رده: الرَّدْهَةُ: النقرة في الجبل أَو في صخرة يَسْتنْقِعُ فيها
الماء؛ قال الشاعر:
لمَنِ الدِّيارُ، بجانبِ الرَّدْهِ،
قَفْراً من التَّأْيِيهِ والنَّدْهِ
التَّأْيِيهُ: أَن يُؤَيِّهَ بالفرس إذا نَفَرَ فيقول إيهِ إيهِ،
والنَّدْهُ بالإبل: أَن يقول لها هِدَهْ هِدَهْ؛ وأَنشد ابن بري هنا:
عَسَلانَ ذِئبِ الرَّدْهَةِ المُسْتَوْرِد
ابن سيده:والرَّدْهة أَيضاً حَفِيرةٌ في القُفِّ تُحْفَرُ أَو تكون
خِلْقَةً فيه؛ قال طُفَيْل:
كأَنَّ رعالَ الخَيْلِ، لما تَبادَرَتْ،
بوادِي جَرادِ الرَّدْهَةِ المُتَصَوِّبِ
والجمع رَدْهٌ ورِداهٌ.يقال: قَرِّبِ الحمارَ من الرَّدْهة، ولا تقول
له: سأْ؛ والرَّدْهةُ: شِبْهُ أَكَمَةٍ خَشِنةٍ كثيرة الحجارة، والجمع
رَدَهٌ، بفتح الراء والدال؛ هذا قول أَهل اللغة، قال ابن سيده: والصحيح أَنه
اسم للجمع. الجوهري: وفي الحديث أَنه، صلى الله عليه وسلم، ذَكَر
المقتولَ بنَهْروانَ فقال شيطانُ الرَّدْهةِ. قال ابن بري: صوابه وفي الحديث
ذَكَر ذا الثُّدَيَّةِ فقال شيطانُ الرَّدْهَة يَحْتَدِرُهُ رجل من
بَجِيلَةَ، روى الأَزهري بسنده عن سعد قال: سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم،
ذكر ذاك الذي قَتَلَ عَليٌّ ذا الثُّدَيَّةِ فقال: شيطانُ الرَّدْهَةِ
راعي الخيلِ يَحْتَدِرهُ رجل من بَجِيلة أَي يُسْقِطُه؛ قال: الرَّدْهَة
النقْرَة في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماء، وقيل: هي قُلَّةُ الرابية.
قال: وفي حديثه أَيضاً وأَما شيطانُ الرَّدْهَة فقد كُفِيتُه بصيحةٍ
سمعْت لها وَجيب قلبِه؛ قيل: أَراد به معاوية لما انهزم أَهلُ الشام يوم
صِفِّينَ وأَخْلَد إلى المحاكمة، وقيل: الرَّدْهَة حَجَرٌ مُسْتَنْقَع في
الماء، وجَمْعُه رِدَاهٌ؛ وقال ابن مُقْبل:
وقافِيةٍ مِثْل وَقْعِ الرِّدا
هِ لم تَتَّرِكْ لمُجِيبٍ مَقالا
وروي عن المُؤَرِّج أَنه قال: الرَّدْهَة المورد. والرَّدهة: الصخرة في
الماء، وهي الأَتانُ. قال والرَّدْهَة أَيضاً ماءُ الثلج. والرَّدْهَةُ:
الثوبُ الخَلَق المُسَلْسَلُ.
ورجل رَدِهٌ: صُلْبٌ مَتِينٌ لَجُوجٌ لا يُغْلَبُ. قال الأَزهري: لا
أَعرف شيئاً مما روى المؤرج، وهي مناكير كلها. والرُّدَّهُ: تِلالُ
القِفافُِ؛ وأَنشد لرؤبة:
من بَعْدِ أَنْضادِ الرِّدَاهِ الرُّدَّهِ
(* قوله «من بعد انضاد إلخ» كذا في التهذيب والمحكم، والذي في التكملة:
يعدل أنضاد القفاف الردّه * عنها وأثباج الرمال الورّه
قال: والردّه مستنقعات الماء والورّه التي لا تتماسك).
قال ابن سيده: قوله الرِّدَاهِ الرُّدَّهِ من باب أَعْوامِ السنينِ
العُوَّمِ، كأَنهم يريدون المبالغة والإجادَةَ. قال الأَزهري: وربما جاءت
الرَّدْهَة في وصف بئر تحفر في قُفٍّ أو تكون خلقة فيه. والرَّدْهَةُ:
البيت العظيم الذي لا يكون أَعظمُ منه؛ قال الأَزهري: وجمعها الرِّداهُ،
ورَدَهَتِ المرأَةُ بيتها تَرْدَهُه رَدْهاً، قال: وكأَنَّ الأَصل فيه
رَدَحَتْ، بالحاء، والهاءُ مُبْدَلة منه. ورَدَهَ البيتَ يَرْدَهُه رَدْهاً:
جعله عظيماً كبيراً. ابن الأَعرابي: رَدَّهَ الرجلُ إذا ساد القومَ
بشجاعة أَو سخاء أَو غيرهما.