ذكو
: (و ( {ذَكَتِ النَّارُ) } تَذْكو ( {ذُكُوّاً) كعُلُوَ؛ كَمَا فِي المُحْكَم؛ (} وذَكاً) بالقَصْرِ؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ؛ ( {وذَكاءً بالمدِّ) ، وَهَذِه (عَن الزَّمَخْشريّ) وَحْده، ودَلِيلُه الحدِيثُ فِي ذِكْرِ النارِ: قَشَبَني رِيحُها وأَحْرقَني} ذَكاؤها؛ ( {واسْتَذْكَتْ) ، عَن ابنِ سِيدَه: (اشْتَدَّ لَهَبُها) ؛ وَفِي الصِّحاحِ: اشْتَعَلَتْ؛ (وَهِي} ذَكِيَّةٌ) ، بالتَّخفيفِ على النَّسَبِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ سيدَه:
يَنْفَحْنَ مِنْهُ لَهَباً مَنْفوحَا
لُمْعاً يُرى لَا {ذَكِياً مَقْدُوحا (} وذَكَّاها) {تَذْكِيةً (} وأَذْكَاها: أَوْقَدَها) .
وَفِي المُحْكَم: أَلْقَى عَلَيْهَا مَا {تَذْكُو بِهِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ والصِّحاحِ:} ذَكَّيْتُها رَفَعْتُها.
وَفِي المِصْباحِ: أَتْمَمْتُ وَقُودَها.
( {والذُّكْوَةُ) ، بالضَّمِّ: (مَا} ذَكَّاها بِهِ) .
وَفِي التَّهذيبِ: مَا يُلْقى عَلَيْهَا مِن حَطَبٍ أَو بَعَر.
وإطْلاقُ المصنِّفِ يَقْتَضِي أَنَّه بالفتْحِ وليسَ كذلكَ.
( {كالذَّكْيَةِ) ، وَهَذِه أَيْضاً بالضمِّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: الأخيرَةُ من بابِ جَبَوتُ الخَراجَ جِبايةً.
(و) } الذُّكْوَةُ أَيْضاً: (الجَمْرةُ المُلْتَهِبَةُ {كالذَّكا) ، مَقْصوراً، عَن ابنِ دُرَيْدٍ؛ قالَ أَبو خِراشٍ:
وظَلَّ لنا يَوْمٌ كأنَّ أُوارَهُ
} ذَكا النَّارِ من نَجْمِ الفُرُوغِ طَويلُوفي المُحْكَم: {كالذَّكاةِ.
(} والذَّكاءُ) ، كسَحابٍ: (سُرْعَةُ الفِطْنَةِ) .
وَفِي الصِّحاحِ: حِدَّةُ الفُؤادِ؛ زادَ غيرُهُ: بسُرْعَةِ إدْراكِهِ وفِطْنَتِه.
وَفِي المِصْباحِ: سُرْعَةُ الفَهْم.
وقالَ الرَّاغبُ: عبرَ عَن سُرْعَةِ الإدْراكِ وحِدَّةِ الفَهْم {بالذَّكاءِ، وذلكَ كقَوْلِهم: فلانٌ شعْلَةُ نارٍ.
وَقَالَ الْعَضُد:} الذَّكاءُ سُرْعَةُ اقْتِراحِ النَّتائجِ؛ وقالَ الشاعِرُ:
لَو لم يحل مَاء النَّدَى
فِيهِ لاحْرَقَه {ذَكاؤُه وَقد (} ذَكِيَ، كرَضِيَ وسَعَى وكَرُمَ) ؛ الثلاثَةُ عَن ابنِ سِيدَه، واقْتَصَر الجَوهرِيُّ كغيرِهِ على الأوَّل؛ {يَذْكَى} ويَذْكُو {ذَكاءً (فَهُوَ} ذَكِيٌّ) على فَعِيلٍ، وَقد يُسْتَعْملُ فِي البَعِيرِ، والجَمْعُ {الأذْكياءُ.
(و) } الذَّكاءُ: (السِّنُّ من العُمُرِ) ؛ وَمِنْه قوْلُ العجَّاج: فُرِرْتُ عَن {ذَكاءٍ.
وبَلَغَتِ الدابَّةُ الذَّكاءَ: أَي السِّنَّ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ المبرِّدُ فِي الكامِلِ:} الذَّكاءُ تمامُ السِّنِّ.
وَقَالَ الأزهرِيُّ: أَصْلُ الذَّكاءِ فِي اللّغَةِ كُلِّها تَمامُ الشيءِ، فَمِنْهُ الذَّكاءُ فِي السِّنِّ والفَهْمِ، وَهُوَ تَمامُ السِّنِّ.
وقالَ الخَليلُ: الذَّكاءُ فِي السِّنِّ أنْ يأْتي على قُرُوحِه سَنَةٌ وذلِكَ تمامُ اسْتِتْمامِ القُوَّة؛ قالَ زهيرٌ:
نُفَضّلُه إِذا اجْتَهَدُوا عليْهِ
تمامُ السِّنِّ مِنْهُ {والذَّكاءُ (و) } ذُكاءُ، (بالضَّمِّ غَيْرَ مَصْروفةٍ: الشَّمسُ) مَعْرفَة لَا تَدخُلُها الأَلِفُ واللامُ؛ تقولُ: هَذِه {ذُكاءُ طالِعةً مُشْتَقَّة من} ذَكَتِ النارُ! تَذْكُو؛ قالَ ثعلبَة بنُ صُعَير يَصِفُ ظلِيماً: فتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثِيداً بَعْدَما
أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها فِي كافِرِ (وابنُ {ذُكاءَ، بالمدِّ) أَي مَعَ الضمِّ: (الصُّبْحُ) .
قالَ الراغبُ: وذلكَ أنَّه تارَةً يُتَصورُ الصّبْح ابْناً للشمسِ، وتارَةً حاجِباً لَهَا فقيلَ حاجبُ الشمسِ.
وَفِي الصِّحاحِ والتَّهْذيبِ: يقالُ للصُّبْحِ ابنُ ذُكاءَ لأنَّه مِن ضَوْئِها؛ قالَ حُمَيْد:
فَوَرَدَتْ قبل انْبِلاجِ الفَجْرِ
وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ فِي كَفْرِ (والتَّذْكِيَةُ: الذَّبْحُ) .
قالَ الراغبُ: حقيقَةُ} التَّذْكِيَةِ إخْراجُ الحرارَةِ الغَرِيزِيَّةِ لكنْ خُصّ فِي الشَّرْعِ بإِبْطالِ الحياةِ على وَجْهٍ دُونَ وَجْه، ويدلُّ على هَذَا الاشْتِقاقِ قَوْلهم فِي المَيِّتِ خامِدٌ وهامِدٌ، وَفِي النارِ الهامِدَةِ مَيِّتَةٌ.
( {كالذَّكا} والذَّكاةِ) ؛ ويقالُ: هُما اسْمانِ، والعَرَبُ تقولُ: ذَكاةُ الجَنِينِ ذَكاةُ أُمِّه أَي إِذا ذُبِحَتْ ذُبِحَ.
وَفِي المِصْباح: أَي {ذَكاةُ الجَنِينِ هِيَ ذَكاةُ أُمِّه، فحذِفَ المُبْتدأُالثاني إيجازاً لفَهْم المعْنى.
وقالَ المطرزي: النَّصْبُ فِي قوْلِه: ذَكاةَ أُمِّه خَطَأ.
وَفِي التَّهذِيبِ: ومعْنَى} التَّذْكِيَة أَن يُدْرِكَها وفيهَا بَقِيَّةٌ نَشْخُبُ مَعهَا الأوْداجُ، وتَضْطَربُ اضْطَرابَ المَذْبوحِ الَّذِي أُدْرِكَ {ذَكاتُه؛ قالَ: وأَهْلُ العِلْم يَقُولُونَ: إنْ أَخْرَجَ السبُعُ الحِشْوَةَ أَو قَطَع الجَوْفَ فخَرَجَتْ فَلَا} ذَكاةَ لذلكَ، وتأْويلُه أَن يصيرَ فِي حالةِ مَا لَا يُؤَثِّرُ فِي حياتِهِ الذَّبْحُ.
(وكغَنِيَ: الذَّبيحُ) . يقالُ: جَدْيٌ! ذَكِيٌّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وإنّما أثبت هَذِه الكَلِماتِ فِي الواوِ وإنْ كانَ لَفْظُها الْيَاء لأنَّا وَجَدْنا ذكو على مَا انْتَظَمه هَذَا الْبَاب، وأمَّا ذكي فَعدم، وَقد ذَكَرْتُ أنَّ {الذَّكِيَّةَ نادِرٌ.
(و) يقالُ: (} ذَكَّى) الرَّجُلُ ( {تَذْكِيَةً) ، أَي (أَسَنَّ وبَدُنَ) ، فَهُوَ} مُذَكّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: {والمُذَكِّي أَيْضاً: المُسِنُّ مِن كلِّ شيءٍ، وخَصَّ بعضُهم ذَات الحافِرِ، وقيلَ: هُوَ أَن يُجاوِزَ القُرُوحَ بسَنَةٍ.
وقالَ الراغبُ: خُصَّ الرَّجُل} بالذَّكاءِ لكَثْرَةِ رِياضَتِه وتَجاربِه، وبحسَبِ هَذَا الاشْتِقاقِ لَا يُسَمَّى الشيخُ {مُذكّياً إلاَّ إِذا كانَ ذَا تَجارِب ورِياضاتٍ، ولمَّا كانتِ التّجاربُ والرِّياضاتُ قلَّما تُوجَدُ إلاَّ فِي الشّيوخِ لطُولِ عمرِهم اسْتُعْمل الذَّكاءُ فيهم.
(} والمَذاكِي من الخَيْلِ) : العتاقُ المَسانُّ (الَّتِي أَتى عَلَيْهَا بعدَ قُروحِها سَنَةٌ أَو سَنَتانِ) ، الواحِدُ {مُذَكِّي، مثْلُ المُخْلِفِ من الإِبِلِ.
وَمِنْه المَثَلُ: جَرْيُ} المُذَكِّياتِ غِلابٌ؛ ويُرْوَى: جَرْيُ {المَذاكِي؛
وقيلَ:} المُذَكِّي مِن الخَيْلِ الَّذِي يَذْهَب حُضْرُه ويَنْقَطِعُ.
(ومِسْكٌ {ذَكِيٌّ} وذاكٍ {وذَكِيَّةٌ: ساطِعٌ رِيحُه) ؛ وأَصْلُ الذَّكاءِ فِي الرِّيحِ شِدَّتُها مِن طيبٍ أَو نَتَنٍ.
قالَ ابنُ الأنْبارِي: والمِسْكُ والعَنْبر يُذَكَّران ويُؤَنَّثان؛ قالَهُ أَبو هفان.
(وسحابَةٌ} مُذْكِيَةٌ، كمُحْسِنَةٍ) ؛ وَفِي التكمِلَةِ بالتَّشْدِيدِ لمُحَدِّثَةٍ؛ (مَطَرَتْ مَرَّةً بعد مرَّةٍ) أُخْرَى.
( {والذَّكاوِينُ: صِغارُ السَّرْجِ، جَمْعُ} ذَكْوانةٍ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
(وابنُ {ذَكْوانَ) : المُقْرِىءُ (رَاوِي ابنِ عامِرٍ) ، مَشْهورٌ.
(} وذَكْوَةُ: مَأْسَدَةٌ) فِي بلادِ قَيْس.
وَفِي المُحْكَم: قَرْيةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
! أَذْكَيْتُ الحَرْبَ: أَوْقَدْتُها.
وقولُه تَعَالَى: {إلاَّ مَا {ذَكَّيْتُم} ، مَعْناه مَا أَدْرَكْتُم} ذَكاتَه.
{وذَكْوانُ: اسمُ قَبِيلَةٍ من سُلَيْم.
وأيْضاً: جَدُّ أَبي بكرٍ محمدِ بنِ أَحْمدَ بنِ عبدِ الرحمانِ} الذَّكْوانيّ الأَصْبهانيّ عَن أَبي بكْرٍ أَحْمَدَ بنِ موسَى التَّمِيميّ؛ وأَيْضاً جَدُّ أَبي جَعْفرٍ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْن بنِ حَفْص الذَّكْوانيّ الهَمْدانيّ ثِقَة رَوَى عَن جَدِّه؛ وَابْن عَمِّه أَبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ الحَسَنِ بنِ حَفْص، محدِّثُونَ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: الذَّكْوانُ شَجَرٌ، الواحِدَةُ {ذَكْوانَةٌ.
} واسْتَذْكَى الفَحْلُ على الأُتُن: اشْتَدَّ عَلَيْهَا.
: (و ( {ذَكَتِ النَّارُ) } تَذْكو ( {ذُكُوّاً) كعُلُوَ؛ كَمَا فِي المُحْكَم؛ (} وذَكاً) بالقَصْرِ؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ؛ ( {وذَكاءً بالمدِّ) ، وَهَذِه (عَن الزَّمَخْشريّ) وَحْده، ودَلِيلُه الحدِيثُ فِي ذِكْرِ النارِ: قَشَبَني رِيحُها وأَحْرقَني} ذَكاؤها؛ ( {واسْتَذْكَتْ) ، عَن ابنِ سِيدَه: (اشْتَدَّ لَهَبُها) ؛ وَفِي الصِّحاحِ: اشْتَعَلَتْ؛ (وَهِي} ذَكِيَّةٌ) ، بالتَّخفيفِ على النَّسَبِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ سيدَه:
يَنْفَحْنَ مِنْهُ لَهَباً مَنْفوحَا
لُمْعاً يُرى لَا {ذَكِياً مَقْدُوحا (} وذَكَّاها) {تَذْكِيةً (} وأَذْكَاها: أَوْقَدَها) .
وَفِي المُحْكَم: أَلْقَى عَلَيْهَا مَا {تَذْكُو بِهِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ والصِّحاحِ:} ذَكَّيْتُها رَفَعْتُها.
وَفِي المِصْباحِ: أَتْمَمْتُ وَقُودَها.
( {والذُّكْوَةُ) ، بالضَّمِّ: (مَا} ذَكَّاها بِهِ) .
وَفِي التَّهذيبِ: مَا يُلْقى عَلَيْهَا مِن حَطَبٍ أَو بَعَر.
وإطْلاقُ المصنِّفِ يَقْتَضِي أَنَّه بالفتْحِ وليسَ كذلكَ.
( {كالذَّكْيَةِ) ، وَهَذِه أَيْضاً بالضمِّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: الأخيرَةُ من بابِ جَبَوتُ الخَراجَ جِبايةً.
(و) } الذُّكْوَةُ أَيْضاً: (الجَمْرةُ المُلْتَهِبَةُ {كالذَّكا) ، مَقْصوراً، عَن ابنِ دُرَيْدٍ؛ قالَ أَبو خِراشٍ:
وظَلَّ لنا يَوْمٌ كأنَّ أُوارَهُ
} ذَكا النَّارِ من نَجْمِ الفُرُوغِ طَويلُوفي المُحْكَم: {كالذَّكاةِ.
(} والذَّكاءُ) ، كسَحابٍ: (سُرْعَةُ الفِطْنَةِ) .
وَفِي الصِّحاحِ: حِدَّةُ الفُؤادِ؛ زادَ غيرُهُ: بسُرْعَةِ إدْراكِهِ وفِطْنَتِه.
وَفِي المِصْباحِ: سُرْعَةُ الفَهْم.
وقالَ الرَّاغبُ: عبرَ عَن سُرْعَةِ الإدْراكِ وحِدَّةِ الفَهْم {بالذَّكاءِ، وذلكَ كقَوْلِهم: فلانٌ شعْلَةُ نارٍ.
وَقَالَ الْعَضُد:} الذَّكاءُ سُرْعَةُ اقْتِراحِ النَّتائجِ؛ وقالَ الشاعِرُ:
لَو لم يحل مَاء النَّدَى
فِيهِ لاحْرَقَه {ذَكاؤُه وَقد (} ذَكِيَ، كرَضِيَ وسَعَى وكَرُمَ) ؛ الثلاثَةُ عَن ابنِ سِيدَه، واقْتَصَر الجَوهرِيُّ كغيرِهِ على الأوَّل؛ {يَذْكَى} ويَذْكُو {ذَكاءً (فَهُوَ} ذَكِيٌّ) على فَعِيلٍ، وَقد يُسْتَعْملُ فِي البَعِيرِ، والجَمْعُ {الأذْكياءُ.
(و) } الذَّكاءُ: (السِّنُّ من العُمُرِ) ؛ وَمِنْه قوْلُ العجَّاج: فُرِرْتُ عَن {ذَكاءٍ.
وبَلَغَتِ الدابَّةُ الذَّكاءَ: أَي السِّنَّ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ المبرِّدُ فِي الكامِلِ:} الذَّكاءُ تمامُ السِّنِّ.
وَقَالَ الأزهرِيُّ: أَصْلُ الذَّكاءِ فِي اللّغَةِ كُلِّها تَمامُ الشيءِ، فَمِنْهُ الذَّكاءُ فِي السِّنِّ والفَهْمِ، وَهُوَ تَمامُ السِّنِّ.
وقالَ الخَليلُ: الذَّكاءُ فِي السِّنِّ أنْ يأْتي على قُرُوحِه سَنَةٌ وذلِكَ تمامُ اسْتِتْمامِ القُوَّة؛ قالَ زهيرٌ:
نُفَضّلُه إِذا اجْتَهَدُوا عليْهِ
تمامُ السِّنِّ مِنْهُ {والذَّكاءُ (و) } ذُكاءُ، (بالضَّمِّ غَيْرَ مَصْروفةٍ: الشَّمسُ) مَعْرفَة لَا تَدخُلُها الأَلِفُ واللامُ؛ تقولُ: هَذِه {ذُكاءُ طالِعةً مُشْتَقَّة من} ذَكَتِ النارُ! تَذْكُو؛ قالَ ثعلبَة بنُ صُعَير يَصِفُ ظلِيماً: فتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثِيداً بَعْدَما
أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها فِي كافِرِ (وابنُ {ذُكاءَ، بالمدِّ) أَي مَعَ الضمِّ: (الصُّبْحُ) .
قالَ الراغبُ: وذلكَ أنَّه تارَةً يُتَصورُ الصّبْح ابْناً للشمسِ، وتارَةً حاجِباً لَهَا فقيلَ حاجبُ الشمسِ.
وَفِي الصِّحاحِ والتَّهْذيبِ: يقالُ للصُّبْحِ ابنُ ذُكاءَ لأنَّه مِن ضَوْئِها؛ قالَ حُمَيْد:
فَوَرَدَتْ قبل انْبِلاجِ الفَجْرِ
وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ فِي كَفْرِ (والتَّذْكِيَةُ: الذَّبْحُ) .
قالَ الراغبُ: حقيقَةُ} التَّذْكِيَةِ إخْراجُ الحرارَةِ الغَرِيزِيَّةِ لكنْ خُصّ فِي الشَّرْعِ بإِبْطالِ الحياةِ على وَجْهٍ دُونَ وَجْه، ويدلُّ على هَذَا الاشْتِقاقِ قَوْلهم فِي المَيِّتِ خامِدٌ وهامِدٌ، وَفِي النارِ الهامِدَةِ مَيِّتَةٌ.
( {كالذَّكا} والذَّكاةِ) ؛ ويقالُ: هُما اسْمانِ، والعَرَبُ تقولُ: ذَكاةُ الجَنِينِ ذَكاةُ أُمِّه أَي إِذا ذُبِحَتْ ذُبِحَ.
وَفِي المِصْباح: أَي {ذَكاةُ الجَنِينِ هِيَ ذَكاةُ أُمِّه، فحذِفَ المُبْتدأُالثاني إيجازاً لفَهْم المعْنى.
وقالَ المطرزي: النَّصْبُ فِي قوْلِه: ذَكاةَ أُمِّه خَطَأ.
وَفِي التَّهذِيبِ: ومعْنَى} التَّذْكِيَة أَن يُدْرِكَها وفيهَا بَقِيَّةٌ نَشْخُبُ مَعهَا الأوْداجُ، وتَضْطَربُ اضْطَرابَ المَذْبوحِ الَّذِي أُدْرِكَ {ذَكاتُه؛ قالَ: وأَهْلُ العِلْم يَقُولُونَ: إنْ أَخْرَجَ السبُعُ الحِشْوَةَ أَو قَطَع الجَوْفَ فخَرَجَتْ فَلَا} ذَكاةَ لذلكَ، وتأْويلُه أَن يصيرَ فِي حالةِ مَا لَا يُؤَثِّرُ فِي حياتِهِ الذَّبْحُ.
(وكغَنِيَ: الذَّبيحُ) . يقالُ: جَدْيٌ! ذَكِيٌّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وإنّما أثبت هَذِه الكَلِماتِ فِي الواوِ وإنْ كانَ لَفْظُها الْيَاء لأنَّا وَجَدْنا ذكو على مَا انْتَظَمه هَذَا الْبَاب، وأمَّا ذكي فَعدم، وَقد ذَكَرْتُ أنَّ {الذَّكِيَّةَ نادِرٌ.
(و) يقالُ: (} ذَكَّى) الرَّجُلُ ( {تَذْكِيَةً) ، أَي (أَسَنَّ وبَدُنَ) ، فَهُوَ} مُذَكّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: {والمُذَكِّي أَيْضاً: المُسِنُّ مِن كلِّ شيءٍ، وخَصَّ بعضُهم ذَات الحافِرِ، وقيلَ: هُوَ أَن يُجاوِزَ القُرُوحَ بسَنَةٍ.
وقالَ الراغبُ: خُصَّ الرَّجُل} بالذَّكاءِ لكَثْرَةِ رِياضَتِه وتَجاربِه، وبحسَبِ هَذَا الاشْتِقاقِ لَا يُسَمَّى الشيخُ {مُذكّياً إلاَّ إِذا كانَ ذَا تَجارِب ورِياضاتٍ، ولمَّا كانتِ التّجاربُ والرِّياضاتُ قلَّما تُوجَدُ إلاَّ فِي الشّيوخِ لطُولِ عمرِهم اسْتُعْمل الذَّكاءُ فيهم.
(} والمَذاكِي من الخَيْلِ) : العتاقُ المَسانُّ (الَّتِي أَتى عَلَيْهَا بعدَ قُروحِها سَنَةٌ أَو سَنَتانِ) ، الواحِدُ {مُذَكِّي، مثْلُ المُخْلِفِ من الإِبِلِ.
وَمِنْه المَثَلُ: جَرْيُ} المُذَكِّياتِ غِلابٌ؛ ويُرْوَى: جَرْيُ {المَذاكِي؛
وقيلَ:} المُذَكِّي مِن الخَيْلِ الَّذِي يَذْهَب حُضْرُه ويَنْقَطِعُ.
(ومِسْكٌ {ذَكِيٌّ} وذاكٍ {وذَكِيَّةٌ: ساطِعٌ رِيحُه) ؛ وأَصْلُ الذَّكاءِ فِي الرِّيحِ شِدَّتُها مِن طيبٍ أَو نَتَنٍ.
قالَ ابنُ الأنْبارِي: والمِسْكُ والعَنْبر يُذَكَّران ويُؤَنَّثان؛ قالَهُ أَبو هفان.
(وسحابَةٌ} مُذْكِيَةٌ، كمُحْسِنَةٍ) ؛ وَفِي التكمِلَةِ بالتَّشْدِيدِ لمُحَدِّثَةٍ؛ (مَطَرَتْ مَرَّةً بعد مرَّةٍ) أُخْرَى.
( {والذَّكاوِينُ: صِغارُ السَّرْجِ، جَمْعُ} ذَكْوانةٍ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
(وابنُ {ذَكْوانَ) : المُقْرِىءُ (رَاوِي ابنِ عامِرٍ) ، مَشْهورٌ.
(} وذَكْوَةُ: مَأْسَدَةٌ) فِي بلادِ قَيْس.
وَفِي المُحْكَم: قَرْيةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
! أَذْكَيْتُ الحَرْبَ: أَوْقَدْتُها.
وقولُه تَعَالَى: {إلاَّ مَا {ذَكَّيْتُم} ، مَعْناه مَا أَدْرَكْتُم} ذَكاتَه.
{وذَكْوانُ: اسمُ قَبِيلَةٍ من سُلَيْم.
وأيْضاً: جَدُّ أَبي بكرٍ محمدِ بنِ أَحْمدَ بنِ عبدِ الرحمانِ} الذَّكْوانيّ الأَصْبهانيّ عَن أَبي بكْرٍ أَحْمَدَ بنِ موسَى التَّمِيميّ؛ وأَيْضاً جَدُّ أَبي جَعْفرٍ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْن بنِ حَفْص الذَّكْوانيّ الهَمْدانيّ ثِقَة رَوَى عَن جَدِّه؛ وَابْن عَمِّه أَبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ الحَسَنِ بنِ حَفْص، محدِّثُونَ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: الذَّكْوانُ شَجَرٌ، الواحِدَةُ {ذَكْوانَةٌ.
} واسْتَذْكَى الفَحْلُ على الأُتُن: اشْتَدَّ عَلَيْهَا.