غين: الغين: حرف تهج، وهو حرف مجهور مستعل، يكون أَصلاً لا بدلاً
ولا زائداً، والغين لغة في الغيم، وهو السحاب، وقيل: النون بدل من
الميمي؛ أَنشد يعقوب لرجل من بني تغلب يصف فرساً:
فِداءٌ خالَتِي وفداً صَدِيقي،
وأَهْلي كُلُّهم لبَني قُعَيْنِ
فأَنْتَ حَبَوْتَنِي بِعِنانِ طِرْفٍ،
شديدِ الشَّدّ ذي بَذْلٍ وصَوْنِ
كأَنِّي بين خافِيَتَيْ عُقابٍ،
تُرِيدُ حمامةً في يوم غَيْنِ.
أَي في يوم غيم؛ قال ابن بري: الذي أَنشده الجوهري:
أَصاب حمامة في يوم غين.
والذي رواه ابن جني وغيره: يريد حمامة، كما أَورده ابن سيده وغيره، قال:
وهو أَصح من رواية الجوهري أَصاب حمامة. وغانَتِ السماءُ غَيْناً
وغِينَتْ غَيْناً: طَبَّقَها الغَيمُ. وأَغانَ الغَينُ السماء أَي أَلْبَسها؛
قال رُؤبة:
أَمْسَى بِلالٌ كالربيعِ المُدْجِنِ،
أَمْطَرَ في أَكْنافِ غَيْنٍ مُغْيِنِ.
قال الأَزهري: أَراد بالغين السحاب، وهو الغيم، فأَخرجه على الأَصل.
والأَغْيَنُ: الأَخْضَرُ. وشجرة غَيْناءِ أَي خَضْراءِ كثيرة الورق ملتفة
الأَغصان ناعمة، وقد يقال ذلك في العُشْب، والجمع غِينٌ، وأَشجار غِينٌ؛
وأَنشد الفراء:
لَعِرْضٌ من الأَعْراضِ يُمْسِيَ حمامُه،
ويُضْحِي على أَفْنانِه الغِينِ يَهْتِفُ
والغِيْنةُ: الأَجَمَةُ. والغِينُ من الأَراك والسِّدْر: كثرته واجتماعه
وحسنه؛ عن كراع، والمعروف أَنه جمع شجرة غَيْناءِ، وكذلك حكي أَيضاً
الغِينة جمع شجرة غَيْناء؛ قال ابن سيده: وهذا غير معروف في اللغة ولا في
قياس العربية، إنما الغِينَةُ الأَجَمَةُ كما قلنا، أَلا ترى أَنك لا تقول
البِيضَةُ في جمع البَيْضاءِ ولا العِيسَةُ في جمع العَيْساء؟ فكذلك لا
يقال الغِينَةُ في جمع الغَيْناء، اللهم إِلا أَن يكون لتمكين التأْنيث
أَو يكون اسماً للجمع. والغَيْنة الشَّجْراءُ: مثل الغَيْضة الخضراء. وقال
أَبو العَمَيْثل: الغَيْنة الأَشجارُ الملتفة في الجبال وفي السَّهْل بلا
ماء، فإِذا كانت بماء فهي غَيْضة. والغَيْنُ: شجر ملتف؛ قال ابن سده:
ومما يَضَعُ به من ابن السكيت ومن اعتقاده أَن الغينَ هو جمع شجرة غَيْناء،
وأَن الشِّيَم جمع أَشْيَمَ وشَيْماء وزْنُه فِعْل، وذهب عنه أَنه
فُعْلٌ، غُومٌ وشُومٌ، ثم كسرت الفاء لتسلم الياء كما فعل ذلك في بِيضٍ.
وغِينَ على قلبه غَيْناً: تغَشَّتْه الشَّهْوةُ، وقيل: غِينَ على قلبه غُطِّيَ
عليه وأُلْبِسَ. وغِينَ على الرجل كذا أَي غُطِّيَ عليه. وفي الحديث:
إِنه ليُغانُ على قلبي حتى أَستغفر الله في اليوم سبعين مرة؛ الغَيْنُ:
الغَيْمُ، وقيل: الغَيْنُ شجر ملتف، أَراد ما يغشاه من السهو الذي لا يخلو
منه البشر، لأَن قلبه أَبداً كان مشغولاً
بالله تعالى، فإِن عَرَضَ له وَقْتاً مّا عارض بشري يَشْغَلُه من أُمور
الأُمّة والملَّة ومصالحهما عَدَّ ذلك ذنباً وتقصيراً، فيَفْزَعُ إلى
الاستغفار؛ قال أَبو عبيدة: يعني أَنه يتَغَشَّى القلبَ ما يُلْبِسُه؛ وكذلك
كل شيء يَغْشَى شيئاً حتى يُلْبِسَه فقد غِينَ عليه. وغانَتْ نفْسُه
تَغِينُ غَيْناً: غَثَتْ. والغَيْنُ: العطش، غانَ يَغِينُ. وغانتِ الإِبلُ:
مثلُ غامَتْ. والغِينة، بالكسر: الصديد، وقيل: ما سال من الميت، وقيل: ما
سال من الجيفة. والغَيْنةُ، بالفتح: اسم أَرض؛ قال الراعي:
ونَكَّبْنَ زُوراً عن مُحَيَّاةَ بعدما
بَدَا الأَثْلُ، أَثْلُ الغَيْنةِ المُتَجاوِرُ.
ويروى الغِينة
(* قوله «ويروى الغينة» أي بكسر الغين كما صرح به ياقوت).
الفراء: يقال هو آنَسُ من حُمَّى الغِينِ. والغِينُ: موضع لأَن أَهلها
يُحَمُّون كثيراً.