، ويقال إنها أربعون فرسخا في مثلها، وقيل اثنا عشر فرسخا في ثمانية فراسخ وإياه أراد المتنبّي بقوله:
ضربت بها التيه ضرب القما ... ر، إمّا لهذا وإما لذا
والغالب على أرض التيه الرمال، وفيها مواضع صلبة، وبها نخيل وعيون مفترشة قليلة، يتصل حدّ من حدودها بالجفار وحدّ بجبل طور سينا وحدّ بأرض بيت المقدس وما اتصل به من فلسطين وحدّ ينتهي إلى مفازة في ظهر ريف مصر إلى حد القلزم، ويقال إن بني إسرائيل دخلوا التيه وليس منهم أحد فوق الستين إلى دون العشرين سنة، فماتوا كلهم في أربعين سنة، ولم يخرج منه ممن دخله مع موسى بن عمران، عليه السلام، إلا يوشع بن نون وكالب بن يوفنّا، وإنما خرج عقبهم.

تُرْبانُ

تُرْبانُ:
بالضم ثم السكون: قرية على خمسة فراسخ من سمرقند منها أبو عليّ محمد بن يوسف بن إبراهيم التّرباني الفقيه المحدّث، يروي عن محمد بن إسحاق الصاغاني، توفي سنة 323 وتربان أيضا قال أبو زياد الكلابي: هو واد بين ذات الجيش وملل والسّيالة على المحجّة نفسها، فيه مياه كثيرة مريّة، نزلها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غزوة بدر، وبها كان منزل عروة بن أذينة الشاعر الكلابي قال كثيّر:
ألم يحزنك يوم غدت حدوج ... لعزّة، قد أجدّ بها الخروج
تضاهي النقب حين ظهرن منه، ... وخلف متون ساقيها الخليج
رأيت جمالها تعلو الثنايا، ... كأنّ ذرى هوادجها البروج
وقد مرّت على تربان، يحدي ... بها بالجزع من ملل وسيج
وقال في شرحه: تربان قرية من ملل على ليلة من المدينة قال ابن مقبل:
شقّت قسيّان وازورّت، وما علمت ... من أهل تربان من سوء ولا حسن
وتربان أيضا في قول أبي الطيب المتنبي يخاطب ناقته حيث قال:
فقلت لها: أين أرض العراق؟ ... فقالت ونحن بتربان: ها
وهبّت بحسمى هبوب الدّبو ... ر، مستقبلات مهبّ الصبا
قال شرّاح ديوان المتنبي: هو موضع من العراق، غرّهم قوله ها للإشارة وليس كذلك، فإنّ شعره يدلّ على أنه قبل حسمى من جهة مصر، وإنما أراد بقوله ها تقريبا للبعيد، وهو كما يقول من بخراسان أين مصر أي هي بعيدة، فكأن ناقته أجابته: إني بسرعتي أجعلها بمنزلة ما تشير إليه، وفي أخباره أنه رحل من ماء يقال له البقع من ديار أبي بكر فصعد في النّقب المعروف بتربان، وبه ماء يعرف
بعرندل، فسار يومه وبعض ليلته ونزل وأصبح فدخل حسمى، وحسمى فيما حكاه ابن السّكيت بين أيلة وتيه بني إسرائيل الذي يلي أيلة، وهذا قبل أرض الشام، فكيف يقال إنه قريب من العراق وبينهما مسيرة شهر وأكثر؟ وقال نصر: تربان صقع بين سماوة كلب والشام.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.