ضمير يعبر بِهِ الِاثْنَان أَو الْجمع المخيرون عَن أنفسهم وَقد يعبر بِهِ الْوَاحِد عِنْد إِرَادَة التَّعْظِيم
: (نَحْنُ: ضَميرٌ يُعْنَى بِهِ الإثْنانِ والجَمْعُ: المُخْبِرونَ عَن أَنْفُسِهم) .
(قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: إطْلاقُه بمعْنَى الإثْنَيْن ممَّا تَوقفُوا فِيهِ، وَقَالُوا إنَّه غيرُ مَوْجودٍ فِي كَلامِ العَرَبِ، وأَمَّا قوْلُه:
نَحْنُ اللذانِ تَعارَفَتْ أَرْواحنا فَقَالُوا إنَّه مُوَلَّدٌ.
وَهُوَ (مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ.
(أَو) نَحْنُ كَلمةٌ يُعْنَى بهَا (جَمْعُ أَنا من غيرِ لَفْظِها وحُرِّكَ آخِرُه) بالضَّمِّ (لالْتِقاءِ السَّاكِنَيْنِ) ، كَذَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: قَوْلُ الجوْهرِيِّ إنَّ الحرَكَةَ فِي نَحْنُ لالْتِقاءِ الساكِنَيْنِ لَا يصحُّ لأنَّ اخْتِلافَ صِيَغِ المُضْمَرات يقُومُ مَقامَ الإعْرابِ، وَلِهَذَا بُنِيَتْ على حَرَكَةٍ مِن أَوَّل الأَمْرِ نَحْو هُوَ وَهِي.
(و) فِي المُحْكَم: (ضُمَّ لأنَّه يَدلُّ على الجَماعَةِ، وجَماعَةُ المُضْمَرِينَ تَدُلُّ عَلَيْهِم) الميمُ أَو (الواوُ نحوُ: فَعَلُوا وأَنْتُمْ والواوُ من جنسِ الضَّمَّةِ) ، وَلم يكنْ بُدٌّ من حَرَكَةِ نَحْنُ فحُرِّكَتْ بالضمِّ لأنَّ الضمَّ مِن الْوَاو، فأَمَّا قِراءَةُ مَنْ قَرَأَ: نحْنُ نُحْيِي ونُمِيتُ، فَلَا بُدَّ أَنْ تكونَ النُّون الأُوْلى مُخْتَلَسَة الضمِّ تَخْفِيفاً وَهِي بمنْزِلَة المُتَحَرِّكَة، فأَمّا أَنْ تكونَ ساكِنَةً والحاء قَبْلها ساكِنَة فخطَأٌ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: وإِنَّما بُنِيَتْ نَحْنُ على الضمِّ لئَلاَّ يظنُّ بهَا أنَّها حَرَكَةٌ الْتِقاءِ الساكِنَيْنِ، إذْ الفتْح والكَسْر يُحَرَّكُ بهما مَا الْتَقَى فِيهِ ساكِنانِ نَحْو مَدَّ وشَدَّ.