ومأ: ومَأَ إليه يَمَأُ وَمْأً: أَشارَ مِثل أَوْمَأَ. أَنشد القَنانيُّ:
فقُلْت السَّلامُ، فاتَّقَتْ مِنْ أَمِيرها، * فَما كان إِلاّ وَمْؤُها بالحَواجِبِ
وَأَوْمَأَ كَوَمَأَ، ولا تقل أَوْمَيْتُ. الليث: الإِيماءُ أَن تُومئَ برَأْسِكَ أَوْ بيَدِك كما يُومِئُ الـمَرِيضُ برأْسه للرُّكُوعِ والسُّجُودِ، وقد تَقُولُ العرب: أَوْمَأَ برأْسِه أَي قال لا. قال ذوالرمة:
قِياماً تَذُبُّ البَقَّ، عن نُخَراتِها، * بِنَهْزٍ، كإِيماءِ الرُّؤُوسِ الـمَوانِع
وقوله، أَنشده الأخفش في كِتابه الـمَوْسُوم بالقوافي:
إِذا قَلَّ مالُ الـمَرْءِ قَلَّ صَديقُه، * وأَوْمَتْ إِليه بالعُيُوبِ الأَصابِعُ
إِنما أَراد أَوْمَأَتْ، فاحْتاجَ، فخَفَّف تَخْفِيف إِبْدالٍ، ولم يَجْعَلْها بَيْنَ بَيْنَ، إِذْ لَوْ فَعَل ذلك لانكسر البيتُ، لأَنَّ الـمُخفَّفةَ تَخْفيفاً بَيْنَ بَيْنَ في حكم الـمُحقَّقةِ.
ووقع في وامِئةٍ أي داهية وأُغْوِيَّة. قال ابن سيده: أُراه اسماً لأَني
لم أَسْمَعْ له فِعْلاً. وذهَبَ ثَوْبي فما أَدْري ما كانَتْ وامِئَتُه أَي لا أَدْري مَنْ أَخَذَه، كذا حكاه يعقوب في الجَحْدِ ولم يفسره. قال ابن سيده: وعِنْدِي أَنَّ معناه ما كانت داهِيَتُه التي ذَهَبَتْ به.
وقال أَيضاً: ما أَدْرِي مَنْ أَلْـمَأَ عليه. قال: وهذا قد يُتَكَلَّمُ به بغير حَرْف جَحْدٍ.
وفلانٌ يُوامِئُ فلاناً كيُوائِمُه، إِما لغة فيه، أَو مقلوب عنه، من
تذكرة أَبي علي. وأَنشد ابن شميل:
قد أَحْذَرُ ما أَرَى، * فأَنـَا، الغَداةَ، مُوامِئُهْ(1)
(1 قوله «قد احذر إلخ» كذا بالنسخ ولا ريب أنه مكسور ولعله: قد كنت أحذر ما أرى.)
قال النَّضْرُ: زَعم أَبو الخَطَّابِ مُوامِئُه مُعايِنُه. وقال
الفرَّاءُ(2)
(2 قوله «وقال الفراء إلخ» ليس هو من هذا الباب وقد أعاد المؤلف ذكره في المعتل.): اسْتَوْلَى على الأَمْرِ واسْتَوْمَى إِذا غَلَب عليه. ويقال: وَمَى بالشيء إِذا ذَهَب به. ويقال: ذَهَب الشيءُ فلا أَدْرِي ما كانَتْ وامِئَتُه، وما أَلْـمَأَ عليه. واللّه تعالى أَعلم.