Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يدعو

فقد

ف ق د: (فَقَدَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ (فُقْدَانًا) أَيْضًا أَضَاعَهُ وَعَدِمَهُ وَ (افْتَقَدَهُ) مِثْلُهُ. وَ (تَفَقَّدَهُ) طَلَبَهُ عِنْدَ غَيْبَتِهِ. 
(فقد)
الشَّيْء فقدا وفقدانا ضَاعَ مِنْهُ يُقَال فقد الْكتاب وَالْمَال وَنَحْوه خسره وَعَدَمه وَيُقَال فقد الصّديق وفقدت الْمَرْأَة زَوجهَا فَهُوَ فَاقِد وَالْمَفْعُول مَفْقُود وفقيد
فقد
الفَقْدُ: الفِقْدَانُ، امْرَأهٌ فاقِدٌ: ماتَ وَلَدها وحَمِيْمُها. وبَقَرَةٌ فاقِدَة: سُبِعَتْ وَلَدَها.
والتَّفَقُّدُ: طَلَبُ ما غابَ عنك، تَفَقَّدْتُه: أي تَعَهَّدْته، وافْتَقَدْتُه: لم أرَه.
والفَقْدُ: شَرَابٌ يُتَّخَذُ من الزَّبِيْبِ والعَسَل. وهو - أيضاً -: نَبْتٌ يُشْبِهُ الكَشُوْثاءَ.
[فقد] فقدت الشئ أفقده فقدا وفِقْداناً وفُقْداناً . وكذلك الافْتِقادُ. وتَفَقدْتُهُ. أي طلبته عند غيبته. والفاقد: المرأة التي تَفْقِدُ ولدها أو زوجها. وظبية فاقد. وتفاقد القومُ، أي فَقَدَ بعضُهم بعضاً. وقال الشاعر ابن مَيَّادة: تَفاقَدَ قَوْمي إذ يَبيعون مُهْجَتي * بجارِيَةٍ بهرا لهم بعدها بهرا -
ف ق د

تقول: ما افتقدته منذ افتقدته أي ما تفقّدته منذ فقدته. ومات فلان غير فقيد ولا حميد وغير مفقود ولا محمود أي غير مكترث لفقده، وأفقدك الله كل حميم. وتقول: أنا منذ فارقتني كالفاقد أمّ الواحد. قال كعب بن زهير:

كأنها فاقد شمطاء معولة ... راحت وجاوبها نكد مثاكيل
[فقد] ف ح عائشة: "افتقدت"، رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، أي لم أجده، هو افتعلت من فقدته - إذا غاب عنك. وفيه: من "يتفقد يفقد"، أي من يتفقد أحوال الناس ويتعرفها فإنه لا يجد ما يرضيه لأن الخير فيهم قليل. وح: أغيلمة حيارى "تفاقدوا"، يدعو عليهم بالموت وأن يفقد بعضهم بعضا. غ: التفقد طلب المفقود. ن: "تفقد" الحوت، بكسر قاف، أي يذهب منك.
(ف ق د) : (فَقَدْتُ) الشَّيْءَ غَابَ عَنِّي وَأَنَا فَاقِدٌ وَالشَّيْءُ مَفْقُودٌ وَتَفَقَّدْتُهُ وَافْتَقَدْتُهُ تَطَلَّبْتُهُ وَافْتَقَدْتُهُ بِمَعْنَى فَقَدْتُهُ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ الْخُطُوطُ تُفْتَقَدُ أَيْ تُفْقَدُ وَتَفُوتُ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) الْجُنُون يُفْقِدُ شَهْوَةَ الْجِمَاعِ فَالصَّوَابُ يُعْدِم أَوْ يُزِيلُ لِأَنَّ الْإِفْقَادَ غَيْرُ ثَبَتٍ.
فقد
الفَقْدُ: عدم الشيء بعد وجوده، فهو أخصّ من العدم، لأن العدم يقال فيه وفيما لم يوجد بعد. قال تعالى: ماذا تَفْقِدُونَ قالُوا: نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ
[يوسف/ 71- 72] . والتَّفَقُّدُ: التّعهّد لكن حقيقة التّفقّد: تعرّف فُقْدَانِ الشيء، والتّعهّد: تعرّف العهد المتقدّم، قال: وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ
[النمل/ 20] ، والفَاقِدُ: المرأة التي تَفْقِدُ ولدَهَا، أو بعلَهَا.

فقد


فَقَدَ(n. ac. فَقْد
فُقُوْد
فِقْدَاْن
فُقْدَاْن)
a. Lost; missed; lacked; wanted, felt, regretted the loss
of.

أَفْقَدَa. Made to lose; deprived, bereft of.

تَفَقَّدَa. Sought.

تَفَاْقَدَa. Missed, regretted each other.

إِفْتَقَدَa. see Vb. Missed, regretted.
c. [ coll. ], Visited ( a sick
person ).
إِسْتَفْقَدَ
a. [ coll. ]
see VIII (b) (c).
فَقْدa. Loss.
b. Absence.
c. A certain plant.
d. A kind of mead.

فَقْدَة
فِقْدَةa. see 1 (c)
فَاْقِدa. Losing; missing; loser.
b. Bereaved, desolate, disconsolate.

فَقِيْدa. Lost; absent; missed, regretted.

فُقُوْد
فِقْدَاْن
فُقْدَاْن
35a. see 1 (a) (b).
N. P.
فَقڤدَa. see 25
N. Ac.
إِفْتَقَدَإِسْتَفْقَدَ
a. [ coll. ], Visit.
مَاتَ غَيْرَ فَقِيْد
a. He died unregretted, unmissed.

فُوْدُد
a. see 1 (d)
بَاب الْفَقْد

أخبرنَا أَبُو عمر ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الْفَقْد مصدر فقدت الشَّيْء والفقد الكشوث يُقَال فقد الرجل إِذا اكل الْفَقْد وَالْعَبْد ضد الْحر وَالْعَبْد ضرب من النَّبَات تكلّف بِهِ الْإِبِل وَأنْشد رجز

(حرقها العَبْد بعنطوان ... فاليوم يَوْم أرونان)

أَي ألهبها والسد الظل قَالَ أَعْرَابِي أردْت أختل صيدا فاستتر بسد بَعِيري والسد الْجَرَاد المطبق لعين الشَّمْس والسد الْعَيْب وَجمعه أسده وأنشدني عَن الْمفضل بسيط

(وَلَيْسَ بجنبي الأسدة إِنَّمَا ... تكون بجنبي من يخون وَيظْلم)

وَالْقد جلد السخلة والبد التَّعَب والطد الْبناء الْمُحكم وَمن الطد قَوْله

(لَا هدك بَعْدَمَا وطدك)

أَي ثبتك

(ف ق د)

فقد الشَّيْء يفقده فقداً، وفقدانا، وفقوداً، فَهُوَ مَفْقُود، وفقيد: عَدمه.

وافقده الله إِيَّاه.

والفاقد من النِّسَاء الَّتِي يَمُوت زَوجهَا أَو وَلَدهَا

وَقَالَ اللحياني: هِيَ الَّتِي تتَزَوَّج بعد مَا كَانَ لَهَا زوج فَمَاتَ، قَالَ: وَالْعرب تَقول: لَا تتزوجنَّ فاقداً وَتزَوج مُطلقَة.

وبقرة فَاقِد: شبع وَلَدهَا، وَكَذَلِكَ حمامة فَاقِد، وانشد الْفَارِسِي:

إِذا فَاقِد خطباء فرخين رجعت ... ذكرت سليمى فِي الخليط المباين

هَكَذَا انشده بِتَقْدِيم خطباء على فرخين، مقويا بذلك أَن اسْم الْفَاعِل قد يعْمل مَوْصُوفا، وَعِنْدِي: أَنه

إِذا فَاقِد فرخين خطباء ...

لِأَن اسْم الْفَاعِل إِذا وصف قرب من الِاسْم وَفَارق شبه الْفِعْل.

وافتقد الشَّيْء: طلبه، قَالَ:

فَلَا أُخْت فتبكيه ... وَلَا أم فتفتقده

وَكَذَلِكَ تفقده، وَفِي التَّنْزِيل: (وتفقد الطير) .

والفقد: شراب ينخذ من الزَّبِيب وَالْعَسَل.

والفقد: نَبَات يشبه الكشوث ينْبذ فِي الْعَسَل فيقويه ويجيد إسكاره. قَالَ أَبُو حنيفَة: ثمَّ يُقَال لذَلِك الشَّرَاب: الْفَقْد.
فقد: فقّد (بالتشديد): جعله يفقد، حرمه من يقال مثلا: فقد البصر: حرمه البصر. (فوك).
افقد: أمات. يقال: أفقد الله زوجته أي أماتها (ألف ليلة 3: 45) ولعل الصواب أفقده الله زوجته.
تفقد: دقق النظر، فحص راقب، زار. (معجم الطرائف)، (المعجم اللاتيني العربي، فوك، ابن العوام1: 533، 354، فريتاج منتجات ص64). وفي العبدري (8ق): وحين مرضت كان يبعث إلي بشخص من فضلاء الأطباء يتفقدني ويعالجني -وما زال يتفقدني مدة من سبعة أيام-.
تفقد فلانا ب: عني به وزوده بالقوت.
(ابن البيطار 3: 16، 4: 398، المقري 2: 421، عباد 2: 161، ابن خلكان 21، 610) وفي حيان (ص9 و): وكان يتفقد أهل البيوتات والشرف بعطائه.
تفقد الشيء عن: صانه عن. (ابن العوام 1: 189).
تفقد: فقد، عدم، يقال مثلا: تفقد البصر. بمعنى فقده (فوك).
افتقد: يقال: افتقده بمعنى طلبه عند غيبته.
وافتقدناك: أسفنا لغيابك. (بوشر).
افتقد: دقق النظر، فحص، المقري 1: 497، ألف ليلة 1: 305، 778).
افتقد: زار. (المعجم اللاتيني العربي) وفيه: افتقد وتزور (فوك).
افتقد: زار المنطقة ليرى إذا كان شيء منها على ما يرام. (عباد: 38، 51).
افتقد: زار للبر والإحسان (بوشر).
افتقد المريض: عاده وهو من كلام العامة. (محيط المحيط).
افتقد: عس، دار أو طاف ليلا للحراسة (الكالا).
افتقد (الجند): عرضهم، (همبرت ص139).
افتقد ثلاثا: عني به (بوشر).
افتقد فلانا ب: عني به وزوده بالقوت وغير ذلك. (ألف ليلة برسل 4: 52).
استفقد: تفقد الشيء وفحصه ليرى إن كان في حالة جيدة، (بوشر ألف ليلة يرسل 7، 291).
استفقد المريض: عادة، وهو من كلام العامة. (محيط المحيط).
استفقده: عنى به وسأله عن كل ما يحتاج إليه.
يقال: استفقده ولاحظه بكل ما يلزمه. (بوشر).
فقد: هو بنطافلن باليونانية حسب ما جاء في المستعيني: ذو الخمسة أصابع.
وفي ابن البيطار (2: 26) فقد. وهو يقول إنها بفتح الفاء والقاف، وهو نبات اسمه العلمي: Vitex Agnus castus مفقود والجمع مفاقد: رائع، بهي، جيد (شيرب).
مفقود، والجمع: مفاقد لذيذ، شهي، (مارتن ص81).

فقد: فَقَدَ الشيءَ يَفْقِدُه فَقْداً وفِقْداناً وفقُوداً، فهو

مَفْقُودٌ وفَقِيدٌ: عَدِمَه؛ وأَفْقَدَه الله إِياه. والفاقِدُ من النساءِ:

التي يموتُ زَوْجُها أَو ولدُها أَو حميمها. أَبو عبيد: امرأَة فاقِدٌ وهي

الثكول؛ وأَنشد الليث:

كأَنَّها فاقِدٌ شَمْطاءُ مُعْوِلَةٌ

ناحَتْ، وجاوَبَها نُكْدٌ مَناكِيدُ

وقال اللحياني: هي التي تتزوج بعدما كان لها زوج فمات. قال: والعرب

تقول: لا تَتَزَوَّجَنَّ فاقِداً وتزوج مطلقة. وظَبْيَةٌ فاقِدٌ وبقرةٌ

فاقِدٌ: شبع ولدها؛ وكذلك حَمامَة فاقِدٌ؛ وأَنشد الفارسي:

إِذا فاقِدٌ، خَطْباءُ، فَرْخَينِ رَجَّعَتْ،

ذَكَرْتُ سُلَيْمَى في الخَلِيطِ المُبايِن

قال ابن سيده: هكذا أَنشده سيبويه بتقديم خَطْباءُ على فَرْخَينِ

مُقَوِّياً بذلك أَن اسم الفاعل إِذا وُصِفَ قَرُب من الاسم، وفارق شبَهَ

الفعل.والتفقُّدُ: تَطَلُّبُ ما غاب من الشيء. وروي عن أَبي الدرداء أَنه قال:

من يَتَفَقَّدْ يَفْقِدْ، ومن لا يُعِدَّ الصَّبْرَ لفواجِعِ الأُمور

يَعْجِزْ؛ فالتَّفقُّدُ: تَطَلُّب ما فَقَدْتَه، ومعنى قول أَبي الدرداء

أَن من تَفَقَّدَ الخيرَ وطلبه في الناس فَقَدَه ولم يَجِدْه، وذلك أَنه

رأَى الخير في النادر من الناس ولم يجده فاشياً موجوداً. غيره: أَي من

يَتَفَقَّدْ أَحوالَ الناس ويَتَعَرَّفْها فإِنه لا يجد ما يُرضِيه.

وافتَقَدَ الشيءَ: طَلبه؛ قال:

فلا أُخْتٌ فَتَبْكِيهِ،

ولا أُمٌّ فَتَفْتَقِده

وكذلك تَفَقَّدَه. وفي التنزيل: فتَفَقَّدَ الطيرَ فقال ما ليَ لا أَرى

الهُدْهُدَ؛ وكذلك الافتقادُ؛ وقيل: تَفَقَّدْتُه أَي طَلَبْتُه عند

غيبته.

وتفاقَدَ القومُ أَي فَقَدَ بعضُهم بعضاً؛ وقال ابن ميادة:

تَفَاقَدَ قَوْمي إِذ يَبيعونَ مُهْجَتي

بِجارِيةٍ، بَهْراً لَهُمْ بعدَها بَهْرا

بَهْراً قيل فيه: تَبّاً، وقيل: خيبة، وقيل: تَعْساً لهم، وقيل: أَصابهم

شَرٌّ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: افتقَدْتُ رسولَ الله، صلى الله

عليه وسلم، ليلة أَي لم أَجِدْه؛ هو افتَعَلْتُ من فَقَدْتُ الشيءَ

أَفقِدُه إِذا غاب عنك. وفي حديث الحسن: أُغَيْلِمَةٌ حَيارَى تفاقَدُوا؛

يَدْعُو عليهم بالموت وأَن يَفْقِدَ بعضُهم بعضاً. ويقال: أَفقدَه الله كلَّ

حميمٍ. ويقال: مات فلانٌ غيرَ فَقِيدٍ ولا حَمِيدٍ أَي غيرَ مُكْتَرَثٍ

لِفِقدانِه.

والفَقَد: شرابٌ يُتَّخَذُ من الزبيب والعسل. ويقال: إِن العسل ينبذ ثم

يلقى فيه الفَقَد فيُشَدِّدُه؛ قال: وهو نبت شبه الكَشُوث. والفَقَدُ:

نباتٌ يشبه الكَشوث ينبذ في العسل فيقويه ويجيد إِسكاره؛ قال أَبو حنيفة:

ثم يقال لذلك الشراب: الفَقَدُ. ابن الأَعرابي: الفَقْدَةُ: الكُشُوث.

فقد

1 فَقَدَهُ, (S, A, MA, Mgh, O, L, Msb, K,) aor. ـِ (S, A, O, &c.,) inf. n. فَقْدٌ and فِقْدَانٌ (S, MA, O, L, Msb, K) and فُقْدَانٌ (S, O, F) and فُقُودٌ; (IDrd, O, L, K;) and ↓ افتقدهُ; (S, A, MA, Mgh, O;) He found it not, (L, TA,) lost it, (MA, PS, &c.,) saw it not, (JK in explanation of the latter verb,) [missed, or failed of finding or seeing, it,] it was, or became, absent from him, (Mgh,) or he had it not, was destitute of it, was without it, lacked it, or wanted it, syn. عَدِمَهُ; (Msb, L, K;) but accord. to Er-Rághib, الفَقْدُ has a more special signification than العَدَمُ, this latter being the contr. of الوُجُودُ; (TA;) [whereas]

الفَقْدُ [as inf. n. of فُقِدَ, though often used as meaning the being non-existent, properly] signifies the thing's being absent from the range of perception by sense so that its place is not known. (Bd in xii. 71.) [فُقِدَ signifies It was not found, was lost, was not seen, &c.] It is related of Abu-dDardà that he said, يَفْقِدْ ↓ مَنْ يَتَفَقَّدْ, [lit. He who seeks will not find,] meaning he who seeks after good in mankind will not find it; for he saw good to be rare in mankind: or he who seeks to acquaint himself with the circumstances of men will not find what will please him. (L.) 4 أَفْقَدَهُ اللّٰهُ إِيَّاهُ God caused him to lose, or fail of finding, him, or it. (L, K.) One says, أَفْقَدَكَ اللّٰهُ كُلَّ جَمِيمٍ [May God cause thee to lose every relation, or loved and loving relation]. (A.) [Or]

الإِفْقَادُ is not of established authority: as to the saying الجُنُونُ يُفْقِدُ شَهْوَةَ الجِمَاعِ [meaning Insanity causes to lose, or annuls, the desire of coïtus], the correct word is يُعْدِمُ or يُزِيلُ. (Mgh.) 5 تفقّدهُ He sought it, or sought for it or after it; or did so leisurely or repeatedly; (A, * Mgh, L;) as also ↓ افتقدهُ: (Mgh, L:) or he sought it, or sought for it or after it, it being absent from him; (S, O, L, Msb, K;) as also ↓ افتقدهُ: (K:) or he sought, or sought leisurely or repeatedly, to obtain knowledge of it, having lost it: so accord. to Er-Rághib and many others; but this expression and تعَهَّدَهُ are used, by some, each in the place of the other, and the latter, accord. to Er-Rághib and many others, [properly] signifies he sought, or sought leisurely or repeatedly, to obtain knowledge of it, having known it before. (MF.) You say, ↓ مَا تَفَقَّدْتُهُ مُنْذُ افْتَقَدْتُهُ, meaning منذ فَقَدْتُهُ [i. e. I have not sought for, or after, him, or it, since I lost him, or it. (B, TA.) See also 1, last sentence. b2: [Also He investigated it.]6 تفاقدوا means فَقَدَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا [i. e. They lost one another]. (S, O, K.) 8 إِفْتَقَدَ see 1: b2: and see also 5, in three places.

الفَقْدُ, (O, K,) by Az, (K,) or in a number of the copies of the work of Az, (O,) erroneously written الفَقَدُ, (O, K,) A certain plant, (K,) resembling the [species of cuscuta, or dodder, called]

كَشُوث: (TA:) and a beverage prepared from raisins or honey or [the plant] كشوث, as also ↓ الفُقْدُدُ: (K:) or, as AHn says, a certain plant which is thrown into the beverage of honey, which beverage consequently becomes strong, and is then called الفَقْدُ: he says, the فَقْد is what is called in Pers\. فَنْجَنْكُشْت: IAar says, ↓ الفِقْدَةُ [or الفَقْدَةُكشوث ?

then. un.] is the كشوث: and a beverage prepared from raisins and honey; and it is said that a beverage (نَبِيذ) is made of honey, and then the فَقْد is thrown into it, and causes it to become strong: so says Lth: and he says that the فَقْد is a plant resembling the كشوث: and ↓ الفُقْدُدُ is the نَبِيذ of the كشوث. (O.) الفَِقْدَةُ: see the next preceding paragraph.

الفُقْدُدُ: see الفَقْدُ, in two places.

فَقِيدٌ and ↓ مَفْقُودٌ signify the same, (O, Msb, K,) [Not found, lost, not seen, missed, non-existent,] absent from one, (Mgh in explanation of the latter,) not had, lacking or lacked, wanting or wanted. (Msb, K.) One says, مَاتَ غَيْرَ فَقِيدٍ وَلَا حَمِيدٍ, (A, K,) and وَلَا مَحْمُودٍ ↓ غَيْرَ مَفْقُودٍ, (A,) [He died unmissed and unpraised; or,] without his loss being cared for [and without being praised]. (A, K.) فَاقِدٌ [as act. part. n. of 1 signifies Not finding a thing, losing it, not seeing it, missing it, not having it, being destitute of it, lacking it, or wanting it; or having failed to find it, having lost it, or having failed to see it. b2: And hence,] A woman who is bereft of her child [by death]: (A 'Obeyd:) or who loses (تَفْقِدُ) her husband or child: (S, O:) or whose husband, or child, (L, K, TA,) or relation, or loved and loving relation, (TA,) has died: (L, K, TA:) or who marries after the death of her husband. (Lth, L, K.) The Arabs say, لَا تَتَزَوَّجَنَّ فَاقِدًا وَتَزَوَّجْ مُطَلَّقَةً [Do not thou marry a woman whose husband has died, but [rather] marry thou a divorced woman]. (Lh, L.) b3: And in like manner, (O,) it is applied also to a she-gazelle, (S, O, L,) and to a cow [app. a wild cow], (O, L, K,) as also فَاقِدَةٌ, (O,) meaning Whose young one has been devoured by a beast, or bird, of prey; (O, L, K;) and to a pigeon (حَمَامَة) likewise. (L.) مَفْقُودٌ: see فَقِيدٌ, in two places.
فقد
: (فَقَدَهُ يَفْقِدُه فَقْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وفِقْداناً) بِالْكَسْرِ، وفُقْدَاناً، بالضّمّ، زَاده المصنِّف فِي (البصائر) لَهُ، وذَكَره شيخُنا عِوَضَ الكَسْرِ اعْتِمَادًا على الشُّهْرَة، وقاعِدةِ المصادرِ، (وفُقُوداً) بالضَمِّ، وهاذه عَن ابنِ دُرَيْدٍ. كَذَا فِي (البصائر) وأَنشدَ لعَنْتَرَةَ العَبْسِيِّ:
فإِن يَبرأْ فلَمْ أَنْفُثْ عَلَيْهِ
وإِن يُفْقَدْ فَحُقَّ لَهُ الفُقُودُ
: (عَدِمَهُ) ، والفاءُ، وَالْقَاف، وَالدَّال، تَدُلُّ على ذَهَابِ شيْء وضَياعهِ.
وَفِي (المُفْرَدات) للراغب: الفَقْدُ أَخَصُّ من العَدَمِ، لأَنَّ العَدَم بعْدَ لوُجُودِ. أَي فَهُوَ أَعَمُّ، كَمَا قَالَه شيخُنَا. (فَهُوَ فَقِيدٌ ومَفْقُودٌ) ، وعَلى الثانِي اقتَصَر صاحِبُ اللِّسانِ.
قَالَ شيخُنا: والفاعِل: فاقِدٌ، على القِيَاسِ، وَلذَا لم يحتَجُ لذِكْره.
قلتُ: وَمن سَجَعَات الأَساس: أَنا مُنْذُ فارَقْتَنِي كالفاقِد، أُمِّ الواحِد.
(وأَفقدَهُ اللهُ إِيَّاهُ) ، وأَفقدَه اللهُ كُلَّ حَمِيمٍ. (والفاقِدُ) من النِّسَاءِ: (الَّتِي مَا تَزوجُها أَو وَلَدُهَا) أَو حَمِيمُها.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الفاقِدُ: الثَّكُول، وأَنشد الليثُ:
كأَنَّها فاقِدٌ شَمْطَاءُ مُعْوِلَةٌ
ناحَتْ وجَاوَبَها نُكدٌ مَنَاكِيدُ
(أَو) : هِيَ (المُتَزَوِّجَهُ بعدَ مَوتِ زَوْجِهَا) ، قَالَه اللِّحْيَانيُّ، وَقَالَ: والعربُ تَقول: لَا تتزوَّجَنَّ فاقداً، وتَزَوَّجْ مُطَلَّقَة.
(و) ظَبْيَةٌ فاقِدٌ، و (بَقَرَةٌ) فاقِدٌ: (سُبِعَ وَلَدُهَا) ، وكذالِك: حَمامةٌ فاقِدٌ، وأَنشد الفارِسيّ:
إِذا فاقِدٌ خَطْبَاءُ فَرْخَيْنِ رَجَّعَتْ
ذَكَرْتُ سُلَيْمَى فِي الخَلِيطِ المُبَايِنِ
قَالَ ابْن سَيّده: هاكَذا أَنشدَه سيبويهِ، بِتَقْدِيم (خطباءَ) على (فَرْخَيْنِ) مُقَوِّياً بذالكَ أَنَّ اسمَ الفاعِلِ إِذا وُصِفَ قَرُب من الاسمِ وفارقَ شَبَهَ الفِعْلِ.
(وافتَقَدَهُ وَتَفَقَّده: طَلَبَهُ عِنْدَ غَيْبَتِهِ) قَالَ:
فَلَا أُخْتٌ فَتْبكِيه
وَلَا أُمٌّ فَتَفْتَقِدُهْ
وَفِي التَّنْزِيل: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ} (النَّمْل: 20) .
وَفِي (الْمُفْردَات) للرغب: التّفَقُّد تَعرُّفُ فِقْدَانِ الشيْءِ، والتعَهّد: تَعرُّفُ العَهْد المتقدّم. ووافقَه كثيرٌ من أَهل اللّغَة. مِنْهُم من استعمَلَ كُلًّا مِنْهَا فِي مَحَلِّ الآخَرِ.
وَفِي حديثِ عائشةَ، رضيَ اللهُ عَنْهَا: (افتقدْتُ رسولَ الله، صلَّى الله عليْه وسلّم، لَيْلةً) أَي لم أَجِدْه. وَيُقَال: مَا افتَفَدتُه مُنْذُ افْتَقَدتُ، أَي مَا تَفَقَّدتُه منذُ فَقَدتُه. كَذَا فِي (البصائر) .
وروى عَن أَبي الدرداءِ أَنه قَالَ: (من يَتَفَقَّدْ يَفْقِدْ، وَمن لَا يعِدَّ الصَّبْرَ لِفَوَاجع لأُمورِ يَعْجِزْ، أَقْرِضْ مِن عَرَضِكَ ليَوْم فَقْرِك) قَالَ ابنُ مَنْظُور: أَي من تَفَقَّدَ الخَيْرَ وطَلَبَه فِي النّاسِ فَقَدَه وَلم يَجِدْه، وَذَلِكَ أَنَّه رأَى الخَيْرَ فِي النادِرِ من النَّاسِ، وَلم يَجِدْه فاشِياً مَوْجُودا.
وَفِي (البصائر) للمصنّف: أَي مَن يَتَفَقَّدْ أَحوال الناسِ ويَتَعَرَّفْها عَدِمَ الرِّضا، فإِن ثَلَبَك أَحدٌ فَلَا تَشْتَغِلْ بمعارضَتِه، ودعْ ذالك قَرْضاً عَلَيْهِ ليَوْم الجزاءِ. انْتهى.
وَقد أَنشدَنَا بعضُ الأَصحاب:
تَفَقُّدُ الخِلَّانِ مُسْتَحْسَنٌ
فمَنْ بَدَاهُ فنِعِمَّا بَدَا
سَنَّ سُلَيْمَانُ لن سُنَّةً
فَكَانَ فِيمَا سَنَّهُ المُقْتَدَى
تَفَقَّدَ الطَّيْرَ على رأْسِه
فَقَالَ مالِي لَا أَرَى الهُدْهُدَا
(و) يُقَال: (ماتَ غيْرَ فَقِيدٍ وَلَا حَمِيدٍ) ، وَزَاد الزمَخْشَرِيُّ (وغيرَ مَفقُودٍ) وَلَا محمودٍ، أَي (غيرَ مُكْتَرَثٍ لِفِقْدَانِهِ) .
(والفَقْدُ) بِفَتْح فَسُكُون (وَلَا يُحَرَّك، ووَهِمَ الأَزهَرِيُّ) صاحِبُ (التَّهْذِيب) قَالَ الصاغانيُّ: وَقع فِي نسخ الأَزهريِّ: الفَقَد، بالتَحْرِيك، وَالصَّوَاب سكونُ القَاف: (نَباتٌ) يُشْبِه الكَشُوثَى، قَالَه اللَّيْث، (وشَرَابٌ) يُتَّخَذُ (من زَبِيبٍ أَو عَسَلٍ) ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، (أَو كَشُوثٍ) يُنْبَذُ فِي العَسَلِ فيُقَوِّيه ويُجِيدُ إِسكارَه، وكونُه إسماً للنّباتِ والشّرَابِ المتَّخذِ مِنْهُ، ذَكَره أَبو حنيفَة، فِي كتاب (النَّبَات) .
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: الفَقْدَةُ: الكَشُوثُ. وَقَالَ اللَّيْث: ويُقَال إِن العَسَلَ يُنْبَذُ ثمَّ يُلْقَى فِيهِ الفَقْدُ فَيُشَدِّده، (كالفُقْدُدِ بالضّمّ) فِي التَّهْذِيب، فِي الرباعيّ، عَن أَي عَمْرٍ و: الفُقْدُد: نَبِيذُ الكَشُوثِ.
(وتَفاقَدوا: فَقَدَ بعضُهم بَعضاً) . وَفِي حديثِ الحَسنِ (أُغَيْلِمَةٌ حَيَارَى تَفاقَدُوا) ، هُوَ أَن يَفْقِد بَعضُهُم بعْضاً. وَقَالَ بن مَيَّادةَ:
تَفَاقَدَ قَوْمِي إِذْ يَبِيعُون مُهْجَتِي
بجَارِيَةٍ بَهْراً لَهُمْ بَعْدَهَا بَهْرَا
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
فَقَّد، إِذا أَكَلَ لكَشُوثَ. نَقله الصاغانيُّ.
فقد
فقَدَ يَفقِد، فَقْدًا وفِقْدانًا وفُقدانًا، فهو فاقِد، والمفعول مَفْقود وفَقيد
• فقَد الشيءَ:
1 - ضاع منه وغاب عنه "فقَد الكتاب/ خاتم زواجه- {نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ}: ضاع منَّا" ° فقَد أعصابَه: ثار وغضِب، لم يتحكَّم في نفسه- فقَد الأمل: قنِط، يئس- فقَد بصره: أُصيب بالعمى- فقَد حياته: مات، توفِّي- فقَد ذاكرته: نِسِي ما يعرفه عن نفسه وغيره- فقَد رُشْدَه/ فقَد صوابَه/ فقَد عقلَه: جُنّ، تصرّف بطيْش وتسرُّع- فقَد شعوره: غُشي عليه- فقَد صبره: لم يستطع أن يصبر، نفِد صبره- فقَد صديقه/ فقَد أهله: مات صديقُه.
2 - خسِره وعدِمه "فقد شهرته/ وظيفته/ حُظوَته- فقد ماله في صفقة". 

فُقِدَ يُفقَد، فَقْدًا وفقْدانًا وفُقْدانًا، والمفعول مَفْقود
• فُقِد الكتابُ: ضاع. 

أفقدَ يُفقد، إفقادًا، فهو مُفقِد، والمفعول مُفقَد
• أفقد الشَّيءَ: وجده مفقودًا " {قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تُفْقِدُونَ} [ق] ".
 • أفقده الشَّيءَ: جعله يفقده؛ سبَّب له خسارته "أفقده صوابه/ صبره/ توازنه/ ماله- أفقده التَّدخينُ صحّته". 

افتقدَ يفتقد، افتقادًا، فهو مُفتقِد، والمفعول مُفتقَد
• افتقد الشَّيءَ:
1 - فقده، أضاعه، خسِره "افتقد شهرته/ الإحساس بالأمن- افتقد معظمَ كتبه بعد عودته من السَّفر".
2 - أحسّ بالحاجة إليه في غيبته "افتقد أباه- *وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر*". 

تفقَّدَ يتفقَّد، تفقُّدًا، فهو متفقِّد، والمفعول متفقَّد
• تفقَّد الشَّيءَ:
1 - طلبه، تطلَّبه عند غيبته " {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ} ".
2 - دقَّق النظر فيه، فحصه، فتَّشه "تفقَّد المشروع/ أعمالَ البناء/ مدرسة".
• تفقَّد أحوالَ النَّاس: تعرّف أحوالَهم ليطمئن على حسن سيرها "تفقَّد القائد جنوده- تفقَّد الرئيس أحوال المواطنين". 

تَفَقُّد [مفرد]:
1 - مصدر تفقَّدَ.
2 - إجراء كشف ومراجعة وتدقيق في سير العمل؛ تفتيش "تفقُّد أشغال". 

فاقِد [مفرد]: ج فاقدون وفَواقِدُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من فقَدَ ° بدل فاقد: نسخة بديلة عن وثيقة مفقودة- فاقد الإحساس: بليد- فاقد الذَّاكرة: مُصاب بفقد الذاكرة- فاقد الشُّعور/ فاقد الوعي: مَغْشيّ عليه، بليد- فاقد الشَّيء لا يعطيه [مثل]: مَنْ لا يملك علمًا أو خُلُقًا لا يُنتظر منه أن يعلِّمه للآخرين- فاقد الضَّمير: يتصرّف دون وازع من ضمير.
2 - من مات زوجها أو ولدها أو حميمها، ويقال لها أيضًا فاقدة بالتاء المربوطة "لا تتزوجن فاقدًا وتزوج مُطلقة".
3 - (جر) ما لا يمكن تصريفه وبيعه من الإنتاج لعيب فيه "كان الفاقد من البضاعة كبيرًا".
4 - (قن) مصطلح قانونيّ يُطلق على الوثيقة التي ليست في عهدة منشئها الأصليّ أو وريثه القانونيّ.
• فاقد الأهليّة: (قن) القاصر والمجنون والمحجور عليه والسفيه والمفلس. 

فَقْد [مفرد]: مصدر فُقِدَ وفقَدَ.
• فقد الشَّهيَّة العصبيّ: (طب) اضطراب شديد تعانيه النساء الصغيرات والفتيات اللاتي يرفضن تناول الطعام لفترات طويلة، ينتهي بفقدان الوزن وسوء التغذية وانقطاع الدورة الشهريّة. 

فُقْدان [مفرد]: مصدر فُقِدَ وفقَدَ. 

فِقْدان [مفرد]: مصدر فُقِدَ وفقَدَ ° فقدان الإرادة: انعدام أو ضعف القدرة على اتّخاذ القرارات أو التّصرف بشكل مستقل.
• فقدان الذَّاكرة: ضياع كلِّيّ للذّاكرة لفترة من الزمن بسبب حوادث مُعيَّنة، فهي حالة يكون فيها المريض واعيًا ولكنّه لا يستطيع تذكُّر فترة المرض أو بعده. 

فَقيد [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من فقَدَ: مفقود؛ متوفَّى، ميِّت "فقيد العلم/ الشباب- أولاد الفقيد- الفقيد الرَّاحل" ° للفقيد الرحمة: عبارة عزاء شائعة تكتب في المراسلات- مات غير فقيد: غير مكترث لفقده. 

مُفْقِد [مفرد]: ج مفقدون ومفقدات (لغير العاقل): اسم فاعل من أفقدَ.
• مفقدات الشَّهِيَّة: (طب) مركبَّات تُحدث عند تناولها إحساسًا بالشّبع وعدم الرغبة في الطعام. 

مَفْقود [مفرد]:
1 - اسم مفعول من فقَدَ ° الحلقة المفقودة: عامل أو سبب يؤدِّي اختفاؤه إلى تعقيد أمرٍ ما أو التباسه.
2 - ضالٌّ يُبحَث عنه "طفل مفقود".
3 - مجهول المصير "جندي مفقود- أسرى مفقودون". 
ف ق د : فَقَدْتُهُ فَقْدًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَفِقْدَانًا عَدِمْتُهُ فَهُوَ مَفْقُودٌ وَفَقِيدٌ وَافْتَقَدْتُهُ مِثْلُهُ وَتَفَقَّدْتُهُ طَلَبْتُهُ عِنْدَ غَيْبَتِهِ. 

وفي

وفي: {يتوفاكم}: من توفي العدد واستيفائه.

وفي


وَفَى
a. [ يَفِى] (n. ac.
وَفَآء
[وَفَاْي]) [acc.
or
Bi], Fulfilled, performed; kept (promise);
paid, discharged (debt).
b. ['An], Atoned for (fault).
c. [Bi], Procured, brought.
d. Equalled, weighed.
e.(n. ac. وُفِيّ), Abounded; was complete.
f. [Fī], Came to.
g. Was prolonged.

وَفَّيَa. Paid in full.

وَاْفَيَa. see IIb. Came to; reached.
c. Kept faith with.

أَوْفَيَa. see I (a)
II & III (b).
d. ['Ala], Towered above; overlooked.
تَوَفَّيَa. Received in full.
b. Took, called to Himself (God).
c. [pass.], Died.
تَوَاْفَيَa. Came all together; was complete.

إِسْتَوْفَيَa. see V (a)b. [ coll. ], Compensated himself.

وَفْيa. High ground.

وَفَاة [] (pl.
وَفَيَات)
a. Death; decease.
مِيْفًى []
a. see 1b. Ovendoor.
c. Brick-oven.

مِيْفَاة []
a. see 1
وَافٍa. see 25 (a) (b).
c. Plentiful, copious.
d. A certain metre.

وَافِيَة []
a. Full measure or weight.

وَفَآء []
a. Accomplishment, fulfilment, performance ( of a
promise ); payment, discharge ( of a debt ).
b. Perfection.

وَفِيّ [] (pl.
أَوْفِيآء [] )
a. Honest, trustworthy; true, loyal, faithful;
conscientious.
b. Complete, entire; full; perfect.

مُوَافٍ [ N. Ag.
a. III], Coming; comer.

إِيْفَآء [ N.
Ac.
a. IV]
see 22 (a) (b).
مُسْتَوْفِي [ N.
Ag.
a. X], Recorder; Secretary of State.

سُوْرَة الوَافِيَة
a. The first chapter of the Kurān.

وَأَنْتَ بِوَفَآء
a. Long life to thee!
و ف ي: (الْوَفَاءُ) ضِدُّ الْغَدْرِ، يُقَالُ: (وَفَى) بِعَهْدِهِ (وَفَاءً) وَ (أَوْفَى) بِمَعْنًى. وَ (وَفَى) الشَّيْءَ يَفِي بِالْكَسْرِ (وُفِيًّا) عَلَى فُعُولٍ أَيْ تَمَّ وَكَثُرَ. وَ (الْوَفِيُّ) الْوَافِي. وَ (أَوْفَى) عَلَى الشَّيْءِ أَشْرَفَ. وَ (أَوَفَاهُ) حَقَّهُ وَ (وَفَّاهُ تَوْفِيَةً) بِمَعْنَى، أَيْ أَعْطَاهُ (وَافِيًا) . (وَاسْتَوْفَى) حَقَّهُ وَ (تَوَفَّاهُ) بِمَعْنًى. وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ أَيْ قَبَضَ رُوحَهُ. وَ (الْوَفَاةُ) الْمَوْتُ. وَ (وَافَى) فُلَانٌ أَتَى. وَ (تَوَافَى) الْقَوْمُ تَتَامُّوا. 
و ف ي

درهم واف. وكيل واف. وله شعر واف. ووفى جناح الطائر، وله جناح واف: ضافٍ. ووزن له بالوافية: بالصنجة التامة، وصار هذا وفاء لذاك: تماماً له. ويقال مات فلان وأنت بوفاء أي بتمام عمرك وطوله دعاء له بالبقاء. ووفى بالعهد وأوفى به، وهو وفيّ من قوم أوفياء ووفاة. ووفّاه حقّه وأوفاه " وأوفوا الكيل " واستوفاه وتوفّاه: استكمله. ووافيته في الميعاد: مفاعلة من الوفاء. ووافيته بمكان كذا: أتيته وفاجأته. ووافاني كتابك. وقال بشر:

كأن الأتحمية قام فيها ... لحسن دلالها رشأ موافي

مفاجيء. وقال آخر:

وكأن ما وافاك يوم لقيتها ... من وحش وجرة عاقد متربّب

وأوفى على شرف من الأرض: أشرف.

ومن المجاز: أوفى على المائة إذا زاد عليها. ووافيت العام: حججت. وتوفّي فلان، وتوفّاه الله تعالى، وأدركته الوفاة.
و ف ي : وَفَيْتُ بِالْعَهْدِ وَالْوَعْدِ أَفِي بِهِ وَفَاءً وَالْفَاعِلُ وَفِيٌّ وَالْجَمْعُ أَوْفِيَاءُ مِثْلُ صَدِيقٍ وَأَصْدِقَاءَ وَأَوْفَيْتُ بِهِ إيفَاءً وَقَدْ جَمَعَهُمَا الشَّاعِرُ
فَقَالَ أَمَّا ابْنُ طَوْقٍ فَقَدْ أَوْفَى بِذِمَّتِهِ ... كَمَا وَفَى بِقِلَاصِ النَّجْمِ حَادِيهَا
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَوْفَى نَذْرَهُ أَحْسَنَ الْإِيفَاءَ فَجَعَلَ الرُّبَاعِيَّ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ أَيْضًا أَوْفَيْتُهُ حَقَّهُ وَوَفَّيْتُهُ إيَّاهُ بِالتَّثْقِيلِ وَأَوْفَى بِمَا قَالَ وَوَفَّى بِمَعْنًى وَأَوْفَى عَلَى الشَّيْءِ أَشْرَفَ عَلَيْهِ.

وَتَوَفَّيْتُهُ وَاسْتَوْفَيْتُهُ بِمَعْنًى وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ أَمَاتَهُ وَالْوَفَاةُ الْمَوْتُ وَقَدْ وَفَى الشَّيْءُ بِنَفْسِهِ يَفِي إذَا تَمَّ فَهُوَ وَافٍ وَوَافَيْتُهُ مُوَافَاةً أَتَيْتُهُ. 
(و ف ي) : (وَفَى) الشَّيْءُ تَمَّ وُفِيًّا (وَكِيلٌ وَافٍ وَأَوْفَاهُ) أَتَمَّهُ إيفَاءً وَمِنْهُ قَوْلُهُ (أَوْفَى الْعَمَلَ وَوَفَّاهُ حَقَّهُ وَأَوْفَاهُ إيَّاهُ) أَعْطَاهُ وَافِيًا تَامًّا (وَاسْتَوْفَاهُ وَتَوَفَّاهُ) أَخَذَهُ كُلَّهُ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ (وَأَتَوَفَّى) تَمْرَكَ بِخَيْبَرَ (وَوَفَى بِالْعَهْدِ) وَأَوْفَى بِهِ وَفَاءً وَهُوَ وَفِيٌّ وَمِنْهُ وَقَوْلُهُمْ هَذَا الشَّيْءُ لَا يَفِي بِذَلِكَ أَيْ يَقْصُرُ عَنْهُ وَلَا يُوَازِيهِ وَالْمُكَاتَبُ مَاتَ عَنْ وَفَاءٍ أَيْ عَنْ مَالٍ يَفِي بِمَا كَانَ عَلَيْهِ وَالْجَذَعُ مِنْ الضَّأْنِ يَفِي بِالسَّيِّدِ مِنْ الْمَعْزِ وَمَنْ قَالَ يَفِي السَّيِّدُ وَفَسَّرَهُ بِيُكَافِي فَقَدْ تَرَكَ الْفَصِيحَ وَفِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «الْجَذَعُ مِنْ الضَّأْنِ يُوَفِّي بِهِ الثَّنِيُّ مِنْ الْمَعْزِ» وَهُوَ مِثْلُ الْأَوَّلِ (وَوَافَاهُ) آتَاهُ مُفَاعَلَةٌ مِنْ الْوَفَاءِ وَمِنْهُ كَفَلَ بِنَفْسِ رَجُلٍ عَلَى أَنْ يُوَافِيَ بِهِ الْمَسْجِدَ الْأَعْظَمَ وَإِنَّمَا خَصَّهُ لِأَنَّ الْقَاضِيَ كَانَ يَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ لِلْحُكْمِ وَفِي الْمُنْتَقَى (وَاَللَّهِ لِأُوَافِيَنَّكَ) بِهَذَا عَلَى اللِّقَاءِ قُلْت هُوَ صَحِيحٌ لِأَنَّ التَّرْكِيبَ دَالٌّ عَلَى التَّمَامِ وَالْكَمَالِ وَالْإِتْيَانُ إنَّمَا يَتِمُّ بِاللِّقَاءِ.
[وفي] نه: فيه: إنكم "وفيتم" سبعين أمة أنتم خيرها، أي تمت العدة بكم سبعين، من وفى الشيء - إذا تم وكمل. ومنه: فمررت بقوم تقرض شفاههم لما قرضت "وفت"، أي طالت وتمت. وح: "أوفى" الله ذمتك، أي أتمها، ووفت ذمتك أي تمت، واستوفيت حقي أي أخذته تامًا. ومنه: ألست تنتجها "وافية" أعينها وأذانها. وفي ح زيد بن أرقم: "وفت" أذنك وصدق الله حديثك، كأنه جعل أذنه في السماع الضامنة بتصديق ما حكت، فلما نزل القرآن في تحقيق ذل الخبر صارت الأذن كأنها وافية بضمانها خارجة من التهمة فيما أدته إلى اللسان، وروي: أوفى الله بإذنه، أي أظهر صدقه في إخباره عما سمعت أذنه، وفي بالشيء وأوفى ووفى بمعنى. ك: قصته أنه حكى قول ابن أبي المنافق: لا تنفقوا، فقال صلى الله عليه وسلم: لعلك أخطأ سماعك! قال: لا، فلما نزلت آية تصديقه لحقه النبي صلى الله عليه وسلم فعرك أذنه وقال: "وفت" أذنك يا غلام! وهو بضم همزة وسكون ذال، ويروى بفتحهما أي أظهر صدق في إخبارك عنالتغيير في العهد. نه: وفيه: "أوفى" على سلع، أي أشرف واطلع. ك: خرجنا "موافين" لهلال ذي الحجة، أي قرب طلوعه لخمس بقين من ذي الحجة، من أوفى عليه: أشرف. ط: الجذع: "يوفى" مما يوفى، أي تجزي من تضحيته ما يجزي منه الثني، من وفاه حقه وأوفاه - إذا أعطاه وافيًا. وفيه: من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى" إذا صلى علينا أهل البيت فليقل، المكيال الأوفى عبارة عن نيل الثواب الوافي. وإذا صلى - شرط، فليقل - جوابه، والمجموع جواب الشرط الأول، أو يكون إذا ظرف ليقل، وأهل البيت - بالجر بدل من ضمير علينا، أو منصوب بأعني. وفيه: حتى "يوافيه" به، أي لا يجاريه بذنبه حتى يجيء يوم القيامة متوفرة الذنوب فيستوفي حقه من العقاب. ج: وعدني "فوفاني"، هو أبو العاص زوج بنته صلى الله عليه وسلم، كان أسر في غزوة بدر فاستطلقه من المسلمين وشرط معه أن ينفذ زينب فوفى به. غ: ""متوفيك" ورافعك" على التقديم والتأخير، وقد يكون الوفاة قبضًا ليس بموت، أو متوفيك: مستوف كونك في الأرض. و"يتوفاكم" بالليل" ينيمكم. و""يتوفاكم" ملك الموت" يستوفي عددكم. و"الله" يتوفى" الأنفس حين موتها" والنفس التي تتوفى وفاة الموت التي بها الحياة والنفس والحركة وهي الروحن والتي تتوفى في النوم النفس المميزة العاقلة.
باب وق
[وف ي] وَفَى بالعَهْدِ وَفَاءً فَأَمَّا قولُ الهُذَليّ

(إذْ قدَّمُوا مائَةً واستَأْخَرَتْ مائَةٌ ... وَفْيًا وزادُوا على كِلْتَيْهما عَدَدَ)

فقد يكُونُ مصْدَرَ وَفَى مسْمُوعًا وقد يجوزُ أَنْ يكونَ قياسًا غيرَ مَسْمُوعٍ فإنَّ أبا عليٍّ قد حَكَى أَنّ للشاعر أَنْ يأْتي لكُلِّ فَعَل بفَعْلٍ وإِنْ لم يُسْمَعْ وكذلكَ أَوْفى ورَجُلٌ وفِيٌّ ومِيْفَاءٌ وقدْ وَفَى بنذْرِه وأَوْفَاهُ وأَوْفَى به وفي التنزيل {يوفون بالنذر} الإنسان 7 وحكى أبُو زَيدٍ وَفَّى نَذْرَهُ وأَوْفَاهُ أَي أَبْلَغَهُ وفي التَّنزِيلِ {وإبراهيم الذي وفى} النجم 37 وتَوَافَيْنَا في الميعادِ وَوَافَيْتُهُ فيه وتَوَفَّى المُدَّةَ بَلَغَها واستكْمَلَهَا وهو من ذلك وأَوْفَيْتُ المكانَ أَتَيْتُهُ قال أبُو ذُؤَيبٍ

(أُنَادي إذا أُوفَى مِنَ الأَرضِ مَرْباءً ... لأني سميعٌ لَو أُجابُ بَصِيرُ)

أُوْفى أُشرِفُ وآتي وقولُهُ أُنَادِي أَي كُلَّمَا أَشْرَفْتُ عَلَى مَرْباءٍ منَ الأرض نادَيْتُ يا دَارُ أَينَ أَهْلُكِ وكذلكَ أَوْفَيْتُ علَيْهِ وَأَوْفَيْتُ فيه وَوَافَيْتُ فُلانًا بِمَكانِ كذا وَوَفَى الشيءُ كَثُرَ وَوَفَى الدِّرْهم المِثْقَالَ عَادَلَهُ والوَافِي دِرْهَمٌ وَأَربَعةُ دَوَانِيقَ وكُلُّ مَا تمَّ مِن كَلامٍ وغَيرِه فقد وَفَى وأَوْفيتُهُ أَنَا قالَ غَيْلانُ الرَّبَعِيُّ

(أُوْفِيَتِ الزَّرْعَ وفَوْقَ الإِيفَاءْ ... )

وعَدَّاهُ إِلى مفعُولينِ وهذا كما تقُولُ أُعْطِيَتِ الزَّرعَ ومُنِحَتْهُ وقد تقدّمَ الفَرْقُ بين التَّمَامِ والوَفاءِ والوافِي منَ الشِّعْرِ ما استَوفَى في الاستعمالِ عِدَّةَ أَجزائِهِ في دائِرَتِهِ وقيلَ هو كُلُّ جزءٍ يمكنُ أَنْ يدْخُلَهُ الزِّحَافُ فيَسْلَمُ منه والوَفَاءُ الطُّولُ يقالُ في الدعاءِ مَاتَ فُلانٌ وأَنْتَ بِوَفَاءٍ أَي بطولِ عُمْرٍ يدعُو له بذلكَ عن ابن الأَعْرابي وأَوْفَى الرجُلَ حقَّهُ وَوَفَّاهُ إياهُ أكْمَلُهُ لَهُ وفي التنزيل {فَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حسابَهُ} النور 39 وتَوَفّاهُ هو منه واسْتَوفَاهُ لم يَدَع منه شيئًاوَوَفَى الكَيلَ وَأَوْفَاهُ أَتَمَّهُ وَأَوْفَى على الشيءِ وَفيهِ أَشرَفَ وإِنَّهُ لَميْفَاءٌ عَلَى الأشرافِ أي لا يزالُ يُوْفَى عليها وكذلكَ الحِمَارُ والوَفْيُ من الأَرضِ الشَّرَفُ يُوْفَى عليه قالَ كُثَيِّرٌ

(وإِنِ انطوَتْ من دونه الأَرضُ وانبرَى ... لِنُكْبِ الرِّياحِ وَفْيُهَا وحَفيرُهَا)

والمِيْفَى والمِيْفاَةُ مقصورانِ كذلك وَأَوْفَى على الخمسينَ زَادَ وكانَ الأَصْمَعِيُّ يُنْكِرُهُ ثم عَرَفَهُ والوَفَاةُ الموْتُ وقد تَوَفّاهُ اللهُ وقَوْلُهُ تعالى {حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم} الأعراف 37 قالَ الزَّجَّاجُ فيه والله أعلم وجهَانِ يكونُ حتّى إِذا جَاءتْهُمْ مَلائكةُ الموتِ يتوفَّوْنَهُم سأَلوهم عند المعايَنَةِ فيعترفونَ عند مَوْتهم أَنَّهم كانُوا كافرينَ لأَنَّهم قالوا لهم {أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا} الأعراف 37 أَي بَطَلُوا وذَهَبُوا ويجوز أَنْ يكُونَ واللهُ أعلم حتى إذا جَاءتْهُم مَلائِكةُ العذابِ يَتَوَفَّوْنَهُم فيكُونُ يَتَوفَّونَهُم في هذا الموضعِ على ضَرْبين أَحدهما يَتَوَفَّونَهُمْ عَذابًا وهذا كما تقولُ قدْ قَتَلْتُ فلانًا بالعَذَابِ وإِنْ لم يَمُتْ ودَلِيلُ هَذَا القَولِ قَولُهُ {ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت} إبراهيم 17 قال وجائزٌ أَنْ يكونَ يتوَفَّونَ عِدَّتَهُم وهو أضْعَفُ الوَجْهَينِ والله أعلم وقد وافَاهُ حِمَامُهُ وقَوْلُهُ أنشدَهُ ابن جِنِّيٍّ

(ليتَ القيامةَ يومَ تُوْفِيَ مُصْعَبُ ... قامَتْ على مُضَرٍ وَحُقَّ قيامُهَا)

أَرَادَ وُوْفِيَ فَأَبدَلَ الواو تاءً كقولهم تاللهِ وَتَوْلج وتَوْرية فِيمَنْ جَعَلَهَا فَوْعَلَةً والوَفَاءُ مَوْضِعٌ قال ابن حِلِّزَةَ

(فَعَاذِبٌ فالوَفاءُ ... )

انقضى الثلاثي اللفيف 
وفي
وفَى1/ وفَى بـ يَفي، فِ/ فِهْ، وَفاءً ووَفْيًا، فهو وافٍ، والمفعول مَوْفيّ (للمتعدِّي)
• وفََى الشَّيءُ: تمّ "وفَى ريشُ الجناح- وفَى ترتيبُ المنزل".
• وفَى الشَّخصُ نذرَه: أدّاه " {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَى} [ق] " ° وفَى بدَينه: سدّده، أدّاه.
• وفَى الشَّخصُ الوَعْدَ/ وفَى الشَّخْصُ بالوَعْد: حافظ عليه وعمل به، أتمّه وأنجزه، ضدّ غدر "وفَى بالعَهْد- وفى بما التزم به من مهَمّات".
• وفَى بالغرضِ: لبّى الحاجَة. 

وفَى2 يفِي، فِ/ فِهْ، وُفِيًّا، فهو وافٍ
• وفَى الشَّيءُ: كثُر "وفَى الخيرُ هذا العام" ° هذا الشَّيء لا يفي بذلك: يَقْصُر عنه ولا يوازيه. 

أوفى/ أوفى بـ/ أوفى على/ أوفى في يُوفي، أَوْفِ، إيفاءً، فهو مُوفٍ، والمفعول مُوفًى
• أوفى الوعدَ/ أوفى بالوعد: وفَى به، أتمّه وأنجزه "أوفَى عهدَه/ بعهده- {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ} ".
• أوفى نذرَه/ أوفى بنذره: أدّاه، أبلغه " {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ} ".
• أوفى الكَيلَ: جعله تامًا لا نقص فيه " {فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا} ".
• أوفى الشَّخصَ حقَّه: أعطاه إيّاه وافيًا تامًّا "أوفاهم صاحبُ المصنع حقوقهم كاملة".
• أوفى المكانَ/ أوفى على المكان/ أوفى في المكان: أتاه، أشرف عليه "أوفى على الانتهاء".
• أوفى الشَّخصُ على الخمسين وغيرها: زاد عليها "عمره الآن أوفى على الثمانين- أوفى على المائة". 

استوفى يستوفي، اسْتَوْفِ، استيفاءً، فهو مُسْتَوفٍ، والمفعول مُسْتوفًى
• استوفى الشَّخصُ حقَّه: أخذه كاملاً لم ينقص منه شيء "استوفى منه مالَه: لم يُبْقِ عليه شيئًا- {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} " ° استوفى أجلَه: للتَّعبير عن نعي شخص- استوفى الشُّروطَ: توافرت فيه، استكملها- استوفى موضوعًا: استوعبه، أحاط به علمًا. 

توفَّى يتوفَّى، توفَّ، توفّيًا، فهو مُتَوَفٍّ، والمفعول مُتَوَفًّى (للمتعدِّي)
• توفَّى جارُنا اليوم: مات، استوفى أجله.
• توفَّى اللهُ الشَّخصَ:
1 - أماته، قبض روحَه "توفّاه الله وهو في مقتبل العمر- {اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} ".
2 - أنامه " {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ} ".
3 - قبَض رُوحَه من الأرض بلا موت " {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} ".
• توفَّى الشَّخصُ حقَّه: استوفاه؛ أخذه كاملاً لم ينقص منه شيء "توفّى أرباحَه من الشَّركة". 

تُوفِّيَ يُتوفَّى، توفّيًا، والمفعول مُتوفًّى
• تُوُفِّي الشَّخصُ: مات، توفّاه الله ° تُوفِّي إلى رحمة ربّه: مات. 

وافى يوافي، وافِ، مُوافاةً، فهو مُوافٍ، والمفعول مُوافًى
• وافى القومَ: أتاهم، قدِم إليهم "وافى المكانَ: وصل إليه- وافاه في الميعاد: أتاه في الموعد- وافاه بمكان كذا: أتاه في المكان المُتَّفق عليه" ° نوافيكم بالأخبار/ نوافيكم بالأنباء: نأتيكم بها.
 • وافى فلانًا الموتُ: أَدْركه، فاجَأهُ "وافاه الأجلُ المحتومُ- وافتها المنيّة ليلة أمس"? وافاه أجلُه/ وافاه الأجلُ: مات.
• وافى الشَّخصَ حقَّه: أوفاه؛ أعطاه إيّاه تامًّا. 

وفَّى يوفِّي، وَفِّ، تَوْفِيةً، فهو مُوَفٍّ، والمفعول مُوَفًّى
• وفَّى الشّخصَ حقَّه: أوفاه؛ أعطاه إيّاه تامًّا، أتمَّ ما وعده به "وفَّى كُلّ ديونه- {وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ}: جازاه- {فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ} ". 

أَوْفى [مفرد]: مؤ وُفْيا ووَفْياء: اسم تفضيل من وفَى1/ وفَى بـ: أكثر وفاءً " {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ} - {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى. ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى} ". 

إيفاء [مفرد]: مصدر أوفى/ أوفى بـ/ أوفى على/ أوفى في. 

استيفاء [مفرد]: مصدر استوفى. 

توفية [مفرد]: مصدر وفَّى. 

مُتوفًّى [مفرد]:
1 - اسم مفعول من توفَّى وتُوفِّيَ.
2 - ميِّت "فلان المُتوفّى سنة كذا- زار قبر صديقه المُتوفَّى". 

وافٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من وفَى1/ وفَى بـ ووفَى2.
2 - (عر) بيت أجزاؤه تامَّة، أو ما استوفى في الاستعمال عدَّة أجزائه في دائرته. 

وفاء [مفرد]:
1 - مصدر وفَى1/ وفَى بـ ° مات عن وفاءٍ: مات وترك مالاً يفي بما عليه.
2 - إخلاص واعتراف بالجميل، أمانة، ثبات ومحافظة على العهد؛ ضدّ الغدر "هو ذو وفاءٍ لأصدقائه- حِفْظُ السِّرِّ من صدق الوفاء [مثل]- وَعْد بلا وفاء، عداوة بلا سبب [مثل]- *ونقضت عهدًا كيف لي بوفائه*" ° وفاءً لـ: اعترافًا بفضله- يَوْمُ وفاء النّيل: يوم فيضانه (في مصر). 

وفاة [مفرد]: ج وَفَيات: مَوْتٌ، توقُّف كامل ودائم للوظائف الحيويَّة للإنسان، وانعدام نشاط موجات المخّ "أدركته الوفاةُ- كانت وفاته سنة كذا- أتعبني بعدك البقاءُ ... وفي وفاتي لك الوفاءُ" ° شهادة الوَفاة: شهادة تُحرَّر من سجلّ الوفيات- نسبة الوَفَيات: معدّلها.
• مُعَدَّل الوَفَيات: (مع) نسبة مجموع الوفيات إلى مجموع السُّكّان في مجتمع أو منطقة معيَّنة خلال فترة معيَّنة. 

وَفْي [مفرد]: مصدر وفَى1/ وفَى بـ. 

وَفِيّ [مفرد]: ج أوْفياءُ، مؤ وفيّة، ج مؤ وفيّات وأوْفياءُ: كثير الوفاء والإخلاص، مَنْ يفي بتعهُّداته ويقوم بواجبه، مخلِص "صديق وفيّ- هم أوفياءُ بوعودهم- وأنت وفيٌّ لا يُذَمُّ وفاؤُهُ ... وأنت كريمٌ ليس تُحْصى مكارِمُه".
• الوَفِيّ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الَّذي يُتمّ ما يَعِدُ به، ولا يغدر، أو الَّذي يعطي الحقّ ويأخذ الحقّ. 

وُفِيّ [مفرد]: مصدر وفَى2. 
(وفي) - في الحديث قَال لزَيد بن أرقم - رضي الله عنه -: "وَفَتْ أُذُنكَ، وصَدَّقَ الله تَعالَى حَدِيثَك"
كأنه جَعَل أُذُنَه فِى السَّمَاع كالضَّامِنَة بتَصْديق ما حَكَتْ. لأنّه صَدَّق ما في نفْسِهِ، فلما نَزل من القُرآنِ ما نزل في تَحْقِيق ذلك الخبَر، صَارَت الأُذُن كأنها وَاِفيَةٌ بِضَمانِها، خارِجَةٌ مِن الِظنَّةِ فيما أَدَّتْه إلى لِسَانِها. 
وفي: تقول: وَفَى يفي وفاءً فهو واف ... وفيتَ بعهدك، ولغة أهل تهامة: أوفيت. ووَفَى ريشُ الجناح فهو وافٍ، وكلّ شيءٍ بلغ تمام الكمال، فقد وَفَى وتمَّ.. وكذلك يقال: درهم وافٍ، يعني أنّه درهم يزن مثقالاً.. وكيل واف. ورجل وفيٌّ: ذو وفاء. وتقول: أَوْفَى على شَرفٍ من الأرض، إذا أَشْرف فوقَها. والمِيفاةُ: الموضعُ الذي يُوفي فوقه البازي لإيناس الطّير أو غيره. وإنّه لَمِيفاء، ممدودة، على الأَشراف إذا لم يَزَلْ يُوفي على شَرَف بعد شَرَف، قال رؤبة: 

أتلعُ ميفاء رءوس فَوْرَه

والمُوافاةُ: أن تُوافِيَ إنسانا في الميعاد، تقول: وافيته. وتقول: أَوْفَيْتُهُ حقَّهُ، ووفّيته أَجْرَهُ كلّه وحسابه ونحو ذلك. والوفاةُ: المنيّة.. وتُوُفِّيَ فلان، وتوفّاه الله، إذا قبض نَفسَهُ.

وفي: الوفاءُ: ضد الغَدْر، يقال: وَفَى بعهده وأَوْفَى بمعنى؛ قال ابن

بري: وقد جمعهما طُفَيْل الغَنَوِيُّ في بيت واحد في قوله:

أَمَّا ابن طَوْقٍ فقد أَوْفَى بِذِمَّتِه

كما وَفَى بِقلاصِ النَّجْمِ حادِيها

وَفَى يَفِي وَفاءً فهو وافٍ. ابن سيده: وفَى بالعهد وَفاءً؛ فأَما قول

الهذلي:

إذ قَدَّمُوا مِائةً واسْتَأْخَرَتْ مِائةً

وَفْياً، وزادُوا على كِلْتَيْهِما عَدَدا

فقد يكون مصدر وَفَى مسموعاً وقد يجوز أَن يكون قياساً غير مسموع، فإن

أَبا علي قد حكى أَن للشاعر أَن يأْتي لكلّ فَعَلَ بِفَعْلٍ وإن لم يُسمع،

وكذلك أَوْفَى. الكسائي وأَبو عبيدة: وَفَيْتُ بالعهد وأَوْفَيْتُ به

سواء، قال شمر: يقال وَفَى وأَوْفَى، فمن قال وفَى فإنه يقول تَمَّ كقولك

وفَى لنا فلانٌ أَي تَمَّ لنا قَوْلُه ولم يَغْدِر. ووَفَى هذا الطعامُ

قفيزاً؛ قال الحطيئة:

وفَى كَيْلَ لا نِيبٍ ولا بَكَرات

أَي تَمَّ، قال: ومن قال أَوْفَى فمعناه أَوْفاني حقَّه أَي أَتَمَّه

ولم يَنْقُصْ منه شيئاً، وكذلك أَوْفَى الكيلَ أَي أَتمه ولم ينقص منه

شيئاً. قال أَبو الهيثم فيما ردّ على شمر: الذي قال شمر في وَفَى وأَوْفَى

باطل لا معنى له، إنما يقال أَوْفَيْتُ بالعهد ووَفَيْتُ بالعهد. وكلُّ شيء

في كتاب الله تعالى من هذا فهو بالأَلف، قال الله تعالى: أَوْفُوا

بالعُقود، وأَوْفُوا بعهدي؛ يقال: وفَى الكيلُ ووَفَى الشيءُ أَي تَمَّ،

وأَوْفَيْتُه أَنا أَتمَمْته، قال الله تعالى: وأَوفُوا الكيلَ؛ وفي الحديث:

فممرت بقوم تُقْرَضُ شِفاهُهم كُلَّما قُرِضَتْ وفَتْ أَي تَمَّتْ

وطالَتْ؛ وفي الحديث: أَلَسْتَ تُنْتِجُها وافيةً أَعينُها وآذانُها. وفي حديث

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إنكم وَفَيْتُم سبعين أُمَّةً أَنتم

خَيْرُها وأَكْرَمُها على الله أَي تَمَّت العِدَّة سبعين أُمة بكم.

ووفَى الشيء وُفِيًّا على فُعولٍ أَي تَمَّ وكثر. والوَفِيُّ: الوافِي.

قال: وأَما قولهم وفَى لي فلان بما ضَمِن لي فهذا من باب أَوْفَيْتُ له بكذا

وكذا ووَفَّيتُ له بكذا ؛ قال الأَعشى:

وقَبْلَكَ ما أَوْفَى الرُّقادُ بِجارةٍ

والوَفِيُّ: الذي يُعطِي الحقَّ ويأْخذ الحقَّ. وفي حديث زيد بن

أَرْقَمَ: وَفَتْ أُذُنُكَ وصدّق الله حديثَك، كأَنه جعل أُذُنَه في السَّماع

كالضامِنةِ بتصديق ما حَكَتْ، فلما نزل القرآن في تحقيق ذلك الخبر صارت

الأُذن كأَنها وافية بضمانها خارجة من التهمة فيما أَدَّته إلى اللسان، وفي

رواية: أَوفى الله بأُذنه أَي أَظهر صِدْقَه في إِخباره عما سمعت أُذنه،

يقال: وفَى بالشيء وأَوْفَى ووفَّى بمعنى واحد. ورجل وفيٌّ ومِيفاءٌ: ذو

وَفاء، وقد وفَى بنَذْرِه وأَوفاه وأَوْفَى به؛ وفي التنزيل العزيز:

يُوفُون بالنَّذر، وحكى أَبو زيد: وفَّى نذره وأَوْفاه أَي أَبْلَغه، وفي

التنزيل العزيز: وإبراهيمَ الذي وَفَّى؛ قال الفراء: أَي بَلَّغَ، يريد

بَلَّغَ أَنْ ليست تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى أَي لا تحمل الوازِرةُ ذنب

غيرها؛ وقال الزجاج: وفَّى إبراهيمُ ما أُمِرَ به وما امْتُحِنَ به من ذبح

ولده فعزَم على ذلك حتى فَداه الله بذِبْح عظيم، وامْتُحِنَ بالصبر على

عذاب قومه وأُمِر بالاخْتِتان، فقيل: وفَّى، وهي أَبلغ من وَفَى لأَن

الذي امْتُحِنَ به من أَعظم المِحَن. وقال أبو بكر في قولهم الزَمِ

الوَفاء: معنى الوفاء في اللغة الخُلق الشريف العالي الرَّفِيعُ من قولهم: وفَى

الشعرَ فهو وافٍ إذا زادَ؛ ووَفَيْت له بالعهد أَفِي؛ ووافَيْتُ أُوافِي،

وقولهم: ارْضَ من الوفاء باللّفاء أَي بدون الحق؛ وأَنشد:

ولا حَظِّي اللَّفاءُ ولا الخَسِيسُ

والمُوافاةُ: أَن تُوافيَ إنساناً في المِيعاد، وتَوافَينا في الميعاد

ووافَيْتُه فيه، وتوَفَّى المُدَّة: بلَغَها واسْتَكْمَلها، وهو من ذلك.

وأَوْفَيْتُ المكان: أَتيته؛ قال أَبو ذؤَيب:

أُنادِي إذا أُفِي من الأَرضِ مَرْبَأً

لأَني سَمِيعٌ ، لَوْ أُجابُ، يَصيِرُ

أُفِي: أُشْرِفُ وآتي؛ وقوله انادي أي كلما أَشرفت على مَرْبَإٍ من

الأَرض نادَيتُ يا دارُ أَين أَهْلَكِ، وكذلك أَوْفَيْتُ عليه وأَوْفَيْت

فيه. وأَوْفَيْتُ على شَرَفٍ من الأَرض إذا أَشْرَفْت عليه، فأَنا مُوفٍ،

وأَوْفَى على الشيء أَي أَشْرَفَ؛ وفي حديث كعب بن مالك: أَوْفَى على

سَلْعٍ أَي أَشْرَفَ واطَّلَعَ. ووافَى فلان: أَتَى.

وتوافَى القومُ: تتامُّوا . ووافَيْتُ فلاناً بمكان كذا.

ووَفَى الشيءُ: كثُرَ؛ ووَفَى رِيشُ الجَناحِ فهو وافٍ، وكلُّ شيء بلَغ

تمامَ الكمال فقد وَفَى وتمَّ، وكذلك دِرْهمٌ وافٍ يعني به أَنه يزن

مِثقالاً، وكَيْلٌ وافٍ. ووَفَى الدِّرْهَمُ المِثقالَ: عادَلَه، والوافِي:

درهمٌ وأَربعةُ دَوانِيقَ؛ قال شمر: بلغني عن ابن عيينة أَنه قال الوافِي

درهمٌ ودانِقانِ، وقال غيره: هو الذي وَفَى مِثقالاً، وقيل: درهمٌ وافٍ

وفَى بزِنتِه لا زيادة فيه ولا نقص، وكلُّ ما تمَّ من كلام وغيره فقد

وفَى، وأَوْفَيْتُه أَنا؛ قال غَيْلانُ الرَّبَعِي:

أَوْفَيْتُ الزَّرْعَ وفَوْقَ الإِيفاء

وعدَّاه إلى مفعولين، وهذا كما تقول: أَعطيت الزرع ومنحته، وقد تقدم

الفرق بين التمام والوفاء.

والوافِي من الشِّعْر: ما اسْتَوفَى في الاستعمال عِدَّة أَجزائه في

دائرته، وقيل: هو كل جزء يمكن أَن يدخله الزِّحاف فسَلِمَ منه.

والوَفاء: الطُّول؛ يقال في الدُعاءِ: مات فلان وأَنت بوَفاء أَي بطول

عُمُر، تدْعُو له بذلك؛ عن ابن الأَعرابي. وأَوْفَى الرجلَ حقَّه ووَفَّاه

إِياه بمعنى: أَكْمَلَه له وأَعطاه وافياً. وفي التنزيل العزيز: ووَجدَ

اللهَ عندَه فوفَّاه حسابَه. وتَوَفَّاه هو منه واسْتَوْفاه: لم يَدَعْ

منه شيئاً. ويقال أَوْفَيْته حَقَّه ووَفَّيته أَجْره. ووفَّى الكيلَ

وأَوفاه: أَتَمَّه. وأَوْفَى على الشيء وفيه: أَشْرَفَ. وإنه لمِيفاء على

الأَشْرافِ أَي لا يزالُ يُوفِي عليها، وكذلك الحِمار. وعَيرٌ مِيفاء على

الإِكام إذا كان من عادته أَن يُوفيَ عليها؛ وقال حميد الأَرقط يصف

الحمار:عَيْرانَ مِيفاءٍ على الرُّزُونِ،

حَدَّ الرَّبِيعِ، أَرِنٍ أَرُونِ

لا خَطِلِ الرَّجْعِ ولا قَرُونِ،

لاحِقِ بَطْنٍ بِقَراً سَمِينِ

ويروى: أَحْقَبَ مِيفاءٍ، والوَفْيُ من الأَرض: الشَّرَفُ يُوفَى عليه؛

قال كثير:

وإنْ طُوِيَتْ من دونه الأَرضُ وانْبَرَى،

لِنُكْبِ الرِّياحِ. وَفْيُها وحَفِيرُها

والمِيفَى والمِيفاةُ، مقصوران، كذلك. التهذيب: والميفاةُ الموضع الذي

يُوفِي فَوقه البازِي لإِيناس الطير أَو غيره، قال رؤْبة:

ميفاء رؤوس فوره

(* قوله «قال رؤبة إلخ» كذا بالأصل.)

والمِيفَى: طَبَق التَّنُّور. قال رجل من العرب لطباخه: خَلِّبْ

مِيفاكَ حتى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ، قال: خَلِّبْ أَي طَبِّقْ، والرَّوْدَقُ:

الشِّواء. وقال أَبو الخطاب: البيت الذي يطبخ فيه الآجُرُّ يقال له

المِيفَى؛ روي ذلك عن ابن شميل.

وأَوْفَى على الخمسين: زادَ، وكان الأَصمعي يُنكره ثم عَرَفه.

والوَفاةُ: المَنِيَّةُ. والوفاةُ: الموت. وتُوُفِّيَ فلان وتَوَفَّاه

الله إذا قَبَضَ نَفْسَه، وفي الصحاح: إذا قَبَضَ رُوحَه، وقال غيره:

تَوَفِّي الميتِ اسْتِيفاء مُدَّتِه التي وُفِيتْ له وعَدَد أَيامِه وشُهوره

وأَعْوامه في الدنيا. وتَوَفَّيْتُ المالَ منه واسْتوْفَيته إذا أَخذته

كله. وتَوَفَّيْتُ عَدَد القومِ إذا عَدَدْتهم كُلَّهم؛ وأَنشد أَبو

عبيدة لمنظور الوَبْرِي:

إنَّ بني الأَدْرَدِ لَيْسُوا مِنْ أَحَدْ،

ولا تَوَفَّاهُمْ قُرَيشٌ في العددْ

أَي لا تجعلهم قريش تَمام عددهم ولا تَسْتَوفي بهم عدَدَهم؛ ومن ذلك

قوله عز وجل: الله يَتَوفَّى الأَنْفُسَ حينَ مَوْتِها؛ أَي يَسْتَوفي مُدَد

آجالهم في الدنيا، وقيل: يَسْتَوْفي تَمام عدَدِهم إِلى يوم القيامة،

وأَمّا تَوَفِّي النائم فهو اسْتِيفاء وقْت عَقْله وتمييزه إِلى أَن نامَ.

وقال الزجاج في قوله: قل يَتَوَفَّاكم مَلَكُ الموت، قال: هو من تَوْفِية

العدد، تأْويله أَن يَقْبِضَ أَرْواحَكم أَجمعين فلا ينقُص واحد منكم،

كما تقول: قد اسْتَوْفَيْتُ من فلان وتَوَفَّيت منه ما لي عليه؛ تأْويله

أَن لم يَبْقَ عليه شيء. وقوله عز وجل: حتى إذا جاءتهم رُسُلُنا

يَتَوَفَّوْنَهم؛ قال الزجاج: فيه، والله أَعلم، وجهان: يكون حتى إذا جاءتهم

ملائكةُ الموت يَتَوَفَّوْنَهم سَأَلُوهم عند المُعايَنة فيعترفون عند موتهم

أَنهم كانوا كافرين، لأَنهم قالوا لهم أَين ما كنتم تدعُون من دون الله؟

قالوا: ضَلُّوا عنا أَي بطلوا وذهبوا، ويجوز أَن يكون، والله أَعلم، حتى

إذا جاءتهم ملائكة العذابِ يتوفونهم، فيكون يتوفونهم في هذا الموضع على

ضربين: أَحدهما يَتَوَفَّوْنَهم عذاباً وهذا كما تقول: قد قَتَلْتُ فلاناً

بالعذاب وإن لم يمت، ودليل هذا القول قوله تعالى: ويأْتِيه الموتُ من

كلِّ مَكانٍ وما هو بمَيِّت؛ قال: ويجوز أَن يكون يَتَوَفَّوْنَ عِدَّتهم،

وهو أَضعف الوجهين، والله أعلم، وقد وافاه حِمامُه؛ وقوله أَنشده ابن

جني:

ليتَ القِيامةَ ، يَوْمَ تُوفي مُصْعَبٌ،

قامتْ على مُضَرٍ وحُقَّ قِيامُها

أَرادَ: وُوفيَ، فأَبدل الواو تاء كقولهم تالله وتَوْلجٌ وتَوْراةٌ،

فيمن جعلها فَوْعَلة.

التهذيب: وأَما المُوافاة التي يكتبها كُتَّابُ دَواوين الخَراج في

حِساباتِهم فهي مأْخوذة من قولك أَوْفَيْتُه حَقَّه ووَفَّيْتُه حَقَّه

ووافَيْته حَقَّه،كل ذلك بمعنى: أَتْمَمْتُ له حَقَّه، قال: وقد جاء فاعَلْتُ

بمعنى أَفْعلْت وفَعَّلت في حروف بمعنى واحد. يقال: جاريةٌ مُناعَمةٌ

ومُنَعَّمةٌ، وضاعَفْتُ الشيء وأَضْعَفْتُه وضَعَّفْتُه بمعنى، وتَعاهَدْتُ

الشيء وتعَهَّدْته وباعَدْته وبَعَّدته وأَبْعَدْتُه، وقارَبْتُ الصبي

وقَرَّبْتُه، وهو يُعاطِيني الشيء ويُعطِيني؛ قال بشر بن أبي خازم:

كأَن الأَتْحَمِيَّةَ قامَ فيها،

لحُسنِ دَلالِها، رَشأٌ مُوافي

قال الباهلي: مُوافي مثلُ مفاجي؛ وأَنشد:

وكأَنما وافاكَ، يومَ لقِيتَها

من وَحْش وَجّرةَ، عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ

وقيل: موافي قد وافى جِسْمُه جِسمَ أُمه أَي صار مثلها.

والوَفاء: موضع؛ قال ابن حِلِّزةَ:

فالمُحَيَّاةُ فالصِّفاحُ فَأَعْنا

قُ قَنانٍ فَعاذِبٌ فالوَفاء

وأَوْفى: اسم رجل.

ظلل

ظلل
الظِّلُّ: ضدُّ الضَّحِّ، وهو أعمُّ من الفيء، فإنه يقال: ظِلُّ اللّيلِ، وظِلُّ الجنّةِ، ويقال لكلّ موضع لم تصل إليه الشّمس: ظِلٌّ، ولا يقال الفيءُ إلّا لما زال عنه الشمس، ويعبّر بِالظِّلِّ عن العزّة والمنعة، وعن الرّفاهة، قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ
[المرسلات/ 41] ، أي:
في عزّة ومناع، قال: أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها
[الرعد/ 35] ، هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ [يس/ 56] ، يقال: ظَلَّلَنِي الشّجرُ، وأَظَلَّنِي.
قال تعالى: وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ
[البقرة/ 57] ، وأَظَلَّنِي فلانٌ: حرسني، وجعلني في ظِلِّهِ وعزّه ومناعته. وقوله: يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ
[النحل/ 48] ، أي: إنشاؤه يدلّ على وحدانيّة الله، وينبئ عن حكمته. وقوله: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ إلى قوله: وَظِلالُهُمْ
. قال الحسن: أمّا ظِلُّكَ فيسجد لله، وأمّا أنت فتكفر به ، وظِلٌّ ظَلِيلٌ:
فائض، وقوله: وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا
[النساء/ 57] ، كناية عن غضارة العيش، وَالظُّلَّةُ: سحابةٌ تُظِلُّ، وأكثر ما يقال فيما يستوخم ويكره. قال تعالى: كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ
[الأعراف/ 171] ، عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ
[الشعراء/ 189] ، أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ
[البقرة/ 210] ، أي: عذابه يأتيهم، والظُّلَلُ: جمعُ ظُلَّةٍ، كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ، وقُرْبَةٍ وقُرَبٍ، وقرئ: (في ظِلَالٍ) وذلك إمّا جمع ظُلَّةٍ نحو: غُلْبَةٍ وغِلَابٍ، وحُفْرَةٍ وحِفَارٍ، وإمّا جمعُ ظِلّ نحو: يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ
[النحل/ 48] ، وقال بعض أهل اللّغة: يقال للشّاخص ظِلٌّ. قال: ويدلّ على ذلك قول الشاعر:
لمّا نزلنا رفعنا ظِلَّ أخبيةٍ
وقال: ليس ينصبون الظِّلَّ الذي هو الفيء إنّما ينصبون الأخبية، وقال آخر:
يتبع أفياء الظِّلَالِ عشيّة
أي: أفياء الشّخوص، وليس في هذا دلالة فإنّ قوله: (رفعنا ظِلَّ أخبيةٍ) ، معناه: رفعنا الأخبية فرفعنا به ظِلَّهَا، فكأنّه رفع الظِّلَّ. وقوله:
أفياءُ الظِّلَالِ فَالظِّلَالُ عامٌّ والفيءُ خاصّ، وقوله: (أفياءُ الظِّلَالِ) ، هو من إضافة الشيء إلى جنسه. والظُّلَّةُ أيضا: شيءٌ كهيئة الصُّفَّة، وعليه حمل قوله تعالى: وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ
[لقمان/ 32] ، أي: كقطع السّحاب. وقوله تعالى: لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ
[الزمر/ 16] ، وقد يقال: ظِلٌّ لكلّ ساتر محمودا كان أو مذموما، فمن المحمود قوله: وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ
[فاطر/ 21] ، وقوله: وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها
[الإنسان/ 14] ، ومن المذموم قوله: وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ
[الواقعة/ 43] ، وقوله: إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ
[المرسلات/ 30] ، الظِّلُّ هاهنا كالظُّلَّةِ لقوله: ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ
[الزمر/ 16] ، وقوله: لا ظَلِيلٍ
[المرسلات/ 31] ، لا يفيد فائدة الظِّلِّ في كونه واقيا عن الحرّ، وروي: «أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم كان إذا مشى لم يكن له ظِلٌّ» ، ولهذا تأويل يختصّ بغير هذا الموضع . وظَلْتُ وظَلِلْتُ بحذف إحدى اللّامين يعبّر به عمّا يفعل بالنهار، ويجري مجرى صرت، فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ
[الواقعة/ 65] ، لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ
[الروم/ 51] ، ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً
[طه/ 97] .
ظلل: {ظلل}: ما غطى. {وظلالهم}: جمع ظل. {في ظلال على الأرائك}: جمع ظلة، نحو قلة وقلال. {فظلت}: أقامت نهارا. {ظل وجهه}: صار.
(ظلل) بِالسَّوْطِ أَشَارَ بِهِ تخويفا وَفُلَانًا أظلهُ وَيُقَال ظلله بِكَذَا وظلل الله عَلَيْهِم الْغَمَام وظلله من الشَّمْس والرسم جعل فِي خلفيته ظلا إِذا كَانَ ذَا لون وَاحِد (مج)
(ظ ل ل) : (الظُّلَّةُ) كُلُّ مَا أَظَلَّكَ مِنْ بِنَاءٍ أَوْ جَبَلٍ أَوْ سَحَابٍ أَيْ سَتَرَكَ وَأَلْقَى ظِلَّهُ عَلَيْكَ وَلَا يُقَالُ أَظَلَّ عَلَيْهِ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) وَلَوْ كَانَ لِأَحَدِهِمَا مَشْجَرَةٌ أَغْصَانُهَا مُظِلَّةٌ عَلَى نَصِيبِ الْآخَرِ فَعَامِّيٌّ وَكَأَنَّهُمْ لَمَّا اسْتَفَادُوا مِنْهُ مَعْنَى الْإِشْرَافِ عَدَّوْهُ تَعْدِيَتَهُ وَلَوْ قَالُوا بِالطَّاءِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ لَصَحَّ وَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ ظِلَّةُ الدَّارِ يُرِيدُونَ بِهَا السُّدَّةَ الَّتِي فَوْقَ الْبَابِ وَعَنْ صَاحِبِ الْحَصْرِ هِيَ الَّتِي أَحَدُ طَرَفَيْ جُذُوعِهَا عَلَى هَذِهِ الدَّارِ وَطَرَفُهَا الْآخَرُ عَلَى حَائِطِ الْجَارِ الْمُقَابِلِ.

ظلل


ظَلَّ(n. ac. ظَلّ
ظُلُوْل)
a. Passed, spent ( the day ); continued, kept
on (doing).
b. Became.

ظَلَّلَa. Shaded, shadowed, overshaded; sheltered.
b. [Bi], Shook (whip).
أَظْلَلَa. see II (a)b. Was shady, cloudy (day).
c. Drew near, was imminent, close at hand.

تَظَلَّلَ
a. [Bi], Was shaded, overshadowed, sheltered by.

إِسْتَظْلَلَ
a. [Bi], Sought the shade, placed himself in the shade or
shadow or under the protection of.
b. [Bi & Min], Shaded or protected himself from...by means of.

ظَلَّةa. Residence, abode, dwelling-place.
b. Health, wellbeing; prosperity

ظِلّ
(pl.
ظِلَاْل
ظُلُوْل
أَظْلَاْل
38)
a. Shade, shadow, shelter; protection.
b. Darkness.

ظُلَّة
(pl.
ظُلَل
ظِلَاْل
23)
a. Shelter, cover; overhanging roof &c.

ظَلَلa. Shady pool &c.

مَظْلَلَة
مِظْلَلَة
20t
(pl.
مَظَاْلِلُ)
a. Large tent.
b. Parasol, sunshade, umbrella.
c. Canopy, awning, dais, baldachin .
ظَلَاْل ظِلَاْل
ظِلَاْلَة
Shade, shelter, screen; cloud obscuring the sun.

ظَلِيْلa. Shaded; shady (place).
ظَلِيْلَة
(pl.
ظَلَاْئِلُ)
a. Meadow with plenty of trees.

N. Ag.
أَظْلَلَa. see 25
(ظلل) - قَولُه تبارك وتعالى: {مَدَّ الظِّلَّ} .
يعنى سَوادَ الَّليل، والظِّلُّ: ضد الضِّحِّ ونقَيِضُه.
قال الأَصَمعِىّ: الظِّلُّ: لَوْنُ النَّهار تَغلِب عليه الشَّمسُ. وقيل: الظِّلُّ: ما بَينْ الفَجْر والشَّمس.
- في الحديث: "الجَنَّةُ تَحتَ ظِلالِ السُّيوف"
: أي الدُّنُوُّ من الضِّرابِ حتى يَعْلُوَه السَّيفُ، ولا يُولّى عنه، وكلّ شيء دَنَا منك فقد أَظَلَّك. وأنشد:
ورَنَّقتِ المَنِيَّةُ فَهْى ظِلٌّ
على الأبطالِ دَانِيَةَ الجَناحِ 
- ومنه الحديث: "سَبْعَة في ظِلِّ العَرْش، والسُّلطانُ ظِلُّ الله في الأَرض". لأن ظِلَّ الشيءِ قريبٌ منه، وكالمُتَّصل به: أي أَنَّه في ذُرَاه وكَنَفِه ونَاحِيَتهِ وسِتْرِه.
- قَولُه تَباركَ وتَعالى: {عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} .
قال الخَلِيل: هي كَهَيْئَة الصَّفَة.
وقال يَعْقُوب: "ظُلَّةُ الرَّاعِى كِساؤه"
وقيل: الظُّلَّة أَولُ سَحابة تُظَلّل. وقيل: هي الشىَّءُ المُظِلّ من شجرة أو غَيرِها. وأظلَّه: أَلقَى عليه ظِلَّه، ثم اتَّسَع فقِيل: أَظلَّه الأمرُ والشَّهرُ.
ظ ل ل: (الظِّلُّ) مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ (ظِلَالٌ) . وَ (الظِّلَالُ) أَيْضًا مَا أَظَلَّكَ مِنْ سَحَابٍ وَنَحْوِهِ. وَ (ظِلُّ) اللَّيْلِ سَوَادُهُ وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ لِأَنَّ الظِّلَّ فِي الْحَقِيقَةِ ضَوْءُ شُعَاعِ الشَّمْسِ دُونَ الشُّعَاعِ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ ضَوْءٌ فَهُوَ ظُلْمَةٌ وَلَيْسَ بِظِلٍّ. وَظِلٌّ (ظَلِيلٌ) وَمَكَانٌ ظَلِيلٌ أَيْ دَائِمُ الظِّلِّ. وَفُلَانٌ يَعِيشُ فِي (ظِلِّ) فُلَانٍ أَيْ فِي كَنَفِهِ. وَ (الظُّلَّةُ) بِالضَّمِّ كَهَيْئَةِ الصُّفَّةِ. وَقُرِئَ: «فِي ظُلَلٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ» وَ (الظُّلَّةُ) أَيْضًا أَوَّلُ سَحَابَةٍ تُظِلُّ. وَعَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ قَالُوا: غَيْمٌ تَحْتَهُ سَمُومٌ. وَ (الْمِظَلَّةُ) بِالْكَسْرِ الْبَيْتُ الْكَبِيرُ مِنَ الشَّعْرِ. وَعَرْشٌ (مُظَلَّلٌ) مِنَ الظِّلِّ. وَ (أَظَلَّتْنِي) الشَّجَرَةُ وَغَيْرُهَا. وَ (أَظَلَّكَ) فُلَانٌ إِذَا دَنَا مِنْكَ كَأَنَّهُ أَلْقَى عَلَيْكَ ظِلَّهُ ثُمَّ قِيلَ أَظَلَّكَ أَمْرٌ، وَأَظَلَّكَ شَهْرُ كَذَا أَيْ دَنَا مِنْكَ. وَ (اسْتَظَلَّ) بِالشَّجَرَةِ اسْتَذْرَى بِهَا. وَ (ظَلَّ) يَعْمَلُ كَذَا إِذَا عَمِلَهُ بِالنَّهَارِ دُونَ اللَّيْلِ تَقُولُ مِنْهُ: (ظَلِلْتُ) بِالْكَسْرِ (ظُلُولًا) بِالضَّمِّ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} [الواقعة: 65] وَهُوَ مِنْ شَوَاذِّ التَّخْفِيفِ. 
ظ ل ل

أظلني الغمام والشجر، وظللني من الشمس، وتظللت أنا واستظللت، وظل ظليل، وأيكة ظليلة، ويوم مظلّ: دائم الظلّ، وقد أظل يومنا، وقعدنا تحت ظلة وظلل، واتخذنا مظلة ومظال. قال:

لعمري لأعرابية في مظلة ... تظل بفودي رأسها الريح تخفق

وهذا مناخي ومحلي ومبيتي ومظلي. ورأيت ظلالة من الطير: غياية. قال يصف ذئباً:

إذا ما غدا يوماً رأيت ظلالة ... من الطير ينظرن الذي هو صانع

ومن المجاز: بتنا في ظل الليل. وأظلّ الشهر والشتاء. وأظلّكم فلان: أقبل، وأظلكم أمر. وكان ذلك في ظل الشتاء: في أول ما جاء. وسرت في ظل القيظ أي تحته. قال:

غلّسته قبل القطا وفرطه ... في ظل أجاج المقيظ مغبطه

وهذا ثوب ماله ظل أي زئبر. ووجهه كظل الحجر: أسود. ومشيت على ظلي، وانتعلت ظلي أي هجرت. قال:

قد وردت تمشي على ظلالها ... وذابت الشمس على قلالها

وهو يتبع ظل لمّته، ويباري ظل رأسه إذا اختال. قال الأعشى.

إذ لمتي سوداء أتبع ظلها ... غراً قعود بطالة أجري ددا

وقال طفيل:

هنأنا فلم نمنن عليه طعامنا ... فراح يباري ظل رأس مرجل
[ظلل] الظِلُّ معروف، والجمع ظِلالٌ. والظِلالُ أيضاً: ما أظَلَّك من سحابٍ ونحوه. وظِلُّ الليل: سوادُه. يقال: أتانا في ظل الليل. قال ذو الرمّة: قد أُعْسِفُ النازِحَ المجهولَ مَعْسِفُهُ في ظِلِّ أخضرَ يدعو هامَهُ البومُ وهو استعارةٌ، لأن الظِلَّ في الحقيقة إنَّما هو ضوء شعاع الشمس دون الشُعاع، فإذا لم يكن ضوءٌ فهو ظُلْمَةٌ وليس بِظِلٍّ. وقولهم: " ترك الظبي ظِلَّهُ "، يُضرب مثلاً للرجل النَفورِ، لأنَّ الظبي إذا نفر من شئ لا يعودُ إليه أبداً. وظِلٌّ ظَليلٌ، أي دائم الظِلِّ. وفلان يعيش في ظِلِّ فلان، أي في كَنَفه. والظُلَّةُ بالضم، كهيئة الصُفَّةِ. وقرئ: (في ظلل على الارائك متّكئِون) . والظُلَّةُ أيضاً: أوّل سحابة تظل، عن أبى زيد. و (عذاب يوم الظلة) ، قالوا: غيمٌ تحته سمومٌ. والمِظَلَّةُ بالكسر: البيت الكبير من الشَعَر. وقال:

وسكن توقد في مظله * وعرشٌ مُظَلَّلٌ من الظِلِّ. وفي المثل " لكن على الا ثلاث لحم لا يُظَلَّلُ "، قاله بيهس في إخوته المقتولين لما قالوا: ظلموا لحمَ جَزورِكم والأظَلُّ: ما تحت منسم البعير. وقال :

تشكو الوجى من أظلل وأظلل * إنما أظهر التضعيف للضرورة. وأظل يومنا، إذا كانَ ذا ظِلٍّ. وأظَلَّتْني الشجرة وغيرها. وأظَلَّكَ فلان إذا دنا منك كأنه ألقى عليك ظِلَّهُ. ثم قيل: أظَلَّك أمرٌ وأظَلَّك شهرُ كذا، أي دنا منك. واسْتَظَلَّ بالشجرة: اسْتَذْرَى بها. وظَلِلْتُ أعمل كذا بالكسر ظُلولاً، إذا عملته بالنهار دون الليل ومنه قوله تعالى: " فظلتم تفكهون) وهو من شواذ التخفيف وقد فسرناه في (مسس) . وقول عنترة:

ولقد أبيتُ على الطَوى وأظَلُّهُ * أراد وأظَلُّ عليه. والظَلَلُ: الماء تحت الشجر لا تصيبه الشمس.
ظ ل ل : الظِّلُّ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ يَذْهَبُ النَّاسُ إلَى أَنَّ الظِّلَّ وَالْفَيْءَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ الظِّلُّ يَكُونُ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً وَالْفَيْءُ لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الزَّوَالِ فَلَا يُقَالُ لِمَا قَبْلَ الزَّوَالِ فَيْءٌ وَإِنَّمَا سُمِّيَ بَعْدَ الزَّوَالِ فَيْئًا لِأَنَّهُ ظِلٌّ فَاءَ مِنْ جَانِبِ الْمَغْرِبِ إلَى جَانِبِ
الْمَشْرِقِ وَالْفَيْءُ الرُّجُوعُ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ الظِّلُّ مِنْ الطُّلُوعِ إلَى الزَّوَالِ وَالْفَيْءُ مِنْ الزَّوَالِ إلَى الْغُرُوبِ وَقَالَ ثَعْلَبٌ الظِّلُّ لِلشَّجَرَةِ وَغَيْرِهَا بِالْغَدَاةِ وَالْفَيْءُ بِالْعَشِيِّ وَقَالَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ كُلُّ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَزَالَتْ عَنْهُ فَهُوَ ظِلٌّ وَفَيْءٌ وَمَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَهُوَ ظِلٌّ وَمِنْ هُنَا قِيلَ الشَّمْسُ تَنْسَخُ الظِّلَّ وَالْفَيْءُ يَنْسَخُ الشَّمْسَ وَجَمْعُ الظِّلِّ ظِلَالٌ وَأَظِلَّةٌ وَظُلَلٌ وِزَانُ رُطَبٍ وَأَنَا فِي ظِلِّ فُلَانٍ أَيْ فِي سِتْرِهِ وَظِلُّ اللَّيْلِ سَوَادُهُ لِأَنَّهُ يَسْتُرُ الْأَبْصَارَ عَنْ النُّفُوذِ وَظَلَّ النَّهَارُ يَظِلُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ ظَلَالَةً دَامَ ظِلُّهُ وَأَظَلُّ بِالْأَلِفِ كَذَلِكَ وَأَظَلَّ الشَّيْءُ وَظَلَّلَ امْتَدَّ ظِلُّهُ فَهُوَ مُظِلٌّ وَمُظَلِّلٌ أَيْ ذُو ظِلِّ يُسْتَظَلُّ بِهِ.

وَالْمِظَلَّةُ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الظَّاءِ الْبَيْتُ الْكَبِيرُ مِنْ الشَّعْرِ وَهُوَ أَوْسَعُ مِنْ الْخِبَاءِ قَالَهُ الْفَارَابِيُّ فِي بَابِ مِفْعَلَةٍ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَإِنَّمَا كُسِرَتْ الْمِيمُ لِأَنَّهُ اسْمُ آلَةٍ ثُمَّ كَثُرَ الِاسْتِعْمَالُ حَتَّى سَمَّوْا الْعَرِيشَ الْمُتَّخَذَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ الْمَسْتُورِ بِالثُّمَامِ مِظَلَّةً عَلَى التَّشْبِيهِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ فِي مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ وَأَمَّا الْمِظَلَّةُ فَرَوَاهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَغَيْرُهُ يُجِيزُ كَسْرَهَا.
وَقَالَ فِي مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ: الْفَتْحُ لُغَةٌ فِي الْكَسْرِ، وَالْجَمْعُ الْمَظَالُّ وِزَانُ دَوَابَّ وَأَظَلَّ الشَّيْءَ إظْلَالًا إذَا أَقْبَلَ أَوْ قَرُبَ وَأَظَلَّ أَشْرَفَ وَظَلَّ يَفْعَلُ كَذَا يَظَلُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ ظُلُولًا إذَا فَعَلَهُ نَهَارًا قَالَ الْخَلِيلُ لَا تَقُولُ الْعَرَبُ ظَلَّ إلَّا لِعَمَلٍ يَكُونُ بِالنَّهَارِ. 
[ظلل] نه: فيه: الجنة تحت "ظلال" السيوف، هو كناية عن الدنو من الضراب في الجهاد حتى يعلوه السيف ويصير ظله عليه، والظل الفيء الحاصل من الحاجز بينك وبين الشمس مطلقًا، وقيل: مخصوص بما كان منه إلى الزوال، وما بعده هو الفيء. ومنه: سبعة في "ظل" العرش، أي ظل رحمته. ك: سبعة في "ظله" أضافه إليه للتشريف أي ظل عرشه أو ظل طوبى أو الجنة، ويرده أن هذه القصة حين تدنو الشمس قبل الدخول في الجنة، ثم هو مفهوم فلا ينافي اعتبار نصوص بلغت عددها ثنتين وتسعين. ط: أي في ظل الله من الحر ووهج الموقف، أو وقفه الله في ظل عرشه حقيقة. ن: وقيل الظل عبارة عن الراحة والنعيم، نحو هو في عيش ظليل، والمراد ظل الكرامة لا ظل الشمس لأنها وسائر العالم تحت العرش. بي: ومن جواب شيخنا أنه يحتمل جعل جزء من العرش حائلًا تحت فلك الشمس. ن: وقيل: أي كنه من المكاره ووهج الموقف، وظاهره أنه في ظله من الحر والوهج وأنفاس الخلق وهو قول الأكثر. ويوم لا "ظل" إلا "ظله"، أي حين دنت منهم الشمس واشتد الحر وأخذهم العرق، وقيل: أي لا يكون من له ظل كما في الدنيا. نه: وح: السلطان "ظل" الله، لأنه يدفع الأذى كدفع الظل حر الشمس، وقد يكنى به عن الكنف والناحية. ومنه: إن في الجنة شجرة يسير الراكب في "ظلها" مائة عام، أي في ذراها وناحيتها، وقد تكرر في الحديث ولا يخرج عن أحد هذه المعاني. ومنه ش في مدحه صلى الله عليه وسلم:
من قبلها طبت في "الظلال" وفي مستودع حين يخصف الورق أراد ظلال الجنة أي كنت طيبًا في صلب آدم حيث كان في الجنة، من قبلها أي قبل نزولك إلى الأرض. شم: أي من قبل الدينا أو النبوة أو الولادة. نه: وفيه: قد "أظلكم" شهر عظيم، أي رمضان، أي أقبل عليكم ودنا منكم كأنه ألقى ظله عليكم. ومنه ح: فلما "أظل" قادمًا حضرني بثي. وفيه: ذكر فتنا "كالظلل"، هي كل ما أظلك، جمع ظلة، أي كأنها الجبال أو السحب. ومنه: "عذاب يوم "الطلة""، وهي سحابة أظلتهم فلجؤوا إلى ظلها من شدة الحر فأهلكتهم. ك: سلط عليهم الحر وحبس عنهم الريح فاضطروا إلى أن خرجوا إلى الصحراء فأظلتهم سحابة وجدوا لها بردًا فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارًا. نه: رأيت كأن "ظلة" تنظف السمن والعسل، أي شبه السحابة يقطران منها. ومنه: البقرة وآل عمران كأنهما "ظلتان". وفيه: الكافر يسجد لغير الله و"ظله" يسجد لله، أي جسمه الذي (عنه)محتجبة بالسحاب. ش: ورقة منها "مظلة" الخلق، هو بضم ميم وكسر معجمة وفتح مشددة من أظله إذا ستره.
[ظ ل ل] ظَلَّ نَهارَه يَفْعَلُ كَذا وكَذَا يَظَلُّ ظَلاّ وضللولاً وظَلِلْتُ أنا وظَلْتُ وظِلْتُ لا يُقال ذلك إلا في النَّهارِ إِلاَّ أنَّه قد سُمعِ في بَعْض الشِّعْر ظَلَّ لَيْلَه قال سِيبَوَيْهِ أمّا ظِلْتُ فأَصْلُه ظَلِلْتُ إِلا أنَّهم حَذَفُوا فأَلْقَوا الحركةَ عَلى الفاءِ كما قالُوا في خِفْتُ وهذا النَّحوُ شاذٌّ قال والأَصْلُ فيه عَرَبيٌّ كثيرٌ قال وأمَّا ظَلْتُ فإنها مُشَبَّهَةٌ بلَسْتُ وأمّا ما أَنْشَدَه أبو زَيْدٍ لِرَجُلٍ من بني عُقَيْلٍ

(أَلَمْ تَعْلَمِي ما ظِلْتُ بالقَومِ واقِفًا ... على طَلَلٍ أَضْحَتْ معارِفُه قَفْرَا)

فإنَّ ابنَ جِنِّي قالَ كَسَرُوا الظاءَ في إِنشادِهِمْ وليس من لُغَتِهم وظِلُّ النَّهارِ لَوْنُه إذا غَلَبَتْه الشَّمسُ والظِّلُّ نَقيضُ الضِّحِّ وبعضُهم يَجْعَلُ الظِّلَّ الفَيْءَ قال رُؤبةُ كُلُّ موضعٍ تكونُ فيه الشَّمْسُ فَتزُولُ عنه فهو ظِلٌّ وفيْءٌ وقيلَ الفَيْءُ بالعَشِيِّ والظِّلُّ بالغَداةِ فالظِّلُّ ما كانَ قبل الشمس والفَيْءُ ما فاءَ بعدُ وقالوا ظِلُّ الجَنَّةِ ولا يُقالُ فَيْؤُها لأن الشمسَ لا تُعاقِبُ ظِلَّها فيكون هُناكَ فَيْءٌ إنما هي أبداً ظِلٌّ ولذلك قالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ {أُكُلُهَا دَائمٌ وَظِلُّهَا} الرعد 35 أرادَ وظِلُّها دائِمٌ أَيْضًا وجَمْعُ الظِّلِّ أَظْلالٌ وظِلالٌ وظُلُولٌ وقد جَعَلَ بعضُهم للجَنَّةِ فَيْئًا غيرَ أَنَّه قَيَّدَه بالظِّلِّ قالَ يَصِفُ حالَ أهْل الجَنَّةِ وهو النابِغَةُ الجَعْدِيُّ

(فسَلامُ الإِله يَغْدُو عَلَيْهِم ... وفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتُ الظِّلالِ)

وقال كُثَيِّرٌ

(لَقَدْ سِرْتُ شَرْقِيَّ البلادِ وغَرْبَها ... وقَد ضَرَبَتْنِي شَمْسُها وظُلُولُها)

ويروى

(لقد سِرْتُ غَوْرِيَّ البِلادِ وجَلْسَها ... )

وقولُه تَعالَى {وَلله يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهَا وَظِلاَلُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ} الرعد 15 أرادَ وتَسْجُدُ ظِلالُهُمْ وجاءَ في التَّفْسِيرِ أَنَّ الكافِرَ يَسْجُدُ لغيرِ اللهِ وظِلُّه يَسْجُدُ لله وقِيلَ ظِلالُهُم أي أَشْخاصُهُم وهذا مُخالِفٌ للتَّفْسيرِ وقولُه عَزَّ وجَلَّ {ولا الظل ولا الحرور} فاطر 21 قال ثَعْلَبٌ قِيلَ الظِّلُّ هنا الجَنَّةُ والحَرُورُ النارُ قالَ وأنا أقولُ الظِّلّ الظِّلُّ بعينهِ والحَرُور الحَرُورُ بعَيْنِه وأَظَلَّ يَومُنا صارَ ذا ظِلٍّ واسْتَظَلَّ بالظِّلِّ مالَ إليه وقَعَدَ فيه ومكانٌ ظَلِيلٌ ذُو ظِلٍّ وقِيلَ هو الدّائِمُ الظِّلِّ وقولُهم ظِلٌّ ظَلِيلٌ يكونُ من هذا وقد يكونُ عَلَى المُبالَغَةِ كقَوْلِهم شِعْرٌ شاعِرٌ وفي التَّنْزِيل {وندخلهم ظلا ظليلا} النساء 57 وقولُ أُحَيْحَةَ بنِ الجُلاحِ يصفُ النَّخْلَ

(هِيَ الظِّلُّ في الحَرِّ حَقُّ الظَّلِيل ... والمَنْظَرُ الحَسَنُ الأَجْمَلُ)

المَعْنَى عندِي هي الشَّيْءُ الظَّلِيلُ حَقّ الظَّلِيلِ فوَضَعَ المَصْدَرَ موضِعَ الاسمِ وقولُه تعالَى {وظللنا عليكم الغمام} البقرة 57 قالَ سَخَّر اللهُ لَهُم السَّحابَ تُظِلُّهم حَتَّى خَرَجُوا إِلى الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ وأنزلَ عليهمُ المَنَّ والسَّلْوَى والاسمُ الظَّلالَةُ وقولُهم مَرَّ بنا كأَنَّه ظِلُّ ذِئْبٍ أي مَرَّ بنا سَرِيعًا كسُرْعَةِ الذِّئْبِ وظِلُّ الشَّيْءِ كِنُّه وظِلُّ السَّحابِ ما وارَى الشَّمْسَ منه وظِلُّه سَوادُه وظِلُّ اللَّيْلِ جُنْحُه وقِيلَ هو اللَّيْلُ نَفْسَهُ وفي التَّنْزِيلِ {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} الفرقان 45 وظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ شَخْصُه لمكانِ سَوادِه وأَظَلَّنِي الشَّيْءُ غَشِيَنِي والاسمُ منه الظِّلُّ وبه فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قولَه تعالى {إلى ظل ذي ثلاث شعب} المرسلات 30 قال مَعْناه أنَّ النارَ غَشِيَتْهُم ليسَ ظِلُّها كظِلِّ الدُّنْيا والظُّلَّةُ الغاشِيَةُ والظُّلَّةُ البُرْطُلَّةُ والظُّلَّةُ الشَّيْءُ يُسْتَتَرُ به مِنَ الحَرِّ والبَرْدِ وهي كالصُّفَّةِ وفي التَّنْزِيل {فأخذهم عذاب يوم الظلة} الشعراء 189 والجَمْع ظُلَلٌ وظلالٌ وقوله

(وَيْحَكَ يا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ

(هَلْ لَكَ في اللَّواقِحِ الحَرائِزِ ... )

(وفي اتِّباعِ الظُّلَلِ الأَوارِزِ ... )

قِيلَ يعني به بُيُوتَ السِّجْنِ والمِظَلَّةُ والمَظَلَّةُ من بُيوتِ الأَخْبِيةِ وقيلَ المِظَلَّةُ لا تكونُ إلا من الثِّيابِ وهي كَبِيرةٌ ذاتُ رُواقٍ ورُبَّما كانت شُقَّةً وشُقَّتَيْنِ وثَلاثًا ورُبَّما كانَ لها كِفاءٌ وهو مُؤَخَّرُها قال ابنُ الأعرابِيِّ وإنَّما جازَ فيها فتحُ الميمِ لأَنَّها لا تُنْقَل بمَنْزِلةِ البَيْتِ وقالَ ثعلبٌ المظَلَّةُ من الشَّعَرِ خاصَّةً وقولُ أُمَيَّةَ بنِ أبِي عائذٍ الهُذَلِيِّ

(ولَيْلٍ كأَنَّ أَفانِينَه ... صَراصِرُ جُلِّلْنَ دُهْمَ المَظالِي)

إنَّما أرادَ المَظالَّ فخَفَّف الَّلام فإِمّا حَذَفَها وإِمّا أَبْدَلَها ياءً لاجْتماعِ المِثْلَيْنِ لا سِيَّما إِن كان اعْتَقَدَ إِظهارَ التَّضْعِيفِ فإنَّه يَزْدادُ ثِقَلاً ويَنكسرُ الأوَّلُ من المِثْلَيْنِ فتَدعُو الكسرةُ إلى الياءِ فيجبُ على هذا القَوْلِ أَنْ تُكْتَبَ المَظالِي بالياء ومثلُ هذا سواءً ما أَنْشَدَه أبو عَلِيٍّ لعِمْرانَ بنِ حِطّان

(قد كُنْتُ عندكَ حَوْلاً لا تُرَوِّعُنِي ... فيهِ روائِعُ من إِنْسٍ ولا جَانِي)

وإبْدالُ الحَرْفِ أَسهلُ من حَذْفِه وكُلُّ ما أكَنَّكَ فقد أَظَلَّكَ واسْتَظَلَّ من الشَّيءِ وبه وتَظَلَّلَ وظَلَّلَه عليه وفي التَّنْزِيل {وظللنا عليهم الغمام} الأعراف 160 وأظَلَّكَ الشيءُ دَنا مِنكَ حَتَّى أَلْقَى عليكَ ظِلَّهُ من قُرْبِه والظِّلُّ الخَيالُ مِنْ الجِنِّ وغيرِه يُرَى ومُلاعِبُ ظِلِّه طائِرٌ وقولُهم في المَثَلِ لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ ظَبْيٍ ظِلَّهُ معناه كَما تَرَكَ ظَبْيٌ ظِلَّه والظِّلُّ العِزُّ والمَنَعَةُ واسْتَظَلَّ الكَرْمُ الْتَفَّتْ نَوامِيهِ وأَظَلُّ الإِنْسانِ بُطونُ أصابِعِه وهو ما يَلي صَدْرَ القَدَمِ مِنْ أَصْلِ الإِبْهامِ إِلى أَصْلِ الخِنْصَرِ وهو من الإِبِلِ باطِنُ المَنْسِمِ هكَذا عَبَّرُوا عَنْه ببُطُون والصَّوابُ عِنْدي أَنَّ الأَظَلَّ بَطْنُ الإِصْبَعِ وقوله

(تَشْكُو الوَجَى من أَظْلَلٍ وأَظْلَلِ ... )

إنما احْتاجَ ففَكَّ الإِدْغَامَ كقولِ قَعْنَبِ بنِ أُمِّ صاحِب

(مَهْلاً أعاذِلَ قد جَرَّبْتِ من خُلُقِي ... أَنِّي أَجُودُ لأَقْوامٍ وإِنْ ضَنِنُوا)

والجمع الظُّلُّ عامَلُوه مُعاملَةَ الوَصْف أو جَمَعُوه جمعاً شاذّا وهذا أَسْبَقُ لأَنِّي لا أعرفُ كيفَ يكونُ صِفةً والظَّلِيلَةُ مُسْتَنْقَعُ الماءِ في أسْفَلِِ مسيلِ الوادِي والظِّلُّ اسمُ فَرَسِ مَسْلَمَةَ بنِ عبدِ المَلِكِ وظَلِيلاءُ موضعٌ
ظلل
ظلَّ1 ظَلَلْتُ، يظِلّ، اظْلِلْ/ ظِلَّ، ظَلالةً، فهو ظالّ
• ظلَّ المَكانُ/ ظلَّ اليَومُ: دام ظلُّه، صار ذا ظِلّ. 

ظلَّ2 ظَلِلْتُ، يظَلّ، اظْلَلْ/ ظَلَّ، ظَلاًّ وظُلولاً، فهو ظالّ
 • ظلَّ يفعل كذا: دام على فعله، وهو فعل ناقص من أخوات كان يفيد الاستمرار (استمرار اتِّصاف المبتدأ بالخبر) "ظَلِلْت وفيًّا لأصدقائي- ظلّ صامتًا- سوف تظلُّ الحرِّيَّة حلمًا- ظلَّت العجوزُ على قيد الحياة- {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} ". 

أظلَّ يُظلّ، أَظْلِلْ/ أَظِلَّ، إظلالاً، فهو مُظِلّ، والمفعول مُظَلّ (للمتعدِّي)
• أظلَّ الشَّجرُ ونحوُه: صار ذا ظِلّ، دام ظلُّه "أظلَّ يومنا: بان فيه السحاب- أورقتِ الشجرةُ وأظلَّت".
• أظلَّه:
1 - ألقى عليه ظِلّه، غطّاه بالظِّل "بحث عن شجرة تُظِلّه من حرّ الشمس".
2 - أدخله في حمايته "أظلَّ مطارَدًا".
• أظلَّ الشِّتاءُ النَّاسَ: دنا منهم وقرُب "أظلّه الشَّهرُ- أظلّكم فلان: أقبل عليكم".
• أظلَّ الرَّسمَ: جعل في خلفيَّته ظلاًّ إذا كان ذا لون واحدٍ. 

استظلَّ/ استظلَّ بـ/ استظلَّ من يستظلّ، اسْتَظْلِلْ/ اسْتَظِلَّ، استظلالاً، فهو مُستظِلّ، والمفعول مُستظَلٌّ به
• استظلَّ الشَّخصُ: أقام في الظلّ ° استظلّتِ الشَّمسُ: استترت بالسحاب- استظلَّت العُيونُ: غارت.
• استظلَّ بالشَّيء:
1 - أقام في ظلِّه "استظلَّ بشجرة عالية- استظلَّ بالظلّ: مال إليه وقعد فيه".
2 - احتمى به "استظلَّ بأبيه/ بنفوذ عائلته".
• استظلَّ من الحَرِّ: أقام في الظلّ. 

تظلَّلَ/ تظلَّلَ بـ/ تظلَّلَ من يتظلَّل، تظلُّلاً، فهو مُتظلِّل، والمفعول مُتظلَّل به
• تظلَّل الشَّخصُ: استظلَّ؛ أقام في الظلّ.
• تظلَّل بالشَّيء:
1 - استظلَّ؛ أقام في ظِلِّه "تظلَّل بشجرة مورقة/ بمظلَّة كبيرة".
2 - احتمى به "يحاول الضعيفُ أن يتظلَّل بالقويّ".
• تظلَّل من الحرِّ: استظلَّ؛ أقام في الظلّ "تظلّل من الشّمس". 

ظلَّلَ يُظلِّل، تظليلاً، فهو مُظلِّل، والمفعول مُظلَّل (للمتعدِّي)
• ظلَّل الشَّجرُ: أظلَّ؛ امتدّ ظلُّه.
• ظلَّله: أظلَّه؛ غطَّاه بالظِّلِّ، ألقى عليه ظِلّه "ظَلّلته الشّجرة- {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ} ".
• ظلَّل الرَّسمَ:
1 - جعل له ظلالا أو خطوطًا خفيفة "ظلّل الصورةَ".
2 - عتَّمه "أفكار مُظلَّلة: غير واضحة". 

تَظْليل [مفرد]: ج تظليلات (لغير المصدر) وتظاليل (لغير المصدر):
1 - مصدر ظلَّلَ.
2 - (فن) تغيير لونيّ محدَّد ينتج من مزج اللّون الأسود بلون نقيّ "حرص على أداء تنويعات وتظاليل مستحبّة في العمل الفنيّ- أضاف عدّة تظاليل إلى اللّوحة أعطتها بُعْدًا حزينًا". 

ظَلاَلة [مفرد]: مصدر ظلَّ1. 

ظِلالة [مفرد]: مايستظلّ به، كالسحاب ونحوه. 

ظِلاليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ظِلال.
2 - مصدر صناعيّ من ظِلال: حالة من التمويه وإخفاء الحقائق "يحرص على تغليف كلامه بظلاليَّة تخفي ما يعنيه- ظهرت الحقائقُ دون مواربة أو ظِلاليَّة". 

ظَلّ [مفرد]: مصدر ظلَّ2. 

ظَلَل [مفرد]: ج أظْلال: ماء تحت الشجر لا تصيبه الشّمسُ. 

ظِلّ [مفرد]: ج أظْلال وظِلال وظُلَل:
1 - أشعة ضوئيَّة تقع على جسم مُعتم يمنع نفوذَها، وقد يكنى بها عن ذات الشّيء "ظلُّ شجرةٍ/ حائطٍ- المرأة ظلّ الرّجل- يصاحبه كظلِّه: لا يفارقه- في ظلِّ المجهودات المبذولة- ترك الظَّبيُ ظلَّه [مثل]: يُضرب للرجل النفور؛ لأنّ الظبي إذا نفر من شيء لا يعود إليه أبدًا- إنّه ليخاف حتى ظلّه [مثل]: يخاف من كلّ شيء- {ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ} - {وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ}: تمثل الآية الإيمان بالظلّ والكفر بالحرور" ° استثقل ظلَّ فلان: ضجر منه وملَّ- انتعل ظلَّه/ مشى على ظلّه: مشى في منتصف النهار في القيظ، فلم يكن له ظلّ-
 بقِيَ عنده ظلّ اليوم: طوله- ثقيل الظِّلّ: غير مرغوب في وجوده، مزعج- حكومة الظِّلّ/ وزارة الظِّلّ: حكومة لا وجود لها في الواقع كالحكومة التي تؤلِّفها المعارضةُ لتتولَّى الحكمَ في حال انتقاله إليها- خفيف الظِّلّ: ظريف، لطيف، مرح، مؤنس، خفيف الروح- ظلال الانتخاب: ما وراءها- ظلال البَحر: أمواجه- ظلُّ الرِّيح: الجهة التي تهبّ نحوها الرِّيح- ظلّ السَّحاب: ما وارى الشّمس- ظلّ الشَّباب/ ظلّ الشِّتاء: أوَّله- ظلّ القَيْظ: شدَّته- ظلّ اللّيل: سواده- ظلّ الغمامُ [مثل]: يُضرب لما لا يدوم، وينقضي بسرعة- ظلّ ظليل/ ظلّ وارف: دائم- مرّ كالظِّلّ/ مرّ كظِّلّ الذِّئب: مرَّ سريعًا- مُلاعِب ظلِّه/ خاطف ظلّه: طائر إذا رأى ظلَّه في الماء أقبل ليخطفه ويعرف بصيّاد السمك أو طائر الرفراف- وجهه كظِلّ الحجر: أسود، أو وقح- يباري ظلّ رأسه: يختال- يعيش في الظِّلّ/ يعيش في دائرة الظِّلّ: يعيش بعيدًا عن الناس أو أضواء الشُّهرة.
2 - دخان كثيف يخرج من جهنَّم " {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ} ".
3 - عزّ وحماية وكنف "عاش في ظلّ أبيه- هو في ظلّ فلان".
4 - أثر؛ أقلّ شَيء "أمر لا ظلّ عليه من الشكّ- في ظلِّ احترام القانون".
5 - رفاهية "قضى حياتَه في ظلٍّ من العيش".
6 - (فز) عَتْمة تغشى مكانًا حُجبت عنه الأشعَّة الضوئيَّة.
• الظِّلّ الخلفيّ: (فن) ما يُرْسم في خلفيَّة الصُّورة من قُتمة.
• خيال الظِّلّ: (فن) نوع من التمثيل يكون بإلقاء خيال من خلف ستارة أو صندوق الفرجة، وهي آلة ذات نظّارة تكبّر بها صور الأشياء وتعكسها على شاشة. 

ظُلّة [مفرد]: ج ظُلَل وظِلال:
1 - ما يُستظلّ به من الحرّ، أو ما يُستتر به من البرد "جعل من شجرة الصفصاف ظُلَّة له من البرد- {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ} ".
2 - سحابة تأتي بالظِّلِّ " {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ}: ويوم الظُّلّة: يوم عذاب أهل مدين بسحابة أمطرتهم نارًا فاحترقوا".
• ظُلّة المِصباح: الغطاء الذي يُوضَع فوق المصباح وحوله لتركيز نوره وتوجيهه شطر ناحية ما. 

ظُلول [مفرد]: مصدر ظلَّ2. 

ظليل [مفرد]
• مكان ظليلٌ: ذو ظلٍّ، كثير الظِّل "شجرة ظليلة- {لاَ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ اللهَبِ} " ° ظِلٌّ ظلِيلٌ: دائم. 

ظَليلة [مفرد]: ج ظليلات وظَلائلُ: مؤنَّث ظليل.
• الظَّليلة: الروضة الكثيرة الأشجار.
• ظليلة القَرنيَّة: (طب) نَدَبة بيضاء في قرنيَّة العين. 

مَظَلَّة/ مِظَلَّة [مفرد]: ج مَظَلاَّت/ مِظَلاَّت ومظالّ:
1 - شمسيَّة، ما يُستتر ويُستظلّ به من الشّمس أو المطر وغيرهما "احتمى بالمظلّة من أشعة الشّمس- شنَّت القوات هجومًا تساندها مظلّة جويّة لاسترداد المدينة" ° تحت مظلَّة النِّظام العَالميّ: في حمايته.
2 - (سك) أداة من نسيج خفيف بها حبال مشدودة إلى حزام يعقده الهابطُ حول قامته عند إلقائه من الطائرة، تخفِّف سقوطَ مستعملها وتقيه الأذى "مظلّة هبوط- قفز من الطائرة بالمظلَّة" ° جنود المظلاّت: الجنود الذين يهبطون من الفضاء بالمظلاَّت. 

مَظَلَّيّ/ مِظَلِّيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَظَلَّة/ مِظَلَّة.
2 - من يهبط من الفضاء بالمظلَّة "جُنُودٌ مظَلِّيُّون- يدرَّب المظلّي تدريبًا قويًّا ليهبط خلف صفوف العدوّ". 

ظلل: ظَلَّ نهارَه يفعل كذا وكذا يَظَلُّ ظَلاًّ وظُلُولاً وظَلِلْتُ

أَنا وظَلْتُ وظِلْتُ، لا يقال ذلك إِلاَّ في النهار لكنه قد سمع في بعض

الشعر ظَلَّ لَيْلَه، وظَلِلْت أَعْمَلُ كذا، بالكسر، ظُلُولاً إِذا

عَمِلْته بالنهار دون الليل؛ ومنه قوله تعالى: فَظَلْتم تَفَكَّهون، وهو من

شَواذِّ التخفيف. الليث: يقال ظَلَّ فلان نهارَه صائماً، ولا تقول العرب

ظَلَّ يَظَلُّ إِلا لكل عمل بالنهار، كما لا يقولون بات يبيت إِلا بالليل،

قال: ومن العرب من يحذف لام ظَلِلْت ونحوها حيث يظهران، فإِن أَهل الحجاز

يكسرون الظاء كسرة اللام التي أُلْقِيَتْ فيقولون ظِلْنا وظِلْتُم المصدر

الظُّلُول، والأَمر اظْلَلْ وظَلَّ؛ قال تعالى: ظَلْتَ عليه عاكفاً،

وقرئ ظِلْتَ، فمن فَتَح فالأَصل فيه ظَلِلْت ولكن اللام حذفت لثِقَل

التضعيف والكسر وبقيت الظاء على فتحها، ومن قرأَ ظِلْتَ، بالكسر، حَوَّل كسرة

اللام على الظاء، ويجوز في غير المكسور نحو هَمْت بذلك أَي هَمَمْت

وأَحَسْنت بذلك أَي أَحْسَسْت، قال: وهذا قول حُذَّاق النحويين؛ قال ابن سيده:

قال سيبويه أَمَّا ظِلْتُ فأَصله ظَلِلْتُ إِلاَّ أَنهم حذفوا فأَلقوا

الحركة على الفاء كما قالوا خِفْت، وهذا النَّحْوُ شاذٌّ، قال: والأَصل فيه

عربي كثير، قال: وأَما ظَلْت فإِنها مُشَبَّهة بِلَسْت؛ وأَما ما أَنشده

أَبو زيد لرجل من بني عقيل:

أَلَمْ تَعْلَمِي ما ظِلْتُ بالقوم واقفاً

على طَلَلٍ، أَضْحَتْ مَعارِفُه قَفْرا

قال ابن جني: قال كسروا الظاء في إِنشادهم وليس من لغتهم. وظِلُّ

النهارِ: لونُه إِذا غَلَبَتْه الشمسُ. والظِّلُّ: نقيض الضَّحِّ، وبعضهم يجعل

الظِّلَّ الفَيْء؛ قال رؤبة: كلُّ موضع يكون فيه الشمس فتزول عنه فهو

ظِلٌّ وفَيْء، وقيل: الفيء بالعَشِيِّ والظِّلُّ بالغداة، فالظِّلُّ ما كان

قبل الشمس، والفيء ما فاء بعد. وقالوا: ظِلُّ الجَنَّة، ولا يقال

فَيْؤها، لأَن الشمس لا تُعاقِب ظِلَّها فيكون هنالك فيء، إِنما هي أَبداً

ظِلٌّ، ولذلك قال عز وجل: أُكُلُها دائمٌ وظِلُّها؛ أَراد وظِلُّها دائم

أَيضاً؛ وجمع الظِّلِّ أَظلالٌ وظِلال وظُلُولٌ؛ وقد جعل بعضهم للجنة فَيْئاً

غير أَنه قَيَّده بالظِّلِّ، فقال يصف حال أَهل الجنة وهو النابغة

الجعدي:فَسلامُ الإِلهِ يَغْدُو عليهم،

وفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتُ الظِّلال

وقال كثير:

لقد سِرْتُ شَرْقيَّ البِلادِ وغَرْبَها،

وقد ضَرَبَتْني شَمْسُها وظُلُولُها

ويروى:

لقد سِرْتُ غَوْرِيَّ البِلادِ وجَلْسَها

والظِّلَّة: الظِّلال. والظِّلال: ظِلال الجَنَّة؛ وقال العباس بن عبد

المطلب:

مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال وفي

مُسْتَوْدَعٍ، حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ

أَراد ظِلال الجنات التي لا شمس فيها. والظِّلال: ما أَظَلَّكَ من

سَحابٍ ونحوه. وظِلُّ الليلِ: سَوادُه، يقال: أَتانا في ظِلِّ الليل؛ قال ذو

الرُّمَّة:

قد أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهولَ مَعْسِفُه،

في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَهُ البُومُ

وهو استعارة لأَن الظِّلَّ في الحقيقة إِنما هو ضوء شُعاع الشمس دون

الشُّعاع، فإِذا لم يكن ضَوْءٌ فهو ظُلْمة وليس بظِلٍّ.

والظُّلَّةُ أَيضاً

(* قوله «والظلة أيضاً إلخ» هذه بقية عبارة للجوهري

ستأتي، وهي قوله: والظلة، بالضم، كهيئة الصفة، الى أن قال: والظلة أيضاً

الى آخر ما هنا): أَوّل سحابة تُظِلُّ؛ عن أَبي زيد. وقوله تعالى:

يَتَفَيَّأُ ظِلاله عن اليمين؛ قال أَبو الهيثم: الظِّلُّ كلُّ ما لم تَطْلُع

عليه الشمسُ فهو ظِلٌّ، قال: والفَيْء لا يُدْعى فَيْئاً إِلا بعد الزوال

إِذا فاءت الشمسُ أَي رَجَعَتْ إِلى الجانب الغَرْبيِّ، فما فاءت منه

الشمسُ وبَقِيَ ظِلاًّ فهو فَيْء، والفَيْءُ شرقيٌّ والظِّلُّ غَرْبيٌّ،

وإِنما يُدْعى الظِّلُّ ظِلاًّ من أَوَّل النهار إِلى الزوال، ثم يُدْعى

فيئاً بعد الزوال إِلى الليل؛ وأَنشد:

فلا الظِّلَّ من بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُه،

ولا الفَيْءَ من بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوق

قال: وسَوادُ اللَّيلِ كلِّه ظِلٌّ، وقال غيره: يقال أَظَلَّ يومُنا هذا

إِذا كان ذا سحاب أَو غيره وصار ذا ظِلٍّ، فهو مُظِلٌّ. والعرب تقول:

ليس شيء أَظَلَّ من حَجَر، ولا أَدْفأَ من شَجَر، ولا أَشَدَّ سَواداً من

ظِلّ؛ وكلُّ ما كان أَرْفع سَمْكاً كان مَسْقَطُ الشَّمس أَبْعَد، وكلُّ

ما كان أَكثر عَرْضا وأَشَد اكتنازاً كان أَشد لسَوادِ ظِلِّه. وظِلُّ

الليل: جُنْحُه، وقيل: هو الليل نفسه، ويزعم المنجِّمون أَن الليل ظِلٌّ

وإِنما اسْوَدَّ جدّاً لأَنه ظِلُّ كُرَة الأَرض، وبِقَدْر ما زاد بَدَنُها

في العِظَم ازداد سواد ظِلِّها. وأَظَلَّتْني الشجرةُ وغيرُها،

واسْتَظَلَّ بالشجرة: اسْتَذْرى بها. وفي الحديث: إِنَّ في الجنة شَجَرةً يَسِير

الراكبُ في ظِلِّها مائةَ عامٍ أَي في ذَراها وناحيتها. وفي قول العباس:

مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال؛ أَراد ظِلال الجنة أَي كنتَ طَيِّباً

في صُلْب آدم حيث كان في الجنة، وقوله من قبلها أَي من قبل نزولك إِلى

الأَرض، فكَنى عنها ولم يتقدم ذكرها لبيان المعنى. وقوله عز وجل: ولله

يَسْجُد مَنْ في السموات والأَرض طَوْعاً وكَرْهاً وظِلالُهُم بالغُدُوِّ

والآصال؛ أَي ويَسْجُد ظِلالُهم؛ وجاء في التفسير: أَن الكافر يَسْجُدُ لغير

الله وظِلُّه يسجد لله، وقيل ظِلالُهم أَي أَشخاصهم، وهذا مخالف للتفسير.

وفي حديث ابن عباس: الكافر يَسْجُد لغير الله وظِلُّه يَسْجُد لله؛

قالوا: معناه يَسْجُد له جِسْمُه الذي عنه الظِّلُّ. ويقال للمَيِّت: قد

ضَحَا ظِلُّه. وقوله عز وجل: ولا الظِّلُّ ولا الحَزورُ؛ قال ثعلب: قيل

الظِّلُّ هنا الجنة، والحَرور النار، قال: وأَنا أَقول الظِّلُّ الظِّلُّ

بعينه، والحَرُور الحَرُّ بعينه. واسْتَظَلَّ الرجلُ: اكْتَنَّ بالظِّلِّ.

واسْتَظَلَّ بالظِّلِّ: مال إِليه وقَعَد فيه. ومكان ظَلِيلٌ: ذو ظِلٍّ،

وقيل الدائم الظِّلِّ قد دامت ظِلالَتُه. وقولهم: ظِلٌّ ظَلِيل يكون من

هذا، وقد يكون على المبالغة كقولهم شِعْر شاعر. وفي التنزيل العزيز:

ونُدْخِلهم ظِلاًّ ظَلِيلاً؛ وقول أُحَيْحَة بن الجُلاح يَصِف النَّخْل:

هِيَ الظِّلُّ في الحَرِّ حَقُّ الظَّلِيـ

ـلِ، والمَنْظَرُ الأَحْسَنُ الأَجْمَلُ

قال ابن سيده: المعنى عندي هي الشيء الظَّلِيل، فوضع المصدر موضع الاسم.

وقوله عز وجل: وظَلَّلْنا عليكم الغَمامَ؛ قيل: سَخَّر اللهُ لهم

السحابَ يُظِلُّهم حتى خرجوا إِلى الأَرض المقدَّسة وأَنزل عليهم المَنَّ

والسَّلْوى، والاسم الظَّلالة. أَبو زيد: يقال كان ذلك في ظِلِّ الشتاء أَي في

أَوَّل ما جاء الشتاء. وفَعَلَ ذلك في ظِلِّ القَيْظ أَي في شِدَّة

الحَرِّ؛ وأَنشد الأَصمعي:

غَلَّسْتُه قبل القَطا وفُرَّطِه،

في ظِلِّ أَجَّاج المَقيظ مُغْبِطِه

(* قوله «غلسته إلخ» كذا في الأصل والاساس، وفي التكملة: تقدم العجز على

الصدر).

وقولهم: مَرَّ بنا كأَنَّه ظِلُّ ذئب أَي مَرَّ بنا سريعاً كَسُرْعَة

الذِّئب. وظِلُّ الشيءِ: كِنُّه. وظِلُّ السحاب: ما وَارَى الشمسَ منه،

وظِلُّه سَوادُه. والشمسُ مُسْتَظِلَّة أَي هي في السحاب. وكُلُّ شيء

أَظَلَّك فهو ظُلَّة. ويقال: ظِلٌّ وظِلالٌ وظُلَّة وظُلَل مثل قُلَّة وقُلَل.

وفي التنزيل العزيز: أَلم تَرَ إِلى رَبِّك كيف مَدَّ الظِّلَّ. وظِلُّ

كلِّ شيء: شَخْصُه لمكان سواده. وأَظَلَّني الشيءُ: غَشِيَني، والاسم منه

الظِّلُّ؛ وبه فسر ثعلب قوله تعالى: إِلى ظِلٍّ ذي ثَلاث شُعَب، قال:

معناه أَن النار غَشِيَتْهم ليس كظِلِّ الدنيا. والظُّلَّة: الغاشيةُ،

والظُّلَّة: البُرْطُلَّة. وفي التهذيب: والمِظَلَّة البُرْطُلَّة، قال:

والظُّلَّة والمِظَلَّة سواءٌ، وهو ما يُسْتَظَلُّ به من الشمس. والظُّلَّة:

الشيء يُسْتَتر به من الحَرِّ والبرد، وهي كالصُّفَّة. والظُّلَّة:

الصَّيْحة. والظُّلَّة، بالضم: كهيئة الصُّفَّة، وقرئ: في ظُلَلٍ على الأَرائك

مُتَّكئون، وفي التنزيل العزيز: فأَخَذَهُم عذابُ يَوْمِ الظُّلَّة؛

والجمع ظُلَلٌ وظِلال. والظُّلَّة: ما سَتَرك من فوق، وقيل في عذاب يوم

(*

قوله «وقيل في عذاب يوم إلخ» كذا في الأصل) الظُّلَّة، قيل: يوم

الصُّفَّة، وقيل له يوم الظُّلَّة لأَن الله تعالى بعث غَمامة حارّة فأَطْبَقَتْ

عليهم وهَلَكوا تحتها. وكُلُّ ما أَطْبَقَ عليك فهو ظُلَّة، وكذلك كل ما

أَظَلَّك. الجوهري: عذابُ يوم الظُّلَّة قالوا غَيْمٌ تحته سَمُومٌ؛ وقوله

عز وجل: لهم مِنْ فوقِهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ؛ قال ابن

الأَعرابي: هي ظُلَلٌ لمَنْ تحتهم وهي أَرض لهم، وذلك أَن جهنم أَدْرَاكٌ

وأَطباق، فبِساطُ هذه ظُلَّةٌ لمَنْ تحتَه، ثم هَلُمَّ جَرًّا حتى ينتهوا

إِلى القَعْر. وفي الحديث: أَنه ذكر فِتَناً كأَنَّها الظُّلَل؛ قل: هي

كُلُّ ما أَظَلَّك، واحدتها ظُلَّة، أَراد كأَنَّها الجِبال أَو السُّحُب؛

قال الكميت:

فكَيْفَ تَقُولُ العَنْكَبُوتُ وبَيتُها،

إِذا ما عَلَتْ مَوْجاً من البَحْرِ كالظُّلَل؟

وظِلالُ البحر: أَمواجُه لأَنها تُرْفَع فتُظِلُّ السفينةَ ومن فيها،

ومنه عذاب يوم الظُّلَّة، وهي سحابة أَظَلَّتْهم فَلَجؤوا إِلى ظِلِّها من

شِدَّة الحرّ فأَطْبَقَتْ عليهم وأَهْلَكَتْهم. وفي الحديث: رأَيت كأَنَّ

ظُلَّةً تَنْطِف السَّمْنَ والعَسَل أَي شِبْهَ السَّحَابة يَقْطُرُ

منها السَّمْنُ والعسلُ، ومنه: البقرةُ وآلُ عمران كأَنَّهما ظُلَّتانِ أَو

غَمامتان؛ وقوله:

وَيْحَكَ، يا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ

هَلْ لَكَ في اللَّواقِح الحَرَائزِ،

وفي اتِّباعِ الظُّلَل الأَوَارِزِ؟

قيل: يَعْني بُيوتَ السَّجْن. والمِظَلَّة والمَظَلَّة: بيوت الأَخبية،

وقيل: المِظَلَّة لا تكون إِلا من الثياب، وهي كبيرة ذات رُواقٍ، وربما

كانت شُقَّة وشُقَّتين وثلاثاً، وربما كان لها كِفَاءٌ وهو مؤخَّرها. قال

ابن الأَعرابي: وإِنما جاز فيها فتح الميم لأَنها تُنْقل بمنزلة البيت.

وقال ثعلب: المِظَلَّة من الشعر خاصة. ابن الأَعرابي: الخَيْمة تكون من

أَعواد تُسْقَف بالثُّمام فلا تكون الخيمة من ثياب، وأَما المَظَلَّة فمن

ثياب؛ رواه بفتح الميم. وقال أَبو زيد: من بيوت الأَعراب المَظَلَّة، وهي

أَعظم ما يكون من بيوت الشعر، ثم الوَسُوط نعت المَظَلَّة، ثم الخِباء

وهو أَصغر بيوت الشَّعَر. والمِظَلَّة، بالكسر: البيت الكبير من الشَّعَر؛

قال:

أَلْجَأَني اللَّيْلُ، وَرِيحٌ بَلَّه

إِلى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّه،

وسَكَنٍ تُوقَد في مِظَلَّه

وعَرْشٌ مُظَلَّل: من الظِّلِّ. وقال أَبو مالك: المِظَلَّة والخباء

يكون صغيراً وكبيراً؛ قال: ويقال للبيت العظيم مِظَلَّة مَطْحُوَّة

ومَطْحِيَّة وطاحِيَة وهو الضَّخْم. ومَظَلَّة ومِظَلَّة: دَوْحة

(* قوله «ومظلة

دوحة» كذا في الأصل والتهذيب).

ومن أَمثال العرب: عِلَّةٌ ما عِلَّه أَوْتادٌ وأَخِلَّه، وعَمَدُ

المِظَلَّه، أَبْرِزُوا لصِهْرِكم ظُلَّه؛ قالته جارية زُوِّجَتْ رَجُلاً

فأَبطأَ بها أَهْلُها على زوجها، وجَعَلُوا يَعْتَلُّون بجمع أَدوات البيت

فقالت ذلك اسْتِحْثاثاً لهم؛ وقول أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهذلي:

ولَيْلٍ، كأَنَّ أَفانِينَه

صَراصِرُ جُلِّلْنَ دُهْمَ المَظالي

إِنما أَراد المَظالَّ فخَفَّف اللام، فإِمَّا حَذَفها وإِمَّا

أَبْدَلَها ياءً لاجتماع المثلين لا سيما إِن كان اعتقد إِظهار التضعيف فإِنه

يزداد ثِقَلاً ويَنْكَسِر الأَول من المثلين فتدعو الكسرةُ إِلى الياء فيجب

على هذا القول أَن يُكْتب المَظالي بالياء؛ ومثْلُهُ سَواءً ما أَنشده

سيبويه لعِمْران بن حِطَّان:

قد كُنْتُ عِنْدَك حَوْلاً، لا يُرَوَّعُني

فيه رَوَائعُ من إِنْس ولا جانِ

وإِبدالُ الحرف أَسهلُ من حذفه. وكُلُّ ما أَكَنَّك فقد أَظَلَّكَ.

واسْتَظَلَّ من الشيء وبه وتَظَلَّل وظَلَّله عليه. وفي التنزيل العزيز:

وظَلَّلنا عليهم الغَمامَ.

والإِظْلالُ: الدُّنُوُّ؛ يقال: أَظَلَّك فلان أَي كأَنه أَلْقى عليك

ظِلَّه من قُرْبه. وأَظَلَّك شهرُ رمضان أَي دَنا منك. وأَظَلَّك فلان:

دَنا منك كأَنه أَلْقى عليك ظِلَّه، ثم قيل أَظَلَّك أَمرٌ. وفي الحديث:

أَنه خطب آخر يوم من شعبان فقال: أَيها الناس قد أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عظيم

أَي أَقْبَل عليكم ودَنا منكم كأَنه أَلْقى عليكم ظِلَّه. وفي حديث كعب ابن

مالك: فلما أَظَلَّ قادماً حَضَرَني بَثِّي. وفي الحديث: الجنَّةُ تحت

ظِلالِ السيوف؛ هو كناية عن الدُّنُوِّ من الضِّرب في الجهاد في سبيل الله

حتى يَعْلُوَه السيفُ ويَصِيرَ ظِلُّه عليه.

والظِّلُّ: الفَيْءُ الحاصل من الحاجز بينك وبين الشمس أَيَّ شيء كان،

وقيل: هو مخصوص بما كان منه إِلى الزوال، وما كان بعده فهو الفيء. وفي

الحديث: سَبْعَةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّ العرش أَي في ظِلِّ رحمته. وفي

الحديث الآخر: السُّلْطانُ ظِلُّ الله في الأَرض لأَنه يَدْفَع الأَذى عن

الناس كما يَدْفَع الظِّلُّ أَذى حَرِّ الشمس، قال: وقد يُكْنى بالظِّلِّ

عن الكَنَف والناحية. وأَظَلَّك الشيء: دَنا منك حتى أَلقى عليك ظِلُّه

من قربه. والظِّلُّ: الخَيال من الجِنِّ وغيرها يُرى، وفي التهذيب: شِبْه

الخيال من الجِنِّ، ويقال: لا يُجاوِزْ ظِلِّي ظِلَّك.

ومُلاعِب ظِلَّه: طائرٌ سمي بذلك. وهما مُلاعِبا ظِلِّهما ومُلاعِباتُ

ظِلِّهن، كل هذ في لغة، فإِذا جَعَلته نكرة أَخْرَجْتَ الظِّلَّ على

العِدَّةِ فقلت هُنَّ مُلاعِباتٌ أَظْلالَهُنَّ؛ وقول عنترة:

ولقد أَبِيتُ على الطَّوى وأَظَلُّه،

حتى أَنالَ به كَرِيمَ المأْكَل

أَراد: وأَظَلُّ عليه. وقولهم في المثل: لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ ظَبْيٍ

ظِلَّه؛ معناه كما تَرَكَ ظَبْيٌ ظِله. الأَزهري: وفي أَمثال العرب: تَرَكَ

الظَّبْيُ ظِلَّه؛ يُضْرَب للرجل النَّفُور لأَن الظَّبْي إِذا نَفَر من

شيء لا يعود إِليه أَبداً، وذلك إِذا نَفَر، والأَصل في ذلك أَن

الظَّبْيَ يَكْنِس في الحَرّ فيأْتيه السامي فيُثِيره ولا يعود إِلى كِناسِه،

فيقال تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه، ثم صار مثلاً لكل نافر من شيء لا يعود

إِليه. الأَزهري: ومن أَمثالهم أَتيته حين شَدَّ الظََّّبْيُ ظِلَّه، وذلك

إِذا كَنَس نِصْف النهار فلا يَبْرَح مَكْنِسَه. ويقال: أَتيته حين

يَنْشُدُ الظَّبْيُ ظِلَّه أَي حين يشتدُّ الحَرُّ فيطلب كِناساً يَكْتَنُّ فيه

من شدة الحر. ويقال: انْتَعَلَتِ المَطايا ظِلالها إِذا انتصف النهار في

القَيْظ فلم يكُن لها ظِلٌّ؛ قال الراجز:

قد وَرَدَتْ تَمْشِي على ظِلالِها،

وذابَت الشَّمْس على قِلالها

وقال آخر في مثله:

وانْتَعَلَ الظِّلَّ فكان جَوْرَبا

والظِّلُّ: العِزُّ والمَنَعة. ويقال: فلان في ظِلِّ فلان أَي في ذَراه

وكَنَفه. وفلان يعيش في ظِلِّ فلان أَي في كَنَفه. واسْتَظَلَّ الكَرْمُ:

التَفَّتْ نَوامِيه.

وأَظَلُّ الإِنسان: بُطونُ أَصابعه وهو مما يلي صدر القَدَم من أَصل

الإِبهام إِلى أَصل الخِنْصَرِ، وهو من الإِبل باطن المَنْسِم؛ هكذا

عَبَّروا عنه ببطون؛ قال ابن سيده: والصواب عندي أَن الأَظَلَّ بطن الأُصبع؛

وقال ذو الرُّمَّة في مَنْسِم البعير:

دامي الأَظلِّ بَعِيد الشَّأْوِ مَهْيُوم

قال الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً من طَيِّءٍ يقول لِلَحْمٍ رقيقٍ لازقٍ

بباطن المَنْسِم من البعير هو المُسْتَظِلاَّتُ، وليس في لحم البعير مُضْغة

أَرَقُّ ولا أَنعم منها غير أَنه لا دَسَم فيه. وقال أَبو عبيد في باب

سوء المشاركة في اهتمام الرجل بشأْن أَخيه: قال أَبو عبيدة إِذا أَراد

المَشْكُوُّ إِليه أَنه في نَحْوٍ مما فيه صاحبُه الشَّاكي قال له إِن

يَدْمَ أَظَلُّكَ فقد نَقِبَ خُفِّي؛ يقول: إِنه في مثل حالك؛ قال لبيد:

بنَكِيبٍ مَعِرٍ دامي الأَظَلّ

قال: والمَنْسِمُ للبعير كالظُّفُر للإِنسان. ويقال للدم الذي في الجوف

مُسْتَظِلُّ أَيضاً؛ ومنه قوله:

مِنْ عَلَق الجَوْفِ الذي كان اسْتَظَلّ

ويقال: اسْتَظَلَّت العينُ إِذا غارت؛ قال ذو الرمة:

على مُسْتَظِلاَّتِ العُيونِ سَوَاهِمٍ،

شُوَيْكِيَةٍ يَكْسُو بُرَاها لُغَامُها

ومنه قول الراجز:

كأَنَّما وَجْهُكَ ظِلٌّ من حَجَر

قال بعضهم: أَراد الوَقاحة، وقيل: إِنه أَراد أَنه أَسودُ الوجه. غيره:

الأَظَلُّ ما تحت مَنْسِم البعير؛ قال العَجَّاج:

تَشْكو الوَجَى من أَظْلَلٍ وأَظْلَل،

مِنْ طُولِ إِمْلالٍ وظَهْرٍ أَمْلَل

إِنما أَظهر التضعيف ضرورة واحتاج إِلى فَكِّ الإِدغام كقول قَعْنَب بن

أُمِّ صاحب:

مَهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ منْ خُلُقِي

أَنِّي أَجُودُ لأَقوامٍ، وإِنْ ضَنِنُوا

والجمع الظُّلُّ، عاملوا الوصف

(* قوله «عاملوا الوصف» هكذا في الأصل،

وفي شرح القاموس: عاملوه معاملة الوصف) أَو جمعوه جمعاً شاذّاً؛ قال ابن

سيده: وهذا أَسبق لأَني لا أَعرف كيف يكون صفة. وقولهم في المثل: لَكِنْ

على الأَثَلاثِ لَحْمٌ لا يُظَلَّل؛ قاله بَيْهَسٌ في إِخوته المقتولين

لما قالوا ظَلِّلوا لَحْمَ جَزُورِكم.

والظَّلِيلة: مُسْتَنْقَع الماء في أَسفل مَسِيل الوادي. والظَّلِيلة:

الرَّوْضة الكثيرة الحَرَجات، وفي التهذيب: الظَّلِيلة مُسْتَنْقَع ماءٍ

قليلٍ في مَسِيل ونحوه، والجمع الظَّلائل، وهي شبه حُفْرة في بطنِ مَسِيل

ماءٍ فينقطع السيل ويبقى ذلك الماء فيها؛ قال رؤبة:

غادَرَهُنَّ السَّيْلُ في ظَلائلا

(* قوله «غادرهن السيل» صدره كما في التكملة: بخصرات تنقع الغلائلا).

ابن الأَعرابي: الظُّلْظُل السُّفُن وهي المَظَلَّة. والظِّلُّ: اسم

فَرَس مَسْلمة بن عبد

المَلِك. وظَلِيلاء: موضع، والله أَعلم.

ظلل
{الظِّلُّ. بالْكَسْرِ: نَقِيضُ الضِّحِّ، أوْ هُوَ الْفَيْءُ، وقالَ رُؤْبَةُ: كُلُّ مَوْضِعٍ تَكونُ فيهِ الشَّمْسُ فَتَزُولُ عنهُ فَهُوَ} ظِلٌّ وَفَيْءٌ، أَو هُوَ أَي الظِّلُّ بالْغَدَاةِ، والْفَيْءُ بالْعَشِيِّ {فالظِّلُّ مَا كانَ قَبْلَ الشِّمْسِ، والْفَيْءُ مَا فَاءَ بَعْدُ، وقالَوا: ظِلُّ الجَنَّةِ، وَلَا يُقالُ: فَيْئُها، لأَنَّ الشَّمْسَ لَا تُعاقِبُ} ظِلَّها، فيكونُ هناكَ فَيْءٌ، إِنَّما هِيَ أَبَداً ظِلٌّ، ولذلكَ قالَ عَزَّ وجَلَّ: أُكُلُهَا دَائِمٌ {وَظِلُّهَا، أرادَ: وظِلُّها دائِمٌ أَيْضا، وقالَ أَبُو حَيَّانَ فِي ظلل: هَذِه المادَّةُ بالظَّاءِ، إِنْ أَفْهَمَتْ سَتْراً أَو إِقَامَةً أَو مَصِيراً، فتناوَلَ ذلكَ كَلِمات كَثِيرَة مِنْهَا الظِّلُّ، وَهُوَ مَا اسْتَتَرتْ عنهُ الشَّمْسُ، ج:} ظِلاَلٌ، بالكسْرِ، {وظُلُولٌ،} وأَظْلاَلٌ، وَقد جَعَلَ بعضُهُم لِلْجَنَّةِ فَيْئاً، غيرَ أَنَّهُ قَيَّدَهُ {بالظِّلِّ، فقالَ يَصِفُ حالَ أهلِ الجَنَّةِ، وَهُوَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهُ:
(فَسَلامُ الإِلَهِ يَغْدُو عَليْهم ... وفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتِ} الظِّلالِ)
وقالَ كُثّيِّر: (لَقَدْ سِرْتُ شَرْقِيَّ البِلادِ وغَرْبَها ... وَقد ضَرِبَتْنِي شَمْسُها {وظُلُولُها)

وقالَ أَبُو الهَيْثَم:} الظِّلُّ كُلُّ مَا لَمْ تَطَّلِعْ عليهِ الشَّمْسُ، والفَيْءُ لَا يُدْعَى فَيْئاً إِلاَّ بَعْدَ الزَّوالِ إِذا فاءَتِ الشِّمْسُ، أَي رَجَعتْ إِلَى الجانِبِ الغَرْبِيِّ، فَما فَاءَتْ منهُ الشّمْسُ وَبَقِيَ {ظِلاًّ فَهُوَ فَيْءٌ، والفَيْءُ شَرْقِيٌّ،} والظِّلُّ غَرْبِيٌّ، وإِنَّما يُدْعَى {الظِّلُّ} ظِلاًّ مِنْ أَوَّلِ النَّهارِ إِلى الزَّوالِ، ثُمَّ يُدْعَى فَيْئاً بعدَ الزَّوالِ إِلى اللِّيْلِ، وأَنْشَدَ:
(فَلَا الظِّلَّ مِنْ بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُهُ ... وَلَا الفَيْءَ مِنْ بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوقُ)
والظِّلُّ: الْجَنَّةُ، قيلَ: ومِنْهُ قولُهُ تَعالى: وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى والْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ، حَكَاهُ ثَعْلَب، قالَ: والحَرُورُ: النَّارُ، قالَ: وأَنا أَقُولُ: الظِّلُّ: الظِّلُّ بِعَيْنِهِ، والحَرُورُ: الحَرُّ بِعَيْنِهِ. وقالَ الرَّاغِبُ: وَقد يُقالُ {ظِلٌّ لِكُلِّ شَيْءٍ ساتِرٍ، مَحْمُوداً كَانَ أَو مَذْمُوماً، فمِنَ المَحْمودِ قولُهُ عَزَّ وجَلَّ: ولاَ الظِّلُّ ولاَ الحَرُورُ، وَمن المَذْمُوم قولُهُ تَعالى:} وظَلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ. والظِّلُّ أَيْضا: الْخَيالُ مِنَ الْجِنِّ وغَيْرِهِ يُرَى، وَفِي التَّهْذِيبِ: شِبْهُ الخَيالِ مِنَ الجِنِّ.
والظِّلُّ أَيْضا: فَرَسُ مَسْلَمَةَ بْنِ عبدِ الْمَلِكِ بنِ مَرْوانَ. ويُعَبَّرُ {بالظِّلِّ عَن الْعِزِّ، والْمَنَعَةِ، والرَّفاهِيَةِ، ومنهُ قولُه تَعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وعُيُونٍ، أَي فِي عِزَّةٍ ومَناعَةٍ، وَكَذَا قُولُه تَعالَى: أُكُلُهَا دَائِمٌ} وظِلُّهَا، وقولُه تَعالَى: هُمْ وأَزْواجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ، {وأظَلَّنِي فُلانٌ: أَي حَرَسَنِي، وجَعَلَنِي فِي} ظِلِّه، أَي عِزِّهِ ومَناعَتِهِ، قالَهُ الرَّاغِبُ. (و) ! الظِّلُّ: الزِّئْبِرُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. والظِّلُّ: اللَّيْلُ نَفْسُه، وَهُوَ قَوْلُ المُنَجِّمِين، زَعَمُوا ذلكَ قالُوا: وإِنَّما اسْوَدَّ جِدّاً لأَنَّهُ ظِلُّ كُرَةِ الأَرْضِ، وبِقَدْرِ مَا زادَ بَدَنُها فِي العِظَمِ ازْدَادَ سَوادُ {ظِلِّها، وقالَ أَبُو حَيَّانَ:} وظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ ذَراهُ وسِتْرُهُ، ولذلكَ سُمِّيَ اللَّيْلُ {ظِلاًّ. أَو} ظِلُّ اللَّيْلِ: جُنْحُهُ، وَفِي الصِّحاحِ والفَرْقِ لابنِ السِّيد: سَوادُهُ، يُقالُ: أَتانا فِي ظِلِّ اللَّيْلِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ.
(قد أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهُولَ مَعْسِفُهُ ... فِي {ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَهُ الْبُوم)
قالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ اسْتِعَارَةٌ، لأَنَّ} الظِّلَّ فِي الحقيقةِ إِنَّما هُوَ ضَوْءُ شُعاعِ الشَّمْسِ دونَ الشُّعاعِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ ضَوْءٌ فَهُوَ ظُلْمَةٌ، وليسَ {بِظِلٍّ. (و) } الظِّلُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: شَخْصُهُ لِمَكانِ سَوادِهِ، ومنهُ قَوْلُهم: لَا يُفَارِقُ {ظِلِّي} ظِلَّكَ، كَما يَقولونَ: لَا يُفَارِقُ سَوادِي سَوادَكَ. وقالَ الرَّاغِبُ: قَالَ بعضُ أهلِ اللُّغَةِ: يُقالُ لِلشَّخْصِ ظِلٌّ. قَالَ: ويدُلُّ على ذلكَ قَوْلُ الشاعِرِ: لَمَّا نَزَلْنا رَفَعْنَا ظِلَّ أَخْبِئَةٍ وَقَالَ: ليسَ يَنْصِبُونَ {الظِّلَّ الَّذِي هُوَ الفَيْءُ، إِنَّما يَنْصِبُونَ الأَخْبِئَةَ، وقالَ آخَرُ:) تَتَبَّعُ أَفْياءَ} الظِّلالِ عَشِيَّةً أَي أَفْياءَ الشُّخُوصِ. وليسَ فِي هَذَا دَلالَةٌ، فَإِنَّ قولَه: رَفَعْنا ظِلَّ أَخْبِئَةٍ، مَعْنَاهُ: رَفَعْنا الأَخْبِئَةَ فَرَفعْنا بهِ ظِلَّها، فكأَنَّهُ رَفَعَ الظِّلَّ، وقولُه: أَفْياءَ {الظِّلالِ،} فالظِّلالُ عامٌّ، والفَيْءُ خَاصٌّ، فَفِيهِ إِضافَةُ الشَّيْءِ إِلَى جِنْسِهِ، فتَأَمَّلْ، أَو {ظِلُّ الشَّيْءِ: كِنُّهُ،} والظِّلُّ مِنَ الشَّبَابِ: أَوَّلُهُ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ على مَا فِي نَوادِرِ أبي زَيْدٍ: يُقالُ: كانَ ذلكَ فِي! ظِلِّ الشِّتَاءِ، أَي فِي أَوَّل مَا جاءَ مِنَ الشِّتاءِ. والظِّلُّ مِنَ الْقَيْظِ: شِدَّتُهُ، قالَوَهُوَ تَحْرِيفٌ، صَوابُهُ: مِنْهُ، كَما ذَكَرْنَا، أَو مُبالَغَةٌ، كقولِهِم: شِعْرٌ شَاعِرٌ، ومنهُ قولُهُ تَعالَى: ونُدْخِلُهُمْ {ظِلاًّ} ظَلِيلاً، وَقَالَ الرَّاغِبُ: هُوَ كِنايَةٌ عَن غَضارَةِ العَيْشِ، وقَوْلُ أُحَيْحَةَ ابنِ الجُلاَحِ، يَصِفُ)
النَّخْلَ:
(هِيَ {الظِّلُّ فِي الحَرِّ حَقُّ الظَّلِي ... لِ والمَنْظَرُ الأَحْسَنُ الأَجْمَلُ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: المَعْنَى عِنْدِي: هِيَ الشَّيْءُ} الظَّلِيلُ، فوَضَعَ المَصْدَرَ مَوْضِعَ الاسْمِ. {وأَظَلَّ يَوْمُنا: صَارَ ذَا} ظِلٍّ، وَفِي العُبابِ، والصحِّاحِ: كانَ ذَا ظِلٍّ. {واسْتَظَلَ} بِالظِّلِّ: اكْتَنَّ بِهِ، وقيلَ: مالَ إِلَيْهِ، وقَعَدَ فيهِ، وبالشَّجَرَةِ: اسْتَذْرَى بهَا، (و) {اسْتَظَلَّ مِنَ الشَّيْءِ، وبِهِ: أَي} تَظَلَّلَ. واسْتَظَلَّ الْكَرَمُ: الْتَفَّتْ نَوامِيهِ، (و) {اسْتَظَلَّتِ الْعُيُونُ، وَفِي المُحِيطِ: عَيْنُ النَّاقَةِ غارَتْ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(علَى} مُسْتَظِلاَّتِ العُيُونِ سَوَاهِمٍ ... شُوَيْكِيَةٍ يَكْسُو بُرَاهَا لُغامُهَا)
يَقُول: غارتْ عُيُونُها، فَهِيَ تحتَ العَجاجِ {مُسْتَظِلَّةٌ، وشُوَيْكِيَةٌ حينَ طلَع نَابُها. واسْتَظَلَّ الدَّمُ: كَانَ فِي الْجَوْفِ، وَهُوَ} المُسْتَظِلُّ، وَمِنْه قولُه: مِنْ عَلَقِ الجَوْفِ الَّذِي كانَ اسْتَظَلّْ {وأَظَلّنِي الشَّيْءُ: غَشِيَنِي، والاسْمُ مِنْهُ:} الظِّلُّ، بالكسرِ، وبهِ فَسَّرَ ثَعْلَب قولَهُ تَعالَى: إلَى {ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ، أَو} أَظَلَّنِي فُلاَنٌ: إِذا دَنَا مِنِّي حَتَّى أَلْقَى عَلَيَّ {ظِلَّهُ مِنْ قُرْبِهِ، ثُمَّ قِيلَ:} أَظُلَّكَ أَمْرٌ.
ومنهُ الحَديثُ: أَيُّها النَّاسُ قد {أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، أَي أَقْبَلَ عَلَيْكُم، ودَنَا مِنْكُم، كأَنَّهُ أَلْقَى عليْكُم} ظِلَّهُ.النَّحْوُ شَاذٌّ، وأَمَّا مَا أَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ:
(أَلَمْ تَعْلَمِي مَا ظِلْتُ بالقَوْمِ وَاقِفاً ... عَلى طَلَلٍ أَضْحَتْ مَعَارِفُهُ قَفْرَا)
قَالَ ابنُ جِنِّيٍّ: قَالَ: كَسَرُوا الظَّاءَ فِي إِنْشادِهِم، وليسَ مِن لُغَتِهم. وقالَ الرَّاغِبُ: يُعَبَّرُ {بِظَلَّ عَمَّا يُفْعَلُ بالنَّهارِ، ويَجْرِي مَجْرَى صِرْت، قَالَ تَعَالَى:} ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً انْتهى، قالَ الشِّهابُ: فَهُوَ فِعْلٌ ناقِصٌ لثُبوتِ الخَبَرِ فِي جَمِيعِ النَّهارِ، كَما قالَ الرَّضِيُّ، لأَنَّهُ لِوَقْتٍ فِيهِ ظِلُّ الشَّمْسِ مِنَ الصَّباحِ لِلْمَساءِ، أَو مِنْ الطُّلُوعِ للغُروبِ، فَإِذا كانتْ بمعنَى صارَ عَمَّتِ النهارَ وغيرَه، وَكَذَا إِذا كَانَت تَامَّةً بمعنَى الدَّوامِ، كَذَا فِي شَرْحِ الشِّفَاءِ، وَقَالَ الرَّضِّيُّ: قَالُوا لم تُسْتَعْمَلْ {ظَلَّ إِلاَّ ناقِصَةً، وَقَالَ ابنُ مالِكٍ: تكونُ تَامَّةً بمعنَى طالَ ودامَ، وَقد جاءَتْ ناقِصَةً بِمَعْنى صارَ مُجَرِّدَةً عَن الزَّمانِ المَدْلُولِ عَلَيْهِ بتَرْكِيبِهِ، قالَ تَعالَى: ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً.} والظَّلَّةُ: الإقامَةُ. وَأَيْضًا: الصِّحَّةُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَلم أَجِدْهُ فِي الأُصُولِ الَّتِي بأَيْدِينا، وَأَنا أَخْشَى أَن يكونَ تَحْرِيفاً، فَإِنَّ الأَزْهَرِيُّ وغيرَهُ ذكَروا مِنْ مَعانِي {الظُّلَّةِ، بالضَّمِّ: الصَّيْحَةَ، فتَأَمَّلْ. والظُّلَّةُ، بالضَّمِّ: الْغَاشِيَةُ.
وَأَيْضًا: البُرْطُلَّةُ، وَفِي التَّهْذِيبِ:} والمِظَلَّةُ الْبُرْطُلَّةُ، قَالَ: {والظُّلَّةُ} والمِظَلَّةُ سَواءٌ، وَهُوَ مَا {يُسْتَظَلُّ بهِ مِنَ الشَّمْسِ. قلتُ: وَقد تقدَّمَ للمُصَنِّفِ أنَّ البُرْطُلَّةَ} المِظَلَّةُ الضَّيِّقَةُ، وتقدَّمَ أَنَّهَا كَلِمَةٌ نَبَطِيَّةٌ.
والظُّلَّةُ: أَوَّلُ سَحَابَةٍ {تُظِلُّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن أبي زَيْدٍ، قالَ الرَّاغِبُ: وأكثرُ مَا يُقالُ فِيمَا يُسْتَوْخَمُ ويُكْرَهُ، ومنهُ قولُهُ تَعالى: وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كأَنَّهُ ظُلَّةٌ، ونَصُّ الصِّحاحِ:} يُظِلُّ، وَفِي بعضِ الأُصُولِ: أُولَى سَحابَةٍ، ومنهُ الحَديثُ: الْبَقَرَةُ وآلُ عِمْرَانَ كَأَنَّهُما {ظُلَّتَانِ، أَو غَمامَتانِ، وَأَيْضًا: مَا أَظَلَّكَ مِنْ شَجَرٍ، وقيلَ: كُلُّ مَا أَطْبَقَ عليْكَ، وَقيل: كُلُّ ماسَتَرَكَ مِنْ فَوْقٍ، وَفِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: قالُوا: غَيْمٌ تَحْتَهُ سَمُومٌ، وَفِي التِّهْذِيبِ: أَو سَحَابَةٌ} أَظَلَّتْهُمْ فاجْتَمَعُوا تَحْتَها مُسْتَجِيرِينَ بِها مِمَّا نالَهُمْ مِنَ الْحَرِّ، فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ، وهَلَكُوا تَحْتَها. ويُقالُ: دَامَتْ {ظِلاَلَةُ} الظِّلِّ، بالْكَسْرِ، {وظُلَّتُهُ، بالضَّمِّ، أَي مَا} يُسْتَظَلُّ بِهِ مِنْ شَجَرٍ أَو حَجَرٍ، أَو غير ذلكَ. {والظَّلَّةُ أَيْضاً: شَيْءٌ كالصُّفَّةِ يُسْتَتَرُ بِهِ مِنَ الْحَرِّ والْبَرْدِ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ،) ج:} ظُلَلٌ، كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ، {وظِلاَلٌ، كعُلْبَةٍ وعِلابٍ، ومِن الأَوَّلِ قولُهُ تعَالَى: إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ، أَي يَأْتِيَهُم عَذابُهُ، وقُرِئَ أَيْضا: فِي} ظِلاَلٍ، وقَرَأَ حَمْزَةُ، والكِسَائِيُّ، وخَلَفٌ: فِي ظُلَلٍ عَلى الأَرائِكِ مُتَّكِئُونَ وقولُهُ تَعالى: لَهُمْ مِن فَوْقِهِمْ {ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ، قالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: هِيَ ظُلَلٌ لِمَنْ تَحْتَهُم، وَهِي أَرْضٌ لَهُم، وذلكَ أنَّ جَهَنَّمَ أَدْراكٌ وأَطْباقٌ، فبِساطُ هَذِه ظُلَّةٌ لِمَن تَحْتَها، ثُمَّ هَلُمَّ جَرَّا حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى القَعْرِ. وَفِي الحديثِ: أَنَّهُ ذكَر فِتَناً كأَنَّها} الظُّلَلُ، أرادَ كأَنَّها الجِبالُ والسُّحُبُ، قالَ الكُمَيْتُ:
(فكيفَ تقولُ العَنْكَبُوتُ وبَيْضُها ... إِذا مَا عَلَتْ مَوْجاً مِنَ البَحْرِ {كالظُّلَلْ)
(و) } الظِّلَّةُ، بالْكَسْرِ: {الظِّلاَلُ، وكأَنَّهُ جَمْعُ} ظَلِيلٍ، كطِلَّةٍ وطَلِيلٍ.! والْمَظَلَّةُ، بالكَسْرِ والْفَتْحِ، أَي بِكَسْرِ المِيم وفَتْحِهَا، الأَخِيرَةُ عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلى الكَسْرِ، وَهُوَ قَوْلُ أبي زَيْدٍ، قالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: وإِنَّما جازَ فِيهَا فَتْحُ المِيمِ لأَنَّها تُنْقَلُ بِمَنْزِلَةِ البَيْتِ، وَهُوَ الْكَبِيرُ مِنَ الأَخْبِيَةِ، قِيلَ: لَا تكونُ إِلاَّ من الثِّيابِ، وَهِي كبيرةٌ ذاتُ رُوَاقٍ، ورُبَّما كانَتْ شُقَّةً وشُقَّتَيْنِ وثَلاثاً، ورُبَّما كانَ لَها كِفَاءٌ، وَهُوَ مُؤَخَّرُها. وقالَ ثَعْلَبٌ: {المِظَلَّةُ مِنَ الشَّعَرِ خاصَّةً. وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الخَيْمَةُ تَكونُ مِنْ أَعْوَادٍ تُسْقَفُ بالثُّمَامِ، وَلَا تَكونُ مِنْ ثِيابٍ، وأَمَّا المِظَلَّةُ فَمِنْ ثِيَابٍ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: مِنْ بُيُوتِ الأَعْرَابِ المِظَلَّةُ، وهيَ أَعْظَمُ مَا يَكُونُ مِنْ بُيُوتِ الشَّعَرِ، ثُمَّ الوَسُوطُ، بَعْدَ المِظَلَّةِ، ثُمَّ الخِبَاءُ، وَهُوَ أَصْغَرُ بُيُوتِ الشَّعَرِ. وقالَ أَبُو مالِكٍ: المِظَلَّةُ والخِباءُ يَكونُ صَغِيراً وكَبِيراً. وَمن أَمْثالِهِم: عِلَّةٌ ماعِلَّة، أوْتَادٌ وأَخِلَّة، وعَمَدُ المِظَلَّة، أَبْرِزُوا لصِهْرِكُم ظُلَّة. قالَتْهُ جارِيَةٌ زُوِّجَتْ رَجُلاً فَأَبْطَأَ بِها أَهْلُها على زَوْجِها، وجَعَلُوا يَعْتَلُّونَ بِجَمْع أَدَواتِ البَيْتِ، فقالتْ ذلكَ اسْتِحْثَاثاً لَهُم، والجَمْعُ} المَظَالُّ، وأَمَّا قولُ أُمَيَّةَ بنِ أبي عائِذٍ الهُذَلِيِّ:
(ولَيْلٍ كَأَنَّ أَفَانِينَهُ ... صَرَاصِرُ جُلِّلْنَ دُهْمَ {الْمَظالِي)
إِنَّما أَرادَ} المَظَالَّ، فخَفَّفَ الَّلامَ، فَإِمَّا حَذَفَها، وإِمَّا أَبْدَلَها يَاء، لاِجْتِمَاعِ المِثْلَيْنِ، وعَلى هَذَا تُكْتَبُ بالْيَاءِ. {والأَظَلُّ: بطْنُ الإِصْبَعِ مِمَّا يَلِي صَدْرَ القَدَم، مِنْ أَصْلِ الإِبْهامِ إِلى أَصْلِ الْخِنْصَرِ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، وقالَ: يَقُولُونَ:} أَظَلُّ الإِنْسانِ بُطُونُ أصابِعِهِ. هَكَذَا عَبَّرُوا عنهُ بِبُطُونٍ، والصَّوابُ عِنْدِي أنَّ {الأَظَلَّ بَطْنُ الإِصْبَعِ مِمَّا يَلِي ظَهْرَ القَدَمِ. (و) } الأَظَلُّ مِنَ الإِبِلِ: بَاطِنُ المَنْسِمِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ أَبو حَيَّانَ: بَاطِنُ خُفِّ البَعِيرِ، سُمِّيَ بهِ لاِسْتِتَارِهِ، ويُسْتَعَارُ لغيرِهِ، ومنهُ الْمَثَلُ: إِنْ يَدْمَ {أَظَلُّكَ فقد نَقِبَ خُفِّي. يُقالُ للشَّاكِي لِمَنْ هُوَ أَسْوَأُ حَالاً مِنْهُ، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:) دَامِي} الأَظَلِّ بَعِيدُ الشَّأْوِ مَهْيُومُ وأَنْشَدَ الصَّاغانِيُّ لِلَبْيدٍ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهُ: (وتَصُكُّ الْمَرْوَ لَمَّا هَجَّرَتْ ...بِنَكِيبٍ مَعِرٍ دَامِي {الأَظَلّْ)
ج:} ظُلٌّ، بِالضَّمِّ، وَهُوَ شَاذٌّ، لأَنَّهُم عامَلُوهُ مُعامَلَةَ الوَصْفِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَظْهَرَ الْعَجَّاجُ التَّضْعيفَ، فِي قَوْلِهِ: تَشْكُو الْوَجَىَ مِنْ {أَظْلَلٍ} وأَظْلَلِ مِنْ طُولِ إِمْلاَلٍ وظَهْرٍ أَمْلَلِ ضَرُورَةً، واحْتاجَ إِلَى فَكِّ الإِدْغامِ، كقَوْلِ قَعْنَبِ بنِ أُمِّ صاحِبٍ:
(مَهْلاً أَعاذِلَ قد جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقِي ... أَنِّى أَجُودُ لأقْوَامٍ وإِنْ ضَنِنُوا)
{والظَّلِيلَةُ، كسَفِينَةٍ: مُسْتَنْقَعُ الْمَاءِ فِي أَسْفَلِ مَسِيلِ الْوَادِي، وَفِي التَّهْذِيبِ: مُسْتَنْقَعُ مَاءٍ قَليلٍ فِي مَسِيلٍ ونَحْوِه، وَقَالَ أَبُو عَمْروٍ: هِيَ الرَّوْضَةُ الْكَثِيرَةُ الْحَرَجَاتِ، وَج:} ظَلاَئِلُ، وَهِي شِبْهُ حُفْرَةٍ فِي بَطنِ مَسِيلِ مَاءٍ، فَيَنْقَطِعُ السَّيْلُ، ويَبْقَى ذلكَ الماءُ فِيهَا، قالَ رُؤْبَةُ: بِخَصِرَاتٍ تَنْقَعُ الغَائِلاَ غَادَرَهُنَّ السَّيْلُ فِي {ظَلاَئِلاَ قَوْله: بخَصِرَاتٍ، يَعْني أَسْناناً بَوَارِدَ تَنْقَعُ الغَلِيلَ. ومُلاَعِبُ} ظِلِّهِ: طَائِرٌ معَروفٌ، سُمِّيَ بذلكَ، وهُمَا مُلاَعِبَا {ظِلِّهِما، ومُلاَعِباتُ} ظِلِّهِنَّ، هَذَا فِي لُغَةِ فَإِذا نَكَّرْتَهُ أَخْرَجْتَ {الظِّلَّ عَلى الْعِدَّةِ، فقُلْتَ: هُنَّ مُلاَعِباتٌ} أَظْلاَلَهُنَّ كَذَا فِي المُحْكَمِ، والعُبابِ. {والظَّلاَلَةُ، كَسَحَابَةٍ: الشَّخْصُ، وكذلكَ الطَّلاَلَةُ، بالطَّاءِ. (و) } الظِّلاَلَةُ، بالْكَسْرِ: السَّحَابَةُ تَرَاهَا وَحْدَها، وتَرَى! ظِلَّهَا على الأَرْضِ، قالَ أَسْمَاءُ بنُ خارِجَةَ: (لِي كُلَّ يَوْمٍ صِيقَةٌ ... فَوْقِي تَأَجَّلُ {كالظِّلاَلَهْ)
وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ:} الظَّلاَلُ، كَسَحَابٍ: مَا {أَظَلَّكَ مِنْ سَحَابٍ ونَحْوِهِ.} وظَلِيلاَءُ، بالْمَدِّ: ع، وذكَرَهُ المُصَنِّفُ أَيْضا ضَلِيلاء، بالضَّادِ، والصَّوابُ أَنَّهُ بالظَّاءِ. وَأَبُو {ظِلاَلٍ، ككِتَابٍ: هِلالُ بْنُ أَبي هِلاَلٍ، وعليهِ اقْتَصَرَ ابنُ حِبَّانَ، ويُقالُ: ابنُ أبي مالِكٍ القَسْمَلِيُّ الأَعْمَى: تابِعِيٌّ، رَوَى عَن أَنَسٍ، وعنهُ مَرْوَانُ بنُ مُعاوِيَةَ، ويَزِيدُ بنُ هارَونَ، قالَ الذَّهَبِيُّ فِي الكاشِفِ: ضَعَّفُوهُ، وشَذَّ ابنُ حِبَّانَ فقَوَّاهُ. وقالَ فِي الدِّيوانِ: هِلاَلُ بنُ مَيْمُونٍ، ويُقالُ: ابنُ سُوَيْدٍ، أَبُو ظِلاَلٍ القَسْمَلِيُّ، قالَ ابنُ) عَدَيٍّ: عامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لَا يُتابَعُ عليْهِ. قلتُ: ويُقالُ لَهُ أَيْضا: هِلاَلُ بنُ أبي سُوَيْدٍ، وهوَ مِنْ رِجالِ التِّرْمِذِيِّ، ورَوَى عنهُ أَيْضا يحيى بنُ المُتَوَكِّلِ، كَما قالَهُ ابنُ حِبَّانَ، وعبدُ الْعَزِيز بنُ مُسْلِمٍ، كَما قالَهُ المِزِّيُّ فِي الكُنَى. وقالَ الفَرَّاءُ:} الظِّلاَلُ: {ظِلاَلُ الْجَنَّةِ، وَفِي بعضِ النُّسَخِ: الظِّلاَلُ: الجَنَّةُ.
وَهُوَ غَلَطٌ، ومنهُ قَوْلُ العَبَّاسِ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهُ، يَمْدَحُهُ صَلَّى اللهُ تَعالَى عليهِ وسلَّم:
(مِنْ قَبْلِها طِبْتَ فِي الظِّلاَلِ وَفِي ... مَسْتَوْدَعٍ حيثُ يُخْصَفُ الْوَرَقُ)
أَي كُنْتَ طَيِّباً فِي صُلْبِ آدَمَ، حيثُ كانَ فِي الجَنَّةِ، ومِنْ قَبْلِها، أَي مِنْ قَبْلِ نُزُولِكَ إِلى الأَرْضِ، فَكَنَى عَنْهَا وَلم يَتَقَدَّمْ ذِكْرُها لِبَيانِ المَعْنَى. والظِّلاَلُ مِنَ الْبَحْرِ: أَمْوَاجُهُ، لأَنَّها تُرْفَعُ فتُظِلُّ السَّفِينَةَ ومَنْ فِيهَا.} والظَّلَلُ، مُحَرَّكَةً: الْمَاءُ الَّذِي يكونُ تَحْتَ الشَّجَرِ لاَ تُصِيبُهُ الشَّمْسُ، كَما فِي العُبابِ، وَقد تقدَّم لهُ أَيْضا مِثْلُ ذلكَ فِي ض ل ل. {وظَلَّلَ بالسَّوْطِ: أَشَارَ بهِ تَخْوِيفاً، عَن ابنِ عَبَّادٍ.} والظُّلْظُلُ، بِالضَّمِّ: السُّفُنُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، هَكَذَا عَبَّرَ بالسُّفُنِ وَهُوَ جَمْعٌ. {وظَلاَّلٌ، كشَدَّادٍ: ع، ويُخَفَّفُ، كَما فِي العُبابِ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ.} ظَلَّ يَفْعَلُ كَذَا، أَي دَامَ. نَقَلَهُ ابنُ مالِكٍ، وهيَ لُغَةُ أَهْلِ الشَّامِ. ويُوْمٌ {مُظِلٌّ: ذُو سَحابٍ، وقيلَ: دائِمُ} الظِّلِّ. ويُقالُ: وَجْهُهُ {كَظِلِّ الحَجَرِ: أَي أَسْوَدُ، قالَ الرَّاجِزُ: كَأَنَّما وَجْهُكَ} ظِلٌّ مِنْ حَجَرْ قالَ بعضُهُم: أَرادَ الوَقَاحَةَ، وقيلَ: أَرادَ أَنَّهُ كانَ أَسْوَدَ الوَجْهِ. والعَرَبُ تَقُولُ: ليسَ شَيْءٌ {أَظَلَّ مِنْ حَجَرٍ، وَلَا أَدْفَأَ مِنْ شَجَرٍ، وَلَا أَشَدَّ سَواداً مِنْ ظِلٍّ، وكُلَّما كانَ أَرْفَعَ سَمْكاً كانَ مَسْقَطُ الشَّمْسِ أَبْعَدَ، وكُلَّما كانَ أَكْثَرَ عَرْضاً وأَشَدَّ اكْتِنازاً، كانَ أَشَدَّ لِسِوَادِ ظِلِّهِ.} وأَظَلَّتْنِي الشَّجَرَةُ، وغيرُها، ومنهُ الحديثُ: مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، ولاَ أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ، أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ.
{واسْتَظَلَّ بهَا: اسْتَذْرَى. ويُقالُ: للمَيِّتِ: قد ضَحَى} ظِلُّهُ. وعَرْشٌ {مُظَلَّلٌ، مِنَ الظِّلِّ. وَفِي الْمَثَلِ: لَكِنْ عَلى الأَثَلاتِ لَحْمٌ لَا} يُظَلَّلُ. قالَهُ بَيْهَسٌ فِي إِخْوَتِهِ المَقْتُولِينَ، لَمَّا قالُوا: ظَلِّلُوا لَحْمَ جَزُورِكُم. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وقولُهُ تَعالَى: {وظَلَّلْنَا عَلَيْكُم الْغَمَامَ. قيل: سَخَّرَ اللهُ لَهُم السَّحابَ} يُظِلُّهُم، حَتى خَرَجُوا إِلَى الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ، والاسْمُ! الظَّلاَلَةُ، بالفَتْحِ. وقولُهم: مَرَّ بِنا كَأَنَّهُ {ظِلُّ ذِئْبٍ: أَي سَرِيعاً كسُرْعَةِ الذِّئْبِ.} والظُّلَلُ: بُيُوتُ السَّجْنِ. وبهِ فُسِّرَ قولُ الرَّاجِزِ: وَيْحَكَ يَا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ هَلْ لَكَ فِي اللَّواقِحِ الْحَرائِزِ)
وَفِي اتِّبَاعِ الظُّلَلِ الأَوَارِزِ وَفِي الحديثِ: الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ. كِنَايّةً عَن الدُّنُوِّ مِنَ الضِّرابِ فِي الْجِهَادِ، حَتَّى يَعْلُوَهُ السَّيْفُ، ويَصِيرَ {ظِلُّهُ عَلَيْهِ. وَفِي آخَرَ: السُّلْطَانُ} ظِلُّ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، لأَنَّهُ يَدْفَعُ الأَذَى عَن النَّاسِ كَما يَدْفَعُ الظِّلُّ أَذَى حَرِّ الشَّمْسِ. وقيلَ: مَعْناهُ سِتْرُ اللَّهِ. وقيلَ: خاصَّةُ اللَّهِ. وقَوْلُ عَنْتَرَةَ:
(وَلَقَد أَبِيتُ عَلى الطَّوَى {وأَظَلُّهُ ... حَتَّى أنالَ بهِ كَرِيمَ المَأْكَلِ)
أَرادَ:} وأَظَلُّ عَلَيْهِ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. ويُقالُ: انْتَعَلَتِ الْمَطَايَا {ظَلالَها، إِذا انْتَصَف النَّهارُ فِي القَيْظِ، فلَمْ يَكُنْ لَهَا ظِلُّ، قالَ الرَّاجِزُ: قد وَرَدَتْ تَمِشِي عَلى} ظِلاَلِهَا وذَابَتِ الشَّمْسُ عَلى قِلاَلِهَا وَقَالَ آخَرُ فِي مِثْلِهِ: وانْتَعَلَ {الظِّلَّ فَكانَ جَوْرَبَاً} والمُظِلُّ: ماءٌ فِي دِيَارِ بَني أبي بَكْرِ ابنِ كِلاَبٍ. قالَهُ نَصْرٌ. {والمُسْتَظِلُّ: لَحْمٌ رَقِيقٌ لازِقٌ بِبَاطِنِ المَنْسِمِ مِنَ البَعِيرِ. نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ، عَن أَعْرَابِيٍّ مِنْ طَيِّءٍ، قالَ: وليسَ فِي البَعِيرِ مُضْفَةٌ أَرَقُّ وَلَا أَنْعَمُ مِنْها، غيرَ أَنَّهُ لَا دَسَمَ فِيهِ. وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي بابِ سُوءِ المُشارَكَةِ فِي اهْتِمامِ الرَّجُلِ بِشَأْنِ أَخِيهِ: قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِذا أرادَ المَشْكُوُّ إِلَيْهِ أَنَّهُ فِي نَحْوٍ مِمَّا فِيهِ صَاحِبُهُ الشَّاكِي، قالَ لَهُ: إِنْ يَدْمَ} أَظَلُّكَ فقد نَقِبَ خُفِّي. يَقولُ: إِنَّهُ فِي مِثْلِ حالِكَ. {والمِظَلَّةُ: مَا} تَسْتَظِلُّ بهِ المُلُوكُ عِنْدَ رُكُوبِهِم، وَهِي بالْفَارِسِيَّة جتر. {والظّلِّيلَةُ، مُشَدَّدَةَ الَّلام: شَيْءٌ يَتَّخِذُهُ الإِنْسَانُ مِنْ شَجَرٍ أَوْ ثَوْبٍ، يَسْتَتِرُ بِهِ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ، عامِّيَّةٌ. وأَيْكَةٌ} ظَلِيلَةٌ: مُلْتَفَّةٌ. وَهَذَا مُناخِي ومَحَلِّي، وبَيْتِي {ومِظَلَّي.
ورَأَيْتُ} ظِلاَلَةً مِنَ الطَّيْرِ، بالكسْرِ: أَي غَيايَةً. وانْتَقَلْتُ عَن {ظِلِّي: أَي هَجَّرْتُ عَن حَالَتِي. وَهُوَ مَجازٌ، كَذَا: هُوَ يَتْبَعُ} ظِلَّ نَفْسِهِ. وأَنْشَدَنا بَعْضُ الشُّيوخِ:
(مَثَلُ الرِّزْقِ الَّذِي تَتْبَعُهُ ... مَثَلُ الظِّلِّ الَّذِي يَمْشِي مَعَكْ)

(أنتَ لَا تُدْرِكُهُ مُتَّبِعاً ... فَإِذا وَلَّيْتَ عنهُ تَبِعَكْ)
وهوَ يُبارِى {ظِلَّ رَأْسِهِ، إِذا اخْتالَ، وَهُوَ مَجازٌ، كَما فِي الأًساسِ. وأَظَلَّهُ: أَدْخَلَهُ فِي} ظِلِّهِ، أَي كَنَفِهِ. وقولُه تَعالى: لاَ {ظَلِيلٍ، أَي لَا يُفِيدُ فائِدَةَ} الظِّلِّ، فِي كَوْنِهِ وَاقِياً عَن الحَرِّ. ويُرْوَى أَنَّ النَّبيَّ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا مَشَى لَمْ يَكُنْ لَهُ {ظِلٌّ، وَلِهَذَا تَأْويِلٌ يَخْتَصُّ بِغَيْرِ هَذَا الكِتابِ.)
} وظَلَّ اليَوْمُ، {وأَظَلَّ: صارَ ذَا ظِلٍّ. وَأَيْضًا: دامَ} ظِلُّهُ. {وظَلَّ الشَّيْءُ: طالَ.} والظُّلْظُلُ، كقُنْفُذٍ: مَا يُسْتَرُ بِهِ مِنَ الشَّمْسِ. قالَهُ اللَّيْثُ. {واسْتَظَلَّتِ الشَّمْسُ: اسْتَتَرَتْ بالسَّحابِ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ.

ظهر

(ظهر) الْقَوْم سَارُوا فِي الظهيرة وَالْحَاجة ظهر بهَا والصك وَنَحْوه كتب على ظَهره مَا يُفِيد تحويله إِلَى شخص آخر (مج)
ظهر: {تظهرون}: تدخلون في الظهيرة. {ظهيرا}: عونا. {يظهرون}: يقول أحدهم: أنت علي كظهر أمي فتحرم كتحريم ظهور الأمهات. {تظاهرون}: تعاونون. {يظاهروا}: يعينوا. {أن يظهروه}: يعلوه.
(ظهر)
الشَّيْء ظهورا تبين وبرز بعد الخفاء وعَلى الْحَائِط وَنَحْوه علاهُ وعَلى الْأَمر اطلع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِنَّهُم إِن يظهروا عَلَيْكُم يرجموكم} وعَلى عدوه وَبِه غَلبه وبالحاج استخف بهَا وَلم يخف لَهَا وَعنهُ الْعَار زَالَ وَلم يعلق بِهِ وَالطير من بلد كَذَا إِلَى بلد كَذَا انحدرت مِنْهُ إِلَيْهِ وبالشيء فَخر وَفُلَانًا ظهرا ضرب ظَهره وَالثَّوْب جعل لَهُ ظهارة وَالْبَيْت والحائط وَنَحْوهمَا علاها

(ظهر) ظهرا اشْتَكَى ظَهره فَهُوَ ظهر وظهير
ظ هـ ر : (الظَّهْرُ) ضِدُّ الْبَطْنِ. وَهُوَ أَيْضًا الرِّكَابُ. وَهُوَ أَيْضًا طَرِيقُ (الْبَرِّ) وَيُقَالُ: هُوَ نَازِلٌ بَيْنَ (ظَهْرَيْهِمْ) بِفَتْحِ الرَّاءِ وَ (ظَهْرَانَيْهِمْ) بِفَتْحِ النُّونِ. وَلَا تَقُلْ: ظَهْرَانِيهِمْ بِكَسْرِ النُّونِ. وَ (الظُّهْرُ) بِالضَّمِّ بَعْدَ الزَّوَالِ وَمِنْهُ صَلَاةُ الظُّهْرِ. وَ (الظَّهِيرَةُ) الْهَاجِرَةُ. وَ (الظَّهِيرُ) الْمُعِينُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4] وَإِنَّمَا لَمْ يَجْمَعْهُ لِمَا ذَكَرْنَا فِي قَعِيدٍ. وَقَالَ الشَّاعِرُ:

إِنَّ الْعَوَاذِلَ لَسْنَ لِي بِأَمِيرِ
أَيْ بِأُمَرَاءَ. وَ (الظِّهْرِيُّ) الَّذِي تَجْعَلُهُ بِظَهْرٍ أَيْ تَنْسَاهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} [هود: 92] . وَ (الظَّاهِرُ) ضِدُّ الْبَاطِنِ. وَ (ظَهَرَ) الشَّيْءُ تَبَيَّنَ. وَظَهَرَ عَلَى فُلَانٍ غَلَبَهُ وَبَابُهُمَا خَضَعَ. وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَى عَدُوِّهِ. وَأَظْهَرَ الشَّيْءَ بَيَّنَهُ. وَأَظْهَرَ سَارَ فِي وَقْتِ الظُّهْرِ. وَ (الْمُظَاهَرَةُ) الْمُعَاوَنَةُ وَ (التَّظَاهُرُ) التَّعَاوُنُ وَاسْتَظْهَرَ بِهِ اسْتَعَانَ بِهِ. وَ (الظِّهَارَةُ) بِالْكَسْرِ ضِدُّ الْبِطَانَةِ. وَ (الظِّهَارُ) قَوْلُ الرَّجُلِ لِامْرَأَتِهِ: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، وَقَدْ (ظَاهَرَ) مِنِ امْرَأَتِهِ. وَ (تَظَهَّرَ) مِنْهَا وَ (ظَهَّرَ) مِنْهَا (تَظْهِيرًا) كُلُّهُ بِمَعْنًى. قُلْتُ: تَرَكَ (تَظَاهَرَ) مِنْهَا وَهِيَ مِمَّا قُرِئَ بِهِ فِي السَّبْعَةِ وَذَكَرَ ظَهَّرَ الَّذِي مِنْ غَرَابَتِهِ لَمْ يُقْرَأْ بِهِ فِي الشَّوَاذِّ أَيْضًا. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: أَتَانَا فُلَانٌ (مُظَهِّرًا) بِتَشْدِيدِ الْهَاءِ أَيْ فِي وَقْتِ الظَّهِيرَةِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقَالَ غَيْرُهُ: أَتَانَا فُلَانٌ (مُظْهِرًا) بِالتَّخْفِيفِ وَهُوَ الْوَجْهُ.
ظهر وبطن ولِكلّ حَرْفٍ حد ولِكُلّ حد مطلع. فَقلت: يَا أَبَا سعيد مَا المطلع قَالَ: يطلع قوم يعْملُونَ بِهِ

ظهر قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فأحسب قَول الْحَسَن هَذَا إِنَّمَا ذهب بِهِ إِلَى قَول عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود فِيهِ حَدَّثَنِي حجاج عَن شُعْبَة عَن عَمْرو بْن مرّة عَن عَبْد اللَّه قَالَ: مَا من حرف أَو قَالَ آيَة إِلَّا وَقد عمل بهَا قوم أَو لَهَا قوم سيعملون بهَا فَإِن كَانَ الْحَسَن ذهب إِلَى هَذَا فَهُوَ وَجه وَإِلَّا كَانَ المطلع فِي كَلَام الْعَرَب على غير هَذَا 43 / الف الْوَجْه / وَقد فسرناه فِي مَوضِع آخر وَهُوَ المأتى الَّذِي يُؤْتى مِنْهُ حَتَّى يعلم علم الْقُرْآن من كل ذَلِك المأتى والمصعد. وَأما قَوْله: لَهَا ظهر وبطن فَإِن النَّاس قد اخْتلفُوا فِي تَأْوِيله يرْوى بطن عَن الْحسن أَنه سُئِلَ عَن ذَلِك فَقَالَ: أَن الْعَرَب يَقُول: قد قلبت أَمْرِي ظهرا لبطن. وَقَالَ غَيره: الظّهْر لفظ الْقُرْآن والبطن تَأْوِيله. وَفِيه قَول ثَالِث وَهُوَ عِنْدِي أشبه الْأَقَاوِيل بِالصَّوَابِ وَذَلِكَ أَن اللَّه عز وَجل قد قصّ عَلَيْك من نبأ عَاد وَثَمُود وَغَيرهمَا من الْقُرُون الظالمة لأنفسها فَأخْبر بِذُنُوبِهِمْ وَمَا عاقبهم بهَا فَهَذَا هُوَ الظّهْر إِنَّمَا هُوَ حَدِيث حَدثَك بِهِ عَن قوم فَهُوَ فِي الظَّاهِر خبر وَأما الْبَاطِن مِنْهُ فَكَأَنَّهُ صير ذَلِك الْخَبَر عظة لَك وتنبيها وتحذيرا أَن تفعل فعلهم فَيحل بك مَا حل بهم من عُقُوبَته أَلا ترى أَنه لما أخْبرك عَن قوم لوط وفعلهم وَمَا أنزل بهم أَن ذَلِك مِمَّا يبين ذَلِك أَن من صنع ذَلِك عُوقِبَ بِمثل عقوبتهم وَهَذَا كَرجل قَالَ لَك: إِن السُّلْطَان أُتِي بِقوم قتلوا فَقَتلهُمْ وَآخَرين سرقوا فقطعهم وَشَرِبُوا الْخمر فجلدهم فَهَذَا الظَّاهِر إِنَّمَا هُو حَدِيث حَدثَك بِهِ وَالْبَاطِن أَنه قد وعظك بذلك وأخبرك أَنه يفعل ذَلِك بِمن أذْنب تِلْكَ الذُّنُوب فَهَذَا هُوَ الْبَطن على مَا يُقَال وَالله أعلم.
باب الهاء والظاء والراء معهما ظ هـ ر فقط

ظهر: الظَّهْرُ: خلافُ البطْنِ من كلِّ شَيْءٍ. والظَّهْرُ من الأَرضِ: ما غَلُظَ وارْتَفَع، والبَطْن ما رَقَّ منها واطْمَأَنَّ. والظَّهْرُ: الرِّكاب تَحْمِل الأثقالَ في السَّفَر. ويُقالُ لطَريقِ البَرِّ، حيث يكون فيه مَسْلَكٌ في البَرِّ، ومَسْلَكٌ في البحر: طريقُ الظَّهْر. والظُّهْرُ: ساعةُ الزَّوال، ومنه يُقالُ: صلاةُ الظًّهْر. والظَّهِيرةُ: حدُّ انْتِصافِ النَّهار. والظَّهِيرُ من الإبِل: القويّ الظهر، الصَّحِيحُهُ، وقد ظَهَر ظَهارةً. والظَّهيرُ: العَوْنُ، والمُظاهر: المُعاونُ، وهما يَتَظاهرانِ، أي: يَتَعاونان. والظُّهورُ: بُدُوُّ الشَّيءِ الخفِيّ. والظُّهورُ: الظَّفَرُ بالشَّيء، والاطَّلاع عليه، ظَهَرْنا على العدوَّ، والله أظهرنا عليه، أي: أَطْلَعَنا. والظَّهْرُ فيما غاب عنك، تقول: تكلَّمْتُ بذلك عن ظهر غيب. وظَهْر القلب: حفظٌ من غير كتاب، تقول: قرأتُه ظاهراً واسْتَظْهَرْتُه. والظّاهرةُ: كلّ أرضٍ غليظة مَشرِفة كأنّها على جَبَل. والظّاهرةُ: العَيْنُ الجاحظةُ، وهي خلافُ الغائرة. والظّاهرة والظّهارة: خلاف الباطن والبطانة من الأقبية ونحوها. وظهّرتُه تَظهيرا: جعلتَ له ظاهرةً. والظَّهارةُ: مُظاهرةُ الرّجُلِ امرأتَه إذا قال: هي عليّ كظَهْر أُمي، أو كظهر ذات رحم مُحرّم. والظُّهار من الرِّيش: الّذي يَظْهَر من ريشِ الطّائِرِ وهو في الجَناح، ويُقالُ: الظهار جماعة، الواحد: ظَهْر، ويُجْمَع أيضاً على الظُّهْران، وهو أفضلُ ما يُراشُ به السَّهْمُ، فإذا رِيشَ بالبُطْنانِ كان عَيْباً. والظِّهْريُّ: الشَّيءُ تنساهُ وتَغْفل عنه. ورجلٌ ظَهْريُّ: من أَهْل الظَّهْر. ولو نَسَبْتَ رجلاً إلى ظَهْر الكوفة لقلت: ظَهْرِيٌّ وكذلك لو نسبت جلداً إلى ظَهْر قلت: جِلْدً ظَهْريّ. والظَّهران من قولك: أنا بين ظَهْرانَيْهِم وظَهْرَيْهم. وكذلك الشَّيء في وَسَط الشَّيء: هو بين ظَهْرَيْهِ وظَهْرانَيْهِ، قال :

ألبس دعصا بين ظهري أو عَسا

ويُقال للمدبّر للأَمر: قلبت الأمرَ ظهراً لبَطْن.

ظهر


ظَهِرَ(n. ac. ظَهَر)
a. Had a pain in the back.

ظَهَّرَa. Was at noon; journeyed &c. at noon.
b. Disregarded, neglected, slighted, made light
of.

ظَاْهَرَa. Helped, aided, assisted.

أَظْهَرَa. Showed, exposed, disclosed, manifested, revealed; made
clear, evident, plain; declared, proclaimed; attested.
b. Paraded, made a show of, exhibited.
c. [acc. & 'Ala], Made victorious, gave the mastery over; disclosed
to (secret).
d. see II
تَظَاْهَرَa. Appeared; showed himself.
b. Showd.
c. [Bi], Displayed, paraded, made a show of.
d. Helped, aided each other.
e. see X (b)
إِسْتَظْهَرَ
a. [Bi], Sought help of, had recourse to.
b. ['Ala], Overcame, prevailed over, vanquished.
c. [La], Was prepared, ready for.
d. Took, got ready (steed).
e. Knew, learnt by heart, mastered the contents of (
book ).
ظَهْر
(pl.
أَظْهُر
ظُهُوْر ظُهْرَاْن)
a. Back: surface, upper side; top, summit (
mountain ); deck (ship).
b. Literal, exoteric meaning ( of a book ).
c. Lateral half ( of a feather ).
ظِهْرَةa. Help, assistance.
b. Helper, aider.

ظِهْرِيّ
(pl.
ظَهَاْرِيّ)
a. Pack-camel, saddle-camel.
b. abandoned, neglected.

ظُهْر
(pl.
أَظْهَاْر)
a. Midday, noon.

ظُهْرَةa. see 2t (b)
ظُهْرِيَّة
a. [ coll. ]
see 25t
ظَهَرَةa. Furniture, household-goods.
b. Family, household.

ظَهِرa. One having pain in the back.

مَظْهَرa. Place of ascent; height, out-look.

ظَاْهِرa. Outward, outer, external, exterior; superficial;
literal, exoteric (meaning).
b. Apparent, clear, manifest, evident, plain.
c. Appearance, outside, exterior.

ظَاْهِرَة
(pl.
ظَوَاْهِرُ
& reg. )
a. Fem. of
ظَاْهِر
(a), (b).
c. Tribe; family.
d. Height, elevation, eminence.

ظِهَاْرَةa. Facing, nap ( of clothing ).
b. [ coll, ], A kind of back-pad ( used
by carrivers ).
ظُهَاْرَةa. Troop, band.

ظَهِيْرa. Helper, protector.
b. Strong-backed.
c. see 5
ظَهِيْرَةa. Midday ( in summer ).
ظُهُوْرa. Appearance, apparition, manifestation.
b. [ coll. ], Epiphany.

ظَهَرَاْنa. see 1 (c)
N. P.
ظَهڤرَa. see 5
. N. P.II, Strong-backed. N.Ag.IV
One having many camels
b. Exhibitor.

N. P.
أَظْهَرَa. Explicit, clear.

N. Ac.
أَظْهَرَa. Manifestation; disclosure; demonstration;
notification.
b. Expansion, amplification.

ظَاهِرًا ظَاهِرَةً
a. Outwardly, externally.
b. Visibly; openly, publicly.

فِى الظَّاهِر
a. Apparently.

عَن ظَهْر قَلْبِهِ
a. From memory.

أَقْرَان الظَّهْر
a. Rear-guard.

أَعْطَى عَن ظَهْريَدٍ
a. He gave it disinterestedly, without
compensation.

ثَقِيْل الظَّهْر
a. One with a large family.

لَا تَجْعَل حَاجَتِي بِظَهْر
a. Do not neglect my business.

هُوَ عَلَى ظَهْر
a. He is about to start.
ظ هـ ر

رجل مظهر: قوي الظهر، وظهر: يشتكي ظهره. وجمل ظهير وظهريّ: قويّ، وناقة ظهيرة، وقد ظهر ظهارة، وتقول لفلان: جمل ظهريّ، كأنه مهريّ، وجمال ظهاري. وظاهر من امرأته، وتظاهر منها. وراش سهمه بالظهران والظهار وهو ما كان من ظهر عسيب الريشة. وظاهره: عاونه، وتظاهرا، وهو ظهيري عليه. وجاء في ظهرته وظهرته وناهضته وهم أعوانه. قال ابن مقبل:

ألهفي على عز عزيز وظهرة ... وظل شباب كنت فيه فأدبرا

وظاهر بين ثوبين ودرعين. وظهر عليه: غلب. وأظهره الله. ونزلوا في ظهر من الأرض وظاهرة وهي المشرفة، يقال: أشرفت عليه: اطلعت عليه، والموضع: مشرف، ومشارف الأرض: أعاليها. وظهر الجبل والسطح. " فما اسطاعوا أن يظهروه ". وما أحسن أهرة فلان وظهرته: أثاثه. وأظهرنا: دخلنا في وقت الظهر. قال الراعي:

أخاف الفلاة فأرمي بها ... إذا أعرض الكانس المظهر

يعرض عن الشمس. وخرجت في الظهيرة والظهائر. والخيل ترد ظاهرة. قال:

ما أورد الناس من غب وظاهرة ... إلا وبحرك منه الريّ والثمد

ومن المجاز: " قلبت الأمر ظهراً لبطن ". وضربوا الحديث ظهراً لبطن. قال عمر بن أبي ربيعة:

وضربنا الحديث ظهراً لبطن ... وأتينا من أمرنا ما اشتهينا

ولهم ظهر ينقلون عليه أي ركاب. وهم مظهرون. وهو نازل بين ظهريهم وظهرانيهم وأظهرهم. وجئته بين ظهراني النهار. قال:

أتانا بين ظهراني نهار ... فأروى ذوده ومضى سليماً وجعله بظهر وظهرياً: نسيه. وظهر بحاجته: استخف بها. وساروا في طريق الظهر: في البرّ. وهو يأكل الفقراء على ظهر أيدي الناس. وهو ابن عمه ظهراً: خلاف دنيا. وتكلمت به عن ظهر الغيب، وحفظته عن ظهر قلبي. وحمل القرآن على ظهر لسانه، وظهر على القرآن واستظهره. وعدا في ظهره. سرق ما وراءه. وعين ظاهرة: جاحظة. وظهر عنك العار: لم يعلق بك، وهذا عيب ظاهر عنك. وقال بيهس:

كيف رأيتم طلبي وصبري ... والسيف عزّي والإله ظهري 
(ظ هـ ر) : (الظَّهْرُ) خِلَافُ الْبَطْنِ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ وَالِدُ أُسَيْدَ بْنِ ظُهَيْرٍ وَيُسْتَعَارُ لِلدَّابَّةِ أَوَالرَّاحِلَةِ (وَمِنْهُ) وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى وَكَذَا قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَإِذَا كَانَ رَجُلًا مَعَهُ قُوَّةٌ
مِنْ الظَّهْرِ وَالْعَبِيدِ وَالْإِمَاءِ وَأَمَّا لَا صَدَقَةَ إلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنًى أَيْ صَادِرَةٌ عَنْ غِنًى فَالظَّهْرُ فِيهِ مُقْحَمٌ كَمَا فِي ظَهْرِ الْقَلْبِ وَظَهْرِ الْغَيْبِ (وَظَاهَرَ مِنْ امْرَأَتِهِ ظِهَارًا وَتَظَاهَرَ وَاظَّاهَرَ) بِمَعْنًى وَهُوَ أَنْ يَقُولَ لَهَا أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي (وَظَاهَرَهُ) عَاوَنَهُ وَهُوَ ظَهِيرُهُ (وَظَاهَرَ بَيْنَ ثَوْبَيْنِ وَدِرْعَيْنِ) لَبِسَ أَحَدَهُمَا عَلَى الْآخَرِ وَقَوْلُهُ ظَاهَرَ بِدِرْعَيْنِ فِيهِ نَظَرٌ وَوَجْهُهُ أَنْ يَجْعَلَ الْبَاءَ لِلْمُلَابَسَةِ لَا مِنْ صِلَةِ الْمُظَاهَرَةِ (وَظَهَرَ عَلَيْهِ) غَلَبَهُ (وَمِنْهُ) وَلَمَّا ظَهَرُوا عَلَى كِسْرَى ظَفِرُوا بِمَطْبَخِهِ (وَظُهِرَ عَلَى اللِّصِّ) غُلِبَ وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ ظَهَرَ فُلَانٌ السَّطْحَ إذَا عَلَاهُ وَحَقِيقَتُهُ
صَارَ عَلَى ظَهْرِهِ وَأَصْلُ الظُّهُورِ خِلَافُ الْخَفَاءِ وَقَدْ يُعَبَّرُ بِهِ عَنْ الْخُرُوجِ وَالْبُرُوزِ لِأَنَّهُ يَرْدَفُ ذَلِكَ وَعَلَيْهِ حَدِيثُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ» وَتَصْدِيقُهُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى «وَالشَّمْسُ لَمْ تَخْرُجْ مِنْ حُجْرَتِهَا» (وَأَمَّا مَا رُوِيَ) لَمْ يَظْهَرْ الْفَيْءُ مِنْ حُجْرَتِهَا أَوْ وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ فِي حُجْرَتِي لَمْ يَظْهَرْ الْفَيْءُ بَعْدُ فَعَلَى الْكِنَايَةِ وَعَنْ الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّ هَذَا أَبْيَنُ مَا رُوِيَ فِي أَوَّلِ وَقْتِ الْعَصْرِ لِأَنَّ حُجَرَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَوْضِعٍ مُنْخَفِضٍ مِنْ الْمَدِينَةِ وَلَيْسَتْ هِيَ بِالْوَاسِعَةِ وَذَلِكَ أَسْرَعُ لِارْتِفَاعِ الشَّمْسِ عَنْهَا (وَالْمُسْتَحَاضَةُ تَسْتَظْهِرُ) بِكَذَا أَيْ تَسْتَوْثِقُ (وَالظُّهْرُ) مَا بَعْدَ الزَّوَالِ (وَأَمَّا) «أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ» وَصَلَّى الظُّهْرَ فَعَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ.
(ظهر) - قَولُه تَعالَى وتَقدَّس: {وَحِينَ تُظْهرُونَ}
: أي تَصِيرُون وتَدْخُلُون في وَقْت الظَّهيرة، وهي وَقْت الحَرِّ في نِصفِ النهار.
قيل: ولا يُقالُ ذَلِك في الشِّتاء وزَمانِ البَرْد فكأنه في الشِّتَاء الوقتَ الذي يكَون في الصَّيف ظهيرة. فأما الظُّهر فوقت الصَّلاة في جَمِيع الأَزْمِنَة. قيل: سُمِّى به لأَنّه أَظهَرُ أَوقاتِها للأَبصار وقيل: أَظْهَرها حَرًّا. وقيل: لأنه أَظَهرُ الأَوقاتِ لأَوَّل الصَّلوات؛ لأَنَّها أَولُ صَلاةٍ أُظْهِرت، أو أَوَّل صَلاةٍ صُلِّيت، وأَتانَا مُظْهِرًا ومُظَهِّرًا،: أي في وَقْت الظُّهر. وأظْهَرنا: صِرْنَا في وَقْت الظَّهِيرة.
- في الحَديث: "أَنَّه عَلَيه الصَّلاةُ والسَّلامُ ظَاهَر بَيْن دِرْعَينْ يَومَ أُحُد"
: أي طَارَق وطَابَق وجَمَع ولَبِس إحدَاهما فَوقَ الآخَر، ولعَلَّه من المُظَاهَرة والتَّظاهُرِ: أي التَّعاون.
- في حديث عَرْفَجة: "فتَناوَل السَّيفَ من الظَّهْرِ فتَحذَّفَه
به". الظَّهْر: الرِّكاب الذي يُحمَل عليه في السَّفَر، وعند فُلانٍ ظَهْر: أي إِبلٌ جِيادُ الظُّهورِ.
- وفي الحديث: "أتَأذَن لنَا في نَحْر ظَهْرنا "
- في حَديثِ صِفَةِ القُرآنِ: "لكِّل آيةٍ منها ظَهْرٌ وبَطْن"
الظَّهْر: ما ظَهَر تَأويلُه وعُرِف مَعْناه. والبَطْن: ما بَطُن تَفْسِيرُه وظهَر لَفظُه، وبَطْنُه: مَعْناه، وقيل: قِصَصُها في الظَّاهِر أَخبارٌ وفي البَاطِن عِبْرة وتَنْبيهٌ وتَحْذِيرٌ. وقيل: مَعْنَاهما التِّلاوَة والتَّفَهُّم أن يَقرأه كما نَزَل وَيتَدبَّر فيه وَيتَفَكَّر، فالتِّلاوة بالتَّعلّم، والتّفَهّم بصِدْق النِّيَّة وتَعْظِيم الحُرمهِ.
وفي هذا الحديث: "ولكل حَدٍّ مَطْلَع"
والحَدُّ في التِّلاوة أن لا يُجاوِزَ المُصْحَفَ والتَّفْسِيَر المَسْمُوع: والمَطْلَعُ: المَصْعَد الذي يُصْعَد إليه من مَعْرِفَة عِلمِه. وقيل: هو الفَهْم الذي يَفْتَح الله تَعالَى على المُتَدَبِّر والمُتَفَكِّر من التَّأويلِ.
- في الحَديث: "أنه أَمَرَ خُرَّاصَ النَّخْل أن يَسْتَظْهِرُوا"
: أي يَحْتاطوا ، مَأخوذٌ من الظَّهير وهو المُعِين، أي يدعو لهم قَدْرَ ما يَنُوبُهم ويَنْزِل بهم من الأضْيافِ وأبناءِ السبيل.
- قوله عَزَّ وجَلَّ: {أَمْ بظَاهِرٍ مِنَ القَوْلِ} .
: أي غَائِب بَعِيدٍ عن الحَقِّ. وقيل: بَاطِل، وقِيل: زَائلٌ.
وأنشد:
* وذَلك عَارٌ يابنَ رَيْطَة ظَاهِر *
في الحديث: "فأَقَاموا بَيْن ظَهْرانَيْهم"
: أي بَينَهم على سَبِيلِ الاستِظْهار والاسْتناد إليهم، وكذلك بين ظَهْرِهم وبين أَظْهُرهم، زِيدَت فيه الأَلِف والنُّونُ تَأكِيدًا كالنَّفْسانىِ للعُيوُن، مَنْسُوبٌ إلى النَّفْس، والصَّيْدلانىِ مَنْسوب إلى الصَّيْدل، وهو أُصولُ الأَشياء وجَواهِرُها، وبالنُّون أيضا، وكان مَعَنى التَّثْنِيَة أن ظَهرًا منهم قُدَّامَه وآخِرَه وَرَاءَه، فهو مَكْنُوف من جَانِبَيه، ثم كَثُر حتى استُعمِل في الإقامة بين القَوْم وإن لم يكن مَكْنُوفًا.
ظهر
الظَّهْرُ: خِلافُ البَطْنِ، ورَجُلٌ مُظَهَّرٌ: شَديدُ الظَّهْرِ. وشَيْخٌ ظَهِيْرٌ: يَشْتكي ظَهْرَه. والظَّهْرُ من الأرْضِ: ما غَلُظَ وارْتَفَعَ، والظّاهِرَهُ مِثْلُه، والرِّكَابُ التي تَحْمِل الأثْقالَ. وفي بَني فلانٍ ظَهِيْرَةٌ وظَهْرٌ: أي إبِلٌ جِيَادُ الظُّهُور. والبَعِيرُ الظِّهْرِيُّ: العُدَّةُ، للحاجَةِ إليه، ويُجْمَعُ ظَهَارِيَّ وظِهَارى. وطَرِيقُ الظَّهْرِ: طَرِيقُ البَرِّ. وقَلَبْتُ الأمْرَ ظَهْراً لبَطْنٍ: أي دَبَّرْتَه.
والظُّهْرُ: ساعَةُ الزَّوال، والظَّهِيْرَةُ: حَدُّ انْتِصافِ النَّهار. وبَعِيرٌ مُظْهِرٌ: هَجَمَتْه الظَّهِيْرةُ، وظَهَّرْتُ تَظْهِيْراً وأظْهَرْتُ: من الظَّهِيْرَة.
والظَّهِيْرُ: البَعِيرُ القَوِيُّ الظَّهْرِ الصَّحِيْحُه، والفِعْلُ: ظَهَرَ ظَهَارَةً، ويَظْهَرُه: أي يَتْبَعُه. والظَّهِيْرُ: العَوْنُ يُظَاهِرُكَ، وهما يَتَظَاهَرانِ، والظَّهْرَةُ: ظَهْرُ الرَّجُلِ وأنصارُه، وليستْ له ظَهَرَةٌ: أي مَنَعَةٌ، وفلانٌ ظِهْرِيُّ فلانٍ: أي مُعِيْنُه. والظُّهُوْرُ: بُدُوُّ الشَّيْءِ الخَفيِّ إذا ظَهَرَ. والظُّهُوْرُ: الظَّفَرُ بالشَّيْءِ والإطِّلاعُ عليه. وظَهْرُ الغَيْبِ: ما غابَ عنكَ. والاسْتِظْهارُ: أنْ تَقْرَأ الشَّيْءَ ظاهِراً. وظَهَرْتُ على القُرآن وأظْهَرْتُه: بمعنىً.
والظاهِرَةُ: العَيْنُ الجاحِظَةُ وهي خِلافُ الغائرة. والظاهِرَةُ: الظِّهَارُ من الفُرشِ والأقْبِيَةِ، له ظاهِرَةٌ وباطنَةٌ، وظِهَاةٌ وبِطَانَةٌ. وظَهَّرْتُه تَظْهِيراً: جَعَلْتَ له ظِهَارَةً. والمُظاهَرَةُ والظِّهَارُ: أنْ يقولَ الرَّجُلُ لامْرَأتِه: أنتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، وتَظَهَّرَ فلانٌ من امرأتِه.
والظُّهَارُ من الرِّيشِ: الذي يَظْهَرُ من رِيْشِ الطائر، والجميع الظُّهْرَانُ. والظُّهَارُ: الجَمَاعَةُ، الواحِدُ ظَهْرٌ. والظِّهْرِيُّ: الشَّيْءُ تَنْسَاه وتَغْفُل عنه وفي القُرآن: " واتَّخَذْتُموه وراءكُم ظِهْرِيّاً ".
وأظْهَرْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتُه وَرَاءَ ظَهْري، وظَهَرْتُ به وأظْهَرْتُ به: بمعنىً. وإذا نَسَبْتَ رَجُلاً إلى ظَهْر الكُوفة قُلْتَ: ظَهْرِيٌّ. وهو بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِم وظَهْرَيْهِم. وأتانا بَيْنَ الظَّهْرَانَيْنِ: أي مُنْذُ شَهْرٍ أو نحوِه، ولَقِيْتُه بَيْنَ الظَّهْرَانَيْنِ: أي في اليَوْمَيْنِ، وأتانا ظاهِراً: أي كلَّ يومٍ. وشَرَبَ الفَرَسُ ظاهِرَةً: أي كلَّ يومٍ نِصْفَ النَّهار، وكذلك الإبلُ. ويقولون: لأَضرِبَنَّكَ غِبَّ الحِمارِ وظاهِرَةَ الفَرَس. ويُقال لِمَتَاع البَيْتِ: ظَهَرَةٌ وأهَرَةٌ. وقيل: هي مُؤخَّرُ البَيْتِ الذي يكون عليه الأنْضَادُ، وكذلك هَيْئةُ الرَّجُل، وخِيَارُ الشَّيْءِ وكَثْرَتُه، وكذلك: الظَّهَرُ من الناس خِيَارُهم.
وقِدْرٌ ظَهْرٌ وقُدُْورٌ ظُهُوْرٌ: أي قَدِيْمَةٌ. وهو ابنُ عمِّه ظَهْراً: أي دِنْياً. وأصَبْتُ من فلانٍ مَطَرَ ظَهْرٍ: أي خَيْراً كثيراً. وسالَ الوادي ظَهْراً: أي من قُرْبٍ. ولِصٌّ عادِيْ ظَهْرٍ: أي عَدا في ظَهْرٍ فَسَرَقَه. وأقْرَانُ الظَّهْرِ: الذين يَجِيْئونَ من ورائكَ ويُعِيْنُونَكَ، وأقْرانُ الظُّهُورِ أيضاً.
والظُّهَارِيَّةُ من أُخَذِ الصِّرَاع: أنْ تَصْرَعَه على الظَّهْرِ. وهو ضَرْبٌ من البُضْع أيضاً. والظُّهْرَةُ: السُّلَحْفَاةُ. ويقولون: ظَهَرَ عنه العارُ: أي زالَ وذَهَبَ، وعلى ذا فُسِّرَ:
وتِلْكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنكَ عارُها
ويقولون: ذلك على ظَهْرِ العُسِّ: أي أنَّه ظاهرٌ واضح، كقولهم: على رأْسِ الثُّمَام.
ظهر
الظَّهْرُ الجارحةُ، وجمعه ظُهُورٌ. قال عزّ وجل:
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ
[الانشقاق/ 10] ، مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
[الأعراف/ 172] ، أَنْقَضَ ظَهْرَكَ
[الشرح/ 3] ، والظَّهْرُ هاهنا استعارة تشبيها للذّنوب بالحمل الذي ينوء بحامله، واستعير لِظَاهِرِ الأرضِ، فقيل: ظَهْرُ الأرضِ وبطنها. قال تعالى: ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ
[فاطر/ 45] ، ورجلٌ مُظَهَّرٌ: شديدُ الظَّهْرِ، وظَهِرَ: يشتكي ظَهْرَهُ.
ويعبّر عن المركوب بِالظَّهْرِ، ويستعار لمن يتقوّى به، وبعير ظَهِيرٌ: قويّ بيّن الظَّهَارَةِ، وظِهْرِيٌّ:
معدّ للرّكوب، والظِّهْرِيُّ أيضا: ما تجعله بِظَهْرِكَ فتنساه. قال تعالى: وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا
[هود/ 92] ، وَظَهَرَ عليه: غلبه، وقال: إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ
[الكهف/ 20] ، وظاهَرْتُهُ:
عاونته. قال تعالى: وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ
[الممتحنة/ 9] ، وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ
[التحريم/ 4] ، أي: تعاونا، تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ
[البقرة/ 85] ، وقرئ: (تَظَّاهَرَا) ، الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ
[الأحزاب/ 26] ، وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ
[سبأ/ 22] ، أي: معين . فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ
[القصص/ 86] ، وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ
[التحريم/ 4] ، وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً
[الفرقان/ 55] ، أي: معينا للشّيطان على الرّحمن. وقال أبو عبيدة : الظَّهِيرُ هو المَظْهُورُ به. أي: هيّنا على ربّه كالشّيء الذي خلّفته، من قولك:
ظَهَرْتُ بكذا، أي: خلفته ولم ألتفت إليه.
والظِّهَارُ: أن يقول الرّجل لامرأته: أنت عليّ كَظَهْرِ أمّي، يقال: ظَاهَرَ من امرأته. قال تعالى:
وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ
[المجادلة/ 3] ، وقرئ: يظاهرون أي: يَتَظَاهَرُونَ، فأدغم، ويَظْهَرُونَ
، وظَهَرَ الشّيءُ أصله:
أن يحصل شيء على ظَهْرِ الأرضِ فلا يخفى، وبَطَنَ إذا حصل في بطنان الأرض فيخفى، ثمّ صار مستعملا في كلّ بارز مبصر بالبصر والبصيرة. قال تعالى: أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ
[غافر/ 26] ، ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ
[الأعراف/ 33] ، إِلَّا مِراءً ظاهِراً
[الكهف/ 22] ، يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا
[الروم/ 7] ، أي: يعلمون الأمور الدّنيويّة دون الأخرويّة، والعلمُ الظَّاهِرُ والباطن تارة يشار بهما إلى المعارف الجليّة والمعارف الخفيّة، وتارة إلى العلوم الدّنيوية، والعلوم الأخرويّة، وقوله: باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ
[الحديد/ 13] ، وقوله: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
[الروم/ 41] ، أي: كثر وشاع، وقوله: نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً
[لقمان/ 20] ، يعني بالظَّاهِرَةِ: ما نقف عليها، وبالباطنة: ما لا نعرفها، وإليه أشار بقوله: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها [النحل/ 18] ، وقوله: قُرىً ظاهِرَةً
[سبأ/ 18] ، فقد حمل ذلك على ظَاهِرِهِ، وقيل: هو مثل لأحوال تختصّ بما بعد هذا الكتاب إن شاء الله، وقوله:
فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً
[الجن/ 26] ، أي: لا يطلع عليه، وقوله: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ
[التوبة/ 33] ، يصحّ أن يكون من البروز، وأن يكون من المعاونة والغلبة، أي: ليغلّبه على الدّين كلّه. وعلى هذا قوله: إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ
[الكهف/ 20] ، وقوله تعالى: يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ
[غافر/ 29] ، فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ
[الكهف/ 97] ، وصلاة الظُّهْرِ معروفةٌ، والظَّهِيرَةُ: وقتُ الظُّهْرِ، وأَظْهَرَ فلانٌ: حصل في ذلك الوقت، على بناء أصبح وأمسى . قال تعالى:
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ
[الروم/ 18] .
ظ هـ ر : ظَهَرَ الشَّيْءُ يَظْهَرُ ظُهُورًا بَرَزَ بَعْدَ الْخَفَاءِ وَمِنْهُ قِيلَ ظَهَرَ لِي رَأَى إذَا عَلِمْتَ مَا لَمْ تَكُنْ عَلِمْتَهُ وَظَهَرْتُ عَلَيْهِ اطَّلَعْتُ وَظَهَرْتُ عَلَى الْحَائِطِ عَلَوْتُ وَمِنْهُ قِيلَ ظَهَرَ عَلَى عَدُوِّهِ إذَا غَلَبَهُ وَظَهَرَ الْحَمْلُ تَبَيَّنَ وُجُودُهُ وَيُرْوَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَأَلَ أَهْلَ الْعِلْمِ مِنْ النِّسَاءِ عَنْ ظُهُورِ الْحَمْلِ فَقُلْنَ لَا يَتَبَيَّنُ الْوَلَدُ دُونَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ.

وَالظَّهْرُ خِلَافُ الْبَطْنِ وَالْجَمْعُ أَظْهُرٌ وَظُهُورٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَأَفْلُسٍ وَفُلُوسٍ وَجَاءَ ظُهْرَانٌ أَيْضًا بِالضَّمِّ.

وَالظَّهْرُ الطَّرِيقُ فِي الْبَرِّ

وَالظَّهْرَانُ بِلَفْظِ التَّثْنِيَةِ اسْمُ وَادٍ بِقُرْبِ مَكَّةَ وَنُسِبَ إلَيْهِ قَرْيَةٌ هُنَاكَ فَقِيلَ مَرُّ الظَّهْرَانِ.

وَالظَّهِيرَةُ الْهَاجِرَةُ وَذَلِكَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ.

وَالظَّهِيرُ الْمُعِينُ وَيُطْلَقُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ وَفِي التَّنْزِيلِ {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4] وَالْمُظَاهَرَةُ الْمُعَاوَنَةُ وَتَظَاهَرُوا تَقَاطَعُوا كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ وَلَّى ظَهْرَهُ إلَى صَاحِبِهِ وَهُوَ نَازِلٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ بِفَتْحِ النُّونِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَلَا تُكْسَرُ.
وَقَالَ جَمَاعَةٌ: الْأَلِفُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ لِلتَّأْكِيدِ وَبَيْن ظَهْرَيْهِمْ وَبَيْنَ أَظْهُرِهِمْ كُلُّهَا بِمَعْنَى بَيْنَهُمْ وَفَائِدَةُ إدْخَالِهِ فِي الْكَلَامِ أَنَّ إقَامَتَهُ بَيْنَهُمْ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِظْهَارِ بِهِمْ وَالِاسْتِنَادِ إلَيْهِمْ وَكَأَنَّ الْمَعْنَى أَنَّ ظَهْرًا مِنْهُمْ قُدَّامَهُ وَظَهْرًا وَرَاءَهُ فَكَأَنَّهُ مَكْنُوفٌ مِنْ جَانِبَيْهِ هَذَا أَصْلُهُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ فِي الْإِقَامَةِ بَيْنَ الْقَوْمِ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مَكْنُوفٍ بَيْنَهُمْ وَلَقِيتُهُ بَيْنَ الظَّهْرَيْنِ وَالظَّهْرَانَيْنِ أَيْ فِي الْيَوْمَيْنِ وَالْأَيَّامِ وَأَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى الْمُرَادُ نَفْسُ الْغِنَى وَلَكِنْ أُضِيفَ لِلْإِيضَاحِ وَالْبَيَانِ كَمَا قِيلَ ظَهْرُ الْغَيْبِ وَظَهْرُ الْقَلْبِ وَالْمُرَاد نَفْسُ الْغَيْبِ وَنَفْسُ الْقَلْبِ وَمِثْلُهُ نَسِيمُ الصَّبَا وَهِيَ نَفْسُ الصَّبَا قَالَهُ الْأَخْفَشُ وَحَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ الْفَرَّاءِ أَيْضًا وَالْعَرَبُ تُضِيفُ الشَّيْءَ إلَى نَفْسِهِ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ طَلَبًا لِلتَّأْكِيدِ قَالَ بَعْضُهُمْ وَمِنْ هَذَا الْبَابِ لَحَقُّ الْيَقِينِ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ وَقِيلَ الْمُرَادُ عَنْ غِنًى يَعْتَمِدُهُ وَيَسْتَظْهِرُ بِهِ عَلَى النَّوَائِبِ وَقِيلَ مَا يَفْضُلُ عَنْ الْعِيَالِ.

وَالظُّهْرُ مَضْمُومًا إلَى الصَّلَاةِ مُؤَنَّثَةٌ فَيُقَالُ دَخَلَتْ صَلَاةُ الظُّهْرِ وَمِنْ غَيْرِ إضَافَةٍ يَجُوزُ التَّأْنِيثُ
وَالتَّذْكِيرُ فَالتَّأْنِيثُ عَلَى مَعْنَى سَاعَةِ الزَّوَالِ وَالتَّذْكِيرُ عَلَى مَعْنَى الْوَقْتِ وَالْحِينِ فَيُقَالُ حَانَ الظُّهْرُ وَحَانَتْ الظُّهْرُ وَيُقَاسُ عَلَى هَذَا بَاقِي الصَّلَوَاتِ وَأَظْهَرَ الْقَوْمُ بِالْأَلِفِ دَخَلُوا فِي وَقْتِ الظُّهْرِ أَوْ الظَّهِيرَةِ.

وَالظِّهَارَةُ بِالْكَسْرِ مَا يَظْهَرُ لِلْعَيْنِ وَهِيَ خِلَافُ الْبِطَانَةِ.

وَظَاهَرَ مِنْ امْرَأَتِهِ ظِهَارًا مِثْلُ قَاتَلَ قِتَالًا وَتَظَهَّرَ إذَا قَالَ لَهَا أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أَمِّي قِيلَ إنَّمَا خُصَّ ذَلِكَ بِذِكْرِ الظَّهْرِ لِأَنَّ الظَّهْرَ مِنْ الدَّابَّةِ مَوْضِعُ الرُّكُوبِ وَالْمَرْأَةُ مَرْكُوبَةٌ وَقْتَ الْغِشْيَانِ فَرُكُوبُ الْأُمِّ مُسْتَعَارٌ مِنْ رُكُوبِ الدَّابَّةِ ثُمَّ شُبِّهَ رُكُوبُ الزَّوْجَةِ بِرُكُوبِ الْأُمِّ الَّذِي هُوَ مُمْتَنِعٌ وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ لَطِيفَةٌ فَكَأَنَّهُ قَالَ رُكُوبُكِ لِلنِّكَاحِ حَرَامٌ عَلَيَّ وَكَانَ الظِّهَارُ طَلَاقًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَنُهُوا عَنْ الطَّلَاقِ بِلَفْظِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَوْجَبَ عَلَيْهِمْ الْكَفَّارَةَ تَغْلِيظًا فِي النَّهْيِ وَاِتَّخَذْتُ كَلَامَهُ ظِهْرِيًّا بِالْكَسْرِ أَيْ نَسْيًا مَنْسِيًّا.

وَاسْتَظْهَرْتُ بِهِ اسْتَعَنْتُ وَاسْتَظْهَرْتُ فِي طَلَبِ الشَّيْءِ تَحَرَّيْتُ وَأَخَذْتُ بِالِاحْتِيَاطِ.

قَالَ الْغَزَالِيُّ وَيُسْتَحَبُّ الِاسْتِظْهَارُ بِغَسْلَةٍ ثَانِيَةٍ وَثَالِثَةٍ قَالَ الرَّافِعِيُّ يَجُوزَ أَنْ يَقْرَأَ بِالطَّاءِ وَالظَّاءِ فَالِاسْتِطْهَارُ طَلَبُ الطَّهَارَةِ وَالِاسْتِظْهَارُ الِاحْتِيَاطُ وَمَا قَالَهُ الرَّافِعِيُّ فِي الظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ صَحِيحٌ لِأَنَّهُ اسْتِعَانَةٌ بِالْغَسْلِ عَلَى يَقِينِ الطَّهَارَةِ وَمَا قَالَهُ فِي الطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ لَمْ أَجِدْهُ 
[ظهر] نه: "الظاهر" تعالى الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه، وقيل: عرف بطرق الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أفعاله وأوصافه. ن: أي القاهر الغالب. ز: فليس فوقك شيء، أي في الظهور أو الغلبة. ش: الظاهر لا تخيلًا أي ظنًا ووهمًا بسكون هاء أي متصف بالظهور على القطع والجزم لا على الظن والوهم، وقيل: الظاهر بأدلته الدالة على وجوده قطعًا. نه: وصلاة "الظهر"، هو اسم لنصف النهار، سمي به من ظهيرة الشمس وهو شدة حرها، وقيل: أضيفت إليه لأنه أظهر أوقات الصلاة للأبصار، وقيل: أظهرها حرًا، والظهيرة شدة الحر نصف النهار ولا يقال في الشتاء: ظهيرة، وأظهرنا دخلنا في وقت الظهر، وجمعها الظهائر. وفيه: قال عمر لمن شكى النقرس: كذبتك "الظهائر"، أي عليك بالمشي في الهواجر. ن: حين يقوم قائم "الظهيرة"، أي حال استواء الشمس حين لا يبقى للقائم في الظهيرة ظل في المشرق ولا في المغرب. ط: أي قيام الشمس، من قامت به دابته: وقفت، وهي إذا بلغت الوسط أبطأ حركة الظل فيتخيل أنها واقفة. ك: صلينا "بالظهائر"، هي جمع ظهيرة أي الهاجرة والمراد الظهر، وجمع باعتبار تعدد الأيام. ط: وباء بالظهائر زائدة. ج: نحر الظهيرة أوائلها. نه: "فظاهر" من امرأته وتظهر إذا قال: أنت علي كظهر أمي، وقيل: أرادوا أنت علي كبطن أمي كجماعها فكنوا بالظهر عن البطن للمجاورة، وقيل: إن إتيان المرأة وظهرها إلى السماء كان حرامًا عندهم ويقول أهل المدينة إنه سبب كون الولد أحول فلقصد تغليظ التحريم شبهت بالظهر، وللمبالغة جعلت كظهر الأم، وعدىأي جعلتموه وراء ظهركم، وهو منسوب إلى ظهر، وكسر ظائه من تغييرات النسب. غ: يقال لشيء لا يعبأ به: قد جعلته بظهر. ومنه: "واتخذتموه وراءكم "ظهريًا"" أي أعرضتم عنه، أو اتخذتم الرهط ظهريًا تستظهرون به على. نه: فعمد إلى بعير "ظهير" فأمر به فرحل، يعني شديد الظهر قويًا على الرحلة. ج: انصرف إلى بعير "ظهير"، أي قوي شديد. و"ظهير" عليهم، أي معين. نه: "ظاهر" بين درعين يوم أحد، أي جمع ولبس أحدهما فوق أخرى، وكأنه من التظاهر والتعاون. ومنه ح على: إنه بارز يوم بدر و"ظاهر"، أي نصر وأعان. ومنه ح: "فظهر" الذين كان بينهم وبين رسول الله عهد فقنت شهرًا، أي غلبوهم، والأشبه أنه مصحف كما في أخرى: فغدروا بهم. وفيه: أمر خراص النخل أن "يستظهروا"، أي يحتاطوا لأربابها ويدعوا لهم قدر ما ينوبهم وينزل بهم من الأضياف وأبناء السبيل. وفيه: كسا في كفارة اليمين ثوبين "ظهرانيا" ومعقدًا، هو ثوب يجاء به من مر الظهران، وقيل: منسوب إلى ظهران قرية، والمعقد من برود هجر. ن: ومر "الظهران" واد بين مكة وعسفان، ومر بفتح ميم وشدة راء اسم قرية مضافة إليه. ومنه ح النابغة أنشده:
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك "مظهرا"
فغضب وقال: إلى أين "المظهر"؟ فقال: إلى الجنة يا رسول الله؟ قال: أجل إن شاء الله، المظهر المصعد. ك: لا يزال من أمتي على الحق "ظاهرين"، هو من ظهرت: علوت وغلبت، واحتج الحنابلة به على أنه لا يجوز خلو الزمان عن المجتهد، البخاري: هم أهل العلم. ط: أي ثابتين على الحق، وظاهرين خبر بعد خبر أو حالعائشة وسودة وزينب، وذكر هنا أن الشرب عند زينب والمتظاهرات عائشة وحفصة، فلعل الشرب كان مرتين، قوله لعائشة وحفصة، أي خطاب "أن "تتوبا" لهما، قوله: بل شربت العسل، أي الحديث المسر كان ذلك القول. ن: "يظهر" الزنا، أي يفشو وينتشر. ودعا "بظهر" الغيب، أي بغيبة المدعو وفي سر، ولك بمثله بكسر ميم وسكون ثاء، وروى بفتحتين، ويحصل هذه الفضيلة بالدعاء لجماعة من المسلمين أو لجملتهم. ط: والباء زائدة، وإنما كان أسرع إجابة لأنه أقرب إلى الإخلاص، ويعينه الله في دعائه لأن الله تعالى في عون العبد ما دام في عون أخيه. ن: أشار "بظهر" كفه إلى السماء، قيل: السنة في الدعاء لدفع البلاء كالقحط جعل ظهر كفه إلى السماء حين يرفع، وفي الدعاء بطلب شيء جعل بطنه إليه. ط: فعله تفاؤلا بتقلب الحال ظهرًا لبطن كتحويل الرداء، أو إشارة إلى جعل السحاب إلى الأرض لينصب ماؤه. مف: تحلى ذهبًا "تظهره"، أي تظهره للأجانب، أو يقال إنه منسوخ، وهمزة أما للاستفهام الإنكاري وما نافية، وما في ما تحلين موصولة ولكن خبره. ط: والنهي عن الجزءين فلا يدل على جواز التبرج بالفضة. وح: أن "لا يظهر" أهل الباطل، أي الباطل، وإن كثرت أنصاره فلا يغلب الحق بحيث يمحقه ويطفئ نوره، ولم يكن ذلك بحمد الله، وحرف النفي في القرائن زائدة. وفيه: إنه أي ورقة بن نوفل صدقك قبل أن "تظهر"، أي قبل ظهور صيت نبوتك يعني أن يدرك زمان دعوتك ليصدقك ويأتي بأعمال شريعتك. غ: ""لم يظهروا" على عورات النساء" لم يبلغوا أن يطيقوا إتيانهن. و"أن يظهروا" عليكم" يطلعوا ويعثروا.
ظهر: ظَهَر. بما يَظْهَر لهم: بما يبدو لهم (أماري ديب ص3) وقد أخطأ الناشر فظن أن الفعل يُظْهر مضارع أظهر.
ظهر إلى فلان: أظهر نفسه أرى نفسه: يقال مثلاً: ظهر إلى الناس أي برز إلى الناس (مملوك 1، 1:10): ظهر على. يقال: ظهر العدو على إذا بدا أمام سور المدينة (عبد الواحد ص99).
ظهر: اشتهر وعُرف ففي النويري (الأندلس ص451) في كلامه عن الحكم الأول: فاستعان بعمروس بن يوسف المعروف بالموَّلد وكان قد ظهر في هذا الوقت بالثغر الأعلى واظهر طاعة الحكم ودعا إليه. وفي الحلل السندسية (ص6 و) قوي أمر جدالة وزاد ظهورهم.
ظهر: بمعنى خَرَج وهذا الفعل قد استعمله غَريب بهذا المعنى فيما يقول العبدري (ص37 ق) وقد لاحظ هذا الرحالة أن بدو برقة لا يزالون يستعملونه بهذا المعنى.
ظهر: علا علي وظهر على (لين) اقل استعمالاً من ظهر فقط الذي نجده في المقري (1: 135).
ظهر على: اطلع على، أحاط به علماً (لين 1926).
وفي رياض النفوس (ص64 و) وقيل انه لم يبق عند سحنون كتاب إلا وقد ظهر عليه يونس.
ظهر له: عاونه وظهر عليه: غلبهُ (بوشر).
ظهَّر (بالتشديد): أظهر، أبدى، ابان، كشف (هلو) ظَهَّر فلان السفنجة كتب على ظهرها ما يعلن وصول قيمتها، وهو من اصطلاح التجار (محيط المحيط).
ظاهَر: ظاهر فلاناً: تراءى له، اظهر نفسه له (عباد 1: 57، 131 رقم 344) ظاهرَ: تذرّع ب تعلل ب، اتخذه حجة وذريعة وعذراً (عباد 2: 104) والصواب فيه يُظاهر كما قلت في (3: 206) منه.
ظاهَر: يعني في الحقيقية استظهر (انظر لين في مادة استظهر) أي استعان به وطلب مساعدته ففي كتاب ابن القوطية (ص38 و) ولما لم يجرأ على الظهور أمام والده أتى عمَّه مظاهراً وفيه (ص39 و) أتيت عَمّي مظاهراً.
ظاهر: لبس ثوباً فوق أخر ففي حيان- بسام (3: 4و) كان يُظاهر الوشي على الخز.
أظهْر: اصدر قانوناً (الكالا) وأصدر كتاباً (بوشر، همبرت ص96).
أظهر دعوة فلان: اعترف بسلطته وسيادته.
ففي رحلة ابن بطوطة (1: 363): وكان الحاج سعيد قد سمع من ملك الهند أنه يريد إظهار الدعوة العباسية ببلده، وفي مخطوطة جاينجوس الدولة.
أظهْر: عرض شيئاً، أبدى شيئاً (عباد 1: 424) أظهر على أحد: عرض عليه شيئاً وأبداه له.
(عباد 1: 237 رقم 65 المقري 2: 69).
أظهر برهن على، أقام الدليل، أثبت (ألكالا، هلو).
أظهر فلاناً: جعله ذائع الصيت مشهوراً ففي الحلل السندسية (ص6 ق) أراد أن يظهرهم ويملكهم بلاد المغرب.
أظهْر: أبدى، أرى، (معجم جوليوس، معجم لين، فوك، كليلة ودمنة ص242، 281).
أظْهر: هذا الفعل عند الصرفيين والقراء ضد ادغم. ومعنى ادغم ادخل حرفاً في حرف يقال مثلا: اِدَّغم بدل اِدْتَغَم. والفعل أظهر معناه لم يدخل حرفاً حرف كأن يقول اِدْتَّغم بدل اِدَّغم (محيط المحيط، البيضاوي 2: 47، المقري 1: 489) وانظره في تضعيف.
تَظَهرَ: ظهر، بدا، انكشف (فوك).
تظاهَر: عرض، بين، وظهر أمام الجمهور، وانفق بسخاء للمباهاة (بوشر). ونجد كلمة تظاهر بمعنى تفاخر وتباه في عبارة العبدري التي ذكرتها رسالتي إلى السيد فليشر (ص80).
تظاهر ب: عمل شيئاً علانية وجهاراً. ففي كتاب الخطيب (ص36 و) وكان غير متظاهر بقول الشعر إلا أن أصحابه يسمعون منه ويروون عنه.
تظاهر ب: تكلّف، تخّلق ب (تاريخ البربر 1: 53) تظاهر بفلان: تحالف معه، واستعان به.
(انظر في مادة تضافر).
تظاهر لفلان ب: تعاون، تآزر، استعان ففي المقري (1: 848): على الرجل العاقل أن يتظاهر لِكُل بما يرفقه.
استظهر: احتاط (لين) ويقال: استظهر ب (أبحاث 2 ملحق ص47) وفيها: وتحت درع يوسف درعُ حصينة كان قد استظهر بلباسها خلل ثيابه. واستظهر على: احتاط ضد واحتاط لِ. ففي رحلة ابن جبير (ص188) كُلّ ذلك من قوة الاستعداد وشدَّة الاستظهار على الأسفار (ابن جبير ص208) وانظر ابن حيان (ص55 و) ففيه: فخافوه على أنفسهم- فاستظهروا على إتيانه بان لبسوا دروعهم وكفروا عليها.
وفي عبارة الفخري (ص375) قبض على الخليفة ونُقل إلى دار في دار الخلافة فأقام بها تحت الاستظهار على حالة الإكرام والمراعاة إلى أن مات تحت الاستظهار في سنة 617.
والمصدر استظهار يعني فيما يظهر اتخاذ احتياطات لكيلا يهرب السجين. ومن هذا كان معناه حراسة. استظهر: أيدّ رأياً (الملابس ص6 رقم 3) ترافع أمام القاضي ودافع عن الخصم علناً.
ففي المقري (1: 594): فوكل ابا طالب في التكلم عنه والاستظهار بين يديه (أي أمام الحبر الأعظم البابا).
استظهر: ظاهر بين ثوبين أي لبس أحدهما فوق الآخر. ففي المقري (2: 88) رأى ان يلبسوا الخ- ويستظهروا من تحتها إذا احتاجوا صنوف الفراء.
استظهر: درس علماً، أكب على الدرس.
ففي تاريخ البربر (1: 528): استظهر عِلْم الطبّ وهو الفعل الذي يدل على حفظ.
استظهر فلاناً ل: رجا حضوره المجلس ففي كتاب الخطيب (ص100 ق): ولحين وصوله عقد مجلسَ مذاكرة استظهر له نُبهاء الطَلَبة.
استظهر: وجدت في تعليقه لهماكر (الواقدي ص85) أن جيكيجز يقول أن هذا الفعل معناه تبختر، وهذا صحيح فكلمة استظهار موجودة في المقري (2: 335) بمعنى: تباهى، تفاخر، فخفخة، خيلاء، زهو، وقد أشرت في مادة تظاهر أن كلمة تظاهُر تدل على نفس هذا المعنى.
استظهر ب: استعد للمقاومة ب (عبد الواحد ص66، ابن بطوطة 1: 260، 177) (وقد أسيئت ترجمتها) 3: 112، 430، أماري ديب ص22، 100، 125) وفي حيان (ص53 و): فغضبت العرب- واستظهرته بالبعد عن الحاضرة فخرج بنو حجاج عنها إلى باديتهم بالسند الخ.
ورد هذا الفعل بهذا المعنى أيضاً في أول عبارة نقلتها في (عباد 1: 233 رقم 47) وقد أسأت تصحيحها لأن، على ذلك فيها، تعني (في نفس الوقت)، وصواب العبارة: استظهر بجّر الأذيال.
استظهر على فلان: غلبه وتفوق عليه. (بوشر، فريتاج) ولم يذكرها لين. وفي محيط المحيط: علا وغلبه (عبد الواحد ص7) وفي النويري (الأندلس ص458) فقاتلوه فلم تستظهر إحدى الطائفتين على الأخرى.
استظهر على فلاناً: عامله بعجرفة وتكبر. ففي تاريخ البربر (2: 437): وكان صاحب ديوان العطاء يحيى الفرقاجي وكان مستظهراً على العُمَّال.
استظهر على: استولى على (عباد 1: 223 رقم 47) وانظر: استظهر ب لمعرفة معنى الفقرة الأولى التي نقلتها منه. وفي حيان- بسام (1: 10و): ورَجَوْا استظهاره على الأمر.
استظهر على: استطاع عمل شيء ففي حيان- بسام (1: 46و): وحكم هذا السلطان وتصريفه للأمور قد أفاد رعيته واستظهروا به على العمارة. وهذا المعنى يوافق كل الموافقة عبارة الواقدي (ص39) التي أربكت هماكر وهي: أني قد استظهرت على مخاطبة ملوك الروم.
استظهر على: استعد له كل الاستعداد (فريتاج) وعبارة الطرائف لسلفستر دي ستسي التي ينقلها من الطبعة الأولى موجودة في (1: 154) من الطبعة الثانية.
ظَهْر وتجمع على أظْهِرَة (قصة عنتر ص45) الظَهر في الظهر: ظهراً لظهر (بوشر).
ويقول عبد الواحد (ص244) إشارة إلى مهمة الصلب في نتاج النسل: انتشر من ظهر عمر هذا بشر كثير وكان له عدة من الولد.
ظَهْرَك! حَذَارِ! (كويان ص176، ما نتجازا ص89، بوشر، زيشر 11: 480).
شَدَّ ظَهْره: ساعده وآزره بكل قوته واعتنق حزبه، ويقال: ظهره مشدود، ومشدود الظهر، وله الظهر أي له من يستده ويؤيده (بوشر).
اشدٌّ ظهري: أرى أني قويّ. اشتد ظهري: أشعر بأني قوي (معجم الطرائف).
قطع ظهرَه: ملأه غماً وأحزنه وأشجاه ويقال أيضاً: علاه ظهراً، كما يقال: قُطع ظهره بالبناء للمجهول، أو انقطع ظهره (معجم الطرائف). أو تقطع ظهره (قصة عنتر ص48).
ظهره مقطوع أو مقطوع الظهر: مهمل، ليس له سند، ليس له من يؤيده (بوشر).
كسر الظهر: أضنى، أتعب (بوشر).
ظَهْر: مسند، جزء من الكرسي أو المقعد وغيرهما يسند إليه الظهر (بوشر).
ظَهْر: سطح سفينة (ابن بطوطة 4: 93).
ظهر الأرض: ظاهر الأرض سطح الأرض ويقال اختصاراً: على ظهرها أي على سطح الأرض.
وهذا موجود في القرآن الكريم ويقال كثيراً: على الظهر أي على الأرض بدل على ظهر الأرض.
على ظهر البحر: يقال أيضاً بمعنى على سطح البحر. وقد يقال بمعنى على شاطئ البحر ايضاً، وعلى ضفة البحر (معجم الطرائف) وانظر (معجم مسلم).
ظَهْر (الاصطخري ص9) والى ظهر وبظهر (الأغاني ص32، ابن جبير ص212، المقري 1: 486).
وعلى ظهر، وفي ظهر (ابن جبير ص13 ف، كرتاس ص131) كل هذا يعني: خلف، وراء (معجم الطرائف) وفي حيان - بسام (1: 47ق): خرج من باب بظهر القصر أي خلف القصر.
ظَهْر: مساعدة، عون، حماية (بوشر) ظَهْر: حامٍ، ظهير، مدافع (بوشر).
ظَهْر: جنود احتياط، رديف، وسفينة في المؤخرة (بوشر).
ظَهْر: قمَّة، ذروة، قنّة (همبرت ص 169).
على ظَهْر (الشيء) فوقه (الادريسي ص182، 187 وهذا هو الصواب في المخطوطات الأخرى. (كرتاس ص34).
حفظ على ظَهْر، وقرأ على ظَهْر. أي حفظ الشيء وقرأ من حفظه وفي فوك: حفظ ظَهَرْ، وقرأ ظَهَر.
ظَهْر: ورقة الغلاف (ابن خلكان 11: 123).
وقد تحرفت هذه العبارة في طبعة وستنفيلد وفي طبعة بولاق وفيها: ونقل من نسخة لكتاب إصلاح المنطق. والصواب: نُقل من ظَهْرَ نُسخة لكتاب إصلاح المنطق (من غير واو قيل نقل) والمعنى نقل ما تقدم من ورقة الغلاف لكتاب إصلاح المنطق.
ظُهَرَة: من يظهر سرّه ويبوح به ولا يكتمه (الكامل ص424) ظَهْريّ: نسبة إلى الظَهْر، صُلبي، فقاريّ (بوشر).
ظُهري: نسبة إلى الظُهر وهو نصف النهار وساعة زوال الشمس (فوك) والظهريات. جهاراً، في وضح النهار (بوشر).
ظَهْريَّة: مسند، قسم الكرسي وغيره من المقاعد الذي يسند إليه المظَهْر (بوشر).
ظُهْريَّة= ظهيرة أي وقت الظُهْر (باين سميث 1435).
ظَهرَوى: من الشمال (دوماس صحارى ص104، 240).
ظهور: فجر (فوك).
الظهور الإلهي: التجلي الالهي، الوحي الإلهي.
الكشف الإلهي (زيشر 3: 303).
عيد الظهور: عند النصارى عيد التجلي عيد الدنح أو الغطاس (همبرت ص153 محيط المحيط) ظَهير، وجمعها ظَهائر: شهادة، براءة مرسومة، وثيقة رسمية منح امتياز، منح هبة (عباد 2: 164 رقم 59 فوك) وفي كتاب ابن القوطية (ص6 و): وزعم عبد الرحمن بن عبد الله أن ولاية جَدَّهم عبد الرحمن الأندلسي كانت من قبل يزيد بن عبد الملك لا من قبل عامل أفريقية وبايديهم بذلك ظهير. وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص95): ولما دنا الرشيد إلى مدينة مراكش كتب لاهلها ظهيرا بتامين كافتهم- ووجه بهذا الظهير الفقيه القاضي الخ (ابن بطوطة 1: 35، 2: 34 كرتاس ص41، 45، تاريخ البربر 1: 252، دي ساسي ديب 9: 486 وصواب الكلمة فيه ظهير بدل طهير).
ظهير: مرسوم وثيقة رسمية كتبها يوسف الثاني امير الموحدين لرهبان دير بوبلات وقد نشرت في مذكرات تاريخ الأندلس (6: 115).
وتبدأ بما يلي: هذا ظهير كريم أمر به أمير المؤمنين- لرهبان بوبلات. وفي تاريخ تونس (ص101): ولما تقلد منصب الباشا صار يكتب في ظهائره إبراهيم الشريف باي داي باشا.
ظِهَارَة، وتجمع على ظَهائِر: جلباب أو قميص يلبس فوق الثياب من قماش أبيض (المعجم اللاتيني العربي) وفيه ( camisa ملحفة وقميص وظهاره) ورداء طويل أبيض (فوك، المقري1: 230،2: 88) ويذكر عريب (البيان 1: 157) انه رداء يرتدي شعاراً للحزن في عهد الامويين. وفي المقري (1: 251): عليهم الظهائر البيض شِعارُ الحزن.
ظُهَارة الدابة: ما يجعل على ظهرها وقاية لها، وهو من كلام المولدين (محيط المحيط).
ظاهر. هذا ليس على ظاهره: هذا ليس بالمحتمل هذا ليس قريباً من الحق (المقدمة ب: 13).
ظاهِر: عالٍ، مرتفع. يقال مثلاً بلد ظاهر (معجم البلاذري) ويظهر أن اسم المقري الظاهرة وهو اسم قرى نغزاوة في مقاطعة قسطلة يعني القرى المرتفعة (تاريخ البربر 1: 146، 2:639).
ظاهِرِ: رَبْوة، جبل (البكري ص109، 114، أماري ص118) وانظر تعليقات نقدية.
ظاهِر: فاخر، رائع، بديع، جميل، نفيس.
ويقال: لباس ظاهِر (دي ساسي طرائف 1: 2، المعجم اللاتيني العربي. وهذه الكلمة التي ذكرها فريتاج وقال إنها صفة تستعمل أيضاً اسماً للباس الرائع البديع الجميل).
ظاهر: سطح السفينة (فريتاج طرائف ص134).
ظاهر وجمعها ظَواهِر مرسوم، براءة، امتياز، شهادة وثيقة، رسمية، مثل ظهير (الكالا).
الظاهر في خراسان نقيب العلويين. وانظر في مادة طاهر بالطاء المهملة.
ظاهِر الباب: الباب الرئيسي للبناية (بوشر).
ظاهِرة: يتكهنون بالمستقبل حسب ظواهر مأثورة وتأويلات محتملة (المقدمة 2: 171).
ولا ادري ما تعنيه الكلمة الأولى. وقد ترجمها دي ساسي (طرائف 2: 299) إلى الفرنسية بما معناه: حوادث حقيقية نقلتها الروايات المأثورة. وترجمها دي سلان بما معناه: حادثة كبيرة احتفظ بذكرها.
ظاهِر: تستعمل بدل ظَهْر ففي أماري (ص400) وبقي الأسطول على ظاهر البحر لا يمكنه الدخول إلى البلاد بسبب الريح أو بدل. ظهر البحر والمترجم لكتاب الاصطخري بغير أحياناً كلمة ظهر الواردة في النص بكلمة ظاهر (معجم الطرائف).
ظاهري: سطحي (بوشر).
أَظْهَر: هذا اظهر من الشمس: هذا أوضح من النهار، هذا أمر جلي، هذا بين صريح (بوشر).
تظهير: براءة، مرسوم، شهادة، وثيقة رسمية، ظهير (شيرب، مارتن ص90).
مَظْهّر: مَسْرَح. مشهد، جزء من فصول مسرحية، ومجازاً موقع يجتذب الانظار، ومنطقة ومجازاً. مكان يستطيع المرء أن ينمي مواهبه وخصاله الحسنة فيه (بوشر).
مَظْهَر: شيء محسوس؛ مادة، جسم وموضوع أو مادة حيث يقع فعل أو عمل- وبسبب العواطف والأعمال يقال مثلاً: مظهر الألطاف الملوكية، أي موضعها (بوشر).
مظاهر: تجليّات خارجية (المقدمة 3: 68).
حيث يلاحظ السيد دي سلان أن بعض الصوفية يرون أن المظاهر هي كل ما يتكون منه العالم المحسوس.
ظهـر
ظهَرَ/ ظهَرَ على1/ ظهَرَ عن يَظهَر، ظُهُورًا، فهو ظاهِر، والمفعول مظهور (للمتعدِّي)
• ظهَر الشَّيءُ:
1 - بدا واتَّضح بعد خفاء، تبيَّن وجودُه "ظهَر الحقُّ- ظهرت سُحُبُ الدُّخان في الأفق" ° ظهَر الغَضبُ على وجهه/ ظهَر الفرحُ على وجهه: تبيَّن وارتسم-
 ظهَر بمظهر لائق: بدا في هيئة لائقة- ظهَر على حقيقته: انكشف أمره، افتُضح- ظهَر للعيان: اتَّضح، بدا للنّظر- ظهَر لي رأي: بدت لي فكرة جديدة- يظهَر أنَّ: يبدو أنَّ.
2 - عزَّ وارتقى " {حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ} ".
3 - شاع وكثُر وانتشر "ظهر الرّخاءُ في البلاد- ظهَر المرضُ بسبب المجاعة- {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} ".
• ظهَر الشَّيءَ/ ظَهَر على الشَّيءِ: علاه، صار فوقَه "ظهَر الحائطَ- ظهَر على البيت- {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ} ".
• ظهَر على عدوّه: غلبه، قوي عليه "ظهَر على منافسه- {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ} ".
• ظهَر على الأمرِ: اطَّلَع عليه "ظهَر على السِّرِّ- {لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} ".
• ظهَر عنه العارُ: زال ولم يعلق به. 

ظهَرَ على2 يظهَر، ظَهْرًا وظُهورًا، فهو ظَهِير، والمفعول مَظْهور عليه
• ظهَر عليه فلانٌ: أعانه وسانده. 

ظهِرَ يَظهَر، ظَهَرًا، فهو ظهِر وظهِير
• ظهِر الشَّخصُ: اشتكَى ظَهْرَه. 

أظهرَ يُظهر، إظهارًا، فهو مُظهِر، والمفعول مُظهَر (للمتعدِّي)
• أظهر القَومُ: دخلوا في الظهيرة، ساروا في وقت الظُّهر " {وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} ".
• أظهر الشَّيءَ:
1 - بيَّنه وكشفه وأوضحه "أظهرت ذكاءً خارقًا- أظهر كفاءَته/ نواياه الحقيقيَّة/ خوفًا شديدًا/ عيوبُ المجتمع- ثوب يُظهر ما تحته".
2 - جعله وراء ظهره "أظهر حاجتي: استخفَّ بها".
• أظهر القرآنَ: قرأه على ظهر لسانه.
• أظهره على الأمر: أطلعه عليه "أظهر صديقَه على السرِّ- {وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ} ".
• أظهره على عدوِّه: نصره وأعلاه، أعانه عليه "أظهر اللهُ المسلمين على الكافرين- {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} ". 

استظهرَ/ استظهرَ بـ/ استظهرَ على يستظهر، استظهارًا، فهو مُستظهِر، والمفعول مُستظهَر
• استظهر الدَّرسَ: حفظه وقرأه بلا كتاب "استظهر القصيدةَ عن ظهر قلب- استظهر القرآنَ".
• استظهر بفلان: استعان به "استظهرت بالله على الشّيطان".
• استظهر على عدوِّه: غلبه. 

تظاهرَ/ تظاهرَ بـ يتظاهَر، تظاهُرًا، فهو مُتَظاهِر، والمفعول مُتظاهَر به
• تظاهر القَومُ:
1 - تعاونوا " {تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ".
2 - تجمَّعوا ليعلنوا رضاهم أو سخطهم على أمر يهمّهم "تظاهر الطُّلاّبُ/ العمّالُ".
3 - تدابروا وولَّى كلّ واحد منهم ظهرَه إلى صاحبه.
• تظاهر بالشَّيءِ:
1 - ادَّعى غير الحقيقة "تظاهر بالشّجاعة/ بالكرم- تظاهر بعدم معرفة الأمر".
2 - عرضه بتباه "تظاهر بمواهبه". 

تمظهرَ في يتمظهر، تَمَظْهُرًا، فهو مُتمظهِر، والمفعول مُتمظهَر فيه (انظر: م ظ هـ ر - تمظهرَ في). 

ظاهرَ1/ ظاهرَ من يظاهر، ظِهارًا، فهو مُظاهِر، والمفعول مُظاهَر
• ظاهَر زوجتَه/ ظاهَر من زوجته: حرّمها على نفسه بقوله لها: أنت عليّ كظهر أُمِّي: أي أنت عليَّ حرامٌ " {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ} ". 

ظاهرَ2 يُظاهِر، مظاهرةً، فهو مُظاهِر، والمفعول مُظاهَر
• ظاهَر الشَّخصَ: عاوَنَه وناصَرَه " {وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا} ". 

ظهَّرَ يظهِّر، تظهيرًا، فهو مُظهِّر، والمفعول مُظهَّر

(للمتعدِّي)
• ظهَّر النَّاسُ: ساروا في الظّهيرة، دخلوا فيها.
• ظهَّر شيكًا ونحوَه: كتب على ظهره ما يفيد تحويلَه إلى شخص آخر "شيك مظهَّر".
• ظهَّر الصُّورةَ: بيَّنها وأظهرها على الفيلم أو على الورق بفعل الموادّ الكيميائيَّة.
• ظهَّر الحَاجةَ: جعلها وراء ظهره. 

مظهَرَ يمظهِر، مَظْهَرةً، فهو مُمظهِر، والمفعول مُمظهَر (انظر: م ظ هـ ر - مظهَرَ). 

إظهاريَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من إظهار.
2 - (نف) نزعة المرء إلى إظهار مقدرته أو سلوكه بطريقة تلفت الأنظارَ إليه. 

استظهار [مفرد]: مصدر استظهرَ/ استظهرَ بـ/ استظهرَ على.
• الاستظهار: الاجتهاد في الطلب والأخذ بالأحوط. 

تظاهُرة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من تظاهرَ/ تظاهرَ بـ.
2 - خروج النَّاس إلى الشوارع مجتمعين تعبيرًا عن رأي أو احتجاجًا على فعل أو قول أو مطالبين بأمر يريدونه "تظاهرة شعبيَّة/ طلاّبيَّة- نظَّمت بعضُ النقابات عدَّة تظاهرات سلميَّة". 

تظهير [مفرد]: مصدر ظهَّرَ.
• التَّظهير:
1 - التصوير الشمسيّ؛ إبراز الصُّورة على الفيلم بغسله بمواد كيميائيَّة خاصّة.
2 - (قن) صيغة يكتبها حامل سند على ظهره لتحويل ملكيَّته إلى سواه. 

ظاهِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ظهَرَ/ ظهَرَ على1/ ظهَرَ عن ° أهل الظَّاهر: العامَّة الذين يكتفون بظاهر الأشياء ولا يغوصون إلى بواطنها- حسَب الظَّاهر/ في ظاهر الأمر: كما يبدو للناظر- ظاهر الإثْم وباطنه: أفعال الجوارح، (وباطنه اعتقادات القلوب) - ظاهِر البلد: خارجه- قرأه ظاهرًا: أسمعه حفظًا بدون كتاب.
2 - (سف) ما يبدو من الشَّيء في مقابل ما هو عليه في ذاته.
3 - ما يدرك بالحواسّ " {وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} ".
• الظَّاهر: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الغالب بالقدرة على كلّ شيء، الظَّاهر للعقول بأفعاله وحججه وبراهين وجوده وأدلّة وحدانيّته " {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} ".
• الظَّاهر من الأسماء: (نح) ما ليس ضميرًا. 

ظاهراتيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ظاهِرة: على غير قياس.
• منهج ظاهراتيّ: منهج يهتمُّ بوصف الظّواهر وتصنيفها، وهو عبارة عن الوصف العلميّ للظواهر الواقعيّة مع اجتناب كلِّ تأويل أو شرح أو تقييم. 

ظاهِراتيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من ظاهِرات.
• الظَّاهراتيَّة: علم الظَّاهرات، وهو علم دراسة الخبرة الحسِّيَّة من زاوية وعي الفرد بها، أو تصنيف ظواهر أيّ فرع من فروع المعرفة دون محاولة التَّفسير، ومقابل هذه الدِّراسة: الدِّراسة التَّحليليَّة. 

ظاهِرة [مفرد]: ج ظاهِرات وظواهِرُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ظهَرَ/ ظهَرَ على1/ ظهَرَ عن ° ظاهرة الجَبل: أعلاه- عين ظاهرة: جاحظة.
2 - (سف) ما يمكن إدراكُه أو الشعور به، وما يُعرف عن طريق الملاحظة والتجربة "درَس أسبابَ الظاهرة وأحاط بها معرفة وتحليلاً" ° ظاهرة الثَّبات: ميل اللّمعان أو اللّون أو الحجم إلى البقاء ثابتا نسبيًّا بالرغم من التغيُّر الملحوظ في الإثارة.
3 - (كم) حقيقة أو حادث غير عاديّ أو نادر يمكن وصفه وإيضاحه على أساس علميّ.
4 - (مع) أمر ينجم بين الناس ويعمّ "ظاهرة الإدمان/ التدخين- ظاهرة الشِّعر الحرّ" ° الظَّاهرة الخُلُقيَّة: القواعد الخلقيّة التي تسود كلَّ شعب في حقبة مُعيَّنة من الزمن وعلى أساسها تصدر المحاكمُ أحكامَها ويظهر الرأي العامّ سخطَه أو رضاه- ظواهر التَّمرّد/ ظواهر المرض: أعراضه.
• الظَّاهرة السَّطحيَّة: (فز) ظاهرة تناوب التَّيَّار الكهربائيّ لكي يتدفَّق بالقرب من سطح المادَّة الموصِّلة للكهرباء.
• الظَّاهرة الجَوِّيَّة: (فك) ما يطرأ من أحوال الطَّبيعة كالحرارة والبرودة وهبوب الرِّياح.
• علم الظَّواهر: العلم الذي يدرس الظّواهر أو المعطيات التي تبدو للوعي دون أن يحاول اصطناع الفروض وتقديم
 التفسيرات لها. 

ظاهريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ظاهِر.
• التَّناقض الظَّاهريّ: (سف) عبارة تبدو متناقضة في ظاهرها مع أنَّها بالفحص والتَّأمّل يتبيَّن أنّ لها أساسًا من الحقيقة. 

ظاهريَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من ظاهِر.
2 - (فق) مذهب يقوم على الأخذ بظاهر ألفاظ الكتاب والسّنة والإعراض عن التأويل والرأي والقياس. 

ظُهار [مفرد]: (طب) وَجَع يُصيب الظّهْرَ من أسباب متعدِّدة. 

ظِهار [مفرد]:
1 - مصدر ظاهرَ1/ ظاهرَ من.
2 - (فق) تشبيه الرّجلِ زوجتَه أو جزءًا سائغًا منها أو جزءًا يعبّر به عنها بامرأة محرّمة عليه تحريمًا مؤبّدًا أو بجزء منها يحرم عليه النظر إليه كالظهر والبطن والفخذ. 

ظَهْر [مفرد]: ج أظْهُر (لغير المصدر) وظُهُور (لغير المصدر):
1 - مصدر ظهَرَ على2.
2 - دابَّة تحمل الأثقالَ في السَّفر "مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ [حديث]- إِنَّ المُنْبَتَّ لا أَرْضًا قَطَعَ وَلا ظَهْرًا أَبْقَى [حديث]: المنبتُّ: المُجهِدُ دابَّتَه في السَّير".
• ظَهْر الإنسان: من مؤخّر الكاهل إلى أدنى العجُز، خلاف البَطْن "انحنى ظَهْرُه من ثقل الحِمْل- {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} " ° أدار له ظَهْره: تخلَّى وأعرض عنه- أَعْطاه عن ظَهْر يَدٍ: تفضُّلاً بلا بيع أو قرض أو مكافأة- أقام بين ظَهْرانَيْهم/ أقام بين ظَهْرَيْهم/ أقام بين أَظْهرُهم: بينهم، في وسطهم- أنتِ عليَّ كظَهْر أمِّي: أنت محرَّمة عليّ، وتسمّى صيغة الظِّهار- اشتدَّ ظَهْرُه: قَوِي، صار عزيزًا ومنيعًا- انحناء الظَّهر: تقوّسه، ويستخدم مجازًا للتعبير عن شدّة الإرهاق- بِظَهْر الغَيب/ عن ظَهْر الغَيب: دون علم- حقيبة الظَّهْر: حقيبة توضع على ظهر حاملها، وتكون من الجلد ونحوه لها حمّالات على الكتف، وتصلح لحمل معدَّات التَّخييم ونحوه- سلسلة الظَّهْر: العمود الفقريّ- طعَنه في ظَهْره: غدر به، خانه- عمِل من وراء ظَهْره: خادعه- قتله ظهْرًا: غيلة- قصَم ظَهْرَه: حمَّله ما لا يطيق، أنزل به مصيبة عظيمة- قلَب الأمرَ ظَهْرًا لبَطْن: اختبره- قلبه ظَهْرًا على عَقِب: جعل عاليه سافله- قويّ الظَّهر: كثير الأنصار- ليس له ظَهْر: ليس له سند- ما يُلوَى ظَهْرُه: قويٌّ لايصرعه أحد- مِنْ خَلْف ظَهْره/ مِنْ وراء ظَهْره: في غيابه، بدون علمه- هو ثقيل الظَّهْر: كثير العيال- هو خفيف الظَّهْر: قليل العيال- هو يأكل من ظهر يدي/ هو يأكل على ظهر يدي: أُنفق عليه.
• ظَهْر الشَّيء:
1 - أعلاه "ظَهْر السفينة/ الحيوان- ظَهْر الأرض: ظاهرها وسطحها".
2 - الجانب الخلفيّ له "ظَهْر القماش/ الورقة/ الكفّ" ° ظَهْر الصُّورة: الوجه السيِّئ لأمر ما- ظَهْر العُملة/ ظَهْر الميدالية: مقابل وجهها الذي يحمل التصميم الرئيسيّ- ظَهْر الغَيْب: المجهول- على ظَهْر لسانه: قريب حاضر- قرأ القرآنَ عن ظَهْر قلب: حفظًا دون كتاب- قلَب له ظَهْر المِجَنّ: انقلب ضِدَّه وعاداه بعد مودّة. 

ظَهَر [مفرد]: مصدر ظهِرَ. 

ظَهِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ظهِرَ. 

ظُهْر [مفرد]: ج ظُهُور: منتصف النّهار، ساعة زوال الظّل "انتهيت من عملي ظُهرًا" ° أراه النُّجومَ في الظُّهر: ضايقه بشدّة- بعد الظُّهْر: الفترة الواقعة ما بين منتصف النّهار وحلول اللّيل- رأى الكَواكبَ ظُهرًا: حلَّ به مكروه لم يعهده من قبل.
• الظُّهْران: الظُّهْر والعصر. 

ظَهْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ظَهْر: "زعنفة ظهريّة: زعنفة رئيسيّة على سطح ظهر الأسماك وبعض الثدييّات البحريّة".
• الحبل الظَّهْريّ: (شر) العمود الفقريّ الأَوَّليّ، حبل مرن يشكِّل الدّعامة الأساسيَّة للجسم في الحبليّات السُّفلى. 

ظِهْريّ [مفرد]: ما يجعله المرء وراء ظهره وينساه "جعله ظِهْريًّا- {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} ". 

ظُهُور [مفرد]: مصدر ظهَرَ على2 وظهَرَ/ ظهَرَ على1/ ظهَرَ عن ° حُبُّ الظُّهور: التباهي، رغبة الإنسان في الكشف عن صفاته ومزاياه وفي عرض ما يلفت إليه الأنظار. 

ظَهير [مفرد]: ج ظُهَراء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ظهِرَ وظهَرَ على2: "كان لصديقه ظِهيرًا- {فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ} ".
2 - (رض) أحدُ لاعبي كرة القدم الأحد عشر، وهما ظهيران أيمن وأيسر "أنقذ الظهيرُ الأيمن هدفًا مؤكّدًا". 

ظَهيرة [مفرد]:
1 - مؤنَّث ظَهير.
2 - وقت الظُّهر، منتصف النّهار "مكث في البيت حتى الظَّهيرة- طعام الظَّهيرة- شهِد لقاءَ الظَّهيرة- {وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ} " ° حَمُّ الظَّهيرة: شدّة حرِّها، وسط النّهار- قام قائم الظَّهيرة: أبطأت حركة الشّمس ظهرًا، قيل ذلك لأنّ الشّمس إذا بلغت وسط السّماء وأبطأت حركة الظلّ حسبها الناظر أنها وقفت. 

مُظاهَرة [مفرد]:
1 - مصدر ظاهرَ2.
2 - تظاهُرة، إعلان رأيٍ أو إظهار عاطفة في صورة مسيرة جماعيّة "مظاهرة شعبيّة/ طلاّبيَّة- مظاهرة احتجاج/ تأييد- مظاهرات مطالبة بالديمقراطيّة". 

مَظْهر [مفرد]: ج مظاهر: شكل خارجيّ، صورة يبدو عليها الشّيء "مظاهر انفراج الأزمة آخذة في الازدياد- المظاهر خدّاعة: خلاف الحقيقة- حسن المظهر والمخبر" ° مظاهر الاحترام/ مظاهر الفَرح: دلائله- مظاهر الحَياة: الفعاليات الظاهرة التي يعبّر بها الكائن الحيّ عن حيويَّته. 

مُظْهِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أظهرَ.
2 - (كم) محلول كيميائيّ لإظهار الصور. 

مَظهريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مَظْهر: "لا يهتمُّ بالأمور المظهريّة- أجرى بعض التغييرات المظهريّة لا الجوهريّة".
2 - مصدر صناعيّ من مَظْهر: حالة من الخداع وإظهار ما هو خلاف الحقيقة والواقع "تتَّسم أفعالُه غالبًا بالمظهريَّة- أثبتوا سوءَ نيّاتهم بهذه المظهريَّة الكاذبة". 

ظهر

1 ظَهَرَ, (S, Msb, K, &c.,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. ظُهُورٌ, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) [It was, or became, outward, exterior, external, extrinsic, or exoteric: and hence,] it appeared; became apparent, overt, open, perceptible or perceived, manifest, plain, or evident; (S, Mgh, Msb, K, TA;) after having been concealed, or latent: (Msb, TA:) and ↓ تظاهر signifies the same. (Har p. 85.) Hence the phrase ظَهَرَ لِى رَأْىٌ (assumed tropical:) [An idea, or opinion, occurred to me], said when one knows what he did not know before. (Msb.) [And هٰذَا مَا يَظْهَرُ لِى (assumed tropical:) This is what appears to me to be the case, or to be the right way or course; or this is my opinion.] ظَهَرَ الحَمْلُ, inf. n. as above, means Pregnancy became apparent, or manifest: it is said that this is not the case in less than three months. (Msb.) and it is said in a trad. of 'Áïsheh, كَانَ يُصَلِّى العَصْرَ فِى حُجْرَتِى قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ i. e. [He used to perform the prayer of the afternoon in my chamber] before it (meaning the sun) became high and apparent: (TA:) or وَالشَّمْسُ فِى حُجْرَتِى لَمْ تَظْهَرْ بَعْدُ i. e. [when the sun was in my chamber,] it not having risen high so as to be on the flat roof [thereof]: referring to the Prophet. (O. [But العَصْرَ must be a mistranscription for الفَجْرَ, i. e. the prayer of the dawn.]) The saying in the Kur [xxiv. 31], وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [which is app. best rendered And that they discover not their ornature except what is external thereof] has been expl. in seven different ways, most correctly as meaning the clothes: (O, TA:) accord. to 'Áïsheh, it means the bracelet (القُلْب) and the ring (الفَتَخَة): and accord. to I'Ab, the hand and the signet-ring and the face. (TA.) b2: Also He went forth, or out, (Mgh, TA,) to the outside of a place. (O, TA.) b3: And He (a bird) migrated, or went down, from one country or region to another: used in this sense by AHn in relation to the vulture, migrating to Nejd. (L.) b4: ظَهَرَ عَنْهُ, said of a vice, or fault, (O, TA,) or a disgrace, (JK, A, O,) (tropical:) It did not cleave to him; (A, O, TA;) it was remote from him; (TA;) it quitted him, or departed from him. (JK.) b5: ظَهَرْتُ بِهِ, (O, TA,) inf. n. ظَهْرٌ, (K,) (assumed tropical:) I gloried, or boasted, by reason of it. (O, K * TA.) [Respecting a meaning assigned to ظَهَرَ بِفُلَانٍ in the K, see 4.] b6: أَكَلَ الرَّجُلُ أُكْلَةً

ظَهَرَ مِنْهَا ظَهْرَةً means (assumed tropical:) [The man ate some food] in consequence of which] he became fat. (TA.) A2: ظَهَرَهُ He mounted it; went, or got, upon it, or upon the top of it; (S, A, * Mgh, O, Msb, K;) as also ظَهَرَ عَلَيْهِ; (O;) namely, a house, (S,) or a house-top, (A, Mgh, O,) and a mountain, (A,) and a wall; (O, Msb;) properly, he became upon its back: (Mgh:) and [in like manner] one says, فُلَانٌ نَجْدًا ↓ ظَهَّرَ, inf. n. تَظْهِيرٌ, Such a one mounted, or went up, upon the high region (ظَهْر) of Nejd. (O.) b2: Hence, (Mgh, Msb,) ظَهَرَ عَلَيْهِ (S, Mgh, O, Msb, K) and بِهِ, (K,) inf. n. ظُهُورٌ (Bd in xxiv. 31) and ظَهْرٌ also, (Ham p. 301,) He overcame, conquered, subdued, overpowered, or mastered, him; gained the mastery or victory, or prevailed, over him; (S, Mgh, O, Msb, K;) namely, his enemy; (Msb;) and in like manner, [he conquered, won, achieved, or attained, it, i. e.] a thing. (O, TA.) [The saying فُلَانٌ لَا يَظْهَرُ عَلَيْهِ أَحَدٌ is expl. in the L and TA by the words اى لا يَسْلَم, and said to be tropical: but Ibr D thinks that the correct reading is لا يُسَلِّمُ, from التَّسْلِيمُ; and that it is said of one who will not give up, or resign, what is in his hand; so that the meaning is, (tropical:) Such a one is a person whom no one will overcome in respect of that which he holds in his possession.] b3: And [hence also] ظَهَرَ عَلَيْهِ, (Msb, TA,) inf. n. ظُهُورٌ, (TA,) He knew, became acquainted with, or got knowledge of, him, or it. (Msb, TA.) So in the Kur xxiv. 31, وَالطِّفْلُ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَآءِ [And the young children] who have not attained knowledge of the عورات, (Bd, Jel,) meaning [pudenda, or] parts between the navel and the knee, (Jel,) of women, by reason of their want of discrimination: (Bd:) or (tropical:) who have not attained to the generative faculty; (O, Bd, * TA;) from الظُّهُورُ in the sense of الغَلَبَةُ. (Bd.) So too in the Kur [xviii. 19], إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ If they get knowledge of you. (O, TA.) b4: And [hence] ظَهَرَ عَلَيْهِ, (Fr, A, O, TA,) and ↓ استظهرهُ, (S, A, O, K,) (tropical:) He knew it, or learned it, by heart; namely, the Kur-án; (A, O, TA;) and he recited it by heart: (A, * TA; and so in the S and O in explanation of the latter:) or [simply] he recited it by heart; namely, the Kur-án; as also ↓ اظهرهُ: (O, K, TA:) in the copies of the K we find أَظْهَرْتُ عَلَى القُرْآنِ and أَظْهَرْتُهُ; but the former is a mistake for ظَهَرْتُ, aor. ـَ (TA.) A3: For another signification of ظَهَرَ عَلَيْهِ, see 3.

A4: ظَهَرَ بِحَاجَتِى, (S, A, K,) aor. ـَ (TA,) inf. n. ظَهْرٌ; (TK;) and ↓ ظهّرها, (K, TA,) in some copies of the K ظَهَرَهَا; (TA;) and ↓ اظهرها, (K,) inf. n. إِظْهَارٌ; (TA;) and ↓ اِظَّهَرَهَا, (K,) of the measure اِفْتَعَلَ; (TA;) (tropical:) He held the object of my want in little, or light, estimation, or in contempt; (S, A;) [lit.] he put it behind [his] back; (S, K;) as though he put it away, [out of his sight,] and paid no regard to it. (S, TA.) One says also, يَظْهَرُونَ بِهِمْ وَلَا يَلْتَفِتُونَ

إِلَى أَرْحَامِهِمْ [They hold them in contempt, and do not pay any regard to their ties of relationship]. (S.) b2: See also 10, in three places.

A5: ظَهَرَهُ, (O, K,) aor. ـَ inf. n. ظَهْرٌ, (K,) He struck, or smote, (TA,) or hit, or hurt, (O, K,) his back. (O, K, TA.) A6: ظَهِرَ, (S, O, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. ظَهَرٌ, (O, K,) He (a man, S, O) had a complaint of his back. (S, O, K.) A7: ظَهُرَ, (JK, O, L,) or ظَهَرَ, (K, [but this is app. a mistranscription,]) inf. n. ظَهَارَةٌ, (S, O, L, K,) said of a camel, (JK, S, O,) He was, or became, strong (JK, S, O, L, K) in the back. (L, K.) 2 ظَهَّرَ see 1, near the middle: b2: and again, in the last quarter: b3: and see also 3. b4: ظهّر الثَّوْبَ [and ↓ اظهرهُ, contr. of بطّنهُ and ابطنهُ,] He faced the garment, or piece of cloth; put a facing, or an outer covering, (ظِهَارَة,) to it. (TA.) A2: See also 4, last sentence.3 ظاهرهُ, (A,) inf. n. مُظَاهَرَةٌ, (S, O, Msb,) He aided, or assisted, him; (S, A, O, Msb;) as also عَلَيْهِ ↓ ظَهَرَ. (Th, K.) And ظاهر عَلَيْهِ He aided, or assisted, against him. (TA.) b2: ظاهر بِهِ: see 10. b3: ظاهر بَيْنَهُمَا, (K,) i. e. (TA) بَيْنَ ثَوْبَيْنِ, (S, A, Mgh, TA,) and دِرْعَيْنِ, (A, Mgh, TA,) and نَعْلَيْنِ, (TA,) i. q. طَارَقَ بَيْنَهُمَا, (S, TA,) or طَابَقَ, (A, K, TA,) i. e. (TA) He put them on, or attired himself with them, [namely, two garments, and two coats of mail, and two sandals or soles, or rather, when relating to two soles, he sewed them together,] one over, or outside, the other: (Mgh, TA:) app. from تَظَاهُرٌ in the sense of “ mutual aiding or assisting. ” (IAth.) The phrase ظاهر بِدِرْعَيْنِ requires consideration; and the ب in it should be regarded as meant to denote conjunction; not as a part of the necessary complement of the verb. (Mgh.) ظاهر الدِّرْعَ is said to signify لَأَمَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ [app. meaning He folded over and fastened one part of the coat of mail upon another]. (TA.) And ظاهر عَلَيْهِ جِلَالًا means He threw upon him (i. e. a horse) housings or coverings [one over another]. (TA in art. حنذ.) A2: ظاهر مِنِ امْرَأَتِهِ, (S, Mgh, O, Msb, K,) inf. n. ظِهَارٌ (S, Mgh, Msb, K) and مُظَاهَرَةٌ; (JK, TA;) and مِنْهَا ↓ تظاهر, (A, Mgh, O, TA,) and ↓ اِظَّاهَرَ; (Mgh;) and منها ↓ تظهّر, (S, Msb, K,) and ↓ اِظَّهَّرَ; (O, TA;) and منها ↓ ظهّر, (S, O, K,) inf. n. تَظْهِيرٌ; (S;) signify the same; (O;) He said to his wife أَنْتِ عَلَىَّ كَظَهْرِ أُمِّى

[Thou art to me like the back of my mother]; (S, Mgh, Msb, K;) [as though he said رُكُوبُكِ حَرَامٌ عَلَىَّ;] meaning رُكُوبُكِ لِلنِّكَاحِ حَرَامٌ عَلَىَّ كَرُكُوبِ أُمِّى لِلنِّكَاحِ; the back being specified in preference to the بَطْن or فَخِذ or فَرْج because the woman is likened to a beast that is ridden, and the act of نِكَاح to that of رُكُوب: the phrase being a form of divorce used by the Arabs in the Time of Ignorance. (Msb, * TA.) In the Kur lviii. 2 [and 4], some read ↓ يَظَّهَّرُونَ; some

↓ يَظَّاهَرُونَ; and 'Ásim read يُظَاهِرُونَ. (Bd.) The verb is made trans. by means of مِن because the man who uttered this sentence estranged himself from his wife. (IAth.) 4 اظهرهُ He made it apparent, overt, open, perceptible or perceived, manifest, plain, or evident; he showed, exhibited, manifested, displayed, discovered, revealed, or evinced, it; or put it forth: (S, O, K:) [it is also used in relation to a saying, and an action, and the like, as meaning it showed, &c., as above, or it bespoke, it:] and Mtr relates his having heard from one worthy of reliance of the people of Baghdád, that they say ↓ تظاهرتُ بِهِ in the place of أَظْهَرْتُهُ, and scarcely ever employ اظهر in its usual sense. (Har p. 85.) [Hence, اظهر التَّضْعِيفَ He made the doubling of a letter distinct; as in لَحِحَتْ; which, accord. to a general rule, should be لَحَّتْ: opposed to أَدْغَمَ. And اظهر لَهُ كَذَا He showed, &c., to him such a thing: and he made a show of, professed, pretended, or feigned, to him such a thing: as, for instance, love.] b2: أَظْهَرْتُ بِفُلَانٍ means أَعْلَيْتُ بِهِ [a phrase which I have not found except in this instance, app. I elevated, or exalted, such a one: like أَعْلَيْتُهُ, which has this meaning]: (S, IKtt, L, TA:) or أَعْلَنْتُ بِهِ [app. meaning I made such a one to be, or become, publicly known]: (So in the O:) [but the former explanation seems to be regarded by SM as the right; for he remarks that,] accord. to all the copies of the K, the explanation is أَعْلَنَ بِهِ, and refers to ظَهَرَ بِفُلَانٍ

[instead of أَظْهَرَ]; so that what its author says in this case differs in two points of view from what is found in the “ Kitáb el-Abniyeh ” of IKtt, in which the ى in أَعْلَيْتُ has been marked as correct, and in the L [as well as in the S]. (TA.) A2: اظهرهُ اللّٰهُ عَلَى عَدُوِّهِ means God made him to overcome, conquer, subdue, overpower, master, gain the victory over, or prevail over, his enemy. (S, A, O, TA.) b2: And [hence] اظهرهُ عَلَيْهِ He (God) made him to know it, or become acquainted with it: you say, أَظْهَرَنِى اللّٰهُ عَلَى مَا سُرِقَ مِنِّى God made me to know [or discover] what had been stolen from me. (TA.) A3: See also 1, last quarter, in two places.

A4: And see 2.

A5: اظهر signifies also He entered upon the time called the ظَهِيرَة: (A, Msb, K:) or the time called the ظُهْر. (Msb.) And He went, or journeyed, in the time called the ظَهِيرَة; as also ↓ ظهّر, (K,) inf. n. تَظْهِيرٌ: (TA:) or the time called the ظُهْر. (S, O.) 5 تظهّر and اِظَّهَّرَ: see 3, latter half, in three places.6 تَظَاْهَرَ see 1, first sentence: b2: and see also 4, first sentence. b3: تظاهروا They aided, or assisted, one another. (S, O, * K.) And تظاهروا عَلَى فُلَانٍ

They leagued together, and aided one another, against such a one. (Ibn-Buzurj, TA in art. ضفر.) b4: Also They regarded, or treated, one another with enmity, or hostility; or severed themselves, one from another: (S, Msb, K:) as though they turned their backs, one upon another: (S:) or, because they who do so turn their backs, one upon another. (Msb.) Thus the verb has two contr. meanings. (K.) b5: تظاهر مِنِ امْرَأَتِهِ and اِظَّاهَرَ: see 3, latter half, in three places.8 اِظَّهَرَ: see 1, last quarter.10 استظهر بِهِ He sought aid, or assistance, in, or by means of, him, or it, (S, O, Msb, K, TA,) عَلَيْهِ [against him, or it]; as also استظهرهُ. (TA.) [In the CK, after the explanation of استظهر به, is an omission, to be supplied by the insertion of وَقَرَأَهُ.] One says, استظهر بِالْغِنَى عَلَى النَّوَائِبِ [He sought aid in wealth against calamities, or afflictions]. (Msb.) And بِهِ ↓ ظاهر signifies the same as استظهر [in this sense or in another of the senses expl. in what follows]. (TA.) b2: and استظهرتُ بِالشَّىْءِ, and بِهِ ↓ ظَهَرْتُ, and ↓ ظَهَرْتُهُ, I put the thing behind my back for protection, or security. (Har p. 265.) b3: And استظهر He prepared for himself a camel, or two camels, or more, for future need: (T:) and استظهرهُ, and بِهِ ↓ ظَهَرَ, He prepared him, namely, a camel, for future need: (K:) and استظهر بِبَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ He prepared for himself two camels for future need. (T. [See ظِهْرِىٌّ.]) b4: Hence, (T,) استظهر signifies also He used precaution (T, Msb) with respect to anything: (T:) he secured himself, (اِسْتَوْثَقَ,) by using precaution; as, for instance, a woman does by remaining three days, before she performs the ablution termed غُسْل, and prays, after the usual period of the menses. (T, L.) One says, يُسْتَحَبُّ الاِسْتِظْهَارُ بِغَسْلَةٍ ثَانِيَةٍ

وَثَالِثَةٍ The using precaution by a second and a third washing, to make sure of being pure, is approved. (Er-Ráfi'ee, Msb.) And استظهرتُ فِى طَلَبِ الشَّىْءِ I adopted the most fit, or proper, way, and used precaution, in seeking to attain the thing. (Msb.) b5: See also 1, in the middle of the latter half.

ظَهْرٌ The back; contr. of بَطْنٌ: (S, A, O, Msb, K:) in a man, from the hinder part of the كَاهِل [or base of the neck] to the nearest part of the buttocks, where it terminates: (TA:) in a camel, the part containing six vertebræ on the right and left of which are [two portions of flesh and sinew called the] مَتْنَانِ: (AHeyth, T, O:) of the masc. gender: (Lh, A, K:) pl. [of pauc.] أَظْهُرٌ, and [of mult.] ظُهُورٌ and ظُهْرَانٌ. (Msb, K.) b2: رَجُلٌ خَفِيفُ الظَّهْرِ (tropical:) A man having a small household to maintain: and ثَقِيلُ الظَّهْرِ (tropical:) having a large household to maintain. (K, * TA.) b3: أَنْت عَلَىَّ كَظَهْرِ

أُمِّى Thou art to me like the back of my mother: said by a man to his wife. (S, Mgh, Msb, K.) [This has been expl. above: see 3.] b4: عَدَا فِى

ظَهْرِهِ (tropical:) He stole what was behind him: (A:) [or he acted wrongfully in respect of what was behind him: for] لِصٌّ عَادِى ظَهْرٍ is expl. by the words عَدَا فِى ظَهْرٍ فَسَرَقَهُ [so that it app. means (tropical:) A thief who has acted wrongfully in respect of what was behind one, and stolen it]. (O, K.) b5: أَقْرَانُ الظَّهْرِ (S, O, K) and الظُّهُورِ (O, TA) Adversaries who come to one from behind his back, in war, or fight. (S, O, K, * TA.) In the copies of the K, يُحِبُّونَكَ is erroneously put for يَجِيؤُونَكَ. (TA.) You say also, فُلَانٌ قِرْنُ الظَّهْرِ Such a one is an adversary who comes to one from behind, unknown. (IAar, As.) b6: قَتَلَهُ ظَهْرًا He slew him unexpectedly; he assassinated him; syn. غِيلَةٌ. (IAar, TA.) b7: جَعَلَنِى بِظَهْرٍ (tropical:) He cast me off. (TA.) And جَعَلتُ حَاجَتَهُ بِظَهْرٍ (tropical:) I cast his want behind my back: (AO, K:) and ↓ جَعَلَهَا ظِهْرِيَّةً signifies the same: (S:) and ↓ اِتَّخَذَهَا ظِهْرِيًّا, (K,) and ↓ ظِهْرِيَّةً: (TA:) or the former of the last two phrases signifies he held it in contempt; as though ظهريّا were an irreg. rel. n. from ظَهْرٌ: (TA:) or ↓ اِتَّخَذَهُ ظِهْرِيًّا signifies he neglected, or forgot, (S, O, * Msb,) him, as in the Kur xi. 94, (S, O,) or it, namely, what was said. (Msb.) And لَا تَجْعَلْ حَاجَتِى

بِظَهْرٍ (tropical:) Forget not thou, or neglect not, my want: (S:) and ↓ جَعَلَهُ ظِهْرِيًّا signifies he forgot it; as well as جعله بِظَهْرٍ. (A.) And جَعَلْتُ هٰذَا الأَمْرَ بِظَهْرٍ, and رَمَيْتُهُ بِظَهْرٍ, (tropical:) I cared not for this thing. (Th, O.) b8: فُلَانٌ مِنْ وَلَدِ الظَّهْرِ (assumed tropical:) Such a one is of those who do not belong to us: or of those to whom no regard is paid: (TA:) or of those who are held in contempt, and to whose ties of relationship no regard is paid. (S, TA.) b9: هُوَ ابْنُ عَمِّهِ ظَهْرًا (tropical:) [He is his cousin on the father's side,] distantly related: contr. of دِنْيًا [and لَحًّا]. (As, A, O, TA.) b10: رَجَعَ عَلَى ظَهْرِهِ [He receded, retired, or retreated]. (K in art. ثبجر.) b11: هُوَ نَازِلٌ بَيْنَ ظَهْرَيْهِمْ, and ↓ بين ظَهْرَانَيْهِمْ, (S, A, O, Msb, K, *) in which latter the ا and ن are said by some to be added for corroboration, (Msb,) and for which one should not say ظَهْرَانِيهِمْ, (IF, S, O, Msb, K,) and بين أَظْهُرِهِمْ, (Msb, K,) (tropical:) He is making his abode in the midst of them; in the main body of them: (K, TA:) originally meaning he is making his abode among them for the purpose of seeking aid of them and staying himself upon them: as though it meant that the back of one of them was before him, and that of another behind him, so that he was defended in either direction: afterwards, by reason of frequency of usage, it came to be employed to signify abiding among a people absolutely. (IAth, Msb.) You say also هُوَ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ, and ↓ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ, meaning It (anything) is in the midst, or main part, of it, namely, another thing. (TA.) b12: لَقِيتُهُ بَيْنَ الظَّهْرَيْنِ, and ↓ بَيْنَ الظَّهْرَانَيْنِ, (S, O, Msb, K,) (tropical:) I met him during the day, (Msb,) or during the two days, (S, O, K,) or during the three days, (K,) or the days: (S, O, Msb:) from the next preceding phrase. (TA.) And أَتَيْتُهُ مَرَّةً بَيْنَ الظَّهَرْينِ (tropical:) I came to him one day: or, accord. to Aboo-Fak'as, on a day between two years. (Fr.) And اللَّيْلِ ↓ رَأَيْتُهُ بَيْنَ ظَهْرَانَىِ (tropical:) I saw him between nightfall and daybreak. (TA.) and النَّهَارِ ↓ جِئْتُهُ بَيْنَ ظَهْرَانَىِ (tropical:) [I came to him between the beginning and end of the day]. (A.) b13: تَقَلَّبَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ (assumed tropical:) It turned over and over, or upside down, (lit. back for belly,) as a serpent does upon ground heated by the sun. (S and TA in art. قلب.) [Hence,] قَلَبْتُ الأَرْضَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ (tropical:) [I turned the earth over, upside-down]. (A.) And [hence,] قَلَّبَ أَمْرَهُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ, (O, * TA,) and ظَهْرَهُ لِبَطْنٍ, and ظَهْرَهُ لِبَطْنِهِ, and ظَهْرَهُ لِلْبَطْنِ, which last form is preferred by El-Farezdak to the second, because [as in the third form] the second of the two words is determinate like the first word, (tropical:) He meditated, or managed, the affair with forecast, and well. (O, * TA.) b14: The Arabs used to say, هٰذَا ظَهْرُ السَّمَآءِ and هذا بَطْنُ السَّمَآءِ, both meaning (tropical:) This is the apparent, visible, part of the sky. (Fr, Az.) And the like is said of the side of a wall, which is its بَطْن to a person on the same side, and its ظَهْر to one on the other side. (Az.) b15: مَا نَزَلَ مِنَ القُرْآنِ آيَةٌ إِلَّا لَهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ, [part of] a saying of Mohammad, [of which see the rest voce مُطَّلَعٌ,] means (assumed tropical:) Not a verse of the Kur-án has come down but it has a verbal expression and an interpretation: (K, * TA:) or a verbal expression and a meaning: or that which has an apparent and a known [or an exoteric] interpretation and that which has an intrinsic [or esoteric] interpretation: (TA:) or narration (K, TA) and admonition: (TA:) or [it is to be read and to be understood and taught; for] by the ظهر is meant the reading; and by the بطن, the understanding and teaching. (TA.) [See also بَطْنٌ.] b16: ظَهْرٌ signifies also (tropical:) Camels on which people ride, and which carry goods; (S, * A, * O, K, * TA;) camels that carry burdens upon their backs in journeying: (TA:) [or] a beast: or a camel for riding: (Mgh:) pl. ظُهْرَانٌ. (TA.) It is said in a trad. of 'Arfajeh, فَتَنَاوَلَ السَّيْفَ مِنَ الظَّهْرِ And he reached, or took in his hand, the sword from the camels for carrying burdens and for riding: and in another, أَتَأْذَنُ لَنَا فِى نَحْرِ ظَهْرِنَا Dost thou permit us to slaughter our camels which we ride? (TA.) And one says also, هُوَ عَلَى ظَهْرٍ (tropical:) He is determined upon travel: (K:) as though he had already mounted a beast for that purpose. (TA.) b17: [Hence, app.,] (assumed tropical:) Property consisting of camels and sheep or goats: (TA:) or much property. (K, TA.) b18: (assumed tropical:) The short side [or lateral half] of a feather: (S, O, K:) pl. ظُهْرَانٌ: (S, M, K, TA, &c.:) opposed to بَطْنٌ, sing. of بُطْنَانٌ, (TA,) which latter signifies the “ long sides: ” (S, TA:) and ↓ ظُهَارٌ signifies the same as ظَهْرٌ, (K,) or the same as ظُهْرَانٌ, being an irregular pl.; and this is meant by the saying الظُّهَارُ بِالضَّمِ الجَمَاعَةُ, mentioned in a later place in the K [in such a manner as to have led to the supposition that ظُهَارٌ is also syn. with جَمَاعَةٌ]: (TA:) AO says that among the feathers of arrows are the ظُهَار, which are those that are put [upon an arrow] of the ظَهْر [or outer side] of the عَسِيب [app. here meaning the shaft] of the feather; (S, TA;) i. e., the shorter side, which is the best kind of feather; as also ظُهْرَان: sing. ظَهْرٌ: (TA:) ISd says that the ظُهْرَان are those parts of the feathers of the wing that are exposed to the sun and rain: (TA:) Lth says that the ظُهَار are those parts of the feathers of the wing that are apparent. (O, TA.) One says, رِشْ سَهْمَكَ بِظُهْرَانٍ وَلَا تَرِشْهُ بِبُطْنَانٍ

[Feather thine arrow with short sides of feathers, and feather it not with long sides of feathers]. (S, TA.) [De Sacy supposes that ظُهُورٌ and بُطُونٌ are also pls. of ظَهْرٌ and بَطْنٌ thus used: (see his “ Chrest. Arabe,” sec. ed., tome ii., p.

374:) but his reasons do not appear to me to be conclusive.] ↓ ظُهَارٌ and ظُهْرَانٌ are also used as epithets: you say, رِيشٌ ظُهَارٌ and رِيشٌ ظُهْرَانٌ. (TA.) b19: [ظَهْرُ الكَفِّ and ↓ ظَاهِرُهَا mean (assumed tropical:) The back of the hand. And in like manner, ظَهْرُ القَدَمِ and ↓ ظَاهِرُهَا mean (assumed tropical:) The upper, or convex, side, or back, of the human foot, corresponding to the back of the hand, including the instep: opposed to بَطْن and بَاطِن. And ظَهْرُ اللِّسَانِ means (assumed tropical:) The upper surface of the tongue.] b20: And ظَهْرٌ also signifies (tropical:) A way by land. (S, M, O, Msb, K.) This expression is used when there is a way by land and a way by sea. (M.) You say, سَارُوا فِى طَرِيقِ الظَّهْرِ (tropical:) They journeyed by land. (A.) b21: And (assumed tropical:) An elevated tract of land or ground; as also ↓ ظَاهِرةٌ: (A:) or rugged and elevated land or ground; (JK, K;) as also ↓ ظَاهِرَةٌ: (JK:) opposed to بَطْنٌ, which signifies “ soft and plain and fine and low land or ground: ” (TA:) and ↓ ظَوَاهِرُ [pl. of. ظَاهِرَةٌ] signifies (assumed tropical:) elevated tracts of land or ground: (S, K:) you say, هَاجَتْ ظَوَاهِرُ الأَرْضِ, meaning, (assumed tropical:) the herbs, or leguminous plants, of the elevated tracts of land, or ground, dried up: (As, S, L:) and ↓ ظَاهِرٌ signifies (assumed tropical:) the higher, or highest, part of a mountain; (ISh, L, TA;) whether its exterior be plain or not: (TA:) and ↓ ظَاهِرَةٌ, the same, of anything: (L:) when you have ascended upon the ظَهْر of a mountain, you are upon its ظَاهِرَة. (TA.) b22: سَالَ وَادِيهِمْ ظَهْرًا means (assumed tropical:) Their valley flowed with the rain of their own land: opposed to دُرْءًا, meaning, “from other rain: ” (IAar, O, K: *) or the former signifies their valley flowed with its own rain: and the latter, “with other than its own rain: ” (TA:) and some say ↓ ظُهْرًا, which Az thinks the better form. (O, TA.) b23: [Hence, probably,] أَصَبْتُ مِنْهُ مَطَرَ ظَهْرٍ (assumed tropical:) I obtained from him, or it, much good. (Sgh, O, K.) b24: And another signification of ظَهْرٌ is What is absent, or hidden, or concealed, from one. (O, K.) b25: It is sometimes prefixed to another noun to give plainness and force to the expression; as in ظَهْرُ الغَيْبِ and ظَهْرُ القَلْبِ, meaning نَفْسُ الغَيْبِ and نَفْسُ القَلْبِ: (Msb:) or it is redundant in these instances. (Mgh.) Lebeed says, describing a [wild] cow going about after a beast of prey that had eaten her young one, وَتَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنِيسِ فَرَاعَهَا عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ وَالأَنِيسُ سَقَامُهَا [And she heard the sound of man, and it frightened her, from a place that concealed what was in it; for man is her malady; i. e., a cause of pain and trouble and death to her]: (TA:) meaning, she heard the sound of the hunters, &c. (TA in art. غيب.) And you say, تَنَاوَلَهُ بِظَهْرِ الغَيْبِ بِمَا يَسُوؤُهُ He carped at him behind the back, or in absence, by saying what would grieve him. (TA in art. غيب.) And تَكَلَّمْتُ بِهِ عَنْ ظَهْرِ الغَيْبِ (A, O) or عن ظَهْرِ غَيْبٍ (TA) [app., (tropical:) I spoke it by memory; in the absence of a book or the like; as one says in modern Arabic, عَلَى الغَائِب. See also غَيْبٌ.] And قَرَأَهُ عَنْ ظَهْرِ القَلْبِ (tropical:) He recited it by heart, or memory; without book: (L, K: [in the latter, مِنْ is put in the place of عَنْ; but the right reading is that in the L: and in the CK is an omission here, to be supplied by the insertion of وَقَرَأَهُ:]) and ↓ قرأه ظَاهِرًا and قرأه عَلَى

ظَهْرِ لِسَانِهِ [signify the same]. (K.) And حَمَلَ القُرْآنَ عَلَى ظَهْرِ لِسَانِهِ like حَفِظَهُ عَلَى ظَهْرِ قَلْبِهِ (tropical:) [He knew the Kur-án by heart]. (A, * O, TA.) b26: One says also, فُلَانٌ يَأْكُلُ عَلَى ظَهْرِ يَدِ فُلَانٍ (tropical:) Such a one eats at the expense of such a one. (A, O, K. *) And in like manner, الفُقَرَآءُ يَأْكُلُونَ عَلَى ظَهْرِ أَيْدِى النَّاسِ (tropical:) The poor eat at the expense of the people. (A, TA.) And أَعْطَاهُ عَنْ ظَهْرِ يَدٍ (tropical:) He gave him originally; without compensation. (O, * K; but in some copies of the K we find مِنْ in the place of عَنْ.) It is said [in a trad.], أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى (tropical:) The most excellent of alms is that which is [derived] from competence; ظهر: (Msb:) or simply عَنْ غِنًى, the word ظهر being here redundant: (Mgh:) or from manifest competence upon which one relies, and in which he seeks aid against calamities, or afflictions: or from what remains after fight: (Msb:) or from superfluous property. (TA.) A2: See also ظَهِيرٌ

A3: قِدْرُ ظَهْرٍ means (assumed tropical:) An old cooking-pot: (O, K: *) pl. قُدُورُ ظُهُورٍ: (O:) as though, because of its oldness, it were thrown behind the back. (TA.) ظُهْرٌ Midday, or noon: (IAth, TA:) or the time when the sun declines from the meridian: (Msb, * K, * O, * TA:) or [the time immediately] after the declining of the sun: (S, Mgh:) masc. and fem.; unless when the word صَلَاة is prefixed to it, in which case it is fem. only: (Msb:) [pl. أَظْهَارٌ. See also ظَهِيرَةٌ.] صَلَاةُ الظُّهْرِ means The prayer [i. e. the divinely-ordained prayer] of midday, or noon: (IAth, TA:) or of the time after the declining of the sun. (S, O.) In the phrases أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ [Defer ye the prayer of midday until the cooler time of day] and صَلَّى الظُّهْرَ [He performed the prayer of midday], the prefixed noun (صَلَاة) is suppressed. (Mgh.) A2: سَالَ وَادِيهِمْ ظُهْرًا: see ظَهْرٌ, last quarter.

ظَهِرٌ, (S,) or ↓ ظَهِيرٌ, (K,) [the former agreeable with analogy, being derived from ظَهِرَ,] A man (S,) having a complaint of the back: (S, K:) or having a pain in the back: as also ↓ مَظْهُورٌ. (O, TA.) ظُهْرَةٌ: see ظَهِيرٌ, in three places.

A2: Also The tortoise. (O, K.) ظِهْرَةٌ: see ظَهِيرٌ, in six places.

ظَهَرَةٌ The goods, or furniture and utensils, of a house or tent; (IAar, S, O, K, TA;) as also أَهَرَةٌ: (IAar, TA:) or the former signifies the exterior of a house, or tent; and the latter, the “ interior thereof. ” (Th, TA.) b2: And Abundance of مَال [i. e. property, or cattle]. (TA.) A2: See also ظَهِيرٌ.

ظِهْرِىٌّ A camel prepared for future need; (T, S, O, K;) taken, by way of precaution, to bear the burden of any camel that may happen to fail in a journey: sometimes two or more unladen camels are taken for this purpose: some say that such a camel is thus called because its owner puts it behind his back, not riding it nor putting any burden upon it: (T, TA:) the word appears to be an irreg. rel. n. from ظَهْرٌ: (ISd, TA:) pl. ظَهَارِىٌّ, imperfectly decl., because the rel. ى

retains its place in the sing. [inseparably; there being no such word as ظِهْر: but if it be a rel. n., this pl. is irreg., like مَهَارِىٌّ]. (S, O, K.) b2: See ظَهْرٌ, first quarter, in five places, for examples of ظِهْرِىٌّ and ظِهْرِيَّةٌ used tropically.

ظُهْرَان [app. ظُهْرَانٌ (which is also a pl. of ظَهْرٌ used in several senses), or, perhaps ظُهْرَانِ, as having a dual meaning,] The upper, thick, pair of wings of the locust. (AHn, TA.) b2: [See also ظَهْرٌ.]

بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ, and ظَهْرَانَيْهِ, and الظَّهْرَانَيْنِ, &c.: see ظَهْرٌ, former half, in five places.

ظَهَارٌ The exterior (K, TA) and elevated (TA) part of a [stony tract such as is called] حَرَّة. (K, TA.) ظُهَارٌ Pain in the back. (Az, O, TA.) A2: See also ظَهْرٌ, third quarter, in two places.

ظَهِيرٌ: see ظَاهِرٌ.

A2: Also An aider, or assistant; (S, A, O, Msb, K;) and so ↓ ظِهْرَةٌ (S, K) and ↓ ظُهْرَةٌ: (K:) [in one place, in the K, ظِهْرَةٌ is expl. by عَوْن; but by this is meant, as will be seen below, the same as is meant by مُعِين, by which all the three words are expl. in another place in the K, as well as in the S &c.:] and aiders, or assistants; (S, Msb;) as also ↓ ظِهْرَةٌ and ↓ ظُهْرَةٌ and ↓ ظَهْرٌ: (TA:) the pl. of ظَهِيرٌ is ظُهَرَآءُ. (O.) It is said in the Kur [xxv. 57], وَكَانَ الكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا And the unbeliever is an aider of the enemies of God [against his Lord]. (Ibn-'Arafeh.) You say also, فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ ↓ ظِهْرَتِى Such a one is my aider (عَوْن) against such a one: and عَلَى هٰذَا ↓ أَنَا ظِهْرَتُكَ الأَمْرِ I am thine aider against this thing, or affair. (S, O.) And it is also said in the Kur [lxvi. 4], وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذٰلِكَ ظَهِيرٌ [And the angels after that will be his aiders]: and instance of ظهير in a pl. sense: (S, O, Msb:) for words of the measures فَعُولٌ and فَعِيلٌ are sometimes masc. and fem. [and sing.] and pl. (S.) You also say, ↓ جَآءَ فُلَانٌ فِى ظِهْرَتِهِ, (S, A, K,) and ↓ ظُهْرَتِهِ, (A, K,) and ↓ ظَهَرَتِهِ, and ↓ ظَاهِرَتِهِ, (K,) Such a one came among his people, (S,) or kinsfolk, (K,) and those who performed his affairs for him, (S, A,) i. e., his aiders, or assistants. (A.) And وَاحِدَةٍ ↓ هُمْ فِى ظِهْرَةٍ They aid one another against the enemies. (TA.) b2: Also Strong in the back; (K;) sound therein: (Lth:) and so ↓ مُظَهَّرٌ: (S, O, K:) applied to a man: (S:) or hard and strong; whether in the back or any other part is not said: (TA:) in this sense, (TA,) or as signifying strong, (S, O,) applied to a camel: fem. with ة. (S, O, TA.) b3: Also A camel whose back is not used, on account of galls, or sores, upon it: or unsound in the back by reason of galls, or sores, or from some other cause. (Th.) Thus it has two contr. significations. (TA.) A3: See also ظَهِرٌ.

ظِهَارَةٌ [The facing, or outer covering, or] what is uppermost, (TA,) what is apparent (Msb, TA) to the eye, (Msb,) not next the body, of a garment; (TA;) and in like manner, what is uppermost and apparent, not next the ground, of a carpet; (TA;) as also ↓ ظَاهِرَةٌ: (JK:) contr. of بِطَانَةٌ: (S, O, Msb, K:) pl. ظَهَائِرُ. (TA.) ظَهِيرَةٌ The point of midday: (M, A, K:) or only in summer: (M, K:) or i. q. هَاجِرَةٌ [i. e. midday in summer or when the heat is vehement: or the period from a little before, to a little after, midday in summer: or midday, when the sun declines from the meridian, at the ظُهْر: or from its declining until the عَصْر]: (S, O, TA:) or the هَاجِرَة, which is when the sun declines from the meridian: (Msb:) or the vehement heat of midday: (IAth, TA:) or i. q. ظُهْرٌ [q. v.]: (Az, TA:) pl. ظَهَائِرُ. (TA.) You say, أَتْيْتُهُ حَدَّ الظَّهِيرَةِ [I came to him at the point of midday in summer; &c.]: and حِينَ قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ [when the sun had become high, and the shade had almost disappeared: so expl. in art. قوم]. (S, O.) and أَبْرِدْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرَةِ Stay thou until the middayheat shall have become assuaged, and the air be cool. (L in art. فيح.) And hence, in a trad. of 'Omar, when a man came to him complaining of gout in the feet, he said, كَذَبَتْكَ الظَّهَائِرُ, meaning Take thou to walking during the heat of the middays in summer. (TA.) ظُهَارِيَّةٌ One of the modes of seizing [and throwing down] in wrestling: or i. q. شَغْزَبِيَّةٌ: (K:) the twisting one's leg with the leg of another in the manner that is termed شَغْزَبِيَّة, and so throwing him down: one says, أَخَذَهُ الظُّهَارِيَّةَ and الشَّغْزَبِيَّةَ [He seized him and threw him down by the trick above described]: both signify the same: (ISh, O:) or ظُهَارِيَّةٌ signifies the throwing one down upon the back. (Ibn-'Abbád, O, K.) b2: And (hence, as being likened thereto, TA) (tropical:) A certain mode, or manner, of compressing, or coïtus. (O, K, TA.) b3: And أَوْثَقَهُ الظُّهَارِيَّةَ He bound his hands behind his back. (Ibn-Buzurj, O, K, TA.) ظَاهِرٌ [Outward, exterior, external, extrinsic, or exoteric: and hence, appearing, apparent, overt, open, perceptible or perceived, manifest, conspicuous, ostensible, plain, or evident: in all these senses] contr. of بَاطِنٌ: (S, K, TA:) and so ↓ ظَهِيرٌ. (TA.) [Hence, ظَاهِرًا Outwardly, &c.: and apparently; &c.: and فِى الظَّاهِرِ in appearance. And الظَّاهِرُ أَنَّهُ كَذَا It appears, or it seems, or what seems to be the case is, that it is so, or thus. And ظَاهِرُ كَذَا for ظَاهِرٌ فِيهِ كَذَا, meaning A person, or thing, in whom, or in which, such a quality is apparent, or manifest, &c.: see an ex. in a verse cited in the first paragraph of art. طعن.] See also مُظْهَرٌ. b2: [Hence also,] عَيْنٌ ظَاهِرَةٌ A prominent eye; (S, O, K, TA;) that fills its cavity. (TA.) b3: And هٰذَا

أَمْرٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهُ (tropical:) This is a thing, or an affair, of which the disgrace is remote from thee: (S, TA:) or does not cleave to thee. (TA.) and هٰذَا عَيْبٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ (tropical:) This is a vice, or fault, that does not cleave to thee. (A.) A poet says, (namely, Kutheiyir, accord. to a copy of the S, or Aboo-Dhu-eyb, TA,) وَعَيَّرَهَا الوَاشُونَ أَنِّى أُحِبُّهَا وَتِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا (tropical:) [And the slanderers taunted her with the fact of my loving her; but that is a fault of which the disgrace is remote from thee]. (S, TA.) b4: [الظَّاهِرُ also signifies The outside, or exterior, of a thing. You say, نَزَلَ ظَاهِرَ المَدِينَةِ He alighted, or took up his abode, outside the city: comp. ظَاهِرَةٌ. Hence,] ظَاهِرُ الكَفِّ and ظَاهِرُ القَدَمِ; and another signification of ظَاهِرٌ: for all of which see ظَهْرٌ, third quarter. b5: [Also The external, outward, or extrinsic, state, condition, or circumstances, of a man: and the outward, or apparent, character, or disposition of the mind: opposed to البَاطِنُ.] b6: One says also, فُلَانٌ ظَاهِرٌ عَلَى فُلَانٍ Such a one has the ascendancy, or mastery, over such a one; is conqueror of him, or victorious over him. (TA.) And هٰذَا أَمْرٌ ظَاهِرٌ بِكَ This is a thing, or an affair, that overcomes, or overpowers, thee. (TA.) And هٰذَا أَمْرٌ

أَنْتَ بِهِ ظَاهِرٌ This is an affair which thou hast power to do. (TA.) [And هُوَ ظَاهِرٌ عَلَى كَذَا He is a conqueror, a winner, an achiever, or an attainer, of such a thing: see an ex. voce غَرَبٌ, near the end.] And الظَّاهِرُ is one of the names of God, meaning The Ascendant, or Predominant, over all things: or, as some say, He who is known -by inference of the mind from what appears to mankind of the effects of his actions and his attributes. (IAth, TA.) b7: حَاجَتُهُ عِنْدَكَ ظَاهِرَةٌ means (tropical:) His want is in thine estimation [an object of contempt, or neglect, as though] cast behind the back. (O, * TA.) b8: قَرَأَهُ ظَاهِرًا: see ظَهْرٌ, towards the end of the paragraph.

A2: شَآءٌ ظَوَاهِرُ Sheep, or goats, that come to the water every day at noon. (TA.) ظَاهِرَةٌ as a subst.; and its pl. ظَوَاهِرُ: see ظَهْرٌ, in four places, in the third quarter of the paragraph. [Hence,] قُرَيْشُ الظَّوَاهِرِ Those, of Kureysh, that dwell in the exterior of Mekkeh, (O,) upon the mountains thereof, (K, * TA,) or upon the higher parts of Mekkeh: (TA:) those who dwell in the lower parts are called قُرَيْشُ البِطَاحِ; (O, * TA;) and these are the more honourable, (O, TA, *) because they are neighbours of the House of God. (O.) b2: See also ظِهَارَةٌ.

A2: And see ظَهِيرٌ.

A3: Also The coming of camels, (S, O, K, TA,) and of sheep or goats, (TA,) to the water every day, at noon. (S, O, K, TA.) One says, of camels, [and of sheep or goats,] تَرِدُ الظَّاهِرَةَ [They come to the water every day, at noon]: and Sh says that they return from the water at the عَصْر. (TA.) And شَرِبَ الفَرَسُ ظَاهِرَةً The horse drank every day, at noon. (TA.) ظَاهِرَةُ الغِبِّ [The coming to the water at noon on alternate days] is for sheep or goats; scarcely ever, or never, for camels; and is a little shorter [in the interval] than what is called [simply] الغِبُّ. (O, TA.) مَظْهَرٌ i. q. مَصْعَدٌ [i. e. A place of ascent, or a place to which one ascends]; (O, K; in some copies of the latter of which, both words are erroneously written with damm to the م; TA;) and دَرَجَةٌ [as meaning a degree, grade, rank, condition, or station, or an exalted, or a high, grade, &c.]: (O:) used by En-Nábighah ElJaadee as meaning Paradise. (O, TA.) مُظْهَرٌ Made apparent, &c. b2: And hence, as also ↓ ظَاهِرٌ, but the former more commonly, applied to a noun, Explicit; and, elliptically, an explicit noun; opposed to مُضْمَرٌ and ضَمِيرٌ (a concealed noun, i. e. a pronoun); and to مُبْهَمٌ (a noun of vague signification).]

مُظْهِرٌ Possessing camels for riding or for carrying goods: pl. مُظْهِرُونَ. (S, * K, * TA.) A2: and A camel made to sweat by the ظَهِيرَة [or vehement heat of midday in summer]. (Sgh, K, TA.) and accord. to As, one says, ↓ أَتَانَا فُلَانٌ مُظَهِّرًا, meaning Such a one came to us in the time of the ظَهِيرَة [or midday in summer, &c.]: but accord. to A 'Obeyd, others say مُظْهِرًا, without teshdeed; and this is the proper form: (S) or both mean, in the time of the ظُهْر. (O.) مُظَهَّرٌ: see ظَهِيرٌ, near the end of the paragraph.

مُظَهِّرٌ: see مُظْهِرٌ.

مُظْهُورٌ pass. part. n. of ظَهَرَ [q. v.]. b2: See also ظَهِرٌ. Quasi ظور 3 ظَاوِرْ, occurring in a trad. for ظَائِرْ: see 3 in art. ظأر.

ظهر: الظَّهْر من كل شيء: خِلافُ البَطْن. والظَّهْر من الإِنسان: من

لَدُن مُؤخَّرِ الكاهل إِلى أَدنى العجز عند آخره، مذكر لا غير، صرح بذلك

اللحياني، وهو من الأَسماء التي وُضِعَت مَوْضِعَ الظروف، والجمع أَظْهُرٌ

وظُهور وظُهْرانٌ. أَبو الهيثم: الظَّهْرُ سِتُّ فقارات، والكاهلُ

والكَتَِدُ ستُّ فقارات، وهما بين الكتفين، وفي الرَّقبَة ست فقارات؛ قال أَبو

الهيثم: الظَّهْر الذي هو ست فِقَرٍ يكْتَنِفُها المَتْنانِ، قال

الأَزهري: هذا في البعير؛ وفي حديث الخيل: ولم يَنْسَ حقَّ الله في رِقابِها

ولا ظُهورها؛ قال ابن الأَثير: حَقُّ الظهورِ أَن يَحْمِلَ عليها

مُنْقَطِعاً أَو يُجاهدَ عليها؛ ومنه الحديث الآخر: ومِنْ حَقِّها إِفْقارُ

ظَهْرِها. وقَلَّبَ الأَمرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ: أَنْعَمَ تَدْبِيرَه، وكذلك يقول

المُدَبِّرُ للأَمر. وقَلَّبَ فلان أَمْره ظهراً لِبَطْنٍ وظهرَه

لِبَطْنه وظهرَه لِلْبَطْنِ؛ قال الفرزدق:

كيف تراني قالباً مِجَنّي،

أَقْلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه لِلْبَطْنِ

وإِنما اختار الفرزدق ههنا لِلْبَطْنِ على قوله لِبَطْنٍ لأَن قوله

ظَهْرَه معرفة، فأَراد أَن يعطف عليه معرفة مثله، وإِن اختلف وجه التعريف؛

قال سيبويه: هذا باب من الفعل يُبْدَل فيه الآخر من الأَول يَجْرِي على

الاسم كما يَجْرِي أَجْمعون على الاسم، ويُنْصَبُ بالفعل لأَنه مفعول،

فالبدل أَن يقول: ضُرب عبدُالله ظَهرهُ وبَطنُه، وضُرِبَ زَيدٌ الظهرُ

والبطنُ، وقُلِبَ عمرو ظَهْرُه وبطنُه، فهذا كله على البدل؛ قال: وإِن شئت كان

على الاسم بمنزلة أَجمعين، يقول: يصير الظهر والبطن توكيداً لعبدالله كما

يصير أَجمعون توكيداً للقوم، كأَنك قلت: ضُرِبَ كُلّه؛ قال: وإِن شئت

نصبت فقلت ضُرِب زيدٌ الظَّهرَ والبطنَ، قال: ولكنهم أَجازوا هذا كما

أَجازوا دخلت البيتَ، وإِنما معناه دخلت في البيت والعامل فيه الفعل، قال: وليس

المنتصبُ ههنا بمنزلة الظروف لأَنك لو قلت: هو ظَهْرَه وبطَنْهَ وأَنت

تعني شيئاً على ظهره لم يجز، ولم يجيزوه في غير الظَّهْر والبَطْن

والسَّهْل والجَبَلِ، كما لم يجز دخلتُ عبدَالله، وكما لم يجز حذف حرف الجر

إِلاَّ في أَماكن مثل دخلت البيتَ، واختص قولهم الظهرَ والبطنَ والسهلَ

والجبلَ بهذا، كما أَن لَدُنْ مع غُدْوَةٍ لها حال ليست في غيرها من الأَسماء.

وقوله، صلى الله عليه وسلم: ما نزول من القرآن آية إِلاَّ لها ظَهْرٌ

بَطْنٌ ولكل حَرْفٍ حَدٌّ ولكل حَدّ مُطَّلَعٌ؛ قال أَبو عبيد: قال بعضهم

الظهر لفظ القرآن والبطن تأْويله، وقيل: الظهر الحديث والخبر، والبطن ما

فيه من الوعظ والتحذير والتنبيه، والمُطَّلَعُ مَأْتى الحد ومَصْعَدُه،

أَي قد عمل بها قوم أَو سيعملون؛ وقيل في تفسير قوله لها ظَهْرٌ وبَطْن

قيل: ظهرها لفظها وبطنها معناها وقيل: أَراد بالظهر ما ظهر تأْويله وعرف

معناه، وبالبطن ما بَطَنَ تفسيره، وقيل: قِصَصُه في الظاهر أَخبار وفي

الباطن عَبْرَةٌ وتنبيه وتحذير، وقيل: أَراد بالظهر التلاوة وبالبطن التفهم

والتعلم. والمُظَهَّرُ، بفتح الهاء مشددة: الرجل الشديد الظهر. وظَهَره

يَطْهَرُه ظَهْراً: ضرب ظَهْره. وظَهِرَ ظَهَراً: اشتكى ظَهْره. ورجل

ظَهِيرٌ: يشتكي ظَهْرَه. والظَّهَرُ: مصدر قولك ظَهِرَ الرجل، بالكسر، إِذا

اشتكى ظَهْره. الأَزهري: الظُّهارُ وجع الظَّهْرِ، ورجل مَظْهُورٌ.

وظَهَرْتُ فلاناً: أَصبت ظَهْره. وبعير ظَهِير: لا يُنْتَفَع بظَهْره من

الدَّبَرِ، وقيل: هو الفاسد الظَّهْر من دَبَرٍ أَو غيره؛ قال ابن سيده: رواه

ثعلب. ورجل ظَهيرٌ ومُظَهَّرٌ: قويُّ الظَّهْرِ ورجل مُصَدَّر: شديد

الصَّدْر، ومَصْدُور: يشتكي صَدْرَه؛ وقيل: هو الصُّلْبُ الشديد من غير أَن

يُعَيَّن منه ظَهْرٌ ولا غيره، وقد ظَهَرَ ظَهَارَةً. ورجل خفيف الظَّهْر:

قليل العيال، وثقيل الظهر كثير العيال، وكلاهما على المَثَل. وأَكَل الرجُل

أَكْلَةً ظَهَرَ منها ظَهْرَةً أَي سَمِنَ منها. قال: وأَكل أَكْلَةً

إِن أَصبح منها لناتياً، ولقد نَتَوْتُ من أَكلة أَكلتها؛ يقول: سَمِنْتُ

منها. وفي الحديث: خَيْرُ الصدقة ما كان عن ظَهْرِ غِنى أَي ما كان

عَفْواً قد فَضَلَ عن غنًى، وقيل: أَراد ما فَضَلَ عن العِيَال؛ والظَّهْرُ قد

يزاد في مثل هذا إِشباعاً للكلام وتمكيناً كأَنَّ صدقته إِلى ظَهْرٍ

قَويٍّ من المال. قال مَعْمَرٌ: قلتُ لأَيُّوبَ ما كان عن ظَهْرِ غِنًى، ما

ظَهْرُ غِنًى؟ قال أَيوب: ما كان عن فَضْلِ عيال. وفي حديث طلحة: ما

رأَيتُ أَحداً أَعطى لجَزِيلٍ عن ظَهْرِ يَدٍ من طَلْحَةَ، قيل: عن ظهر يَدٍ

ابْتدَاءً من غير مكافأَة. وفلانٌ يأْكل عن ظَهْرِ يد فُلانٍ إِذا كان هو

يُنْفِقُ عليه. والفُقَراء يأْكلون عن ظَهْرِ أَيدي الناس.

قال الفراء: العرب تقول: هذا ظَهْرُ السماء وهذا بَطْنُ السَّمَاءِ

لظاهرها الذي تراه. قال الأَزهري: وهذا جاء في الشيء ذي الوجهين الذي ظَهْرُه

كَبَطْنه، كالحائط القائم لما وَلِيَك يقال بطنُه، ولما وَلِيَ غَيْرَك

ظَهْرُه. فأَما ظِهارَة الثوب وبِطانَتُه، فالبطانَةُ ما وَلِيَ منه

الجسدَ وكان داخلاً، والظِّهارَةُ ما علا وظَهَرَ ولم يَل الجسدَ؛ وكذلك

ظِهارَة البِسَاطِ؛ وبطانته مما يلي الأَرضَ. ويقال: ظَهَرْتُ الثوبَ إِذا

جعلتَ له ظِهَارَة وبَطَنْتُه إذا جعلتَ له بِطانَةً، وجمع الظِّهارَة

ظَهَائِر، وجمع البِطَانَةَ بَطَائِنُ والظِّهَارَةُ، بالكسر: نقيض البِطانة.

وَظَهَرْتُ البيت: عَلَوْتُه. وأَظْهَرْتُ بفلان: أَعليت به. وتظاهر

القومُ: تَدابَرُوا كأَنه ولَّى كُلُّ واحد منهم ظَهْرَه إِلى صاحبه.

وأَقْرانُ الظَّهْرِ: الذين يجيئونك من ورائك أَو من وراء ظَهْرِك في الحرب،

مأْخوذ من الظَّهْرِ؛ قال أَبو خِراشٍ:

لكانَ جَمِيلٌ أَسْوَأَ الناسِ تِلَّةً،

ولكنّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مَقاتِلُ

الأَصمعي: فلان قِرْنُ الظَّهْر، وهو الذي يأْتيه من ورائه ولا يعلم؛

قال ذلك ابن الأَعرابي، وأَنشد:

فلو كان قِرْني واحداً لكُفِيتُه،

ولكنَّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مِقاتِلُ

وروي ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده:

فلو أَنَّهُمْ كانوا لقُونا بِمثْلِنَا،

ولَكنَّ أَقْرانَ الظُّهورِ مُغالِبُ

قال: أَقران الظهور أَن يتظاهروا عليه، إِذا جاء اثنان وأَنت واحد

غلباك. وشَدَّه الظُّهاريَّةَ إِذا شَدَّه إِلى خَلْف، وهو من الظَّهْر. ابن

بُزُرج. أَوْثَقَهُ الظُّهارِيَّة أَي كَتَّفَه.

والظَّهْرُ: الرِّكابُ التي تحمل الأَثقال في السفر لحملها إِياها على

ظُهُورها. وبنو فلان مُظْهِرون إِذا كان لهم ظَهْر يَنْقُلُون عليه، كما

يقال مُنْجِبُون إِذا كانوا أَصحاب نَجائِبَ. وفي حديث عَرْفَجَة: فتناول

السيف من الظَّهْر فَحذَفَهُ به؛ الظَّهْر: الإِبل التي يحمل عليها

ويركب. يقال: عند فلان ظَهْر أَي إِبل؛ ومنه الحديث: أَتأْذن لنا في نَحْر

ظَهْرنا؟ أَي إبلنا التي نركبها؛ وتُجْمَعُ على ظُهْران، بالضم؛ ومنه

الحديث: فجعل رجالٌ يستأْذنونه في ظُهْرانهم في عُلْوِ المدينة. وفلانٌ على

ظَهْرٍ أَي مُزْمِعٌ للسفر غير مطمئن كأَنه قد رَكِبَ ظَهْراً لذلك؛ قال يصف

أَمواتاً:

ولو يَسْتَطِيعُون الرَّواحَ، تَرَوَّحُوا

معي، أَو غَدَوْا في المُصْبِحِين على ظَهْرِ

والبعير الظَّهْرِيُّ، بالكسر: هو العُدَّة للحاجة إِن احتيج إِليه، نسب

إِلى الظَّهْر نَسَباً على غير قياس. يقال: اتَّخِذْ معك بعيراً أَو

بعيرين ظِهْرِيَّيْنِ أَي عُدَّةً، والجمع ظَهارِيُّ وظَهَارِيُّ، وفي

الصحاح: ظَهِارِيُّ غير مصروف لأَن ياء النسبة ثابتة في الواحد. وبَعير

ظَهِيرٌ بَيِّنُ الظَّهارَة إِذا كان شديداً قويّاً، وناقة ظهيره. وقال الليث:

الظَّهِيرُ من الإِبل القوي الظَّهْر صحيحه، والفعل ظَهَرَ ظَهارَةً. وفي

الحديث: فَعَمَدَ إِلى بعير ظَهِير فأَمَرَ به فَرُحِلَ، يعني شديد

الظهر قويّاً على الرِّحْلَةِ، وهو منسوب إِلى الظَّهْرِ؛ وقد ظَهَّر به

واسْتَظَهْرَهُ.

وظَهَرَ بحاجةِ وظَهَرَّها وأَظْهَرها: جعلها بظَهْرٍ واستخف بها ولم

يَخِفَّ لها، ومعنى هذا الكلام أَنه جعل حاجته وراء ظَهْرِه تهاوناً بها

كأَنه أَزالها ولم يلتفت إِليها. وجعلها ظِهْرِيَّةً أَي خَلْفَ ظَهْر،

كقوله تعالى: فَنَبذُوه ورَاء ظُهُورِهم، بخلاف قولهم وَاجَهَ إِرادَتَهُ

إِذا أَقْبَلَ عليها بقضائها، وجَعَلَ حاجَتَه بظَهْرٍ كذلك؛ قال

الفرزدق:تَمِيمُ بنَ قَيْسٍ لا تَمُونَنَّ حاجَتِي

بظَهْرٍ، فلا يَعْيا عَليَّ جَوابُها

والظِّهْرِيُّ: الذي تَجْعَلُه بظَهْر أَي تنساه.

والظِّهْرِيُّ: الذي تَنْساه وتَغْفُلُ عنه؛ ومنه قوله: واتَّخَذْتَمُوه

وراءكم ظِهْرِيّاً؛ أَي لم تَلْتَفِتوا إِليه. ابن سيده: واتخذ حاجته

ظِهْرِيّاً اسْتَهان بها كأَنه نَسَبها إِلى الظَّهْر، على غير قياس، كما

قالوا في النسب إِلى البَصْرَة بِصْريُّ. وفي حديث علي، عليه السلام:

اتَّخَذْتُموه وَرَاءَكم ظِهْرِيّاً حت شُنَّتْ عليكم الغاراتُ أَي جعلتموه

وراء ظهوركم، قال: وكسر الظاء من تغييرات النَّسَب؛ وقال ثعلب في قوله

تعالى: واتخذتموه وراءكم ظِهْرِيّاً: نَبَذْتُمْ ذكر الله وراء ظهوركم؛ وقال

الفراء: يقول تركتم أَمر الله وراء ظهوركم، يقول شعيب، عليه السلام:

عَظَّمْتُمْ أَمْرَ رَهْطي وتركتم تعظيم الله وخوفه. وقال في أَثناء

الترجمة: أَي واتخذتم الرهط وراءكم ظِهْرِيّاً تَسْتَظْهِرُون بع عليَّ، وذلك لا

ينجيكم من الله تعالى. يقال: اتخذ بعيراً ظِهْرِيّاً أَي عُدَّةً. ويقال

للشيء الذي لا يُعْنَى به: قد جعلت هذا الأَمر بظَهْرٍ ورَميته بظَهْرٍ.

وقولهم. ولا تجعل حاجتي بظَهْر أَي لا تَنْسَها. وحاجتُه عندك ظاهرةٌ

أَي مُطَّرَحَة وراء الظَّهْرِ. وأَظْهَرَ بحاجته واظَّهَرَ: جعلها وراء

ظَهْرِه، أَصله اظْتَهر. أَبو عبيدة: جعلت حاجته بظَهْرٍ أَي يظَهْرِي

خَلْفِي؛ ومنه قوله: واتخذتموه وراءكم ظِهْرِيّاً، وهو استهانتك بحاجة الرجل.

وجعلني بظَهْرٍ أَي طرحني. وظَهَرَ به وعليه يَظْهَرُ: قَوِيَ. وفي

التنزيل العزيز: أَو الطِّفْل الذين لم يَظْهَروا على عَوْراتِ النساء؛ أَي

لم يبلغوا أَن يطيقوا إِتيانَ النساء؛ وقوله:

خَلَّفْتَنا بين قَوْمَ يَظْهَرُون بنا،

أَموالُهُمْ عازِبٌ عنا ومَشْغُولُ

هو من ذلك؛ قال ابن سيده: وقد يكون من قولك ظَهَرَ به إِذا جعله وراءه،

قال: وليس بقوي، وأَراد منها عازب ومنها مشغول، وكل ذلك راجع إِلى معنى

الظَّهْر. وأَما قوله عز وجل: ولا يُبْدِينَ زِينتهنَّ إِلاَّ ما ظهر

منها؛ روي الأَزهري عن ابن عباس قال: الكَفُّ والخاتَمُ والوَجْهُ، وقالت

عائشة: الزينة الظاهرة القُلْبُ والفَتَخة، وقال ابن مسعود: الزينة الظاهرة

الثياب. والظَّهْرُ: طريق البَرِّ. ابن سيده: وطريق الظَّهْره طريق

البَرِّ، وذلك حين يكون فيه مَسْلَك في البر ومسلك في البحر. والظَّهْرُ من

الأَرض: ما غلظ وارتفع، والبطن ما لانَ منها وسَهُلَ ورَقَّ واطْمأَنَّ.

وسال الوادي ظَهْراً إذا سال بمَطَرِ نفسه، فإن سال بمطر غيره قيل: سال

دُرْأً؛ وقال مرة: سال الوادي ظُهْراً كقولك ظَهْراً؛ قال الأَزهري:

وأَحْسِبُ الظُّهْر، بالضم، أَجْودَ لأَنه أَنشد:

ولو دَرَى أَنَّ ما جاهَرتَني ظُهُراً،

ما عُدْتُ ما لأْلأَتْ أَذنابَها الفُؤَرُ

وظَهَرت الطيرُ من بلد كذا إِلى بلد كذا: انحدرت منه إِليه، وخص أَبو

حنيفة به النَّسْرَ فقال يَذْكُر النُّسُورَ: إِذا كان آخر الشتاء ظَهَرَتْ

إِلى نَجْدٍ تَتَحيَّنُ نِتاجَ الغنم فتأْكل أَشْلاءَها. وفي كتاب عمر،

رضي الله عنه، إِلى أَبي عُبيدة: فاظْهَرْ بمن معك من المسلمين إِليها

يعني إِلى أَرض ذكرها، أَي أَخْرُجُ بهم إِلى ظاهرها وأَبْرِزْهم. وفي حديث

عائشة: كان يصلي العَصْر في حُجْرتي قبل أَن تظهر، تعني الشمس، أَي تعلو

السَّطْحَ، وفي رواية: ولم تَظْهَر الشمسُ بَعْدُ من حُجْرتها أَي لم

ترتفع ولم تخرج إِلى ظَهْرها؛ ومنه قوله:

وإِنا لَنَرْجُو فَوْقَ ذلك مَظْهَرا

يعني مَصْعَداً.

والظاهِرُ: خلاف الباطن؛ ظَهَرَ يَظْهَرُ ظُهُوراً، فهو ظاهر وظهِير؛

قال أَبو ذؤيب:

فإِنَّ بَنِي لِحْيَانَ، إِمَّا ذَكَرْتُهُم،

ثَناهُمْ، إِذا أَخْنَى اللِّئامُ، ظَهِيرُ

ويروى طهير، بالطاء المهملة. وقوله تعالى: وذَروا ظاهِرَ الإِثم

وباطِنَه؛ قيل: ظاهره المُخالَّةُ على جهة الرِّيبَةِ، وباطنه الزنا؛ قال

الزجاج: والذي يدل عليه الكلام، والله أَعلم، أَن المعنى اتركوا الإِثم ظَهْراً

وبَطْناً أَي لا تَقْرَبُوا ما حرم الله جَهْراً ولا سرّاً. والظاهرُ:

من أَسماء الله عز وجل؛ وفي التنزيل العزيز: هو الأَوّل والآخر والظاهر

والباطن؛ قال ابن الأَثير: هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه؛ وقيل: عُرِفَ

بطريق الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أَفعاله وأَوصافه.

وهو نازل بين ظَهْرٍيْهم وظَهْرانَيْهِم، بفتح النون ولا يكسر: بين

أَظْهُرِهم. وفي الحديث: فأَقاموا بين ظَهْرانيهم وبين أَظْهرهم؛ قال ابن

الأَثير: تكررت هذه اللفظة في الحديث والمراد بها أَنهم أَقاموا بينهم على

سبيل الاستظهار والاستناد لهم، وزيدت فيه أَلف ونون مفتوحة تأْكيداً،

ومعناه أَن ظَهْراً منهم قدامه وظهراً وراءه فهو مَكْنُوف من جانبيه، ومن

جوانبه إِذا قيل بين أَظْهُرِهم، ثم كثر حتى استعمل في الإِقامة بين القوم

مطلقاً.

ولقيته بين الظَّهْرَيْنِ والظَّهْرانَيْنِ أَي في اليومين أَو الثلاثة

أَو في الأَيام، وهو من ذلك. وكل ما كان في وسط شيء ومُعْظَمِه، فهو بين

ظَهْرَيْه وظَهْرانَيْه. وهو على ظَهْرِ الإِناء أَي ممكن لك لا يحال

بينكما؛ عن ابن الأَعرابي. الأَزهري عن الفراء: فلانٌ بين ظَهْرَيْنا

وظَهْرانَيْنا وأَظهُرِنا بنعنى واحد، قال: ولا يجوز بين ظَهْرانِينا، بكسر

النون. ويقال: رأَيته بين ظَهْرانَي الليل أَي بين العشاء إِلى الفجر. قال

الفراء: أَتيته مرة بين الظَّهْرَيْنِ يوماً في الأَيام. قال: وقال أَبو

فَقْعَسٍ إِنما هو يوم بين عامين. ويقال للشيء إِذا كان في وسط شيء: هو

بين ظَهْرَيْه وظَهْرانَيْه؛ وأَنشد:

أَلَيْسَ دِعْصاً بَيْنَ ظَهْرَيْ أَوْعَسا

والظَّواهِرُ: أَشراف الأَرض. الأَصمعي: يقال هاجَتْ ظُهُورُ الأَرض

وذلك ما ارتفع منها، ومعنى هاجَتْ يَبِسَ بَقْلُها. ويقال: هاجَتْ ظَواهِرُ

الأَرض. ابن شميل: ظاهر الجبل أَعلاه، وظاهِرَةُ كل شيء أَعلاه، استوى

أَو لم يستو ظاهره، وإِذا علوت ظَهْره فأَنت فَوْقَ ظاهِرَته؛ قال

مُهَلْهِلٌ:

وخَيْل تَكَدَّسُ بالدَّارِعِين،

كَمْشيِ الوُعُولِ على الظَّاهِره

وقال الكميت:

فَحَلَلْتَ مُعْتَلِجَ البِطا

حِ، وحَلَّ غَيْرُك بالظَّوَاهِرْ

قال خالد بن كُلْثُوم: مُعْتَلِجُ البطاح بَطْنُ مكة والبطحاء الرمل،

وذلك أَن بني هاشم وبني أُمية وسادة قريش نُزول ببطن مكة ومن كان دونهم فهم

نزول بظواهر جبالها؛ ويقال: أَراد بالظواهر أَعلى مكة. وفي الحديث ذِكر

قريشِ الظَّواهِرِ، وقال ابن الأَعرابي: قُرَيْشُ الظواهرِ الذين نزلوا

بظُهور جبال مكة، قال: وقُرَيْشُ البِطاحِ أَكرمُ وأَشرف من قريش الظواهر،

وقريش البطاح هم الذين نزلوا بطاح مكة.

والظُّهارُ: الرّيشُ. قال ابن سيده: الظُّهْرانُ الريش الذي يلي الشمس

والمَطَرَ من الجَناح، وقيل: الظُّهار، بالضم، والظُّهْران من ريش السهم

ما جعل من ظَهْر عَسِيبِ الريشة، هو الشَّقُّ الأَقْصَرُ، وهو أَجود

الريش، الواحد ظَهْرٌ، فأَما ظُهْرانٌ فعلى القياس، وأَما ظُهار فنادر؛ قال:

ونظيره عَرْقٌ وعُراقٌ ويوصف به فيقال رِيشٌ ظُهارٌ وظُهْرانٌ،

والبُطْنانُ ما كان من تحت العَسِيب، واللُّؤَامُ أَن يلتقي بَطْنُ قُذَّةٍ وظَهرُ

أُخْرَى، وهو أَجود ما يكون، فإِذا التقى بَطْنانِ أَو ظَهْرانِ، فهو

لُغابٌ ولَغْبٌ. وقال الليث: الظُّهارُ من الريش هو الذي يظهر من ريش الطائر

وهو في الجناح، قال: ويقال: الظُّهارُ جماعة واحدها ظَهْرٌ، ويجمع على

الظُّهْرانِ، وهو أَفضل ما يُراشُ به السهم فإِذا ريشَ بالبُطْنانِ فهو

عَيْبٌ، والظَّهْرُ الجانب القصير من الريش، والجمع الظُّهْرانُ،

والبُطْنان الجانب الطويل، الواحد بَطْنٌ؛ يقال: رِشْ سَهْمَك بظُهْرانٍ ولا

تَرِشْهُ ببُطْنانٍ، واحدهما ظَهْر وبَطْنٌ، مثل عَبْد وعُبْدانٍ؛ وقد ظَهَّرت

الريش السهمَ. والظَّهْرانِ: جناحا الجرادة الأَعْلَيانِ الغليظان؛ عن

أَبي حنيفة. وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد: للقَوْسِ ظَهْرٌ وبَطْنٌ،

فالبطن ما يلي منها الوَتَر، وظَهْرُها الآخرُ الذي ليس فيه وتَرٌ.

وظاهَرَ بين نَعْلين وثوبين: لبس أَحدهما على الآخر وذلك إِذا طارق

بينهما وطابقَ، وكذلك ظاهَرَ بينَ دِرْعَيْن، وقيل: ظاهَرَ الدرعَ لأَمَ

بعضها على بعض.

وفي الحديث: أَنه ظاهرَ بين دِرْعَيْن يوم أُحُد أَي جمع ولبس إِحداهما

فوق الأُخرى، وكأَنه من التظاهر لتعاون والتساعد؛ وقول وَرْقاء بن

زُهَير:رَأَيَتُ زُهَيْراً تحت كَلْكَلِ خالِدٍ،

فَجِئْتُ إِليه كالعَجُولِ أُبادِرُ

فَشُلَّتْ يميني يَوْمَ أَضْرِبُ خالداً،

ويَمْنَعهُ مِنَّي الحديدُ المُظاهرُ

إِنما عنى بالحديد هنا الدرع، فسمى النوع الذي هو الدرع باسم الجنس الذي

هو الحديد؛ وقال أَبو النجم:

سُبِّي الحَماةَ وادْرَهِي عليها،

ثم اقْرَعِي بالوَدّ مَنْكِبَيْها،

وظاهِري بِجَلِفٍ عليها

قال ابن سيده: هو من هذا، وقد قيل: معناه اسْتَظْهِري، قال: وليس بقوي.

واسْتَظَهْرَ به أَي استعان. وظَهَرْتُ عليه: أَعنته. وظَهَرَ عَليَّ:

أَعانني؛ كلاهما عن ثعلب. وتَظاهرُوا عليه: تعاونوا، وأَظهره الله على

عَدُوِّه. وفي التنزيل العزيز: وإن تَظَاهَرَا عليه. وظاهَرَ بعضهم بعضاً:

أَعانه، والتَّظاهُرُ: التعاوُن. وظاهَرَ فلان فلاناً: عاونه.

والمُظاهَرَة: المعاونة، وفي حديث علي، عليه السلام: أَنه بارَزَ يَوْمَ بَدْرٍ

وظاهَرَ أَي نَصَر وأَعان. والظَّهِيرُ: العَوْنُ، الواحد والجمع في ذلك

سواء، وإِنما لم يجمع ظَهِير لأَن فَعيلاً وفَعُولاً قد يستوي فيهما المذكر

والمؤُنث والجمغ، كما قال الله عز وجل: إِنَّا رسولُ رب العالمين. وفي

التنزيل العزيز: وكان الكافرُ على ربه ظَهيراً؛ يعني بالكافر الجِنْسَ،

ولذلك أَفرد؛ وفيه أَيضاً: والملائكة بعد ذلك ظهير؛ قال ابن سيده: وهذا كما

حكاه سيبويه من قولهم للجماعة: هم صَدِيقٌ وهم فَرِيقٌ؛ والظَّهِيرُ:

المُعِين. وقال الفراء في قوله عز وجل: والملائكة بعد ذلك ظهير، قال: يريد

أَعواناً فقال ظَهِير ولم يقل ظُهَراء. قال ابن سيده: ولو قال قائل إِن

الظَّهير لجبريل وصالح المؤمنين والملائكة كان صواباً، ولكن حَسُنَ أَن

يُجعَلَ الظهير للملائكة خاصة لقوله: والملائكة بعد ذلك، أَي مع نصرة هؤلاء،

ظَهيرٌ. وقال الزجاج: والملائكة بعد ذلك ظهير، في معنى ظُهَراء، أَراد:

والملائكة أَيضاً نُصَّارٌ للنبي، صلى الله عليه وسلم، أَي أَعوان النبي،

صلى الله عليه وسلم، كما قال: وحَسُنَ أُولئك رفيقاً؛ أَي رُفَقاء، فهو

مثل ظَهِير في معنى ظُهَراء، أَفرد في موضع الجمع كما أَفرده الشاعر في

قوله:

يا عاذِلاتي لا تَزِدْنَ مَلامَتِي،

إِن العَواذِلَ لَسْنَ لي بأَمِيرِ

يعني لَسْنَ لي بأُمَراء. وأَما قوله عز وجل: وكان الكافر على ربه

ظَهيراً؛ قال ابن عَرفة: أَي مُظاهِراً لأَعداء الله تعالى. وقوله عز وجل:

وظاهَرُوا على إِخراجكم؛ أَي عاوَنُوا. وقوله: تَظَاهَرُونَ عليهم؛ أَي

تَتَعاونُونَ. والظِّهْرَةُ: الأَعْوانُ؛ قال تميم:

أَلَهْفِي على عِزٍّ عَزِيزٍ وظِهْرَةٍ،

وظِلِّ شَبابٍ كنتُ فيه فأَدْبرا

والظُّهْرَةُ والظِّهْرَةُ: الكسر عن كراع: كالظَّهْرِ. وهم ظِهْرَةٌ

واحدة أَي يَتَظَاهرون على الأَعداء وجاءنا في ظُهْرَته وظَهَرَتِه

وظاهِرَتِهِ أَي في عشيرته وقومه وناهِضَتَهِ لذين يعينونه. وظَاهرَ عليه:

أَعان. واسْتَظَهَره عليه: استعانه. واسْتَظَهْرَ عليه بالأَمر: استعان. وفي

حديث علي، كرّم الله وجهه: يُسْتَظْهَرُ بحُجَج الله وبنعمته على كتابه.

وفلان ظِهْرَتي على فلان وأَنا ظِهْرَتُكَ على هذا أَي عَوْنُكَ الأَصمعي:

هو ابن عمه دِنْياً فإِذا تباعد فهو ابن عمه ظَهْراً، بجزم الهاء، وأَما

الظِّهْرَةُ فهم ظَهْرُ الرجل وأَنْصاره، بكسر الظاء. الليث: رجل

ظِهْرِيٌّ من أَهل الظَّهْرِ، ولو نسبت رجلاً إِلى ظَهْرِ الكوفة لقلت

ظِهْريٌّ، وكذلك لو نسبت جِلْداً إِلى الظَّهْر لقالت جِلْدٌ ظِهْرِيٌّ.

والظُّهُور: الظَّفَرُ بالسّيء والإِطلاع عليه. ابن سيده: الظُّهور

الظفر؛ ظَهَر عليه يَظْهَر ظُهُوراً وأَظْهَره الله عليه. وله ظَهْرٌ أَي مال

من إِبل وغنم. وظَهَر بالشيء ظَهْراً: فَخَرَ؛ وقوله:

واظْهَرْ بِبِزَّتِه وعَقْدِ لوائِهِ

أَي افْخَرْ به على غيره. وظَهَرْتُ به: افتخرت به وظَهَرْتُ عليه:

يقال: ظَهَر فلانٌ على فلان أَي قَوِيَ عليه. وفلان ظاهِرٌ على فلان أَي غالب

عليه. وظَهَرْتُ على الرجل: غلبته. وفي الحديث: فظَهَر الذين كان بينهم

وبين رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، عَهْدٌ فَقَنَتَ شهراً بعد الركوع

يدعو عليهم؛ أَي غَلَبُوهم؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، قالوا:

والأَشبه أَن يكون مُغَيَّراً كما جاء في الرواية الأُخرى: فَغَدَرُوا

بهم. وفلان من وَلَدِ الظَّهْر أَي ليس منا، وقيل: معناه أَنه لا يلتفت

إِليهم؛ قال أَرْطاةُ بنُ سُهَيَّة:

فَمَنْ مُبْلِغٌ أَبْناءَ مُرَّةَ أَنَّنا

وَجْدْنَا بَني البَرْصاءِ من وَلَدِ الظَّهْرِ؟

أَي من الذين يَظْهَرُون بهم ولا يلتفتون إِلى أَرحامهم. وفلان لا

يَظْهَرُ عليه أَحد أَي لا يُسَلِّم.

والظَّهَرَةُ، بالتحريك: ما في البيت من المتاع والثياب. وقال ثعلب: بيت

حَسَنُ الظَّهَرَةِ والأَهَرَة، فالظَّهَرَةُ ما ظَهَر منه، والأَهَرَةُ

ما بَطَنَ منه. ابن الأَعرابي: بيت حَسَنُ الأَهَرة والظَّهَرَةِ

والعَقارِ بمعنى واحد. وظَهَرَةُ المال: كَثْرَتُه. وأَظْهَرَنَا الله على

الأَمر: أَطْلَعَ. وقوله في التنزيل العزيز: فما استطاعُوا أَن يَظْهَرُوه؛

أَي ما قَدَرُوا أَن يَعْلُوا عليه لارتفاعه. يقال: ظَهَرَ على الحائط

وعلى السَّطْح صار فوقه. وظَهَرَ على الشيء إِذا غلبه وعلاه. ويقال: ظَهَرَ

فلانٌ الجَبَلَ إِذا علاه. وظَهَر السَّطْحَ ظُهُوراً: علاه. وقوله

تعالى: ومَعَارِجَ عليها يَظْهَرُونَ أَي يَعْلُون، والمعارج الدَّرَجُ. وقوله

عز وجل: فأَصْبَحُوا ظاهِرين؛ أَي غالبين عالين، من قولك: ظَهَرْتُ على

فلان أَي عَلَوْتُه وغلبته. يقال: أَظْهَر الله المسلمين على الكافرين

أَي أَعلاهم عليهم.

والظَّهْرُ: ما غاب عنك. يقال: تكلمت بذلك عن ظَهْرِ غَيْبِ، والظَّهْر

فيما غاب عنك؛ وقال لبيد:

عن ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيسُ سَقَامُها

ويقال: حَمَلَ فلانٌ القرآنَ على ظَهْرِ لسانه، كما يقال: حَفِظَه عن

ظَهْر قلبه. وفي الحديث: من قرأَ القرآن فاسْتَظْهره؛ أَي حفظه؛ تقول:

قرأْت القرآن عن ظَهْرِ قلبي أَي قرأْته من حفظي. وظَهْرُ القَلْب: حِفْظُه

عن غير كتاب. وقد قرأَه ظاهِراً واسْتَظْهره أَي حفظه وقرأَه ظاهِراً.

والظاهرةُ: العَين الجاحِظَةُ. النضر: لعين الظَّاهرَةُ التي ملأَت

نُقْرَة العَيْن، وهي خلاف الغائرة؛ وقال غيره: العين الظاهرة هي الجاحظة

الوَحْشَةُ. وقِدْرٌ ظَهْرٌ: قديمة كأَنها تُلقى وراءَ الظَّهْرِ

لِقِدَمِها؛ قال حُمَيْدُ بن ثور:

فَتَغَيَّرَتْ إِلاَّ دَعائِمَها،

ومُعَرَّساً من جَوفه ظَهْرُ

وتَظَاهر القومُ؛ تَدابَرُوا، وقد تقدم أَنه التعاوُنُ، فهو ضدّ. وقتله

ظَهْراً أَي غِيْلَةً؛ عن ابن الأَعرابي. وظَهَر الشيءُ بالفتح،

ظُهُوراً: تَبَيَّن. وأَظْهَرْتُ الشيء: بَيَّنْته. والظُّهور: بُدُوّ الشيء

الخفيّ. يقال: أَظْهَرني الله على ما سُرِقَ مني أَي أَطلعني عليه. ويقال:

فلان لا يَظْهَرُ عليه أَحد أَي لا يُسَلِّمُ عليه أَحد. وقوله: إِن

يَظْهَرُوا عليكم؛ أَي يَطَّلِعوا ويَعْثروُا. يقال: ظَهَرْت على الأَمر. وقوله

تعالى: يَعْلَمون ظاهِراً من الحياة الدنيا؛ أَي ما يتصرفون من معاشهم.

الأَزهري: والظَّهَارُ ظاهرُ الحَرَّة. ابن شميل: الظُّهَارِيَّة أَن

يَعْتَقِلَه الشَّغْزَبِيَّةَ فَيَصْرَعَه. يقال: أَخذه الظُّهارِيَّةَ

والشَّغْزَبِيَّةَ بمعنًى.

والظُّهْرُ: ساعة الزوال، ولذلك قيل: صلاة الظهر، وقد يحذفون على

السَّعَة فيقولون: هذه الظُّهْر، يريدون صلاة الظهر. الجوهري: الظهر، بالضم،

بعد الزوال، ومنه صلاة الظهر.

والظَّهِيرةُ: الهاجرة. يقال: أَتيته حَدَّ الظَّهِيرة وحين قامَ قائم

الظَّهِيرة. وفي الحديث ذكر صلاة الظُّهْر؛ قال ابن الأَثير: هو اسم لنصف

النهار، سمي به من ظَهِيرة الشمس، وهو شدّة حرها، وقيل: أُضيفت إِليه

لأَنه أَظْهَرُ أَوقات الصلوات للأَبْصارِ، وقيل: أَظْهَرُها حَرّاً، وقيل:

لأَنها أَوَّل صلاة أُظهرت وصليت. وقد تكرر ذكر الظَّهِيرة في الحديث،

وهو شدّة الحرّ نصف النهار، قال: ولا يقال في الشتاء ظهيرة. ابن سيده:

الظهيرة حدّ انتصاف النهار، وقال الأَزهري: هما واحد، وقيل: إِنما ذلك في

القَيْظِ مشتق. وأَتاني مُظَهِّراً ومُظْهِراً أَي في الظهيرة، قال:

ومُظْهِراً، بالتخفيف، هو الوجه، وبه سمي الرجل مُظْهِراً. قال الأَصمعي: يقال

أَتانا بالظَّهِيرة وأَتانا ظُهْراً بمعنى. ويقال: أَظْهَرْتَ يا رَجُلُ

إِذا دخلت في حدّ الظُّهْر. وأَظْهَرْنا أَي سِرْنا في وقت الظُّهْر.

وأَظْهر القومُ: دخلوا في الظَّهِيرة. وأَظْهَرْنا. دخلنا في وقت الظُّهْر

كأَصْبَحْنا وأَمْسَيْنا في الصَّباح والمَساء، ونجمع الظَّهيرة على

ظَهائِرَ. وفي حديث عمر: أَتاه رجل يَشْكُو النِّقْرِسَ فقال: كَذَبَتْكَ

الظَّهائِرُ أَي عليك بالمشي في الظَّهائِر في حَرِّ الهواجر. وفي التنزيل

العزيز: وحين تُظْهِرونَ؛ قال ابن مقبل:

وأَظْهَرَ في عِلانِ رَقْدٍ، وسَيْلُه

عَلاجِيمُ، لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ

يعني أَن السحاب أَتى هذا الموضع ظُهْراً؛ أَلا ترى أَن قبل هذا:

فأَضْحَى له جِلْبٌ، بأَكنافِ شُرْمَةٍ،

أَجَشُّ سِمَاكِيٌّ من الوَبْلِ أَفْصَحُ

ويقال: هذا أَمرٌ ظاهرٌ عنك عارُه أَي زائل، وقيل: ظاهرٌ عنك أَي ليس

بلازم لك عَيْبُه؛ قال أَبو ذؤيب:

أَبى القَلْبُ إِلا أُمَّ عَمْرٍو، فأَصْبَحتْ

تحرَّقُ نارِي بالشَّكاةِ ونارُها

وعَيَّرَها الواشُونَ أَنِّي أُحِبُّها،

وتلكَ شَكاةٌ ظاهرٌ عنكَ عارُها

ومعنى تحرَّق ناري بالشكاة أَي قد شاعَ خبرِي وخبرُها وانتشر بالشَّكاة

والذكرِ القبيح. ويقال: ظهرَ عني هذا العيبُ إِذا لم يَعْلَق بي ونبا

عَنِّي، وفي النهاية: إِذا ارتفع عنك ولم يَنَلْك منه شيء؛ وقيل لابن

الزبير: يا ابنَ ذاتِ النِّطاقَين تَعْييراً له بها؛ فقال متمثلاً:

وتلك شَكاة ظاهرٌ عنك عارُها

أَراد أَن نِطاقَها لا يَغُصُّ منها ولا منه فيُعَيَّرا به ولكنه يرفعه

فيَزيدُه نُبْلاً. وهذا أَمْرء أَنت به ظاهِرٌ أَي أَنت قويٌّ عليه. وهذا

أَمر ظاهرٌ بك أَي غالب عليك.

والظِّهارُ من النساء، وظاهَرَ الرجلُ امرأَته، ومنها، مُظاهَرَةً

وظِهاراً إِذا قال: هي عليّ كظَهْرِ ذاتِ رَحِمٍ، وقد تَظَهَّر منها وتَظاهَر،

وظَهَّرَ من امرأَته تَظْهِيراً كله بمعنى. وقوله عز وجل: والذين

يَظَّهَّرُون من نِسائهم؛ قُرئ: يظاهِرُون، وقرئ: يَظَّهَّرُون، والأَصل

يَتَظَهَّرُون، والمعنى واحد، وهو أَن يقول الرجل لامرأَته: أَنتِ عليّ

كظَهْر أُمِّي. وكانت العرب تُطلِّق نسارها في الجاهلية بهذه الكلمة، وكان

الظِّهارُ في الجاهلية طلاقاً فلما جاء الإِسلام نُهوا عنه وأُوجبَت

الكفَّارةُ على من ظاهَرَ من امرأَته، وهو الظِّهارُ، وأَصله مأْخوذ من

الظَّهْر، وإِنما خَصُّوا الظَّهْرَ دون البطن والفَخذِ والفرج، وهذه أَولى

بالتحريم، لأَن الظَّهْرَ موضعُ الركوب، والمرأَةُ مركوبةٌ إِذا غُشُيَت،

فكأَنه إِذا قال: أَنت عليّ كظَهْر أُمِّي، أَراد: رُكوبُكِ للنكاح عليّ حرام

كركُوب أُمي للنكاح، فأَقام الظهر مُقامَ الركوب لأَنه مركوب، وأَقام

الركوبَ مُقام النكاح لأَن الناكح راكب، وهذا من لَطِيف الاستعارات

للكناية؛ قال ابن الأَثير: قيل أَرادوا أَنتِ عليّ كبطن أُمي أَي كجماعها،

فكَنَوْا بالظهر عن البطن للمُجاورة، قال: وقيل إِن إِتْيانَ المرأَة وظهرُها

إِلى السماء كان حراماً عندهم، وكان أَهلُ المدينة يقولون: إِذا أُتِيت

المرأَةُ ووجهُها إِلى الأَرض جاء الولدُ أَحْولَ، فلِقَصْدِ الرجل

المُطَلِّق منهم إِلى التغليظ في تحريم امرأَته عليه شبَّهها بالظهر، ثم لم

يَقْنَعْ بذلك حتى جعلها كظَهْر أُمه؛ قال: وإِنما عُدِّي الظهارُ بمن

لأَنهم كانوا إِذا ظاهروا المرأَةَ تجَنّبُوها كما يتجنّبُونَ المُطَلَّقةَ

ويحترزون منها، فكان قوله ظاهَرَ من امرأَته أَي بعُد واحترز منها، كما

قيل: آلى من امرأَته، لمَّا ضُمِّنَ معنى التباعد عدي بمن.

وفي كلام بعض فقهاء أَهل المدينة: إِذا استُحيضت المرأَةُ واستمرّ بها

الدم فإِنها تقعد أَيامها للحيض، فإِذا انقضت أَيَّامُها اسْتَظْهَرت

بثلاثة أَيام تقعد فيها للحيض ولا تُصلي ثم تغتسل وتصلي؛ قال الأَزهري: ومعنى

الاستظهار في قولهم هذا الاحتياطُ والاستيثاق، وهو مأْخوذ من

الظِّهْرِيّ، وهو ما جَعَلْتَه عُدَّةً لحاجتك، قال الأَزهري: واتخاذُ الظِّهْرِيّ

من الدواب عُدَّةً للحاجة إِليه احتياطٌ لأَنه زيادة على قدر حاجة صاحبِه

إِليه، وإِنما الظِّهْرِيّ الرجلُ يكون معه حاجتُه من الرِّكاب لحمولته،

فيَحْتاطُ لسفره ويُعِدُّ بَعيراً أَو بعيرين أَو أَكثر فُرَّغاً تكون

مُعدَّةً لاحتمال ما انقَطَع من ركابه أَو ظَلَع أَو أَصابته آفة، ثم

يقال: استَظْهَر ببعيرين ظِهْرِيّيْنِ محتاطاً بهما ثم أُقيم الاستظهارُ

مُقامَ الاحتياط في كل شيء، وقيل: سمي ذلك البعيرُ ظِهْرِيّاً لأَن صاحبَه

جعلَه وراء ظَهْرِه فلم يركبه ولم يحمل عليه وتركه عُدّةً لحاجته إِن

مَسَّت إِليه؛ ومنه قوله عز وجل حكاية عن شعيب: واتَّخَذْتُمُوه وراءَكم

ظِهْرِيّاً. وفي الحديث: أَنه أَمَرَ خُرّاصَ النخل أَن يَسْتَظْهِرُوا؛ أَي

يحتاطوا لأَرْبابها ويدَعُوا لهم قدرَ ما ينُوبُهم ويَنْزِل بهم من

الأَضْياف وأَبناءِ السبيل.

والظاهِرةُ من الوِرْدِ: أَن تَرِدَ الإِبلُ كلّ يوم نِصف النهار.

ويقال: إِبِلُ فلان تَرِدُ الظاهرةَ إِذا ورَدَت كلَّ يوم نصف النهار. وقال

شمر: الظاهرة التي تَرِدُ كلَّ يوم نصف النهار وتَصْدُرُ عند العصر؛ يقال:

شاؤُهم ظَواهِرُ، والظاهرةُ: أَن تَردَ كل يوم ظُهْراً. وظاهرةُ الغِبِّ:

هي للغنم لا تكاد تكون للإِبل، وظاهرة الغِبِّ أَقْصَرُ من الغِبِّ

قليلاً.

وظُهَيْرٌ: اسم. والمُظْهِرُ، بكسر الهاء: اسمُ رجل. ابن سيده:

ومُظْهِرُ بنُ رَباح أَحدُ فُرْسان العرب وشُعرائهم. والظَّهْرانُ ومَرُّ

الظَّهْرانِ: موضع من منازل مكة؛ قال كثير:

ولقد حَلَفْتُ لها يَمِيناً صادقاً

بالله، عند مَحارِم الرحمنِ

بالراقِصات على الكلال عشيّة،

تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ

العَرْمَضُ ههنا: صغارُ الأَراك؛ حكاه ابن سيده عن أَبي حنيفة: وروى ابن

سيرين: أَن أَبا موسى كَسَا في كفّارة اليمين ثوبَينِ ظَهْرانِيّاً

ومُعَقَّداً؛ قال النضر: الظَّهْرانيّ ثوبٌ يُجاءُ به مِن مَرِّ الظَّهْرانِ،

وقيل: هو منسوب إِلى ظَهْران قرية من قُرَى البحرين. والمُعَقَّدُ:

بُرْدٌ من بُرود هَجَر، وقد تكرر ذكر مَرّ الظَّهْران، وهو واد بين مكة

وعُسْفان، واسم القرية المضافة إِليه مَرٌّ، بفتح الميم وتشديد الراء؛ وفي

حديث النابغة الجعدي أَنه أَنشده، صلى الله عليه وسلم:

بَلَغْنا السماءَ مَجْدُنا وسَناؤنا،

وإِنّا لَنَرْجُو فوق ذلك مَظْهَرا

فغَضِبَ وقال: إِلى أَين المَظْهرُ يا أَبا لَيْلى؟ قال: إِلى الجنة يا

رسول الله، قال: أَجَلْ إِن شاء الله. المَظْهَرُ: المَصْعَدُ. والظواهر:

موضع؛ قال كثير عزة:

عفَا رابِغٌ من أَهلِه فالظَّواهرُ،

فأَكْنافُ تُبْنى قد عَفَت، فالأَصافِرُ

ظهر
: (الظَّهْرُ) من كلّ شيْءٍ: (خلافُ البَطْنِ) .
والظَّهْرُ من الإِنْسَانِ: من لَدُنْ مُؤَخَّرِ الكاهلِ إِلى أَدْنَى العَجُزِ عِنْد آخِرِه، (مُذَكَّرٌ) لَا غيرُ، صَرَّح بِهِ اللِّحْيَانِيّ، وَهُوَ من الأَسماءِ الَّتِي وُضِعَتْ مَوضِعَ الظُّروفِ، (ج: أَظْهُرٌ، وظُهُورٌ، وظُهْرَانٌ) ، بضمّهما. (و) من المَجَاز: الظَّهْرُ: (الرّكابُ) الَّتِي تَحْمِلُ الأَثْقَالَ فِي السَّفَرِ على ظُهورِها.
(و) يُقَال: (هُمْ مُظْهِرُونَ، أَي لَهُم ظَهْرٌ) يَنقُلُون عَلَيْهِ، كَمَا يُقَال: مُنْجِبُون، إِذا كانُوا أَصحابَ نَجائِب.
وَفِي حَدِيث عَرْفَجَةَ: (فتَنَاولَ السَّيْفَ من الظَّهْرِ، فحَذَفَه بهِ) المرادُ بِهِ الإِبلُ الَّتِي يُحْمَلُ عَلَيْهَا ويُركَب، يُقَال عِنْد فُلانٍ ظَهْرٌ، أَي إِبِلٌ، وَمِنْه الحديثِ: (أَتَأْذَنُ لنا فِي نَحْرِ ظَهْرِنا) أَي إِبلِنا الَّتِي نَرْكَبُها، ويُجمَع على ظُهْرَانٍ، بالضّمّ، وَمِنْه الحَدِيث: (فجَعَل رِجالٌ يَستَأْذِنُونَه فِي ظُهْرَانِهم فِي عُلْوِ المَدِينَةِ) .
(و) الظَّهْرُ: (القِدْرُ القَدِيمةُ) ، يُقَال: قِدْرٌ ظَهْرٌ، وقُدُورٌ ظُهورٌ، أَي قدِيمَةٌ، كأَنّها لقِدَمِها تُرْمَى ورَاءَ الظَّهْرِ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
فتَغَيَّرَتْ إِلاّ دَعَائِمَها
ومُعَرَّساً من جَوْفِه ظَهْرُ
(و) الظَّهْرُ: (ع) ذكره الصاغانِيّ.
(والظَّهْرُ) : (المالُ الكثِيرُ) ، يُقَال: لَهُ ظَهْرٌ، أَي مالٌ من إِبِلٍ وغَنَمٍ.
(و) الظَّهْرُ: (الفَخْرُ بالشَّيْءِ) .
وظَهَرْتُ بِهِ: افْتَخَرْتُ بهِ، قَالَ زِيَادٌ الأَعْجَمُ:
واظْهَرْ بِبِزَّتِهِ وعَقْدِ لِوَائِهِ
واهْتِفْ بِدَعْوَةِ مُصْلِتِين شَرَامِحِ
أَي افْخَر بهِ على غيرِه، قَالَ الصّاغانيّ: وروى القصيدَةَ الأَصمعيُّ للصَّلَتَانِ.
(و) الظَّهْرُ: (الجَانِبُ القَصِيرُ من الرِّيشِ، كالظُّهَارِ بالضّمّ، ج: ظُهْرانٌ) ، بالضَّمّ، والبُطْنَانُ الجانِبُ الطَّوِيلُ، يُقَال: رِشْ سَهْمَكَ بظُهْرَانٍ، وَلَا تَرِشْه ببُطْنَانٍ، واحدُهُما ظَهْرٌ وبَطْنٌ، مثْل عَبْدٍ وعُبْدَان.
وَقَالَ ابْن سِيدَه: الظُّهْرَانُ: الرِّيشُ الَّذِي يَلِي الشَّمْسَ والمَطَرَ من الجَنَاحِ. وَقيل: الظُّهَارُ والظُّهْرَانُ من رِيشِ السَّهْمِ: مَا جُعِلَ مِنْ ظَهْرِ عَسِيبِ الرِّيشَةِ، وَهُوَ الشَّقُّ الأَقْصرُ، وَهُوَ أَجْوَدُ الرِّيشِ، الواحِدُ ظَهْرٌ، فأَمّا ظُهْرَانٌ فعَلَى القِيَاسِ، وأَمّا ظُهَارٌ فنادِرٌ، قَالَ: ونَظِيرُه عَرْقٌ وعُرَاقٌ، ويُوصَف بِهِ فَيُقَال: رِيشٌ ظُهَارٌ وظُهْرَانٌ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الظُّهَارُ من الرِّيشِ: هُوَ الَّذِي يَظْهَرُ من ريشِ الطّائِرِ، وَهُوَ فِي الجَنَاحِ، قَالَ: وَيُقَال: الظُّهَارُ جَمَاعَةٌ واحدُهَا ظَهْرٌ، ويُجْمَعُ على الظُّهْرَانِ، وَهُوَ أَفضلُ مَا يُراشُ بِهِ السَّهْمُ، فإِذا رِيشَ بالبُطْنَانِ فَهُوَ عَيْبٌ.
(و) من المَجَازِ: الظَّهْرُ: (طَرِيقُ البَرِّ) ، قَالَ ابْن سِيدَه: وطَرِيقُ الظَّهْرِ: طَرِيقُ البَرِّ، وذالك حِين يكون فِيهِ مَسْلَكٌ فِي البَرِّ ومَسْلَكٌ فِي البَحْرِ.
(و) الظَّهْرُ: (مَا غَلُظَ من الأَرْضِ وارْتَفَعَ) ، والبَطْنُ: مَا لاَنَ مِنْهَا وسَهُلَ ورَقَّ واظْمَأَنَّ.
(و) قَوْله صلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسَلَّم: (مَا نَزَلَ من القُرْآنِ آيَةٌ إِلاّ لَهَا ظَهْرٌ وبَطْنٌ، ولكُلِّ حَرْفٍ حَدٌّ، ولِكُلِّ حَدَ مُطَّلَعُ) . قَالَ أَبو عُبَيْد: قَالَ بعضُهُم: الظَّهْرُ: (لَفْظُ القُرآنِ، والبَطْنُ: تَأْوِيلُه) .
(و) قيل: الظَّهْرُ: (الحَدِيثُ والخَبَرُ) والبَطْنُ: مَا فِيهِ من الوَعْظِ والتَّحْذِيرِ والتَّنْبِيه، والمُطَّلَعُ: مَأْتَي الحَدِّ ومَصْعَدُه.
وَقيل فِي تَفْسِير قَوْله: (لَهَا ظَهْرٌ وبَطْنٌ) ، قيل: ظَهْرُها: لَفْظُهَا، وبَطْنُها: مَعْنَاهَا.
وَقيل: أَرادَ بالظَّهْرِ مَا ظَهَرَ تأْوِيلُه وعُرِفَ مَعْنَاه، وبالبَطْنِ مَا بَطَنَ تَفْسِيرُه.
وَقيل: قَصُصُه فِي الظَّاهِرِ أَخْبَارٌ، وَفِي؟ ؟ عِبْرَةٌ وتَنْبِيهٌ وتَحْذير.
وَقيل: أَرادَ بالظَّهْرِ التِّلاوَةَ، وبالبَطْنِ التّفَهُّمَ والتَّعَلُّم.
(و) الظَّهْرُ: (مَا غَابَ عَنْكَ) ، يُقَال: تكَلَّمْتُ بذالك عَن ظَهْرِ غَيْبٍ، وَهُوَ مَجاز، قَالَ لَبِيدٌ:
وتكَلَّمَتْ رِزَّ الأَنِيسِ فَرَاعَهَا
عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيسُ سَقَامُها
(و) الظَّهْرُ: (إِصَابَةُ الظَّهْرِ بالضَّرْبِ والفِعْلُ كجَعَلَ) ، ظَهَرَهُ يَظْهَرُه ظَهْراً: ضَرَبَ ظَهْرَه، فَهُوَ مَظهُورٌ.
(و) الظَّهَرُ (بالتَّحْرِيكِ: الشِّكَايَةُ من الظَّهْرِ) ، يُقَال: (ظَهِرَ) الرَّجلُ، (كفَرِحَ، فَهُوَ ظَهِيرٌ) : اشتَكَى ظَهْرَه، وكذالك مَظْهُورٌ: بِهِ ظُهَارٌ، وَهُوَ وَجَعُ الظَّهْرِ، قالَه الأَزهريّ.
(وَهُوَ) ، أَي الظَّهِيرُ أَيضاً: (القَوِيُّ الظَّهْرِ) ، صَحيحُه، قَالَه اللَّيْث، (كالمُظَهَّرِ، كمُعَظَّمٍ) ؛ كَمَا يُقَال: رجلٌ مُصَدَّرٌ: شَدِيدُ الصَّدْرِ، ومَصْدُور: يَشْتَكِي صَدْرَه.
وَقيل: هُوَ الصُّلْب الشَّدِيدُ، من غيرِ أَن يُعَيَّنَ مِنْهُ ظَهْرٌ وَلَا غَيْرُه. بَعِيرٌ ظَهِيرٌ. وناقَةٌ ظَهِيرَةٌ. (وَقد ظَهَرَ ظَهَارَةً بالفَتْح) .
(و) يُقَال: (أَعْطَاهُ عَن ظَهْرِ يَدٍ) ، هُوَ مأْخُوذٌ من الحَدِيث: (مَا رأَيْتُ أَحَداً أَعطَى لجَزِيلٍ عَن ظَهْرِ يدٍ من طَلْحَةَ) ، قيل: عَن ظَهْرِ يَدٍ، أَي (ابْتِداءً بِلاَ مُكَافَأَةٍ) .
وفُلانٌ يأْكلُ عَن ظَهْرِ يَدِ فُلان، إِذا كَانَ هُوَ يُنفِقُ عَلَيْهِ. والفقراءُ يأْكُلُون عَن ظَهْرِ أَيْدِي النَّاسِ، وَهُوَ مَجَاز.
(و) رَجلٌ (خَفِيفُ الظَّهْرِ: قليلُ العِيَالِ. وثقيلُه: كثِيرُه) ، وكلاهُما على المَثَل.
(وهُوَ على ظَهْرٍ) ، أَي (مُزْمِعٌ للسَّفَرِ) ، غيرُ مظمَئنّ، كأَنّه قد رَكِبَ ظَهْراً لذالك، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ يَصِفُ أَمْواتاً:
وَلَوْ يَسْتَطِيعُونَ الرَّواحَ تَرَوَّحُوا
مَعِي أَو غَدَوْا فِي المُصْبِحِينَ على ظَهْرِ
(وأَقْرَانُ الظَّهْرِ: الَّذين يُحِبُّونَك) ، هاكذا فِي الأُصول المصحَّحَة، وَهُوَ خطَأٌ، والصَّوَابُ: يَجِيوؤُونَكَ (مِنْ وَرَائِكَ) ، أَو مِنْ وَراءِ ظَهْرِك فِي الحَرْبِ، مأْخُوذٌ من الظَّهْرِ، قَالَ أَبو خِرَاشٍ:
لكَان جَميلٌ أَسْوأَ النَّاسِ تَلَّةً
ولاكنّ أَقْرَانَ الظُّهُورِ مَقَاتِلُ
وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: فلانٌ قِرْنُ الظَّهْرِ، وَهُوَ الّذِي يَأْتِيه مِنْ وَرَائه وَلَا يَعْلَم، قَالَ ذَلِك ابنُ الأَعرابِيّ وأَنشد:
فلَوْ كَانَ قِرْنِي واحِداً لكُفِيتُه
ولاكنَّ أَقْرَانَ الظُّهُورِ مَقَاتِلُ
ورَوَى ثَعْلَبٌ عَن ابنِ الأَعرابِيّ أَنّه أَنشده:
فلَوْ أَنَّهُمْ كانُوا لَقُونَا بمِثْلِنا
ولاكِنَّ أَقْرَانَ الظُّهُورِ مُغَالِبُ
قَالَ: أَقْرَان الظُّهُورِ: أَن يَتَظَاهَرُوا عَلَيْهِ إِذا جاءَ اثنانِ وأَنتَ واحدٌ غَلَبَاكَ.
(والظِّهْرَةُ، بالكَسْر: العَوْنُ) وظَهْرُ الرجُلِ وأَنصارُه، كالظُّهْرَةِ، بالضَّمّ، والكَسْرُ عَن كُرَاع، كالظَّهْرِ بالفَتْح، يُقَال: فلَان ظُهْرَتِي على فُلانٍ، وأَنَا ظِهْرَتُك على هاذا، أَي عَونُك. قَالَ تَمِيمٌ:
أَلَهْفِي على عِزَ عَزِيزٍ وظِهْرَةٍ
وظِلّ شَبَابٍ كُنْتُ فِيهِ فأَدْبَرَا
(وأَبُو رُهْمٍ) ، بالضّمّ: (أَحْزَابُ ابْنُ أَسِيدٍ) ، كأَمِيرٍ (الظِّهْرِيّ) ، بِالْكَسْرِ، هاكذا ضَبطه ابْن السَّمْعَانِيّ، وَضَبطه ابنُ ماكُولاَ بِالْفَتْح، ورجَّحَه الحافِظُ فِي التَّبْصِير وَقَالَ: وَهُوَ الصَّحِيح، نُسِبَ إِلى ظَهْرِ: بَطنٍ من حِمْيَر، قلْت: وَهُوَ ظَهْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ جُشَمَ بنِ عبدِ شَمْسِ بنِ وائِلِ بنِ الغَوْثِ، وصحّفه بعضُهُم بظَفْر: (صحابِيّ) .
وَقَالَ ابنُ فَهْد فِي مُعْجَمِه: أَبو رُهْمٍ الظَّهْرِيّ شيخ مُعمَّرٌ، أَوردَه أَبو بكرِ بنُ عليّ فِي الصّحابةِ، وَقَالَ فِي تَرْجَمَة أَبي رُهْم السماعِيّ أَو السَّمَعيّ، ذَكَرَه ابنُ أَبي خَيْثَمَةَ فِي الصَّحَابَة، وَهُوَ تابعيّ اسْمه أَحزابُ بنُ أَسيدٍ، وَقَالَ فِي تَرْجَمَة أَبي رُهْمٍ الأَنْمَارِيّ: رَوَى عَنهُ خالدُ بن مَعْدَانَ، قلْت: أَظُنُّه الفِهْرِيّ، انْتهى. فتأَمَّل، وَفِي مُعْجم البَغَوِيّ: أَنه عَاشَ مائَة وَخمسين سنة، ولَيستْ لَهُ رِوَايَةٌ.
(والحارِثُ بنُ مُحَمَّرٍ) ، كمُعِظَّم، (الظِّهْرِيّ) الحِمْصِيّ، (تابَعِيّ) ، كنْيته أَبو حَبِيب، عَن أَبي الدّرداءِ، وَعنهُ حَوْشَبُ بن عَقيلٍ، ذكره ابنُ الأَثير.
(و) أَبو مَسْعُودٍ (المُعَافَى بنُ عِمْرانَ الظِّهْرِيّ) الحِمْصِيّ، وَيُقَال: المَوْصِلِيّ روى عَن مَالك وإِسماعيلَ بنِ أَبي عَيَّاش، والأَوْزَاعِيّ، وَعنهُ يَزِيدُ بنُ عبدِ الله وغيرُه، ذَكَره ابْن أَبي حاتِمٍ عَن أَبيه، وَهُوَ (ضَعِيفٌ) ، وَقَالَ الْحَافِظ: لَيِّنٌ. وَفَاته: أَبو الْحَارِث حَبِيبُ بنُ محمّدٍ الظِّهْرِيّ الحِمْصِيّ، لَقِيَ أَبا الدَّرْدَاءِ، أَوردَه الحافظُ فِي التبصير، قلت: وَهُوَ بِعَيْنه الَّذِي قَبْلَه، إِنما جَعَل كُنْيَتَه اسْمَه، واسمَه، وكَنيتَه، فتَأَمَّل.
(و) الظَّهَرَةُ، (بالتَّحْرِيكِ: مَتاعُ البَيْتِ) وأَثَاثُه، وَقَالَ ثعلبٌ: بَيْتٌ حَسَنُ الظَّهْرَةِ والأَهَرَةِ. فالظَّهَرَةُ: مَا ظَهَرَ مِنْهُ، والأَهَرَةُ: مَا بَطَنَ مِنْهُ.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: بَيْتٌ حَسَنٌ الأَهَرَةِ والظَّهَرَةِ والعَقَارِ، بِمَعْنى واحدٍ.
وظَهَرَةُ المَال: كَثْرَتُه.
(والظَّاهِرُ: خِلاَفُ البَاطِنِ) ، ظَهَرَ الأَمْرُ يَظْهَرُ ظُهُوراً، فَهُوَ ظاهِرٌ، وظَهِيرٌ، وَقَوله تعالَى: {وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} (الْأَنْعَام: 120) ، وَقيل: ظاهِرُه المُخَالَّةُ على جِهَةِ الرّيبَةِ، قَالَ الزّجّاج: وَالَّذِي يَدُلّ عَلَيْهِ الكلامُ وَالله أَعلم أَن المَعْنَى اترُكُوا الإِثْمَ ظَهْراً وبَطْناً، أَي لَا تقرَبُوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ جَهْراً وسِرّاً.
(و) الظَّاهِرُ: (من أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعالَى) الحُسْنَى، قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ الَّذِي ظَهَرَ فوقَ كلّ شيْءٍ، وعَلاَ عَلَيْهِ، وَقيل: عُرِفَ بطَرِيقِ الاستدلالِ العَقْلِيّ بِمَا ظَهَرَ لَهُم من آثارِ أَفعالِه وأَوْصَافِه.
(و) الظَّاهِرَةُ، (بالهَاءِ) ، من الوِرْدِ: (أَنْ تَرِدَ الإِبِلُ كُلَّ يَومٍ نِصْفَ النَّهَارِ) ، يُقَال: إِبِلُ فُلانٍ تَرِدُ الظَّاهِرَةَ، وَزَاد شَمِرٌ: وتَصْدُرُ عِنْد العَصْرِ، يُقَال شَاؤُهُم ظَوَاهِرُ، والظَّاهِرَةُ: أَن تَرِدَ كلَّ يومٍ ظُهْراً.
(و) الظَّاهِرَةُ: (العَيْنُ الجاحِظَةُ) . النَّضْرُ: العَيْنُ الظاهِرَةُ الَّتِي مَلأَتْ نُقْرَة العَيْنِ، وَهِي خلافُ الغائِرَةِ.
(والظَّواهِرُ: أَشْرَافُ الأَرْضِ) ، جَمعُ شَرَف، مُحَرَّكةً، لِمَا أَشْرَفَ مِنْهَا.
(و) فِي الحَدِيث ذِكْرُ (قُرَيْش الظَّوَاهِرِ) ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ، وهم (النّازِلُونَ بظَهْرِ) جِبَالِ (مَكَّةَ) ، شَرَّفها اللَّهُ تعالَى، وقُرَيْشُ البِطَاحِ: هم النّازِلُونُ ببِطَاحِ مَكَّةَ، قَالَ: وهم أَشْرَفُ وأَكرمُ مِن قُرَيْشِ الظّواهِرِ، وَقَالَ الكُمَيْتُ:
فَحَلَلْتَ مُعْتَلِجَ البِطَا
حِ وحَلَّ غيرُكَ بالظَّوَاهِرْ
قَالَ خالِدُ بن كُلْثُوم: مُعْتَلِجُ البِطَاحِ: بَطْنُ مَكَّةَ، وذالِك أَنّ بنِي هاشِم، وبَنِي أُمَيَّةَ، وسَادَةَ قُرَيْش نُزُولٌ ببَطْنِ مَكَّةَ، ومَنح كانَ دونَهُم فهم نُزُولٌ بظَوَاهِرِ جِبَالِها، وَيُقَال: أَرادَ بالظَّوَاهِرِ: أَعْلَى مكّةَ.
(والبَعِيرُ الظِّهْرِيُّ، بِالْكَسْرِ) ، هُوَ (المُعَدُّ للحاجَةِ) إِن احْتِيجَ إِليه، نُسِبَ إِلى الظَّهْرِ على غير قِياسٍ، يُقَال: اتَّخِذْ مَعَكَ بَعِيراً أَو بَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ، أَي عُدَّةً.
(وَقد ظَهَرَ بهِ، واسْتَظْهَرَه) ، قَالَ الأَزهريّ: الاسْتِظْهَارُ: الاحتياطُ واتّخاذُ الظِّهْرِيّ من الدّوابّ عُدَّةً للحاجةِ إِليه احتِياطٌ؛ لأَنّه زِيَادَةٌ على قَدْرِ حاجَةِ صاحِبِه إِليه، وإِنما الظَّهْرِيُّ: الرجلُ يكونُ مَعَهُ حاجتُه من الرِّكَابِ لحُمُولَتِه، فيحْتاطُ لسَفَرِه، ويَعُدُّ بَعِيراً أَو بَعِيرَيْن أَو أَكثرَ فُرَّغاً تكون مُعَدَّةً لاحتمالِ مَا انقَطَع مِن رِكَابِه أَو ظَلَعَ أَو أَصابَتْه آفةٌ ثمَّ يُقَال: استَظْهَر ببَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ مُحتاطاً بهما، ثمَّ أُقيم الاسْتِظْهارُ مُقَامَ الاحتياطِ فِي كلِّ شيْءٍ.
وَقيل: سُمِّيَ ذالِك البَعِيرُ ظِهْرِيّاً، لأنّ صاحبَه وَرَاءَ ظَهْرِه، ولَمْ يَركَبْهُ، وَلم يَحْمِلْ عَلَيْهِ، وتَرَكَه عُدّةً لحاجتِه إِن مَسَّتْ إِليه، وَمِنْه قَوْله عزّ وجلّ حِكَايَةً عَن شُعَيْب: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءكُمْ ظِهْرِيّاً} (هود: 92) .
(ج: ظَهَارِيُّ، مُشَدَّدَةً مَمنوعَةً) ، من الصَّرْفِ؛ (لأَنّ ياءَ النّسْبَةِ ثابتَةٌ فِي الواحِدِ) ، كَذَا فِي الصّحاح.
(و) من المَجَاز: (ظَهَرَ بحَاجَتِي) ، كمَنَعَ، (وظَهَّرَها) ، بالتَّشْدِيد، وَفِي بعض النَّسخ بالتّخفيفِ، (وأَظْهَرَهَا) إِظْهاراً، (واظَّهَرَها) ، كافتعل: (جَعَلَها بِظَهْرٍ، أَي وَرَاءَ ظَهْر) ، واستَخَفّ بهَا، تَهاوُناً بهَا، كأَنّه أَزالَها وَلم يَلْتَفِتْ إِليها.
(واتَّخَذَها ظِهْرِيّاً) وظِهْرِيَّةً، أَي خَلْفَ ظَهْر، كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَنَبَذُوهُ وَرَآء ظُهُورِهِمْ} (آل عمرَان: 187) ، قَالَ الفَرَزْدَق:
تَميمُ بنَ قَيْس لَا تَكُونَنَّ حاجَتِي
بظَهْرٍ فَلَا يَعْيَا عَليَّ جَوَابُهَا
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: واتَّخَذَ حاجَتَه ظِهْرِيّاً: استهانَ بهَا، كأَنَّه نَسَبَهَا إِلى الظَّهْرِ، على غير قياسٍ، كَمَا قالُوا فِي النَّسب إِلى البَصْرَة بِصْرِيّ.
وَقَالَ ثعلبٌ: يقالُ للشيْءِ الَّذِي لَا يُعْنَى بِهِ: قد جَعَلْتُ هاذا الأَمْرَ بظَهْر، ورمَيْتُه بظَهْر، وَقَوْلهمْ: لَا تَجْعَلْ حاجَتِي بظَهْرٍ، أَي لَا تَنْسَها.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: جَعلْتُ حاجَتَه بظَهْر، أَي بظَهْرِي خَلْفِي، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءكُمْ ظِهْرِيّاً} (هود: 92) ، هُوَ استهانَتُك بحاجةِ الرَّجل.
وجَعَلَني بظَهْرٍ: طَرَحَنِي.
(وظَهَرَ) الشيْءُ (ظُهُوراً) ، بالضّمّ: (تَبَيَّنَ) ، والظُّهُورُ: بُدُوُّ الشيْءِ المَخْفِيّ، فَهُوَ ظَهِيرٌ وظاهِرٌ، قَالَ أَبو ذُؤيب:
فإِنّ بَنِي لِحْيَانَ إِمّا ذَكَرْتَهم
نَثَاهُم إِذَا أَخْنَى اللِّئَامُ ظَهِيرُ
ويُرْوَى: (طَهِير) بالطّاءِ الْمُهْملَة، وَقد تقدّم.
(وَقد أَظْهَرْتُه) ، أَنا، أَي بَيَّنْتُه.
وَيُقَال: أَظْهَرَنِي اللَّهُ على مَا سُرِقَ مِنِّي، أَي أَطْلَعَنِي عَلَيْهِ.
(و) ظَهَرَ (عليَّ: أَعانَنِي) ، قَالَه ثعلبٌ.
(و) ظَهَرَ (بِهِ وعَلَيْهِ) ، يَظْهَر: (غَلَبَه) وقَوِيَ، وفُلانٌ ظاهِرٌ على فُلانٍ، أَي غالِبٌ، وظَهَرْتُ على الرَّجُل: غَلَبْتُه، وَقَوله تَعَالَى: {فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ} (الصفّ: 14) ، أَي غالِبِين عالِينَ، من قَوْلك: ظَهَرْتُ على فُلانٍ، أَي عَلَوْتُه وغَلَبْتُهُ.
وهاذا أَمْرٌ أَنتَ بهِ ظاهِرٌ، أَي أَنتَ قَوِيٌّ عَلَيْهِ.
وهاذا أَمْرٌ ظاهِرٌ بِكَ، غالِبٌ عَلَيْك.
وَقيل: الظُّهُور: الظَّفَرُ بالشيْءِ، والاطّلاعُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْن سَيّده: ظَهَرَ عليهِ يَظْهَرُ ظُهُوراً، وأَظْهَرَه اللَّهُ عَلَيْه.
(و) ظَهَرَ (بفُلانٍ: أَعْلَنَ بهِ) ، هاكذا فِي سَائِر النّسخ، وَالَّذِي فِي كتاب الأَبْنِيَةِ لابنِ القَطّاع: وأَظْهَرْتُ بفُلانٍ: أَعْلَيْتُ بِهِ، هاكذا بالتّحتِيّة بدل النُّون، وصحّح عَلَيْهَا، ومثْله فِي اللّسان، فإِنه قَالَ فِيهِ: وظَهَرْتُ البَيْت: عَلَوْتُه، وأَظْهَرْتُ بفلانٍ: أَعْلَيْتُ بهِ، فَفِي كلامِ المُصنِّف مخالفةٌ من وَجْهَيْن، فانظرْ ذالك.
ويُقَال أَيضاً: أَظهَرَ اللَّهُ المُسْلمِينَ على الكافِرِين، أَي أَعْلاهُم عَلَيْهِم.
(و) من المَجَاز: (هُوَ) نازِلٌ (بَيْنَ ظَهْرَيْهِم وظَهْرَانَيْهِم، وَلَا تُكْسَرُ النّونُ، و) كَذَا (بَين أَظْهُرِهِمْ، أَي وسَطَهُم وَفِي مُعْظَمِهِمْ) .
قَالَ ابنُ الأَثِير: قد تَكرّرت هاذه اللفظةُ فِي الحَدِيثِ، والمُرادُ بهَا أَنّهم أَقامُوا بينَهُم على سَبيلِ الاسْتِظْهَارِ والاسْتِنَادِ إِليهم، وزِيدَت فِيهِ أَلِفٌ وَنون مَفْتُوحَة تأْكيداً، وَمَعْنَاهُ: أَنّ ظَهْراً مِنْهُم قُدّامَه وظَهْراً وراءَه، فَهُوَ مَكْنُوفٌ من جانِبَيْه، وَمن جَوَانِبِه، إِذَا قيل: بَين أَظْهُرِهِمْ، ثمَّ كَثُرَ حتّى استُعْمِل فِي الإِقامةِ بَين القومِ مُطْلَقاً.
(ولَقِيتُه بَيْن الظَّهْرَيْنِ، والظَّهْرَانَيْنِ، أَي فِي اليَوْمَيْنِ، أَو الثَّلاثَة) ، أَو فِي الأَيّام، وَهُوَ من ذالك، وكُلُّ مَا كانَ فِي وَسَطِ شَيْءٍ ومُعْظَمِه فَهُوَ بَين ظَهْرَيْه وظَهْرَانَيْهِ.
ورَوَى الأَزْهَريُّ عَن الفَرّاءِ: فُلانٌ بَين ظَهْرَيْنَا، وظَهْرَانَيْنَا، وأَظْهُرِنَا، بمَعْنًى واحدٍ، قَالَ: وَلَا يجوزُ بَين ظَهْرَانِيا، بِكَسْر النُّون.
وَيُقَال: رأَيته بَين ظَهْرَانَيِ اللَّيْلِ، يَعْنِي بينَ العِشَاءِ إِلى الفَجْرِ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: أَتَيْتُه مَرَّةً بَين الظَّهْرَيْنِ: يَوماً من الأَيام، قَالَ: وَقَالَ أَبو فَقْعَس: إِنّمَا هُوَ يَوْمٌ بَيْنَ عامَيْنِ، وَيُقَال للشيْءِ إِذا كانَ فِي وَسَط شَيْءٍ: هُوَ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ وظَهْرَانَيْهِ.
(والظُّهْرُ) ، بالضَّمّ: (سَاعَةُ الزَّوَالِ) ، أَي زَوالِ الشَّمْسِ من كَبِدِ السّمَاءِ، وَمِنْه: صَلاةُ الظُّهْرِ.
وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ اسمٌ لنِصْفِ النَّهارِ، سُمِّيَ بِهِ من ظَهِيرَةِ الشَّمْسِ، وَهُوَ شِدَّةُ حَرِّهَا.
وَقيل: إِنما سُمِّيَت لأَنّهَا أَوَّلُ صَلاةٍ أُظْهِرَتْ وصُلِّيَتْ.
(و) الظُّهْرَةُ، (بهاءٍ: السُّلَحْفاةُ) ، نَقله الصاغانيّ. (والظَّهِيرَةُ) : الهاجِرَةُ، يُقَال: أَتَيْتَهُ حَدَّ الظَّهِيرَةِ، وحينَ قامَ قائِمُ الظَّهِيرَةِ. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ شِدَّةُ الحَرِّ نِصْفَ النّهَارِ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الظَّهِيرَةُ: (حَدُّ انْتِصَافِ النَّهارِ) وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هما واحدٌ، (أَو إِنّمَا ذالِكَ فِي القَيْظِ) . وَلَا يُقَال فِي الشّتاءِ: ظَهِيرَةٌ، صرَّحَ بِهِ ابنُ الأَثِيرِ وابنُ سِيدَه.
وجَمْعُهَا الظَّهَائرُ، وَمِنْه حَدِيث عُمَرَ: (أَتاهُ رَجُلٌ يَشْكُو النِّقْرِسَ، فَقَالَ: كذَبَتْكَ الظَّهائِرُ) أَي عَلَيْك بالمَشْيِ فِي الظّهائِرِ فِي حَرِّ الهَوَاجِرِ.
(وأَظْهَرُا: دَخَلُوا فِيهَا) ، وَيُقَال: دَخَلُوا فِي وَقْتِ الظُّهْرِ، كَمَا يُقَال: أَصْبَحْنا، وأَمْسَيْنَا. فِي الصّباحِ والمَسَاءِ، وَفِي التّنْزِيلِ العزِيز: {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} (الرّوم: 18) ، قَالَ ابْن مُقبل:
فَأَضْحَى لَهُ جُلْبٌ بأَكْنافِ شُرْمَةٍ
أَجَشُّ سِمَاكِيٌّ من الوَبْلِ أَفْصَحُ
وأَظْهَر فِي غُلاّنِ رَقْدٍ وسَيْلُه
عَلاَجِيمُ لَا ضَحْلٌ وَلَا مُتَضحْضِحُ
يَعْنِي أَنّ السّحَابَ أَتَى هاذا المَوضعَ ظُهْراً.
(و) يُقَال: أَظْهَر القَوْمُ، إِذا (سَارُوا فِيهَا) ، أَي فِي الظَّهِيرَةِ، أَو وَقت الظُّهْرِ، قَالَه الأَصمعِيُّ. (كظَهَّرُوا) تَظْهِيراً، يُقَال: أَتانِي مُظْهِراً، ومُظَهِّراً، أَي فِي الظَّهِيرةِ، قَالَ الأَزهريُّ: ومُظْهِرٌ بالتَّخْفِيف هُوَ الوَجْه، وَبِه سُمِّيَ الرجلُ مُظْهِراً.
(وتَظَاهَرُوا: تَدابَرُوا) ، كأَنَّه وَلَّى كلُّ واحِدٍ مِنْهُم ظَهْرَه للآخَرِ. (و) تَظَاهَرُوا عَلَيْهِ: (تَعَاوَنُوا، ضِدٌّ) .
(والظَّهِيرُ) كأَمِيرٍ: (المُعِينُ) ، الواحِدُ والجَمِيعُ فِي ذالك سَوَاءٌ، وإِنما لم يُجْمَع ظَهِيرٌ؛ لأَنّ فَعِيلاً وفَعُولاً قد يَستوِي فيهمَا المذكّر والمؤَنّث والجمْعِ، كَمَا قَالَ عزّ وجلّ: {إِنَّا رَسُولُ رَبّ الْعَالَمِينَ} (الشُّعَرَاء: 16) ، وَقَالَ عزّ وجلّ: {وَالْمَلَئِكَةُ بَعْدَ ذالِكَ ظَهِيرٌ} (التَّحْرِيم: 4) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وهاذا كَمَا حَكَاه سِيبَوَيْه من قَوْلهم للْجَمَاعَة: هم صَدِيقٌ، وهم فَرِيقٌ.
وَقَالَ ابنُ عَرَفَةَ فِي قَوْله عَزَّ وجَلّ: {وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبّهِ ظَهِيراً} (الْفرْقَان: 55) ، أَي مُظَاهِراً لأَعداءِ اللَّهِ تَعَالَى.
(كالظُّهْرَةِ) ، بالضّمّ، (والظِّهْرَةِ) ، بِالْكَسْرِ، وهاذه عَن كُرَاع، وَقد تَقدَّم، وفَسَّرَه هُنَاكَ بالعَوْنِ، وتقدّم أَيضاً إِنشادُ قَوْلِ تَمِيم فِي الظِّهْرَةِ.
وَيُقَال: هُمْ فِي ظِهْرَةٍ واحِدَةٍ أَي يَتَظَاهَرُونَ على الأَعداءِ.
(و) يُقَال: (جاءَنَا فِي ظُهْرَتِهِ، بالضّمّ وبالكَسْرِ وبالتَّحْرِيكِ، وظاهِرَتِهِ، أَي) فِي (عَشِيرَتِهِ) وقَوْمِه ونَاهِضَتِه الَّذين يُعِينُونَه.
(و) ظاهَرَ علَيْه: أَعانَ.
واسْتَظْهَرَه عليهِ: اسْتَعانَهُ.
و (اسْتَظْهَرَ) عَلَيْه (بِهِ: اسْتَعَانَ) ، ومنْهُ حَدِيث عليَ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: (يَسْتَظْهِرُ بحُجَجِ اللَّهِ وبِنِعْمَتِه على كِتَابِهِ) .
(و) من المَجَاز: (قَرَأَه مِنْ ظَهْرِ القَلْبِ، أَي) قَرَأَه (حِفْظاً بِلَا كِتَابٍ) .
وَيُقَال: حَمَلَ فُلانٌ القُرْآنَ على ظَهْرِ لِسَانِه، كَمَا يُقَال: حَفِظَه عَنْ ظَهْرِ قَلْبِه.
(و) قد (قَرَأَه ظَاهِراً) .
(و) يُقَال: ظَهَرَ على القُرْآنِ: (اسْتَظْهَرَه) ، أَي حَفِظَه وقَرَأَه ظاهِراً.
(و) من المَجَاز: (أَظْهَرْتُ على القُرْآنِ، وأَظْهَرْتُه) ، هاكذَا فِي سائرِ النَّسخ عندنَا بإِثبات الْهَمْز فِي الِاثْنَيْنِ، وَالصَّوَاب فِي الأَوّل ظَهَرْتُ من بَاب مَنَع، كَمَا رأَيتُه هاكذا فِي التَّكْمِلَة مجَوَّداً مُصَحَّحاً وعزَاه للفَرّاءِ، أَي (قَرَأْتُه على ظَهْر لِسَانِي) ، وَهُوَ مَجَاز.
(والظِّهَارَةُ، بِالْكَسْرِ: نَقِيضُ البِطَانَةِ) ، فظِهَارَةُ الثّوْب: مَا عَلاَ مِنْهُ وظَهَر، ولمْ يَلِ الجَسَدَ، وبِطَانَتُه: مَا وَلِيَ مِنْهُ الجَسَدَ وكانَ داخِلاً، وكذالك ظِهَارَةُ البِسَاطِ، وبِطَانَتُه ممّا يَلِي الأَرْضَ.
ويُقَال: ظَهَرْتُ الثَّوْبَ، إِذا جعَلْتَ لَهُ ظِهَارَةً، وبَطَنْتُه. إِذا جعَلْتَ لَهُ بِطَانَةً، وجَمْعُهما: ظَهَائِرُ وبَطَائِنُ.
(وظَاهَرَ بَيْنَهُمَا) ، أَي بينَ نَعْلَيْنِ، وثَوْبَيْنِ: لَبِسَ أَحدَهما على الآخر، وذالك إِذا طارَقَ بَينهمَا و (طَابَقَ) ، وكذالك ظاهَرَ بينَ دِرْعَيْنِ.
وَقيل: ظَاهَرَ الدِّرْعَ: لأَمَ بعضَهَا على بَعْضٍ، وَفِي الحَديث: (أَنّه ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ يَوْمَ أُحُد) ، أَي جَمَع ولَبِسَ إِحْدَاهُمَا فوقَ الأُخْرَى، وكأَنَّه من التَّظَاهُرِ والتَّعَاوُنِ والتساعُد، قَالَه ابنُ الأَثِير، وَمِنْه قولُ وَرْقاءَ بنِ زُهَيْرٍ:
فَشُلَّت يَمِينِي يَومَ أَضْرِبُ خَالِدا
ويَمْنَعُه مِنِّي الحَدِيدُ المُظَاهَرُ
وعَنَى بالحَدِيد هُنَا الدِّرْعَ.
(و) من المَجَاز: (الظِّهَارُ) من النِّسَاءِ، ككِتَاب هُوَ (قَوْلُه) ، أَي الرجل، (لامْرَأَتِهِ: أَنْتِ عَلَيَّ كظَهْرِ أُمِّي) ، أَو كظَهْرِ ذَات رَحم، وَكَانَت العربُ تُطَلِّقُ نِساءَهَا بهاذِه الكَلِمَة، وَكَانَ فِي الجاهِليَّة طَلاقاً، فَلَمَّا جاءَ الإِسلامُ نُهُوا عَنْهَا، وأَوجَب الكَفّارة على من ظَاهَرَ من امرأَتِهِ، وَهُوَ الظِّهَارُ، وأَصلُه مأْخُوذٌ من الظَّهْرِ، وإِنّمَا خَصُّوا الظَّهْرَ دونَ البَطْنِ والفَخْذِ والفَرْج، وهاذه أَوْلَى بالتّحْرِيم؛ لأَنّ الظَّهْرَ مَوضعُ الرُّكُوبِ، والمَرْأَةُ مَرْكُوبَةٌ إِذا غُشِيَتْ، فكأَنَّه إِذا قَالَ: أَنْت عليَّ كظَهْرِ أُمِّي، أَرادَ: رُكُوبُك للنِّكاحِ عليَّ حَرَامٌ، كرُكوبِ أُمِّي للنِّكاحِ، فأَقَامَ الظَّهْرَ مُقَامَ الرُّكُوبِ، لأَنّه مَرْكُوبٌ، وأَقام الرُّكُوبَ مُقَامَ النِّكَاحِ؛ لأَنّ النّاكحَ راكِبٌ، وهاذا من لَطِيفِ الاستعَارَات للكِنَايَةِ.
قَالَ ابنُ الأَثِير: قِيلَ: أَرادُوا أَنْتِ عليَّ كبَطْنِ أُمِّي، أَي كجِمَاعِهَا، فكَنَوْا بالظَّهْرِ عَن البَطْنِ للمُجَاوَرَةِ، وقالَ: وَقيل: إِنّ إِتْيَانَ المَرْأَةِ وظَهْرُهَا إِلى السماءِ كَانَ حَراماً عندهُم، وَكَانَ أَهلُ المَدِينَةِ يَقُولُونَ: إِذا أُتِيَت المَرْأَةُ ووَجْهُها إِلى الأَرضِ جاءَ الولدُ أَحْوَلَ، فلِقَصْدِ الرَّجلِ المُطَق مِنْهُم إِلى التغليظِ فِي تَحْرِيمِ امرَأَتِه عَلَيْهِ شَبَّهَها بالظَّهْرِ، ثمَّ لم يَقْنَعْ بذالِك حتّى جَعَلَها كظَهْرِ أُمِّهِ.
(وَقد ظاهرَ مِنْهَا) مُظَاهَرَةً وظِهَاراً، (وتَظَهَّرَ، وظَهَّرَ) تَظْهِيراً، وتَظَاهَرَ، كلُّه بمَعْنًى، وَقَوله عَزَّ وجلَّ: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نّسَآئِهِمْ} (المجادلة: 3) ، قرىءَ: يُظَاهِرُونَ، وقُرِىءَ يَظَّهَّرُونَ، والأَصل يَتَظَهَّرُونَ، والمَعْنَى واحدٌ.
قَالَ ابنُ الأَثِير: وإِنّمَا عُدِّيَ الظِّهَارُ بمِنْ لأَنَّهم كانُوا إِذا ظاهَرُوا المَرْأَةَ تجَنَّبُوهَا، كَمَا يتَجَنَّبُونَ المُطَلَّقَة ويَحْتَرِزُونَ مِنْهَا، فَكَانَ قَوْله ظَاهَرَ من امرأَتِه أَي بَعُدَ واحْتَرَزَ مِنْهَا، كَمَا قيل: آلَى من امْرَأَتِه، لمّا ضُمِّنَ معنَى التّبَاعُدِ عُدِّي بمِن.
(والمَظْهَرُ: المَصْعَدُ) ، كِلَاهُمَا مِثَالُ مَقْعَد، كَذَا ضَبطه الصّاغانيّ، ويُوجَد هُنَا فِي بعضِ النُّسخ بضمّ الميمِ فيهمَا، وَهُوَ خَطَأٌ، قَالَ النّابِغَةُ الجَهْدِيّ وأَنشَدَه رسولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدُنَا وسَنَاؤُنَا
وإِنّا لنَرْجُو فَوقَ ذالك مَظْهَرا
فَغضِبَ، وَقَالَ: إِلى أَيْنَ المَظْهَرُ يَا أَبَا لَيْلَى؟ فَقَالَ: إِلى الجَنَّة يَا رَسولَ الله، قَالَ: أَجَلْ إِن شاءَ اللَّهُ تعالَى.
(والظَّهَارُ، كسَحَابٍ: ظاهِرُ الحَرَّةِ) وَمَا أَشْرَفَ مِنْهَا.
(و) الظُّهَارُ، (بالضّمِّ: الجَمَاعَةُ) ، هاكذا نقلَه الصّاغانِيُّ، وَلم يُبَيِّنْه، وتَبَعَه المصنِّف من غير تَنبيهٍ عَلَيْهِ مَعَ أَنّه مذكورٌ فِي أَوّل المادّة. وتحقيقه أَنّ الظُّهَارَ، بالضّمّ قيل مُفرد، وَهُوَ قَوْلُ اللَّيْث، وَيُقَال: جَماعة، واحدُها ظَهْرٌ، وَيجمع على الظُّهْرانِ، وَهُوَ أَفْضلُ مَا يُرَاشُ بِهِ السَّهْم، فتأَمَّل.
(والظُّهَارِيَّةُ، مِن أُخَذِ الصِّرَاعِ) ، والأُخَذُ، بضمّ فَفتح، جمع أُخْذَة، نَقله الصّاغانيُّ، (أَو هِيَ الشَّغْزَبِيَّةُ) ، يُقَال: أَخَذَه الظُّهَارِيَّةَ والشَّغْزَبِيَّة بِمَعْنى. (أَوْ أَنْ تَصْرَعَه على الظَّهْرِ) ، وهاذا الَّذِي فسّر بِهِ الصّاغانِيّ قولَه: من أَخَذِ الصِّرَاعِ، فَهُوَ قَولٌ واحِدٌ، والمصنِّف أَتَى بأَو الدّالّةِ على التّنْوِيعِ والخِلافِ تكْثِيراً للمادّة من غير فائِدَةٍ، كَمَا هُوَ ظَاهر. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الظُّهَارِيَّةُ: أَنْ تَعْتَقلَه الشَّغْزَبِيَّة فتَصْرَعَه.
(و) من المَجَاز: الظُّهَارِيَّة: (نَوْعٌ من النِّكَاحِ) ، تَشْبِيهاً بالشَّغْزَبِيَّةِ، وَقد ذكرَه الصّاغانِيُّ.
(وأَوْثَقَه الظُّهَارِيّةَ، أَي كَتَّفَه) قَالَه ابْن بُزُرْج، وَهُوَ إِذَا شَدَّه إِلى خَلْفٍ، وَهُوَ من الظَّهْرِ.
(وظَهْرَانُ) كسَحْبانَ: (ة بالبَحْرَيْنِ) وثَوْبٌ ظَهْرَانِيٌّ: منسوبٌ إِليها.
(و) ظَهْرَانُ: (جَبَلٌ) لأَسَدٍ (فِي أَطْرافِ القَنَانِ) ، (و) ظَهْرانُ: (وادٍ قُرْبَ مَكَّةَ) ، بَينهَا وَبَين عُسْفانَ، (يُضَافُ إِليه مَرٌّ) ، بِفَتْح الْمِيم، فَيُقَال: مَرُّ الظَّهْرَانِ، فمَرّ: اسمُ القَرْيَةِ، وظَهْرَانُ: الوادِي، وبمَرّ عُيُونٌ كَثِيرةٌ ونَخِيلٌ لأَسْلَمَ وهُذَيْلٍ وغاضِرَةَ، ويُعْرَف الآنَ بِوَادِي فاطِمَةَ، وَهِي إِحْدَى مناهِلِ الحاجِّ، قَالَ كُثَيِّر:
ولَقَدْ حَلَفْتُ لَهَا يَمِيناً صادِقاً
بِاللَّه عندَ مَحارِمِ الرَّحْمانِ
بالرّاقِصَاتِ على الكَلاَلِ عَشِيَّةً
تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرَانِ
العَرْمَضُ هُنَا صِغَارُ الأَرَاكِ، حَكَاهُ ابنُ سِيدَه عَن أَبي حَنِيفَةَ.
ورَوَى ابنُ سِيرِين أَنّ أَبا مُوسَى الأَشْعَرِيّ كسا ثَوْبَيْنِ فِي كفّارَةِ اليَمِين ظَهْرَانِيّاً ومُعَقَّداً، قَالَ ابنُ شُمَيل: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى مَرِّ الظَّهْرَانِ، وَقيل: إِلى القَرْيَةِ الّتي بالبَحْرَيْنِ، وَبِهِمَا، فُسِّرَ.
(و) مُظَهَّرٌ، (كمُعَظَّم: جَدُّ عبدِ المَلِكِ بنِ قُرَيْب) بن عبدِ المَلِك بنِ عليِّ بنِ أَصْمَعَ بنِ مُظَهَّرٍ (الأَصْمَعِيّ) ، صاحِب الأَخْبَارِ، والنّوادِرِ، وَقد تقَدَّم عامُ وِلادَتِه ووَفَاته فِي المُقَدِّمَةِ، وضَبطَه الحافِظُ وغيرُه كمُحْسِنٍ.
(و) قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقَال: (سَالَ وادِيهِمْ ظَهْراً) ، بالفَتْح، (أَي مِنْ مَطَرِ أَرْضِهِمْ و) ، سالَ (دُرْءَاً) ، بالضَّمِّ (أَي من مَطَرِ غيْرِهِمْ) ، هاكذا فِي النُّسخ، ونصّ ابْن الأَعْرَابِيّ: من غيرَ مَطَرِ أَرضِهِم.
وَقَالَ مَرَّةً: سالَ الوَادِي ظُهْراً، كقَوْلك ظَهْراً. وَقَالَ غَيْرُه: سالَ الوَادِي ظَهْراً، إِذا سالَ بمَطْرَةِ نَفْسِه، فإِن سالَ بمَطَرِ غيرِهِ قيل: سَالَ دُرْءاً. قَالَ الأَزهَريُّ: وأَحسَبُ الظُّهْرَ بالضَّمّ أَجودُ؛ لأَنّه أَنشد:
وَلَو دَرَى أَنَّ مَا جَاهَرْتَنِي ظُهُراً
مَا عُدْتُ مَا لأْلأَتْ أَذْنَابَهَا الفُورُ
(و) يُقَال: (أَصَبْتُ مِنْه مَطَرَ ظَهْرٍ) ، بالإِضافَة، (أَي خَيْراً كَثِيراً) ، نَقله الصّاغانِيّ.
(و) يُقَال: (لِصٌّ عادِي ظَهْرٍ) ، بالإِضافَة، (أَي عَدَا فِي ظَهْرٍ فَسَرَقَه) . وَقَالَ الزَّمَخْشريُّ: عَدَا فِي ظَهْرِه: سَرَقَ مَا وَرَاءَه.
(وبَعِيرٌ مُظْهِرٌ، كمُحْسِن: هَجَمَتْهُ الظَّهِيرَةُ) ، نَقله الصّاغانِيّ.
(و) من المَجَاز: (هُوَ يَأْكُلُ على ظَهْرِ يَدِي، أَي أُنْفِقُ عَلَيْهِ) ، والفُقَراءُ يأْكُلُونَ على ظَهْرِ أَيْدِي النّاسِ.
(وكزُبَيْرٍ: ظُهَيْرُ بْنُ رافِعِ) بن عَدِيَ الأَنْصَاريُّ الأَوْسِيُّ (الصّحابِيُّ) ، عَقَبِيٌّ أُحُدِيٌّ، روى عَنهُ رافِعُ بنُ خَدِيج (وجَمَاعَةٌ) ، مِنْهُم من الصحابةَ: ظُهَيْرُ بنُ سِنَانٍ الأَسَدِيّ حجَازِيٌّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي حديثٍ غَرِيب.
(وأَبُو ظُهَيْر: عَبْدُ اللَّهِ بنُ فارِسٍ العُمَرِيُّ، شَيْخُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمانِ السُّلَمِيِّ) ، هاكذا ضَبَطَه السِّلَفيُّ.
(وكأَمِير) ، الإِمام مَجْدُ الدِّينِ أَبو عَبْدِ اللَّه (مُحَمَّدُ بنُ) أَحمدَ بنِ عُمَرَ بنِ شاكِرٍ، عُرِفَ بابنِ (الظَّهِيرِ، الإِرْبِلِيُّ) الحَنَفِيُّ الأَدِيبُ، ولد بإِرْبِلَ سنة 632 سمع بدِمَشْقَ العَلَمَ السَّخَاوِيّ، وكَرِيمَةَ، وابنَ اللَّتِّيِّ، وَعنهُ الدِّمْيَاطِيُّ، والمِزِّيُّ، وَله من بَدِيع الاستطراد قَوْله:
أَجازَ مَا قَدْ سَأَلُوا
بشَرْطِ أَهْلِ السَّنَدِ
محمَّدُ بنُ أَحْمَدَ
بنِ عُمَرَ بنِ أَحْمَدِ
وَله ديوَان شِعر، وتُوُفِّي فِي سنة 677. (ومُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيل بنِ الظَّهِيرِ الحَمَوِيّ) ، اشتغلَ بحَمَاةَ، وحَدَّثَ. (مُحَدِّثَانِ) .
وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَلَّبَ الأَمْرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ: أَنْعَمَ تَدْبِيرَهُ، وكذالِك يَقُول المُدَبِّرُ للأَمْرِ.
وقَلَّب فلانٌ أَمْرَهُ ظَهْراً لبَطْن، وظَهْرَهُ لبَطْنِه، وظَهْرَه للبَطْنِ، وَهُوَ مَجاز قَالَ الفَرَزْدَقُ:
كَيْفَ تَرانِي قالِباً مِجَنِّي
أَقلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه للبَطْنِ
وإِنما اخْتَار الفَرَزْدَقُ هُنَا (للبَطْنِ) على قولِه: لِبَطْنِ؛ لأَنّ قَوْله: ظَهْرَه معرفةٌ، فأَراد أَن يَعطِفَ عَلَيْه معرفَة مثلَه وإِن اخْتَلَفَ وَجْهُ التَّعْرِيف.
وبَعِيرٌ ظَهِيرٌ: لَا يُنْتَفَعُ بظَهْرِه من الدَّبَرِ. وَقيل: هُوَ الفَاسِدُ الظَّهْرِ من دَبَرٍ أَو غيرِه، رَوَاهُ ثعلبٌ.
وبعير ظَهِيرٌ: قَوِيٌّ، قَالَه اللَّيْثُ، وذَكَرَه المُصَنّف، فهما ضدٌّ.
وَيُقَال: أَكَلَ الرجلُ أَكْلَةً ظَهَرَ مِنْهَا ظَهْرَةً، أَي سَمِنَ مِنْهَا.
وَفِي الحَدِيث: (خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَن ظَهْرِ غِنًى) ، أَي مَا كَانَ عَفْواً قد فَضَلَ عَن غِنًى، وَقَالَ أَيُّوب: عَن فَضْلِ عِيَالٍ.
قَالَ الفَرّاءُ: العَربُ تقولُ: هاذا ظَهْرُ السّماءِ، وهاذا بَطْنُ السَّماءِ، لظاهِرِها الَّذِي تَرَاه.
قَالَ الأَزهرِيّ: وهاذا جاءَ فِي الشَّيْءِ ذِي الوَجْهَيْنِ الَّذِي ظَهْرُه كبَطْنِه، كالحَائِطِ القائِمِ، لمَا وَلِيَكَ يُقَال بَطْنُه، وَلما وَلِيَ غَيرَكَ يُقَال ظَهْرُه، وَهُوَ مَجَاز.
وظَهَرْتُ البَيْتُ: عَلَوْتُه، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى: {12. 042 فَمَا اسطاعوا أَن يظهروا} (الْكَهْف: 97) ، أَي مَا قَدَرُوا أَن يَعْلُو عَلَيْهِ؛ لارتفاعه. وَقَوله تَعَالَى: {وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} (الزخرف: 33) ، أَي يَعْلُونَ.
وحاجَتُه عندَك ظاهِرَةٌ، أَي مُطَّرَحَةٌ ورَاءَ الظَّهْرِ.
وجَعَلَنِي بظَهْرٍ، أَي طرَحَنِي، وَهُوَ مَجاز، وَقَوله جلّ وعَزّ: {أَوِ الطّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْراتِ النّسَآء} (النُّور: 31) ، أَي لم يَبْلُغُوا أَنْ يُطِيقُوا إِتْيَانَ النِّسَاءِ، وَهُوَ مَجاز، وَمن ذالك قولُ الشّاعرِ:
خَلَّفْتَنَا بينَ قَوْمٍ يَظْهَرُونَ بِنَا
أَمْوالُهُم عازِبٌ عنّا ومَشْغُولُ
وَقَوله جَلّ وعزّ: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (النُّور: 31) ، رَوَى الأَزْهَرِيّ عَن ابنِ عبّاس قالَ: الكَفُّ والخَاتَمُ الوَجْهُ، وَقَالَت عائِشَةُ: الزّينَةُ الظّاهِرَةُ. القُلْبُ والفَتَخةُ، وَقَالَ ابنُ مَسْعُود: الثِّيَابُ، وَهُوَ أَصَحُّ الأَقْوَالِ، كَمَا أَشار إِليه الصّاغانيج، وَقَالَ: إِنّ فِيهِ سبعَةَ أَقوالٍ.
وظَهَرَت الطَّيْرُ من بَلَدِ كَذَا إِلى بَلَدِ كَذَا، إِذا انْحَدَرَتْ مِنْهُ إِليه، وخَصّ أَبو حَنِيفَةَ بِهِ النَّسْرَ.
وَفِي كتابِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عنهُ إِلى أَبي عُبَيْدَةَ: (فاظْهَرْ بمَنْ مَعَكَ من المُسْلِمِينَ إِليهَا) ، أَي اخرُجْ بهِم إِلى ظاهِرِهَا، وابرُزْ بِهِم، وَفِي حَدِيث عائِشَةَ: (كَانَ يُصَلِّي العَصْرَ فِي حُجْرَتِي قبلَ أَن تَظْهَر) . تَعْنِي الشَّمْسَ، أَي تَعْلُو وتَظْهَر، أَو ترْتَفع.
وَقَالَ الأَصمعيّ: يُقَال: هاجَت ظُهُورُ الأَرْضِ، وذالِك مَا ارْتَفَعَ مِنْهَا، ومعنَى هاجَتْ: يَبِسَ بَقْلُهَا، وَيُقَال: هاجَتْ ظَوَاهِرُ الأَرْضِ.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: ظاهِرُ الجَبَل: أَعلاه، وظاهِرَةُ كلّ شَيْءٍ: أَعلاَه، اسْتَوَى أَو لم يَسْتَوِ ظاهِرُه.
وَفِي الأَساس: الظّاهِرَةُ: الأَرضُ المُشْرِفَةُ. انْتهى.
وإِذا عَلَوْتَ ظَهْرَ الجَبَلِ فَأَنْتَ فوقَ ظاهِرَتِه.
والظُّهْرَانِ الضَّمّ: جَنَاحَا الجَرادَةِ الأَعْلَيَانِ الغَلِيظَانِ، عَن أَبي حنيفةَ.
وظَاهَرَ بِهِ: اسْتَظْهَرَ.
وظاهَرَ فُلاناً: عاوَنَه ونَصَرَه.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: هُوَ ابنُ عَمِّه دِنْيَا، فإِذَا تَبَاعَدَ فَهُوَ ابنُ عَمِّه ظَهْراً، بالفَتْح، وَهُوَ مَجَاز.
وفُلانٌ من وَلَدِ الظَّهْرِ، أَي لَيْسَ مِنّا، وَقيل: مَعْنَاهُ: أَنْه لَا يُلْتَفَتْ إِليهِم قَالَ أَرْطَاةُ بنُ سُهَيَّةَ:
فمَنْ مُبْلِغٌ أَبْناءَ مُرَّةَ أَنَّنَا
وَجَدْنَا بَنِي البَرْصاءِ مِن وَلَدِ الظَّهْرِ ونَسبه الجَوْهَرِيُّ إِلى الأَخْطَل، وأَنكرَه الصّاغانيُّ، أَي من الَّذين يَظْهَرُونَ بهم وَلَا يَلْتَفِتُون إِلى أَرْحَامِهِم.
وفُلانٌ لَا يَظْهَرُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، أَي لَا يُسَلِّمُ، وَهُوَ مجَاز.
وأَظْهَرَنا اللَّهُ على الأَمرِ: أَطْلَعَ.
وقَتَلَه ظَهْراً، أَي غِيلَةً، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
وَقَوله تَعَالَى: {إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ} أَي يَطَّلِعُوا ويَعْثُرُوا.
وهاذا أَمرٌ ظاهِرٌ عَنْك عارُه، أَي زائِلٌ، وَهُوَ مَجَاز، وَقيل: ظاهِرٌ عَنْك، أَي لَيْسَ بلازِمٍ لَك عَيْبُه، قَالَ أَبو ذؤَيب:
أَبَى القَلْبُ إِلاَّ أُمَّ عَمْرٍ وفأَصْبَحَتْ
تُحَرَّقُ نارِي بالشّكاةِ ونارُهَا
وعَيَّرَهَا الواشُونَ أَنِّي أُحِبُّها
وتِلْكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنكَ عارُهَا
ومعنَى: (تُحَرَّقُ نارِي بالشَّكاةِ) أَي قد شاعَ خَبَرِي وخَبَرُهَا وانتَشَرَ بالشَّكاةِ والذِّكْرِ القَبِيحِ.
وَيُقَال: ظَهَرَ عني هاذا العَيْبُ، إِذا لم يَعْلَقْ بِي ونَبَا عنّي، وَفِي النِّهَايَةِ: إِذا ارْتَفَع عَنْك، وَلم يَنَلْكَ مِنْهُ شيْءٌ، وَفِي الأَساس: لم يَعْلَقْ بك.
وَقيل لابْنِ الزُّبَيْرِ: يَا ابْنَ ذاتِ النِّطاقَيْنِ، تَعْيِيراً لَهُ بِهَا، فَقَالَ مُتَمَثِّلاً:
وتِلْكَ شَكَاةٌ ظاهِرٌ عنْكَ عارُهَا
أَرادَ أَنّ نِطاقَهَا لَا يَغُضُّ مِنْهَا وَلَا مِنْهُ فيُعَيَّرَ بِهِ، ولاكنّه يَرفَعُه فيَزِيدُه نُبْلاً.
والاسْتِظْهَارُ: الاحتِيَاطُ والاسْتِيثَاقُ وَهُوَ مَجاز، وَمِنْه قَول الفُقَهَاءِ: إِذا اسْتُحِيضَت المَرْأَةُ واستَمَرّ بهَا الدَّمُ فإِنها تَقْعُدُ أَيّامَهَا للحَيْضِ وَلَا تُصَلِّي، ثمَّ تَغْتَسِلُ وتُصَلِّي، وَهُوَ مَأْخُوذٌ من البَعِيرِ الظِّهْرِيِّ، وَمِنْه الحَدِيثُ: (أَنّه أَمَرَ خُرّاصَ النَّخْلِ أَن يَسْتَظْهِرُوا) أَي يَحْتَاطُوا لأَرْبابِهَا، ويَدَعُوا لَهُم قَدْرَ مَا يَنُوبُهُم ويَنْزِلُ بهم من الأَضْيَافِ وأَبنَاءِ السَّبِيلِ.
وظَاهِرَةُ الغِبِّ: هِيَ للغَنَمِ لَا تَكَادُ تكونُ للإِبِلِ، وظَاهِرَةُ الغِبِّ: أَقْصَرُ من الغِبِّ قَلِيلا.
والمُظْهِرُ، كمُحْسِنٍ اسمٌ.
وَفِي المُحْكَم: مُظْهِرُ بنُ رَبَاح: أَحَدُ فُرْسانِ وشُعَرائِهِمْ. والظَّواهِرُ: مَوضعٌ، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّة:
عَفَا رَابِغٌ من أَهْلِهِ فالظَّوَاهِرُ
فأَكْنَافُ تُبْنَى قَدْ عَفَتْ فالأَصافِرُ
وظَهُورٌ، كصَبُورٍ: مَوْضِعٌ بأَرْضِ مَهْرَةَ.
وشَرِبَ الفَرَسُ ظاهِرَةً، أَي كُلَّ يَوْمٍ نِصْفَ النَّهَارِ.
وظَهَّرَ فُلانٌ نَجْداً تَظْهِيراً: عَلاَ ظَهْرَها. الثلاثَةُ نقَلَها الصّاغانِيّ.
وظاهِرٌ: لَقَبُ عبد الصَّمَدِ بن أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيّ المُحَدِّث، سمع ابنَ المُذَهَّبِ.
والمُسَمَّوْنَ بظاهِرٍ من المُحَدِّثِينَ كثِيرُون، أَورَدَهُم الحافِظُ فِي التَّبْصِيرِ.
وأَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ الأَعَزِّ بنِ علِيَ البَغْدَادِيّ المعروفُ بابنِ الظَّهْرِيّ، بِالْفَتْح، من شُيُوخ الحافِظِ الدِّمْيَاطِيّ.
والظَّاهِرِيَّةُ: من الفُقَهَاءِ مَنسوبُون إِلى القَوْلِ بِالظَّاهِرِ، مِنْهُم داوودُ بنُ عَلِيّ بنِ خَلَف الأَصْبَهَانِيّ رئيسُهُم، رَوَى عَن إِسْحَاقَ بن رَاهَوَيهِ، وأَبِي ثَوْرٍ، مَاتَ سنة 270 ببغْدَادَ.
والحافِظُ جَمَالُ الدّينِ الظَّاهِرِيّ، وآلُ بَيْتِه، منسوبون إِلى الظَّاهِرِ صاحِبِ حَلَبَ.
والشيخُ شِهَابُ الدِّينِ الظّاهِرِيُّ الفقيهُ الشّافِعِيُّ، مَنْسُوبٌ إِلى الظَّاهِرِ بِيبَرْسَ.
والظّاهِرَةُ: قريَةٌ باليَمَنِ، مِنْهَا الشَّيْخُ الإِمامُ العالِمُ صِدِّيقُ بنُ محَمّد المِزْجاجِيّ الظّاهِرِيّ المُتَوَفَّى بزَبِيدَ سنة 912.
وبَنُو ظَهِيرَةَ، كسَفِينَة: قَبِيلَةٌ بمكَّةَ، مِنْهُم حُفّاظٌ وعُلَمَاءُ ومُحَدِّثُونَ، وَقد تَكَفَّلَ لبيانِ أَحْوَالِهِمْ كتابُ البُدُورِ المُنِيرَة فِي السّادَةِ بني ظَهِيرَة.
والظِّهْرانِيُّ بِالْكَسْرِ: أَبُو القاسِمِ عليُّ بنُ أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيُّ، رَوَى عَن مَكْحُول البَيْرُوتِيّ، هاكذا ذَكروه، وَلم يُبَيِّنُوا. قلت: والصّوَابُ أَنّه بالفَتْحِ إِلى مَرِّ الظَّهْرَانِ؛ لكَوْنِه نَزَلَه، وسَمِعَ بِهِ الحَدِيثَ، وَالله أعلم.
ومُظْهِ بنُ رافِعٍ، كمُحْسِنٍ، صحابِيٌّ، بَدْرِيٌّ أَخُو ظَهِيرٍ الَّذِي تقَدّم ذِكْرُه.
ومَعْقِلُ بنُ سِنَانِ بنِ مُظْهِرٍ الأَشْجَعِيّ صَحابِيٌّ مشهورٌ.
ومُظْهِرُ بنُ جَهْمِ بنِ كَلَدَة، عَن أَبيه، وَعنهُ حَفِيدُه أَبو اللَّيْثِ مُظْهِرٌ.
والحَارِثُ بنُ مَسْعُودِ بنِ عَبدةَ بنِ مُظْهِرِ بنِ قَيْسٍ الأَنْصَاريّ، لَهُ صُحْبَةٌ، قُتِلَ يومَ الجِسْرِ.
وحَبِيبُ بنُ مُظْهِرِ بنِ رِئابٍ الأَسَدِيّ، قُتِلَ مَعَ الحُسَيْنِ بنِ عليَ، رَضيَ الله عَنْهُمَا.
ومُظَاهِرُ بنُ أَسْلَمَ، عَن المَقْبُرِيّ.
وسِنَانُ بنُ مُظاهِرٍ: شَيْخٌ لأَبي كُرَيْب.
وعبدُ اللَّهِ بنُ مُظَاهِرٍ: حافِظٌ مَشْهُور، تُوُفِّيَ سنة 304.
والظَّهْرين: قَرية باليَمَنِ، مِنْهَا الإِمام الحافِظُ إِبراهِيمُ بنُ مَسْعُود، سمع الحَدِيثَ على الإِمام المُحَدِّثِ عبدِ الرّحمانِ بن حُسَيْنٍ النزيليّ بهِجْرَةِ القيريّ من أَعمالِ كَوْكَبَان، وانتهتْ إِليه الرِّحْلَةُ فِي زَمانِه فِي الْحِفْظ.
[ظهر] الظَهْرُ: خلاف البطن. وقولهم: لا تجعل حاجتي بِظَهْرٍ، أي لا تَنْسَها. والظَهْرُ: الرِكاب. وبنو فلان مُظْهِرونَ، إذا كانَ لهم ظَهْرٌ ينقلون عليه، كما يقال: مُنْجِبونَ، إذا كانوا أصحابَ نجائب. والظَهْرُ: الجانب القصير من الريش، والجمع الظُهْرانُ. والظَهْرُ: طريق البَرّ. وأقران الظهر: اللذين يجيئون من وراء ظهرك في الحرب. ويقال: هو نازلٌ بين ظَهْرَيْهِم وظَهْرانَيْهِمْ، بفتح النون، ولا تقل ظَهْرانِيهم بكسر النون. قال الأحمر: قولهم لقيته بين الظَهْرانَيْنِ، معناه في اليومين أو في الأيام قال: وبين الظهرين مثله، حكاه عنه أبو عبيد. والظهر، بالضم: بعد الزوال، ومنه صلاة الظُهر. والظَهيرةُ: الهاجرة. يقال: أتيتُه حَدَّ الظهيرة، وحين قامَ قائمُ الظهيرة. والظَهيرُ: المُعين، ومنه قوله تعالى:

(والمَلائكَةُ بعد ذلكَ ظهَيرٌ) * وإنَّما لم يجمعه لأنَّ فَعيل وفَعول قد يستوي فيهما المذكَّر والمؤنث والجمع، كما قال تعالى:

(إنَّا رَسولُ ربِّ العالمين) *. قال الشاعر: يا عاذلاتي لا تردن ملامتي * إن العواذل لسن لى بأمير - يريد الامراء. قال الاصمعي: يقال بعير ظَهيرٌ بيِّن الظَهارَةِ، إذا كانَ قويًّا. وناقة ظَهيرَةٌ. والبعير الظِهْرِيُّ بالكسر: العُدّة للحاجة إن احتيجَ إليه، وجمعه ظَهارِيُّ غير مصروف، لأنَّ ياء النسبة ثابتةٌ في الواحد. والظِهْرِيُّ أيضاً: الذي تجعله بِظَهْرٍ، أي تنساه. ومنه قوله تعالى:

(واتخذتموه وراءكم ظهريا) *. وفلان ظِهرتِي على فلان، وأنا ظِهْرَتُكَ على هذا الأمر، أي عَوْنُك. والظاهِرُ: خلاف الباطن. والظاهِرَةُ من العيون: الجاحظة. ويقال: هذا أمرٌ ظاهِرٌ عنك عارُه، أي زائل. قال الشاعر كثيِّر : وعيَّرها الواشون أنِّي أحِبُّها * وتلكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنك عازها - ومنه قولهم: ظهر فلانٌ بحاجتي، إذا استخفَّ بها وجعلها بِظَهْرٍ، كأنَّه أزالها ولم يلتفتْ إليها. وجعلها ظِهْرِيَّةً، أي خَلْف ظَهْرٍ. قال الأخطل :

وَجَدنا بني البَرصاءِ من ولَدِ الظَهْرِ * أي من الذين يَظْهَرون بهم ولا يلتفتون إلى أرحامهم. والظاهِرَةُ من الوِرْدِ: أن تَرِدَ الإبلُ كلَّ يومٍ نصف النهار. وقال الاصمعي: هاجت ظواهر الارض، أي يبس بقلها. قال: والظواهر أشراف الارض. وقريش الظواهر: الذين ينزلون ظاهر مكة . والظهرة بالتحريك: متاع البيت. ويقال أيضاً: جاء فلان في ظَهَرَتِهِ، أي في قومه وناهِضَته. والظَهَرُ أيضاً: مصدر قولك ظَهِرَ الرجل بالكسر، إذا اشتكى ظَهْرَهُ، فهو ظهر. وظهر الشئ بالفتح ظُهوراً: تَبَيَّنَ. وظَهَرْتُ على الرجل: غلبته. وظَهَرْتُ البيت: علوته. وأظْهَرْتُ بفلانٍ: أعلنتُ به. وأظْهَرَهُ اللهُ على عدوه. وأظهرت الشئ: بينته. وأَظْهَرْنا، أي سِرنا في وقت الظُهر. والمُظاهَرَةُ: المعاونة. والتَظاهُرُ: التعاون. وتظاهرَ القومُ أيضاً: تدابَروا، كأنَّه ولَّى كلُّ واحدٍ منهم ظهرَه الى صاحبه. واسْتَظْهَرَ به، أي استعان به. واستظهر الشئ، أي حفِظَه وقرأه ظاهِراً. قال أبو عبيدة: في ريش السهام الظُهارُ بالضم، وهو ما جُعِلَ من ظَهْرِ عَسيب الريشة. والظُهْرانُ: الجانب القصير من الريش. والبُطْنان: الجانب الطويل. يقال: رِشْ سهمَك بِظُهْرانٍ ولا تَرِشْه ببُطْنان. الواحد ظَهْرٌ وبطن، مثل عبد وعبدان. والظهارة بالكسر: نقيض البطانة. وظاهَرَ بين ثَوبَين، أي طارَقَ بينهما وطابَقَ. والظِهارُ: قول الرجل لامرأته: أنتِ عليَّ كظَهْر أمّي. وقد ظاهَرَ من امرأته، وتَظَهَّرَ من امرأته، وظَهَّرَ من امرأته تظهيرا، كله بمعنى. والمظهر بفتح الهاء مشددة: الرجل الشديد الظهر. والمظهر بكسر الهاء: اسم رجل. قال الاصمعي: أتانا فلان مُظَهِّراً، أي في وقت الظهيرة. قال: ومنه سمى الرجل مظهرا بالتخفيف. قال: وهو الوجه.

شيأ

ش ي أ

أنت في لا شيء، ورأى غير شيء. وتأخرت عنه شيئاً أي تأخرا قليلاً. وروى الكسائي: يا شيء مالي: في التلهف على الشيء. وأنشد:

يا شيء مالي من يعمر يفنه ... مر الزمان عليه والتقليب

وقال زهير بن مسعود:

يا شيء ما هم حين يدعوهم ... داع ليوم الروع مكروب

وغلام مشيأ: مختلف الخلق كأن فيه من كل قبح شيئاً. وشيأ الله تعالى خلقه. ويقولون لمن أرادوا قيامه: إذا شئت.
شيأ: شَاءَ، انظر قولهم: فقرب من اللوم ما شاء (حيان - بسان 1: 192 ق) أي سار سيرة سيئة يلام عليها.
شيءْ: فرج المرأة (المقري 1: 629، ألف ليلة 4: 260، 286، برسل 3: 274، 6، 83).
في حفظه شيء: استعاد ما حفظه عن ظهر قلب (دي سلان المقدمة 1: 145). شيْء: سبب، دافع، باعث. ففي رياض النفوس (ص88 و): وبعد أن تنبأ الولي بحدوث أمر قال: ولولا شيءً لأخبرتكم من أبن قُلْتُ (ويظهر إن الله قد منعه من الكشف عنه).
ليس على شيء: لا دليل له ولا حجة. دي ساسي طرائف 1: 103) شيء من: بعض، يقال مثلاً في الكلام عن الحيوانات: صيدوا لنا منه فلما كان من الغد جاءوا بشيء له وجه .. الخ.
ويقال: في شيء من السنين - وفي شيء من البلاد - وفي شيء من الأودية (دي يونج) من أعلى شيء الوادي (تاريخ البربر 2: 158) وقد ترجمها السيد دي سلان بما معناه: على مصب الوادي تماماً.
شيء: تارة، طوراً، يقال مثلاً: شي يقعد شي يقوم أي تارة يقعد وطوراً يقوم (بوشر).
شي شي وشى في شي: قليلاً قليلاً (فوك) أو شُويْء: هو في لغة العامة شُوَيّ أي قليلاً، طفيفاً، زهيداً (الكالا).
وفيه: أكثر شوي وأقل شوي (برجرن).
شُوَيَّة: قليل، طفيف (كوسان دي برسفال قواعد اللغة العامية ص128، طنطاوي رسالة اللغة العربية العامية ص86، بوشر، هلو، برجرن، مارسيل).
شوية شوية: بهدوء، بلطف، قليلاً قليلا (بوشر).
على مهل شوية: رُوَيداً! (بوشر).
بشوية شوية: بصوت خاف، بهدوء (بوشر).
شوية الأخرى: أقل مما ينبغي (بوشر) كمان شوية وشوية أخرى: بعد قليل، يقال: شوية الأخرى أعطيك إياه أي أعطيك إياه بعد لحظة، بعد وقت وجيز (بوشر) من هنا شوية: قريباً، عما قليل (بوشر بربرية).
شُيَيَّة. كان المرحوم ويجرز يرى أن هذا هو صواب الكلمة في (كوسج طرائف ص61) وهي تصغير شيء.
شيأ: الشيءُ واحدُ الأشياء، والعرب لا تضرب أشياء، وينبغي أن يكون مصروفاً، لأنه على حد فيءٍ وأفياء.. واختلف فيه جهل النَّحو، إنما كان أصلُ بناء شيء: شيء بوزن فيعل، ولكنهم اجتمعوا قاطبةً على التَّخفيف، كما اجتمعوا على تخفيف (ميِّت) . وكما خففوا السيئة، كما قال:

والله يعفو عن السَّيئات والزَّللِ 

فلما كان الشيء مخففاً وهو اسم الآدميين وغيرهم من الخلق، جُمع [على] فعلاء، فخفِّف جماعته، كما خفف وحداته، ولم يقولوا: أشيئاء، ولكن: أشياء، والمدّةُ الآخرةُ زيادة، كما زيدت في أفعلاء، فذهب الصَّرف لدخول المدةُ في آخرها، وهو مثل مدّة حمراء وأسعداء وعجاساء، وكلُّ اسمٍ آخرهُ مدة زائدة فمرجعه إلى التأنيث، فإنه لا ينصرفُ في معرفةٍ ولا نكدةٍ، وهذه المدة خُولٍف بها علامةُ التأنيث وكذلك الياء يخالف العلامة في الحبلى لانعدالها في جِهَتها. وقال قومٌ في (أشياء) : إن العرب لما [اختلفت] في جمع الشيء، فقال بعضهم: أشيئاء وقال بعضهم: أشاوات، وقال بعضهم: أشاوى، ولما لم يجيء على طريقة فيء وأفياء ونحوه، وجاء مختلفاً عُلم أنه قد قلِب عن حدِّه، وترك صرفُه لذلك ألا ترى أنهم لما قالوا أشاوى وأشاوات استبان أنه كان في الشيء واوٌ (والياء مدغمة فيها ) ، فخُفِّفت كما خفّفوا ياء الميّتة والميّت. [وقال الخليل: أشياء: اسمٌ للجميع، كأن أصله: فعلاء شيئاء، فاستقثقلت الهمزتان، فقلبت الهمزة الأولى، إلى أول الكلمة، فجعلت: لفعاء، كما قلبوا (أنوق) فقالوا: (أينق) . وكما قلبوا: قووس [فقالوا] : قسي ] . والمشيئة: مصدر شاء يشاء.
ش ي أ: (الْمَشِيئَةُ) الْإِرَادَةُ تَقُولُ مِنْهُ: شَاءَ يَشَاءُ مَشِيئَةً. قُلْتُ: وَفِي دِيوَانِ الْأَدَبِ: (الْمَشِيئَةُ) أَخَصُّ مِنَ الْإِرَادَةِ. 
[شيأ] الشئ تصغيره شيئ وشيئ أيضاً بكسر الشين وضمِّها ، ولا تقل شوئ، والجمع أشياء غير مصروف. قال الخليل: إنما ترك صرفه لان أصله فعلاء، جمع على غير واحده، كما أن الشعراء جمع على غير واحده، لان الفاعل لا يجمع على فعلاء، ثم استثقلوا الهمزتين في آخره فقلبوا الاولى إلى أول الكلمة فقالوا: أشياء كما قالوا: عقاب بعنقاة وأينق وقسى، فصار تقديره لفعاء، يدل على صحة ذلك أنه لا يصرف وأنه يصغر على أشياء، وأنه يجمع على أشاوى. وأصله أشائي قلبت الهمزة ياء فاجتمعت ثلاث يا آت فحذفت الوسطى، وقلبت الاخيرة ألفا فأبدلت من الاولى واوا، كما قالوا: أتيته أتوة. وحكى الاصمعي: أنه سمع رجلا من أفصح العرب يقول لخلف الاحمر: إن عندك لاشاوى مثال الصحارى ويجمع أيضا على أشايا وأشياوات. وقال الاخفش هو أفعلاء، فلهذا لم يصرف لان أصله أشيئاء حذفت الهمزة التى بين الياء والالف للتخفيف. قال له المازنى: كيف تصغر العرب أشياء؟ فقال: أشياء. قال له: تركت قولك، لان كل جمع كسر على غير واحده وهو من أبنية الجمع فإنه يرد في التصغير إلى واحده كما قالوا: شويعرون في تصغير الشعراء، وفيما لا يعقل بالالف والتاء، فكان يجب أن يقال شييئات، وهذا القول لا يلزم الخليل لان فعلاء ليس من أبنية الجمع. وقال الكسائي: أشياء أفعال مثل: فرخ وأفراخ، وإنما تركوا صرفها لكثرة استعمالهم لها لانها شبهت بفعلاء، وهذا القول يدخل عليه ألا يصرف أبناء وأسماء، وقال الفراء: أصل شئ شيئ مثال شيع فجمع على أفعلاء، مثل: هين وأهيناء، ولين وأليناء، ثم خفف فقيل: شئ، كما قالوا: هين ولين. وقالوا: أشياء فحذفوا الهمزة الاولى. وهذا القول يدخل عليه ألا يجمع على أشاوى. والمشيئة: الارادة، وقد شئت الشئ أشاؤه. وقولهم: كل شئ بشيئة الله، بكسر الشين مثل شيعة، أي بمشيئة الله تعالى. الأصمعي: شَيَّأتُ الرجل على الامر: حملته عليه. وأشاءَهُ لغة في أَجاءَهُ، أي ألجأه. وتميم تقول: " شر ما يشيئك إلى مخة عرقوب " بمعنى يجيئك. قال زهير بن ذؤيب العدوى: فيال تميم صابروا قد أشئتم * إليه وكونوا كالمحربة البسل
الشين والياء والهمزة ش ي أ

شِئتُ الشيءَ أشاؤُه شَيْئاً ومَشِيئةً ومَشَاءَةً وما شاء الله أَرَدْتُه والاسمُ الشِّيئَة عن اللحيانيِّ والشيءُ مَعْلومٌ قال سيبَوَيْهِ حين أراد أن يجعل المذكَّرَ أصلا للمُؤَنثِ ألا ترى أن الشيءَ مذكرٌ وهو يقع على كلِّ ما أُخْبِرَ عنه فأما ما حكاهُ سيبويه أيضا من قول العربِ ما أَغْفَلَهُ عنك شيئاً فإنه فسّره بقولِه أي دَعِ الشّكَّ عنكَ وهذا غير مُقْنِعٍ قال ابنُ جِنِّي ولا يجوزُ أن يكون شيئاً هاهنا منصوباً على المصدرِ حتى كأنه قال ما أَغْفَلَهُ عنك غُفولاً ونحو ذلك لأن فعلَ التَّعجُّبِ قد اسْتَغْنَى بما حَصَلَ فيه من معنى المبالغةِ عن أن يُؤَكَّد بالمصدرِ وأما قولُهم هو أَحْسَنُ منك شَيْئاً فإنّ شيئاً هنا منصوبٌ على تقديرِ بشيءٍ فلما حَذَفَ حرفَ الجرِّ أَوْصلَ إليه ما قبلَه وذلك أن معنى هو أَفْعَلُ منه في المبالغةِ كمَعْنَى ما أَفْعَلَه فكما لم يَجُزْ ما أَقْومَه قِيَاماً كذلك لم يَجُزْ هو أقومُ مِنْهُ قِياماً والجمع أشياءُ وأشياواتٌ وأَشَاواتٌ وأَشايا وأشَاوَى من بابِ جَبَيْتُ الخَراجَ جِبَاوةً وقال اللحيانيُّ وبعضُهم يقول في جَمْعِها أَشْيَاياً وأَشَاوِهَ وحَكَى أن شيخاً أنشده في مجلسِ الكسائيِّ عن بعض الأعرابِ

(وذلك مَا أُوصِيكِ يا أُمَّ مَعْمَرٍ ... وبَعْضُ الوَصَايا في أَشَاوِه تَنْفَعِ)

قال وزَعَمَ الشيخُ أن الأعرابيَّ قال أريدُ شَايَا وهذا من أشَذّ الجمعِ لأنه لا هاءَ في أشياءَ فتكون في أشاوِهَ وأشْياءُ لَفْعَاءُ عند الخليلِ وسيبَوَيْه وعند أبي الحسنِ أفْعِلاءُ وقد أَبَنْتُها بغاية الشرحِ في الكتابِ المُخَصّص والمُشَيَّأُ المختلفُ الخَلْقِ المخَبَّلُه قال

(فَطَيِّئٌ مَا طَيِّئٌ ما طَيِّئُ ... شَيَّأَهُم إِذْ خَلَقَ المُشَيِّئُ)

وياشئَ كلمةٌ يُتَعَجَّبُ بها قال

(ياشئَ مَالِيَ من يُعَمِّرْ يُفْنِهِ ... مَرُّ الزَّمانِ عليه والتقلب)

وقيلَ معناه التأسُّفُ على الشيءِ وقال اللحيانيُّ معناه يا عَجَبِي وما في موضعِ رَفْعٍ
شيأ
شاءَ يَشاء، شَأْ، شيْئًا، فهو شاءٍ، والمفعول مَشِيء
• شاءَ الأمرَ: أراده، أحبّه ورغب فيه " {وَمَا تَشَاءُونَ إلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ} - {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً} " ° شاء أم أبَى/ شاء أم لم يشأ: في كلِّ الأحوال، سواء رضي أم لم يرضَ- كما يشاء: بالشكل الذي يريده.
• شاء اللهُ الشّيءَ: قدّره? إلى ما شاء الله: إلى ما لا نهاية- إن شاء الله: تُقال عند الوعد بفعل شيء في المستقبل أو تمنِّي وقوعه- ما شاء الله!: عبارة استحسان وتعجُّب. 

شيء [مفرد]: ج أشياءُ (لغير المصدر):
1 - مصدر شاءَ.
2 - اسم لأيّ موجود ثابت متحقّق يصحّ أن يُتصوَّر ويُخبر عنه سواء أكان حسِّيًّا أم معنويًّا (يُطلق على المذكَّر والمؤنَّث) "تأخّرت عنه شيئًا قليلا- انتابني شيء من الخوف- {قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} - {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا}: شرًّا" ° شيئًا بعد شيء/ شيئًا فشيئًا: على سبيل التدريج، تباعًا، بالتوالي- شيء ما: شيء غير محدَّد- شيء من كذا: قليل مِنْ، بعض من- في الأمر شيء: فيه سبب خفيّ غير معلوم- لا شيء: عدَم- ولمّا كان الشّيءُ بالشّيء يُذكر: تُستعمل لتذكُّر شيء عند حدوث آخر. 

شيئيّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى شيء.
2 - مصدر صناعيّ من شيء.
3 - (فز) عدسيّة مرئيّة، هدَفيَّة شبحيَّة، وهي خلاف العينيَّة.
• عدسة شيئيَّة: (فز) عدسة منظار مُوجّهة نحو الشّيء المقصود رؤيته. 

مَشِيئة [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من شاءَ.
2 - إرادة "اقتضت مشيئةُ اللهِ كذا" ° بمشيئة الله: تقال عند الوعد بفعل شيء أو الرّغبة في وقوعه- حسَب المشيئة: تقال عند عدم التأكُّد من فعل شيء وعدم الوعد بوقوعه. 
[شيأ] نه: إن يهوديًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إنكم تنذرون وتشركون! تقولون: ما "شاء" الله و"شئت" فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقولوا: ما "شاء" الله ثم "شئت"، المشيئة مهموزة: الإرادة، وهذا لأن الواو تفيد الجمع "وثم" تجمع وترتب، فيكون مشيئة الله مقدمة على مشيئته. ط: لا تقولوا: ما "شاء" الله و"شاء" فلان، لأنه يوهم الشركة فأمر بالتأخير، ولم يرخص في اسمه صلى الله عليه وسلم ولو مع التأخير دفعًا لمظنة التهمة، أو لأنه رأس الموحدين ومشيئته مغمورة في مشيئته تعالى. ك: أي لا يجمع بينهما لجواز كل منفردًا. وح: فلا يقربها الدجال ولا الطاعون إن "شاء" الله، يحتمل التبرك والتعليق وهو متعلق بالأخر. وح: اللهم! إن "تشأ" لا تعبد، هو تسليم لأمر الله فيما شاء أن يفعله، وهو رد على المتعزلة القائلة بأن الشرك غير مراد الله. ح: فمشيئتك" بين يدي، بالنصب بتقدير: فأني أقدم مشيئتك في ذلك وأنوي الاستثناء فيه طرحًا للحنث، وبالرفع بمعنى الاعتذار بسابق العائق عن الوفاء بما ألزم نفسه منها؛ والأول أحسن. ط: وإنافيهما "بشيء" أي مما لا يتعلق بالصلاة - وقد مر في ح. ن: في أعين الأنصار "شيئًا" أراد صغرها أو زرقتها؛ وفيه جواز النظر إلى وجه من يريد تزوجها وكفيها ولو بلا رضاها في غفلة، وقيل: كره في غفلة، وأباح داود النظر إلى جميع البدن. ط: ولعل المراد بتزوجت خطبت ليفيد النظر. ن: وفيه ح: هل معك من شعر ابن أبي الصلت "شيئًا" بالنصب بتقدير: فتنشد شيئًا، وروى بالرفع. وح: حتى ينبتوا نبات "الشيء" أي الحبة في حميل السيل. ك: فاخترنا الله فلم يعد ذلك "شيئا" أي طلاقًا. وح: ما عندنا "شيء" إلا كتاب الله وهذه الصحيفة، أي شيء من أحكام الشريعة مكتوبة، إذ لم يكن السنن في ذلك الوقت مكتوبة، وقد مر أنه كان في الصحيفة العقل وفكاك الأسير، وهنا أن فيه: المدينة حرام؛ فيجوز كون الكل فيها. ط: ذكر صلى الله عليه وسلم "شيئا" تنكيره للتهويل وواو كيف للعطف، أي متى يقع ذلك الهول وكيف يذهب العلم والحال أن القرآن مستمر فيه علم إلى الساعة، وإن كنت أي ان الشأن كنت، ومن أفقه مفعول ثان لأرى، ومن زائدة في الإثبات أو متعلقة بمحذوف أي كائنًا من أفقه. كنز: ولا "شيء" بعده، أي لا يغلبهم شيء بعد نصر الله لهم.
شيأ
الشَّيْئُ: تصغيره شُيَيءٌ وشَييءٌ - بكسر الشين - ولا تقل شُوَيءٌ، والجمع أشياء غير مصروفة، قال الخليل: إنما تُرك صرفُها لأن أصلها فَعْلاءُ على غير واحدها كما أن الشُّعَراء جُمعت على غير واحدها، لأن الفاعِلَ لا يُجْمَعُ على فُعَلاء، ثم اسْتَثْقَلُوا الهمزتين في آخرها فقلبوا الأولى إلى أول الكلمة فقالوا: أشياء؛ كما قالوا عُقَابٌ بَعَنْقَاةٌ وأيْنُقٌ وقِسِيٌّ، فصار تقديرها لَفْعَاء، يدل على صحة ذلك أنها لا تُصرف وأنها تُصغّر على أشياء وأنها تُجمع على أشاوى، وأصلها أشائيُّ، قُلِبت الهمزة ياء فاجتمعت ثلاث ياءات فحُذِفت الوسطى وقُلِبت الأخيرةُ ألفاً وأبدِلَت من الأولى واو، كما قالوا أتَيْتُه أتوةً. وحكى الأصمعي: أنه سمع رجلا من فُصحاء العرب يقول لِخَلَفٍ الحمر: إن عندك لأَشاوى مثال الصَّحارى، ويُجمع أيضاً على أشَايَا وأشْيَاوات، قال الأخفش: هي أفْعِلاَءُ فلهذا لم تُصْرَف، لأن أصلها أشياء، حُذفت الهمزة التي بين الياء والألف للتَّخفيف. قال له المازني: كيف تُصَغِّر العرب أشياء؟ فقال: أُشَيّاءَ، فقال له: تركْتَ قولك لأن كل جمعٍ كُسِّر على غير واحده وهو من أبنيةِ الجمع فإنه يُردُّ في التّصغير إلى واحده، كما قالوا شُويْعِرُوْنَ في تصغير الشُّعراء؛ وفيما لا يَعْقِلُ بالألف والتاء؛ فكان يجب أن يقولوا: شُيَيْآتٌ. وهذا القول لا يَلْزم الخليل لأن فَعْلاء ليس من أبنية الجمع. وقال الكسائي: أشْيَاءُ أفْعَالٌ مثل فرخ وأفراخ؛ وإنَّما تَرَكوا صرفها لكثرة استعمالهم إيّاها لأنها شُبِّهَت بِفَعْلاءَ، وهذا القول يَدْخُلُ عليه ألاّ تُصْرَف أبناء وأسماء. وقال الفرّاء: أصل شَيْءٍ شَيِّءٌ مثال شَيِّعٍ فَجُمِعَ على أفْعِلاءَ مثل هَيِّنٍ وأهْينَاءَ وليِّن وأليْنَاءَ ثم خُفِّف فقيل: شَيْءٌ؛ كما قالوا هَيْنٌ ولَيْنٌ، وقالوا أشياء فَحَذَفوا الهمزة الأولى، وهذا القول يدخل عليه ألاّ تُجمع على أشاوى. والمَشِيْئَةُ: الإرادة، وقد شِئْتُ الشَّيْءَ أشَاؤُه، وقولهم: كل شَيْءٍ بِشِيْئَةِ الله عز وجل - بكسر الشين مثال شِيْعَةٍ -: أي بِمَشِيْئَة الله.
أبو عبيد: الشَّيَّآنُ - مثال الشَّيَّعان -: البعيد النظير الكثير الاشتِراف، ويُنْعَتُ به الفرس، قال ثَعلبة بن صُعَيْر بن خُزَاعِيٍّ:
ومُغِيْرَةٍ سَوْمَ الجَرادِ وَزَعْتُها ... قبل الصَّباح بِشَيَّآنٍ ضامِرِ
وأشاءَهُ: أي ألْجَأَه. وتميم تقول: شر ما يُشِيْئُكَ إلى مُخةِ عُرقُوبِ: بمعنى يُجِيْئُكَ ويُلْجِئُكَ، قال زهير بن ذُؤيب العدويُّ:
فَيَالَ تميمٍ صابِروا قد أُشِئْتُمُ ... إليه وكُونوا كالمُحَرَّبَةِ البُسْلِ
ويقال: شَيَّأَ الله وجهه: إذا دعوت عليه بالقُبح، قال سالم بن دارة يهجو مُرّة ابن واقعٍ المازني:
حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدانْ ... حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدى يا صِبْيان
إنَّ بني فَزارةَ بنِ ذُبْيانْ ... قد طَرَّقَتْ ناقَتُهُم بإنْسَانْ
مُشَيَّأ سُبْحانَ وَجْهِ الرحمنْ ... لا تَقْتُلوهُ واحذَروا ابنَ عَفّانْ
حتّى يكونَ الحُكْمُ فيه ما كانْ ... قد كُنْتُ أنْذَرْتُكمُ يا نِغْرانْ
من رَهْبَةِ اللهِ وخَوْفِ السُّلْطانْ ... ورَهْبَةِ الأدْهَمِ عند عُثمانْ
هكذا الرواية، وأنشد أبو عمر في اليَواقِيْت ستة مشاطير، وروايته:
حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدانْ ... حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدى يا صِبْيانْ
إنَّ بني سُوَاءَةَ بن غَيْلانْ ... قد طَرَّقَتْ ناقَتُهُم بِإنْسَانْ
مُشَيَّأِ الخَلْقِ تعالى الرحمنْ ... لا تقتُلوه واحذَروا ابنَ عَفّانْ
والمُعَوَّلُ على الرِّواية الأولى
الأصمعي: شَيَّأْتُ الرجل على الأمر: حَمَلْتُه عليه، وقالت امرأةٌ من العرب:
إنِّي لأَهْوى الأطْوَلِيْنَ الغُلْبا ... وأُبْغِضُ المُشَيَّئين الزُّعْبا
وروى ابن السكيت في الألفاظ:؟ المُشَيَّعِيْنَ؟ أي الذين يُشَيِّعُونَ الناس على أهوائهم. وقال أبو سعيد: المُشَيَّأُ مِثل المُوْتَنِ، قال النابغة الجَعديُّ - رضي الله عنه -:
كأنَّ زَفيرَ القوم من خوفِ شَرَّهِ ... وقد بَلَغَتْ منه النُّفوسُ التَّراقِيا
زَفِيْرُ المُتِمِّ بالمُشَيَّأِ طَرَّقَتْ ... بكاهِلِه فلا يَريمُ المَلاقِيا

شيأ: الـمَشِيئةُ: الإِرادة. شِئْتُ الشيءَ أَشاؤُه شَيئاً ومَشِيئةً

ومَشاءة ومَشايةً(1)

(1 قوله «ومشاية» كذا في النسخ والمحكم وقال شارح

القاموس مشائية كعلانية.): أَرَدْتُه، والاسم الشِّيئةُ، عن اللحياني.

التهذيب: الـمَشِيئةُ: مصدر شاءَ يَشاءُ مَشِيئةً. وقالوا: كلُّ شيءٍ بِشِيئةِ اللّه، بكسر الشين، مثل شِيعةٍ أَي بمَشِيئتِه.

وفي الحديث: أَن يَهُوديّاً أَتى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال:

إِنَّكم تَنْذِرُون وتُشْرِكُون؛ تقولون: ما شاءَ اللّهُ وشِئتُ. فأَمَرَهم

النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم أَن يقولوا: ما شاءَ اللّه ثم شِئْتُ.

الـمَشِيئةُ، مهموزة: الإِرادةُ. وقد شِئتُ الشيءَ أَشاؤُه، وإِنما فَرَق بين قوله ما شاءَ

<ص:104>

اللّهُ وشِئتُ، وما شاءَ اللّهُ ثم شِئتُ، لأَن الواو تفيد

الجمع دون الترتيب، وثم تَجْمَعُ وتُرَتِّبُ، فمع الواو يكون قد جمع بَيْنَ اللّهِ وبينه في الـمَشِيئةِ، ومَع ثُمَّ يكون قد قَدَّمَ مشِيئَة اللّهِ

على مَشِيئتِه.

والشَّيءُ: معلوم. قال سيبويه حين أَراد أَن يجعل الـمُذَكَّر أَصلاً

للمؤَنث: أَلا ترى أَن الشيءَ مذكَّر، وهو يَقَعُ على كل ما أُخْبِرُ عنه.

فأَما ما حكاه سيبويه أَيضاً من قول العَرَب: ما أَغْفَلَه عنك شَيْئاً،

فإِنه فسره بقوله أَي دَعِ الشَّكَّ عنْكَ، وهذا غير مُقْنِعٍ. قال ابن

جني: ولا يجوز أَن يكون شَيئاً ههنا منصوباً على المصدر حتى كأَنه قال: ما أَغْفَلَه عنك غُفُولاً، ونحو ذلك، لأَن فعل التعجب قد استغنى بما بما حصل فيه من معنى المبالغة عن أَن يؤَكَّد بالمَصْدر. قال: وأَما قولهم هو أَحْسَنُ منك شَيْئاً، فإِنَّ شيئاً هنا منصوب على تقدير بشَيءٍ، فلما حَذَف حرفَ الجرِّ أَوْصَلَ إِليه ما قبله، وذلك أَن معنى هو أَفْعَلُ منه في الـمُبالغَةِ كمعنى ما أَفْعَله، فكما لم يَجُزْ ما أَقْوَمَه قِياماً، كذلك لم يَجُز هو أَقْوَمُ منه قِياماً. والجمع: أَشياءُ، غير مصروف، وأَشْياواتٌ وأَشاواتٌ وأَشايا وأَشاوَى، من باب جَبَيْتُ الخَراجَ جِباوةً.

وقال اللحياني: وبعضهم يقول في جمعها: أَشْيايا وأَشاوِهَ؛ وحكَى أَن شيخاً أَنشده في مَجْلِس الكسائي عن بعض الأَعراب:

وَذلِك ما أُوصِيكِ، يا أُّمَّ مَعْمَرٍ، * وبَعْضُ الوَصايا، في أَشاوِهَ، تَنْفَعُ

قال: وزعم الشيخ أَن الأَعرابي قال: أُريد أَشايا، وهذا من أَشَذّ

الجَمْع، لأَنه لا هاءَ في أَشْياءَ فتكون في أَشاوِهَ. وأَشْياءُ: لَفْعاءُ

عند الخليل وسيبويه، وعند أَبي الحسن الأَخفش أَفْعِلاءُ. وفي التنزيل العزيز: يا أَيها الذين آمَنُوا لا تَسأَلوا عن أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكم.

قال أَبو منصور: لم يختلف النحويون في أَن أَشْياء جمع شيء، وأَنها غير مُجراة.

قال: واختلفوا في العِلة فكَرِهْتُ أَن أَحكِيَ مَقالة كل واحد

منهم، واقتصرتُ على ما قاله أَبو إِسحق الزجاج في كتابه لأَنه جَمَعَ أَقاوِيلَهم على اخْتِلافها، واحتج لأَصْوَبِها عنده، وعزاه إِلى الخليل، فقال قوله: لا تَسْأَلُوا عن أَشياءَ، أَشْياءُ في موضع الخفض، إِلاَّ أَنها فُتحت لأَنها لا تنصرف.

قال وقال الكسائي: أَشْبَهَ آخِرُها آخِرَ حَمْراءَ، وكَثُر استعمالها،

فلم تُصرَفْ. قال الزجاج: وقد أَجمع البصريون وأَكثر الكوفيين على أَنَّ قول الكسائي خطأٌ في هذا، وأَلزموه أَن لا يَصْرِف أَبناء وأَسماء. وقال الفرّاءُ والأَخفش: أَصل أَشياء أَفْعِلاء كما تقول هَيْنٌ وأَهْوِناء، إِلا أَنه كان الأَصل أَشْيِئاء، على وزن أَشْيِعاع، فاجتمعت همزتان بينهما أَلف فحُذِفت الهمزة الأُولى. قال أَبو إِسحق: وهذا القول أَيضاً غلط لأَن شَيْئاً فَعْلٌ، وفَعْلٌ لا يجمع أَفْعِلاء، فأَما هَيْنٌ فأَصله هَيِّنٌ، فجُمِعَ على أَفْعِلاء كما يجمع فَعِيلٌ على أَفْعِلاءَ، مثل نَصِيب وأَنْصِباء. قال وقال الخليل: أَشياء اسم للجمع كان أَصلُه فَعْلاءَ شَيْئاءَ، فاسْتُثْقل الهمزتان، فقلبوا الهمزة الاولى إِلى أَول الكلمة، فجُعِلَت لَفْعاءَ، كما قَلَبُوا أَنْوُقاً فقالوا أَيْنُقاً. وكما قلبوا قُوُوساً قِسِيّاً.

قال: وتصديق قول الخليل جمعُهم أَشْياءَ أَشاوَى وأَشايا، قال: وقول الخليل هو مذهب سيبويه والمازني وجميع البصريين، إلاَّ الزَّيَّادِي منهم، فإِنه كان يَمِيل إِلى قول الأَخفش. وذُكِر أَن المازني ناظَر الأَخفش في هذا، فقطَع المازِنيُّ الأَخفشَ، وذلك أَنه سأَله كيف تُصغِّر أَشياء، فقال له أَقول: أُشَيَّاء؛ فاعلم، ولو كانت أَفعلاء لردَّت في التصغير إِلى واحدها فقيل: شُيَيْئات. وأَجمع البصريون أَنَّ تصغير أَصْدِقاء، إِن كانت للمؤَنث:

صُدَيْقات، وإِن كان للمذكرِ: صُدَيْقُون. قال أَبو منصور: وأَما

الليث، فإِنه حكى عن الخليل غير ما حكى عنه الثقات، وخَلَّط فيما حكى وطوَّلَ تطويلاً دل عل حَيْرته، قال: فلذلك تركته، فلم أَحكه بعينه. وتصغير الشيءِ: شُيَيْءٌ وشِيَيْءٌ بكسر الشين وضمها. قال: ولا تقل شُوَيْءٌ.

قال الجوهري قال الخليل: إِنما ترك صرف أَشياءَ لأَن أَصله فَعْلاء جُمِعَ على غير واحده، كما أَنَّ الشُّعراءَ جُمعَ على غير واحده، لأَن الفاعل لا يجمع على فُعَلاء، ثم استثقلوا الهمزتين في آخره، فقلبوا الاولى أَوَّل الكلمة، فقالوا: أَشياء، كما قالوا: عُقابٌ بعَنْقاة، وأَيْنُقٌ وقِسِيٌّ، فصار تقديره لَفْعاء؛ يدل على صحة ذلك أَنه لا يصرف، وأَنه يصغر على أُشَيَّاء، وأَنه يجمع على أَشاوَى، وأَصله أَشائِيُّ قلبت الهمزة ياءً، فاجتمعت ثلاث ياءات، فحُذفت الوُسْطى وقُلِبت الأَخيرة أَلِفاً، وأُبْدِلت من الأُولى واواً، كما قالوا: أَتَيْتُه أَتْوَةً. وحكى الأَصمعي: أَنه سمع رجلاً من أَفصح العرب يقول لخلف الأَحمر: إِنَّ عندك لأَشاوى، مثل الصَّحارى، ويجمع أَيضاً على أَشايا وأَشْياوات.

وقال الأَخفش: هو أَفْعلاء، فلهذا لم يُصرف، لأَن أَصله أَشْيِئاءُ، حذفت الهمزة التي بين الياءِ والأَلِف للتخفيف. قال له المازني: كيف تُصغِّر العربُ أَشياءَ؟ فقال:

أُشَيَّاء. فقال له: تركت قولك لأَنَّ كل جمع كُسِّرَ على غير واحده، وهو من أَبنية الجمع، فإِنه يُردُّ في التصغير إِلى واحده، كما قالوا: شُوَيْعِرون في تصغير الشُّعَراءِ، وفيما لا يَعْقِلُ بالأَلِف والتاءِ، فكان يجب أَن يقولوا شُيَيْئَات. قال: وهذا القول لا يلزم الخليل، لأَنَّ فَعْلاء ليس من ابنية الجمع. وقال الكسائي: أَشياء أَفعالٌ مثل فَرْخٍ وأَفْراخٍ، وإِنما تركوا صرفها لكثرة استعمالهم لها لأَنها شُبِّهت بفَعْلاء. وقال الفرّاء: أَصل شيءٍ شَيِّئٌ، على مثال شَيِّعٍ، فجمع على أَفْعِلاء مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء ولَيِّنٍ وأَلْيِناء، ثم خفف، فقيل شيءٌ، كما قالوا هَيْنٌ ولَيْنٌ، وقالوا أَشياء فَحَذَفُوا الهمزة الأُولى وهذا القول يدخل عليه أَن لا يُجْمَع على أَشاوَى، هذا نص كلام الجوهري.

قال ابن بري عند حكاية الجوهري عن الخليل: ان أَشْياءَ فَعْلاء جُمِع على غير واحده، كما أَنَّ الشعراء جُمِعَ على غيره واحده؛ قال ابن بري:

حِكايَتُه عن الخليل أَنه قال: إِنها جَمْع على غير واحده كشاعِر وشُعراءٍ، وَهَمٌ منه، بل واحدها شيء. قال: وليست أَشياء عنده بجمع مكسَّر، وإِنما هي اسم واحد بمنزلة الطَّرْفاءِ والقَصْباءِ والحَلْفاءِ، ولكنه يجعلها بدلاً من جَمع مكسر بدلالة إِضافة العدد القليل إِليها كقولهم: ثلاثة أَشْياء، فأَما جمعها على غير واحدها، فذلك مذهب الأَخفش لأَنه يَرى أَنَّ أَشْياء وزنها أَفْعِلاء، وأَصلها أَشْيِئاء، فحُذِفت الهمزة تخفيفاً. قال: وكان أَبو علي يجيز قول أَبي الحسن على أَن يكون واحدها شيئاً ويكون أَفْعِلاء جمعاً لفَعْل في هذا كما جُمِعَ فَعْلٌ على فُعَلاء في نحو سَمْحٍ وسُمَحاء. قال: وهو وهَم من أَبي علي لأَن شَيْئاً اسم وسَمْحاً صفة بمعنى سَمِيحٍ لأَن اسم الفاعل من سَمُحَ قياسه سَمِيحٌ، وسَمِيح يجمع على سُمَحاء كظَرِيف وظُرَفاء، ومثله خَصْم وخُصَماء لأَنه في معنى خَصِيم. والخليل وسيبويه يقولان: أَصلها شَيْئاءُ، فقدمت الهمزة التي هي لام الكلمة إِلى أَوَّلها فصارت أَشْياء، فوزنها لَفْعاء.

قال: ويدل على صحة قولهما أَن العرب قالت في تصغيرها: أُشَيَّاء. قال:

ولو كانت جمعاً مكسراً، كما ذهب إِليه الأخفش: لقيل في تصغيرها: شُيَيْئات، كما يُفعل ذلك في الجُموع الـمُكَسَّرة كجِمالٍ وكِعابٍ وكِلابٍ،تقول في تصغيرها: جُمَيْلاتٌ وكُعَيْباتٌ وكُلَيْباتٌ، فتردها إِلى الواحد، ثم تجمعها بالالف والتاء. وقال ابن <ص:106>

بري عند قول الجوهري: إِن أَشْياء يجمع على أَشاوِي، وأَصله أَشائِيُّ فقلبت الهمزة أَلفاً، وأُبدلت من الاولى واواً، قال: قوله أَصله أَشائِيُّ سهو، وانما أَصله أَشايِيُّ بثلاث ياءات.

قال: ولا يصح همز الياء الاولى لكونها أَصلاً غير زائدة، كما تقول في جَمْع أَبْياتٍ أَبايِيت، فلا تهمز الياء التي بعد الأَلف، ثم خففت الياء المشدّدة، كما قالوا في صَحارِيّ صَحارٍ، فصار أَشايٍ، ثم أُبْدِلَ من الكسرة فتحةٌ ومن الياءِ أَلف، فصار أَشايا، كما قالوا في صَحارٍ صَحارَى، ثم أَبدلوا من الياء واواً، كما أَبدلوها في جَبَيْت الخَراج جِبايةً وجِباوةً.وعند سيبويه: أَنَّ أَشاوَى جمع لإِشاوةٍ، وإِن لم يُنْطَقْ بها.

وقال ابن بري عند قول الجوهري إِن المازني قال للأَخفش: كيف تصغِّر العرب أَشياء، فقال أُشَيَّاء، فقال له: تركت قولك لأَن كل جمع كسر على غير واحده، وهو من أَبنية الجمع، فإِنه يُردُّ بالتصغير إِلى واحده. قال ابن بري: هذه الحكاية مغيرة لأَنَّ المازني إِنما أَنكر على الأَخفش تصغير أَشياء، وهي جمع مكسر للكثرة، من غير أَن يُردَّ إِلى الواحد، ولم يقل له إِن كل جمع كسر على غير واحده، لأَنه ليس السببُ الـمُوجِبُ لردِّ الجمع إِلى واحده عند التصغير هو كونه كسر على غير واحده، وإِنما ذلك لكونه جَمْعَ كَثرة لا قلة. قال ابن بري عند قول الجوهري عن الفرّاء: إِن أَصل شيءٍ شَيِّئٌ، فجمع على أَفْعِلاء، مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء، قال: هذا سهو، وصوابه أَهْوناء، لأَنه من الهَوْنِ، وهو اللِّين.

الليث: الشَّيء: الماء، وأَنشد:

تَرَى رَكْبَه بالشيءِ في وَسْطِ قَفْرةٍ

قال أَبو منصور: لا أَعرف الشيء بمعنى الماء ولا أَدري ما هو ولا أَعرف البيت. وقال أَبو حاتم: قال الأَصمعي: إِذا قال لك الرجل: ما أَردت؟ قلتَ:

لا شيئاً؛ وإِذا قال لك: لِمَ فَعَلْتَ ذلك؟ قلت: للاشَيْءٍ؛ وإِن قال:

ما أَمْرُكَ؟ قلت: لا شَيْءٌ، تُنَوِّن فيهن كُلِّهن.

والـمُشَيَّأُ: الـمُخْتَلِفُ الخَلْقِ الـمُخَبَّله(1)

(1 قوله «المخبله» هو هكذا في نسخ المحكم بالباء الموحدة.) القَبِيحُ. قال:

فَطَيِّئٌ ما طَيِّئٌ ما طَيِّئُ؟ * شَيَّأَهُم، إِذْ خَلَقَ، الـمُشَيِّئُ

وقد شَيَّأَ اللّه خَلْقَه أَي قَبَّحه. وقالت امرأَة من العرب:

إِنّي لأَهْوَى الأَطْوَلِينَ الغُلْبا، * وأُبْغِضُ الـمُشَيَّئِينَ الزُّغْبا

وقال أَبو سعيد: الـمُشَيَّأُ مِثل الـمُؤَبَّن. وقال الجَعْدِيُّ:

زَفِير الـمُتِمِّ بالـمُشَيَّإِ طَرَّقَتْ * بِكاهِلِه، فَما يَرِيمُ الـمَلاقِيَا

وشَيَّأْتُ الرَّجلَ على الأَمْرِ: حَمَلْتُه عليه. ويا شَيْء: كلمة يُتَعَجَّب بها. قال:

يا شَيْءَ ما لي! مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ * مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ، والتَّقْلِيبُ

قال: ومعناها التأَسُّف على الشيء يُفُوت. وقال اللحياني: معناه يا عَجَبي، وما: في موضع رفع. الأَحمر: يا فَيْءَ ما لِي، ويا شَيْءَ ما لِي، ويا هَيْءَ ما لِي معناه كُلِّه الأَسَفُ والتَّلَهُّفُ والحزن. الكسائي: يا فَيَّ ما لي ويا هَيَّ ما لي، لا يُهْمَزان، ويا شيء ما لي، يهمز ولا يهمز؛ وما، في كلها في موضع رفع تأْويِلُه يا عَجَبا ما لي، ومعناه التَّلَهُّف والأَسَى. قال الكسائي: مِن العرب من

يتعجب بشيَّ وهَيَّ وَفيَّ، ومنهم من يزيد ما، فيقول: يا شيَّ ما، ويا هيّ ما، ويا فيَّ ما أَي ما أَحْسَنَ هذا. وأَشاءَه لغة في أَجاءه أَي أَلْجَأَه. وتميم تقول: شَرٌّ ما يُشِيئُكَ إِلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ أَي يُجِيئُك. قال زهير ابن ذؤيب العدوي:

فَيَالَ تَمِيمٍ! صابِرُوا، قد أُشِئْتُمُ * إِليه، وكُونُوا كالـمُحَرِّبة البُسْل

شيأ
: ( {شِئْتُه) أَي الشيءَ (} أَشَاؤُه {شَيْأً} ومَشِيئَةً) كخَطِيئَة ( {وَمَشَاءَةً) كَكَراهة (} ومشَائِيَةً) كعَلانِية: (أَردْتُه) قَالَ الجوهريُّ: المَشِيئَة: الإِرادة، ومثلُه فِي (المُصباح) و (المُحكم) ، وايكثرُ المتكلّمين لم يُفرِّقوا بَينهمَا، وإِن كَانَتَا فِي الأَصل مُختلِفَتَيْنِ فإِن! المَشيئَة فِي اللُّغة: الإِيجاد، والإِرادةُ: طَلبٌ، أَوْمَأَ إِليه شيخُنا نَاقِلا عَن القُطْب الرَّازِي، ولس هَذَا مَحَلَّ البسْطِ (والاسمُ) مِنْهُ ( {الشِّيئَة كَشِيعة) عَن اللِّحيانيّ، وَمثله فِي (الرَّوْض) للسُّهَيْلي (و) قَالُوا: (كلُّ شَيْء} بِشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى) بِكَسْر الشين، أَي بمَشيئَته، وَفِي الحَدِيث: أَنّ يَهودِيًّا أَتَى النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفقال: إِنكم تَنْذِرُون وتُشْرِكُون فتقولون: مَا {شاءَ اللَّهُ} وشِئْتُ، فايمرهم النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأَن يَقُولُوا: (مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ {شِئْتُ) وَفِي (لِسَان الْعَرَب) و (شرح المُعلَّقات) : المشيِئَةُ، مَهْمُوزَة: الإِرادة، وإِنما فَرَقَ بَين قولِه: مَا شَاءَ اللَّهُ وشِئْتُ، (وَمَا} شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ {شِئْتُ) لأَن الْوَاو تُفيد الجمْعَ دون الترتيبِ، وثُمَّ تَجْمِعُ وتُرتِّب، فَمَعَ الواوِ يكون قد جمعَ بينَ الله وبينَه فِي المشيئَة، وَمَعَ ثُمَّ يكون قد قدَّم مَشيئَةَ اللَّهِ على مشِيئَتِه.
(} - والشيْءُ م) بَين الناسِ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ حِين أَراد أَن يَجْعَل المُذكَّر أَصلاً للمؤنث: أَلاَ تَرى أَن الشْيءَ مُذكَّرٌ، وَهُوَ يَقع على كُلِّ مَا أُخْبِرَ عَنهُ، قَالَ شَيخنَا: وَالظَّاهِر أَنه مصدرُ بِمَعْنى اسمِ الْمَفْعُول، أَي الأَمر {- المَشِيءُ أَي المُرادُ الَّذِي يتَعَلَّق بِهِ القَصْدُ، أَعمُّ مِن أَن يكون بِالفِعْلِ أَو بالإِمْكانِ، فيتناوَلُ الوَاجِبَ والمُمْكِنَ والمُمْتَنِعَ، كَمَا اخْتَارَهُ صاحبُ (الكشَّاف) ، وَقَالَ الراغبُ: الشيْءُ: عِبارة عَن كُلِّ موجودٍ إِمَّا حِسًّا كالأَجسام، أَو مَعْنَى كالأَقوال، وصرَّح البَيْضاوِيُّ وغيرُه بأَنه يَخْتَصُّ بالموجود، وَقد قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِنه أَعمُّ العَامِّ، وَبَعض المُتكلِّمينَ يُطلِقه على الْمَعْدُوم أَيضاً، كَمَا نُقِلَ عَن السَّعْدِ وضُعِّفَ، وَقَالُوا: من أَطلقَه مَحجوجٌ بِعَدَمِ استعمالِ الْعَرَب ذَلِك، كَمَا عُلِم باستقْراءِ كلامِهم وبنحْوِ {كُلُّ} شَيْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} (الْقَصَص: 88) إِذا المعدومُ لَا يَتَّصِفُ بالهَلاكِ، وينحْوِ {وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ} (الْإِسْرَاء: 44) إِذ الْمَعْدُوم لَا يُتَصَوَّرُ مِنْهُ التسبيحُ. انْتهى. (ج {أَشياءُ) غير مَصْرُوف (} وأَشْيَاوَاتٌ) جمعُ الجمعِ لشْيءٍ، قَالَه شَيخنَا (و) كَذَا ( {أَشَاوَاتٌ} وأَشَاوَى) بِفَتْح الْوَاو، وحُكِي كَسْرُها أَيضاً، وَحكى الأَصمعيُّ أَنه سمع رجلا من أَفصح الْعَرَب يَقُول لِخَلَف الأَحمرِ: إِنَّ عِندك {- لأَشَاوِي (وأَصلُه أَشَايِيُّ بثلاثِ ياآتٍ) خُفِّفت الياءُ المشدّدة، كَمَا قَالُوا فِي صَحَارِيُّ صَحار فَصَارَ أشايٍ ثمَّ أُبدل من الكسرة فَتْحة وَمن الياءِ أَلف فَصَارَ أَشايا كَمَا قَالُوا فِي صَحَار صَحَارَي، ثمَّ أَبدلُوا من الياءِ واواً، كَمَا أَبدلوا فِي جَبَيْت الخَراجَ جبَايةً وجِبَاوَةً، كَمَا قَالَه ابْن بَرّيّ فِي (حَوَاشِي الصِّحاح) (وقولُ الجوهريِّ) إِنّ (أَصله أَشَائِيُّ) بياءَين (بِالْهَمْز) أَي همز الْيَاء الأُولى كالنُّون فِي أَعناقِ إِذا جمعته قلت أَعانِيق، والياءُ الثانِية هِيَ المُبدلة من أَلف المدّ فِي أَعناقٍ تُعْدل يَاء لكسر مَا قبلهَا، والهمزةُ هِيَ لامُ الْكَلِمَة، فَهِيَ كالقاف فِي أَعانِيق، ثمَّ قُلِبَت الهمزةُ لتطَرُّفِها، فاجتمعتْ ثلاثُ ياآتٍ، فتوالَتِ الأَمثالُ فاستُثْقِلت فحُذِفت الوُسْطَى وقُلِبت الأَخيرةُ أَلفاً، وأُبْدلَت من الأُولى واواً، كَمَا قَالُوا: أَتَيْتُه أَتْوَةً، هَذَا ملخص مَا فِي (الصِّحَاح) قَالَ ابْن بَرّيّ: وَهُوَ (غَلَطٌ) مِنْهُ (لأَنه لَا يصِحُّ همْزُ الياءِ الأُولى لكَوْنِها أَصلاً غيرَ زَائِدَة) وشرْطُ الإِبدال كَونهَا زَائِدَة (كَمَا تَقولُ فِي جمع أَبْياتٍ أَبايِيتُ) ثَبتت ياؤُها لعدم زِيادتها، وَكَذَا ياءُ مَعايِشَ (فَلَا تَهْمِزُ) أَنت (الياءَ الَّتِي بعد الأَلف) لأَصالتها، هَذَا نَص عِبارة ابْن بَرِّيّ. قَالَ شَيخنَا: وَهَذَا كَلَام صَحِيح ظَاهر، لكنه لَيْسَ فِي كَلَام الجوهريّ الياءُ الأُولى حَتَّى يردّ عَلَيْهِ مَا ذكر، وإِنما قَالَ: أَصله أَشائيّ فقُلبت الْهمزَة يَاء فاجتمعت ثلاثُ ياآت. قَالَ: فَالْمُرَاد بِالْهَمْزَةِ لَام الْكَلِمَة لَا الْيَاء الَّتِي هِيَ عين الْكَلِمَة، إِلى آخر مَا قَالَ.
قلت: وَبِمَا سقناه من نصّ الْجَوْهَرِي آنِفا يرْتَفع إِيراد شَيخنَا الناشيء عَن عدم تَكْرِير النّظر فِي عِبَارَته، مَعَ مَا تَحامل بِهِ على المصنِّف عَفا اللَّهُ وسامح عَن جسارته (ويُجْمَع أَيضاً على أَشَايَا) بإِبقاء الْيَاء على حَالهَا دون إِبدالها واواً كالأُولى، ووزنه على مَا اخْتَارَهُ الجوهريّ أَفائِلُ، وَقيل أَفَايَا (وحُكي} أَشْيَايَا) أَبْدلوا همزتَه يَاء وَزَادُوا أَلفاً، فوزنه أَفعَالاَ، نَقله ابنُ سَيّده عَن اللّحيانّي ( {وأَشَاوِهُ) بإِبدال الْهمزَة هَاء، وَهُوَ (غَرِيبٌ) أَي نَادِر، وحَكَى أَن شَيخا أَنشد فِي مجْلِس الكِسائيِّ عَن بعض الأَعراب:
وَذلِكَ مَا أُوصِيكِ يَا أُمَّ مَعْمَرٍ
وبَعْضُ الوَصَايَا فِي أَشَاوِهَ تَنْفَعُ
قَالَ اللحيانيُّ: وَزعم الشَّيْخ ايْنَ الأَعرابي قَالَ: أُرِيد أَشَايَا، وَهَذَا من أَشَذِّ الجَمْعِ (لأَنَّه لَيْسَ فِي الشيءِ هاءٌ) وَعبارَة اللحيانيِّ، لأَنه لَا هاءَ فِي الأَشياءِ (وتصغيره} - شُيَيْءٌ) مضبوط عندنَا فِي النُّسْخَة بِالْوَجْهَيْنِ مَعًا، أَي بالضمّ على الْقيَاس، كَفلْسٍ وفُليْسٍ، وأَشار الجوهريُّ إِلى الكَسر كَغَيْرِهِ، وكأَنّ الْمُؤلف أَحال على الْقيَاس الْمَشْهُور فِي كُلِّ ثُلاثِيِّ العَيْنِ، قَالَ الجوهريُّ و (لَا) تقل (شُوَيّ) بِالْوَاو وَتَشْديد الْيَاء (أَو لُغيَّةٌ) حكيت (عَن إِدريسَ بنِ مُوسى النَّحْوِيِّ) بل سَائِر الْكُوفِيّين، واستعمَلها المُولَّدُون فِي أَشعهارهم، قَالَه شَيخنَا، (وحِكايةُ) الإِمام أَبي نصر (الجوهريِّ) رَحمَه الله تَعَالَى (عَن) إِمام الْمَذْهَب (الخَليل) بن أَحمد الفراهِيدِيّ (أَن أَشياءَ فَعْلاءُ، وأَنها) مَعْطُوف على مَا قبله (جَمْعٌ على غيرِ واحدةٍ كشاعرٍ وشُعَراءَ) كَون الْوَاحِد على خلاف الْقيَاس فِي الجَمْع (إِلى آخِره) أَي آخر مَا قَالَ وسَرَد (حِكَايةٌ مُختَلَّة) وَفِي بعض النّسخ بِدُونِ لفظ (حِكَايَة) أَي ذَات اختلالٍ وانحلالٍ (ضَرَبَ فِيهَا) أَي فِي تِلْكَ الْحِكَايَة (مَذهَبَ الخليلِ على مذْهبِ) أَبي الْحسن (الأَخْفَشِ وَلم يُمَيِّزْ بينَهما) أَي بَين قولَي الإِمامين (وَذَلِكَ أَن) أَبا الْحسن (الأَخْفَشَ يَرَى) وَيذْهب إِلى (أَنها) أَي أَشياءَ وزْنُها (أَفْعِلاَء) كَمَا تَقول هَيْنٌ، وأَهْوِنَاء، إِلا أَنه كَانَ فِي الأَصل أَشْيِئَاء كَأَشْيِعَاع، فاجتمعت همزتان بَينهمَا أَلف فَحُذِف الهمزةُ الأُولة، وَفِي شحر حُسام زادَه على منصومة الشافيَة: حُذفت الهمزةُ الَّتِي هِيَ اللَّام تَخْفِيفًا كَرَاهَة همزتين بَينهمَا أَلف، فوزنها أَفْعَاء، انْتهى. قَالَ الجوهريّ: وَقَالَ الفراءُ: أَصل شَيْءٍ شَيِّيءٌ على مِثَال شَيِّعٍ، فجُمع على أَفْعَلاءَ مثل هَيِّن وأَهْيِنَاءَ ولَيِّنٍ وأَلْيِنَاءَ ثمَّ خُفِّفَ فَقيل شَيْءٌ، كَمَا قَالُوا: هَيْنٌ ولَيْنٌ، فَقَالُوا أَشْيَاءَ، فحذفوا الهمزَةَ الأُولى، وَهَذَا قَول يَدْخُل عَلَيْهِ أَن لَا يُجْمَع على أَشَاوَي (وَهِي جَمْعٌ على غير واحِده المُستعْمَلِ) المَقِيس المُطَّرِد (كشَاعِرٍ وشُعَراءَ، فإِنّه جُمِعَ على غيرِ واحدهِ) قَالَ شَيخنَا: هَذَا التنظيرُ لَيْسَ من مَذْهَب الأَخفش كَمَا زعم المُصنّف، بل هُوَ من تَنْظير الخَليل، السَّخاوِيُّ، وَبِه صَرَّح ابنُ سَيّده فِي المُخَصّص وَعَزاهُ إِلى الخَليل.
قلت: وَهَذَا الإِيراد نصّ كَلَام ابْن بَرّيّ فِي حَوَاشِيه، كَمَا سيأْتي، وَلَيْسَ من كَلَامه، فَكَانَ يَنْبَغِي التنبيهُ عَلَيْهِ (لأَنَّ فاعِلاً لَا يُجْمَع على فُعَلاَءَ) لَكِن صرَّح ابنُ مالكٍ وابنُ هشامٍ وأَبو حيّانَ وغِيرُهم أَن فُعَلاَءَ يَطَّرِد فِي وَصْفٍ على فِعيلٍ بِمَعْنى فاعِلٍ غير مُضَاعَفٍ وَلَا معتَلَ كَكَرِيم وكُرماء وظَرِيف وظُرفاء، وَفِي فاعلِ دالَ على مَعْنى كالغَرِيزة كَشاعِرٍ وشُعراء وعاقِل وعُقَلاَء وصالِح وصُلَحاء وعالم وعُلَماء، وَهِي قاعِدَةٌ مُطَّرِدة، قَالَ شَيخنَا: فَلَا أَدْري مَا وَجْه إِقرار المصَنّف لذَلِك الجوهريّ وابنِ سَيّده (وأَمّا الخليلُ) ابْن أَحمد (فَيرى أَنها) أَي أَشياءَ اسمُ الْجمع وَزنهَا (فَعْلاَءُ) أَصْله شَيْئَاءُ، كحمْراء فاستُثقِل الهمزتانِ، فقلبوا الهمزةَ الأُولى إِلى أَوَّل الكلمةِ، فجُعِلت لَفْعَاء، كَمَا قَلبوا أَنْوُق فَقَالَ أَيْنُق، وقلبوا أَقْوُس إِلى قِسِيَ، قَالَ أَبو إِسحاق الزّجاج: وتصديقُ قولِ الْخَلِيل جمْعهم أَشياء على أَشَاوي وأَشَايا وقولُ الخليلِ هُوَ مذهبُ سِيبويهِ والمازِنيِّ وجميعِ البصريِّينَ إِلا الزِّيادِيَّ مِنْهُم، فإِنه كَانَ يمِيل إِلى قولِ الأَخفشِ، وذُكِر أَن المازنيَّ نَاظر الأَخفشَ فِي هَذَا فقطعَ المازِنيُّ الأَخفَشَ، قَالَ أَبو مَنْصُور: وأَما اللَّيْث فإِنه حكى عَن الْخَلِيل غير مَا حُكيَ عَنهُ الثِّقاتُ، وخَلَّط فِيمَا حكَى وطَوَّل تَطْوِيلاً دلَّ على حَيْرَته، قَالَ: فَلذَلِك تركْتُه فَلم أَحْكِه بِعَيْنِه. (نائبةٌ عَن أَفْعَالِ وبَدَلٌ مِنْهُ) قَالَ ابنُ هشامٍ: لم يرِد مِنْهُ إِلاَّ ثلاثةُ أَلفاظٍ: فَرْخٌ وأَفْرَاخ، وزَنْد وأَزْناد وحَمْل وأَحْمال، لَا رَابِع لَهَا، وَقَالَ غَيره: إِنه قَلِيل بِالنِّسْبَةِ إِلى الصَّحِيح، وأَما فِي المعتل فكثير (وجَمْعٌ لِوَاحِدِها) وَقد تقدّم من مَذْهَب سِيبويهِ أَنَّها اسمُ جمعٍ لَا جَمْعٌ فليُتَأَمَّلْ، (المُستَعْمَل) المطَّرِد (وَهُوَ شْيءٌ) وَقد عرفت أَنه شاذٌّ قليلٌ (وأَمَّا الكِسائيُّ فَيرى أَنها) أَي أَشياءَ (أَفعالٌ كَفَرْخ وأَفْرَاخٍ) أَي من غير ادِّعاء كُلْفةٍ، وَمن ثمَّ اسْتَحْسَنَ كثيرُونَ مَذهبَه، وَفِي (شرح الشافية) ، لأَن فَعْلاً مُعْتَلَّ العينِ يُجمع على أَفعال.
قلت: وَقد تقدّمت الإِشارة إِليه، فإِن قلت: إِذا كَانَ الأَمر كَذَلِك فَكيف مُنِعَت من الصّرْف وأَفْعَال لَا مُوجِب لِمَنْعه.
قلت: إِنما (تُرِك صَرْفُها لكَثرةِ الاستعمالِ) فخَفَّتْ كثيرا، فقابلوا خِفَّتها بالتثقيل وَهُوَ الْمَنْع من الصّرْف (لأَنها) أَي أَشياءَ (شُبِّهَتْ بِفَعْلاءَ) مثل حمْراءَ فِي الْوَزْن، وَفِي الظَّاهِر، و (فِي كَوْنِها جُمِعَتْ على! أَشْيَاوَات فصَارَتْ كخَضْرَاءَ وخَضْراوَاتٍ) وصَحْرَاءَ وصَحْرَاوات، قَالَ شيخُنا: قَوْله: لأَنها شُبِّهت، إِليخ من كَلَام المُصَنِّف جَوَابا عَن الْكسَائي، لَا من كَلَام الكسائيِّ.
قلت: قَالَ أَبو إِسحاق الزجّاج فِي كِتَابه فِي قَوْله تَعَالَى: {لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآء} (الْمَائِدَة: 101) فِي موضِع الْخَفْض إِلاّ أَنّها فُتِحت لأَنها لَا تنصرِف. قَالَ: وَقَالَ الكسائيُّ: أَشبَه آخِرُها آخِرَ حَمراءَ وكثُرَ استعمالُها فَلم تُصْرَف. انْتهى، فعُرِف من هَذَا بُطْلان مَا قَالَه شُيْخُنا، وأَن الجوهريّ إِنما نَقله من نَصِّ كَلَام الكسائيّ، وَلم يأْتِ من عِنْده بِشَيْء (فحِينئذٍ لَا يَلْزَمُه) أَي الكسائيَّ (أَن لَا يصْرِفَ أَبْنَاءَ وأَسْمَاء كَمَا زعم الجوهريُّ) قَالَ أَبو إِسحاق الزجّاج: وَقد أَجمع البصريّونُ وأَكثرُ الكُوفِيِّين على أَن قَول الكسائيِّ خطأٌ فِي هَذَا، وأَلزموه أَن لَا يصرِف أَبناءً وأَسماءً. انْتهى. فقد عرفْتَ أَنَّ فِي مثل هَذَا لَا يُنْسب الغلطُ إِلى الجوهريّ كَمَا زعم المؤلّفُ (لأَنهم لم يَجْمَعُوا أَبناءً وأَسماءً بالأَلف والتَّاءِ) فَلم يَحْصُل الشَّبَهُ. وَقَالَ الفراءُ: أَصلُ شَيْءٍ شَيِّيءٌ على مِثال شَيِّعٍ، فجُمِع على أَفْعِلاء مثل هَيِّنْ وأَهْيِنَاء وليِّن وأَلْيِنَا، ثمَّ خُفِّف فَقيل شَيْءٌ كَمَا قَالُوا هَيْنٌ ولَيْنٌ، فَقَالُوا أَشياء، فحذفوا الْهمزَة الأُولى، كَذَا نصُّ الجوهريُّ، وَلما كَانَ هَذَا القولُ رَاجعا إِلى كَلَام أَبي الْحسن الأَخفش لم يَذْكُرْهُ الْمُؤلف مُسْتقِلّا، وَلذَا تَرى فِي عبارَة أَبي إِسحاق الزجّاج وغيرِهِ نِسبةَ القوْلِ إِليهما مَعًا، بل الجارَبَرْدِي عَزَا القَوحلَ إِلى الفَرَّاء وَلم يَذكر الأَخفش، فَلَا يُقَال: إِن المؤلّف بَقِيَ عَلَيْهِ مذْهبُ الفرَّاء كَمَا زعم شيخُنا، وَقَالَ الزجّاج عِنْد ذِكر قوْلِ الأَخفش والفرَّاءِ: وَهَذَا القولُ أَيضاً غلطٌ، لأَنَّ! شَيْئاً فَعْلٌ، وفَعْلٌ لَا يُجْمَع على أَفْعِلاءَ، فأَمَّا هَيْن فأَصلُه هَيِّن فجُمِع على أَفْعِلاَء كَمَا يُجْم فَعِيلٌ على أَفعِلاء مثل نَصِيب وأَنْصِباء انْتهى.
قلت، وَهَذَا هُوَ الْمَذْهَب الخامِس الَّذِي قَالَ شَيخنَا فِيهِ إِنه لم يَتَعَرَّض لَهُ اللُّغَوِيُّون، وَهُوَ راجعٌ إِلى مَذْهَب الأَخفش والفرَّاء، قَالَ شَيخنَا فِي تَتِمَّات هِيَ للمادَّة مُهِمَّات: فحاصلُ مَا ذُكِر يَرْجِع إِلى ثَلَاثَة أَبْنِيَة تُعْرَف بِالِاعْتِبَارِ والوَزْنِ بعد الحَذْف فَتَصِير خَمْسَة أَقْوال، وَذَلِكَ أَن أَشْياء هَل هِيَ اسمُ جمعٍ وَزْنُها فَعْلاةء أَو جَمْعِ على فَعْلاَء ووزنه بعد الحَذْفِ أَفْعاء أَو أَفْلاَء أَو أَفْياء أَو أَصلها أَفْعَال، وَبِه تعلَم مَا فِي (الْقَامُوس) و (الصِّحَاح) و (الْمُحكم) من القُصور، حَيْثُ اقْتصر الأَوّل على ثَلَاثَة أَقوال، مَعَ أَنه الْبَحْر، وَالثَّانِي وَالثَّالِث على أَربعة، انْتهى.
وَحَيْثُ انجرَّ بِنَا الْكَلَام إِلى هُنَا يَنْبَغِي أَن نعلم أَيّ الْمذَاهب مَنْصورٌ مِمَّا ذُكِر.
فَقَالَ الإِمام علم الدّين أَبو الْحسن عليّ بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد السَّخاوِيّ الدِّمشقيّ فِي كِتَابه سِفْر السَّعادة وسفير الإِفادة: وأَحسنُ هَذِه الأَقوالِ كلِّها وأَقربُها إِلى الصوابِ قولُ الكسائيّ، لأَنه فَعْلٌ جُمِع على أَفْعال، مثل سَيْفٍ وأَسْياف، وأَمّا منعُ الصَّرْف فِيهِ فعلى التَّشْبِيه بِفَعْلاَءِ، وَقد يشبَّه الشيءُ بالشيءِ فيُعْطَي حُكْمه، كَمَا أَنهم شَبَّهوا أَلف أَرْطَى بأَلف التأْنيث فمنعوه من الصّرْف فِي الْمعرفَة، ذكر هَذَا القَوْل شيخُنا وأَيَّدَه وارْتضاه.
قلت: وَتقدم النقلُ على الزجّاج فِي تخطِئَة البَصرِيّيّن وأَكثرِ الكُوفيّين هَذَا القَوْل، وَتقدم الجوابُ أَيضاً فِي سِيَاق عِبارة المؤلّف، وَقَالَ الجَارَبَرْدِي فِي (شرح الشَّافِية) : ويلْزم الكسائيَّ مخالفةُ الظاهِر من وجْهينِ: الأَول مَنْعِ الصرْفِ بِغَيْر عِلَّة، الثَّانِي أَنها جُمِعَت على أَشَاوَى. وأَفعال لَا يُجْمَع على أَفاعل.
قلت: الإِيراد الثَّانِي هُوَ نصُّ كَلَام الجوهريّ، وأَما الإِيراد الأَول فقد عرفتَ جوابَه.
وَذكر الشّهاب الخَفاجي فِي طِراز الْمجَالِس أَن شِبْهَ العُجْمَة وشِبْه العَلَمِيَّة وشِبْه الأَلِف مِمَّا نَصَّ النُّحاة على أَنه من العِلَل، نقلَه شيخُنا وَقَالَ: المُقرَّر فِي عُلوم الْعَرَبيَّة أَن من جُمْلة مَوَانِع الصرْف أَلِفَ الإِلحاق، لشَبَهِها بأَلف التأْنيثِ، وَلها شرطانِ: أَن تكون مَقصورةً، وأَما أَلِفُ الإِلحاق الممدودةُ فَلَا تَمحنَ وإِن أَلِفُ الإِلحاق المدودةُ فَلَا تَمْنَع وإِن ضُمَّت لِعِلَّة أُخْرى، الثَّانِي أَن تقع الكلمةُ الَّتِي فِيهَا الأَلف المقصورةُ علما، فَتكون فِيهَا العَلَمِيّةُ وشِبْهُ أَلفِ التأْنيث، فأَما الأَلف الَّتِي للتأْنيث فإِنها تَمنعُ مُطلقًا، ممدوداً أَو مَقْصُورَة، فِي معرفةِ أَو نكرةِ، على مَا عُرِف. انْتهى.
وَقَالَ أَبو إِسحاق الزجّاج فِي كِتَابه الَّذِي حَوَى أَقَاويلَهم واحتجَّ لأَصوبها عِنْده وَعَزاهُ للخيل فَقَالَ: قَوْله تَعَالَى {لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآء} (الْمَائِدَة: 101) فِي موضعِ الخَفْضِ إِلاَّ أَنّها فُتِحت لأَنها لَا تَنْصرف.
وَنَصّ كَلَام الجوهريّ: قَالَ الْخَلِيل: إِنما تُرِك صَرْفُ أَشياءَ أَصلَه فَعْلاَء، جُمِعَ على غير واحدِه، كَمَا أَن الشُّعَراء جُمع على غير واحدِهِ، لأَن الفاعِل لَا يُجْمع على فُعَلاَء، ثمَّ استثْقَلُوا الهمزتَيْنِ فِي آخِره نَقَلُوا الأُولى إِلى أَوّل الكلِمة فَقَالُوا أَشْياء، كَمَا قَالُوا أَيْنُق وقِسِيّ فَصَارَ تقديرُه لَفْعاء، يدُلُّ على صِحّة ذَلِك أَنه لَا يُصْرَف، وأَنه يُصَغَّرُ على {أُشَيَاء، وأَنه يُجْمَع على أَشَاوَي، انْتهى. وَقَالَ الجاربردي بعداءَن نقل الأَقوال: ومذهبُ سِيبويهِ أَوْلى، إِذ لَا يَلزمه مُخالَفةُ الظاهرِ إِلاَّ من وَجْهٍ واحدٍ، وَهُوَ القَلْبُ، مَعَ أَنه ثابِتٌ فِي لُغتهم فِي أَمثلِه كثيرةٍ.
وَقَالَ ابْن بَرِّيّ عِنْد حِكاية الجوهريّ عَن الْخَلِيل إِنّ أَشياءَ فَعْلاَءُ جُمِع على غير واحِدِه كَمَا أَنّ الشُّعَراءَ جُمِع على غير واحده: هَذَا وَهَمٌ مِنْهُ، بل واحدُها شَيْءٌ، قَالَ: وَلَيْسَت أَشياءُ عِنده بجمْعٍ مُكَسَّر، وإِنما هِيَ اسمٌ واحدٌ بمنزلةِ الطَّرْفَاءِ والقَصْباءِ والحلْفَاءِ، وَلكنه يَجعلُها بَدَلا من جَمعٍ مُكَسَّرٍ بِدلالةِ إِضافةِ العدَد الْقَلِيل إِليها، كَقَوْلِهِم: ثَلاَثةُ أَشْياءَ، فأَما جَمْعُها على غير واحِدِها فَذَلِك مَذهبُ الأَخفشِ، لأَنه يرى أَنَّ أَشياءَ وَزْنُها أَفْعِلاء، وأَصلها أَشْيِئَاء فحُذِفت الهمزةُ تَخْفِيفًا، قَالَ: وَكَانَ أَبو عَلِيَ يُجِيز قولَ أَبي الْحسن على أَن يكون واحِدُها شَيْئًا، وَيكون أَفْعِلاء جَمْعاً لِفَعْلٍ فِي هَذَا، كَمَا جُمِع فَعْلٌ على فُعَلاَءُ فِي نَحْو سَمْحٍ وسُمَحَاء، قَالَ: وَهُوَ وَهَمٌ من أَبي علِيَ، لأَن شَيْئًا اسمٌ، وسَمْحاً صفة بِمَعْنى سَمِيح، لأَن اسْم الْفَاعِل من سَمُحَ قِيَاسه سَمِيح، وسَمِيح يُجمَع على سُمَحاءَ، كَظرِيف وظُرفاء، وَمثله خَصْمٌ وخُصَمَاء، لأَن فِي معنى خَصِيم، والخَليلُ وسيبويهِ يَقُولَانِ أَصلها شيئاء، فقُدِّمت الْهمزَة الَّتِي هِيَ لامُ الكلمةِ إِلى أَوَّلها فَصَارَت أَشياءَ، فوزنها لَفْعَاء، قَالَ: ويدُلُّ على صِحَّة قَوْلهمَا أَن الْعَرَب قَالَت فِي تَصغيرها} أُشَيَّاء، قَالَ: وَلَو كَانَت جَمْعاً مُكسَّراً كَمَا ذهبَ إِليه الأَخفش لَقِيل فِي تصِغيرها شُيَيْئَات كَمَا يُفْعل ذَلِك فِي الجُموع المُكَسَّرة، كجِمَال وكِعَاب وكلاب، تَقول فِي تصغيرها جُمَيْلاَت وكُعَيْبَات وكُلَيْبَات، فتَردّها إِلى الْوَاحِد ثُمَّ تَجمعها بالأَلف وَالتَّاء.
قَالَ فَخر الدّين أَبو الْحسن الجابربردي: وَيلْزم الفرَّاءَ مخالفةُ الظاهرِ مِن وُجوهٍ: الأَول أَنه لَو كَانَ أَصلُ شَيْءٍ شَيِّئاً كَبيِّن، لَكَانَ الأَصل شَائِعا كثيرا، أَلا تَرى أَن بَيِّناً أَكثَرُ مِن بَيْنٍ وَمِّيتاً أَكثرُ من مَيْت، وَالثَّانِي أَن حذف الْهمزَة فِي مِثلها غيرُ جائزٍ إِذ لَا قِياس يُؤَدِّي إِلى جَواز حذف الْهمزَة إِذا اجْتمع هَمزتان بَينهمَا أَلف. الثَّالِث تصغيرُها على أُشَيَّاءَ، فَلَو كَانَت أَفْعِلاءَ لَكَانَ جَمْعَ كَثرةٍ، وَلَو كَانَت جَمْعَ كَثْرَة لوجبَ رَدُّها إِلى المُفرد عِنْد التصغِير، إِذ لَيْسَ لَهَا جَمْعُ القِلَّة. الرَّابِع أَنها تُجمَع على أَشَاوَي. وأَفعِلاَء لَا يُجْمع على أَفاعلَ، وَلَا يلزمُ سِيبويِ من ذَلِك شَيْءٌ، لأَنّ مَنْعَ الصَّرْفِ لأَجلِ التأْنيثِ، وتصغيرُها على أُشَيَّاء لأَنها اسمُ جَمْعٍ لَا جَمْعٌ، وجَمْعُهَا على أَشَاوَي لأَنها اسمٌ على فَعْلاَءَ فيُجمع، على فَعَالَى كصحاءٍ أَو صَحَارَى. انْتهى.
قلت: قَوْله وَلَا يلْزم سيبويهِ شيءٌ من ذَلِك على إِطلاقه غير مُسَلّم، إِذ يَلزمه على التَّقْرِير الْمَذْكُور مثلُ مَا أورد على الفرّاء من الْوَجْه الثَّانِي، وَقد تقدم، فإِن اجْتِمَاع هَمزتين بَينهمَا أَلف واقعٌ فِي كلامِ الفُصحاء، قَالَ الله تَعَالَى {إِنَّا بُرَءآؤاْ مّنْكُمْ} (الممتحنة: 4) وَفِي الحَدِيث: (أَنا وأَتْقِياءُ أُمَّتي بُرَآءُ من التَكلُّفِ) قَالَ الْجَوْهَرِي: إِن أَبا عُثْمَانَ المازنيَّ قَالَ لأَبي الْحسن الأَخفشِ: كَيفَ تُصَغِّر العَربُ أَشياءَ؟ فَقَالَ: أُشَيَّاءَ، فَقَالَ لَهُ: تَركتَ قولَك، لأَن كلَّ جَمْع كُسِّر على غيرِ واحدِه وَهُوَ من أَبنِيَة الجمْعِ فإِنه يُرَدُّ بِالتَّصْغِيرِ إِلى واحده، قَالَ ابنُ برِّيّ: هَذِه الْحِكَايَة مُغَيَّرة، لأَن المازنيّ إِنما أَنكر على الأَخفش تَصغير أَشياء، وَهِي جَمْعٌ مُكَسَّرٌ للكثير من غيرِ أَن يُرَدَّ إِلى الْوَاحِد، وَلم يقل لَهُ ابْن جمع كُسِّر على غيرِ واحدِهِ، لأَنه لَيْسَ السَّببُ المُوجِبُ لردِّ الْجمع إِلى واحده عِنْد التصغير هُوَ كَوْنه كُسِّر على غير واحده، وإِنما ذَلِك لكَونه جَمْعَ كثرةِ لَا قِلَّة.
وَفِي هَذَا القدْرِ مَقْنَع للطالبِ الراغبِ فتأَمَّلْ وكُنْ من الشَّاكِرِينَ، وَبعد ذَلِك نَعود إِلى حَلِّ أَلفاظ المَتْن، قَالَ الْمُؤلف:
( {والشَّيِّآنُ) أَي كَشَيِّعَان (تَقَدَّم) ضبطُه وَمَعْنَاهُ، أَي أَنه واوِيُّ الْعين ويائِيُّها، كَمَا يأْتي للمؤلف فِي المعتَلّ إِيمَاء إِلى أَنه غير مَهْمُوز، قَالَه شيخُنا، ويُنْعَت بِهِ الفَرسُ، قَالَ ثَعْلَبَةُ بن صُعَيْرٍ:
ومُغِيرَة سَوْمَ الجَرادِ وَزَعْتُها
قَبْلَ الصَّبَاحِ بِشَيِّآن ضَامِرِ
(} وأَشاءَهُ إِليه) لُغة فِي أَجاءَه أَي (أَلْجَأَهُ) ، وَهُوَ لُغة تَميمٍ يقوولن: شَرٌّ مَا {يُشِيئُكَ إِلى مُخَّهِ عُرْقُوب، أَي يُجِيئُك ويُلْجِئُك، قَالَ زُهَيْر بن ذُؤَيْب العَدَوِيُّ:
فَيَالَ تَمِيمٍ صَابِرُوا قَدْ} أُشِئْتُم
إِلَيْهِ وَكُونُوا كالمُحَرِّبَةِ البُسْلِ
( {والمُشَيَّأُ كمُعَظَّم) هُوَ (المُخْتَلِف الخَلْقِ المُخْتَلُهُ) الْقَبِيح، قَالَ الشَّاعِر:
فَطَيِّيءٌ مَا طَيِّيءٌ مَا طَيِّيءُ
} شَيَّأَهُمْ إِذْ خَلَقَ المُشَيِّيءُ
وَمَا نَقله شَيخُنا عَن أُصول الْمُحكم بِالْبَاء الموحَّداة المُشدَدة وتَخفيف اللَّام فتصحِيفٌ ظاهرٌ، وَالصَّحِيح هُوَ مَا ضَبطناه على مَا فِي الأُصول الصَّحِيحَة وَجَدْنَاهُ، وَقَالَ أَبو سعيد: {المُشَيَّأُ مثلُ المُوَبَّنِ، قَالَ الجعديُّ:
زَفِيرَ المُتِمِّ} بِالمُشَيَّإِ طَرَّقَتْ
بِكَاهِلِهِ ممَّا يَرِيمُ المَلاَقِيَا
(ويَا شَيْيءَ كَلِمَةٌ يُتَعَجَّبُ بِهَا) قَالَ:
يَا! - شَيْءَ مَالِي مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ
مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ والتَّقْليبُ
ومعناهُ التأَسُّفُ على الشيءِ يفوت وَقَالَ اللِّحيانيُّ: مَعْنَاهُ: يَا عَجَبي، و (مَا) فِي مَوضِع رفعٍ (تَقولُ: يَا شَيْءَ مَا لِي كَياهَيْءَ مالِي، وسيأْتي) فِي بَال المعتلّ (إِن شاءَ اللَّهُ تَعَالَى) نظرا إِلى أَنَّهما لَا يهمزان، وَلَكِن الَّذِي قَالَ الْكسَائي يَا فَيَّ مَالِي ويَا هَيَّ مالِي، لَا يُهْمَزَانِ، وَيَا شيءَ مَالِي (وَيَا {- شَيَّ مَالِي) يُهْمَز وَلَا يُهمز، فَفِي كَلَام المؤلّف نظرٌ، وإِنما لم يذكر الْمُؤلف ياشَيَّ مَالِي فِي المُعتل لما فِيهِ من الِاخْتِلَاف فِي كَونه يُهمز وَلَا يُهمز، فَلَا يَرِد عَلَيْهِ مَا نَسبه شيخُنا إِلى الغَفْلَة، قَالَ الأَحمر: يافَيْءَ مَالِي، وَيَا شَيْءَ مَالِي، وَيَا هَيْءَ مَالِي مَعْنَاهُ كُلِّه الأَسف والحُزن والتَلُّهف، قَالَ الْكسَائي: و (مَا) فِي كلّها فِي مَوضِع رَفْعٍ، تأْويله يَا عجبا مَالِي، وَمَعْنَاهُ التلُّهف والأَسى، وَقَالَ: وَمن الْعَرَب من يَقُول شَيْءَ وَهِيْءَ وفَيْءَ وَمِنْهُم من يزِيد مَا فَيَقُول يَا شَيْءَ مَا، وَيَا هيءَ مَا وياء فيْءَ مَا، أَي مَا أَحسن هَذَا.
(} وشِئْتهُ) كجيئْته (على الأَمْرِ: حَمَلْتُه) عَلَيْهِ، هَكَذَا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) شَيَّأْتُه بِالتَّشْدِيدِ، عَن الأَصمعي (و) قد {شَيَّأَ (اللَّهُ تَعَالَى) خَلْقَه و (وَجْهَهُ) أَي (قَبَّحَه) وَقَالَت امرأَةٌ من الْعَرَب:
إِنِّي لأَهْوَى الأَطْوَلِينَ الغُلْبَا
وَأُبْغِضُ} المُشَيَّئِينَ الزُّغْبَا
( {وتَشَيَّأَ) الرجل إِذا (سَكَن غَضَبُه) ، وَحكى سيبويهِ عَن قولِ الْعَرَب: مَا أَغْفَلَه عَنْك شَيْئًا أَي دَعِ الشكَّ عَنْك، قَالَ ابنُ جِنّي: وَلَا يجوز أَن يكون} شيئَا هُنَا مَنْصُوبًا على الْمصدر حَتَّى كأَنه قَالَ ماءَغفلَهُ عَنْك غُفُولاً وَنَحْو ذَلِك، لأَن لِعل التعجُّب قد استغنَى بِمَا حصلَ فِيهِ من معنى المُبالغةِ عَن أَن يُؤَكَّد بِالْمَصْدَرِ، قَالَ وأَما قولُهم: هُوَ أَحسنُ مِنْك شَيْئا فإِنه مَنْصُوب على تَقْدِير بِشْيْءٍ، فَلَمَّا حذف حرف الْجَرّ أُوصل إِليه مَا قبله، وَذَلِكَ أَن معنى: هُوَ أَفْعَلُ مِنْهُ، فِي الْمُبَالغَة، كمعنى مَا أَفعَلَه، فَكَمَا لم يَجُزْ مَا أَقْوَمه قِياماً، كَذَلِك لم يَجُزْ هُوَ أَقْوَمُ منهِ قِياماً، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَقد أَغفله المُصنِّف. وحُكِيَ عَن اللَّيْث: الشَّيْءُ: الماءُ، وأَنشد:
تَرَى رَكْبَةُ ِ {- بالشَّيْءِ فِي وَسْطِ قَفْرَةٍ
قَالَ أَبو مَنْصُور: لَا أَعرف الشَّيْءَ بِمَعْنى الماءِ وَلَا أَدري مَا هُوَ (وَلَا أَعرف البيتَ) وَقَالَ أَبو حَاتِم: قَالَ الأَصمعي: إِذا قَالَ لَك الرجُل مَا أَردْتَ؟ قلتَ لَا شَيْئا، وإِن قَالَ (لَك) لم فعَلْتَ ذَلِك؟ قلت: للاَشَيْءٍ، وإِن قَالَ: مَا أَمْرُكَ؟ قلت: لَا شَيْءٌ، يُنَوَّنُ فِيهِنَّ كُلِّهن. وَقد أَغفله شيخُنا كَمَا أَغفله المُؤَلف.

شي

أ1 شَآءَهُ, (Msb,) [originally شَيِئَهُ,] like خَافَهُ, [which is originally خَوِفَهُ,] (MF,) first. Pers\.

شِئْتُهُ, (S, K,) aor. ـَ (Msb,) [and by poetic license يَشَاهُ, without ء,] first Pers\. أَشَاؤُهُ, (S. K,) inf. n. شَىْءٌ (Msb, K) and مَشِيْئَةٌ, (S, * K,) or this is a simple subst., (Msb,) and مَشَآءَةٌ and مَشَائِيَةٌ, (K,) [or these two also are simple substs.,] He, and I, willed, wished, or desired, it; syn. أَرَادَهُ (Msb) and أَرَدْتُهُ: (S, * K:) most of the scholastic theologians make no difference between المَشِيْئَةُ and الإِرَادَةُ, though they are [said to be] originally different; for the former, in the proper language, signifies the causing to be or exist, syn. الإِيجَادُ; and the latter, the willing, wishing, or desiring; syn. الطَّلَبُ. (TA.) A Jew objected, to the Prophet, his people's saying مَا شَآءَ اللّٰهُ وَشِئْتُ [What God hath willed and I have willed], as implying the association of another being with God: therefore the Prophet ordered them to say مَا شَآءَ اللّٰهُ ثُمَّ شِئْتُ [What God hath willed, then I have willed]. (TA.) [مَا شَآءَ اللّٰهُ as signifying What hath God willed! is used to express admiration. And as signifying What God willed it is a phrase often used to denote a vague, generally a great or considerable, but sometimes a small, number or quantity or time: See De Sacy's Relation de l'Égypte par Abdallatif, pp.246 and 394 &c.]

A2: See also 1 in art. شوأ.2 شَيَّأْتُهُ عَلَى الأَمْرِ [in some copies of the K (erroneously) شِئْتُهُ] I incited him, or made him, to do the thing, or affair. (As, S, L, K, TA.) A2: And شَيَّأَ اللّٰهُ وَجْهَهُ, (K, TA,) and خَلْقَهُ, (TA,) God rendered, or may God render, foul, unseemly, or ugly, his face, (K, TA,) and his make. (TA.) 4 أَشَآءَهُ إِلَيْهِ He, or it, compelled him, constrained him, or necessitated him, to have recourse, or betake himself, to it; syn. أَلْجَأَهُ; (S, K;) a dial. var. of أَجَآءَهُ; (S;) of the dial. of Temeem. (TA.) Temeem say, شَرٌّ مَا يُشِيؤُكَ إِلَى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ, meaning يُجِيؤُكَ [q. v., i. e. It is an evil thing that compels thee to have recourse to the marrow of a hock]. (S.) 5 تشيّأ His anger became appeased: (K:) said of a man. (TA.) شَىْءٌ [A thing; anything; something; somewhat;] a word of well-known meaning: (K:) [sometimes, in poetry, written and pronounced شَىٌّ: see an ex. in a verse cited voce صُؤَابَةٌ: see also the last sentence but one of this paragraph:] الشَّىْءُ properly signifies what may be known, and that whereof a thing may be predicated: (Mgh, KT:) accord. to Sb, it denotes existence, and is a name for anything that has been made to have being, whether an accident, or attribute, or a substance, and such that it may be known, and that a thing may be predicated thereof: (KT:) MF says that it is app. an inf. n. used in the sense of a pass. part. n., meaning what is willed, and meant, or intended, [in which sense ↓ مَشِيْئَةٌ (pl. مَشِيْآتٌ) is often used,] without restriction to its actuality or possibility of being, so that it applies to that which necessarily is, and that which may be, and that which cannot be; accord. to the opinion adopted by the author of the Ksh: [or, as an inf. n. in the sense of a pass. part. n., it may be expl., agreeably with what is said to be the proper meaning of the verb, as signifying what is caused to be or exist; accordingly,] Er-Rághib says that it denotes whatever is caused to be or exist, whether sensibly, as material substances, or ideally, as sayings; and Bd and others expressly assert that it signifies peculiarly what is caused to be or exist; but Sb says that it is the most general of general terms; and some of the scholastic theologians apply it to what is non-existent; such, however, are overcome in their argument by its not being found to have been thus used by the Arabs, and by such passages as كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [Everything is subject to perish except Himself (Kur xxviii. last verse)] and وَإِنْ مِنْ شَىْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [And there is not anything but it glorifies Him with praising (Kur xvii. 46)], for what is nonexistent cannot be described as perishing nor imagined to glorify God: (TA:) the pl. is أَشْيَآءُ, (S, Msb, K, &c.,) imperfectly decl., (Msb, TA,) or rather this is a quasi-pl. n., (Sb, TA,) respecting the formation of which there is much difference of opinion [as will be shown hereafter], (Msb, TA,) and أَشْيَاوَاتٌ, (S, K,) a pl. pl. [i. e. pl. of أَشْيَآءٌ], (MF, TA,) and أَشَاوَاتٌ, [a contraction of that next preceding,] (K,) and أَشَاوَى, (S, K,) with fet-h to the و, (MF, TA,) and it is also mentioned as with kesr, (TA,) [and is written in both of my copies of the S أَشَاوَى, though if with kesr it should be either أَشَاوٍ or أَشَاوِىُّ, but أَشَاوَى

only is meant by J, as is shown by what here follows,] originally أَشَايِىُّ, with three ى s, not أَشَائِىُّ as J says, [or rather as the word is written in copies of the S, for J may have held it to be أَشَائِىُّ or أَشَايِىْءُ, as he says that the ء was changed into ى thus occasioning the combination of three ىs, so that he held its secondary form to be أَشَايِىُّ, as will presently be shown,] because the first ى is radical, not augmentative, (IB, K,) the medial ى of the three being suppressed, and the final one changed into ا [though written ى], and the initial one changed into و, (S,) and another form of pl. is أَشَايَا, (S, Msb, K,) with the ى preserved, not changed into و [as it is in أَشَاوَى], (TA,) [likewise] a pl. of أَشْيَآءُ, (Msb,) and أَشَيَايَا also is mentioned, (K,) as formed [from أَشْيَآءُ] by the change of ء into ى and adding ا, (TA,) and أَشَاوِهُ, which is strange, (Lh, K,) as there is no ه in أَشَيَآءُ, (Lh,) or in شَىْءٌ: (K:) with respect to the first of these forms, [the quasi-pl. n.] أَشَيَآءُ, the most probable opinion is that of Kh: (Msb, TA:) accord. to him, (S, Msb, K,) it is originally of the measure فَعْلَآءُ, (S, K, *) in lieu of أَفْعَالٌ, (K,) and therefore imperfectly decl., (S,) [i. e.] it is originally شَيْئَآءُ, (Msb,) and the two hemzehs combined in the latter portion being found difficult of pronunciation, the former of them is transposed to the beginning of the word, so that it becomes of the measure لَفْعَآءُ, (S, Msb,) as is shown by its having for its pls. أَشَاوَى and أَشَايَا and أَشْيَاوَاتٌ: (S:) accord. to Akh, it is [originally] of the measure أَفْعِلَآءُ; (S, K;) but if it were thus a broken pl., [not a quasi-pl. n.,] its dim. would not be ↓ أُشْيَّآءُ, as it is, but شُيَيْآتٌ: (S:) accord. to Ks, it is of the measure أَفْعَالٌ, and made imperfectly decl. because of frequency of usage, being likened to فَعْلَآءُ; but were it so, أَبْنَآء and أَسْمَآء would be imperfectly decl.: (S, K:) accord. to Fr, شَىْءٌ is originally شَيِّئٌ, and therefore has a pl. of the measure أَفْعِلَآءُ, afterwards contracted to فَعْلَآءُ; but were it so, it would not have for its pl. أَشَاوَى. (S. [Much more respecting this pl. is added in the TA, but it is comparatively unprofitable.]) The dim. of شَىْءٌ is ↓ شُيَىْءٌ and ↓ شِيَىْءٌ; (S, K, TA, but only the former in some copies of the K, the word being written in other copies شُِيَىْءٌ;) not ↓ شُوَىٌّ, or ↓ شُوَىْءٌ; (the former accord. to my two copies of the S and accord. to the copies of the K followed in the TA, in which it is said to be with teshdeed to the ى, and the latter accord. to the CK and my MS. copy of the K;) or this is a dial. var. of weak authority, (K,) used by post-classical poets in their verses. (MF, TA.) b2: When a man says to thee, “What dost thou desire? ” thou answerest, لَا شَيْئًا [Nothing]: and when he says, “Why didst thou that? ” thou answerest, لِلَا شَىْءٍ [For nothing]: and when he says, “What is thine affair? ” thou answerest, لَا شَىْءٌ [Nothing]: it is with tenween in every one of these cases. (As, AHát, TA.) [When one says لَا شَىْءَ, he means thereby There is nothing.]

b3: لَيْسَ بِشَىْءٍ means [It is nought, of no account or weight; it is not worthy of notice, or not worth anything;] it is not a good thing; or it is not a thing to be regarded. (W p. 27.) b4: [لَيْسَ مِنَ الأَمْرِ فِى شَىْءٍ is a phrase of frequent occurrence, meaning He has no concern with the affair; see two exs. in the first paragraph of art. حوص. b5: فِيهِ شَىْءٍِ مِنَ الطُّولِ occurs in the TA voce حُسْبَانَةٌ, meaning In it is somewhat, or some degree, of length; i. e. it is somewhat long; and is used in the present day in this sense.] b6: In the phrase هُوَ أَحْسَنُ مِنْكَ شَيْئًا, the last word is for بِشَىْءٍ

[i. e. He is better than thou in something; meaning he is somewhat better than thou]. (IJ, L.) b7: مَا أَغْفَلَهُ عَنْكَ شَيْئًا is a phrase of the Arabs [app. lit. signifying How unmindful of thee is he as to anything!] mentioned by Sb as meaning دَعِ الشَّكَّ عَنْكَ [Dismiss doubt from thee (respecting him as to anything)]: IJ says that شيئا is here put in the accus. case as an inf. n., as though the saying were مَا أَغْفَلَهُ عَنْكَ غُفُولًا, because the verb of wonder does not require to be corroborated by the inf. n. [proper to it]: (L, TA:) [or it is a specificative:] IF says that it is a phrase of dubious meaning; and that the most probable explanation of it is this; that ما is here lit. interrogative, but in meaning denotative of wonder; and that شيئا is governed in the accus. case by some other word, or phrase, as though the saying were dismiss a thing by which he is not occupied in mind, and dismiss doubt as to his being occupied in mind by it. (TA in art. ما.) b8: [شَيْئًا فَشَيْئًا means Thing by thing, part by part, bit by bit, piecemeal, inch by inch, drop by drop, little and little in succession, by little and little, by degrees or gradually.] b9: أَىُّ شَىْءٍ [meaning What thing?] is, by the alleviation of the ى [in اىّ] and the suppression of the ء [in شىء], made into one word, أَيْشَىْ: so says El-Fárábee: (Msb:) or, [as is commonly the case in the present day,] by reason of frequency of usage, it is contracted into أَيْشَ. (TA in art. جرم, as on the authority of Ks.) b10: شَىْءٌ in the Kur lx. 11 may mean Any one (Bd, Jel) or more. (Jel.) b11: [It is also applied to (assumed tropical:) The penis of a man; as in the explanation of a phrase mentioned voce ذَنَبٌ; like as its syn. هَنٌ is to the same and (more commonly) to the “ vulva ” of a woman.] b12: In algebra, it signifies [A square root;] a number that is multiplied into itself; which in arithmetic [and in algebra also] is called جذر [i. e. جَذْرٌ]; and in geometry, ضلع [i. e. ضِلْعٌ or ضِلَعٌ]; (“ Dict. of the Techn. Terms used in the Sciences of the Musalmans,” p. 202;) an unknown number that is multiplied into itself. (Idem, p. 730.) A2: It is also said, on the authority of Lth, to signify Water: and he cites as an ex., تَرَى رَكْبَهُ بِالشَّىْءِ فِى وَسْطِ قَفْرَةٍ

[Thou seest, or wilt see, his company of riders at the water in the midst of a desert]: but AM says, I know not الشىء in the sense of “ water,” nor know I what it is. (TA.) A3: يَا شَىْءَ is an expression of regret, (El-Ahmar, Ks, TA,) or of wonder, (K, TA,) [or of both,] meaning [Oh! or] O my wonder! (Ks, Lh, TA.) One says, يَا شَىْءَ مَا لِى, (El-Ahmar, Ks, Lh, K,) and يَا شَىَّ مَا لِى, i. e. with and without ء, (Ks, TA,) and يَا هَىْءَ مَا لِى, (Lh, K,) يا هَىَّ ما لى, and يَا فَىَّ ما لى, (El-Ahmar, Ks, TA,) neither of these two with ء, (Ks, TA,) [meaning Oh! or O my wonder! What has happened to me?] in all of these, (Ks, TA,) ما being in the place of a noun in the nom. case. (Ks, Lh, TA.) b2: Some also say, يَا شَىْءَ and يَا هَىَّ and يَا فَىَّ, and some add مَا, saying, يَا شَىْءَ مَا and يَا هَىَّ مَا and يَا فَىَّ مَا, meaning How good, or beautiful, is this! (Ks, TA.) شِيْئَةٌ [Will, wish, or desire,] a subst. from شَآءَهُ, (Lh, K,) [and] so is ↓ مَشِيْئَةٌ [which is mentioned in the K as an inf. n.]. (Msb.) One says, كُلُّ شَىْءٍ بِشِيْئَةِ اللّٰهِ, (S, K,) i. e. ↓ بَمِشِيْئَتِهِ [Everything is by the will of God]. (S.) شُيَىْءٌ and شِيَىْءٌ and شُوَىٌّ or شُوَىْءٌ: see شَىْءٌ in the middle of the paragraph.

شَيِّآنٌ and شَيَّآنٌ: see art. شوأ.

أُشَيَّآءُ dim. of أَشْيَآءُ: see شَىْءٌ, in the latter part of the former half of the paragraph.

مَشِيْئَةٌ: see شِيْئَةٌ, in two places: b2: and see also شَىْءٌ, near the beginning of the paragraph.

مُشَيَّأٌ Incongruous, unsound, (K, TA,) foul, or ugly, (TA,) in make, or formation. (K, TA. [See Ham p. 192.]) b2: And accord. to Aboo-Sa'eed, A child born preposterously, the legs coming forth before the arms. (TA.)

شرب

شرب

1 شَرِبَ, (S, A, K, &c.,) aor. ـَ (A, K,) inf. n. شُرْبٌ and شَرْبٌ (S, A, Msb, K, &c.) and شِرْبٌ, (S, A, K,) agreeably with three different readings of the Kur lvi. 55, (S, TA,) the first of which (with damm) is that generally obtaining, (Fr, TA,) and is the only one admitted by Jaafar Ibn-Mohammad, notwithstanding which the second form (with fet-h) is said by MF to be the most chaste as well as the most agreeable with analogy, (TA,) or the second (with fet-h) is an inf. n., and the first is a simple subst., (AO, S, Msb, K,) and so is the third, (AO, S, K,) and مَشْرَبٌ, (S, K,) which is also a n. of place [and of time], (S,) and تَشْرَابٌ, (S K, TA,) a form used when muchness of the act is meant, (TA,) and تِشْرَابٌ, which is anomalous, (TA voce بَيَّنَ, q. v.,) He drank, (KL, PS, TK,) or he swallowed, syn. جَرِعَ, (A, K, [but the former meaning is evidently intended by this explanation, and such I shall assume to be the case in giving the explanations of the derivatives in the A and K. &c.,]) water, &c., (S,) or a liquid, properly by sucking in, or sipping; and otherwise tropically; (Msb;) [generally, gulping it; for] you say, شَرِبَ المَآءَ فِى كَرَّةٍ [He drank the water at once, or at a single draught]; and فِى ↓ تشرّبهُ مُهْلَةٍ [He drank it leisurely, or gently, or slowly]: (Mgh:) شُرْبٌ signifies the conveying to one's inside, by means of his mouth, that in the case of which chewing is not practicable: (KT:) [but] Es-Sarakustee says, one does not say of a bird شَرِبَ المَآءَ, but حَسَاهُ. (Msb.) In the saying of Aboo-Dhu-eyb, describing clouds, شَرِبْنَ بِمَآءِ البَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعَتْ [which is evidently best rendered They drank of the water of the sea, then rose aloft, agreeably with what has been stated respecting بِ in the sense of مِنْ in p. 143, it is said that] the ب is redundant, or, as رَوِينَ is rendered trans. by means of بِ, [though I do not think that this is the case unless بِ be used as meaning “ by means of,” and I do not remember to have met with an instance of it,] شَرِبْنَ is thus rendered trans. (TA.) [See a similar ex. in the 28th verse of the Mo'allakah of 'Antarah, EM p. 232. One says also, شَرِبَ فِى إِنَآءٍ, meaning He drank out of a vessel; agreeably with an explanation of مِشْرَبَةٌ, in the S and K, as meaning إِنَآءٌ يُشْرَبُ فِيهِ.] and one says, إِنِّى لَأَمْكُثُ اليَوْمَيْنِ مَا أَشْرَبُهُمَا مَآءً, meaning مَا أَشْرَبُ فِيهِمَا مَآءً [i. e. Verily I tarry the two days not drinking in them water]. (O.) b2: [شَرِبَ الدَّوَآءَ, in the conventional language of the physicians, as is indicated in the Mgh, voce بَنْجٌ (q. v.), on the phrase شَرِبَ البَنْجَ, and as is shown in many instances in the K &c., means He took, i. e. swallowed, the medicine, whether fluid or solid. b3: And in the present day, they say, شَرِبَ الدُّخَانَ, meaning He inhaled, properly imbibed, smoke of tobacco; or he smoked tobacco, or the tobacco.] b4: One says of seed-produce, or corn, when its culms have come forth, قَدْ شَرِبَ الزَّرْعُ فِى القَصَبِ (assumed tropical:) [The seed-produce, or corn, has imbibed into the culms]: (O, TA:) and when the sap (المَآء) has come into it, شَرِبَ قَصَبُ الزَّرْعِ (assumed tropical:) [The culms of the seed-produce, or corn, have imbibed]. (TA.) And one says, شَرِبَ السُّنْبُلُ الدَّقِيقَ (tropical:) [The ears of corn imbibed the farina; or] became pervaded by the farina; (En-Nadr, A, O;) or had in them the alimentary substance; as though the farina were water which they drank. (TA.) And وَقَدْ شَرِبَ الزَّرْعُ الدَّقِيقَ, occurring in the story of Ohod, (O, TA,) as some relate it, or ↓ شُرِّبَ as others relate it, means (tropical:) [And the seed-produce, or corn, had imbibed, or had been made to imbibe, the farina, or] had become hardened in its grain, and near to maturity. (TA.) [And ↓ أُشْرِبَ means the same: for one says,] أُشْرِبَ الزَّرْعُ (tropical:) [The seed-produce, or corn, was made to imbibe the farina; or] became pervaded by the farina: and in like manner, أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقِيقَ, i. e. (tropical:) [The seed-produce, or corn, was made to imbibe the farina, or] its alimentary substance. (TA.) b5: One also says, أَكَلَ غَنَمِى وَشَرِبَهَا (tropical:) [He ate the flesh of my sheep, or goats, and drank the milk of them]. (TA in art. اكل.) And [in like manner] أَكَلَ فُلَانٌ مَالِى

وَشَرِبَهُ (tropical:) [Such a one fed upon, devoured, or consumed, my property]. (A.) And أَكَلَ عَلَيْهِ الدَّهْرُ وَشَرِبَ (tropical:) [Time wasted him, or wore him away; as though it fed upon him]. (A.) b6: And مَا لَمْ ↓ أَشْرَبْتَنِى

أَشْرَبْ [lit. Thou hast made me to drink what I have not drunk,] meaning (tropical:) thou hast charged against me, or accused me of doing, what I have not done; (S, A, K;) like أَكَّلْتَنِى مَا لَمْ آكُلْ. (S in art. اكل.) b7: شَرِبَ also signifies He was, or became, satisfied with drinking: (TA:) and in like manner شَرِبَت is said of camels. (A 'Obeyd, S, TA.) And He was, or became, thirsty; (K, TA;) thus having two contr. significations; (TA;) as also ↓ أَشْرَبَ. (K, TA.) b8: Also, and ↓ أَشْرَبَ, His camels were, or became, satisfied with drinking: and, i. e. both these verbs, his camels were, or became, thirsty: (K, TA:) or the former verb signifies, or signifies also, (accord. to different copies of the K,) his camel was, or became, weak. (K, TA.) A2: شَرِبَ بِهِ, and بِهِ ↓ أَشْرَبَ, He lied against him. (K.) A3: شَرَبَ, aor. ـُ (O, K, TA,) inf. n. شَرْبٌ, (O, TA,) He understood: (O, K, TA:) on the authority of AA. (TA.) [In a copy of the A, the verb in this sense is written شَرِبَ; and app. not through the fault of the transcriber, for it is there mentioned as tropical: but in the O, it is said to be like كَتَبَ, aor. ـُ inf. n. كَتْبٌ; and in the K, to be like نَصَرَ.] One says, شَرَبَ مَا أُلْقِىَ إِلَيْهِ, i. e. He understood [what was told to him]. (TA.) And one says to a stupid person, اُحْلُبْ ثُمَّ اشْرُبْ Kneel thou; then understand. (O, TA. See also 1 in art. حلب.) 2 شَرَّبَ [شرّبهُ, inf. n. تَشْرِيبٌ, He made him to drink water &c.; and so, as is indicated in the S and K &c., and as is well known, ↓ أَشْرَبَهُ: and] شَرَّبْتُ المَآءَ I gave to drink the water; as also ↓ أَشْرَبْتُهُ. (TA.) b2: [Hence,] one says, ظَلَّ مَالِى يُؤَكَّلُ وَيُشَرَّبُ [lit. My cattle passed the day made to eat and made to drink,] i. e. (assumed tropical:) pasturing as they pleased. (S, TA.) And شَرَّبَ مَالِى وَأَكَّلَهُ [lit. He made people to drink my property, and made them to eat it; or to drink the milk of my cattle, and to eat the flesh thereof;] i. e. (assumed tropical:) he fed people, (S,) or gave people to drink and to eat, (TA,) [of] my property, or cattle. (S, TA.) b3: and شرّب الأَرْضَ وَالنَّخْلَ (assumed tropical:) He gave drink to the land and the palm-trees. (TA.) b4: And شرّب لُقْمَةً

بِالدَّسَمِ (assumed tropical:) [He imbued, or soaked, a morsel, or mouthful, with grease, or gravy]. (TA in art. روغ.) b5: And شَرَّبْتُ القِرْبَةَ, (A 'Obeyd, S,) inf. n. تَشْرِيبٌ, (A 'Obeyd, K,) (assumed tropical:) I rendered the water-skin sweet; (K;) I put into the water-skin, it being new, clay and water, in order to render its savour sweet. (A 'Obeyd, S.) b6: And شُرِّبَ الزَّرْعُ الدَّقِيقَ: see 1, in the latter half of the paragraph.3 شاربهُ, (S, A, K, TA,) inf. n. مُشَارَبَةٌ and شِرَابٌ, He drank with him; namely, a man. (TA.) b2: [And He watered his camels, &c. with his, i. e. with another's : or he drew water with him for the watering of camels &c.:] see an ex. of the latter inf. n. in a verse cited voce شَرِيبٌ.4 أَشْرَبَ see 2, in two places. One says, أَشْرَبْتُ الإِبِلَ حَتَّى شَرِبَتْ [I made the camels to drink until they were satisfied with drinking; or I watered the camels, or gave them to drink, &c.]; (S, TA;) [for] أَشْرَبَ is syn. with سَقَى. (K.) b2: [Hence,] الثَّوْبُ يُشْرَبُ الصٍّبْغَ: see 5. And أُشْرِبَ الثَّوْبُ حُمْرَةً (tropical:) The garment, or piece of cloth, was imbued, or saturated, with redness. (A.) and أَشْرَبَ اللَّوْنَ (tropical:) He saturated the colour [with dye]. (K, TA.) And أُشْرِبَ لَوْنًا (assumed tropical:) It was intermixed with a colour; as also ↓ اِشْرَابَّ. (TA.) and أُشْرِبَ الأَبْيَضُ حُمْرَةً (assumed tropical:) The white was suffused, or tinged over, with redness. (S, TA.) b3: [Hence, أُشْرِبَ is also said of a sound, as meaning (assumed tropical:) It was mixed with another sound; as appears from the words here following:] حِسُّ الصَّوْتِ فِى الفَمِ مِمَّا لَا إِشْرَابَ لَهُ مِنْ صَوْتِ الصَّدْرِ (assumed tropical:) [The faint, or gentle, sound of the voice in the mouth, of such kind as has no mixture of the voice of the chest]. (K in art. همس.) b4: [Hence also,] أُشْرِبَ الزَّرْعُ: see 1, latter half. b5: And أُشْرِبَ فِى قَلْبِهِ حُبَّهُ, (S,) or أُشْرِبَ حُبَّ فُلَانٍ, (K,) or حُبَّ فُلَانَةَ, (A,) (tropical:) [He was made to imbibe into his heart the love of him, or of such a man, or of such a female;] meaning that the love of him, or of her, pervaded, or commingled with, his heart, (S, A, K, TA,) like beverage. (TA.) Whence, in the Kur [ii. 87], وَأُشْرِبُوا فِى قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ, for حُبَّ العِجْلِ, (S, TA,) i. e. (assumed tropical:) And they were made to imbibe [into their hearts] the love of the calf.. (Zj, TA.) b6: And رَفَعَ يَدَهُ فَأَشْرَبَهَا الهَوَآءَ ثُمَّ قَالَ بِهَا عَلَى قَذَالِهِ (tropical:) [He raised his hand, and made the air to swallow it up, (i. e. raised it so high and so quickly that it became hardly seen,) then gave a blow with it upon the back of his head]. (A, TA.) b7: And أَشْرَبْتَنِى مَا لَمْ أَشْرَبْ: see 1, latter half. b8: And one says to his she-camel, لَأُشْرِبَنَّكِ الحِبَالَ (tropical:) [I will assuredly put upon thee the ropes, or cords], and العِقَالَ [the cord, or rope, with which the fore shank and the arm are bound together]. (A.) [Or] اشربهُ means (tropical:) He put the rope, or cord, upon his neck; namely, a man's, (K, TA,) and a camel's, and a horse's or the like: (TA:) and اشرب الخَيْلَ he put the ropes, or cords, upon the necks of the horses. (K,) and اشرب إِبِلَهُ (tropical:) He tied his camels, every one to another. (K, TA.) A2: اشرب as an intrans. verb: see 1, last quarter, in two places. b2: Also He (a man, TA) attained to the time for the drinking of his camels. (K, * TA.) A3: اشرب بِهِ: see 1, near the end of the paragraph.5 تَشَرَّبَ see 1, first sentence. b2: Hence one says, (Mgh,) تشرّب الثَّوْبُ العَرَقَ, (S, Mgh, * K,) and الصِّبْغَ, (A, Mgh, L,) (tropical:) The garment, or piece of cloth, imbibed, or absorbed, (S, A, Mgh, * L, K,) the sweat, (S, Mgh, K,) and the dye; (A, Mgh, L;) as though it drank it by little and little: (Mgh:) and [in like manner] one says, الثَّوْبُ يشرب الصِّبْغَ [app. ↓ يُشْرَبُ, (like as one says يُشْرَبُ حُمْرَةً, as shown in the next preceding paragraph,) meaning (assumed tropical:) The garment, or piece of cloth, is made to imbibe, or absorb, the dye]. (TA.) [It is said that] the verb is not used intransitively in the [proper] language of the Arabs. (Mgh.) [But] one says, تشرّب الصِّبْغُ فِى الثَّوْبِ, meaning (tropical:) The dye pervaded the garment, or piece of cloth: (K, * TA:) and الصِّبْغُ يَتَشَرَّبُ الثَّوْبَ (tropical:) [The dye pervades the garment, or piece of cloth]. (TA.) [See also the explanation of a verse cited voce تَسَقَّى.]10 استشرب لَوْنُهُ (assumed tropical:) His, or its, colour became intense. (K.) And استشربت القَوْسُ حُمْرَةً (assumed tropical:) The bow became intensely red: such is the case when it is made of the [tree called] شَرْيَان. (AHn, (TA.) 11 اِشْرَابَّ: see 4, near the beginning. Q. Q. 4 اِشْرَأَبّ, (S, A, O, K,) inf. n. اِشْرِئْبَابٌ, (S, O,) (tropical:) He raised his head like the camel that has satisfied his thirst on the occasion of drinking: (A:) or he stretched forth his neck to look: (S, A, O, K:) not improbably, from الشُّرْبُ in its well known sense, as though he did so when preparing to drink: (O:) or, as is said in the L, from مَشْرَبَةٌ as syn. with غُرْفَةٌ: (TA:) you say, اِشْرَأَبَّ لَهُ, (S, A,) or إِلَيْهِ, (K,) or both; (TA;) [the former of which may be rendered He raised his head at it, or he stretched forth his neck at it to look; or, as also the latter, he stretched forth his neck to look at it;] namely, a thing: (S:) or اشرأبّ originally means he stretched forth his neck in preparing to drink water: and then, in consequence of frequency of usage, he raised his head, and stretched forth his neck, in looking; and hence is trans. by means of إِلَى: (Har p.

152:) or he raised, or exalted, himself. (K, * TA.) يَشْرَئِبُّونَ لِصَوْتِهِ, occurring in a trad., means (tropical:) They will raise their heads at his voice to look at him. (TA.) And اِشْرَأَبَّ النِّفَاقُ وَارْتَدَّتِ العَرَبُ, in another trad., means (tropical:) Hypocrisy exalted itself [and the Arabs apostatized, or revolted from their religion]. (TA.) شَرْبٌ an inf. n. of شَرِبَ [q. v.]. (S, A, Msb, K, &c.) A2: And a pl., (S, Msb,) or [rather] a quasipl. n., (ISd, TA,) of شَارِبٌ, q. v. (S, ISd, Msb, TA.) A3: [Golius assigns to it also the meaning of “ Linum tenue,” as on the authority of Meyd.]

شُرْبٌ an inf. n. of شَرِبَ [q. v.]; (S, A, Msb, K, &c.;) like ↓ شِرْبٌ: (S, A, K:) or a simple subst. [signifying The act of drinking]; (AO, S Msb, K;) as also ↓ شِرْبٌ. (AO, S, K.) A2: In the phrase أَخُوكَ شُرْبٌ it is used as [an epithet,] meaning ذُو شُرْبٍ [which may be regarded as virtually syn. with شَارِبٌ or as similar to this latter but intensive in signification]. (Ham p. 194.) شِرْبٌ: see the next preceding paragraph, in two places. b2: Also Water, (K, TA,) itself; so some say; (TA;) as also ↓ مِشْرَبٌ, (K, accord. to the TA,) with kesr, (TA,) or ↓ مَشْرَبٌ, (so in the CK and in my MS. copy of the K,) i. e. water that one drinks; so says Az: pl. of the former أَشْرَابٌ. (TA.) [See also شَرَابٌ.] b3: [And A draught of milk: see an ex. in a verse cited in art. سلف, conj. 4.] b4: And A share, or portion that falls to one's lot, of water: (S, Mgh, Msb, K:) or so شِرْبٌ مِنْ مَآءٍ. (ISk, TA.) It is said in a prov., آخِرُهَا أَقَلُّهَا شِرْبًا [The last of them is the one of them that has the least share of water]: originating from the watering of camels; because the last of them sometimes comes to the water when the watering-trough has been exhausted. (S. [See also Freytag's Arab. Prov. i. 61.]) b5: As a law-term, it means The use of water [or the right to use it] for the watering of sown-fields and of beasts. (Mgh.) b6: Also A wateringplace; syn. مَوْرِدٌ: (Az, K:) pl. as above. (TA.) b7: And (assumed tropical:) A time of drinking: (K:) but they say that it denotes the time only by a sort of tropical application; and they differ respecting the connexion of this meaning with the proper meaning. (MF, TA.) شَرَبٌ: see شَرَبَةٌ, in two places.

شَرْبَةٌ A single act of drinking. (S.) b2: and A single draught, or the quantity that is drunk at once, of water. (S.) It is said in a prov., نِعْمَ مِعْلَقُ الشَّرْبَةِ هٰذَا [Excellent, or most excellent, is the traveller's drinking-cup, or bowl, that will hold a single draught, namely, this!]: the مِعْلَق is said by As to be a drinking-cup or bowl which the rider upon a camel suspends [to his saddle]: (Meyd:) it is said in describing a camel: (TA:) and it means that, to the place of alighting to which he desires to go, he is content with a single draught, not wanting another: (Meyd, TA:) the prov. is applied to him who, in his affairs, is content with his own opinion, not wanting that of another person. (Meyd.) شَرْبَةُ أَبِى الجَهْمِ [The draught of Abu-l-Jahm] is said of a thing that is sweet, or pleasant, but in its result unwholesome: (MF, TA:) Abu-l-Jahm was a frequent visiter of the Khaleefeh El-Mansoor El-'Abbásee, who, finding him troublesome, ordered that a poisoned draught should be given to him, in his presence: which having been done, Abu-l-Jahm, pained by the draught, rose to depart; and being asked by the Khaleefeh whither he was going, he answered, Whither thou hast sent me, O Prince of the Faithful. (MF.) b3: In the Mo'allakah of Tarafeh, it is applied to A draught of wine. (EM p. 87.) b4: [In the conventional language of the physicians, it is a term applied to A dose of medicine, such as is drunk and also such as is eaten.]

A2: Also A palm-tree that grows from the date stone: (K:) pl. شَرَبَاتٌ. (TA. [It seems to be there added that شَرَائِبُ and شَرَابِيبُ are also its pls.: the former may be like ضَرَائِرُ pl. of ضَرَّةٌ: the latter is app. a mistranscription, and should perhaps be شَرَائِيبُ, for شَرَائِبُ; like مَحَامِيرُ for مَحَامِرُ, &c.]) شُرْبَةٌ, (K,) or شُرْبَةٌ مِنْ مَآءٍ, (S,) The quantity of water that satisfies thirst. (S, K.) b2: شُرْبَةٌ is also syn. with ↓ إِشْرَابٌ [originally an inf. n.] meaning (assumed tropical:) A colour tinged over with another colour; as in the saying, فِيهِ شُرْبَةٌ مِنْ حُمْرَةٍ (assumed tropical:) [In him is a colour tinged with redness]: (S, TA:) [and] (tropical:) somewhat of redness; as in the phrase, فِيهِ شُرْبَةٌ (tropical:) [In him is somewhat of redness]: (A:) or (assumed tropical:) a redness in the face: (K:) or (assumed tropical:) whiteness mixed with redness. (IAar, TA voce حُسْبَةٌ.) شَرَبَةٌ [The act, or habit, of] much drinking. (K.) One says, إِنَّهُ لَذًو شَرَبَةٍ, meaning Verily he is one who drinks much. (AA, AHn, TA.) A2: It is also allowable as a pl. of شَارِبٌ [q. v.]. (Msb.) A3: Also A small trough, (S, K, TA,) made, (S,) or dug, (TA,) around a palm-tree, (S, K, TA,) and around any other kind of tree, and filled with water, (TA,) holding enough to irrigate it fully, (K, TA,) so that it is plentifully irrigated thereby: (S, TA:) pl. ↓ شَرَبٌ [or rather this is a coll. gen. n., of which the former is the n. un.,] and [the pl. properly so termed is]

شَرَبَاتٌ. (S.) b2: And i. q. كُرْدُ دَبْرَةٍ, (K, TA,) which is syn. with مَسْقَاةٌ: (TA:) [from a comparison of the explanations of all of these words, it seems to mean A channel of water for the irrigation of a plot, or tract, of sown land: or, if the explanation مسقاة, in the TA, be conjectural, the meaning may be a portion of such land, having a raised border to retain the water admitted upon it:] pl. شَرَبَاتٌ and [coll. gen. n.] ↓ شَرَبٌ [as above]. (TA.) A4: Also Thirst. (Lh, T, O, K.) One says, لَمْ تَزَلْ بِهِ شَرَبَةٌ اليَوْمَ He has not ceased to have thirst to-day. (Lh, TA.) And جَآءَتِ الإِبِلُ وَبِهَا شَرَبَةٌ The camels came thirsty. (T, O.) And طَعَامٌ ذُو شَرَبَةٍ Food wherewith one has not sufficient water to satisfy thirst. (O, TA.) Accord. to the L, شَرَبَةٌ signifies The thirst of cattle after the being satisfied with fresh pasture; because this invites to drink. (TA.) b2: And Vehemence of heat. (K.) One says, يَوْمٌ ذُو شَرَبَةٍ A day of vehement heat, in which is drunk more water than at other times. (TA.) شُرَبَةٌ One who drinks much; (ISk, S, K;) as also ↓ شَرُوبٌ and ↓ شَرَّابٌ. (S.) One says رَجُلٌ

أُكَلَةٌ شُرَبَةٌ A man who eats and drinks much. (ISk, S.) شُرْبُبٌ, applied to herbage, i. q. غَمْلَى; (O, K;) i. e. Tangled and dense, one part above another. (O.) شَرَبَّةٌ, [said to be] the only word of this form except جَرَبَّةٌ, (K,) [but to this should be added بَغَتَّةٌ, inf. n. of بَغَتَهُ,] A way, mode, or manner, of being, or acting &c. (S, O, K.) One says, مَا زَالَ فُلَانٌ عَلَى شَرَبَّةٍ وَاحِدَةٍ Such a one ceased not to be [employed] upon one affair. (S, O.) A2: And A tract of land, (K, TA,) soft, or plain, (TA,) producing herbs, but having in it no trees. (K, TA.) b2: [And] The side of a valley. (Mgh.) شَرَابٌ A beverage, or drink, (Mgh, L, Msb, K,) of any of the liquids, (Mgh, Msb,) or of anything that is not chewed, (L,) or of whatever kind and in whatever state it be; thus in a copy of the K: (TA:) and syn. with شَرَابٌ are ↓ شَرِيبٌ and ↓ شَرُوبٌ, (K,) accord. to a saying attributed to Az: (TA:) or these two have another meaning, expl. in the next paragraph: (K:) the pl. of شَرَابٌ is أَشْرِبَةٌ; (Mgh, TA;) or it has no pl., as is said in the K in art. نهر [accord. to one or more of the copies; but see نَهَارٌ, where it is shown that in copies of the K, as well as in the S, the word to which this statement relates is سَرَابٌ, with the unpointed س]. (TA.) The lawyers [and generally the post-classical writers, and sometimes others,] mean thereby [Win, and] such beverage as is forbidden. (Mgh.) [Also Sirup: pl. شَرَابَاتٌ: so in the language of the present day.]

شَرُوبٌ and ↓ شَرِيبٌ are syn. with شَرَابٌ, q. v.: or both signify Water inferior to the عَذْب [or sweet]: (K:) or [brackish water; i. e.] water between the salt and the sweet: (AO, S:) or water drinkable, or fit to be drunk, but in which is disagreeableness: (Msb:) or the former signifies water that has some degree of sweetness, and is sometimes drunk by men notwithstanding what is in it; and ↓ the latter, water inferior to what is sweet, and not drunk by men save in cases of necessity, but sometimes drunk by cattle: (IKtt, TA:) or ↓ the latter, the sweet: and the former is said to signify water that is drunk: (TA:) or ↓ the latter, water that has no sweetness in it, but is sometimes drunk by men notwithstanding what is in it; and the former, water inferior to this in sweetness, and not drunk by men save in cases of necessity: (Az, T, M, TA:) or, accord. to Lth, ↓ شَرِيبٌ and ↓ شِرِّيبٌ signify water in which are bitterness and saltness, but not abstained from as drink: and مَآءٌ شَرُوبٌ and طَعِيمٌ are syn.: and ↓ مَآءٌ مِشْرَبٌ is syn. with شَرُوبٌ: this last word is used alike as masc. and fem. and sing. and pl. (TA.) It is said in a prov., originally in a trad., جُرْعَةُ شَرُوبٍ أَنْفَعُ مِنْ عَذْبٍ مُوبٍ [expl. in art. وبأ]. (TA.) A2: Also, شَرُوبٌ, A man who drinks vehemently. (TA.) See also شُرَبَةٌ: and شِرِّيبٌ. b2: And (assumed tropical:) A she-camel desiring the stallion. (K.) شَرِيبٌ: see شَرَابٌ: and شَرُوبٌ; the latter in five places.

A2: Also One who drinks with another: (S, K:) and one who waters his camels with those of another: of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مُفَاعِلٌ: (S:) and one who draws water, or is given to drink, with another. (IAar, K.) You say, هُوَ شَرِيِبِى [He is my companion in drinking; or in watering his camels with mine: &c.]. (TA.) And a rájiz says, رُبَّ شَرِيبٍ لَكَ ذِى حُسَاسِ كَالحَزِّ بِالمَوَاسِى ↓ شِرَابُهُ [Many a one who waters his camels with thine, or who draws water with thee for the watering of camels, having an evil disposition, his watering &c. is like the cutting with razors]: i. e., thy waiting for him at the watering-trough is [a cause of] killing to thee and to thy camels. (TA.) شَرِيبَةٌ is expl. in the S as meaning A sheep, or goat, which one drives back, or brings back, from the water, when the sheep, or goats, are satisfied with drinking, and which they follow: but in some of the copies in a marginal note stating that the correct word is سَرِيبَةٌ, with the unpointed س. (TA.) شَرَابِىٌّ A cup-bearer: or a butler: and a seller of wine or of sirup. (MA.) شُرَأْبِيبَةٌ a subst. (K) from اِشْرَأَبَّ [q. v.; as such signifying (tropical:) A raising of the head like the camel that has satisfied his thirst on the occasion of drinking: &c.]: (S, K, TA:) like طُمَأْنِينَةٌ [from اِطْمَأَنَّ]. (K, TA.) شَرَّابٌ: see شُرَبَةٌ: and what here next follows.

شِرِّيبٌ Addicted to شَرَاب [i. e. drink, or wine]; (S, K, TA;) like خِمِّيرٌ; (S;) as also ↓ شَرَّابٌ and ↓ شَرُوبٌ and ↓ شَارِبٌ. (TA.) A2: See also شَرُوبٌ.

شُرَّابَةٌ A tassel: so in the language of the present day: probably post-classical: pl. شَرَارِيبُ.]

شَارِبٌ Drinking, or a drinker: pl. شَارِبُونَ (Msb) and ↓ شَرْبٌ, like as صَحْبٌ is of صَاحِبٌ, (S, Msb,) or, accord. to ISd, (TA,) شَرْبٌ, which signifies people drinking, (K, TA,) and assembling for drinking, is a quasi.-pl. n. of شَارِبٌ, being like رَكْبٌ and رَجْلٌ; and شُرُوبٌ, which is said by IAar [and in the S] to be pl. of شَرْبٌ, is pl. of شَارِبٌ, like as شُهُودٌ is of شَاهِدٌ; (TA;) شَرَبَةٌ also is allowable as a pl. of شَارِبٌ, like as كَفَرَةٌ is pl. of كَافِرٌ; (Msb;) and أَشْرُبٌ is pl. of شَرْبٌ, or it may be an anomalous pl. of شَارِبٌ: (MF:) the pl. شُرُوب occurs in the saying of El-Aashà, هُوَ الوَاهِبُ المُسْمِعَاتِ الشُّرُو بَ بَيْنَ الحَرِيرِ وَبَيْنَ الكَتَنْ

[He is the giver of female singers to the drinkers, some clad in silk and some in linen]. (S.) b2: See also شِرِّيبٌ. b3: [Hence, The mustache; i. e.] the defluent hair over the mouth; (Msb;) or so شَوَارِبُ, (Lh, A, K,) which is the pl., (Lh, S, Msb,) as though the sing, applied to every distinct part: (Lh:) the two [halves] are called شَارِبَانِ: (S, TA:) or, as some say, only the sing. is used, and the dual is a mistake: (TA:) accord. to AHát (Msb, TA) and AAF, (TA,) the dual is is scarcely ever, or never, used; but accord. to AO, the Kilábees say شَارِبَانِ, with regard to the two extremities: (Msb, TA:) and the pl., (A, K,) or, accord. to the T &c., the dual, (TA,) signifies the long portions [of the hair] on the two sides of the سَبَلَة [q. v.]: (T, A, K, TA:) or (K, TA) شَارِبٌ signifies the سَبَلَة altogether, (A, K, TA,) as some say; but this is not correct. (TA.) One says, طَرَّ شَارِبُ الغُلَامِ [The mustache of the boy, or young man, grew forth]. (S.) b4: and hence, as being likened to the two long portions of hair on each side of the سَبَلَة, the شَارِبَانِ of the sword, (T, TA,) i. e. (tropical:) Two long projections (أَنْفَانِ طَوِيلَانِ) at the lower part of the hilt, (A, * K, TA,) [extending from the guard,] one on one side and the other on the other side of the blade, (T, * TA,) the غَاشِيَة [or leathern covering of the scabbard] being beneath them: so says ISh. (TA.) b5: الشَّوَارِبُ also signifies (tropical:) The عُرُوق [or ducts] of the حُلْقُوم [or windpipe]: (A:) or certain ducts (عُرُوق) in the حَلْق [i. e. fauces or throat], (K, TA,) that imbibe the water [or saliva?], being the channels thereof: (TA:) and, (K,) or, as some say, (TA,) the channels of the water [or saliva?] (S, K, TA) in the حَلْق [i. e. fauces or throat] (S) or in the neck: (K, TA:) or certain ducts (عُرُوق) adhering to the windpipe, and the lower parts thereof to the lungs: so says IDrd: or rather, some say, the hinder part thereof [adhering] to the وَتِين [or aor. a], having tubes from which the voice issues, and in which choking takes place, and whence the saliva issues: and those of the horse are said to be [certain ducts] by the side of the أَوْدَاج [or external jugular veins], where the veterinary surgeon draws blood by cutting the اوداج: the sing. seems by implication to be شَارِبٌ. (TA.) Hence the phrase حِمَارٌ صَخِبُ الشَّوَارِبِ (assumed tropical:) An ass that brays vehemently. (S, TA.) And صَخِبُ الشَّوَارِبِ (tropical:) [A man] having a disagreeable voice: thus likened to an ass. (A, TA.) b6: Accord. to IAar, الشَّوَارِبُ signifies [also] مَجَارِى المَآءِ فِى العَيْنِ, which AM supposes to mean The channels of water in the spring, or source; not in the eye. (L, TA.) b7: سُنْبُلٌ شَارِبُ قَمْحٍ means (tropical:) Ears of corn becoming, or being, pervaded by the farina: (A, TA:) or, in which the grain has hardened, and nearly come to maturity. (TA.) A2: Also (assumed tropical:) Weakness, or feebleness, in any animal: (K, * TA:) or a strain (عِرْق) thereof; as in the saying, نِعْمَ البَعِيرُ هٰذَا لَوْلَا

أَنَّ فِيهِ شَارِبَ خَوَرٍ (assumed tropical:) [Excellent, or most excellent, were the camel, this one, were there not in him a strain of weakness or feebleness]. (TA.) شَارِبَةٌ [a subst. from شَارِبٌ, made such by the affix ة,] A people, or party, dwelling upon the side (ضَفَّة, in some copies of the K صُفَّة,) of a river, (S, * A, K,) and to whom belongs the water thereof. (S.) إِشْرَابٌ as syn. with شُرْبَةٌ: see the latter.

مَشْرَبٌ is a noun of place, [and of time,] as well as an inf. n.: [i. e.] it signifies [A place, and a time, of drinking: or] the quarter (وَجْه) whence one drinks: (S, TA:) and a place to which one comes to drink at a river or rivulet: (TA:) and ↓ مَشْرَبَةٌ, (S, Msb, K, TA,) not, as is implied in the K, مَشْرُبَةٌ also, (TA,) signifies [the same, as is indicated in the A; or] a place whence people drink; (Msb, TA; *) i. q. مَشْرَعَةٌ; (K;) or like a مَشْرَعَة. (S, TA.) One says, هٰذَا مَشْرَبُ القَوْمِ and ↓ مَشْرَبَتُهُمْ [This is the people's, or party's, drinkingplace, or place whence they drink]. (A.) And it is said in a trad., ↓ مَلْعُونٌ مَنْ أَحَاطَ عَلَى مَشْرَبَةٍ, (S, TA,) i. e. [Cursed is he] who takes entirely to himself, debarring others from it, a place whence people drink. (TA.) b2: See also شِرْبٌ.

مُشْرَبٌ حُمْرَةً (tropical:) A man whose complexion is tinged over [or intermixed] with redness. (TA.) [See 4: and see also مُشَرَّبٌ.]

رَجُلٌ مُشْرِبٌ A man whose camels have drunk [until satisfied with drinking: see أَشْرَبَ near the end of the first paragraph]. (TA.) And A man whose camels are thirsty, or who is himself thirsty. (TA.) اِسْقِنِى فَإِنَّنِى مُشْرِبٌ is a saying mentioned by IAar, and expl. by him as meaning عَطْشَانُ: it means [Give thou me to drink, for] I am thirsty or my camels are thirsty. (TA.) مِشْرَبٌ: see شِرْبٌ: and see also شَرُوبٌ.

مَشْرَبَةٌ: see مَشْرَبٌ, in three places. b2: Hence, (A, TA,) An upper chamber; syn. غُرْفَةٌ; (S, A, Msb, K, TA;) and عُِلِّيَّةٌ; (S, * K;) both of which signify the same; (MF, TA;) because people drink therein; (A, TA;) as also ↓ مَشْرُبَةٌ: (S, Msb, K, TA:) pl. مَشَارِبُ, (TA,) syn. with عَلَالِىُّ, (S,) and مَشْرَبَاتٌ. (TA.) b3: And the former, (K, TA,) not, as is implied in the K, the latter also, (TA,) A صُفَّة [i. e. roofed vestibule or the like]: (K, TA:) or the like of a صُفَّة in the front of a غُرْفَة [expl. above]. (TA.) b4: Also the former, (K, TA,) not, as is implied in the K, both words, (TA,) Soft, or plain, land, in which is always herbage, (K, TA,) i. e. green and juicy herbage. (TA.) b5: See also مِشْرَبَةٌ.

A2: [Also A cause of drinking: a word of the class of مَبْخَلَةٌ

&c.] One says طَعَامٌ مَشْرَبَةٌ Food [that is a cause of drinking, or] upon which one drinks much water: (T, TA:) or طَعَامٌ ذُو مَشْرَبَةٍ food upon which the eater drinks. (A.) مَشْرُبَةٌ: see the next preceding paragraph.

مِشْرَبَةٌ, (S, A, K,) and MF says that ↓ مَشْرَبَةٌ is allowable in the same sense, mentioning it as on the authority of Fei, [in my copy of whose lexicon, the Msb, I do not find it,] (TA,) A drinkingvessel. (S, A, K.) مُشَرَّبٌ حُمْرَةً (tropical:) A man whose complexion is much tinged over [or much intermixed] with redness. (TA.) [See also مُشْرَبٌ.] b2: مُشَرَّبَةٌ is an epithet applied to Certain letters the utterance of which, in pausing, is accompanied with a sort of blowing, but not with the same stress as the [generality of those that are termed] مَجْهُورَة: they are زَاى and ظَآء and ذَال and ضَاد: [and Lumsden (in his Ar. Gr. p. 47) states that رَآء belongs to the same class, likewise: and, as some say, نُون when movent:] Sb says that some of the Arabs utter with more vehemence of voice than others. (TA.)
شرب: {شرب}: نصيب من الماء. {وأشربوا في قلوبهم العجل}: خالط حبه قلوبهم.
(شرب) : يقال: إِني لأَمْكُثُ اليَوْمَيْن ما أَشرَبُهما ماءَ، أَي ما أَشْرَبُ فِيهما ماءً.
(شرب)
المَاء وَنَحْوه شربا جرعه فَهُوَ شَارِب (ج) شاربون وشربة والسنبل الدَّقِيق اشْتَدَّ حبه وَقرب إِدْرَاكه
[شرب] نه: توشح "بشزبة" هو من القوس ما ليست بجديد ولا خلق كأنها التي شزب قضيبها أي ذبل وهى الشزيب أيضا. وفيه: تعدو "شوارب" أي المضمرات، جمع شارب.
الشِّرب: هو النصيب من الماء، للأراضي وغيرها. 

الشُّرب: بالضم إيصال الشيء إلى جوفه بعينه، مما لا يتأتى فيه المضغ.
(ش ر ب) : (الشَّرَابُ) كُلُّ مَا يُشْرَبُ مِنْ الْمَائِعَاتِ وَالْجَمْعُ أَشْرِبَةٌ وَمُرَادُ الْفُقَهَاءِ بِهَا مَا حُرِّمَ مِنْهَا وَيُقَالُ شَرِبَ الْمَاءَ فِي كَرَّةٍ وَتَشَرَّبَهُ فِي مُهْلَةٍ (وَمِنْهُ) الثَّوْبُ يَتَشَرَّبُ الصِّبْغَ (وَقَدْ تَشَرَّبَ) الْعَرَقَ إذَا تَنَشَّفَهُ كَأَنَّهُ شَرِبَهُ قَلِيلًا قَلِيلًا وَاسْتِعْمَالُهُمْ إيَّاهُ لَازِمًا لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ (وَالشِّرْبُ) بِالْكَسْرِ النَّصِيبُ مِنْ الْمَاءِ وَفِي الشَّرِيعَةِ عِبَارَةٌ عَنْ نَوْبَةِ الِانْتِفَاعِ بِالْمَاءِ سَقْيًا لِلْمَزَارِعِ أَوْ الدَّوَابِّ (وَالشَّرْبَةُ) بِالْفَتْحِ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ جَانِبُ الْوَادِي (وَمِنْهَا) حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ أَنَّ أَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلِ بْنِ زَيْدٍ وُجِدَ قَتِيلًا فِي (شَرْبَةٍ) .
(شرب) - في حديث أحد: "وقد شُرِّب الزَّرعُ في الدَّقِيقِ".
وقيل: "شَرِبَ الزَّرعُ الدَّقِيقَ"
: أي اشتَدَّ الحَبُّ وقَاربَ الإِدْراكَ.
قال أبو عمرو: شُرِّب قَصبُ الزَّرع إذا صار المَاءُ فيه.
وقال غيره: شُرِّب السُّنْبُلُ الدَّقيقَ إذا جَرَى فيه.
- وفي صفته عليه الصلاة والسلام: "أَبيضُ مُشرَبٌ حُمْرةً"
: أي أُشرِبَ حُمرة، والإِشْرابٌ: خَلْط لونٍ بلَوْنٌ، وقد أُشْرِب حُمرةً وصُفْرةً، والاسم الشُّرْبَة، وأُشْرب فُلانٌ حُبَّ فُلان.
- وفي الحديث: "مَلْعونٌ من أحاطَ على مَشْرَبة".
وهي بالفَتْح الموضِع الذي يُشْرب منه ، وَيعنِى به إذا تَملّكه ومَنَع منه غَيرَه.
- وعن جَعْفَر الصَّادق في حديث مِنًى: "أَنَّها أَيَّامُ أَكْلٍ وشَرْب"
ش ر ب: (شَرِبَ) الْمَاءَ وَغَيْرَهُ بِالْكَسْرِ (شُرْبًا) بِضَمِّ الشِّينِ وَفَتْحِهَا وَكَسْرِهَا. وَقُرِئَ: {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} [الواقعة: 55] بِالْوُجُوهِ الثَّلَاثَةِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: (الشَّرْبُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرٌ وَبِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ اسْمَانِ. وَ (الشَّرْبَةُ) مِنَ الْمَاءِ مَا يُشْرَبُ مَرَّةً وَهِيَ الْمَرَّةُ مِنَ الشُّرْبِ أَيْضًا. وَ (الشِّرْبُ) بِالْكَسْرِ الْحَظُّ مِنَ الْمَاءِ. وَ (الشَّرْبُ) بِالْفَتْحِ جَمْعُ (شَارِبٍ) كَصَاحِبٍ وَصَحْبٍ. وَ (الْمِشْرَبَةُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ إِنَاءٌ يُشْرَبُ فِيهِ وَ (الْمَشْرَبَةُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ الْمَشْرَعَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَلْعُونٌ مَنْ أَحَاطَ عَلَى مَشْرَبَةٍ» وَ (الْمَشْرَبُ) يَكُونُ مَصْدَرًا وَمَوْضِعًا. وَ (أُشْرِبَ) فِي قَلْبِهِ حُبُّهُ أَيْ خَالَطَهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} [البقرة: 93] أَيْ حُبُّ الْعِجْلِ. وَرَجُلٌ أُكَلَةٌ (شُرَبَةٌ) بِوَزْنِ هُمَزَةٍ أَيْ كَثِيرُ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ. وَ (تَشَرَّبَ) الثَّوْبُ الْعَرَقَ أَيْ نَشِفَهُ. 

شرب


شَرَبَ(n. ac. شَرْب)
a. Understood, apprehended, comprehended, grasped.
_ast;

شَرِبَ(n. ac. شَرْب
شِرْب
شُرْب
مَشْرَب
تَشْرَاْب)
a. Drank; imbibed; sucked up, absorbed.
b. Was, became thirsty.
c. [ coll. ], Smoked (
tobacco ).
شَرَّبَa. Made, gave to drink; watered; soaked.
b. Sweetened (waterskin).
أَشْرَبَa. see I (a)
& II (a).
c. Soaked, steeped, saturated; infused, impregnated;
imbued.

تَشَرَّبَa. Absorbed, sucked up; was soaked &c.
b. [Fī], Impregnated, permeated; soaked into.
إِسْتَشْرَبَa. Was absorbed thoroughly, took well (dye).

شَرْبَة
( pl.
reg. )
a. Drink, draught.
b. Draught, purgative, purge.
c. Water-bottle.

شِرْب
شُرْب (pl.
أَشْرَاْب)
a. Drink, beverage; draught; potion, dose.
b. Drinking; watering.

شَرَبَةa. Trough.
b. Thirst.

شُرَبَةa. Great drinker.

مَشْرَب
(pl.
مَشَاْرِبُ)
a. see 1t (a)b. Place of drinking: watertank, cistern; spring
&c.
c. Character, disposition; taste, inclination.

مَشْرَبَة
(pl.
مَشَاْرِبُ)
a. Verdant land, grass-land.
b. Upper chamber.

مِشْرَبَة
(pl.
مَشَاْرِبُ)
a. Drinking-vessel; pitcher.

شَاْرِب
(pl.
شَرْب
شُرُوْب)
a. Drinker.
b. (pl.
شَوَاْرِبُ), Moustache.
شَرَاْب
(pl.
شَرَابَات
&
أَشْرِبَة)
a. Drink, beverage, liquor: wine, brandy, spirits
&c.
b. Syrup.

شَرَاْبِيّa. Butler; cupbearer.

شَرَّاْبa. Drinker; tippler, wine-bibber, drunkard.

شَرَّاْبَة
(pl.
شَرَاْرِيْبُ)
a. Tuft; fleece; silktassel.

شِرِّيْبa. see 28
شَرَبَات
a. Sherbet; lemonade.
b. Glass of sherbet &c.

إِشْرَأَبَّ إِلَى
a. Stretched forth his neck to see.
ش ر ب : الشَّرَابُ مَا يُشْرَبُ مِنْ الْمَائِعَاتِ وَشَرِبْتُهُ شَرْبًا بِالْفَتْحِ وَالِاسْمُ الشُّرْبُ بِالضَّمِّ وَقِيلَ هُمَا لُغَتَانِ وَالْفَاعِلُ شَارِبٌ وَالْجَمْعُ شَارِبُونَ وَشَرْبٌ مِثْلُ: صَاحِبٍ وَصَحْبٍ وَيَجُوزُ شَرَبَةٌ مِثْلُ: كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ قَالَ السَّرَقُسْطِيّ وَلَا يُقَالُ فِي الطَّائِرِ شَرِبَ الْمَاءَ وَلَكِنْ يُقَالُ حَسَاهُ وَتَقَدَّمَ فِي الْحَاءِ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ فِي مُتَخَيَّرِ الْأَلْفَاظِ الْعَبُّ شُرْبُ الْمَاءِ مِنْ غَيْرِ مَصٍّ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ يُقَالُ فِي الْحَافِرِ كُلِّهِ وَفِي الظِّلْفِ جَرَعَ الْمَاءَ يَجْرَعُهُ وَهَذَا كُلُّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الشُّرْبَ مَخْصُوصٌ بِالْمَصِّ حَقِيقَةً وَلَكِنَّهُ يُطْلَقُ عَلَى غَيْرِهِ مَجَازًا وَالشِّرْبُ بِالْكَسْرِ النَّصِيبُ مِنْ الْمَاءِ.

وَالْمَشْرَبَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالرَّاءِ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَشْرَبُ مِنْهُ النَّاسُ وَبِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا الْغُرْفَةُ وَمَاءٌ شَرُوبٌ وَشَرِيبٌ صَالِحٌ لَأَنْ يُشْرَبَ وَفِيهِ كَرَاهَةٌ.

وَالشَّارِبُ الشَّعْرُ الَّذِي يَسِيلُ عَلَى الْفَمِ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَلَا يَكَادُ يُثَنَّى وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ الْكِلَابِيُّونَ شَارِبَانِ بِاعْتِبَارِ الطَّرَفَيْنِ وَالْجَمْعُ شَوَارِبُ. 
شرب
الشُّرْبُ: تناول كلّ مائع، ماء كان أو غيره. قال تعالى في صفة أهل الجنّة: وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً
[الإنسان/ 21] ، وقال في صفة أهل النّار: لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ
[يونس/ 4] ، وجمع الشَّرَابُ أَشْرِبَةٌ، يقال: شَرِبْتُهُ شَرْباً وشُرْباً. قال عزّ وجلّ: فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي
- إلى قوله- فَشَرِبُوا مِنْهُ
، وقال:
فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ
[الواقعة/ 55] ، والشِّرْبُ: النّصيب منه قال تعالى: هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ
[الشعراء/ 155] ، وقال: كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ
[القمر/ 28] . والْمَشْرَبُ المصدر، واسم زمان الشّرب، ومكانه. قال تعالى: قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ
[البقرة/ 60] . والشَّرِيبُ: الْمُشَارِبُ والشَّرَابُ، وسمّي الشّعر الذي على الشّفة العليا، والعرق الذي في باطن الحلق شاربا، وجمعه: شَوَارِبُ، لتصوّرهما بصورة الشّاربين، قال الهذليّ في صفة عير:
صخب الشّوارب لا يزال كأنه
وقوله تعالى: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
[البقرة/ 93] ، قيل: هو من قولهم: أَشْرَبْتُ البعير أي: شددت حبلا في عنقه، قال الشاعر:
فأشربتها الأقران حتى وقصتها بقرح وقد ألقين كلّ جنين
فكأنّما شدّ في قلوبهم العجل لشغفهم، وقال بعضهم : معناه: أُشْرِبَ في قلوبهم حبّ العجل، وذلك أنّ من عادتهم إذا أرادوا العبارة عن مخامرة حبّ، أو بغض، استعاروا له اسم الشّراب، إذ هو أبلغ إنجاع في البدن ، ولذلك قال الشاعر:
تغلغل حيث لم يبلغ شَرَابٌ ولا حزن ولم يبلغ سرور
ولو قيل: حبّ العجل لم يكن له المبالغة، [فإنّ في ذكر العجل تنبيها أنّ لفرط شغفهم به صارت صورة العجل في قلوبهم لا تنمحي] وفي مثل: أَشْرَبْتَنِي ما لم أشرب 
، أي:
ادّعيت عليّ ما لم أفعل.
[شرب] شَرِبَ الماءَ وغيره شُرْباً وشَرْباً وشِرْباً. وقرئ: (فَشارِبونَ شَُِرْبَ الهِيمِ) بالوجوه الثلاثة. قال أبو عبيدة: الشَرْبُ بالفتح مصدرٌ، وبالخفض والرفع اسمانِ من شَرِبت. والتَشْرابُ: الشُرْبُ. والشَرْبَةُ من الماء: ما يُشْرَبُ مرة. والشَرْبَةُ أيضاً: المَرَّةُ الواحدة من الشرب. والشِرْبُ بالكسر: الحظُّ من الماء. وفي المثل: " آخِرها أقلَّها شِرْباً "، وأصله في سَقْي الإبل، لأنّ آخرها يَرِدُ وقد نزِفَ الحوضُ. والشَرْبُ: جمع شارب، مثل صاحب وصحب، ثم يجمع الشرب على شُروبٍ. وقال الأعشى: هو الواهبُ المسمعات الشرو * ب بين الجرير وبين الكَتَنْ والمِشْرَبَةُ بالكسر: إناء يُشْرَبُ فيه. والمَشْرَبَةُ بالفتح: الغُرْفَةُ، وكذلك المشربة بضم الراء. والمشارب: العلالى، وهو في شعر الاعشى . والشريب: المُولَعُ بالشراب ، مثل الخِميرِ. والمَشْرَبَةُ، كالمَشْرَعَةِ، وفي الحديث: " ملعون من أحاط على مَشْرَبَةٍ ". والمَشْرَبُ: الوجهُ الذي يُشْرَبُ منه، ويكون موضعاً ويكون مصدراً. أبو عبيدة: يقال ماء مشروب وشريب للذى بين الملح والعذب. والشريبة من الغنم: التي تُصْدِرُها إذا رَوِيَتْ فَتَتْبَعُها الغَنَمْ. وشَريبُكَ: الذي يُشارِبُكَ ويورد إبله مع إبلك. قال الراجز: إذا الشريب أخذته أكه * فخله حتى يبك بكه وهو فعيل بمعنى مفاعل، مثل نديم وأكيل. وتقول: شرب مالي وأكَّله، أي أطعمه الناسَ. و: ظل مالي يُؤَكَّلُ ويُشَرَّبُ، أي يرعى كيف شاء. وشَرَّبْتُ القِرْبَةَ، أي جَعَلْتُ فيها وهي جديدةٌ طِيناً وماءً، ليطيبَ طعمها. والشَرَبَةُ: بالتحريك: حَوض يُتَّخَذُ حول النخلة تَتَرَوَّى منه، والجمع شَرَبٌ وشَرَباتٌ. قال زهير: يَخْرُجْنَ من شَرَباتٍ ماؤُها طَحِلٌ * على الجُذوعِ يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقا والشوارب: مجاري الماء في الحلق. وحمار صخب الشَوارب من هذا، أي شديد النَهيق. وقد طَرَّ شاربُ الغلام، وهما شاربان، والجمع شوارب. أبو عبيد: أَشْرَبْتُ الإبل حتَّى شَرِبَتْ. وتقول: أَشْرَبْتَني ما لم أشربْ، أي ادَّعَيْتَ عليَّ ما لم أفعل. والإشراب: لونٌ قد أِشْرِبَ من لون آخَر. يقال أُشْرِبَ الأبيضُ حمرةً، أي عَلاهُ ذلك. وفيه شُرْبَةٌ من حُمْرَةٍ، أي إشْرابٌ. ويقال أيضاً عنده شُرْبَةٌ من ماءٍ، أي مقدار الرِيِّ، ومثله الحُسْوَةُ والغُرْفة واللُقمة. وأُشْرِبَ في قلبه حُبَّهُ، أي خالطَه، ومنه قوله تبارك وتعالى: (وَأُشْرِبوا في قلوبهم العجل) أراد حب العِجْلِ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه. والشاربةُ: القومُ على ضفة النهْر ولهم ماؤه. ورجلٌ أكلة شربة، مثال همزة: كثير الاكل والشرب، عن ابن السكيت: وتَشَرَّبَ الثوبُ العَرَقَ، أي نَشِفَهُ. واشرأب للشئ اشرئبابا: مد عنقه لينظر. والشر أبيبة، بضم الشين: اسمٌ من اشرأبَّ، كالقشعريرة من اقشعر. وشربة، بتشديد الباء: موضع ويقال: ما زال فلان على شَرَبَّةٍ واحدة، أي على أمر واحد. وشربب بالضم: موضع، وهو في شعر لبيد بالهاء:

هل تعرف الدار بسفح الشرببه
[شرب] في صفته: أبيض "مشرب" حمرة، الإشراب خلط لون بلون كأحد اللونين سقى اللون الأخر وإذا شدد الراء كان للتكثير. ومنه ح أحد: إن المشركين نزلوا على زرع أهل المدينة وخلوا فيهم ظهرهم وقد "شرب" الزرع الدقيق، وروى: شرب الزرع الدقيق، وهو كناية عن اشتداد حب الزرع وقرب إدراكه، يقال: شرب قصب الزرع - إذا صار الماء فيه، وشرب السنبل الدقيق - إذا صار فيه طعم، والشرب فيه مستعار كأن الدقيق كان ماء نشربه. وح الإفك: لقد سمعتموه و"أشربته" قلوبكم، أي سقيته قلوبكم، أي حل محل الشراب أو اختلط به خلط الصبغ بالثوب. وفي ح الصديق: و"أشرب" قلبه الإشفاق. وفيه ح: أيام أكل و"شرب" ويروى بالضم والفتح وهو أقل وبه قرى و «"شرب" الهيم» أي لا يجوز صيامها. وح من "شرب" الخمر في الدنيا لم يشرب في الآخرة، أراد لم يدخل الجنة. ط: "لم يشرب" في الآخرة، كناية عن كونه جهنميًا فإن الشرب من أواني الفضة من دأب أهل الجنة، والمراد من اعتقد حلها. نه: وح: في "شرب" من الأنصار، هو بفتح شين وسكون راء جماعة يشربون الخمر. ك: وهو جمع. ج:القائم ليست مطمئنة ساكنة فربما ينحرف الماء عن موضعه المعلوم من المعدة فيؤذي، وأمره بالاستقاء مبالغة في الزجر، وإنما شرب ماء زمزم قائمًا لبيان الجواز أو لأنه لم يجد موضع القعود للازدحام وابتلال المكان. وفيه ح: "لا تشربوا" واحدًا، أي شربًا واحدًا بل مرارًا بابانة القدح حذرًا من التنفس في الإناء - ويتم بيانًا في النفس. ج: "يشرب" الشعر بالماء، تشريبه بل جميعه بالماء. وفيه: "أشربها" من أشرب القلب هذا الأمر إذا دخل فيه وقبله وسكن إليه.
شرب: الشَّرْبُ: جَمَاعَةٌ يَشْرَبُونَ. ولُغَةٌ في الشُرْبِ، وقُرِىءَ: " فَشَارِبُوْنَ شُرْبَ الهِيْمِ " و " شَرْبَ " و " شِرْبَ " أيضاً. وفي المَثَل: " آخِرُها أقَلُّها شِرْباً " وهو الحَظُّ من الماء. والشَّرْبُ: وَقْتُ [238ب] الشُّرْبِ. والماءُ الذي يُشْرَبُ. والمَشْرَبُ: الوَجْهُ الذي يُشْرَبُ منه، ويَكُونُ مَصْدَراً ومَوْضِعاً. والمَشَارِبُ: الماءُ. والشَّرَابُ: ما يُشْرَبُ. ورَجُلٌ شَرُوْبٌ: شَدِيْدُ الشُّرْبِ. وماءٌ شَرُوْبٌ: فيه مَرَارَةٌ ومُلُوْحَةٌ ولم يَمْتَنِعْ من الشُّرْبِ. وشَرِيْبٌ وشَرُوْبٌ: للَّذي بَيْنَ العَذْبِ والمِلْحِ. وقيل: الشَّرُوْبُ الذي فيه عُذُوْبَةٌ ولا يُشْرَبُ، والشَّرِيْبُ ضِدُّه. وشَرِيْبُكَ: الذي يُشَارِبُكَ. والشَّرِّيْبُ: المُوْلَعُ بالشَّرَابِ. والشّرّابُ: الشَّدِيْدُ الشُّرْبِ كَثِيرُه. ويقولونَ: أكَّلَ فلانٌ مالي وشَرَّ [َه: أي أطْعَمَه النّاسَ وسَقاهم. والمِشْرَبَةُ: إنَاءٌ يُشْرَبُ فيه. وطَعامٌ ذو مَشْرََبةٍ: أي مَنْ أكَلَه شَرِبَ عليه. والمَشْرَبَةُ والمَشْرُبَةُ: المَشْرُقَةُ: التي في صُفَّةٍ.،اعْلى الجَبَلِ: مَشْرَبَةٌ. وهي أيضاً: أرْضٌ لَيِّنَةٌ لا يَزَالُ فيها نَبْتٌ أخْضَرُ رَيّانُ. وكلُّ نَجِيْزَةٍ من الشَّجَرِ: شَرَبَّةٌ، والجَميعُ الشَّرَبّاتُ والشَّرائبُ والشَّرابِيْبُ. وناحِيَةُ الوادي: شَرَبَّةٌ؛ أيضاً. ويقولون: أشْرَبْتَ إبِلَكَ: إذا جَعَلْتَ لكُلِّ جَمَلٍ قَريناً إذا سَقَيْتَها، وذلك إذا وَضَعْتَ في عُنُقِه حَبْلاً. وشَرَّبْتُ القِرْبَةَ: إذا كانَتْ جَدِيدةً فَجَعَلْتَ فيها طِيناً لِيَطِيْبَ طَعْمُها. والشّارِبَةُ: هم القَوْمُ الذين مَسْكَنُهم على ضَفَّةِ النَّهرِ. ويٌال: هل أشْرَبْتُم: أي هَلْ شَرِبَتْ إبلُكُم. وأشْرَبَ فلانٌ اليَوْمَ: إذا كَثُرَ مالُه وإبِلُه من الشُّرْبِ. والشَّرَبَةُ: كالحُوَيْضِ حَوْلَ النَّخْلَةِ لِريِّ النَّخْلَةِ، وجَمْعُه شَرَبٌ وشَرَباتٌ. ويَوْمٌ ذو شَرْبَةٍ: أي يُشْرَبُ فيه الماءُ كثيراً لِشِدَّةِ حَرِّه. والشارِبَانِ: ما طال من ناحِتَتَي السَّبلَةِ. وكذلك شارِبا السَّيْفِ، وفي أسْفَلِ القائمِ أنْفَانِ طَوِيلانِ. والشَّوَارِبُ: 'ُرُوْقٌ مُحْدِقَةٌ بالحُلْقُوْمِ. وقيل: هي مَجَاري الماءِ في الحَلْقِ. والحِمَارُ الشَّدِيدُ النَّهِيْقِ: صَخِبُ الشَّوَارِبِ. والإِشْرَابُ: لَوْنٌ قد أُشْرِبَ من لَوْنٍ. وأُشْرِبَ حُبَّه: أي خالَطَ قَلْبَه. والصِّبْغُ يَتَشَرَّبُ في الثَّوْبِ. والمُشْرَئبُّ: مِن اشْرَأَبَّ إذا مَدَّ عُنُقَه لِيَنْظُرَ. والشُّرَأْبِيْبَةُ: اسْمٌ من اشْرَأَبَّ للشَّيْءِ أي تَصَدّى له: والمُشْتَرِبُ من الألْبَانِ: الذي لا يَخْرُجُ زُبْدُه ويُمِرُّ طَعْمَه ولا يُشْرَبُ من مَرَارَتِه، واشتَرَبَ اللَّبَنُ. واسْتَشْرَبَ فلانٌ اللَّبَنَ: إذا لم يُخْرِجُ زُبْدَه فَصَارَ زُبْدُه كأنَّه صِئْبَانٌ. ويُقال للسُّنْبُلِ إذا جَرى فيه الدَّقِيْقُ: قد شَرِبَ الدَّقِيْقَ. وشَرِبْت شَرْباً وشُرْباً وشِرْباً. ويُقال: إنَّه لَيَقْضي حاجَتَه من طَعُوْمِهِ وشَرُوْبِهِ: أي طَعامِهِ وشَرابِه. وظَلَّ مالي يُؤْكِّلُ ويُشَرِّبُ: أي يَرْعَى كَيْفَ َشَاءَ. والإِشْرَابُ: إذا جاءَكَ الشَّيْءُ في الشَّيْءِ. والشَّرِيْبُ: عُوْدٌ يُتَّخَذُ منه القَوْسُ. والشَّرَبُ: من القِدَا؛ للمَيْسِرِ، وجَمْعُه أشْرَابٌ.
باب الشين والراء والباء معهما ش ر ب، ش ب ر، ب ش ر، ب ر ش، ر ب ش مستعملات

شرب: شَرِبَ شَرْباً وشُرباً. والشِّرب: وقت الشُّرب. والمَشْرَب: الوجه الذي يُشرَب منه، ويكون مَوْضِعاً ومصدرا، قال: ويُدعى ابنُ مَنْجوف أمامي كأنّه ... خَصِيٌّ أتى للماء من غير مَشْرب

والمَشْرَبُ: الشُّرْبُ نفْسُه، والشرابُ: اسمٌ لما يُشرَبُ، وكل شيءٍ لا يُمضَغ فإنه يُقال فيه: يُشرب. ورجلٌ شَروبٌ: شديد الشُّرب. وماءٌ شَروبٌ: فيه مُلوحة، ولا يُمتنَعُ من شربه. والشَّريبُ: كلُّ ما يُشرَب. وشَريبُك: الذي يشرب معك. والشَّرِيبُ: المولَعُ بالشّراب، معروفاً به. والشّرّابُ: الكثيرُ الشُّرب الشديدُهُ. والمِشْرَبةُ: إناءٌ يُشرَب به. والمَشْرَبة: الغُرفة، وهي عند العامّة: المشربة التي تكون في صُفَّة. والمَشْرَبة: أرضٌ ليّنة لا يزال فيها نبت أخْضَر ريّان، قال :

بلادٌ بها عَزُّوا مَعَدّاً وغَيْرَها ... مشارِبها عَذْبٌ وأعلامُها ثمل

يعني بالمشارب هاهنا: الماء. وبالثّمل: جمع ثمال. ولكل نحيزة من الشَّجَر شَرَبَّة في بعض اللغات، والجميع: الشَّرَبّات والشَّرائب. وكلّ أرضٍ كثيرة الشجر: تُسمّى شَرَبّة، مشدّدة الباء. والشاربةُ: قومٌ مسْكَنُهُمْ على ضَفَّة النهر، وهم الذين لهم ماء ذلك النهر. والشاربان: تجمعهما السَّبَلة. والشاربان أيضاً: ما طال من ناحيتي السبلة، ومنه سمي شاربا السيف، وبعض يُسمّي السَّبَلة كُلّها شارباً واحداً، وليس بصواب. والشَّواربُ: عروقٌ مُحْدِقةٌ بالحُلقوم، وفيها يقع الشرق، ويقال: بل هي عُروقٌ تأخذُ الماء ومنها يَخرُجُ الرِّيق. وحمارٌ صَخِبُ الشَّوارِب، أي: شَديدُ النَّهيق. والإشرابُ: لونٌ قد أُشرِبَ من لَوْن.. [يقال] أُشْرِب فُلانٌ حُبَّ فلان، أي: خالط قلبه. والصِّبْغُ يَتَشَرَّب في الثّوب، والثَّوْب يَتَشَرّبُهُ، أي: يتنشفه. واشْرَأَبَّ الرجل، إذا رفع عُنُقَه لينظر، قال ذو الرُّمّة :

ذكرتُكِ أَنْ مرّتْ بنا أمّ شادنٍ ... أمام المَطايا تَشْرَئِبُّ وتَسْنَحُ

شبر: الشِّبْر: الاسم والشَّبْرُ: الفِعْل. شَبَرْتُه شَبْراً بِشِبْري. [يقال] : هذا أشْبَرُ من [هذا] ، أي: أوسع [منه] شِبراً، وأنا أَشْبرُه. وأعطاها شَبْرَها، أي: حقّها في النّكاح. والشبر: القربان. وهو شيء يعطيه النصارى بعضُهم بعضاً [يتقرّبون به] ، قال عدي : إذْ أتاني خَبَرٌ من مُنْعِمٍ ... لم أَخُنْهُ والذي أَعْطى الشَّبَرْ

بشر: البَشَر: الإنسانُ الواحد رجلاً كان أو امرأة. هو بَشَرٌ وهي بشر [وهما بشر] ، وهم بَشَرٌ، لا يُثَنَّى ولا يُجمع، قال :

معاويَ إننا بشرٌ فأَسْجِحْ ... فلَسْنا بالجِبال ولا الحَديدا

والبَشَرَةُ: أعلى جِلْد الوَجْه والجَسَد من الإنسان، وهو البَشَر إذا جَمَعْتَه، وإذا عَنَيْتَ به اللون والرِّقَّةُ، وجَمْعُ الجَمْعِ: أَبْشارٌ، ومنه [اشتُقَّتْ] مباشرةُ [الرجل] المرأة لتضام أبشارهما. ومباشرة الأَمْر: أن تحْضُرَهُ بنفسك. والبَشْرُ، بجَزْمِ الشين: قَشْرُك البَشَرَة عن الجِلْد، وقد يقال لجميع الجُلود: بَشَرْتُه إذا قشرت عنه قِشْرَته التي يَنْبُت فيها الشَّعْر، والقطعة منه بَشْرة. والبِشارةُ: ما بُشِّرْتَ به. والبَشِيرُ: المُبشِّر بخيرٍ أو شرٍّ. والبُشارة: حقُّ ما يُعطى على ذلك، والبَشْرى: الاسم. والبَشارةُ: الجَمالُ. وامرأةٌ بشيرة، قال الأعشى :

ورأتْ بأنْ الشيب جانبه ... البَشاشة والبَشارَهُ

والبِشارة: تباشُرُ القوم بأمْرٍ. وبَشَّرْتُهُ فأبْشَرَ وتَبَشَّرَ واسْتَبْشَر، ولغة: بَشَرْته أبشره. وتَباشيرُ الصُّبْحِ: أوائلُهُ وأوائل كُلّ أمْر ولم أسمعْ له فِعلاً. واستبشرَ القوم: تَباشروا. والمُبَشِّراتُ: الرياح تهبُّ بالسحاب والغَيْث.

برش: البَرَشُ، والبُرْشَةُ: لون مختلط بنقطة حمْراء وأُخرى سَوْداء، أو غَبْراء، أو نحو ذلك. وشاةٌ بَرْشاء: في وَجْهها نقط مختلفة، ورجلٌ أبْرش. وسُمّي جَذيمة الأبرش الذي أصابه حَرْق فبقي فيه من أثر الحَرْق نقطٌ سُودٌ وحُمْرٌ، فقيل: جَذيمة الأبْرش، وهو ملك من ملوك اليمن.

ربش : الأَرْبَشُ: لغة في الأَبْرَش. ويُقال: مكانٌ أَرْبَشُ: للكثير النَّبْتِ المختلِف.
شرب: شَرب في ودّ (أو بودّ أو في وداد) فلان: شرب نخب فلاّن (انظره في مادة ودّ)، وفي معجم بوشر: شرب في محبته: شرب نخب فلان أو بسره. ويقال أيضاً: شرب سروراً به، أو شرب صائحاً بسروره أو شرب سروراً به وله (انظر في مادة سرور).
شرب اليمين: بمعنى القول الإنجليزي: Swallaw an oath حلف مكرهاً (ابن خلكان (1: 88) دي سلان مع ترجمة دي سلان في ترجمة ابن خلكان 1: 169 رقم3).
شرب، ومصدره شروب: ارتوى. (الماوردي ص258، 259).
أشرب. لا يقال: أُشْرب في قلبه حبُّه، بل يقال: أُشْرب قلبُه ذلك أي خلَط به.
وقوَلهم أُشْرَب قلبَه عليه (بحذف سخطاً) معناه امتلأ قلبه سخطاً عليه. (معجم الطرائف) تشارب: حسد كل منهما الآخر. (الثعالبي لطائف ص90).
انشرب: شُرِب (فوك) وينشرب: يمكن شربه، سائع.
اشرأب: مدّ عنقه، وتستعمل مجازاً بمعنى رفع رأسه أي تجرأ وتجاسر، كما جاء في العبارة التي نقلها لين، وهي موجودة في البلاذري (ص95): اشرأبَّ النفاق بالمدينة وارتدَّت العرب وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه عظّم النفاق نفسه وكان عليه أن يترجمه بما معناه ظهر النفاق في المدينة وارتفع. وفي كتاب عبد الواحد (ص241): فاضطرب الأمر واشرأَبَّ الناسُ للخلاف (انظر تعليقتي في (ص15).
اشرأب الدمع: كان ينذرف (الكامل ص514) شَربُ: ذكرت في معجم الأسبانية (ص260، 261) وقد حاولت أن أبرهن على أن هذه الكلمة التي تجمع على شُرُب (معجم الادريسي) لا تعني خيط كتان كما يقول جوليوس بل تعني نوعاً من الحرير. ويؤيد فوك ما يقوله جوليوس ففيه شرب وجمعه شَرَابِي نوع من نسيج الكتان الرفيع الغالي الثمن.
شِرْب. عند الدروز: ماء الحكمة (دي ساسي 2: 95).
شَرْبَة: دواء مسهل (همبرت ص37، محيط المحيط).
شَرْبَة: شوربة، حساء (ديسور ص31، 33)
وانظر: شُرْبَة.
شَرْبَة: إناء صغير من الخزف يشرب منه (محيط المحيط).
(وهي فيه شَرْبَة وليست شَرَبَة كما هي عند همبرت ص199)، مملوك 2، 2: 210، ياقوت 1: 217، ففي النويري (مصر مخطوطة 2: ص155): ومن الآلات مثل اسطال وصحاف وشربات (ألف ليلة 2: 177).
وفي معجم اللاتيني - العربي: Poculum (Vasculum, Calix vel fiala) شَرْبَة وكأس.
شربة العَبَاءَة: نقش بين كتفيها والنقش الذي على صدرها يقال له جِبْراس. (محيط المحيط).
شربة بالقراني: اطراف الشال ونقش أزهار في الأطراف (بوشر).
شِرْبَة (أسبانية) وجمعها شِرَب: أروية، أنثى الإيّل (ألكالا).
شُرْبَة: حسوة، جرعة (ألكالا) ويقال شَرْبة أيضاً.
شُرْبَة: شراب شربات (شَرْبَت). (بوش، ابن بطوطة 3: 124 في الهند).
شُرْبة: مقيئ، دواء مقيئ (ألكالا).
شُرْبة: حساء، شوربة (همبرت ص13، هلو، شو 1: 331، داريفيو 3: 280) وحساء رز أو حساء شعيرية (بوشر).
شُرْبَة خضار: حساء من الخضر (بوشر).
وهذه الكلمة بهذا المعنى ليست مشتقة من الفعل شرب العربي، وإنما هي تعريب شورْبا أو شوْرباجٍ التي تدل على نفس المعنى، وهي تكتب أيضاً شوربة (ألف ليلة 4: 475) وشُورْبَة (مارتن ص79) وشَوْرَبة (محيط المحيط) وفيه الشَوْربة طعام مائع من الرز واللحم معرب الشَوْرَباج. وشوربزجة (باين سميث 1548).
شُرْبات: شراب مشبع سكراً، شراب السكر (رولاند).
شربتجّي الليمون: بائع شراب الليمون (بوشر).
شَرْبِيّة، وجمعها شَرَابي: منديل تلف به النساء شعورهن في المغرب. (معجم الأسبانية).
شربية: التي ذكرها هوست (ص266، 267) انظرها في مادة جَرْبِي في الآخر.
شربان: ثمل، من شرب الخمر غير إنه لم يسكر تماماً (بوشر) وينقل شولتنز في نحو حلب (ص 70): وايش هو الفرق بين السكران والشربان.
شِرباتيّ: عقاقيري، صيدلاني، (هلو).
شَرَاب: يجمع على أَشْربات (الكامل ص49).
شراب الحشيشة: في مصر خمر خلط بها قبل أن تتخمر أوراق نبات يسمى الكُتيلْة وهي تضيف إلى الخمر رائحة عطرة وتجعلها أقوى طعماً (ابن البيطار 2: 350).
شراب: ضرب من اللعوق أو المعاجين ومنه أخذ شراب السكر، وتجمع هذه الكلمة بهذا المعنى على أشْرِبَة (معجم الأسبانية ص218). ويقول صاحب محيط المحيط إن الأطباء إذا أطلقوا الشراب أرادوا به الخمر فإذا أرادوا غيره قيّدوه كشراب الحصرم وغيره.
وفي معجم فوك: شراب الحكيم وشراب الجلاّب وشراب الرمان.
وشراب: ما يشرب من ماء السكر والليمون ويجمع على شرابات (محيط المحيط).
شراب خانة (ألف ليلة برسل 1: 315) هذه الكلمة لا تعني خانة وخمارة و (ميخانة) (فريتاج) بل إنها تعني خزانة أي المكان الذي تحفظ فيه الأشربة والسكر والمربيات والفواكه والثلج والمياه المقوية للقلب والمعاجين المسهلة والأدوية القابضة والمرطبات والعطور والماء الذي يشرب منه الأمير وهو من أطيب المياه. وتكتب هذه الكلمة عادة شراب خانة وشرابخاناة وشَرَبْخاناة. ويتولى أمرها مهتار أو أحياناً مهتاران. ويساعده عدد من الشَرْبْداريَّة (مملوك 1، 1: 110، 111، 162) ويسميهم أبو الفرج (ص558) الشرابدارية.
شَرَابّاتيُ: بائع الشرابات وهو ما يشرب من ماء السكر والليمون وصانعه (بوشر، محيط المحيط).
شرائبى: صيدلاني، عقاقيري، (فوك). شَرَّابة: (بفتح الشين في محيط المحيط، فوك، ألكالا، دابر، همبرت. وبضمها في معجم لين وبوشر) وتجمع على شراريب، وعند فوك على شرارب: قيطان حرير (فوك). وفي رحلة ابن بطوطة (4: 403) أُخْرِج من شباك احدى الطاقات شرابة حرير قد رُبِط فيها منديل مصري مرقوم. وفي تعليقات (13 - 216): ويضفرون شعورهم بشبكات فيها شراريب حرير تتدلى على أكتافهم.
شرَّابة: طرّة من الشعر أو ختمة من خيوط الحرير (ألكالا، بوشر، همبرت ص21، محيط المحيط، دابر (الملابس ص351)، كاريت قبيل 1: 98، مملوك 2، 1: 24) وشرابات: خمل، أهداب، هدّاب (بوشر، همبرت ص204) (وقد تخاصم كل من هابيشت والسيد فليشر حول معنى هذه الكلمة. انظر معجم فليشر حول هذه الكلمة في مادة شرب في الف ليلة ومعجم هابيشت (ص26) ومقدمة الجزء السابع (ص8) ومقدمة الجزء التاسع ص14) فالأول يؤكد أنها تعني قيطان وليست ضمة خيوط من الحرير، والثاني يؤكد انها تعني دائماً ضمة خيوط من الحرير ولا تعني قيطاناً. (ونلاحظ أنهما قد توهما في ذلك).
شرابة الراعي: بهيشة، جنبة شرابة الراعي (بوشر) شارِب: الذي يشرب، وجمعه شاربة (المفصل طبعة بروش ص83، معجم الماوردي).
شارِب: لا يطلق على الشعر النابت على الشفة العليا فقط بل على الشفة أيضاً (همبرت ص2 جزائرية)،. الشفة العليا (دومب ص86)، شوارب الشفتان (دوب ص86، رولاند). ويقول ابن البيطار في كلامه عن جراد البحر أو الاقريديس (1: 226): في مواضع شواربها.
شارب: عذار زغب كالقطن ينبت قبل نبات شعر اللحية. (ألكالا).
شارب الريح: اسم يطلق في إفريقية على حصان الصحراء، وسمي بذلك لأنه حين يركض يترك لسانه متدلياً في جانب من الفم بصورة يظهر فيها كأنه يشرب الريح (جاكسون ص42، ريشاردسن مراكش 2: 98، دافيدسن ص102، 114).
شارب القدوم: طرف حده المحدد الرأس (محيط المحيط).
مَشْرَب: قد ترجمت بقناة في هذه العبارة التي جاءت في عقد طليطلة في سنة 1176 من العصر الأسباني: ويكون للارجدياقن المذكور ثلث ماء الناعورة وثلث جميع حقوقها من مشرب ومرتفق في علو وسفل ودخول وخروج ومطريج وغير ذلك من الحقوق والمنافع (سيمونيه).
مَشْرَب وجمعه مَشارِب: قاتل، قَتَّال (شيرب).
مَشْرَب: هوى النفس الغريزي.
ويقال: وافق الأمر مشربه أي هواه (محيط المحيط).
مَشربة: عامية مِشربة فيما يقول صاحب محيط المحيط (انظر مملوك 2: 2: 110) وهي جرة صغيرة في شكل الكأس. (برجرن) وانظر (معجم الأسبانية ص179).
مَشْرَبة أمّ إبراهيم: يذكر برتون (2: 46) اسم مسجد مَشُرَبة أمّ إبراهيم ويقول إن هذه الكلمة تعني بستان أم إبراهيم ويضيف إلى ذلك أن مارية (زوج النبي) كان لها بستان في هذا الموضع وإنها ولدت فيه إبراهيم ثاني أولاد النبي (كذا). ومن المحال أن تدل هذه الكلمة على هذا المعنى.
مَشرَبيّة: بعضهم (العامة) يقول المَشْرَبية بدل مِشربَة (محيط المحيط).
مَشّرَبيَّة: شباك محاط بحواجز خشبية بارز إلى الخارج ويسنى بذلك لأنهم يضعون فيه خلال الماء ليبرد ماؤها بالتبخر (لين عادات 1: 10، برتون 1: 35، عوادة ص241، ميشيل ص110، فإن كارنبك في مجلة السيد لسنة 1868، 4: 125). وللمحامل الكبيرة مشربيات أيضاً (لين عادات 2: 199).
مشروب: شراب (بوشر، مملوك 1، 1: 2) وخمر (أماري ديب ص200 وانظر ص441 رقم ف).
والجمع مشروبات: مرطبات، خمور، أنبذة وغيرها (بوشر).
مشروب: قمح وضع مدة سنوات عديدة في المطامير (السايلو) حتى أصبحت رائحته تشبه رائحة جبن جرويير وهو جبن أصفر ذو ثقوب صغيرة. والعرب يستلذونه جداً. (شيرب).
مُشَوْرَب: غليظ الشفة (ألكالا).
شرب
شرِبَ يَشرَب، شَرْبًا وشُرْبًا، فهو شارب، والمفعول مَشْروب
• شرِب الماءَ ونحوَه: جرعَه "شرِب الدّواءَ- {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا} " ° أكل عليه الدَّهر وشرِب: طال عمرُه وتأثّر بمرور الزَّمن عليه، بلي من القدم- اشرب من البحر: مُت غَيْظًا، افعلْ ما تشاء- شرِب السّجائِرَ: دخّنها- شرِب الكأسَ حتَّى الثُّمالة: احتمل ما هو شاقّ ومؤلم حتى النهاية، لم يُبقِ فيها شيئًا، سكِر وغاب عن وعيه- شرِب ما أُلقي عليه: فهمه- شرِب نَخْبَه/ شرِب في صحَّته: تناول شرابًا احتفاءً بحضور شخص، أو حُبًّا فيه. 

أشربَ يُشرِب، إشرابًا، فهو مُشرِب، والمفعول مُشرَب
• أشربَ فلانًا: سقاه، جعله يشرب "أشرب ضيوفَه اللّبنَ" ° أشربني ما لم أشرب: ادّعى عليَّ ما لم أفعل.
• أشرب اللَّونَ: أشبعه "أشرب نسيجًا صبغًا".
• أشرب الثَّوبَ حُمْرةً: مزجه بلون الحُمْرة.
• أشرَب قلبَه حُبّ الإيمان: خالط حُبّه قلبه، كأنّه شربه " {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} ". 

تشرَّبَ يَتشرَّب، تشرُّبًا، فهو مُتشرِّب، والمفعول مُتشرَّب
• تشرَّب الثَّوبُ العرقََ أو الصِّبغَ: امتصّه "تشرّبتِ الأرضُ ماءَ المطر- تشرّبت الرّاياتُ دماءَ القتلى" ° تشرّب بفكر أبيه: تشبّع منه. 

شاربَ يُشارب، مُشاربةً وشِرابًا، فهو مُشارِب، والمفعول مُشارَب
• شارَب ضيفَه: شرِب معه. 

شرَّبَ يُشرِّب، تشريبًا، فهو مُشرِّب، والمفعول مُشرَّب
• شرَّب فلانًا: أشربه؛ جعله يشرب "شرَّب طفلاً لبنًا/ دواءً".
• شَرَّب الشّيءَ: بلَّلَه, شبَّعَه "شرّب إسفنجة ماءً- شرّب نسيجًا صبغًا".
• شرَّب أفكارًا: رسّخَها في الذِّهن.
• شرَّبه الشّجاعةَ: بثّها، بعثها، نفثها في قلبه.
• شرَّب القماشَ بخارًا: أدخله في كلّ أجزائه لتليينه. 

إشراب [مفرد]:
1 - مصدر أشربَ.
2 - (حي) أن تلد الأنثى من ذكر ثانٍ أولادًا فيهم صفات ذكر أوّل أتاها. 

تشرُّب [مفرد]:
1 - مصدر تشرَّبَ.
2 - (جو) عمليّة تحمّل الصّخر للموادّ المعدنيّة من المياه الحاملة لها.
3 - (حي) امتصاص سليلوز الخلايا النباتيّة للماء وانتفاخه به.
4 - (كم) امتصاص مادّة صلبة لسائل، كامتصاص الهلام ونحوه للماء. 

شارب1 [مفرد]: ج شاربون وشُرّاب: اسم فاعل من شرِبَ. 

شارب2 [مفرد]: ج شوارِبُ: ما ينبت على الشّفة العُليا من الشّعر، وطرفاه شاربان، شعرٌ يُسبل على فمِ الإنسان "إنّه لعظيم الشوارب". 

شَراب [مفرد]: ج أَشرِبة: كلّ سائل معدّ للشُّرْب من أي نوع وعلى أيّة حال كان ممَّا لا يتأتّى فيه المضغ "شراب مُرّ/ بارد/ دافئ- فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ [حديث]- {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ} ".
• الشَّراب: الخَمْر بخاصّة "اجتمع القوم على الشّراب- حدّ الشَّراب" ° شراب صِرف: خالص غير ممزوج. 

شَرْب1 [مفرد]: مصدر شرِبَ. 

شَرْب2 [جمع]: جج شُروب: قوم يشربون ويجتمعون على الشّراب "لا يُرى هذا السكِّير إلاّ في شَرْب من الأصدقاء". 

شُرْب [مفرد]: مصدر شرِبَ. 

شِرْب [مفرد]: ج أشراب:
1 - ماءُ يُشرب.
2 - نصيب من الماء " {لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} ".
3 - وقت الشُّرْب "حان شِرْب القطيع".
4 - مَوْرِد الماء "اشتدَّ الزحامُ على الشِّرْب". 

شَرْبات [مفرد]: مشروب مصنوع من عصير الفواكه الحُلْو المخفَّف. 

شَرْبة [مفرد]: ج شَرَبات وشَرْبات:
1 - اسم مرَّة من شرِبَ.
2 - جَرْعة من الشّراب "شَرِب من العصير شَرْبة واحدة".
3 - (طب) اسم لأنواع من السوائل تُشرب للتداوي "شَرْبة مليّنة/ مُسهِّلة- شَرْبة لعلاج الديدان". 

شُرْبة [مفرد]: ج شُرُبات وشُرْبات وشُرَب:
1 - مقدار ما يَروِي من الماء.
2 - حَساء.
3 - حُمْرَة في الوجه "زادتها شُربتُها جمالاً". 

شُرَبَة [مفرد]: صيغة مبالغة من شرِبَ: كثير الشُّرب "هذا الرجلُ أُكَلَة شُرَبَة". 

شُرَّابَة [مفرد]: ضمّة من خيوط يُعلَّق طرفُها الواحد بالطربوش ويتدلّى الآخر. 

شَرِّيب/ شِرِّيب [مفرد]: صيغة مبالغة من شرِبَ: مولع بِشُرْب الخَمْر "كان أبو نواس شاعرًا شِرِّيبًا". 

شَرُوب [مفرد]: ج شُرُب:
1 - صيغة مبالغة من شرِبَ: كثير الشُّرْب.
2 - ماء يُشْرَب على كُرْهٍ لقلَّة عذوبته. 

شَرِيب [مفرد]:
1 - شَرُوب، ماء يُشرب على كره لقلّة عذوبته.
2 - مَنْ يشارك في الشُّرْب أو ورود الماء. 

شُوربَة [مفرد]: طعام مائع من الرزّ أو العدس أو الخُضَر. 

مَشْرَب [مفرد]: ج مَشَارِبُ، مؤ مَشْرَبة:
1 - اسم مكان من شرِبَ: مورد؛ مكان الشّرب "مَشْرَب في محطّة: حانة- {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} " ° اختلفت مشاربهم: ميولهم وأهواؤهم- مَشْرب ثقافيّ: منهل أو مورد تُستسقى منه المعرفة- وافق الأمر مَشْربه: هواه.
2 - ما يُشْرَب "المشْرَب والمأكل من ضروريّات الحياة- {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ} ". 

مَشْرَبَة [مفرد]: ج مَشَارِبُ:
1 - مؤنَّث مَشْرَب.
2 - أرض ليّنة دائمة النّبات.
3 - مَوْرد الماء الذي يُستَقى منه بلا حبل. 

مِشْرَبة [مفرد]: ج مَشَارِبُ: اسم آلة من شرِبَ: إناء يُشْرب منه "شربوا جميعًا بمشربة واحدة". 

مَشْرَبيّة [مفرد]: شُرْفة مُغلقة بخشب مُعشَّق بطريقة فنِّيَّة تُطِلّ أو تشرف على الأماكن التي حولها. 

مَشروب [مفرد]: ج مشروبات ومشاريبُ:
1 - اسم مفعول من شرِبَ.
2 - كُلُّ ما يُؤخذ للشُّرْب سواء كان باردًا أو ساخِنًا، ما عدا الماء "طلب مشروبًا- مشروب مُرّ".
• مشروب غازيّ: مشروب غير مُسْكِر، ليس فيه كحول، منكَّه بنكهات عديدة, يُحَضَّر عادة تجاريًّا ويُباع في زجاجات أو علب.
• المشروبات الكُحوليَّة/ المشروبات الرُّوحيَّة: المشروبات المُسْكِرة. 
الشين والراء والباء ش ر ب

شَرِبَ الماءَ وغيْرَهُ شُرْباً وشُرْبًا وشِرْبًا فأمَّا قولُ أبي ذُؤيبٍ

(شَرِبْنَ بِمَاءِ البَحرِ ثم تَرَفَّعَتْ ... مَتَى حَبَشِيَّاتٍ لَهُنَّ نَئِيجُ)

قاله وصفَ سحابًا شَرِبْنَ ماءَ البَحْرِ ثمَّ تصعدّن فأمْطَرْن ورَوَيْنَ والباءُ في قولِه بماءِ الْبَحْرِ زائِدَةٌ إنَّما هو شرِبْنَ ماءَ البحْرِ قال ابنُ جِنِّي هذا هو الظَّاهِرُ من الحالِ والعُدُولُ عنهُ تعسُّفٌ قَالَ وقَالَ بعضُهم شرِبْنَ من ماءِ البَحْرِ فأوقَعَ الْبَاءِ مَوْقِعَ مِنْ وعندي أنه لمَّا كانَ شَرِبْنَ في مَعْنى رَوِينَ وكانَ رَوِينَ مما يتعدَّى بالباءِ عَدَّى شَرِبْنَ بالباءِ ومثله كثيرٌ مِنْهُ ما مَضَى ومنه ما سَتَراهُ إن شاء اللهُ فلا تَسْتَوْحِشْ مِنْهُ والاسْمُ الشِّرْبَةُ عن اللِّحيانيِّ وقيل الشَّربُ المَصْدَرُ والشِّرْبُ الاسْمُ والشِّرْبُ الماءُ والجمعُ أَشْرَابٌ والشِّرْبُ الحَظُّ من الماءِ وقيلَ هو وقْتُ الشُّرْب قال أبو زيْد الشِّرْبُ المَوْرِدُ وجَمْعُهُ أَشْرَابٌ قال والمَشْرَبُ الماءُ نَفْسُهُ والشَّرَابُ ما شُرِبَ من أيِّ نَوْعٍ كان وعلى أيِّ حالٍ كانَ وقال أبو حَنِيفَةَ الشَّرَابُ والشُّرُبُ والشَّرِيبُ واحدٌ يَرْفَعُ ذلك إلى أبي زَيْدٍ ورجُلٌ شارِبٌ وشُرُوبٌ وشَرَّابٌ وشَرِيبٌ والشَّرْبُ والشُّرْوبُ القَوْمُ يَشْرَبُون فأمَّا الشَّرْب فاسْمٌ لِجَمْعِ شاربٍ كَرَكْبٍ وَرَجْلٍ وقيل هو جَمْعٌ وأمَّا الشُّرُوبُ عندي فَجَمْعُ شارِبٍ كشاهِدٍ وشُهُودٍ وجعلَهُ ابنُ الأعرابِيِّ جمعَ شَرْبٍ وهو خطأ وهذا ممَّا يَضِيقُ عنه عِلْمُهُ لجَهْلِهِ بالنَّحو وقولهُ أنْشده ثعلبٌ

(يَحْسَبُ أطْمَارِي عَلَّى جُلُبَا ... )

(مِثْلَ الْمَنَادِيلِ تُعَاطَى الأَشْرُبَا ... )

تَكونُ جَمْعَ شَرْبٍ كَقَوْلِ الأَعْشَى

(لَهَا أَرَجٌ فِي البَيْتِ عالٍ كَأَنَّمَا ... أَلَمَّ له مِن تَجْرِ دارِينَ أرْكُبُ) فأركُبُ جمع رَكْبٍ ويكون جَمْعَ شاربٍ وراكبٍ وكِلاهُما نادِرٌ لأن سِيبَوَيْهِ لم يَذْكُرْ أنَّ فاعِلاً قد يكسَّر على أَفْعُلٍ وشارَبَ الرَّجُلَ مَشَاربَةً وشِرَابًا شَرِبَ معه وهو شَرِيبِي قال

(رُبَّ شَرِيبٍ لك ذِي حُسَاسِ ... )

(شِرَابُهُ كَالْحَزَّ بِالمَواسِي ... )

والشَّرِيبُ الذي يَسْقِي مَعَكَ قال

(إِذَا الشَّرِيبُ أَخَذَتْهُ أكَّهْ ... )

(فَخَلِّهِ حَتَّى يَبَكَّ ... )

وبِهِ فسّر ابنُ الأعرابيِّ قولَه

(رُبَّ شَرِيبٍ لك ذِي حُسَاسِ ... )

قال الشَّرِيبُ هنا الذي يَسْقِي معك والْحُسَاسُ الشُّؤْمُ والقَتْلُ يقولُ انتظارُكَ إيَّاهُ على الْحَوْضِ قَتْلٌ لَكَ ولإِبِلِكَ وأما نَحْنُ فَفَسَّرْنا الحُسَاسَ هنا بأنه الأَذَى والسَّوْرةُ في الشَّراب وأَشْرَبَ الإِبِلَ فَشَرِبَتْ وأَشْرَبْنَا نَحْنُ رَوِيَتْ إِبِلُنَا وأَشْرَبْنَا عَطِشْنَا أوْ عَطِشَتْ إِبِلُنَا وقوله

(اسْقِنِي فَإِنِّي مُشْرِبُ ... )

رَواهُ ابنُ الأعرابيِّ وفَسَّرَهُ بأنَّ معناه عَطْشَانُ يَعْنِي نَفْسَهُ أوْ إِبِلَهُ قال وَيُرْوَى فإنَّكَ مَشْرَبُ أي وقد وَجَدْتَ من يَشْرَبُ والْمَشْرَبُ الماء الذي يُشْربُ والمَشْرَبُ شَرِيعَةُ النَّهْرِ والشَّارِبةُ القومُ يسكنون على ضَفَّةِ النَّهرِ والشَّرُوب ما شُرِبَ والماءُ الشَّرُوبُ والشَّرِيبُ الذي بين العَذْبِ والمِلْحِ وقيل الشَّرُوبُ الذي فيه شَيءٌ من عُذُوبةٍ وقد يَشْرَبُه النَّاسُ على ما فيه والشَّريبُ دُونَه في العُذُوبةِ وليسَ يَشْرَبُه الناسُ إلاَّ عند ضَرُورَةٍ وقد تَشْرَبُهُ البَهَائِمُ وقيل الشَّرِيبُ العذبُ وقيل الماءُ الشَّرُوبُ الذي يُشْرَبُ قال ابن هَرْمَةَ

(فَإِنَّكَ بالقَرِيحَةِ عَامَ تُمْهِي ... شَروبُ الماءِ ثُمَّ تَعُودُ مَاجَا)

هكذا أنشدَه أبو عُبَيدٍ بالقَريحةِ والصَّوابُ كالْقَريحَةِ وكذلك الجميعُ وماءٌ مُشْرِبٌ كَشَرُوبِ ويُقَال في صِفَة بعيرٍ نِعْمَ مُعَلَّق الشَّرْبَةِ هذا يقولُ يَكْتَفِي إلى مَنْزِلِه الذي يريدُ بشَرْبَةٍ واحدةٍ لا يَحتاجُ إلى أخرى ويومٌ ذو شَرَبَةٍ شديدُ الحرِّ يُشْرَبُ فيه الماءُ أكْثرَ مما يُشْرَبُ على هذا الآخَرِ وقال اللِّحيانيّ لم تَزَل به شَرْبَةٌ هذا اليَوْمَ أي عَطَشٌ وقال أبو حنيفةَ قال أبو عَمْرِو إنه لَذُو شَرَبَةٍ إذا كان كثيرَ الشُّربِ وطعامٌ مَشْرَبَةٌ إذا كان كثير الشرب وطعامٌ مَشْرَبةٌ يُشْرَبُ عليه الماءُ كثيراً والمِشْرَبَةُ إناءٌ يُشْرَبُ فيه والشَّرَبَةُ عطشُ المالِ بعدَ الجَزْءِ لأن ذلك يَدْعوها إلى الشُّرْبِ والشَّرَبَةُ كالْحُوَيْضِ يُحْفَزُ حَوْلَ النَّخْلةِ ويُمْلأُ ماءً فيكونُ رِيَّها والشَّرَبَةُ كُرْدُ الدَّبْرَةِ وهي المِسْقَاة والجمعُ من كل ذلك شَرَباتٌ وشَرَبٌ وشرَّب الأرْضَ والنَّخلَ جَعَلَ لها شَرَباتٍ أنْشدَ أبو حنيفةَ في صِفَةِ نَخْلٍ

(مِنَ الغُلْبِ مِنْ عِضْدانِ هَامَةَ شُرِّبَتْ ... لِسَقْيٍ وحُمَّتْ لِلنَّواضِحِ بِئْرُهَا)

وكُلُّ ذلك من الشُّرْبِ والشَّواربُ عُروقٌ في الحَلْقِ تَشْرَبُ الماءَ وقيل هي عُروقٌ لازِقَةٌ بالحُلْقُومِ وأَسْفَلُها بالرِّئةِ ويقالُ بَلْ مؤخَّرُها إلى الوَتِينِ ولها قَصَبٌ منهُ يَخْرجُ الصَّوتُ وقيل الشَّواربِ مجارِي الماءِ في العُنُقِ وقيل شواربُ الفَرَسِ ناحيةُ أوْدَاجِهِ حيثُ يُودِّجُ البَيْطَارُ واحدُها التَّقْدِيرِ شارِبٌ والمشْرَبَةُ أرضٌ لَيّنةٌ لا يزالُ فيها نبتٌ أخضَرُ ريّانُ والمَشْرَبَةُ الغُرْفةُ سيبَوَيْهِ وهي المَشْرُبةُ جَعَلُوها اسماً كالغُرفةِ وقيل هي كالصُّفَّةِ بين يَدَيِ الْغُرْفَةِ والشَّاربانِ ما سالَ على الفَمِ من شَعَرٍ وقيل إنما هو الشارِبُ والتَّثنِيةُ خَطَأٌ والشاربانِ ما طالَ من ناحيةِ السَّبَلَةِ وبعضُهم يُسَمَّى السَّبَلَةَ كُلَّهَا شاربًا واحداً وليس بِصَوابٍ قال اللِّحيانيِّ وقالوا إنه لَعَظِيمُ الشَّواربِ قال وهو من الواحدِ الذي فُرِّق فجُعِل كُلُّ جُزْءٍ منه شاربًا ثم جُمِعَ على هذا وشاربَا السَّيْفِ ما اكْتَنَفَ الشَّفْرَةَ وهو من ذلك وأشْرَبَ اللَّوْنَ أشْبَعَهُ وكلُّ لونٍ خالطَ لَوْنًا آخَرَ فقد أُشْرِبَهُ وقد اشْرَابَّ على مِثالِ اشْهَابَّ وأُشْرِبَ فلانٌ حُبَّ فلانَةَ أي خالَطَ قَلْبَهُ وفي التنزيل {وأشربوا في قلوبهم العجل} البقرة 93 أي حُبَّ العِجْلِ ولا يجوزُ أن يكونَ العِجْلُ هو الْمُشْرَبُ لأن العِجْلَ لا يَشْرَبُهُ الْقَلْبُ والثَّوْبُ يتشَرَّبُ الصِّبْغَ يُنَشِّفُه وتَشَرَّبَ الصِّبْغُ فيه سَرَى واسْتَشْرَبَتْ القَوْسُ حُمْرَةً اشْتَدَّتْ حُمْرَتُها وذلك إذا كانت من الشِّرْيانِ حكاه أبو حَنِيفَةَ قال بعض النَّحويِّين من المُشْرَبَةِ حُروفٌ يَخْرجُ معها عند الوُقُوفِ عليها نَحْوَ النَّفْخِ إلاَّ أنَّها لم تُضْغطْ ضَغْطَ المَحْقُورةِ وهي الزَّايُ والظَّاءُ والذَّالُ والضَّادُ قال سيبَوَيْه وبعضُ العَربِ أشَدُّ تَصْوِيبًا من بعضٍ وأُشْرِبَ الزَّرْعُ جرى فيه الدَّقِيقُ وكذلك أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقيقُ عَدَّاهُ أبو حَنِيفَةَ سَمَاعًا من العَرَبِ أو الرُّواةِ وشَرَّبَ القِرْبةَ إذا كانت جَدِيدةً فَجَعَلَ فيها طِيبًا ليَطِيبَ طعْمُهَا قال القُطَامِيُّ

(ذَوَارِفُ عَيْنَيْها من الحَفْلِ بالضُّحَى ... سُجُومٌ كَتْنضَاحِ الشِّنَانِ الْمُشْرَّبِ)

يصف الإِبِلَ بكَثْرَةِ أَلْبانِهَا هذا قولُ أبي عُبَيْدٍ وتَفْسِيرُه وقولهُ كَتَنْضَاحِ الشِّنَانِ المُشْرَّبِ إنَّما هو بالسِّين ورِوايةُ أبي عُبَيْدٍ خَطَأٌ وضَبَّةٌ شَرُوبٌ تَشْتَهِي الفَحْلَ وأُرَاهُ ضائنةٌ شَرُوبٌ وَشَرِبَ بالرَّجُلِ وأَشْرَبَ بِهِ كَذَبَ عليه والشَّرْبَةُ النَّخْلَةُ التي تَنْبُتُ من النَّوَى وأشْرَبَ البعيرَ والدَّابَّةَ الْحَبْلَ وَضَعَهُ في عُنُقِها قال

(يا آل وَزْرٍ أَشْرِبُوها الأقْرانْ ... )

أنشدَ ثعلب

(وأشْرَبَتُها الأقْرانَ حَتَّى أَنَخْتُهَا ... بِقُرْحَ وقد ألْقَيْنَ كُلَّ جَنِينِ)

ونِعْمَ البعيرُ لَوْلاَ أنَّ فيه شارِبَ خَوَرٍ أي عِرْقاً وشَرِيبٌ وشُرَيْبٌ والشُّرَيْبُ والشُّرْبوبُ والشُّرْيُبُ كُلُّها مواضعُ والشَّرَبَّةُ أرضٌ ليِّنَةٌ تُنْبِتُ العُشْبَ وليس بها شَجَرٌ قال زُهَيْرٌ

(وإلاَّ فإنَّا بالشَّرَبَّةِ فَاللِّوَى ... نُعَقِّرُ أُمَّاتَ الرِّبَاعِ ونَيْسِرُ)

وقال ساعدةُ بن جُؤَبَّةَ

(بِشَرَبَّةٍ دَمِثِ الكَثِيبِ بِدُورِه ... أَرْطى يَعُودُ بِهِ إذا ما يُرْطَبُ)

يُرْطَبُ يُبَلّ وقَال دَمِثِ الكَثِيبِ لأن الشَّرَبَّةَ موضعٌ أو مكانٌ ليْسَ في الكلام فَعَلَّةٌ إلاَّ هذا عن كُراع وقد جاء له ثانٍ وهو قولُهُم جَرَبَّةٌ واشْرَأَبَّ الرَّجُلُ إلى الشَّيءِ مدَّ عُنُقَهُ إليه وقيل هو إذا ارْتَفَعَ وَعَلاَ والاسْمُ الشُّرَأْبِيبَة

شرب: الشَّرْبُ: مصدر شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً وشُرْباً. ابن سيده: شَرِبَ الماءَ وغيره شَرْباً وشُرْباً وشِرْباً؛ ومنه قوله تعالى: فشارِبون عليه من الـحَميمِ فشارِبون شُرْبَ الـهِـيمِ؛ بالوجوه الثلاثة. قال سعيد بن يحيـى الأُموي: سمعت أَبا جريج يقرأُ: فشارِبون شَرْبَ الـهِـيمِ؛ فذكرت ذلك لجعفر بن محمد، فقال: وليست كذلك، إِنما هي: شُرْب الـهِـيمِ؛ قال الفراء: وسائر القراء يرفعون الشين. وفي حديث أَيـّامِ التَّشْريق: إِنها أَيامُ أَكل وشُربٍ؛ يُروى بالضم والفتح، وهما بمعنى؛ والفتح أَقل اللغتين، وبها قرأَ أَبو عمرو: شَرْب الـهِـيمِ؛ يريد أَنها أَيام لا يجوز صَومُها، وقال أَبو عبيدة: الشَّرْبُ، بالفتح، مصدر، وبالخفض والرفع، اسمان من شَرِبْتُ. والتَّشْرابُ: الشُّرْبُ؛ فأَما قول أَبي ذؤيب:

شَرِبنَ بماءِ البحرِ، ثم تَرَفَّعَتْ، * مَتى حَبَشِـيَّاتٍ، لَـهُنَّ نئِـيجُ(1)

(1 قوله «متى حبشيات» هو كذلك في غير نسخة من المحكم.)

فإِنه وصفَ سَحاباً شَرِبنَ ماء البحر، ثم تَصَعَّدْنَ، فأَمْطَرْن

ورَوَّيْنَ؛ والباء في قوله بماء البحر زائدة، إِنما هو شَرِبنَ ماء البحر؛ قال ابن جني: هذا هو الظاهر من الحالِ، والعُدُولُ عنه تَعَسُّفٌ؛ قال: وقال بعضهم شَرِبنَ مِن ماء البحر، فأَوْقَع الباء مَوْقِـعَ من؛ قال: وعندي أَنه لما كان شَرِبنَ في معنى رَوِينَ، وكان رَوِينَ مما يتعدَّى بالباءِ، عَدَّى شَرِبنَ بالباءِ، ومثله كثير؛ منه ما مَضَى، ومنه ما

سيأْتي، فلا تَسْتَوْحِش منه.

والاسم: الشِّرْبةُ، عن اللحياني؛ وقيل: الشَّرْبُ المصدر، والشِّرْبُ

الاسم. والشِّرْبُ: الماء، والجمع أَشرابٌ.

والشَّرْبةُ من الماءِ: ما يُشْرَبُ مَرَّةً. والشَّرْبةُ أَيضاً: المرةُ الواحدة من الشُّرْبِ.

والشِّرْبُ: الـحَظُّ من الماءِ، بالكسر. وفي المثل: آخِرُها أَقَلُّها

شِرْباً؛ وأَصلُهُ في سَقْيِ الإِبل، لأَنَّ آخِرَها يرد، وقد نُزِفَ

الحوْضُ؛ وقيل: الشِّرْبُ هو وقتُ الشُّرْبِ. قال أَبو زيد: الشِّرْبُ

الـمَوْرِد، وجمعه أَشْرابٌ. قال: والـمَشْرَبُ الماء نَفسُه.

والشَّرابُ: ما شُرِب من أَيِّ نوْعٍ كان، وعلى أَيّ حال كان. وقال أَبو حنيفة: الشَّرابُ، والشَّرُوبُ، والشَّرِيبُ واحد، يَرْفَع ذلك إِلى أَبي زيد.

ورَجلٌ شارِبٌ، وشَرُوبٌ وشَرّابٌ وشِرِّيبٌ: مُولَع بالشَّرابِ،

كخِمِّيرٍ. التهذيب: الشَّرِيبُ الـمُولَع بالشَّراب؛ والشَّرَّابُ: الكثيرُ

الشُّرْبِ؛ ورجل شَروبٌ: شديدُ الشُّرْب. وفي الحديث: مَن شَرِبَ الخَمْرَ في الدنيا، لم يَشْرَبها في الآخرة؛ قال ابن الأَثير: هذا من باب التَّعْلِـيقِ في البيان؛ أَراد: أَنه لم يَدْخُلِ الجنَّةَ، لأَنَّ الجنةَ شرابُ أَهلِها الخمْرُ، فإِذا لم يَشْرَبْها في الآخرة، لم يَكن قد دَخَلَ

الجنةَ.والشَّرْبُ والشُّرُوبُ: القَوم يَشْرَبُون، ويجْتَمعون على الشَّراب؛ قال ابن سيده: فأَما الشَّرْبُ، فاسم لجمع شارِب، كرَكْبٍ ورَجْلٍ؛ وقيل: هو جمع. وأَما الشُّروب، عندي، فجمع شاربٍ، كشاهدٍ وشُهودٍ، وجعله ابن الأَعرابي جمع شَرْبٍ؛ قال: وهو خطأٌ؛ قال: وهذا مـمَّا يَضِـيقُ عنه عِلْمُه لجهله بالنحو؛ قال الأَعشى:

هو الواهِبُ الـمُسْمِعاتِ الشُّرُو * بَ، بَين الـحَريرِ وبَينَ الكَتَنْ

وقوله أَنشده ثعلب:

يَحْسَبُ أَطْمَاري عَليَّ جُلُبا، * مِثلَ الـمَنادِيلِ، تُعاطَى الأَشرُبا(1)

(1 قوله «جلبا» كذا ضبط بضمتين في نسخة من المحكم.)

يكون جمع شَرْبٍ، كقول الأَعشى:

لها أَرَجٌ، في البَيْتِ، عالٍ، كأَنما * أَلمَّ بهِ، مِن تَجْرِ دارِينَ، أَرْكُبُ

فأَرْكُبٌ: جمع رَكْبٍ، ويكون جمع شَارِبٍ وراكِبٍ، وكلاهما نادر، لأَنَّ سيبويه لم يذكر أَن فاعلاً قد يُكَسَّر على أَفْعُلٍ.

وفي حديث علي وحمزة، رضي اللّه عنهما: وهو في هذا البيت في شَرْبٍ من الأَنصار؛ الشَّرْبُ، بفتح الشين وسكون الراء: الجماعة يَشْرَبُونَ الخمْر.التهذيب، ابن السكيت: الشِّرْبُ: الماءُ بعَينهِ يُشْرَبُ. والشِّرْبُ: النَّصِـيبُ من الماء.

والشَّرِيبةُ من الغنم: التي تُصْدِرُها إِذا رَوِيَتْ، فتَتْبَعُها الغَنمُ، هذه في الصحاح؛ وفي بعض النسخ حاشيةٌ: الصواب السَّريبةُ، بالسين المهملة. وشارَبَ الرَّجُلَ مُشارَبَةً وشِراباً. شَرِبَ معه، وهو شَرِيبـي؛ قال:

رُبَّ شَرِيبٍ لكَ ذِي حُساسِ، * شِرابُه كالـحَزِّ بالـمَواسي

والشَّرِيبُ: صاحِـبُكَ الذي يُشارِبُكَ، ويُورِدُ إِبلَه معَكَ، وهو

شَرِيبُك؛ قال الراجز:

إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْه أَكَّهْ، فخلِّه، حتى يَبُكَّ بَكَّهْ

وبه فسر ابن الأَعرابي قوله:

رُبَّ شَرِيب لك ذي حُساس

قال: الشَّرِيبُ هنا الذي يُسْقَى مَعَك. والـحُساسُ: الشُّؤْم والقَتْلُ؛ يقول: انتِظارُك إِيَّاه على الحوضِ، قَتْلٌ لك ولإِبلِك. قال: وأَما

نحن ففَسَّرْنا الـحُساسَ هنا، بأَنه الأَذَى والسَّوْرةُ في الشَّراب،

وهو شَرِيبٌ، فَعِـيلٌ بمعنى مُفاعِل، مثل نَديم وأَكِـيل.

وأَشْرَبَ الإِبِلَ فَشرِبَتْ، وأَشْرَبَ الإِبل حتى شَرِبَتْ، وأَشْرَبْنَا نحن: رَوِيَتْ إِبلُنا، وأَشْرَبْنا: عَطِشْنا، أَو عَطِشَت إِبلُنا؛ وقوله:

اسْقِنِـي، فإِنَّـنِـي مُشْرِب

رواه ابن الأَعرابي، وفسره بأَنَّ معناه عطشان، يعني نفسه، أَو إِبله.

قال ويروى: فإِنَّكَ مُشْرِب أَي قد وجَدْتَ مَن يَشْرَبُ. التهذيب:

الـمُشْرِبُ العَطْشان. يقال: اسْقِنِي، فإِنِّي مُشْرِب. والـمُشْرِبُ:

الرجُل الذي قد عَطِشَت إِبلُه أَيضاً. قال: وهذا قول ابن الأَعرابي.

قال وقال غيره: رَجل مُشْرِبٌ قد شَرِبَت إِبله. ورجل مُشرِبٌ: حانَ لإِبلِه أَن تَشْرَبَ. قال: وهذا عنده من الأَضداد.

والـمَشْرَبُ: الماء الذي يُشْرَبُ.

والـمَشْرَبةُ: كالـمَشْرَعةِ؛ وفي الحديث: مَلْعُونٌ ملعونٌ مَن أَحاطَ

على مَشْرَبةٍ؛ الـمَشْرَبة، بفتح الراءِ من غير ضم: الموضع الذي يُشْرَبُ منه كالـمَشْرَعةِ؛ ويريد بالإِحاطة تَملُّكَه، ومنعَ غيره منه.

والـمَشْرَبُ: الوجهُ الذي يُشْرَبُ منه، ويكون موضعاً، ويكون مصدراً؛ وأَنشد:

ويُدْعَى ابنُ مَنْجُوفٍ أَمامي، كأَنه * خَصِـيٌّ، أَتَى للماءِ مِنْ غَيْرِ مَشْرَبِ

أَي من غير وجه الشُّرْب؛ والـمَشْرَبُ: شَرِيعةُ النَّهر؛

والـمَشْرَبُ: الـمَشْروبُ نفسُه.

والشَّرابُ: اسم لما يُشْرَبُ. وكلُّ شيء لا يُمْضَغُ، فإِنه يقال فيه:

يُشْرَبُ.

والشَّرُوبُ: ما شُرِبَ. والماء الشَّرُوب والشَّريبُ: الذي بَيْنَ

العَذْبِ والـمِلْح؛ وقيل: الشَّروب الذي فيه شيء من عُذوبةٍ، وقد يَشْرَبُه الناس، على ما فيه. والشَّرِيبُ: دونه في العُذوبةِ، وليس يَشْرَبُه الناس إِلاّ عند ضرورة، وقد تَشْرَبُه البهائم؛ وقيل: الشَّرِيبُ العَذْبُ؛ وقيل: الماء الشَّرُوب الذي يُشْرَبُ. والمأْجُ: الـمِلْحُ؛ قال ابن هرمة:

فإِنَّكَ، بالقَرِيحةِ، عامَ تُمْهى، * شَروبُ الماء، ثم تَعُودُ مَـأْجا

قال: هكذا أَنشده أَبو عبيد بالقَرِيحة، والصواب كالقَرِيحةِ. التهذيب أَبو زيد: الماء الشَّريبُ الذي ليس فيه عُذوبةٌ، وقد يَشْرَبُه الناسُ على ما فيه. والشَّرُوبُ: دُونهُ في العُذوبةِ، وليس يَشْرَبُه الناس إِلاّ عند الضَّرُورة. وقال الليث: ماء شَرِيبٌ وشَرُوب فيه مَرارةٌ ومُلُوحة، ولم يمتنع من الشُّرْب؛ وماء شَرُوبٌ وماء طَعِـيمٌ بمعنى واحد. وفي حديث الشورى: جُرْعةٌ شَرُوبٌ أَنْفَع من عَذْبٍ مُوبٍ؛ الشَّرُوبُ من الماءِ: الذي لا يُشْرَب إِلاّ عند الضرورة، يستوي فيه المذكر والمؤَنث، ولهذا وصف به الجُرْعةَ؛ ضرب الحديث

مثلاً لرجلين: أَحدهما أَدْوَنُ وأَنفعُ، والآخر أَرفعُ وأَضرُّ. وماءٌ مُشْرِبٌ: كَشَروبٍ.

ويقال في صِفَةِ بَعِيرٍ: نِعْمَ مُعَلَّقُ الشَّرْبةِ هذا؛ يقول: يكتفي إِلى منزله الذي يريدُ بشَرْبةٍ واحدة، لا يَحْتاجُ إِلى أُخرى.

وتقول: شَرَّبَ مالي وأَكَّـلَه أَي أَطْعَمه الناسَ وسَقاهُم به؛ وظَلَّ مالي يُؤَكَّل ويُشَرَّب أَي يَرْعَى كيف شاءَ.

ورجل أُكَلةٌ وشُرَبةٌ، مثال هُمَزةٍ: كثير الأَكل والشُّرب، عن ابن

السكيت.

ورجلٌ شَرُوبٌ: شديدُ الشُّرْبِ، وقومٌ شُرُبٌ وشُرَّبٌ.

ويومٌ ذو شَرَبةٍ: شديدُ الـحَرِّ، يُشْرَبُ فيه الماءُ أَكثر مما يُشْرَب على هذا الآخر. وقال اللحياني: لم تَزَلْ به شَرَبَةٌ هذا اليومَ أَي

عَطَشٌ. التهذيب: جاءَت الإِبل وبها شَرَبةٌ أَي عطَش، وقد اشْتَدَّتْ شَرَبَتُها؛ وقال أَبو حنيفة: قال أَبو عمرو إِنه لذو شَرَبةٍ إِذا كان كثير الشُّرب.

وطَعامٌ مَشْرَبةٌ: يُشْرَبُ عليه الماء كثيراً، كما قالوا: شَرابٌ مَسْفَهةٌ.

وطَعامٌ ذو شَرَبة إِذا كان لا يُرْوَى فيه من الماءِ. والـمِشْرَبةُ،

بالكسر: إِناءٌ يُشْرَبُ فيه.

والشَّارِبةُ: القوم الذين مسكنهم على ضَفَّة النهر، وهم الذين لهم ماء ذلك النهر.

والشَّرَبةُ: عَطَشُ المالِ بعدَ الـجَزءِ، لأَنَّ ذلك يَدْعُوها إِلى

الشُّرْب. والشَّرَبةُ، بالتحريك: كالـحُوَيْضِ يُحْفَرُ حولَ النخلةِ

والشجرة، ويُمْلأُ ماء، فيكون رَيَّها، فَتَتَرَوَّى منه، والجمع شَرَبٌ

وشَرَباتٌ؛ قال زهير:

يَخْرُجْنَ مِن شَرَباتٍ، ماؤها طَحِلٌ، * على الجُذوعِ، يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقا

وأَنشد ابن الأَعرابي:

مِثْلُ النَّخِـيلِ يُرَوِّي، فَرْعَها، الشَّرَبُ

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: اذْهَبْ إِلى شَرَبةٍ من الشَّرَباتِ، فادْلُكْ رأْسَك حتى تُنَقِّيَه.

الشَّرَبة، بفتح الراءِ: حَوْضٌ يكون في أَصل النخلة وحَوْلَها، يُمْلأُ

ماء لِتَشْرَبه؛ ومنه حديث جابر، رضي اللّه عنه: أَتانا رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فَعَدَلَ إِلى الرَّبِـيع، فتَطَهَّرَ وأَقْبَلَ

إِلى الشَّرَبةِ؛ الرَّبِـيعُ: النهرُ. وفي حديث لَقِـيطٍ: ثم أَشْرَفْتُ عليها، وهي شَرْبةٌ واحدة؛ قال القتيبـي: إِن كان بالسكون، فإِنه أَرادأَن الماء قد كثر، فمن حيث أَردت أَن تشرب شربت، ويروى بالياءِ تحتها نقطتان، وهو مذكور في موضعه.

والشَّرَبةُ: كُرْدُ الدَّبْرَةِ، وهي الـمِسْقاةُ، والجمع من كل ذلك

شَرَباتٌ وشَرَبٌ.

وشَرَّبَ الأَرضَ والنَّخلَ: جَعَلَ لها شَرَباتٍ؛ وأَنشد أَبو حنيفة في

صفة نخل:

مِنَ الغُلْبِ، مِن عِضْدانِ هامةَ شُرِّبَتْ * لِسَقْيٍ، وجُمَّتْ لِلنَّواضِحِ بِئْرُها

وكلُّ ذلك من الشُّرْب.

والشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في الـحَلْقِ؛ وقيل: الشَّوارِبُ عُروقٌ في

الـحَلْقِ تَشْرَبُ الماء؛ وقيل: هي عُرُوقٌ لاصِقةٌ بالـحُلْقوم،

وأَسْفَلُها بالرِّئةِ؛ ويقال: بَل مُؤَخَّرُها إِلى الوَتِـين، ولها قَصَبٌ

منه يَخْرُج الصَّوْت؛ وقيل: الشَّوارِبُ مَجاري الماء في العُنُقِ؛ وقيل: شَوارِبُ الفَرَسِ

ناحِـيةُ أَوْداجِه، حيث يُوَدِّجُ البَيْطارُ، واحِدُها، في التقدير، شارِبٌ؛ وحِمارٌ صَخِبُ الشَّوارِبِ، مِن هذا، أَي شَديدُ النَّهِـيقِ. الأَصمعي، في قول أَبي ذؤَيب:

صَخِبُ الشَّوارِب، لا يَزالُ كأَنـَّه * عَبْدٌ، لآلِ أَبي رَبِـيعةَ، مُسْبَعُ

قال: الشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في الـحَلْقِ، وإِنما يريد كَثرةَ

نُهاقِه؛ وقال ابن دريد: هي عُرُوقُ باطِن الـحَلْقِ. والشَّوارِبُ: عُرُوقٌ مُحْدِقَةٌ بالـحُلْقُومِ؛ يقال: فيها يَقَعُ الشَّرَقُ؛ ويقال: بل هي

عُرُوق تأْخذ الماء، ومنها يَخْرُج الرِّيقُ. ابن الأَعرابي: الشَّوارِبُ

مَجاري الماءِ في العين؛ قال أَبو منصور: أَحْسَبُه أَرادَ مَجارِيَ الماءِ في العين التي تَفُور في الأَرض، لا مَجارِيَ ماءِ عين الرأْس.

والـمَشْرَبةُ: أَرضٌ لَـيِّـنةٌ لا يَزالُ فيها نَبْتٌ أَخْضَرُ رَيّانُ. والـمَشْرَبةُ والـمَشْرُبَةُ، بالفتح والضم: الغُرْفةُ؛ سيبويه: وهي الـمَشْرَبةُ، جعلوه اسماً كالغُرْفةِ؛ وقيل: هي كالصُّفَّة بين يَدَي الغُرْفةِ.

والـمَشارِبُ: العَلاليُّ، وهو في شعر الأَعشى. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، كان في مَشْرَبةٍ له أَي كان في غُرْفةٍ؛ قال: وجمعها مَشْرَباتٌ ومَشارِبُ.

والشارِبانِ: ما سالَ على الفَم من الشَّعر؛ وقيل: إِنما هو الشَّارِبُ، والتثنية خطأٌ. والشَّارِبان: ما طالَ مِن ناحِـيةِ السَّبَلةِ، وبعضهم يُسمِّي السَّبَلةَ كلَّها شارِباً واحداً، وليس بصواب، والجمع شَوارِبُ.

قال اللحياني: وقالوا إِنه لَعَظِـيمُ الشَّواربِ. قال: وهو من الواحد

الذي فُرِّقَ، فَجُعِلَ كلُّ جزءٍ منه شارِباً، ثم جُمِع على هذا. وقد

طَرَّ شارِبُ الغُلامِ، وهما شارِبانِ. التهذيب: الشارِبانِ ما طالَ من ناحِـيةِ السَّبَلةِ، وبذلك سُمِّي شارِبا السيفِ؛ وشارِبا السيفِ: ما

اكْـتَنَفَ الشَّفْرةَ، وهو من ذلك. ابن شميل: الشارِبانِ في السيفِ، أَسْفَلَ القائِم، أَنْفانِ طَويلانِ: أَحدُهما من هذا الجانب، والآخَرُ من هذا الجانِب. والغاشِـيةُ: ما تحتَ الشَّارِبَين؛ والشارِبُ والغاشِيةُ: يكونان من حديدٍ وفِضَّةٍ وأَدَمٍ.

وأَشْرَبَ اللَّونَ: أَشْبَعَه؛ وكلُّ لَوْنٍ خالَطَ لَوْناً آخَر، فقد أُشْرِبَه.

وقد اشْرابَّ: على مِثالِ اشْهابَّ.

والصِّبْغُ يَتَشَرَّبُ في الثوبِ، والثوبُ يَتَشَـرَّبُه أَي يَتَنَشَّفُه.

والإِشْرابُ: لَوْنٌ قد أُشْرِبَ من لَونٍ؛ يقال: أُشْرِبَ الأَبيضُ حُمْرةً أَي عَلاه ذلك؛ وفيه شُرْبةٌ من حُمْرَةٍ أَي إِشْرابٌ.

ورجُل مُشْرَبٌ حُمْرةً، وإِنه لَـمَسْقِـيُّ الدَّم مثله، وفيه شُرْبةٌ من الـحُمْرةِ إِذا كان مُشْرَباً حُمْرَةً وفي صفته، صلى اللّه عليه

وسلم: أَبيضُ مُشْرَبٌ حُمرةً.

(يتبع...)

(تابع... 1): شرب: الشَّرْبُ: مصدر شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً وشُرْباً. ابن سيده:... ...

الإِشْرابُ: خَلْطُ لَوْنٍ بلَوْنٍ. كأَنَّ أَحد اللَّوْنَينِ سُقِـيَ اللونَ الآخَرَ؛ يقال: بياضٌ مُشْرَبٌ حُمْرةً مخففاً، وإِذا شُدّد كان للتكثير والمبالغة.

ويقال أَيضاً: عنده شُرْبةٌ من ماءٍ أَي مِقدارُ الرِّيِّ؛ ومثله

الـحُسْوةُ، والغُرْفةُ، واللُّقْمةُ.

وأُشْرِبَ فلان حُبَّ فلانةَ أَي خالَطَ قَلْبَه. وأُشْرِبَ قلبُه مَحَبَّـةَ هذا أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّرابِ. وفي التنزيل العزيز: وأُشْرِبُوا في قُلوبِهِم العِجْلَ؛ أَي حُبَّ العِجْلِ، فحذَف المضافَ، وأَقامَ المضافَ

إِليه مُقامَه؛ ولا يجوز أَن يكون العِجْلُ هو الـمُشْرَبَ، لأَنَّ

العِجْل لا يَشْرَبُه القَلْبُ؛ وقد أُشْرِبَ في قَلْبِه حُبّه أَي خالَطَه. وقال الزجاج: وأُشْرِبُوا في قُلوبِهم العِجْلَ بكُفْرِهم؛ قال:

معناه سُقُو حُبَّ العِجْلِ، فحذف حُبَّ، وأُقِـيمَ العِجْلُ مُقامَه؛ كما

قال الشاعر:

وكَيْفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ * خَلالَـتُه، كأَبي مَرْحَبِ؟

أَي كَخلالةِ أَبي مَرْحَبٍ.

والثَّوْب يَتَشرَّبُ الصِّبْغَ: يَتَنَشَّفُه. وتَشَرَّبَ الصِّبْغُ فيه: سَرَى.

واسْتَشْرَبَتِ القَوْسُ حُمْرةً: اشْتَدَّت حُمْرَتُها؛ وذلك إِذا كانت

من الشِّرْبانِ؛ حكاه أَبو حنيفة.

قال بعض النحويين: من الـمُشْرَبةِ حُروف يخرج معها عند الوُقوفِ عليها نحو النفخ، إِلاَّ أَنها لم تُضْغَطْ ضَغْطَ الـمَحْقُورَةِ، وهي الزاي والظاءُ والذال والضاد. قال سيبويه: وبعضُ العرب أَشَدُّ تصويباً من بعض.وأُشْرِبَ الزَّرْعُ: جَرى فيه الدَّقيقُ؛ وكذلك أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقيقَ، عَدَّاه أَبو حنيفة سماعاً من العرب أَو الرُّواة.

ويقال للزرع إِذا خرج قَصَبُه: قد شَرِبَ الزرعُ في القَصَبِ، وشَرَّبَ قَصَبُ الزرعِ إِذا صارَ الماءُ فيه. ابن الأَعرابي: الشُّرْبُبُ الغَمْلى من النبات.

وفي حديث أُحد: انَّ المشركين نزلوا على زَرْعِ أَهلِ المدينةِ،

وخَلَّوا فيه ظَهْرهم، وقد شُرِّبَ الزرعُ الدَّقيقَ؛ وفي رواية: شَرِبَ الزرعُ الدقيقَ، وهو كناية عن اشْتِدادِ حَبِّ الزَّرْع، وقُرْبِ إِدْراكِه.

يقال: شَرَّبَ قَصَبُ الزرع إِذا صارَ الماءُ فيه؛ وشُرِّبَ السُّنْبُلُ

الدَّقيقَ إِذا صارَ فيه طُعْمٌ؛ والشُّرْبُ فيه مستعارٌ، كأَنَّ الدَّقِـيقَ كان ماءً، فَشَرِبَه.

وفي خديث الإِفك: لقد سَمِعْتُموه وأُشْرِبَتْه قُلوبُكم، أَي سُقِـيَتْهُ كما يُسْقَى العَطْشانُ الماء؛ يقال: شَرِبْتُ الماءَ وأُشْرِبْتُه إِذا سُقِـيتَه. وأُشْرِبَ قَلْبُه كذا، أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّراب، أَو اخْتَلَطَ به، كَما يَخْتَلِطُ الصِّبغُ بالثوب. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: وأُشْرِبَ قَلْبُه الإِشْفاقَ.

أَبو عبيد: وشَرَّبَ القِرْبةَ، بالشين المعجمة، إِذا كانت جديدة، فجعل فيها طيباً وماء، لِـيَطِـيبَ طَعْمُها؛ قال القطامي يصف الإِبل بكثرة أَلبانها:

ذَوارِفُ عَيْنَيْها، منَ الـحَفْلِ، بالضُّحَى، * سُجُومٌ، كتَنْضاحِ الشِّنانِ الـمُشَرَّب

هذا قول أَبي عبيد وتفسيره، وقوله: كتَنْضاحِ الشِّنانِ الـمُشَرَّبِ؛

إِنما هو بالسين المهملة؛ قال: ورواية أَبي عبيد خطأ.

وتَشَرَّبَ الثوبُ العَرَقَ: نَشِفَه.

وضَبَّةٌ شَرُوبٌ: تَشْتَهِـي الفحل، قال: وأُراه ضائنةٌ شَرُوبٌ.

وشَرِبَ بالرجل، وأَشْرَبَ به: كَذَبَ عليه؛ وتقول: أَشْرَبْتَني ما لم

أَشْرَبْ أَي ادَّعَيْتَ عليَّ ما لم أَفْعَلْ.

والشَّرْبةُ: النَّخْلة التي تَنبُتُ من النَّوى، والجمع الشَّرَبَّاتُ،

والشَّرائِبُ، والشَّرابِـيبُ(1)

(1 قوله «والجمع الشربَّات والشرائب والشرابيب» هذه الجموع الثلاثة إِنما هي لشربة كجربة أَي بالفتح وشدّ الباء كما في التهذيب ومع ذلك فالسابق واللاحق لابن سيده وهذه العبارة متوسطة أوهمت أنها جمع للشربة النخلة فلا يلتفت إلى من قلد اللسان.).

وأَشْرَبَ البعيرَ والدَّابَّةَ الـحَبْلَ: وَضَعَه في عُنُقها؛ قال:

يا آلَ وَزْرٍ أَشْرِبُوها الأَقْرانْ

وأَشْرَبْتُ الخَيْلَ أَي جعلت الـحِـبالَ في أَعْناقِها؛ وأَنشد ثعلب:

وأَشْرَبْتُها الأَقْرانَ، حتى أَنَخْتُها * بِقُرْح، وقد أَلقَيْنَ كُلَّ جَنِـينِ

وأَشْرَبْتُ إِبلَكَ أَي جَعَلْتُ لكل جَمَلٍ قَريناً؛ ويقول أَحدهم لناقته: لأُشْرِبَنَّكِ الـحِـبالَ والنُّسُوع أَي لأَقْرُنَنَّكِ بها.

والشَّارِبُ: الضَّعْفُ، في جميع الحيوان؛ يقال: في بعيرِك شارِبُ

خَوَرٍ أَي ضَعْفٌ؛ ونِعْم البعيرُ هذا لولا أَن فيه شارِبَ خَوَرٍ أَي عِرقَ خَوَرٍ.

قال: وشَرِبَ إِذا رَوِيَ، وشَرِبَ إِذا عَطِشَ، وشَرِبَ إِذا ضَعُفَ

بَعيرُه.

ويقال: ما زالَ فلان على شَرَبَّةٍ واحدةٍ أَي على أَمرٍ واحد.

أَبو عمرو: الشَّرْبُ الفهم. وقد شَرَبَ يَشْرُبُ شَرْباً إِذا فَهِمَ؛

ويقال للبليد: احْلُبْ ثم اشْرُبْ أَي ابْرُك ثم افْهَمْ.

وحَلَبَ إِذا بَرَكَ.

وشَرِيبٌ، وشُرَيْبٌ، والشُّرَّيْبُ، بالضم، والشُّرْبُوبُ، والشُّرْبُبُ: كلها مواضع. والشُّرْبُبُ في شعر لبيد، بالهاءِ؛ قال:

هل تَعْرِفُ الدَّار بسَفْحِ الشُّرْبُبَه؟

والشُّرْبُبُ: اسم وادٍ بعَيْنِه.

والشَّرَبَّةُ: أَرض لَـيِّـنَة تُنْبِتُ العُشْبَ، وليس بها شجر؛ قال

زهير:

وإِلاَّ فإِنَّا بالشَّرَبَّةِ، فاللِّوَى، * نُعَقِّر أُمّاتِ الرِّباع، ونَيْسِرُ

وشَرَبَّةُ، بتشديد الباءِ بغير تعريف: موضع؛ قال ساعدة بن جؤَية:

بِشَرَبَّةٍ دَمِث الكَثِـيبِ، بدُورِه * أَرْطًى، يَعُوذُ به، إِذا ما يُرْطَبُ

يُرْطَبُ: يُبَلُّ؛ وقال دَمِث الكَثِـيب، لأَنَّ الشُّرَبَّةَ موضع أَو مكان؛ ليس في الكلام فَعَلَّةٌ إِلاَّ هذا، عن كراع، وقد جاءَ له ثان، وهو قولهم: جَرَبَّةٌ، وهو مذكور في موضعه.

واشْرَأَبَّ الرجل للشيءِ وإِلى الشيءِ اشْرِئْباباً: مَدَّ عُنُقَه إِليه، وقيل: هو إِذا ارْتَفَعَ وعَلا؛ والاسم: الشُّرَأْبِـيبةُ، بضم الشين، من اشْرَأَبَّ. وقالت عائشة، رضي اللّه عنها: اشْرَأَبَّ النِّفاقُ،

وارْتَدَّت العربُ؛ قال أَبو عبيد: اشْرَأَبَّ ارتفعَ وعلا؛ وكلُّ رافِعٍ

رأْسَه: مُشْرَئِبٌّ. وفي حديث: يُنادِي منادٍ يومَ القيامةِ: يا أَهلَ

الجنةِ، ويا أَهلَ النار، فيَشْرَئِبُّون لصوته؛ أَي يَرْفَعُون رؤُوسهم

ليَنْظُروا إِليه؛ وكلُّ رافع رأْسه مشرئبٌّ؛ وأَنشد لذي الرمة يصف الظَّبْيةَ، ورَفْعَها رأْسَها:

ذَكَرْتُكِ، إِذْ مَرَّتْ بِنا أُمُّ شادِنٍ، * أَمامَ الـمَطايا، تَشْرَئِبُّ وتَسْنَحُ

قال: اشْرأَبَّ مأْخوذ من الـمَشْرَبة، وهي الغُرْفةُ.

شرب
: (شَرِبَ) الماءَ وَغَيره (كسَمِع) يَشْرَبُ (شَرْباً) مَضْبُوطٌ عندَنَا بالرَّفْع، وضَبَطَه شَيُخُنا بالفَتْح وقَالَ: إِنَّه عَلَى القِيَاس، ونَقَل أَيْضاً أَنَّ الفَتْحَ أَفْصَحُ وأَقْيَسُ. قُلْتُ: وسَيَأْتِي مَا يُنَافِيه. (ويُثَلَّثُ) ، وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} (الْوَاقِعَة: 55) بالوُجُوهِ الثَّلَاثَةِ. قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيجٍ يقرأُ: (فَشَارِبُ ونَشَرْبَ الهِيمِ) فذَكَرْتُ ذلِكَ لجَعْفَر بْنِ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: ولَيْسَتْ كَذلِك، إِنَّمَا هِيَ شرْبَ الهِيمِ. قَالَ: الفَرَّاءُ: وسَائِر القُرّاء يَرْفَعُون الشِّينَ. (وَفِي حَدِيثِ أَيَّام، التَّشرِيقِ (أَنَّهَا أَيَّامُ أَكْل وشُرَب يُرْوَى بالضَّمِّ والفَتْح، وهُمَا بمَعْنًى، والفَتْحُ أَقَلُّ اللُّغَتَيْن وَبِهَا قَرَأَ أَبو عَمْرو، كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب.
(ومَشْرَباً) بالفَتْح يَكُونُ مَوْضِعاً وَيُكُونُ مَصْدَراً، وأَنْشَد:
ويُدْعَى ابنُ مَنْ جُوفٍ أَمَامِي كَأَنَّه
حصِيٌّ أَتَى لِلمَاءِ مِنْ غَيْرِ مَشْرَبِ أَي مِنْ غَيْرِ وَجْهِ الشُّرْبِ وسَيَأْتِي. (وتَشْرَاباً) بالفَتْح عَلَى تَفْعَال يُبْنَى عِنْده إِرَادَة التَّكْثِيرِ: (جَرَعَ) وَمِثْلُه فِي الأَسَاس، وَفِي قَوْلِ أَبِي ذُؤيْبٍ فِي وَصْف سَحَاب:
شَرِبْنَ بِمَاءِ البَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعتَ
البَاءُ زَائِدَةٌ. وَقيل: إِنَّهُ لَمَّا كَانَ شَرِبْنِ بِمَعْنَى رَوِيْنَ وَكَانَ رَوِينَ مِمَّا يتَعَدَّى بالْبَاء عَدَّى شَرِبْن بالبَاءِ.
(و) فِي حَدِيث الإِفْكِ: (لَقَد سَمِعْتُمُوه وأُشْرِبَتْه قُلُوبُكم) أَي سُقِيَتْه كَمَا يُسْقَى العَطْشَانُ المَاءَ. يُقَالُ: شَرِبْتُ المَاءَ (وأُشْرِبْتُه أَنَا) إِذا سُقِيتُه (أَوِ السَّرْبُ) بالفَتْح بأَوِ المُنَوِّعَةِ لِلْخِلَاف عَلَى الصَّوَاب. وسَقَط من نُسْخَةِ شَيْخنا (مَصْدَرٌ) كالأَكْلِ والضَّرْب. (وبِالضَّم والكَسْرِ: اسْمَان) من شَرِبْتُ لَا مَصْدَرَان، نَص عَلَيْهِ أَبُو عُبَيْدَةَ، والاسْم الشِّرْبةُ، بِالْكَسْرِ، عَن اللِّحْيانيْ. (و) الشَّرْب بالفَتْح: القَومُ يَشْرَبُون) ويُجْمِعُون عَلى الشَّرَاب. قَالَ ابْنُ سِيدَه: فَأَمَّا الشَّرْبُ فَاسْمٌ لجَمْعِ شَارِبٍ كرَكْبٍ ورَجْلٍ، وَقيل هُوَ جَمْعٌ (كالشُّرُوب) بالضَّمِّ. قَالَ ابْن سَيّده؛ أَمَّا الشُّرُوب عِنْدِي فجَمْعُ شَارِبٍ كَشَاهِدٍ وشُهُودٍ، وجَعَلَه ابْن الأَعْرَابِيّ جمع شَرْب، قَالَ: وَهُوَ خَطَأٌ، قَالَ: وَهَذَا مِمَّا يَضِيقُ عَنْه عِلْمه لجَهْلِه بالنَّحْوِ.
قَالَ الأَعْشَى:
هُوَ الوَاهِبُ المُسْمِعَاتِ الشُّرُو
بَ بَيْن الحَرِيرِ وبَيْن الكَتَنْ
وَقَوله أَنْشَدَه ثَعْلب:
يَحْسِبُ أَطْمارِي عَلَيَّ جُلُبَا
مِثْلَ المَنَادِيل تُعَاطَى الأَشْرُبَا
يكون جَمْعَ شَرْب، وشَرْب جَم 2 عُ شَارِب وَهُوَ نَادِرٌ لأَنَّ سِيبَوَيْه لَم يَذْكُر أَنَّ فَاعِلاً قَدْ يُكَسَّرُ عَلَى أَفْعُلٍ، كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب، ونَقَلَه شَيْخُنَا فأَجْحَفَ فِي نَقْله، وَفِيه فِي حَدِيثِ عَلِيَ وَحَمْزَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: (وَهُو فِي هَذَا البَيْت فِي شَرْبٍ من الأَنْصَارِ) .
(و) قي: الشَّرْبُ بالفَتْح المَصْدَر. والشِّرْبُ (بالكَسْرِ) : الاسْمُ، وقيلَ هُوَ (الماءُ) بِعَيْنِه يُشْرَب والجَمْعُ أَشْرَابٌ (كالمَشْربِ) بالكَسْر؛ وَهُوَ المَاءُ الَّذِي يُشْرَب، قَالَهُ أَبُو زَيْد. (و) الشِّرْبُ بِالْكَسْرِ أَيضاً: (الحَظُّ مِنْهُ) أَي المَاء. يُقَالُ: لَهُ شِرْبٌ مِنْ مَاءٍ أَي نَصِيبٌ مِنْهُ، ذكرَهُمَ ابْنُ السِّكِّيتُ كَذَا فِي التَّهذيب. (و) الشِرْبُ بالكَسر: (المَوْرِدُ) قَالَه أبُو زَيْدٍ. جَمْعُ أَشْرَاب. (و) قيل: الشِّرْبُ هُوَ (وَقْتُ الشُّرْب) ، قَالَ شَيْخُنا: قَالُوا إِنَمَّا يَدُلُّ عَلَى الوَقْت بِضَرْبٍ من المَجَازِ، واخْتَلَفُوا فِي عَلَاقَتِه، فتأَمَّل.
(الشَّرَابُ: مَا شُرِبَ) ، وَفِي نُسْخَةٍ مَا يُشْرَب، مِنْ أَيِّ نَوع كَانَ وعَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَ، وجَمْعُ أَشْرِبةٌ. وَقيل: الشَّرَابُ والعَذَابُ لَا يُجْمَعَان كَمَا يأْتي للمُصَنِّفِ فِي (ن هـ ر) .
وَقَالَ أَبو حنيفَة: الشَّرَابُ) كالشَّرِيب والشَّرُوبِ) يَرفَعُ ذَلِكَ إِلى أَبِي زَيْد.
وَفِي لِسَانِ العَرَبِ: الشَّرَابُ: اسمٌ لمَا يُشرَبُ، كَلُّ شَيْءٍ لَا مَضْغَ فِيهِ فإِنه يُقَال فِيهِ يُشْرَب. الشَّرُوبُ مَا شُرِب. (أَو هُمَا) أَي الشَّرُوب والشَّرِيبُ: (المَاءُ) بَين العَذْب والمِلْح. وَقيل: الشَّرُوبُ: الَّذِي فِيهِ شَيْءٌ من العُذُوبَ، وَقد يَشْرَبُه النَّاسُ على مَا فِيه. والشَّرِيبُ: (دون العَذْب) ولَيْسَ يَشْرَبُهُ النَّاسُ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَة، وَقد تَشْرَبُه: البَهَائِم. ذَكَر هَذَا الفَرْقَ ابنُ قُتَيْبَة نَسَبَه الصَّاغَانِيّ إِلَى أَبِي زَيْد، قلت: فَلَه قَوْلَانِ فِيه، وَقيل: الشَّرِيب العَذْب، وَقيل: المَاءُ الشَّرُوب الَّذِي يُشْرَب. والمَأْجُ: المِلْحُ. قَالَ ابْنُ هَرْمَة:
فإِنَّكَ بالقَرِيحَةِ عَامَ تُمْهَى
شَرُوبُ المَاءِ ثُمَّ تَعُودُ مَأْجَا
هَكَذَا أَنْشَدَهُ أَبُو عُبَيْد (بالقَرِيحَة) ، والصَّوَابُ كَالقَرِيحَة) .
وَفِي التَّهْذِيب عَن أبي زيد: الماءُ الشَّرِيبُ: الَّذِي لَيْسَ فِيه عُذُوبَةٌ، وَقد يَشْرَبُه النَّاسُ عَلَى مَا فِيه. والشَّرُوب: دُونَه فِي العُذُوبَة ولَيْسَ يَشْرَبُه النَّاسُ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ، ومِثْلُه حَكَاه صَاحِب كتاب المَعَالِم وابْنُ سِيدَه فِي المُخصّصوالمُحْكَم. وَقَالَ اللَّيْث: مَاءُ شَرِيبٌ وشَرُوبٌ: فِيهِ مَرَارَةٌ ومُلُوحَةٌ وَلم يَمْتَن 2 من الشُّرْبِ، ومِثْلُه قَالَ صَاحِبُ الوَاعِي. ومَاءٌ شَرُوبٌ و (ماءٌ) طَعِيمٌ بِمَعْنًى وَاحد. وَفِي حَدِيث الشورى: (جُرْعَةٌ شرُوبٌ أَنْفَعُ مِنْ عَذْبٍ مُوبٍ) يَسْتَوِي فِيهِ المذَكَّرُ والمُؤَنَّثُ، وَلِهذَا وُصِف بِهِ الجُرْعَة. ضُرب الحَدِيثُ مَثَلاً لِرَجُلَيْن أَحَدُهُما أَدْوَنُ وأَنْفَعُ، والآخَر أَضَرُّ وأَرْفَعُ، كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب.
وَعَن ابْنِ دُرَيْدِ: مَاءٌ شَرُوبٌ، ومِيَاهٌ شَرُوبٌ، وَمَاءٌ مَشْرَبٌ كشَرُوب عَن الأَصمعي. (وأَشْرَب) الرجلُ: (سَقَى) إبِلَه. (و) أَشْرَبَ: (عَطِش) بِنَفْسِه. يُقَالُ: أَشْرَبْنَا أَي عَطِشْنَا. قَالَ: اسْقِني فإِنَّني مُشْرِب.
رَوَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِيّ وَفَسَّرهُ بأَنَّ مَعْناه عَطْشَان يَعْنِي أَوْ إبِلَه. (و) قَالَ غيرُه أَشْرَبَ: (رَوِيتُ إبِله. وعَطِشَت) رَجُلٌ مُشْرِبٌ: قَدْ شَرِبَتِ إبِلُه، ومُشْرِبٌ عَطِشَت إِبِلُه، وهما عِنْدَه (ضِدُّ) ونَسَبَه الصَّاغَانِيُّ إِلَى اللَّيْثِ. وأَشْرَبَ الإِبِلَ فَشَرِبَت، وأَشْرَب الإِبِل حَتَّى شَرِبَت. وأَشْرَبْنَا نَحْنُ: رَوِيَتْ إبِلُنا. وأَشْرَبْنَا: (عَطِشْنا أَو) عَطِشَت إبِلُنَا. (و) أَشْرَب الرَّجُلُ: (حَانَ) لإِبِلِه (أَنْ تَشْرَبَ) .
(و) من الْمجَاز: أَشْرَبَ (اللَّونَ: أَشْبَعَه) ، وكُلُّ لَوْنٍ خَالَطَ لوناً آخر فقد أُشْرِبَه، وَقد اشرابّ على مِثَالِ اشْهابّ. الإِشْرابُ: لَوْنٌ قد أُشْربَ مِنْ لَوْن. يُقَال: أُشرِبَ الأَبْيَضُ حُمْرَةً، أَي عَلَاه ذلِكَ. وفِيه شُرْبَةٌ من حُمْرَة أَي إِشْرَابٌ. ورَجُلٌ مُشْرَبٌ حُمْرَةً، مُخَفَّفا، وإِذَا شُدِّد كَانَ للتَكْثِيرِ والمُبَالَغَة.
(والشَّرِيبُ: مَنْ يَسْتَقِي أَو يُسْقَى مَعَك) . وَبِه فَسَّر ابْن الأَعْرَابِي قَوْلَ الرَّاجز:
رُبَّ شَرِيبٍ لَكَ ذِي حُسَاسِ
شِرَابُه كالحَزِّ بالمَواسِي الحُساس: الشؤم والقَتْل. يَقُولُ: انْتِظَارُك إِيَّاه عَلى الحَوْضِ قَتْلٌ لَكَ ولإِبِلك.
(و) الشَّرِيبُ: (مَنْ يُشَارِبُكَ) ويُورِدُ إبِلَه مَعَك. شَارَبَ الرَجلَ مُشَارَبَةً وشِرَاباً: شَرِبَ مَعَه، وَهُوَ شَرِيبِي. قَالَ الراجز:
إِذَا الشَّرِيبُ أَخَذَتْهُ أَكَّهْ
فخَلِّه حَتَّى يَبُكَّ بَكَّهْ
(و) الشِّرِّيبُ (كِسِكِّيت: المُولَعُ بالشَّراب) ، ومِثْلُه فِي التَّهْذِيب. وَرجل شَارِبٌ وشَرُوبٌ وشِرِّيبٌ وشَرَّابٌ: مُولَعٌ بالشَّرَاب. ورَجُلٌ شَرُوبٌ: شَدِيدُ الشُّرْب.
(والشَّارِبَ: القَومُ يَسْكُنُون على ضِفَّة) ، وَفِي نُسْخَةٍ ضَفّة بفَتْح الضَّادِ المُعْجَمَة (النَّهْرِ) ، وَهُم الَّذِينَ لَهُم مَاءُ ذلِكَ النَّهْر.
(والشَّرْبَةُ: النَّخْلَةُ) الَّتي (تَنْبُتُ من النَّوى) جَمْعُه شَرَبَاتٌ.
(و) الشُّرْبَةُ. (بالضَّمِّ: حُمْرَةٌ فِي الوَجْه) . يُقَال: أُشْرِبَ الأَبْيَضُ حُمْرَةً: عَلَاه ذَلِك. وَفِيه شُرْبَةٌ من حُمْرَةِ. ورجُلٌ مُشْرَبٌ حُمْرَة، وإِنَّه لمَسْقِيُّ الدَّمِ، مِثْلُه. وَفِي صِفَتِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ (أَبْيَضُ مُشْرَبٌ جُمْرَةً) وسَيأْتِي بَيَانُه.
(و) الشُّرْبَةُ: (ع ويُفْتَح) فِي المَوْضَع، وجاءَ ذلِك فِي شِعْرِ امْرِىء القَيْسِ، والصَّحِيحُ أَنَّه الشَّرَبَّةُ بتَشْديد الْمُوَحدَة، وإِنَّما غَيَّرهَا للِضَّرُورَةِ.
(و) الشُّرْبَةُ: (مِقْدَارُ الرِّيِّ مِنَ الْمَاءِ كالحُسْوَة) والغُرْفَةِ واللُقْمَة.
(و) الشُّرَبَةُ (كهُمَزَة: الكَثِيرُ الشُّرْبِ) . يُقَالُ: رَجُلٌ أُكَلَة شُرَبَةٌ: كَثِيرُ الأَكْلِ والشُّرْبِ عَن ابْنِ السِّكِّيت. (كالشَّرُوبِ والشَّرَّاب) كَكَتَّانٍ. ورَجُلٌ شَرُوبٌ: شَدِيدُ الشُّرْبِ، كَمَا تَقَدَّم.
(و) الشَّرَبَة (بِالتَّحْرِيكِ: كَثْرَةُ الشُّرْبِ) وجَمْعُ شَارِب كَكَتَبَة جَمْع كَاتِب، نَقَلَه الفَيُّومِيّ فِي المِصْبَاحِ. قَالَ أَبو حَنِيفَة: قَالَ أَبُو عَمْرو: إِنَّه لَذو شَرَبَة إِذَا كَانَ كَثِيرَ الشُّرْب.
(و) الشَّرَبَةُ مِثْلُ (الحُوَيْضِ) يُحْفَر (حَوْلَ النَّخْلَة) والشَّجَرة يُمْلَأُ مَاءً (يَسَعُ رِيَّها) فتَترَوَّى مِنْهُ. والجَمع شَرَبٌ وشَرَبَاتٌ. قَالَ زُهَيْرٌ:
يَخْرُجْنَ مِنْ شَرَبَاتٍ مَاؤُهَا طَحِلٌ
عَلَى الجُذُوعِ يَخُفْنَ الغَمَّ والغَرَقَا
وأَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:.
مِثْل النَّخِيل يُرَوِّي فَرْعَها الشَّرَبُ:
وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنْه (اذْهَبْ إِلَى شَرَبَةٍ من الشَّرَبَات فادلُك رَأْسَك حَتَّى تُنَقِّيَه) وَفِي حَدِيثِ جَابِر: (أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وسَلَّم فَعَدَلَ إِلَى الرَّبِيعِ فَتطَهَّر وأَقْبل إِلى الشَّرَبَّة) . الرَّبِيعُ: النَّهر.
(و) الشَّرَبَ: (كُرْدُ الدَّبْرَة) ، وَهِي المِسْقَاةُ. والجَمْعُ مِنْ ذلِك كُلِّه شَرَبَاتٌ وشَرَبٌ.
(و) الشَّرَبَةُ: (العَطَشُ) . وَلم تَزَلْ بِهِ شَرَبَةٌ (هَذَا) اليومَ أَيْ عَطَشٌ، قَالَه اللِّحْيَانيّ. وَفِي التَّهْذِيب: جَاءَتِ الإِبِلُ وبِهَا شَرَبَةٌ أَي عَطَشٌ. وَقد اشْتَدَّت شَرَبَتُها. .
وطَعَامٌ مَشْرَبَةٌ: يُشْرَبُ عَلَيْهِ الماءُ كَثِيراً. وطَعَامٌ ذُ شَرَبة إِذَا كانَ لَا يُرْوَى فِيه من الماءِ.
وَفِي لسن الْعَرَب: الشَّرَبَةُ: عَطَشُ المَالِ بَعْدَ الجَزْءِ؛ لأَنَّ ذلِك يَدْعُوهَا إِلَى الشُّرْب.
(و) الشَّرَبَةُ: (شِدَّةُ الحَرِّ) . يُقَال: يَوْمٌ ذُو شَرَبَةٍ أَي شَدِيدُ الحَرِّ يُشْرَبُ فِيهِ المَاءُ أَكثر مِمّا يُشْرَبُ فِي غَيره. (والشَّوَارِبُ عُرُوقٌ فِي الحَلْقِ) تَشْرَبُ المَاءَ، وَهِي مَجَارِيه، وَقيل: هِيَ عُرُوقٌ لازِقَةٌ بالحُلْقُومِ وأَسْفَلُهَا بالرِّئَة، قَالَه ابْنُ دُرَيْدِ. وَيُقَال: بَلْ مُؤَخَّرُهَا إِلَى الوَتِين، ولَهَا قَصَب مِنْهُ يَخْرُجُ الصَّوْت. .
(و) قيل: هِيَ (مَجَارِي الماءِ فِي العُنُقِ) وَهِيَ الَّتي يَقَعُ فِيهَا الشَّرَقُ ومِنْهَا يَخْرُج الرِّيقُ، وَقيل: شَوَارِبُ الفَرَسِ: نَاحِيَةُ أَوْدَاجه حَيْثُ يُوَدِّجُ البَيْطَارُ، وَاحِدُهَا فِي التَّقْدِيرِ شَارِبٌ. وحِمَارٌ صَخِبُ الشَّوَارِبِ، مِنْ هَذَا، أَي شَدِيدُ النَّهِيقِ.
وَفِي الأَسَاس، ومِن المَجَازِ: يُقَال للمُنْكَرِ الصَّوْتِ: صَخِبُ الشَّوَارِبِ، يُشَبَّه بالحِمَارِ، انْتهى.
وَفِي لِسَانِ العَرَبَ عَنِ ابْنِ الأَعْرَبِيّ: الشَّوَارِبُ: مَجَارِي المَاءِ فِي العَيْنِ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: أَحْسَبُه (أَراد) مَجارِيَ المَاءِ فِي العينِ الَّتِي تَفُورُ فِي الأَرْضِ لَا مَجَارِيَ مَاءِ عَيْنِ الرَّأْسِ.
(و) الشَّوَارِبُ: (مَا سَالَ على الفَمِ من الشَّعَر) . قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وقَالُوا: إِنَّه لَعَظِيمُ الشَّوَارِبِ، قَالَ: وَهُوَ من الوَاحِدِ (الَّذِي) فُرِّقَ فجُعِلَ كُلُّ جُزْءٍ مِنْهُ شَارِباً، ثمَّ جُمِعَ عَلَى هَذا. وَقد طَرَّ شَارِب الغُلَامِ، وهُمَا شَارِبَانِ، انْتَهَى. وَقيل: إِنَّمَا هُو الشَّارِبُ والتَّثْنِيَة خَطَأٌ. وَقَالَ أَبُو عَلِيّ الفَارِسيّ: لَا يَكَاد الشَّارِب يُثَنَّى، ومثلُه قَوْلُ أَبِي حَاتِم. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: قالَ الكِلَابِيُّون: شَارِبَانِ بِاعْتِبَارِ الطَّرَفَيْن الجَمْعُ شَوَارِب، نَقَلَه شَيْخُنا. وأَنْشَدَنِي الأَدِيبُ المَاهِر حَسَن بْنُ مُحَمَّد المَنْصُورِيّ بدَجْوَة مِنْ لَطَائِف ابْنِ نُبَاتَة:
لقد كنْتَ لي وَحْدِي وَوَجْهُك جَنَّتي
وكُنَّا وكَانَت للِزَّمَانِ مَوَاهِبُ
فعَارَضَنِي فِي رَوْض خَدِّك عَارضٌ
وزَاحَمَني فِي وِرْدِ رِيقِك شَارِبُ
(و) الشَّارِبَان عَلَى مَا فِي التَّهْذِيب وغَيْرِه: (مَا طَالَ مِنْ نَاحِيَةِ السَّبَلَةِ، أَو السَّبَلَةُ كُلُّها شَارِب) وَاحِد. قَالَه بَعْضُهُ، ولَيْسَ بِصَوَابٍ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (أُشْرِبَ فلانٌ حُبَّ فُلَانٍ) كذَا فِي النَّسَخ. وَفِي غير وَاحِدٍ من الأُمَّهَاتِ (فُلَانَةَ (أَي خَالَطَ قَلْبَه) . وأُشْرِبَ قَلْبُه مَحَبَّةَ هذَا، أَيْ حَلَّ مَحَلَّ الشَّرَابِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَأُشْرِبُواْ فِى قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} (الْبَقَرَة: 93) أَي حُبَّ العِجْلِ، فَحُذِفَ المُضَافُ وأُقِيم المُضَافُ إِلَيْه مُقَامه، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ العِجْلُ هُوَ المُشْرَب لأَنَّ العِجْلَ لَا يُشْرَبُه القَلْبُ. وَقَالَ الزَّجَّاج: مَعْنَاهُ أَي سُقُوا حُبَّ العِجْلِ، فَحُذِفَ حُبّ وأُقِيم العِجْلِ مُقَامَه، كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
وكَيْفَ تُوَاصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ
خَلَالَتُه كَأَبِي مَرْحَبِ
أَي كخَلَالِة أَبِي مَرْحَبٍ. وأُشْرِبَ قَلْبُه كَذَا أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّرَابِ أَوِ اخْتَلَطَ بِه كَمَا يَخْتَلِط الصِّبْغُ بالثَّوْبِ. وَفِي حَدِيث أَبي بكر: (وأُشْرِب قلبُه الإِشْفَاقَ) كَذَا فِي لِسَان لعرب.
وَفِي الأَسَسِ، ومِنَ المَجَازِ: قَوْلُهم: رَفَع يعدَه فأَشْرَبَهَا الهَوَاءَ ثمَّ قَالَ بهَا على قَذَالى.
(و) مِنَ المَجَازِ: (تَشَرَّبَ) الصِّبْغُ فِي الثَّوُب: (سَرَى) ، والصِّبْغُ يَتَشَرَّبُ الثَّوْبَ. (و) تَشَرَّبَ (الثوبُ العَرَقَ: نَشِفَهُ) ، هكذَا فِي نُسْخَتِنَا.
والَّذِي فِي الأَسَاسِ ولِسَانِ العَرَب: الثَّوْبُ يَتَشَرّب الصِّبّغ أَي يَتَنَشَّفُه، والثوبُ يَشْرَبُ الصِّبْغَ يَنْشَفُه.
(واسْتَشْرَبَ لَوْنُه: اشْتَدَّ) . يُقَال: اسْتَشْرَبَتِ القوسُ حُمْرَةً أَي اشْتَدَّت حُمْرَتُها، وَذَلِكَ إِذَا كَانَت مِنَ الشِّرْبانِ، حَكَاهُ أَبو حنيفَة.
(والمَشْرَبَةُ) بِالْفَتْح فِي الأَوَّل والثَّالِثِ، (وتُضَمُّ الرَّاء: أَرْضٌ لَيِّنَةٌ دَائِمَةُ النَّبَاتِ) أَي لَا يزَال فِيهَا نَبْتٌ أَخْضَرُ رَيَّانُ.
(و) المَشْرَبَةُ، بالوَجْهَيْنِ: (الغُرْفَةُ) ، قَالَ فِي الأَسَاس: لأَنَّهم يَشْرَبُون فِيهَا. وَعَن سِيبَوَيْهٍ: جَعَلُوه اسْماً كالغُرْفَة. وَفِي الحَدِيثِ (أَنَّ النَّبيَّ صَلَى الله عَلَيْهِ وسَلَم كَانَ فِي مَشْرُبَة لَه) أَي كَانَ فِي غُرْفَة وجَمْعُها مَشْرَبَاتٌ ومَشَارِبُ. (و) المَشْرَبَةُ: (العِلِّيَّةُ) . قَالَ شَيخنَا: هِيَ كعطْفِ التَّفْسير على الغُرْفَة، وَهِي أَشْهَرُ من العِلِّيَّة، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الفَيُّوميّ، انْتهى. المَشارِبُ: العَلَالِيّ فِي شِعْر الأَعْشَى. (و) المَشْرَبَةُ (الصُّفَّةُ) ، وقِيلَ: هِيَ كالصُّفَّةِ بَيْن يَدَيِ الغُرْفَة. (و) المَشْرَبَةُ: (المَشْرَعَةُ) . وَفِي الحَدِيث: (مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَحَاطَ على مَشْرَبَة) . هِيَ بفَتْح (الرَّاء) من غير ضَمَ: الَوْضِعُ الَّذِي يشْرَبُ مِنْه كالمَشْرَعَة، ويُرِيدُ بالإِحَاطة تَمَلُّكَه ومنْعَ غَيره (مِنْهُ) . كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب. وَيُوجد هُنَا فِي بعض النّسخ بدل المشرعة المِشْرَبة، كأَنَّه يَقُول: والمَشْرَبة بالفَتْح وكمكْنَسَة أَي بِالْكَسْرِ، وَهُوَ خطأٌ لما عَرَفت.
وَقد يُرَدُّ على المُصَنِّف بوَجْهَيْن: أَوَّ أَنَّ المَشْرَبَة بالوَجْهَين إِنَّمَا هُوَ فِي مَعْنَى الغُرْفَة فَقَط، وَبِمَعْنى أَرْض لَيِّنة وَجهٌ وَاحِد وَهُوَ الفَتْح، صَرَّحَ بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ. وثانِياً أَن المَشْرَبَة بالمَعْنَيَيْن الأَخِيرين إِنَمَّا هُوَ كالصُّفَّة وكالمَشْرَعَة لَا هما بِنَفْسِهما كَمَا أَشَرْنَا إِلَى ذلِكَ، وَقد أُغْفِل عَن ذَلِك شَيْخُنا.
(و) المِشْرَبَةُ (كمِكْنَسَة) وجوَّز شيخُنا فِيهِ الفَتح، ونَقْلَه عَن الفَيُّوميّ: (الإِنَاءُ يُشْرَبُ فِيهِ) .
(والشَّرُوبُ: الَّتِي تَشْتَهِي الفَحْلَ) . يُقَال: ضَبَّةٌ شَرُوبٌ إِذا كَانَت كَذلِكَ.
(و) عنَ أَبي عبيد: شَرَّبَ تَشْرِيباً. (تَشْرِيبُ القِرْبَةِ: تَطْييبُهَا بالطِّينِ) وذَلكَ إِذَا كَانت جَدِيدَةً، فَجَعَلَ فِيهَا طِيناً وَمَاء يَطِيبَ طَعْمُها، وَفِي نُسْخَة تَطْيِينُها بالنُّونِ، وَهُوَ خطأُ. (وشَرِب بِهِ) أَي الرَّجُلِ (كَسَمِعَ وأَشْرَبَ بِهِ) أَيْضاً: (كَذَبَ عَلَيْهِ) .
(و) مِنَ المَجَازِ: (أَشْرَبَ إِبِلَه) إِذَا (جَعَلَ لكُلِّ جَمَلٍ قَرِيناً) ، فَيَقُولُ أَحَدُهُم لِنَاقَتِه: لأُشْرِبَنَّكِ الحِبَالَ النُّسوعَ أَي لأَقْرُنَنَّكِ بِهَا. (و) أَشْرَبَ (الخَيْلَ: جَعَلَ الحِبَالَ فِي أَعْنَاقها) . وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
وأَشْرَبْتُهَا الأَقْرَانَ حَتَّى أَنَخْتُهَا
بِقُرْحَ وَقد أَلْقَيْنَ كُلَّ جَنِينِ
(و) أَشْرَب (فُلَاناً) وَكَذَا البَعِيرَ والدَّابَّة (الحَبْلَ: جَعَلَه) أَي وَضَعَه (فِي عُنُقِه) .
(و) مِنَ المَجَازِ: (اشْرَأَبَّ إِليه) ولَهُ اشْرِئْبَاباً: (مَدَّ عُنُقَه ليَنْظُرَ، أَو) هُوَ إِذَا (ارْتَفَع) وعَلَا، وكُلُّ رَافِعٍ رَأْسَه مُشْرَئِبٌّ، قَالَه أَبُو عُبَيْد. (وَالِاسْم الشُّرَأْبِيبَةُ) بالضَّمِّ (كالطُّمَأْنِينَة) . . وقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ للهُ عَنْهَا (اشرأَبَّ النِّفَاقُ، وارْتَدَّتِ العَرَبُ) . أَي ارْتَفَع وعَلَا، وَفِي حَدِيث: يُنَادِي يَوْمَ القِيَامَة مُنَاد، يَا أَهْلَ الجَنَّةَ، وَيَا أَهْلَ النَّار فيَشْرَئِبُّونَ لِصَوْتِه) أَي يَرْفَعُونَ رُءُوسَهم ليَنْظُرُوا إِلَيْه. وكُلُّ رَافِعٍ رَأْسَه مُشْرَئِبٌّ. وأَنْشدَ لذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ الظَّبْيَةَ ورَفْعَها رَأْسَهَا:
ذَكَرْتُكِ أَنْ مَرَّت بِنَا أُمُّ شَادِنٍ
أَمَامَ المَطَايَا تَشْرَئِبُّ وتَسْنَحُ
قَالَ؛ اشْرأَبَّ مَأْخُوذٌ من المَشْرَبَة، وَهي الغُرْفَةُ، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(والشَّرَبَّةُ كجَرَبَّة) قَالَ شَيْخُنَا: وَفِي بَعْضِ النُّسَخ كخِدَبَّة، بكسْرِ الخَاءِ المُعْجَمَةِ، وَفِي أُخْرَى بِالْجِيم بَدَل الخَاءِ، وكِلَاهُمَا على غَيْرِ صَوَاب، وَعَن كُرَاع: لَيْسَ فِي الْكَلَام (فَعَلَّة) إِلَّا هذَا أَي الشَّرَبَّة، وزِيد عَلَيْهِ قَوْلُهُم: جَرَبَّة، وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ (وَلَا ثَالِثَ لَهُمَا) بالاستِقْرَاءِ، وَهِيَ (الأَرْضُ) اللُّيِّنَةُ (المُعْشِبَةُ) أَي تُنْبتُ العُشْب (لَا شَجَرَ بهَا) . قَالَ زُهَيْرٌ:
وإِلَّا فإِنَّا بِالشَّرَبَّة فاللِّوَى
نُعَقِّرُ أُمَّاتِ الرِّبَاعِ ونَيْسِرُ
(و) شَرَبَّة بتَشْدِيدِ البَاءِ بغَيْر تَعْرِيفٍ: (ع) قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:
بِشَرَبَّةٍ دَمِثِ الكَثِيبِ بِدُورِه
أَرْطَى يَعُوذُ بِهِ إِذَا مَا يُرْطَبُ
يُرْطَبُ أَي يُبَلُّ. وَقَالَ: دَمِثُ الكَثِيب، لأَنَّ الشَّرَبَّةَ مَوْضِعٌ أَو مَكَانٌ، قَالَه ابنُ سِيدَه فِي المُحْكَم.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: الشَّرَبَّ بِنَجْد. وَفِي مَرَاصِدِ الاطَّلَاع: الشَّرَبَّةُ: مَوْضِع بَيْنَ السَّلِيلَةِ والرَّبَذَةِ وَهُوَ بَين الخَطِّ وَالرُّمَّة وخَطّ الجُرَيْب حَتَّى يَلْتَقِيَا، والخَطُّ: مَجْرَى سَيْلِهِمَا، فَإِذَا الْتَقيَا انْقَطَعت الشَّرَبَّة، ويَنْتَهِي أَعْلَاهَا مِن القِبْلَ إِلى حَزْن مُحَارِب، وَقيل: هِيَ فِيَمَا بَيْن الزَّبَّاءِ والنَّطُوفِ وفيهَا هَرْشَى، وَهِي هَضْبَة دُون المَدينة، وَهِي مُرْتَفِعَةٌ كَادَت تَكُونُ فِيمَا بَين هَضْبِ القَلِيبِ إِلَى الرَّبَذَة، وَقيل: إِذا جاوزْتَ النَّقْرَةَ ومَاوَانَ تُرِيدُ مَكَّة وَقَعْتَ فِي الشَّرَبَّة، وَهِي أَشَدُّ بِلَاد نَجْدٍ قُرًّا، وَمِنْهَا الرَّبَذَةُ وتَنْقَطِعُ عِنْدَ أَعْلَى الجُرَيْب، وَهِي مِنْ بِلَادِ غَطَفَان، وَقيل: هِيَ فِيما بَيْن نَخْل ومَعْدِن بَنِي سُلَيْم. قَالَ: وَهَذِه الأَقَاوِيلُ مُتَقَارِبَةٌ.
قلت: وَكَونه فِي دِيَارِ غَطَفَان هُوَ المَفْهُوم مِنْ كَلَامِ يَاقُوت فِي (أُقُرٍ) قَالَ:
وإِلَى الأَمِيرِ من الشَّرَبَّة واللِّوَى
عَنَّيْتُ كُلَّ نَجِيبَةٍ مِحْلَالِ
(و) الشَّرعبَّةُ: (الطَّرِيقَةُ) كالمَشْرَب يُقَال: مَا زَالَ فُلَانٌ على شَرَبَّةٍ وَاحِدَةٍ أَي على أَمْرٍ وَاحِدٍ.
(و) مِنَ المَجَازِ: عَن أَبِي عَمْرو: الشَّرْبُ: الفَهْمُ. يُقَالُ: (شَرَب كَنَصَرَ) يَشْرُب شَرْباً إِذَا (فَهِمَ) وشَرَب مَا أُلْقِي إِلَيْهِ: فَهِمَه. وَيُقَال للبَليد: احْلُب ثمَّ اشْرُبْ. أَي ابْرُك ثمَّ افهم. وحَلَبَ إِذَا بَرَكَ كَمَا تَقَدَّم. (و) شَرِبَ (كَفَرِحَ) إِذَا (عَطِشَ) . وشَرِبَ إِذَا رَوِيَ، ضدّ.
(وشَرِبَ أَيضاً) إِذا (ضَعُفَ بَعِيرُه) . (و) شَرِبَ وَفِي نُسْخَةٍ: أَو (عَطِشَت إِبِلُه ورَوِيَتْ) عَن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، وَهُوَ (ضِدٌّ) ، وَقد تَقَدَّمَ فِي أَشْرَب.
(وشِرْبٌ بالكَسْر: ع) .
(و) شَرْبٌ (بالفَتْح: ع) آخَرُ (بقُرْب مَكَّةَ حرَسَها اللهُ تَعَالَى) ، وَفِيه كَانَتْ وَقْعَةُ الفِجَارِ.
(وَشَرِيبٌ) كأَمِيرٍ: مَوْضعٌ و: (د بَيْنَ مكّةَ والبَحْرَيْن. و) شرِيبٌ أَيْضاً: جَبَلٌ نَجْدِيٌّ) فِي دِيَارِ بَنِي كِلَاب.
(وشُوْرَبَنُ) بالضَّمِّ: (ة بِكَسْ بِفَتْح الْكَاف وكَسْرِهَا مَعَ إِهْمَال السِّين كَمَا يَأْتِي.
(وشَرِبٌ كَكَتِفٍ) : موضعٌ قربَ مَكَّةَ المُشَرَّفَة.
(وشُرَيْبٌ) مُصَغرًا (وشُرْبُبٌ) كقُنْفُذٍ: اسْمُ وَادٍ بعَيْنِه، (و) هُوَ فِي شِعْر لَبِيد (شُرْب 2 ة) بِالْهَاءِ:
هَل تَعْرِف الدَّارَ بسَفْحِ الشُّرْبُبَهْ
قَالَ الصَّاغَانِيُّ: ولَيْسَ لِلَبِيدٍ على هَذَا الرَّوِيِّ شَيْءٌ. (وشُرْبُوبٌ وشُرْبَةٌ بضَمِّهِنّ) وَقد تقدّم ضَبْطُ الأَخِر بالفَتْح أَيْضاً، وشَرْبَانُ (بالفَتْح) (مَوَاضِعُ) قد بَيَّنَّا بَعْضَها. ونُحِيل البَقِيَّةَ على مُعْجَم يَاقُوت ومَرَاصِدِ الاطِّلَاعِ فإِنَّهُمَا قد اسْتَوْفَيا بيَانَها.
(والشَّارِبُ) : الضَّعِيفُ من جَمِيع الحَيَوانِ. يُقَال: فِي بَعِيرِك شَارِبٌ، وَهُوَ (الخَوَرُ والضَّعْفُ فِي الحَيَوَانِ) . وَقد شَرِبَ كَسَمِع إِذا ضَعُفَ بَعِيرُه. وَيُقَال: نِعْم هَذَا البَعِيرُ لَوْلَا أَنَّ فِيهِ شَارِبَ خَوَر أَي عِرْقَ خَوَرٍ.
(و) من الْمجَاز: (الشَّارِبَانِ) وهما (أَنْفَانِ طَوِيلَانِ فِي أَسْفَلِ قَائِم السَّيْف) أَحَدُهُما مِنْ هذَا الجَانِبِ الآخَرُ مِنْ هذَا الجَانِبِ، والغَاشِيَةُ: مَا تَحْت الشَّارِبَيْنِ، قَالَه ابْنُ شُمَيْلٍ.
فِي التَّهْذِيبِ: الشَّارِبَانِ: مَا طَالَ مِنْ نَاحِيَة السَّبَلَةِ، وبِذلِكَ سُمِّيَ شَارِبَا السَّيْفِ. وشَارِبَا السَّيْفِ: مَا اكْتَنَفَ الشَّفْرَة، وَهُوَ مِنْ ذلِكَ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (أَشْرَبْتَنِي) بِتاءِ الخِطَابِ (مَا لم أَشْرَب) أَي (ادّعَيْتَ عَلَيّ مَا لَمْ أَفْعَلْ) وَهُوَ مَثَلٌ ذكرَه الجَوْهَرِيُّ والمَيْدَانِيّ والزَمَخْشَرِيّ وابْنُ سِيدَه وابْنُ فَارِس.
(وذُو الشُّوَيْرِب: شَاعِرٌ) اسْمُه عَبْد الرَّحْمن أَخُو بَني أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ، كَان فِي زَمَن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
(والشُّرْبُبُ كقُنْفُذٍ: الغَمْلِيُّ من النَّبَاتِ) ، وَهُوَ مَا الْتَفَّ بعضُه على بَعْضٍ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
قَوْلُهُم فِي المَثَل: (آخِرُهَا أَقَلُّها شُرْباً) . وأَصْلُه فِي سَقْيِ الإِبِل، لأَنَّ آخِرَهَا يَرِد وقَد نُزِف الحَوْضُ.
والشَّرِيبَةُ من الغَنَم: الَّتِي تُصْدِرُهَا إِذَا رَوِيَتْ فتَتْبَعُهَا الغَنَمُ، هَذِه فِي الصَّحَاح. وَفِي بعض النّسخ حَاشِيَة: الصَّوَابُ السَّرِيبَةُ، بالسِّينِ المُهْمَلَة.
والمَشْرَبُ: الوَجْهُ الَّذِي يُشْرَبُ مِنْهُ. والمَشْرَبُ: شَرِيعَةُ النَّهْرِ.
وَيُقَال فِي صِفَة بَعِيرٍ: نِعْمَ مُعَلَّقُ الشَّرْبةِ هذَا يَقُولُ: يَكْتفِي إِلَى مَنْزِلِه الَّذِي يُرِيدُ بِشَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ لَا يَحْتَاجُ إِلَى أُخْرَى.
وَتقول: شَرَّبَ مَالِي وأَكَّلَه أَيْ أَطْعَمَهُ النَّاسَ وسَقَاهُم. . وظَلَّ وظَلَّ مَالي يُؤَكَّل ويُشَرَّب أَي يَرْعَى كَيْفَ شَاءَ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وشَرَّبَ الأَرْضَ والنَّخْلَ: جَعَلَ لَهَا شَرَاباً. وأَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ فِي صِفَة نَخْل:
مِن الغُلْبِ مِنْ عِضْدَانِ هَامَةَ شُرِّبَتْ
لِسَقْيٍ وجُمَّتْ للنَّواضِحِ بِئْرُهَا
وكُلُّ ذَلِكَ من الشُّرْبِ.
وَقَالَ بعض النَّحْوِيّينَ: من المُشْرَبَةِ حُرُوفٌ يَخْرُجُ مَعَهَا عِنْد الوُقُوف عَلَيْها نَحْوُ النَّفْخ إِلَّا أَنَّهَا لم تُضْغَط ضَغطَ المَحْقُورَة، وَهِي الزَّايُ والظِّاءُ والذَّالُ والضَّادُ. قَالَ سِيبويه: وبَعْضُ العَرَب أَشَدُّ تَصْويتاً من بَعْض.
وشُرْبةُ، بِالضَّمِّ: مَوْضِعٌ. قَالَ امرُؤُ القَيْس:
كأَنِّي وَرَحْلِي فَوْقَ أَحْقَبَ قَارِحٍ
بشُرْبَةَ أَو طَاوٍ بعِرْنَانَ مُوجِسِ
ويُروى بسُرْبة، ويروى بِحَرْبَة، وقَد أَشَرْنَا لَهُ فِي السِّينِ، والمُصَنِّفُ أَهمَلَه فِي المَوْضِعِين.
وأَبُو عَمْرو أَحْمَدُ بنُ الحَسَن الشُّورَابِيّ، بِالضَّمِّ، الأَسْتَرَابَاذِيّ، رَوَى عَنْ عَمَّارِ بْنِ رَجَاء، وعَنْه ابْنه أَبُو أَحْمَد عَمْرٌ ووعن عَمْرو هَذَا أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيسِيّ. وأَبُو بَكْر عَبْدُ الرَحْمَن بْنُ مَحْمُود الشَّوْرَابِيّ، بالفَتْح، مُحَدِّثٌ.
وَمن الْمجَاز: أُشْرِبَ الزَّرْعُ: جَرَى فِيه الدَّقِيقُ، وَكَذَلِكَ أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقِيقَ، عداهُ (أَبُو حنيفَة سَمَاعا من العَرَب أَو الرُّواة) . وَيُقَال للزرعِ إِذَا خَرَجَ قَصَبُه: قد شَرِبَ الزَّرْعُ فِي القَصَب، وشَرَّبَ قَصَبُ الزَّرْع إِذَا صَارَ المَاءُ فِيهِ. وَفِي حَدِيث أُحُدٍ (أَنَّ المُشْرِكِينَ نَزَلُوا عَلَى زَرْعِ أَهْلِ المَدِينَة وخَلُّوا فِيه ظُهُورهم وَقد شُرِّبَ الزِّرْعُ الدَّقِيقَ) . وَفِي رِوَايَة (شَرِبَ الزَّرْعُ الدَّقِيقَ) . وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ اشْتِدَادِ حَبِّ الزَّرْعِ وقُرْبِ إِدرَاكِه. يُقَال: شَرِبَ السُّنْبُلُ الدقيقَ إِذَا صَارَ فِيه طُعْمٌ، والشُّرْبُ فِيهِ مُسْتَعَارٌ، كأَنَّ الدَّقيقَ كَانَ مَاءً فَشِربَه. وتَقُولُ للسُّنْبُل حِينَئذٍ شَارِبُ قَمْحٍ، بالإِضافة. كَذَا فِي الأَسَاسِ.
والشِّرَابُ بالكَسْر: مَصْدَرُ المُشَارَبَة والشِّرْب، بالكَسر: وَقْتُ الشُرْب.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: يُقَالُ: طَعَامٌ مَشْرَبَةٌ إِذَا كَانَ يُشْرَبُ عَلَيْه المَاءُ (كثيرا) ، كَمَا قَالُوا: شَرَابٌ مَسْفَهَةٌ من سَفَهْتُ المَاءَ إِذَا أَكثرتَ مِنْه فَلَم تَرْوَ.
وممَّا اسْتَدْرَكَه شَيْخُنَا:.
شَرْبَةُ أَبِي الجَهْم. يُقَالُ للشَّيْءِ اللَّذِيذِ الوَخِيمِ عَاقِبَتُه، وذَكَرَ لَهَا قِصَّةً مَع المَنْصُورِ العَبَّاسِيّ نَقْلاً من المُضَافِ والمَنْسُوبِ لِلثَعَالِبِيّ، وأَنْشَدَ:
تَجَنَّبْ سَوِيقَ الَّلْوزِ لَا تَشربَنَّه
فَشُرْبُ سَويقِ اللَّوْزِ أَوْدَى أَبا الجَهْمِ
(شرب) : الشَّرَبُ الحِيالُ: من الإِبلِ والغَنَمِ.
(شرب) قصب الزَّرْع جرى المَاء فِيهِ وَفُلَانًا جعله يشرب
ش ر ب

شرب الماء والعشل والدواء. ورجل شروب وشريب، وهو من الشرب. وسقاني بالمشربة وهي الإناء، وهذا مشرب القوم ومشربتهم، ومنه قيل للغرفة: المشربة لأنهم كانوا يشربون فيها وهي مشاربهم. وطعام ذو مشربة: من أكله شرب عليه. وهو شريبي: لمن يشاربك. وماء شروب: يصلح للشرب مع بعض كراهة، وله شرب من الماء. ومررت بالشاربة وهم الذين مسكنهم على ضفة النهر.


ومن المجاز: قول ذي الرمة:

إذا الركب راحوا راح فيها تقاذف ... إذا شربت ماء المطيّ الهواجر

و" أشربتني ما لم أشرب " إذا ادّعى عليه ما لم يفعل. وأشرب الثوب حمرة، وفيه شربة من الحمرة. وأشرب حب كذا، " وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم ". وقال زهير:

فصحوت عنها بعد حب داخل ... والحب يشربه فؤادك داء

وشرب ما ألقى عليه شرباً إذا فهمه، يقال: اسمع ثم اشرب. والثوب يتشرب الصبغ: يتنشفه. ويقول الرجل لناقته: لأشربنك الحبال والنسوع. وأشربوا إبلكم الأقران: أدخلوها فيها وشدّوها بها. قال:

فأشربتها الأقران حتى أنختها ... بقرح وقد ألقين كل جنين

وقال أبو النجم:

يرتج منها تحت كفّ الذائق ... مآكم أشربن بالمناطق

وشرب السنبل الدقيق إذا جرى فيه، ويقال للسنبل حينئذ: شارب قمح بالإضافة. وأكل فلان مالي وشربه. و" أكل عليه الدهر وشرب ". قال الجعدي:

سألتني عن أناس هلكوا ... شرب الدهر عليهم وأكل

وسمعت من يقول: رفع يده فأشربها الهواء ثم قال بها على قذالي. وقال الراعي:

إذا شرب الظمءُ الأداوى ونضبت ... ثمائلها حتى بلغن العزاليا

ذهبت بقايا مائها. وللسيف شاربان وهما الأنفان في أسفل قائمه. واشرأب له إذا رفع رأسه كالمقامح عند الشرب. ويقال للمنكر الصوت: سخب الشوارب يشبه بالحمار وهي عروق الحلقوم. قال أبو ذؤيب:

صخب الشوارب لايزال كأنه ... عبد لآل أبي ربيعة مسبع

شهد

شهد

1 شَهِدَ, (S, A, Mgh, L, Msb, K,) aor. ـَ (K;) and شَهُدَ, aor. ـُ (K;) also pronounced and written شَهْدَ, (Akh, S, K,) and شِهْدَ, and شِهِدَ, accord. to a rule applying to all verbs of the measure فَعِلَ of which the medial radical letter is a faucial; (MF;) inf. n. شَهَادَةٌ (S, A, Mgh, L, Msb, K) and شهد; (TA;) [there written without any syll. sign, and not found by me in any other Lex.;]) He told, or gave information of, what he had witnessed, or seen or beheld with his eye: (Mgh, L, Msb:) this is the primary signification: (L:) he declared what he knew: he gave testimony, attestation, or evidence; he bore witness: (L:) he gave decisive information. (S, A, L, K.) [See also شَهَادَةٌ below.] You say, شَهِدَ بِكَذَا, inf. n. as above, (S, A, Mgh, L, Msb, K,) He told, or gave information of, such a thing, as having witnessed it, or seen or beheld it with his eye; (Mgh, Msb;) or declared such a thing as knowing it; (L;) or gave his testimony, attestation, or evidence, respecting it; or bore witness of it, or to it; (S, A, L, K;) عِنْدَ الحَاكِمِ [in the presence of the judge]; لِفُلَانٍ [for, or in favour of, such a one], (S, Mgh, L, K,) and عَلَى فُلَانٍ [against, or in opposition to, such a one]. (Mgh.) And شَهِدَ عَلَى كَذَا He gave decisive information [respecting such a thing (as in the Kur xlvi. 9, and in many other instances); he testified respecting it]. (S, L. [See also another meaning of this phrase in what follows.]) [Hence,] شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لَا إِلَاهَ إِلَّا هُوَ, in the Kur [iii. 16], means God hath given evidence that there is no deity but He: (Abu-l- 'Abbás, IAmb, Jel:) or God knoweth &c.; (Ah-mad Ibn-Yahyà, K;) and so شَهِدَ اللّٰهُ throughout the Kur-án: (Ahmad Ibn-Yahyà:) or God saith &c.: or God hath written &c. (K.) And أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَاهَ إِلَّااللّٰهُ I know, (Msb, K,) [or acknowledge,] and I declare, [or testify, that there is no deity but God:] (K:) [Fei says,] the verb is trans. in this phrase by itself [i. e. without the intervention of a prep.] because it is used in the sense of أَعْلَمُ. (Msb.) [And hence, كَلِمَةُ الشَّهَادَةِ means The sentence declaring that there is no deity but God and that Mohammad is God's apostle.] b2: شَهِدَ بِاللّٰهِ, (Mgh, * Msb,) aor. ـَ inf. n. شَهَادَةٌ, (Mgh,) means He swore by God: (Mgh, Msb:) and أَشْهَدُ بِكَذَا I swear by such a thing. (S, K.) أَشْهَدُ بِاللّٰهِ لَقَدْ كَانَ كَذَا I swear by God that such a thing happened, or took place, combines the meaning of witnessing with that of swearing and that of informing at the time of uttering these words; as though the speaker said, I swear by God that I witnessed such a thing, and now I inform of it. (Msb.) Accord. to some, when one says only أَشْهَدُ, not adding بِاللّٰهِ, it is an oath. (TA.) b3: شَهِدَ عَلَى كَذَا, a phrase of which one meaning has been expl. above, means also He became a witness (شَاهِد) of, or to, such a thing; (S, K;) he had knowledge of such a thing, and witnessed it, or saw it or beheld it with his eye: (Msb:) and شَهِدَهُ, (Mgh, L,) inf. n. شَهَادَةٌ, (L,) [likewise] signifies he witnessed it; or saw, or beheld, it, or him, with his eye; (Mgh, L;) and (Mgh, L, Msb) so ↓ شاهدهُ, (A, Mgh, L, Msb, K,) inf. n. مُشَاهَدَةٌ. (S, A, L, Msb.) [Hence,] one says, مِنْهُ حَالٌ جَمِيلَةٌ ↓ شُوهِدَتْ [A comely, or pleasing, state, or condition, of him was witnessed]. (A.) b4: And شَهِدَهُ, (aor. ـَ K,) inf. n. شُهُودٌ, He was, or became, present at it, or in it; (S, A, Mgh, L, Msb, * K;) namely, a place, (Mgh,) or an assembly. (Msb.) Hence the saying, (Msb,) فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ, in the Kur [ii. 181], Therefore whosoever of you shall be present in the month, and stationary, not journeying, he shall fast therein (Mgh, Msb) as long as he shall remain present and stationary: (Msb:) الشهر being here in the accus. case as an adv. n. of time. (Mgh, Msb.) [And hence,] شَهِدَ الجُمْعَةَ He attained to [the being present at] the جُمْعَة [here meaning, as in many other instances, the prayer of Friday]: (Mgh:) and شَهِدَ العِيدَ he attained to [the being present at] the عِيد [or festival, or the prayer thereof]. (Msb.) [Hence also,] it is said in a trad., يَشْهَدُ بَيْعَكُمُ الحَلِفُ وَاللَّغْوُ [Swearing, and unprofitable speech, attend your selling]. (TA in art. شوب: see 1 in that art.) 2 شَهَّدَ see 4.3 شَاْهَدَ see 1, latter half, in two places.4 أَشْهَدْتُهُ عَلَى كَذَا I made him to be a witness (شَاهِد) of, or to such a thing: (S, Mgh, L:) [and in like manner,] أَشْهَدْتُهُ الشَّىْءَ I made him to have knowledge of the thing, and to witness it, or see it or behold it with his eye. (Msb.) See also 10. إِشْهَادٌ in relation to criminal matters means [The causing one to take notice of a thing that threatens to occasion some injury, with a view to the prevention of such injury; as, for instance,] the saying to the owner of a house, “ This thy wall is leaning, therefore demolish it,” or “ feared, therefore repair it. ” (Mgh.) b2: اشهدهُ also signifies He caused him to be present. (K.) You say, أَشْهَدَنِى إِمْلَاكَهُ He caused me to be present [at, or on the occasion of, his being put in possession]. (S.) b3: أُشْهِدَ: see 10.

A2: اشهد [as intrans.] (assumed tropical:) Humorem tenuem e pene emisit vir propter lusum amatorium vel osculum; (S, K;) as also ↓ شهّد, (K,) inf. n. تَشْهِيدٌ: (TA:) [from شَهْدٌ signifying “ honey; ” for] عُسَيْلَةٌ is a term for مَذْىٌ. (S.) (assumed tropical:) He rendered his مِئْزَر [or waist-wrapper] of a reddish hue and of a dark dust-colour (أَخْضَر) [by the act above-mentioned]. (L.) (assumed tropical:) He (a boy) attained to puberty. (Th, TA.) And اشهدت She (a girl) menstruated: and attained to puberty. (K.) 5 التَّشَهُّدُ in prayer is well known; (S, K;) The reciting of the form of words commencing with التَّحِيَّاتُ لِلّٰهِ: [see art. حى:] from the occurrence therein of the words أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَاهَ إِلَّا اللّٰهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. (Mgh, * TA. [See also Har p. 611.]) b2: And تَشَهَّدَ also signifies He sought, or desired to obtain, martyrdom. (L.) 10 استشهدهُ He asked him, or required him, to tell what he had witnessed, or seen or beheld with his eye; to declare what he knew; to give testimony, or evidence; to bear witness; or to give decisive information. (S, Mgh, L, Msb, K.) You say, اِسْتَشْهَدْتُ فُلَانًا عَلَى فُلَانٍ I asked, or required, [or cited, or summoned,] such a one to give his testimony, or evidence, or to bear witness, against such a one. (L.) And اِسْتَشْهَدْتُ الرَّجُلَ عَلَى إِقْرَارِ الغَرِيمِ and ↓ أَشْهَدْتُهُ I asked, or required, [&c., and made,] the man to bear witness to, or to be witness of or to, the confession, or acknowledgment, of the debtor. (L.) b2: [Hence,] استشهد بِبَيْتٍ عَلَى مَعْنَى كَلِمَةٍ [He adduced, or urged, or cited, a verse as an evidential example of the meaning of a word]. (A phrase of frequent occurrence in the larger lexicons.) b3: اُسْتُشْهِدَ (S, K) and ↓ أُشْهِدَ (K) He was slain a martyr in the cause of God's religion. (S, K. [See شَهِيدٌ.]) شَهْدٌ: see شَاهِدٌ, first sentence.

A2: Also, and ↓ شُهْدٌ, (S, Msb, K,) the former of the dial. of Temeem, and the latter of the people of El-'Áliyeh, (Msb, TA,) Honey: (K:) or honey in its wax [i. e. its comb]; (S, Msb;) honey not expressed from its wax [or comb]: (TA:) pl. شِهَادٌ: (S, Msb, K:) شَهْدَةٌ is a more particular term, (S, K,) the n. un., [signifying a portion thereof; and a honey-comb, or a portion of a honey-comb;] as also شُهْدَةٌ. (TA.) شُهْدٌ: see the next preceding paragraph.

شُهُودٌ: see شَاهِدٌ, in two places.

شَهِيدٌ is also written and pronounced شِهِيدٌ, with kesr to the ش: (K, TA:) and in like manner is every word of the measure فَعِيلٌ having a faucial letter for its, medial radical, whether an epithet, like this, or a subst., like رَغِيفٌ and بَعِيرٌ: ElHemdánee says, in the “ Iaráb el-Kur-án,” that the people of El-Hijáz, and Benoo-Asad, say رَحِيمٌ and رَغِيفٌ and بَعِيرٌ, with fet-h to the first letter; and Keys and Rabee'ah and Temeem say رَحِيمٌ and رِغِيفٌ and بِعِيرٌ, with kesr to the first letter: Sub says, in the R, that Temeem pronounce every فَعِيل of which the medial radical letter is hemzeh or any other faucial with kesr to the first letter: and En-Nawawee states, on the authority of Lth, that some of the Arabs do the same when the medial radical letter is not a faucial; as in كبير and كريم and جليل and the like thereof. (TA.) [This last pronunciation obtains extensively in the present day: and so, in similar cases, does the intermediate pronunciation termed إِمَالَةُ الفَتْحِ, (i. e. the pronouncing fet-h like “ e ” in the English word “ bed,”) which may be justly regarded as the best to be followed because intermediate and because sanctioned by the usage of the classical times, except in cases that are pointed out by the grammarians as presenting obstacles to the pronunciation thus termed.] b2: شَهِيدٌ is syn. with شَاهِدٌ [in several senses, as shown below]: and its pl. is شُهَدَآءُ. (S, K.) See شَاهِدٌ, in six places. b3: Also Possessing much knowledge with respect to external things: خَبِيرٌ is used in the like sense with respect to internal things; and عَلِيمٌ, in the like sense absolutely. (L.) [Hence, perhaps,] وَادْعُوا شُهَدآءَكُمْ, in the Kur ii. 21, [as though meaning And call ye to your aid those of you who possess much knowledge: or] the meaning here is, your helpers: (Bd:) or your gods whom ye worship. (Jel.) الشَّهِيدُ as a name of God means The Faithful, or Trusty, in his testimony (Zj, L,) or in testimony: (K:) and (Zj, K) as some say, (Zj,) He from whose knowledge nothing is hidden; the Omniscient. (Zj, L, K.) b4: Also, derived from الشَّهَادَةُ, or from المُشَاهَدَةُ, or from الشُّهُودُ, [all inf. ns.,] accord. to different opinions; (TA;) and of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; (Msb, TA;) or in the sense of the measure فَاعِلٌ; (TA;) A martyr who is slain in the cause of God's religion; (S, K;) [i. e.] one who is slain by unbelievers on a field of battle; (Msb;) one who is slain fighting in the cause of God's religion: (IAth:) so called because the angels of mercy are present with him; (K;) because the angels are present at the washing of his corpse, or at the removal of his soul to Paradise: (Msb:) or because God and his angels are witnesses for him of his title to a place in Paradise: (IAmb, Mgh, * K:) or because he is one of those who shall be required to bear witness on the day of resurrection, (K, TA,) with the Prophet, (TA,) against the people of past times, (K, TA,) who charged their prophets with falsehood: (TA:) or because of his falling upon the ↓ شَاهِدَة, or ground: (K:) or because he is still living, and present with his Lord: (ISh, Mgh, K:) or because he witnesses. or beholds, God's world of spirits and his world of corporeal beings: (K, * TA:) [and several other reasons are assigned for this appellation:] the primary application is that expl. above: but it is also applied by the Prophet to one who dies of colic: one who is drowned: one who is burned to death: one who is killed by a building falling to ruin upon him: one who dies of pleurisy: (IAth, L:) one who dies of plague, or pestilence: a woman who dies in a state of pregnancy: (L:) and to some others: (IAth:) the pl. is شُهَدَآءُ. (A, Msb, K, &c.) شَهَادَةٌ [see 1:] Information of what one has witnessed, or seen or beheld with his eye: (IF, Mgh, L, Msb:) this is the primary signification: (L:) said to be a subst. from المُشَاهَدَةُ: (Msb:) declaration of what one knows: testimony, attestation, evidence, or witness: (L:) decisive information. (S, A, L, K.) b2: An oath: pl. شَهَادَاتٌ: so in the Kur xxiv. 6 [and 8]. (TA.) b3: Martyrdom in the cause of God's religion. (S, K. [See شَهِيدٌ.]) b4: Also i. q. مَشْهَدٌ as expl. below: see the latter word. b5: [And it is used in the sense of مُشَاهَدٌ: thus,]وَالشَّهَادَة الغَيْبِ عَالِمُ , in the Kur vi. 73 &c., means The Knower of what is unseen and of what is seen. (Jel.) شَهِيدَةٌ A roasted lamb: or [the kind of food called] هَرِيسَة [q. v.]: pl. شِهَادٌ. (Har. p. 609.) شَهَّادٌ Always present. (Freytag from the Deewán of the Hudhalees.)]

شَاهِدٌ (S, Mgh, L, K) and ↓ شَهِيدٌ (S, * Mgh, L) One who tells, or gives information of, what he has witnessed, or seen or beheld with his eye: (Mgh, L:) one who declares what he knows: (L:) one who knows, and declares what he knows: (ISd, TA:) a witness, as meaning one who gives testimony, or evidence; who bears witness: (S, * L, K: *) [one who gives decisive information: (see 1, first sentence:)] pl. of the former ↓ شَهْدٌ, (Akh, S, K,) or [rather] this is a quasi-pl. n., (Sb, TA,) like as صَحْبٌ is of صَاحِبٌ, and سَفْرٌ of سَافِرٌ, (S,) but some disallow this; (TA;) and ↓ شُهُودٌ [but see what is said of this in the latter half of the paragraph] and أَشْهَادٌ are also pls. of شَاهِدٌ, (Mgh, L,) or of شَهْدٌ: (S, K:) the pl. of ↓ شَهِيدٌ is شُهَدَآءُ. (S, Mgh.) [Hence,] ↓ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ, in the Kur 1. 20: see art. سوق. b2: [Hence also] الشَّاهِدُ a name of the Prophet; (K;) meaning The witness against those to whom he has been sent. (Jel in xxxiii. 44.) b3: And شَاهِدٌ An angel: (S, L, K:) or a guardian angel: (Mujáhid:) pl. أَشْهَادٌ: or this means the prophets. (TA.) b4: And The tongue: (S, L, K:) from the saying, لِفُلَانٍ شَاهِدٌ حَسَنٌ Such a one has an elegant diction. (L.) One says also, مَا لِفُلَانٍ رُوَآءٌ وَلَا شَاهِدٌ Such a one has neither goodliness of aspect nor tongue. (Aboo-Bekr, L.) b5: [As a conventional term used in lexicology &c.,] An evidential example, generally poetical, of the form or meaning of a word or phrase: pl. شَوَاهِدُ: the sciences that require شَوَاهِد being those of اللُّغَة and الصَّرْف and النَّحْو and المَعَانِى and البَيَان and البَدِيع and العَرُوض and القَوَافِى. (MF on the خُطْبَة of the K.) [One says, هٰذَا شَاهِدٌ لِكَذَا and عَلَى كَذَا This is an evidential example of such a thing.] With respect to the classical language, absolutely, شواهد are taken, by universal consent, from the Kur-án, and from the language [both verse and prose (Kull p. 348)] of those Arabs who lived before the period of the corruption [in any considerable degree] of the Arabic tongue: [see مُوَلَّدٌ:] also, accord. to the general decision of the learned, from the Traditions of Mohammad; [which last source is excluded by some because traditions may be corrupted in language by their transmitters, and interpolated, and even forged;] and electively from the language of those Arabs who lived after the first corruption of the Arabic tongue, but before the corruption had become extensive. (Mz, 1st نوع; and MF ubi suprà. [See, again, مُوَلَّدٌ.]) The classes of the poets from whose poetry شواهد are taken are the Pagan Arabs, the Mukhadrams, the Islámees, and the Muwelleds: [see جَاهِلِىٌّ and مُخَضْرَمٌ and إِسْلَامِىٌّ and مُوَلَّدٌ:] with respect to all the sciences above mentioned, they are taken from the poetry of the first, second, and third, classes; from that of the first and second by universal consent, and from that of the third electively: (MF ubi suprá:) but they are taken from the poetry of the fourth class with respect only to the sciences of المَعَانِى and البَيَان and البَدِيع. (Idem, and Kull p. 348.) [The age of the earliest existing classical poems (though some older fragments and couplets and single verses have been preserved) is only about a century before the birth of Mohammad: that of the latest, about a century after his death. (See the Preface to this work.)] b6: Knowing, (Msb,) and witnessing, or seeing or beholding with his eye; a witness, as meaning an eyewitness; (L, Msb;) as also ↓ شَهِيدٌ: pl. of the former [or, as is said in the L in art. مجد, of the former or of the latter,] أَشْهَادٌ and شُهُودٌ; [but see what is said of these pls. in the first sentence of this paragraph;] and of the latter شُهَدَآءُ. (Msb.) [See an ex. of ↓ شَهِيدٌ in this sense in a verse cited voce رَبٌّ.] b7: [Hence, in the present day, applied to A notary, who hears and writes and attests cases to be submitted for judgment in the court of a kádee.] b8: Present; a witness as meaning one personally present; (S, L, Msb, K;) as also ↓ شَهِيدٌ: (Msb:) pl. of the former شُهَّدٌ (S, L, K) [and أَشْهَادٌ, as above,] and ↓ شُهُودٌ, (K,) or this last is used as a pl. but is originally an inf. n. (S, L.) One says, الشَّاهِدُ يَرَى مَا لَا يَرَى الغَائِبُ, meaning The present knows what the absent knows not. (Msb.) And قَوْمٌ شُهُودٌ People, or persons, present. (S, A.) And كَلَّمْتُهُ عَلَى رُؤُوسِ الأَشْهَادِ [I spoke to him before witnesses, or persons present]. (A.) b9: [Hence, app., being opposed to غَائِبٌ,] A running in which a horse exerts his force unsparingly; (A, L;) as in the saying, لِلْفَرَسِ غَائِبٌ وَشَاهِدٌ The horse has a run which he reserves [for the time of need], and a run which he performs unsparingly; like the saying, لَهُ صَوْنٌ وَبَذْلٌ: (A: [see 1 in art. بذل:]) or شَاهِدٌ means a running that testifies the excellence of a horse, (IAar, K,) and his quality of outstripping others. (IAar, TA.) b10: A star [app. when visible]; (Aboo-Eiyoob, K;) as being present and apparent in the night. (TA.) b11: [Hence, accord. to some,] صَلَاةُ الشَّاهِدِ The prayer of sunset; (A, L, Msb, K;) because it is the prayer that is performed when the star becomes visible; (Sh, L;) also called صَلَاةُ البَصَرِ, because the stars are seen at the time thereof: or, accord. to some, the prayer of daybreak; (L;) [and so, accord. to some, صَلَاةُ البَصَرِ; (see art. بصر;)] as also ↓ المَشْهُودُ; (TA;) and it is said to be so called because he who is travelling must perform it without abridging it, like him who is present at his home: Aboo-Sa'eed Ed-Dareer says that the former prayer is so called for this reason [as is also said in the A and Msb]: AM asserts that the first reason assigned above is the right one, because the prayer of daybreak, in like manner, may not be abridged, and is not thus called; but it is thus called by a poet. (L.) b12: And الشَّاهِدُ is a name of Friday; (Fr, K;) as also ↓ المَشْهُودُ: or the latter is the day of resurrection: (K:) or the day of 'Arafeh: (Fr, K: [see عَرَفَةُ:]) because of the presence and congregation of people on each of those days. (TA.) b13: شَاهِدٌ also signifies Matter resembling mucus, that comes forth with the fœtus: (S, K:) pl. شُهُودٌ: which latter, accord. to ISd, means the أَغْرَاس [pl. of غِرْسٌ, q. v.,] upon the head of a young camel at the time of its birth. (TA.) And شُهُودٌ النَّاقَةِ means The marks left by the blood, or by the membrane that enclosed the fœtus, of the she-camel, in the place where she has brought forth. (S, K.) b14: Also A quick, or an expeditious, thing or affair. (K.) الشَّاهِدَةُ The earth, or ground. (K.) See شَهِيدٌ, last sentence.

مَشْهَدٌ A place where people are present or assembled; a place of assembling; an assembly; (S, L, K;) as also ↓ مَشْهَدَةٌ and ↓ مَشْهُدَةٌ (K) and ↓ شَهَادَةٌ: (L:) pl. مَشَاهِدُ. (A.) [Hence,] مَشَاهِدُ مَكَّةَ The places of religious visitation, where the ceremonies of the pilgrimage &c. are performed, at Mekkeh. (L.) b2: [A funeral assembly or procession. b3: A place where a martyr has died or is buried. b4: And The aspect, or outward appearance, of a person; like مَرْأًى: see an instance voce عَوْدٌ.]

مُشْهَدٌ Slain a martyr in the cause of God's religion. (K. [See also شَهِيدٌ.]) اِمْرَأَةٌ مُشْهِدٌ, (S, A, K,) without ة, (S,) and مُشْهِدَةٌ, (A,) A woman whose husband is present with her: (S, A, K:) opposed to اِمْرَأَةٌ مُغِيبَةٌ; (S, A;) this last with ة. (S.) مَشْهَدَةٌ and مَشْهُدَةٌ: see مَشْهَدٌ.

مَجْلِسٌ مَشْهُودٌ [A place of assembling at which numerous persons are present]. (A.) And يَوْمٌ مَشْهُودٌ [A day on which numerous persons are present: and particularly] a day on which the inhabitants of heaven and earth will be present. (TA.) And صَلَاةٌ مَشْهُودَةٌ مَكْتُوبَةٌ A prayer at the performance of which the angels are present, and the recompense of which, for the performer, is written, or registered. (L.) See also شَاهِدٌ, in two places, in the last quarter of the paragraph. b2: مَعْهُودٌ وَمَشْهُودٌ وَمَوْعُودٌ Past and present and future; the tenses of a verb. (Kh, L in art. عهد.)

شهد


شَهِدَ(n. ac. شَهَاْدَة)
a. ['Ala], Bore witness, testimony to; attested; testified
to.
b. ['Ala], Gave evidence, witnessed, testified agaist (
a person ).
c. [Bi], Testified, swore to, affirmed by oath; swore by.
d. [La], Made a deposition in favour of, supported by his
testimony.
e.(n. ac. شُهُوْد), Witnessed, was present at, saw.
شَاْهَدَa. see I (e)
أَشْهَدَa. Took as a witness.
b. [Bi], Called to witness, appealed to the testimony of.

تَشَهَّدَa. Recited the Muhammadan profession of faith.

إِسْتَشْهَدَa. see IV (a)b. [pass.], Suffered martyrdom.
شَهْد شُهْد
(pl.
شِهَاْد), Honey-comb; honey.
مَشْهَد
(pl.
مَشَاْهِدُ)
a. Assembly.
b. Aspect, appearance.

مَشْهَدَةa. see 17
شَاْهِد
(pl.
شُهَّد
شُهُوْد أَشْهَاْد)
a. Witness: eye-witness, one present; the tongue;
angel.
b. Proof, evidence: quotation; text; authority
precedent.

شَاْهِدَة
( pl.
reg. &
شَوَاْهِدُ)
a. fem. of
شَاْهِدb. ; The earth.
c. Forefinger.

شَهَاْدَةa. Witness, testimony. evidence: deposition, affidavit;
attestation.
b. Text, passage; document; certificate.
c. Confession of faith.
d. Martyrdom.

شَهِيْد
(pl.
شُهَدَآءُ)
a. True witness.
b. Martyr, confessor.

N. P.
أَشْهَدَa. see 25
N. Ac.
إِسْتَشْهَدَa. Martyrdom.
ش هـ د : (الشَّهَادَةُ) خَبَرٌ قَاطِعٌ. تَقُولُ: شَهِدَ عَلَى كَذَا مِنْ بَابِ سَلِمَ وَرُبَّمَا قَالُوا: (شَهْدَ) الرَّجُلُ بِسُكُونِ
الْهَاءِ تَخْفِيفًا. وَقَوْلُهُمْ: أَشْهَدُ بِكَذَا أَيْ أَحْلِفُ. وَ (الْمُشَاهَدَةُ) الْمُعَايَنَةُ. وَ (شَهِدَهُ) بِالْكَسْرِ (شُهُودًا) أَيْ حَضَرَهُ فَهُوَ (شَاهِدٌ) وَقَوْمٌ (شُهُودٌ) أَيْ حُضُورٌ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ وَ (شُهَّدٌ) أَيْضًا مِثْلُ رَاكِعٍ وَرُكَّعٍ. وَ (شَهِدَ) لَهُ بِكَذَا أَيْ أَدَّى مَا عِنْدَهُ مِنَ الشَّهَادَةِ فَهُوَ (شَاهِدٌ) وَالْجَمْعُ (شَهْدٌ) مِثْلُ صَاحِبٍ وَصَحْبٍ وَسَافِرٍ وَسَفْرٍ وَبَعْضُهُمْ يُنْكِرُهُ وَجَمْعُ الشَّهْدِ (شُهُودٌ) وَ (أَشْهَادٌ) . وَ (الشَّهِيدُ) الشَّاهِدُ وَالْجَمْعُ (الشُّهَدَاءُ) . وَ (أَشْهَدَهُ) عَلَى كَذَا (فَشَهِدَ) عَلَيْهِ. وَ (اسْتَشْهَدَهُ) سَأَلَهُ أَنْ يَشْهَدَ. وَ (الشَّهِيدُ) الْقَتِيلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَدِ (اسْتُشْهِدَ) فُلَانٌ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَالِاسْمُ (الشَّهَادَةُ) . وَ (التَّشَهُّدُ) فِي الصَّلَاةِ مَعْرُوفٌ. وَ (الشَّهْدُ) بِفَتْحِ الشِّينِ وَضَمِّهَا الْعَسَلُ فِي شَمْعِهَا وَالْجَمْعُ (شِهَادٌ) بِالْكَسْرِ. قُلْتُ: إِنَّمَا قَالَ فِي شَمْعِهَا لِأَنَّ الْعَسَلَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَلَكِنَّ الْأَغْلَبَ عَلَيْهِ التَّأْنِيثُ عَلَى مَا نَذْكُرُهُ فِي [ع س ل] . 
(شهد) - في الحديث: "يَأتي قومٌ يَشْهِدون ولا يُسْتَشْهَدُون" .
قيل: أراد به الشَّهَادَة على المُغَيَّب، كقَوْلهم: فُلانٌ في الجنَّة وفلان في النَّار.
وفيه معنى التَّأَلِّى على الله عزَّ وجَلَّ وقيل: هو الذي يَشْهَد قبل أن يُسْتَشْهد، فإنَّ الشهادةَ في الحق الذي يَدَّعِيه الرَّجلُ قبَلَ صاحبِه إذا أتى بها الشَّاهدُ قَبلَ أن يُسْأَلَها لا قَرارَ لها، ولا يَجِب تَنَجُّزُ الحُكمِ بها حتى يَسْتَشْهِدَه صاحِبُ الحق.
- فأما حَدِيثهُ الآخر: "خَيْرُ الشُّهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسْأَلهَا".
فهو الذي لا يعلم بها صاحبُ الحَقِّ. وقيل: هي في الأمانةِ والوَديعةِ وما لا يَعلمُه غَيرُه. وقيل: هذا مَثَل في سُرعَة إجابة الشاهد إذ استُشْهِد أن لا يمنَعَها ولا يُؤَخِّرَها. وأصل الشَّهادة الإخبارُ بما شَاهد . والمَشهد: المَحْضَر.والشَّهِيدُ، قال ابنُ فارس: إنما سُمِّى شَهِيدا لأنَّ ملائِكَة الرحمة تَشْهَدُه
فَعِيل بمعنى مَفْعُول. وقيل: لِسُقُوطه بالأرضِ، وهي الشَّاهِدَة.
وقيل في قوله عزّ وجلّ: {ويَوْمَئذٍ تُحدِّثُ أَخْبَارَهَا}
: أي تَشهَدُ على كلِّ مَنْ عَمِل على ظَهِرها، والشَّاهد: المَلَك، والشاهِدُ: اللِّسان.
قال الأَعشىَ فيهما:
فلا تَحْسَبنّىِ كافرًا لك نِعمةً
على شَاهِدِى يا شَاهِدَ اللَّهِ فَاشْهَدِ
شَاهدِى: أي لِساني، وشَاهِدُ الله المَلَك. وقيل: سُمى شَهيداً لأنه يُبَيِّن إيمانهَ وإخلَاصَه ببَذْلِه رُوحه في طاعة الله عز وجل، من قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ} .
: أي بَيَّن وأَعْلَمَ وأَخْبَر. وقيل: لأنه شاهِدٌ عند ربّه عز وجل : أي يَحضُر وقيل: لأنهم يشهدون ملكوتَ الله عز وجل. وأما التَّشَهُّد في الصلاة فسُمِّى به لأن فيها الشهادتين.
- في حديث أَبِى نصرة وأبي سعيد: "لا صَلاةَ بَعْدَ العصْر حتى يبَدُوَ الشّاهدُ".
قال أبو الشَّيخ: ذَكَر أن هذا الشَّاهِدَ نَجْم يقال له العَيُّوق، وهو كوكب أَحْمَر مُنِير مُنفرد في شِقِّ الشّمال على يَمِين الثُّرَيَّا يظَهَر عند غَيْبوبةِ الشمس.
شهد
الشُّهُودُ والشَّهَادَةُ: الحضور مع المشاهدة، إمّا بالبصر، أو بالبصيرة، وقد يقال للحضور مفردا قال الله تعالى: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ [السجدة/ 6] ، لكن الشهود بالحضور المجرّد أولى، والشّهادة مع المشاهدة أولى، ويقال للمحضر: مَشْهَدٌ، وللمرأة التي يحضرها زوجها: مُشْهِدٌ، وجمع مَشْهَدٍ: مَشَاهِدُ، ومنه:
مَشَاهِدُ الحجّ، وهي مواطنه الشريفة التي يحضرها الملائكة والأبرار من الناس. وقيل:
مَشَاهِدُ الحجّ: مواضع المناسك. قال تعالى:
لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ [الحج/ 28] ، وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما
[النور/ 2] ، ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ
[النمل/ 49] ، أي: ما حضرنا، وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ
[الفرقان/ 72] ، أي: لا يحضرونه بنفوسهم ولا بهمّهم وإرادتهم.
والشَّهَادَةُ: قول صادر عن علم حصل بمشاهدة بصيرة أو بصر. وقوله: أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ
[الزخرف/ 19] ، يعني مُشَاهَدَةِ البصر ثم قال:
سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ [الزخرف/ 19] ، تنبيها أنّ الشّهادة تكون عن شُهُودٍ، وقوله: لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ [آل عمران/ 70] ، أي: تعلمون، وقوله: ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ [الكهف/ 51] ، أي: ما جعلتهم ممّن اطّلعوا ببصيرتهم على خلقها، وقوله: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ [السجدة/ 6] ، أي:
ما يغيب عن حواسّ الناس وبصائرهم وما يشهدونه بهما. وشَهِدْتُ يقال على ضربين:
أحدهما جار مجرى العلم، وبلفظه تقام الشّهادة، ويقال: أَشْهَدُ بكذا، ولا يرضى من الشّاهد أن يقول: أعلم، بل يحتاج أن يقول:
أشهد. والثاني يجري مجرى القسم، فيقول:
أشهد بالله أنّ زيدا منطلق، فيكون قسما، ومنهم من يقول: إن قال: أشهد، ولم يقل: بالله يكون قسما، ويجري علمت مجراه في القسم، فيجاب بجواب القسم نحو قول الشاعر:
ولقد علمت لتأتينّ منيّتي
ويقال: شَاهِدٌ وشَهِيدٌ وشُهَدَاءُ، قال تعالى:
وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ [البقرة/ 282] ، قال:
وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ
[البقرة/ 282] ، ويقال: شَهِدْتُ كذا، أي: حضرته، وشَهِدْتُ على كذا، قال: شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ
[فصلت/ 20] ، وقد يعبّر بالشهادة عن الحكم نحو: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها
[يوسف/ 26] ، وعن الإقرار نحو: وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ [النور/ 6] ، أن كان ذلك شَهَادَةٌ لنفسه. وقوله وَما شَهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا [يوسف/ 81] أي:
ما أخبرنا، وقال تعالى: شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ
[التوبة/ 17] ، أي: مقرّين. لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا [فصلت/ 21] ، وقوله:
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ [آل عمران/ 18] ، فشهادة الله تعالى بوحدانيّته هي إيجاد ما يدلّ على وحدانيّته في العالم، وفي نفوسنا كما قال الشاعر:
ففي كلّ شيء له آية تدلّ على أنه واحد
قال بعض الحكماء: إنّ الله تعالى لمّا شهد لنفسه كان شهادته أن أنطق كلّ شيء كما نطق بالشّهادة له، وشهادة الملائكة بذلك هو إظهارهم أفعالا يؤمرون بها، وهي المدلول عليها بقوله:
فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً [النازعات/ 5] ، وشهادة أولي العلم: اطّلاعهم على تلك الحكم وإقرارهم بذلك ، وهذه الشّهادة تختصّ بأهل العلم، فأمّا الجهّال فمبعدون منها، ولذلك قال في الكفّار: ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ [الكهف/ 51] ، وعلى هذا نبّه بقوله: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ [فاطر/ 28] ، وهؤلاء هم المعنيّون بقوله: وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ [النساء/ 69] ، وأمّا الشَّهِيدُ فقد يقال لِلشَّاهِدِ، والْمُشَاهِدِ للشيء، وقوله: مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ
[ق/ 21] ، أي: من شهد له وعليه، وكذا قوله: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً [النساء/ 41] ، وقوله: أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
[ق/ 37] ، أي: يشهدون ما يسمعونه بقلوبهم على ضدّ من قيل فيهم: أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ [فصلت/ 44] ، وقوله: أَقِمِ الصَّلاةَ ، إلى قوله: مَشْهُوداً
أي: يشهد صاحبه الشّفاء والرّحمة، والتّوفيق والسّكينات والأرواح المذكورة في قوله: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء/ 82] ، وقوله: وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ [البقرة/ 23] ، فقد فسّر بكلّ ما يقتضيه معنى الشهادة، قال ابن عباس: معناه أعوانكم ، وقال مجاهد: الذين يشهدون لكم، وقال بعضهم: الذين يعتدّ بحضورهم ولم يكونوا كمن قيل فيهم شعر:
مخلّفون ويقضي الله أمرهمو وهم بغيب وفي عمياء ما شعروا
وقد حمل على هذه الوجوه قوله: وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً [القصص/ 75] ، وقوله:
وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ [العاديات/ 7] ، أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت/ 53] ، وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً [النساء/ 79] ، فإشارة إلى قوله: لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ [غافر/ 16] ، وقوله: يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى [طه/ 7] ، ونحو ذلك ممّا نبّه على هذا النحو، والشَّهِيدُ: هو المحتضر، فتسميته بذلك لحضور الملائكة إيّاه إشارة إلى ما قال: تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا الآية [فصلت/ 30] ، قال: وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ [الحديد/ 19] ، أو لأنهم يَشْهَدُونَ في تلك الحالة ما أعدّ لهم من النّعيم، أو لأنهم تشهد أرواحهم عند الله كما قال: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [آل عمران/ 169- 170] ، وعلى هذا دلّ قوله:
وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ، وقوله: وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ
[البروج/ 3] ، قيل: الْمَشْهُودُ يوم الجمعة ، وقيل: يوم عرفة، ويوم القيامة، وشَاهِدٌ: كلّ من شهده، وقوله:
يَوْمٌ مَشْهُودٌ
[هود/ 103] ، أي: مشاهد تنبيها أن لا بدّ من وقوعه، والتَّشَهُّدُ هو أن يقول:
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمدا رسول الله، وصار في التّعارف اسما للتّحيّات المقروءة في الصّلاة، وللذّكر الذي يقرأ ذلك فيه.
شهد
ضَهَدَ فلانٌ فلاناً وأضْهَدَه: قَهَرَه، فهو مُضْطَهِدٌ. وأضْهَدْتُ به إضْهَاداً: إذا تَنَقَّصْتَه وجُرْتَ عليه. ويقولونَ: إنْ تَلْقَني لا تَلْقَ ضُهْدَةَ واحِدٍ: أي لا يُضْهِدُني رَجُلٌ واحِدٌ. والضَّهْيَدُ: الطَّوِيلُ. والصادُ فيه أعْرَفُ.
(شهد)
على كَذَا شَهَادَة أخبر بِهِ خَبرا قَاطعا وَلفُلَان على فلَان بِكَذَا أدّى مَا عِنْده من الشَّهَادَة وَبِاللَّهِ حلف وَأقر بِمَا علم والمجلس حَضَره وَمِنْه مَا فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَمن شهد مِنْكُم الشَّهْر فليصمه} والحادث عاينه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالُوا تقاسموا بِاللَّه لنبيتنه وَأَهله ثمَّ لنقولن لوَلِيِّه مَا شَهِدنَا مهلك أَهله} وَالشَّيْء عاينه وَيُقَال شهد على شَهَادَة غَيره وَشهد بِمَا سمع
ش هـ د

شهدته وشاهدته، وشوهدت منه حال جميلة. ومجلس مشهود. وكلمته على رءوس الأشهاد، وهم شهودي وشهدائي. والله يشهد لي، ولا أستشهده كاذباً، وهو من أهل المشهد والمشاهد، وشهدت بكذا وشهدت عليه، وأشهدني فلان " والله على كل شيء شهيد " وقتل شهيداص، واستشهد، ورزق الشهادة، وهو من الشهداء، وامرأة مشهد: خلاف مغيبة، وقد يقال مشهدة ومغيبة ومشهد ومغيب. وللفرس غائب وشاهد أي جرى غائب مصون وشاهد مبذول، كما يقال له: صون وبذل. وصلينا صلاة الشاهد وهي صلاة المغرب لأنها لا تقصر فيصليها الغائب كما يصليها الشاهد. وطلع الشاهد وهو معشي البقر. وتشهد المصلي.
باب الهاء والشين والدال معهما ش هـ د، د هـ ش، ش د هـ، هـ د ش مستعملات

شهد: الشَّهْد: العسل ما لم يُعْصَرْ من شَمْعِه، شِهاد، والواحدة: شَهْدَة وشُهْدة. والشّهادة أن تقول: آستُشْهِد فلانٌ فهو شهيد، وقد شهد عليّ فلانٌ بكذا شَهادةً، وهو: شاهد وشهيد. والتّشهُّدُ في الصّلاة من قولك: أشهدُ أن لا إله إلاّ اللهُ، وأشهد أنّ محمّداً عَبْدُه ورسولُه. وفلانٌ يشهَدُ بالخطبة. منه. والمَشْهَدُ: مَجْمعُ النّاسِ، والجمعُ: مشاهدٌ. ومشاهدُ مكّة: مواضعُ المناسك، وقولُ اللهِ عزّ وجل وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ

قَيلَ في تفسيره: الشّاهد هو النبي صلى الله عليه وعلى آله. والمشهودُ هو يومُ القِيامة. ولغة تميم: شِهيد بكسر الشّين، يكسرون فِعيلاً في كل شيء كان ثانيه أحد حروف الحَلْق، وكذلك: سُفْلىَ مُضَر. ولغةً شنعاءُ، يكسِرون كلَّ فعيلٍ، والنَّصبُ: اللّغةُ العالية. والشُّهود: ما يَخْرُجُ على رأسِ الصَّبيّ، واحدُها: شاهد، وهي الأغْراسُ، والواحدةُ: غرسٌ، قال:

فجاءت بمثلِ السّابريّ تعجّبوا ... له والثَّرىَ ما جفّ عنها شُهودها

وهي: الأغراس.

دهش: شده: الدَّهَش: قَهابُ العَقْل، من الذَّهل والوَلَه ونحوه. دَهِشَ الرّجلُ فهو دَهِشٌ وشُدِهَ فهو مشدوه شدها، وأدهشه الأمر، وأشدهه.هدش: هُدِش الكَلْبُ فانهَدشِ، وهُتِشَ فاهْتَتَشَ، أي: حُرش فاحتَرش، ولا يقالُ إلاّ للسِّباع. وفي هذا المعنى: حُتِّش الرّجلُ، أي: هُيِّج للنَّشاط.
ش هـ د : الشَّهْدُ الْعَسَلُ فِي شَمْعِهَا وَفِيهِ لُغَتَانِ فَتْحُ الشِّينِ لِتَمِيمٍ وَجَمْعُهُ شِهَادٌ مِثْلُ سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَضَمُّهَا لِأَهْلِ الْعَالِيَةِ.

وَالشَّهِيدُ مَنْ قَتَلَهُ الْكُفَّارُ فِي الْمَعْرَكَةِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ لِأَنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَةِ شَهِدَتْ غَسْلَهُ أَوْ شَهِدَتْ نَقْلَ رُوحِهِ إلَى الْجَنَّةِ أَوْ لِأَنَّ اللَّهَ شَهِدَ لَهُ بِالْجَنَّةِ وَاسْتُشْهِدَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ قُتِلَ شَهِيدًا وَالْجَمْعُ شُهَدَاءُ وَشَهِدْتُ الشَّيْءَ اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ وَعَايَنْتُهُ فَأَنَا شَاهِدٌ وَالْجَمْعُ أَشْهَادٌ وَشُهُودٌ مِثْلُ شَرِيفٍ وَأَشْرَافٍ وَقَاعِدٍ وَقُعُودٍ وَشَهِيدٌ أَيْضًا وَالْجَمْعُ شُهَدَاءُ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَشْهَدْتُهُ الشَّيْءَ وَشَهِدْتُ عَلَى الرَّجُلِ بِكَذَا وَشَهِدْتُ لَهُ بِهِ وَشَهِدْتُ الْعِيدَ أَدْرَكْتُهُ وَشَاهَدْتُهُ مُشَاهَدَةً مِثْلُ عَايَنْتُهُ مُعَايَنَةً وَزْنًا وَمَعْنًى وَشَهِدَ بِاَللَّهِ حَلَفَ وَشَهِدْتُ الْمَجْلِسَ حَضَرْتُهُ فَأَنَا شَاهِدٌ وَشَهِيدٌ أَيْضًا وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185] أَيْ مَنْ كَانَ حَاضِرًا فِي الشَّهْرِ مُقِيمًا غَيْرَ مُسَافِرٍ فَلْيَصُمْ مَا حَضَرَ وَأَقَامَ فِيهِ وَانْتِصَابُ الشَّهْرِ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ وَصَلَيْنَا صَلَاةَ الشَّاهِدِ أَيْ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ لِأَنَّ الْغَائِبَ لَا يَقْصُرُهَا بَلْ يُصَلِّيهَا كَالشَّاهِدِ وَالشَّاهِدُ يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ أَيْ الْحَاضِرُ يَعْلَمُ مَا لَا يَعْلَمُهُ الْغَائِبُ وَشَهِدَ بِكَذَا يَتَعَدَّى بِالْبَاءِ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى أَخْبَرَ بِهِ وَلِهَذَا قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الشَّهَادَةُ الْإِخْبَارُ بِمَا قَدْ شُوهِدَ.

فَائِدَةٌ جَرَى عَلَى أَلْسِنَةِ الْأُمَّةِ سَلَفِهَا
وَخَلَفِهَا فِي أَدَاءِ الشَّهَادَةِ أَشْهَدُ مُقْتَصِرِينَ عَلَيْهِ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ الْأَلْفَاظِ الدَّالَّةِ عَلَى تَحْقِيقِ الشَّيْءِ نَحْوَ أَعْلَمُ وَأَتَيَقَّنُ وَهُوَ مُوَافِقٌ لِأَلْفَاظِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَيْضًا فَكَانَ كَالْإِجْمَاعِ عَلَى تَعْيِينِ هَذِهِ اللَّفْظَةِ دُونَ غَيْرِهَا وَلَا يَخْلُو مِنْ مَعْنَى التَّعَبُّدِ إذْ لَمْ يُنْقَلْ غَيْرُهُ وَلَعَلَّ السِّرَّ فِيهِ أَنَّ الشَّهَادَةَ اسْمٌ مِنْ الْمُشَاهَدَةِ وَهِيَ الِاطِّلَاعُ عَلَى الشَّيْءِ عِيَانًا فَاشْتُرِطَ فِي الْأَدَاءِ مَا يُنْبِئُ عَنْ الْمُشَاهَدَةِ وَأَقْرَبُ شَيْءٍ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مَا اُشْتُقَّ مِنْ اللَّفْظِ وَهُوَ أَشْهَدُ بِلَفْظِ الْمُضَارِعِ وَلَا يَجُوزُ شَهِدْتُ لِأَنَّ الْمَاضِيَ مَوْضُوعٌ لِلْإِخْبَارِ عَمَّا وَقَعَ نَحْوُ قُمْتُ أَيْ فِيمَا مَضَى مِنْ الزَّمَانِ فَلَوْ قَالَ شَهِدْتُ احْتَمَلَ الْإِخْبَارَ عَنْ الْمَاضِي فَيَكُونُ غَيْرَ مُخْبِرٍ بِهِ فِي الْحَالِ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ أَوْلَادِ يَعْقُوبَ - عَلَيْهِمْ السَّلَامُ - {وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا} [يوسف: 81] لِأَنَّهُمْ شَهِدُوا عِنْدَ أَبِيهِمْ أَوَّلًا بِسَرِقَتِهِ حِينَ قَالُوا إنَّ ابْنَكَ سَرَقَ فَلَمَّا اتَّهَمَهُمْ اعْتَذَرُوا عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِأَنَّهُمْ لَا صُنْعَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ وَقَالُوا وَمَا شَهِدْنَا عِنْدَكَ سَابِقًا بِقَوْلِنَا إنَّ ابْنَكَ سَرَقَ إلَّا بِمَا عَايَنَّاهُ مِنْ إخْرَاجِ الصُّوَاعِ مِنْ رَحْلِهِ وَالْمُضَارِعُ مَوْضُوعٌ لِلْإِخْبَارِ فِي الْحَالِ فَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ فَقَدْ أَخْبَرَ فِي الْحَالِ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [المنافقون: 1] أَيْ نَحْنُ الْآنَ شَاهِدُونَ بِذَلِكَ وَأَيْضًا فَقَدْ اُسْتُعْمِلَ أَشْهَدُ فِي الْقَسَمِ نَحْوُ أَشْهَدُ بِاَللَّهِ لَقَدْ كَانَ كَذَا أَيْ أُقْسِمُ فَتَضَمَّنَ لَفْظُ أَشْهَدُ مَعْنَى الْمُشَاهَدَةِ وَالْقَسَمِ وَالْإِخْبَارِ فِي الْحَالِ فَكَأَنَّ الشَّاهِدَ قَالَ أُقْسِمُ بِاَللَّهِ لَقَدْ اطَّلَعْتُ عَلَى ذَلِكَ وَأَنَا الْآنَ أُخْبِرُ بِهِ وَهَذِهِ الْمَعَانِي مَفْقُودَةٌ فِي غَيْرِهِ مِنْ الْأَلْفَاظِ فَلِهَذَا اُقْتُصِرَ عَلَيْهِ احْتِيَاطًا وَاتِّبَاعًا لِلْمَأْثُورِ وَقَوْلُهُمْ أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ تَعَدَّى بِنَفْسِهِ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى أَعْلَمُ وَاسْتَشْهَدْتُهُ طَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ يَشْهَدَ وَالْمَشْهَدُ الْمَحْضَرُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَتَشَهَّدَ قَالَ كَلِمَةَ التَّوْحِيدِ وَتَشَهَّدَ فِي صَلَاتِهِ فِي التَّحِيَّاتِ. 
[شهد] في أسمائه تعالى "الشهيد" هو من لا يغيب عنه شيء والشاهد الحاضر، والعليم في العلم مطلق، وبالإضافة إلى الأمور الباطنة خبير، وإلى الأمور الظاهرة شهيد؛ وقد يعتبر مع هذا أن يشهد على الخلق يوم القيامة بما علم. ومنه ح: و"شهيدك" يوم الدين، أي شاهدك على أمته. وح: سيد الأيام يوم الجمعة هو "شاهد" أي يشهد لمن حضر صلاته. ط: أسند الشهادة إليها مجازًا، يعني وشاهد فيه الخلائق لتحصيل السعادة الكبرى. نه: وقيل: شاهد يوم الجمعة، ومشهود يوم عرفة، لأن الناس يشهدونه أي يحضرونه ويجتمعون فيه. وح الصلاة: فإنها "مشهودة" مكتوبة، أي تشهدها الملائكة وتكتب أجرها للمصلي. وح صلاة الفجر: فإنها "مشهودة" محضورة، أي تحضرها ملائكة الليل والنهار هذه صاعدة وهذه نازلة. ن: فهي أقرب إلى القبول والرحمة. ط: أي يحضرها أهل الطاعة من سكان السماوات والأرض، ومحضورة تأكيد لمشهودة. نه: المبطون "شهيد" أصله من قتل مجاهدًا في الله، وجمعه الشهداء، لأن الله وملائكته شهود له بالجنة، أو لأنه حي لم يمت كأنه شاهد أي حاضر، أو لأن ملائكة الرحمة تشهده، أو لقيامه بشهادة الحق في الله حتى قتل، أو لأنه يشهد ما أعد الله له من الكرامة وغيره لا يشهدها إلى يوم القيامة؛ فهو فعيل بمعنى فاعل أو مفعول ثم اتسع فأطلق على من سمي به في الحديث. وفيه: خير "الشهداء" الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها، هو من لا يعلم صاحب الحق أن له معه شهادة، وقيل: هي في الأمانة والوديعة وما لا يعلمه غيره، وقيل: هو مثل في سرعة إجابته إذا استشهد. ومنه ح: يأتي قوم "يشهدون" و"لا يستشهدون" هذا عام فيمن يؤدي الشهادة قبل أن يطلبها صاحب الحق فلا يقبل، وما قبله خاص، وقيل: هم الذين يشهدون بالباطل؛ ويجمع على شهداء وشهود وشهد وشهاد. ك: أو معناه يتحملون الشهادة بدون التحميل. بغوى: قيل: أراد به التألى على الله نحو: فلان في الجنة وفلان في النار. ط: أو الأول محمول على شهادة الحسبة كالطلاق والعتاق، أو علىالصلاة، أي حاضرونها، عطف على كل رطب وهي الحي واليابس ما ليس له نمو، ويكتب له ما بينهما أي ما بين الأذانين. وح: فتوضأ كما أمرك الله ثم "تشهد" فأقم، أي أذن فأقم للصلاة. و"الشاهد" من أسمائه صلى الله عليه وسلم لأنه يشهد يوم القيامة للأنبياء على الأمم بالتبليغ ويشهد على أمته ويزكيهم، أو هو بمعنى المشاهد للحال كأنه الناظر إليها. غ: أشهدته واستشهدته واحد. و «"شهد" الله» بين، والشاهد يبين ما شهد عليه. و «تبغونها عوجًا وأنتم "شهداء"» أي تشهدون وتعلمون أن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حق. «ويتلوه "شاهد" منه» أي ملك حافظ. و"شاهدين" على أنفسهم بالكفر كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك. وصلاة "الشاهد" المغرب، لاستواء المسافر والمقيم فيها. ط: و"الشهيد" في سبيل الله، هو كشعري شعري، فلا يكون من حمل الشيء على نفسه بإعتبار العطف. وح: "شهدت" الدار - مر في رومة من ر.
شهد: شهد على فلان لا تعنى فقط شهد ضده بل تعنى أيضاً شهد له (دي سلان ترجمة ابن خلكان 1: 73 رقم 26). شهد: نطق بالشهادة أي أشهد أن لا إلّه إلا الله الخ (عباد 1: 319، 2: 365 رقم 230).
شاهد. شاهَد الحوائج: غسل الحوائج وتشهَّد عليها أي نطق بالشهادتين عندما صب الماء على الملابس التي غسلها. (لين عادات 1: 450).
أشهد. اشهد على فلان: جعله يشهد ضده. وكذلك جعله يشهد له (ابن خلكان 1: 36).
أشهد لفلان ب: منحه شيئاً أو أرضاً بحضور شهود (معجم بدرون، دي يونج).
أشهد: تستعمل بمعنى شهد (ملّر نصوص من ابن الخطيب 1863، 2: 8، فهرس المخطوطات الشرقية في مكتبة ليدن 1: 154، ألف ليلة 1: 174 وأقرأ فيها وأشهد. وقد كرر ذكر هذا الفعل في كتاب العقود. ففيه (ص2): أشهد على نفسه فلان. وأشهد لدينا فلان. وقولهم أشهد على نفسه في كل هذه العبارات لا يعني غير شَهِد فقط.
ومُشْهِد: شاهد (دي ساسي دَيب 9: 471) وأشهد فلان: شِهد أمام شخص ففي كتاب العقود (ص2): أشهدني فلان بن فلان وهو بحال الصحة الخ. والمصدر منه إشهاد (أماري ديب ص96، 97، 109، 179).
تشاهد: صار شاهداً: وتشاهد: شهد كل واحد منهما الآخر. ففي فالتون (ص: 9): القلوب تتشاهد.
تشاهد: شهد ضده. شهد عليه، وترى مثالا له في مادة شَنّع.
تشاهد: تشهَّد، قال: أشهد أن لا إلّه إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
(أبو الفداء تاريخ 1: 148). وفي العمراني (ص66): قلت لجعفر أمرت بقطع رأسك فتشاهد وقال أمهلْني أصلّي ركعتين فإذا سجدت السجود الأخير فشأنك وما تريده.
استشهد ب: استشهد ب تمثل ب (أبو الوليد ص122، 320).
استشهد ب: قدّم دليلاً على كفاءته وغيرها (كرناس ص44).
استشهد في: سند حقه (أماري ديب ص76) استشهد: طلب أن يشهد له شخص.
ويتعدى هذا الفعل بنفسه فيقال: استشهد فلانا. غير إنه يعدّه بالباء فيقال استشهد بفلان (المقدمة 1: 391). وفي الحلل (ص41 ق): واستشهد بالفقهاء فاجمعوا على حرقه (أي على حرق هذا الكتاب).
صورة استشهاده: الصورة التي يستعملها الإنسان في التوقيع على الفتوى. (المقري 1: 578) استشهد: واستُشْهِد فلان على المجهول قتل في سبيل الله. والعامة تقول استشهدَ على المعلوم (محيط المحيط).
شَهْدَة: ورم خبيث في جلد الرأس، وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه يشبه الشهدة وهي قرص العسل (الجريدة الآسيوية 1853، 1: 341). وتستعمل هذه الكلمة بنفس هذا المعنى في: القُرُوح الشَهْديُّة (ابن البيطار 1: 154، 300، 2: 119).
شِهاد: شهيد (الكالا).
شُهُود. شُهود المُفصَّل في المُجْمَل: هو رؤية الكثرة في الذات الاحديّة. وعكسه شهود المجمل في المفصَّل (محيط المحيط).
شَهِيد: عند المولدين من يختار القتل على ترك دينه فيقتل ولا يتركه (محيط المحيط) شَهَادة. الشهادتان: هي لا إلّه إلا الله ومحمد رسول الله (الماوري ص94).
شَهادَة: وظيفة الشاهد (انظر شاهِد): أي مراقب المالية. ففي كتاب الخطيب (ص33 ق): فقال استعمالا في الشهادات المخزنية شَهادة. في معجم الكالا هي شِهادة بكسر السين.
شاهِد: جاسوس (تاريخ البربر 1: 134).
شاهِد: موظف في ديوان المالية والكمارك، مفتش، مدير (المقري 1: 134، تاريخ البربر 2: 432) شاهِد: رئيس، شيخ، سيّد، ويقال: شاهد العشيرة بمعنى شيخ العشيرة وسيّدها، ويقال أيضاً شهود العسكر (معجم البلاذري).
شاهِد وجمعه شَواهد: ضمان، تأمين، حجّة، برهان، دليل (بوشر).
شاهِد: إشارة، علامة (تاريخ البربر 1: 563، وانظر 1: 598).
شاهِد: دليل الكفاءة (تاريخ البربر 1: 532). شاهِد: المولدون يسمون الإصبع التي تلي الإبهام بالشاهد لنصبها عند الإشهاد كما تسمى بالسبَّابة لنصبها عند السبّ (محيط المحيط).
شاهِد: حديث رُوِيَ عن الصحابة، يتفق بالمعنى أو باللفظ مع حديث رواه صحابي آخر (دي سلان المقدمة 2: 484).
الشاهِد: عند الصوفية هو التجلّي، أو عبارة عما كان حاضراً في قلب الإنسان وغلب عليه ذكره، فان كان الغالب عليه العلم فهو شاهد العلم، وإن كان الوجد فهو شاهد الوجد، وان كان الحق فهو شاهد الحق (محيط المحيط) وانظر المقري (1: 574).
شاهِد: علامة، شارة، آية، أثر. وكل ما يتخذ دليلا لمعرفة شيء (بوشر).
شاهِد: مسلة أو عمود من الحجر ينصب عموديا على القبر. (لين عادات 2: 386) وفيه شواهد الحجران المستقيمان المربعان أو المدور الرأس يوضع أحدهما عموديا عند رأس الميت والآخر عند رجله (بروسلاو: مذكرات عن قبور أمراء بني زيان ص19).
شاهِد: قطعة من الخشب توضع عموديا في رأس التابوت حيث يكون راس الميت (لين عادات 2: 328).
الشواهد: عند أهل الرمل أربعة أشكال في الزائجة تسمى بالزوائد (محيط المحيط).
حرف الشاهد: اسم الموصول (الكالا).
شاهدة: حجر مستطيل ينصب على القبر (محيط المحيط).
إشهاد: في الجنايات أن يقال لصاحب الدار إن حائطك هذا مائل فاهدمه أو مخوف فأصلحه (محيط المحيط).
مَشْهَد: حفلة، محفل، ففي تاريخ البربر (1: 413): أيام مشاهد الأعياد، ونحن نقول الآن أيام الأعياد.
مَشْهَد: حضور (فوك).
مَشْهَد: شهادة (فوك).
مَشْهَد: منظر، شيء أو مجموعة أشياء تستلفت النظر (ابن جبير) (= منظر ص9).
مَشْهَد: معركة: قتال (فالتون 1: 19 رقم 10، البلاذري ص450، تاريخ البربر 2: 79).
مَشْهَد: بمعنى معركة أو بمعنى آخر لا أعرفه ففي أخبار (ص135): وكان واسع العلم في الحديث، حُكِي عنه إنه تمادي مع بعض جلسائه في حديث من بعض المشاهد فلما تلاحيا فيه قال اسمَعْ كتب المشاهد حفظاً فقرأها ظاهراً.
مَشْهَد: صرح أو عمارة تضم قبر ولي من الأولياء (البكري ص168) وفي تاريخ تونس (ص142): وله غير ذلك من المآثر والمحاسن والاعتناء بمقامات الصالحين وتجديد مشاهدهم.
وكان يدرس فيه الفقه وعلم الكلام والنحو كما يدرس اليوم في الزاوية. انظر البكري (ص187) مع تعليقة دي سلان في الترجمة (ص130) ومن هذا أطلق على موضع الحج (بوشر) وموضع مقدس (ابن جبير ص275، 330) وضريح، قبر فخم (ابن جبير ص198، (= تُربْة) (لين 2، 217، 218، 227) وفيها: مشهد حفيل البنيان داخله قبر متسع السنام (ص228). وأرى أن هذه الكلمة تدل على نفس المعنى عند العياشي (ص122، 143) على الرغم من أن بربروجر يقول إنها تدل على معنى آخر (انظر ما يلي).
مَشْهد: بمعنى شاهد وشاهدة. (انظر شاهدة): وهو حجر مستطيل ينصب على القبر (الكالا) (بربروجر في تعليقة له على العايشي) حيث هذه الكلمة تدل فيما أرى على المعنى السابق وهو عمود من الحجارة يوضع عند رأس الميت ورجليه، وقد أطلق عليه هذا الاسم لأن كلمة الشهادة قد حفرت على أحدهما.
مَشْهَد: حجر يوضع في الماء قرب القنطرة ففي تاريخ تونس (ص92): وقد بنى هذا الباي القناطر وجعل حولها مشاهد ضخمة.
مَشْهَد: الخادم المقدم عند شيخ البلد (صفة مصر 11: 485).
مَشْهَدَة: جيش، عسكر (كرتاس ص97).
مُشَهَّد: عجينة رقيقة الطبقات مغمورة بالسمن (دوماس حياة العرب ص253).
مُشَهَّدَة: في المغرب الحلوى التي تسمى في المشرق قطائف (انظر: قطائف) (معجم المنصوري في مادة قطائف) وانظر المادة السابقة.
المشاهدة: عند أهل السلوك (الصوفية) رؤية الحق ببصر القلب من غير شبهة كأنه رآه بالعين (محيط المحيط) وقد اعتمد دي سلان على التعريف الذي ذكره ابن العربي والذي نقله مؤلف التعريفات (انظر طبعة فلوجل لهذا الكتاب ص229، 291) فهو يقول إن هذه الكلمة عند الصوفية تعنى تأمل الموجودات مع الاعتراف بالوحدة، وهذا يعنى فيما يظهر: أن ترى الموجودات في الله كما ترى الله في الموجودات. انظر نص الكلام في (3: 70، 177) وفي كلستان سعدى (ص58 طبعة سيميليه: مشاهدة الأبرار بين التجلّي والاستتار).
المشاهدات: هي المحسوسات التي تدركها الحواس (التعريفات ص229، محيط المحيط).
شهـد
شهِدَ1 يَشهَد، شُهودًا، فهو شاهِد، والمفعول مَشْهود
• شهِد المجلسَ: حضَره، كان مُتواجِدًا فيه "شهِد الحربَ/ المباراةَ".
• شهِد حادثةً: رآها وعاينها "شهِد موقعَ الجريمة- {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ} - {عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} " ° شهِد الجمعةَ: أدركها. 

شهِدَ2/ شهِدَ بـ/ شهِدَ على/ شهِدَ لـ يَشهَد، شهادةً، فهو شاهد، والمفعول مَشْهود به
• شهِد الرَّجُلُ:
1 - حكم " {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ} ".
2 - علم "شهِدَ اللهُ لم يغب عن جفوني ... شخصُه ساعةً ولم يخلُ حِسِّي- {لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} ".
• شهِد أن لا إله إلاّ الله: أقرَّ واعترف بوحدانيّة الله تعالى " {قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} - {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} ".
• شهِد بما رآه/ شهِد على ما رآه: أدّى ما عنده من الشهادة، أخبر به خبرًا قاطعًا "شهِد بإخلاص صديقه- شهِد على المتَّهم- {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ} - {وَلاَ تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ} " ° شهِد بالزُّور: افترى الكذبَ.
• شهِد العرقُ على الجُهد المَبذول: دلّ عليه دلالةً قاطعة "شهد الخرابُ على هوْلِ الحريق"? يشهد على ذلك ما ورد: يثبته ويؤكِّده.
• شهِد للمظلوم: أدّى بشهادته لصالحه. 

أشهدَ يُشهِد، إشهادًا، فهو مُشهِد، والمفعول مُشهَد
• أشهد صديقَه على صدق أقواله: جعله يشهد بذلك "أشهد الحاضرين على موقِفه- {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} - {وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} ". 

استشهدَ/ استشهدَ على/ استشهدَ في يستشهد، استِشهادًا، فهو مُستشهِد، والمفعول مُستشهَد (للمتعدِّي)

• استشهد الشَّخصُ: تعرَّض للقتل في سبيل الله؛ طلب الشَّهادة "استشهد عددٌ من جنودنا في ساحة الشَّرف".
• استشهد الطَّالبُ زميلَه: طلب منه أن يشهد " {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} ".
• استشهد على رأيه بكذا: دلَّل عليه، أكّده، جاء بشاهد عليه "استشهد النَّحويّ على القاعدة ببيتٍ من الشِّعر" ° استشهد بالشِّعر: احتجّ بأصل ما ورد فيه من ألفاظ- استشهد بمَثَل: ضرَبه- استشهد بنصّ: ذكره.
• استشهد في سبيل الله: مات شهيدًا. 

اسْتُشهِدَ يُستشهَد، استشهادًا، والمفعول مُستشهَد
• استُشهِد الرَّجلُ: قُتِل شهيدًا في سبيل الله أو الوطن "من اُسْتشهِد فله الجنّة". 

تشاهدَ يَتَشَاهَد، تَشَاهُدًا، فهو مُتَشَاهِد
• تشاهد الرَّجلُ: تَشَهَّد، نَطَقَ بالشهادتين "تشاهد الفدائي ثم اندفع بين صفوف العدو مقاتلاً حتى قُتِل". 

تشهَّدَ يتشهَّد، تشهُّدًا، فهو مُتشهِّد
• تشهَّد الرَّجُلُ: نطق بالشهادتين ° تشهّد المُسلمُ: طلب الشهادة في سبيل الله.
• تشهَّد المصلِّي: قرأ التشهُّد في الصلاة (التحيّات لله .. ). 

شاهدَ يشاهد، مُشاهدةً، فهو مُشاهِد، والمفعول مُشاهَد
• شاهدَ الشَّيءَ: رآه وعايَنه "شاهَد المسلسلَ/ المباراةَ- شاهَد دون أن يتدخّل: نظر من بعيد- من يشاهد كثيرًا يحفظ كثيرًا". 

استشهاديَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى استشهاد.
• العمليَّة الاستشهاديَّة: عمليّة فدائيّة يقوم بها أحد الفدائيِّين المتطوِّعين، حيث يلغِّم جسمه بالمتفجِّرات ثم يُلقي بنفسه وسط تجمّع كبير للأعداء فينفجر فيهم ويموت شهيدًا "حاول العدو وقف العمليّات الاستشهاديّة للفدائيين بدون جدوى- أسفرت العمليّة الاستشهاديّة عن مقتل عشرين جنديًّا للعدو". 

تشهُّد [مفرد]: مصدر تشهَّدَ.
• التَّشهُّد: التَّحيّات في الصّلاة، أي: التَّحيّات لله والصَّلوات والطيِّبات ...
• التَّشهُّدان: التَّشهُّد الأوّل والتَّشهُّد الثَّاني في الصَّلاة التي تزيد على ركعتين. 

شاهد2 [مفرد]: ج شواهِدُ، مؤ شاهدة، ج مؤ شواهِدُ:
1 - دليل، برهان "ما شاهدك على ما تقول" ° شاهد نحويّ: دليل من كلام العربيّ الفصيح، يُساق لإثبات قاعدة نحويّة.
2 - علامة توضع على القبر. 

شاهِد1 [مفرد]: ج شاهدون وأشهاد وشُهداءُ وشُهَّد وشُهُود، مؤ شاهدة: اسم فاعل من شهِدَ1 وشهِدَ2/ شهِدَ بـ/ شهِدَ على/ شهِدَ لـ ° شاهد سماعيّ: الشَّاهِد الذي سمِع بأُذُنَيْه ما يَرْوي أو يُدْلي به في محكمة- شاهد عِيان: شاهد يشهد بشيء رآه- على رءوس الأشهاد: على مرأى من الجميع، علانية جهارًا.
• صلاة الشَّاهد: صلاة المغرب، أو صلاة الفجر؛ لأنّهما لا تقصر فيهما الصلاة فيصلِّيهما الغائبُ مثل الشاهد. 

شَهادة [مفرد]:
1 - مصدر شهِدَ2/ شهِدَ بـ/ شهِدَ على/ شهِدَ لـ.
2 - قول الشَّاهد أمام جهة قضائيَّة "أصرَّ فلان على شهادته" ° جرَّح الشَّهادة/ جرَح الشَّهادة: أسقطها، ردّها؛ طعن في صحتها- ذو الشّهادتين: خزيمة بن ثابت الأنصاريّ- زوَّر الشَّهادَة: أبطلها- شهادة دامغة: لا تُردُّ ولا يمكن دحضُها.
3 - موت في سبيل الله "رُزق الشّهادة- مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ [حديث] ".
4 - وثيقة تثبت شيئًا ما "شهادة جامعيّة/ تطعيم/ ميلاد- شهادة احترام وتقدير- شهادة حُسْن سير وسلوك: إفادة خطيَّة، تثبت حسن سلوك حاملها- شهادة صحيّة: وثيقة تثبت خُلُوّ صاحبها من الأمراض".
• الشَّهادة البيِّنة: (قن) أقوال الشُّهود أمام جهة قضائيَّة.
• عالَم الشَّهادة: العالم الظاهر أو مجموع ما يُدرك، عكسه عالَم الغيب.
• شهادة إيداع: (قص) وثيقة نقديّة تصدر من قِبَل
 البنوك والمؤسَّسات الماليّة، عند استحقاقها يتمّ دفع قيمتها الأساسيّة وفوائدها.
• الشَّهادتان: شهادة أنَّ لا إله إلاّ الله وشهادة أنَّ محمَّدًا رسول الله. 

شَهْد/ شُهْد [جمع]: جج شِهاد، مف شَهْدة وشُهْدَة:
1 - عسل النحل ما دام لم يعصر من شمعه "لا يُصْنع الشَّهد من العلقم".
2 - (نت) نوع من الشمّام مستدير. 

شُهود [مفرد]: مصدر شهِدَ1. 

شهيد1 [مفرد]: ج شُهداءُ: مَنْ قُتل في سبيل الله أو العقيدة الصحيحة "هو من الشُّهداء الأبرار- مجد الأمم لا يُبنى إلاّ على رُءوس الشُّهداء- يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلاَثَةٌ؛ الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْعُلَمَاءُ ثُمَّ الشُّهَدَاءُ [حديث]- {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} ". 

شهيد2 [مفرد]: ج أشهاد وشُهُد وشُهداءُ، مؤ شهيدة، ج مؤ شهيدات وشهداءُ: مَنْ يؤدِّي الشّهادة " {وَلاَ يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ} " ° كلَّمته على رُءوس الأشهاد: أمام الحاضرين جميعهم.
• الشَّهيد: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الحاضِر المُشاهِد، والمُطّلِعُ على ما لا يعلمه المخلوقون إلاّ بالمشاهدة والحضور، المُبيِّنُ بالدَّلائل والشّواهد لعدلِه وتوحيده وصفات جلاله، المشهودُ له بالوحدانيَّة والعبوديَّة.
• الشَّهيدان: الشَّاهدان. 

مُشاهدات [جمع]: مف مُشاهَدَة
• المُشاهدَات: المحسوسات، المُدْركات بالحواسّ. 

مَشْهَد [مفرد]: ج مَشاهِدُ:
1 - مصدر ميميّ من شهِدَ1.
2 - اسم مكان من شهِدَ: منظر، مَرْأَى؛ مكان المشاهدة.
3 - ضريح أحد الأولياء.
4 - ما يُشاهد، ما يقع تحت النَّظر "مَشْهد رهيب/ طبيعيّ- {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ} ".
5 - (فن) قطعة مستمرَّة من الحركة تقع في منظر واحد من مسرحيّة أو أغنية مصوَّرة أو فلم سينمائيّ "مَشْهد غنائيّ/ رائِع". 

مشهود [مفرد]: اسم مفعول من شهِدَ1 وشهِدَ2/ شهِدَ بـ/ شهِدَ على/ شهِدَ لـ.
• يوم مشهود: يوم يجتمع فيه النَّاس لأمر ذي شأن، يستحقُّ الذِّكر ولا يُنسى.
• اليوم المشهود: يوم القيامة، أو يوم الجمعة. 

شهد: من أَسماء الله عز وجل: الشهيد. قال أَبو إِسحق: الشهيد من أَسماء

الله الأَمين في شهادته. قال: وقيل الشهيدُ الذي لا يَغيب عن عِلْمه شيء.

والشهيد: الحاضر. وفَعِيلٌ من أَبنية المبالغة في فاعل فإِذا اعتبر

العِلم مطلقاً، فهو العليم، وإِذا أُضيف في الأُمور الباطنة، فهو الخبير،

وإِذا أُضيف إِلى الأُمور الظاهرة، فهو الشهيد، وقد يعتبر مع هذا أَن

يَشْهَدَ على الخلق يوم القيامة. ابن سيده: الشاهد العالم الذي يُبَيِّنُ ما

عَلِمَهُ، شَهِدَ شهادة؛ ومنه قوله تعالى: شهادَةُ بينِكم إِذا حضر أَحدَكم

الموتُ حين الوصية اثنان؛ أَي الشهادةُ بينكم شهادَةُ اثنين فحذف المضاف

وأَقام المضاف إِليه مقامه. وقال الفراء: إِن شئت رفعت اثنين بحين

الوصية أَي ليشهد منكم اثنان ذوا عدل أَو آخران من غير دينكم من اليهود

والنصارى، هذا للسفر والضرورة إِذ لا تجوز شهادة كافر على مسلم إِلا في هذا.

ورجل شاهِدٌ، وكذلك الأُنثى لأَنَّ أَعْرَفَ ذلك إِنما هو في المذكر،

والجمع أَشْهاد وشُهود، وشَهيدٌ والجمع شُهَداء. والشَّهْدُ: اسم للجمع عند

سيبويه، وقال الأَخفش: هو جمع. وأَشْهَدْتُهُم عليه. واسْتَشْهَدَه: سأَله

الشهادة. وفي التنزيل: واستشهدوا شَهِيدين.

والشَّهادَة خَبرٌ قاطعٌ تقولُ منه: شَهِدَ الرجلُ على كذا، وربما قالوا

شَهْدَ الرجلُ، بسكون الهاء للتخفيف؛ عن الأخفش. وقولهم: اشْهَدْ بكذا

أَي احْلِف. والتَّشَهُّد في الصلاة: معروف؛ ابن سيده: والتَّشَهُّد

قراءَة التحياتُ للهِ واشتقاقه من «أَشهد أَن لا إِله إِلا الله وأَشهد أَن

محمداً عبده ورسوله» وهو تَفَعُّلٌ من الشهادة. وفي حديث ابن مسعود: كان

يُعَلِّمُنا التَّشَهُّدَ كما يعلمنا السورة من القرآن؛ يريد تشهد الصلاة

التحياتُ. وقال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن أَشهد أَن لا إِله

إِلا الله: أَعْلَمُ أَن لا إِله إِلا الله وأُبَيِّنُ أَن لا إِله إِلا

الله. قال: وقوله أَشهد أَن محمداً رسول الله أَعلم وأُبيِّن أَنَّ محمداً

رسول الله. وقوله عز وجل: شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو؛ قال أَبو

عبيدة: معنى شَهِدَ الله قضى الله أَنه لا إِله إِلا هو، وحقيقته عَلِمَ اللهُ

وبَيَّنَ اللهُ لأَن الشاهد هو العالم الذي يبين ما علمه، فالله قد دل

على توحيده بجميع ما خَلَق، فبيَّن أَنه لا يقدر أَحد أَن يُنْشِئَ شيئاً

واحداً مما أَنشأَ، وشَهِدَتِ الملائكةُ لِما عاينت من عظيم قدرته،

وشَهِدَ أُولو العلم بما ثبت عندهم وتَبَيَّنَ من خلقه الذي لا يقدر عليه

غيره. وقال أَبو العباس: شهد الله، بيَّن الله وأَظهر. وشَهِدَ الشاهِدُ عند

الحاكم أَي بين ما يعلمه وأَظهره، يدل على ذلك قوله: شاهدين على أَنفسهم

بالكفر؛ وذلك أَنهم يؤمنون بأَنبياءٍ شعَروا بمحمد وحَثُّوا على اتباعه،

ثم خالَفوهم فَكَذَّبُوه، فبينوا بذلك الكفر على أَنفسهم وإِن لم يقولوا

نحن كفار؛ وقيل: معنى قوله شاهدين على أَنفسهم بالكفر معناه: أَن كل

فِرْقة تُنسب إِلى دين اليهود والنصارى والمجوس سوى مشركي العرب فإِنهم

كانوا لا يمتنعون من هذا الاسم، فَقَبُولهم إِياه شَهادَتهم على أَنفسهم

بالشرك، وكانوا يقولون في تلبيتهم: لبَّيْكَ لا شَريكَ لك إِلاَّ شريكٌ هو

لكَ تَمْلِكُه وما ملك. وسأَل المنذريّ أَحمدَ بن يحيى عن قول الله عز وجل:

شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو، فقال: كُلُّ ما كان شهد الله فإِنه

بمعنى علم الله. قال وقال ابن الأَعرابي: معناه قال الله، ويكون معناه علم

الله، ويكون معناه كتب الله؛ وقال ابن الأَنباري: معناه بيَّن الله أَن لا

إِله إِلا هو.

وشَهِدَ فلان على فلان بحق، فهو شاهد وشهيد. واسْتُشِهْدَ فلان، فهو

شَهِيدٌ. والمُشاهَدَةُ: المعاينة. وشَهِدَه شُهوداً أَي حَضَره، فهو شاهدٌ.

وقَوْم شُهُود أَي حُضور، وهو في الأَصل مصدر، وشُهَّدٌ أَيضاً مثل

راكِع ورُكّع. وشَهِدَ له بكذا شَهادةً أَي أَدّى ما عنده من الشَّهادة، فهو

شاهِد، والجمع شَهْدٌ مثل صاحِب وصَحْب وسافر وسَفْرٍ، وبعضهم يُنْكره،

وجمع الشَّهْدِ شُهود وأَشْهاد. والشَّهِيدُ: الشَّاهِدُ، والجمع

الشُّهَداء. وأَشْهَدْتُه على كذا فَشَهِدَ عليه أَي صار شاهداً عليه.

وأَشْهَدْتُ الرجل على إِقرار الغريم واسْتَشْهَدتُه بمعنًى؛ ومنه قوله تعالى:

واسْتَشْهِدُوا شَهيدَيْن من رجالكم؛ أَي أَشْهِدُوا شاهِدَيْن. يقال للشاهد:

شَهيد ويُجمع شُهَداءَ. وأَشْهَدَني إِمْلاكَه: أَحْضَرني.

واسْتَشْهَدْتُ فلاناً على فلان إِذا سأَلته اقامة شهادة احتملها. وفي الحديث: خَيْرُ

الشُّهَداءِ الذي يأْتي بِشهَادَتِه قبل إنْ يُسْأَلَها؛ قال ابن

الأَثير: هو الذي لا يعلم صاحبُ الحق أَنَّ له معه شَهادةً؛ وقيل: هي في

الأَمانة والوَديعَة وما لا يَعْلَمُه غيره؛ وقيل: هو مثَلٌ في سُرْعَةِ إِجابة

الشاهد إِذا اسْتُشْهِدَ أَن لا يُؤَخِّرَها ويَمْنَعَها؛ وأَصل

الشهادة: الإِخْبار بما شاهَدَه. ومنه: يأْتي قوم يَشْهَدون ولا يُسْتَشْهَدون،

هذا عامّ في الذي يُؤدّي الشهادَةَ قبل أَن يَطْلُبها صاحبُ الحق منه

ولا تُقبل شهادَتُه ولا يُعْمَلُ بها، والذي قبله خاص؛ وقيل: معناه هم

الذين يَشْهَدون بالباطل الذي لم يَحْمِلُوا الشهادَةَ عليه ولا كانت عندهم.

وفي الحديث: اللّعَّانون لا يكونون شهداء أَي لا تُسْمَعُ شهادتهم؛ وقيل:

لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأُمم الخالية. وفي حديث اللقطة:

فَلْيُشْهِدْ ذا عَدْل؛ الأَمْرُ بالشهادة أَمْرُ تأْديب وإِرْشادٍ لما

يُخافُ من تسويلِ النفس وانْبِعاثِ الرَّغْبة فيها، فــيدعوه إِلى الخِيانة بعد

الأَمانة، وربما نزله به حادِثُ الموت فادّعاها ورثَتُه وجعلوها قي جمل

تَرِكَتِه. وفي الحديث: شاهداك أَو يَمِينُه؛ ارتفع شاهداك بفعل مضمر

معناه ما قال شاهِداكَ؛ وحكى اللّحياني: إِنَّ الشَّهادةَ ليَشْهَدونَ بكذا

أَي أَهلَ الشَّهادَة، كما يقال: إِن المجلس لَيَشْهَدُ بكذا أَي أَهلَ

المجلس. ابن بُزرُج: شَهِدْتُ على شَهادَة سَوْءٍ؛ يريد شُهَداءَ سوء.

وكُلاَّ تكون الشَّهادَة كَلاماً يُؤَذَّى وقوماً يَشْهَدُون. والشاهِدُ

والشَّهيد: الحاضر، والجمع شُهَداء وشُهَّدٌ وأَشْهادٌ وشُهودٌ؛ وأَنشد

ثعلب:كأَني، وإِن كانَتْ شُهوداً عَشِيرَتي،

إِذا غِبْتَ عَنّى يا عُثَيْمُ، غَريبُ

أَي إِذا غِبْتَ عني فإِني لا أُكلِّم عشيرتي ولا آنَسُ بهم حجتى كأَني

غريب. الليث: لغة تميمِ شهيد، بكسر الشين، يكسرون فِعِيلاً في كل شيء كان

ثانيه أَحد حروف الحلق، وكذلك سُفْلى مُصغر يقولون فِعِيلاً، قال: ولغة

شَنْعاءُ يكسرون كل فِعِيل، والنصب اللغة العالية.

وشَهدَ الأَمَر والمِصْرَ شَهادَةً، فهو شاهدٌ، من قوْم شُهَّد، حكاه

سيبويه. وقوله تعالى: وذلك يومٌ مَشْهودٌ، أَي محضور يَحضُره أَهل السماءِ

والأَرض. ومثله: إِنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً؛ يعني صلاة الفجر

يَحْضُرها ملائكة الليل وملائكة النهار. وقوله تعالى: أَو أَلقى السمع وهو شهيد؛

أَي أَحْضَرَ سمعه وقلبُهُ شاهدٌ لذلك غَيْرُ غائب عنه. وفي حديث عليّ،

عليه السلام: وشَهِيدُكَ على أُمَّتِك يوم القيامة أَي شاهِدُك. وفي

الحديث: سيدُ الأَيام يوم الجمعة هو شاهد أَي يَشْهَدُ لمن حضر صلاتَه. وقوله:

فشهادَةُ أَحدِهم أَربع شهادات بالله؛ الشهادة معناها اليمين ههنا.

وقوله عز وجلّ: إِنا أَرسلناك شاهداً؛ أَي على أُمتك بالإِبْلاغ والرسالة،

وقيل: مُبَيِّناً. وقوله: ونزعنا من كل أُمة شهيداً؛ أَي اخْتَرْنا منها

نبيّاً، وكلُّ نبي شَهِيدُ أُمَّتِه. وقوله، عز وجل: تبغونها عِوَجاً

وأَنْتم شُهَداء؛ أي أَنتم تشهدون وتعلمون أَن نبوة محمد، صلى الله عليه وسلم،

حق لأَن الله، عز وجل، قد بينه في كتابكم. وقوله عز وجل: يوم يقوم

الأَشْهادُ؛ يعني الملائكة، والأَشهادُ: جمع شاهد مثل ناصر وأَنصار وصاحب

وأَصحاب، وقيل: إِن الأَشْهاد هم الأَنبياءُ والمؤمنون يَشْهدُون على

المكذبين بمحمد، صلى الله عليه وسلم، قال مجاهد ويَتْلُوه شاهد منه أَي حافظٌ

مَلَكٌ. وروى شمِر في حديث أَبي أَيوب الأَنصاري: أَنه ذكَرَ صلاة العصر

ثم قال: قلنا لأَبي أَيوب: ما الشَّاهِدُ؟ قال: النَّجمُ كأَنه يَشْهَدُ

في الليل أَي يحْضُرُ ويَظْهَر. وصلاةُ الشاهِدِ: صلاةُ المغرب، وهو

اسمها؛ قال شمر: هو راجع إِلى ما فسره أَبو أَيوب أَنه النجم؛ قال غيره: وتسمى

هذه الصلاةُ صلاةَ البَصَرِ لأَنه تُبْصَرُ في وقته نجوم السماء

فالبَصَرُ يُدْرِكُ رؤْيةَ النجم؛ ولذلك قيل له

(* قوله «قيل له» أي المذكور

صلاة إلخ فالتذكير صحيح وهو الموجود في الأَصل المعول عليه.) صلاةُ البصر،

وقيل في صلاةِ الشاهد: إِنها صلاةُ الفجر لأَنَّ المسافر يصليها كالشاهد

لا يَقْصُرُ منها؛ قال:

فَصَبَّحَتْ قبلَ أَذانِ الأَوَّلِ

تَيْماء، والصُّبْحُ كَسَيْفِ الصَّيْقَل،

قَبْلَ صلاةِ الشاهِدِ المُسْتَعْجل

وروي عن أَبي سعيد الضرير أَنه قال: صلاة المغرب تسمى شاهداً لاستواءِ

المقيم والمسافر فيها وأَنها لا تُقْصَر؛ قال أَبو منصور: والقَوْلُ

الأَوَّل، لأَن صلاة الفجر لا تُقْصَر أَيضاً ويستوي فيها الحاضر والمسافر ولم

تُسَمَّ شاهداً. وقوله عز وجل: فمن شَهِدَ منكم الشهر قليصمه؛ معناه من

شَهْدِ منكم المِصْرَ في الشهر لا يكون إِلا ذلك لأَن الشهر يَشْهَدُهُ

كلُّ حَيٍّ فيه؛ قال الفراء: نَصَبَ الشهر بنزع الصفة ولم ينصبه بوقوع

الفعل عليه؛ المعنى: فمن شَهِدَ منكم في الشهر أَي كان حاضراً غير غائب في

سفره. وشاهَدَ الأَمرَ والمِصر: كَشهِدَه.

وامرأَة مُشْهِدٌ: حاضرة البعل، بغير هاءٍ. وامرأَة مُغِيبَة: غاب عنها

زوجها. وهذه بالهاءِ، هكذا حفظ عن العرب لا على مذهب القياس. وفي حديث

عائشة: قالت لامرأَة عثمان بن مَظْعُون وقد تَرَكَت الخضاب والطِّيبَ:

أَمُشْهِدٌ أَم مُغِيبٌ؟ قالت: مُشْهِدٌ كَمُغِيبٍ؛ يقال: امرأَة مُشْهِدٌ

إِذا كان زوجها حاضراً عندها، ومُغِيبٌ إِذا كان زوجها غائباً عنها. ويقال

فيه: مُغِيبَة ولا يقال مُشْهِدَةٌ؛ أَرادت أَن زوجها حاضر لكنه لا

يَقْرَبُها فهو كالغائب عنها.

والشهادة والمَشْهَدُ: المَجْمَعُ من الناس. والمَشْهَد: مَحْضَرُ

الناس. ومَشاهِدُ مكة: المَواطِنُ التي يجتمعون بها، من هذا. وقوله تعالى:

وشاهدٍ ومشهودٍ؛ الشاهِدُ: النبي، صلى الله عليه وسلم، والمَشْهودُ: يومُ

القيامة. وقال الفراءُ: الشاهِدُ يومُ الجمعة، والمشهود يوم عرفةَ لأَن

الناس يَشْهَدونه ويَحْضُرونه ويجتمعون فيه. قال: ويقال أَيضاً: الشاهد يومُ

القيامة فكأَنه قال: واليَوْمِ الموعودِ والشاهد، فجعل الشاهد من صلة

الموعود يتبعه في خفضه. وفي حديث الصلاة: فإِنها مَشْهودة مكتوبة أَي

تَشْهَدُها الملائكة وتَكتُبُ أَجرها للمصلي. وفي حديث صلاة الفجر: فإِنها

مَشْهودة مَحْضورة يَحْضُرها ملائكة الليل والنهار، هذه صاعِدةٌ وهذه

نازِلَةٌ. قال ابن سيده: والشاهِدُ من الشهادة عند السلطان؛ لم يفسره كراع

بأَكثر من هذا.

والشَّهِيدُ: المقْتول في سبيل الله، والجمع شُهَداء. وفي الحديث:

أَرواحُ الشهَداءِ قي حَواصِل طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ من وَرَق

(* قوله «تعلق

من ورق إلخ» في المصباح علقت الإبل من الشجر علقاً من باب قتل وعلوقاً:

أكلت منها بأفواهها. وعلقت في الوادي من باب تعب: سرحت. وقوله، عليه

السلام: أرواح الشهداء تعلق من ورق الجنة، قيل: يروى من الأَول، وهو الوجه اذ

لو كان من الثاني لقيل تعلق في ورق ، وقيل من الثاني، قال القرطبي وهو

الأكثر.) الجنة، والإسم الشهادة. واسْتُشْهِدَ: قُتِلَ شهِيداً.

وتَشَهَّدَ: طلب الشهادة. والشَّهِيدُ: الحيُّ؛ عن النصر بن شميل في تفسير الشهيد

الذي يُسْتَشْهَدُ: الحيّ أَي هو عند ربه حيّ. ذكره أَبو داود

(* قوله

«ذكره أبو داود إلى قوله قال أبو منصور» كذا بالأصل المعول عليه ولا يخفى ما

فيه من غموض. وقوله «كأن أرواحهم» كذا به أيضاً ولعله محذوف عن لان

أرواحهم.) أَنه سأَل النضر عن الشهيد فلان شَهِيد يُقال: فلان حيّ أَي هو عند

ربه حيّ؛ قال أَبو منصور: أُراه تأَول قول الله عز وجل: ولا تحسبن الذين

قُتِلوا في سبيل الله أَمواتاً بل أَحياءٌ عند ربهم؛ كأَنَّ أَرواحهم

أُحْضِرَتْ دارَ السلام أَحياءً، وأَرواح غَيْرِهِم أُخِّرَتْ إِلى البعث؛

قال: وهذا قول حسن. وقال ابن الأَنباري: سمي الشهيد شهيداً لأَن اللهَ

وملائكته شُهودٌ له بالجنة؛ وقيل: سُمُّوا شهداء لأَنهم ممن يُسْتَشْهَدُ

يوم القيامة مع النبي، صلى الله عليه وسلم، على الأُمم الخالية. قال الله

عز وجل: لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً؛ وقال أَبو

إِسحق الزجاج: جاءَ في التفسير أَن أُمم الأَنبياء تكَذِّبُ في الآخرة من

أُرْسِلَ إِليهم فيجحدون أَنبياءَهم، هذا فيمن جَحَدَ في الدنيا منهم

أَمْرَ الرسل، فتشهَدُ أُمة محمد، صلى الله عليه وسلم، بصدق الأَنبياء وتشهد

عليهم بتكذيبهم، ويَشْهَدُ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، لهذه بصدقهم.

قال أَبو منصور: والشهادة تكون للأَفضل فالأَفضل من الأُمة، فأَفضلهم من

قُتِلَ في سبيل الله، مُيِّزوا عن الخَلْقِ بالفَضْلِ وبيَّن الله أَنهم

أَحياءٌ عند ربهم يُرْزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله؛ ثم يتلوهم في

الفضل من عدّه النبي، صلى الله عليه وسلم، شهيداً فإِنه قال: المَبْطُونُ

شَهيد، والمَطْعُون شَهِيد. قال: ومنهم أَن تَمُوتَ المرأَةُ بِجُمَع. ودل

خبر عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: أَنَّ مَنْ أَنْكَرَ مُنْكَراً وأَقام

حَقّاً ولم يَخَفْ في الله لَومَة لائم أَنه في جملة الشهداء، لقوله،

رضي الله عنه: ما لكم إِذا رأَيتم الرجل يَخْرِقُ أَعْراضَ الناس أَن لا

تَعْزِمُوا عليه؟ قالوا: نَخافُ لسانه، فقال: ذلك أَحْرَى أَن لا تكونوا

شهداء. قال الأَزهري: معناه، والله أَعلم، أَنَّكم إِذا لم تَعْزِموا

وتُقَبِّحوا على من يَقْرِضُ أَعْراضَ المسلمين مخافة لسانه، لم تكونوا في

جملة الشهداء الذين يُسْتَشهَدُون يوم القيامة على الأُمم التي كذبت

أَنبياءَها في الدنيا.

الكسائي: أُشْهِدَ الرجلُ إِذا استُشهد في سبيل الله، فهو مُشْهَدٌ،

بفتح الهاءِ؛ وأَنشد:

أَنا أَقولُ سَأَموتُ مُشْهَداً

وفي الحديث: المبْطُونُ شَهِيدٌ والغَريقُ شَهيدٌ؛ قال: الشهيدُ في

الأَصل من قُتِلَ مجاهداً في سبيل الله، ثم اتُّسِعَ فيه فأُطلق على من سماه

النبي، صلى الله عليه وسلم، من المَبْطُون والغَرِق والحَرِق وصاحب

الهَدْمِ وذات الجَنْب وغيرِهم، وسُمِّيَ شَهيداً لأَن ملائكته شُهُودٌ له

بالجنة؛ وقيل: لأَن ملائكة الرحمة تَشْهَدُه، وقيل: لقيامه بشهادَة الحق في

أَمْرِ الله حتى قُتِلَ، وقيل: لأَنه يَشْهَدُ ما أَعدّ الله له من

الكرامة بالقتل، وقيل غير ذلك، فهو فَعيل بمعنى فاعل وبمعنى مفعول على اختلاف

التأْويل.

والشَّهْدُ والشُّهْد: العَسَل ما دام لم يُعْصَرْ من شمَعِه، واحدته

شَهْدَة وشُهْدَة ويُكَسَّر على الشِّهادِ؛ قال أُمية:

إِلى رُدُحٍ، من الشِّيزى، مِلاءٍ

لُبابَ البُرِّ، يُلْبَكُ بالشِّهادِ

(* قوله «ملاء» ككتاب، وروي بدله

عليها.) أَي من لباب البر يعني الفالوذَق. وقيل: الشَّهْدُ والشُّهْدُ

والشَّهْدَة العَسَلُ ما كان.

وأَشْهَدَ الرجُل: بَلَغَ؛ عن ثعلب. وأَشْهَدَ: اشْقَرَّ واخْضَرَّ

مِئْزَرُه. وأَشْهَدَ: أَمْذَى، والمَذْيُ: عُسَيْلَةٌ. أَبو عمرو: أَشْهَدَ

الغلام إِذا أَمْذَى وأَدرَك. وأَشْهَدت الجاريةُ إِذا حاضت وأَدْركتْ؛

وأَنشد:

قامَتْ تُناجِي عامِراً فأَشْهَدا،

فَداسَها لَيْلَتَه حتى اغْتَدَى

والشَّاهِدُ: الذي يَخْرُجُ مع الولد كأَنه مُخاط؛ قال ابن سيده:

والشُّهودُ ما يخرجُ على رأْس الولد، واحِدُها شاهد؛ قال حميد بن ثور

الهلالي:فجاءَتْ بِمثْلِ السَّابِرِيِّ، تَعَجَّبوا

له، والصَّرى ما جَفَّ عنه شُهودُها

ونسبه أَبو عبيد إِلى الهُذَلي وهو تصحيف. وقيل: الشُّهودُ الأَغراس

التي تكون على رأْس الحُوار. وشُهودُ الناقة: آثار موضع مَنْتَجِها من سَلًى

أَو دَمٍ.

والشَّاهِدُ: اللسان من قولهم: لفلان شاهد حسن أَي عبارة جميلة.

والشاهد: المَلَك؛ قال الأَعشى:

فلا تَحْسَبَنِّي كافِراً لك نَعْمَةً

على شاهِدي، يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ

وقال أَبو بكر في قولهم ما لفلان رُواءٌ ولا شاهِدٌ: معناه ما له

مَنْظَرٌ ولا لسان، والرُّواءُ المَنظَر، وكذلك الرِّئْيِ. قال الله تعالى:

أَحسنُ أَثاثاً ورِئْياً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

لله دَرُّ أَبيكَ رَبّ عَمَيْدَرٍ،

حَسَن الرُّواءِ، وقلْبُه مَدْكُوكُ

قال ابن الأَعرابي: أَنشدني أَعرابي في صفة فرس:

له غائِبٌ لم يَبْتَذِلْه وشاهِدُ

قال: الشاهِدُ مِن جَرْيِهِ ما يشهد له على سَبْقِه وجَوْدَتِهِ، وقال

غيره: شاهِدُه بذله جَرْيَه وغائبه مصونُ جَرْيه.

شهد
: (الشَّهَادةُ خَبَرٌ قاطعٌ) ، كَذَا فِي اللِّسَان، والأَساس. (وَقد شَهُدَ) الرجلُ على كَذَا، (كعَلِم وكَرُم) شَهَداً وشَهادةً، (وَقد تُسَكَّنُ هاؤُهُ) للتَّخْفِيف عَن الأَخفش. قَالَ شَيخنَا: لأَن الثلاثي الحَلقيَّ العينِ الَّذِي على فَعُل بالضّمّ، أَو فعِلَ بِالْكَسْرِ، يجوز تسكينُ عينِه تَخْفِيفًا مُطلقاً، كَمَا فِي (الْكِفَايَة) الْمَالِكِيَّة (والتسهيل) وشروحِهما، وَغَيرهَا، بل جَوَّزوا فِي ذالك أَربعَ لُغاتٍ: شَهِدَ، كفَرِح، وشَهْد، بِسُكُون الهاءِ مَعَ فتح الشين، وشِهْدَ، بكسرِها أَيضاً مَعَ سُكُون الهاءِ، وشِهِدَ بكسرتين، وأَنشدوا:
إِذا غابَ عَنَّا غابَ عَنَّا رَبِيعُنا
وإِن شِهْدَ أَجْدَى خَيْرُهُ ونوافِلُهْ
(وشَهِدَه كسَمِعَه شُهُوداً) أَي (حَضَره، فَهُوَ شاهِدٌ، ج شُهودٌ) ، أَي حُضُورٌ، وَهُوَ فِي الأَصل مصدر، (وشُهَّدٌ) أَيضاً، مثل رَاكِعٍ ورُكَّعٍ.
(و) يُقَال: (شَهِدَ لزيد بِكَذَا شَهَادةً) ، أَي (أَدَّى مَا عِندَهُ من الشَّهَادةِ، فَهُوَ شاهِدٌ ج شَهْدٌ، بِالْفَتْح) ، مثل صاحِب وصَحْب، وسافِرٍ وسَفْر، وَبَعْضهمْ يُنكِره. وَهُوَ عِنْد سيبويهِ اسمٌ للجَمْع، وَقَالَ الأَخفشُ هُوَ جَمعٌ، و (جج) ، أَي جمع الجمْع: (شُهُودٌ) ، بالضمّ (أَشْهَادٌ) ، وَيُقَال إِن فَعْلاً بالفَتْح لَا يُجمَع على أَفعال إِلّا فِي الأَلفاظ الثَّلَاثَة الْمَعْلُومَة لَا رابعَ لَهَا، نَقله شيخُنَا.
(واستَشْهَدَهُ: سأَله الشَّهَادةَ) ، وَمِنْه لَا أَسْتَشْهِدُه كاذِباً. وَفِي الْقُرْآن: {وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ} (الْبَقَرَة: 282) واستشهدتُ فُلاناً على فلانٍ: سأَلْته إِقامَةَ شَهادةٍ احتَمَلها. وأَشهَدّت الرجُلَ على إِقرارِ الغَرِيمِ، واستَشهَدْته، بِمَعْنى واحدٍ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مّن رّجَالِكُمْ} (الْبَقَرَة: 282) أَي أَشْهِدُوا شاهِدَيْنِ.
(والشَّهِيدُ وتُكْسَرُ شِينُه) قالَ اللّيْث: وَهِي لُغَة بني تَمِيم، وَكَذَا كُلّ فَعِيلٍ حَلْقِيِّ العَيْنِ، سواءٌ كَانَ وَصفا كهاذا، وإسماً جَامِدا كرغِيف وبعِير. قَالَ الهَمْدانيُّ فِي (إِعراب الْقُرْآن) : أَهلُ الْحجاز وَبَنُو أَسَدٍ يَقُولُونَ: رَحِيم ورَغيف وبَعير، بِفَتْح أَوائِلِهِنَّ. وقَيس، ورَبِيعَة، وتَمِيم، يَقُولُونَ: رِحِيم ورِغِيف وبِعِير، بِكَسْر أَوائلهنّ. وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ فِي (الرَّوْض) : الْكسر لغةُ تَمِيمٍ فِي كلِّ فَعِيلٍ عَيْنُ فِعْله همزةٌ أَو غيرُهَا من حُرُوف الحَلْق، فيكسرون أَوّله، كرِحِيم وشِهِيد. وَفِي (شرح الدُّرَيْدِيَّة) لِابْنِ خالويه: كل اسمٍ على فَعِيل ثَانِيه حرْفُ حَلْقٍ يجوز فِيهِ إِتباعُ الفاءِ العَيْنَ، كبِعِير وشِعِير ورِغِيف ورِحِيم. وَحكى الشيخُ النّووِيُّ فِي (ترحيره) عَن اللَّيْث: أَنَّ قوْماً من الْعَرَب يَقُولُونَ ذالك وإِن لم يكن عينُه حَرْفَ حلْق، ككِبِير وكِرِيم وجِلِيل ونحْوِه. قلت: وهم بَنُو تَمِيم. كَمَا تقدَّم. (الشَّاهِدُ) وَهُوَ العالِم الّذي يُبيِّنُ مَا عَلِمَه. قَالَه ابْن سَيّده.
(و) الشَّهِيدُ، فِي أَسماءِ الله تَعَالَى: (الأَمينُ فِي شَهادَةٍ) ، وَنَصّ التكملة: فِي شهادَتِه. قَالَه أَبو إِسحاق (و) قَالَ أَيضاً: وَقيل: الشَّهِيد، فِي أَسمائِهِ تَعَالَى: (الَّذِي لَا يَغِيبُ عَن عِلْمه شَيْءٌ) والشَّهِيدُ: الحاضِرُ. وفَعِيلٌ من أَبْنِيَةِ المبالغةِ فِي فاعِل، إِذا اعتُبِر العِلمُ مطْلَقاً فَهُوَ العَلِيمُ، وإِذا أُضِيفَ إِلى الأُمُورِ الباطِنَةِ فَهُوَ الخَبِيرُ، وإِذا أُضِيفَ إِلى الأُمورِ الظاهِرَةِ فَهُوَ الشَّهِيدُ. وَقد يُعْتَبَرُ مَعَ هاذا أَن يَشْهَدَ على الخَلْقِ يومَ القيامَة.
(و) الشَّهِيد، فِي الشَّرْعِ؛ (القَتِيل فِي سَبِيلِ اللهِ) واختُلِف فِي سَبَب تَسميته فَقيل: (لأَنَّ ملائِكَةَ الرَّحْمَةِ تَشْهَدُهُ) ، أَي تَحْضُر غُسْلَه أَو نَقْلَ رُوحِهِ إِلى الجَنَّة، (أَو لأَنَّ اللهَ وملائِكَتَه شُهودٌ لَهب الجَنَّةِ) ، كَمَا قَالَه ابْن الأَنباريّ. (أَو لأَنّهُ مِمَّن يُسْتَشْهَدُ يومَ القِيَامَةِ) مَعَ النّبيِّ، صلَّى الله علياه وسلّم (على الأُمَمِ الخالِيَةِ) الَّتِي كَذَّبت أَنبياءَها فِي الدُّنيا. قَالَ الله عزَّ وجلَّ: {لّتَكُونُواْ شُهَدَآء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (الْبَقَرَة: 143) وَقَالَ أَبو إِسحاق الزَّجَّاج: جاءَ فِي التَّفْسِير أَنَّ أُمَمَ الأَنبياءِ تُكَذِّبُ فِي الآخرةِ مَن أُرسِلَ إِليهم فيَجْحَدُون أَنبياءَهُم، هاذا فِيمَن جَحَدَ فِي الدُّنْيا مِنْهُم أَمْرَ الرُّسلِ، فتَشْهَدُ أُمَّةُ محمّدٍ صلَّى الله عليْه وسلّم بصِدْق الأَنبياءِ، وتَشْهَدُ عَلَيْهِم بتَكْذِيبِهم، ويَشهَدُ النَّبيُّ، صلَّى الله عليْه سلّم، لهاذه الأُمَّةِ بصِدْقِهِم. قَالَ أَبو مَنْصُور: والشَّهادةُ تكون للأَفضلِ فالأَفضلِ من الأُمّة، فأَفْضَلُهم مَن قُتِلَ فِي سبيلِ اللهُ، مُيِّزُوا عَن الخَلْق بالفَضْل، وبيَّن الله أَنَّهُم: {أَحْيَاء عِندَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ} فَرِحِينَ بِمَآ ءاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ (آل عمرَان: 169، 170) ثمَّ يتْلُوهُم فِي الفَضْلِ مَن عَدَّه النَّبيُّ صلَّى الله عليْه وسلّم شَهِيداً، فإِنه قَالَ: (المَبْطُونُ شَهِيدٌ، والمَطْعُون شَهِيد) قَالَ: وَمِنْهُم أَن تموتَ المَرْأَةُ بِجُمْعٍ. وَقَالَ ابْن الأُثير: الشَّهِيد فِي الأَصل: من قُتِلَ مُجَاهِداً فِي سَبِيلِ اللهِ، ثمّ اتُّسِعَ فِيهِ فأُطْلِقَ على مَن سَمَّاه النَّبيُّ، صلَّى الله عليْه وسلّم، مِن المَبْطُون والغَرِقِ والحَرِقِ وصاحِب الهَدْم وذاتِ الجَنْب وَغَيرهم. (أَو لِسُقُوطِهِ لى الشَّاهِدَةِ، أَي الأَرضِ) ، نَقله الصاغانيُّ (أَو لأَنّه حَيٌّ) لم يَمُتْ، كأَنه (عِندَ رَبّهِ) شاهدٌ، أَي (حاضِرٌ) ، كَذَا جاءَ عَن النَّضْر بن شُمَيْل. وَنَقله عَنهُ أَبو دَاوُود. قَالَ أَبو مَنْصُور: أُراه تَأَوَّلَ قولَ اللهِ عَزَّ وجلُّ: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبّهِمْ} (آل عمرَان: 169) كأَنَّ أَرواحَهم أُحْضِرَت دارَ السَّلامِ أَحياءً، وأَرواحُ غيرِهم أُخِّرَت إِلَى البَعْثِ. قَالَ: وهاذا قولٌ حَسَنٌ. (أَو لأَنَّه يَشْهَدُ مَلَكُوتَ اللهِ ومُلْكَهُ) ، المَلَكُوت: عالَمُ الغَيْبِ المُخْتَصُّ بأَرْوَاحِ النُّفُوسِ. والمُلْكُ: عالَمُ الشَّهادةِ من المَحْسوساتِ الطّبيعيّة. كَذَا فِي تعريفات المناويّ.
فهاذه سِتَّةُ أَوْجُهٍ فِي سَببِ تَسمِيةِ الشَّهِيد. وَقيل: لِقيامه بشهادَةِ الحَقِّ، فِي أَمْرِ الله، حتَّى قُتِل. وَقيل: لأَنّه يَشْهَدُ مَا أَعدَّ الله لَهُ من الكرامةِ بالقَتْلِ. أَو لأَنّه شَهِدَ المغَازِيَ. أَو لأَنّه شُهِدَ لَهُ بالإِيمانِ وخاتِمةِ الخَيْرِ بظاهرِ حالِه، أَو لأَنَّ عَلَيْهِ شاهِداً يَشْهَدُ بِشَهادَتِه، وَهُوَ دَمُه.
وهاذِه خَمْسَةُ أَوجهٍ أُخْرَى، فَصَارَ الْمَجْمُوع مِنْهَا أَحدَ عَشَرَ وَجْهاً. وَمَا عدا ذالك فمرجوعٌ إِلى أَحدِ هاؤلاءِ عِنْد المتأَمِّل الصَّادِق.
قَالَ شيخُنا: وَقد اختَلَفُوا فِي اشتقاقه، هَل هُوَ من الشَّهَادة، أَو من المُشَاهَدة، أَو الشُّهُود، أَو هُوَ فَعِيل بمعنَى مفعول، أَو بعنى فَاعل. وَذكروا لكُلَ أَوْجُهاً. (ذكر) أَكثر ذالك مُحَرَّراً مُهذَّباً الشيخُ أَبُو الْقَاسِم السُّهيليّ فِي (الرَّوْض الأُنُف) بِمَا لَا مَزِيد عَلَيْهِ.
كتاب م كتاب (ج: شُهَدَاءُ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَرْوَاحُ الشهَداءِ فِي حَواصِلِ طَيْرٍ خضْرٍ تَعْلُق من وَرَقِ الجَنَّةِ) .
(والاسمُ: الشَّهَادةُ) وَقد سَبقَت الإِشارةُ إِلى الِاخْتِلَاف فِيهِ قَرِيبا.
(وأَشْهَدُ بِكَذَا: أَحْلِفُ) .
قَالَ المصنِّف فِي (بصائِرِ ذَوِي التَّمْيِيز: قَوْلهم شَهِدْت: قَالَ على ضَرْبَيْنِ: أَحدهما جارٍ مَجْرَى العِلْم، وبِلَفْظِه تُقام الشهادةُ، يُقَال: أَشْهَد بِكَذَا، وَلَا يُرْضَى من الشاهِدِ أَن يَقول: أَعلَم، بل يُحتاج أَن يَقُول أَشْهد. وَالثَّانِي يجْرِي مَجْرَى القَسَمِ، فَيَقُول: أَشْهَد بِاللَّه إِنّ زيدا مُنْطَلِقٌ. وَمِنْهُم من يَقُول: إِنْ قَالَ أَشْهَدُ، وَلم يَقُل: بِاللَّه، يكون قَسَماً ويَجْرِي (عَلِمت) مَجْرَاه فِي القَسَم فيُجَاب بِجَوَاب الْقسم، كَقَوْلِه:
وَلَقَد عَلِمْتُ لتَأْنِيَن عَشِيَّةً
(وشاهَدَهُ) مُشَاهدةً: (عايَنَهُ) كشَهِده.
والمُشَاهَدةُ: مَنزِلةٌ عالِيَةٌ من منازِل السَّالِكِينَ وأَهْلِ الاستِقَامَةِ، وَهِي مُشاهَدةُ معاينةٍ تلبس نُعوتَ القُدُسِ، وتخْرس أَلسنة الإِشارات، ومُشَاهدة جمْعٍ تجْذب إِلى عَيْنِ اليَقِين، وَلَيْسَ هاذا مَحلَّ إِشاراتها.
(وامرأَةٌ مُشْهِدٌ) ، بِغَيْر هَاء: (حَضَرَ زَوْجُها) ، وامرأَةٌ مُغِيبةٌ: غابَ عَنْهَا زَوْجُها، وهاذه بالهاءِ: هاكذا حُفِظ عَن الْعَرَب، لَا على مَذْهَب الْقيَاس.
(والتَّشَهُّدُ فِي الصَّلاةِ، م) ، مَعْرُوف وَهُوَ قِراءَة: (التَّحِيّاتُ لِلّهِ) . واشتقاقُه من أَشْهَدُ أَن لاإِلاهَ إِلّا اللهُ، وأَشهد أَنَّ محمَّداً عبدهُ ورسُولُه. وَهُوَ تَفَعُّل من الشَّهَادَةِ، وَهُوَ من الأَوْضَاعِ الشّرعيّة.
(والشَّاهِدُ: من أسماءِ النّبيِّ، صلَّى الله عليْه وسلّم) ، قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً} (الْأَحْزَاب: 45) أَي على أُمَّتِك بالإِبْلاغِ والرِّسالَة، وَقيل مُبَيِّناً.
وَقَالَ تَعَالَى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} (البروج: 3) قَالَ المُفسِّرون: الشَّاهِد: هُوَ النّبِيّ صلّى الله عليْه وسلّم.
(و) الشَّاهِد: (اللِّسَانُ) من قَوْلهم: لفُلانٍ شاهِدٌ حَسَنٌ، أَي عِبارةٌ جَمِيلةٌ. وَقَالَ أَبو بكر، فِي قَوْلهم: (مَا لِفلان رُوَاءٌ وَلَا شَاهِدٌ) ، مَعْنَاهُ: مالَهُ مَنْظَرٌ وَلَا لِسانٌ.
(و) الشاهِدُ: (المَلَكُ) ، قَالَ مُجاهد: {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مّنْهُ} (هود: 17) ، أَي حافِظٌ مَلَكٌ، قَالَ الأَعشَى:
فَلَا تَحْسَبَنِّي كَافِرًا لكَ نِعْمَةً
عَلَى شاهِدِي يَا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ
(و) قَالَ الفرّاءُ: الشّاهِدُ: (يَوْمُ الجُمْعَةِ، و) رَوَى شَمِرٌ، فِي حَدِيث أَبي أَيُّوبَ الأَنصاريّ: (أَنّه ذكَرَ صَلَاةَ العَصْرِ ثمَّ قَالَ: وَلَا صَلاةَ بَعْدَها حَتَّى يُرَى الشَّاهِدُ. قَالَ: قُلْنَا لأَبي أَيُّوبَ: مَا الشَّاهدُ؟ قَالَ: (النَّجْمُ) كأَنَّه يَشْهَدُ فِي الليلِ، أَي يَحْضُر ويَظْهَرُ.
(و) الشَّاهِد: (مَا يَشْهَد على جَوْدَةِ الفَرَسِ) وسَبْقِه (مِن جَرْيِهِ) ، فسّره ابنُ الأَعرابيِّ، وأَنشد لسُوَيْدِ بنِ كُرَاعَ فِي صِفَةِ ثَوْر:
وَلَو شَاءَ نَجَّاهُ فَلم يَلْتَبِسْ بِهِ
لَهُ غائِبٌ لم يَبْتَذِلْهُ وشاهِدُ وَقَالَ غَيره: شاهِدُه: بَذْلُه جَرْيَه، وغائِبُه: مَصُونُ جَرْيِهِ.
(و) الشَّاِهدُ (شِبْهُ مُخَاطٍ يَخْرُج مَعَ الوَلَدِ) ، وجمْعُ شُهُودٌ، قَالَ حُمَيْد بن ثَوْرٍ الهِلالِيّ:
فجاءَتْ بِمِثْلِ السَّابِرِيِّ تَعَجَّبُوا
لَهُ والثَّرَى مَا جَفَّ عَنْهُ شُهُودُهَا
قَالَ ابْن سِيده: الشُّهُود الأَغراسُ الّتي تكون على رأْسِ الحُوَار.
(و) الشَّاهِد (من الأُمورِ: السَّرِيعُ) .
وصَلاةُ الشاهِدِ: صَلَاةُ المَغْرِب) ، قَالَ شَمِرٌ: هُوَ راجِعٌ إِلى مَا فَسَّرَه أَبُو أَيُّوبَ أَنَّهُ النَّجْمُ. قَالَ غَيره: وتُسَمَّى هاذه الصّلاةُ صَلَاةَ البَصَرِ، لأَنه يُبْصَر فِي وَقْته نُجومُ السماءِ، فالبَصَرُ يُدْرِكُ رُؤيَة النَّجْمِ، ولذالك قيلَ لَهُ: صلاةُ البَصَرِ، وَقيل فِي صَلَاة الشّاهد: إِنّها صلاةُ الفَجْرِ، لأَن المُسَافِرَ يُصَلِّيها كالشَّاِهدِ لَا يَقْص مِنْهَا، قَالَ:
فَصَبَّحَتْ قَبْلَ أَذانِ الأَوَّلِ
تَيْمَاءَ والصُّبْحُ كَسَيْفه الصَّيْقَلِ
قَبْلَ صَلَاةِ الشَّاهِدِ المُسْتَعْجِلِ
ورُوِيَ عَن أَبي سَعِيد الضَّرِيرِ أَنه قَالَ: صَلَاةُ المَغْربِ تُسمَّى شَاهدا، لاسْتِوَاءِ المُقِيمِ والمُسَافِرِ فِيهَا، وأَنّهَا لَا تُقْصَر. قَالَ أَبو مَنْصُور: والقَوْلُ الأَوّلُ، لأَنَّ صلَاةَ الفَجْر لَا تُقْصَرُ أَيضاً، ويَسْتَوِي فِيهَا الحاضِرُ والمسافِرُ، فَلم تُسَمِّ شاهِداً.
(والمَشْهُود: يَوْمُ الجُمُعَة، أَو يومُ القِيَامَةِ، أَو يَوْمُ عَرَفَةَ) ، الأَخير قَالَه الفرّاءُ، لأَنّ الناسَ يَشْهَدُون كُلًّا مِنْهَا، ويَحضُرون بهَا، ويحمَعُون. فِيهَا. وَقَالَ بعضُ المفسِّرين: الشَّاهِد: يَوْمُ الجُمُعةِ، والمشهود: يَوْمُ القيامةِ. (والشَّهْدُ: العَسَلُ) مَا دَامَ لم يُعْصَ من شَمَعِه، بِالْفَتْح لتميم، (ويُضَمُّ) لأَهْل العالِيَة، كَمَا فِي الصَّباح، واحدته شَهْدة وشُهْدة. (و) قيل: (الشُّهْدة أَخَصُّ، ج: شِهَادٌ) ، بِالْكَسْرِ، قَالَ أُمَيَّةُ:
إِلى رُدُحٍ من الشيِّيزَى مِلَاءٍ
لُبَابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهَادِ
أَي من لُبابِ البُرّ (و) الشَّهْد: (ماءٌ لبني المُصْطَلِقِ من خُزَاعَةَ) ، نَقله الصاغانيّ.
(و) فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: ( {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ} (آل عمرَان: 18) سَأَلَ المُنْذِرِيّ أَحمدَ بنَ يحيى عَن مَعْنَاهُ فَقَالَ: (أَي عَلِم اللهُ) ، وَكَذَا كلُّ مَا كانَ شَهِد اللهُ، فِي الْكتاب (أَو قَالَ اللهُ) يكن مَعْنَاهُ عَلِمَ اللهُ، (وكَتَبَ اللهُ) ، قَالَه ابْن الأَعرابيّ. وَقَالَ ابْن الأَنباريّ: مَعْنَاهُ بَيَّن اللهُ أَن لَا إِلاه إِلّا هُوَ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: معنى شَهِدَ اللهُ: قضَى اللهُ، وحقيقَتُه: عَلِمَ اللهُ، وبَيَّنَ اللهُ، لأَنَّ الشاهِدَ هُوَ العالِمُ الّذِي يُبَيِّنُ مَا عَلِمَه، فاللهُ قد دَلَّ على تَوحيدِهِ بِجَمِيعِ مَا خَلَقَ، فَبَيَّن أَنه لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَن يُنْشِىءَ شَيْئا وَاحِدًا مِمَّا أَنشأَ، وشَهدَت المَلَائِكَةُ لما عايَنَتْ من عَظيمِ قُدْرَتِه، وشَهِد أُولو العِلْمِ بِمَا ثَبَت عِنْدَهم وَتَبيَّن مِن خَلْقِه الّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ غيرُه. وَقَالَ أَبو العَبَّاسِ: شَهِدَ اللهُ: بيَّن اللهُ وأَظْهَرَ. وشَهِدَ الشاهِدُ عِنْد الحاكِمِ، أَي بَيَّن مَا يَعْلَمُه وأَظْهَرَه.
(و) فِي قَولِ المؤذِّنِ: (أَشْهَدُ أَن لَا إِلاهَ إِلّا اللهُ) وأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رسولُ الله. قَالَ أَبو بكر بن الأَنباريِّ: (أَي أَعْلَمُ) أَن لَا إِلاهَ إِلّا اللهُ (وأُبَيِّنُ) أَن لَا إِلاهَ إِلا اللهُ.
(وأَشْهَدَهُ) إمْلَاكَه: (أَحْضَرَهُ. و) أَشْهَدَ (فُلَانٌ) : بَلَغَ، عَن ثَعْلَبَ. وأَشْهَدَ: أشْقَرَّ، واخضَرَّ مِئْزَرُه. وأَشْهَدَ: (أَمْذَى، كشَهَّدَ) تَشْهِيداً، وهاذه عَن الصاغانيّ، إِلا أَنه قَالَ فِي تَفْسِيره؛ أَكْثَرَ مَذْيَه. والمَذْيُ عُسَيلةٌ.
(و) عَن أَبي عمرٍ و: أَشْهَدَ الغُلامُ، إِذا أَمْذَى وأَدرَكَ، وأَشْهَدَت (الجاريةُ) إِذا (حاضَتْ وأَدْرَكَتْ) ، وأَنشد:
قامَتْ تُنَاجِي عامِراً فأَشهَدَا
فَدَاسَها لَيْلَتَهُ حَتى اغْتَدَى
(و) عَن السكائيّ: (أُشْهِدَ) الرَّجلُ، (مَجْهُولا: قُتِلَ فِي سبيلِ اللهِ) شَهيداً (كاستُشْهِيدَ) : رُزِق الشَّهَادَةَ (فَهُوَ مُشْهَدٌ) ، كمُكْرمٍ، وأَنشد:
أَنا أَقُولُ سَأمُوتُ مُشْهَدَا
(والمَشْهَد، والمَشْهَدُ، والمَشْهُدَةُ) بِالْفَتْح فِي الكلّ، وضَمّ الهاءِ فِي الأَخير، الأَخِيرتان عَن الفَرّاءِ فِي نوادره (مَحْضَرُ الناسِ) ومَجْمَعُهم. ومَشَاهِدُ مكَّةَ: المواطِنُ الّتي يَجتمعون بهَا، من هاذا.
(وشُهُودُ النّاقَةِ) الضّمّ: (آثَارُ مَوْضِعِ مَنْتِها) ، أَي المَوْضِع الّذي أُنْتِجَت فِيهِ، (من دَمٍ أَو سَلًى) وَفِي بعض النُّسخ: من سلًى أَو دَمٍ.
(وكزُبَيْرٍ) : الشَّيْخ (الزَّاهِدُ عُمَرُ) ، هاكذا فِي النُّسخ. وَالصَّوَاب: عُمَيْر (ابْن سَعْدِ بنِ شُهَيْدِ) بن عَمْرٍ و (أَميرُ حِمْصَ) صحابِيٌّ وَكَانَ يُقَال لَهُ: نَسِيجُ وَحْدِه. وأُخْتُه سَلَّامةُ بنْت سَعْد، لَهَا ذِكْر.
(و) أَبوعامر (أَحمدُ بنُ عبدِ الْملك بنِ) أَحمدَ بنِ عبد لمَلِك بن عمر بن محمّد بن عِيسَى بن (شُهَيْدٍ) الأَشْجَعِيّ (الأَديبُ) مؤلّف كتاب (حانُوت العَطَّار) . وُلِدَ بِقُرْطُبَة سنة 382 هـ ووَرِث الرُّتْبَةَ والجَلالَةَ عَن أَسْلافِه، توفِّي سنة 426 هـ، وعَلى رُخَامةِ قَبْرِه من شِعْرِهِ:
يَا صاحِبي قُمْ فقَد أَطَلْنا
أَنَحْنُ طُولَ المَدَى هُجُودُ
فَقَالَ لِي لنْ نقومَ مِنْهَا
مَا دامَ مِن فَوقِنا الجَليدُ
تَذْكُرُ كَمْ لَيلة نَعِمْنا
فِي ظِلِّهَا والزَّمانُ عِيدُ
وكَمْ سُرورٍ هى علينا
سَحابُهُ بِرُّهُ يَجُود
كُلٌّ كأَنْ لم يَكُنْ تَقَضَّى
وشُؤْمُه حاضرٌ عَتِيد حَصَّلَه كاتِبٌ حَفِيط
وضَمَّه صادِقٌ شَهِيد
يَا وَيْلَنَا إِن تَنَكَّبَتْنا
رَحْمةُ مَنْ بَطْشُهُ شَدِيدُ
يَا ربِّ عَفْواً فأَنتَ مَوْلًى
قَصَّرَ فِي أَمْرِكَ العَبِيدُ
وأَبوه أَبو مَروان، عبدُ الْملك بن أَحمد بن عبد الْملك بن شُهَيْد القُرْطُبِي رَوَى عَن قَاسم بن أَصْبَغ وَغَيره، وَمَات سنة 393 هـ. وعبدُ الْملك بن مَرْوَان بن شُهَيْد، أَبو الْحسن القُرْطبيّ مَاتَ سنة 408 هـ ذَكَرهما ابْن بَشْكُوال.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الشَّهاده اليَمينُ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ} (النُّور: 6) .
والمَشْهُود: صَلَاةُ الفَجْرِ. ويَومٌ مشهودٌ: يَحْضُره أَهلُ السماءِ والأَرضِ.
والأَشْهَاد: الملائِكَةُ، جمْع شاهِدٍ، كناصِر وأَنصار، وَقيل: هم الأَنبياءُ.
و: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ} (الْبَقَرَة: 185) أَي مَن شَهِد مِنْكُم المِصْرَ فِي الشَّهْر.
والشَّهَادَة: المَجْمَعُ من النَّاس.
والمَشْهودةُ: هِيَ المَكتوبةُ، أَي يَشْهَدها الملائِكةُ، ويُكْتَب أَجْرُها للمُصَلِّي.
قَالَ ابْن سَيّده: والشاهِدُ: من الشَّهَادة عِنْد السُّلطان، لم يُفسِّره كُراع بأَكثرَ من هاذا.
وتَشهَّدَ: طَلَبَ الشَّهادَةَ.
ومُنْيَة شَهَادةَ: قَرْيَة بِمصْر.
وَذُو الشَّهَادَتَيْن خُزَيمةُ بن ثابتٍ.
والشاهِد بن غَافِقِ بن عَكَ من الأَزْد.
وشُهْدَةُ، الكاتبة، بالضّمّ: مَعْرُوفَة، وبالفتح: أَبو اللَّيْث عَتِيقُ بن أَحمد الصُّوفِيّ، صَاحب شهْدة حَدّث بِمصْر عَن أَحمدَ بن عَطاءٍ الرُّوذَبارِيّ، وأَحمد بن حسن بن عليَ المصريّ، عُرِف بابْن شَهْدَ، من شُيوخِ الرَّشيد العَطَّار.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
شهد
الشُّهْدُ: العَسَلُ، ويُجْمَعُ على الشِّهَاد.
والشَّهَادَةُ: من اسْتُشْهِدَ فلانٌ فهو شَهِيْدٌ وهم شُهَداءُ، وسُمِّيَ شَهِيداً لأنَّه حَيٌّ عِنْدَ رَبِّه حاضِرٌ. وقيل: لأنَّ اللَه وملائكَتَه شُهُوْدٌ له بالجَنَّة وقيل: لأنَّهم يَشْهَدُونَ مَلَكُوتَ اللهِ عزَّ وجلَّ ومُلْكَه.
وشَهِدَ فلانٌ بِحَقِّ فلانٍ شَهَادَةً، فهو شاهِدٌ وشَهِيْدٌ، ولُغَةُ تَمِيْمٍ: شِهِيْدٌ. والتَّشَهُّدُ: قِرَاءَةُ التَّحِيّاتِ للهِ. والمَشْهَدُ المَجْمَعُ من الناس، وكذلك الشَّهْدُ. ومَشَاهِدُ مَكًّةَ: مَوَاطِنُها. وقَوْلُه عزَّ وجلَّ: " وشاهِدٍ ومَشْهُودٍ ": الشاهِدُ: النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم -؛ والمَشْهُوْدُ: يَوْمُ القِيامة. وأشْهَدَ الرَّجُلُ إشْهاداً: أمْذى.
وأمْرٌ شاهِدٌ: سَرِيْعٌ. والشاهِدُ: صَلاةُ المَغْرِب. وشاهِدُ الدابَّةِ: أوًّلُ سَيْرِها. وامْرَأةٌ مُشْهِدٌ: زَوْجُها شاهِدٌ. وشُهُوْدُ الدابَّةِ: مَوْضِعُ مَنْتِجها.
[شهد] الشَهادة: خبَرٌ قاطع. تقول منه: شَهِد الرجل على كذا، وربما قالوا شَهْدَ الرَجُلُ، بسكون الهاء للتخفيف، عن الاخفش. وقولهم: اشهد بكذا، أي احلف. والمشاهدة: المعاينة. وشهده شُهوداً: أي حَضَرَه، فهو شاهدٌ. وقومٌ شُهودٌ، أي حُضورٌ، وهو في الأصل مصدرٌ، وشُهَّدٌ أيضاً مثل راكع وركع. وشَهِد له بكذا شَهادةً، أي أدَّى ما عنده من الشهادة، فهو شاهد، والجمع شهد، مثل صاحب وصحب وسافر وسفر. وبعضهم ينكره. وجمع الشهد شهودا وأشهاد. والشهيد: الشاهد، والجمع الشُهَداءُ. وأَشْهَدْتُهُ على كذا فَشَهِدَ عليه، أي صار شاهِداً عليه. وامرأةٌ مُشْهِدٌ، إذا حضر زَوْجُها، بلا هاء. وامرأة مُغيبةٌ، أي غاب عنها زوجها، وهذا بالهاء. واسْتَشْهَدْتُ فلاناً: سألْتُه أن يشْهَدَ. وأَشْهَدَني إملاكَهُ، أي أَحْضَرَني. والمَشْهَدُ: مَحْضَرُ الناسِ. والشَهيدُ: القتيل في سبيل الله. وقد استُشْهِدَ فُلانٌ. والاسم الشهادة. والتشهُّد في الصلاة، معروف. والشاهدُ: الذي يَخرج مع الولد كأنه مخالط. ويقال: شُهودُ الناقة: آثار موضع مَنْتِجِها من دِمٍ أو سَلاً. قال الشاعر : فجاءت بمثل السابرى تعجبوا * له والثَرى ما جَفَّ عنه شُهودُها - والشاهِد: اللِسان. والشاهِد: الملَكُ. قال الأعشى: فلا تَحْسَبَنّي كافِراً لك نِعْمَةً * على شاهِدي يا شاهِدَ الله فاشهد - والشهد والشهد: العسل في شَمَعِها، والشُهْدَةُ أخصّ منها، والجمع شهاد. وقال الشاعر أمية : إلى ردح من الشيزى ملاء * لباب البر يلبك بالشهاد - أي من لباب البر. وأشهد الرجل: أمذى. والمذى عسيلة.

زجج

(زجج) الرمْح أزجه وَالْمَرْأَة حاجبيها دققتهما وطولتهما
ز ج ج: (الزُّجُّ) بِالضَّمِّ الْحَدِيدَةُ الَّتِي فِي أَسْفَلِ الرُّمْحِ وَالْجَمْعُ (زِجَجَةٌ) بِوَزْنِ عِنَبَةٍ وَ (زِجَاجٌ) بِالْكَسْرِ لَا
غَيْرُ وَالزَّجَجُ بِفَتْحَتَيْنِ دِقَّةٌ فِي الْحَاجِبَيْنِ وَطُولٌ وَالرَّجُلُ (أَزَجُّ) وَجَمْعُ (الزُّجَاجَةِ) (زُجَاجٌ) بِضَمِّ الزَّايِ وَكَسْرِهَا وَفَتْحِهَا. 

زجج


زَجَّ(n. ac. زَجّ)
a. Struck with the butt-end of a lance.
b. [acc. & Bi], Shot at.
c. Ran (ostrich).
d.(n. ac. زَجَج), Was long & fine (eye-brow).

أَزْجَجَa. Put a foot to (lance).
زُجّ
(pl.
زِجَجَة
أَزْجِجَة
زِجَاْج أَزْجَاْج)
a. Foot of a lance.
b. Arrow-head.
c. Tip of the elbow.

زَجَاْجa. Glass; crystal.

زَجَاْجَةa. Piece of glass.
b. Glass drinkingvessel: tumbler, glass &c.
c. Window-pane.

زِجَاْجa. see 22
زِجَاْجَةa. see 22t
زُجَاْجa. see 22
زُجَاْجَةa. see 22t
زَجَّاْجa. Glassmanufacturer.
b. Glazier.

زُجَّبَة
a. Word.
ز ج ج : الزُّجُّ بِالضَّمِّ الْحَدِيدَةُ الَّتِي فِي أَسْفَلِ الرُّمْحِ وَجَمْعُهُ زِجَاجٌ مِثْلُ: رُمْحٍ وَرِمَاحٍ وَجُمِعَ أَيْضًا زِجَجَةٌ مِثَالُ عِنَبَةٍ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا يُقَالُ أَزِجَّةٌ وَزَجَجْتُ الرُّمْحَ زَجًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ جَعَلْتُ لَهُ زُجًّا وَزَجَجْتُ الرَّجُلَ زَجًّا طَعَنْتُهُ بِالزُّجِّ وَالزُّجَاجُ مَعْرُوفٌ وَالضَّمُّ أَشْهَرُ مِنْ التَّثْلِيثِ وَبِهِ قَرَأَ السَّبْعَةُ الْوَاحِدَةُ زُجَاجَةٌ وَبَائِعُ الزُّجَاجِ يُنْسَبُ إلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ فَيُقَالُ زُجَاجِيُّ وَهِيَ نِسْبَةٌ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا وَصَانِعُهُ زَجَّاجٌ مِثْلُ: نَجَّارٍ وَعَطَّارٍ. 
[زجج] في صفته صلى الله عليه وسلم: أزج الحواجب، الزجج تقوس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداد. وفي ح المستسلف: أخذ خشبة فنقرها وأدخل فيها ألف دينار وصحيفة ثم "زجج" موضعها، أي سوى موضع النقر وأصلحه، من زجج حاجبه حذف زوائد شعره، أو من الزج النصل وهو أن يكون النقر في طرف الخشبة فترك فيهليمسكه ويحفظه ما في جوفه. وفيه: صلى الله عليه وسلم ليلة في رمضان فأمسى المسجد من الليلة المقبلة "زاجا"، قيل: لعله أراد: جأزا، أي غاصًا بالناس فقلب، من قولهم: جئز بالشراب جأزا، إذا غص به؛ أو أراد: راجا، أي له رجة من كثرة الناس. و"زج" لاوة - بضم زاي وتشديد جيم موضع نجدي. و"زج" أيضًا ما أقطعه صلى الله عليه وسلم العداء. ج: عصا عليه "زج" بضم زاي معجمة وبجيم مشددة السنان أقصر من الرمح. ش: "المصباح في "زجاجة"" هي القنديل.
{زجج} - في حديث الذي اسْتَسْلَفَ [ألف دينار في بنى إسرائيل] "فأخذ خَشبةً فنقَرها وأدخل فيها ألفَ دِينارٍ وصحيفة، ثم زجَّجَ مَوضِعَها".
: أي سَوَّى موضع النَّقْرِ وأَصلَحه، من تَزْجيجِ الحواجب، وهو حذف زوائد الشَّعْر، ويحتمل أن يكونَ مأخوذاً من الزُّجّ، بأن تكون النُّقرة في طرف من الخشبة فَشَدّ عليه زُجًّا ليُمسكه، ويحفظ ما في جوفه، ويحتمل أن يكون من قولهم: ازدَجَّ النبتُ: انسَدَّ خَصَاصُه، أو قولهم: زَجَجتُ بالشيء: رميتُ به، والزَّجُّ: الدَّفْعُ بالجَوْزِ في الحُفرة: أي رمي في موضع النّقر شيئاً سَدَّه.
- في حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: "صلّى النبي صلّى الله عليه وسلم ليلةً رمضان فتحدّثُوا بذلك، فأمْسىَ المسجد من الَّليلة المُقْبِلةِ زَاجّاً".
قال الحربي: أظنه أراد جَأْزاً: أي غَاصًّا بالنّاس، فَقَلب من قولهم: جَئِزَ بالشّراب؛ إذَا غَصَّ به يَجْأَزُ جَأَزاً، ويحتمل: أن يكون "رَاجًّا" بالراء أرادَ له رَجَّة من كثرة النّاس. 
[زجج] الزُجُّ: طرف المِرفَق. والزُجُّ أيضاً: الحديدة التي في أسفل الرمح، والجمع زِجَجَةٌ وزِجاجٌ، ولا تقل أزجة. ابن السكيت: أزججت الرمح فهو مُزَجٌّ، إذا عمِلت له زُجَّاً. قال: وزَجَجْتُ الرجلَ أَزُجُّهُ زَجَّاً فهو مزجوجٌ، إذا طعنتَه بالزُجِّ. والمِزَجُّ، بكسر الميم: رُمْحٌ قصيرٌ كالمِزْراق. والزَجَجُ: دِقَّةٌ في الحاجبَين وطولٌ. والرجل أَزَجُّ. وزَجَّجَتِ المرأة حاجبَها: دَقَّقَتْهُ وطَوَّلتْهُ. وقول الشاعر: إذا ما الغانياتُ خَرَجْنَ يوماً * وزَجَّجْنَ الحَواجِبَ والعُيُونا يعنى: وكحلن العيون، كما قال: علفتها تبنا وماء باردا * حتى شتت همالة عيناها أي: وسقيتها ماءا باردا. وظليم أزج: بعيد الخطو. ونعامة زجاء. وقال يصف ناقة: جمالية حرف سناد يشلها * وظيف أزج الخطو ظمآن سهوق والزجاجة معروفة، والجمع زُجاجٌ وزِجاجٌ وزَجاجٌ. وجمع زُجّ الرُمْحِ زِجاجٌ بالكسر لا غير. 
ز ج ج

لا تقاس الصخور بالزجاج، ولا الخرصان بالزجاج. وزججت الرمح وأزججته: جعلت له زجاً. وقيل: أزججته: نزعت زجه. وقال أوس:

أصم ردينياً كأن كعوبهنوى القسب عراصاً مزجاً منصلاً وزججته زجاً: طعنته بالزج، وزججته بالرمح: زرقته به. ورجل أزج وامرأة زجاء: بينة الزجج وهو دقة الحاجب واستقواسه. وحاجب أزج، وزججت حاجبها. قال:

إذا ما الغانيات برزن يوماً ... وزججن الحواجب والعيونا

ومن المجاز: إتكأ على زجى مرفقيه واتكؤا على زجاج مرافقهم. قال ذو الرمة يصف حمراً:

وقد أسهرت ذا أسهم بات جاذلا ... له فوق زجى مرفقيه وحاوح

ومن الوحوحة وهي صوت في الحلق وترديد نفس، يقال: وحوح من شدة البرد. وعضه الفحل لزجاجه: بأنيابه. وزج بالشيء: رمى به عن نفسه. ويقال للظليم إذا عدا: زج برجليه. ونزلنا بواد يزج النبات وبالنبات: يخرجه وينميه كأنه يرمى به عن نفسه رمياً. قال:

في عازب أزج يزج نباته ... خال تمعج دونه الرواد

تردد. والأزج البعيد.
(ز ج ج)

الزُّجّ: الحديدة الَّتِي فِي اسفل الرمْح.

وَالْجمع: أزْجاج، وأزِجَّة، وزِجاج، وزِجّجة.

وأزجَّ الرُّمْحَ، وزجَّجه، وزجّاه، على الْبَدَل: ركب فِيهِ الزُّجَّ، قَالَ أَوْس بن حجر:

أصمَّ رُدَيْنَياًّ كأنّ كُعُوبه ... نَوَى القَسْب عرَّاصاً مُزَجاًّ مُنَصّلاً

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَيُقَال: أزجَّه: إِذا أَزَال مِنْهُ الزجَّ.

وزَجَّه زجّاً: طعنه بالزُّجّ ورماه بِهِ.

والزِّجاج: الأنياب.

وزُجّ الْمرْفق: طرفه المحدد، كُله على التَّشْبِيه.

والمِزَجّ: رمح قصير فِي أَسْفَله زُجْ.

وزَجّ بالشَّيْء من يَده يزُجّ زَجّا: رمى بِهِ.

والزَّجَّاجة: الاست؛ لِأَنَّهَا تزج بالضرط والزبل.

وزَجَّ الظليم بِرجلِهِ زجاًّ: عدا فَرمى بهَا.

وظليم أزجٌّ: يزُجّ برجليه.

والزَّجَج فِي النعامة: طول سَاقيهَا وتباعد خطوها، يُقَال: ظليم أَزجّ.

وَرجل أزَجّ: طَوِيل السَّاقَيْن.

والزَّجَج فِي الْإِبِل: روح فِي الرجلَيْن وتحنيب.

والزَّجَج: رقة مخط الحاجبين ودقتهما وطولهما وسبوغهما.

حَاجِب أزَجّ، ومُزَجَّج.

وزجَّجتِ الْمَرْأَة حاجبها: أطالته بالإثمد، وَقَوله:

إِذا مَا الغانياتُ بَرَزْنَ يَوْمًا ... وزَجَّجن الحواجبَ والعُيونا إِنَّمَا أَرَادَ: وكحلن الْعُيُون، كَمَا قَالَ:

شَرَّاب ألبانٍ وتَمْرٍ وأقِطْ

أَرَادَ: وآكل تمر وأقط، وَمثله كثير.

والمِزَجَّة: مَا يزجَّج بِهِ الْحَاجِب.

والأزَجُّ: الْحَاجِب اسْم لَهُ فِي لُغَة أهل الْيمن.

وازدَجّ النبت: اشتدت خصاصه.

والزُّجَاج، والزَّجَاج، والزِّجَاج: الْقَوَارِير، وَالْوَاحد من كل ذَلِك بِالْهَاءِ، واقلها الْكسر.

والزَّجَّاج: صانع الزُّجَاج.

وحرفته: الزِّجاجة، وأراها عراقية.
زجج
زجَّ1/ زجَّ بـ زَجَجْتُ، يَزُجّ، ازْجُجْ/ زُجَّ، زَجًّا، فهو زاجّ، والمفعول مَزْجوج
• زجَّ عَدُوَّه بالسِّكين ونحوِها: طعَنه بها.
• زجَّ الشَّخصَ في السِّجن/ زجَّ بالشَّخص في السِّجن: دفعه ورمى به.
• زجَّ بالشَّيء من يده: رمى به. 

زَجَّ2 زَجِجتُ، يَزَجّ، ازْجَجْ/ زَجَّ، زَجَجًا، فهو أَزَجّ
• زجَّتِ الحواجبُ: رقَّت في طول وتقوُّس "حاجب أزجُّ وعين سوداءُ- اتَّسعت عين الفتاة وزجَّ حاجباها". 

زجَّجَ يزجِّج، تزجيجًا، فهو مُزجِّج، والمفعول مُزجَّج
• زجَّجَتِ المرأةُ حاجبَها: رقَّقته وطوَّلته وحذفت زوائدَ الشَّعْرِ فيه "إذا ما الغانيات خرجن يومًا ... وزجّجن الحواجب والعيونا".
• زجَّج الخزفَ: طلاه بطلاء شبيه بالزّجاج. 

أزَجُّ [مفرد]: ج زُجّ، مؤ زَجّاءُ، ج مؤ زجّاوات وزُجّ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من زَجَّ2. 

زُجاج [مفرد]: (كم) جسم شفّاف صُلْب سهل الكسر ينتج من صهر مخلوط كربونات الصوديوم والكربون والرمل (السيليكا) ثمّ تبريد المصهور بسرعة؛ ليتجمد بلا تبلور "تكسَّر زُجاج النافذة: تحطَّم وتهشَّم- صَدَع الزّجاجَ [مثل]: يُضرب لما يُجبر ولا يلتئم- من كان بيتُه من زُجاج فلا يَرْشُقَنّ الناسَ بالحجارة" ° زجاج منيع: واقٍ من الطلقات الناريّة.
• زُجاج مائيّ: زجاج يُسْتخدم كحافظة للبيض ويُستخدم في صناعة الإسمنت، وغيره، وفي مختلف عمليّات التنقية والتكرير.
• زُجاج مُلَوَّن: زجاج يُلَوَّن بخَلْط الصِّبغات مع الزُّجاج أو صَهْر الأكاسيد المعدنيَّة الملوَّنة مع الزُّجاج أو طبْع الألوان الشّفافة على سطح الزُّجاج. 

زُجاجة [مفرد]:
1 - قطعة من الزُّجاج "تكسَّرت زُجاجة من النافذة".
2 - قارورة "زُجاجة عِطْر" ° عنق الزُّجاجة: فترة حرجة.
3 - قنديل من مادّة شفّافة " {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} ".
4 - (فز) قطعة مستديرة مقعَّرة يُوزَن بها أو يُوضَع بها بعض المواد الكيماويّة. 

زِجاجة [مفرد]: حرفة صِناعة الزُّجاج أو بيعه "ورث الزِّجاجة عن أبيه وجدِّه". 

زُجاجيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى زُجاج: "إناء/ لوح زُجاجيّ- واجهة زُجاجيّة".
2 - شَفّاف كالزُّجاج "ستار زُجاجيّ".
3 - بائع الزُّجاج أو صانعه "زجاجيٌّ ماهر".
• البيت الزُّجاجيّ: (رع) بناء من زُجاج تُزرع فيه النَّباتات أو تُنثر فيه البذور سريعة العطب.
• الرُّطوبة الزُّجاجيَّة: (شر) كتلة هُلاميّة شفّافة في مقلة العين وراء البلُّوريّة. 

زُجاجيّات [جمع]: زخارف من زُجاج مرصوفة ومختلفة الألوان والأحجام، تُزَيَّن بها النوافذ والأبواب. 

زَجّ [مفرد]: مصدر زجَّ1/ زجَّ بـ. 

زَجَج [مفرد]: مصدر زَجَّ2. 

زَجّاج [مفرد]: زُجاجيّ، صانع الزّجاج أو بائعه "اشترى من الزَّجَّاج لوحًا من الزُّجاج". 

زجج: الزُّجُّ: زُجُّ الرُّمْحِ والسَّهم. ابن سيده: الزُّجُّ الحديدة

التي تُرَكَّبُ في أَسفل الرمح، والسِّنانُ يُرَكَّبُ عاليَتَه؛ والزُّجُّ

تُرْكَزُ به الرُّمْح في الأَرض، والسِّنانُ يُطْعَنُ به، والجمع

أَزْجاجٌ وأَزِجَّةٌ وزِجاجٌ وزِجَجَةٌ. الجوهري: جمع زُجّ الرمح زِجاجٌ،

بالكسر، لا غير؛ وفي الصحاح: ولا تقل أَزِجَّة.

وأَزَجَّ الرُّمْحَ وزَجَّجَه وزَجَّاه، على البدل: ركَّبَ فيه الزُّجَّ

وأَزْجَجْتُه، فهو مُزَجٌّ؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ:

أَصَمَّ رُدَيْنِيّاً، كأَنَّ كُعُوبَهُ

نَوى القَضْبِ، عَرَّاضاً مُزَجّاً مُنَصَّلا

قال ابن الأَعرابي: ويقال أَزَجَّهُ إِذا أَزال منه الزُّجَّ؛ وروي عنه

أَيضاً أَنه قال: أَزْجَجْتُ الرُّمح جعلت له زُجّاً، ونَصَلْتُه: جعلت

له نَصْلاً، وأَنْصَلْتُه: نزعت نَصْلَه؛ قال: ولا يقال أَزْجَجْتُه إِذا

نزعت زُجَّه؛ قال: ويقال لنَصْل السَّهْم زُجٌّ؛ قال زهير:

ومَنْ يَعْصِ أَطرافَ الزِّجاجِ ، فإِنه

يُطِيعُ العَوالي، رُكِّبَتْ كلَّ لَهْذَمِ

قال ابن السكيت: يقول: من عصى الأَمر الصغير صار إِلى الأَمر الكبير؛

وقال أَبو عبيدة: هذا مَثَلٌ. يقول: إِن الزج ليس يطعن به، إِنما الطعن

بالسنان، فمن أَبى الصلح، وهو الزجُّ الذي لا طعن به، أُعطي العوالي، وهي

التي بها الطعن. قال: ومَثل العرب: الطَّعْنُ يَظْأَرُ أَي يَعْطِفُ على

الصلح. قال خالد بن كلثوم: كانوا يستقبلون أَعداءهم إِذا أَرادوا الصلح

بأَزجة الرماح؛ فإِذا أَجابوا إِلى الصلح، وإِلا قلبوا الأَسنة

وقاتلوهم.ابن الأَعرابي: زَجَّ إِذا طعن بالعَجَلَةِ. وزَجَّه يَزُجُّه زَجّاً:

طعنه بالزُّجِّ ورماه به، فهو مَزْجُوج.

والزِّجاجُ: الأَنياب. وزِجاجُ الفحل: أَنيابه؛ وأَنشد:

لهازِجاجٌ ولَهاة فارِضُ

وزُجُّ المِرْفَقِ: طَرَفُه المحدَّدُ، كله على التشبيه. الأَصمعي:

الزُّجُّ طرف المرفق المحدّد وإِبرة الذراع التي يَذْرَعُ الذارع من

عندها.والمِزَجُّ، بكسر الميم: رمح مصير كالمِزْراقِ في أَسفله زُجٌّ.

وزَجَّ بالشيء من يده يَزُجُّ زَجّاً: رمى به. والزَّجُّ: رميك بالشيء

تَزُجُّ به عن نفسك.

والزُّجُجُ: الحِرابُ المُنَصَّلَة. والزُّجُجُ أَيضاً: الحمير

المُقْتَتِلَةُ.

والزَّجَّاجَةُ: الاست، لأَنها تَزُجُّ بالضَّرْطِ والزبل. وزَجَّ

الظلِيمُ برجله زَجّاً: عدا فرمى بها. وظليم أَزَجُّ: يَزُّجُّ برجليه؛ ويقال

للظليم إِذا عَدا: زَجَّ برجليه. والزَّجَجُ في النعامة: طولُ ساقيها

وتباعد خَطْوها؛ يقال: ظَلِيم أَزَجُّ ورجل أَزَجُّ طويل الساقين.

والأَزَجُّ من النعام: الذي فوق عينه ريش أَبيض، والجمع الزُّجُّ. والزُّجُّ:

النعام، الواحدة زَجَّاءُ، وأَزَجُّ للذكر، وهو البعيد الخَطْوِ؛ قال

لبيد:يَطْرُدُ الزُّجَّ، يُبارِي ظِلَّهُ

بِأَسِيلٍ كالسِّنانِ المُنْتَخَلْ

يقول: رأْس هذا الفرس مع رأْس الزُّجِّ يباريه بخدِّه. والزُّج ههنا:

السنان. بأَسِيل: بخد طويل. وظَلِيمٌ أَزَجُّ: بعيدُ الخَطْوِ. ونعامة

زَجَّاءُ؛ قال ذو الرمة يصف ناقة:

جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سَنادٌ، يَشُلُّها

وَظِيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ، ظَمْآنُ سَهْوَقُ

جُماليَّةٌ أَي عظيمة الخلق كأَنها جمل. وحَرْفٌ: قوية. وسَناد:

مُشْرِفَة. وأَزَجُّ الخطوِ: واسعه. والوظيف: عظم الساق. والسَّهْوَقُ: الطويل.

ويَشُلُّها: يطردها. والزَّجَجُ في الإِبل: رَوَحٌ في الرجلين وتحنيب.

والزَّجَجُ: رِقَّة مَحَطِّ الحاجبين ودِقَّتُهُما وطولهما وسُبُوغُهما

واسْتِقْواسُهُما؛ وقيل: الزَّجَجُ دِقَّة في الحاجبين وطُولٌ؛ والرجل

أَزَجُّ، وحاجب أَزَجُّ ومُزَجَّجٌ.

وزَجَّجَتِ المرأَةُ حاجبها بالمِزَجِّ: دققته وطوّلته؛ وقيل: أَطالته

بالإِثمد؛ وقوله:

إِذا ما الغانيات بَرَزْنَ يَوْماً،

وزَجَّجْنَ الحواجبَ والعُيونا

إِنما أَراد: وكحلن العيونَ؛ كما قال:

شَرّابُ أَلْبانٍ وتَمْرٍ وأَقِطْ

أَراد: وآكل تمرٍ وأَقِط، ومثله كثير؛ وقال الشاعر:

عَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارداً،

حتى شَتَتْ، هَمَّالَةً، عَيْناها

أَي وسقيتها ماءً بارداً. يريد أَن ما جاء من هذا فإِنما يجيء على

إِضمار فعل آخر يصح المعنى عليه؛ ومثله قول الآخر:

يا لَيْتَ زَوْجَكِ، قد غَدا

مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحاَ

تقديره: وحاملاً رمحاً؛ قال ابن بري: ذكر الجوهري عجز بيت على: زججت

المرأَة حاجبيها، وهو:

وزَجَّجْنَ الحواجبَ والعيونا

قال: هو للراعي وصوابه يُزَجِّجْنَ؛ وصدره:

وهِزَّةِ نِسْوَةٍ مِنْ حَيِّ صِدْقٍ،

يُزَجِّجْنَ الحواجبَ والعُيونا

وبعده:

أَنَخْنَ جِمالَهُنَّ بذاتِ غِسْلٍ،

سَراةَ اليَوْمِ، يَمْهَدْنَ الكُدُونا

ذات غِسْل: موضع. ويَمْهَدْنَ: يوطئن. والكدون: جمع كِدْنٍ، وهو ما

توطئ به المرأَة مركبها من كساء ونحوه.

وفي صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: أَزَجُّ الحواجب؛ الزَّجَجُ:

تَقَوُّسٌ في الناصية مع طول في طرفه وامتدادٍ. والمِزَجَّةُ: ما يُزَجَّجُ به

الحاجبُ. والأَزَجُّ: الحاجبُ، اسم له في لغة أَهل اليمن.

وفي حديث الذي استسلف أَلف دينار في بني إِسرائيل: فأَخذ خشبة فنقرها

وأَدخل فيها أَلف دينار وصحيفة، ثم زَجَّجَ مَوْضِعَها أَي سَوَّى موضع

النَّقْرِ وأَصلحه؛ مِن تزجيج الحواجب، وهو حذف زوائد الشعر؛ قال ابن

الأَثير: ويحتمل أَن يكون مأْخوذاً من الزُّجِّ النصل، وهو أَن يكون النَّقْرُ

في طرف الخشبة، فترك فيه زُجّاً ليمسكه ويحفظ ما في جوفه. وازْدَجَّ

النبتُ: اشْتَدَّتْ خُصاصُه. وفي حديث عائشة قالت: صلى النبي، صلى الله عليه

وسلم، ليلةً في رمضان فتحدّثوا بذلك فأَمسى المسجد من الليلة المقبلة

زاجّاً؛ قال ابن الأَثير: قال الجرمي أَظنه جأْزاً أَي غاصّاً بالناس، فقلب،

من قولهم: جَئِزَ بالشراب جَأَزاً إِذا غُصَّ به؛ قال أَبو موسى: ويحتمل

أَن يكون راجّاً، بالراء؛ أَراد أَنَّ له رَجَّةً من كثرة الناس.

والزُّجاجُ والزَّجاجُ والزِّجاجُ: القوارير، والواحدة من ذلك زُجاجَةٌ،

بالهاء، وأَقلها الكسر. الليث: والزُّجاجَةُ في قوله تعالى: القِنْديلُ.

وأَجماد الزِّجاج: بالصَّمَّان؛ ذكره ذو الرمة:

فَظَلَّتْ، بأَجْمادِ الزِّجاجِ، سَواخِطاً

صِياماً، تُغَنِّي، تَحْتَهُنَّ، الصفائحُ

يعني الحمير سَخِطت على مرتعها ليبسه. أَبو عبيدة: يقال للقَدَحِ:

زُجاجَة، مضمومة الأَول، وإِن شئت مكسورة، وإِن شئت مفتوحة، وجمعها زِجاجٌ

وزُجاج وزَجاجٌ.

والزَّجَّاجُ: صانع الزُّجاج، وحرفته الزِّجاجَةُ؛ قال ابن سيده:

وأُراها عِراقِيَّة.

وفي الحديث ذكر زُجِّ لاوَةَ، وهو بضم الزاي وتشديد الجيم: موضع

نَجْدِيٌّ بعث إِليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الضحاكَ بن سفيان يدعو

أَهله إِلى الإِسلام.

وزُجٌّ أَيضاً: ماءُ أَقطعه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، العَدَّاءَ

بن خالد.

زجج
: ( {الزُّجُّ، بالضّمّ: طَرَفُ المِرْفَقِ) المحدَّدِ، وإِبرَةُ الذِّراعِ الّتي يَذْرَعُ الذّراعُ من عِندها؛ قَالَه الأَصمعيّ. وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: اتَّكأَ على} زُجَّىْ مِرْفَقَيْه، واتَّكَئوا على زِجاجِ مَرَافقِهم. وَفِي (اللِّسَان) زُجُّ المِرْفقِ: طَرَفُه المُحَدَّدُ، على التَّشْبِيه. (و) {الزُّجُّ:} زُجُّ الرُّمْحِ والسَّهْمِ. قَالَ ابْن سِيده: الزُّجُّ: (الحديدة) الَّتِي تُركَّبُ عالِيَتَه. {والزُّجُّ يُرْكَزُ بِهِ الرُّمْحُ فِي الأَرض، والسِّنَانُ يُطْعَن بِهِ. (ج) } زِجَاجٌ (كجِلاَلٍ) ، بِالْكَسْرِ جمع جلّ. قَالَ الْجَوْهَرِي: جمع {زُجِّ الرمج} زِجاجٌ بِالْكَسْرِ لاغير جَمِيع زِجاجٌ، ُ، (و) يجمع أَيضاً على زِجَجَةٍ، مثل (فِيَلَةٍ) ، {وأَزْجاجٍ} وأَزِجَّةٍ. وَفِي (الصّحاح) : وَلَا تَقُلْ {أَزِجَّة.
(و) } الزُّجُّ أَيضاً: (جمعُ {الأَزَجِّ) وَهُوَ (من النَّعَامِ للبَعِيدِ الخَطْوِ) . وَفِي (اللِّسَان) } الزَّجَج فِي النَّعامةِ: طُولُ سَاقَيْهَا وَتَبَاعُدُ خَطْوِهَا، يُقَال ظَلِيمٌ {أَزَجُّ، ورَجُلٌ} أَزَجُّ: طويلُ السَّاقَيْن: (أَو) {الأَزَجّ من النعامِ: (الَّذِي فوقَ عَيْنَيْهِ ريشٌ أَبيضُ) .
(و) الزُّجُّ: (نَصْلُ السَّهْمِ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ. (ج} زِجَجَةٌ) كعِنَبة ( {وزِجاجٌ) كجِلال،} وأَزِجَّةٌ. قَالَ زُهَيْر:
ومَنْ يَعْصِ أَطْرَافَ الزِّجَاجِ فإِنّه
يُطِيعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَمِ
قَالَ ابْن السِّكّيت: يَقُول: كُلَّ لَهْذَمِ الأَمْرَ الصَغِيرَ صَارَ إِلى الأَمْرِ الكَبِيرِ. وقالَ أَبو عُبَيدَةَ: هاذا مَثَلٌ، يَقُول إِنّ الزُّجَّ لَيْسَ يُطْعَنُ بِهِ، إِنما يُطعَن بالسِّنَان؛ فمَن أَبَى الصُّلْحَ وَهُوَ الزُّجُّ الَّذِي لَا طَعْنَ بهِ أُعْطِيَ العَوَالِيَ وَهِي الَّتِي بهَا الطَّعْنُ. قَالَ خالدُ بنُ كُلْثُومٍ: كَانُوا يَستقبِلون أَعداءَهم إِذا أَرادُوا الصُّلْحَ {بِأَزِجَّةِ الرِّمَاحِ، فإِذا أَجابوا إِلى الصُّلْح وإِلاّ قَلَبُوا الأَسِنَّةَ وقَاتلوهم.
(و) } الزَّجّ (بِالْفَتْح: الطَّعْنُ {بالزُّجِّ) يُقَال: زَجَّه} يَزُجُّه زَجًّا: طَعَنَه بالزُّجِّ ورَماه بِهِ، فَهُوَ {مَزْجُوجٌ.
(و) من الْمجَاز:} الزَّجُّ: (الرَّمْيُ) . يُقَال: زَجَّ بالشيْءِ من يَدِه {يَزُجُّ زَجًّا: رمَى بِهِ. وَفِي (اللِّسَان) : الزَّجُّ: رَمْيُكَ بالشْيءِ تَزُجُّ بِهِ عَن نَفْسك.
(و) الزَّجُّ: (عَدْوُ الظَّلِيمِ) . يُقَال زَجَّ الظَّلِيمُ برِجْلِه} زَجًّا: عَدَا فرَمَى بهَا. وَهُوَ مَجَازٌ وظَلِيمٌ أَزَجُّ: {يَزُجُّ بِرِجْلَيه. وَيُقَال للظَّلِيم إِذا عَدا:} زَجَّ بِرِجْلَيه.
(و) {أَزَجَّ الرُّمْحَ،} وزَجَّجَه، {وزَجَّاه، على البَدَلِ: رَكَّبَ فِيهِ الزُّجَّ:} وأَزْجَجْته فَهُوَ {مُزَجٌّ. قَالَ أَوْسُ بن حَجَرٍ:
أَصَمَّ رُدَيْنِيًّا كَأَنَّ كُعوبَهُ
نَوَى القَسْبِ عَرّاصاً مُزَجًّا مُنَصَّلاَ
قَالَ ابْن الأَعرابيّ: وَيُقَال:} أَزَجَّه إِذا أَزالَ مِنْهُ الزُّجَّ، ويُرْوَى عَنهُ أَيضاً أَنه قَالَ: ( {أَزْجَجْت الرُّمْحَ: جَعلتُ لَهُ} زُجًّا) ، ونَصَلْتُه: جَعلْت لَهُ نَصْلاً، وأَنْصَلْته: نَزَعْت نَصْلَه. قَالَ: وَلَا يُقَال: {أَزْجَجْته إِذا نَزعْت} زُجَّه.
( {والزُّجَاجُ) : القَوارِيرُ، (م، ويُثَلَّث) ، والواحِد من ذالك} زُجَاجَة، بالهَاءِ. وأَقَلُّهَا الكَسْرُ. واعن اللَّيْث: {الزُّجَاجة فِي قَوْله تَعَالَى القِنْدِيلُ. وَعَن أَبي عُبَيْدةَ: يُقَال للقَدَح: زُجَاجةٌ. مَضْمُومَة الأَوْل، وإِن شئِت مَكْسُورَة، وإِن شِئت مَفْتُوحَة، وَجَمعهَا} زُجَاجٌ، {وزِجَاجٌ} وزَجَاجٌ.
( {والزَّجَّاج) . كعَطَّارٍ (: عاملُه) وصانعُه. وحِرْفتُه} الزِّجَاجةُ: قَالَ ابْن سِيدَه: وأُراهَا عِراقيّة.
( {- والزُّجَاجِيّ) بالضّمّ وياءِ النِّسْبة: (بائعُه) .
(وأَبو الْقَاسِم) إِسماعيلُ (بنُ أَبي حارثٍ) ، وَفِي نُسْخَة: حَرْبِ بدل حَارِث (صاحبُ الأَربعينَ) . رَوَى عَن يُوسفَ بنِ مُوسَى، وَعنهُ أَحمدُ بنُ (محمدِ بن) عليِّ بنِ إِبراهيمَ الآبَنْدُونِيّ وغيرُه.
(و) أَبو الْقَاسِم (يُوسفُ بنُ عبد الله، اللُّغويّ المصنِّف المحدِّث) . سَكَنَ جُرْجَانَ عَن الغِطْرِيفيّ، وَمَات سنة 415.
(وَعبد الرَّحمان بنُ أَحمدَ الطَّبَرِيّ) .
(وأَبو عليّ الحَسَنُ بنُ محمدِ بن العبَّاس) ، روَى عَن عليّ بنِ محمدِ بن مَهْرُويَه القَزّوِينيّ، مَاتَ قبل الأَربعِمَائَة.
(والفَضْل بنُ أَحمدَ بن محمدٍ) .
(وبالفَتْح مشدّداً، أَبو الْقَاسِم عبد الرَّحْمان إِسحاقَ) النّحويّ (} - الزّجّاجيّ صَاحب الجُمَل) ، بغداديّ، سكَنَ دِمشقَ عَن محمَّدِ بنِ العبَّاسِ اليَزِيدِيّ وَابْن دُرَيد وابنُ الأَنباريّ، (نُسِب إِلى شَيْخُه أَبي إِسحاقَ) إِبراهيمَ بنِ السَّرِيّ بن سَهْلٍ النَّحْوِيّ (الزَّجّاج) ، صَاحب مَعَاني القرآنِ، روى عَن المبرّد وثَعْلَبٍ، وَكَانَ يَخْرُطُ الزُّجَاجَ، ثمَّ تَرَكَه وتَعلَّمَ الأَدَبَ، توفِّيَ ببغدادَ سنة 311.
(! والمِزَجّ) ، بِالْكَسْرِ: (رُمْحٌ قصيرٌ كالمِزْراق) ، فِي أَسفلِه {زُجٌّ، وَقد استعملوه فِي السَّرِيعِ النُّفوذِ.
(} والزَّجَجُ، محرَّكةً) : رِقَّةُ مَخَطِّ الحاجِبَيٌّ ودِقَّتُهما وطولُهما وسُبوغُهما واسْتِقْواسُهما. وَقيل: {الزَّجَج: (دِقَّةُ الحاجِبَينِ فِي طُولٍ) . وَفِي بعض النُّسخ: دِقَّةٌ فِي الحاجِبينِ وطُولٌ. (والنَّعْتُ} أَزَجُّ) . يُقَال: رجلٌ أَزَجُّ، وحاجبٌ أَزَجُّ، {ومُزَجَّجٌ. (و) هِيَ (} زَجَّاءُ) ، بَيِّنَةُ الزَّجَجِ. ( {وزَجَّجَه) أَي الحاجبَ بالمِزَجّ، إِذا (دَقَّقَه وطَوَّله) . وَقيل: أَطالَه بالإِثْمِد. وقولُه:
إِذا مَا الغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْماً
} وزَجَّجْنَ الحَوَاجِبَ والعُيُونَا
إِنما أَراد: وكَحَّلْن العيونَ.
وَفِي (اللِّسَان) : وَفِي صفة النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ( {أَزَجُّ الحواجِب) .} الزَّجَجُ: تَقَوُّسٌ فِي النّاصية، مَعَ طُولٍ فِي طَرَفِه وامتداد.
{والمِزَجّة: مَا يُزجَّج بِهِ الحَوَاجِب.
} والأَزَجُّ: الحاجِبُ: اسمٌ لَهُ فِي لُغَة أَهلِ اليَمنِ، وَفِي حَدِيث الَّذِي اسْتَسْلَف أَلفَ دينارٍ فِي بني إِسرائيلَ: (فأَخَذَ خَشَبَةً فنَقَرَهَا وأَدخَلَ فِيهَا أَلف دينارٍ وصَحيفةً، ثمَّ {زَجَّجَ مَوْضِعَها) أَي سَوَّى مَوضِعَ النَّقْرِ وأَصلَحَه، من} تَزْجِيجِ الحواجبِ، وَهُوَ حَذف زَوائدِ الشَّعر. قَالَ ابْن الأَثير: وَيحْتَمل أَن يكون مأْخوذاً من الزُّجِّ: النَّصْلِ، وَهُوَ أَنْ يكونَ النَّقْرُ فِي طَرَفِ الخَشبةِ، فتَرَكَ فِيهِ زُجًّا ليُمْسِكَه ويَحْفَظَ مَا فِي جَوْفِهِ.
(! والزُّجُجُ بضمّتينِ الحَمِيرُ المُقَتَّلَة) ، وَفِي بعض النّسخ: المُقْتَتِلة.
(و) {الزُّجُج أَيضاً: (الحِرَابُ المُنَصَّلَةُ) ، ظاهرُ صَنيعِه أَنه جمعٌ وَلم يَذْكُرْ مُفْرَدَه.
(و) فِي الحَدِيث ذُكِرَ (زُجُّ لاَوَةَ) ، وَهُوَ بالضمّ (: ع) نَجْديّ بعثَ إِليه رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمالضحَّاكَ بن سُفيانَ يَدْعُو أَهلَه إِلى الإِسلام.
(و) من الْمجَاز: (} زِجَاجُ الفَحْلِ، بالكسرِ: أَنْيَابُه) ، وأَنشد:
لَهَا زِجاجٌ ولَهاةٌ فارضُ
(وأَجْمَادُ {الزِّجَاجِ: ع بالصَّمّان) ذكره ذُو الرُّمَّة:
فَظَلَّتْ بأَجْمَادِ الزِّجاجِ سَواخِطاً
صِياماً تُغَنِّي تَحْتَهُنّ الصّفائِحُ
يَعْنِي الحميرَ سَخِطَتْ على مَرَاتِعها ليُبْسها.
(} وازْدَجَّ الحاجِبُ: تَمَّ إِلى ذُنَابَي العَيْنِ) .
( {والمَزْجُوج) : المَرْمِيُّ بِهِ، و (غَرْبٌ لَا يُدِيرونه ويُلاقُون بَين شَفَتَيْه ثمَّ يَخْرِزُونَه) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
زَجَّ: إِذا طَعَنَ بالعَجَلَة.
} والزَّجّاجَة: الاسْت، لأَنها تَزُجّ بالضَّرْط والزِّبْل.
{والزَّجَج فِي الإِبل: رَوَحٌ فِي الرِّجْلَيْن وتَجْنِيب.
} وازْدَجَّ النَّبْتُ: اشتدَّتْ خُصَاصُه.
وَفِي (الأَساس) : (وَمن الْمجَاز: نَزَلْنَا بوَادٍ! يَزُجُّ النَّبَاتَ (وبالنَّبَات) أَي يُخرِجه ويَرْمِيه كأَنّه يَرْمِي بِهِ عَن نفْسه) ، انْتهى.
وَفِي حَدِيث عَائِشَة قَالَت: (صلَّى النّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليلَةً فِي رَمَضَانَ، فتَحَدَّثُوا بذالك. فأَمْسَى المَسجِدُ من اللّيلةِ المُقْبِلَةِ {زَاجًّا) . قَالَ ابْن الأَثير: قَالَ الحَرْبيّ: أَظنه جَأْزاً، أَي غاضًّا بالنّاس، فقَلَب، من قَوْلهم: جَئِز بالشَّرَابِ جَأْزاً: إِذا غُصّ بِهِ. قَالَ أَبو مُوسَى: وَيحْتَمل أَن يكون: راجًّا، بالراءِ، أَراد أَنّ لَهُ رَجّةً من كثيرةِ النَاسِ.
} وزُجٌّ: ماءٌ أَقطَعَه رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمالعَدّاءَ بنَ خالدٍ.
قلت: ومِزْجَاجَةُ، بِالْكَسْرِ: موضِعٌ بالقُرْب مِن زَبِيدَ، مِنْهُ شيخُنَا رَضِيُّ الدِّين عبدُ الْخَالِق بنْ أَبي بكرِ بنِ الزَّيْن بن الصِّدّيق بن مُحَمَّد بن المِزْجاجيّ، ورهطُه.
وأَبو محمّدٍ عبدُ الرَّحيمِ بنُ محمدِ بن أَحمَد بنِ فارسٍ الثّعُلَبيّ البغداديّ الحَنْبَليّ، عُرِف بابنِ الزَّجَّاجِ، سَمِع بنَ صِرْما وابنَ رَوْزَبَه وجماعَةً، وحَدَّث.
وَقَالَ قُطْرُب فِي مُثَلَّثِه: الزَّجاج بِالْفَتْح: حب القَرَنْفُل.
(ز ج ج) : (زُجَّ لَاوَةَ) مَوْضِعٌ.

زنب

زنب


زَنِبَ(n. ac. زَنَب)
a. Was fat.

أَزْنَبُa. Fat.
(زنب)
زنبا سمن فِي قصر فَهُوَ أزنب وَهِي زنباء (ج) زنب
(ز ن ب) : زَيْنَبُ) بِنْتُ أَبِي مُعَاوِيَةَ الثَّقَفِيَّةُ امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - رَوَى عَنْهَا زَوْجُهَا وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ -.
زنب
زُنابة [مفرد]: زُبانى؛ قَرْن العقرب "للعقرب زُنابتان". 

زُنابى [مفرد]: زُنابة؛ قَرْن العقرب "للعقرب زُنابيان". 

زَيْنَب [جمع]: (نت) نبات عشبيّ بصليّ مُعَمَّر من فصيلة النَّرجسيّات، أزهاره جميلة بيضاء اللون فوّاحة الرَّائحة، وبه سُمِّيَت المرأة. 
[ز ن ب] زُنَابَةُ العَقْربِ، وزُبَانَاها، كِلْتاهُما: إبْرَتُها التى تَلْدَغُ بها. والزُّنَابَى: شِبْهُ المُخاط يَقَعُ من أُنُوفِ الإبِل، هَكذا رُوَاهُ بَعْضُهم، والصَّوابً الذنُّانَى. وزَنْبَةُ وزَيْنَبُ، كِلْتَاهُما: اسمُ امْرَأةٍ. وأبُو زُبَيْبَةَ: كُنْيةٌ من كُناهُم، قال:

(نَكْدتَ أبا زُنَبْيَةَ أَن سَأَلْنَا ... بحاجَتِنا، ولم يَنْكَدً ضَبَابُ)

وهو تَصغيرُ زَيْنَبَ بعدَ التَّرخيمِ، فأمَّا قولُه بعد هذا:

(فجُنبْتَ الجيُوشَ أبا زُنَيْبٍ ... وجادَ على مَنازِلِكَ السحابُ) فإنَّما أرادَ ((أَبا زُنَيْبْةَ)) فَرخَّمه في غَيْرِ النِّداءِ اضْظراراً، على لُغَة من قالَ: يا حَارُ.

زنب: زُنابةُ العَقْرب وزُناباها: كلتاهما إِبْرتُها التي تَلْدَغُ بها.

والزُّنابى: شِبْهُ الـمُخاطِ يقع من أُنوف الإِبل، فُعالى، هكذا رواه

بعضهم، والصواب الذُّنابى، وقد تقدّم.

وزَنْبةُ وزَيْنَبُ: كلتاهما امرأَة.

وأَبو زُنَيبةَ: كُنيةٌ من كُناهم؛ قال:

نَكِدْتَ أَبا زُنَيْبةَ، أَن سَـأَلْنا * بحاجَتنا، ولم يَنْكَدْ ضَبابُ

وهو تصغير زَيْنَبَ، بعد الترخيم. فأَما قوله بعد هذا:

فَجُنِّبْتَ الجُيُوشَ، أَبا زُنَيْبٍ، * وجادَ على مَنازِلِكَ السَّحابُ

فإِنما أَراد أَبا زُنَيْبةَ، فرَخَّمه في غير النداءِ اضطراراً، على

لغة من قال يا حارُ. أَبو عمرو: الأَزْنَبُ القصير السمين، وبه سميت المرأَة زَيْنَبَ.

وقد زَنِبَ يَزْنَبُ زَنَباً إِذا سَمِنَ.

والزَّنَبُ: السِّمَنُ.

ابن الأَعرابي: الزَّيْنَبُ شجر حَسَنُ الـمَنْظَر، طَيِّبُ الرائحة،

وبه سميت المرأَة، وواحد الزَّيْنَبِ للشجر زَيْنَبة.

زنب
: (زَنِبَ كفَرِح) يَزْنَب زَنَباً أَهمله الجوهريّ، وَقَالَ أَبو عَمْرو: أَي (سَمِن) . الزَّنَبُ السِّمَنُ. (والأَزْنَبُ: السَّمِينُ، وَبِه سُمِّيَت المَرْأَة زَيْنَب) قَالَه أَبُو عَمْرو، قَالَ سِيبَوَيْه: هُوَ فَيْعَل واليَاءُ زَائِدَةٌ. (أَو مِنْ زُنَابَى العَقْرَب) وزُنَابَتْها كِلْتَاهُما (لِزُبَانَاهَا) إِبْرَتها الَّتِي تَلْدَغ بِهَا كَمَا نَقَلَه ابْنُ دُرَيْد فِي بَابِ فَيْعَل. والزُّنَابَى: شِبْهُ المُخَاطِ يَقَع من أُنُوفِ الإِبِل: شِبْهُ المُخَاطِ يَقَع من أُنُوفِ الإِبِل، فُعَالَى، هَذَا رَوَاه بَعْضُهم، والصَّوَابُ بالذَّال والنُّونِ، وَقد تَقَدَّمَتِ الإِشارَةُ إِلَيه. (أَو مِنَ الزَّينَبِ لشَجَرٍ حَسَنِ المَنْظَر طيِّبِ الرَّائِحَة) وَاحِدَتُه زَيْنَبَة، قَالَه ابْنُ الأَعْرَابِيّ. (أَو أَصْلُهَا زَيْنُ أَب) ، حُذفَت الأَلفُ لكَثْرَةِ الاسْتِعمَالِ.
(وَزَنْبَةُ) وزَيْنَب كلْتَاهُما (امرَأَةٌ) . وَقَالَ أَبو الفَتْح فِي كتَاب الاشْتقَاق: زَيْنَبُ عَلَم مُرْتَجَلٌ، قَالَ: وأَخبرنا أَبو بكر مُحَمَّدُ بنُ الحَسَن عَنِ أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: قَالَ فلَان: رَحِمَ اللهُ عَمَّتي زَنْبَة، مَا رَأَيْتُها قَطّ تَأْكُلُ إلَّا طَيِّباً، ثمَّ قَالَ: فَهَذِهِ فَعْلَةٌ مِنْ هَذَا، وزَيْنَب فَيْعَل مِنْهُ، انْتهى. وَقَالَ العَلَم السَّخَاوِيّ فِي سِفْرِ السَّعَادة: زَيْنَب: اسْمُ امرأَة، وبِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم. (والزَّيْنَبُ: الجَبَانُ) نَقَلَه الصَّاغَانِي.
(والزِّينَابَة، بالكَسْر: سَمَكَةٌ دَقيقَةٌ) نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ أَيْضاً.
(وأَبو زُنَيْبَةَ كجُهَيْنَة) : كُنْيَةٌ (من كُنَاهُم) . قَالَ:
نَكِدْتَ أَبَا زُنَيْبَةَ إِذْ سَأَلْنَا
بحَاجَتِنا ولَمْ يَنكَدْ ضَبَابُ
وَقد يُرَخَّمَ عَلَى الاضْطِرار. قَالَ:
فجُنِّبْتَ الجُيُوشَ أَبَا زُنَيْبٍ
وجَادَ عَلَى مَنَازِلِك السَّحَابُ
(وعَمْرُو بْنُ زُنَيْبٍ كزُبَيْر: تَابِعِيّ) سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِك.
(والزَّأْنَبَى) بالهَمْز (كقَهْقَرَى: مَشْيٌ فِي بُطْءٍ) ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ. (وَزَيْنَبُ بِنْتُ أُمِّ سَلَمَة كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم يَدْعُوهَا زُنَابَ بالضَّمِّ) ، هَكَذَا ضَبَطَه الأَمِير، ويُصَغِّرُهَا العَوَامُّ فيَقُولُونَ: زَنُّوبَة. من أَمْثَالِهِم: (أَسْرَقُ مِنْ زُنَابَةَ) . قَالَ ابْن عبد ربه فِي العِقْد: هِيَ الفأْرَة وتَقَدم فِي (ز ب ب) .
وقاضي القُضَاة أَحْمَدُ بْنُ مُحَمّدِّ بْنِ صَاعِدِ الحَنَفِيّ. وأَبُو الفَوَارس طرّاد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحَسَن النَّقِيبُ. وأَبو مَنْصور مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي تَمَّامٍ. وأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ، الزَّيْنَبِيُّونَ، مُحَدِّثُونَ، نِسْبَةً إِلَى زيْنَب ابْنَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهم.
والزَّيْنَبِيُّون: بَطْنٌ مِنْ وَلَد عَلِيَ الزَّيْنَبِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجَوَادِ بْنِ جَعْفَر الطَّيَّارِ نِسْبَةً إِلَى أُمِّه زَيْنَب بِنْتِ سَبِّدنَا عَلِيَ رَضِي الله عَنْه، وأُمُّهَا فَاطِمَةُ رَضِي اللهُ عَنْهَا. وَوَلَد عليّ هذَا أَحَد أَرْحَاءِ آلِ أَبِي طَالِبٍ الثَّلَاثَة، أَعْقَبَ مِنْ ابْنِه مُحَمَّدٍ، والحَسَنِ، وعِيسَى، ويَعْقُوبَ. وأَبو الحَسَن عَلِيُّ بْنُ طَلْحَةَ بْن عَلِيِّ بْنِ مُحَمدِ الزَّيْنَبِيّ، تَولَّى الخَطَابَة والنِّقَابَةَ بَعْدَ أَبِيهِ فِي زَمَن المُسْتَنْجِدِ، وتُوُفِّي سَنَة 561 هـ. وزيْنَبُ ابْنَةُ الحسَيْن بْنِ عَليَ أُمُّهَا سُكَيْنَةُ أُمُّ الرَّبَاب، وفَدَت إِلى مِصْر وبِهَا دُفِنَت. وزَيْنَبُ الثَّقَفِيَّة لَهَا صُحْبَة. ثمَّ إِنَّ هذهِ المادَّةِ كتَبَهَا المُؤَلِّفُ بالحُمرَة؛ لأَنَّ الجَوْهَرِيَّ أَسْقَطهَا تَبَعاً للخَلِيل فِي كِتَابِ العَيْنِ وابْنِ فَارِس والزبِيدِيّ وغَيْره. وَهِي فِي لِسَان الْعَرَب وغَيْرِهِ مِنْ أُمَّهَاتِ اللُّغَةِ.

ودي

و د ي

وديت القتيل: أدّيت ديته، واتّدى وليّ القتيل: أخذ الدية. يقال: اتّدى فلان ولم يثأر. وقالت أخت عمرو:

فإن أنتم لم تثأروا واتّديتم ... فمشّوا بآذان النّعام المصلّم

وغرس الوديّ: الفسيل. وودى الرجل ودياً.

ومن المجاز: حلّ بواديك أي نزل بك المكروه وضاق بك الأمر.

ودي


وَدَى
a. [ يَدِي] (n. ac.
وَدْي
دِيَة [وِدْيَة]), Paid blood-money for.
b.(n. ac. وَدْي), Brought near.
وَدَّيَ
a. [ coll. ], Sent.
b. [ coll. ] [Ila], Led to (road).
أَوْدَيَa. Perished.
b. Was well-armed.
c. [Bi], Took away (death).
إِوْتَدَيَ
(ت)
a. Received blood-money.

إِسْتَوْدَيَ
a. [Bi], Acknowledged (debt).
دِيَةa. Blood-money.

وَدًىa. Ruin; death.

وَادٍ (pl.
أَوْدَاة []
أَوْدِيَة [ 15t ]
وِدْيَان []
أَوْدَآء []
أَوْدَايَة [] )
a. Valley, vale; glen, gully.
b. Oasis.
c. River-bed; river.

وَدِيَّة [] (pl.
وَدِيّ)
a. Palm-shoot.

هُمَا مِن وَادٍ وَاحِدٍ
a. They are alike in sense & sound ( words).
ودي: ودّي: في (محيط المحيط): ( ... والعامة تقول ودّاه أي بعث به وأوصله). وفي (بقطر) عامية أدَّى.
واد: في (محيط المحيط): ( .. والجمع أوداء وأدوية والعامة تقول وديان. ويقال هما من واد واحد، أي من لفظ ومعنى واحد. ومن أمثال العامة أنت من وادِ ونحن من وادٍ. ويضرب في اختلاف المقاصد). (بقطر) (إن الوادي يشير إلى ماء الينبوع في التل وإلى المسارب العميقة الداخلية الجافة التي تستخدم بمثابة قنوات إسالة لمياه الأمطار في الصحارى. وكذلك الأمر فيما يتعلق بالواحات، فيما يعتقده العامة، لأن الماء يتم تجهيزه من الغدران التي هي تحت الأرض (كاريت حغرافيا 124)؛ (ريشاردسون صحارى 162:1): (كل ما هو في الأعماق، وقد تم التخلي عن سطحه، لعدم أهميته للوادي وحوض النهر أو المجرى أو الساقية)؛ أنظر (ساندرفال 15).
واد: أنظر (إضافات) في نهاية فقرة (فريتاج) وانظر (المقري 13:182:1) هو في واد آخر عنه.
و د ي : وَدَى الْقَاتِلُ الْقَتِيلَ يَدِيهِ دِيَةً إذَا أَعْطَى وَلِيَّهُ الْمَالَ الَّذِي هُوَ بَدَلُ النَّفْسِ وَفَاؤُهَا مَحْذُوفَةٌ وَالْهَاءُ عِوَضٌ وَالْأَصْلُ وِدْيَةٌ مِثْلُ وِعْدَةٌ.
وَفِي الْأَمْرِ (دِ) الْقَتِيلَ بِدَالٍ مَكْسُورَةٍ لَا غَيْرُ فَإِنْ وَقَفْتَ قُلْتَ دِهْ ثُمَّ سُمِّيَ ذَلِكَ الْمَالُ دِيَةً
تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَالْجَمْعُ دِيَاتٌ مِثْلُ هِبَةٍ وَهِبَاتٍ وَعِدَةٍ وَعِدَاتٍ وَاتَّدَى الْوَلِيُّ عَلَى افْتَعَلَ إذَا أَخَذَ الدِّيَةَ وَلَمْ يَثْأَرْ بِقَتِيلِهِ وَوَدَى الشَّيْءُ إذَا سَالَ وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ.

الْوَادِي وَهُوَ كُلُّ مُنْفَرَجٍ بَيْنَ جِبَالٍ أَوْ آكَامٍ يَكُونُ مَنْفَذًا لِلسَّيْلِ وَالْجَمْعُ أَوْدِيَةٌ.

وَوَادِي الْقُرَى مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ الْمَدِينَةِ عَلَى طَرِيقِ الْحَاجِّ مِنْ جِهَةِ الشَّامِ.

وَالْوَدْيُ مَاءٌ أَبْيَضُ ثَخِينٌ يَخْرُجُ بَعْدَ الْبَوْلِ يُخَفَّفُ وَيُثَقَّلُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ قَالَ الْأُمَوِيُّ الْوَدِيُّ وَالْمَذِيُّ وَالْمَنِيُّ مُشَدَّدَاتٌ وَغَيْرُهُ يُخَفِّفُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْمَنِيُّ مُشَدَّدٌ وَالْآخَرَانِ مُخَفَّفَانِ وَهَذَا أَشْهَرُ يُقَالُ وَدَى الرَّجُلُ يَدِي وَأَوْدَى بِالْأَلِفِ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ إذَا خَرَجَ وَدْيُهُ وَمَنَعَ ابْنُ قُتَيْبَةَ الرُّبَاعِيَّ.

وَأَوْدَى إذَا هَلَكَ فَهُوَ مُودٍ وَأَمَّا قَوْلُهُ بَعِيرٌ غَيْرُ مُودٍ أَيْ غَيْرُ مَعِيبٍ فَلَا أَعْرِفُ لَهُ وَجْهًا إلَّا أَنَّ الْأَمْرَاضَ وَالْعُيُوبَ لَمَّا كَانَتْ مَظِنَّةَ الْهَلَاكِ أُقِيمَتْ مُقَامَهُ مَجَازًا وَنُفِيَتْ.

وَالْوَدِيُّ عَلَى فَعِيلٍ صِغَارُ الْفَسِيلِ الْوَاحِدَةُ وَدِيَّةٌ. 
(و د ي) : (الدِّيَةُ) مَصْدَرُ وَدَى الْقَاتِلُ الْمَقْتُولَ إذَا أَعْطَى وَلِيَّهُ الْمَالَ الَّذِي هُوَ بَدَلُ النَّفْسِ ثُمَّ قِيلَ لِذَلِكَ الْمَالِ (الدِّيَةُ) تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ وَلِذَا جُمِعَتْ وَهِيَ مِثْلُ عِدَةٍ وَزِنَةٍ فِي حَذْفِ الْفَاءِ (وَفِي حَدِيثِ) قَتْلَى بَنِي جَذِيمَةَ فَبَعَثَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَلِيًّا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (فَوَدَى) إلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ أُصِيبَ لَهُمْ حَتَّى وَدَى إلَيْهِمْ مِيلَغَةَ الْكَلْبِ وَإِنَّمَا عُدِّيَ بِإِلَى عَلَى تَضْمِينِ مَعْنَى أَدَّى وَاسْتُعْمِلَ فِي الْمِيلَغَةِ وَهِيَ إنَاءُ الْوُلُوغِ فِيهِ عَلَى طَرِيقِ الْمُشَاكَلَةِ وَأَصْلُ التَّرْكِيبِ يَدُلُّ عَلَى مَعْنَى الْجَرْي وَالْخُرُوجِ وَمِنْهُ (الْوَادِي) لِأَنَّ الْمَاءَ يَدِي فِيهِ أَيْ يَجْرِي فِيهِ وَيَسِيلُ وَمِنْهُ (وَادِي الْقُرَى) وَهُوَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مَنْ الْمَدِينَةِ فَتَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنْوَةً وَعَامَلَ مَنْ فِيهِ مِنْ الْيَهُودِ مُعَامَلَةَ أَهْلِ خَيْبَرَ ثُمَّ بَعْد ذَلِكَ أَجْلَاهُمْ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَقَسَّمَ الْوَادِيَ بَيْنَ الْإِمَارَةِ وَبَيْنَ بَنِي عُذْرَةَ أَيْ مَنْ إلَيْهِ الْإِمَارَةُ وَنِيَابَةُ الْمُسْلِمِينَ (وَقَوْلُ الْأَعْرَابِيِّ) فِي حَدِيثِ عُثْمَانَ إذَنْ تَمُوتُ فُصْلَانُهَا حَتَّى تَبْلُغَ (وَادِيَّ) بِالتَّشْدِيدِ لِأَنَّهُ مُضَافٌ إلَى يَاءِ الْمُتَكَلِّمِ وَمِنْهُ (الْوَدْيُ) وَهُوَ الْمَاءُ الرَّقِيقُ يُخْرَجُ بَعْدَ الْبَوْلِ (وَقَدْ وَدَى الرَّجُلُ وَأَوْدَى) إذَا خَرَجَ مِنْهُ وَإِنَّمَا طَوَّلْتُ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ (الدِّيَةَ) لَيْسَتْ بِمُشْتَقَّةٍ مِنْ الْأَدَاءِ وَتَقُولُ فِي الْأَمْرِ مِنْ يَدِي دِهْ دِيَا دُوا وَفِي الْحَدِيثِ «قُومُوا فَدُوهُ» «وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لِعِمْرَانَ أَنْ قُمْ فَدِهْ» وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «لِعَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - يَا عَلِيُّ اُخْرُجْ إلَى هَؤُلَاءِ فَوَدِّ دِمَاءَهُمْ» صَوَابُهُ فَدِ يَرْوِيهِ فِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ حَكِيمُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فِي فَتْحِ مَكَّةَ (وَأَمَّا الْوَدِيُّ) وَهُوَ الْفَسِيلُ فَلِأَنَّهُ غُصْنٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّخْلِ ثُمَّ يُقْطَعُ مِنْهُ فَيُغْرَسُ (وَقَوْلُهُمْ أَوْدَى) إذَا هَلَكَ مَأْخُوذٌ مِنْ ذَلِكَ أَيْضًا أَلَا تَرَى إلَى قَوْلِهِمْ (سَالَ بِهِمْ الْوَادِي) إذَا هَلَكُوا وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (أَوْدَى) رَبْعُ الْمُغِيرَةِ.
ودي
ودَى يَدي، دِ/ دِهْ، وَدْيًا ودِيَةً، فهو وادٍ، والمفعول مَوْديّ (للمتعدِّي)
• ودَى الشيءُ: سال.
• ودَى القاتلُ القتيلَ: أعطى وَلِيَّه دِيَتَه. 

أودى/ أودى بـ يُودي، أوْدِ، إيداءً، فهو مُودٍ، والمفعول مُودًى به
• أودى الشَّخْصُ:
1 - هلَك.
2 - خرج منه الوَدْي.
• أودى المَرَضُ بصحَّته: ذهَب بها "أودى به الموت- أودت به الحُمَّى- وإنَّما لي يومٌ لستُ سابِقَه ... حتَّى يجيءَ وإنْ أودى به العُمُرُ: ذهب به وطال". 

إيداء [مفرد]: مصدر أودى/ أودى بـ. 

دِيَة [مفرد]: ج دِيَات (لغير المصدر):
1 - مصدر ودَى.
2 - مالٌ يُعْطَى لعائلة المقتول مقابل النَّفْس المقتولة " {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ} ". 

وادٍ [مفرد]: ج أودِيَة (لغير العاقل) ووُدْيان (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من ودَى.
2 - (جغ) منفرج بين جبال أو تِلال أو آكام يكون منفذًا للسَّيْل ومسلكًا، وقد يكون ضَحْلاً أو عميقًا أو ضيِّقًا أو واسعًا، ويحوي عادة مجرى مائيًّا "وادي النِّيل شريان الحياة لمصر- {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} - {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ} " ° أنت في وادٍ ونحن في وادٍ [مثل]: يُضْرَب في اختلاف المقاصد- استبطن الوادي: دخل بطنه- جناحا الوادي/ جنبتا الوادي/ شاطئا الوادي/ ضفَّتا الوادي: مجريان عن يمينه وشماله- حَلّ بواديه: نزل به المكروه وضاق به الأمرُ- سال بهم الوادي: هلكوا- جِزْعا الوادي/ شدقا الوادي/ شفيرا الوادي: حدّاه وجانباه وناحيتاه- صيحة في وادٍ: عمل لا ثمرة له- عتبتا الوادي: جانباه الأقصيان- كصرخة في وادٍ: دون أن يكون له أي تأثير- مِنْ كلّ وادٍ عصا: مِنْ هنا وهناك- هما من وادٍ واحدٍ: متشابهان.
3 - أسلوب الكلام كالمدح والذم والغزل وغيرها " {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} ". 

وَدْي [مفرد]:
1 - مصدر ودَى.
2 - (طب) ماء رقيق أبيض يخرج في إثر البَوْل من إفراز البروسْتاتة. 

ودي: الدِّيةُ: حَقُّ القَتِيل، وقد ودَيْتُه وَدْياً. الجوهري:

الدِّيةُ واحدة الدِّيات، والهاءُ عوض من الواو، تقول: ودَيْتُ القَتِيلَ

أَدِيةَ ديةً إِذا أَعطيت دَيَتَه، واتَّدَيْتُ أَي أَخذتُ دِيَتَه، وإِذا

أَمرت منه قلت: دِ فلاناً وللاثنين دِيا، وللجماعة دُوا فلاناً. وفي حديث

القسامة: فوَداه من إِبل الصدقة أَي أَعطى دِيَته. ومنه الحديث: إِن

أَحَبُّوا قادُوا وإِن أَحَبُّوا وادُوا أَي إِن شاؤوا اقتَصُّوا، وإِن شاؤوا

أَخَذوا الدِّية، وهي مفاعلة من الدية. التهذيب: يقال ودى فلان فلاناً إِذا

أَدَّى ديته إِلى وليه. وأَصل الدِّيَّة وِدْية فحذفت الواو، كما قالوا

شِيةٌ من الوَشْي. ابن سيده: ودى الفرسُ والحِمارُ وَدْياً أَدْلى

ليَبُول أَو ليَضْرِبَ، قال: وقال بعضهم وَدَى ليبول وأَدْلى ليَضْرب، زاد

الجوهري: ولا تقل أَوْدى، وقيل: وَدَى قطرَ. الأَزهري: الكسائي وَدَأَ الفرسُ

يَدَأْ بوزن وَدَعَ يَدَعُ إِذا أَدلى، قال: وقال أَبو الهيثم هذا

وهَمٌ، ليس في وَدَأَ الفرسُ إِذا أَدْلى همز. وقال شمر: وَدى الفَرسُ إِذا

أَخرج جُرْدانَه. ويقال: وَدى يَدي إِذا انتشر. وقال ابن شميل: سمعت

أَعرابيّاً يقول إني أَخاف أَن يَدي، قال: يريد أَن يَنْتَشِرَ ما عندك، قال:

يريد ذكره. وقال شمر: وَدى أَي سال، قال: ومنه الوَدْيُ فيما أُرى لخُروجه

وسَيَلانِه، قال: ومنه الوادي. ويقال: ودى الحِمارُ فهو وادٍ إذا

أَنْعَظَ؛ ويقال: وَدَى بمعنى قَطَر منه الماء عند الإِنْعاظِ. قال ابن بري:

وفي تهذيب غريب المصنف للتبريزي وَدَى وَدْياً أَدْلى ليَبُوكَ، بالكاف،

قال: وكذلك هو في الغريب. ابن سيده: والوَدْيُ والوَدِيُّ، والتخفيف أَفصح،

الماءُ الرقيقُ الأَبيضُ الذي يَخرج في إِثْرِ البول، وخصص الأَزهري في

هذا الموضع فقال: الماء الذي يخرج أَبيض رقيقاً على إِثر البول من

الإِنسان. قال ابن الأَنباري: الوَدْيُ الذي يخرج من ذكر الرجل بعد البول إِذا

كان قد جامع قبل ذلك أَو نَظَرَ، يقال منه: وَدى يَدي وأَوْدى يُودي،

والأَول أَجود؛ قال: والمَذْيُ ما يخرج من ذكر الرجل عند النظر يقال: مَذى

يَمْذي وأَمْذى يُمْذي. وفي حديث ما ينقض الوضوءَ ذكر الودي، بسكون الدال

وبكسرها وتشديد الياء، البلَل اللّزِجُ الذي يخرج من الذكر بعد البول،

يقال وَدى ولا يقال أَوْدى، وقيل: التشديد أَصح وأَفصح من السكون. ووَدى

الشيءُ وَدْياً: سال؛ أَنشد ابن الأَعرابي للأَغلب:

كأَنَّ عِرْقَ أَيْرِه، إِذا ودى،

حَبْلُ عَجُوزٍ ضَفرَتْ سَبْع قُوى

التهذيب: المَذِيُّ والمَنِيُّ والوَدِيُّ مشدداتٌ، وقيل تخفيف. وقال

أَبو عبيدة: المَنِيُّ وحده مشدد والآخران مخففان، قال: ولا أَعلمني سمعت

التخفيف في المَنِيّ. الفراء: أَمْنى الرجل وأَوْدى وأَمْذى ومَذى وأَدْلى

الحِمارُ، وقال: وَدى يَدي من الوَدْيِ وَدْياً، ويقال: أَوْدى الحِمارُ

في معنى أَدْلى، وقال: وَدى أَكثر من أَوْدى، قال: ورأَيت لبعضهم

استَوْدى فلان بحَقِّي أَي أَقَرَّ به وعَرَفه؛ قال أَبو خيرة:

ومُمَدَّحٍ بالمَكْرُوماتِ مَدَحْتُه

فاهْتَزَّ، واستَودى بها فحَباني

قال: ولا أَعرفه إِلا أَن يكون من الدِّية، كأَنه جَعل حِباءَه له على

مَدْحِه دِيةً لها.

والوادي: معروف، وربما اكتفوا بالكسرة عن الياء كما قال:

قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشاهِقِ

ابن سيده: الوادي كل مَفْرَج بين الجبالِ والتِّلال والإِكام، سمي بذلك

لسَيَلانه، يكون مَسْلَكاً للسيل ومَنْفَذاً؛ قال أَبو الرُّبَيْس

التغلَبيّ:

لا صُلْح بَيْنِي، فاعْلَمُوه، ولا

بَيْنَكُم ما حَمَلَتْ عاتِقي

سَيْفِي، وما كُنَّا بِنَجْدٍ، وما

قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشَّاهِقِ

قال ابن سيده: حذف لأَن الحرف لما ضعف عن تحمل الحركة الزائدة عليه ولم

يقدر أَن يَتَحَامَلَ بنفسه دَعا إِلى اخترامه وحذفه، والجمع

الأَوْدِيةُ، ومثله نادٍ وأَنْدِيةٌ للمَجالس. وقال ابن الأَعرابي: الوادِي يجمع

أَوْداء على أَفْعالٍ مثل صاحبٍ وأَصْحابٍ، أَسدية، وطيء تقول أَوداهٌ على

القلب؛ قال أَبو النجم: وعارَضَتْها، مِنَ الأَوْداهِ، أَوْدِيةٌ

قَفْرٌ تُجَزِّعُ منها الضَّخْمَ والشعبا

(* قوله« والشعبا» كذا بالأصل.)

وقال الفرزدق:

فَلولا أَنْتَ قد قَطَعَتْ رِكابي،

مِنَ الأَوْداهِ، أَودِيةً قِفارا

وقال جرير:

عَرَفْت ببُرقةِ الأَوْداهِ رَسماً

مُحِيلاً، طالَ عَهْدُكَ منْ رُسُوم

الجوهري: الجمع أَوْدِيةٌ على غير قياس كأَنه جمع وَدِيٍّ مثل سَرِيٍّ

وأَسْريِةٍ للنَّهْر؛ وقول الأَعشى:

سِهامَ يَثْرِبَ، أَوْ سِهامَ الوادي

يعني وادي القُرى؛ قال ابن بري: وصواب إنشاده بكماله:

مَنَعَتْ قِياسُ الماسِخِيَّةِ رَأْسَه

بسهامِ يَثْرِبَ، أَوْ سِهامِ الوادِي

ويروى: أَو سهامِ بلاد، وهو موضع. وقوله عز وجل: أَلم تر أَنهم في كل

وادٍ يَهيمُون؛ ليس يعني أُوْدِيةَ الأَرض إِنما هو مَثَلٌ لشِعرهم

وقَولِهم، كما نقول: أَنا لكَ في وادٍ وأَنت لي في وادٍ؛ يريد أَنا لك في وادٍ

من النَّفْع أَي صِنف من النفع كثير وأَنت لي في مثله، والمعنى أَنهم

يقولون في الذم ويكذبون فيَمدحون الرجل ويَسِمُونه بما ليس فيه، ثم استثنى عز

وجل الشعراء الذين مدحوا سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم ، وردّوا

هِجاءه وهِجاء المسلمين فقال: إِلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا

الله كثيراً؛ أَي لم يَشغَلْهم الشِّعر عن ذكر الله ولم يجعلوه همتهم،

وإِنما ناضَلُوا عن النبي، صلى الله عليه وسلم، بأَيديهم وأَلسنتهم فهجَوْا

من يستحق الهِجاء وأَحَقُّ الخَلْق به من كَذَّبَ برسوله، صلى الله عليه

وسلم، وهَجاه؛ وجاء في التفسير: أَن الذي عَنَى عز وجل بذلك عبدُ الله بنُ

رَواحةَ وكَعْبُ بن مالك وحَسَّانُ بن ثابت الأَنصاريون، رضي الله عنهم،

والجمع أَوْداء وأَوْدِيةٌ وأَوْدايةٌ؛ قال:

وأَقْطَع الأَبْحُر والأَوْدايَهْ

قال ابن سيده: وفي بعض النسخ والأَوادية، قال: وهو تصحيف لأَن قبله:

أَما تَرَيْنِي رَجُلاً دِعْكايَهْ

ووَدَيْتُ الأَمْرَ وَدْياً: قَرَّبْتُه. وأَوْدَى الرجلُ: هَلَكَ، فهو

مُودٍ؛ قال عَتَّاب بن وَرْقاء:

أَوْدَى بِلُقْمانَ، وقد نالَ المُنَى

في العُمْرِ، حتى ذاقَ مِنه ما اتَّقَى

وأَوْدَى به المَنُون أَي أَهْلَكه، واسم الهَلاكِ من ذلك الوَدَى، قال:

وقلَّما يُستعمل، والمصدر الحقيقي الإِيداء. ويقال: أَوْدَى بالشيء ذهَب

به؛ قال الأَسود بن يعفر:

أَوْدَى ابنُ جُلْهُمَ عَبَّادٌ بِصِرْمَتِه،

إِنَّ ابنَ جُلْهُمَ أَمْسى حَيَّةَ الوادِي

ويقال: أَوْدَى به العُمْرُ أَي ذهَب به وطالَ؛ قال المَرَّار بن سعيد:

وإِنَّما لِيَ يَوْمٌ لَسْتُ سابِقَه

حتى يجيءَ، وإِنْ أَوْدَى به العُمُرُ

وفي حديث ابن عوف:

وأَوْدَى سَمْعُه إِلا نِدايا

أَوْدَى أَي هلَك، ويريد به صَمَمَه وذَهابَ سَمْعِه. وأَوْدَى به

الموتُ: ذهَب؛ قال الأَعشى:

فإِمَّا تَرَيْنِي ولِي لِمَّةٌ،

فإِنَّ الحَوادِثَ أَوْدَى بها

أَراد: أَوْدَتْ بها، فذكَّر على إِرادة الحيوان

(*قوله« الحيوان» كذا

بالأصل.)

والوَدَى، مقصور: الهَلاكُ، وقد ذكر في الهمز. والوَدِيُّ على فَعِيل:

فَسِيلُ النخل وصِغاره، واحدتها ودِيَّة، وقيل: تجمع الوَدِيَّةُ وَدايا؛

قال الأَنصاري:

نَحْنُ بِغَرْسِ الوَدِيِّ أَعْلَمُنا

مِنَّا برَكْضِ الجِيادِ في السُّلَفِ

وفي حديث طَهْفَة: ماتَ الوَدِيُّ أَي يَبِسَ من شِدَّةِ الجَدْب

والقَحْط. وفي حديث أَبي هريرة: لم يَشْغَلْنِي عن النبي،صلى الله عليه وسلم،

غَرْسُ الوَدِيِّ.

والتَّوادِي: الخَشَباتُ التي تُصَرُّ بها أَطْباءُ الناقة وتُشَدُّ على

أَخْلافِها إِذا صُرَّت لئلا يَرْضَعها الفَصِيل؛ قال جرير:

وأَطْرافُ التَّوادِي كُرومُها

وقال الراجز:

يَحْمِلْنَ، في سَحْقٍ مِنَ الخِفافِ،

تَوادِياً شُوبِهْنَ مِنْ خِلافِ

(* قوله «شوبهن» كذا في الأصل، وتقدم في مادة خلف: سوّين، من التسوية.)

واحدتها تَوْدِيةٌ، وهو اسم كالتَّنْهِيةِ؛ قال الشاعر:

فإِنْ أَوْدَى ثُعالةُ، ذاتَ يَوْمٍ،

بِتَوْدِيةٍ أُعِدّ لَه ذِيارا

وقد وَدَيْتُ الناقةَ بتَوْدِيَتَينِ أَي صَرَرْتُ أَخلافها بهما، وقد

شددت عليها التَّوْدية. قال ابن بري: قال بعضهم أَوْدَى إِذا كان كامِل

السِّلاح؛ وأَنشد لرؤبة:

مُودِينَ يَحْمُونَ السَّبِيلَ السَّابِلا

قال ابن بري: وهو غلط وليس من أَوْدَى، وإِنما هو من آدَى إِذا كان ذا

أَداةٍ وقُوَّة من السلاح.

وذي: ابن الأَعرابي: هو الوَذْيُ والوَذِيُّ، وقد أَوْذَى ووَذِيَ

(* قوله« ووذي» كذا ضبط في الأصل بكسر الذال، ولعله بفتحها كنظائره.

وهو المَنْيُ والمَنِيُّ. وفي الحديث: أَوحَى الله تعالى إِلى موسى،

عليه السلام، وعلى نبينا، صلى الله عليه وسلم، أَمِنْ أَجل دُنْيا دَنِيَّةٍ

وشَهْوةٍ وَذِيَّة؛ قوله: وذِيَّة أَي حقيرة. قال ابن السكيت: سمعت غير

واحد من الكلابيين يقول أَصْبَحَتْ وليس بها وَحْصةٌ وليس بها وَذْيةٌ

أَي بَرْدٌ، يعني البلاد والأَيام. المحكم: ما به وَذْيةٌ إِذا بَرأَ من

مرضه أَي ما به داء. التهذيب: ابن الأَعرابي ما به وَذيةٌ، بالتسكين، وهو

مثل حَزَّة، وقيل: ما به وَذْيةٌ أَي ما به عِلَّةٌ، وقيل: أَي ما به

عَيْبٌ، وقال: الوُذِيُّ هي الخُدُوش. ابن السكيت: قالت العامرية ما به

وَذْيةٌ أَي ليس به جِراحٌ.)

ودي
: (ي ( {الدِّيَةُ، بِالْكَسْرِ: حقُّ القَتيلِ) ، والهاءُ عِوَضٌ من الواوِ، (ج} دِياتٌ.
( {ووَداهُ، كدَعاهُ) ،} يَدِيه {وَدْياً} ودِيةً: إِذا (أَعْطَى {دِيتَه) إِلَى وَلِيّه؛ إِذا أَمَرْتَ مِنْهُ قُلْتَ: دِ فلَانا، وللاثْنَيْن:} دِيا، وللجماعَةِ: {دُوا فلَانا.
(و) } وَدَى (الأَمْرَ) {وَدْياً: (قَرَّبَهُ.
(و) } وَدَى (البَعيرُ) {وَدْياً: (أَدْلَى) ؛ وَفِي الصِّحاحْ: وَدَى الفَرَسُ} يَدِي {وَدْياً إِذا أَدْلَى؛ (ليَبُولَ أَو ليَضْرِبَ) .
قَالَ اليَزِيدِي:} وَدَى ليَبُولَ، وأَدْلَى ليَضْرِبَ، وَلَا تَقول {أَوْدَى، انتَهَى.
وقَرِيبٌ مِن ذلكَ سِياقُ ابنِ سِيدَه وَفِيه:} وَدَى الفرسُ والحمارُ؛ وقيلَ: وَدَى قَطَر.
وقِي التهذيبِ: قالَ الكِسائي: وَدَأَ الفرسُ يَدَأ بوَزْنِ وَدَعَ يَدَعُ، إِذا أَدْلَى، قالَ الأزْهري: وقالَ أَبو الهَيْثم: هَذَا وهَمٌ ليسَ فِي وَدَى الفرسُ إِذا أدْلَى هَمْزٌ.
وقالَ شَمِرٌ: وَدَى الفرسُ إِذا أَخْرَجَ جُرْدانَه.
ويقالُ: وَدَى الحِمارُ فَهُوَ {وادٍ إِذا أَنْعَظَ.
قَالَ ابنُ برِّي: وَفِي تهذيبِ غَرِيبِ المصنّف للتَّبْرِيزِي:} وَدَى! وَدْياً، أَدْلَى ليَبُوكَ، بالكافِ، قالَ: وكذلكَ هُوَ فِي الغَرِيبِ.
قُلْتُ: هَذَا إِن صحَّ فقد تَصَحَّف على الجَوْهرِي وقَبْله اليَزِيدِي فتأَمَّل ذلكَ.
( {والوادِي) : كلُّ (مَفْرَجٍ مَا بينَ جِبالٍ أَو تِلالٍ أَو آكامٍ) ، سُمِّي بذلكَ لسَيَلانِه يكونُ مَسْلَكاً للسَّيْلِ ومَنْفَذاً.
قَالَ الجَوْهرِي: ورُبَّما اكْتَفَوا بالكَسْرةِ عَن الباءِ، كَمَا قَالَ، أَبُو الرُّبَيْس التغلبي:
لَا صُلْح بَيْنِي فاعْلَمُوه وَلَا
بَيْنَكُم مَا حَمَلَتْ عاتِقِيسَيْفِي وَمَا كنَّا بنَجْدٍ وَمَا
قَرْقَرَ قُمْرُ} الوادِ بالشَّاهِقِ وقالَ بنُ سِيدَه: حذفَ لأنَّ الحرْفَ لمَّا ضعفَ عَن تحمّل الحَرَكةِ الزَّائِدَة عَلَيْهِ وَلم يَقْدر أنْ يَتَحَامَلَ بنَفْسِه دَعا إِلَى اخْترامِه وحذْفِه؛ (ج {أَوداءٌ) ، كصاحِبٍ وأَصْحابٍ، قالَ ابنُ الأعْرابي: أَسَدِيّةٌ؛ قالَ امْرؤُ القَيْس:
سالَتْ بهِنَّ نَطَاعِ فِي رأَد الضّحَى
والأمْعَزانِ وسالَتِ} الأوْداءُ ( {وأَوْديَةٌ) ؛ قالَ الجَوْهرِي على غيرِ قِياسٍ، كأنَّه جَمْعُ} وَدِيَ مِثْل سَرِيَ وأَسْرِيةٍ للنَّهْر.
وَفِي التَّوْشِيح: لم يُسْمَع أَفْعِلة جَمْعاً لفاعِلٍ سِواهُ؛ نقلَهُ شيْخُنا ثمَّ قالَ: وظَفِرْت بنادٍ وَأنْديةٍ.
قُلْتُ: قد سَبَقَه لذلكَ ابنُ سِيدَه ومَرَّ لنا هُنَاكَ كَلامٌ نَفِيسٌ فرَاجِعْه. وزادَ السَّمين فِي عمْدَةِ الحفَّاظ: تاجٍ وأَنْجِيَة ومَرَّ الكَلامُ عَلَيْهِ كَذلكَ.
( {وأَوْداةٌ) على القَلْبِ لُغَةُ طيِّىءٍ قالَ أَبُو النَّجْم فجمَعَ بينَ اللّغَتَيْن:
وعارَضَتْها مِنَ} الأوْداةِ {أَوْدِيةٌ
قَفْرٌ تُجَزِّعُ مِنْهَا الضَّخْمَ والشَّعبا وَقَالَ الفَرَزْدق:
ولَوْلاَ أَنْتَ قد قَطَعَتْ ركابي
مِنَ الأَوْداةِ أَوْدِيةً قِفارَا (} وأَوْدايَة) ؛ وَمِنْه قولُ الشَّاعرِ:
وأَقْطَع الأَبْحُر {والأَوْدايَهُ قالَ ابنُ سِيدَه: وبعضُهم يَرْوي:} والأَوْدايه، قالَ: وَهُوَ تَصْحيفٌ لأنَّ قَبْله:
أَما تَرَيْنِي رَجُلاً دِعْكايَهْ ( {وأَوْدَى) الرَّجُل: (هَلَكَ) ، فَهُوَ} مُودٍ: فِي حديثِ ابنِ عَوْف:
وَأَوْدَى سَمْعُه إلاَّ نِدايا أَي هَلَكَ، ويُريدُ صَمَمَه وذَهابَ سَمْعِه.
(و) {أَوْدَى (بِهِ الموتُ: ذَهَبَ) بِهِ؛ قالَ عَتَّابُ بنُ وَرْقاء:
أَوْدَى بلُقْمانَ وَقد نالَ المُنَى
فِي العُمْرِ حَتَّى ذاقَ مِنه مَا اتَّقَى (و) قالَ بعضُهم: أَوْدَى الرَّجُل إِذا (تَكَفَّرَ بالسَّلاحِ) ؛ وأَنْشَدَ لرُؤْبَة:
} مُودِينَ يَحْمُونَ السَّبيِلَ السَّابِلا ونقلَهُ الصَّاغاني عَن ابنِ الأَعْرابي.
قَالَ ابنُ بَرِّي: وَهُوَ غَلَطٌ وليسَ مِن أَوْدَى، وإنَّما هُوَ مِن {آدَى إِذا كانَ ذَا} أَداةٍ وقُوَةٍ مِن السَّلاح. ( {واسْتَوْدَى) فلانٌ (بحَقِّي) أَي (أَقَرَّ) بِهِ وعَرَفه؛ قالَ أَبو وَجْزَةَ:
ومُمَدَّحٍ بالمَكْرُ ماتِ مَدَحْتُه
فاهْتَزَّ واسْتَوْدى بهَا فحبَانيقال الأزْهرِي: هَكَذَا رأَيْتُ لبَعْضهِم، وَلَا أَعْرِفه إلاَّ أَنْ يكونَ مِن} الدِّيَّةِ، كأنَّه جعلَ حِباهُ لَهُ على مَدْحهِ {دِيَّةً لَهَا.
(} والوَدَى، كفَتًى: الهَلاكُ) ، اسْمٌ مِن {أَوْدَى إِذا هَلَكَ، وقلَّما يُسْتَعْمل، وكَذلكَ الوَدَأُ مَقْصورٌ مَهْموزٌ، وتقدَّم، والمَصْدرُ الحَقِيقي} الإيداءُ.
(و) {الوَدِيُّ، (كغَنِيَ: صِغارُ الفَسِيلِ، الواحِدَةُ كغَنِيَّةٍ) ، وَلَو قالَ بهاءٍ وَافَقَ اصْطِلاحَه: وَمِنْه حديثُ أَبي هُرَيْرَةَ: (لم يَشْغَلْني عَن النَّبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَرْسُ الوَدِيِّ) ، أَي صِغَار النَّخْلِ.
(و) الوَدِيُّ: (مَا يَخْرُجُ) من الذَّكَرِ مِنَ البَلَلِ اللَّزِج، (بَعْدَ البَوْل) ، نقلَهُ الجَوْهرِي بتَشْديدِ الباءِ عَن الأُمَوي.
(} كالوَدْي) بسكونِ الَّدالِ، نقلَهُ الجَوْهرِي أيْضاً، والتَّشْديدُ أَفْصَحُ اللَّغَتَيْن، وقيلَ، بل التَّخْفِيفِ أَفْصَح.
وَفِي التّهْذيبِ: المَذِيُّ والمَنِيُّ! والوَدِيُّ، مُشَدَّداتٌ، وقيلَ: تُخَفَّف. وقالَ أَبو عُبيدَةَ: المَنِيُّ وَحْده مُشَدَّد، والآخَرانِ مُخَفَّفانِ، قالَ: وَلَا أَعْلمني. سَمِعْت التَّخْفيف فِي المَنِيِّ. (وَقد {وَدَى) الرَّجُل} وَدْياً.
(و) قالَ الفرَّاء وابنُ الأنْباري، أَمْنى الرَّجُل و (أَوْدَى) وأَمْذَى ومَذَى وأَدْلَى الحمارُ، انتَهَى.
( {ووَدَّى) } تَوْدِيَةً كلُّ ذلكَ بمعْنًى واحِدٍ؛ وَمِنْهُم مَنْ أَنْكَرَ {أَوْدَى، والأخيرَةُ نقلَهَا الصَّاغاني عَن ابنِ الأعْرابي.
(} والتَّوْدِيَةُ: خَشَبَةٌ تُشَدُّ على خِلْفِ النَّاقَةِ إِذا صُرَّتْ) ، وَهُوَ اسْمٌ كالتَّنْهِيَةِ، والتاءُ زائِدَةٌ، قالَ الشاعرُ:
فإنْ أَوْدَى ثُعالةُ ذاتَ يَوْمٍ
بتَوْدِيةٍ أُعِدَّ لَهُ دِيارا (ج {التَّوادِي) ؛ قالَ الَّراجزُ:
يَحْمِلْنَ فِي سَحْقٍ مِنَ الخِفافِ
} تَوادِياً شُوبِهْنَ مِنْ خِلافِ (و) {التَّوْديةُ: (الرَّجُلُ القَصيرُ) على التَّشْبيهِ بتِلْكَ الخَشَبَةِ. (} والمودي: الأَسَدُ) كَأَنَّهُ متكفَرٌ بالسِّلاح فِي جرأَته وقُوَّته.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ.
{وَاداهُ} مُواداةً: أَخَذَ {الدِّيَّة، وَهِي مُفاعلةٌ مِن} الدِّيَةِ. وَمِنْه الحديثُ: (إِن أَحَبُّوا قادُوا، وَإِن أَحَبُّوا {وادُوا) .
} ووَدَى الذَّكَرُ {يَدِي: انْتَشَرَ.
قالَ ابنُ شُمَيْل: سَمِعْتُ أَعْرابياً يقولُ: إِنِّي أَخافُ أَن} تَدِي، قالَ: يُريدُ أَن يَنْتَشِرَ مَا عنْدَكَ، قالَ: يُريدُ ذَكَرَه.
ووَدَى: سالَ مِنْهُ الماءُ عنْدَ الإنْعاظِ.
{ووَدَى الشيءُ} وَدْياً: سالَ؛ أنْشَدَ ابنُ الأعْرابي للأَغْلَب:
كأَنَّ عِرْقَ أَيْرِه إِذا وَدَى
حَبْلُ عَجُوزٍ ضَفَرَتْ سَبْع قُوى! وأَوْدَى بالشيءِ: ذَهَبَ بِهِ؛ قالَ الأسْودُ يَعْفر:
أَوْدَى ابنُ جُلْهُمَ عَبَّادٌ بصِرْمَتِه
إنَّ ابنَ جُلْهُمَ أَمْسى حَيَّةَ الوادِيويقالُ: أَوْدَى بِهِ العُمُرُ أَي ذَهَبَ بِهِ وطالَ؛ قالَ المَرَّارُ ابنُ سعيدٍ:
وإنَّما لِيَ يَوْمٌ لَسْتُ سابِقَه
حَتَّى يجيءَ وإنْ أَوْدَى بِهِ العُمُرُووَدَى النَّاقَةَ {بتَوْدِيَتَيْنِ: أَي صَرَّ أَخْلافَها بهما وشَدَّ عَلَيْهَا} التَّوْدِيَةَ؛ وقولُ الشاعرِ:
سِهام يَثْرِبَ أَو سِهام الوادِي يَعْني {وادِي القُرَى؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
قُلْتُ: هُوَ وادٍ بينَ المَدينَةِ والشامِ كَثيرُ القُرَى ويُعَدُّ مِن أَعْمالِ المَدينَةِ، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ الوَادِيُّ، وكَذلكَ نُسِبَ عُمَر الوَادِيّ وَهُوَ عُمَرُ بنُ دَاودَ بنِ زاذانَ مَوْلَى عُثْمان بنِ عَفَّان، كانَ مُغَنِّياً ومُهَنْدِساً فِي أَيامِ الوَلِيدِ بنِ يزيدَ بنِ عبْدِ المَلِكِ، ولمَّا قُتِلَ هَرَبَ وَهُوَ أَستاذُ حَكَم} الوادِيّ. وأَبو محمدٍ يَحْيَى بنُ أَبي عُبيدَةَ الوادِيُّ ثِقَةٌ رَوَى عَنهُ أبَو عَرُوبَة، ماتَ سَنَة 240.
{والوَادِي: ناحِيَةٌ بالأنْدَلُس مِن أَعْمالِ بطليوس.
وأيْضاً ناحِيَةٌ باليَمَنِ، وَمِنْهَا شَيخنَا السيِّدُ عبدُ اللهاِ بنُ محمدِ بنِ الحَسَنِ الحسني، ويُعْرَفُ بصاحِبِ} الوَادِي.
! ووَادِي أجل: مَوْضِعٌ بالحِجازِ فِي طرِيقِ حاجِّ مِصْرَ.
! ووَادِي الأَرَاكِ: قُرْبَ أَكْرَى.
ووَادِي بَنَا أَيْضاً باليَمَنِ مُجَاوِر للحَقلِ.
ووَادِي الحِجارَةِ: بالأنْدَلُس.
ووَادِي الأَحْرارِ: بالحِجازِ.
ووَادِي الحَمَل: مِن قُرَى اليَمامَةِ.
ووَادِي خُبَان: مِن أَعْمالِ ذِمَار باليَمَنِ.
ووَادِي الدَّوْم بخَيْبَرَ.
ووَادِي دُخان: بينَ كفافَةَ وازنم.
ووَادِي الرّسّ: بينَ المُوَيْلحَة والوَجْه.
ووَادِي زَمَّار، ككَتَّان: قُرْبَ المَوْصِلِ.
ووَادِي السِّبَاع: بينَ مكَّةَ والبَصْرَةِ؛ أَيْضاً ناحِيَةٌ بالكُوفَةِ.
ووَادِي سُبَيْع: مَوْضِعٌ فِي قولِ غَيْلان بنِ ربع اللِّص.
ووَادِي الشّزْب بالزاي: مِن قُرَى مشرق جهران باليَمَنِ مِن أَعْمالِ صَنْعاء.
قُلْتُ: ويُعْرَفُ الآنَ بشزهب.
ووَادِي الشعبين: قُرْبَ المُوَيْلحة.
ووَادِي الشَّياطِين: بينَ المَوْصِلِ وبَلَط.
ووَادِي الظّباء: قُرْبَ سلمى فِي طرِيقِ الحِجازِ، وَبِه شَجَرُ التَّمْرِ الهِنْدِي مِن الجانِبِ الأَيْسَرِ، وَبِه كانتْ صَوْمَعَةُ بُحَيْرا الرَّاهِب.
ووَادِي عَفَّان: مَوْضِعٌ بالحِجازِ فِي طرِيقِ حاجِّ مِصْرَ.
ووادِي القُصُورِ: فِي بِلادِ هُذَيْل. ووَادِي القريض: قُرْبَ عقبَةَ أَيْلَة.
ووَادِي قرّ: بينَ الشّرْفَةِ وعيون القَصَبِ.
ووَادِي القَضِيبِ: مَوْضِعٌ لَهُ يَوْمٌ مَعْروف.
ووَادِي موسَى: قبليّ بيْتِ المَقْدِس كَثِيرُ الزَّيْتون.
ووَادِي المِياهِ: بِاليمَامَةِ؛ وأَيْضاً: بينَ الشامِ والعِراقِ.
ووَادِي النّسورِ: ظَاهر بيْتِ المَقْدِس.
ووَادِي النَّمْل: بينَ جبرين وعَسْقَلان.
ووَادِي هُبَيْبٍ: بالمغَرْبِ؛ وأَيْضاً بمِصْرَ، وَهُوَ المَعَروفُ الآنَ بالطرَّانَةِ.
ووِادِي يَكْلا: ناحِيَةٌ بصَنْعاء اليَمَنِ.
{والوَادِيانِ: كورَةٌ عَظِيمةٌ مِن أَعْمال زَبيدٍ؛ وأَيْضاً بلْدَةٌ مِن جِبالِ السَّراةِ قُرْبَ مَدائِنِ لُوط، وإِيَّاها عَنَى المَجْنُون بقولهِ:
أحبُّ هُبَوطَ} الوَادِيَيْنِ وإنَّني
لمُسْتَهْتر، {بالوَادِيَيْن غَرِيب} ُوالوَدْيَان: مُثَنَّى {وَدِيَ، كغَنِيَ، أَرْضٌ بمكَّةَ، لَهَا ذِكْرٌ فِي المغازِي.
وَقد يُجْمَعُ} الوَادِي أيْضاً على {وُديان، بِالضَّمِّ؛ وتَصْغيرُ الوَادِي وُدَيٌّ، وَبِه سُمِّي الرَّجُل.
} واتَّدَى وَلِيُّ القَتِيل، على افْتَعَل: أَخَذَ {الدِّيَّةَ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي يقالُ:} اتَّدَى وَلم يَثْأَر. ويُسْتَعْمَلُ الوَادِي بمعْنَى الأرْضِ، وَمِنْه قولُهم: لَا تضل {بوَادِي غَيْرِك؛ نقلَهُ الزَّمَخْشري فِي الكَشَّاف.
ويقولونَ: حَلَّ بَوادِيكَ إِذا نَزَلَ بكَ المَكْروه، وضاقَ بكَ الأمْر، وَهُوَ مجازٌ.
ويقولونَ: أَنا فِي} وادٍ وأَنْتَ فِي وادٍ للمُخْتَلِفِين فِي شيءٍ.
وبَنُو عبْدِ {الوَادِ: مِن البَرْبَر مُلُوكٌ بِالمَغْربِ، جَدُّهم الأعْلَى اسْمُه عبْدُ الواحِدِ فاخْتَصَرُوه.
} وأَوْدَى الرَّجُلُ: قَوِيَ وجَدَّ؛ عَن ابْن القطَّاع.
ودي: والمُودَى: الهالك، بغير همز، وأَوْدَى فلانٌ: هَلَكَ، وأودَى به الموتُ أي أَهلَكَه، واسم الهلاك من ذلك الوَدَى، بالتخفيف، وقَلَّ ما يُستعمَل. [والمصدر الحقيقي الإِيداء] . والتوادي: الخَشَبات التي تُصَرُّ بها أطباءُ الناقة لئلا يرضعها الفصيل، وقد وَدَيْتُ الناقة بتَوْدِيتَيْنِ أي صَرَرْت أَخلافَها بهما، وودّيت النّاقة توديةً. والوادي كل مَفرَجٍ بين جبالٍ وآكام، وتلال يكون مسلكاً للسَّيل أو مَنْفَذاً، والجميع الأودية، على تقدير فاعِل وأفعِلة، وإنّما جاءت هذه العلة لاعتلال آخِره، وكذلك نادٍ وأندية ونَجوَى وأَنجية، ولم يُسمَع بمثله في الصحيح، ألا ترى أنهم يقولون: قومٌ ظَلَمةٌ وقوم عُتاةٌ ولم يقل عتاة من العُتُوِّ، ولكنهم غيّروا البناء فقالوا فَعَلة ثم أسكَنوا الواو فاعتمَدَت على فتحة التاء فصارت ألفا. والوادي: فَسيل النَّخْل الذي يُقلَعُ للغرس، الواحدة وَدِيّة. وتقول: وَدَى فلانٌ فلاناً إذا أدَّى دِيته، قال جميل:

ليقتلوني ثمَّ لا يَدوني 

ويأدونه لغة. [وأصل الدِيَة وِدية فحذفت الواو كما قالوا: شِية من الوشيِ] . وتقول: وَدَى الحِمارُ فهو وادٍ إذا أنْعَظَ، ويقال: وَدَى بمعنى قَطَرَ منه الماء عند الإِنعاظِ، [وقال الأغلب:

كأنّ عِرْقَ أيْرِهِ إذا وَدَى ... حَبْلُ عجوزٍ ضَفَرتْ سَبْعَ قُوَى] 

والوَدَى: الماء الذي يخرُجُ أبيضَ رقيقاً على أَثَر البول من الإنسان.

ودد، أدد: الوَدُّ مصدر وَدِدْتُ، وهو يَوَدُّ من الأمنِية ومن المَودّة، وَدَّ يَوَدُّ مَوَدَّةً، ومنهم من يجعله على فَعَلَ يفعَلُ. والوِداد والوَدادُ مصدر مثل المَوَدّة. وهذا وِدُّكَ ووَديدُكَ كما تقول: حِبُّكَ وحَبيبُكَ، قال:

فإِن كنتَ لي وِدّاً فبَيِّنْ مَوَدَّتي ... ليَغشاكُمُ وُدِّي ويَسري بكم بُغْضي 

والوَدُّ: الوَتِدُ بلغة تَميم، فإذا صَغَّروا رَدُّوا التاءَ فقالوا وتَيد. والوَدُّ: صَنَم لقوم نوحٍ، وكان لقريش صَنَمٌ يدعُونَه وُدّاً، ومنهم من يَهمِز فيقول: أُدّ، وبه سُمِّيَ عَبدُ وُدٍّ، ومنه سُمِّيَ أُدُّ بنُ طابخِةَ جَدُّ تَميم أو جَدُّ مَعَدِّ بنِ عدنانَ. والإدُّ: الأمرُ الفَظيع، تقول: فَعَلْتُ فِعْلاً إدّاً. ولقد أدَّتْ فلاناً داهيةٌ تَؤُدُّه أَدّاً، قال رؤبة:

ويتَّقي الفَحْشاءَ والنَّياطِلا ... والاِدَّ والإِدادَ والعَضائلا 

والإِدادة واحدة الإِداد ، من قوله تعالى: لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا

، أي أمرا فظيعا. دادا، دودى: والدَّأْدَأَةُ: صوتُ وقع الحِجارة في المَسيل. والدأداء، ممدود، والجمع الدآدىء، وهي ثلاثُ ليالٍ: خمسٌ وسِتٌّ وسَبعٌ وعشرون. وليلةٌ دَأداء: أشدُّ الليالي ظلمةً. الدَّوْداةُ: أرجوحة للصِّبيان، والجمع الدَّوادي، قال:

كأنّني فوقَ دَوداةٍ تُقَلِّبُني 

ويقال على غير قياس: الدَّءادي. وتَدَأْدَأَ الرجل إذا مال عن شيء فتَرَجَّحَ، ويقال: تَدَأْدَأَ، ودَأْدَأتْهُ حركَتُه

وذف

وذف


وَذَفَ
a. [ يَذِفُ] (n. ac.
وَذْف), Melted; flowed.
وَذَّفَa. Strutted.

تَوَذَّفَa. see II
وَذْفَاْنُa. Beginning.
و ذ ف

خرج علينا يتوذّف في مشيته: يتبختر. قال بشر بن أبي حازم:

يعطي النجائب بالرّحال كأنها ... بقر الصرائم والجياد توذف

تمرح.
[وذف] نه: فيه: إنه نزل بأم معبد "وذفان" مخرجه إلى المدينة، أي عند مخرجه، كما تقول: حدثان مخرجه وسرعانه، والتوذف: مقاربة الخطر والتبختر في المشي، وقيل: الإسراع. ومنه ح الحجاج: خرج "يتوذف" حتى دخل على أسماء رضي الله عنها.
(وذف)
فلَان (يذف) وذفا ووذفانا مَشى مشْيَة فِيهَا اهتزاز وتبختر والشحم وَغَيره وذفا سَالَ وقطر

(وذف) فلَان قَارب الخطو وحرك مَنْكِبَيْه متبخترا وأسرع وَالْمَرْأَة تمزمزت أَي حركت ألواحها فِي الْمَشْي
[وذ ف] الوَذْفُ والوَذَفانُ مِشْيَةٌ فيها اهْتِزازٌ وتَبَخْتُرٌ وقد وَذَفَ وتَوَذَّفَ والتَّوَذُّفُ الإسْراعُ وفَعَلَ ذلك وَذْفانَ كذا أَي حِدْثانَه وفي الحَدِيثِ أَنَّه صلى الله عليه وسلم نَزَلَ بأُمِّ مَعْبَدٍ وَذْفانَ مَخْرَجِه إِلى المَدِينَةِ ووَذْفَةُ موضِعٌ
وذف: التَّوَذُّفُ: التَّبَخْتُرُ. والإِسْرَاعُ أيضاً. والاسْتِرَاحَةُ نَحْوُه.
وتَوَذَّفَتِ الفَرَسُ بفُلاَنٍ: مَضَتْ به.
والمُتَوَذِّفَةُ من النِّسَاءِ في المَشْيِ: هي المُتَمَزْمِزَةُ يَعْنِي تَحْرِيْكَها ألْوَاحَها.
ووَذَفَ الإِنَاءُ: قَطَرَ.
ويُقال لفَرْجِ الرَّجُلِ: الأُذَافُ والأُذّافُ.
باب الذال والفاء و (ويء) معهما ذ ي ف، ذء ف، وذ ف يستعملان فقط

ذيف، ذءف: الذِّيفان والذِّئْفانُ: السُّمُّ الذي يُذْأَف ذَأْفاً. والذَّأْفُ: سُرعة الموت، بهمزة ساكنة.

وذف: التَّوَذُّف: التَّبَخْتُرُ، وقيل: التَّوَذُّفُ الإسْراعُ، قال:

يُعطي النَّجائب بالرِّحالِ كأنَّها ... بَقَرُ الصَّرائِمِ والجِيادُ تَوَذَّفُ
[وذف] يقال: مَرَّ يَتَوَذَّفُ، بذالٍ معجمة، إذا مرَّ يقارب الخطوَ ويحرك منكبيه. وفى الحديث: " خرج الحجاج يتوذف في سبتين له حتى دخل على أسماء بنت أبى بكر ". وقال أبو عمرو: التوذف: التبختر. وكان أبو عبيدة يقول: التَوَذُّفُ الإسراعُ، لقول بشر: بعطى النجائب بالرحال كأنها بقر الصَرائمِ والجِيادُ تَوَذَّفُ أي ويعطي الجياد.
وذف وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الحجّاج حِين قتل ابْن الزبير فَأرْسل إِلَى أمّه أَسمَاء يدعوها فأبَت أَن تَأتيه فَقَامَ يَتَوَذَّفُ حَتَّى دخل عَلَيْهَا. قَالَ أَبُو عَمْرو: الَتوُّذفُ التَّبَخْتُر وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول: التوذُّفُ الْإِسْرَاع لقَوْل بشر بن أبي خازم يمدح رجلا بِأَنَّهُ يهب النجائب فَقَالَ: [الْكَامِل]

يُعطي النجائبَ بالرِّحال كأنَّها ... بَقَرُ الصرائم والجياد توذف أَي يُعْطي الْجِيَاد. [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الْحجَّاج أنّه خطب فَقَالَ: إيَّايَ وَهَذِه السُّقَفاء والزّرافات قَالَ بَلغنِي عَن ابْن علية عَن ابْن عون عَن الْحجَّاج.

وذف: الوَذْفُ والوَذَفانُ: مِشْية فيها اهْتِزاز وتَبَخْتُر، وقد وذَفَ

وتوذَّف. والتَّوذُّف: الإسْراع. وفَعلَ ذلك وَذْفان كذا أَي حِدثانه.

وفي الحديث: أَنه، عليه السلام، نزل بأُم مَعْبَد وَذْفان مَخْرجِه إلى

المدينة أَي عند مخرجه؛ قال ابن الأَثير: وهو كما تقول حِدثانَ مخرجه

وسُرْعانه. والتَّوذُّف: مقاربة الخطو والتبختر في المشي، وقيل: الإسراع.

ووذْفة: موضع.

التهذيب: الأُداف والأُذاف فرج الرجل. والوَذَفة والوَذَرةُ بُظارة

المرأَة؟ وروي أَن الحجاج قام يَتوَذَّفُ بمكة في سِبْتَيْنِ له بعد قتله ابن

الزبير حتى دخل على أَسماء بنت أَبي بكر، رضي اللّه عنهما؛ قال أَبو

عمرو: التوَذُّف التبختر، وكان أَبو عبيدة يقول: التوذف الإسراع؛ وقال بشر

بن أبي خازم:

يُعطي النَّجائبَ بالرِّحال كأَنَّها

بقر الصَّرائم، والجِيادَ تَوَذَّفُ

أَراد ويعطي الجِيادَ، ويقال: مرَّ يتَوذَّف، بذال معجمة، إذا مرّ

يُقارب الخطو ويحرك مَنكِبيه.

وذف
} الوَذَفَةُ، مُحرَّكَةً: بُظارَةُ، المَرْأَةِ عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. {ووَذَفَ الشَّحْمُ وغَيْرُه} يَذِفُ أَي: سالَ وقَطَرَ، لُغَةٌ فِي وَدَفَ. وَفِي الحَدِيثِ: نَزَلَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بأُمِّ مَعْبَدٍ الخُزاعِيَّةِ رضِيَ اللهُ عَنْهَا {وَذْفانَ مَخْرَجِهِ إِلَى المَدِينَةِ أَي: عِنْدَ مَخْرَجِه، قالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَهُوَ كَمَا تَقُولُ: حِدْثانه، وسُرْعانه. ويُقال: مَرَّ} يُوَدِّفُ {تَوْذِيفاً،} ويَتَوَذَّفُ: إِذا كَانَ يُقارِبُ الخَطْوَ، ويُحَرِّكُ مَنْكَبْيهِ زادَ أَبُو عَمْرو مُتَبَخْتِراً وَمِنْه حَدِيثُ الحَجّاجِ: ثُمَّ انْطَلَقَ {يَتَوَذَّفُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْها. أَو يَتَوذَّفُ: يُسْرِعُ قالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ، واسْتَدَلَّ بقولِ بِشْرِ بنِ أَبي خَازِمٍ:
(يُعْطِى النَّجائِبَ بالرِّحالِ كأَنَّها ... بَقَرُ الصَّرائِمِ والجِيادُ} تَوَذَّفُ)
{والوُذافُ، كُغراب: الذَّكَرُ لُغَة فِي الوُدافِ بالدّالِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} الوَذْفُ، {والوَذَفانُ: مِشْيَةٌ فِيهَا اهْتِزازٌ وتَبَخْتُرٌ، وَقد} وَذَفَ. {ووَذْفَةُ، بالفَتْحِ: موضِعٌ، عَن ابنِ دُرَيْدِ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ:} المُتَوَذِّفَةُ من النِّساءِ: هِيَ المُتَمَزْمِزَةُ، يعِني تَحْرِيكَها أَلْواحَها فِي المَشْيِ.
{والَوْذَفَةُ: الشَّحْمَةُ.} والوَذْفُ: المَنِىُّ.
وذف
في حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: أنه نزل بأم معبد؟ رضي الله عنهما - وَذْفَان مخرجه إلى المدينة. أي حِدْثان مَخرجِه وسرعان مَخْرَجِه.
وقال ابن الأعرابي: الوَذَفَة: بُظارَة المرأة.
ووذَفَ: أي سال؛ مثل وَدََ.
ويقال: مرّ يُوَذِّف تَوْذِيْفاً ويتوَذّف: إذا مرّ يُارب الخطو ويُحرك منكبيه ويتبخر. ومنه الحديث: أن ابن عمر؟ رضي الله عنهما - مر بعبد الله بن الزُّبير؟ رضي الله عنهما - مر بعبد الله بن الزبير؟ رضي الله عنهما - مَصْلوبا فوقف فقال: السلام عليك أبا خُبيب، السلام عليك أبا خُبيب، السلام عليك أبا خُبيب، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله إن كنت ما عَلمت صوّاماً قوّاماً وصُوْلاً للرحم، أما والله لأمة أنت شرُّها لأمة سوء. ثم نفذَ عبد الله بن عُمر؟ رضي الله عنهما -، فبلغ الحجّاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه فأُنزل عن جذْعه، فألقي في قبور اليهود، ثم أرسل إلى أُمه أسماء بنت أبي بكر؟ رضي الله عنهما - فأبَتْ أن تأتيه، فأعاد إليها الرسول: لتأتِنَّني أو لأبعثَنَّ إليك من يَسحبُك بقرونِك، فأبَت وقالت: والله لا آتيك حتى تَبْعَث إليَّ من يسحَبُني بقروني، فقال: أروني سِبْتِيَّتَيَّ، فأخذ نعليه، ثم انطلق يتوذّف حتى دخل عليها، فقال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله؟!، قالت رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنك تقول له: يا ابن ذاة النَّطاقين، أنا والله ذاةُ النِّطاقين: أما أحدهما فكُنتُ أرفع فيه طعام رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - وطعام أبي بكر؟ رضي الله عنه - من الدواب؛ وأما الآخر فنِطاق المرأة الذي لا ستغني عنه، أما إن رسول الله؟ صلى الله وعليه وسلم - حدّثنا أن في ثقيف كذّاباً ومُبيراً: أما الكذّب فرأيناه وأما المُبير فلا أخالك إلاّ إيّاه. فقام عنها ولم يُرجِعها.
وكان أبو عبيدة يقول: التَّوّذُّف: الإسراع، لقول بشر بن أبي خازم:
يُعْطي النَّجَائبَ بالرَّحَالِ كأنَّها ... بَقَرٌ الصَّرائمِ بالرَّحالِ تَوَذَّفُ
وقال ابن عبّاد: المتُوَذِّقة من النساء: هي المُتوزمِرة يعني تحريكها ألواحها في المَشي.

وطن

وطن الوَطَن: المَوْطِنُ. وأوْطَانُ الأغْنَامِ: مَرَابِضُها. وأوْطَنَ فُلانٌ أرْضَ كذا: اتخَذَها مَحَلاً ومَوْطِناً. وأطننته على الأمر: بمعنى واطأته.
ووَطنْتُ نَفْسي على أمْرِكذا فَتَوَطَنَتْ له. ويقولونَ: أيْنَ مِيْطَانُكَ: أي غايَتُكَ. وهو مَوْضِعُ إرْسَالِ الخَيْلِ في السبَاقِ، والفِعْلُ التَّوْطِيْنُ. وفلانٌ لَئِيْمُ المِيْطَانِ: أي الأصْلِ والمَنْبِتِ.
(و ط ن) : (الْوَطَنُ) مَكَانُ الْإِنْسَانِ وَمَحَلُّهُ (وَأَوْطَنَ) أَرْضَ كَذَا وَاسْتَوْطَنَهَا وَتَوَطَّنَهَا اتَّخَذَهَا مَحَلًّا وَمَسْكَنًا يُقِيمُ فِيهِ وَقَوْلُهُ (وَأَوْطَنَ) بِالْكُوفَةِ عَلَى حَذْفِ الْمَفْعُولِ أَوْ عَلَى زِيَادَةِ الْبَاءِ (وَالْمَوْطِنُ) كُلُّ مُقَامٍ أَقَامَ بِهِ الْإِنْسَانُ لِأَمْرٍ وَمِنْهُ إذَا أَتَيْتَ مَكَّةَ وَوَقَفْتَ فِي تِلْكَ (الْمَوَاطِنِ) فَادْعُ اللَّهَ تَعَالَى لِي وَلِإِخْوَانِي وَكَذَا قَوْلُهُ تُرْفَعُ الْأَيْدِي فِي سَبْعَةِ (مَوَاطِنَ) .

وطن


وَطَنَ
a. [ يَطِنُ] (n. ac.
وَطْن) [Bi], Lived, dwelt, resided in; inhabited; settled
stayed in.
وَطَّنَa. Settled in.
b. [acc. & 'Ala], Made ready for; accustomed (himself)
to.
أَوْطَنَa. see I
& II.
تَوَطَّنَa. see II (b)
إِوْتَطَنَ
(ت)
a. see II (a)
إِسْتَوْطَنَa. see II (a)
وَطْنa. see 4
وَطَن
(pl.
أَوْطَاْن)
a. Dwelling, residence, abode; home; adopted land.
b. Stable, cattle-pen; stall.

وَطَنِيّa. Native; domestic; home.

مَوْطِن
(pl.
مَوَاْطِنُ)
a. see 4 (a)b. Country, native land, father-land.
c. Scene, site ( of a battle & c. ).
مِيْطَان [] (pl.
مَوَاْطِيْنُ)
a. Startingpost, stadium ( for horses ).
b. Object; goal.

N. Ag.
إِسْتَوْطَنَa. Naturalize; settler.
و ط ن : الْوَطَنُ مَكَانُ الْإِنْسَانِ وَمَقَرُّهُ وَمِنْهُ قِيلَ لِمَرْبِضِ الْغَنَمِ وَطَنٌ وَالْجَمْعُ أَوْطَانٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَأَوْطَنَ الرَّجُلُ الْبَلَدَ وَاسْتَوْطَنَهُ وَتَوَطَّنَهُ اتَّخَذَهُ وَطَنًا وَالْمَوْطِنُ مِثْلُ الْوَطَنِ وَالْجَمْعُ مَوَاطِنُ مِثْلُ مَسْجِدٍ وَمَسَاجِدَ وَالْمَوْطِنُ أَيْضًا الْمَشْهَدُ مِنْ مَشَاهِدِ الْحَرْبِ.

وَوَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَى الْأَمْرِ تَوْطِينًا مَهَّدَهَا لِفِعْلِهِ وَذَلَّلَهَا وَوَاطَنَهُ مُوَاطَنَةً مِثْلُ وَافَقَهُ مُوَافَقَةً وَزْنًا وَمَعْنًى. 
[وطن] الوطن: محل الانسان. وقد خففه رؤبة بقوله: أوطنت وطنا لم يكن من وطنى  لو لم يكن عاملها لم أسكن بها ولم أرجن بها في الرجن وأوطان الغنم: مرابِضها. وأَوْطَنْتُ الأرضَ، ووَطَّنْتُها تَوْطيناً واسْتَوْطَنْتُها، أي اتَّخذتها وَطَناً. وكذلك الاتِّطانُ، وهو افتِعالٌ منه. وتوطين النفس على الشئ، كالتمهيد. ويقال: من أين ميطانُكَ، أي غايتك. والميطانُ: الموضع الذي يُوَطَّنُ لتُرسَل منه الخيل في السباق، وهو أول الغاية. والميتاء والميداء: آخر الغاية. والموطن: المشهد من مشاهد الحرب. قال تعالى: (لقد نَصَرَكُم الله في مَواطِنَ كثيرة) وقال طرفة: على موطن يخشى الفتى عندَه الرَدَى * متى تعترك فيه الفوارس ترعد
[وط ن] الوَطَنُ: المَنْزِلُ تُقِيمُ به، والجمعُ: أَوطانٌ. وأَوطانُ الغَنَمَِ والبَقَرِ: مَرابِضُها وأَماكِنُها، قَالَ الأَخطَلُ:

(كُرُّوا إلى حَرَّتَيْكُم تُعْمُرُونَهُما ... كما تَكُرُّ إلى أَوطانِها البَقَرُ)

ومواطِنُ مكَّةَ: مَواقِفُها، وهو مِن ذلك. ووَطَنَ بالمكانِ، وأَوْطَنَ: أَقامَ، والأَخيرةُ أَعْلَى. وأَوْطَنَه: اتَّخَذَه وَطَناً، قَالَ:

(كَيْما يَرَى أَهلُ العِراقِ أَنَّني ... )

(أَوْطَنْتُ أَرضاً لم تكُن من وَطَنِي ... )

وواطَنَه على الأَمرِ: أَضْمَرَ فِعْلَه معه، فإنْ أَرادَ مَعْني وافَقَه قَالَ: وأطَأَه. ووَطَّنََ نَفَسْهَ على الشَّيْءِ، وله، فَتَوطَتْ: حَمَلَها عليه فتحمَّلتْ، وذَلَّتْ له. وقِيلَ: وَطَّنَ نَفْسَه على الشَّيءِ، كَمَرَّنَها عليه.
[وطن] نه: فيه: نهى عن نقرة الغراب وأن "يوطن" الرجل في المكان بالمسجد كما يوطن البعير، أي يألف مكانًا مغروفًا من المسجد مخصوصًا به كالبعير لا يأوي من عطن إلا إلى مكان دمث قد أوطنه واتخذه مناخًان وقيل: معناه أن يبرك على ركبتيه قبل يديه إذا سجد كبروك البعير، أوطنت الأرض ووطنتها واستوطنتها أي اتخذتها وطنًا ومحلًا. ومنه: نهى عن "إيطان" المساجد، أي اتخاذها وطنا. ومنه: كان صلى الله عليه وسلم "لا يوطن" الأماكن، أي لا يتخذ لنفسه مجلسًا يعرف به، والموطن مفعل منه، ويسمى به المشهد من مشاهد الحرب، وجمعه مواطن، ومنه "لقد نصركم الله في "مواطن"". ش: لا يوطن الأماكن، بتشديد طاء مكسورة، القاضي: أي لا يجعل لمصلاه موضعًا معلومًا وقد ورد النهي عنه؛ النووي: غنما ورد النهي عن إيطان موضع في المسجد للخوف من الرياء لا في البيت لحديث عتبان: أين تحب أن أصلي من بيتك؟ فأشرت إلى ناحية في الحاشية، هذا إذا لم يتعلق بالاجتماع بالمصلى حاجة خاصة، فلا بأس للقاضي والمفتي ونحوهما - ذكره الغزالي والنووي. ط: لا يجتمعان في مثل هذا "الموطن"، أي لا يجتمع الخوف والرجاء في هذا المكان أو الزمان أي سياقة الموت، والمثل - زائد. 
وطن: وطّن: وحدها أو وطنّ نفسه أو وطّن على: عزم على القيام بعمل شيء (الاكتفاء 127): وطنوا على الموت أو الفتح، أي (إما الموت أو الانتصار) (حيان 59): وهما في خلال ذلك موطنان على الفتنة ومستكثران من الأتباع، أي صمما على الحرب. وكذلك وطّن نفسه على الموت (حيّان 58): فأيقن بالهلاك ووطن نفسه على الموت، أي عزم واستسلم له. وفي مثال آخر (لحيّان 45) قريب الشبه به: ووطنوا على الموت ولم يجدَّوا في حماية أنفسهم. أي لم يكنَّ بمقدورهم سوى الاستسلام للموت ولم يبذلوا كل جهودهم في الدفاع.
واطن فلاناً وواطن على: في (محيط المحيط): (وطّن البلد توطيناً أتخذه محلاً ومسكناً يقيم به ووطن نفسه على الأمر مهّدها لفعله وذللها وسكنها وأقرها عليه وواطئه على الأمر مواطنة وافقه).
أوطن: بالمكان أقام به وأوطن البلد اتخذه مكاناً، وأوطن نفسه على كذا مهّدها (ابن الرابحي 377:2 طبعة بولاق):
فقال كن منا وأوطن قرطبة ... ترقيك فيها من أجل مرتبة
(البربرية 2:61:1).
توطّن: سكن، استقر (بقطر). توطنه أو توطن به ساكنه (معجم الجغرافيا).
وطن. الوطن الأصلي: ويسمى أيضاً بالأهلي ووطن الفطرة والقرار. وفي (محيط المحيط): (الوطن الأصلي في الشرع هو مولد الرجل ومنشأه والبلد الذي هو فيه ويسمى بالأهلي ووطن الفطرة والقرار. ووطن الإقامة موطن ينوي أن يستقر فيه خمسة عشر يوماً أو اكثر من غير أن يتخذه سكناً ويسمى بوطن السفر والوطن المستعار والحادث.).
وطن: إقليم، منطقة، مقاطعة (الكالا) (هلو): بقعة، بلد، ناحية، وهي حين تجمع تعبّر عن المعنى ذاته (باربييه 34 - canton إقليم، مقاطعة) (بيليسبه 101 district منطقة) (الجريدة الآسيوية 1852 و212:2، 3 في 1853 و424:1 والمقدمة 15:377:3) (البربرية 5:72:2 و5:80 و1:97 و14:103
و4:129 و1:184 و5:279).
وطن: اسم خاص بالقسم الشرقي من (المانش) الذي يدعى (مانش الأراغون Mancha de Aragon، انظر مادوز، انظر معجم جورج، أسبانيا 172:11) (الكالا). ولعل هذا هو المقصود من الذي ورد في (البربرية 7:95:2): وجماعة منهم هم لهذا العهد بوطن الأندلس.
وطني: قروي، ريفي، محلي provincial ( الكالا).
توطين: توطيد، تمكين؛ توطيد العساكر: إسكانهم في الثكنات (بقطر).
موطن: محل، موقع بمعناه البسيط (معجم الطرائف).
موطن: محل، موقع الكلمة أو منفذها في المكتوب (معجم الطرائف).
موطن: في (محيط المحيط): (مواطن علامات الأعراب عند النحاة مواقعها).
موطن: منظر، المكان الذي يعرض شيئاً غير طبيعي .. الخ. (البربرية 13:488:2): ولقد شهدتُ هذا الموطن ورجمت ذلة انكساره وخضوعه في موقفه.
متوّطَن: ساكن مستعمرة أو مهاجر colon ( هلو).

وطن: الوَطَنُ: المَنْزِلُ تقيم به، وهو مَوْطِنُ الإنسان ومحله؛ وقد

خففه رؤبة في قوله:

أَوْطَنْتُ وَطْناً لم يكن من وَطَني،

لو لم تَكُنْ عاملَها لم أَسْكُنِ

بها، ولم أَرْجُنْ بها في الرُّجَّنِ

قال ابن بري: الذي في شعر رؤبة:

كَيْما تَرَى أَهلُ العِراقِ أَنني

أَوْطَنْتُ أَرضاً لم تكن من وَطَني

وقد ذكر في موضعه، والجمع أَوْطان. وأَوْطانُ الغنم والبقر: مَرَابِضُها

وأَماكنها التي تأْوي إليها؛ قال الأَخْطَلُ:

كُرُّوا إلى حَرَّتَيْكُمْ تَعْمُرُونَهُمَا،

كما تَكُرُّ إلى أَوْطانها البَقَرُ

ومَوَاطِنُ مكة: مَوَافقها، وهو من ذلك. وَطَنَ بالمكان وأَوْطَنَ

أَقام؛ الأَخيرة أَعلى. وأَوْطَنَهُ: اتخذه وَطَناً. يقال: أَوْطَنَ فلانٌ

أَرض كذا وكذا أَي اتخذها محلاً ومُسْكَناً يقيم فيها.

والمِيطانُ: الموضع الذي يُوَطَّنُ لترسل منه الخيل في السِّباق، وهو

أَول الغاية، والمِيتاء والمِيداء آخر الغاية؛ الأَصمعي: هو المَيْدانُ

والمِيطانُ، بفتح الميم من الأول وكسرها من الثاني. وروى عمرو عن أَبيه قال:

المَيَاطِينُ المَيادين. يقال: من أَين مِيطانك أَي غايتك. وفي صفته،

صلى الله عليه وسلم: كان لا يُوطِنُ الأَماكن أََي لا يتخذ لنفسه مجلساً

يُعْرَفُ به. والمَوْطِنُ: مَفْعِلٌ

منه، ويسمى به المَشْهَدُ من مشَاهد الحرب، وجمعه مَوَاطن. والمَوْطِنُ:

المَشْهَدُ من مَشَاهد الحرب. وفي التنزيل العزيز: لقد نصَركُمُ اللهُ

في مَوَاطن كثيرة؛ وقال طَرَفَةُ:

على مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عنده الرَّدَى،

متى تَعْتَرِكْ فيه الفَرائصُ تُرْعَدِ

وأَوطَنْتُ الأَرض ووَطَّنْتُها تَوطِيناً واسْتَوْطَنْتُها أَي اتخذتها

وَطَناً، وكذلك الاتِّطانُ، وهو افْتِعال منه. غيره: أَما المَوَاطِنُ

فكل مَقام قام به الإنسان لأَمر فهو مَوْطِنٌ له، كقولك: إذا أَتيت فوقفت

في تلك المَوَاطِنِ فادْعُ الله لي ولإخواني. وفي الحديث: أَنه نَهَى عن

نَقْرَة الغُراب وأَن يُوطِنَ الرجلُ في المكان بالمسجد كما يُوطِنُ

البعيرُ؛ قيل: معناه أَن يأْلف الرجل مكاناً معلوماً من المسجد مخصوصاً به

يصلي فيه كالبعير لا يأْوي من عَطَنٍ إلا إلى مَبْرَكٍ دَمِثٍ قد أَوْطَنَه

واتخذه مُناخاً، وقيل: معناه أَن يَبْرُكَ على ركبتيه قبل يديه إذا

أَراد السجودَ مثلَ بُرُوكِ البعير؛ ومنه الحديث: أَنه نَهَى عن إيطان

المساجد أَي اتخاذها وَطَناً. وواطنَهُ على الأَمر: أَضمر فعله معه، فإن أَراد

معنى وافقه قال: واطأَه. تقول: واطنْتُ فلاناً على هذا الأَمر إذا جعلتما

في أَنفسكما أَن تفعلاه، وتَوْطِينُ النفس على الشيء: كالتمهيد. ابن

سيده: وَطَّنَ نفسَهُ على الشيء وله فتَوَطَّنَتْ حملها عليه فتحَمَّلَتْ

وذَلَّتْ له، وقيل: وَطَّنَ نفسه على الشيء وله فتَوَطَّنَت حملها عليه؛

قال كُثَيِّرٌ:

فقُلْتُ لها: يا عَزَّ، كلُّ مُصيبةٍ

إذا وُطِّنتْ يوماً لها النَّفْسُ، ذَلَّتِ

وطن
وطَنَ بـ يَطِن، طِنْ، وَطْنًا، فهو واطِن، والمفعول موطون به
• وطَن فلانٌ بالمكانِ: أقام به، سكَنه وألِفه واتَّخذه وطَنًا "وطَن بالرِّيف". 

أوطنَ/ أوطنَ بـ يُوطن، إيطانًا، فهو مُوطِن، والمفعول مُوطَن
• أوطن المكانَ: اتّخذه وَطنًا "أوطن البلدَ".
• أوطن نفسَه على كذا: مَهَّدها له، ورضّاها به "أوطنت نفسي على خشونة العيش".
• أوطن بالمكان: أقام به "يُوطن الإنسانُ حيث يجد رزقَه". 

استوطنَ يستوطن، استيطانًا، فهو مُسْتوطِن، والمفعول مُسْتوطَن
• استوطن فلانٌ المكانَ: أقام في بلد غريب واتّخذه وطنّا
 له "استوطن اليهودُ أرضَ فلسطين- اتّخذ القاهرةَ مُسْتوطَنًا له" ° الوباء المُستوطِن: الدَّائم الانتشار في بلد. 

تموطَنَ في يتموطن، تَمَوْطُنًا، فهو مُتموطِن، والمفعول مُتموطَن فيه (انظر: م و ط ن - تموطَنَ في). 

توطَّنَ/ توطَّنَ بـ/ توطَّنَ على يتوطَّن، توطُّنًا، فهو مُتوطِّن، والمفعول مُتوطَّن
• توطَّن الشَّخصُ المكانَ/ توطَّن بالمكان: أوطنه؛ أقام في بلد غريب واتّخذه وطنًا "توطَّن أمريكا- توطَّن الرَّجلُ حيث وجد عملاً ورزقًا".
• توطَّنت نفسُه على كذا: مُطاوع وطَّنَ/ وطَّنَ بـ: ذلَّت وتَمَهَّدت "توطَّنت نفسُه على حُبّ الخير لغيره". 

موطَنَ يموطن، مَوْطَنةً، فهو مُموطِن، والمفعول مُموطَن (انظر: م و ط ن - موطَنَ). 

واطنَ يواطن، مُواطنةً، فهو مُواطِن، والمفعول مُواطَن
• واطن القومَ: عاش معهم في وَطَنٍ واحدٍ.
• واطن فلانًا على الأمر:
1 - أضمر فِعْلَه معه "واطنه على التّعاون معه في بناء السُّور".
2 - وافقه عليه "واطَنه على السَّفر ليلاً".
وطَّنَ/ وطَّنَ بـ يوطِّن، تَوْطينًا، فهو مُوَطِّن، والمفعول مُوَطَّن
• وَطَّن فلانًا: أنزله سكنًا يُقيم فيه "وَطَّن البدوَ: نقلهم من حال البداوة والتِّرحال إلى الإقامة الدَّائمة، حضَّرهم".
• وطَّنَ نباتًا أو حيوانًا: طبَّعه، ألّفه على بيئة جديدة.
• وطَّن نفسَه على الأمر/ وطَّن نفسَه للأمر: حَمَلها عليه وهيَّأها لفعله "ولا خير فيمن لا يوطِّن نفسَه ... على نائبات الدهر حين تنوبُ".
• وطَّن الشَّخصُ بالبلد: اتّخذه مَحلاًّ وسكنًا يُقيم فيه. 

استيطان [مفرد]:
1 - مصدر استوطنَ.
2 - حالة استقرار الكائن الدَّخيل في الموطن الجديد "تنتشر ظاهرة الاستيطان في الأراضي المحتلَّة- استيطان المستعمرين الغزاة" ° سياسَةُ الاستيطان: التَّوطُّن في أرض محتلَّة.
• علم الاستيطان البشريّ: (جو) علم العمران البشريّ، ويشمل تخطيط وتصميم مدينة أو مجتمع. 

استيطانيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى استيطان: "نشاطات/ تجمّعات استيطانيّة".
• السِّياسة الاستيطانيَّة: (سة) سياسة ترمي إلى إقامة منشآت سكنيّة وتجاريّة على أراضٍ محتلّة، بهدف الاستيلاء على هذه الأرض واتِّخاذها وطنًا للمحتلّ "صعَّدت إسرائيل من سياستها الاستيطانيّة". 

مُسْتَوْطَنَة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لمفعول استوطنَ.
2 - أرضٌ ينزل فيها أجنبيّ ويتخذها موطنًا له غصْبًا عن أهلها ومالكيها الأصليّين "تنتشر المستوطنات في الأرض المحتلَّة". 

مُواطِن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من واطنَ.
2 - مَنْ نشَأ معك في وطن واحد "ناصر النَّائبُ مواطنيه".
3 - وطَنِيّ؛ شخص منتمٍ إلى بلد يتمتع بالحقوق السياسيّة كافّة وحقّ تولِّي الوظائف العامّة؛ لكونه مولودًا فيها أو حاصلاً على جنسيتها "يتساوى المواطنون في الحقوق والواجبات" ° مواطن عاديّ: لا علاقة له بالمؤسَّسات العامّة- مواطن عالميّ: مَنْ يعتبر كلّ البلدان وطنًا له، مَنْ يمكنه العيش في كلّ البلدان كأنّها وطنه. 

مُواطَنَة [مفرد]:
1 - مصدر واطنَ.
2 - نزعة ترمي إلى اعتبار الإنسانيّة أسرة واحدة وطنها العالم وأعضاؤها أفراد البشر جميعًا "تَفرِض المواطنة على كل الشعوب احترام حقوق الإنسان".
3 - عدم التمييز بين أبناء الوطن الواحد وسكانه الذين ينتمون إليه على أساس الدِّين أو اللُّغة أو العنصر أو الجنس.
4 - كون المرء مواطنًا من مواطني دولة، وله فيها حقوق وامتيازات تكفلها له الدَّولة وبالمقابل عليه الالتزام بالواجبات التي تفرضها عليه "أُعطي حقَّ المُواطَنة". 

مَوْطِن [مفرد]: ج مَواطِنُ:
1 - اسم مكان من وطَنَ بـ: كلّ مكان أقام به الإنسان لأمرٍ ما "إذا نبا بكريم مَوْطنٌ فله ... وراءه في بسيط الأرضِ أوطانُ".
2 - وَطَن، بلد "عاد إلى مَوْطِنه الأوَّل".
3 - مَنْشأ، مصدر، مَهْد، نقطة وجود رئيسيَّة "مَوْطن الصِّناعات الغذائيَّة/ الإلهام والشِّعر/ الفنون- مَوْطن الموضة في العالم" ° مَوْطِن الضَّعف: ناحية في الشَّخصيّة قابلة للنَّقد ومعرَّضة للطَّعن أكثر من سواها.
 4 - (جغ) إقليم يتَّسم بخصائص طبيعيَّة تلائم أحياء معيَّنة "أبغداد أنت الموْطِنُ الأوَّل الذي ... به طابَ في عهد الصِّبا لي صباباتُ- {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ}: مشاهد للحرب كثيرة" ° الموطن الموبوء: مكان مُعَرَّض لانتشار الأوبئة.
5 - (قن) مركز شرعيّ منسوب للإنسان، وفيه عادة مركز عمله، محل إقامة أو موضع سكن معتبر قانونًا المكان الذي يحقّ فيه للمواطن ممارسة حقوقه والقيام بواجباته.
• مواطن علامات الإعراب: (نح) مواقعها. 

مَوْطِنِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَوْطِن.
2 - (حي) صفة الحيوانات أو النباتات التي تختصّ بها منطقة معيّنة والتي نشأت أوّل ما نشأت في تلك المنطقة. 

وَطْن [مفرد]: مصدر وطَنَ بـ. 

وَطَن [مفرد]: ج أوطان:
1 - بلد الآباء والأجداد.
2 - مكانُ الإنسان ومقرُّه، وإليه انتماؤه، وُلِد به أو لم يولد "مات في سبيل وَطَنِه- حبُّ الوطن من الإيمان- تعرف قيمة الأوطان عند فراقها- وطني لو شُغِِلْتُ بالخُلْد عنهُ ... نازعتني إليه في الخلد نفسي" ° الوَطَنُ الأمُّ: الوطَن الأصليّ، مَوْضع الولادة، وَطَن المولد. 

وَطَنيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى وَطَن: "نشيد وَطنيّ- شعور وطنيّ: معبر عن حُبّ الوطن أو مستمدّ منه- الحرس الوطني" ° الشِّعْر الوطنيّ: شِعِر حماسيّ في ذكر الوطن وتمجيده والدِّفاع عن قضاياه- صناعة وطنيّة: أي بأيدي مواطني البلد.
2 - مَنْ يُحبُّ وطنَه ويخلص له ويضحِّي من أجله، ويعمل على نصرته، ويدعو إلى استقلال بلاده، قوميّ "الوطنيُّون يطالبون باستقلال الأرض المحتلَّة- استشهد وطنيّون في أثناء حرب التَّحرير- وطنيّ متطرِّف: متعصِّب سياسيًّا- وطنيّ اشتراكيّ: نازيّ".
• الدِّفاع الوطنيّ: مجمل الوسائل التي يلجأ إليها بلدٌ ما لتأمين سلامة أراضيه.
• الكِيان الوطنيّ: أرض الوطن بحدودها المعروفة وكافة مقوّمات الوطن السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة وغيرها. 

وطَنيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى وَطَن ° إرادة وطنيَّة: منبثقة من الوَطَن وممثِّليه.
2 - حُبّ الوطن والإخلاص والتَّضحية من أجله "الوطنيّة تعمل ولا تتكلَّم" ° لا وطنيّة: عدم إخلاص للوطن- وطنيَّة اشتراكيَّة: نازيَّة.
3 - مصدر صناعيّ من وَطَن: سياسة اجتماعيّة تقوم على حماية مصالح أهل البلد الأصليين وتقديمها على مصالح المهاجرين وخصوصًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
• شركات وطنيَّة: (قص) شركات تابعة للدولة برأسمالها. 
الوطن الأصلي: هو مولد الرجل والبلد الذي هو فيه.

وطن الإقامة: موضع يُنوى أن يُستَقِرَّ فيه خمسة عشر يومًا أو أكثر من غير أن يتخذه مسكنًا.
(وطن) - في الحديث: "نهى أن يُوطِنَ الرَّجُلُ المكان في المَسجِد، كما يُوطِنُ البَعِيرُ"
قيل: هو أن يَألفَ مكاناً مَعْلُومًا لا يُصلّي إلَّا فيه، كالبَعير لا يَأوِى مِن عَطَنِه إلّا إلى مَبرَكٍ دَمِثٍ اتَّخذه مَنَاخاً.
وقيل: هو أَن يَبْرُك على رُكْبتَيْه قَبْل يَدَيه إذَا أرَادَ السُّجُودَ، كالبَعِير على المكان الذي أوْطَنَه، والأوَّلُ أصَحُّ؛ لأنّ هذا لا يَخْتصُّ بالمَسجِد دُونَ غيره. 
و ط ن: (الْوَطَنُ) مَحَلُّ الْإِنْسَانِ. وَ (أَوْطَانُ) الْغَنَمِ مَرَابِضُهَا. وَ (أَوْطَنَ) الْأَرْضَ وَ (وَطَّنَهَا) وَ (اسْتَوْطَنَهَا) وَ (اتَّطَنَهَا) أَيِ اتَّخَذَهَا وَطَنًا. وَ (تَوْطِينُ) النَّفْسِ عَلَى الشَّيْءِ كَالتَّمْهِيدِ. وَ (الْمَوْطِنُ) الْمَشْهَدُ مِنْ مَشَاهِدِ الْحَرْبِ، قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ} [التوبة: 25] . 

وطن

2 وَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَى الأَمْرِ He disposed and subjected his mind, or himself, to do the thing; syn. مَهَّدَهَا لِفِعْلِهِ وَذَلَّلَهَا (Msb.) b2: وظّن نفسه على الشَّىْءِ, and لَهُ, He induced, or persuaded, himself to do the thing; syn. حَمَلَهَا عَلَيْهِ. (ISd, in TA.) See also 5 and 10.4 أَوْطَنَ see 10.5 تَوَطَّنَتْ نَفْسُهُ عَلَى الشَّىْءِ

, and لَهُ, He undertook the thing, and submitted to it; syn. تَحَمَّلَتْ وَذَلَّتْ لَهُ (ISd, in TA) [see also 2 and 10] his mind, or he, became disposed and subjected to do the thing; syn. تَمَهَّدَتْ. (K [in the CK, for تَوَطُّنَهَا تَمَهُّدَهَا, is put تَوَطَّنَهَا تَمَهَّدَهَا].) 10 اِسْتَوْطَنَ He took for himself as a home, or settled place of abode, (S, Msb, K,) a country; (S, Msb;) as also ↓ أَوْطَنَ (S, Msb, K) and ↓ وَطَّنَ (S, K) or ↓ تَوَطَّنَ. (Msb.) وَطَنٌ The place of abode or residence (S, Mgh, K) of a man: (S, Mgh:) a man's settled place of abode; his place of constant residence; his dwelling; his home. (Msb)

دري

(د ر ي) : (الْمُدَارَاةُ) الْمُخَاتَلَةُ وَبِالْهَمْزَةِ مُدَافَعَةُ ذِي الْحَقِّ عَنْ حَقِّهِ وَبَيَانُهَا فِي ش ر.
د ر ي : دَرَيْتُ الشَّيْءَ دَرْيًا مِنْ بَابِ رَمَى وَدِرْيَةً وَدِرَايَةً عَلِمْتُهُ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَدْرَيْتُهُ بِهِ وَدَارَيْتُهُ مُدَارَاةً لَاطَفْتُهُ وَلَايَنْتُهُ وَدَرَّيْتُ تُرَابَ الْمَعْدِنِ تَدْرِيَةً وَدَرَأْتُ الشَّيْءَ بِالْهَمْزِ دَرْءًا مِنْ بَاب نَفَعَ دَفَعْتُهُ وَدَارَأْتُهُ دَافَعْتُهُ وَتَدَارَءُوا تَدَافَعُوا. 
د ر ي

دريت الشيء دراية ودرية. وما أدراك بكذا وما يدريك، ودريته وادّريته: ختلته، وداريته: خاتلته، وعليك بالمداراة وهي الملاطفة، كأنك تخاتله. وادّريت غفلته: بمعنى تحينتها. قال:

أما تراني أذّري وأدّري ... غرات جمل وتدرّى غرري

وهو يعقص شعره بالمدري وهو السرخارة. قال امرؤ القيس:

تضل المداري في مثنى ومرسل

ومن المجاز: نطحه الثور بالمدري وهو القرن شبه بمدري الشعر في حدة طرفه. ويقال: نطحه بالمدراة وبالمدرية وهي التي حددت حتى صارت كالمدري.
[د ر ي] دَرَى الشَّيْءَ دَرْياً، ودِرْياً عن اللِّحْيانِيِّ، ودِرْيَةً، ودَرَياناً ودِرْياناً ودِرايَةً: عَلِمَه، قال سيبويه: الدَّرْيَةُ كالدِّرْيَةِ، لا يُذْهَبُ به إلى المَرَّةِ الواحِدَة، ولكنّه على مَعْنَى الحالِ. وأَدْراهُ بهِ: أَعْلَمَه، وفي التَّنْزِيلِ: {ولا أدراكم به} [يونس: 16] وأما من قرأه: ((أَدْرَأَكُمْ به)) مَهْمُوزاً فلَحْنٌ. قال سِيبَوَيْه: وقالُوا: لا أَدْرِ، فحَذَفُوا الياءَ لكَثْرَةِ اسْتْعمالِهِم لَهُ، ونظيُره ما حَكاهُ اللِّحْيانِيُّ عن الكِسائيِّ: أَقْبَلَ يَضْرِبُه لا يَأْلُ، مضمومةَ اللاّمِ بلا واوٍ. وحَكَى ابنُ الأَعْرابِيٍّ: ما تَدْرِي ما دِرْيتُها: أي ما تَعْلَمُ ما عِلْمُها. ودَرَى الصَّيدَ دَرْياً، وأدْراهُ، وتَدَرّاهُ: خَتَلَه، قال:

(فإِنْ كُنْتُ لا أَدْرِي الظِّباءَ فإِنَّنيِ ... أَدُسُّ لها تَحْتَ التُّرابِ الدَّواهِياَ) وقالَ:

(كَيْفَ تَرانِي أَذَّرِي وأَدَّرِي ... )

(غِرّاتِ جُمْلٍ وتَدَرِّي غِرَرِي ... )

والدَّرِيَّةُ: النّافَةُ أو البَقَرَةُ يُسْتَتَرُ بها من الصَّيْدِ، فُيخْتَلُ. قال أبو زَيْدٍَ: هي مَهْمُوزَةٌ؛ لأَنّها تَدْرَأُ إليه، اي تَدْفَعُ، فِإِذا كانَ هذا فَليْسَ من هذا البابِ. وقد أَدْرَيتُ دَرِيَّةً، وتَدَرَّيْتُ. والدَّرِيَّةُ: الوَحْشُ من الصَّيْدِ خاصّةً. وادَّرَوْا مَكاناً: اعْتَمَدُوه بالغارَةِ والغَزْوِ. ودارَيْتُ الرَّجًُلَ: لايَنْتُه ورَفَقْتُ به. والمِدْرَى، والمِدْراةُ، والمَدْرِيَةُ: القَرْنُ، والجَمْعُ: مَدارٍ، ومَدَارَى، الأَلِفُ بدَلٌ من الياءٍ. ودَرَّي رَأْسَه بالمِدْرَى: مَشَطَه.
دري
درَى/ درَى بـ يَدري، ادْرِ، درايةً ودَرْيًا ودَرَيانًا، فهو دارٍ، والمفعول مَدْرِيّ
• درَى فلانٌ الشَّيءَ/ درَى فلانٌ بالشَّيءِ: علِمَه وخبَرَه "أهل مكَّة أدرى بشعابها- من قال: لا أدري فقد أفتى- إن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... أو كنت تدري فالمصيبة أعظمُ- {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} ".
 • درَيت الخبرَ صحيحًا: علمت، والفعل هنا من أفعال اليقين، ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر. 

أدرى يُدري، أدْرِ، إِدْراءً، فهو مُدْرٍ، والمفعول مُدْرًى
• أدرى فلانًا الأمرَ/ أدرى فلانًا بالأمر: أَعْلَمه وأخبَره به "أدراه ما جَرَى- أدراه بالقرارِ الذي اتُّخذ- {وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ} - {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} - {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} " ° ما أَدْراك: تعبيرٌ تعجُّبيٌّ يفيد استحالة إدراك الشّيء أو بُعده- ما أدراك بكذا/ وما يدريك: إنّك لن تعرِف أبدًا ماذا يعني ذلك. 

دارى يُداري، دارِ، مُداراةً، فهو مُدارٍ، والمفعول مُدارًى
• دارَى فلانًا: لاينه ولاطفَه ورفَق به ليتّقيه "أظهر كثيرًا من المداراة".
• دارى الشَّيءَ/ دارى الأمرَ: غَطّاه وستره، خبَّأه وأخفاه "دارِ هذا الأمرَ فليس من المصلحة إعلانُه". 

دَرَّى يُدرِّي، دَرِّ، تدريةً، فهو مُدرٍّ، والمفعول مُدَرًّى
• دَرَّاه بالشَّيءِ: أَعْلَمه به، أخبره به "دَرَّيتُ عليًّا بالخبر". 

إدراء [مفرد]: مصدر أدرى. 

أدرِيَّة [مفرد]
• الأدريَّة: (سف) مذهب فلسفيّ دينيّ أتباعُه يدَّعون معرفة طبيعة الله وأسمائه معرفةً تامَّة وسامية.
• اللاَّأَدْريَّة: (سف) نزعَةٌ فلسفيّة ترمي إلى إنكار قيمة العقل وقدرته على المعرفة وتُطلق على إحدى فرق السُّوفسطائيَّة عند العرب. 

تدرية [مفرد]: مصدر دَرَّى. 

دِراية [مفرد]:
1 - مصدر درَى/ درَى بـ.
2 - علم ومعرفة الشّيء مع اجتهاد وحيلة "له دراية بفنون القول: على وعي بها".
• علم الدِّراية: (فق) علم الفقه وأصوله. 

دَرْي [مفرد]: مصدر درَى/ درَى بـ. 

دَرَيان [مفرد]: مصدر درَى/ درَى بـ. 

مِدْرًى [مفرد]: ج مَدَارَى ومدارٍ: أداة تُصْنَع من حديد أو خشبٍ على شكل سنٍّ من أسنان المشط وأطول منه يُسرَّح به الشَّعر المتلبّد "وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ [حديث] ". 
دري
: (ى ( {دَرَيْتُه و) } دَرَيْتُ (بِهِ أَدْرِي {دَرْياً} ودَرْيَةً) ، بفتْحِهما (ويُكْسَرانِ) ،
الكَسْرُ فِي دِرْيٍ عَن اللّحْيانيّ،
ووَقَعَ فِي نسخِ الصِّحاحِ: {دُرْيَة بالضمِّ بضَبْطِ القَلَم.
وحكَى ابنُ الأعرابيِّ: مَا تَدْرِي مَا} دِرْيَتُها أَي مَا تَعْلَمُ مَا علْمُها.
( {ودِرْياناً، بالكسْرِ ويُحَرَّكُ،} ودِرايَةً، بالكسْرِ،! ودُرِيّاً، كحُلِيَ: عَلِمْتُه) ؛ الأَخيرَةُ عَن الصَّاغانيّ فِي التكْمِلَةِ.
قالَ شيْخُنا: صَرِيحُه اتِّحادُ العِلْم والدِّرَايَةِ.
وصَرَّحَ غيرُهُ: بأَنَّ {الدِّرايَةَ أَخَصُّ مِن العِلْم، كَمَا فِي التَّوْشِيح وغيرِهِ.
وقيلَ: إنَّ} دَرَى يكونُ فِيمَا سَبَقه شَكٌّ؛ قالَهُ أَبو عليَ.
(أَو) عَلِمْتُه (بضَرْبٍ من الحِيلَةِ) ، وَلذَا لَا يُطْلَقُ على اللَّهِ تَعَالَى؛ وأَمَّا قوْلُ الراجزِ:
لَا هُمَّ لَا {أَدْرِي وأَنْتَ} الدَّارِي فَمن عجرفة الأعْراب.
(و) يُعَدَّى بالهَمْزَةِ فيقالُ: ( {أدْراهُ بِهِ أَعْلَمَهُ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَلَا} أَدْرَاكُم بِهِ} ؛ فأَمَّا من قَرَأَ بالهَمْزِ فإنَّه لحن.
وَقَالَ الجَوهرِيُّ: والوَجْهُ فِيهِ تَرْك الهَمْز.
(و) دَرَى (الصَّيْدَ) يَدْرِيه ( {دَرْياً: خَتَلَهُ) ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
فَإِن كنتُ لَا أَدْرِي الظِّباءَ فإنّني
أَدُسُّ لَهَا تحتَ التُّرابِ الدَّواهِياوقالَ ابنُ السِّكِّيت:} دَرَيْت فُلاناً {أَدْرِيه دَرْياً: خَتَلْتَه؛ وأَنْشَدَ:
فَإِن كُنت قَدْ أَقْصَدْتني إِذْ رَمَيْتني
بسَهْمِك فالرَّامي يَصِيدُ وَمَا} يَدْرِي أَي وَلَا يَخْتِلُ، ( {كتَدَرَّاهُ} وادَّراهُ كافْتَعَلَهُ) ؛ وَمِنْه قوْلُ الراجزِ:
كيفَ تَرانِي أَذَّرِي {وأَدَّرِي
غِرَّاتِ جُمْلٍ} وتَدَّرِي غِرَرِي؟ فالأَوَّل بالذالِ المُعْجمةِ، أَفْتَعِل من ذَرَيْت تُرابَ المَعْدنِ، وَالثَّانِي بالدَّالِ المُهْملةِ أَفْتَعِل من {ادَّراهُ خَتَلَه، والثالثُ تَتَفَعَّل من} تَدَرَّاهُ خَتَلَه فأَسْقَطَ إحْدَى التاءَيْن، يقولُ: كيفَ تَراني أَذَّرِي التُّرابَ وأَخْتِل مَعَ ذلكَ هَذِه المَرْأَة بالنَّظَر إِلَيْهَا إِذا اغْتَرَّتْ أَي غَفَلَت؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
(و) {دَرَى (رأْسَه) } يَدْرِيه {دَرْياً: (حَكَّهَ} بالمِدْرَى) ، بكسْرِ الميمِ، (وَهُوَ القَرْنُ) ؛ قالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ الثوْرَ والكِلابَ:
شَكَّ الفِريصَةَ {بالمِدْرَى فأَنْفَذَها
شَكَّ المُبَيْطِرِ إِذْ يَشْفِي مِنَ العَضَدِوفي بعضِ النسخِ: وَهُوَ المُشْطُ والقَرْنُ: (} كالمِدْرَاةِ) .
قَالَ الجَوهرِيُّ: ورُبَّما تُصْلِحُ بِهِ الماشِطَةُ قُرُونَ النِّساءِ، وَهُوَ شيءٌ كالمِسَلَّة يكونُ مَعَها؛ قَالَ امْرؤُ القَيْسِ:
تَهْلِكُ {المِدْراةُ فِي أَكْنافِه
وَإِذا مَا أَرْسَلَتْهُ يَنْعَفِرْوقالَ الأزهرِيُّ: المِدْراةُ حَدِيدَةٌ يُحَكُّ بهَا الرأْسُ يقالُ لَهَا سَرْخَارَهْ.
(} والمَدْرِيَةِ) ، بفتْحِ الميمِ وكسْرِ الَّراءِ؛ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.
وقالَ الأزْهرِيُّ: ورُبَّما قَالُوا {للمِدْرَاةِ} مَدْرِيَة، وَهِي الَّتِي حُدِّدَتْ حَتَّى صارَتْ {مِدْراة، (ج} مَدارٍ {ومَدارَى) ، الألفُ بدَلَ مِن الياءِ؛ كَذَا فِي المُحْكَم.
(} واَدَرَّتِ) المَرْأَةُ {وَتَدرَّتْ الْمَرْأَة (سَرَّحَتْ شَعْرَها) } بالمِدْرَى.
( {والدَّرِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ: (لما يُتَعَلَّمُ عَلَيْهِ الطَّعْنُ) .
قَالَ الجَوهرِيُّ: قالَ الأصْمعيُّ: وَهِي دابَّةٌ يَسْتَتِر بهَا الصَّائِد إِذا أمكنه رمَى، وَهِي غيْرُ مَهْمُوزة.
وقالَ أَبُو زيْدٍ: هُوَ مَهْموزٌ لأنّها تُدْرأُ نحْو الصَّيْد أَي تُدْفَعُ.
(} ومَدْرَى) ، كمَسْعَى: (ة لبَجِيلَةَ) .
وَفِي التّكْمِلَةِ {والمِدْرَاةُ: وادٍ.
وَالَّذِي فِي كتابِ نَصْر:} المِدْرَاءُ، بالمدِّ: ماءَةٌ بركية لعَوف ودهْمان ابْني نَصْرِ بنِ مُعاوِيَةَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قَالَ سِيْبَوَيْه: {الدَّرْيَةُ} كالدِّرْيَةِ لَا يُذْهَبُ بِهِ إِلَى المَرَّةِ الواحِدَةِ ولكنَّه على مَعْنى الحالِ.
وَقَالُوا: لَا {أَدْرِ، فحذَفُوا الياءَ لكَثْرةِ الاسْتِعْمالِ ونَظِيرُه: أَقْبَلَ يَضْرِبُه وَلَا يَأْلُ.
} وادَّرَى {وتَدَرَّى: اتَّخَذَها.
} والدَّريَّة: الوَحْشُ مِن الصَّيْدِ خاصَّةً.
{وادَّرَوْا مَكاناً، كافْتَعَلُوا: اعْتَمَدوه بالغارَةِ والغَزْوِ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ لسُحَيْم:
أَتَتْنا عامِرٌ من أَرْضِ رامٍ
مُعَلِّقَةَ الكَنائِنِ} تَدَّرِينا {ودَارَاهُ} مُدارَةً: لايَنَهُ ورَقَّقَه.
{والمُدَارَاةُ فِيهِ الوَجْهان الهَمْزُ وغَيْرُه.
وأَتَى هَذَا الأَمْر مِن غَيْر} دُرْيةٍ، بالضمِّ: أَي مِن غَيْرِ عَمَلٍ؛ نَقَلَهُ الأزهرِيُّ.
قالَ {والمُدَارَاةُ حُسْن الخُلُقِ والمُعاشَرَةِ مَعَ الناسِ.
وقوْلُهم: جَأْبُ} المِدْرَى، أَي غَلِيظ القَرْنِ، يُدَلُّ بذلِكَ على صِغَرِ سِنِّ الغَزَالِ لأنَّ قَرْنَه فِي أَوَّل مَا يطْلعُ يغلُظُ ثمَّ يدقُّ بَعْد ذلكَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الدِّرْحايَةُ، بالكسْرِ: الرَّجُلُ الضخْمُ القَصِيرُ: هَكَذَا ذَكَرَه الجوهرِيُّ هُنَا.
وَقَالَ ابنُ برِّي ذكره هُنَا سَهْو ومَحَلّه دَرَحَ، وإيَّاهُ تَبِعَ المصنِّفُ فذَكَرَه هُنَاكَ.

دري


دَرَى(n. ac. دَرْي
دَرْيَة
دِرْي
دِرْيَة
دِرَاْيَة
دِرْيَاْن
دَرَيَاْن)
a. [acc.
or
Bi], Knew; understood; learnt, comprehended.
b.(n. ac. دَرْي), Watched, lay in wait for.
c. Disentangled, combed (hair).
دَاْرَيَa. Flattered, cajoled; coaxed.
b. Dealt with cautiously, warily; watched over.

أَدْرَيَa. Acquainted with, informed of.

تَدَرَّيَإِدْتَرَيَa. Watched, lay in wait for.
b. Disentangled, combed out (hair).

دَارٍa. Informed, acquainted with, knowing.

دِرَايَة []
a. Knowledge, information.

مِدْرَى []
مِدْرَاة [] (pl.
مَدَاْرِيُ)
a. A kind of comb.
b. Horn ( of a bull ).
دِيْر بَالَك
a. [ coll. ], Be wary, be careful!

دَزِّيْنَة
a. Dozen.

دري: دَرَى الشيءَ دَرْباً ودِرْباً؛ عن اللحياني، ودِرْيَةً ودِرْياناً

ودِرايَةً: عَلِمَهُ. قال سيبويه: الدَّرْيَةُ كالدِّرْيَةِ لا يُذْهَبُ

به إلى المَرَّةِ الواحدة ولكنه على معنى الحال. ويقال: أَتى هذا

الأَمْرَ من غير دِرْية أَي من غير عِلْمٍ. ويقال: دَرَيْت الشيءَ أَدْرِيهِ

عَرَفْته، وأَدْرَيْتُه غيري إذا أَعْلَمْته. الجوهري: دَرَيْته ودَرَيْت

به دَرْياً ودَرْية ودِرْيةً ودِراية أَي علمت له؛ وأَنشد:

لاهُمَّ لا أَدْرِي، وأَنْت الدَّارِي،

كُلُّ امْرِئٍ مِنْك على مِقْدارِ

وأَدْراه به: أَعْلَمه. وفي التنزيل العزيز: ولا أَدْرَاكُمْ به، فأَما

من قرأَ: أَدْرَأَكُم به، مهموز، فلَحْنٌ. قال الجوهري: وقرئ ولا

أَدْرَأَكُم به؛ قال: والوجه فيه تَرْك الهمز؛ قال ابن بري: يريد أَنَّ

أَدْرَيْته وأَدْرَاهُ، بغير همز، هو الصحيح؛ قال: وإنما ذكر ذلك لقوله فيما بعد

مُدَاراة الناس، يهمز ولا يهمز. ابن سيده: قال سيبويه وقالوا لا أَدْر،

فحذفوا الياءَ لكثرة استعمالهم له كقولهم لَم أُبَلْ ولَم يكُ، قال:

ونظيره ما حكاه اللحياني عن الكسائي: أَقْبَلَ يَضْرِبُه لا يَأْلُ، مضمومَ

اللامِ بلا واو؛ قال الأَزهري: والعرب ربما حذفوا الياء من قولهم لا

أَدْرِ في موضع لا أَدْرِي، يكتَفُون بالكسرة منها كقوله تعالى: والليل إذا

يَسْرِ؛ والأَصل يَسْري؛ قال الجوهري: وإنما قالوا لا أَدْرِ بحذف الياء

لكثرة الاستعمال كما قالوا لَمْ أُبَلْ ولم يَكُ. وقوله تعالى: وما أَدراكَ

ما الحُطَمة؛ تأْويله أَيُّ شيء أَعْلَمَك ما الحُطَمة. قال: وقولهم

يُصيبُ وما يَدْرِي ويُخْطِئُ وما يدرِي أَي إصابَتَه أَي هو جاهلٌ، إن

أَخطأَ لم يَعْرِفْ وإن أَصاب لم يَعْرِفْ أَي ما اخْتل

(* قوله «أي ما

اختل إلخ» هكذا في الأصل)، من قولك دَرَيْت الظباء إذا خَتَلْتَها. وحكى ابن

الأَعرابي: ما تَدْرِي ما دِرْيَتُها أَي ما تَعْلَمُ ما علْمُها.

ودَرَى الصيدَ دَرْياً وادَّرَاه وتَدَرَّاه: خَتَلَه؛ قال:

فإن كنتُ لا أَدْرِي الظِّباءَ، فإنَّني

أَدُسُّ لها، تحتَ التُّرابِ، الدَّواهِيا

وقال: كيفَ تَرانِي أَذَّرِي وأَدَّرِي

غِرَّاتِ جُمْلٍ، وتَدَّرَى غِرَرِي؟

فالأَول إنما هو بالذال معجمة، وهو أَفْتَعِل من ذَرَيْت تراب المعدن،

والثاني بدال غير معجمة، وهو أَفْتَعِل من ادَّراه أَي خَتَلَه، والثالث

تَتَفَعَّل من تَدَرَّاه أَي خَتَلَه فأَسقط إحدى التاءين، يقول: كيف

تراني أَذَّرِي التراب وأَخْتِل مع ذلك هذه المرأَة بالنظر إليها إذا

اغتَرَّت أَي غَفَلَت. قال ابن بري: يقول أَذَّرِي التراب وأَنا قاعد أتشاغل

بذلك لئلا ترتاب بي، وأَنا في ذلك أَنظر إليها وأَخْتِلُها، وهي أَيضاً تفعل

كما أَفعل أَي أَغْتَرُّها بالنظر إذا غَفَلَت فتراني وتَغْتَرُّني إذا

غَفَلْت فتَخْتِلُني وأَخْتِلُها. ابن السكيت: دَرَيْت فلاناً أَدْرِيه

دَرْياً إذا خَتَلْتَه؛ وأَنشد للأَخطل:

فإن كُنت قَدْ أَقْصَدْتني، إذ رَمَيْتني

بسَهْمِك، فالرَّامي يَصِيدُ ولا يَدْرِي

أَي ولا يَخْتِلُ ولا يَسْتَتِرُ. وقد دارَيْته إذا خاتَلْته.

والدَّرِيَّة: الناقة والبقرة يَسْتَتِرُ بها من الصيد فيختِلُ، وقال أَبو زيد: هي

مهموزة لأَنها تُدْرأُ للصيد أَي تدفع، فإن كان هذا فليس من هذا الباب.

وقد أْدَّرَيْت دَرِيَّة وتَدَرَّيت. والدَّرِيّة: الوحش من الصيد خاصة.

التهذيب: الأَصمعي الدَّرِيّة، غير مهموز، دابَّة يستتر بها الصائد الذي

يرمي الصيد ليصيده، فإذا أَمكنَه رمى، قال: ويقال من الدَّرِيّة

ادَّرَيْت ودَرَيْت. ابن السكيت: انْدَرَأْتُ عليه انْدِراءً، قال: والعامة تقول

انْدَرَيْت. الجوهري: وتَدَرَّاه وادَّراه بمعنى خَتَله، تَفَعَّل

وافْتَعَل بمعنى؛ قال سُحَيم:

وماذا يَدَّرِي الشُّعَراءُ مِنِّي،

وقَدْ جاوَزْتُ رَأْسَ الأَرْبَعِينِ؟

قال يعقوب: كسر نون الجمع لأَن القوافي مخفوضة، أَلا ترى إلى قوله:

أَخو خَمْسِين مُجْتَمعٌ أَشُدِّي،

ونَجَّذَني مُداوَرَةُ الشُّؤُونِ

وادَّرَوْا مكاناً: اعْتَمَدوه بالغارة والغَزْو. التهذيب: بنو فلان

ادَّرَوْا فلاناً كأَنَّهم اعْتَمَدوه بالغارة والغزو؛ وقال سُحَيم بن وَثيل

الرياحي:

أَتَتْنا عامِرٌ من أَرْضِ رامٍ،

مُعَلِّقَةَ الكَنائِنِ تَدَّرِينا

والمُدَارَاةُ في حُسْن الخُلُق والمُعاشَرةِ مع الناس يكونُ مهموزاً

وغير مهموز، فمن همزه كان معناه الاتِّقاءَ لشَرِّه، ومن لم يهمزه جعله من

دَرَيْت الظَّبْي أَي احْتَلْت له وخَتَلْته حتى أَصِيدَه. ودَارَيْته من

دَرَيْت أَي خَتَلْت. الجوهري: ومُدَارَاة الناس المُداجاة

والمُلايَنَة؛ ومنه الحديث: رأْس العَقْلِ بعدَ الإيمانِ بالله مُدَارَاةُ الناسِ أَي

مُلايَنَتُهُم وحُسنُ صُحْبَتِهِم واحْتِمالُهُم لئَلاَّ يَنْفِروا

عَنْكَ. ودَارَيت الرجلَ: لايَنْته ورَفَقْت به، وأَصله من دَرَيْت الظَّبْي

أَي احْتَلْت له وخَتَلْته حتى أَصيدَه. ودَارَيْتُه ودَارأْته:

أَبْقَيْته، وقد ذكرناه في الهمز أَيضاً. ودارأْت الرجلَ إذا دَافَعْتَه، بالهمز،

والأَصل في التداري التَّدارُؤُ، فَتُرِكَ الهَمْز ونُقِلَ الحرف إلى

التشبيه بالتقاضي والتداعي.

والدَّرْوانُ: ولَدُ الضِّبْعانِ من الذِّئْبة؛ عن كراع.

والمِدْرَى والمِدْراة والمَدْرِيَةُ: القَرْنُ، والجمع مَدارٍ

ومَدارَى، الأَلف بدل من الياء. ودَرَى رَأْسَه بالمِدْرى: مَشَطَه. ابن

الأََثير: المِدْرَى والمِدْرَاةُ شيء يُعْمَل من حديد أَو خشب على شكل سنٍّ من

أَسْنان المُشْطِ وأَطْولُ منه، يُسَرَّحُ به الشَّعَر المُتَلَبِّدُ

ويَستَعمله من لم يكن له مُشْط؛ ومنه حديث أُبيٍّ: أَن جاريةً له كانَت

تَدَّري رأْسَهُ بِمِدْراها أَي تُسَرِّحُه. يقال: ادَّرَت المرأَة تَدَّرِي

ادِّراءً إذا سَرَّحَتْ شعرها به، وأَصلها تَدْتَري، تَفْتَعِل من استعمال

المِدْرى، فأُدغمت التاء في الدال. وقال الليث: المِدْراةُ حديدة

يُحَكُّ بها الرأْس يقال لها سَرْخارَهْ، ويقال مِدْرىً، بغير هاء، ويُشَبَّه

قَرْنُ الثَّوْرِ به؛ ومنه قول النابغة:

شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرى فأَنْفَذَها،

شَكَّ المُبَيْطِرِ إذْ يَشْفِيِ مِنَ العَضَدِ

وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان في يَدِهِ مِدْرىً

يَحُكُّ بها رأْسَه فَنَظَر إلَيْه رَجلٌ من شَقِّ بابهِ قال: لو عَلِمْتُ

أَنَّك تَنْظُر لَطَعَنْتُ به في عَيْنِكَ. فقال: وربما قالوا للمِدْراةِ

مَدْرِيَة، وهي التي حدِّدَت حتى صارت مِدْراةً؛ وحدث المنذري أَن الحربي

أَنشده:

ولا صُوار مُدَرَّاةٍ مَناسِجُها،

مثلُ الفريدِ الذي يَجْري مِنَ النِّظْمِ

قال: وقوله مُدَرَّاة كأَنها هُيِّئَت بالمِدْرى من طول شعرها، قال:

والفَرِيدُ جمع الفريدة، وهي شَذْرة من فضة كاللؤلؤ، شَبَّه بياض أَجسادها

كأَنها الفضة. الجوهري في المِدْراةِ قال: وربما تُصْلِحُ بها الماشطة

قُرُونَ المِّساء، وهي شيء كالمِسَلَّة يكون مَعَها؛ قال:

تَهْلِكُ المِدْراةُ في أَكّْنافِه،

وإِذا ما أَرْسَلَتْهُ يَعْتَفِرْ

ويقال: تَدَرَّت المرأَة أَي سَرَّحت شعَرها. وقولهم جَأْبُ المِدْرى

أَي غَلِيظ القَرْنِ، يُدَلّ بذلك على صِغَر سِنِّ الغزال لأَن قَرْنَه في

أَول ما يطلع يغلظ ثم يدق بعد ذلك؛ وقول الهذلي:

وبالترك قد دمها

وذات المُدارأَة الغائط

(* قوله «وبالترك قد دمها إلخ» هذا البيت هو هكذا في الأصل.)

المدمومة: المطلية كأَنها طليت بشحم. وذات المدارأَة: هي الشديدة النفس

فهي تُدْرأُ؛ قال ويروى:

وذات المداراة والغائط

قال: وهذا يدل على أَن الهمز فيه وترك الهمز جائز.

وثن

وثن



وَثَنٌ An idol: see صَنَمٌ and عَثَنٌ and عَنَنٌ.
(وثن)
الشَّيْء بِالْمَكَانِ (يثن) وثنا أَقَامَ وَثَبت فَهُوَ واثن (ج) وثن
وثن: {الوثن}: ما كان معدا للعبادة من غير صورة. 
و ث ن

كأنه وثن من الأوثان. ومن المجاز: هي وثن فلانس أي امرأته.
وثن:
وثنيّ: عابد الوثن (بقطر، م. المحيط، معجم التنبيه، باين سميث 1322) لاسيما أتباع الحرّانييّن (البشروني 19:318).
وثنيّة: عبادة الأصنام (همبرت 160، باين سميث 1322).
(و ث ن) : (الْوَثَنُ) مَا لَهُ جُثَّةٌ مِنْ خَشَبٍ أَوْ حَجَرٍ أَوْ فِضَّةٍ أَوْ جَوْهَرٍ يُنْحَتُ وَالْجَمْعُ أَوْثَانٌ وَكَانَتْ الْعَرَبُ تَنْصِبُهَا وَتَعْبُدُهَا.
و ث ن: (الْوَثَنُ) الصَّنَمُ وَالْجَمْعُ (وُثْنٌ) وَ (أَوْثَانٌ) مِثْلُ أُسْدٍ وَآسَادٍ. 
وثن
الوَثَن: واحد الأوثان، وهو حجارة كانت تعبد. قال تعالى: إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً [العنكبوت/ 25] وقيل: أَوْثَنْتُ فلانا:
أجزلت عطيّته، وأَوْثَنْتُ من كذا: أكثرت منه.

وثن


وَثَنَ
أَوْثَنَa. Gave lavishly to.
b. Was, became numerous.

إِسْتَوْثَنَ
a. [Min], Asked much of.
b. Became fat.
c. Multiplied.
d. Was firm; stood still; survived.

وَثَن
(pl.
وُثُن
أَوْثَاْن
38)
a. Idol, image.

وَثَنِيّa. Idolater, pagan, heathen.

وَثَنِيَّةa. Idolatress.

وَاْثِنa. see
وَتَنَ [] .
[وثن] نه: فيه: الوثن هو كل ما له جثة معمولة من جواهر الأرض أو من الخشب والحجارة كصورة الدمى، والصنم الصورة بلا جثة، وقيل: هما سواء، وقد يطلق الوثن على غير الصورة. ومنه ح عدى: قدمت عليه صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال: ألق هذا "الوثن" عنك.
باب وج
[وثن] الوَثن: الصنم، والجمع وُثْنٌ وأوثان، مثل أسد وأسد وآساد. الاصمعي: استؤثن الرجل من المال، إذا استكثَر منه، مثل استوثج واستوثر. والواثن مثل الواتن، وهو الثابت الدائم. (*)
و ث ن : الْوَثَنُ الصَّنَمُ سَوَاءٌ كَانَ مِنْ خَشَبٍ أَوْ حَجَرٍ أَوْ غَيْرِهِ وَتَقَدَّمَ فِي صَنَمٍ وَالْجَمْعُ وُثْنٌ مِثْلُ أَسَدٍ وَأُسْدٍ وَأَوْثَانٌ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ مَنْ يَتَدَيَّنُ بِعِبَادَتِهِ عَلَى لَفْظِهِ فَيُقَالُ رَجُلٌ وَثَنِيٌّ
وَقَوْمٌ وَثَنِيُّونَ وَامْرَأَةٌ وَثَنِيَّةٌ وَنِسَاءٌ وَثَنِيَّاتٌ. 
وثن: الوَثَنُ: الصَّنَمُ، والجَمِيْعُ الأَوْثَانُ والوُثُنُ، وقُرِىءَ قَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " إنْ يَدْعُوْــنَ من دُوْنِهِ إلاَّ وُثُناً " لجَمْعِ الوَثَنِ.
والواثِنُ: الشَّيْءُ المُقِيْمُ الرّاكِدُ في مَكانِه؛ كالوَاتِنِ.
وامْرَأَةٌ وَثِيْنَةٌ: أي وَثِيْرَةٌ وَطِيْئَةٌ.
واسْتَوْثَنَ من الطَّعَامِ: اسْتَكْثَرَ منه.
واسْتَوْثَنَتِ النَّحْلُ: صارَتْ فِرْقَتَيْنِ صِغَاراً وكِبَاراً، وكذلك إذا نَشَأَتْ أوْلاَدُها.
والوَثَنُ: امْرَأَةُ الرَّجُلِ.
[وث ن] الوَثَنُ والواثِنُ المُقِيمُ الرّاكِدُِ وقد وَثَن قالَ ابنُ دُرَيْدٍ ولَيْسَ بثَيْتٍ والَّذِي حَكاهُ أَبُو عُبَيْدٍ الواثِنُ وقد حَكَى ابنُ الأَعرابِيِّ وَثَنَ بالمَكانِ فلا أَدْرَى من أَيْنَ أَنْكَرَهُ ابن دُرَيْدٍ والوَثَنُ الصَّنَمُ ما كان وقيل الصَّنَمُ الصَّغِيرُ والجَمعُ أَوْثانٌ ووُثُنٌ ووُثْنٌ وأُثُنٌ على إِبْدالِ الهَمْزَةِ مِن الواو وقد قُرِئَ إنْ يَدْعُونَ من دُونِهِ إِلاَّ أُثُنًا حَكاهُ سِيبَوَيْهِ ووُثِنَت الأَرْضُ مُطِرَتْ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ واسْتَوْثَنَت الإِبِلُ نَشَأَتْ أَولادُها مَعَها واسْتَوْثَن النَّحْلُ صارَ فِرْقَتَيْنِ كِبارًا وصِغَارًا واستَوْثَنَ المالُ كَثُرَ واسَتَوْثَن من المالِ اسْتَكْثَرَ
وثن
وثَنَ بـ يثِن، ثِنْ، وَثْنًا، فهو واثِن، والمفعول مَوْثُون به
• وثَن الحَجَرُ بالمكان: أقام به وثبَت. 

وثَّنَ يوثِّن، توثينًا، فهو مُوثِّن، والمفعول مُوثَّن
• وثَّن شعبًا: جعَله وثنيًّا. 

توثين [مفرد]: مصدر وثَّنَ.
• توثين البشر: (سة) جعلهم أوثانًا، وإعطاؤهم أوصافًا
 تتجاوز بشريتهم وتُدخلهم في نطاق الأسطورة والخرافة. 

توثينيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى توثين.
• نزعة توثينيَّة: (سة) نزعة ترمي إلى إضفاء الطّابع الوثنيّ على بلدٍ أو شعبٍ أو أسلوب. 

وَثْن [مفرد]: مصدر وثَنَ بـ. 

وَثَن [مفرد]: ج أوثان ووُثْن ووُثُن: تمثال يُعبَد سواء أكان من خشب أم حجر أم نُحاس أم غير ذلك، وقد يُقال لما يُعبد من غير التماثيل "عبد النّاسُ في الجاهلية الأوثان- {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إلاَّ وُثُنًا} [ق]- {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إلاَّ وُثْنًا} [ق] ". 

وَثَنِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى وَثَن: "أعمالٌ وثنيَّة- قوم وثنيُّون".
2 - من يتديّن بعبادة الوثَن. 

وثنيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى وَثَن.
2 - مصدر صناعيّ من وَثَن: مذهب عبدة الأوثان. 

وثن: الوَثْنُ والوَاثِنُ: المقيم الراكد الثابت الدائم، وقد وَثَنَ؛

قال ابن دريد: وليس بثَبْتٍ؛ قال: والذي حكاه أَبو عبيد الواتن. وقد حكى

ابن الأَعرابي: وَثَنَ بالمكان، قال: ولا أَدري من أَين أَنكره ابن دريد.

الليث: الواثن والواتن لغتان، وهو الشيء المقيم الراكد في مكانه؛ قال

رؤبة:على أَخِلاَّءِ الصَّفاء الوُثَّنِ

قال الليث: يروى بالثاء والتاء، ومعناهما الدّوْمُ على العهد، وقد

وَتَنَ ووَثَنَ بمعنى واحد؛ قال أَبو منصور: المعروف وَتَنَ يَتِنُ، بالتاء،

وُتُوناً، ولم أَسمع وَثَنَ، بالثاء، بهذا المعنى لغير الليث، قال: ولا

أَدري أَحفظه عن العرب أَم لا. والوَثْنة، بالثاء: الكَفْرَةُ.

والمَوْثُونة، بالثاء: المرأَةُ الذليلة. وامرأَة موثونة، بالثاء، إذا كانت أَديبةً

وإن لم تكن حَسْناء.

والوَثَنُ: الصنم ما كان، وقيل: الصنم الصغير. وفي الحديث: شاربُ الخمر

كعابدِ وَثَنٍ. قال ابن الأَثير: الفرق بين الوَثَنِ والصَّنَم أَن

الوَثَنَ كل ما له جُثَّةٌ معمولة من جواهر الأَرض أَو من الخشب والحجارة

كصورة الآدمي تُعمَلُ وتُنْصَبُ فتُعْبَدُ، والصَّنَمُ الصورة بلا جُثَّةٍ؛

ومنهم من لم يفرق بينهما وأَطلقهما على المعنيين. قال: وقد يطلق الوَثَنُ

على غير الصورة، والجمع أَوْثانٌ ووُثُنٌ ووُثْنٌ

وأُثُنٌ، على إبدال الهمزة من الواو، وقد قرئ: إنْ يَدْعُونَ من دونه

إلا أُثُناً؛ حكاه سيبويه. قال الفراء: وهو جمع الوَثَنِ، فضم الواو

وهمزها، كما قال: وإذا الرسلُ أُقِّتَتْ. الأَزهري: قال شمر فيما قرأْت بخطه

أَصل الأَوْثانِ عند العرب كل تِمْثالٍ من خشب أَو حجارة أَو ذهب أَو فضة

أَو نحاس أَو نحوها، وكانت العرب تنصبها وتعبدها وكانت النصارى نصبت

الصَّليب وهو كالتِّمْثال تُعَظِّمُه وتعبده، ولذلك سماه الأَعشى وَثَناً؛

وقال:

تَطُوفُ العُفاةُ بأَبْوابِه،

كطَوْفِ النَّصارى ببَيْتِ الوَثَنْ

أَراد بالوَثَنِ الصليب. قال: وقال عَدِيُّ بن حاتم قدمت على النبي، صلى

الله عليه وسلم، وفي عُنُقِي صَليب من ذهب، فقال لي: أَلْقِ هذا

الوَثَنَ عنك؛ أَراد به الصليب، كما سماه الأَعشى وَثَناً. ووُثِنَتِ الأَرض:

مُطِرَتْ؛ عن ابن الأَعرابي. وأَرض مَضْبوطةٌ ممطورة وقد ضُبِطَتْ

ووُثِنَتْ بالماء ونُصِرَتْ أَي مُطِرَتْ.

واسْتَوْثَنَت الإِبلُ: نشأَت أَولادُها معها. واسْتَوْثَنَ النَّحْلُ:

صار فرقتين كباراً وصغاراً. واسْتَوْثَنَ المالُ: كثر. واسْتَوثَنَ من

المال: استكثر منه مثل اسْتَوثَجَ واسْتَوثَرَ، والله أَعلم.

وثن
: ( {كاسْتَوْثَنَ) ، بالثاءِ، يقالُ:} اسْتَوْثَنَ المالُ: إِذا سَمِنَ، وقيلَ: كَثُرَ.
( {والوَثَنُ، محرَّكةً: الصَّنَمُ) مَا كانَ؛ وقيلَ: الصَّنَمُ الصَّغيرُ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: الفَرْقُ بينَ} الوَثَنِ والصَّنَمِ أنَّ الوَثَنَ كُلُّ مَا لَهُ جُثَّةٌ مَعْمولَةٌ مِن جَواهِرِ الأرْضِ أَو مِن الخَشَبِ والحِجارَةِ كصُورَةِ الآدَميِّ تُعْمَلُ وتُنْصَبُ فتُعْبَدُ، والصَّنَمُ الصُّورَةُ بِلَا جُثَّةٍ؛ وَمِنْهُم مَنْ لم يُفَرِّقْ بَيْنهما وأَطْلَقَهما على المَعْنَيَيْنِ. قالَ: وَقد يُطْلَقُ الوَثَنُ على غيرِ الصُّورَةِ.
ومَرَّ إِيمَاء إِلَى الفَرْقِ بَيْنهما بوُجُوهٍ أُخَر فِي صنم، قيلَ: سُمِّي {وَثَناً لانْتِصابِه وثَبَاتِه على حَالَةٍ واحِدَةٍ من وَثَنَ بالمَكانِ أَقامَ بِهِ، فَهُوَ} واثِنٌ.
(ج وُثْنٌ) ، بالضمِّ وبضمَّتَيْنِ، ( {وأَوْثانٌ) } وأُثُنٌ على إبْدالِ الهَمْزَةِ من الواوِ وَبِه قُرِىءَ: {إنْ يَدْعُونَ مِن دونه إلاَّ أُثُناً} ؛ حَكاه سِيْبَوَيْه.
قالَ الفرَّاءُ: وَهُوَ جَمْعُ الوَثَنِ؛ وَقد ذُكِرَ ذلِكَ فِي أثن.
(! والواثِنُ: الواتِنُ) ، وَهُوَ المُقِيمُ الثابِتُ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ليسَ بثَبْتٍ.
قُلْتُ: وحَكَاه ابنُ الأَعْرابيِّ: وَثَنَ بالمَكانِ، فَلَا عبْرَةَ بإنْكارِ ابنِ دُرَيْدٍ، والجَمْعُ {وُثَّنٌ، كرُكَّعٍ، وَبِه رُوِي قَوْلُ رُؤْبَة المُتقدِّمُ أَيْضاً.
(} والمَوْثُونَةُ) مِن النِّساءِ: (الذَّلِيلَةُ) ؛) وبالتاءِ الأديبَةُ وَإِن لم تكنْ حَسْناءَ، وَقد تقدَّمَ.
( {واسْتَوْثَنَ الشَّيءُ: بَقِيَ؛ و) أَيْضاً: (قَوِيَ.
(و) } اسْتَوْثَنَ (من المالِ: اسْتَكْثَرَ) مِنْهُ، كاسْتَوْثَجَ واسْتَوْثَرَ.
(و) اسْتَوْثَنَ (النَّخْلُ) ، هَكَذَا بالنسخِ والصَّوابُ بالحاءِ المُهْمَلةِ، (صارَتْ فِرْقَتَيْنِ صِغاراً وكِباراً.
(و) {اسْتَوْثَنَتِ (الإِبِلُ: نَشَأَتْ أَوْلادُها مَعَها.
(} وأَوْثَنَ زَيْداً: أَجْزَلَ عَطِيَّتَهُ.
(و) {أَوْثَنَ (من المالِ: أَكْثَرَ) مِنْهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الوَثْنَةُ: الكَفْرَةُ.
وَهِي {وَثَنُ فلانٍ: أَي امْرأَتُه، وَهُوَ مجازٌ؛ نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ.
} والوَثَنُ: الصَّلِيبُ؛ وَمِنْه حدِيثُ عدِيِّ بنِ حاتِمٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ. قدِمْتُ وَفِي عُنُقي صَلِيبٌ من ذَهَبٍ، فقالَ لي: (أَلْقِ هَذَا الوَثَنَ عَنْك) ، وَقد سَمَّاهُ الأَعْشى كَذلِكَ فقالَ:
تَطُوفُ العُفاةُ بأَبْوابِهكطَوْفِ النَّصارَى ببَيْتِ الوَثَن ْ {ووُثِنَتِ الأرضُ فَهِيَ مَوْثُونَةٌ: مُطِرَتْ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.

وغل

وغل

4 أَوْغَلْتُهَا

, for اَوْغَلْتُ فِيهَا: see a verse cited voce غَمٌّ.

وَاغِلٌ

: see وَارِشٌ, and شَطَنَ, and طَفَا.
و غ ل

أوغلوا في السّير وتوغلوا: أمعنوا، ويستعمل في كل إمعان. ووغل في الشجر وغولاً: توارى فيه: ودخل على القوم واغلاً.
وغل قَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره: قَوْله: فأوغل فِيهِ بِرِفْق الإيغال: السّير الشَّديد والإمعان فِيهِ يُقَال مِنْهُ: أوغلت أوغل إيغالا
وغل: وغل ووغّل على (القوم في شرابهم دخل عليهم فشرب معهم من غير أن يدعي إليه).
(محيط المحيط) (عبّاد 1، 2، 3).
توغل: أنظر أيضاً (عبّاد 126:1، رقم 312، ومعجم الجغرافيا).
وغل والجمع أوغال: بخسْ، حقير، خسيس، vil ( الكامل 2:526).
أوغلُ في: أبعد في (عبد الواحد 5:25).
(وغل)
فِي الشَّيْء (يغل) وغولا أمعن فِيهِ يُقَال أوغل فِي سيره وَيُقَال أوغل فِي الشّجر دخل فِيهِ وتوارى بِهِ وعَلى الْقَوْم فِي شرابهم وغلا ووغلانا ووغولا دخل عَلَيْهِم فَشرب مَعَهم من غير أَن يدعى إِلَيْهِ وَذهب وَأبْعد

وغل


وَغَلَ
a. [ يَغِلُ] (n. ac.
وُغُوْل) [Fī], Entered; hid in.
b. Departed.
c.(n. ac. وَغْل
وُغُوْل) ['Ala], Intruded upon.
أَوْغَلَa. see I (a)b. [Fī], Went far, deeply into; plunged into.
c. [Fī], Hastened.
d. [acc. & Fī], Drove to.
تَوَغَّلَa. see IV (b)
وَغْلa. Scamp, vagabond.
b. Parasite, sponger.
c. One who eats little.
d. Escape; hiding-place.
e. Thicket.
f. Darnel, tares.

وَغِلa. see 1 (c)
وَاْغِلa. see 1 (b)
إِيْغَال [ N.
Ac.
a. IV], Expletives; rhetorical flourishes.
وغل
الواغِلُ: الداخِلُ على القَوْم في طَعامٍ أو شَرابٍ وَغَلَ يَغِلُ. والشَّرَابُ الوغل.
والوَغْلُ: الضَّعِيفُ، والجَميعُ الأوغالُ. والوَغِلُ: السَّيىِّءُ الغِذَاءِ.
وأوْغَلَ القَوْمُ: أمْعَنُوا في سَيْرِهم داخِلِيْنَ بَيْنَ جِبالٍ. وتَوَغَّلُوا فيه. وإذا تَوارى بشَجَر قيل: وَغَلَ يَغِلُ. وأوْغَلْتُه في كذا: أدْخَلْتَه وأعْجَلْتَه. والوَغْلً: الزّوَانُ الذي يَأْكُلُه الحَمَامُ.
و غ ل : وَغَلَ وَغْلًا مِنْ بَابِ وَعَدَ تَوَارَى بِشَجَرٍ وَنَحْوِهِ فَهُوَ وَاغِلٌ قَالَ السَّرَقُسْطِيّ.

وَغَلَ فِي الشَّيْءِ وَغْلًا وَوُغُولًا دَخَلَ وَعَلَى الشَّارِبِينَ دَخَلَ بِغَيْرِ إذْنٍ.

وَأَوْغَلَ فِي السَّيْرِ إيغَالًا وَتَوَغَّلَ أَمْعَنَ وَأَسْرَعَ وَأَوْغَلَ فِي الْأَرْضِ أَبْعَدَ فِيهَا. 
و غ ل: (وَغَلَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ وَعَدَ أَيْ دَخَلَ عَلَى الْقَوْمِ فِي شَرَابِهِمْ فَشَرِبَ مَعَهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُدْعَى إِلَيْهِ. وَ (الْوَاغِلُ) فِي الشَّرَابِ مِثْلُ الْوَارِشِ فِي الطَّعَامِ. وَ (الْإِيغَالُ) السَّيْرُ السَّرِيعُ وَالْإِمْعَانُ فِيهِ. وَ (تَوَغَّلَ) فِي الْأَرْضِ إِذَا سَارَ فِيهَا وَأَبْعَدَ. 
[وغل] نه: فيه: عن هذا الدين متين "فأوغل" فيه برفق، من أوغل القوم وتوغلوا - إذا أمعنوا في سيرهمن وقد وغل يغل وغولان يريد سر فيه برفق وأبلغ الغاية القصوى منه بالرفق لا على سبيل التهافت الخرق ولا تكلف نفسك ما لا تطيقه فتعجز وتترك الدين والعمل. وفيه: المتعلق بها "كالواغل"المدفع، الواغل: الذي يهجم على الشراب ليشرب معهم وليس منهم فلا يزال مدفعًا بينهم. ومنه: فلما أن "وغلت" في بطني، أي دخلت. ن: هو بفتح غين: دخلت وتمكنت فيه. ج: وغل- إذا دخل في الشجر وتوارى. نه: و: من لم يغتسل يوم الجمعة "فليستوغل"ن أي فليغسل مغابنه ومعاطف جسده، وهو استفعال من الوغول: الدخول.
(و غ ل) : (فِي الْحَدِيثِ) «إنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ وَلَا تُبَغِّضْ إلَى نَفْسكِ عِبَادَةَ اللَّهِ فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى» يُقَالُ (أَوْغَلَ فِي السَّيْرِ وَتَوَغَّلَ) إذَا أَسْرَعَ فِيهِ وَأَمْعَنَ (وَأَوْغِلْ فِي الْأَرْضِ) أَبْعِدْ فِيهَا وَالْمَعْنَى امْضِ فِيهِ وَابْلُغْ مِنْهُ الْغَايَةَ وَلَا يَكُنْ ذَلِكَ مِنْكَ عَلَى سَبِيلِ الْخُرْقِ وَالتَّسَرُّعِ وَلَكِنْ بِالرِّفْقِ وَالْهُوَيْنَى وَرِيَاضَةِ النَّفْسِ شَيْئًا فَشَيْئًا حَتَّى تَبْلُغَ الْمَبْلَغَ الَّذِي تَرُومُهُ وَأَنْتَ مُسْتَقِيمٌ ثَابِتُ الْقَدَمِ وَلَا تُتْعِبْ نَفْسَكَ فَيَكُونُ مَثَلُكَ مَثَلَ مَنْ أَسْرَعَ فِي السَّيْرِ وَبَالَغَ فِيهِ فَبَقِيَ مُنْبَتًّا أَيْ مُنْقَطِعًا بِهِ وَلَمْ يَقْضِ سَفَرَهُ وَأَهْلَكَ رَاحِلَتَهُ.
[وغل] وَغَلَ الرجلُ يَغِلُ وُغولاً، أي دخل في الشجر وتَوارى فيه. ويقال أيضاً: وَغَلَ يَغِلُ وَغلاً، إذا دخل على القوم في شرابهم فشرب معهم، من غير أن يُدعى إليه والواغِلُ في الشراب، مثل الوارِشِ في الطعام. قال امرؤ القيس: فاليومَ فاشرب غيرَ مُسْتَحْقِبٍ. إثماً من اللهِ ولا واغِلِ أبو عمرو: الوَغْلُ أيضاً: الشراب الذي يشربه الواغل. وأنشد قول عمرو بن قمئة: إن أك مسكيرا فلا أشرب الوغل ولا يسلم منى البعير والوغل أيضا: النذل من الرجال. وأنشد: وحاجب كردسه في الحبل منا غلام كان غير وغل حتى افتدى منا بمال جبل الفراء: يقال مالى عن هذا الأمر وَغْلٌ، أي بُدٌّ. والوغل: بكسر الغين السيئ الغذاء. والايغال: السير السريعُ والإمعانُ فيه. قال الأعشى: تَقْطَعُ الأَمْعَزَ المُكَوْكِبَ وَخْداً بنَواجٍ سريعة الايغال وتوغل في الارض، إذا سار فيها وأبعد.
وغل
وغَلَ على يغِل، غِلْ، وَغْلاً ووَغَلانًا ووُغولاً، فهو واغِل، والمفعول موغول عليه
• وغَل على القوم في شرابهم: دخل عليهم فشرب معهم من غير أن يُدْعى إليه. 

وغَلَ في يغِل، غِلْ، وُغولاً، فهو واغِل، والمفعول موغول فيه
• وغَل الشَّخصُ في الغابة: دخل وأمعن فيها، دخل فيها وتوارى بها "وغَل في سيره: ذهب وأبعد". 

أوغلَ/ أوغلَ في يُوغل، إيغالاً، فهو مُوغِل، والمفعول مُوغَل
• أوغله في كذا: أدْخله فيه "أوغله في المشكلة".
• أوغل القومُ في الجبال: أمعنوا في السَّير "أوغل في البلاد- أوغل في معسكر الأعداء".
• أوغل الشَّخصُ في السَّير: أَسْرع فيه "أوغل في الجَرْي".
• أوغل الشَّخصُ في الدِّين: تعمَّق فيه "أوغل في العلم- إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ [حديث] ".
• أوغل في الكلام: بالَغ فيه وغالى "أوغل في وصفه للحادث". 

توغَّلَ في يتوغَّل، توغُّلاً، فهو مُتَوغِّل، والمفعول مُتوَغَّل فيه
 • توغَّل الشَّخصُ في المكان: ذهب فيه وبالغ وبَعُد "توغَّل الجيْشُ في البلاد".
• توغَّل الشَّخصُ في العِلْم: تعمَّق ونال منه نصيبًا وافِرًا. 

وَغْل1 [مفرد]: ج أوْغال (لغير المصدر):
1 - مصدر وغَلَ على ° ما لي عن هذا الأمر وَغْل: أي بُدّ.
2 - طفيليّ، داخل على قوم في طعامهم أو شرابهم بدون دعوة.
3 - ضعيف نَذْل ساقِط مُقصِّرٌ في كلّ شيء.
4 - دَعِيُّ النَّسَب. 

وَغْل2 [جمع]: جج أوغال: شجر كثيف مُلْتفّ "ضاع في الوَغْل". 

وَغَلان [مفرد]: مصدر وغَلَ على. 

وُغول [مفرد]: مصدر وغَلَ على ووغَلَ في. 
(وغ ل)

الوغل من الرِّجَال: الضَّعِيف السَّاقِط المقصر فِي الْأَشْيَاء، وَالْجمع اوغال.

والوغل، والوغل: الْمُدعى نسبا لَيْسَ مِنْهُ. وَالْجمع أوغال.

والوغل، والوغل: السَّيئ الْغذَاء.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: وغل، على المضارعة.

والوغل، والواغل، الأولى عَن كرَاع: الَّذِي يدْخل على الْقَوْم فِي طعامهم وشرابهم من غير أَن يَدعُوهُ إِلَيْهِ أَو ينْفق مَعَهم مثل مَا انفقوا قَالَ الشَّاعِر:

فَمَتَى واغل يتبهم يحيو ... هـ وَتعطف عَلَيْهِ كأس الساقي

ويروى: " وَتعطف عَلَيْهِ كف الساقي " وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

فاليوم اشرب غير مستحقب ... إِثْمًا من الله وَلَا واغل

وَقَالَ يَعْقُوب: الواغل فِي الشَّرَاب كالوارش فِي الطَّعَام.

وَقد وغل وغلانا.

وَاسم ذَلِك الشَّرَاب: الوغل. قَالَ عَمْرو بن قميئة:

فشربنا غير شرب واغل ... وعللنا عللا بعد نهل

ووغل فِي الشَّيْء وغولا: دخل فِيهِ وتوارى بِهِ.

ووغل: ذهب وابعد. قَالَ الرَّاعِي:

قَالَت سليمى أتنوي الْيَوْم أم تغل ... وَقد ينسيك بعض الْحَاجة الْعجل

وَكَذَلِكَ: اوغل فِي الْبِلَاد وَنَحْوهَا.

وتوغل: ذهب فابعد.

وَكَذَلِكَ: اوغل فِي الْعلم.

وكل دَاخل فِي شَيْء دُخُول مستعجل فقد اوغل فِيهِ.

وأوغلته الْحَاجة. قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:

حَتَّى يَجِيء وجنح اللَّيْل يوغله ... والشوك فِي وضح الرجلَيْن مركوز وَمَالك عَن ذَلِك وغل: أَي ملْجأ، وَالْمَعْرُوف: وعل كَمَا تقدم.

وَزعم يَعْقُوب: أَن غينه بدل من عين " وعل " وَزعم الْأَصْمَعِي: أَن " الواغل " الَّذِي هُوَ الدَّاخِل على الْقَوْم فِي شرابهم وَلم يدع، إِنَّمَا اشتق من هَذَا، أَي لَيْسَ لَهُ مَكَان يلجأ إِلَيْهِ، فَإِن كَانَ هَذَا فخليق أَلا يكون بَدَلا، لِأَن الْمُبدل لَا يبلغ من الْقُوَّة أَن يصرف هَذَا التصريف.

والوغل: الشّجر الملتف، انشد أَبُو حنيفَة:

فَلَمَّا رأى أَن لَيْسَ دون سوادها ... ضراء وَلَا وغل من الحرجات

واستوغل الرجل: غسل مغابنه وبواطن أَعْضَائِهِ. وَفِي الحَدِيث: " من لم يغْتَسل يَوْم الْجُمُعَة فليستوغل ".

وغل: الوَغْلُ من الرجال: النَّذْل والضعيف الساقط المقصِّر في

الأَشياء، والجمع أَوْغال؛ وأَنشد:

وحاجِبٍ كَرْدَسَه في الحَبْلِ

مِنَّا غُلامٌ كان غيرَ وَغْلِ،

حتى افتدى مِنَّا بمالٍ جِبْلِ

والوَغْل والوَغِل: المدَّعي نسَباً ليس منه، والجمع أَوْغالٌ.

والوَغْلُ والوَغِلُ: السَّيِّءُ الغِذاء، وحكى سيبويه وَغِل على المضارعة.

والوَغْل والواغِلُ؛ الأُولى عن كراع: الذي يدخُل على القوم في طعامهم وشرابهم

من غير أَن يَدْعُوه إِليه أَو يُنْفِق معهم مثل ما أَنفَقُوا؛ قال

الشاعر:

فمَتى واغِلٌ يَنُبْهُمْ يُحَيُّو

هُ، وتُعْطَفْ عليه كأْسُ الساقي

ويروى: وتَعْطِفْ عليه كفُّ الساقي؛ وقال امرؤ القيس:

فاليومَ أُسقَى غيرَ مُسْتَحْقِبٍ

إِثْماً من الله، ولا واغِلِ

وقيل: الواغِلُ الداخِل على القوم في شَرابهم، وقيل: هو الداخِل عليهم

في طعامهم، وقال يعقوب: الواغِلُ في الشراب كالوارِش في الطعام؛ وقد

وَغَلَ يَغِلُ وَغَلاناً ووَغْلاً إِذا دخل على القوم في شَرابهم فشَرِب معهم

من غير أَن يُدْعى إِليه، واسم ذلك الشراب الوَغْلُ؛ قال عمرو بن

قَمِيئة:إِن أَكُ مِسْكِيراً فلا أَشرَب الـ

ـوَغْلَ، ولا يَسلَمُ مِنِّي البَعير

وشُربٌ واغِلٌ على النسَب؛ قال الجعدي:

فشَرِبْنا غير شُرْبٍ واغِلٍ،

وعَلَلْنا عَلَلاً بعد نَهَلْ

وفي حديث عليّ، عليه السلام: المتَعَلّق بها كالواغِل المُدَفَّع؛

الواغِلُ الذي يَهْجُم على الشُّرَّاب ليشرب معهم وليس منهم فلا يَزال

مُدَفَّعاً بينهم.

وفي حديث المقداد: فلمّا أَن وَغَلَتْ في بَطني أَي دَخَلتْ. ووَغَلَ في

الشيء وُغولاً: دخل فيه وتوارى به، وقد خُصَّ ذلك بالشجَر فقيل: وَغَل

الرجل يَغِل وُغولاً ووَغْلاً أَي دخل في الشجر وتَوارى فيه. ووَغَل: ذهَب

وأَبعَد؛ قال الراعي:

قالت سُلَيمى: أَتَنْوي اليومَ أَمْ تَغِلُ؟

وقد يُنَسِّيكَ بعضَ الحاجةِ العَجَلُ

وكذلك أَوْغَل في البلاد ونحوها. وتوَغَّل في الأَرض: ذهَب فأَبعَد

فيها، وكذلك أَوْغَل في العِلْم. وفي الحديث: إِن هذا الدين مَتِينٌ

فأَوْغِلْ فيه بِرِفقٍ؛ يُريد سِرْ فيه برِفق وابلُغِ الغاية القُصْوى منه

بالرِّفق، لا على سبيل التهافُتِ والخُرْق، ولا تحمِل على نفسك وتكلِّفها ما لا

تُطيقه فتَعجِزَ وتَترُك الدين والعَمل. وفي حديث عِكْرمة: مَن لم

يغتسِل يوم الجمعة فَلْيَسْتَوْغِل أَي فَليغْسِل مَغابِنَه ومَعاطِفَ جسده،

وهو اسْتِفْعال من الوُغُول الدُّخول، وكلُّ داخِل فهو واغِل؛ وكلُّ داخِل

في شيء دُخولَ مستعجِلٍ فقد أَوْغَل فيه. قال أَبو زيد: غَلَّ في البلاد

وأَوغَل بمعنى واحد إِذا ذهب فيها. أَوْغَل القومُ وتَوَغَّلوا إِذا

أَمْعَنوا في السّير. والوُغول: الدخول في الشيء.

والإِيغالُ: السَّير السريعُ، وقيل: الشديد والإِمْعانُ في السير؛ قال

الأَعشى:

مَرِحَتْ حُرَّة، كقَنْطَرَةِ الرُّو

مِيِّ، تَفْرِي الهَجِير بالإِرْقال

تقطَعُ الأَمعَزَ المُكَوكِب، وخداً،

بِنَواجٍ سَرِيعةِ الإِيغال

وأَوْغَل القوم إِذا أَمْعَنوا في سَيرِهم داخِلين بين ظَهْراني الجِبال

أَو في أَرض العدُوِّ، وكذلك توغَّلوا وتغَلْغَلوا، وأَما الوُغول فإِنه

الدُّخول في الشيء وإِن لم يُبعَد فيه، وأَوْغَلَتْه الحاجةُ؛ قال

المتنخل الهذلي:

حتى يَجِيء وجُنْحُ الليل يُوغِلُه،

والشَّوْكُ في وَضحِ الرِّجْلين مَركوزُ

وما لكَ عن ذلك وَغْلٌ أَي بُدٌّ، وقيل أَي مَلجَأٌ، والمعروف وَعْلٌ،

وقد تقدم، وزعم يعقوب أَن غَيْنه بدَل من عين وَعْل، وزعم الأَصمعي أَن

الواغِل الذي هو الداخِلُ على القوم في شَرابهم ولم يُدْعَ إِنما اشتقَّ من

هذا أَي ليس له مكان يلجَأُ إِليه؛ قال ابن سيده: فإِن كان هذا فخَليقٌ

أَن لا يكون بدَلاً لأَنَّ المُبْدل لا يبلغ من القوة أَن يصرَّف هذا

التصريف. والوَغْلُ: الشجر الملتفُّ؛ أَنشد أَبو حنيفة:

فلمَّا رأَى أَنْ ليس دون سَوادِها

ضَراءٌ، ولا وَغْلٌ من الحَرَجات

واسْتَوْغَل الرجلُ: غَسَل مَغابِنَه وبَواطِن أَعضائه، والله أَعلم.

وغل

(} الوَغْلُ) مِنَ الرِّجالِ: (الضَّعِيفُ النَّذْلُ السّاقِطُ المُقَصِّرُ فِي الأَشْياءِ) ، جمعه: {أَوْغالٌ، وَأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:
(وَحاجِبٍ كَرْدَسَهُ فِي الحَبْلِ ... )

(مِنّا غُلاَمٌ كَانَ غَيْرَ} وَغْلِ ... )

(حَتَّى افْتَدى مِنّا بِمَالٍ جِبْلِ ... )
(و) الوَغْلُ: (الشَّجَرُ المُلْتَفُّ) ، عَن أَبي حَنِيْفَةَ، وَأَنْشَدَ:
(فَلَمّا رَأَى أَنْ لَيْسَ دُونَ سَوادِها ... ضَراءٌ ولاَ! وَغْلٌ مِنَ الحَرَجاتِ) (و) {الوَغْلُ: (الزُّوانُ) الَّذِي (يَأْكُلُهُ الحَمامُ) .
(و) قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الوَغْلُ: (المُدَّعِي نَسَبًا كاذِبًا) لَيْسَ بِنَسَبِهِ والجَمْعُ:} أَوْغَالٌ.
(و) الوَغْلُ: (المَلْجَأُ) ، وَهكذا أَنْشَد الفَرَّاءُ قَوْلَ ذِي الرُّمَّة السّابق: حَتَّى إِذا لَمْ يَجِدْ {وَغْلاً إِلَخ، وَيُقالُ: مَا لِي عَنْهُ} وَغْلٌ، أَي: مَلْجَأ، كَوَعْلٍ.
(و) الوَغْل: (السَّيِّئُ الغِذاءِ، {كالوَغِلِ) ، كَكَتِفٍ، وَهذِهِ عَنْ سِيْبَوَيْهِ.
(و) } الوَغْلُ: (الدَّاخِلُ عَلى القَوْمِ فِي طَعامِهِم وشَرابِهِم) من غَيْرِ أَنْ يُدْعَى إِلَيْهِ أَو يُنْفِقَ مَعَهُم مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا، قَالَهُ كُراع، ( {كالواغِلِ) ، وَقَالَ:} الواغِلُ فِي الشَّرابِ كالوارِشِ فِي الطّعام، قَالَ امرُؤُ القَيْسِ:
(فَاليَوْمَ أَشْرَب غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ ... إِثْمًا مِنَ اللهِ وَلاَ {وَاغِلِ)
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
(فَمَتَى} وَاغِل يَنُبْهُمْ يُحَيُّوهُ ... وَتُعْطَفْ عَلَيْهِ كَأْسُ السّاقِي)
وَقَدْ {وَغَلَ} يَغِلُ {وَغَلانًا} وَوَغْلاً، (وَذلِكَ الشَّرابُ {وَغْلٌ أَيْضًا) ، عَن ابْنِ السِّكِّيت، قَالَ عَمْرُو بْنِ قَمِيئَة:
(إِنْ أَكُ مِسْكِيرًا فَلاَ أَشْرَبُ الْوَغْلَ ... وَلاَ يَسْلَمُ مِنِّي البَعِيرُ)
وَكَذلِكَ عَن أَبِي عَمْرٍ و. (} وَوَغَلَ فِي الشَّيْءِ {يَغِلُ} وُغولاً: دَخَلَ) فِيهِ (وتَوارَى) بِهِ، وَقَدْ خُصَّ ذلِكَ بِالشَّجَرِ. (أَو) {وَغَلَ وُغُولاً: (بَعُدَ وَذَهَبَ) ، وَنَصُّ المُحْكَم: ذَهَبَ وَأَبْعَدَ، وَأَنْشَدَ لِلْرَّاعِي:
(قَالَتْ سُلَيْمَى أَتَنْوِي الْيَوْمَ أَمْ} تَغِلُ ... وَقَد يُنَسِّيكَ بَعْضُ الحاجَةِ العَجَلُ) ( {وَأَوْغَلَ فِي البِلاَدِ) ونحوِها، (و) كَذلِكَ أَوْغَلَ فِي (العِلْمِ) : إِذا (ذَهَبَ وَبَالَغَ وَأَبْعَدَ) فِيهَا، وَفِي الحَدِيث:
" إنّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ} فَأَوْغِلْ فِيْهِ بِرِفْقٍ، وَلاَ تُبَغِّضْ إِلى نَفْسِكَ عِبادَةَ اللهِ، فَإِنَّ المُنْبَتَّ لاَ أَرْضًا قَطَعَ وَلاَ ظَهْرًا أَبْقَى "، يُرِيْدُ: سِرْ فِيْهِ بِرِفْقٍ وَابْلُغ الغايَةَ القُصْوَى مِنْه بِالرِّفْقِ لاَ عَلَى سَبِيْلِ التّهافُتِ والخُرْقِ، وَلاَ تَحْمِل عَلَى نَفْسِك وَتُكَلّفْها مَا لاَ تُطِيْقُهُ فَتَعْجِزَ وَتَتْرُكَ الدِّينَ والعَمَلَ. وَقَالَ الأَعْشَى:
(تَقْطَعُ الأَمْعَزَ المُكَوْكِبَ وَخْدًا ... بِنَواجٍ سَرِيْعَةِ {الإِيْغَالِ)
وَهُوَ السَّيْرُ السَّرِيْعُ والإِمْعَانُ فِيهِ، (} كَتَوغَّلَ) إِذا سَارَ فَأَبْعَد.
(وَكُلُّ داخِلٍ) فِي شَيْءٍ {وَاغِلٌ، و (مُسْتَعْجِلاً:} مُوغِلٌ) ، وَقَالَ أَبُو زَيْد: غَلَّ فِي البِلاَدِ {وَأَوْغَلَ بِمَعْنًى واحِدٍ،} وَأَوْغَلُوا: أَمْعَنُوا فِي سَيْرِهِمْ داخِلِينَ بَيْنَ ظَهْرانَي الجِبَالِ أَو فِي أَرْضِ العَدُوِّ، وَكَذلِكَ {تَوَغَّلُوا وَتَغَلْغَلُوا.
وَأَمَّا} الوُغُول فَإِنَّهُ الدّخُول فِي الشَّيْءِ وَإِنْ لَم يُبْعِد فِيْه، (وَقَدْ {أَوْغَلَتْه الحَاجَةُ) ، قَالَ المُتَنَخِّل:
(حَتَّى يَجِيءَ وَجُنْحُ اللَّيْلِ} يُوغِلُهُ ... والشَّوْكُ فِي وَضَحِ الرِّجْلَيْنِ مَرْكُوزُ)
( {وَاسْتَوْغَلَ) الرَّجُلُ: (غَسَلَ مَغابِنَهُ) وَبَواطِنَ أَعْضَائِهِ، وَمِنْهُ حَدِيْثُ عِكْرِمَةَ: " مَنْ لَمْ يَغْتَسِلْ يَوْم الجُمُعَة} فَلْيَسْتَوْغِل " أَيْ: فَلْيَغْسِلْ مَعَاطِفَ جَسَدِهِ، وَهُوَ اسْتِفْعالٌ مِنَ الوُغولِ: الدّخُولِ. [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {الوَغِلُ، كَكَتِفٍ: دَعِيُّ النَّسَب. وَشُرْبٌ واغِلٌ عَلَى النَّسَب، قَالَ الجَعْدِيُّ:
(فَشَرِبْنا غَيْرَ شُرْبٍ وَاغِلٍ ... وَعَلَلْنا عَلَلاً بَعْدَ نَهَلْ)
وَمَالَكَ عَن ذلِكَ} وَغْلٌ، أَيْ: بُدٌّ، والعَيْنُ أَعْرَفُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ مِنْ بَابِ الإِبْدالِ.

وسل

و س ل: (الْوَسِيلَةُ) مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى الْغَيْرِ وَالْجَمْعُ (الْوَسِيلُ) وَ (الْوَسَائِلُ) . وَ (التَّوْسِيلُ) وَ (التَّوَسُّلُ) وَاحِدٌ، يُقَالُ: (وَسَّلَ) فُلَانٌ إِلَى رَبِّهِ وَسِيلَةً بِالتَّشْدِيدِ، وَ (تَوَسَّلَ) إِلَيْهِ بِوَسِيلَةٍ إِذَا تَقَرَّبَ إِلَيْهِ بِعَمَلٍ. 
(وسل)
فلَان إِلَى الله بِالْعَمَلِ (يسل) وسلا رغب وتقرب

(وسل) فلَان إِلَى الله تَعَالَى عمل عملا تقرب بِهِ وَإِلَيْهِ
وسل
وَسِلَ فلانٌ إلى رَبِّه وَسِيْلَةً: أي عَمِلَ قرْبَةً، وتَوَسَّلَ بكتابٍ أو بقَرَابَةٍ، وهو واسِلٌ. والوَسِيْلَةُ: المَنْزِلَةُ، وهي الواسِلَةُ أيضاً.
وأمُ مَوْسِلٍ: اسْمُ هَضْبَةٍ.
و س ل

لي إليه وسيلة ووسائل. وأنا متوسّل إليه بكذا وواسل، ووسلت إليه، وتوسّلت إلى الله بالعمل: تقرّبت. قال لبيد:

أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم ... بلى كلّ ذي دينٍ إلى الله واسل
و س ل : وَسَلْتُ إلَى اللَّهِ بِالْعَمَلِ أَسِلُ مِنْ بَابِ وَعَدَ رَغِبْتُ وَتَقَرَّبْتُ وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ الْوَسِيلَةِ وَهِيَ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إلَى الشَّيْءِ وَالْجَمْعُ الْوَسَائِلُ وَالْوَسِيلُ قِيلَ جَمْعُ وَسِيلَةٍ وَقِيلَ لُغَةٌ فِيهَا وَتَوَسَّلَ إلَى رَبِّهِ بِوَسِيلَةٍ تَقَرَّبَ إلَيْهِ بِعَمَلٍ. 
وس ل

الوَسِيلة المَنْزِلَةُ عند المَلِك والوَسِيلةُ الدَّرَجة والوَسِيلةُ القُرْبة ووَسَل إلى الله وَسِيلة عمل عملاً تَقَرَّبَ به إليه وتوَسَّل إليه بكذا تَقَرَّبَ وشيءٌ واسِلٌ واجِبٌ قال رُؤْبَة (وأنْت لا تَنْهَرُ حَظّا واسِلاً ... )

وسل


وَسَلَ
a. [ يَسِلُ] (n. ac.
وَسِيْلَة)
see V (a)
وَسَّلَa. see V (a)
تَوَسَّلَ
a. [Ila & Bi], Interceded with, supplicated, entreated .... for.
b. Stole (cattle).
وَاْسِلa. Pious, devout; godly.

وَاْسِلَةa. Relationship, kinship; affinity.
b. Influence, power, credit; favour.

وَسِيْلَة
(pl.
وَسَاْئِلُ)
a. see 21t (a) (b).
c. [ coll. ], Means
instrumentality.
N. Ac.
تَوَسَّلَa. Intercession, entreaty, supplication.

تَوَسُّلًا
a. Furtively, stealthily.
وسل
الوَسِيلَةُ: التّوصّل إلى الشيء برغبة وهي أخصّ من الوصيلة، لتضمّنها لمعنى الرّغبة. قال تعالى: وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ [المائدة/ 35] وحقيقةُ الوَسِيلَةِ إلى الله تعالى: مراعاة سبيله بالعلم والعبادة، وتحرّي مكارم الشّريعة، وهي كالقربة، والوَاسِلُ: الرّاغب إلى الله تعالى، ويقال إنّ التَّوَسُّلَ في غير هذا: السّرقة، يقال:
أخذ فلان إبل فلان تَوَسُّلًا. أي: سرقة.
[وسل] الوَسيلَةُ: ما يتقرَّب به إلى الغير، والجمع الوَسيلُ والوَسائِلُ. والتوسيل والتَوَسُّلُ واحد. يقال: وَسَّلَ فلانٌ إلى ربّه وَسيلَةً، وتوَسَّلَ إليه بوَسيلَةٍ، أي تقرَّب إليه بعمل. والتَوْسيلُ والتَوَسُّلُ أيضاً: السرقةُ. يقال: أخذ فلان إبلي تَوَسُّلاً، أي سرقه. والواسِلُ: الراغب إلى الله. قال لبيد:

بَلى كلُّ ذي دينٍ إلى الله واسِلُ * ومويسل: ماء لطيئ. قال واقد بن الغطريف الطائى، وكان قد مرض فحمى الماء واللبن: لئن لبن المعزى بماء مويسل بغانى داء إننى لسقيم

وسل

1 وَسڤلَ see 5.2 وَسَّلَ see 5.5 تَوَسَّلَ بِالدَّلْوِ إِلَى المَآءِ [He sought to get at, or obtain, the water by means of the bucket]. (M in art. دلو.) b2: تَوَسَّلَ إِلَيْهِ بِكَذَا He sought to bring himself near to him, or to approach to him, to gain access to him, or to advance himself in his favour, by such a thing: (Msb, &c.:) so too ↓ وَسَّلَ; (S, K;) and ↓ وَسَلَ, aor. ـِ (Msb.) وَسِيلَةٌ A means of access to a thing; (IAth;) a means of becoming near to a thing: (IAth, Msb:) these are the primary significations: (IAth:) a means of becoming near to, or intimate with, or of ingratiating oneself with, another: (S:) honourable rank or station with a king: degree: affinity: (K:) a tie, or connexion: (TA:) it may be rendered a means of access, nearness, intimacy, ingratiating oneself, attachment, or connexion: and also, of attainment, or accomplishment.

وسل: الوَسِيلةُ: المَنْزِلة عند المَلِك. والوَسِيلة: الدَّرَجة.

والوَسِيلة: القُرْبة. ووَسَّل فلانٌ إِلى الله وسِيلةً إِذا عَمِل عملاً

تقرَّب به إِليه. والواسِل: الراغِبُ إِلى الله؛ قال لبيد:

أَرى الناسَ لا يَدْرونَ ما قَدْرُ أَمرِهم،

بَلى كلُّ ذي رَأْيٍ إِلى الله واسِلُ

وتوَسَّل إِليه بوَسيلةٍ إِذ تقرَّب إِليه بعَمَل. وتوَسَّل إِليه بكذا:

تقرَّب إِليه بحُرْمَةِ آصِرةٍ تُعْطفه عليه. والوَسِيلةُ: الوُصْلة

والقُرْبى، وجمعها الوسائل، قال الله تعالى: أُولئك الذين يَدْعون يَبْتَغون

إِلى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ؛ الجوهري: الوَسِيلةُ ما

يُتَقَرَّبُ به إِلى الغَيْر، والجمع الوُسُلُ والوسائلُ. والتَّوْسيلُ

والتَّوسُّلُ واحد. وفي حديث الأَذان: اللهمَّ آتِ محمداً الوَسِيلَة؛ هي

في الأَصل ما يُتَوَصَّل به إِلى الشيء ويُتَقَرَّب به، والمراد به في

الحديث القُرْبُ من الله تعالى، وقيل: هي الشفاعةُ يوم القيامة، وقيل: هي

منزلة من مَنازِل الجنة كما جاء في الحديث. وشيء واسِلٌ: واجبٌ؛ قال

رؤبة:وأَنت لا تَنْهَرُ حَظًّا واسِلا

والتَّوَسُّل أَيضاً: السَّرِقة، يقال: أَخذ فلان إِبِلي تَوَسُّلاً أَي

سَرقة.

ومُوَيْسِلٌ: ماءٌ لِطَيّءٍ؛ قال واقِدُ بن

الغِطْرِيف الطائي وكان قد مَرِضَ فَحُمِيَ الماء واللبن:

لَئنْ لَبَنُ المِعْزَى بِماءِ مُوَيْسِل

بَغانِيَ داءً، إِنَّني لَسَقيمُ

وسل: توسل إليه في أمر: التمس، استرحم، حث على، رغَب على، رغّب في (بقطر)؛ قطعاً. حتماً، مطلقاً (معجم الجغرافيا). التمس فضل أن ... (المقري 6:573:2): فتوسلت إلى جابر بخط الحكَم أي (استرحمت جابراً (حاكم المدينة) بأن جعلته ينظر في الشهادة التي أعطاها إياها الأمير الحكم). وفي (عبد الواحد 3:20): وكان محباً للعلوم مؤثراً مفرطاً في إكرام مَنْ ينسب إلى شيء من ذلك ويفد عليه متوسلاً به؛ استنجد طلب المساعدة (كوسج، كرست 4:110): وهو يحض الناس على القتال ويسألهم الثبات معه ويتوسل إليهم بالله وبنبيه وببردته (حرب الجر ب هنا معناه: باسم فلان)؛ ناشده الرحمة (عبد الواحد 3:87): (نظم في سجنه أبياتاً من الشعر لو توسل بها إلى الدهر لنزع عن جوره؛ توسّل ب: التمس، طلب بإلحاح، طلب شفاعة، أو توسط، فلاناً (الخطيب 53) (في موضوع أحد الأسرى): وصدرت عن أبي جعفر في هذه الحركة من لطائف الأدب نظماً ونثراً في سبيل التوسل بتربة أمامهم عجائب ُ.
توسل فيه: توسط (في خلاف). تشفع، التمس الرحمة لفلان لكل يحقق له بعض الخير أو توسل به ليقيه شراً ما (فوك)؛ وهناك أيضاً توسل له (بوسويه، دي سلان المقدمة 1: Lxxir) .
توسل: أنظر اسم المصدر فيما يأتي.
وسيلة: طريقة (4:462:1:1) للخروج من مأزق (ألف ليلة 51:1):
قد ضقت بالأمر الذي قد نالني ... فوسيلتي بالمصطفى والمرتضى
إن النقود أيضاً يطلق عليها اسم وسيلة لأنها الواسطة التي تستخدم لتحديد قيمة الأشياء والحصول عليها.
توسل بالصالحين: Litanies: صلوات (طلبة) (الكالا).
قلة توسل: أمل ضعيف. (الكالا) L'autre L'unet: كلاهما، الاثنان= قلة رجا.
توسيل: التماس (بقطر).
وسل

( {الوَسِيْلَةُ} والواسِلَةُ: المَنْزِلَةُ عِنْدَ المَلِكِ، والدَّرَجَةُ والقُرْبَةُ) والوُصْلَةُ، والجَمْعُ: {الوَسَائِلُ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الوَسِيْلَةُ: مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلى الغَيْرِ، والجَمْعُ:} الوُسُلُ {والوَسَائِلُ. وَفِي حَدِيْثِ الأَذَان:
" اللَّهُمَّ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيْلَةَ "، قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: هِيَ فِي الأَصْلِ مَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلى الشَّيْءِ وَيُتَقَرَّبُ بِه، والمُرادُ بِهِ فِي الحَدِيْثِ القُرْبُ مِنَ اللهِ - تَعَالَى -، وقِيْلَ: هِيَ الشَّفاعَةُ يَوْمَ القِيامَة، وَقِيْلَ: هِيَ مَنْزِلَةٌ مِنْ مَنَازِلِ الجَنَّةِ، كَذَا جَاءَ فِي الحَدِيْثِ. (} وَوسَّلَ إِلى الله تَعَالَى {تَوْسِيْلاً، عَمِلَ عَمَلاً تَقَرَّبَ بِهِ إِلَيْهِ، كَتَوَسَّلَ) ، يُقَالُ:} وَسَّلَ {وَسِيْلَةً،} وَتَوَسَّلَ {بِوَسِيْلَةٍ، وَفِي الصِّحاح: التَّوْسِيْلُ} والتَّوَسُّلُ وَاحِد. ( {والواسِلُ: الواجِبُ) ، قَالَ رُؤْبَة:
(وَأَنْتَ لاَ تَنْهَزُ حَظًّا} وَاسِلا ... )

(و) {الواسِلُ: (الرَّاغِبُ إِلَى اللهِ تَعَالَى) ، قَالَ لَبِيْدٌ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ:
(أَرَى الْنَّاسَ لاَ يَدْرُونَ مَا قَدْرُ أَمْرِهِمْ ... بَلَى كُلُّ ذِي لُبٍّ إِلَى اللهِ} وَاسِلُ)
( {والتَّوَسُّلُ: السَّرِقَةُ، يُقَالُ: أَخَذَ) فُلاَن (إِبِلِي} تَوَسُّلاً: أَيْ: سَرِقَةً) ، كَمَا فِي العُبابِ واللِّسان.
(! وَمُوَيْسِلٌ) ، عَلَى التَّصْغِيْر: (ماءٌ لطَيِّئ) ، قَالَ وَاقِدُ بنُ الغِطْرِيفِ الطّائِيُّ، وَكَانَ قَدْ مَرِضَ فَحُمِيَ المَاءَ واللَّبَنَ:
(يَقُولُونَ لاَ تَشْرَبْ نَسِيًّا فَإِنَّهُ ... إِذَا كُنْتَ مَحْمُومًا عَلَيْكَ وَخِيْمُ) (لَئِنْ لَبَنُ المِعْزَى بِماءِ مُوَيْسِلٍ ... بَغانِيَ دَاء إِنَّنِي لَسَقِيمُ)
(وَأُمُّ {مَوْسِلٍ، كَمَنْزِلٍ: هَضْبةٌ) . (} وَأَوْسِلَةُ) ، بِكَسْرِ السِّيْن: (هِيَ) اسْمُ (هَمْدانَ) القَبِيْلَةُ المَشْهُورَة. [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: {مُواسِلُ، بِضَمِّ المِيمِ وَكَسْر السِّين: جَبَلٌ لِأَجَأ، قَالَهُ نَصْرٌ.
وسل
وسَلَ إلى يسِل، سِلْ، وَسْلاً، فهو واسل، والمفعول مَوْسُول إليه
• وسَل العبدُ إلى الله بعمل: رغب، تقرّب به إليه تعالى. 

توسَّلَ إلى/ توسَّلَ بـ يتوسَّل، توسُّلاً، فهو مُتوسِّل، والمفعول مُتوسَّل إليه
• توسَّل فلانٌ إلى الله تعالى:
1 - ترجَّاه، دعاه بحرارة، تضرّع إليه وابتهل، التمس منه العطف والرَّحمة.
2 - وسَل؛ تقرَّب بعمل صالح إليه تعالى.
• توسَّل فلانٌ إلى رئيسه: تقرَّب إليه لمساعدته.
• توسَّل بفلان للحصول على وظيفة: اتّخذه وسيلة، أي واسطة، تذرَّع بدعمه واستند إلى تأييده. 

توسُّل [مفرد]: ج توسّلات (لغير المصدر):
1 - مصدر توسَّلَ إلى/ توسَّلَ بـ.
2 - (قن) استرحام، وهو طلب يُرفع إلى كبير لإصدار عفو أو بتخفيف عقوبة "قدَّم المحامي توسُّلاً إلى رئيس الدَّولة للعفو عن موكِّله". 

وَسْل [مفرد]: مصدر وسَلَ إلى. 

وسيلة [مفرد]: ج وسائلُ ووُسُل:
1 - كلّ ما يتحقَّق به غرض معيّن، يقابلها غاية "اتخذ كلَّ الوسائل للحصول على وظيفة- وسيلة شرعيّة" ° وسائل التَّعليم- وسائل الرَّاحة: أسبابها- وسائل النَّقل: طُرُقه- وسيلة إعلان: أيَّة وسيلة أو أداة يمكن بواسطتها إيصال فكرة أو غاية معيَّنة إلى أذهان الجمهور.
2 - مطلق سَبَب، حيلة، سبيل للتغلب على عقبة.
3 - واسطة لإيجاد مخرج مناسب من صعوبة "وسيلة للخروج من المأزق" ° الغاية تبرِّر الوسيلة: قول يتذرَّع به بعض المخطئين لتبرير ارتكابهم الخطأ.
4 - قُرْبى، وُصْلَة، درجة عالية في الجنة " {اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} ".
5 - (قن) سبب أو وجه قانونيّ أو فعليّ تُبنى عليه الدَّعْوَى ويُدَلّل عليه أمام المحكمة.
• الوسيلة: درجة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من الجنَّة.
• وسائل المواصلات: وسائط نقل مستخدمة داخل مدينة أو بلاد.
• وسائل النَّقل: وسائل لنقل الأشخاص أو الأشياء من مكان لآخر كالسيَّارات والطائرات.
• وسائل الإعلام: تبادل الأفكار أو الآراء أو المعلومات عن طريق الكلام أو الكتابة أو الإشارات. 
[وسل] نه: فيه: أت محمدًا "الوسيلة"، أصلها ما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به، وجمعها وسائل، وسل إليه وسيلة وتوسل، والمراد هنا القرب من الله تعالى، وقيل: هي الشفاعة يوم القيامة، وقيل: هي منزلة من منازل الجنة. ط: لأن الواصل إليها يكون قريبًا من الله، وأن أكون أنا - وضع ضمير المرفوع موضع إياي خبر كان، ويحتمل كون أنا مبتدأ لا تأكيدًا وهو خبره. ومنه: سلوا الله لي "الوسيلة"، طلب من أمته الدعاء له افتقارًا إلى الله هضمًا لنفسه، أو لينتفع به أمته ويثاب عليه، أو للإرشاد ليكل كل صاحبه الدعاء له. ن: وأرجو - هذا الرجاء والسؤال قبل علمه أنه صاحب المقام المحمود، ومع هذا فإنه يزيده رفعة بدعاء أمته كما يزيدهم بصلاته عليهم.

شطر

(شطر) : قال ابن أبي حاتم حدثني أبي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهب عن داود عن رفيع في قوله:) شطر المسجد الحرام (قال: تلقاءه بلسان الحبشي.
(شطر) الشَّيْء نصفه وَالشعر أضَاف إِلَى كل شطر شطرا من عِنْده
ش ط ر: (شَطْرُ) الشَّيْءِ نِصْفُهُ وَجَمْعُهُ (أَشْطُرٌ) . وَ (شَاطَرَهُ) مَالَهُ إِذَا نَاصَفَهُ. وَقَصَدَ (شَطْرَهُ) أَيْ نَحْوَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] وَ (الشَّاطِرُ) الَّذِي أَعْيَا أَهْلَهُ خُبْثًا وَقَدْ (شَطَرَ) يَشْطُرُ بِالضَّمِّ (شَطَارَةً) وَ (شَطُرَ) أَيْضًا مِنْ بَابِ ظَرُفَ. 
ش ط ر : شَطْرُ كُلِّ شَيْءٍ نِصْفُهُ وَالشَّطْرُ الْقَصْدُ وَالْجِهَةُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] أَيْ قَصْدَهُ وَجِهَتَهُ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَغَيْرُهُ وَشَطَرَتْ الدَّارُ بَعُدَتْ وَمَنْزِلٌ شَطِيرٌ بَعِيدٌ وَمِنْهُ يُقَالُ شَطَرَ فُلَانٌ عَلَى أَهْلِهِ يَشْطُرُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا تَرَكَ مُوَافَقَتَهُمْ وَأَعْيَاهُمْ لُؤْمًا وَخُبْثًا وَهُوَ شَاطِرٌ وَالشَّطَارَةُ اسْمٌ مِنْهُ. 
ش ط ر

أخذ شطره، وشطرت الشيء: جعلته شطرين. ومنه: مشطور الرجز. وشطر بصره ونظره: كأنه ينظر إليك وإلى آخر. وثوب مشطور: أحد طرفيه أطول من الآخر. وشاطرته مالي. و" حلب الدهر أشطره ". وولده شطرة: نصف ذكور ونصف إناث. وإناء شطران: نصفان. وشعر شطران: سواد وبياض. وحي شطير ومنزل شطير: بعيد. ورجل شطير: منفرد. قال:

لا تتركني فيهم شطيراً ... إني إذاً أهلك أو أطيرا

وقصد شطره: نحوه. وفلان شاطر: خليع. وشطر على أهله: راغمهم.
(ش ط ر) : (شَطْرُ) كُلِّ شَيْءٍ نِصْفُهُ وَقَوْلُهُ فِي الْحَائِضِ تَقْعُدُ شَطْرَ عُمُرِهَا عَلَى تَسْمِيَةِ الْبَعْضِ شَطْرًا تَوَسُّعًا فِي الْكَلَامِ وَاسْتِكْثَارًا لِلْقَلِيلِ وَمِثْلُهُ فِي التَّوَسُّعِ «تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ فَإِنَّهَا نِصْفُ الْعِلْمِ» وَتَخْرِيجُ الْجُنَيْدِيِّ فِي الْأَوَّلِ تَمَحُّلٌ (وَشَطَرَتْ) الدَّار وَشَطَنَتْ بَعُدَتْ وَمَنْزِلٌ شَطِيرٌ بَعِيدٌ (وَمِنْهُ) قَوْلُ قَتَادَةَ فِي شَهَادَةِ الْقَرِيبِ إذَا كَانَ مَعَهُ شَطِيرٌ جَازَتْ شَهَادَتُهُ أَيْ غَرِيبٌ أَجْنَبِيٌّ.

شطر


شَطَرَ(n. ac. شَطْر)
a. Halved, cut in half, bisected.
b.(n. ac. شُطُوْر), Squinted, was cross-eyed.
c.(n. ac. شَطَاْرَة
شُطُوْر
شُطُوْرَة) ['An], Withdrew, separated from, forsook, broke with
parted from.
d. see infra.

شَطُرَ(n. ac. شَطَاْرَة)
a. Was cunning, crafty, wily; was malignant
malicious.
b. [ coll. ], Was sharp, clever
skilful, adroit.
شَطَّرَa. Halved, cut in half.

شَاْطَرَa. Halved, shared with.

تَشَاْطَرَa. Used wiles.

شَطْر
(pl.
أَشْطُر
شُطُوْر)
a. Half: part.
b. Hemistich, cæsura.
c. Side, direction, region.

شَاْطِر
(pl.
شُطَّاْر)
a. Evil, malicious, vitious; perfidious; prodigal;
immoral.
b. Cunning, crafty, wily; sharper.
c. Clever, able, skilful, adroit.

شَطَاْرَةa. Cunning, craft, wiliness, slyness; cleverness.

شَِطْرَنْج
P.
a. Chess.
شطر
شَطْرُ الشيء: نصفه ووسطه. قال تعالى:
فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ
[البقرة/ 144] ، أي: جهته ونحوه، وقال: وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ [البقرة/ 150] ، ويقال: شَاطَرْتُهُ شِطَاراً، أي: ناصفته، وقيل:
شَطَرَ بصره، أي: نصّفه، وذلك إذا أخذ ينظر إليك وإلى آخر، وحلب فلان الدّهر أَشْطُرَهُ ، وأصله في الناقة أن يحلب خلفين، ويترك خلفين، وناقة شَطُورٌ: يبس خلفان من أخلافها، وشاة شَطُورٌ: أحد ضرعيها أكبر من الآخر، وشَطَرَ: إذا أخذ شَطْراً، أي: ناحية، وصار يعبّر بِالشَّاطِرِ عن البعيد، وجمعه: شُطُرٌ، نحو:
أشاقك بين الخليط الشّطر
والشَّاطِرُ أيضا لمن يتباعد عن الحقّ، وجمعه: شُطَّارٌ.
[شطر] شطر الشئ: نصفه. وفى المثل: " احلبْ حَلَباً لك شَطْرُهُ ". وجمعه أَشْطُرٌ. وقولهم: فلانٌ حَلبَ الدهر أَشْطَرَهُ، أي ضُروبَه، مرَّ به خيرٌ وشرٌّ. وأصله من أخلاف الناقة، ولها خِلْفانِ: قادِمان وآخران. وكل خلفين شطر.وتقول: شَطَرْتُ ناقتي وشاتي أَشْطُرُها شَطْراً، إذا حلبْت شَطْراً وتركْت شَطْراً. وشاطَرْتُ طَلِيِّي، أي احتلبْت شَطْراً أو صَرَرْتُهُ وتركْت له الشَطْرَ الآخر. وشاطَرْتُ فلاناً مالي، إذا ناصفته. وشَطَّرْتُ ناقتي تَشْطيراً: إذا صررْتَ خِلْفين من أخلافها. وشاةٌ شطور: أحد طبيبها أطول من الآخر وكذلك إذا يبس أحد خِلْفيها، فهي شَطورٌ. وهي من الإبل التي يبس خِلْفان من أخلافها، لأنَّ لها أربعةَ أخلاف. ويقال: وَلَدُ فلانٍ شِطْرَةٌ، بالكسر، أي نِصْفٌ ذكورٌ ونصفٌ إناثٌ. وقصدْتُ شَطْرَهُ، أي نحوه. قال الشاعر : أَقولُ لأمِّ زِنْباعٍ أَقيمي * صُدورَ العيسِ شَطْرَ بني تَميم - ومنه قوله تعالى:

(فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجدِ الحرامِِ) *. وشَطَرَ بَصَرُهُ يَشْطُرُ شُطوراً، وهو الذي كأنَّه ينظر إليك وإلى آخر. والشاطِرُ: الذي أعيا أهله خُبْثاً. وقد شطر وشطر أيضا بالضم، شطارة فيهما. وقَدَحٌ شَطْرانُ، أي نَصْفانُ قال الأصمعيُّ: الشَطيرُ: البعيد. يقال: بلد شَطيرٌ. وشَطَرَ عنِّي فلانٌ، أي نأى عنى. ونوى شطر بالضم، أي بعيدة. وقال امرؤ القيس:

أَشاقَكَ بَيْنُ الخَليطِ الشُطُرْ * والشَطيرُ أيضاً: الغريبُ. قال الشاعر:

لا تتركَنِّي فيهمُ شَطيراً * وقال آخر : إذا كُنْتَ في سِعْدٍ وأُمُّكَ منهمُ * شَطيراً فلا يَغْرُرْكَ خالُكَ من سَعْدِ - فإنَّ ابنَ أُختِ القومِ يُصْغي إناؤُهُ * إذا لم يُزاحِمْ خاله بأب جلد -
باب الشين والطاء والراء معهما ش ط ر، ش ر ط، ط ر ش مستعملات

شطر: شطرُ كلِّ شيءٍ: قصده، وشطر كلَّ شيءٍ نصفُه، وشطرته: جعلتُه نصفين. وشاةٌ شطور، وقد شطرت شطاراً، أي: أحدُ طُبييها أطولُ من الآخر، فإن حُلبا جميعاً، والخلفة كذلك، سُميت حصونا. ومنزلٌ شطيرٌ: بعيدٌ، من غير فِعل، ولو استعمل لقيل: شطر شِطاراً، وكان قياساً وشطرَ فلانٌ على أهله، أي: تركهم مُخالفاً مُراغماً. ورجلٌ شاطرٌ، وقد شطر شُطوراً وشطارة وشطاراً، وهو الذي أعيى أهله ومؤدِّبهُ خبثا. وشطر بصره يشطره شطوراً وشطراً، وهو الذي كأنه ينظر إليك وإلى آخر.

شرط: الشَّرطُ: معروف في البيع، والفعل: شارطه فشرط له على كذا وكذا، يشرطُ له. والشَّرطُ: بزغُ الحجام بالمِشرط، والفعل: شرط يشرط. والبزغُ: الشَّرط الضعيف. والشريط: شبه خُيوطٍ تفتل من الخُوص، والجميعُ: الشُّرط. فإذا كان مثلها من اللِّيف فهي: دُسُر، والواحد: دِسارٌ. قال الله تعالى: وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ ، ودُسرها: شُرطُها. والشَّرطان: كوكبانِ. يقال: إنهما قرنا الحمل، وهو أولُ نجمٍ من الربيع، قال العجاج : من باكرِ الأشراطِ أشراطيُّ

ومن ذلك صار أوائلُ كلِّ أمرٍ أشراطه. وأشراطُ الساعةٍ: علاماتها، الواحدُ: شرطٌ. والشَّرطُ من الإبل: ما كان [مجلوباً ] للبيع، نحو النّاب والدّبِر ونحوه، يقال: أفي إبلك شرط فتقول: لا. ولكنها لُبابٌ كلُّها. وإذا أعجل إنسانٌ رسولاً إلى أمرٍ قيل: أشرطه وأفرطهُ، كأنه اشتق من الأشراط التي هي أوائل الأشياء. والشُرطيُّ منسوبٌ إلى الشُّرطة، والجميع: شُرط، وبعض يقول: شُرطي ينسبه إلى الجماعة. [والشرط سموا شرطا، لأن شرطة كل شيء خيارُه، وهم نخبة السُّلطان من جنده ] ، قال:

حتى أتت شرطةٌ للموت حاردةٌ

والشِّرواطُ من الإبل: الطويل، وناقةٌ شِرواط، وجمل شِرواط، أي: طويلٌ فيه دقة، وذئب شرواط، أي: طويل قليل اللّحم، نحيف. وكل شيءٍ هيأته لتنفقهُ، أو تبيعه فقد أشرطته، أي: أعددته وهيأته. وأشرط جملهُ للسقاء: جعله له. وأشرطت نفسي للقتال وغيره: بذلتها له. قال أوس : فأشرَطَ فيها نَفْسَهُ وهو مُعْصِمٌ ... وألقى بأسباب له وتوكّلا

طرش : الطّرَشُ: الصَّمَم.
الشين والطاء والراء ش ط ر

الشّطْرُ نِصْفُ الشيءِ والجَمْعُ أشْطُرٌ وشُطُورٌ وشاطَرَه مالَهُ أمْسَكَ شَطْرَهُ وأعطاهُ شَطْرَه وللنَّاقَةِ شَطْرانِ قادِمانِ وآخِرانِ فكُلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ والجَمْعُ أشْطُرٌ وشَطَّرَ بناقَتِهِ تشطيراً صَرَّ خِلْفَيْها وتَرَكَ خِلْفَيْنِ وشَطْرُ الشاةِ أحَدُ خِلْفَيْهَا عن ابنِ الأعرابيِّ وأنْشَدَ

(فَتنازَعا شَطْراً لِقَدْعةَ واحِداً ... فَتَدَارَءَا فيه فكانَ لِطَامُ)

وَشَطَرَ ناقَتَهُ وَشَاتَهُ حَلَبَ شَطْراً وَكُلُّ ما نُصِّفَ فقد شُطِّرَ والمَشْطورُ من الرَّجَزِ والسَّرِيع ما ذَهَبَ شَطْرُه وهو على السَّلْبِ وشَاطَرَ طَلِيَّهُ احْتَلَبَ شَطْراً أو صرَّهُ وتَرَكَ له الشَّطْرَ الآخَرَ والشَّطُورُ من الغَنَمِ التي يَبِسَ أَحَدُ خِلْفَيْها ومن الإِبِلِ التي يَبِسَ خِلْفانِ من أخلافِها وقد شَطَرَتْ وشَطُرَتْ شِطاراً وحَلَبَ فلانٌ الدَّهرَ أشْطُرَهُ يعني أنه مَرَّ به خَيْرُه وشَرُّه وشدتَّهُ ورخَاؤُّه وأصْلُه من أشْطُرِ الناقةِ كأنه حَلَبَ القادِمَيْنِ وهما الخَيْرُ والآخِرَيْنِ وهما الشَّرُّ وقيل أشْطُرُه دِرَرُهُ وإذا كان ولدُ الرَّجُلِ نِصْفُهم ذكُوراً ونِصفُهم إناثاً قيلَ هم شِطْرَةٌ وإناءٌ شَطْرَانُ بلغ الكَيْلُ شَطْرَهُ وكذلك جُمْجُمَةٌ شَطْرَى وقَصْعَةٌ شَطْرَىوشَطَرَ بَصَرُهُ يَشْطِرُ شُطُوراً وشَطْراً صارَ كأنه ينْظُر إليك وإلى آخَرَ وقولُه صلى الله عليه وسلم مَنْ أَعَانَ على دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمِ بشَطْرِ كَلِمةٍ جاءَ يومَ القِيامة مكتوبٌ بين عَيْنَيْهِ يائِسٌ من رَحْمةِ الله قيل في تَفْسِيرِه هوَ أَنْ يَقولَ أُقْ يريد أُقْتُلْ وقيل هو أنْ يَشْهَدَ اثْنانِ عليه زُوراً بأنه قَتَلَ فكأنهما قد اقْتَسَمَا الكَلِمَةَ فقال هذا شَطْرَها وهذَا شَطْرَها إذ كان لا يُقْتَلُ بشهادةِ أحَدِهما وشَطْرُ الشيءِ ناحِيَتُه وشَطْرُ كلِّ شَيءٍ نحوُهُ وقَصْدُه وفي التَّنزيلِ {فول وجهك شطر المسجد الحرام} البقرة: 144 149 150 ولا فعل له وقال أبو إسحاق أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يَسْتَقْبِلَ وهو بالمدينةِ مكَّةَ والبيتَ الحرامَ وأُمِرَ أن يَسْتَقْبِلَ البيتَ حيثُ كان وشَطْرَ عِنْده مَنْصوبٌ على الظَّرْفِ وشَطَرَ عن أْهلِه شُطُوراً وشُطُورَةً وشَطَارةً نَزَحَ عنهم مُراغِماً وأَعْياهُمْ خُبْثاً والشَّاطِرُ مَأْخوذٌ منه وأُراه مُوَلَّداً ومَنْزلٌ شَطِيرٌ وحيٌّ شَطِيرٌ بَعِيدٌ والجَمْعُ شُطُرٌ والشَّطِيرُ أيضاً الغَرِيبُ قال

(لا تَدَعَنِّي فِيهمُ شَطِيراً ... إنّي إذاً أَهْلِكَ أو أطِيرَا)

والجمعُ كالجُمُع
شطر: شَطْرُ كُلَّ شَيْءٍ: نِصْفُه. وفي المَثَل: " احْلُبْ حَلَباً لكَ شَطْرُه ". وحَلَبَ الدّهْرَ أشْطُرَه: أي نِصْفَه، وقيل: مَرَّتْ عليه ضُرُوْبُه من خَيْرِه وشَرِّه. وشَطَرْتُ الشَّيْءَ. وحَلَبَها أشْطُرأً، وأشْطَرَها. والشَّطْرُ: القَصْدُ. وبَنُو فلانٍ شِطْرَةٌ: إذا كانَ الذُّكُوْرُ على عَدَدِ الإِناثِ. وشَعْرُه شَطْرَانِ: سَوَادٌ وبَيَاضٌ. وشَطَّرْتُ بالنّاقَةِ: صَرَرْتُ شَطْرَها. والشَّطُزْرُ: الثَّوْبُ الذي أحَدُ طَرَفَيْهِ أطْوَلُ من [235ب] الآخَرِ. وإنَاءٌ شَطْرَانُ: إلى النِّصْفِ. وشَطَرَ الرَّجُلُ يَشْطُرُ شُطُوْراً: كأنَّه يَنْظُرُ إليكَ وإلى آخَرَ. وشاةٌ شَطُوْرٌ قد شَطَرَتْ شِطَاراً: وهو أنْ يكونَ أحَدُ طُبْيَييْها أكْبَرَ من الآخَرِ. وقيل هو من الإِبل: الذي يَبِسَ خِلْفَانِ من أخْلاَفِها. وشاطَرَتِ النّاقَةُ: صارَتْ شَطُوْراً. وحَيٌّ شَطِيْرٌ ومَنْزِلٌ شَطِيْرٌ: بَعِيْدٌ، وشَطَرَتْ دارُه. وشَطَرَ فلانٌ على أهْلِه: تَرَكَهُم مُرَاغِماً مُخَالِفاً. والشّاطِرُ: الذي أعْيى أهْلَه خُبْثاً، شَطَرَ شُطُوْرَةً وشُطُوْراً وشَطَارَةً. والمَشْطُوْرُ: الخُبْزُ المَطْلِيُّ بالكامَخِ. والعَرُوْضُ المَشْطُوْرُ: ذَهَبَ نِصْفُ بَيْتِه. شرط: الشَّرْطُ في البَيْعِ: مَعْروفٌ، شَرَطَ يَشْرَطُ ويَشْرُطُ. وبَزْغُ الحَجّامِ ونَحْوِه؛ يَشْرِطُه بالمِشْرَطِ؛ ويَشْرُطُه أيضاً. والشَّرِيْطَةُ: شِبْهُ خُيُوْطٍ تُفْتَلُ من خُوْصٍ، والجَميعُ الشُّرُطُ. والشَّرِيْطَةُ: العَيْبَةُ الصَّغِيرَةُ يُجْعَلُ فيها الطَّيْبُ. وهي الذَّبِيْحَةُ أيضاً، وفي الحَدِيثِ: " نهى عن شَرِيْطَةِ الشَّيْطَانِ ". والشَّرْطانِ: نَجْمَانِ يُسَمَّيَانِ الشَّرْطَيْنِ. وأشْرَاطُ الساعَةِ: عَلاماتُها، الواحِدُ الشَّرْطُ. وأوائلُ كُلُّ أمْرٍ يَقَعُ: أشْرَاطُه. وإذا أعْجَلَ الإِنسانُ رَسُولاً قيل: أشْرَطَه. والمُشْرِطُ: الذي قد تَسَوّى للعَمَلِ، يُقال: أشْرَطْتُ نَفْسي في العَمَلِ والأمْرِ، واشْرَطْتُ مالي. والمَشَارِيْطُ: أوائلُ كُلِّ شَيْءٍ، واحِدُها مِشْرَاطٌ. وأخَذْتُ للآمْرِ مَشَارِيْطَه: أي أُهْبَتَه. والشَّرَطُ في الإِبل: ما كانَ فيها من جَلُوْبَةٍ للبَيْعِ وهو الرُّذَالُ. وقيل: الصِّغَارُ. والشُّرْطِيُّ: مَنْسُوبٌ إلى الشُّرْطَةِ، وتُفْتَحُ الراءُ كأنَّهُ يَنْسُبُه إلى جَماعَةِ الشُّرَطِ. وخُذْ شُرْطَتَكَ: أي ما اشْتَرَطْتَه من خِيَارِه. والشَّرْوَاطُ: الطَّوِيْلُ من الإِبِلِ في دِقَّةٍ، ناقَةٌ شِرْوَاطٌ، وجَمَلٌ كذلك. وقيل: هو المُسْرِعُ. والشُّرُوْطُ: الطُرُقُ المُخْتَلِفَةُ. والأشْرَاطُ من المَسَايلِ: ما سالَ من الأسْلآَقِ إلى الشِّعَابِ. وشَرْطا البَحْرِ: شَطّاه. وأشْرَطَ فُلانٌ أرْضَه أو دارَه: أي عَزَلَها للبَيْع. وأشْرَطَ نَفْسَه: أي غَرَّرَ بِها؛ من الخَطَرِ. وقيل: اسْتَهْلَكَ. وقيل: جَعَلَها عَلاَمَةً للمَوْتِ؛ ومنه أشْرَاطُ السّاعَةِ. وقيل: أهانَها حَتّى كأنَّها بَعْضُ شَرَطِ مالِه. واسْتَشْرَطَ المالُ: فَسَدَ بَعْدَ صَلاَحٍ. وتَشَرَّطَ في عَمَلِه: تَأَنَّقَ. وأشْرَطْتُ الشَّيْءَ: هَيَّأتَه وأعْدَدْتَه، فهو مُشْرَطٌ. والشُّرَطُ: جَمْعُ الشُّرْطَةِ وهي خَيْرَةُ كُلِّ شَيْءٍ ونَخْبَتُه.
(شطر) - في حديث الأَحنَفِ: "إني قد عَجَمْتُ الرجُلَ وحَلَبْتُ أَشْطُرَه"
يقال: حَلَبَ فُلانٌ الدّهرَ أَشْطُرَه: أي اخْتَبر ضُروبَه من خَيرِه وشَرِّه. وأَصلُه من حَلْب النّاقَة ولها شَطْران: قَادِمان وآخِرَان، فكُلُّ خِلْفَيْن شَطْر، فإذا يَبِس خِلْفَان من أَخلافِها فهى شَطُور لِيُبْس الشَّطْر. وشَطَرتُ الشيءَ: نَصَّفْته. وشَطَرت النَّاقَةَ: صَرَرْت شَطْرها
: أي نِصْفَ أخلافِها، وحَلبْتُ الناقَة أَشْطُرَها. وحَلبتُ أَشْطُر النَّاقة بِمَعْنىً.
- في حديث جَدِّ بَهْزِ بْن حَكِيم في مانِع الزَّكاةِ: "إنا آخِذُوهَا وشَطْرَ ماله"  كان الأَوزاعِيّ يَقُول في غَالِّ الغَنِيمَة: إن للإمام أن يَحرِقَ رَحْلَه، وكذلك قاله أَحمدُ وإسْحاق.
وقال أحمد في الرجل يَحمِل الثَّمرةَ في أَكمامِها: "فيه القِيمَةُ مَرَّتَيْن وضَرْبُ النَّكالِ".
وقال: "كلّ من دَرَأْنا عنه الحَدَّ أَضْعَفْنا عليه الغُرْم" وغَرَّم عُمَرُ، رضي الله عنه، حَاطِبَ بن أبي بَلْتَعَة ضِعْفَ ثَمَن نَاقَة المُزَنى لمَّا سَرَقَها رَفِيقُه.
ورُوِى عن جماعة من الفقهاء: أَنَّ دِيَةَ مَنْ قُتِل في الحرَم دِيَةٌ وثُلث.
وكان إبراهيمُ الحَربِىّ يتأوَّل حَديثَ جَدِّ بَهْز على أنه يُؤْخَذ منه خِيارُ مَالِه مِثْل السِّنِّ الواجِب عليه لا يُزاد على السِّن والعَدَد، لكن يُنتَقَى خِيارُ مالِه ويُزادُ عليه الصَّدقة بزيادة القيمةَ. وكان يَرْوِيه: وشُطِّر ماَلُه.
قال الخطابي: لا أعرِف هذا الوَجْهَ. وقيل معناه: أنَّ الحَقَّ مُسْتَوفي منه غَيْرُ مَتْروك عليه وإن تَلِف مالُه فلم يَبْقَ إلا شَطْرُه كَرَجل كان له أَلفُ شاةٍ فتَلِفت حتى لم يَبْق له إلا عِشْرون، فإنه يُؤخَذ منه العُشْر لصدَقَة الأَلْف، وهو شَطْر مالِه البَاقي: أي نِصْفُه، وهذا أيضاً بَعِيدٌ؛ لأنه في الحديث قال: "إنا آخِذُوها وشَطْرَ مالِه". ولم يقل: آخِذُون شَطْرَ مَالِه.
قال الخطَّابي: قِيلَ: إنه كان في صَدْر الإسلام تَقَع بَعضُ العقوبات في الأَمْوال، ثم نُسِخ. ونَحوُ ذَلكَ قَوله عليه الصلاة والسلام فِى الثَّمَر المُعَلَّق: "مَنْ خَرَج بشيء منه، فعَلَيْه غَرامةُ مِثْليه والعُقُوبَةُ، ومن سَرَق منه شَيئاً بعد أن يُؤْوَيَه الجَرِين، فبلغ ثمن المجَنِّ، فعليه القَطْع، ومَنْ سَرَق دون ذلك، فعليهِ غَرامةُ مِثْلَيْه والعُقُوبة".
والذي قاله أحمد يُحمَل بهذا الحديث وكذلك في الحديث في ضَالَّة الِإبل المكْتُومَة: "غَرامَتُها ومِثلُها معها".
وكان عُمَر رضي الله عنه يحكُم به، فغَرَّمَ حاطبَ بنَ أبي بَلْتَعَة - رضي الله عنه ضِعْفَ ثَمَن نَاقَة المُزَنِىِّ لَمَّا سَرَقها رَفِيقُهُ ونحروها
وله في الحديث نظائِرُ، وعامَّة الفُقَهاء على أن لا وَاجِبَ على مُتْلِف الشيءِ أكثر من مِثلِه أو قِيمَتهِ. قال: فيُشْبه أن يكون هذا على سَبِيل التَّوَعُّد ليَنْتَهِىَ فَاعِلُ ذَلكِ عنه.
- في الحديث: "أنه رَهَن دِرْعَه بِشَطْرٍ من شَعِيرٍ".
قال أبو عمرو: بنِصْف مَكُّوكٍ . 
[شطر] فيه: سأل سعد أن يتصدق بما له، قال: لا، قال: "الشطر" أي أهب الشطر أي النصف. ومنه ح: من أعان على قتل مؤمن "بشطر" كلمة، قيل: هو أن يقول: أُق - في اقتل، كحديث: كفي بالسيف شا، أي شاهد. وح: إنه رهن درعه "بشطر" من شعير، أي نصف مكوك أو نصف وسق، اشطر وشطير كنصف ونصيف. ج: "شطر" شعير، شطر الشىء نصفه إلا أن ألحديث ليس فيه مقدار يكون ما أشار إليه نصفه وكأنها أشارت إلى جزء مبهم، أي شيء من شعير. نه ح: الطهور "شطر" الإيمان، لأنه يطهر الباطن والطهور يطهر الظاهر. ط: أي أجره ينتهى إلى أجر نصف الإيمان، وقيل: أراد بالإيمان الصلاة وهو شرطها فهو كالشطر، وقيل: إنه يكفر السيئات فالإيمان. نه: وفي ح مانع الزكاة: إنا اخذوها و"شطر" ماله عزمة من عزمات ربنا؛ الحربى: هو غلط الراوى، إنما هو: و"شطر" ماله. أي يجعل ماله شطرين فيأخذ المصدق من خير النصفين عقوبة لمنعه، فأما لا يلزمه فلا، وبعد، وقيل: إن الحق مستوفي منه غير متروك عليه وإن تلف شطر ماله، كمن له ألف شاة مثلا فتلفت إلا عشرين فانه يؤخذ منه عشر شياه، وهو أيضا بعيد لقوله: إنا أخذوها وشطر ماله، ولم يقل: إنا أخذوحصته الصدقة. ط:"شطر" الليل نصفه. وح: أعطى "شطر" الحسن، أي نصفه أو بعضه أو جهة من السحن. ش: يقال: إنه ورث ذلك الجمال من جدته وكانت قد أعطيت سدس الحسن، وقيل: ذهب يوسف وأمه يعنى جدته بثلى الحسن. ج ("شطر" المسجد) أي جهته ونحوه. ن: فوضع عني "شطرها" أي نصفها، أي حط في مرات بمرجعات. ك: يلزم علي تفسيره بالنصف أن يحط ثنتا عشرة ونصف فيفسر بجزء منها، وروي أن التخفيف كان خمسًا خمسًا، وهي زيادة متعمدة فيحمل غيرها عليها؛ واستحييت من ربي، لأنه لو سأل بعد الخمس لكان رفعًا للخمس بعينها. وح فقلت "الشطر" بالرفع والنصب أي تصدق به أو أوجبه، والجر بدلًا من ثلثي ماله، ثم قال الثلث - بالرفع والنصب على الإغراء، وإن نذر مر في أن.
شطر
شطَرَ يَشطُر، شَطْرًا، فهو شاطر، والمفعول مَشْطور
• شطَر الشَّيءَ: قسمَه وجعله نِصْفَين "شطَر رغيفًا- شطَر بيت الشِّعر: حذف نصفَه" ° شطَر بصرَه/ شطَر نظرَه: كأنّه ينظر إليك وإلى آخر. 

شطُرَ يَشطُر، شطارةً، فهو شاطر
• شطُر فلانٌ: اتَّصَف بالدّهاءِ والخباثَةِ "تاجرٌ شاطِر". 

انشطرَ يَنشطِر، انشطارًا، فهو مُنشطِر
• انشطر الشَّيءُ: مُطاوع شطَرَ: انقسم نصفين "انشطر قرصُ الحَلْوَى". 

شاطرَ يشاطر، مُشاطرةً وشِطارًا، فهو مُشاطِر، والمفعول مُشاطَر
• شاطَره الشَّيءَ: قاسمه بالنِّصف "شاطره الرَّأيَ: رأى رأيَه- شاطره مالَه: ناصفه إيّاه- شاطره الأمرَ: شاركه فيه" ° نشاطركم الأحزان: عبارة تعزية يُبادَر بها أهل الفقيد، وغالبًا ما تُرسل تلغرافيًّا. 

شطَّرَ يشطِّر، تشطيرًا، فهو مُشطِّر، والمفعول مُشطَّر
• شطَّر الشّيءَ: نصَّفه.
• شطَّر الشِّعرَ: أضاف إلى كلّ شطْر منه شطرًا من عنده. 

انشطار [مفرد]:
1 - مصدر انشطرَ.
2 - (حي) نوعٌ من التكاثر اللاتزاوجيّ، تنقسم فيه خليّة الكائن الحيّ إلى جزأين أو أكثر متساوية في الحجم.
• انشطار خلويّ: (حي) انشقاق بيضة أو نواة وانقسامها إلى أقسام.
• انشطار نوويّ/ انشطار ذَرِّيّ: (فز، كم) انشطار النّواة الثّقيلة، كنواة اليورانيوم، شطرين اثنين نتيجة
 التقاطها نيوترونًا، ويكون الانشطار مصحوبًا بانطلاق مقدار كبير من الطاقة "قنابل قابلة للانشطار". 

شاطِر [مفرد]: ج شاطِرون وشُطّار:
1 - اسم فاعل من شطَرَ وشطُرَ.
2 - حادّ الفهم، سريع التصرُّف.
3 - داهية، مكير، خبيثٌ ماكر.
4 - لِصّ. 

شطارة [مفرد]:
1 - مصدر شطُرَ.
2 - حُسن تصرّف ومهارة في تدبُّر الأمور، وقدرة على التخلّص من المشاكل "لم يتمكّن من ذلك رغم شطارته". 

شَطْر [مفرد]: ج أَشْطار (لغير المصدر {وأَشطُر} لغير المصدر) وشُطور (لغير المصدر):
1 - مصدر شطَرَ.
2 - نصفُ الشَّيء "أعطاه شطر ماله" ° حلَب الدَّهرَ أَشطُرَهُ: جرّب أمورَه خيرها وشرّها- شطر بيت الشِّعر: الصَّدر أو العَجُز.
3 - جزء من الشَّيء "أعطني شطْرًا من هذه الكعكة".
4 - ناحية، جهة، قصد "اتّجه شطرَ البحر- {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} ". 

شَطُور [مفرد]: ثوبٌ أحدُ طَرَفَيْ عرضه أطولُ من الآخرِ. 

شطير [مفرد]: ج شُطُر:
1 - بعيد "بلدٌ شطير".
2 - غريب "لا تَدَعَنِّي فيهمُ شطيرًا ... إنِّي إذًا أَهْلِك أو أطيرا".
3 - نصف "أكلت شطيرَ تفاحة". 

شَطِيرة [مفرد]: ج شطيرات وشَطائِرُ: خبزة تشقّ من وسطها ويوضع فيها الغموس أو الإدام. 

مَشْطُور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من شطَرَ.
2 - (عر) نظام شعريّ وحدته نصف بيت من الرّجز أو السريع التامَّيْن، ويلتزم في جميع وحداته قافية واحدة "هذه القصيدة من مشطور الرَّجَز". 
شطر: المعاجم تذكر اسم المفعول: الخبز الذي يطلى بالكامخ (هكذا ورد عند فخري 361) وكان ينبغي عليه أن يذكر معنى ان يطلي بالكامخ في قوله: وقدّامى رقاق وكامخ وأنا أشطره بالكامخ.
شطر: قطع البطيخة عدة قطع (الكالا) أو عدة أسهم أي عدة أشطر.
تشّطر: تنشط. تهذب. خرج من بساطته. تصفى، تنقى. تشطّر في فن: تقدم فيه (بوشر).
تشطّر: أصبح قاطع طريق (مملوك 1، 1، 50).
تشاطروا: عند الحديث عن أشخاص عدّة: اقتسموا شيئاً (جوب) 304: فهم يتشاطرون الغلّة على استواء.
تشاطر: تحدى: ((وحين لقي شخصاً تضايق من مرأة وبدت له فيه نذر الشؤم قام الإخشيد بضربه خمسة عشر سوطاً وحين لم ينبس المسكين بكلمة صاح الإخشيد: هوذا يتشاطر (ويقصد إنه يتحداني) فقيل له إنه كان قد مات.
ولعل فريتاج قد استند إلى هذه الفقرة حين اشتق من كلمة شاطر ما يفيد التحدي. أو يتظاهر به ويدعيّه.
شَطر: حين يتعلق الأمر بضرعي الناقة نجمعه أشطار. (مولر 51).
اشطار: قِطعَ الخبز، قطع البطيخ،، قطع الشحم، شرائح اللحم .. الخ (الكالا).
اشطار: المتوسط القامة (فوك).
شَطرُ غِب: اصطلاح طبي: حمى نصف الثلاثي التي تأتي غباً (أبو الفرج 359، 4).
شطرية: ندغ، صعتر البر (معجم الأسبانية 219 ابن العوام 1، 30).
شطرية: (في المغرب) سمكةُ كبيرة الحجم يعمل منها المُمَلحِّة (معجم المنصوري ينظر في مادة بنيّ).
شَطروان: أمت (تعرّج بارتفاع وانخفاض). (ف. أ. 484) شَطروين: تركت هذه الكلمة دون توضيح من (فوك) ولعلها مراد ف للكلمة التي مرت واعتقد أن فوك لم يجد لها مرادفاً في اللاتينية.
شطارة: رخص، سعر واطئ لا يساوي شيئاً، لا معنى له (فوك الذي يسميها باللاتينية Vilitas) .
شطارة) مجون. فسوق (حيان بسّام 3، 140): والحديث عن هشام ((وقد كان معروفاً بالشطارة في شبابه فأقلع مع شيبه فَرُجي فلاحه لصدق توبته)) وفي المرجع نفسه (بعد ذلك قليلاً) أعطى لكلمة شطارة مرادفاً آخر هو بطالة؛ ومن المقدمة 3، 410:
حل المجون يا أهل الشطارا ... مذ حَلَّت الشمس في الحمل
وقد أحسن دي سلين ترجمتها ب ((الفسّاق)).
شطارة: مهارة، فراهة، حذق، خفة، قوة. (في كل ما يمكن ان يبرع فيه) بوشر. وهي الاقتدار الفنّي والمهارة عند (مملوك) و (كوسج كرست 1، 1، 51، ومقدمة المقري والجزء الثالث من البربرية ص674).
شطارة اليد: مهارة اليد (بوشر) وكلمة الشطارة وحدها عند (بوشر) تأتى عند الحديث عن اللصوص والنشالين (زيشر 11، 502).
شطارة: نزوع نحو السرقة (المقري 1، 135،: وذلك لشطارة عامتها وكثرة شرهم وأغبائهم في أمور التلصص). شطارة: قطع الطريق: وكان مبتدأ أمره الشطارة والفتوة وحمل السلاح والعيث واجتماع السفهاء إليه (رينو الطبعة العاشرة). وقد أساء رينو حين ترجمها ب (سلوك ماكر وخادع) وكذلك (كاترمير حين ترجمها: نشاط وحيوية) (الجريدة الآسيوية 1846 ص528).
شطارة: اعتداد، زهو، ويبدو أن المقصود هو هذا الذي ورد (في ألف ليلة 1، 379): أراد شيخان أن يقاتل عشرة من الإغريق وحده فقالت له الجارية هذه الشطارة ظلم وإن كل واحد لواحد.
شطّار: فاسق الأخلاق (المقري 548).
شاطِر: رخيص، لا يساوي غير النزر القليل (فوك).
شاطِر: ماهر، حاذق، يد صناع، دقيق، رشيق، قوي (بوشر).
ونشط، ماهر (عند مملوك) (1، 51) وخفيف (الكالا)، وخبير، وماكر ومؤهل (عند هيلو) وبارع (شيرب) (وفي ألف ليلة 3، 44): حاذق.
شاطر: حاو، مشعوذ، بهلوان (ألف ليلة 6، 694): ((وتأتي قدامه الملاعب والشطار والجنك وأرباب الحركات الغريبة والملاهي العجيبة)) حيث ترجمها لين: عارضو الحيل والمهارات اليدوية والخفة وذلك حين وردت في تاريخ القيروان (مملوك 1، 1).
والكلمة (عند انتار 78) مُصارع، ومقاتل وحيث أن هؤلاء الرجال لهم بزة رسمية متميزة لذلك اعتقد أنهم المعنيون في العبارة التي وردت على لسان إمام الحرمين الذين ذكرها المستشرق جولد زيهر (زيشر 28، 315): ((الفقيه إذا لبس السلاح وزيَّ الشطار كان تاركاً للمروءة)) التغيير الذي اقترحه جولد زيهر في وضع كلمة الشُّرَط موضع الشطار كان تعسفياً. شاطر - لص، قاطع طريق (مملوك 1، 1، 50 و51. ابن بطوطة 3، 65 فريتاج كرست 54، 7 و10 والكلمة لديهم مرادفة لكلمة لَصّ، 1، 8، و12، المقدمة 1، 288، 9، 289، 3، ألف ليلة 1، 174، 1 مع شرحها: يعني حرامياً).
شاطر: كريم، سخي (الكالا).
شاطر: شجاع، وذلك الذي يحتقر الألم (فيرم 49) شاطر: تابع. خادم. غلام. رئيس الخدم. مغناج. سيّاف (بوشر).
شاطر: عدّاء على الأقدام، ساعي بريد (سان جرفيه 108 علماً أن هناك خطأ في الطباعة حيث وردت كلمة Chaler والمقصود بها Chater) ومعناها أيضاً: غلام في خدمة أمير (رحلة افتداء الأسرى 101). وفي المعجم التركي (لمؤلفيه كيفر وبيانجي): ((هذه الكلمة تعني خدم المقصورة (أي الخدم المكلفين بإدخال المدعوين) المزنرّين بزنار مغطى بالفضة المذهبة مع تفاحة كبيرة من المعدن المذهب نفسه في المقدمة. في الإمبراطورية العثمانية ليس هناك غير الباشوات والقابجي باشي ممن يملك امتياز تسيير أحد الخدم أمامه وهو بهذا الزي، الفرق الوحيد هو أن القابجي باشي لا يملك استخدام اكثر من واحد أما الباشا ذو الرايات الثلاث فله استخدام ستة خدم في الأقل)) في تونس كانوا يستخدمون، في السابق، مستخدمين أتراكاً لخدمة السيد الكبير (أي السلطان) واجبهم خنق الباشا الذي يصدر السلطان حكمه عليه (أفجيست 11، 95).
شاطر باشي: وصيف (بج).
شاطرة: قسطران (بوشر) نبات معطّس، فاتح للشهية.
اشطرُ: هو اشطر من .... الخ (بوشر).
تشطير: التشطير في الشعر (محيط المحيط ص466).

شطر

1 شَطَرَهُ, (A, MA, O, TA,) [aor. ـُ inf. n. شَطْرٌ; (MA;) and ↓ شطّرهُ, (K,) inf. n. تَشْطِيرٌ; (TA;) He halved it; divided it into halves. (A, MA, O, K, TA.) b2: شَطَرَهَا, aor. ـُ (S,) inf. n. شَطْرٌ, (S, K,) He milked one شَطْر of her, (namely, a camel, or a ewe or goat, S, [i. e., in the former case one pair of teats, and in the latter case one teat,]) and left the other شَطْر. (S, K.) A2: شَطَرَتْ and شَطُرَتْ, aor. ـُ (K,) inf. n. شِطَارٌ, (TA,) She (a ewe or goat) had one of her teats dried up: or had one teat longer than the other. (K.) [شِطَارٌ seems to be also Syn. with حِضَانٌ as expl. in this Lex.: see also the latter word in Freytag's Lex.: Reiske, as cited by Freytag, explains the former word as meaning “ quando latus unum vulvæ præ altero propendet. ”] b2: شَطَرَ بَصَرُهُ, (S, K, TA, and so in the O voce سَصَرَ, q. v., [in some copies of the S and K and in a copy of the A, erroneously, بَصَرَهُ,]) aor. ـُ (S,) inf. n. شُطُورٌ (S, K) and شَطْرٌ, (TA,) He was as though he were looking at thee and at another: (S, A, K:) on the authority of Fr. (TA.) b3: شَطَرَ شَطْرَهُ He repaired, or betook himself, in the direction of him, or it: or الشَّطْرُ in the sense of الجِهَةُ and النَّاحِيَةُ has no verb belonging to it. (K.) b4: شَطَرَتِ الدَّارُ The house, or abode, was distant, or remote. (Mgh, Msb.) b5: شَطَرَ, (S, K,) aor. ـُ (K;) and شَطُرَ, aor. ـُ inf. n. شَطَارَةٌ, of both verbs, (S, K,) or this is a simple subst., (Msb,) and شُطُورٌ; (L;) [and ↓ تشاطر; (A in art. عذر;)] He was, or became, or acted, like a شَاطِر [q. v.]. (S, K.) And شَطَرَ عَلَى أَهْلِهِ, (A, Msb,) or شَطَرَ عَنْهُمْ, (S, * K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. شُطُورٌ and شُطُورَةٌ and شَطَارَةٌ, (K,) or this last is a simple subst., (Msb,) He withdrew far away (S, * A, K *) from his family; or broke off from them, or quitted them, in anger: (A, K:) or he disagreed with his family, and wearied them by his wickedness (Msb, TA) and baseness. (Msb.) 2 شَطَّرَ see 1, first sentence. b2: شطّر نَاقَتَهُ, (S,) or بِنَاقَتِهِ, (K,) inf. n. تَشْطِيرٌ, (S, K,) He bound two of the teats of his she-camel with the صِرَار [q. v.], (S, K,) leaving (the other) two (unbound). (K.) 3 شَاطَرْتُهُ مَالِى I halved with him my property; (S, K;) I retained half of my property and gave him the other half. (M, TA.) b2: And شَاطَرْتُ طَلِيِّى I left for my lamb, or kid, one teat [of the mother], having milked the other teat and bound it with the صِرَار [q. v.]. (S.) 6 تَشَاْطَرَ see 1, last sentence but one.

شَطْرٌ The half of a thing; (S, A, Mgh, Msb, K;) as also ↓ شَطِيرٌ: (TA:) pl. [of pauc.] أَشْطُرٌ (S, K) and [of mult.] شُطُورٌ. (K.) It is said in a prov., اُحْلُبْ حَلَبًا لَكَ شَطْرُهُ [Milk thou a milking of which half shall be for thee]. (S.) And one says شَعَرٌ شَطْرَانِ Hair [half] black and [half] white. (A.) Accord. to Ibráheem El-Harbee, (O,) the saying of the Prophet,

مَنْ مَنَعَ صَدَقَةً فَإِنَّا آخِذُوهَا وَشَطْرَ مَالِهِ [Whoso refuses to render a poor-rate, verily we take it from him, and half of his property], thus related by Bahz, is a mistake, and the right wording is, وَشُطِرَ مَالُهُ, meaning and his property shall be divided into two halves, and the collector of the poor-rate shall have the option given him and shall take that rate from out of the better of the two halves, as a punishment for the man's refusal of the rate; (O, K;) but it is said that this law was afterwards abrogated: (O:) Esh-Sháfi'ee, however, says that, in the old time, when one refused the poor-rate of his property, it was taken from him, and half of his property was taken as a punishment for his refusal; and he adduces this trad. as evidence thereof; but says that in recent times, only the poor-rate was taken from him, and this trad. was asserted to be abrogated. (TA. [More is there said on this subject, but I omit it as unprofitable.]) b2: It occurs in two trads. as meaning Half a مَكُّوك [q. v.], or half a وَسْق [q. v.], of barley. (TA.) b3: [In prosody, Half a verse.] b4: Also (tropical:) A part, or portion, or somewhat, of a thing; (Mgh, K;) and so ↓ شَطِيرٌ. (TA.) In the trad. of the night-journey, فَوَضَعَ شَطْرَهَا means (assumed tropical:) [And He remitted] part, or somewhat, thereof; (K;) i. e., of the prayer. (TA.) And similar is the saying in another trad., الطَّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ (assumed tropical:) [Purification is part of faith]. (TA.) b5: Either the fore pair or the hind pair of the teats of a she-camel: she has two pairs of teats, a fore pair and a hind pair, and each pair is thus called: (S, K:) and either of the two teats of a ewe or she-goat: (IAar, TA:) pl. أَشْطُرٌ. (S, TA.) Hence the saying, (S,) فُلَانٌ حَلَبَ الدَّهْرَ أَشْطُرَهُ (tropical:) Such a one has known, or tried, varieties of fortune: (S, * TA:) has experienced the good and evil of fortune; (S, K, TA;) its straitness and its ampleness: being likened to one who has milked all the teats of a camel, that which yields plenty of milk and that which does not; the fore pair being the good; and the hind pair, the evil: or, as some say, أَشْطُر means streams, or flows, of milk: and [in like manner] one says, حَلَبَ الدَّهْرَ شَطْرَيْهِ. (TA.) And, as is said in the “ Kámil ” of Mbr, one says of a man experienced in affairs, فُلَانٌ قَدْ حَلَبَ أَشْطُرَهُ (tropical:) Such a one has endured the difficulties and [enjoyed] the ampleness of fortune, and managed his affairs in poverty and in wealth: lit., has milked his pairs of teats, one pair after another. (TA.) b6: Also A direction in which one looks or goes or the like. (S, A, Msb, K.) One says, قَصَدَ شَطْرَهُ He went in his, or its, direction; towards him, or it. (S, A.) And it is said in the Kur [ii. 139 and 144 and 145], فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ Then turn thou thy face in the direction of the Sacred Mosque. (Fr, S.) The noun in this sense has no verb belonging to it: or one says, شَطَرَ شَطْرَهُ [expl. above: see 1]. (K.) b7: Also Distance, or remoteness. (TA.) شُطُرٌ: see شَطِيرٌ [of which it is both a syn. and a pl.].

وَلَدُ فُلَانٍ شِطْرَةٌ The offspring of such a one are half males and half females. (S, A, K. [In the Ham p. 478, it is written شَطْرة.]) شَطْرَانُ, (S, A, K,) fem. شَطْرَى, (K,) A bowl, (S, K,) or vessel, (A, K,) half full. (S, A, K.) شَطُورٌ A ewe, or she-goat, having one teat longer than the other; (S, O, K;) like حَضُونٌ in this sense [and perhaps in others also, agreeably with what is said of شِطَارٌ in the first paragraph of this art.]: (S in art. حَضن:) and (so in the S and O, but in the K “ or ”) one having one of her teats dried up: (S, O, K:) and a she-camel having two of her teats dried up; for she has four teats. (S, O.) And A garment, or piece of cloth, having one of the two extremities of its breadth longer than the other. (O, K.) b2: See also the next paragraph.

شَطِيرٌ: see شَطْرٌ, in two places.

A2: Also Distant, or remote; (As, S, A, Mgh, Msb, K;) applied to a town, or country, (As, S,) an abode, (A, Mgh, Msb,) and a tribe. (A.) And so ↓ شُطُرٌ in the phrase نَوًى شُطُرٌ [A distant tract, or region, towards which one journeys]: (S, K:) so too ↓ شَطُورٌ in the phrase نِيَّةٌ شَطُورٌ [which may mean as above, (like نِيَّةٌ شَطُونٌ,) or a remote, or farreaching, intention, or aim, or purpose]. (TA.) b2: Also A stranger; (S, O, Msb, K;) because of his remoteness from his people; (TA;) as in a verse cited voce إِذًا: (S, O:) or one who is alone, or solitary: (A:) pl. شُطُرٌ. (TA.) شَاطِرٌ [One who withdraws far away from his family; or breaks off from them, or quits them, in anger: (see 1, last sentence:) or] one who disagrees with his family, (Msb,) and who wearies them by his wickedness (S, Msb, K) and baseness (Msb) and guile: (TA:) i. q. خَلِيعٌ [meaning as above, and having other similar meanings; generally vitious, or immoral; bad, evil, wicked, or mischievous]: (A:) accord. to some, it is post-classical: Aboo-Is-hák says that it signifies one who takes a wrong course: it is also expl. as signifying one who outstrips; like the [messenger called] بَرِيد, who takes a long journey in a short space of time: and hence, [as a conventional term of the mystics,] it is applied to one who outstrips, and is quick, in attaining nearness to God: or as meaning one who has wearied his family, and withdrawn far from them [n spirit], though with them [bodily], because of their inviting him to carnal lusts, and accustomed ways [of the world]: (TA:) [in the present day, it is applied to a sharper, or clever thief: and to any clever, or cunning, person:] pl. شُطَّارٌ. (TA.) مَشْطُورٌ [Halved. b2: And hence,] A verse of the metre termed الرَّجَز, (O, K,) and of that termed السَّرِيع, (TA,) having three of its six feet wanting; (O, K;) properly, having half thereof taken away. (O.) A2: Also Bread done over with [the seasoning, or condiment, called] كَامَخ. (O, K.) هُمْ مُشَاطِرُونَا They are persons whose houses adjoin ours. (O, K.).

شطر: الشَّطْرُ: نِصْفُ الشيء، والجمع أَشْطُرٌ وشُطُورٌ.

وشَطَرْتُه: جعلته نصفين. وفي المثل: أَحْلُبُ حَلَباً لكَ شَطْرُه.

وشاطَرَه مالَهُ: ناصَفَهُ، وفي المحكم: أَمْسَكَ شَطْرَهُ وأَعطاه شَطْره

الآخر. وسئل مالك بن أَنس: من أَن شاطَرَ عمر ابن الخطاب عُمَّالَهُ؟

فقال: أَموال كثيرة ظهرت لهم. وإِن أَبا المختار الكلابي كتب إِليه:

نَحُجُّ إِذا حَجُّوا، ونَغْزُو إِذا غَزَوْا،

فَإِنِّي لَهُمْ وفْرٌ، ولَسْتُ بِذِي وَفْرِ

إِذا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ جاءَ بِفَأْرَةٍ

مِنَ المِسْكِ، راحَتْ في مَفارِقِهِمْ تَجْرِي

فَدُونَكَ مالَ اللهِ حَيْثُ وجَدْتَهُ

سَيَرْضَوْنَ، إِنْ شاطَرْتَهُمْ، مِنْكَ بِالشَّطْرِ

قال: فَشاطَرَهُمْ عمر، رضي الله عنه، أَموالهم. وفي الحديث: أَن

سَعْداً استأْذن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يتصدَّق بماله، قال: لا، قال:

فالشَّطْرَ، قال: لا، قال الثُّلُثَ، فقال: الثُّلُثُ والثُّلُثُ

كَثِيرٌ؛ الشَّطْرُ: النصف، ونصبه بفعل مضمر أَي أَهَبُ الشَّطْرَ وكذلك الثلث،

وفي حديث عائشة: كان عندنا شَطْرٌ من شَعير. وفي الحديث: أَنه رهن درعه

بشَطْر من شعير؛ قيل: أَراد نِصْفَ مَكُّوكٍ، وقيل: نصفَ وسْقٍ. ويقال:

شِطْرٌ وشَطِيرٌ مثل نِصْفٍ ونَصِيفٍ. وفي الحديث: الطُّهُورُ شَطْرُ

الإِيمان لأَن الإِيمان يَظْهَرُ بحاشية الباطن، والطُّهُور يظهر بحاشية

الظاهر. وفي حديث مانع الزكاةِ: إِنَّا آخِذُوها وشَطْرَ مالِهِ عَزْمَةٌ مِنْ

عَزَماتِ رَبِّنا. قال ابن الأَثير: قال الحَرْبِيُّ غَلِطَ بَهْزٌ

الرَّاوِي في لفظ الرواية إِنما هو: وشُطِّرَ مالُهُ أَي يُجْعَل مالُهُ

شَطْرَيْنِ ويَتَخَيَّر عليه المُصَدّقُ فيأْخذ الصدقة من خير النصفين، عقوبة

لمنعه الزكاة، فأَما ما لا يلزمه فلا. قال: وقال الخطابي في قول الحربي:

لا أَعرف هذا الوجه، وقيل: معناه أَن الحقَّ مُسْتَوْفًى منه غَيْرُ

متروك عليه، وإِن تَلِفَ شَطرُ ماله، كرجل كان له أَلف شاة فتلفت حتى لم يبق

له إِلا عشرون، فإنه يؤخذ منه عشر شياه لصدقة الأَلف، وهو شطر ماله

الباقي، قال: وهذا أَيضاً بعيد لأَنه قال له: إِنَّا آخذوها وشطر ماله، ولم

يقل: إِنَّا آخذو شطر ماله، وقيل: إِنه كان في صدر الإِسلام يقع بعض

العقوبات في الأَموال ثم نسخ، كقوله في الثمر المُعَلَّقِ: من خرج بشيء منه

فعليه غرامةُ مثليه والعقوبةُ، وكقوله في ضالة الإِبل المكتومة: غَرامَتُها

ومِثْلُها معها، وكان عمر يحكم به فَغَرَّمَ حاطباً ضِعْفَ ثمن ناقةِ

المُزَنِيِّ لما سرقها رقيقه ونحروها؛ قال: وله في الحديث نظائر؛ قال: وقد

أَخذ أَحمد ابن حنبل بشيء من هذا وعمل به. وقال الشافعي في القديم: من

منع زكاة ماله أُخذت منه وأُخذ شطر ماله عقوبة على منعه، واستدل بهذا

الحديث، وقال في الجديد: لا يؤخذ منه إِلا الزكاة لا غير، وجعل هذا الحديث

منسوخاً، وقال: كان ذلك حيث كانت العقوبات في الأَموال، ثم نسخت، ومذهب عامة

الفقهاء أَن لا واجبَ على مُتْلِفِ الشيء أَكْثَرُ من مثله أَو قيمته.

وللناقة شَطْرَانِ قادِمان وآخِرانِ، فكلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ، والجمع

أَشْطُرٌ. وشَطَّرَ بناقته تَشْطِيراً: صَرَّ خِلْفَيْها وترك خِلْفَيْنِ،

فإِن صَرَّ خِلْفاً واحداً قيل: خَلَّفَ بها، فإِن صَرَّ ثلاثةَ

أَخْلاَفٍ قيل: ثَلَثَ بها، فإِذا صَرَّها كلها قيل: أَجْمَعَ بها وأَكْمَشَ

بها. وشَطْرُ الشاةِ: أَحَدُ خُلْفَيها؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

فَتَنَازَعَا شَطْراً لِقَدْعَةَ واحِداً،

فَتَدَارَآ فيهِ فكانَ لِطامُ

وشَطَرَ ناقَتَهُ وشاته يَشْطُرُها شَطْراً: حَلَبَ شَطْراً وترك

شَطْراً. وكل ما نُصِّفَ، فقد شُطِّرَ. وقد شَطَرْتُ طَلِيِّي أَي حلبت شطراً

أَو صررته وتَرَكْتُهُ والشَّطْرُ الآخر. وشاطَرَ طَلِيَّهُ: احتلب

شَطْراً أَو صَرَّهُ وترك له الشَّطْرَ الآخر. وثوب شَطُور: أَحدُ طَرَفَيْ

عَرْضِهِ أَطولُ من الآخر، يعني أَن يكون كُوساً بالفارسية.

وشَاطَرَنِي فلانٌ المالَ أَي قاسَمني بالنِّصْفِ. والمَشْطُورُ من

الرَّجَزِ والسَّرِيعِ: ما ذهب شَطْرُه، وهو على السَّلْبِ.

والشَّطُورُ من الغَنَمِ: التي يَبِسَ أَحدُ خِلْفَيْها، ومن الإِبل:

التي يَبِسَ خِلْفانِ من أَخلافها لأَن لها أَربعة أَخلاف، فإِن يبس ثلاثة

فهي ثَلُوثٌ. وشاة شَطُورٌ وقد شَطَرَتْ وشَطُرَتْ شِطاراً، وهو أَن يكون

أَحد طُبْيَيْها أَطولَ من الآخر، فإِن حُلِبَا جميعاً والخِلْفَةُ

كذلك، سميت حَضُوناً، وحَلَبَ فلانٌ الدَّهْرُ أَشْطُرَهُ أَي خَبَرَ

ضُرُوبَهُ، يعني أَنه مرَّ به خيرُه وشره وشدّته ورخاؤُه، تشبيهاً بِحَلْبِ جميع

أَخلاف الناقة، ما كان منها حَفِلاً وغير حَفِلٍ، ودَارّاً وغير دارّ،

وأَصله من أَشْطُرِ الناقةِ ولها خِلْفان قادمان وآخِرانِ، كأَنه حلب

القادمَين وهما الخير، والآخِرَيْنِ وهما الشَّرُّ، وكلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ؛

وقيل: أَشْطُرُه دِرَرُهُ. وفي حديث الأَحنف قال لعلي، عليه السلام، وقت

التحكيم: يا أَمير المؤمنين إِني قد حَجَمْتُ الرجلَ وحَلَبْتُ

أَشْطُرَهُ فوجدته قريبَ القَعْرِ كَلِيلَ المُدْيَةِ، وإِنك قد رُميت بِحَجَر

الأَرْضِ؛ الأَشْطُرُ: جمع شَطْرٍ، وهو خِلْفُ الناقة، وجعل الأَشْطُرَ

موضع الشَّطْرَيْنِ كما تجعل الحواجب موضع الحاجبين، وأَراد بالرجلين

الحَكَمَيْنِ الأَوَّل أَبو موسى والثاني عمرو بن العاص. وإِذا كان نصف ولد

الرجل ذكوراً ونصفهم إِناثاً قيل: هم شِطْرَةٌ. يقال: وَلَدُ فُلانٍ

شِطْرَةٌ، بالكسر، أَي نصفٌ ذكورٌ ونصفٌ إِناثٌ. وقَدَحٌ شَطْرانُ أَي نَصْفانُ.

وإِناءٌ شَطْرانُ: بلغ الكيلُ شَطْرَهُ، وكذلك جُمْجُمَةٌ شَطْرَى

وقَصْعَةٌ شَطْرَى.

وشَطَرَ بَصَرُه يَشْطِرُ شُطُوراً وشَطْراً: صار كأَنه ينظر إِليك

وإِلى آخر. وقوله، صلى الله عليه وسلم: من أَعان على دم امرئ مسلم بِشَطْرِ

كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه: يائس من رحمة الله؛ قيل: تفسيره

هو أَن يقول: أُقْ، يريد: أُقتل كما قال، عليه السلام: كفى بالسيف شا،

يريد: شاهداً؛ وقيل: هو أَن يشهد اثنان عليه زوراً بأَنه قتل فكأَنهما قد

اقتسما الكلمة، فقال هذا شطرها وهذا شطرها إِذا كان لا يقتل بشهادة

أَحدهما. وشَطْرُ الشيء: ناحِيَتُه. وشَطْرُ كل شيء: نَحْوُهُ وقَصْدُه.

وقصدتُ شَطْرَه أَي نحوه؛ قال أَبو زِنْباعٍ الجُذامِيُّ:

أَقُولُ لأُمِّ زِنْباعٍ: أَقِيمِي

صُدُورَ العِيسِ شَطْرَ بَني تَمِيمِ

وفي التنزيل العزيز: فَوَلِّ وجْهَك شَطْرَ المسجِد الحرامِ؛ ولا فعل

له. قال الفرّاء: يريد نحوه وتلقاءه، ومثله في الكلام: ولِّ وجهك شَطْرَه

وتُجاهَهُ؛ وقال الشاعر:

إِنَّ العَسِيرَ بها داءٌ مُخامِرُها،

فَشَطْرَها نَظَرُ العَيْنَيْنِ مَحْسُورُ

وقال أَبو إِسحق: الشطر النحو، لا اختلاف بين أَهل اللغة فيه. قال: ونصب

قوله عز وجل: شطرَ المسجد الحرام، على الظرف. وقال أَبو إِسحق: أُمر

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يستقبل وهو بالمدينة مكة والبيت الحرام،

وأُمر أَن يستقبل البيت حيث كان. وشَطَرَ عن أَهله شُطُوراً وشُطُورَةً

وشَطارَةً إِذا نَزَحَ عنهم وتركهم مراغماً أَو مخالفاً وأَعياهم خُبْثاً؛

والشَّاطِرُ مأْخوذ منه وأُراه مولَّداً، وقد شَطَرَ شُطُوراً وشَطارَةً،

وهو الذي أَعيا أَهله ومُؤَدِّبَه خُبْثاً. الجوهري: شَطَرَ وشَطُرَ

أَيضاً، بالضم، شَطارة فيهما، قال أَبو إِسحق: قول الناس فلان شاطِرٌ معناه

أَنه أَخَذَ في نَحْوٍ غير الاستواء، ولذلك قيل له شاطر لأَنه تباعد عن

الاستواء.

ويقال: هؤلاء القوم مُشاطرُونا أَي دُورهم تتصل بدورنا، كما يقال: هؤلاء

يُناحُونَنا أَي نحنُ نَحْوَهُم وهم نَحْوَنا فكذلك هم مُشاطِرُونا.

ونِيَّةٌ شَطُورٌ أَي بعيدة. ومنزل شَطِيرٌ وبلد شَطِيرٌ وحَيٌّ

شَطِيرٌ: بعيد، والجمع شُطُرٌ. ونَوًى شُطْرٌ، بالضم، أَي بعيدة؛ قال امرؤ

القيس:أَشاقَك بَيْنَ الخَلِيطِ الشُّطُرْ،

وفِيمَنْ أَقامَ مِنَ الحَيِّ هِرْ

قال: والشُّطُرُ ههنا ليس بمفرد وإِنما هو جمع شَطِير، والشُّطُرُ في

البيت بمعنى المُتَغَرِّبِينَ أَو المُتَعَزِّبِينَ، وهو نعت الخليط،

والخليط: المخالط، وهو يوصف بالجمع وبالواحد أَيضاً؛ قال نَهْشَلُ بنُ

حَريٍّ:إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فابْتَكَرُوا،

واهْتَاجَ شَوْقَك أَحْدَاجٌ لَها زَمْرُ

والشَّطِيرُ أَيضاً: الغريب؛ قال:

لا تَدَعَنِّي فِيهمُ شَطِيرا،

إِنِّي إِذاً أَهْلِكَ أَوْ أَطِيرَا

وقال غَسَّانُ بنُ وَعْلَةَ:

إِذا كُنْتَ في سَعْدٍ، وأُمُّكَ مِنْهُمُ،

شَطِيراً فَلا يَغْرُرْكَ خالُكَ مِنْ سَعْدِ

وإِنَّ ابنَ أُخْتِ القَوْمِ مُصْغًى إِناؤُهُ،

إِذا لم يُزاحِمْ خالَهُ بِأَبٍ جَلْدِ

يقول: لا تَغْتَرَّ بخُؤُولَتِكَ فإِنك منقوص الحظ ما لم تزاحم أَخوالك

بآباء أَشرافٍ وأَعمام أَعزة. والمصغَى: المُمالُ: وإِذا أُميل الإِناء

انصبَّ ما فيه، فضربه مثلاً لنقص الحظ، والجمع الجمع. التهذيب:

والشَّطِيرُ البعيد. ويقال للغريب: شَطِيرٌ لتباعده عن قومه. والشَّطْرُ: البُعْدُ.

وفي حديث القاسم بن محمد: لو أَن رجلين شهدا على رجل بحقٍّ أَحدُهما

شطير فإِنه يحمل شهادة الآخر؛ الشطير: الغريب، وجمعه شُطُرٌ، يعني لو شهد له

قريب من أَب أَو ابن أَو أَخ ومعه أَجنبي صَحَّحَتْ شهادةُ الأَجنبي

شهادَةَ القريب، فجعل ذلك حَمْلاً له؛ قال: ولعل هذا مذهب القاسم وإِلا

فشهادة الأَب والابن لاتقبل؛ ومنه حديث قتادة: شهادة الأَخ إِذا كان معه شطير

جازت شهادته، وكذا هذا فإِنه لا فرق بين شهادة الغريب مع الأَخ أَو

القريب فإِنها مقبولة.

شطر
: (الشَّطْرُ: نِصْفُ الشَّيْءِ، وجُزْؤُه) ، كالشَّطِيرِ، (ومِنْهُ) المَثَلُ: (أَحْلُبُ حَلَباً لَك شَطْرُه) . وَحَدِيث سعد: (أَنّه اسْتَأْذَنَ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنْ يَتَصَدّقَ بمالِه، قَالَ: لَا، قَالَ: فالشَّطْرُ، قَالَ: لَا، قالَ: الثُّلُث فَقَالَ: الثُّلُثُ، والثُّلُثُ كثيرٌ) ، وحديثُ عائشَة: (كَانَ عِنْدَنَا شَطْرٌ مِنْ شَعِير) ، وَفِي آخر: (أَنّه رَهَنَ دِرْعَه بشَطْر مِنْ شَعِير) ، قيل: أَراد نِصْف مَكُّوكٍ، وقيلَ: نصْفَ وَسْقٍ، و (حَدِيثُ الإِسْرَاءِ: (فَوَضَعَ شَطْرَهَا)) ، أَي الصَّلاة (أَي بَعْضَها) وَكَذَا حديثُ: (الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمانِ) ؛ لأَنّ الإيمانَ يَظْهَرُ بحاشِيَةِ الباطنِ، والطُّهُور يَظْهَرُ بحاشيةِ الظَّاهِر.
(ج: أَشْطُرٌ وشُطُورٌ) .
(و) الشَّطْرُ: (الجِهَةُ والنَّاحِيَةُ) وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (الْبَقَرَة: 144) ، (وإِذَا كانَ بهاذا المَعْنَى فَلَا يَتَصَرَّفُ الفِعْلُ مِنْه) ، قَالَ الفَرّاءُ: يريدُ نَحْوَه وتِلْقَاءَهُ، وَمثله فِي الْكَلَام: وَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَه وتُجَاهَهُ، وَقَالَ الشَّاعِرُ:
إِنَّ العَسِيرَ بهَا دَاءٌ مُخَامِرُها
فَشَطْرَهَا نَظَرُ العَيْنَيْنِ مَحْسُورُ
وَقَالَ أَبو إِسْحَاق: الشَّطْرُ: النَّحْوُ، لَا اختلافَ بينَ أَهلِ اللُّغَة فِيهِ، قَالَ: ونُصِبَ قولُه عزّ وجلّ: {شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} على الظَّرْف.
(أَو يُقَالُ: شَطَرَ شَطْرَه، أَي قَصَدَ قَصْدَه) ونَحْوَه.
(و) الشَّطْرُ: مصْدَر شَطَرَ النّاقَةَ والشّاةَ يَشْطُرُها شَطْراً: (أَنْ تَحْلُبَ شَطْراً، وتَتْرُكَ شَطْراً، وللنَّاقَةِ شَطْرانِ: قادِمَانِ، وآخِرانِ، وكُلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ) وَالْجمع أَشْطُرٌ.
(وشَطَّرَ بِنَاقَتِه تَشْطِيراً: صَرَّ خِلْفَيْها، وتَرَك خِلْفَيْنِ) ، فإِنْ صَرَّ خِلْفاً وَاحِدًا قِيلَ: خَلَّفَ بهَا، فإِنْ صَرَّ ثلاثَةَ أَخْلافٍ، قيل: ثَلَث بهَا، فإِذا صَرَّها كُلَّها قيل: أَجْمعَ بهَا، وأَكْمَشَ بهَا.
(و) شَطَّرَ (الشَّيْءَ) تَشْطِيراً: (نَصَّفَه) ، وكل مَا نُصِّفَ فقد شُطِرَ.
(وشَاةٌ شَطُورٌ) ، كصَبُورٍ: (يَبِسَ أَحدُ خِلْفَيْهَا) .
ونَاقَةٌ شَطُورٌ: يَبِسَ خِلْفَانِ من أَخْلافِها؛ لأَنّ لَهَا أَرْبَعَةَ أَخْلاف، فإِنْ يَبِسَ ثلاثَةٌ فَهِيَ ثَلُوثٌ.
(أَو) شاةٌ شَطُورٌ، إِذا صارَتْ (أَحَدُ طُبْيَيْهَا أَطْوَلَ من الآخَرِ، وَقد شَطرَت، كنَصَرَ وكَرُمَ) شِطَاراً.
(وثَوْبٌ شَطُورٌ، أَي أَحَدُ طَرَفَيْ عَرْضِه كذالِكَ) ، أَي أَطْوَلُ من الآخر، قَالَ الصّاغاني: وَيُقَال لَهُ بالفارسيّة كُوس، بضَمّةِ غير مُشْبَعة.
(و) من المَجَاز: قولُهُم: (حَلَبَ فُلانٌ الدَّهْرَ أَشْطُرَه) ، أَي خَبَرَ ضُرُوبَه، يعنِي (مَرَّ بِه خَيْرُه وَشَرُّه) وشِدَّتُه وَرَخَاؤُه، تَشْبِيهاً بحَلْبِ جميعِ أُخْلافِ النّاقَةِ مَا كَانَ مِنْهَا حَفِلاً وَغير حَفِل، ودَارّاً وغيرَ دَارَ، وأَصلُه من أَشْطُرِ النّاقَة، وَلها خِلْفَانِ قادمَان وآخِرَانَ، كأَنَّه حَلَبَ القَادِمَيْنِ، وهما الخَيْرُ، والآخِرَين، وهما الشَّرّ. وَقيل: أَشْطُرُه: دِرَرُه.
ويُقَال أَيضاً: حَلَبَ الدَّهْرَ شَطْرَيْه.
وَفِي الْكَامِل للمُبَرّد: يُقَال للرَّجُل المُجَرَّب للأُمور: فلانٌ قد حَلَبَ أَشْطُرَه، أَي قد قاسَى الشَّدَائِدَ والرّخاءَ، وتصَرّفَ فِي الفَقْرِ والغنَى، ومعنَى قَوْله: أَشْطُره، فإِنما يُريدُ خُلُوفَه، يَقُول: حَلَبْتُها شَطْراً بعد شَطْر، وأَصلُ هاذا من التَّنْصِيفِ؛ لأَنَّ كلَّ خِلْفٍ عَدِيلٌ لصاحِبِه.
(وإِذا كانَ نِصْفُ وَلَدِكَ ذُكُوراً ونِصْفُهُم إِناثاً فَهُمْ شِطْرَةٌ، بالكَسْرِ) يُقَال: وَلَدُ فُلان شِطْرَة.
(وإِناءٌ شَطْرانُ، كسَكْرَانَ: بَلَغَ الكَيْلُ شَطْرَهُ) ، وقَدَحٌ شَطْرانُ، أَي نَصْفَانُ (و) كذالك جُمْجُمَةٌ شَطْرَي، و (قَصْعَةٌ شَطْرَي) .
(وشَطَرَ بَصَرُهُ) يَشْطِرُ (شُطُوراً) بالضَّمّ، وشَطْراً: صَار (كأَنَّهُ يَنْظُر إِليكَ وإِلى آخَرَ) ، رَوَاهُ أَبُو عُبَيْد عَن الفَرّاءِ، قَالَه الأَزهريّ، وَقد تقَدَّم قَرِيبا. (والشَّاطِرُ: مَنْ أَعْيَا أَهْلَهُ) ومُؤَدِّبَه (خُبْثاً) ومَكْراً، جمعُه الشُّطّارُ، كرُمّان، وَهُوَ مأْخُوذٌ من شَطَرَ عَنْهُم، إِذا نَزَحَ مُرَاغِماً، وَقد قيل: إِنّه مُوَلّد.
(وَقد شَطرَ، كنَصَرَ وكَرُمَ، شَطَارَةٌ، فيهِمَا) ، أَي فِي الْبَابَيْنِ، وَنقل صاحبُ اللِّسَان: شُطُوراً أَيضاً.
(وشَطَرَ عنهُم شُطُوراً وشُطُورَةً) ، بالضمّ فيهمَا، (وشَطَارَةً) ، بالفَتْحِ إِذا (نَزَحَ عَنْهُمْ) وتَركَهُم (مُراغِماً) أَو مُخالِفاً، وأَعياهُم خُبْثاً.
قَالَ أَبو إِسحاق: قَوْلُ النَّاس: فلانٌ شاطِرٌ: مَعْنَاهُ أَنه آخِذٌ فِي نَحْوٍ غيرِ الاستواءِ، ولذالك قيل لَهُ: شاطِرٌ؛ لأَنه تَباعَدَ عَن الاسْتِواءِ.
قلْت: وَفِي جَواهِرِ الْخمس للسَّيّد محمّد حَمِيد الدّين الغَوْث مَا نصُّه: الجَوْهَرُ الرابِع مَشْرَبُ الشُّطَّار، جمع شاطِر، أَي السُّبَّاقِ المُسْرِعِينَ إِلى حَضْرة الله تعالَى وقُرْبِه، والشَّاطِرُ: هُوَ السّابِقُ، كالبَرِيدِ الَّذِي يَأْخُذُ المَسَافَةَ البعيدَةَ فِي المُدَّةِ القَريبةِ، وَقَالَ الشيخُ فِي مَشْرَبِ الشُّطّار: يَعْنِي أَنه لَا يَتَوَلّى هاذِه الجهَةَ إِلاّ مَنْ كَانَ مَنْعُوتاً بالشّاطر الَّذِي أَعْيَا أَهْلَه ونَزَحَ عنهُم، وَلَو كانَ مَعَهم، إِذْ يَدْعُونَه إِلى الشَّهَوات والمَأْلُوفاتِ، انْتهى.
(والشَّطِيرُ) كأَمِير: (البَعِيدُ) يُقَال: مَنْزِلٌ شَطِيرٌ، وحَيٌّ شَطِيرٌ، وبَلَدٌ شَطِيرٌ.
(و) الشَّطِيرُ: (الغَرِيبُ) ، وَالْجمع الشُّطُرُ، بضمّتين، قَالَ امْرُؤُ القَيْس:
أَشَاقَكَ بيْنَ الخَلِيطِ الشُّطُرْ
وفِيمَنْ أَقَامَ من الحَيِّ هِرّ
أَرادَ بالشُّطُرِ هُنَا المُتَغَرِّبينَ، أَو المُتَعَزِّبينَ، وَهُوَ نَعْتُ الخَليطِ. ويقالُ للغَرِيب: شَطِيرٌ؛ لِتَبَاعُدِه عَن قَوْمه، قَالَ:
لَا تَدَعَنِّي فيهِمُ شَطِيرَا
إِنِّي إِذاً أَهْلِكَ أَو أَطِيرَا
أَي غَرِيباً، وَقَالَ غَسَّانُ بنُ وَعْلة:
إِذَا كُنْتَ فِي سَعْدٍ وأُمُّكَ مِنْهُمُ
شَطِيراً فَلَا يَغْرُرْكَ خالُكَ من سَعْدِ
وإِنَّ ابنَ أُخْتِ القَوْمِ مُصْغًى إِناؤُه
إِذا لَمْ يُزَاحِمْ خَالَهُ بأَبٍ جَلْدِ
يَقُول: لَا تَغْتَرَّ بخُؤَلتِكَ؛ فإِنَّك منقُوصُ الحَظِّ مَا لم تُزَاحِمْ أَخوالَك بآباءٍ شِرافٍ، وأَعمامٍ أَعِزَّة، وَفِي حَدِيث القاسِمِ بنِ مُحمّد: (لَو أَنّ رَجُلَيْنِ شَهِدَا على رَجُلٍ بحَقَ، أَحدُهُما شَطِيرٌ فَإِنَّهُ يَحْمِل شهادةَ الآخر أَي غَرِيبٌ، يَعْنِي: لَو شَهِدَ لَهُ قَرِيبٌ من أَبٍ أَو ابْنٍ أَو أَخٍ، وَمَعَهُ أَجْنَبِيٌّ صَحَّحَت شهادَةُ الأَجْنَبِيّ شهادَةَ القَرِيبِ، ولعلّ هاذا مذهَبُ القاسِمِ، وإِلاّ فشهادَة الأَبِ والابنِ لَا تُقْبَلُ.
(والمَشْطُورُ: الخُبْزُ المَطْلِيُّ بالكامَخِ) أَورده الصّاغاني فِي التَّكْمِلَةِ.
(و) المَشْطُورُ (من الرَّجَزِ) والسَّرِيعِ: (مَا ذَهَبَ شَطْرُه، وذالِكَ إِذا) نَقَصَتْ ثَلاثَةُ أَجزاءٍ من سِتَّتِه، وَهُوَ على السَّلْبِ، مأْخُوذٌ من الشَّطْرِ بمعنَى النِّصْفِ، صرَّح بِهِ المُصَنّف فِي البَصائِر.
(ونَوًى شُطُرٌ، بضمَّتَيْنِ: بعِيدَةٌ) .
ونِيَّةٌ شَطُورٌ، أَي بَعيدَةٌ.
(وشَطَاطِيرُ: كُورَةٌ) غَرْبيَّ النّيلِ (بالصَّعِيدِ الأَدْنَى) ، وَهِي الَّتِي تُعرَف الآنَ بشَطُّورات، وَقد دَخلْتُها، وَقد تُعَدّ فِي الدِّيوان من الأَعمال الأَسْيوطِيّة الْآن.
(وشاطَرْتُه مالِي: ناصَفْتُه) ، أَي قاسَمْتُه بالنِّصف، وَفِي المُحْكَمِ: أَمْسَكَ شَطْرَه وأَعطاه شَطْرَه الآخَر.
(و) يُقَال: (هُمْ مُشَاطِرُونَا، أَي دُورُهُم تَتَّصِلُ بدُورِنَا) ، كَمَا يُقَال: هاؤُلاءِ مُنَاحُونَا، أَي نَحْنُ نَحْوَهم وهم نَحْوَنا.
(و) فِي حَدِيثِ مانِع الزَّكاة (قَوْلُه صَلَّى اللَّهُ) تَعَالَى (عليهِ وسَلَّم: (مَنْ مَنَعَ صَدقَةً فإِنّا آخِذُوهَا وشَطْرَ مالِهِ) ، عَزْمَةٌ مِنْ عَزَماتِ رَبِّنَا) . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: قَالَ الحَرْبِيّ: (هاكَذَا رَواه بَهْزٌ) راوِي هاذا الحَدِيثِ، (وَ) قَدْ (وُهِّمَ. و) نصُّ الحَرْبِيّ: غَلِطَ بَهْزٌ فِي لفْظِ الرّوَايَة، (إِنَّمَا الصّوابُ: (وشُطِرَ مالُه) ، كعُنِيَ، أَي جُعِلَ مالُه شَطْرَيْنِ، فيتَخَيَّرُ عَلَيْهِ المُصَدِّقُ، فيأْخُذُ الصَّدَقَةَ من خَيْرِ الشَّطْرَيْنِ) أَي النِّصْفَيْن (عُقُوبَةً لمَنْعِه الزَّكاةَ) ، فأَمّا مَا لَا يلْزَمُه فَلَا، قَالَ: وقالَ الخَطّابِيّ فِي قَوْلِ الحَرْبِيّ: لَا أَعْرِفُ هاذا الوَجْهَ. وَقيل: مَعْنَاهُ: أَنَّ الحَقَّ مُسْتَوْفًى مِنْهُ غير مَتْرُوكٍ عَلَيْهِ وإِنْ تَلِفَ شَطْرُ مالِه، كرَجلٍ كَانَ لَهُ أَلْفُ شاةٍ فتَلِفَتْ حتّى لم يَبْقَ لَهُ إِلاّ عِشْرُون، فإِنّه يُؤْخَذُ مِنْهُ عَشْرُ شياهٍ لصدَقةِ الأَلفِ، وَهُوَ شَطْرُ مَاله الْبَاقِي، قَالَ: وهاذا أَيضاً بعيدٌ؛ لأَنّه قالَ: (إِنَّا آخِذُوها وشَطْرَ مالِه) ، وَلم يل: (إِنَّا آخِذُو شَطْرِ مالِه) . وَقيل: إِنَّه كانَ فِي صَدْرِ الإِسلامِ يَقعُ بعضُ العُقُوباتِ فِي الأَموالِ ثمّ نُسِخَ، كقولِه فِي الثَّمَرِ المُعَلَّقِ: (مَنْ خَرَج بشيْءٍ مِنْهُ فعليهِ غَرامَةُ مِثْلَيْه والعُقُوبة) وَكَقَوْلِه فِي ضالَّةِ الإِبِلِ المَكْتُومَةِ: (غَرَامَتُهَا ومِثْلُها مَعَها) ، فَكَانَ عُمَر يَحْكم بِهِ فَغَرَّمَ حاطِباً ضِعْفَ ثَمَنِ ناقَةِ المُزَنِيّ لمَّا سَرَقَهَا رَقِيقُه ونَحَرُوهَا، قَالَ: وَله فِي الحديثِ نظائِرُ. قَالَ: وَقد أَخَذَ أَحمدُ بنُ حَنْبَلٍ بشيْءٍ من هاذا وعَمِلَ بِهِ.
وَقَالَ الشّافِعِيّ فِي الْقَدِيم: مَنْ منَعَ زكَاةَ مَالِه أُخِذَت مِنْهُ، وأُخِذَ شَطْرُ مالِهِ عُقُوبَةً على مَنْعِه. واستدَلّ بِهَذَا الحديثِ، وَقَالَ فِي الجَدِيدِ: لَا يُؤْخَذُ مِنْهُ إِلاّ الزَّكَاةُ لَا غَيْرُ، وجعَلَ هاذا الحديثَ منْسُوخاً وَقَالَ: كَانَ ذالك حيثُ كانَت العُقُوبَاتُ فِي الأَموالِ، ثمَّ نُسِخَت.
ومَذْهبُ عامّةِ الفقهاءِ أَنْ لَا وَاجِبَ على مُتْلفِ الشيْء أَكثَرُ مِنْ مثْلِه أَو قِيمَته.
وإِذا تأَمْلْتَ ذالك عَرفْتَ أَنّ مَا قَالَه الشيخُ ابنُ حَجَرٍ المَكِّيّ فِي شرح العُبَاب، وَذكر فِيهِ فِي الْقَامُوس مَا فِيهِ نَظَرٌ ظاهرٌ فاحْذَرْه، إِذْ يَلْزَمُ على تَوْهِيمِه لبَهْزٍ راوِيه تَوْهِيم الشَّافِعِيّ الآخذِ بِهِ فِي الْقَدِيم، وللأَصحابِ فإِنّهم مُتَّفِقُون على أَنّ الروايَةَ كَمَا مَرّ من إِضافَةِ شَطْرٍ، وإِنما الخلافُ بنهم فِي صِحَّةِ الحديثِ وضَعْفِه، وَفِي خلوّه عَن مُعَارِضٍ وَعَدَمه، انْتهى لَا يخلُو عَن نَظَرٍ من وُجُوهٍ، مَعَ أَنّ مثلَ هاذا الْكَلَام لَا تُرَدُّ بِهِ الرّوايات، فتأَمّل.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
شَطَرْتُه: جَعلْتُه نِصْفَيْن.
وَيُقَال: شِطْرٌ وشَطِيرٌ مثْل نِصْفٍ ونَصِيفٍ.
وشَطْرُ الشَّاةِ: أَحَدُ خِلْفَيْهَا، عَن ابْن الأَعرابيّ.
والشَّطْرُ: البُعْدُ.
وأَبو طَاهِرٍ محمّدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ بنِ مُحَمَّد، عُرِفَ بابنِ الشَّاطِرِ، بغدادِيّ، عَن أَبِي حَفْصِ بنِ شاهِين، وَعنهُ الخَطِيب.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الشطر: حذف نصف البيت، ويسمى: مشطورًا.
(شطر)
الرجل على قومه شطورا وشطارة أعيا قومه شرا وخبثا وَعَن الْقَوْم نزح عَنْهُم مغاضبا وَالشَّيْء شطرا ضمه وَجعله نِصْفَيْنِ والحلوبة حلب شطرا من أخلافها وَترك شطرا

وزف

(وزف)
(وزف) أسْرع
[وزف] وَزَفَ ، أي أسرع. وقرئ {فأقبَلوا إليه يَزِفونَ} مخفَّفة. والوَزيفُ: سرعة السير، مثل الزفيف.

وزف


وَزَفَ
a. [ يَزِفُ] (n. ac.
وَزْف
وَزِيْف), Hastened, hurried.
وَزَّفَa. see I
وَاْزَفَa. Shared expenses.

أَوْزَفَa. see I
تَوَاْزَفَa. see III
وَزِيْفa. Haste.
وزف
وَزَفَ يَزِفُ وَزِيْفاً: أسْرَعَ المَشْيَ، من قَوْله عَزَّ وجَلَّ: " فاقْبَلُوا إليه يَزِفُوْنَ " في رِوَايَةٍ. والتوَازُفُ: أنْ يَتَخَارَجَ القَوْمُ فيما بَيْنَهم النَّفَقَة.
والوَزَفُ: الاسْتِعْجَالُ.
و ز ف: (وَزَفَ) يُزِفُ بِالْكَسْرِ (وَزِيفًا) أَيْ أَسْرَعِ. وَقُرِئَ: «فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُونَ» مُخَفَّفُ الْفَاءِ. وَ (الْوَزِيفُ) وَالزَّفِيفُ سَوَاءٌ وَهُمَا سُرْعَةُ السَّيْرِ. 
وزف:
وَزَف: جنس من السمك صغير أورده (بليسييه 451) في حديثه عن أنواعه وقال: (نوع صغير جداً لم أتمكن من تصنيفه يدعوه العرب وزف ouzef) ( معجم المنصوري): أرببان ضرب من السمك صغير أبيض وهذا صفة السمك المسمى بأفريقية الوزَفُ فلعله أو شبيه به. وفي مادة سميكات: جنس من صغار السمك المملّح غير معروف في المغرب ولعله الورف أو من نوعه (كذا). أنظر وَرْق.
[وز ف] وَزَِفَ البَعِيرُ وغَيُره وَزْفاً ووَزِيفاً، ووِزْفَةً - أُرَى الأخِيرةَ عَن اللِّحيانِيّ، وَهَي مُسْتَرابَةٌ -: أسْرَعَ المَشْيَ، وقِيلَ: قَارَبَ خُطَاهُ، كزَفَّ، وفي بَعْضِ القِراَءاتِ: {فأقبلوا إليه يزفون} [الصافات: 94] . قالَ اللِّحيَانِيُّ: قَرأَ به حَمْزَةُ عِنِ الأَعْمَشِ عن ابنِ وَثّابٍ. ووَزَفَه وَزْفاً: اسْتَعْجَلَه، يمانِيَّةٌ. ووَزَفَ إِلَيه. دَنَا. وتَوازَفَ القَومُ: دَنَا بعضُهم مِنْ بَعْضِ، كِلتاهُما عن ثَعْلَبٍ.
وزف
وزَفَ يَزِف وَزِيْفاً: أي أسْرع، ومنه قِراءة أبي حَيوَةَ:) فأقْبَلُوا إليه يَزِفُونَ (بتخفيف الفاء. وقال ابن دريد: وَزَفْتُه أزِفه وَزْفاً: إذا استعجلتَه؟ لُغة يمانية -، فعلى هذا وَزَف لازم ومُعتدٍّ.
والتَّوَازُف: المُناهَدة في النَّفقات، يقال: تَوَازَفوا بينهم، قال المُرَقِّش الأكبر:
عِظَامُ الجِفَانِ بالعَشِيَّةِ والضُّحى ... مَشَايِيْطُ للأبْدَانِ غَيْرِ التَّوَازِفِ
ويروى: " التَّوَارِفِ " من التُّرْفَةِ والدَّعَةِ، أي ليسوا كذلك، ليسوا أصحاب لزوم للبيوت ولا دَعة، هم في إغارة وطلب ثأر وكفِّ نازلة وخدمة ضيف.

وزف: وزَفَ البعيرُ وغيره وزْفاً ووَزيفاً ووَزْفةً؛ قال ابن سيده: أَرى

الأَخيرة عن اللحياني وهي مُسْترابة: أَسرعَ المشي، وقيل: قارَب خُطاه

كزفَّ. ابن الأَعرابي: وزَفَ وأَوْزَفَ إَذا أَسرع. والوزيف: سُرعة السيرِ

مثل الزَّفِيف. وفي بعض القراءات: فأَقْبلوا إليه يَزِفُون، بتخفيف

الفاء، من وزَف يَزِف إذا أَسرع مثل زَفَّ يَزِفُّ؛ قال اللحياني: قرأَ به

حمزة عن الأَعمش عن ابن وثَّاب؛ قال الفراء: لا أَعرف وزَف يَزِفُ في كلام

العرب وقد قرئ به؛ قال: وزعم الكسائي أنه لا يعرفها، وقال الزجاج: عرف

غير الفراء يَزِفُون، بالتخفيف، بمعنى يُسرعون. ووَزَفَه وَزْفاً:

استعجله، يمانية. ووزَف إليه: دنا. وتَوازَف القوم: دنا بعضُهم من بعض؛ كلتاهما

عن ثعلب. والتَوازُف: المُناهدة في النفَقات. يقال: توازَفُوا بينهم،

وقال: هي صحيحة؛ وأَنشد:

عِظام الجِفانِ بالعشيّةِ والضُّحى،

مَشايِيط للأَبْدانِ عند التَّوازُفِ

(* قوله « عند» كتب بازائه في طرة الأصل غير وهو الذي في شرح القاموس.)

وزف
{وَزَفَ البَعِيرُ، وغيرهُ} يَزِفُ {وَزِيفاً: أَسْرَعَ المَشْيَ، وقِيلَ: قارَبَ خُطاهُ،} كزَفَّ، وقيلَ: هُوَ مَقْلُوبُ وَفَزَ، {والوَزِيفُ: سُرْعَةُ السَّيْرِ، مثلُ} الزَّفِيفِ، وَمِنْه قِراءَةُ أَبي حَيْوَةَ: فأَقْبَلُوا إلَيْهِ {يَزِفُونَ أَي: يُسْرِعُونَ، كَمَا فِي العُباب. قالَ اللِّحْيانِيُّ: قرأَ بِه حَمْزةُ عَن الأَعْمَشِ، عَن ابنِ وَثّابٍ، قالَ الفَرّاءُ: لَا أَعْرِفُ وَزَفَ يَزِفُ فِي كَلامِ العَرَبِ، وَقد قُرِيءَ بِه، قَالَ: وزَعَم الكِسائِيُّ أنّه لَا يَعْرِفُها، وَقَالَ الزَّجّاجُ: عَرَفَ غيرُ الفَرّاءِ يَزِفُونَ، بالتَّخْفِيفِ بمَعْنَى يُسْرِعُون} كأَوْزَفَ، {ووَزَّفَ عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، جعَلَتُها لازِمَيْنِ،} كوَزَفَ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَزَفَ فُلاناً {وَزْفاً: إِذا اسْتَعْجَلَه يمانِيَّةٌ، جعَلَه مُتَعَدِّياً، فَهُوَ لازِمٌ مُتَعَدٍّ.} والمُوازَفَةُ، {والتَّوازُفُ: المُناهَدَةُ فِي النَّفَقاتِ قالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ لُغَةٌ صَحِيحَةٌ، يُقال:} تَوازَفُوا بَيْنَهُم، قَالَ المُرَقِّشُ الأَكْبَرُ:
(عِظامُ الجِفانِ بالعَشِيَّةِ والضُّحَى ... مَشايِيطُ للأَبْدانِ غيرَ! التّوازُفِ) قَالَ الصّاغانِيُّ: ويُرْوَى التَّوارُفِ من التُّرْفَهِ والدَّعَةِ أَي لَيْسُوا أَصْحابَ لُزُومٍ للبُيوت وَلَا دَعَة، هم فِي إغارَةٍ وطَلَبِ ثَأْرٍ، وكَفِّ نازِلَةٍ، وخِدمَةِ ضيْفٍ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {الوَزْفُ،} والوَزْفَةُ: الإِسْراعُ فِي المَشْيِ، وقِيلَ: مُقارَبَةُ الخَطْوِ، قالَ ابنُ سِيدَه: أُرَى الأَخِيرَةَ عَن الِّلحْيانِيِّ، وَهِي مُسْتَرابَةٌ.

شيط

(شيط) - في صفةِ أهلِ النار: "ألم تَرَوا إلى الرَّأسِ إذا شُيِّط".
من قولهم: شَيَّطَ اللحم أو الشَّعَرَ أو الحَبلَ: إذا أحرَقَ بعَضَه. وتَشَيَّط الحَبلُ: مَسَّتْه النارُ. وشَيَّط الَّلحمَ: دَخَّنَه ولم يُنْضِجْه.
- قرأ الحَسَن: {وما تَنَزَّلَت بِهِ الشَّيَاطُون} .
جمع شِيَاط بمعنى الشَّيْطان.
- وقَولُه تعالى: {كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ} . قيل: جَعَل الدّاءَ البَالِغَ غايتَه ونِهايتَه شَيطاناً لِضَرِّه وشَرِّه.
كما قال الآخرُ: ما لَيلةُ الفَقِير إلا شَيْطان.
- في الحديث في استعاذته عليه الصَلاة والسلام: "أَعوذُ بك من شَرِّ الشَّيطان وفُتُونِه وشِيطَاه وشُجُونه وموَاقفِ الخِزْى".
قال أبو عُمَر: الصَّواب وأَشْطانُه: أي حِبالُه التي يَصِيدُ بها الناس
شيط
الشَّيْطَانُ قد تقدّم ذكره .
(شيط) الشَّيْء جعله يشيط وَالْجَلد أحرق مَا عَلَيْهِ من شعر أَو صوف وَيُقَال شيط الصقيع النبت وَاللَّحم عرضه للنار وَلم ينضجه
(ش ي ط) : (شَاطَ) دَمُهُ بَطَلَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَأَشَاطَهُ السُّلْطَانُ أَبْطَلَهُ وَأَهْدَرَهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُ بَعْضِ الشَّافِعِيَّةِ وَيُشَاطُ الدَّمُ بِالْقَسَامَةِ وَيُنَاطُ تَصْحِيفٌ.
ش ي ط : شَاطَ الشَّيْءُ يَشِيطُ احْتَرَقَ وَأَشَاطَهُ صَاحِبُهُ إشَاطَةً وَشَاطَ يَشِيطُ بَطَلَ.

وَالشَّيْطَانُ مِنْ هَذَا فِي أَحَدِ التَّأْوِيلَيْنِ.

وَشَاطَ دَمُهُ هَدَرَ وَبَطَلَ وَأَشَاطَهُ السُّلْطَانُ. 

شيط


شَاطَ (ي)(n. ac. شَيْط
شِيَاْطَة
شَيْطُوْطَة )
a. Burned, was burnt; burned with anger, fired up.
b. Became thick, clotted ( oil & c. ).
c. [Fī], Made haste over, was quick about.
d. Sold meat by retail.
e. see IV (d)
شَيَّطَa. Set on fire; exposed to the fire; fried (
meat ).
b. see IV (d)
أَشْيَطَa. Burned up, consumed.
b. Made to perish, brought to nought, destroyed.
c. [ acc. or
Bi], Shed the blood of; exposed to destruction.
d. Cut up & sold by retail (animal).

تَشَيَّطَa. see I (a)
إِسْتَشْيَطَ
a. ['Ala], Fired up at, was angry with.
b. Flew swiftly (pigeon).
شِيَاْطa. Smell of burning.

مُسْتَشِيْط [ N.
Ag.
a. X], Laughing, hilarious; in convulsions.
b. Fat (camel).
شَيْطَن
a. see under
شَطَنَ

شَيْظَم
a. Youthful; strong, vigorous; tall.
b. [art.], Lion.
شيط: شاط، ومصدره شياط: قارب الاحتراق. (باين سميث 1372).
شاط: احترق بعض الاحتراق (بوشر) وانظر: شوط).
شاط: استشاط، اغتاظ، هاج، غضب. (بوشر). وفي ألف ليلة (برسل 6: 249): شاط غيظاً.
شَيَّط: مشط (فوك) وانظر: شِطّة. أشاط، أشاط دمه: أهدر دمه. (أخبار ص142).
تشيَّط: تمشّط (فوك).
شِيطة = نملة، مرض يصيب حافر الفرس. (ابن العوام 2: 629 رقم).
شيطى وشيطية وجمعها شياطي: ساتي.، سفينة صغيرة ذات شراعين. (انظر شطىّ في مادة شطّ) شِيَاطّ: صفة دواء محترق، رائحة ما يحترق ورائحة شياط: رائحة جسم يحترق (بوشر).
شائط: مقارب الاحتراق (بوشر) شائط على وجمعها شوائط: فائض، طافح، غامر (فوك) (= شطّ).
مَشِيط: رُبّ العنب، ففي المستعيني رُبَ العنب: ويقال مشيط مطبوخ يراد به الرُبّ.
ش ي ط

شيط اللحم في الشيّ إذا دخنه وأحرق بعضه ولم ينضجه، وشاط لحم الشاوي وتشيط.

ومن المجاز: شاط دمه إذا بطل. قال الأعشى:

وقد يشيط على أرماحنا البطل

وأشاط السلطان دمه: أهدره. وأشاطوا لحم الجزور. إذا بضعوه وقسموه، وشاط لحم الجزور: ذهب مقسماً لم يبق منه شيء، ويقال: أشيط فلان كما يشاط لحم الجزور. وشيط الصقيع النبت. وشيط الدواء الجرح: أحرقه. وتشيط فلان من الهبة: نحل من كثرة الجماع وهلك. واستشاط غضباً. واستشاط في الحرب: استقتل. قال:

أشاط دماء المستشيطين كلهم ... وغل رءوس القوم فيها وسلسلوا

وناقة مشياط: يطير فيها السمن أي يسرع سمنها وهو من إسراع المشيط وعجلته، لا يصبر بالشواء حتى يسكن لسان النار.
ش ي ط

شَاطَ الشَّيْءُ شَيْطاً وشِيَاطَةً وشُيُوطَةً احترقَ وخَصَّ بعضُهم به الزَّيْتَ والرُّبَّ قال

(كَشَايِطِ الرُّبِّ عليه الأَشْكَلِ ... ) وأشاطَهُ وشَيَّطَهُ وشاطَتِ القِدْرُ شَيْطاً احْتَرَقَتْ وأشاطها هو وأشَاطَ اللَّحْمَ فَرَّقَهُ وَشَاطَ السَّمْنُ والزَّيْتُ خَثُرَ والتَّشْيِيطُ لحْمٌ يُصْلَحُ للقَوْمِ ويُشْوَى لهم اسْمٌ كَالتَّمْتِينِ والْمُشَيَّطُ مِثْله وَشَاطَ الرَّجُلُ يَشْيِطُ هَلَكَ قال الأَعْشَى

(وقد يَشِيطُ على أَرْماحِنا الْبَطَلُ ... )

وكلُّ ما ذَهَبَ فقد شَاطَ وشاطَ دَمَه وأَشاط دَمَه وبدَمِه أذْهَبَهُ وقيل أَشَاطَ بِدَمِه أذْهَبَه وقيل أشاط بِدَمِه عَمِلَ في هَلاكِه وتَشَيَّط به دَمُهُ واشْتاطَ عليه الْتَهَبَ والمُسْتَشِيطُ السَّمينُ من الإِبِلِ والمِشْيَاطُ من الإِبِلِ السَّريعَةُ السِّمَن وكذلك البعيرُ واسْتَشَاطَ الرَّجلُ من الأمرِ إذا خَفَّ له والشَّيْط فَرَسُ أُنَيْف بنِ جَبَلَةَ الضَّبِّيِّ
[شيط] شاطَ الرجل يَشيطُ، أي هلك. ومنه قول الأعشى: قد نَخْضِبُ العَيرَ من مَكْنونِ فائِلِهِ * وقد يَشيطُ على أَرْماحِنا البَطَلُ * والإشاطَةُ: الإهلاكُ. وقولهم: شاطَتِ الجَزورُ، أي لم يبقَ منها نصيبٌ إلاّ قُسِمَ. وأَشاطَها فلان، وذلك أنَّهم إذا اقتسموها وبقي بينهم سَهمٌ فيقال من يُشيطُ الجَزورَ؟ أي مَن ينفق هذا السهم. قال الكميت: نطعم الجيأل اللهيد من الكو * م ولم ندع من يشيط الجزورا * فإذا لم يبق منها نصيب قالوا: شاطت الجزور، أي نفقت، .وشاطَ فلانٌ الدماءَ، أي خلطها، كأنَّه سفَكَ دمَ القاتل على دم المقتول. قال الشاعر : أَحارِثُ إِنَّا لو تُشاطُ دِماؤُنا * تَزَيَّلْنَ حتى لا بمس دم دما * وشاطَ فلانٌ، أي ذهبَ دمُه هَدَراً. ويقال أَشاطَهُ وأَشاطَ بدمه وأَشاطَ دمه، أي عرَّضه للقتل. وشاطَ، بمعنى عَجِلَ. وشاطَ السمنُ، إذا نضِجَ حتَّى يحترق، وكذلك الزيت. قال الراجز يصف ماء آجنا: ومنهل وردته التقاطا * أصفر مثل الزيت لما شاطا * وشاطت القدر، أي احترقت ولصق بها * الشئ، وأشطتها أنا. والشياط: ريح قطنة محترقة. يقال: شَيَّطْتُ رأسَ الغنم وشَوَّطْتُهُ، إذا أحرقت صُوفَه لتنظِّفه. يقال: شَيَّطَ فلانٌ اللَّحْمَ، إذا دخَّنهُ ولم ينضجه. قال الكميت  لما أجابت صفيرا كان آيتها * من قابس شيط الوجعاء بالنار * وغضب فلان فاستشاط، أي احتدمَ، كأنَّه التهَبَ في غضَبه. قال الأصمعيُّ: هو من قولهم ناقةٌ مِشْياط، وهي التي يسرع فيها السمن. وإبل مشاييط. واستشاط البعير، أي سمن.
[شيط] نه: فيه: إذا "إستشاط" السلطان تسلط الشيطان، أى إذا تلهب وتحرق من شدة الغضب وصار كأنه نار تلتهب تسلط عليه الشيطان فأغراه بالإيقاع بمنمبال بهم وعرف أن الغالب عليه قرض الشعر وأنه مسلوب الحياء والأدب سماه شيطانا. وفيه: العطاس والتثاؤب والنعاس فى الصلاة من "الشيطان" أضيفت إليه لأنه يجبها ويتوسل بها إلى قطع صلاته وحضوره واستغراقه فى لذة مناجاته، ولأنها تغلب من شره الطعام؛ وفصل بقوله: فى الصلاة، بين الثلاثة الأولى والأخيرة لأنها لا تبطل الصلاة بخلاف الأخيرة. وحديث كون البهيم شيطانا مر فى ب.
شيط
شاطَ/ شاطَ بـ/ شاطَ في يَشيط، شِطْ، شَيْطًا وشِياطةً، فهو شائط، والمفعول مَشِيط به
• شاط اللَّحمُ: بدأ يحترق، قارب الاحتراقَ كلّه أو بعضه "شاط الطعامُ- شاطت القِدْرُ ونحوُها: التصق بأسفلها جزء محترق ممّا طُبخ فيها".
• شاط به الغضبُ: اشتدّ واحتدم، اشتعل.
• شاط في الأمر: عَجِل فيه. 

أشاطَ يُشيط، أشِطْ، إشاطةً، فهو مُشِيط، والمفعول مُشاط
• أشاط الطَّعامَ: حرَقه، جعله يَشيط "أشاط طبيخًا". 

استشاطَ يستشيط، اسْتَشِطْ، استشاطةً، فهو مُستشِيط
• استشاط غضبًا: اشتدّ غضبُه واحتدم. 

اشتاطَ على يشتاط، اشْتَطْ، اشتياطًا، فهو مُشتاط، والمفعول مُشتاطٌ عليه
• اشتاط على فلان: اشتدّ غضبه عليه. 

تشيطنَ يتشيطن، تشيطُنًا، فهو مُتشيطِن (انظر: ش ي ط ن - تشيطنَ). 

تشيَّطَ يتشيَّط، تشيُّطًا، فهو مُتشيِّط
• تشيَّط الطَّعامُ: احترق ° تشيَّط دمُه: غلى وهاج من شدَّةِ الغضب. 

شيَّطَ يُشيِّط، تشييطًا، فهو مُشيِّط، والمفعول مُشيَّط
• شيَّطَ الشّيءَ: أشاطه، جعله يحترق أو يقارب الاحتراق "شيَّط اللحمَ- شيَّط الصقيعُ النباتَ".
• شيَّط الجلدَ: أحرق ما عليه من شعر أو صوف. 

شيطنَ يشيطن، شيطنةً، فهو مُشَيْطِن (انظر: ش ي ط ن - شيطنَ). 

إشاطة [مفرد]: مصدر أشاطَ. 

استشاطة [مفرد]: مصدر استشاطَ. 

شائط [مفرد]: اسم فاعل من شاطَ/ شاطَ بـ/ شاطَ في. 

شِياط [مفرد]: رائحة الشّيء المحترق "شمَّتْ رائحةَ شِياط فهبّت لإنزال الطعام من فوق النار". 

شِياطة [مفرد]: مصدر شاطَ. 

شَيْط [مفرد]: مصدر شاطَ. 

شَيْطان [مفرد]: ج شياطين: (انظر: ش ي ط ن - شَيْطان). 

شَيْطانيّ [مفرد]: (انظر: ش ي ط ن - شَيْطانيّ). 

شيطانيَّة [مفرد]: (انظر: ش ي ط ن - شيطانيَّة). 

شيط

1 شَاطَ, (S, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. شَيْطٌ and شِيَاطَةٌ (K) and شَيْطُوطَةٌ, (Lth, K,) It (a thing, Msb, TA, or, as some say, particularly, olive-oil, and rob, TA) burned, or became burnt; (Msb, K, TA;) as also ↓ تشيّط, (K,) said of flesh-meat: (TA:) or both, said of flesh-meat, signify its upper part became burnt by the contact of fire: (Lth, TA:) the latter is also said of wool; and the former likewise, of wool, and of hair: (TA:) the former also signifies it was near to becoming burnt: (TA:) and, said of clarified butter, and of olive-oil, (S, K,) it became cooked so much that it burned; (S;) because, in that case, it perishes; (O;) [which implies that a signification hereafter to be mentioned is held to be the primary one;] or became thick; or became cooked so much that it almost perished. (K.) You say also, شَاطَتِ القِدْرُ The cooking-pot burned, and had something sticking in it: (S:) or had something burnt sticking in the bottom of it. (O, K.) b2: شَاطَ, (S, K,) aor. as above, (S,) also signifies He (a man) perished, or died. (S, K.) [The art. in the S commences with this signification, which, as remarked above, seems to be regarded by some as the primary one.] b3: Also He burned with anger. (TA in art. شطن.) b4: And It was, or became, null, void, of no account, or of no force. (Msb, TA.) b5: His (a man's) blood, (S,) or it, (his blood,) (Mgh, Msb, K,) went (S, Mgh, Msb, K) for nothing, unretaliated, and uncompensated by a mulct; it was, or became, of no account. (S, Mgh, * Msb.) b6: And It (any-thing) went away; b7: شَاطَتِ الجَزُورُ (tropical:) The slaughtered camel became dispensed; syn. تَنَفَّقَت; (S, K, TA;) there remained not of it any portion that was not divided and given: (As, S:) and شَاطَ لَحْمُ الجَزُورِ The flesh of the slaughtered camel went away divided and distributed, nothing thereof remaining. (A, TA.) b8: شَاطَ also signifies (tropical:) He hastened (S, K, TA) in an affair. (K, TA.) A2: [شَاطَهُ seems to be dial. var. of سَاطَهُ, as signifying He mixed it. b2: and hence,] شَاطَ الدِّمَآءَ (tropical:) He mixed the bloods; as though he shed, or poured forth, the blood of the slayer upon that of the slain. (S, K, TA.) A poet, (S,) namely, El-Mutalemmis, (TA,) uses the expression لَوْ تُشَاطُ دِمَاؤُنَا [If our bloods were mixed]; (S, TA;) accord. to one relation; but accord. to another, the verb is with س. (TA.) b3: شَاطَ بِدَمِهِ: see 4.2 شَيَّطَ see the next paragraph, in five places.4 اشاطهُ, (Msb, K,) inf. n. إِشَاطَةٌ, (Msb,) He burned it, or made it to burn; (Msb, K;) namely, a thing, (Msb,) as, for instance, olive-oil; (TA;) as also ↓ شيّطهُ, (K,) inf. n. تَشْيِيطٌ. (TA.) ↓ The latter also signifies He burned its wool, namely, that of a sheep, in order to cleanse it; and so شوّطهُ: (S, TA:) and each of these, he (a cook) set it on fire, namely the foot of a bull or cow, or of a sheep or goat, and the head, so that what was upon it, of hair, or wool, became burnt. (TA.) You say also, شاط القِدْرَ He made the cooking-pot to burn, and to have something sticking in it. (S.) And القِدْرَ ↓ شيّط He made the cooking-pot to boil; as also شوّطها. (ElKilábee.) And اللَّحْمَ ↓ شيّط He cooked thoroughly the flesh-meat; as also شوّطهُ: (Ibn-'Abbád:) or he smoked it, or made it smoky, and did not thoroughly cook it; (S;) and so the latter. (TA in art. شوط.) And الضَّبُعُ النَّبْتَ ↓ شيّط; and الدَّوَآءُ الجُرْحَ; (tropical:) The year of drought burned the herbage; and the medicine, the wound. (A, TA:) [See also شَوَّطَ.] b2: Also, (K,) inf. n. as above, (S,) He destroyed him, or it. (S, K.) b3: اشاط دَمَهُ, (S, Mgh, Msb, K,) and بِدَمِهِ, (S, K,) He (the Sultán, Mgh, Msb) made his blood to go for nothing, unretaliated, and uncompensated by a mulct; made it to be of no account: (Mgh, Msb, K, * TA:) or the latter, (TA,) or both, (K,) he laboured to destroy him, or to kill him: (K, TA:) or both, he exposed him to slaughter: (S, K:) or, accord. to IAmb, you say, بِدَمِهِ ↓ شَاطَ, meaning he exposed him to destruction. (TA.) You say also, اشاط دَمَ الجَزُورِ He shed the blood of the camel that was to be slaughtered. (As, K.) b4: اشاط اللَّحْمَ (tropical:) He distributed the flesh, (K, TA,) i. e. the flesh of a slaughtered camel: (TA:) or اشاط الجَزُورَ he dispensed the last remaining portion of the slaughtered camel, after all beside had been distributed. (S, TA.) Also (assumed tropical:) He cut up, or cut in pieces, the flesh of the slaughtered camel before the distribution. (ISh.) 5 تَشَيَّطَ see 1, first sentence.10 استشاط (tropical:) He became inflamed by anger; عَلَيْهِ against him: (K, TA:) or he became as though he were inflamed in his anger; accord. to As, from مِشْيَاطٌ as applied to a she-camel: (S, TA:) [or] he burned, and became inflamed, by vehement anger. (TA.) b2: (tropical:) He (a man, TA) became brisk, or sharp; (K, * TA;) he burned; (TA;) مِنَ الأَمْرِ by reason of the thing, or affair. (K, TA.) b3: (tropical:) It (a pigeon) flew briskly. (K, TA.) b4: (tropical:) He sought to be slain in war or fight. (TA.) b5: (tropical:) He became at the point of destruction. (TA.) b6: (tropical:) He (a camel) became fat: (S, TA:) [as though he desired, or demanded, that he should be slaughtered, and that his flesh should be distributed:] or fatness spread in him. (TA.) شَيْطَان [i. e. شَيْطَانٌ or شَيْطَانُ, accord. to different authorities, as shown below, A devil; and with the article ال, the devil, Satan;] is, accord. to some, from شَاطَ, (Msb, K, TA,) as signifying “ it was, or became, null, void, of no account; ” and the like: (Msb, TA:) or “ he perished: ” (K, TA:) or “ he went away: ” or “ it burned,” or “ became burnt: ” two reasons given for this derivation are, that among the names of the devil are المُذْهَبُ and البَاطِلُ: and another is this; that several read, in the Kur xxvi. 210, الشَّيَاطُونَ [instead of الشَّيَاطِينُ]: but some say that it is from شَطَنَ, signifying “ he became distant,” or “ remote: ” Sb gives both of these derivations: respecting the former of which, it should be observed that if from شاط as signifying “ it burned,” or “ became burnt,” it is proper; but if from the same in any of the other senses mentioned above, it is tropical: and if belonging to this art., it is imperfectly decl., being of the measure فَعْلَان: (S in art. شطن, in which see it:) [but in the Kur-án it is always perfectly decl.: and SM says that] it is perfectly decl., unless used as a proper name; in the latter case being imperfectly decl. (TA.) شِيَاطٌ The smell of a piece of cotton burning, or burnt. (S, K.) A2: See also مِشْيَاطٌ.

شَائِطٌ and شَاطٍ, like هَائِرٌ and هَارٍ, [the latter being formed by transposition from the former, شَاطٍ and هَارٍ being for شَاطِىٌ and هَارِىٌ,] Flesh-meat [&c.] burning, or being burnt. (TA.) تَشْيِيطٌ Flesh-meat roasted, (K,) or made good, and roasted, (TA,) for a company of men: (K:) a subst., like تَمْتِينٌ. (K, TA.) [In the CK, for اِسْمٌ كَالتَّمْتِينِ, we find واسمٌ كالتَّمْتِينِ.]

مِشْيَاطٌ (tropical:) A she-camel that quickly becomes fat: (As, S, A, K:) applied also to a he-camel: (TA:) pl. مَشَايِيطُ; (S, K;) in some of the copies of the S, مَشَايِطُ: and you say also ↓ إِبِلٌ شياط [app. a mistake for مِشْيَاطٌ, which is fem., like إِبِلٌ, as well as masc.]: AA says that مشايط, [or مَشَايِيطُ,] applied to camels, signifies assigned for slaughter; from شَاطَ said of a person's blood. (TA.) مُسْتَشِيطٌ (tropical:) A fat camel. (K.) [See 10.] b2: (tropical:) Laughing exceedingly; (K;) laughing vehemently, like one exerting himself in his laughing. (ISh.)
شيط
شاطَ يشيطْ: أي هلكَ، وأصْلهُ من شاطَ الزيتُ أو السّمْنُ: إذا نضجَ حتّى يحترَقَ؛ لأنهّ يْلكّ حينئذ، قال:
أصْفرَ مثلَ الزّيتِ لمّا شاَطا
وفي قصةِ يومِ موتهُ: أنّ زيدَ بنَ حارثةَ - رضي الله عنه - قاتلَ برايةِ رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم - حتّى شاطَ في رِماَح القومْ، قال الأعْشى:
قد نخضبَ العيرَ من مكنونِ فائلهِ ... وقد يشيْطَ على أرْماحناِ البطلُ
وروى أبو عمرو: " قد نطعنُ العيرَ في " وقولهم: شاطتِ الجزوْرُ: أي لم يبقَ منها نصيبْ إلاّ قٌسمَ، وشاطتِ الجزوْرُ: أي تنفقتْ.
وشاطَ فلانّ الدّماءَ: أي خلَطها؛ كأنهّ سفكَ دمَ القاتلِ على دَمِ المقتول، قال المتلمسُ يخاطبُ الحارث بن قتادةَ بن التوْءمِ اليشكريّ:
أحارِثُ إنا لو تشاطُ دماؤنا ... تزايلنَ حتّى ما يمسّ دَمّ دماَ
وشاطتِ: بمعنى عجلَ.
وشاطتِ القدرُ: إذا لصقَ بأسْفلهاِ الشيُْ المحْترقُ.
والشياطُ: ريحُ قطنةٍ محترقةٍ.
وشيْطى - مثالُ ضيزى -: من الأعْلام.
وناقةَ مشياط، وهي التي يسرعُ فيها السمنُ، وإبل مشاييط.
والشيّط - مثال سيدٍ، على فَيعلٍ -: فَرسُ خزَزِ بن لوْذانَ السدُوْسيّ الشاعرِ.
والشيّطُ - أيضاً -: فَرسُ أنْيقِ بن جيلةَ الضبيّ. والشيْطانُ: واحدُ الشياطينْ. واختلفواّ في اشتقاقهِ، فقال قومّ: إنه من شاطّ يشيطَ أي هلكَ؛ ووزنه فعلان؛ ويدلُّ على ذلكَ قراءةُ الحسنِ البصريّ والأعْمش وسعيدَ بن جبيرْ وأبي البرهسمِ وطاووسٍ:) وما نزلتَ به الشياطينَ ". قال قومّ: إنه من شطنَ أي بعدَ؛ ووزنهُ فيعالّ وسيذْكرُ؟ إنْ شاء الله تعالى - في حرفْ النونْ.
وقال الأزهري: الشيطانِ؟ بتشديدَ الياء المكسورةَ -: قاعانِ بالصمانِ فيهما مساكات لماء السماءَ، قال النابغةُ الجعديّ - رضي الله عنه - يصفُ ناقةً:
كأنها بعدما طال النجاءُ بها ... بالشيَطْاينِ مهاةَ سرْولتْ رملا
ويروى: " سرُْبلتْ "، ويروى: " بعدما أفضى النّجاد بها ": أرادَ خطُوْطاً سوْداً تكونُ على قوائمِ بقرِ الوحشْ.
ويقال للغبارِ السّاطعِ في السماّء: شَيطْيّ - مثالُ صيفيّ -، قال يصفُ الخيلَ:
تعادي المرّاخي ضمرّاً في جنويهاْ ... وهنّ من الشيْطي عارٍ ولابسُ
والإشاطةُ: الإهلاكُ. وأشاط الجزورْ فلان؛ وذلك أنهم إذا اقتسموْها وبقي بينهم سهمْ فيقالُ: من يشيطْ الجزورْ؟ أي من ينفقُ هذا السهْم؟، قال الكميتْ:
نطعمِ الجبال اللهيدَ من الكومِ ... ولم ندْعُ من يشيطُ الجزوْرا
وفي حديث عمر - رضي الله عنه - أنه خَطب فقال: إن أخوف ما أخاف عليكم أن يؤخذ الرّجلُ المسلم البريءُ، يقال: عاصٍ وليس بعاصٍ، فقال علي - رضي الله عنه -: وكيف ذاك ولما تشتدّ البلية وتظهرِ الحمية وتسبَ الذرية وتدقهمُ الفتن دقّ الرّحى بثفالها؟، فقال عمر؟ رضي الله عنه -: متى يكون ذلك يا عليّ؟، قال: إذا تفقهوا لغيرِ الدينْ وتعلمواُ لغير العملَ وطلبوا الدنيا بعملِ الآخرةَ. من أشاطَ الجزّارُ الجزُوْرَ إذا قطعها وقسمَ لحمها.
ورويَ أن سفينةَ مولىْ رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم -، ورضي عنه أشاطَ دمَ جزُوْرٍ بجدلٍ فأكله، أي سفكه، وأرادَ بالجدلٍ عوْداً للذّبحِ، والوجهْ في تسْميته جذلاً أنه أخذَ من جدلِ شجرةِ، وهو أصلهاُ بعد ذهابِ رأسها.
وأشاطَ القدرَ: أحرقهاَ. وأشاطَ بدمهِ: أي عرضه للقيلْ. وقال الكلابيّ: شوطَ القدرُ وشيطهاَ: إذا أغلاها. وقال آخرُ: شَيطتَ رأسَ الغنمِ وشوطتهُ: إذا أحرقتّ صوْفه لتنظفهُ ويقال: شيطَ فلانّ اللّحْمَ: إذا دخّنه ولم ينضجهْ، قال روَبةَ يصفُ ماءً وردَه:
أجنّ كنيئ اللّحْمِ لم يشَيِط
وقال الكمَيتُ يهجوُ بنيَ كرْزٍ:
أرجوُ لكم أنْ تكونوا في إخائكُمُ ... كلْباً كوَرْهاءَ تقلي كلّ صفارِ
لمّا أجابتْ صفيراً كانَ أتيها ... من قابسٍ شيطَ الوجعاءَ بالنّارِ
وشيطَ فلان من الهبةَ وتشيطَ: أي نحلَ من كثرةِ الجماعَ وتشيطّ: احترقَ ايضلً، وأنشّدَ الأصمعيّ:
بَعدْ انشواءِ الجلدِْ أو تَشيطهْ
وغضبِ فلاّنَ واستشاطَ: أي احتدمَ كأنه التهبَ في غَضبهَ وقال الأصمعيّ: هو من قَوْلهمَ: ناقةَ مشياط وهي التي يسرعُ فيها السمنُ، ومنه حديثُ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -: إذا اسْتشاطَ السلْطانَ تسلط الشيْطانُ.
وقيل في قوَلْ المتنخلّ الهذّليّ:
كوَشْمِ المعْصمِ المغتالِ علتْ ... نواشرهُ بوِشمٍِ مسْتشاطِ
أي: طَلبَ منه أن يسْتشْيطَ فاسْتشاطَ هذا الوشمُ أي ذهب فيه وتفشى وطارَ كلّ مطير وانتشرَ.
ويقالُ: اسْتشاطَ العبيرُ: أي سمنَ واسْتشاطَ الحمامُ: إذا طارَ وهو نَشيطْ وقال ابن شُميلٍ: اسْتشاطَ فلان: إذا اسْتقتلَ، وأنشدَ:
أشاطَ دماءَ المسْتَشيطينَ كلهمَ ... وغلّ رَؤوسُ ليقومْ منهم وسلْسلُوا وأما ما روىّ أنَ النبي صلّى الله عليه وسلّم مارُني ضاحكاً مسْتشَيْطاً، فَمعناه: ضاحكاً ضحكاً شديداً.
والتركبيُ يدلُ على ذَهابِ الشيْءِ إماّ احتراقاً وإماّ غيرَ ذلك.

شيط: شاطَ الشيءُ شَيْطاً وشِياطةً وشَيْطُوطةً: احترق، وخصَّ بعضهم به

الزيتَ والرُّبَّ؛ قال:

كَشائطِ الرُّبِّ عليه الأَشْكَلِ

وأَشاطَه وشَيَّطَه، وشاطَتِ القِدْر شَيْطاً: احتَرقَتْ، وقيل: احترقت

ولَصِقَ بها الشيء، وأَشاطَها هو وأَشَطْتُها إِشاطة؛ ومنه قولهم: شاطَ

دمُ فلان أَي ذهب، وأَشَطْتُ بدَمِه. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه:

القسامةُ تُوجِبُ العَقْلَ ولا تُشِيطُ الدَّمَ أَي تؤخذ بها الدِّيَةُ ولا

يُؤْخَذُ بها القِصاصُ، يعني لا تُهْلِكُ الدم رأْساً بحيث تُهْدِرُه حتى لا

يجب فيه شيء من الديّة. الكلابي: شَوَّط القِدْرَ وشَيَّطَها إِذا

أَغْلاها. وأَشاطَ اللحم: فَرَّقه. وشاطَ السمْنُ والزَّيْتُ: خَثُرَ. وشاطَ

السمنُ إِذا نَضِجَ حتى يَحْتَرِقَ وكذلك الزيت؛ قال نِقادةُ الأَسدي يصف

ماء آجِناً:

أَوْرَدْتُه قَلائصاً أَعْلاطا،

أَصْفَرَ مِثْل الزَّيْتِ، لَمّا شاطا

والتَشْيِيطُ: لحم يُصْلَح للقوم ويُشْوى لهم، اسم كالتَّمْتِين،

والمُشَيَّطُ مِثْلُه، وقال الليث: التشَيُّطُ شَيْطُوطةُ اللحم إِذا مسَّته

النار يَتَشَيَّطُ فيَحْتَرِقُ أَعْلاه، وتَشَيَّطَ الصوفُ. والشِّياطُ:

رِيح قُطنة مُحْتَرِقةٍ. ويقال: شَيَّطْتُ رأْس الغنم وشوَّطْتُه إِذا

أَحْرَقْت صُوفه لتُنظِّفه. يقال: شَيَّطَ فلان اللحم إِذا دَخَّنه ولم

يُنْضِجُه؛ قال الكميت:

لَمّا أَجابَتْ صَفِيراً كان آيَتَها

مِنْ قابِسٍ شَيَّطَ الوَجْعاء بالنارِ

وشَيَّطَ الطَّاهي الرأْس والكُراعَ إِذا أَشْعَل فيهما النار حتى

يَتَشَيَّطَ ما عليهما من الشعرَ والصُّوفِ، ومنهم من يقول شَوّطَ. وفي الحديث

في صفةِ أَهل النار: أَلم يَرَوْا إِلى الرأْسِ إِذا شُيِّطَ؛ من قولهم

شَيَّطَ اللحمَ أَو الشعَرَ أَو الصُّوفَ إِذا أَحرقَ بعضَه. وشاطَ

الرجلُ يَشيطُ: هلَك؛ قال الأَعشى:

قد نَخْضِبُ العَيْرَ في مَكْنُون فائِله،

وقد يَشِيطُ على أَرْماحِنا البَطَلُ

(* في قصيدة الأَعشى: قد نطعنُ العيرَ بدلَ قد نخضِب العير.)

والإِشاطةُ: الإِهْلاكُ. وفي حديث زيد بن حارثة: أَنه قاتلَ بِرايةِ

رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، حتى شاطَ في رِماحِ القوم أَي هلَك؛

ومنه حديث عمر، رضي اللّه عنه: لما شَهِدَ على المُغيرة ثلاثةُ نَفَرٍ

بالزِّنا قال: شاطَ ثلاثةُ أَرباع المُغيرة. وكلُّ ما ذهَب، فقد شاطَ. وشاطَ

دَمُه وأَشاطَ دمَه وبدَمِه: أَذْهَبَه، وقيل: أَشاطَ فلان فلاناً إِذا

أَهْلَكه، وأَصلُ الإِشاطةِ الإِحْراقُ؛ يقال: أَشاط بدَمِه عَمِل في

هَلاكِه، وتَشَيَّطَ دمُه. وأَشاطَ فلان دمَ فلانٍ إِذا عَرَّضه للقتل. ابن

الأَنباري: شاطَ فلانٌ بدم فلانٍ معناه عَرَّضه للهَلاك. ويقال: شاط دمُ

فلان إِذا جُعل الفعل للدّمِ، فإِذا كان للرجلِ قيل: شاط بدمِه وأَشاط

دمَه. وتشيَّطَ الدمُ إِذا عَلا بصاحبه، وشاط دمُه. وشاط فلانٌ الدِّماء أَي

خلَطَها كأَنه سَفَكَ دمَ القاتل على دم المقتول؛ قال المتلَمِّسُ:

أَحارِثُ إِنَّا لو تُشاطُ دِماؤنا،

تَزَيَّلْن حتى ما يَمَسّ دَمٌ دَما

ويروى: تُساطُ، بالسين، والسَّوْطُ: الخَلْط. وشاطَ فلان أَي ذهب دمُه

هَدَراً. ويقال: أَشاطَه وأَشاطَ بدمِه. وشاطَ بمعنى عَجِلَ.

ويقال للغُبار السَّاطِعِ في السماء: شَيْطِيٌّ؛ قال القطامي:

تَعادِي المَراخِي ضُمَّراً في جُنوحِها،

وهُنَّ من الشَّيطِيّ عارٍ ولابِسُ

يصف الخيل وإِثارَتَها الغُبارَ بسنابِكها. وفي الحديث: أَنَّ سَفِينةَ

أَشاطَ دمَ جَزُورٍ بِجِذْلٍ فأَكَله؛ قال الأَصمعي: أَشاطَ دمَ جَزُورٍ

أَي سَفَكَه وأَراقه فشاطَ يَشِيطُ يعني أَنه ذبحه بعُود، والجذل العود.

واشْتاطَ عليه: الْتَهَب. والمُسْتَشِيطُ: السَّمين من الإِبل.

والمِشْياطُ من الإِبل: السريعةُ السِّمَنِ، وكذلك البعير. الأَصمعي:

المَشايِيطُ من الإِبل اللَّواتي يُسْرِعن السِّمَن، يقال: ناقةِ مِشْياطٌ،

وقال أَبو عمرو: هي الإِبل التي تجعل للنَّحْر من قولهم شاطَ دمُه.

غيره: وناقة مِشْياطٌ إِذا طارَ فيها السِّمنُ؛ وقال العجاج:

بوَلْقِ طَعْنٍ كالحَرِيقِ الشّاطي

قال: الشّاطي المُحْتَرِق، أَرادَ طَعْناً كأَنه لَهَبُ النار من

شدَّته؛ قال أَبو منصور: أَراد بالشاطي الشائطَ كما يقال للهائر هارِ. قال

اللّه عزّ وجلّ: هارٍ فانْهارَ به.

ويقال: شاطَ السَّمْنُ يَشِيطُ إِذا نَضِجَ حتى يحترق.

الأَصمعي: شاطَتِ الجَزُور إِذا لم يبق فيها نصيب إِلا قُسم. ابن شميل:

أَشاطَ فلان الجزور إِذا قسَمها بعد التقطيع. قال: والتقطيعُ نفْسه

إِشاطةٌ أَيضاً. ويقال: تَشَيَّطَ فلان من الهِبّةِ أَي نَحِلَ من كثرة

الجماع. وروي عن عمر، رضي اللّه عنه، أَنه قال: إِنَّ أَخْوفَ ما أَخافُ عليكم

أَن يؤخذ الرجلُ المسلمُ البريء فيقالَ عاصٍ وليس بعاص فيُشاطَ لحمُه كما

تُشاطُ الجَزُور؛ قال الكميت:

نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهِيدَ من الكوُ

مِ، ولم نَدْعُ من يُشِيطُ الجَزُورا

قال: وهذا من أَشَطْتُ الجزور إِذا قطَّعْتها وقسَّمت لحمها، وأَشاطَها

فلان، وذلك أَنهم إِذا اقْتَسَمُوها وبقي بينهم سهم فيقال: من يُشِيطُ

الجَزُور أَي من يُنَفِّقُ هذا السهمَ، وأَنشد بيت الكميت، فإِذا لم يبق

منها نصيب قالوا: شاطت الجزور أَي تنَفَّقَتْ.

واسْتَشاطَ الرجلُ من الأَمر إِذا خَفّ له. وغَضِبَ فلان واسْتشاطَ أَي

احْتَدَم كأَنه التهب في غضَبِه؛ قال الأَصمعي: هو من قولهم ناقة مِشْياط

وهي التي يُسْرِع فيها السِّمَن. واسْتَشاطَ البعير أَي سَمِن. واستشاط

فلان أَي احْتَدَّ وخَفّ وتحرّقَ. ويقال: استشاط أَي احتدَّ وأَشرف على

الهَلاكِ من قولك شاطَ فلان أَي هلَك. وفي الحديث: إِذا اسْتَشاطَ

السُّلْطان تَسَلَّطَ الشيطان، يعني إِذا استشاط السلطان أَي تحرَّقَ من شدَّة

الغضَب وتلهَّب وصار كأَنه نار تسلَّط عليه الشيطانُ فأَغْراه بالإِيقاع

بمن غَضب عليه، وهو اسْتَفْعَلَ من شاطَ يَشِيط إِذا كاد يحترق. واستشاط

فلان إِذا اسْتَقْتَل؛ قال:

أَشاطَ دِماء المُسْتَشِيطِين كلِّهم،

وغُلَّ رُؤوسُ القومِ فيهم وسُلْسِلُوا

وروى ابن شميل بإِسناده إِلى النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: ما رؤي

ضاحِكاً مُسْتَشِيطاً، قال: معناه ضاحكاً ضَحِكاً شديداً كالمُتَهالِكِ في

ضَحِكه. واسْتشاطَ الحَمامُ إِذا طارَ وهو نشِيطٌ.

والشيْطان، فَعْلان: من شاطَ يَشِيط. وفي الحديث: أَعُوذ بك من شرِّ

الشيطان وفُتونه وشِيطاه وشجونه، قيل: الصواب وأَشْطانِه أَي حِبالِه التي

يَصِيد بها. والشيطانُ إِذا سمّي به لم ينصرف؛ وعلى ذلك قول طُفيل

الغَنَوي:

وقد مَتَّتِ الخَدْواءُ مَتّاً عليهِمُ،

وشَيْطانُ إِذ يَدْعوهُمُ ويُثَوِّبُ

فلم يصرف شيطانَ وهو شَيْطانُ بن الحكَمِ بن جلهمة، والخَذْواء فرسه.

والشَّيِّطُ: فرس أُنَيْفِ بن جبَلةَ الضّبّي. والشَّيِّطانِ: قاعانِ

بالصَّمّانِ فيهما مساكاتٌ لماء السماء.

شيط
} شاطَ الشَّيْء {يَشيطُ} شَيْطاً، {وشَيْطوطَةً،} وشِياطَةً، بالكَسْرِ: احْتَرَق، وخَصَّ بعضُهُم بِهِ الزَّيْتَ والرُّبَّ، قالَ: {كشائِطِ الرُّبِّ عَلَيْهِ الأَشْكَلِ وشاطَ السَّمْنُ، والزَّيْتُ، إِذا خَثُرا، أَو شاطَ السَّمْنُ، إِذا نَضِجَ حتَّى كَاد أنْ يَهْلِك. وَفِي الصّحاح حتَّى يَحْتَرقَ. وزادَ فِي العُبَاب لأَنَّه يَهْلِكُ حينَئذٍ. قالَ نُقادَةُ الأسَديُّ يَصِفُ مَاء آجِناً: أَوْرَدْتُه قَلائصاً أَعْلاطا أَصْفَرَ مِثْلَ الزَّيْتِ لَمَّا} شاطا وشاطَ فُلانٌ {يَشيطُ، أَي هَلَكَ، ومِنْهُ حديثُ غَزْوةِ مُؤْتَةَ إنَّ زَيْدَ بن حارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قاتَلَ بِرايَةِ رَسولِ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم حتَّى} شاطَ فِي رِماحِ القَوْمِ. قالَ الأعْشَى:
(قد نَخْضِبُ العَيْرَفي مَكنونِ فائِله ... وَقد يَشيطُ عَلَى أَرْماحِنا البَطَلُ)
هَكَذَا هُوَ فِي الصّحاح. وروى أَبُو عَمْرٍ و: قد نَطْعُنُ العَيْرَ وَفِي حَديثِ عُمَرَ لمّا شَهِدَ عَلَى المُغيرَة ثلاثةُ نَفَرٍ بالزِّنا، قالَ:! شاطَ ثلاثةُ أَرْباعِ المُغيرَةِ. وكُلُّ مَا ذَهَبَ فَقَدْ شاطَ. ومِنْهُ: {الشَّيْطانُ فَعْلان فِي قَوْلِ من قالَ: إنَّ اشْتِقاقَهُ من شاطَ، واخْتَلَفوا فقيلَ: بمَعْنَى احْتَرَقَ، وقِيل: بمعنَى هَلَكَ، وقِيل: بمعنَى ذَهَبَ، وقِيل: بمعنَى بَطَل لأنَّ من أَسمائه المُذْهِبُ والباطِلُ، ويَدُلُّ عَلَى ذلِكَ قِراءةُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ والأَعْمَشِ وسعيدِ بن جُبَيْرٍ، وَأَبُو البَرَهْسَمِ، وطاوُوسٍ، وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ} الشَّياطونُ وقالَ بعضُهُم: هُوَ فَيْعالٌ من شَطَن، إِذا بَعُدَ. قالَ شيخُنا: وَقد جَعَلَ سِيبَوَيْه رَحمَه الله تَعَالَى فِي الكِتابِ نونَه زائِدَةً تارَةً، وأَصْلِيّةً أُخْرى، بِناءً عَلَى مَا ذَكَرْناه من الاشْتِقاقِ، وإيّاه تَبِعَ المُصَنِّف، فإِنَّه ذَكَرَه هُنا وأَعادَه فِي شطن إِيمَاء لذَلِك عَلَى عادَتِه فِيمَا فِيهِ من الأَلْفاظِ اشْتِقاقٌ أَو أَكْثَر، وَالله أَعْلم. قُلْتُ: بَقِيَ عَلَيْهِ أَمْران: الأَوَّلُ أَنَّهُ إِذا كانَ من شاطَ يَشيطُ بمَعْنَى احْتَرَقَ فَهُوَ عَلَى حَقيقَته، وإنْ كانَ من الشَّيْط بمعنَى الذَّهابِ والبُطْلانِ والهَلاكِ فإِنَّه مَجازٌ. والثّاني: {الشَّيْطانُ مُنْصَرِفٌ، فَإِذا سُمِّيَ بِهِ لم يَنْصَرِف، وعَلى ذلِكَ قَوْلُ طُفَيْلٍ الغَنَويِّ:
(وَقد مَنَّتِ الخَذْواءُ مَنًّا عَلَيْهم ... وشَيْطانُ إذْ يَدعوهُمُ ويُثَوِّبُ)
فَلم يَصْرِف} شَيْطانَ، وَهُوَ شَيْطانُ بنُ الحَكَمِ بن جُلْهُمَة، والخَذْواءُ: فَرَسُه. وَمن المَجَازِ: {شاطَتِ الجَزورُ، أَي تَنَفَّقَتْ، وَفِي الصّحاح: أَي لمْ يَبْقَ مِنْهَا نَصيبٌ إلاَّ قُسِمَ. قلتُ: وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ. وَفِي الأَسَاسِ:} شاطَ لَحْمُ الجَزورِ، إِذا ذَهَبَ مُقَسَّماً لمْ يَبْقَ مِنْهُ شيءٌ. وَمن المَجَازِ: شاطَ الدِّماءَ، إِذا خَلَطَها، كَأَنَّهُ سَفَكَ دَمَ القاتِل عَلَى دَمِ المَقْتولِ، كَمَا فِي الصّحاح. وأَنْشَدَ للشّاعرِ، وَهُوَ المُتَلَمِّسُ يُخاطِبُ الحارِثَ بن قَتادَةَ ابْن التَّوْأَم اليَشْكُريَّ:
(أَحارِثُ إنّا لَوْ {تُشَاطُ دِماؤُنا ... تَزَيَّلْنَ حتَّى لَا يَمَسَّ دَمٌ دَما)
ويُرْوَى: تُساطُ، بالسِّين المُهْمَلَة، من السَّوْطِ، وَهُوَ الخَلْطُ، وَقد تَقَدَّم. وَمن المَجَازِ: شاطَ فلانٌ فِي الأمْرِ بمَعْنى عَجِلَ. وَمن المَجَازِ: شاطَ دَمُهُ، أَي ذَهَبَ هَدَراً وبَطَلَ، وكُلُّ مَا ذَهَبَ فَقَدْ شاطَ. (و) } شاطَتْ القِدْرُ، إِذا لَصِقَ بأَسْفَلِها شَيءٌ مُحْتَرِقٌ، كَمَا فِي العُبَاب، وَفِي الصّحاح: إِذا احْتَرَقَتْ ولَصِقَ بهَا الشَّيْءُ. {وأَشاطَهُ، إشاطَةً: أَحْرَقَهُ، يُقَالُ: أَشاطَ الزَّيْتَ، وأَشاطَ القِدْرَ،} كشَيَّطَهُ تَشْييطاً. (و) {أَشاطَهُ إشاطَةً: أَهْلَكَهُ. وَمن المَجَازِ:} أَشاطَ اللَّحْمَ، أَي لَحْمَ الجَزورِ: فَرَّقَهُ وبَضَعَهُ وقَسَمَه، وَفِي الصّحاح: {شاطَت الجَزورُ،} وأَشاطَها فلانٌ، وذلِكَ أنَّهم إِذا اقْتَسَموها وبَقِيَ بَيْنَهُم سَهْمٌ فَيُقَال: من {يُشيطُ الجَزورَ أَي مَن يُنَفِّقُ هَذَا السَّهْمَ قالَ الكُمَيْتُ:
(نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهيدَ من الكُو ... مِ ولَمْ نَدْعُ من} يُشيطُ الجَزورا)
وَمن ذلِكَ حَديثُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ خَطَبَ فَقَالَ: أَخْوَفُ مَا أَخافُ عليكُم أَنْ يُؤْخَذَ الرَّجُلُ المُسْلِمُ البَريءُ فيُدْسَرَ كَمَا تُدْسَرُ الجَزورُ، ويُشاطَ لَحْمُهُ كَمَا يُشاطُ لَحْمُ الجَزورِ، ويُقَالُ: عاصٍ، وَلَيْسَ بعاصٍ. فَقَالَ: عليّ رَضِيَ الله عَنْه: وكيفَ ذاكَ ولَمّا تَشْتَدَّ البَلِيَّةُ، وتَظْهَرِ الحَمِيَّةُ، وتُسْبَ الذُّرِّيَّةُ، وتَدُقَّهُمُ الفِتَنُ دَقَّ الرَّحَىتسَلَّط عَلَيْهِ الشَّيْطانُ فأَغْراه بالإيقاعِ بمَنْ غَضِبَ عَلَيْهِ، وَهُوَ اسْتَفْعَل من شاطَ يَشيطُ، إِذا كادَ أنْ يَحْتَرِقَ. وَمن المَجَازِ: اسْتَشاطَ الحَمامُ، إِذا طارَ نَشيطاً. وَمن المَجَازِ: اسْتَشاطَ الرَّجُلُ من الأمْرِ، إِذا خَفَّ لهُ واحْتَدَّ وتَحَرَّقَ. وَمن المَجَازِ: {المُسْتَشيطُ: المُبالِغُ فِي الضَّحِكِ، ورَوَى ابْن شُمَيْلٍ بإسْنادِه إِلَى النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم أَنَّهُ مَا رُئي ضَاحِكا} مُسْتَشيطاً قالَ مَعْناه: ضاحِكاً ضَحِكاً شَديداً كالمُتَهالِك فِي ضَحِكِه. وَمن المَجَازِ: {المُسْتَشيطُ من الجِمالِ: السَّمينُ. وَقد اسْتَشاطَ البَعيرُ، أَي سَمِنَ، كَمَا فِي الصّحاح، وَفِي شَرحِ الدِّيوان: أَي، تَطايَرَ السِّمَنُ فِيهِ.} والمِشْياطُ، كمِحْرابٍ: السَّريعَةُ السِّمَنِ مِنْهَا، يُقَالُ: ناقَةٌ {مِشْياطٌ، وَهِي الَّتِي يُسْرِعُ فِيهَا السِّمَنُ وَهُوَ مَجازٌ من إسْراعِ} المُشَيِّطِ وعَجَلَتِه لَا يَصْبِرُ بالشِّواءِ حتَّى يَسْكُنَ لِسانُ النّار، كَمَا فِي الأَسَاسِ، ج {مَشَاييطُ، وَفِي بعض نُسَخِ الصّحاح:} مَشَايطُ، وقالَ غيرُه: بَعيرٌ {مِشْياطٌ، وإبْلٌ شياط، وقالَ أَبُو عَمْرٍ و: المَشَاييطُ: هِيَ الإِبِل الَّتِي تُجْعَلُ للنَّحْرِ، من قولِهِم: شاطَ دَمُه.} والتَّشْييطُ لَحْمٌ يُصْلَح ويُشْوَى لِلْقَوْمِ، اسمٌ كالتَّمْتينِ. والمُشَيَّطُ، كمُعَظَّمٍ اسمٌ مِثْله. {والشَّيِّطُ، كسَيِّدٍ، عَلَى فَيْعِلٍ: فَرَسُ خُزَزَ بن لَوْذانَ السَّدوسِيِّ الشَّاعِر، وَهُوَ ابْن النَّعامَةِ، (و) } الشَّيِّطُ أَيْضاً، فَرَسُ أُنَيْفِ بن جَبَلَةَ الضَّبِّيِّ، كَمَا فِي العُبَاب، وَهُوَ جَدُّ داحِسٍ من قِبَلِ أُمِّه فِيمَا زَعَم العَبْسِيُّون، وَله يَقُولُ الشَّاعِر:
(أُنَيْفُ لقَدْ بَخِلْتَ بعَسْبِ عَوْدٍ ... عَلَى جارٍ لِضَبَّةَ مُسْتَرادِ) كَمَا فِي أَنْسابِ الخَيْلِ لِابْنِ الكَلْبِيِّ. {وتَشَيَّطَ اللَّحْمُ: احْتَرَقَ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ: بعدَ انْشِواءِ الجِلْدِ أَو} تَشَيُّطِهْ وَمن المَجَازِ: {تَشَيَّط فُلانٌ إِذا نَحِلَ من كَثْرَةِ الجِماعِ وهَلَكَ، عَن أَبي عمرٍ و.} - والشَّيْطِيُّ، كصَيْفِيٍّ: الغُبَارُ السَّاطِعُ فِي السَّماءِ، قالَ القُطَامِيُّ:
(تَعَادِي المَرَاخِي ضُمَّراً وَفِي جُنُوبِها ... وهُنَّ من الشَّيْطِيِّ عَارٍ ولابِسُ)
يَصِفُ الخَيْلَ وإِثارَتَها الغُبَارَ بسَنابِكِها. {وشِيطَى، كضِيزَى: عَلَمٌ من الأَعْلامِ. (و) } الشِّيَاطُ، ككِتابٍ:) رِيحُ قُطْنَةٍ مُحْتَرِقَةٍ، كَمَا فِي الصّحاح. {والشَّيِّطانِ، ككَيِّسٍ مُثَنَّى} شَيِّطٍ: قاعانِ بالصَّمّانِ فِي أَرْضِ تَميمٍ لبَنِي دارِمٍ، أُحَدُهما طُوَيْلع أَو قريبٌ مِنْهُ فيهِما مَسَاكاتٌ للمَطَرِ، قالَ النَّابِغَة الجَعْدِيُّ يَصِفُ نَاقَة:
(كأَنَّها بعدَ مَا طالَ النَّجَاءُ بِها ... {بالشَّيِّطَيْن مَهَاةٌ سُرْوِلَتْ رُمَلاَ)
ويُرْوَى: سُرْبِلَتْ، ويُرْوَى: بعد مَا أَفْضَى النَّجاءُ بهَا، أَرادَ خُطوطاً سُوداً تَكُونُ عَلَى قَوائِمِ بَقَرِ الوَحْشِ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:} شَيَّطَ القِدْرَ تَشْيِيطاً: أَغْلاَها، كشَوَّطَها، عَن الكِلابِيِّ. وقالَ اللَّيْثُ: {التَّشَيُّطُ} شَيْطُوطَةُ اللَّحْمِ إِذا مَسَّتْهُ النَّارُ {يَتَشَيَّطُ فيُحْرَق أَعْلاهُ} ويَشِيطُ الصُّوف. ويُقَالُ: {شَيَّطْتُ رَأْسَ الغَنَمِ وشَوَّطْتُه، إِذا أَحْرَقْتَ صُوفَه لتُنَظِّفُه.} وشَيَّطَ فُلانٌ اللَّحْمَ، إِذا دَخَّنَهُ وَلم يُنْضِجُه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ للكُمَيْتِ، يَهْجو بَنِي كُرْزٍ: (لَمَّا أَجابَتْ صَفيراً كانَ آيَتَهَا ... من قابِسٍ {شَيَّطَ الوَجْعاءَ بالنَّارِ)
} وشَيَّطَ الطَّاهي الرَّأْسَ والكُراعَ، إِذا أَشْعَلَ فيهِما النَّارَ حتَّى {يَتَشَيَّطَ مَا عَلَيْهِما من الشَّعْرِ والصُّوفِ، كشَوَّطَ.} وتَشَيَّطَ الدَّمُ، إِذا عَلاَ بصَاحِبِه. ولَحْمٌ {شائِطٌ: مُحْتَرِقٌ كالشَّاطِي، كَمَا يُقَالُ فِي الهائرِ هَارٍ. قالَ العَجَّاجُ: بِوَلْقِ طَعْنٍ كالحَريقِ الشَّاطِي} والإِشَاطَةُ: تَقْطِيعُ لَحْمِ الجَزُورِ قَبْلَ التَّقْسيمِ، عَن ابنِ شُمَيْلٍ. والتَّقْسيمُ أَيْضاً، وَقد ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ. وقالَ أَبُو عمرٍ و: {شَيَّطَ فُلانٌ من الهَبَّةِ، نَحَلَ من كَثْرَةِ الجِماعِ، وهُو مَجَازٌ،} كَتَشَيَّطَ، وَهَذِه قد ذَكَرَها المُصَنِّفُ. {واسْتَشَاطَ فُلانٌ: تَحَرَّقَ، وأَيْضاً، أَشْرَفَ عَلَى الهَلاكِ. وَفِي الحَرْبِ: اسْتَقْتَلَ، وهُو مَجَازٌ، وأَنْشَدَ ابنُ شُمَيْلٍ:
(} أَشَاطَ دِمَاءَ {المُسْتَشِيطِينَ كُلِّهِمْ ... وغُلَّ رُؤُوسُ القَوْمِ فيهِمْ وسُلْسِلُوا)
} وشَيَّطَ الصَّقيعُ النَّبْتَ، والدَّواءَ الجُرْحَ: أَحْرَقَهُ، وهُو مَجَازٌ، كَمَا فِي الأَسَاسِ. ووَسْمٌ {مُسْتَشَاطٌ: طُلِبَ مِنْهُ أَنْ} يَشِيطَ {فشَاطَ، أَي طارَ كُلَّ مَطِيرٍ، وانْتَشَرَ فِي السَّاعِدِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ:
(كوَشْمِ المِعْصَمِ المُغْتَالِ عُلَّت ... نَوَاشِرُه بوَشْمٍ مُسْتَشَاطِ)
وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: يُقَالُ: بَيْنَهما} مُشَايَطَةٌ، أَي كَلامٌ مُخْتَلِفٌ، أَوْرَدَه الصَّاغَانِيّ فِي غ ي ط.
! وشَيْطانُ الطَّاقِ: لَقَبُ أَبي جَعْفَرٍ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ النُّعْمانِ الكُوفِيّ، كانَ فِي حُدُودِ الثَّمانينَ)
وَمِائَة، وطائِفَةٌ من الرَّافِضَة يُعْرَفُونَ {بالشَّيْطَانِيَّة، مَنْسُوبونَ إِلَيْه، ذَكَرَهُ الشَّهْرِسْتانِيُّ. ونَهْرُ الشَّيْطانِ، ذَكَرَهُ ياقوت فِي المعجم.} وشَيْطَانُ العِراقِ: لَقَبُ أَنُوشِرْوَانَ الضَّريرِ، الشَّاعِر، كانَ ببَغْدادَ فِي سنة.
ش ي ط: (شَاطَ) هَلَكَ وَبَابُهُ بَاعَ، وَ (أَشَاطَهُ) غَيْرُهُ أَهْلَكَهُ. وَ (شَاطَ) السَّمْنُ وَالزَّيْتُ نَضِجَ حَتَّى احْتَرَقَ. وَ (شَاطَتِ) الْقِدْرُ احْتَرَقَتْ وَلَصِقَ بِهَا الشَّيْءُ، وَ (أَشَاطَهَا) هُوَ وَبَابُ الْكُلِّ بَاعَ. 

يوم

يوم


يَامَ (و)
a. Lasted a day.

يَاْوَمَa. Hired, engaged by the day.

يَوْم
(pl.
أَيَّام [ 38I ]
أَيَاوِيْم [] )
a. Day ( 24 hours ).
b. Battle.
c. [art.], To-day.
يَوْمِيّa. Daily, diurnal; quotidian.

يَوْمِيَّة
a. [ coll. ], Daily wages; daily
bread; rations; allowance.
b. [ coll. ], Diary, journal.
c. [ coll. ], Day-book.

مُيَاوَمَة
a. [ coll. ], Newspaper; journal
daily paper, gazette; periodical, publication.
يَوْمًا
a. One day, once.

يَوْمِيًّا
a. Daily, diurnally.

يَوْمًا فَيَوْمًا
a. Day by day, from day to day.

مِن يَوْمِهِ
a. The same day; forthwith.

كُلَّ يَوْمٍ
a. Every day.

أَيَّامًا
a. For some days.

أَيْوَم
a. or
يَوْم يَوِم Bright clear day.
b. Eventful day, day of trouble.

أَيَاوِيْم
a. or
يَوْم ذُو أَيَّامِ
see supra
(b)b. The last day of the month.

أَيَّام الْلّٰهِ
a. The mercies of God.

إِبِن الْأَيَّام
a. Man of experience.

يَوْمَئِذٍ
a. Then, at that time.
يوم الجمع: وقت اللقاء والوصول إلى عين الجمع.
يوم
ياومَ يياوم، مُياوَمةً، فهو مُياوِم، والمفعول مُياوَم
• ياوم المُقاولُ العاملَ: استأجره باليوم، أي شغّله يومًا بيوم، ودفع له أجرَه كلّ يوم "عامل مياومة". 

أيَّام [جمع]: مف يوم:
1 - مطلق الأوقات والأزمان " {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} " ° أيَّام الأسبوع: السبت، الأحد، الاثنين، الثلاثاء، الأربعاء، الخميس، الجمعة- أيَّام العطلات الرَّسميّة: الأيام التي تعطَّل فيها المصالح والهيئات عن العمل- ابن الأيَّام: العارف أحوالها والمجرِّب تصاريفها.
2 - أوقات الظفَر والغَلَبَة " {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} " ° أيَّام العَرب: وقائعها وحروبها التي نشبت بين القبائل العربيّة في الجاهليّة.
• أيَّام الله: نعمه ونقمه " {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ}: ما اشتملت عليه من نعم ونقم ووقائع".
• أيَّام العجوز: (جغ) سبعة أيّام تأتي في عجز الشِّتاء يشتدّ فيها البرد، وهي توافق أربعة أيّام من آخر فبراير، وثلاثة من أوّل مارس. 

يَوْم [مفرد]: ج أيّام:
1 - مُدَّة من وقت طلوع الفجر إلى غروب الشمس "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد [مثل]- {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} " ° سحابة اليوم: معظم النهار- ما بين يومٍ ولَيْلَة: في وقت قصير جدًّا- يَوْمٌ بعد يَوْم: مستمرَّة أيّامًا عديدة- يَوْمُ عمل: يَوْم يتمّ فيه إنجاز عملٍ ما.
2 - (فك) وحدة زمنيّة تتحدَّد بدوران الأرض أمام الشّمس مرّة واحدة حول محورها، وتتحدَّد مدَّته بأربع وعشرين ساعة، وهو مجموع الليل والنهار، ويُحسَب عند أكثر الدول من منتصف الليل إلى منتصف الليل التالي.
3 - وقت حاضر " {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} " ° ابن اليوم: عصريّ- ابن يومه: لا يدوم، لا يفكّر في غده- يَوْمٌ أسود: مشئوم.
4 - يوم يُتَّخذ للاحتفال "يوم الأرض/ التحرير" ° يَوْمُ الأضحى: يوم النحر- يَوْمُ الجامع: يوم الجمعة- يَوْمُ الحُبّ: يوم 14 شباط (فبراير) الذي يُحتفل به في أمريكا الشَّماليّة وأوربَّا ويتبادل فيه المحبُّون تذكارات الحبّ- يَوْمُ الشَّجرة: احتفال غير رسميّ يتمّ فيه زراعة الأشجار.
5 - وقت وحين "ثلاثة أيّام هي الدَّهر كلُّه ... وما هُنَّ غير الأمس واليوم والغدِ- {وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا} " ° حتَّى يومنا هذا: إلى الآن- ذات يوم: في يومٍ ما، في ليلةٍ ما- يَوْمًا ما: في زمن غير محدّد في المستقبل- يَوْمٌ لك ويَوْمٌ عليك: الأحوال لا تدوم.
6 - يوم القيامة " {أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ} - {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ".
7 - وقت مقدَّر بمقدار يعلمه الله " {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} ".
• اليوم الآخِر/ يوم الآزفة/ يوم البعث/ يوم التَّناد/ يوم الجمع/ يوم الحسرة/ يوم الدِّين/ يوم الفتح/ يوم الفصل/ يوم الوعيد/ يوم الوقت المعلوم/ يوم عظيم/ يوم عقيم: يوم القيامة.
• اليوم النَّجْميّ: (فك) الزَّمن المتطلَّب لدوران الأرض حول نفسها بشكل كامل في ما يتعلَّق بالاعتدال الرَّبيعيّ في دائرة خطّ الزّوال والذي يساوي 23 ساعة و56 دقيقة و4.09 ثانية من الوقت الشَّمسيّ. 

يَوْمَئِذٍ [مفرد]: ظرف بمعنى حينئذٍ، وفتحت الميم على البناء، في ذلك اليوم " {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ}: والمراد: يومَ القيامة". 

يَوْمَذَاك [مفرد]: يومئذٍ، في ذلك اليوم "كان أجدادنا يومذاك من العلماء". 

يَوْميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى يَوْم: "عمل يوميّ" ° عامل يوميّ: يشتغل بأجر يوميّ- يَوْميًّا: كلّ يوم، في يوم
 واحد.
2 - عاديّ، مألوف، حادث أو واقع كلّ يوم "حياة يَوْميَّة". 

يَوْميَّة [مفرد]: ج يوميَّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى يَوْم: "عاملة يوميّة- جريدة يوميّة: تصدر كُلّ يوم".
2 - مصدر صناعيّ من يَوْم: أجر العامل اليوميّ "يعمل باليوميَّة".
3 - جَدْوَل لمجموع أيّام السَّنة وتواريخها "مفكِّرة يوميَّة" ° يَوْميَّة سفينة: سِجِلّ يسرد حوادث السفر وخطّ سَيْر السفينة.
• اليَوْميَّات:
1 - السِّجل الذي يُدوِّن فيه الشّخص انطباعاته يوميًّا، المذكِّرات التي يدوِّنها صاحبُها يومًا بعد يوم "دوَّن يوميّاته- يوميَّات طه حسين".
2 - تسجيل الأحداث اليوميّة من وجهة نظر أحد معاصريها، وتُعدّ من أهمّ مصادر الكتابة التَّاريخيّة العلميّة. 
(يوم) : بِنْتُ يَومٍ الأَفْعَى، أي: لا يَلْبَثُ الذي تَنْهشُه إلاَّ يوماً.
(ي و م) : (لِيَوْمِهَا) فِي (س ي) وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِلصَّوَابِ، وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ.
ي وم: (الْيَوْمُ) مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ (أَيَّامٌ) . قَالَ الْأَخْفَشُ: فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى -: {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} [التوبة: 108] أَيْ مِنْ أَوَّلِ الْأَيَّامِ كَمَا تَقُولُ: لَقِيتُ كُلَّ رَجُلٍ تُرِيدُ كُلَّ الرِّجَالِ. وَعَامَلَهُ (مُيَاوَمَةً) كَمَا تَقُولُ: مُشَاهَرَةً. وَرُبَّمَا عَبَّرُوا عَنِ الشِّدَّةِ بِالْيَوْمِ، يُقَالُ: يَوْمٌ (أَيْوَمُ) كَمَا يُقَالُ: لَيْلَةٌ لَيْلَاءُ. وَ (يَامٌ) ابْنُ نُوحٍ الَّذِي غَرِقَ فِي الطُّوفَانِ.
[يوم] اليَوْمُ معروفٌ، والجمع أيَّامٌ، وأصله أيْوامٌ فأُدغمَ. قال الأخفش في قوله تعالى: (أُسِّسَ على التَّقْوى من أوَّلِ يَوْمٍ) قال: من أوَّل الأيَّامِ. كما تقول: لقيت كلَّ رجلٍ، تريد كلَّ الرجال. وعاملتُهُ مُياوَمَةً، كما تقول: مشاهرة. وريما عيروا عن الشدة باليوم. يقال: يوم أيوم كما يقال ليلة ليلاء. قال الراجز :

نعم أخو الهيجاء في اليوم اليمى * وهو مقلوب منه، أخر الواو وقدم الميم ثم قلب الواو ياء حيث صارت طرفا، كما قالوا أدل في جمع دلو. ويام وخارف: قبيلتان من اليمن. ويام بن نوح عليه السلام غرق في الطوفان.
يوم: اليوم: مقدارُه من طلوع الشمس إلى غروبها، والأيّام جَمْعُه. واليوم: الكَوْن، يُقال: نعم الأخ فلان في اليوم، أي: في الكائنة من الكَوْن إذا نزلت، قال:

نعم أخو الهيجاء في اليوم اليمي 

أراد أن يشتقّ من الاسم نعتاً فكان حدّه أن يقول: في اليوم اليَوِم فقلبه كما قلبوا: القسي والأينق والأيطب. وتقول العرب لليوم الشّديد: يومٌ ذو أيّامٍ، ويوم ذو أيايِيمَ لطُولِ شرّه على أهله. والأيّام في أصل البناء: أيوام، ولكن العرب إذا وجدوا في كلمة واواً، وياءً في موضعٍ واحد، والأولى منهما ساكنة أَدْغموا وجعلوا الياء هي الغالبة، كانت قبل الواو أو بعدها، إلا في كلمات شواذّ تُرْوَى مثل: الفتوّة والهُوُة.
ي و م

ما رأيته اليوم، وما رأيته مذ يوم يوم. قال:

ولولا يوم يوم لما أردنا ... جزاءك والقروض لها جزاء

واللهم ارزقني قوت يوم بيوم. وياومت الأجير مياومةً ويوم ذو أيّامٍ، ويوم كأيّامٍ. قال النابغة:

إني لأخشى عليكم أن يكون لكم ... من أجل بغضائهم يومٌ كأيّام

تبدو كواكبه والشمس طالعة ... نور بنور وإظلام بإظلام

ويوم أيوم: شديد. قال رؤبة:

شيّب أصداغي الهموم الهمّم ... وليلة ليلاً ويومٌ أيوم

ومن المجاز: ذكر في أيّام العرب كذا أي في وقائعها. " وذكّرهم بأيّام الله ": بدمادمه على الكفرة.
[يوم] نه: السائبة والصدقة "ليومهما"، أي ليوم القيامة أي يراد بهما ثوابه. وفيه: سر إلى العراق غرار النوم طويل "اليوم"، يقال لمن جد في عمله يومه، وقد يراد باليوم الوقت مطلقًا. غ: أي جاد في العمل. نه: ومنه: تلك "أيام" الهرج، أي وقته ولا يختص بالنهار دون الليل. ك: أليس "يوم" النحر، بالنصب، ويجوز رفعته بمعنى أليس يوم النحر هذا اليوم. وفيه: أن لا أتزوج "يومي" هذا، أي في هذا الوقت الحاضر. وح: إلا "يومنا" هذا، فإن قيل: صح أن أفضل الأيام يوم عرفة! قلت: المراد باليوم وقت أداء المناسك وهما في حكم شيء واحد. وح: الحيض "يوم" إلى خمس عشرة، أي أقله يوم مع ليلته، وأكثره خمس عشرة. وح: فتوفى في "يومي"، أي نوبتي بحساب الدور المعهود، وأذن - بتشديد نون، من باب أكلوني البراغيث. ن: أي يومها الأصيل بحساب القسم وإلا فقد صار جميع الأيام في قسمها أي بإذنهن. وهذا "يومك"، أي وقت خروجك. و"يوم" أبي جندل: يوم الحديبية. و"يوم" كسنة ويوم كشهر، قالوا إن طوله كشهر أو سنة على الحقيقة. ش: والحفظ "لأيامها"، أيام العرب: وقائعها. غ: "بايام" الله" بنقمته التي انتقم بها من الأمم السالفة. و"يوم" القيامة- مر في نوح.
باب يه
يوم:
يوم. اليوم: في هذا الحياة عكس غداً التي هي في المستقبل (من الحياة): كان (ابن الخطيب) يبدأ بالقول: أما بعد حمد الله الذي أحصى الخلائق عدداً، وابتلاهم
اليوم ليجزيهم غداً.
اليوم المحمدي: انظر مادة حمد.
يوم الشك: يوم الثلاثين من شعبان وهو اليوم الذي يُشك في بداية الشهر الجدي فيه (معجم التنبيه).
الأيام المعلومات: هي الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة إشارة إلى ما ورد في القرآن الكريم في سورة الحج، آية 29 (معجم التنبيه).
يوم: تحية يمنية لم استطع الوقف على معناها الحقيقي، ففي الأرياف الجبلية، حين يلتقي الناس ببعضهم، الجنود خاصةً، يقولون يوم النور فيجب السامعون يوم القبور (نيبور B:46) .
يومها: حيندئذ، يومئذٍ (بقطر).
يوم يم: توكيد: يوم عظيم (الكامل 494).
الأيام: التاريخ (معجم الجغرافيا): Les annalles ( وفي المنهل حوليات - تاريخ للأحداث تسرد عاماً بعد عام) سجل (معجم الجغرافيا).
يومي: زائل، وقتي ephémére ( بقطر).
يومية: عمل يومي، أجرة يوم (بقطر).
يومية: في (محيط المحيط): (اليومية في حساب الزنجير لدفتر يقيد فيه الحسابات يوماً فيوما).
موايمة: يومياً (فوك): (في المعجم اللاتيني) ميامة في شرح quoddidee، إلا أن هذا خطأ؛ يوماً فيوم (ابن جبير 2:51).

يوم



يَوْمٌ A time, whether night or day; (Msb;) time absolutely, whether night or not, little or not: this is the proper signification: (Kull, p. 390:) and day, meaning the period from the rising of the sun to its setting; (Lth, TA:) the time when the sun is above the earth: this is the common conventional acceptation: (Kull, ubi suprà:) and the period from the second [or true] dawn to sunset: (Msb, Kull:) this is the legal acceptation: (Kull:) and a civil day: the period of the revolution of the greatest firmament. (Kull) b2: Also, An accident, or event; syn. كَوْنٌ and كَائِنَةٌ. Ex., نِعْمَ الْأَخُ فُلَانٌ فِى اليَوْمِ إِذَا نَزَلَ بِنَا Excellent is the brother, such a one, in the case of the accident, when it befalls us. (T.) b3: See نَهَارٌ. b4: يَأْتِينَا يَوْمَ يَوْمَ He comes to us day after day, i. e., every day: (Sharh esh-Shudhoor:) and يَوْمَ يَوْمٍ. (In a verse cited by IJ. in Mz, sect. on the حَقِيقَة and مَجَاز.) b5: يَوْمٌ A dayjourney, or day's journey. b6: A day, as in our phrase “ he won the day; ” meaning contest, fight, or battle: I render it a day [of conflict]. b7: أَيَّامُ العَرَبِ The [days, (agreeably with an English, as well as Arabian, usage,) meaning] conflicts (وَقَائِع) of the Arabs. (ISk, T.) b8: اِبْنُ يَوْمِهِ He who thinks [only of the present day,] not of the morrow. (Er-Rághib. in TA, art. بنى.) b9: يَوْمُ الشَّكِّ: see شَكٌّ. b10: بَيْن الأَيَّامِ and فِيمَا بَيْنَ الأَيَّامِ: see نَدْرَةٌ, in two places.

يَوْمِيَّةٌ A day's wages.

مُيَاوَمَةٌ from اليَوْمُ is like مُلَايَلَةٌ from اللَّيْلُ, and مُشَاهَرَةٌ from الشَّهْرُ, &c. (TA, in art. ربع.) See مُسَاوَعَة.
يوم
( {اليَوْمُ: م) مَعْرُوفٌ، مِقْدَارُهُ مِنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلَى غُرُوبِهَا، أوْ مِنْ طُلُوعِ الفَجْرِ الصَّادِقِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، ذَكَرَهُ ابنُ هِشَامٍ فِي شَرْحِ الكَعْبِيَّةِ، والأخِيرُ: تَعْرِيفٌ شَرْعِيٌّ عِنْد الأكْثَرِ، وشَاعَ عِنْدَ المُنَجِّمِينَ أنَّ اليَوْمَ مِنْ الطُّلُوعِ إِلَى الطُّلُوعِ، أوْ مِنَ الغُرُوبِ إِلَى الغُرُوب، نَقَلَهُ شَيْخُنَا، ويُسْتَعْمِلُ بِمَعْنَى مُطْلَقِ الزَّمَانِ، نقَلَهُ ابنُ هِشَامٍ. قُلْتُ: حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ فِي قولِهِمْ: أَنَا اليَوْمَ أفْعَلُ كَذا، فإنَّهُمْ لَا يُريدُونَ} يوْمًا بِعَيْنِهِ، وَلَكنهُمْ يُرِيدُونَ الوَقْتَ الحَاضِرَ، وبِهِ فَسَّرُوا قَوْلَهُ تَعَالَى: {الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ} وَذلِكَ حَسَنٌ جَائِزٌ، فَأمَّا أنْ يَكُونَ دِينُ اللهِ فِي وقْتٍ مِنَ الأَوْقَاتِ غَيْرَ كَامِلٍ فَلاَ، وقَدْ يُرادُ {باليَوْمِ الوَقْتُ مُطْلَقًا، ومنْهُ الحَديثُ: " تلكَ} أيَّامُ الهَرْجِ " أَي: وَقْتُهُ، ولاَ يَخْتَصُّ بالنَّهَارِ دُونَ اللَّيْلِ، (ج:! أيَّامٌ) ، لَا يُكَسَّرُ عَلى غَيْرِ ذلكَ، وأصْلُهٌ: أيْوَامٌ، فأُدغِمَ، ولَمْ يَسْتَعْمِلُوا فِيه جَمْعَ الكَثْرَةِ، وقالَ ابنُ كَيْسَانَ، وسُئِلَ عَنْ أيَّامٍ: لمَ ذَهَبَتِ الوَاوُ؟ فأجَابَ: إنَّ كُلَّ يَاءٍ وَوَاوٍ سَبَقَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ بِسُكُونٍ فَإنَّ الوَاوَ تَصِيرُ يَاءً فِي ذَلِك المَوْضِعِ، وتُدْغَمُ إحْدَاهُمَا فِي الأُخْرَى، إِلاَّ حَرْفَيْنِ: ضَيْوَنٌ، وحَيْوَةُ، وَلَو أعْلُّوهُمَا لَقَالُوا: ضَيَّنٌ، وحَيَّةٌ. ( {ويَوْمٌ} أيْوَمُ، و) {يَوْمٌ (يَوِمٌ، كَفَرِحٍ) ، أَي: عَلَى وَزْنِ كَتِفٍ، (و) يَوْمٌ (} وَوِمٌ) ، كَكَتِفٍ، وهذِهِ نَادِرَةٌ؛ لأنَّ القِيَاسَ لاَ يُوجِبُ قَلْبَ اليَاءِ وَاواً، (و) يَوْمٌ (ذُو {أيَّامٍ، و) يَوْمٌ (ذُو} أيَاوِيمَ) ، كُلُّ ذلِكَ: طَوِيلٌ (شَدِيدٌ) هَائِلٌ، لِطُولِ شَرِّهِ عَلَى أَهْلِهِ، واقْتصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى يَوْمٍ أيْوَمَ، وقَالَ: يُعَبَّرُ بِهِ عَنِ الشِّدَّةِ، كَما يُقالُ: لَيْلَةٌ لَيْلاَءُ، وأنْشَدَ لأَبِي الأَخْزَرِ الحمَّانِيِّ:
(نِعْمَ أخُو الهَيْجَاءِ فِي اليَومِْ اليَمي ... )

( {لِيَوْمِ رَوْعٍ أَو فَعَالِ مَكْرُمِ ... )
وهُوَ مَقْلُوبٌ مِنْهُ، أخَّرَ الوَاوَ، وقَدَّمَ المِيمَ، ثُمَّ قُلِبَتْ الوَاوُ يَاءً، حَيْثُ صَارَتْ طَرَفًا، كَما قَالُوا: أدْلٍ، فِي جَمْعِ دَلْوٍ، انْتهى، وأنشَدَ الزَّمَخْشَرِيُّ لِرُؤْبَةَ:
(شَيَّبَ أصْدَاغِي الهُمُومُ الهُمَّمُ ... )

(ولَيْلَةٌ لَيْلاَ} ويَوْمٌ {أيْوَمُ ... )
(أوِ) اليَوْمُ} الأَيْوَمُ: (أخِرُ يَوْمٍ فِي الشَّهْرِ) ، كَمَا يُقَالُ لِلَيْلَةِ الثَّلاَثِينَ: اللَّيْلَةُ اللَّيْلاَءُ، قَالَهُ ثَعْلَبٌ فِي أَمَاليهِ. ( {وَأَيَّامُ اللهِ تَعَالَى: نِعَمُهُ) ، وِبِهِ فَسَّرَ مُجَاهِدٌ قَوْلَهُ تَعَالَى: {لَا يرجون أَيَّام الله} ، ورُوِي ذلِكَ عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، مَرْفُوعًا، فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَذكرهمْ} بأيام الله} . ( {وَيَاوَمَهُ} مُيَاوَمَةً،! وَيِوَاماً) ، كَكِتَاب: (عَامَلَهُ {بِالأَيَّامِ) ، وَفِي الصِّحَاح: عَامَلَهُ} مُيَاوَمَةً، كَما تقُولُ: مُشَاهَرَةً، انْتهى. وقِيلَ: اسْتَأْجَرَهُ اليَوْمَ، الأَخِيرَةُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ شَيْخُنَا: وَلاَ نَظِيرَ {لِيِوَامٍ إِلَّا يِسَارٌ، بالكَسرِ، لَغَةٌ فِي اليَسَارِ مُقَابِلِ اليَمِينِ، ويِعَارٌ: جَمْعُ يَعْرٍ، كَمَا مَرَّ فِي الرَّاءِ، وَلاَ رَابَعَ لَهَا. (} وَيَامُ) بنُ أصْبَى: (قَبِيلَةٌ باليَمَنِ) مِنْ هَمْدَانَ، والنِّسْبَةُ إِلَيْهَا: {يَامِيٌّ، ورُبَّمَا زِيدَ فِي أوَّلِهِ هَمْزَةٌ مَكْسُورَةٌ، فيَقُولُونَ: الإِيَامِيُّ. (و) } يَامُ (بنُ نُوحٍ) الذِي (غَرِقَ فِي الطُّوفَانِ) ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. ( {ويَوْأَم، كَحَوْأَبٍ، قَبِيلَةٌ مِنَ الحَبَشِ) ، وقدْ تَقَدَّمَ ذلِكَ بِعَيْنِهِ فِي: " ت وم ". [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: اليَوْمُ: الدَّهْرُ، وبِهِ فَسَّرَ شَمِرٌ قَوْلَهُمْ:
(} يَوْمَاهُ {يَوْمُ نَدًى} ويُوْمُ طِعَانِ ... )
أيْ: هُوَ دَهْرَهُ كَذلِكَ، ويُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الدَّوْلَةِ وزَمَنِ الوِلاَيَاتِ، نَحْو: {وَتلك! الْأَيَّام نداولها بَين النَّاس} قَالَهُ ابنُ هِشامٍ، وقَالَ ابنُ السِّكِّيت: العَرَبُ تَقُولُ: الأيَّام فِي معنَى الوَقَائِعِ، يقُولُونَ: هُوَ عَالِمٌ بَأيَّامِ العَرَب، أَيْ: وَقَائِعِهَا، وَقاَلَ شَمِرٌ: إنَّمَا خَصُّوا الأَيَّامَ بِالوَقَائِعِ دُونَ ذِكْرِ اللَّيَالي؛ لأنَّ حُرُوبَهُمْ كَانَتْ نَهَارًا، وإذَا كَانَتْ لَيلاً ذَكَرُوهَا كَقَوْلِهِ:
(لَيْلَةَ العُرْقُوبِ حَتَّى غَامَرَتْ ... جَعْفَرٌ يُدْعَى وَرَهْطُ ابْنِ شَكَلْ) وقَد يَرَادُ بالأَيَّامِ: العُقُوباتُ والنِّقَمُ، وبِهِ فَسَّرَ بَعْضٌ قوْلَهُ تعَالى: {وَذكرهمْ بأيام الله} . وقالُوا: اليَوْمُ {يَوْمُكَ، يُرِيدُونَ التَّشْنِيعَ وتَعْظِيمَ الأَمْرِ. ولَقِيتُهُ} يَوْمَ يَوْمٍ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وقالَ: مِنَ العَرَبِ مَنْ يَبْنِيهِ، ومْنُهمْ مَنْ يَضِيفُهُ، إِلَّا فِي حَدِّ الحَالِ، أَو الظَّرْفِ.
يوم
اليَوْمُ يعبّر به عن وقت طلوع الشمس إلى غروبها. وقد يعبّر به عن مدّة من الزمان أيّ مدّة كانت، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ
[آل عمران/ 155] ، وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ
[النحل/ 87] ، وقال:
أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ
[البقرة/ 254] ، وغير ذلك، وقوله عزّ وجلّ:
وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ
[إبراهيم/ 5] فإضافة الأَيَّامِ إلى الله تعالى تشريف لأمرها لما أفاض الله عليهم من نعمه فيها. وقوله عزّ وجلّ: قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ
الآية [فصلت/ 9] ، فالكلام في تحقيقه يختصّ بغير هذا الكتاب. ويركّب يَوْمٌ مع «إذ» ، فيقال:
يَوْمَئِذٍ نحو قوله عزّ وجلّ: فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ [المدثر/ 9] وربّما يعرب ويبنى، وإذا بني فللإضافة إلى إذ. يس
يس قيل معناه يا إنسان ، والصحيح أنّ يس هو من حروف التّهجّي كسائر أوائل السّور،
ي و م : الْيَوْمُ أَوَّلُهُ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ الثَّانِي إلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ وَلِهَذَا مَنْ فَعَلَ شَيْئًا بِالنَّهَارِ وَأَخْبَرَ بِهِ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ يَقُولُ فَعَلْتُهُ أَمْسِ لِأَنَّهُ فَعَلَهُ فِي النَّهَارِ الْمَاضِي وَاسْتَحْسَنَ بَعْضُهُمْ أَنْ
يَقُولَ أَمْسِ الْأَقْرَبَ أَوْ الْأَحْدَثَ وَالْيَوْمُ مُذَكَّرٌ وَجَمْعُهُ أَيَّامٌ وَأَصْلُهُ أَيْوَامٌ وَتَأْنِيثُ الْجَمْعِ أَكْثَرُ فَيُقَالُ أَيَّامٌ مُبَارَكَةٌ وَشَرِيفَةٌ وَالتَّذْكِيرُ عَلَى مَعْنَى الْحِينِ وَالزَّمَانِ وَالْعَرَبُ قَدْ تُطْلِقُ الْيَوْمَ وَتُرِيدُ الْوَقْتَ وَالْحِينَ نَهَارًا كَانَ أَوْ لَيْلًا فَتَقُولُ ذَخَرْتُكَ لِهَذَا الْيَوْمِ أَيْ لِهَذَا الْوَقْتِ الَّذِي افْتَقَرْتُ فِيهِ إلَيْكَ وَلَا يَكَادُونَ يُفَرِّقُونَ بَيْنَ يَوْمَئِذٍ وَحِينَئِذٍ وَسَاعَتَئِذٍ.

وِيَامٌ قَبِيلَةٌ مِنْ الْيَمَنِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ يَامِيٌّ عَلَى لَفْظِهِ. 
يَوْم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] السَّائِبةُ والصَّدقةُ ليومها. يَعْنِي بقوله: ليومها يَوْم الْقِيَامَة الْيَوْم الَّذِي كَانَ أعتق سائبته وَتصدق بصدقتِه لَهُ يَقُول: فَلَا يرجع إِلَى الانتِفاع بِشَيْء مِنْهَا بَعد ذَلِك فِي الدُّنْيَا وَذَلِكَ كالرَّجل يُعْتِقُ عَبْدَه سائبةً ثمَّ يَمُوتُ المُعْتَقُ [ويَتْرك مَالا -] وَلَا وَارِث لَهُ إِلَّا الَّذي أعتَقَه يَقُول: فَلَيْسَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يرزأ من مِيرَاثه شَيْئا إِلَّا أَن يَجعله فِي مِثْله وَكَذَلِكَ يرْوى عَن ابْن عمر أَنه فعل بميراث عبدٍ لَهُ كَانَ أعْتقهُ سائبة فَإِنَّمَا هَذَا مِنْهُم على وَجه الفَضْل وَالثَّوَاب لَيْسَ على أَنه محرّم أَلا ترى أَنه إِنَّمَا ردَّه عَلَيْهِ الْكتاب والسنّة فَكيف يحرم هَذَا وَلَكنهُمْ كَانُوا يَكْرَهُون أَن يَرْجِعُوا فِي شَيْء جَعلُوه لله إِنَّمَا هَذَا بِمَنْزِلَة رجل تصدق على أمّه أَو على أَبِيه بداره ثمَّ مَاتَا فورثهما فَهَذَا حَلَال [لَهُ -] وَإِن تنزه عَنهُ فَهُوَ أفضلُ. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] لَا تَشْتَرُوا رَقِيق أهل الذِّمَّة وأراضيهم. قَالَ رَاوِي الحَدِيث: فَقلت لِلْحسنِ: وَلِمَ قالَ: لأنَهُم فَيْء للمُسْلمين. قَالَ أَبُو عبيد: فَهَذَا تَأْوِيل الحَسَن وَقد رُوِيَ عَن عمر شيءٌ مفَسَّرٌ هُوَ أحبُّ إليَّ من هَذَا قَالَ: لَا تَشْتَروا رَقيق أهلِ الذَّمَّةِ فإنّهم أهل خَراج يؤدَي بعضُهُم عَن بعض وأراضيهِم فَلَا تَبْتاعُوها وَلَا يُقَرن أحدكُم بالصَغارِ بعد إِذْ نَجَّاهُ الله مِنه. قَالَ أَبُو عبيد: فَقَوْل عمر: فإنّهم أهلُ خراج يؤدّي بعضُهم عَن بعضٍ يبين لَك أنَّهم لَيْسُوا بَفيء وَأَنَّهُمْ أَحْرَار أَلا ترىأن السَّنَة أَن لَا تكون جِزْيَة الرُّؤوس إلاَّ عَلى الأحرارِ دُون المماليكِ فَلَو كَانُوا مماليك كَمَا قَالَ الْحسن لم تَكُن عَلَيهم جِزيَة الرؤوسِ وَكَانُوا مَعَ هَذَا لَا تَحِلّ مُناكحتُهم وَلَا مُبَايَعتُهم وَلَا تَجُوز شهادَتُهم. وَأما قَول عمر: يُؤدّي بعضُهم عَن بعضٍ فَلم يُرِدْ أَن يكونَ الحُرُّ يؤدِّي عَن مملوكِه جزيةَ رأسِه وَلكنه أَرَادَ فِيمَا نرى أَنه إِذا كَانَ لَهُ مماليكُ وأرضٌ وأموالٌ ظاهِرة كَانَ أَكثر لجزيته وَهَكَذَا كَانَت سُنَّته فيهم إِنَّمَا كَانَ يَضَع الْجِزْيَة على قدْر اليَسَارِ والعُسْر فَلهَذَا كره أَن يشتَرى رقيقهم وأمَّا شِرى الأَرْض فإِنّه ذهبَ فِيهِ إِلَى الْخراج كره أَن يكون ذَلِك على الْمُسلمين أَلا ترَاهُ يَقُول: وَلَا يُقْرَنُ أحدكُم بالصَغارِ بعد إِذْ نَجَّاهُ الله مِنْهُ وَقد رخَّص فِي ذَلِك بعد عُمَر رجالٌ من أكَابِر أَصْحَاب النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام مِنْهم عبدُ الله بن مسعودٍ كانَتْ لَهُ أَرض بِرَاذانَ وخَبّاب بن الأرَتّ وَغَيرهمَا.
[ي وم] اليَومُ مَعْروفٌ والجَمعُ أَيَّامٌ لا يُكَسَّرُ إلا على ذلكَ ولم يَسْتَعمِلوا فيه جَمْعَ الكثرةِ وقولُه تعالَى {وذكرهم بأيام الله} إبراهيم 5 المَعْنَى ذَكِّرْهُم بِنعَمِ أيَّامِ اللهِ التي أَنْعَمَ فيها عَلَيهِم وبِنقِمِ أَيَّامِ اللهِ التي انتَقَم فيها من قَومِ نُوحٍ وعَادٍ وثَمُودٌ وقالُوا أَنَا اليَوْمَ أَفْعَلُ كذا لا يُرِيدُونَ يَومًا بعَيْنِه ولكنَّهُم يُرِيدُونَ الوَقْتَ الحاضِرَ حكاه سِيبَوَيهِ ومنه قولُ اللهِ تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم} المائدة 3 وقِيلَ مَعنى {اليوم أكملت لكم دينكم} أي فرض ما تَحْتاجُونَ إليه في دِينكم وذلك حَسَنٌ جائزٌ وأما أن يَكُونَ دينُ الله في وَقْتٍ من الأَوقَاتِ غيرَ كامِلٍ فلا وقالُوا اليَومُ يَومُكَ يُرِيدُونَ التَّشنِيعَ وتَعظِيمَ الأَمرِ واليَوْمُ الأيْوَمُ آخِرُ يَوْمٍ في الشَّهْرِ ويَوْمٌ أَيْوَمٌ ويَوِمٌ ووَوِمٌ الأَخيرَةُ نادِرَةٌ لأن القِياسَ لا يُوجِبُ قَلْبَ الياءِ واوًا كُلُّه طَوِيلٌ شَدِيدٌ هائِلٌ ويَوْمٌ ذُو أَيَاوِيمَ كذلِكَ وقولُهُ

(مَرْوَانُ يا مَرْوَانُ لِليَومِ اليَمِي ... )

ورواهُ ابنُ جِنِّي

(مَرْوَانُ مَرْوَانُ أَخُو اليَومِ اليَمِي ... )

وقال أرادَ أخو اليومِ السَّهْلِ اليَومُ الصَعْبُ يقال يَومٌ أَيْوَمٌ ويَوِمٌ كَأَشعَثَ وشَعِثٍ فَقَلَبَ فصار يَمِوْ فانقَلَبَتِ العَيْن لانكسارِ ما قَبْلها طَرفًا والآخَرُ أنه أرادَ أَخُو اليومِ اليَومُ كما يُقالُ عند الشِّدَّةِ والأَمْرِ العَظيمِ اليَومِ اليَومُ فُقِلبَ فصارَ اليَمْوُ ثم نَقَلَهُ من فَعْلٍ إلى فَعِلٍ كما أنشَدَهُ أبو زَيدٍ مِن قولِه

(عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَبَّدَا ... )

(مُذْ خَمْسَةٌ وخَمِسُونَ عَدَدَا ... )

يُرِيدُ خَمْسُونَ فلما انكسَرَ فلما انكسَرَ ما قبل الواوِ قُلِبَتْ ياءً فصارَ اليَمِيْ قال ابنُ جِنّي ويجوزُ عندي فيه وَجْهٌ ثَالِثٌ لم يُقَلْ به وهو أن يكونَ أَصْلُهُ على ما قِيلَ في المَذْهَبِ الثَّاني أَخُو اليَوْمَ اليَوْمُ ثم قُلِبَ فصارَ اليَمْوُ ثم نُقِلَتِ الضمَّةُ إلى المِيمِ على حَدِّ قولِكَ هذا بَكُرْ فصارت اليَمُوْ فلما وقعت الواوُ طَرَفًا بَعْدَ ضَمَّةٍ في الاسمِ أَبْدَلُوا من الضَّمَّةِ كَسْرَةً ثم من الوَاوِ ياءً فصارَتِ اليَمِيْ كأَحْقِي وأَدْلِي وقالَ غَيْرُهُ هو فَعِلٌ أي الشَّدِيدُ وقيل أرادَ لِليَومِ اليَومُ كقولِه

(إنَّ مَعَ اليَوْمِ أخَاهُ غَدْوًا ... )

فاليَمِي على القَوْلِ الأَوَّلِ نَعْتٌ وعلى القَولِ الثاني اسمٌ مَرْفُوعٌ بالابتداءِ وكِلاهُما مَقْلُوبٌ وَيَاوَمْتُ الرَّجُلَ مُيَاومَةً ويِوامًا أي عامَلْتُهُ أو اسْتَأْجَرتُه لِليَومِ الأخِيرَةُ عن اللِّحيَانيّ ولَقِيَهُ يَوْمَ يَوْمَ يَعْني القُرْبَ حكاهُ سِيبَوَيهِ وقالَ من العَرَبِ من يَبْنِيه ومنهم من يُضِيفُهُ إلا في حَدِّ الحَالِ أو الظَّرْفِ ويامٌ حَيٌّ من هَمْدَانَ ويامٌ اسمُ وَلَدِ نُوحٍ الذي غَرِقَ بالطُّوفَانِ وإنما قَضَيْنَا على أَلِفِهِ بالواوِ لأنها عَيْنٌ مع وُجُودِ ي وم تم الثلاثي اللفيف بتمام حرف الميم والحمد لله
(يوم) - في الحديث: "سَيّدُ الأَيَّام يَوْم الجُمعَةِ"
: يُرِيد به الأَيّامَ السَّبْعَةَ، والأَيّامُ - أيضاً -: الوَقْتُ.
قال الله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}
- وفي الحديث: "تِلْكَ أيَّامُ الهَرْجِ"
: أي وَقْت الهَرْجِ؛ لأنَّ ذلك لا يختَصُّ باليَوم دُون اللّيلِ، وَاليومُ بَياضُ النهار. وقيل: هو من حين الصُّبح، وَالنّهارُ من حين طُلُوع الشَّمس.
- في حديث ابن مسْعُود - رضي الله عنه -: "إذا اختَلفتُم في اليَاءِ والتّاءِ، يَعنِى في القرآن - فاجعلُوهُ ياءً"
: أي إن وقَعَت كلمةٌ تُقرأ باليَاءِ والتَّاءِ فاكتبُوهَا باليَاءِ، نحو قَوله تَعالَى: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ} ، و {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} و {اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ} .
وفي رِوَايَةٍ أخرى: "القُرآن ذكَرٌ فذَكِّرُوهُ"
: أي جليلٌ خَطيرٌ، فأجِلُّوهُ بالتَّذكِير.
والله تعالى أعلم.
قال المصنِّف - رَحِمَه الله -: هذا آخر مَا جَمعْنَاهُ في الوقتِ، وأنا أَعتَذرُ إلى الله تعالى، وأسْتَعْفيِهِ مِمَّا لم يرضَ من قولى وفِعلِى في هذا الكِتَاب وغَيره؛ فقد أخبرنى غَيرُ واحدٍ من مَشايخى - رَحِمَهم الله - إذنًا، أنَّ عبد الرحمن بن مُحمَّد الحَافظ، أخبرهم: حدَّثَنا على بن محمّد بن على الأَسفَراييني، أن أبو عمرو أحمد بن محمد بن عيسى الصفَّار الضَّرِير الأَسْفراييني قال: سَمِعتُ أبا عَوَانَةَ يقول: سَمِعتُ الميمونى يَقول: سُئل أحْمَد عن حَرفٍ مِن غَريب الحَدِيث فقال: سَلُوا أصحَابَ الغَرِيب، فإنّى أكرَهُ أن أتكلَّم في قَولِ رَسولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم - بالظَّنّ فأُخْطِئ، والآدمِىُّ لا يخلُو من سَهْوٍ وغَلَطٍ.
هذا مع اعْترافى بقصُورى وتَقْصِيرى؛ ولقد بلغنى بإسنادٍ لم يَحضُرنى عن الشافعىِ، فيما يغلبَ على ظنى: أنه طالَع كِتاَبًا لَهُ مِرارًا عِدَّةً يُصَحِّحه، فلما نَظَر فيه بَعدَ ذلك عَثرَ علَى خَلَلٍ فيه، فقال: "أبَى الله تعالى أن يَصِحَّ كِتَابٌ غيرُ كِتَابِه"
وأنَشَدَ بعضُ مَشايخِى عن بَعضِهم:
رُبَّ كتَابٍ قد تَصفَّحتُه
فقلتُ في نَفْسِىَ صَحَّحتُه
ثم إذا طالَعتُه ثانِيًا
رَأيتُ تصْحِيفًا فأصْلَحْتُه
فعَلَى الناظِرِ في هذا الكتاب إذا عَثَرَ على سَهْوٍ فيه أو خطَإٍ أن يَتأَمَّل فيه مُنصِفًا، فإن كان صَوَابُه أكثَر عفَا عن الخَطَأ وأَصلَحَه، وتَرحَّمَ على جامِعِه، وعَذرَه بما شَقِى في جمعِهِ وتَرتيبه، وأفنى مِن عُمُرِه في تحصِيلِهِ، وتَهْذِيبِه، رَغْبَةً في دُعَاءِ المستفيد منه بالغُفرَان والعَفو، وتفضَّل الله تعالى على ذُنُوبه بالمحْو. فإنَّه العَفُوُّ الغَفُور الرحيم الكَرِيم، وأنشِدُ قَولَ القائل:
يَا ناظِرًا في الكتَابِ بَعدِى
مُجتنِيًا من ثِمارِ جهدِى
إنّى فَقِيرٌ إلى دعاءٍ تُهدِ
يهِ لى في ظَلام لَحْدِى
وأَختِم الكِتابَ بما خَتَم به الهَرَوىُّ كِتابَه، وهوَ ما وجَدتُه على ظهرِ جُزءٍ لى بخَطٍّ عَتِيقٍ: أنشدنا المُقْرِئُ أبو عثمان سَعِيد بن مُحمّد المزكِّى، قال: أنشدنا أبُو بَشير أحمد بن محمد بن حَسْنويه الحَسْنوِى، سنة ثلاث وستين وثلاثمائة قال: رَأيت في آخرِ كِتَابٍ لإسحاق بن إبراهيم الحنظَلِى بخطِّ يَدهِ، فَلاَ أدرِى عن قيلِه، أم قِيلِ غيره:
لقدَ أتْمَمْتُه حَمدًا لِربّى ... على ما قد أعَانَ على الكتَابِ
لــيَدعُو الله بعدِى مَن رَآه ... بِمَغفِرتى وإجْزالى الثَّوابِ
فقد أَيقَنتُ أن الكُتْبَ تَبقَى ... وتَبلَى صُورَتي تَحتَ التُّرابِ
وصلَّى الله ربُّ الخَلْقِ طُرًّا ... على المَبعُوثِ في خَيْر الصِّحابِ

يوم: اليَوْمُ: معروفٌ مِقدارُه من طلوع الشمس إِلى غروبها، والجمع

أَيّامٌ، لا يكسَّر إِلا على ذلك، وأَصله أَيْوامٌ فأُدْغم ولم يستعملوا فيه

جمعَ الكثرة. وقوله عز وجل: وذكِّرْهم بأَيامِ الله؛ المعنى ذكِّرْهم

بِنِعَمِ الله التي أَنْعَمَ فيها عليهم وبِنِقَمِ الله التي انْتَقَم فيها

من نوحٍ وعادٍ وثمودَ. وقال الفراء: معناه خَوِّفْهم بما نزلَ

بعادٍ وثمود وغيرِهم من العذاب وبالعفو عن آخرين، وهو في المعنى كقولك:

خُذْهُم بالشدّة واللِّين. وقال مجاهد في قوله: لا يَرْجُونَ أَيّامَ

الله، قال: نِعَمَه، وروي عن أَُبيّ بن كعب عن النبي، صلى الله عليه

وسلم، في قوله وذكِّرْهم بأَيام الله، قال: أَيامُه نِعَمُه؛ وقال شمر في

قولهم:

يَوْماهُ: يومُ نَدىً، ويومُ طِعان

ويَوْماه: يوم نُعْمٍ ويومُ بُؤْسٍ، فاليومُ ههنا بمعنى الدَّهْر أَي هو

دَهْرَه كذلك. والأَيّام في أَصلِ

البِناء أَيْوامٌ، ولكن العرب إِذا وَجَدُوا في كلمة ياءً وواواً في

موضع. والأُولى منهما ساكنةٌ، أَدْغَموا إِحداهما في الأُخرى وجعلوا الياء

هي الغالبةَ، كانت قبلَ

الواو أَو بعدَها، إِلاَّ في كلماتٍ شَواذَّ تُرْوَى مثل الفُتُوّة

والهُوّة. وقال ابن كيسان وسُئل عن أَيّامٍ: لمَ ذهبَت الواوُ؟ فأَجاب: أَن

كلّ ياءٍ وواوٍ سبقَ أَحدُهما الآخرَ

بسكونٍ فإِن الواو تصير ياءً في ذلك الموضع، وتُدْغَم إِحداهما في

الأخرى، من ذلك أَيَّامٌ أَصلها أَيْوامٌ، ومثلُها سيّدٌ وميّت، الأَصلُ

سَيْوِدٌ ومَيْوِت، فأكثر الكلام على هذا إِلا حرفين صَيْوِب وحَيْوة،

ولو أَعلُّوهما لقالوا صَيِّب وحيّة، وأَما الواوُ إِذا سبَقت فقولُك

لَوَيْتُه لَيّاً وشَوَيْتُه شَيّاً، والأَصل شَوْياً ولَوْياً. وسئل أَبو

العباس أَحمد بن يحيى عن قول العرب اليَوْم اليَوْم، فقال: يريدون اليَوْم

اليَوِمَ، ثم خفّفوا الواو فقالوا اليَوْم اليَوْم، وقالوا: أَنا اليومَ

أَفعلُ كذا، لا يريدون يوماً بعينه ولكنهم يريدون الوقتَ الحاضرَ؛ حكاه

سيبويه؛ ومنه قوله عز وجل: اليومَ أَكْمَلتُ لكم دِينكم؛ وقيل: معنى

اليومَ أَكملتُ لكم دِينَكم أَي فَرَضْتُ ما تحتاجون إِليه في دِينِكم،

وذلك حسَنٌ جائز، فأَما أَن يكونَ دِينُ الله في وقتٍ من الأَوقات غيرَ

كامل فلا. وقالوا: اليومُ يومُك، يريدون التشنيعَ وتعظيم الأَمر. وفي

حديث عمر، رضي الله عنه: السائبة والصدَقةُ ليَوْمِهما أَي ليومِ القيامة،

يعني يُراد بهما ثوابُ

ذلك اليوم. وفي حديث عبد المَلِك: قال للحجاج سِرْ إِلى العِراق غِرارَ

النوم طويل اليوم؛ يقال ذلك لِمَنْ جَدَّ في عَملِه يومَه، وقد يُرادُ

باليوم الوقتُ مطلقاً؛ ومنه الحديث: تلك أَيّامُ الهَرْج أَي وقتُه، ولا

يختص بالنهارِ

دون الليل. واليومُ الأَيْوَمُ: آخرُ يوم في الشهر. ويومٌ أَيْوَمُ

ويَوِمٌ ووَوِمٌ؛ الأَخيرة نادرة لأن القياس لا يوجبُ قلب الياءِ واواً،

كلُّه: طويلٌ شديدٌ هائلٌ. ويومٌ ذو أَياوِيمَ كذلك؛ وقوله:

مَرْوانُ يا مَرْوانُ لليومِ اليَمِي

ورواه ابن جني:

مروان مروان أَخُو اليوم اليَمِي

وقال: أَراد أَخوا اليومِ السهْلِ اليومُ

الصعبُ، فقال: يومٌ أَىْوَمُ ويَوِمٌ كأَشْعَث وشَعِث، فقُلب فصار

يَمِو، فانقلبت العينُ لانكسار ما قبلها طرَفاً، ووجهٌ آخر أَنه أَراد أَخو

اليَوْمِ اليَوْمُ كما يقال عند الشدة والأَمرِ العظيم اليومُ

اليومُ، فقُلب فصار اليَمْو ثم نقلَه من فَعْل إِلى فَعِل كما أَنشده

أَبو زيد من قوله:

عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَبَّدا،

مُذْ خَمْسة وخََمِسون عدَدا

يريد خَمْسون، فلما انكسرَ ما قبل الواو قلبت ياءً فصار اليَمِي؛ قال

ابن جني: ويجوز فيه عندي وجه ثالث لم يُقَلْ به، وهو أَن يكون أَصله على ما

قيل في المذهب الثاني أَخُو اليَوْم اليَوْم ثم قلب فصار اليَمْوُ، ثم

نقلت الضمّةُ إِلى الميم على حد قولك هذا بَكُر، فصار اليَمُو، فلما وقعت

الواو طرفاً بعد ضمة في الاسم أَبدلوا من الضمة كسرةً، ثم من الواو ياءً

فصارت اليَمِي

كأَحْقٍ وأَدْلٍ، وقال غيره: هو فَعِلٌ أَي الشديد؛ وقيل: أَراد اليَوْم

اليَوْم كقوله:

إِنَّ مع اليَوْمِ أَخاه غَدْوَا

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.