Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أبن

فهرس كتب التاريخ: (حرف الألف)

فهرس كتب التاريخ: (حرف الألف)
إتحاف الأخصا، في تاريخ القدس
....
إتحاف الورى، في تاريخ مكة
.....
اتعاظ الحنفا، في الفاطميين
....
اتعاظ المتأمل، في خطط مصر
....
الآثار الباقية، عن القرون الخالية
....
أحاسن اللطائف، في الطائف
....
الإحاطة، في تاريخ غرناطة
....
أحداث الزمان
....
أخبار الأخيار
....
أحسن السلوك
....
أخبار الدولة
....
أخبار الدول
....
أخبار الربط
....
أخبار الخلفاء
....
أخبار الزمان
....
أخبار الشعراء
....
أخبار العارفين
....
أخبار الفقهاء
....
أخبار العلماء
....
أخبار القصاص
....
أخبار القضاة
....
أخبار القرطبيين
....
أخبار قضاة مصر، وأذياله
....
أخبار قضاة بصرة
....
أخبار قضاة بغداد
....
أخبار قضاة قرطبة
....
أخبار القلاع
....
أخبار المدينة
....
أخبار مصر
....
أخبار المستفادة، في آل قتادة
....
أخبار المصنفين
....
أخبار المستفادة، في بني جرادة
....
أخبار المشتاق
....
أخبار المنجمين
....
أخبار النحاة
....
أخبار الموصل
....
أخبار الوزراء
....
أخبار اليمن
....
إرشاد الألباء
....
إرغام أولياء الشيطان
....
أزهار الروضتين
....
أزهار العروش
....
الأساس، في بني العباس
....
الاستسعاد، بمن لقي من صالحي العباد
....
الاستيعاب، في الأصحاب، وأذياله
....
أسد الغابة، في الصحابة
....
إسكندر نامه
....
أسماء الشعراء
....
أسماء الصحابة
....
أسنى المفاخر
....
أسنى المقاصد
....
الإشارات، لمعرفة الزيارات
....
الإشارة، في أخبار الشعراء
....
الإشارة، والأعلام
....
إشراق التواريخ
....
أشرف التواريخ
وترجمته.
الإصابة، في الصحابة
....
أصداف، الأوصاف
....
أصول التواريخ
....
الأعلاق الخطيرة
....
أطراف التواريخ
....
الإعلام، بإعلام بلد الله الحرام
وترجمته.
الإعلام بالحروب
....
الإعلام، بفضائل الشام
....
الإعلام، بمن ولي مصر في الإسلام
....
الإعلام بالوفيات
....
أعمار الأعيان
....
الإعلان بالتوبيخ
....
أعيان العصر
....
أعيان الفرس
....
الإفادة، في أخبار مصر
....
اقتطاف الأزاهر
....
الإلمام، في ملوك الحبشة
....
إنباء الرواة، على أبنــاء النحاة
....
إنباء الغمر، وأذياله
....
الإنباء، على الأنبياء
....
الأنباء المستطابة
....
الأنباء المبينة
....
الانتصار، لواسطة عقد الأمصار
....
الانتقاء، في أخبار الفقهاء
....
الأنس الجليل، في تاريخ القدس، والخليل
....
أنفس الأخبار
....
أنموذج الزمان
....
أنيس المسامرين
....
الأوراق، في أخبار بني العباس
....
أوسط التواريخ
....
الإيجاز، في الحجاز
....
الإيضاح، في أهل الأندلس
....
إيقاظ المتغفل
تاريخ مصر
إيقاظ الوسنان
....
الإيناس، بمناقب العباس
....

العنوة

العنوة:
فيجيء في قولنا: فتح بلد كذا عنوة، وهو ضدّ الصلح، قالوا: العنوة أخذ الشيء بالغلبة. قالوا: وقد يكون عن تسليم وطاعة مما يؤخذ منه الشيء. وأنشد الفرّاء:
فما أخذوها عنوة، من مودّة، ... ولكن بحدّ المشرفيّ استقالها
قالوا: وهذا على معنى التسليم والطاعة بلا قتال. قلت: وهذا تأويل في هذا البيت على أن العنوة بمعنى الطاعة، ويمكن أن يؤوّل تأويلا يخرجه عن أن يكون بمعنى الغصب والغلبة، فيقال إن معناه:
فما أخذوها غلبة وهناك مودّة، بل القتال أخذها عنوة، كما تقول: ما أساء إليك زيد عن محبّة، أي بغضة، كما تقول: ما صدر هذا الفعل عن قلب صاف وهناك قلب صاف أي كدر، ويكون قريبا في المعنى من قوله تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ (وَالنَّصارى) نَحْنُ أَبْنــاءُ الله وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ 5: 18. ويصلح أن يجعل قوله أخذوها دليلا على الغلبة والقهر، ولولا ذلك لقال: فما سلّموها، فإن قائلا لو قال:
أخذ الأمير حصن كذا، لسبق الوهم، وكان مفهومه أنه أخذه قهرا. ولو قال: إن أهل حصن كذا سلّموه، لكان مفهومه أنهم أذعنوا به عن إرادة واختيار، وهذا ظاهر. والإجماع أن العنوة الغلبة، ومنه العاني وهو الأسير. يقال أخذته عنوة أي قسرا وقهرا، وفتحت هذه المدينة عنوة أي بالقتال: قوتل أهلها حتى غلبوا عليها أو عجزوا عن حفظها فتركوها وجلوا من غير أن يجري بينهم وبين المسلمين فيها عقد صلح

أَبْرَقُ العَزَّاف

أَبْرَقُ العَزَّاف:
بفتح العين المهملة وتشديد الزاي وألف وفاء: هو ماء لبني أسد بن خزيمة بن مدركة، مشهور، ذكر في أخبارهم، وهو في طريق القاصد إلى المدينة من البصرة يجاء من حومانة الدّرّاج إليه، ومنه إلى بطن نخل ثم الطّرف ثم المدينة. قالوا:
وإنما سمّي العزّاف لأنهم يسمعون فيه عزيف الجنّ، قال حسّان بن ثابت:
طوى أبرق العزّاف يرعد متنه، ... حنين المتالي فوق ظهر المشايع
قال ابن كيسان: أنشدنا أبو العباس محمد بن يزيد المبرّد لرجل يهجو بني سعيد بن قتيبة الباهلي:
أبنــي سعيد! إنكم من معشر ... لا يعرفون كرامة الأضياف
قوم لباهلة بن أعصر، إن هم ... غضبوا، حسبتهم لعبد مناف
قرنوا الغداء إلى العشاء، وقرّبوا ... زادا، لعمر أبيك، ليس بكاف
وكأنني، لما حططت إليهم ... رحلي، نزلت بأبرق العزّاف
بينا كذاك أتاهم كبراؤهم، ... يلحون في التبذير والإسراف

إِبْرَمُ

إِبْرَمُ:
بكسر الهمزة وسكون الباء الموحدة وفتح الراء وميم: من أبنــية كتاب سيبويه مثل إبين. قال أبو نصر أحمد بن حاتم الجرمي: إبرم اسم بلد. وقال أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي الأشبيلي النحوي: إبرم نبت.
وقرأت في تاريخ ألّفه أبو غالب بن المهذّب المعرّي:
أن سيف الدولة بن حمدان لما عبر الفرات في سنة 333 ليملك الشام، تسامع به الولاة، فتلقّوه من الفرات، وكان فيهم أبو الفتح عثمان بن سعيد والي حلب من قبل الإخشيد، فلقيه من الفرات، فأكرمه سيف الدولة وأركبه معه وسايره، فجعل سيف الدولة كلما مرّ بقرية سأله عنها فيجيبه، حتى مر بقرية، فقال: ما اسم هذه القرية؟ فقال: إبرم. فسكت سيف الدولة، وظن أنه أراد أنه أبرمه وأضجره بكثرة السؤال، فلم يسأله سيف الدولة بعد ذلك عن شيء حتى مرّ بعدّة قرى، فقال له أبو الفتح: يا سيدي، وحقّ رأسك إن اسم تلك القرية إبرم، فاسأل من شئت عنها. فضحك سيف الدولة وأعجبته فطنته.

الأَبْلَقُ

الأَبْلَقُ:
بوزن الأحمر: حصن السّموأل بن عادياء اليهودي، وهو المعروف بالأبلق الفرد، مشرف على تيماء بين الحجاز والشام على رابية من تراب فيه آثار أبنــية من لبن لا تدلّ على ما يحكى عنها من العظمة والحصانة، وهو خراب، وإنما قيل له الأبلق لأنه كان في بنائه بياض وحمرة، وكان أول من بناه عادياء أبو السموأل اليهودي، ولذلك قال السموأل:
بنى لي عاديا حصنا حصينا، ... وماء كلّما شئت استقيت
رفيعا تزلق العقبان عنه، ... إذا ما نابني ضيم أبيت
وأوصى عاديا قدما: بأن لا ... تهدّم يا سموأل ما بنيت
وفيت بأدرع الكنديّ، إني ... إذا ما خان أقوام وفيت
وكان يقال: أوفى من السموأل، وذلك أن امرأ الفيس بن حجر الكندي مرّ بالأبلق، وهو يريد قيصر يستنجده على قتلة أبيه، وكان معه أدراع مائة، فأودعها السموأل ومضى، فبلغ خبرها ملكا من ملوك غسّان، وقيل هو الحارث بن ظالم، ويقال الحارث بن أبي شمر الغسّاني، فسار نحو الأبلق ليأخذ الأدرع، فتحصّن منه السموأل، وطلب الملك منه تلك الأدرع، فامتنع من تسليمها، فقبض على ابن له، وكان قد خرج للتصيّد، وجاء به إلى تحت الحصن، وقال: إن لم تعطني الأدرع وإلا قتلت ابنك، ففكّر السموأل وقال: ما كنت لأخفر ذمّتي، فاصنع ما شئت، فذبحه والسموأل ينظر إليه. وقيل إن الذي طالبه بالأدرع الحارث بن ظالم، وإنه لما امتنع من تسليم الأدرع إليه ضرب ابنه بسيفه ذي الحيّات فقطعه نصفين. وقيل إن ذلك الذي أراد جرير بقوله للفرزدق:
بسيف أبي رغوان، سيف مجاشع، ... ضربت، ولم تضرب بسيف ابن ظالم
ولم يدفع إليه السموأل الأدرع، وانصرف ذلك الملك عند اليأس، فضربت العرب به المثل لوفائه.
هذا قول يحيى بن سعيد الأموي عن محمد بن السائب الكلبي. قال الأعشى يذمّ رجلا من كلب:
بنو الشهر الحرام، فلست منهم، ... ولست من الكرام بني العبيد
ولا من رهط حسّان بن قرط، ... ولا من رهط حارثة بن زيد
قال: وهؤلاء كلّهم من كلب، فقال الكلبي: لا أبا لك، أنا والله أشرف من هؤلاء كلهم. فسبّه الناس كلهم بهجاء الأعشى إياه، ثم أغار الكلبي المهجوّ على قوم قد
بات فيهم الأعشى، فأسر منهم نفرا فيهم الأعشى، وهو لا يعرفه، ورحل الكلبيّ حتى نزل بشريح ابن السموأل بن عادياء اليهودي صاحب تيماء، وهو بحصنه الأبلق، فمرّ شريح بالأعشى فناداه الأعشى:
شريح! لا تتركنّي بعد ما علقت ... حبالك اليوم، بعد القدّ، أظفاري
قد جلت ما بين بانقيا إلى عدن، ... وطال في العجم تسياري وتكراري
فكان أكرمهم جدّا وأوثقهم ... عهدا، أبوك بعرف غير إنكار
كن كالسموأل، إذ طاف الهمام به ... في جحفل كهزيع الليل جرّار
بالأبلق الفرد، من تيماء، منزله ... حصن حصين وجار غير غدّار
إذ سامه خطّتي خسف، فقال له: ... قل ما تشاء، فإني سامع حار
فقال: ثكل وغدر أنت بينهما، ... فاختر فما فيهما حظّ لمختار
فشكّ غير طويل، ثم قال له: ... اقتل أسيرك إني مانع جاري
فاختار أدراعه كيلا يسبّ بها، ... ولم يكن وعده فيها بختّار
قال: فجاء شريح إلى الكلبي، فقال: هب لي هذا الأسير المضرور. فقال: هو لك، فأطلقه وقال له:
أقم عندي حتى أكرمك وأحبوك. فقال الأعشى:
من تمام صنيعتك اليّ، أن تعطيني ناقة ناجية وتخليّني الساعة. فأعطاه ناقة فركبها، ومضى من ساعته، وبلغ الكلبيّ أن الذي وهب لشريح هو الأعشى، فأرسل إلى شريح: ابعث إليّ الأسير الذي وهبت لك حتى أحبوه وأعطيه، فقال: قد مضى. فأرسل الكلبي في أثره فلم يلحقه. وقال الأعشى: وهو زعم أن سليمان ابن داود هو الذي بنى الأبلق الفرد بعد أن ذكر الملوك الذين أفناهم الدهر، فقال:
ولا عاديا لم يمنع الموت ماله، ... وورد بتيماء اليهوديّ أبلق
بناه سليمان بن داود حقبة، ... له أزج عال وطيّ موثّق
يوازي كبيدات السماء، ودونه ... بلاط، ودارأت، وكلس، وخندق
له درمك في رأسه، ومشارب، ... ومسك، وريحان، وراح تصفّق
وحور كأمثال الدّمى، ومناصف، ... وقدر، وطبّاخ، وصاع، وديسق
فذاك ولم يعجز من الموت ربّه، ... ولكن أتاه الموت لا يتأبّق
وقال السموأل يصف نفسه وحصنه:
لنا جبل يحتلّه من نجيره ... منيع، يردّ الطّرف وهو كليل
رسا أصله تحت الثّرى وسما به ... إلى النّجم فرع، لا ينال، طويل
هو الأبلق الفرد الذي سار ذكره، ... يعزّ على من رامه، ويطول

برادار

برادار
عن الفارسية برادر بمعنى الأخ، أو برادر بمعنى المثمر، أو برادر بمعنى المطلوب المعلق.
برادار
بر عن الآرامية بمعنى أبن؛ وادار عن اللغة العبرية بمعنى مجد، ووشاح.

الأَجْبَابُ

الأَجْبَابُ:
جمع جبّ، وهو البير: قيل واد، وقيل مياه بحمى ضريّة معروفة، تلي مهبّ الشمال من حمى ضربة، وقال الأصمعي: الأجباب من مياه بني ضبينة وربما قيل له الجبّ، وفيه يقول الشاعر:
أبنــي كلاب، كيف ينفى جعفر، ... وبنو ضبينة حاضر والأجباب؟

بَرَازُ الرُّوزِ

بَرَازُ الرُّوزِ:
بالزاي ثم ألف، ولام، وراء مضمومة، وواو ساكنة، وزاي: من طساسيج السواد ببغداد من الجانب الشرقي من إستان شاذقباذ، وكان للمعتضد به أبنــية جليلة.

الأَنْدُلُس

الأَنْدُلُس:
يقال بضم الدال وفتحها، وضم الدال ليس إلّا: وهي كلمة عجمية لم تستعملها العرب في القديم وإنما عرفتها العرب في الإسلام، وقد جرى على الألسن أن تلزم الألف واللام، وقد استعمل حذفهما في شعر ينسب الى بعض العرب، فقال عند ذلك:
سألت القوم عن أنس؟ فقالوا: ... بأندلس، وأندلس بعيد
وأندلس بناء مستنكر فتحت الدال أو ضمّت، وإذا حملت على قياس التصريف وأجريت مجرى غيرها من العربي فوزنها فعلُلُل أو فعلَلُل، وهما بناءان مستنكران ليس في كلامهم مثل سفرجل ولا مثل سفرجل، فإن ادّعى مدّع انها فنعلل فليس في أبنــيتهم أيضا ويخرج عن حكم التصريف لأن الهمزة إذا كانت بعدها ثلاثة أحرف من الأصل لم تكن إلا زائدة، وعند سيبويه أنها إذا كان بعدها أربعة أحرف فهي من الأصل كهمزة إصطبل وإصطخر، ولو كانت عربية لجاز أن يدّعى لها أنها أنفعل، وإن لم يكن له نظير في كلامهم فيكون من الدّلس والتدليس، وإن الهمزة والنون زائدتان، كما زيدتا في إنقحل وهو الشيخ المسنّ، ذكره سيبويه وزعم أن الهمزة والنون فيه زائدتان، وأنه لا يعرف ما في أوله زائدتان مما ليس جاريا على الفعل غيره، قال ابن حوقل التاجر الموصلي، وكان قد طوّف البلاد وكتب ما شاهده: أما الأندلس فجزيرة كبيرة فيها عامر وغامر، طولها نحو الشهر في نيف وعشرين مرحلة، تغلب عليها المياه الجارية والشجر والثمر والرخص والسعة في الأحوال، وعرض فم الخليج الخارج من البحر المحيط قدر اثني عشر ميلا بحيث يرى أهل الجانبين بعضهم بعضا ويتبينون زروعهم وبيادرهم، قال: وأرض الأندلس من على البحر تواجه من أرض المغرب تونس، والى طبرقة الى جزائر بني مزغنّاي ثم إلى نكور ثم إلى سبتة ثم إلى أزيلي ثم إلى البحر المحيط، وتتصل الأندلس في البر الأصغر من جهة جلّيقية وهي جهة الشمال ويحيط بها الخليج المذكور من بعض مغربها وجنوبها، والبحر المحيط من بعض شمالها وشرقها من حدّ الجلالقة إلى كورة شنترين ثم إلى أشبونة ثم إلى جبل الغور ثم إلى ما لديه من المدن إلى جزيرة جبل طارق المحاذي لسبتة ثم الى مالقة ثم إلى المرية فرضة بجاية ثم إلى بلاد مرسية ثم إلى طرطوشة ثم تتصل ببلاد الكفر مما يلي البحر الشرقي في ناحية أفرنجة، ومما يلي المغرب ببلاد علجسكس، وهم جيل من الأنكبردة، ثم إلى بلاد بسكونس ورومية الكبرى في وسطها ثم ببلاد الجلالقة حتى تنتهي إلى البحر المحيط، ووصفها بعض الأندلسيّين بأتمّ من هذا وأحسن، وأنا أذكر كلامه على وجهه، قال: هي جزيرة ذات ثلاثة أركان مثل شكل المثلّث قد أحاط بها البحران، المحيط والمتوسط، وهو خليج خارج من البحر المحيط قرب سلا من برّ البربر، فالركن الأول هو في هذا الموضع الذي فيه صنم قادس، وعنده مخرج البحر المتوسط الذي يمتدّ إلى الشام وذلك من قبلي الأندلس، والركن الثاني شرقي الأندلس بين مدينة أربونة ومدينة برديل، وهي اليوم بأيدي الأفرنج بإزاء جزيرتي ميورقة ومنورقة المجاورة من البحرين المحيط والمتوسط، ومدينة أربونة تقابل البحر المتوسط، ومدينة برديل تقابل البحر المحيط، والركن الثالث هو ما بين الجوف والغرب من حيّز جلّيقية حيث الجبل الموفي على البحر وفيه الصنم العالي المشبه بصنم قادس، وهو البلد الطالع على برباط، فالضّلع الأول منها أوله حيث مخرج البحر المتوسط الشامي من البحر المحيط، وهو أول الزّقاق في موضع يعرف بجزيرة طريف من برّ الأندلس يقابل قصر مصمودة بإزاء سلا في الغرب الأقصى من البرّ المتصل بإفريقية وديار مصر، وعرض الزّقاق ههنا اثنا عشر ميلا ثم تمرّ في القبلة إلى الجزيرة الخضراء من برّ الأندلس المقابلة لمدينة سبتة، وعرض الزقاق ههنا ثمانية عشر ميلا وطوله في هذه المسافة التي ما بين جزيرة طريف وقصر مصمودة إلى المسافة التي ما بين الجزيرة الخضراء وسبتة نحو العشرين ميلا، ومن ههنا يتسع البحر الشامي إلى جهة المشرق ثم يمرّ من الجزيرة الخضراء إلى مدينة مالقة إلى حصن المنكب إلى مدينة المريّة إلى قرطاجنّة الخلفاء حتى تنتهي إلى جبل قاعون الموفي على مدينة دانية ثم ينعطف من دانية إلى شرقي الأندلس إلى حصن قليرة إلى بلنسية، ويمتدّ كذلك شرقا إلى طركونة إلى برشلونة إلى أربونة إلى البحر الرومي، وهو الشامي وهو المتوسط، والضلع الثاني مبدؤه كما تقدم من جزيرة طريف آخذا إلى الغرب في الحوز المتّسع الداخل في البحر المحيط فيمرّ من جزيرة طريف إلى طرف الأغرّ إلى جزيرة قادس، وههنا أحد أركانها، ثم يمرّ من قادس إلى برّ المائدة حيث يقع نهر إشبيلية في البحر ثم إلى جزيرة شلطيش إلى وادي يانه إلى طبيرة ثم إلى شنترة إلى شلب، وهنا عطف إلى أشبونة وشنترين، وترجع إلى طرف العرف مقابل شلب، وقد يقطع البحر من شلب إلى طرف العرف مسيرة خمسين ميلا، وتكون أشبونة وشنترة وشنترين على اليمين من حوز وطرف العرف، وهو جبل منيف داخل في البحر نحو أربعين ميلا وعليه كنيسة الغراب المشهورة، ثم يدور من طرف العرف مع البحر المحيط فيمرّ على حوز الريحانة وحوز المدرة وسائر تلك البلاد مائلا إلى الجوف، وفي هذا الحيز هو الركن الثاني، والضلع الثالث ينعطف في هذه الجهات من الجنوب إلى الشرق فيمرّ على بلاد جليقية وغيرها حتى ينتهي إلى مدينة برديل على البحر المحيط المقابلة لأربونة على البحر المتوسط، وهنا هو الركن الثالث، وبين أربونة وبرديل الجبل الذي فيه هيكل الزّهرة الحاجز بين الأندلس وبين بلاد أفرنجة العظمى، ومسافته من البحر نحو يومين للقاصد، ولولا هذا الجبل لالتقى البحران ولكانت الأندلس جزيرة منقطعة عن البرّ فاعرف ذلك، فإنّ بعض من لا علم له يعتقد أن الأندلس يحيط بها البحر في جميع أقطارها لكونها تسمّى جزيرة، وليس الأمر كذلك وإنما سميت جزيرة بالغلبة كما سميت جزيرة العرب وجزيرة أقور وغير ذلك، وتكون مسيرة دورها أكثر من ثلاثة أشهر ليس فيه ما يتصل بالبر إلا مقدار يومين كما ذكرنا، وفي هذا الجبل المدخل المعروف بالأبواب الذي يدخل منه من بلاد الأفرنج إلى الأندلس وكان لا يرام، ولا يمكن أحدا أن يدخل منه لصعوبة مسلكه، فذكر بطليموس أن قلوبطرة، وهي امرأة كانت آخر ملوك اليونان، أول من فتح هذه الطريق وسهّلها بالحديد والخلّ، قلت: ولولا خوف الإضجار والإملال لبسطت القول في هذه الجزيرة، فوصفها كثير وفضائلها جمّة وفي أهلها أئمة وعلماء وزهّاد، ولهم خصائص كثيرة ومحاسن لا تحصى وإتقان لجميع ما يصنعونه مع غلبة سوء الخلق على أهلها وصعوبة الانقياد، وفيها مدن كثيرة وقرى كبار، يجيء ذكرها في أماكنها من هذا الكتاب، حسب ما يقتضيه الترتيب، إن شاء الله تعالى، وبه العون والعصمة.

والأَنْدُلُس أَيضاً:
محلّة كبيرة كانت بالفسطاط في خطّة المعافر، وقال محمد بن أسعد الجوّاني، رحمه الله، في كتاب النّقط من تصنيفه: ومسجد الأندلس هو مصلّى المعافر على الجنائز، وهو ما بين النّقعة والرباط، وكان دكّة وعليه محاريب، وقد ذكره القضاعي في كتابه، قال: وبنته مكنون علم الآمرية أمّ بنيه ستّ القصور مسجدا في سنة 526 على يد المعروف بابن أبي تراب الصّوّاف وكيلها، والرباط إلى جانب الأندلس في غربيه، بنته مكنون أيضا سنة 526 رباطا للعجائز المنقطعات الصالحات والأرامل العابدات، وأجرت لهن رزقا، وفي سنة 594 بنى الحاجب لؤلؤ العادليّ، رحمه الله تعالى، في رحبة الأندلس بستانا وحوضا ومقعدا، وجمع بين مصلّى الأندلس والرباط بحائط بينهما جعل موضعه دار بقر للساقية التي تستقي الماء الذي يجري إلى البستان.

با أَيُّوبَ

با أَيُّوبَ:
هو تخفيف أبي أيّوب، هكذا جاء: قرية كبيرة بين قرميسين وهمذان عن يمين الطريق للقاصد من بغداد إلى همذان، منسوب فيما قيل إلى رجل من جرهم يقال له أبو أيوب، وكانت بها أبنــية نقضت، وتعرف هذه القرية بالدّكّان، وبالقرب منها بحيرة صغيرة في رأي العين، يقال إنه غرق فيها بعض الملوك فبذلت أمه لمن يخرجه الرغائب، فلما أعياها إخراجه عزمت على طمّها، فحشرت الناس وجاءوا بالتراب وألقوه فيها فلم يؤثر شيئا، فأيست من ذلك فجاءت أخيرا بحملة من التراب واحدة، فأمرت بصبها على شفير البحيرة فكانت تلّا عظيما، فهو إلى الآن باق، وأرادت أن تعرّف الناس أنها لم تعجز عن شيء ممكن، وماء هذه البحيرة يصبّ في واد وحياض تحتها.
بابانُ:
باءان، وألف، ونون، بأي بابان: محلة بأسفل مرو، ينسب إليها أبو سعيد عبدة بن عبد الرحيم ابن حبّان الباباني المروزي، سمع الكثير وسافر إلى الشام والعراق ومصر، ومات بدمشق سنة 244.

إِخْمِيم

إِخْمِيم:
بالكسر، ثم السكون، وكسر الميم، وياء ساكنة، وميم أخرى: بلد بالصعيد في الإقليم الثاني، طوله أربع وخمسون درجة، وعرضه أربع وعشرون درجة وخمسون دقيقة، وهو بلد قديم على شاطئ النيل بالصعيد، وفي غربيّه جبل صغير، من أصغى إليه بأذنه سمع خرير الماء، ولغطا شبيها
بكلام الآدميين، لا يدرى ما هو. وباخميم عجائب كثيرة قديمة، منها البرابي وغيرها. والبرابي أبنــية عجيبة فيها تماثيل وصور، واختلف في بانيها، والأكثر الأشهر أنها بنيت في أيام الملكة دلوكة، صاحبة حائط العجوز، وقد ذكرت ما بلغني من خبرها، وكيفية بنائها، والسبب فيه في البرابي من هذا الكتاب، وهو بناء مسقف بسقف واحد، وهو عظيم السعة، مفرطها، وفيه طاقات ومداخل، وفي جدرانه صور كثيرة، منها صور الآدميين، وحيوان مختلف، منه ما يعرف، ومنه ما لا يعرف، وفي تلك الصور، صورة رجل لم ير أعظم منه، ولا أبهى، ولا أنبل، وفيها كتابات كثيرة، لا يعلم أحد المراد بها، ولا يدرى ما هي، والله أعلم بها.
وينسب إليها ذو النون بن ابراهيم الإخميمي المصري الزاهد، طاف البلاد في السياحة، وحدّث عن مالك بن أنس، والليث بن سعد، وفضيل بن عياض، وعبد الله بن لهيعة، وسفيان بن عيينة، وغيرهم، روى عنه الجنيد بن محمد وغيره، وكان من موالي قريش، يكنّى أبا الفيض، قال: وكان أبوه ابراهيم نوبيّا.
وقال الدارقطني: ذو النون بن ابراهيم روى عن مالك أحاديث في أسانيدها نظر، وكان واعظا، وقيل: إن اسمه ثوبان، وذو النون لقب له، ومات بالجيزة من مصر، وحمل في مركب حتى عدي به خوفا عليه من زحمة الناس على الجسر، ودفن في مقابر المعافر، وذلك في ذي القعدة سنة 246، وله أخ اسمه ذو الكفل. وإخميم أيضا: موضع بأرض العرب، قال أبو عبد الله محمد بن المعلّى بن عبد الله الأزدي في شرحه لشعر تميم بن أبيّ بن مقبل، وذكر اسماء جاءت على وزن إفعيل، فقال: وإخميم موضع غوريّ نزله قوم من عنزة، فهم به إلى اليوم، قال شاعر منهم:
لمن طلل عاف بصحراء إخميم، ... عفا غير أوتاد وجون يحاميم

بَرَاثا

بَرَاثا:
بالثاء المثلثة، والقصر: محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محوّل، وكان لها جامع مفرد تصلي فيه الشيعة وقد خرب عن آخره، وكذلك المحلّة لم يبق لها أثر، فأما الجامع فأدركت أنا بقايا من حيطانه وقد خربت في عصرنا واستعملت في الــأبنــية، وفي سنة 329 فرغ من جامع براثا وأقيمت فيه الخطبة، وكان قبل مسجدا يجتمع فيه قوم من الشيعة يسبون الصحابة فكبسه الراضي
بالله وأخذ من وجده فيه وحبسهم وهدمه حتى سوّى به الأرض، وأنهى الشيعة خبره إلى بجكم الماكاني أمير الأمراء ببغداد فأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وإحكامه، وكتب في صدره اسم الراضي، ولم تزل الصلاة تقام فيه إلى بعد الخمسين وأربعمائة ثم تعطلت إلى الآن.
وكانت براثا قبل بناء بغداد قرية يزعمون أن عليّا مرّ بها لما خرج لقتال الحرورية بالنهروان وصلى في موضع من الجامع المذكور، وذكر أنه دخل حماما كان في هذه القرية، وقيل: بل الحمام التي دخلها كانت بالعتيقة محلة ببغداد خربت أيضا، وينسب إلى براثا هذه أبو شعيب البراثي العابد، كان أول من سكن براثا في كوخ يتعبد فيه، فمرت بكوخه جارية من أبنــاء الكتّاب الكبار وأبنــاء الدنيا كانت ربّيت في القصور فنظرت إلى أبي شعيب فاستحسنت حاله وما كان عليه فصارت كالأسير له، فجاءت إلى أبي شعيب وقالت: أريد أن أكون لك خادمة، فقال لها: إن أردت ذلك فتعرّي من هيئتك وتجرّدي عما أنت فيه حتى تصلحي لما أردت، فتجردت عن كل ما تملكه ولبست لبسة النّسّاك وحضرته فتزوجها، فلما دخلت الكوخ رأت قطعة خصاف كانت في مجلس أبي شعيب تقيه من النّدى، فقالت: ما أنا بمقيمة عندك حتى تخرج ما تحتك، لأني سمعتك تقول: إن الأرض تقول يا ابن آدم تجعل بيني وبينك حجابا وأنت غدا في بطني، فرماها أبو شعيب، ومكثت عنده سنين يتعبدان أحسن عبادة، وتوفيا على ذلك، وأبو عبد الله بن أبي جعفر البراثي الزاهد أستاذ أبي جعفر الكريني الصوفي، وله خبر مع زوجته يشبه الذي قبله، وهو ما قال حليم بن جعفر:
كنا نأتي أبا عبد الله بن أبي جعفر الزاهد، وكان يسكن براثا، وكان له امرأة متعبدة يقال لها جوهرة، وكان أبو عبد الله يجلس على جلّة خوص بحرانية وجوهرة جالسة حذاءه على جلة أخرى مستقبلي القبلة في بيت واحد، قال: فأتيناه يوما وهو جالس على الأرض وليست الجلة تحته، فقلنا: يا أبا عبد الله ما فعلت الجلّة التي كنت تجلس عليها؟ فقال: إن جوهرة أيقظتني البارحة فقالت: أليس يقال في الحديث إن الأرض تقول يا ابن آدم تجعل بيني وبينك سترا وأنت غدا في بطني؟ قال قلت: نعم، قالت: فأخرج هذه الجلال لا حاجة لنا فيها، فقمت والله وأخرجتها.
قلت: وقد ذكر الرجلين والقصتين الحافظ أبو بكر في تاريخه، ومحمد بن خالد بن يزيد بن غزوان أبو عبد الله البراثي والد أبي العباس، كان من أهل الدين والفضل والجلالة والنبل ذا حال من الدنيا حسنة معروفا بالبر واصطناع الخير، وكان صديقا لبشر ابن الحارث الحافي يأنس إليه في أموره ويقبل صلته، قال أبو محمد الزهري: سمعت إبراهيم الحربي يقول: والك يقع على أحد شيء من السماء، ولكن كان لبشر صديق أشار إلى أنه كان يقبل منه الصّلة ونحوها، روى الحديث عن هاشم بن بشير، روى عنه ابنه أبو العباس، وابنه أحمد بن محمد بن خالد أبو العباس البراثي، سمع عليّ بن الجعد وعبد الله بن عون الخرّاز وكامل بن طلحة ويحيى الحمّاني وأحمد بن إبراهيم الموصلي وشريح بن يونس والحسن بن حماد سجّادة وأبا محمد بن خالد وإسمعيل بن عليّ الخطبي ومحمد بن عمر الجعابي وأحمد بن جعفر بن مسلم، وهو ثقة مأمون، قاله الدارقطني، وقال ابن قانع:
مات في سنة 300 وقيل سنة 302، وجعفر بن محمد ابن عبد بقية أبو عبد الله المعروف بالبراثي، مروزي الأصل، حدث عن أبي عمر حفص الرّبالي ومحمد ابن الوليد البسري وإسمعيل بن أبي الحارث وزيد
ابن إسمعيل الصائغ وإبراهيم بن صالح الأدمي وإبراهيم ابن هانئ النيسابوري، روى عنه أبو حفص بن شاهين والمعافى بن زكرياء الجريري وأحمد بن منصور النّوشري وعبد الله بن عثمان الصّفّار، وكان ثقة، مات في سلخ جمادى الآخرة سنة 325، قاله ابن قانع. وبراثا أيضا قال أبو بكر الحافظ: قرية من سواد نهر الملك، منها أحمد بن المبارك بن أحمد أبو بكر البراثي، براثا نهر الملك يعرف بأبي الرّجال، سمع بالبصرة من عليّ بن محمد بن موسى التمّار البصري، سمع منه أبو بكر الخطيب وقال: كتبت عنه في قريته وكان صالحا من أهل القرآن كثير التعبّد، ومات سنة 430.

أَرْدِسْتَانُ

أَرْدِسْتَانُ:
بالفتح ثم السكون، وكسر الدال المهملة، وسكون السين المهملة، وتاء مثناة من فوقها، وألف، ونون، قال الإصطخري: أردستان مدينة بين قاشان وأصبهان، بينها وبين أصبهان ثمانية عشر فرسخا، وهي على فرسخين من أزوارة، وهي على طرف مفازة كركسكوه، وبناؤها آزاج، ولها دور وبساتين نزهات كبار، وهي مدينة عليها سور، ولها حصن في كل محلّة، وفي وسط حصن منها بيت نار، يقال إنّ أنوشروان ولد بها، وبها أبنــية من بناء أنوشروان بن قباذ، وأهلها كلّهم أصحاب الرأي، ولهم رساتيق كثيرة كبار، وترفع منها الثياب الحسنة تحمل إلى الآفاق، وينسب إليها طائفة كثيرة من أهل العلم في كلّ فنّ، منهم القاضي أبو طاهر زيد بن عبد الوهّاب بن محمد الأردستاني الأديب الشاعر، قدم نيسابور وسمع من أصحاب الأصمّ، روى عنه عبد الغافر الفارسي، وذكره في صلة تاريخ نيسابور. وأبو جعفر محمد بن ابراهيم بن داود ابن سليمان الأردستاني الأديب، حدث عن محمد ابن عبيد النهرديري وغيره، وكتب عنه أحمد بن محمد الجرّاد بأصبهان، ومات في ذي القعدة سنة 415. وأبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بابويه الأردستاني نزيل نيسابور، توفي سنة 409.

أشْمُونِيث

أشْمُونِيث:
بكسر النون، وياء ساكنة، وثاء مثلثة:
عين في ظاهر حلب في قبلتها، تسقي بستانا يقال له الجوهري، وإن فضل منها شيء صبّ في قويق، ذكره منصور بن مسلم بن أبي الخرجين يتشوّق حلب:
أيا سائق الأظعان من أرض جوشن! ... سلمت ونلت الخصب حيث ترود
أبن لي عنها تشف ما بي من الجوى، ... فلم يشف ما بي عالج وزرود
هل العوجان الغمر صاف لوارد؟ ... وهل خضّبته بالخلوق مدود؟
وهل عين أشمونيث تجري كمقلتي ... عليها، وهل ظلّ الجنان مديد؟
إذا مرضت ودّت بأنّ ترابها ... لها، دون أكحال الأساة، برود
ومن جرّب الدنيا، على سوء فعلها، ... يعيب ذميم العيش، وهو حميد
إذا لم تجد ما تبتغيه فخض بها ... غمار السّرى، أمّ الطّلاب ولود

الأَحَصُّ

الأَحَصُّ:
بالفتح، وتشديد الصاد المهملة، يقال: رجل أحصّ، بيّن الحصص أي قليل شعر الرأس، وقد حصّت البيضة رأسي إذا أذهبت شعره، وطائر أحصّ الجناح، ورجل احصّ اللّحية، ورحم حصّاء كله بمعنى القطع، وقال أبو زيد: رجل أحصّ إذا كان نكدا مشؤوما، فكأنّ هذا الموضع، لقلة خيره، وعدم نباته، سمّي بذلك. وبنجد موضعان يقال لهما: الأحصّ وشبيث. وبالشام من نواحي حلب موضعان يقال لهما: الأحصّ وشبيث. فأمّا الذي بنجد، فكانت منازل ربيعة،
ثم منازل ابني وائل بكر وتغلب. وقال أبو المنذر هشام بن محمد في كتابه في افتراق العرب:
ودخلت قبائل ربيعة ظواهر بلاد نجد والحجاز، وأطراف تهامة، وما والاها من البلاد، وانقطعوا إليها، وانتثروا فيها، فكانوا بالذنائب، وواردات، والأحصّ، وشبيث، وبطن الجريب، والتّغلمين، وما بينها وما حولها من المنازل. وروت العلماء الأئمة، كأبي عبيدة وغيره: أن كليبا، واسمه وائل بن ربيعة بن الحارث بن مرّة بن زهير بن جشم ابن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل، قال يوما لامرأته، وهي جليلة بنت مرّة أخت جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وأمّ جساس هبلة بنت منقذ بن سلمان بن كعب بن عمرو ابن سعد بن زيد مناة بن تميم، وكانت أختها البسوس نازلة على ابن أختها جسّاس بن مرّة، قال لها: هل تعرفين في العرب من هو أعزّ مني؟ قالت: نعم، أخواي جسّاس وهمّام، وقيل: قالت نعم، أخي جسّاس وندمانه عمرو المزدلف بن أبي ربيعة الحارث بن ذهل بن شيبان. فأخذ قوسه وخرج فمرّ بفصيل لناقة البسوس فعقره، وضرب ضرع ناقتها حتى اختلط لبنها ودمها، وكانا قد قاربا حماه، فأغمضوا له على ذلك، واستغاثت البسوس، ونادت بويلها.
فقال جسّاس: كفّي، فسأعقر غدا جملا هو أعظم من عقر ناقة. فبلغ ذلك كليبا، فقال: دون عليّان خرط القتاد. فذهبت مثلا، وعليّان فحل إبل كليب. ثم أصابتهم سماء فمرّوا بنهر يقال له شبيث، فأراد جساس نزوله، فامتنع كليب قصدا للمخالفة. ثم مرّوا على الأحصّ، فأراد جساس وقومه النزول عليه، فامتنع كليب قصدا للمخالفة. ثم مرّوا ببطن الجريب، فجرى أمره على ذلك، حتى نزلوا الذنائب، وقد كلّوا وأعيوا وعطشوا، فأغضب ذلك جسّاسا، فجاء وعمرو المزدلف معه، فقال له: يا وائل، أطردت أهلنا من المياه حتى كدت تقتلهم؟ فقال كليب: ما منعناهم من ماء إلّا ونحن له شاغلون، فقال له: هذا كفعلك بناقة خالتي، فقال له: أو ذكرتها؟ أما إني لو وجدتها في غير إبل مرّة، يعني أبا جساس، لاستحللت تلك الإبل.
فعطف عليه جساس فرسه وطعنه بالرمح فأنفذه فيه.
فلما أحسّ بالموت، قال: يا عمرو اسقني ماء، يقول ذلك لعمرو المزدلف، فقال له: تجاوزت بالماء الأحصّ، وبطن شبيث. ثم كانت حرب ابني وائل، وهي حرب البسوس، أربعين سنة، وهي حروب يضرب بشدتها المثل. قالوا: والذنائب عن يسار ولجة للمصعد إلى مكة، وبه قبر كليب. وقد حكى هذه القصة بعينها النابغة الجعدي، يخاطب عقال بن خويلد، وقد أجار بني وائل ابن معن، وكانوا قتلوا رجلا من بني جعدة، فحذّرهم مثل حرب البسوس وحرب داحس والغبراء، فقال في ذلك:
فأبلغ عقالا، إنّ غاية داحس ... بكفّيك، فاستأخر لها، أو تقدّم
تجير علينا وائلا بدمائنا، ... كأنّك، عمّا ناب أشياعنا، عم
كليب لعمري كان أكثر ناصرا، ... وأيسر جرما منك، ضرّج بالدم
رمى ضرع ناب، فاستمرّ بطعنة ... كحاشية البرد اليماني المسهّم
وقال لجسّاس: أغثني بشربة، ... تفضّل بها، طولا عليّ، وأنعم
فقال: تجاوزت الأحصّ وماءه، ... وبطن شبيث، وهو ذو مترسّم
فهذا كما تراه، ليس في الشعر والخبر ما يدلّ على أنها بالشام. وأما الأحصّ وشبيث بنواحي حلب، وقد تحقق أمرهما، فلا ريب فيهما، أما الأحصّ فكورة كبيرة مشهورة، ذات قرّى ومزارع، بين القبلة وبين الشمال من مدينة حلب، قصبتها خناصرة، مدينة كان ينزلها عمر بن عبد العزيز، وهي صغيرة، وقد خربت الآن إلّا اليسير منها. وأما شبيث، فجبل في هذه الكورة أسود، في رأسه فضاء، فيه أربع قرى، وقد خربت جميعها. ومن هذا الجبل يقطع أهل حلب وجميع نواحيها حجارة رحيّهم، وهي سود خشنة، وإياها عنى عدي بن الرقاع بقوله:
وإذا الربيع تتابعت أنواؤه، ... فسقى خناصرة الأحصّ وزادها
فأضاف خناصرة الى هذا الموضع، وإياها عنى جرير أيضا بقوله:
عادت همومي بالأحصّ وسادي، ... هيهات من بلد الأحصّ بلادي
لي خمس عشرة من جمادى ليلة، ... ما أستطيع على الفراش رقادي
ونعود سيّدنا وسيّد غيرنا، ... ليت التّشكي كان بالعوّاد
وأنشد الأصمعي، في كتاب جزيرة العرب، لرجل من طيّء، يقال له الخليل بن قردة، وكان له ابن واسمه زافر، وكان قد مات بالشام في مدينة دمشق، فقال:
ولا آب ركب من دمشق وأهله ... ولا حمص، إذ لم يأت، في الركب، زافر
ولا من شبيث والأحصّ ومنتهى ال ... مطايا بقنسّرين، أو بخناصر
وإياه عنى ابن أبي حصينة المعرّي بقوله:
لجّ برق الأحصّ في لمعانه، ... فتذكّرت من وراء رعانه
فسقى الغيث حيث ينقطع الأو ... عس من رنده ومنبت بانه
أو ترى النّور مثل ما نشر البر ... د، حوالي هضابه وقنانه
تجلب الريح منه أذكى من المس ... ك، إذا مرّت الصّبا بمكانه
وهذا، كما تراه، ليس فيه ما يدل على أنه إلا بالشام. فإن كان قد اتفق ترادف هذين الاسمين بمكانين بالشام، ومكانين بنجد، من غير قصد، فهو عجب. وإن كان جرى الأمر فيهما، كما جرى لأهل نجران ودومة، في بعض الروايات، حيث أخرج عمر أهلهما منهما، فقدموا العراق، وبنوا لهم بها أبنــية، وسموها باسم ما أخرجوا منه، فجائز أن تكون ربيعة فارقت منازلها، وقدمت الشام، فأقاموا بها، وسموا هذه بتلك، والله أعلم. وينسب إلى أحصّ حلب، شاعر يعرف بالناشي الأحصّي، كان في أيام سيف الدولة أبي الحسن علي بن حمدان، له خبر ظريف، أنا مورده ههنا، وإن لم أكن على ثقة منه، وهو
أن هذا الشاعر الأحصّي دخل على سيف الدولة، فأنشده قصيدة له فيه، فاعتذر سيف الدولة بضيق اليد يومئذ، وقال له: أعذر فما يتأخر عنا حمل المال إلينا، فإذا بلغك ذلك فأتنا لنضاعف جائزتك، ونحسن إليك. فخرج من عنده فوجد على باب سيف الدولة كلابا تذبح لها السّخال وتطعم لحومها، فعاد إلى سيف الدولة فأنشده هذه الأبيات:
رأيت بباب داركم كلابا، ... تغذّيها وتطعمها السّخالا
فما في الأرض أدبر من أديب، ... يكون الكلب أحسن منه حالا
ثم اتفق أن حمل إلى سيف الدولة أموال من بعض الجهات على بغال، فضاع منها بغل بما عليه، وهو عشرة آلاف دينار، وجاء هذا البغل حتى وقف على باب الناشي الشاعر بالأحصّ، فسمع حسّه، فظنّه لصّا، فخرج إليه بالسلاح، فوجده بغلا موقرا بالمال، فأخذ ما عليه من المال وأطلقه. ثم دخل حلب ودخل على سيف الدولة وأنشده قصيدة له يقول فيها:
ومن ظنّ أن الرّزق يأتي بحيلة، ... فقد كذّبته نفسه، وهو آثم
يفوت الغنى من لا ينام عن السّرى، ... وآخر يأتي رزقه وهو نائم
فقال له سيف الدولة: بحياتي! وصل إليك المال الذي كان على البغل؟ فقال: نعم. فقال: خذه بجائزتك مباركا لك فيه. فقيل لسيف الدولة: كيف عرفت ذلك؟ قال عرفته من قوله:
وآخر يأتي رزقه وهو نائم
بعد قوله:
يكون الكلب أحسن منه حالا

يس

[يس] "إل ياسين"، إلياس أو إدريس.
يس: يس: اسم السوقة 36 من القرآن الكريم، ومن أسماء الرسول (صلى الله عليه وسلم) (لين طبائع مصر 173:2، وابن بطوطة 328:3).
يس
يس [مفرد]: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 36 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثلاثٌ وثمانون آية " {يس. وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ} ". 
(يس) : قال ابن مردويه حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا سمويه حدثنا نعيم بن حماد حدثنا الفضل بن موسى عن حسين بن واقد) وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثناوقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة، حدثنا صفوان حدثنا أبو الوليد أخبرني سعيد بن بشير عن جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير قال: يس يا رجل بلغة الحبشة.
ي س : يُقَالُ قَرَأْتُ يس وَتُعْرِبُهُ إعْرَابَ مَا لَا يَنْصَرِف إنْ جَعَلْتَهُ اسْمًا لِلسُّورَةِ لِأَنَّ وَزْنَ فَاعِيلٍ لَيْسَ مِنْ أَبْنِــيَةِ الْعَرَبِ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ هَابِيلَ وَقَابِيلَ وَيَجُوزُ أَنْ يَمْتَنِعَ لِلتَّأْنِيثِ وَالْعَلَمِيَّةِ وَجَازَ أَنْ يَكُونَ مَبْنِيًّا عَلَى الْفَتْحِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَاخْتِيرَ الْفَتْحُ لِخِفَّتِهِ كَمَا فِي أَيْنَ وَكَيْفَ وَتَبْنِيهِ عَلَى الْوَقْفِ إنْ أَرَدْتَ الْحِكَايَةَ وَمِثْلُهُ فِي التَّقْدِيرَاتِ حم وطس. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.