نتر: النَّتْرُ: الجَذْبُ بِجَفاءٍ، نَتَرَهُ يَنْتُرُه نَتْراً
فانْتَترَ. واسْتَنْترَ الرجلُ من بَوْلِهِ: اجْتَذَبَهُ واستخرج بقيته من
الذَّكَرِ عند الاستنجاء. وفي الحديث: إِذا بال أَخدكم فلْيَنْتُرْ ذكَرَهُ
ثلاث نَتَراتٍ يعني بعد البول؛ هو الجَذْب بقوّة. وفي الحديث: أَما
أَحدُهما فكان لا يَسْتَنْتِرُ من بولِهِ. قال الشافعي في الرجل يَسْتَبْرِئُ
ذَكَرَهُ إِذا بال: أَن يَنْتُرَهُ نَتْراً مرة بعد أُخرى كأَنه
يجتَذِبُهُ اجتذاباً. وفي النهاية: في الحديث: إِنّ أَحدكم يُعَذَّبُ في قبره،
فيقالُ إِنه لم يكن يَسْتَنْتِرُ عند بوله؛ قال: الاسْتِنْتارُ اسْتِفْعالٌ
من النَّتْرِ، يريد الحِرْصَ عليه والاهتمامَ به، وهو بَعْثٌ على
التَّطَهُّرِ بالاستبراءِ من البول. ونَتَرَ الثوبَ نَتْراً: شَقَّهُ بأَصابعه
أَو أَضراسه. وطَعْنٌ نَتْرٌ: مبالَغٌ فيه كأَنه ينتُر ما مر به في
المطعون؛ قال ابن سيده: وأُراه وُصِفَ بالمصدر.
ابن السكيت: يقال رَمْيٌ سَعْرٌ وضَرْبٌ هَبْرٌ وطَعْنٌ نَتْرٌ، وهو
مثْلُ الخَلْسِ يَخْتَلِسُها الطاعنُ اختلاساً. ابن الأَعرابي: النَّتْرَةُ
الطعنةُ النافِذةُ. وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه، قال لأَصحابه:
اطْعُنُوا النَّتْرَ أَي الخَلْسَ وهو من فعل الحُذَّاق؛ يقال: ضَرْبٌ هَبْرٌ
وطَعْنٌ نَتْرٌ، ويروى بالباء بدل التاء.
والنَّتَرُ، بالتحريك: الفسادُ والضَّياعُ؛ قال العجاج:
واعلم بأَن ذَا الجَلالِ قَدْ قَدَرْ،
في الكُتُبِ الأُولى التي كان سَطَرْ،
أَمْرَكَ هذا، فاجْتَنِبْ منه النَّتَرْ
والنَّتْرُ: الضَّعْفُ في الأَمْرِ والوَهْنُ، والإِنسانُ يَنْتُرُ في
مشيِه نَتْراً كأَنه يَجْذِبُ شيئاً. ونَتَرَ في مِشْيَتِهِ وانْتَتَرَ:
اعتمد. والنَّواتِرُ: القِسِيُّ المنقطعةُ الأَوتارِ. وقَوْسٌ ناتِرَةٌ:
تَقْطَعُ وتَرَها لصلابتها؛ قال الشماخ بن ضرار يصف حماراً أَوْرَدَ
أُتُنَه الماءَ فلما رَوِيَتْ ساقها سَوْقاً عنِيفاً خوفاً من صائدٍ
وغيره:فَجالَ بها من خِيفَةِ المَوْتِ والِهاً،
وبادَرَها الخَلاَّتِ أَيَّ مُبادَرِ
يَزُرُّ القَطَا منها، ويضْرِبُ وجْهَهُ
قَطُوفٌ بِرِجْلٍ، كالقِسِيّ النَّوَاتِرِ
قال ابن بري: والذي في شعره:
... يُضْرب وجْهُهُ
بِمُخْتَلِفاتٍ كالقِسِيِّ النَّوَاتِرِ
وقوله يَزُرُّ: يَعَضُّ. والقطا: جمع قَطاةٍ وهو موضِعُ الرِّدْفِ.
والخلات: جمعُ خَلٍّ وهو الطريق في الرمل، كلما عَضَّ الحمارُ أَكفالَ
الأُتُنِ نَفَحَتْه بأَرجلها. والقَطُوفُ من الدوابِّ: البطيءُ السَّيْرِ؛ يريد
أَن الأُتُنَ لما رَوِيَتْ من الماءِ وامتلأَت بطونُها منه بَطُؤَ
سَيْرُها.